اللمع في العربية

حَتَّى العاطفة

وَإِذا كَانَت عاطفة قلت قَامَ الْقَوْم حَتَّى زيد وَرَأَيْت الْقَوْم حَتَّى زيدا ومررت بالقوم حَتَّى زيدٍ
حَتَّى الاستئنافية

وَإِذا ابتدئ بعْدهَا الْكَلَام قلت قَامَ الْقَوْم حَتَّى زيدٌ قَائِم ومررت بالقوم حَتَّى جعفرٌ مَمْرُورٌ بِهِ
ويروى هَذَا الْبَيْت على ثَلَاثَة أوجه

(1/77)


(ألْقى الصَّحِيفَة كي يُخَفف رَحْله ... والزاد حَتَّى نعلهَُ أَلْقَاهَا) // الْكَامِل //
يرْوى بِرَفْع النَّعْل ونصبها وجرها فَمن رَفعهَا فبالابتداء وَجعل أَلْقَاهَا خَبرا عَنْهَا وَمن نصبها عطفها على الزَّاد وَجعل أَلْقَاهَا توكيدا لَهُ وَإِن شَاءَ نصبها بِفعل مُضْمر وَتَكون أَلْقَاهَا تَفْسِيرا لَهُ وَمن جرها فب حَتَّى وَجعل أَلْقَاهَا توكيدا أَيْضا
قَالَ جرير

(1/78)


(فَمَا زَالَت الْقَتْلَى تمج دماءها ... بدجلة حَتَّى ماءُ دجلةََ أشكل) // الطَّوِيل //
وَتقول إِذا كَانَت بِمَعْنى كي أطع الله حَتَّى يدْخلك الْجنَّة مَعْنَاهُ كي يدْخلك الْجنَّة وَإِذا كَانَت بِمَعْنى إِلَى أَن قلت لأنتظرنه حَتَّى يقدم مَعْنَاهُ إِلَى أَن يقدم وتقديرهما فِي الْإِعْرَاب حَتَّى أَن يدْخلك الْجنَّة وَحَتَّى أَن يقدم إِلَّا أَنه لَا يجوز إِظْهَار أَن هَاهُنَا لِأَنَّهُ أصل مرفوض 21 و

(1/79)


بَاب الْإِضَافَة
وَهِي فِي الْكَلَام على ضَرْبَيْنِ أَحدهمَا ضم اسْم إِلَى اسْم هُوَ غَيره بِمَعْنى اللَّام وَالْآخر هُوَ ضم اسْم إِلَى اسْم هُوَ بعضه بِمَعْنى من الأول مِنْهُمَا نَحْو قَوْلك هَذَا غلامُ زيدٍ أَي غُلَام لَهُ وَهَذِه دَار عبد الله أَي دَار لَهُ وَالثَّانِي نَحْو قَوْلك هَذَا ثوب خَز وَالثَّوْب بعض الْخَزّ أَي ثوب من خَز وَهَذِه جُبَّة صوف أَي جبةٌ منْ صوفٍ
وَاعْلَم أَن الْمُضَاف قد يكتسي من الْمُضَاف إِلَيْهِ كثيرا من أَحْكَامه نَحْو التَّعْرِيف والاستفهام وَالْجَزَاء وَمعنى الْعُمُوم وَيَأْتِي هَذَا فِي أماكنه بِإِذن الله

(1/80)


معرفَة مَا يتبع الِاسْم فِي إعرابه

وَهُوَ خَمْسَة أضْرب وصف وتوكيد وَبدل وَعطف بَيَان وَعطف
فَأَرْبَعَة من هَذِه تتبع الأول بِلَا توَسط حرف وَوَاحِد مِنْهَا يتبع الأول بتوسط حرف وَهُوَ الْعَطف الْمُسَمّى نسقاً

(1/81)


بَاب الْوَصْف
اعْلَم أَن الْوَصْف لفظ يتبع الِاسْم الْمَوْصُوف تجلية لَهُ وتخصيصا مِمَّن لَهُ مثل اسْمه بِذكر معنى فِي الْمَوْصُوف أَو فِي شَيْء من سَببه وَلَا يكون الْوَصْف إِلَّا من فعل أَو رَاجعا إِلَى معنى فعل
والمعرفة تُوصَف بالمعرفة والنكرة تُوصَف بالنكرة وَلَا تُوصَف معرفَة 21 ظ بنكرة وَلَا نكرَة بِمَعْرِِفَة والأسماء المضمرة لَا تُوصَف لِأَنَّهَا إِذا أضمرت فقد عرفت فَلم تحتج إِلَى الْوَصْف لذَلِك تَقول فِي النكرَة جَاءَنِي رجلٌ عَاقل وَرَأَيْت رجلا عَاقِلا ومررت بِرَجُل عاقلٍ وَتقول فِي الْمعرفَة هَذَا زيد الْعَاقِل وَرَأَيْت زيدا الْعَاقِل ومررت بزيد الْعَاقِل
وَتقول فِيمَا تصفه بِشَيْء من سَببه هَذَا رجل عَاقل

(1/82)


أَخُوهُ ومررت بزيد الْكَرِيم أَبوهُ وَلَو قلت مَرَرْت بزيد ظريف على الْوَصْف لم يجز لِأَن الْمعرفَة لَا تُوصَف بالنكرة
وَتقول هَذَا رجل مثلكَ وَنظرت إِلَى رجل شبهك وشَرْعَكَ من رجل وَهَذَا رجل ضَارب زيدٍ وشاتم بكر فتجري هَذِه الْأَلْفَاظ أوصافا للنكرات وَإِن كن مضافات إِلَى المعارف لتقديرك فِيهِنَّ الِانْفِصَال وأنهن لَا يخصصن شَيْئا بِعَيْنِه

(1/83)


بَاب التوكيد
التوكيد لفظ يتبع الِاسْم الْمُؤَكّد لرفع اللّبْس وَإِزَالَة الاتساع وَإِنَّمَا تؤكد المعارف دون النكرات 22 ومُظْهَرُهَا ومُضْمَرُهَا
التوكيد الْمَعْنَوِيّ

والأسماء الْمُؤَكّد بهَا تِسْعَة وَهِي نَفسه وعينه وَكله وأَجْمَعُ وأجمعون وجَمْعَاءُ وَجمع وكلا وكلتا تَقول قَامَ زيد نفسُه وَرَأَيْت زيدا نفسَه ومررت بزيد نفسِه وَكَذَلِكَ قَامَ أَخُوك عينه ورأيته عينه ومررت بِهِ عينه وَتقول جَاءَ الْجَيْش كلُّه أجمعُ ورأيته كلَّه أجمعَ ومررت بِهِ كلِه أجمعَ وَجَاء الْقَوْم كلهم أَجْمَعُونَ ورأيتهم كلهم أَجْمَعِينَ ومررت بهم كلهم أَجْمَعِينَ وَجَاءَت الْقَبِيلَة كلهَا جمعاءُ ورأيتها كلهَا جمعاءَ ومررت بهَا كلهَا

(1/84)


جمعاءَ وَجَاء النِّسَاء كُلهنَّ جُمَعُ ورأيتهن كُلهنَّ جمع ومررت بِهن كُلهنَّ جمعَ وَيتبع أجمع أَكْتَع أبصع وَيتبع أَجْمَعِينَ أكتعون أبصعون وَيتبع جَمْعَاء كتعاءَ بصعاء وَيتبع جمع كتع بصع
وَمعنى هَذِه التوابع كلهَا شدَّة التوكيد وَلَا يجوز تَقْدِيم بَعْضهَا على بعض 22 ظ وَكَذَلِكَ لَو قلت جَاءَ الْقَوْم أَجْمَعُونَ كلهم لم يجز أَن تقدم أَجْمَعِينَ على كل لِضعْفِهَا وَقُوَّة كل عَلَيْهَا
وَتقول فِي التَّثْنِيَة قَامَ الرّجلَانِ كِلَاهُمَا ورأيتهما كليهمَا ومررت بهما كليهمَا وَقَامَت الْمَرْأَتَانِ كلتاهما ومررت بهما كلتيهما ورأيتهما كلتيهما
إِضَافَة كلا وكلتا

وكِلاَ وكلتا مَتى أضيفتا إِلَى الْمُضمر كَانَتَا فِي الرّفْع بِالْألف وَفِي النصب والجر بِالْيَاءِ على مَا مضى وَإِن أضيفتا إِلَى الْمظهر

(1/85)


كَانَتَا بِالْألف على كل حَال تَقول وجاءتني كلا أخويك وجاءتني كلتا أختيك ومررت بكلتا أختيك لِأَن كلا وكلتا اسمان مفردان غير مثنيين وَإِن أفادا معنى التَّثْنِيَة

(1/86)


بَاب الْبَدَل
اعْلَم أَن الْبَدَل يجْرِي مجْرى التوكيد فِي التَّحْقِيق وَالتَّشْدِيد ومجرى الْوَصْف فِي الْإِيضَاح والتخصيص وَهُوَ فِي الْكَلَام على أَرْبَعَة أضْرب بدل الْكل وَبدل الْبَعْض وَبدل الاشتمال وَبدل الْغَلَط وَالنِّسْيَان
الْبَدَل والمبدل مِنْهُ

وَيجوز أَن تبدل الْمعرفَة من الْمعرفَة والنكرة من النكرَة والمعرفة 23 ومن النكرَة والنكرة من الْمعرفَة والمظهر من الْمُضمر والمضمر من الْمظهر والمضمر من الْمُضمر والمظهر من الْمظهر فبدل الْمعرفَة من الْمعرفَة قَامَ أَخُوك زيد وَبدل النكرَة من النكرَة مَرَرْت بِرَجُل غلامَ رجلٍ والمعرفة من النكرَة مَرَرْت بِرَجُل زيدٍ والنكرة من الْمعرفَة ضربت زيدا رجلا صَالحا والمظهر من الْمُضمر نَحْو قَوْلك مَرَرْت بِهِ أبي مُحَمَّد قَالَ الشَّاعِر

(1/87)


(على حَالَة لَو أَن فِي الْقَوْم حاتما ... على جوده لضن بِالْمَاءِ حَاتِم) // الطَّوِيل //
جر حاتما لِأَنَّهُ بدل من الْهَاء فِي جوده والمضمر من الْمظهر نَحْو قَوْلك رَأَيْت زيدا إِيَّاه والمضمر من الْمُضمر نَحْو قَوْلك رَأَيْته إِيَّاه والمظهر من الْمظهر كَقَوْلِك رَأَيْت زيدا أَخَاك
أَنْوَاع الْبَدَل

وعبرة الْبَدَل أَن يَصْلُحَ بِحَذْف الأول وَإِقَامَة الثَّانِي مقَامه تَقول فِي بدل الْكل قَامَ زيد أَخُوك وَرَأَيْت أَخَاك جعفرا وَتقول فِي بدل الْبَعْض ضربت زيدا رأسَه ومررت بقوِمك ناسٍ مِنْهُم وَتقول فِي بدل الاشتمال يُعجبنِي زيدٌ عقلُه وَعَجِبت من جعفرٍ جهلِه وغباوته وَتقول فِي بدل

(1/88)


الْغَلَط عجبت من زيد عَمْرو 23 ظ وأكلت خبْزًا تَمرا غَلطت فأبدلت الثَّانِي من الأول وَهَذَا الْبَدَل لَا يَقع مثله فِي قُرْآن وَلَا شعر قَالَ الله تَعَالَى {اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم صِرَاط الَّذين} فَهَذَا بدل الْكل وَأما قَوْله سُبْحَانَهُ {وَللَّه على النَّاس حج الْبَيْت من اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} فَهَذَا بدل الْبَعْض وَقَالَ الله تَعَالَى {يَسْأَلُونَك عَن الشَّهْر الْحَرَام قتال فِيهِ} فَهَذَا بدل الاشتمال

(1/89)


بَاب عطف الْبَيَان
وَمعنى عطف الْبَيَان أَن تقيم الْأَسْمَاء الصَّرِيحَة غير الْمَأْخُوذَة من الْفِعْل مقَام الْأَوْصَاف الْمَأْخُوذَة من الْفِعْل تَقول قَامَ أَخُوك محمدُ كَقَوْلِك قَامَ أَخُوك الظريفُ وَكَذَلِكَ رَأَيْت أَخَاك مُحَمَّدًا ومررت بأخيك مُحَمَّد

(1/90)


بَاب الْعَطف
وَهُوَ النسق وحروفه عشرَة وَهِي الْوَاو وَالْفَاء وَثمّ وأَو وَلَا وبل ولكنْ الْخَفِيفَة وَأم وإِما مَكْسُورَة مكررة وَحَتَّى وَقد مضى ذكرهَا فَهَذِهِ الْحُرُوف تَجْتَمِع كلهَا فِي إِدْخَال الثَّانِي فِي إِعْرَاب الأول
ومعانيها مُخْتَلفَة
الْوَاو

فَمَعْنَى الْوَاو الِاجْتِمَاع تَقول قَامَ زيد وَعَمْرو أَي اجْتمع لَهما الْقيام وَلَا يدرى كَيفَ تَرْتِيب حَالهمَا فِيهِ
الْفَاء

وَمعنى الْفَاء التَّفَرُّق 24 وعلى مُوَاصلَة أَي الثَّانِي يتبع الأول بِلَا مهلة تَقول قَامَ زيد فعمرو أَي يَلِيهِ لم يتَأَخَّر عَنهُ

(1/91)


ثمَّ

وَمعنى ثمَّ المهلة والتراخي تَقول قَامَ زيد ثمَّ عَمْرو أَي بَينهمَا مهلة
أَو

وَمعنى أَو الشَّك تَقول قَامَ زيد أَو عَمْرو وَتَكون تخييرا تَقول اضْرِب زيدا أَو عمرا أَي أَحدهمَا وَتَكون إِبَاحَة تَقول جَالس الْحسن أَو ابْن سِيرِين أَي قد أبحتك مجالسة هَذَا الضَّرْب من النَّاس وَأَيْنَ وَقعت أَو فَهِيَ لأحد الشَّيْئَيْنِ

(1/92)


لَا

وَمعنى لَا التَّحْقِيق للْأولِ وَالنَّفْي عَن الثَّانِي تَقول قَامَ زيد لَا عَمْرو
بل

وَمعنى بل الإضراب عَن الأول وَالْإِثْبَات للثَّانِي تَقول قَامَ زيد بل عَمْرو
لَكِن

وَمعنى لَكِن الِاسْتِدْرَاك تَقول مَا قَامَ زيد لَكِن عَمْرو وَمَا رَأَيْت أحدا لَكِن جعفراً إِلَّا أَنَّهَا لَا تسْتَعْمل فِي الْعَطف إِلَّا بعد النَّفْي وَلَو قلت قَامَ زيد لَكِن عَمْرو لم يجز فَإِن جَاءَت بعد الْوَاجِب جَازَ أَن تكون بعْدهَا الْجُمْلَة تَقول قَامَ زيد لَكِن عَمْرو لم يقم ومررت بِمُحَمد لَكِن جَعْفَر لم أمرر بِهِ
أم

وَمعنى أم الِاسْتِفْهَام وَلها فِيهِ موضعان 24 ظ أَحدهمَا أَن تقع معادلة همزَة الِاسْتِفْهَام على معنى أَي وَالْآخر أَن تقع

(1/93)


مُنْقَطِعَة على معنى بل الأول نَحْو قَوْلك أَزِيد عنْدك أم عَمْرو وَمَعْنَاهُ أَيهمَا عنْدك وأزيدا رَأَيْت أم عمرا مَعْنَاهُ أَيهمَا رَأَيْت الثَّانِي نَحْو قَوْلك هَل عنْدك زيد أم عنْدك عَمْرو تركت السُّؤَال الأول وَأخذت فِي الثَّانِي وَقد تقع فِي هَذَا الْوَجْه بعد الْخَبَر تَقول قَامَ زيد أم قعد عَمْرو وَمَعْنَاهُ بل أقعد عَمْرو وَمثله من كَلَامهم إِنَّهَا َلِإبِلٌ أم شاءٌ مضى صدر كَلَامه على الْيَقِين ثمَّ أدْركهُ الشَّك فاستثبت فِيمَا بعد فَقَالَ أم شَاءَ إِلَّا أَن مَا بعد بل مُتَحَقق وَمَا بعد أم مَشْكُوك فِيهِ مسئول عَنهُ قَالَ عَلْقَمَة بن عَبدة
(هَل مَا علمتَ وَمَا استودعتَ مكتومُ ... أم حبلها إِذْ نَأتْكَ اليومَ مَصْرُومُ)
(أم هَل كَبِير بَكَى لم يقْض عَبْرَتَه ... إِثْر الْأَحِبَّة يَوْم الْبَين مشكوم) // الْبَسِيط //

(1/94)


إِمَّا وَإِمَّا

وَمعنى إِمَّا كمعنى أَو فِي الْخَبَر وَالْإِبَاحَة والتخيير تَقول قَامَ إِمَّا زيد وَإِمَّا عَمْرو وكل إِمَّا تَمرا وَإِمَّا سمكًا إِلَّا أَنَّهَا أقعد فِي لفظ الشَّك من أَو أَلا تراك تبتدئها شاكا 25 وفَتَقول قَامَ إِمَّا زيد وَإِمَّا عَمْرو وأَو يمْضِي صدر كلامك على لفظ الْيَقِين ثمَّ تَأتي ب أَو فِيمَا بعد فَيَعُود الشَّك ساريا من آخر الْكَلَام إِلَى أَوله
وَاعْلَم أَنَّك تعطف الِاسْم على الِاسْم إِذا اتفقَا فِي الْحَال وَالْفِعْل على الْفِعْل إِذا اتفقَا فِي الزَّمَان تَقول قَامَ زيد وعَمْرو لِأَن الْقيام يَصح من كل وَاحِد مِنْهُمَا وَلَا تَقول مَاتَ زيد وَالشَّمْس لِأَن الشَّمْس لَا يَصح مَوتهَا وَتقول قَامَ زيد وَقعد لَا تفاق زمانيهما وَلَا تَقول يقوم زيد وَقعد لاخْتِلَاف زمانيهما
الْمَعْطُوف والمعطوف عَلَيْهِ

وَتعطف الْمظهر على الْمظهر والمضمر على الْمُضمر والمظهر على الْمُضمر والمضمر على الْمظهر تَقول فِي عطف الْمظهر على

(1/95)


الْمظهر قَامَ زيد وَعَمْرو وَفِي عطف الْمُضمر على الْمُضمر رَأَيْتُك وإياه وَفِي عطف الْمظهر على الْمُضمر رَأَيْته وزيدا وَفِي عطف الْمُضمر على الْمظهر قَامَ زيد وَأَنت
الْعَطف على الضَّمِير

فان كَانَ الْمُضمر مَرْفُوعا مُتَّصِلا لم تعطف عَلَيْهِ حَتَّى تؤكده تَقول قُم أَنْت وَزيد وَلَو قلت قُم وَزيد من غير توكيد لم يحسن قَالَ الله سُبْحَانَهُ {اسكن أَنْت وزوجك الْجنَّة} وَرُبمَا جَاءَ 25 ظ فِي الشّعْر غير مُؤَكد قَالَ عمر ابْن أبي ربيعَة
(قلت إِذْ أَقبلت وزهر تهادى ... كنعاج الملا تعسفن رملا) // الْخَفِيف //

(1/96)


فان كَانَ الْمُضمر مَنْصُوبًا حسن الْعَطف عَلَيْهِ بِغَيْر توكيد تَقول رَأَيْتُك ومحمدا
فان كَانَ الْمُضمر مجرورا لم تعطف عَلَيْهِ إِلَّا بِإِعَادَة الْجَار تَقول مَرَرْت بك وبزيد وَنزلت عَلَيْهِ وعَلى جَعْفَر وَلَو قلت مَرَرْت بك وَزيد كَانَ لحناً على أَنهم قد أنشدوه
(فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا ... فَاذْهَبْ فَمَا بك وَالْأَيَّام من عجب) // الْبَسِيط //

(1/97)


بَاب النكرَة والمعرفة
فالنكرة مَا لم تخص الْوَاحِد من جنسه نَحْو رجل وَغُلَام وَتعْتَبر النكرَة بِاللَّامِ وب رب نَحْو الرجل والغلام وَرب رجل وَرب غُلَام
دَرَجَات النكرَة

وَاعْلَم أَن بعض النكرات أَعم وَأشيع من بعض فأعم الْأَسْمَاء وأبهمها شَيْء وَهُوَ يَقع على الْمَوْجُود والمعدوم جَمِيعًا
قَالَ الله سُبْحَانَهُ {إِن زَلْزَلَة السَّاعَة شَيْء عَظِيم} فسماها شَيْئا وَإِن كَانَت مَعْدُومَة ف مَوْجُود إِذن أخص من شَيْء لِأَنَّك تَقول كل مَوْجُود شيءٌ وَلَيْسَ كل شيءٍ مَوْجُودا ومحدث 26 و

(1/98)


أخص من مَوْجُود لِأَنَّك تَقول كل محدثٍ مَوْجُود وَلَيْسَ كل مَوْجُود مُحدثا وجسم أخص من مُحدث لِأَنَّك تَقول كل جسم مُحدث وَلَيْسَ كل مُحدث جسما فعلى هَذَا مَرَاتِب النكرَة فِي إيغالها فِي الْإِبْهَام ومقاربتها الِاخْتِصَاص
وَأما الْمعرفَة فَمَا خص الْوَاحِد من جنسه وَهِي خَمْسَة أضْرب الْأَسْمَاء المضمرة والأسماء الْأَعْلَام وَأَسْمَاء الْإِشَارَة وَمَا تعرف بِاللَّامِ وَمَا أضيف إِلَى وَاحِد من هَذِه المعارف
الضمائر

فالأسماء المضمرة على ضَرْبَيْنِ مُنْفَصِل ومتصل
والمنفصل على ضَرْبَيْنِ مَرْفُوع ومنصوب
ضمائر الرّفْع

فَالْمَرْفُوع للمتكلم ذكرا كَانَ أَو أُنْثَى أَنا والتثنية وَالْجمع جَمِيعًا نَحن

(1/99)


وللمخاطب أَنْت والتثنية أَنْتُمَا وَالْجمع أَنْتُم وللمخاطبة أَنْت والتثنية أَنْتُمَا وَالْجمع أنتن
وللغائب هُوَ وهما وهم وللغائبة هِيَ وهما وَهن
وَأما الضَّمِير الْمَنْصُوب الْمُنْفَصِل ف إيَّايَ للمتكلم والتثنية وَالْجمع إيانا
وللمخاطب إياك والتثنية إياكما وَالْجمع إيَّاكُمْ وللمخاطبة إياك والتثنية إياكما وَالْجمع إياكن
وإياه للْغَائِب وإياهما وإياهم
وَإِيَّاهَا 26 ظ للغائبة وإياهما وإياهن وَأما الضَّمِير الْمُتَّصِل فَثَلَاثَة أضْرب مَرْفُوع ومنصوب ومجرور

(1/100)


فَالْمَرْفُوع للمتكلم التَّاء نَحْو قُمْت والتثنية وَالْجمع جَمِيعًا قمنا
وللمخاطب قُمْت وقمتما وقمتم وللمخاطبة قُمْت وقمتما وقمتن
وَالضَّمِير للْغَائِب فِي قَامَ وقاما وَقَامُوا وللغائبة فِي قَامَت وقامتا وقمن وَكَذَلِكَ الضَّمِير فِي اسْم الْفَاعِل وَالْمَفْعُول بِهِ نَحْو ضَارب ومضروب وَفِي الظّرْف نَحْو قَوْلك زيد عنْدك وَمَا جرى هَذَا المجرى
ضمائر النصب

وَأما الضَّمِير الْمَنْصُوب الْمُتَّصِل فالياء فِي كلمني والتثنية وَالْجمع جَمِيعًا كلمنا

(1/101)


وَالْكَاف للمخاطب نَحْو قَوْلك رَأَيْتُك وللتثنية رأيتكما وَالْجمع رأيتكم وللمخاطبة رَأَيْتُك ورأيتكما ورأيتكن
وللغائب رَأَيْته ورأيتهما ورأيتهم وللغائبة رَأَيْتهَا ورأيتهما ورأيتهن
ضمائر الْجَرّ

وَالضَّمِير الْمَجْرُور لَا يكون إِلَّا مُتَّصِلا وَهُوَ الْيَاء للمتكلم نَحْو مَرَرْت بِي والتثنية وَالْجمع جَمِيعًا مَرَرْت بِنَا
وللمخاطب مَرَرْت بك وبكما وبكم وللمخاطبة مَرَرْت بك وبكما وبكن
وللغائب مَرَرْت بِهِ وَبِهِمَا وبهم وللغائبة مَرَرْت بهَا وَبِهِمَا وبهن 27
وفَإِذا قدرت على الضَّمِير الْمُتَّصِل لم تأت بالمنفصل تَقول قُمْت وَلَا تَقول قَامَ أَنا لِأَنَّك تقدر على التَّاء وَتقول رَأَيْتُك

(1/102)


وَلَا تَقول رَأَيْت إياك لِأَنَّك تقدر على الْكَاف وَرُبمَا جَاءَ ذَلِك فِي ضَرُورَة الشّعْر قَالَ الراجز
(أتتك عير تحمل الأراكا ... إِلَيْك حَتَّى بلغت إياكا) // الرجز //
يُرِيد حَتَّى بلغتك
وَقَالَ أُميَّة
(بالوارث الْبَاعِث الْأَمْوَات قد ضمنت ... إيَّاهُم الأَرْض فِي دهر الدهارير) // الْبَسِيط //
أَي قد ضمنتهم

(1/103)


الْعلم

وَأما الْأَعْلَام فَمَا خص بِهِ الْوَاحِد فَجعل علما لَهُ نَحْو عبد الله وَعَمْرو وَكَذَلِكَ الكنى نَحْو أبي مُحَمَّد وَأبي عَليّ وَكَذَلِكَ الألقاب نَحْو أنف النَّاقة وعائذ الْكَلْب