أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ج / 1 ص -92-
[الباب السادس: إعراب الأفعال الخمسة]:
الباب السادس: الأمثلة الخمسة1، وهي: كل فعل مضارع اتصل به
ألف اثنين نحو تفعلان ويفعلان، أو واو جمع نحو تفعلون
ويفعلون، أو ياء مخاطبة نحو تفعلين، فإن رفعها بثبوت
النون، وجزمها ونصبها بحذفها نحو:
{فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا
وَلَنْ تَفْعَلُوا}2، وأما:
{إِلَّا أَنْ يَعْفُون}3،
فالواو لام الكلمة4، والنون ضمير النسوة،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سميت بذلك؛ لأنها ليست ألفاظ أفعال معلومة، وإنما يكنى
بها عن كل فعل مضارع اتصل به ألف الاثنين، أو واو الجماعة
أو ياء المخاطبة، وقالوا: الأسماء الستة؛ لأنها ألفاظ
معلومة وهي الأب والأخ... إلخ، وسميت خمسة على إدراج
المخاطبتين تحت المخاطبين فالمضارع المسند إلى ألف الاثنين
يتنوع إلى نوعين: الأول أن يكون الاثنان مذكرين نحو:
"أنتما تكتبان يا زيدان" ونحو "الزيدان يكتبان"، والثاني،
أن يكون الاثنان مؤنثين نحو: "أنتما يا هندان تكتبان" ونحو
"الهندان تكتبان"، أو واو جمع بالتاء للمخاطبين، نحو: أنتم
تفعلون، وبالياء للغائبين نحو: هم يفعلون، أو ياء مخاطبة،
نحو: أنت تفعلين، فالأمثلة ستة على التفصيل، وخمسة على
الإجمال؛ لِلذي يجعل الاثنين نوعا واحدا.
شرح التصريح: 1/ 85، 86 حاشية الصبان، 1/ 98، ابن عقيل: 1/
66.
2 "2" سورة البقرة، الآية: 24.
موطن الشاهد:
{لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ
تَفْعَلُوا}.
وجه الاستشهاد: مجيء فعل "تفعلوا" الأول مجزوما بـ "لم"
وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، ومجيء فعل
"تفعلوا" الثاني منصوبا بـ "لن" وعلامة نصبه حذف النون
أيضا.
3 "2" سورة البقرة، الآية: 237.
4 أي لام الفعل؛ لأن أصله: عفا يعفو، فإذا قلنا: النساء
يعفون، فـ "يعفون" مضارع مبني على سكون الواو؛ لِاتصاله
بنون النسوة، والنون: في محل رفع فاعل: وفي حالتي الجزم
والنصب، نقول: النساء لم يعفون، ولن يعفون، ويكون الفعل
مبنيا على السكون في محل جزم، أو نصب؛ لِاتصاله بنون
النسوة.
وأما في قولنا: الرجال يعفون، فالواو ضمير الجمع، وهي
الفاعل، أما لام الفعل فمحذوفة، وأصله: يعفوون، فاستثقلت
الضمة على الواو الأولى التي هي لام الفعل، فحذفت الضمة،
فالتقى ساكنان، فحذفت الأولى منهما؛ لأنها حرف علة، ولم
تحذف الثانية؛ لأنها ضمير الفاعل، فصار يعفون على وزن
"يفعون" فإذا دخل ناصب أو =
ج / 1 ص -93-
والفعل مبني مثل:
{يَتَرَبَّصْنَ}1، ووزنه يفعلن، بخلاف
قولك: "الرجال يعفون"، فالواو ضمير المذكرين، والنون علامة
رفع فتحذف نحو:
{وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}2 ووزنه تفعوا، وأصله تعفووا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= جازم، تحذف النون، فنقول: الرجال لن ولم يعفوا، وخلاصة
الفرق بين "النساء يعفون، والرجال يعفون" مع اتحاد الصورة
اللفظية ما يلي:
1- لام الفعل غير محذوفة في النساء يعفون، ومحذوفة في
الثانية؛ لِعلة تصريفية، وهي التقاء الساكنين.
2- نون جمع الإناث في محل رفع فاعل أو نائب فاعل، وهي لا
تحذف لناصب أو جازم، وهي علامة رفع في الثانية؛ ولذا تحذف.
3- الواو جزء من الكلمة، وهي لامها في العبارة الأولى،
ووزنه: "يفعلن"، وأما في الثانية، فالواو ضمير جمع الذكور،
وليست جزءا من الكلمة، ووزنه "يعفون".
انظر شرح التصريح: 1/ 86، وضياء السالك: 1/ 76-77" وحاشية
الصبان: 1/ 98-99.
1 "2" سورة البقرة، الآية: 228.
موطن الشاهد: {يَتَرَبَّصْنَ}.
وجه الاستشهاد: مجيء فعل "يتربص" مبنيا على السكون؛
لِاتصاله بنون النسوة، في محل رفع؛ لِتجرده عن الناصب
والجازم، والنون في محل رفع فاعل.
2 "2" سورة البقرة، الآية: 237.
موطن الشاهد:
{أَنْ تَعْفُوا}.
وجه الاستشهاد: مجيء فعل "تعفوا" منصوبا بـ "أن" وعلامة
نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: فاعل،
والألف للتفريق. |