أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ج / 3 ص -216-
[باب أبنية أسماء المفعولين]
هذا باب أبنية أسماء المفعولين1:
[مجيء اسم
المفعول من الثلاثي]:
يأتي وصف المفعول من الثلاثي المجرد2 على زنة "مفعول"؛
كـ"مضروب" و"مقصود"، و"ممرور به"3 ومنه: مبيع، ومقول،
ومرمي، إلا أنها غيرت4.
[مجيء اسم
المفعول من غير الثلاثي]:
ومن غيره بلفظ مضارعه، بشرط الإتيان بميم مضمومة مكان حرف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 اسم المفعول هو: اسم مشتق يصاغ من مصدر الفعل المبني
للمجهول؛ للدلالة على معنى مجرد حادث، وعلى من وقع عليه
هذا المعنى.
2 بشرط أن يكون تاما متصرفا؛ لأن الجامد، لا يبنى منه اسم
مفعول، ولا اسم فاعل، ولا صفة مشبهة؛ ما لا يأتي منه مصدر
ولا غيره من المشتقات.
3 هذا مثال لبناء اسم المفعول من اللازم بالصلة؛ لأن اسم
المفعول، لا يصاغ من اللازم إلا مع الظرف، أو الجار
والمجرور، أو المصدر.
التصريح: 2/ 80.
4 أي: غيرت لفظا عن زنة "مفعول"، والأصل: مبيوع، ومقوول،
ومرموي، فنقلت حركة الياء والواو في الأولين إلى الساكن
قبلهما؛ ثم قلبت الضمة كسرة في الأول؛ لتسلم الياء. وحذفت
الواو من الثاني؛ لالتقاء الساكنين. أما الثالث: فقد قلبت
الواو ياء، وأدغمتا؛ لاجتماعهما؛ وسبقت إحداهما بالسكون،
ثم قلبت الضمة كسرة لمناسبة الياء.
وإذا كان اسم المفعول مؤنثا، وجب زيادة تاء التأنيث في
آخره، فتقول: فاطمة منزهة عن فحش القول.
التصريح: 2/ 80.
ج / 3 ص -217-
المضارعة، وإن شئت فقل: بلفظ اسم فاعله؛
بشرط فتح ما قبل الآخر1؛ نحو: المال مستخرج، وزيد منطلق
به.
[إنابة فعيل عن
مفعول]:
وقد ينوب "فعيل" عن "مفعول"2؛ كـ"دهين"، و"كحيل"، و"جريج"،
و"طريح"، ومرجعه إلى السماع3؛ وقيل: ينقاس فيما ليس له
"فعيل" بمعنى "فاعل"4؛ نحو: قدر ورحم؛ لقولهم: قدير
ورحيم5.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أي: في اسم الفاعل.
2 أي: أن اسم المفعول من الثلاثي، قد يأتي على وزن "فعيل"،
بدلا من "مفعول"؛ فيدل على معناه، ولكن لا يعمل عمله عند
كثير من النحاة؛ فلا يقال: مررت برجل كحيل عينه؛ أو قتيل
أبوه؛ أو ذبيح كبشه، وأجاز ذلك ابن عصفور في "المقرب"،
واستحسنه بعضهم.
وكذلك ينوب عن "مفعول" -على قلة- "فِعْل"؛ نحو: ذبح، وطحن
بمعنى: مذبوح ومطحون. وينوب عن "مفعول" أيضا: "فَعَل"؛
نحو: "عدد" بمعنى: معدود. و"فُعْلَة"؛ نحو: مضغة بمعنى:
ممضوغ؛ وغرفة بمعنى مغروف، وأكلة بمعنى مأكول. ضياء
السالك: 3/ 53.
3 أي: يقتصر في ذلك على المسموع والمنقول عن العرب؛ وفي
هذا يقول ابن مالك:
"وناب نقلا عنه ذو "فعيل"
نحو فتاة أو فتى كحيل"
والمعنى: ينوب "فعيل" عن اسم المفعول من الثلاثي؛ وهذا منقول
عن العرب ومسموع منهم. تقول: فتاة كحيل؛ بمعنى مكحول
العين، وفتى كحيل كذلك؛ مع ملاحظة أن صيغة "فعيل" -بمعنى
مفعول- يستوي فيها المذكر والمؤنث غالبا.
4 أي: كقتيل وجريح؛ وذلك لعدم اللبس فيه، بخلاف ما له ذلك،
فإنه ليتبس بالفاعل.
5 أي: بمعنى "قادر" و"راحم"، وهذا تمثيل للمنفي، والتعليل
لمحذوف؛ أي؛ إنما كان الفعلان لهما "فعيل" بمعنى "فاعل".
وأما ما ليس له "فعيل" بمعنى "فاعل"، فنحو: جريح وقتيل.
التصريح: 2/ 80. |