اللمع في العربية الْعَطف على اسْم إِن وَأَخَوَاتهَا
فان عطفت على اسْم إِن وَلَكِن بعد خبرهما جَازَ لَك النصب على
اللَّفْظ وَالرَّفْع على مَوضِع الِابْتِدَاء تَقول إِن زيدا لقائم
وعمراً وَإِن شِئْت قلت وعمرُو وَكَذَلِكَ لَكِن جعفراً منطلق وبِشْرًا
وَإِن شِئْت قلت وبشرٌ وَلَا يجوز الْعَطف على معنى الِابْتِدَاء مَعَ
بَقِيَّة أخواتها لزوَال معنى الِابْتِدَاء وتشبه لَا ب إِن
(1/43)
بَاب لَا فِي النَّفْي
عمل لَا النافية للْجِنْس
اعْلَم أَن لَا تنصب النكرَة بِغَيْر تَنْوِين مَا دَامَت تَلِيهَا
وتبنى مَعهَا على الْفَتْح ك خمسةَ عشرَ تَقول لَا رجلَ فِي الدَّار
وَلَا غلامَ لَك فَإِن فصلت بَينهمَا بَطل عَملهَا تَقول لَا لَك
غلامٌُ وَلَا عنْدك جاريةٌُ فَإِن عطفت وكررت لَا جَازَت لَك فِيهِ
عدَّة أوجه تَقول لَا حولَ وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه قَالَ الله
سُبْحَانَهُ {لَا بيعَ فِيهِ وَلَا خلالَ} وَيجوز لَا حول وَلَا قُوَّة
إِلَّا بِاللَّه قَالَ الشَّاعِر
(لَا نسبَ الْيَوْم وَلَا خلةً ... اتَّسع الْخرق على الراقع) //
السَّرِيع //
وَيجوز لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه قَالَ الشَّاعِر
(وَمَا هجرتك حَتَّى قلت معلنة ... لَا ناقةٌ لي فِي هَذَا وَلَا جملُ)
// الْبَسِيط //
(1/44)
13 - ظ وَيجوز لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا
بِاللَّه قَالَ الشَّاعِر
(هَذَا لعمركم الصغار بِعَيْنِه ... لَا أمَّ لي إِن كَانَ ذَاك وَلَا
أبُ) // الْكَامِل //
وَيجوز لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه قَالَ الشَّاعِر
(فَلَا لغوٌ وَلَا تأثيمَ فِيهَا ... وَمَا فاهوا بِهِ أبدا مُقيم) //
الوافر //
وَتقول لَا غلامَ وَجَارِيَة لَك بِالتَّنْوِينِ لَا غير قَالَ
الشَّاعِر
(1/45)
(فَلَا أبَ وابناً مثل مَرْوَان وَابْنه
... إِذا هُوَ بالمجد ارتدى وتأزرا) // الطَّوِيل //
فان وصف اسْم لَا كَانَ لَك فِيهِ ثَلَاثَة أوجه النصب بِالتَّنْوِينِ
تَقول لَا رجل ظريفاً عنْدك وَبِغير التَّنْوِين تَقول لَا رجل ظريفَ
عنْدك وَالرَّفْع بِالتَّنْوِينِ لَا غير تَقول لَا غلامَ ظريفُ عنْدك
ويثنى بالنُّون فَتَقول لَا غلامين لَك وَلَا جاريتين عنْدك وَتقول لَا
رجلَ أفضلُ مِنْك ترفع أفضل لِأَنَّهُ خبر لَا كَمَا يرْتَفع خبر إِن
(1/46)
معرفَة الْأَسْمَاء المنصوبة
وَهِي على ضَرْبَيْنِ مفعول ومشبه بالمفعول وَالْمَفْعُول على خَمْسَة
أضْرب مفعول مُطلق ومفعول بِهِ ومفعول فِيهِ ومفعول لَهُ ومفعول مَعَه
(1/47)
بَاب الْمَفْعُول الْمُطلق وَهُوَ الْمصدر
14 - واعْلَم أَن الْمصدر كل اسْم دلّ على حدث وزمان مَجْهُول وَهُوَ
وَفعله من لفظ وَاحِد وَالْفِعْل مُشْتَقّ من الْمصدر فَإِذا ذكرت
الْمصدر مَعَ فعله فضلَة فَهُوَ مَنْصُوب تَقول قُمْت قيَاما وَقَعَدت
قعُودا
أغراض الْمَفْعُول الْمُطلق
وَإِنَّمَا يذكر الْمصدر مَعَ فعله لأحد ثَلَاثَة أَشْيَاء وَهِي توكيد
الْفِعْل وَبَيَان النَّوْع وَعدد المرات نقُول فِي التوكيد قُمْت
قيَاما وَقَعَدت قعُودا وَتقول فِي التَّبْيِين قُمْت قيَاما حسنا
وَجَلَست جُلُوسًا طَويلا وَتقول فِي عدد المرات قُمْت قَوْمَتَينِ
وَقَعَدت قعدتين وَضربت ثلاثُ ضرباتٍ
(1/48)
تَثْنِيَة الْمصدر وَجمعه
وَلَا يجوز تَثْنِيَة الْمصدر وَلَا جمعه لِأَنَّهُ اسْم الْجِنْس
وَيَقَع بِلَفْظِهِ على الْقَلِيل وَالْكثير فَجرى لذَلِك مجْرى المَاء
وَالزَّيْت وَالتُّرَاب فان اخْتلفت أَنْوَاعه جَازَت تثنيته وَجمعه
تَقول قُمْت قيامين وَقَعَدت قعودين
عمل الْفِعْل فِي الْمصدر
وَاعْلَم أَن الْفِعْل يعْمل فِي جَمِيع ضروب المصادر من الْمُبْهم
والمختص تَقول فِي الْمُبْهم قُمْت قيَاما وَانْطَلَقت انطلاقاً وَتقول
فِي الْمُخْتَص قُمْت القيامَ الَّذِي تعلم وَذَهَبت الذهابَ الَّذِي
تعرف
مَا يَنُوب عَن الْمصدر
وَيعْمل أَيْضا فِيمَا كَانَ ضربا من فعله الَّذِي أَخذ مِنْهُ تَقول
قعد القُرْفُصَاءَ واشتمل الصَمَّاءَ وَرجع الْقَهْقَرَى 14 ظ وَسَار
الجَمْزَى وَعدا البَشَكَى
(1/49)
وَمَا أضيف إِلَى الْمصدر مِمَّا هُوَ وصف
لَهُ فِي الْمَعْنى بِمَنْزِلَة الْمصدر تَقول سرت أشدَّ السيرٍ وَصمت
أحسنَ الصيامِ فتنصب أَشد وَأحسن نصب المصادر
وَتقول إِنَّه ليعجبني حبًّا شَدِيدا ِلأَنَّ أَعجبني وأحببته فِي معنى
وَاحِد قَالَ الشَّاعِر
(يُعجبهُ السخون والبرود ... وَالتَّمْر حبا مَا لَهُ مزيدُ) // الرجز
//
تنصب حبا على الْمصدر بِمَا دلّ عَلَيْهِ يُعجبهُ وَكَذَلِكَ إِنِّي
لأبغضه كَرَاهِيَة وَإِنِّي لأشنؤه بغضاَ
(1/50)
بَاب الْمَفْعُول بِهِ
الْفِعْل فِي التَّعَدِّي إِلَى الْمَفْعُول بِهِ على ضَرْبَيْنِ فعل
مُتَعَدٍّ بِنَفسِهِ وَفعل مُتَعَدٍّ بِحرف جر فالمتعدي بِحرف الْجَرّ
نَحْو قَوْلك مَرَرْت بزيد وَنظرت إِلَى عَمْرو وَعَجِبت من بكر وَلَو
قلت مَرَرْت زيدا وَعَجِبت بكرا فحذفت حرف الْجَرّ لم يجز ذَلِك إِلَّا
فِي ضَرُورَة شعر غير أَن الْجَار وَالْمَجْرُور جَمِيعًا فِي مَوضِع
نصب بِالْفِعْلِ الَّذِي قبلهمَا
والمتعدي بِنَفسِهِ على ثَلَاثَة أضْرب مُتَعَدٍّ إِلَى مفعول وَاحِد
ومتعد إِلَى مفعوَلْينِ ومتعد إِلَى ثَلَاثَة مفعوِلينَ
الْمُتَعَدِّي إِلَى مفعول وَاحِد
الْمُتَعَدِّي إِلَى مفعول وَاحِد نَحْو قَوْلك ضربت زيدا وَكلمت عمرا
(1/51)
الْمُتَعَدِّي إِلَى مفعولين
15 - ووالمتعدي إِلَى مفعولين على ضَرْبَيْنِ أَيْضا مُتَعَدٍّ إِلَى
مفعولين وَلَك الِاقْتِصَار على أَحدهمَا ومتعد إِلَى مفعولين وَلَيْسَ
لَك الِاقْتِصَار على أَحدهمَا
الأول نَحْو قَوْلك أعطيتُ زيدا درهما وكسوت عمرا ثوبا وَلَك أَن تَقول
أَعْطَيْت زيدا وكسوت عمرا
ظن وَأَخَوَاتهَا
الثَّانِي مِنْهُمَا أَفعَال الشَّك وَالْيَقِين مِمَّا كَانَ دَاخِلا
على الْمُبْتَدَأ وَخَبره فَكَمَا لَا بُد للمبتدأ من خَبره فَكَذَلِك
لابد للْمَفْعُول الأول من الثَّانِي وَتلك الْأَفْعَال ظننتُ وحسبت
وخلت وَزَعَمت وَوجدت بِمَعْنى علمت وَرَأَيْت بِمَعْنى علمت تَقول
ظَنَنْت زيدا قائماَ وحسبت مُحَمَّدًا جَالِسا وخلت أَبَاك كَرِيمًا
وَزَعَمت أَخَاك عَاقِلا وَوجدت الله غَالِبا وَعلمت أَبَا الْحسن
عفيفا وَرَأَيْت مُحَمَّدًا ذَا مَال وَكَذَلِكَ مَا تصرف من هَذِه
الْأَفْعَال نَحْو أَظن يحْسب وتخال وَيعلم
(1/52)
وَالْمَفْعُول الثَّانِي من ظَنَنْت
وَأَخَوَاتهَا كأخبار الْمُبْتَدَأ من الْمُفْرد وَالْجُمْلَة والظرف
تَقول فِي الْمُفْرد ظَنَنْت زيدا قَائِما وَفِي الْجُمْلَة ظَنَنْت
زيدا يقوم أَخُوهُ وَفِي الظّرْف ظَنَنْت زيدا فِي الدَّار وكما لَا
تَقول زيد قَامَ عَمْرو فَكَذَلِك لَا تَقول ظَنَنْت زيدا قَامَ عَمْرو
حَتَّى تَقول فِي دَاره 15 ظ أَو عِنْده أَو نَحْو ذَلِك
إِعْمَال ظن وإلغاؤها
فَإِذا تقدّمت هَذِه الْأَفْعَال لم يكن بُد من إعمالها تَقول ظَنَنْت
زيدا كَرِيمًا فَإِن توسطت بَين الْمُبْتَدَأ وَخَبره كنت فِي إعمالها
وإلغائها مُخَيّرا تَقول فِي الإعمال زيدا أَظن قَائِما وَفِي الإلغاء
زيدٌ أَظن قائمٌ قَالَ الشَّاعِر
(أبالأراجيز يَا ابْن اللؤم توعدني ... وَفِي الأراجيزِ خلتُ اللؤمُ
واْلخَوَرُ) // الْبَسِيط //
(1/53)
فَإِن تَأَخَّرت اختير إلغاؤها وَجَاز
إعمالها تَقول زيد قَائِم ظننتٌ وَلَو قلت زيدا قَائِما ظَنَنْت جَازَ
الْمُتَعَدِّي إِلَى ثَلَاثَة مفعولِين
والمتعدي إِلَى ثَلَاثَة مفعولين نَحْو قَوْلك أعلمَ الله زيدا عمرا
عَاقِلا وأنبأ اللهُ بِْشرًا بكرا كَرِيمًا وَأرى الله أَبَاك أَخَاك
ذَا مَال
(1/54)
|