أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك [الباب الثالث: إعراب جمع المذكر السالم وما
ألحق به]:
الباب الثالث: باب جمع المذكر السالم1، كالزيدون
والمسلمون؛ فإنه يرفع بالواو، ويجر وينصب بالياء المكسور
ما قبلها المفتوح ما بعدها.
ويشترط في كل ما يجمع هذا الجمع ثلاثة شروط2:
أحدها:
الخلو من تاء التأنيث، فلا يُجمع نحو "طلحة" و"علامة"3.
الثاني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هو ما يدل على أكثر من اثنين، بزيادة واو ونون في حالة
الرفع، وياء ونون في حالتي النصب والجر، ويشترط فيه ما
اشترط في المثنى؛ من الإعراب والإفراد والتنكير... إلخ.
2 الذي يجمع هذا الجمع نوعان: العلم والصفة، ولذلك مثل
بمثالين، ولكلٍّ شروط؛ وهذه الشروط علاوة على الشروط
الثمانية السابقة.
3 لئلا يجتمع علامتا "التأنيث والتذكير" والعبرة في
التأنيث، ليست بلفظة، ولكن بمعناه، فإذا جاءت كلمة "سعاد"
أو "هند" علما مذكرا واشتهر بذلك، فإنها، تجمع جمع مذكر
سالما.
ج / 1 ص -74-
أن يكون لذكر، فلا يجمع نحو "زينب"
و"حائض". الثالث: أن يكون لعاقل، فلا يجمع نحو "واشق" علما
لكلب، و"سابق" صفة لفرس.
ثم يشترط أن يكون إما علما1 غير مركب تركيبا إسناديا ولا
مزجيا، فلا يجمع نحو "برق نحره" و"معد يكرب" وإما صفة تقبل
التاء أو تدل على التفضيل نحو "قائم" و"مذنب" و"أفضل" فلا
يجمع نحو "جريح" و"صبور" و"سكران" و"أحمر".
[ما ألحق بجمع
المذكر السالم]:
وحملوا على هذا الجمع أربعة أنواع2:
أحدها:
أسماء جموع، وهي: أولو، وعالمون، وعشرون، وبابُهُ.
والثاني:
جموع تكسير، وهي: بنون، وحرون، وأرضون، وسنون، وبابُهُ،
فإن هذا الجمع مطَّرد في كل ثلاثي حذفت لامُهُ وعوض عنها
هاء التأنيث ولم يكسر، نحو: عِضَة3 وعِضِين، وعِزَة4
وعِزِين، وثُبَة وثُبِين، قال الله تعالى:
{كَمْ لَبِثْتُمْ فِي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 يشترط في العلم خاصة أن يكون غير مركب تركيبا إسناديا
"كجاد الحق"، وبرق نحره" لأن المحكي لا يغير، أو مزجيا على
الأصح "كبختنصر" تشبيها له بالمحكي، وكذلك يشترط في الصفة
خاصة أحد أمرين، قبولها التاء المقصود بها معنى التأنيث،
فلا يجمع نحو علامة ونسابة؛ لأن التاء فيهما؛ لِتأكيد
المبالغة، لا لقصد معنى التأنيث. التصريح: 1/ 71.
2 هذه الأنواع تعرب بإعراب، وليست جمعا حقيقيا؛ لأنها فقدت
بعض شروط الجمع، وأكثرها سماعي لا يُقاس عليه.
3 أصل عضة: عضه بالهاء من العضه وهو الكذب والبهتان، وفي
الحديث: "لا يعضَهْ بعضكم بعضا"
وقيل أصله: عضو من قولهم عضيته، إذا فرقته، ومنه قول رؤبة:
وليس دين الله بالمعضي
أي: المفرق، فعلى الأول لامها هاء، ويدل له تصغيرها على
عضيهة وعلى الثاني واو ويدل له جمعها على عضوات، فكل من
التصغير والجمع يردان الشيء إلى أصله. التصريح: 1/ 73و 74.
4 العزة: بكسر العين وفتح الزاي، أصلها: عَزَيَ، فلامها
ياء وهي الفرقة من الناس، والعزين: الفرق المختلفة؛ لأن كل
فرقة تعتزي إلى غير من تعتزي إليه الأخرى.
ج / 1 ص -75-
الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِين}1،
{الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ
عِضِين}2،
{عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِين}،3
ولا يجوز ذلك في نحو تمرة لعدم الحذف، ولا في نحو "عدة"
و"زنة" لأن المحذوف الفاء، ولا في نحو "يد" و"دم"4، وشذ
أبون وأخون، ولا في اسم وأخت وبنت لأن العوض غير التاء،
وشذ بنون، ولا في نحو شاة وشفة لأنهما كسِّرا على شياه
وشفاه.
والثالث: جموع تصحيح لم تستوفِ الشروط: كأهلون ووابلون؛
لأن أهلا ووابلا ليسا علمين ولا صفتين؛ ولأن وابلا لغير
عاقل.
والرابع: ما سمي به من هذا الجمع وما ألحق به5: كعليون
وزيدون مسمى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 "23" سورة المؤمنون، الآية: 112.
موطن الشاهد:
{سِنِينَ}.
وجه الاستشهاد: مجيء "سنين" ملحقا بجمع المذكر السالم؛
لأنه من جموع التكسير من الثلاثي المحذوفة لامه والمعوض
عنها هاء التأنيث؛ لأن المفرد منه سنة، وأصلها سنو أو سنه
أي. لامها واو أو هاء؛ لِقولهم: سنوات وسنهات.
2 "15" سورة الحجر، الآية: 91.
موطن الشاهد:
{عِضِينَ}.
وجه الاستشهاد: مجيء "عضين" اسما ملحقا بجمع المذكر
السالم؛ لأنه من الثلاثي المحذوفة لامه، والمعوض عنها هاء
التأنيث، و"عضين" جمع عضة، والتي أصلها: عضه بالهاء، من
العضه، وهو الكذب والبهتان.
3 "70" سورة المعارج، الآية: 37.
موطن الشاهد:
{عِزِينَ}.
وجه الاستشهاد: مجيء "عزين" اسما ملحقا بجمع المذكر
السالم؛ لِما ذكر في الآية السابقة، و"عزين" جمع "عِزَة"
وأصلها: عَزَيَ فلامها ياء، وهي الفرقة من الناس، والعزين:
الفرق المختلفة؛ لأن كل فرقة تعتزي إلى غير من تعتزي إليه
الأخرى كما أشرنا.
4 لعدم التعويض، من لامها المحذوفة، وأصلها يدي ودمي.
5 ومثله إذا سمي شخص، أو مكان باسم مشتمل على علامة
التثنية، مثل: حسنين وزيدين، فإن هذا الاسم ليس مثنى
حقيقة؛ لأن مدلوله فرد واحد، وقد ألحقه العرب بالمثنى،
فأعربوه في أشهر لغاتهم كإعراب المثنى: بالألف رفعا،
وبالياء نصبا وجرا، ومن العرب من يلزمه الألف في الاحوال
كلها، ويعربه بالحركات الظاهرة على النون كإعراب ما لا
ينصرف للعلمية وزيادة الألف والنون، وإذا اقترنت به "أل"
جروه بالكسرة، كما في قول ابن أحمر:
ألا يا ديار الحي بالسَّبُعانِ
أمل عليها بالبلى المَلَوَانِ
والسَّبُعان: اسم موضع، نقل من تثنية سبع.
التصريح: 1: 68و 69.
ج / 1 ص -76-
به، ويجوز في هذا النوع أن يجري مجرى
"غسلين" في لزوم الياء الإعراب بالحركات على النون منونة1،
ودون هذا أن يجري مجري عربون في لزوم الواو والإعراب
بالحركات على النون منونة، كقوله2: [الخفيف]
10- واعترتني الهموم بالماطرونِ3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هنا: إذا لم يوجد ما يمنع التنوين، ككونه أعجميا، مثل
"قنسرين" اسم بلد بالشام، أو وجود "أل" في أوله، أو
الإضافة في آخره، وإلا فإنه يعرب على النون من غير
التنوين.
التصريح: 1/ 75، وضياء السالك: 1/ 64.
2 القائل: هو: أبو دهبل الجمحي، وهب بن زمعة بن أسيد أحد
بني جمح، شاعر محسن جميل الخلقة، عفيف النفس، قال شعره في
آخر خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومدح معاوية،
وكان أكثر شعره في عبد الله بن عبد الرحمن الأزرق والي
اليمن.
الشعر والشعراء: 2/ 614، والاشتقاق: 81، والمؤتلف: 117،
والأغاني: 6/ 149.
3 تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
طال ليلي وبتُّ كالمجنونِ
ونسب الجوهري البيت إلى عبد الرحمن بن حسان، ويظن أن البيت
من قصيدة لأبي دهبل، ومنها:
طال ليلي وبتُّ كالمحزونِ
ومللت الثواء في جيرونِ
وأطلت المقام بالشام حتى
ظن أهلي مرجَّمات الظنونِ
فبكت خشية التفرق جُملٌ
كبكاء القرين إثرَ القرينِ
والشاهد: من شواهد التصريح: 1/ 76.
المفردات الغريبة: اعترتني: غشيتني ونزلت بي. الهموم:
الأحزان، الماطرون: وهو في الأصل جمع ماطر على غير قياس،
ثم سُمي به موضع بالشام.
المعنى: طال ليل الشاعر المهموم؛ لِبعده عن أحبابه، وتذكره
لهم في ذلك المكان الذي حلت الأحزان والهموم عليه
فيه. الإعراب: طال: فعل ماضٍ، ليلى: فاعل ومضاف إليه، وبت:
الواو حرف عطف. بات: فعل ماضٍ تام -وهو الأفضل- وتاء
المتكلم فاعله. "كالمجنون": متعلق بمحذوف حالٍ من ياء
المتكلم، ويجوز عدُّ "بات" فعلا ناقصا و"الجار والمجرور":
متعلقا بخبره المحذوف. واعترتني: الواو حرف عطف، اعترى:
فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث، والنون للوقاية، وياء المتكلم،
مفعول به مبني على السكون في محل نصب مفعول به. الهموم:
فاعل مرفوع. "بالماطرون": متعلق بـ "اعترى".
موطن الشاهد: "الماطرون".
وجه الاستشهاد: مجيء "الماطرون" جمع مذكر سالم مسمى به،
فلزمته الواو، غير أنه أعرب بالكسرة الظاهرة على النون
كالاسم المفرد، ولم ينون لوجود "أل" فيه، وحكم هذا الجمع
كالاسم الذي آخره واو ونون، نحو: زيتون وعربون، فعلامة
رفعه الضمة على آخره، وعلامة نصبه الفتحة، وعلامة جره
الكسرة.
ج / 1 ص -77-
دون هذه أن تلزمه الواو وفتح النون1،وبعضهم
يجري بنين وباب سنين مجري غسلين، قال: [الوافر]
11 وكان لنا أبو حسن عليٌّ
أبا برٍّ، ونحن له بنينُ3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من العرب من يلزم هذا النوع الواو ويلزمه مع ذلك فتح
النون في مختلف الأحول، ذكر ذلك السيرافي، وزعم أن ذلك
صحيح من كلام العرب، وجعل النحاة هذه اللغة نظير اللغة
التي تُلزِم المثنى الألف وكسر النون في الأحوال كلها،
وعلى ذلك يكون رفع جمع المذكر السالم ونصبه وجره بضمة أو
فتحة أو كسرة مقدرة على الواو، منع من ظهورها الثقل في
الرفع والجر، معاملة المنصوب معاملة المرفوع والمجرور في
حالة النصب، وقد اعتُرِض على ذلك باعتراضين، أحدهما: أنه
يلزم على ذلك تقدير الإعراب في وسط الكلمة، وثانيهما: أن
يكون في الأسماء ما آخره واو -قبلها ضمة- تقدر عليها حركات
الإعراب، ولا نظير لذلك في العربية.
التصريح: 1/ 76، وضياء السالك: 65.
3 القائل هو سعيد بن قيس: أحد بني زيد بن قريب من همدان،
فارس من الدهاة الأجواد، ومن سلالة ملوك همدان، كان خاصا
بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقاتل معه يوم صفين، وكان
إليه أمر همدان بالعراق، وإليه نسبة السعيديين باليمن، مات
سنة 50هـ.
الأعلام: 3/ 100، الإكليل: 10/ 46-50.
ج / 1 ص -78-
.........................................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= تخريج الشاهد: نسب بعض النحاة البيت إلى أحد أبناء علي
بن أبي طالب، ولم يعينوه، والأرجح ما ذكرناه فالشاهد ضمن
أبيات، يقولها سعيد لمعاوية بن أبي سفيان، وقبله قوله:
ألا أبلغ معاوية بن حرب
ورجم الغيب يكشفه اليقينُ
بأنا لا نزال لكم عدوا
طوال الدهر ما سمع الحنينُ
والبيت من شواهد: التصريح: 1/ 77، وخزانة الأدب: 3/ 418،
وشرح العيني: 1/ 156.
المفردات الغريبة: أبو حسن: كنية سيدنا علي، كني بابنه
الحسن من السيدة فاطمة بنت الرسول عليه الصلاة والسلام.
برا: محسنا عطوفا.
المعنى: يبين الشاعر ولاءهم لعلي -كرم الله وجهه- وأنهم ما
زالوا على العهد بعد وفاته، ويندد بمعاوية حيث يقول: كان
علي -كرم الله وجهه- برا بهم محسنا إليهم، وأنه كان
يعاملهم معاملة الآباء الرحماء، فقابلوا ذلك بالطاعة
والعرفان؛ لأنهم لا يزالوان على العهد.
الإعراب:
كان: فعل ماضٍ ناقص. "لنا" متعلق بمحذوف حال من قوله:
"أبًا برًا"؛ لأنه متقدم عليه، ويمكن أن يتعلق بـ "كان".
أبو: اسم كان مرفوع بالواو؛ لأنه من الأسماء الستة. حسن:
مضاف إليه. علي: بدل أو عطف بيان من "أبو حسن". أبًا: خبر
كان منصوب. برًا: صفة لقوله: أبًا. ونحن: الواو حالية،
نحن: ضمير منفصل مبتدأ. "له" متعلق بمحذوف حال، من قوله:
"بنين" الآتي. بنين: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه -هنا-
الضمة الظاهرة، وجملة المبتدأ، والخبر في محل نصب على
الحال.
موطن الشاهد: "بنين".
وجه الاستشهاد: مجيء "بنين" بالياء، على الرغم من كونها في
محل رفع؛ لأنها خبر، وجعل علامة الإعراب الضمة الظاهرة على
لغة بعض العرب، وإن لم تكن علما، كما يقال في "غسلين"،
و"يقطين" ونحوهما من الأسماء المفردة التي آخرها نون قبلها
باء.
وحكى الفراء هذه اللغة عن بني عامر وبني تميم، إلا أن بني
عامر ينونون الحركات الثلاث فيقولون: هؤلاء بنين بررة، وما
رأيت بنينا بررة، ولقد أعجبت ببنين بررة، وذكر أن بني
تميم، لا ينونون، وذكر في شرح التسهيل: أن الظاهر من كلام
ابن مالك، أن بني تميم يجرون هذا النوع بالكسرة الظاهرة من
غير تنوين، والذي يفهم من كلام الفراء السابق، أنهم
يجرونه بالفتحة نيابة عن الكسرة، ويعاملونه معاملة الإسم
الذي لا ينصرف.
التصريح: 1/ 77.
ج / 1 ص -79-
وقال1: [الطويل]
12- دعاني من نجد فإن سِنِينَهُ2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 القائل هو: الصمة بن عبد الله بن الطفيل بن مرة بن هبيرة
القشيري، من هوازن، شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية،
وجده ابن هبيرة، له صحبة بالنبي صلى الله عليه وسلم - مات
الصمة عندما كان مع المسلمين في غزو الديلم بطبرستان.
2 تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
لعبن بنا شيبا وشيبنا مردا
وهو من كلمة للصمة، وكان قد خطب ابنة عمه، فاشتط عليه عمه في
المهر، وبخل عليه أبوه، فخرج مغاضبا لأبيه وعمه، وارتحل
إلى طبرستان فأقام بها حياته، فهو تارة يحن إلى نجد؛ لأن
بها أحباءه، وتارة يذم نجدا، لما لاقى فيها من عمه وبخل
أبيه، وأول هذه القصيدة، قوله:
خليلي إن قابلتما الهضب أو بدا
لكم سند الوركاء أن تبكيا جهدا
سلا عبد لَعلَى حيث أوفى عشية
خُزَازى ومَدَّ الطرف هل أُنسِيَ النجدا
فما عن قلىً للنجد أصبحت ههنا
إلى جبل الأوشال مستخبيا بَردا
والبيت الشاهد من شواهد: التصريح: 1/ 77، وابن عقيل "7/ 1/
65"، والأشموني "26/ 1/ 37"، وأمالي ابن الشجري: "2/ 53"،
وشرح المفصل: "5/ 11"، وشرح العيني: "1/ 169"، واللسان
مادة "سنه".
المفردات الغريبة: دعاني: أمر للاثنين من ودع يدع ودعا،
أي: ترك: سنين: جمع سنة، ولعل المراد بها هنا الجدب
وانقطاع المطر: الشيب: جمع أشيب. مردا: جمع أمرد، وهو من
لم ينبت الشعر بوجهه.
المعنى: يتحدث الشاعر عن أعوام الجدب والقحط التي مرت عليه
وعلى قومه في نجد، وما لقوه من الجهد والإرهاق، ويطلب إلى
صاحبيه أن يتركا ذكرى نجد، قائلا: دعاني من نجد وذكراها؛
فإن سني القحط فيه قد لعبت بشيبنا، وشيبت شبابنا الذين لم
ينبت شعر ذقونهم بعد.
الإعراب: دعاني: فعل أمر مبني على حذف النون، والألف فاعل،
والنون للوقاية، والياء: معفول به. اسم "إن" منصوب وعلامة
نصبه الفتحة الظاهرة، والهاء: في محل جر بالإضافة. لعبن:
فعل وفاعل، والجملة في محل رفع خبر "إن" شيبا: حال من "نا"
في "بنا" مردًا. حال من "نا" في "شيبننا".
موطن الشاهد: "سنينه".
وجه الاستشهاد: انتصاب "سنينه"؛ لأنه اسم "إن" وعلامة نصبه
الفتحة الظاهرة على النون؛ لأن النون عُدت كأنها من أصل
الكلمة، نحو: غسلين، ولهذا لم تحذف للإضافة. وجاء في
الحديث الشريف: "اللهم اجعلها عليهم سنينًا كسنين يوسف"،
في رواية تنوين "سنينا"، ومعلوم أن مجيء النون في "سنين"
من غير تنوين لإضافتها إلى الهاء.
انظر حاشية الصبان على الأشموني: 1/ 87.
ج / 1 ص -80-
وبعضهم يطرد هذه اللغة في جمع المذكر
السالم وكل ما حمل عليه1، ويخرج عليها قوله2: [الخفيف]
13- لا يزالون ضاربين القباب3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 والصحيح عدم الاطراد، والاقتصار فيه على السماع.
2 لم ينسب البيت إلى قائل معين.
3 تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
رب حي عرندس ذي طلالٍ
وهو من شواهد: التصريح: 1/ 77، والأشموني "27/ 1/ 37"، وهمع
الهوامع: 1/ 47، والدرر اللوامع: 1/ 20 وشرح العيني: 1/
176 ومغني اللبيب "1097/ 843".
المفردات الغريبة: عرندس: قوي، ذو منعة وعزة، طلال: حسن
وجمال هيئة، وهو اسم جنس جمعي لطلالة. القباب: الخيام، جمع
قبة، وهي البيت من الأديم، وهذا كناية عن إقامتهم وثباتهم
في بلادهم ويروى:
لا يزالون ضاربين الرقاب
وهو كناية عن الشجاعة.
المعنى: إن كثيرا من الأقوياء، والوجهاء ذوي النفوذ
والمنعة، لا يزالون مقيمين في مواطنهم الأولى، ويسكنون
الخيام التي ألفوها واعتادوا السكنى فيها، ولم تُغْرِهم
الحضارة ودعة العيش، أو تدفع بهم إلى ترك مساكنهم الأولى.
الإعراب: رُبَّ: حرف جر شبيه بالزائد، حي: اسم مجرور لفظا،
مرفوع محلا على أنه مبتدأ مرفوع، أو نقول: مبتدأ مرفوع،
وعلامة رفعه الضمة المقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل
بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد. عرندس: صفة لـ "حي" مجرور
مثله على اللفظ. ذي: صفة ثانية مجرورة بالياء بدل الكسرة؛
لأن "ذي" من الأسماء الستة. طلال: مضاف إليه: لا يزالون:
"لا" نافية، يزالون: فعل مضارع =
ج / 1 ص -81-
وقوله1: [الوافر]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= ناقص، مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو: في محل رفع
اسم "يزال". ضاربين.
خبر منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على النون. القباب:
مضاف إليه: وجملة: "لا يزالون ضاربين القباب": في محل رفع
خبر المبتدأ المجرور لفظا "حي".
موطن الشاهد: "ضاربين".
وجه الاستشهاد: مجيء "ضاربين" منصوبا؛ لأنه خبر "لا
يزالون" وقد أعرب بالحركة، وهي الفتحة الظاهرة على النون،
والذي يدل على ذلك، عدم حذف النون للإضافة، أو عدم نصب
القباب على أنه مفعول به لـ "ضاربين".
وانظر حاشية الصبان: 1/ 78.
فائدة:
للعرب خمس لغات في جمع المذكر السالم وما لحق به، هي:
أ- أن يكون إعرابه بالواو في حالة الرفع، وبالياء المكسور
ما قبلها في حالتي النصب والجر، وزيادة نون مفتوحة بعد
الواو أو الياء عوضا عن التنوين في الاسم المفرد، وهذه هي
اللغة الشائعة على ألسنة العرب، وأقواها.
ب- أن يؤتى به بالواو في الأحوال الثلاثة، الرفع والنصب
والجر، وإلحاق النون المفتوحة من غير تنوين، ويكون إعرابه
بحركات مقدرة على الواو.
ج- أن يؤتى به بالواو في الأحوال كلها، ويجعل إعرابه
بحركات ظاهرة على النون مع التنوين، فتضم النون في حال
الرفع، وتكسر في حال الجر، وتفتح في حال النصب.
د أن يؤتى به بالواو في الأحوال جميعها، وبعدها نون غير
منونة، فيكون إعرابه بحركات ظاهرة على النون غير المنونة.
هـ- أن يؤتى به بالياء في الأحوال كلها، وتحرك النون منونة
بحركات الإعراب، وكأنه اسم مفرد مختوم بياء ونون.
أوضح المسالك "تحقيق: عبد الحميد": 1/ 60-61.
1 هو: سحيم بن وثيل الرياحي: شاعر مخضرم معروف، عَده
الجمحي في الطبقة الثالثة من الإسلاميين، وقال: "هو شاعر
خنذيذ، وسحيم شاعر شريف مشهور الذكر في الجاهلية والإسلام
جيد الموضع في قوله، عاش في الجاهلية أربعين سنة وفي
الإسلام ستين، وهو صاحب البيت المشهور:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
متى أضعِ العمامةَ تعرفوني
مات سنة 60هـ.
الشعر والشعراء: 2/ 643، والاشتقاق: 138، والجمحي: 1/ 129،
والإصابة: 1/ 164، والخزانة: 1/ 123.
ج / 1 ص -82-
14- وقد جاوزت حد الأربعينِ1
[حركة نون المثنى وما ألحق
به]:
نون المثنى وما حمل2 عليه مكسورة، وفتحها بعد الياء لغة،
كقوله3: [الطويل]:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
وماذا تبتغي الشعراء مني
وهو من شواهد التصريح: 1/ 77، 79، وابن عقيل "9/ 1/ 68"،
والأشموني "28/ 1/ 38" وهمع الهوامع: 1/ 49، والدرر
اللوامع: 1/ 22، والمقتضب: 3/ 332، 4/ 77، وشرح المفصل: 5/
11، 13، وخزانة الأدب: 3/ 414، وشرح العيني: 1/ 191،
والجمحي: 1/ 59، والأصمعيات: 19.
المفردات الغريبة: تبتغي الشعراء، ويروى في مكانه "يدَّري
الشعراء" بتشديد الدال، وهو مضارع ادَّراه، ومعناه: ختله
وخدعه.
المعنى: يتسائل الشاعر متعجبا: ما الذي يريده الشعراء مني
حال كوني تجاوزت سن الأربعين، فجربت الأمور وخبرت الدهر،
فلم أعد أُخدع، ولا يستطيع أحد أن ينال مني؟!
الإعراب: ماذا: اسم استفهام في محل نصب مفعول به لـ
"تبتغي"، أو ما: اسم استفهام مبتدأ، و"إذا": اسم موصول
خبر، وعلى هذا فجملة "تبتغي": صلة للموصول، لا محل لها.
الشعراء: فاعل تبتغي. حد: مفعول به. الأربعين: مضاف إليه
مجرور وعلامة جره -هنا- الكسرة الظاهرة على النون.
موطن الشاهد: "الأربعين".
وجه الاستشهاد: مجيء "الأربعين" وهو من ألفاظ العقود معربا
مجرورا وعلامة جره الكسرة الظاهرة على النون، مع لزوم
الياء فيه، وقيل إنه معرب بالحروف، وهو مجرور بالياء -هنا-
نيابة عن الكسرة؛ لأنها ملحق بجمع المذكر السالم -على
أصله- وكسر النون فيه لغة.
2 يدخل في ذلك: ما سُمي به، وما ثُنِي على سبيل التغليب،
واثنان واثنتان وغيرهما... إلخ.
3 القائل هو: حميد بن ثور الهلالي، أبو المثنَّى، أحد بني
عامر بن صعصعة، شاعر مخضرم مجيد فصيح، قال عنه صاحب
الإصابة: "كان أحد الشعراء الفصحاء، وكان كل من هاجاه
غلبه، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، ومات في خلافة
عثمان رضي الله عنه =
ج / 1 ص -83-
15- على أحوذيين استقلت عشية1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعر والشعراء: 1/ 390، والاستيعاب: 141، وأسد الغابة:
"2/ 53، والإصابة: 2/ 39.
تخريج الشاهد: هذا صدر بيت للشاعر يصف فيه القطاة، وعجزه
قوله:
فما هي إلا لمحة وتغيب.
والبيت من شواهد: التصريح: 1/ 78، وابن عقيل "1/ 1/ 69"،
والأشموني: "3/ 1/ 39" وهمع الهوامع: "1/ 49، والدرر
اللوامع: 1/ 21، وشرح المفصل: 4/ 131، والمقرب: 159، وشرح
العيني: 1/ 177، وديوان حميد بن ثور: 55.
المفردات الغريبة: الأحوذيان: مثنى أحوذي، وأصله: الخفيف
في المشي، والمراد هنا جناحا القطاة. استقلت: ارتفعت في
الجو. عشية: ما بين الزوال إلى الغروب، لمحة: نظرة سريعة.
المعنى: يصف الشاعر سرعة القطاة وخفتها، فهي قد ارتفعت في
الجو بوساطة جناحين خفيفين سريعين في الحركة وقت العشية،
فما يكاد الناظر إليها يشاهدها لحظة، حتى تغيب عنه.
الإعراب: "على أحوذيين": متعلق به "استقلت". "عشية": ظرف
زمان، متعلق بـ "استقلَّت". فما: الفاء عاطفة. ما: نافية:
هي: مبتدأ. إلا: أداة حصر, لمحة: خبر هي" وتغيب: الواو حرف
عطف، تغيب: فعل مضارع والفاعل: هي، والجملة من الفعل
والفاعل معطوفة على الجملة الاسمية على مذهب من يجوزون عطف
الجمل الفعلية على الاسمية.
فائدة:
للنحاة في عطف الجمل الفعلية على الاسمية ثلاثة آراء:
الأول: لا يجوز مطلقا.
الثاني: يجوز العطف مطلقا.
الثالث: يجوز شرط أن يكون العاطف هو الواو.
شرح العيني بذيل حاشية الصبان: 1/ 90.
موطن الشاهد: "على أحوذيين".
وجه الاستشهاد: مجيء "أحوذيين" على هذه الرواية مفتوح
النون، ولا يمكن بحال يجعل إعرابها بحركة ظاهرة على النون؛
لأنها جاءت في محل جر، والنون مفتوحة، كما هو معلوم، ولذا
فيتعين إعرابها بالياء نيابة عن الكسرة.
أما بالنسبة إلى فتح النون، فبعضهم يرى أنها ضرورة، وهذا
بعيد؛ لأنه يجوز أن يكسر النون ولا يختل الوزن أو القافية،
وبعضهم يرى أنها لغة من لغات العرب، وقد نقلها الفراء عن
بني أسد، وهذا الرأي أولى من الأول، وبه أخذ العيني في شرح
للشواهد.
شرح الشواهد بذيل حاشية الصبان: 1/ 90.
ج / 1 ص -84-
وقيل: لا يختص بالياء1، كقوله2: [مشطور
الرجز].
16- أعرف منها الجيد والعينانا3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 بل يكون مع الألف أيضا، وذلك في لغة من يُلزِم المثنى
الألف في كل حال.
2 قيل هو رؤبة بن العجاج، وقد مرت ترجمته.
3 تخرجه الشاهد: أنشده أبو زيد في نوادره "من 15" ضمن
أبيات. عن المفضَّل الضبي ونسبها إلى رجل من بني ضبة.
وقبله:
إن لسعدى عندنا ديوانا
يخزي فلانا وابنه فلانا
كانت عجوزا عمرت زمانا
وهي ترى سيِّئَها إحسانا
أعرف منها الأنف والعينانا
ومنخران أشبها ظبيانا
شرح الشاهد: 1/ 90.
والشاهد من شواهد: ابن عقيل "11/ 1/ 71"، والتصريح: 1/ 87،
والأشموني "31/ 1/ 39"، وهمع الهوامع: 1/ 49، والدرر
اللوامع: 1/ 21، وشرح المفصل: 3/ 129/ 4/ 67, 143،
والمقرب: 80، والخزانة: 3/ 336، وشرح العيني: 1/ 184،
ونوادر أبي زيد الأنصاري: 15 وملحقات ديوان رؤبة: 197.
المفردات الغريبة: "أعرف منها الجيد"، ويروى في مكانه:
"أعرف منها الأنف"، الجيد: العنق، وجمعه أجياد، ظبيان
"بفتح الظاء": اسم رجل.
المعنى: يبين الشاعر، أنه يعرف من تلك الفتاة جيدها،
وعينيها، ومنخرين لها، يشبهان منخري رجل اسمه ظبيان.
الإعراب: أعرف: فعل مضارع،, والفاعل أنا. "منها": متعلق
بأعرف. الجيد: مفعول به. والعينانا معطوف على الجيد منصوب
مثله، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر،
والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. ومنخران: معطوف
على الجيد، منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف
للتعذر، كما في "العينانا".
أشبها: فعل ماضٍ وفاعل. ظبيانا: مفعول به منصوب والألف
للإطلاق.
موطن الشاهد: "العينانا".
وجه الاستشهاد: فتح نون المثنى بعد الألف، كما فتحت بعد
الياء، وفي البيت شاهد آخر على مجيء المثنى بالألف في حالة
النصب، كما تقدم، وهذه لغة جماعة من العرب، منهم: كنانة
وبنو الحارث بن كعب، وبنو العنبر، وبنو الهجيم، وبطون من
ربيعة، وورد عليها قول النبي -صلى الله عليه وسلم:
"لا وتران في ليلة"، وبهذه اللغة، قرأ نافع، وابن عامر والكوفيون إلا حفصا: "إِنَّ
هَذَانِ لَسَاحِرَانِ".
شرح الشواهد: 1/ 91.
ج / 1 ص -85-
[حركة نون جمع المذكر السالم]:
وقيل: البيت مصنوع1، ونون الجمع مفتوحة، وكسرها جائز في
الشعر بعد الياء، كقوله2: [الوافر]
17- وأنكرنا زعانف آخرين3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أي غير عربي، فلا يصح شاهدًا.
2 القائل: هو جرير بن عطية الخطفي، وقد مرت ترجمته.
3 تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
عرفنا جعفرا وبني أبيه
وهو أحد أبيات أربعة لجرير، يخاطب بها فضالة العرني، وقبله
قوله:
عرين من عرينة ليس منا
برئت إلى عرينة من عرين
والشاهد من شواهد: التصريح: 1/ 79، وابن عقيل "8 1/ 67"
والأشموني "29/ 1/ 39" وهمع الهوامع: 1/ 49، والدرر
اللوامع: 1/ 21، والخزانة: 3/ 290، وشرح العيني: 1/ 177
وابن سلام: 59، وديوان جرير: 577.
المفردات الغريبة: جعفر، هو جعفر بن ثعلبة؛ أخو عرين بن
ثعلبة بن يربوع، وعرين أحد آباء فضالة. زعائف: جمع زعنفة:
وهو طرف الأديم أو هدب الثوب، ويقال للئام الناس وأراذلهم.
المعنى: يمدح الشاعر رجلا -اسمه جعفر- وإخوته، فيقول:
عرفنا جعفرا وإخوته؛ لأنهم مشهورون بكريم نسبهم ورفعة
منزلتهم، على حين أنكرنا غيرهم؛ لِكونهم أدعياء، وليس لهم
أصل معروف يفخرون به، ولا مكانة مرموقة في المجتمع الذي
يعيشون فيه.
الإعراب: عرفنا: فعل ماضٍ وفاعل. جعفرا: مفعول به. وبني:
معطوف على جعفر منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه ملحق بجمع
المذكر السالم. أبيه: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء؛
لأنه من الأسماء الستة، والهاء: مضاف إليه. وأنكرنا: الواو
عاطفة، أنكرنا: فعل ماضٍ وفاعل. زعانف: مفعول به منصوب.
آخرين: صفة لـ "زعانف"، منصوب وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع
مذكر سالم.
موطن الشاهد: "آخرين".
وجه الاستشهاد: مجيء "آخرين" معربا بالياء إعراب جمع
المذكر السالم، غير أنه كسرت نونه -كما هو واضح- وهو
مفتوحة في لغة العرب، وابن مالك يرى في كسر نون جمع المذكر
السالم، وما يلحق به أنها لغة من لغات العرب، وبعضهم يرى
أن كسرها؛ لضرورة الشعر، فهو جائز في الشعر فحسب، غير أن
الأول هو الراجح.
ج / 1 ص -86-
وقوله:
وقد جاوزتُ حدَّ الأربعين1
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من تخريج الشاهد والتعليق عليه، وأعيد هنا للاستشهاد على
كسر النون في جمع المذكر وما ألحق به للضرورة، أو على لغة
كما بينا.
موطن الشاهد: "الأربعين".
وجه الاستشهاد: مجيء "الأربعين" ملحقا بجمع المذكر السالم،
مكسور النون على لغة كما في المثال السابق. |