الممتع الكبير في التصريف

ص -115-      باب1: أبنية الأفعال
[الماضي الثلاثيّ]:
الأفعال تنقسم قسمين: ثلاثيّ ورباعيّ. وكلاهما ينقسم قسمين: مزيدٌ وغيرُ مزيدٍ.
فأمَّا الثلاثيّ غير المزيد فله ثلاثة أبنية2:
فَعَلَ: كـ"ضَرَبَ".
وفَعِلَ: كـ"عَلِمَ".
وفَعُلَ: كـ"ظَرُفَ".
وأمَّا الثلاثيُّ المزيد فينقسم ثلاثة أقسام: قسم جاء على وزن الرباعيّ وهو ملحق به، وقسم جاء على وزن الرباعيّ وليس بملحق به3، وقسم لم يجئ على وزنه.
فالملحق ما جاء:
على فَيْعَلَ: نحو: بَيطَرَ4.
وعلى فَعْلَلَ: نحو: جَلبَبَ5 وشَملَلَ6.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر في هذا الباب 2: 330-335 و340 من الكتاب و2: 37-42 من المزهر.
2 في حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن مالك أن فعل الأمر والفعل المبني للمفعول هما أصلان، بدليل وجود أفعال أمر لا مضارع لها، وأفعال مبنية للمفعول لا معلوم لها. 
3 ف: "فيه". وسقط من م.
4 بيطر: عالج الدوابّ.
5 جلبب: ألبس الجلباب.
6 شملل النخلَ: أخذ شماليله.

 

ص -116-      وعلى فَوْعَلَ: نحو: حَوقَلَ1.
وعلى فَعْوَلَ: نحو: جَهوَرَ2.
وعلى فَعْنَلَ: نحو: قَلنَسَ3. وهو قليل.
وعلى يَفْعَلَ: نحو: يَرنأَ لِحيتَهُ4.
وعلى فَعْلَى: نحو: قَلسَى5.
وهذه الأمثلة مُلحقة بـ"فَعْلَلَ" من الرباعيّ، نحو: قَرْطَسَ6. ويجيء:
على تَفَعْلَى: نحو: تَقلسَى7 وتَجَعبَى8.
وعلى9 تَفَعْلَتَ: نحو: تَعَفرَتَ.
وعلى تَفَعْنَلَ: نحو: تَقَلنَسَ.
وعلى تَفَعْلَلَ: نحو: تَجَلبَبَ.
وعلى تَفَيْعَلَ: نحو: تَشَيطَنَ.
وعلى تَفَوْعَلَ: نحو: تَجَورَبَ.
وعلى تَفَعْوَلَ: نحو: تَرَهوَكَ10.
وعلى تَفاعَلَ: نحو: تَغافَلَ.
وعلى تَفَعَّلَ: نحو: تَكرَّمَ.
وعلى تَمَفْعَلَ: نحو: تَمَسكَنَ.
وهذه الأمثلة مُلحقة بـ"تَفَعْلَلَ" من الرباعيّ، نحو: تَدَحرَجَ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 حوقل: كبر وعجز عن الجماع.
2 جهور: رفع صوته.
3 قلنس: ألبس القلنسوة.
4 يرنأ لحيته: صبغها باليرناء. وهي الحناء.
5 قلسى: ألبس القلنسوة.
6 قرطس: أصاب القرطاس. وقد أهمل ابن عصفور بعض الأبنية. انظر شرح الشافية 1: 69.
7 قلسى: لبس القلنسوة.
8 تجعبى الجيش: ازدحم.
9 سقط من م.
10 ترهوك في المشي: كان كأنه يموج فيه.

 

ص -117-      وعلى1 افَعَنْلَلَ: نحو: اقعَنسَسَ2.
وعلى3 افعَنْلَى: نحو: اسلَنقَى4.
وهذان المثالان مُلحقان ببناء "افعَنْلَلَ"5 من الرباعيّ، نحو: احرَنجَمَ6.
والذي يُعلَمُ به أنَّ هذه الأمثلة مُلحقةٌ، ببناء ما ذكرنا، مجيءُ مصادرها على حَسَبِ مصادر ما أُلحِقَتْ به. فتقول: جَلبَبةً وشَملَلةً وبَيطَرةً وجَهوَرةً وقَلنَسةً. وقَلساةً، كما تقول: قَرْطَسةً. وتقول: تَجَلبُبًا وتَشَيطُنًا7 وتَجَورُبًا وتَرَهوُكًا8 وتَمَسكُنًا وتَغافُلًا وتَكرُّمًا، كما تقول: تَدَحْرُجًا، وتقول: اسلِنقاءً واقعِنساسًا، كما تقول: احرِنجامًا.
وغير الملحق ما جاء:
على أَفْعَلَ: نحو: أَكرَمَ.
وعلى فاعَلَ: نحو: ضارَبَ.
وعلى فَعَّلَ: نحو: ضَرَّبَ.
فهذه الأمثلة على وزن "دَحْرَجَ"، وليست ملحقةً به، بدليل أنك لا تقول "ضارَبَةً" ولا "ضَرَّبَةً" ولا "أَكرَمَةً"، كما تقول: دَحرَجةً.
والذي لم يجئ على وزن الفعل9 ما كان:
على انفَعَلَ: نحو: انطَلَقَ.
أو10 افتَعَلَ: نحو: اقتَدَرَ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 م: أو على.
2 اقعنسس: رجع وتأخر.
3 في النسختين: أو على.
4 اسلنقى: نام على ظهره.
5 م: افعلَّل.
6 احرنجم القوم: ازدحموا.
7 سقط من م.
8 سقط من م.
9 في حاشية ف: يعني الرباعي.
10 م: وعلى.

 

ص -118-      أو استَفْعَلَ: نحو: استَخرَجَ1.
أو افْعَلَّ: نحو: احمَرَّ.
أو افْعالَّ: نحو: احمارَّ.
أو افْعَوَّلَ: نحو: اعلَوَّطَ2.
أو افعَوْعَلَ: نحو: اغدَودَنَ3.
فهذه الأمثلة من مزيد الثلاثيّ، وليس لها نظير في الرباعيّ.
فأمَّا هَرَقْتُ وهَرَحْتُ فأصلهما: أَرَقْتُ وأَرَحْتُ، والهاء بدل من الهمزة. وأَصله: أرَقْتُ وأرَحْتُ4. وكذلك أَهْرَقْتُ أصله: أَرَقْتُ، والهاء زائدة، وكذلك أَهْرحْتُ. وكذلك أَسطاعَ فأصله: أَطاعَ، والسين زائدة. فلا يثبتُ بشيء من ذلك وزن للفعل، على خلاف ما ذُكِر؛ لأنَّ هذه الأشياء شَذَّت ولم تطَّرد في بابها.
وأمَّا "افعَوْلَل" نحو: اعثَوْجَجَ البعيرُ5، و"افوَنْعَلَ" نحو: احوَنصَلَ الطائرُ6، و"افعَيَّلَ" نحو: اهبَيَّخَ الرَّجلُ7، فلم يذكرها أحد إِلَّا صاحب "العَين"، فلا يُلتفت إِليها.
وأمَّا ما حكاه8 بعض اللغويِّين، من قولهم: سَنْبَلَ الزَّرعُ وأَسْبَلَ9, ودَنْقَعَ الرَّجلُ، إِذا افتقر فكأنه لَصِقَ بالدَّقعاء, [16أ] و10 ما حكاه أبو عُبيد11 من قولهم: كَنْثَأَتْ لِحيتُهُ وكَثَّأَتْ12، فلا حجَّة في شيء من ذلك على إِثبات "فَنْعَلَ". بل تكون النون أصليَّة، وهي على13 وزن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كذا. واستفعل هو على وزن الرباعي المزيد: احرنجم.
2 اعلوطتُ البعير: تعلقت بعنقه وعلوته. قلت: وافعوّل على وزن احرنجم.
3 اغدودن النبت: طال. قلت: وافعوعل على وزن احرنجم أيضًا.
4 كذا. وهو تكرار لما مضى قبل. وسقط "وأرحت" من م.
5 اعثوجج: أسرع.
6 احونصل: ثنى عنقه وأخرج حوصلته.
7 اهبيخ: مشى مشية فيها تبختر وتهادٍ. وانظر العين والقاموس واللسان والتاج "هبخ".
8 ف: ما حكى.
9 سنبل وأسبل: أخرج سنبله.
10 م: وأما.
11 م: أبو عبيدة.
12 كنثأت وكثأت: طالت وغزر شعرها.
13 سقط من م. وذكر ابن عصفور في ص49 ما يخالف هذا.

 

ص -119-      "فَعْلَلَ" كـ"دَحْرَجَ". ويكون سَنْبَلَ من أَسْبَلَ كسَبِط من سِبَطْر. وكذلك دَنْقَعَ من الدَّقْعاء، وكَنْثأَ من كَثَّأَ.
وكذلك قولهم: طَشْيأ رأيُه ورَهْيأَ إذا خَلَّط، لا حُجَّة فيه على إِثبات "فَعْيَلَ". بل يحتمل أَمرين: أحدهما أن تكون الياء أصلًا في بنات الأربعة، كما كانت في يَستَعُور1 لئلّا يؤدِّي إلى إِثبات بناء لم يستقرَّ في كلامهم، وهو "فَعْيَلَ". والآخر أن يكون أصله: رَهْيا وطَشْيا، على وزن "فَعْلَى" كـ"قَلسَى"، ثمّ أُبدِلتِ2 الهمزة من الألف.
وأمَّا اكوَهَدَّ الفَرخُ3 واكوَأَلَّ الرَّجلُ4 فوزنهما "افعَلَلَّ" نحو: اقشَعَرَّ، 5 والواو أصل في بنات الأربعة، كما كانت أصلًا في وَرَنْتَل6؛ لأنَّ "افوَعَلَّ" بناء لم يستقرَّ في كلامهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 اليستعور: شجر. وهو خماسيّ لا رباعيّ.
2 م: وأبدلت.
3 اكوهد: ارتعد إلى أمه لتزفه. م: افوهد.
4 اكوأل: كان قصيرًا في غلظ وشدة.
5 م: كاقشعر.
6 الورنتل: الداهية.

[المضارع الثلاثي]:
وأمَّا المضارعات فالمَقِيس منها أن يجيء مضارعُ "فَعُلَ" أبدًا على "يَفْعُلُ"1 بضمّ العين كالماضي، نحو: ظَرُفَ يَظرُفُ وشَرُفَ يَشرُفُ. ومضارعُ "فَعِلَ" على "يَفْعَلُ" بفتح العين، نحو: شَرِبَ يشرَبُ وحَذِرَ يحذَرُ.
و"فَعَلَ" لا يخلو أن يكون للمُغالَبة، أو لا يكون.
فإن كان للمغالبة فإِنَّ مضارعه أبدًا على "يَفْعُلُ" بضمّ العين2، نحو: ضَارَبَنِي فضَرَبتُه أَضرُبُهُ، وكابَرَنِي فكَبَرتُه أَكبُرُهُ، وفاضَلَنِي ففَضَلتُه أَفضُلُهُ. هذا ما لم يكن معتلَّ العين أو اللام بالياء، أو معتلَّ الفاء بالواو. فإِن كان كذلك لزم المضارعُ "يَفْعِلُ" بكسر العين، نحو قولك: راماني فرَمَيتُهُ أَرمِيهِ، وسايَرَني فسِرتُه أَسِيرُهُ أي: غَلَبْتُه في السَّير، وواعَدَني فوَعَدتُه أَعِدُهُ. وزعم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 في حاشية ف بخط أبي حيان: شذّ: كُدْتَ تكادُ. 
2 في حاشية ف بخط أبي حيان: "حكى الجوهري: خاصمتُ فلانًا... يَخصِمُونَ". الصحاح "خصم". وفيها أيضًا أن اختلاف العين في الحركة بين الماضي والمضارع أقيس من اتفاقها، وأن فَعَلَ يَفعَلُ قياسه اللزوم مثل فَعُلَ يَفعُلُ.

ص -120-      الكسائيُّ أنه يجيء على "أَفْعَلُ" بفتح العين، إِذا كان عينه1 حرف حلق، نحو: فاخَرَني ففخَرتُهُ أَفخَرُهُ2.
فإِن لم يكن للمغالبة فلا يخلو أن يكون مُعتلَّ الفاء بالواو، أو معتلّ العين أو اللّام بالياء أو بالواو3، أو مُضعَّفًا، أو غير ذلك:
فإِن كان مُعتلَّ الفاء بالواو فإِنَّ مضارعه أبدًا على "يَفْعِلُ"4 بكسر العين، نحو: وَعَدَ يَعِدُ ووَزَنَ يَزِنُ. وتُحذف الواو لوقوعها بين ياء وكسرة في: يَعِد، ثمّ تُحمل في: أَعِدُ ونَعِدُ5 وتَعِدُ، عليه لِما يُبيَّنُ6 في التصريف، إِن شاء الله.
فإِن كان مُعتلَّ العين أو اللّام7 بالواو كان المضارع أبدًا على "يَفْعُلُ" بضمّ العين، نحو: غَزا يَغزُو وقالَ يَقُولُ.
وإِن كان معتلَّ العين أو اللّام بالياء فإِنَّ المضارع منه أبدًا8 على "يَفْعُلُ" بكسر العين، نحو: رَمَى يَرمِي وباعَ يَبِيعُ.
وإِن كان مضعَّفًا فلا يخلو أن يكون مُتعدِّيًا أو غيرَ مُتعدّ. فإِن كان غير مُتعدّ فإِنَّ مُضارعه أبدًا يجيء على "يَفْعِلُ" بكسر العين، نحو: فَرَّ يَفِرُّ وشَذَّ الشيءُ يَشِذُّ9. وإِن كان متعدِّيًا فإِن مضارعه أبدًا يجيء10 على "يَفعُلُ" بضمّ العين، نحو: رَدَّهُ يَرُدُّهُ وشَدَّهُ يَشُدُّهُ.
فإِن كان غير ذلك فلا يخلو أن تكون لامه أو عينه حرف حلق، أَو لا يكون. فإِن كان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 في شرح الشافية 1: 71 "عينه أو لامه". وانظر ما رد به شارح الشافية زعم الكسائي. ف: "العين".
2 في حاشية ف بخط أبي حيان نقلًا من خط السخاوي في شرح المفصل أن أبا زيد روى مضارع حلقي العين بالضم، وأن المثال الواوي لم يرد في المضارع مضموم العين في غير المغالبة إِلَّا قولهم: وَجَدَ يَجُدُ.
3 ف: أو معتل العين بالواو أو الياء، أو اللام بالواو أو بالياء.
4 يعني: قبل حذف الفاء. وإِلَّا فهو "يَعِلُ".
5 سقط من م.
6 في الورقة 39. م: لما يحكم.
7 م: معتل اللام أو العين.
8 ف: أبدًا منه.
9 في حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن مالك أنه شذ من اللازم أفعال جاءت على "يَفعُلُ". وهي مضارع: مَرَّ و...انظر الارتشاف 1: 80-81.
10 ف: يجيء أبدًا.

 

ص -121-      كذلك فإِنَّ مضارعه أبدًا على "يَفْعَلُ" بفتح العين، نحو: قَرَعَ يَقرَعُ وفَغرَ يَفغَرُ وزأَرَ يَزأَرُ. وإِن لم يكن كذلك فإِنَّ مضارعه أبدًا يحيء على: "يَفْعِلُ" و"يَفْعُلُ" بكسر العين وضمّها، نحو: ضَرَبَ يَضرِبُ وقَتَلَ يَقتُلُ وجَلَسَ يَجلِسُ وقَعَدَ يَقعُدُ1. وقد يجتمعان في الفعل2 الواحد، نحو: عَكَفَ يَعكِفُ ويعَكُفُ. وهما جائزان، سُمِعا للكلمة3 أو لم يُسمع إِلَّا أحدهما.
وأمَّا المزيد على ذلك فإِنك إِذا أردت المضارع فلا يخلو أن تكون في أَوَّله همزةُ وصلٍ، أو تاءٌ زائِدةٌ، أو لا يكون كذلك.
فإِن كان كذلك فإِنَّ المضارع منه بمنزلة الماضي. إِلَّا أنَّك تزيد حرف المضارعة مفتوحًا وتكسِرُ ما قبل الآخر، فيما أوّله همزةُ وصلٍ، وتزيد حرف المضارعة مفتوحًا لا غيرُ، فيما أوّله التاء، فتقول: انطَلَقَ يَنطَلِقُ واستَخرَجَ يَستَخرِجُ وتَغافَل يَتغافَلُ وتَشَجَّعَ يَتَشَجَّعُ.
وإِن كان غير ذلك فَعَلتَ فيه ما فعلتَ فيما في4 أوَّلِه همزةُ وصلٍ. إِلَّا أنك تضمُّ حرف المضارعة، فتقول: سَلقَى يُسَلقِي وجَلبَبَ يُجَلبِبُ وأَكرَمَ يُكرِمُ وضَرَّبَ يُضَرِّبُ وضارَبَ يُضارِبُ.
وشَذَّ من "فَعِلَ" شيء، فجاء مضارعه على "يَفْعِلُ" بكسر العين، نحو: نَعِم يَنعِمُ وحَسِبَ يَحسِبُ ووَمِقَ يَمِقُ ووَرِثَ يَرِثُ ووَلِيَ يَلِي ووَرِعَ يَرِعُ ووَعِمَ يَعِمُ5 ووَغِمَ يَغِمُ6 ووَحِرَ يَحِرُ7 ووَغِرَ صدرُه يَغِرُ8 [16ب] ووَثِقَ يَثِقُ ووَفِقَ يَفِقُ ووَرِيَ الزَّندُ يَرِي ووَطِئ يَطَأُ ووَسِعَ يَسَعُ9.
والدليلُ على أنَّ "يَطأُ ويَسَعُ" في الأصل إِنَّما هو "يَوْطِئُ ويَوْسِعُ"، ثمّ فُتِحت العين لكون اللّام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 م: "وقعد يقعد وجلس يجلس". قلت: وذكره "قعد يقعد" ههنا سهو؛ لأنه حلقي العين.
2 م: للفعل.
3 م: "كلمة". وانظر المزهر 2: 39.
4 سقط من م.
5 وعم: قال انعم.
6 وغم: حقد.
7 وحر صدره: حقد ووغر.
8 وغر صدره: امتلأ غيظًا.
9 قدم ناسخ م وأخر وأسقط بعض الأمثلة. وانظر المزهر 2: 37-38. وما كان من هذه الأفعال مثالًا فوزن مضارعه "يَعِلُ"؛ لأنَّ فاءه محذوفة. وفي حاشية ف بخط أبي حيان أن بعض ما شذ من هذه الأفعال جاء أيضًا على القياس، نحو: حسب ونعم ووله ويئس.

 

ص -122-      حرفَ حلق، حَذفُ الواو منهما. ولم يُعتَدَّ بالفتحة لكونها عارضةً. ولو كانت أَصليَّةً لم تُحذَفِ الواو، كما لم تُحذف من: يَوجَلُ ويَوحَلُ1.
وشَذَّ منه أيضًا2 شيء، فجاء على "يَفْعُلُ" بضمّ العين، وهو: نَعِمَ يَنعُمُ وفَضِلَ يَفضُلُ وحَضِرَ يَحضُرُ، ومِتَّ تَمُوتُ في لغة من يَكسِرُ الميم، ودِمْتَ تَدُومُ.
وشَذَّ3 أيضًا من "فَعَلَ" الذي فاؤه واو لفظة واحدة، فجاء مضارعها على "يَفْعُلُ" بضمّ العين. وهي: وَجَدَ يَجُدُ. وأصله "يَوْجُدُ"، فحُذِفت الواو لكون الضمّ هنا شاذًّا والأصل الكسر، فحُذفت الواو كما حُذفت4 مع الكسرة. و[على]5 ذلك قوله6:

لَو شِئتِ قَد نَقَعَ الفُؤادُ بِشَربةٍ                    تَدَعُ الصَّوادِيَ لا يَجُدْنَ غَلِيلا

وشَذَّ أيضًا شيء من "فَعَلَ" المعتلّ اللّام، فجاء مضارعه على "يَفْعَلُ" بفتح العين، وهو: قَلَى يَقلَى7 وعَثَى يَعثَى8 وجَبَى يَجبَى وأَبَى يأبَى9.
وشَذَّ أيضًا من "فَعَلَ" الصحيح اللّام شيء، فجاء مضارعه على "يَفْعَلُ" بفتح العين، وهو: قَنَطَ يَقنَطُ ورَكَنَ يَركَنُ.
وشَذَّ أيضًا من "فَعَلَ" المضاعف المتعدّي شيء، فجاء مضارعه على "يَفْعِلُ" بكسر العين، وهو: هَرَّ الكأسَ يَهِرُّها10 وعَلَّه يَعِلُّه وحَبَّ الشيءَ يَحِبُّه11.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 يوحل: يقع في الوحل.
2 م: وشذ أيضًا منه.
3 نقل البغدادي هذه الفقرة في شرح شواهد الشافية ص54. وانظر المزهر 2: 39.
4 م: كما تحذف.
5 من م.
6 لجرير وينسب إلى لبيد. شرح الشافية 1: 132 وشرح شواهده ص53-57 والمنصف 1: 187 وديوان جرير ص453 والمغني ص272 وشرح شواهده ص228-229 وشرح أبياته 5: 114 والصحاح واللسان والتاج "وجد". وسيرد في ص279، وليس في ديوان لبيد المطبوع. ونقع: روي. والصوادي: جمع صادية. وهي العطشى. والغليل: العطش. وفي حاشية ف بخط أبي حيان أن السيرافي ذكر له رواية بكسر الجيم على القياس، وأن أبا عبيد ذكر في "الغريب المصنف": يَجِدُ ويَجُدُ، من الموجدة والوجدان.
7 قلاه: أبغضه وكرهه غاية الكره. وانظر المزهر 2: 39-40.
8 هذا الفعل في النسختين والمبدع بالسين لا بالثاء. والتصويب من الارتشاف 1: 80 والمزهر 2: 39 واللسان والتاج "عثي". وعثى: أفسد. ولامه ياء هنا، وقد تكون واوًا.
9 جبى: جمع وحصّل. وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن مالك أن صاحب المحكم حكى عن بعض العرب: أبِيَ. فكان "يأبَى" على لغتهم مثل ينسَى. ووافقهم فيه غيرهم.
10 هرّ الكأس: كرهها. وانظر المزهر 2: 40.
11 علَّه: سقاه السقية الثانية بعد النهل. وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن مالك وجوب الكسر في مضارع حبّ، وجوازه في الباقي.

 

ص -123-      [الرباعيّ]:
وأمَّا الرباعيُّ فغيرُ المزيد منه يجيء1:
على "فَعْلَلَ": نحو: قَرطَسَ.
والمزيد يجيء:
على "افعَنْلَلَ": نحو: احرَنجَمَ2.
وعلى "افعَلَلَّ": نحو: اطمأنَّ.
وعلى "تَفَعْلَلَ": نحو: تَدَحرَجَ3.
ومضارع "فَعْلَلَ": يُفَعْلِلُ، بضمِّ حرف المضارعة وكسر ما قبل الآخر. ومضارع "افعَنْلَلَ": يَفْعَنْلِلُ، بفتح حرف المضارعة وكسر ما قبل الآخر. وكذلك "افعَلَلَّ" مضارعه: يَفْعَلِلُّ، بفتح حرف المضارعة وكسر ما قبل الآخر. و"تَفَعْلَلَ"، مضارعه: يَتَفَعْلَلُ، بفتح حرف المضارعة وما قبل الآخر4.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ف: وأمَّا الرباعي غير المزيد فيجيء.
2 احرنجم القوم: ازدحموا.
3 في حاشية ف بخط أبي حيان أن مزيد الرباعي بناءان فقط، وأن نحو اطمأنّ فملحق باحرنجم وليس بناء أصليًّا. وانظر الارتشاف 1: 88.
4 سقط "وما قبل الآخر". من م. وفي حاشية ف بخط أبي حيان أن اسمي الفاعل والمفعول ومبالغة اسم الفاعل والصفة المشبهة تستعمل للماضي والحاضر والمستقبل.