حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك ج / 3 ص -107-
التوكيد:
بالنَّفْسِ أو بالعَيْنِ الاسمُ أُكِّدَا
معَ ضَميرٍ طابَقَ المُؤكَّدَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوكيد:
هو في الأصل مصدر ويسمى به، التابع المخصوص. ويقال أكد
تأكيدًا ووكد توكيدًا.
وهو بالواو أكثر. وهو على نوعين: لفظي وسيأتي، ومعنوي وهو
التابع الرافع احتمال إرادة غير الظاهر. وله ألفاظ أشار
إليها بقوله: "بالنفس أو بالعين الاسم أكدا مع ضمير طابق
المؤكدا" أي: في الإفراد والتذكير وفروعهما, فتقول: جاء
زيد نفسه أو عينه، أو نفسه عينه فتجمع بينهما، والمراد
حقيقته. وتقول: جاءت هند نفسها أو عينها وهكذا. ويجوز
جرهما بباء زائدة فتقول:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمضاف إليه لغرض التخصيص فلا يكون له إلا بدليل ما لم
يكن المضاف لفظ كل, فالنعت للمضاف إليه لا له؛ لأن المضاف
إنما جيء به لقصد التعميم ولذلك ضعف قوله:
وكل أخ مفارقه أخوه
لعمر أبيك إلا الفرقدان
أفاده في المغني.
التوكيد:
قوله: "ويسمى به إلخ" الأنسب بمقام النقل أن يقول: ثم
سمي به إلخ. قوله: "وهو بالواو أكثر" وهي الأصل والهمزة
بدل. قوله: "الرافع احتمال إلخ" إما أن يكون المراد بالرفع
الإبعاد, وإما أن يراد بالاحتمال الاحتمال القوي فوافق
كلامه قول ابن هشام الظاهر أنه يبعد إرادة المجاز ولا
يرفعها بالكلية؛ لأن رفعها بالكلية ينافي الإتيان بالألفاظ
متعددة ولو صار بالأول نصا لم يؤكد ثانيًا وإنما اقتصر
الشارح على رفع الاحتمال المذكور؛ لأن رفع توهم السهو
والغلط إنما يكون بالتأكيد اللفظي كما نقله سم عن السعد
والسيد وخرج بقوله الرافع إلخ, ما عدا التوكيد حتى البدل
فإنه وإن رفع الاحتمال في نحو: مررت بقومك كبيرهم وصغيرهم
أولهم وآخرهم, إلا أن ذلك عارض نشأ من خصوص المادة قاله
شيخنا. قوله: "بالنفس أو بالعين" أي: بهاتين المادتين بقطع
النظر عن إفرادهما وغيره, وليس المراد بالنفس أو بالعين
مفردين حتى يفيد أن النفس والعين يبقيان على إفرادهما وإن
أكد بهما مثنى أو مجموع مع أنه ليس كذلك, كما يصرح به قوله
واجمعهما إلخ, فاندفع ما أطال به البعض عن البهوتي. واعلم
أن في البيت إجمالًا بينه البيت بعده على أنه يمكن بقطع
النظر عن قول الشارح أي: في الإفراد والتذكير وفروعهما أن
يحمل الاسم في النظم على المفرد ولا يضيع على هذا قوله:
مع ضمير طابق المؤكدا
وإن زعمه البعض؛ لأن المراد بالمطابقة على هذا المطابقة في
التذكير والتأنيث فقط فاعرفه, وأوفي النظم لمنع الخلو.
قوله: "فتجمع بينهما" أي: بلا عطف كما سيأتي, والظاهر أن
تقديم النفس على العين لازم وقيل حسن كذا في المرادي.
قوله: "بباء زائدة" ومحل المجرور إعراب
ج / 3 ص -108-
واجْمَعهُما بأَفْعُل إن تَبِعًا
ما ليس واحِدًا تكن مُتَّبِعا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاء زيد بنفسه وهند بعينها "واجمعهما" أي: النفس والعين
"بأفعل إن تبعا ما ليس واحدًا تكن متبعا" فتقول: قام
الزيدان أو الهندان أنفسهما أو أعينهما. وقام الزيدون
أنفسهم أو أعينهم، والهندات أنفسهن أو أعينهن. ولا يجوز أن
يؤكد بهما مجموعين على نفوس وعيون ولا على أعيان، فعبارته
هنا أحسن من قوله في التسهيل جمع قلة, فإن عينا تجمع جمع
قلة على أعيان ولا يؤكد به.
تنبيه: ما أفهمه كلامه من منع مجيء النفس والعين مؤكدًا
بهما غير الواحد وهو المثنى والمجموع غير مجموعين على أفعل
هو كذلك في المجموع، وأما المثنى فقال الشارح: بعد ذكره أن
الجمع فيه هو المختار ويجوز فيه أيضًا الإفراد والتثنية.
قال أبو حيان: ووهم في ذلك إذ لم يقل أحد من النحويين به.
وفيما قاله أبو حيان نظر فقد قال ابن إياز في شرح الفصول:
ولو قلت نفساهما لجاز فصرح بجواز التثنية. وقد صرح النحاة
بأن كل مثنى في المعنى مضاف إلى متضمنه يجوز في الجمع
والإفراد والتثنية, والمختار الجمع نحو: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]، ويترجح الإفراد على التثنية عند الناظم وعند غيره
بالعكس وكلاهما مسموع كقوله:
824-
حَمامَةَ بَطْنِ الوادِييَنِ تَرَنَّمِي
وكقوله:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المتبوع. قوله: "واجمعهما" الأمر مستعمل في الوجوب بالنسبة
إلى الجمع, وفي الأولوية بالنسبة إلى المثنى. قوله:
"بأفعل" أي: جمعًا ملابسًا لأفعل أو على أفعل. قوله: "ولا
على أعيان" لو قال: ولا بالعين مجموعًا على أعيان لكان
مستقيمًا. قوله: "ولا يؤكد به" أي: المختار وإلا ففي
الدماميني عن شرح العمدة للمصنف والمفصل للزمخشري والكفاية
لابن الخباز جواز التوكيد بأعيان. قوله: "وقد صرح النحاة
إلخ" لما لم يكن كلام ابن إياز ردا على أبي حيان بالنظر
إلى الإفراد, أتى بهذا الرد الثاني؛ لأنه يرد عليه بالنظر
إلى الإفراد والتثنية. ولأبي حيان أن يقول ما صرح به
النحاة لا يظهر الرد به؛ لأن النفس والعين لم يضافا إلى
المتضمن بل إلى ما هو بمعناهما؛ لأن المراد بهما الذات.
قوله: "إلى متضمنه" بصيغة اسم الفاعل أي: ما اشتمل على
المضاف. قوله: "والمختار الجمع" إما على التثنية؛ فلأن
المتضايفين كالشيء الواحد فكرهوا الجمع بين تثنيتهما, وإما
على الإفراد؛ فلأن الاثنين جمع في المعنى. قوله: "حمامة
إلخ" تمامه:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
824- عجزه:
سقاك من الغر الغوادي مَطيرها
والبيت من الطويل، وهو للشماخ في ملحق ديوانه
ص438، 440؛ والمقاصد النحوية 4/ 86؛ وللمجنون في ديوانه من
الطويل ص113؛ ولتوبة بن الحمير في الأغاني 11/ 198؛ والدرر
1/ 154؛ والشعر والشعراء 1/ 453؛ وبلا نسبة في المقرب 2/
129؛ وهمع الهوامع 1/ 51.
ج / 3 ص -109-
وكُلًّا اذْكُر في الشُّمُولِ وكِلا
كِلتا جَمِيعًا بالضمير
مُوصَلَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
825-
ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَينِ مَرْتَين
ظَهْراهما مثل ظهور التُّرْسَين
ا. هـ.
"وكلا اذكر في" التوكيد المسوق لقصد "الشمول" والإحاطة
بأبعاض المتبوع "وكلا" و"كلتا" و"جميعًا" فلا يؤكد بهن إلا
ما له أجزاء يصح وقوع بعضها موقعه لرفع احتمال تقدير بعض
مضاف إلى متبوعهن، نحو: جاء الجيش كله أو جميعه، والقبيلة
كلها أو جميعها، والرجال كلهم أو جميعهم، والهندات كلهن أو
جميعهن، والزيدان كلاهما
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سقاك من الغر الغوادي مطيرها
والغر جمع غراء وهي البيضاء وهو صفة لمحذوف أي: من السحب
الغر إلخ, والغوادي جمع غادية وهي السحابة الممطرة صباحًا,
والمطير بفتح الميم كثير المطر. قوله: "ومهمهين إلخ"
المهمه المكان القفر، والقذف بفتح القاف والذال المعجمة
آخره فاء البعيد, والمرت بفتح الميم وسكون الراء آخره
فوقية المكان الذي لا نبات فيه, وظهراهما مبتدأ ومثل خبر
والجملة صفة ثالثة. قاله العيني. والمراد بظهريهما ما
ارتفع منهما, وقوله مثل ظهور الترسين أي: في الصلابة.
قوله: "وكلا اذكر إلخ" اعلم أن كلا وشبهها في إفادة شمول
كل فرد إن كانت داخلة في حيز النفي بأن أخرت عن أداته
لفظًا نحو:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
وما جاء كل القوم، وما جاء القوم كلهم، ولم آخذ
كل الدراهم، ولم آخذا الدراهم كلها، أو رتبة نحو: كل
الدراهم لم آخذ، والدراهم كلها لم آخذ توجه النفي إلى
الشمول خاصة, وأفاد سلب العموم. وإلا بأن قدمت على أداته
لفظًا ورتبة توجه النفي إلى كل فرد, وأفاد عموم السلب
كقوله عليه الصَّلاة والسَّلام كل ذلك لم يكن، وكالنفي
النهي قال التفتازاني: والحق أن الشق الأول أكثري لا كلي
بدليل:
{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}
[لقمان: 18]،
{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}
[البقرة: 276]،
{وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ}
[القلم: 10]. قوله: "يصح وقوع بعضها موقعه" أي: في نسبة
الحكم إليه سواء كان على وجه إرادة البعض من لفظ الكل
مجازًا مرسلًا أو إسناد ما للبعض إلى الكل مجازًا عقليا أو
تقدير المضاف، فقوله: لرفع احتمال تقدير بعض إلخ فيه قصور,
ولعله إنما اقتصر عليه؛ لأنه أقرب الاحتمالات الثلاثة فإذا
اندفع هو اندفع أخواه بالأولى, ودخل في قول الشارح إلا ما
له أجزاء إلخ نحو: زيد كله حسن، وعين البقرة الوحشية كلها
سواد؛ لأن المؤكد وإن كان غير متعد له أجزاء يصح وقوع
بعضها موقعه. قوله: "تقدير بعض" أي: أو ما في معناه كأحد
وإحدى بدليل قوله: بعد أو أحد الزيدين إلخ.
قوله: "والزيدان كلاهما إلخ" فائدة لا يتحد توكيد متعاطفين
ما لم يتحد عاملهما معنى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
825- البيت من مشطور السريع، وهو لخطام المجاشعي.
ج / 3 ص -110-
...........................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والهندان كلتاهما، لجواز أن يكون الأصل، جاء بعض الجيش، أو
القبيلة أو الرجال أو الهندات، أو أحد الزيدين، أو إحدى
الهندين. ولا يجوز جاءني زيد كله ولا جميعه. وكذا لا يجوز
اختصم الزيدان كلاهما ولا الهندان كلتاهما لامتناع التقدير
المذكور. وأشار بقوله "بالضمير موصلًا" إلى أنه لا بد من
اتصال ضمير المتبوع بهذه الألفاظ ليحصل الربط بين التابع
ومتبوعه كما رأيت. ولا يجوز حذف الضمير استغناء بنية
الإضافة خلافًا للفراء والزمخشري. ولا حجة في:
{خَلَقَ لَكُمْ
مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: 29]، ولا قراءة بعضهم: "إِنَّا كُلًّا فِيهَا" على أن
المعنى جميعه وكلنا، بل جميعًا حال وكلا بدل من اسم إن أو
حال من الضمير المرفوع في فيها. وذكر في التسهيل أنه
يستغنى عن الإضافة إلى الضمير إلى مثل الظاهر المؤكد بكل،
وجعل منه قول كثير:
726-
يا أَشْبَهَ النَّاسِ كُلِّ الناسِ بالقَمَرِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلا يقال مات زيد وعاش عمرو كلاهما، فإن اتحدا معنى جاز
وإن اختلفا لفظًا جزم به الناظم تبعًا للأخفش نحو: انطلق
زيد وذهب عمرو كلاهما. قال أبو حيان: ويحتاج ذلك إلى سماع.
سيوطي سم. قوله: "لجواز أن يكون الأصل إلخ" فيه ما في
التعليل الأول, ولو قال لجواز أن يكون المعنى إلخ لو في
بالاحتمالات الثلاثة. قوله: "وكذا لا يجوز اختصم الزيدان
كلاهما إلخ" هذا مذهب الأخفش والفراء وهشام وأبي علي، وذهب
الجمهور إلى الجواز كما قاله الدماميني, ووافق الناظم في
تسهيله الجمهور. قوله: "لامتناع التقدير المذكور" أي: فلا
فائدة في التأكيد حينئذٍ. قوله: "بالضمير موصلًا" حال من
الألفاظ المتقدمة بتأويلها بالمذكور وبالضمير متعلق به.
قوله: "ولا يجوز حذف الضمير" والكلام مفروض فيما إذا جرت
على المؤكد فلا يرد نحو: كل في فلك يسبحون. قوله: "على أن
المعنى إلخ" راجع للمنفي بالميم. قوله: "بل جميعًا حال"
بمعنى مجتمعًا إن قيل الحالية تقتضي وقوع الخلق على ما في
الأرض حالة الاجتماع وليس كذلك. أجيب بأن خلق بمعنى قدر
خلق ذلك في علمه.
قوله: "وكلا بدل من اسم إن" وإبدال الظاهر من ضمير الحاضر
بدل كل جائز إذا أفاد الإحاطة نحو: قمتم ثلاثتكم وبدل الكل
لا يحتاج إلى ضمير. قوله: "أو حال من الضمير إلخ" قال في
المغني: فيه ضعفان: تقدمه على عامله الظرفي وتنكير كل
بقطعه عن الإضافة لفظًا ومعنًى؛ لأن الحال واجبة التنكير.
قوله: "بالإضافة إلى مثل الظاهر" أي: لحصول الربط به كما
تقدم في الموصول. قوله: "وجعل منه إلخ" جعل أبو حيان كل
الناس نعتًا أي: الكاملين في الحسن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
826- صدره:
كم قد ذَكَرتُكِ لو أُجزَى بذكرِكُم
والبيت من البسيط، وهو لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص145؛
وخزانة الأدب 9/ 35؛ وسط اللآلي ص469؛ وشرح شواهد المغني
2/ 518؛ وشرح عمدة الحافظ ص557؛ ولكثير عزة في الدرر 6/
33؛ والمقاصد النحوية 4/ 88؛ وليس في ديوان كثير، وبلا
نسبة في مغني اللبيب 1/ 194.
ج / 3 ص -111-
واستعملوا أيضًا كَكُل فاعِلَه
من عَمَّ في التوكيد مِثل النَّافله
وبعد كُلٍّ أكدوا بأجْمَعا
جَمْعاءَ أَجْمَعِينَ ثُمّ جُمَعَا
ودُون كُلٍّ قد يَجِيء أَجْمَع
جَمْعاءُ أَجْمَعون ثُمَّ جُمَع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"واستعملوا أيضًا ككل" في الدلالة على الشمول اسمًا
موازنًا "فاعله من عم في التوكيد" فقالوا: جاء الجيش
عامته، والقبيلة عامتها، والزيدون عامتهم، والهندات
عامتهن. وعد هذا اللفظ "مثل النافله" أي: الزوائد على ما
ذكره النحويون في هذا الباب، فإن أكثرهم أغفله، لكن ذكره
سيبويه وهو من أجلهم فلا يكون حينئذ نافلة على ما ذكروه،
فلعله إنما أراد أن التاء فيه مثلها في النافلة أي: تصلح
مع المؤنث والمذكر فتقول: اشتريت العبد عامته كما قال
تعالى:
{وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} [الأنبياء: 72].
تنبيه: خالف في عامة المبرد وقال: إنما هي بمعنى أكثرهم
"وبعد كل أكدوا بأجمعا جمعاء أجمعين ثم جمعا" فقالوا: جاء
الجيش كله أجمع، والقبيلة كلها جمعاء، والزيدون كلهم
أجمعون، والهندات كلهن جمع "ودون كل قد يجيء أجمع جمعاء
أجمعون ثم جمع" المذكرات نحو:
{لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 39]،
{لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 43]، وهو قليل بالنسبة لما سبق، وقد
يتبع أجمع وأخواته بأكتع وكتعاء وأكتعين وكتع، وقد يتبع
أكتع وأخواته بأبصع وبصعاء وأبصعين وبصع، فيقال: جاء الجيش
كله أجمع أكتع أبصع، والقبيلة كلها جمعاء كتعاء بصعاء،
والقوم كلهم أجمعون أكتعون أبصعون، والهندات كلهن جمع كتع
بصع. وزاد الكوفيون بعد أبصع وأخواته أبتع وبتعاء وأبتعين
وبتع. قال الشارح: ولا يجوز أن يتعدى هذا الترتيب. وشذ قول
بعضهم أجمع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والفضل. همع. قوله: "واستعملوا أيضًا" أي: كما استعملوا
غير عامة, وقوله: من عم أي: مشتقا من مصدره, وقوله في
التوكيد متعلق باستعملوا ويغني عنه قوله: ككل. قوله:
"فاعله من عم" لم يقل عامة مع أنه أخصر؛ لأن فيه اجتماع
ساكنين وهو لا يجوز في النظم. قوله: "مثل النافلة" حال من
فاعله, وقول الشارح: وعد هذا اللفظ مثل النافلة, حل معنى
ولم يجعله زائدًا بل مثل الزائد نظرًا لكون البعض قد ذكره،
وحينئذٍ لا يرد الاستدراك الذي ذكره الشارح؛ لأنه لم يجعله
نافلة بل مثلها أفاده سم. قوله: "ويعقوب نافلة" حال من
يعقوب أي: حالة كونه نافلة على ما طلبه إبراهيم من ولد
صالح وهو إسحاق حيث قال:
{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِين} فوهب له إسحق وولد لإسحق يعقوب.
قوله: "بمعنى أكثرهم" أي: فتكون بدل بعض من كل. قوله:
"المذكورات" دفع به ما يوهمه تعبير المصنف بالظاهر في موضع
الضمير من مغايرة الألفاظ المذكورة في البيت الثاني
للألفاظ المذكورة في البيت الأول. قوله: "بالنسبة لما سبق"
أي: من وقوع المذكورات بعد كل أما بالنسبة لنفسه فكثير.
قوله: "ولا يجوز أن يتعدى هذا الترتيب" أي: بتقديم وتأخير
أو بحذف بعض ما في الأثناء.
ج / 3 ص -112-
...........................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبصع. وأشذ منه قول الآخر: جمع بتع. وربما أكد بأكتع
وأكتعين غير مسبوقين بأجمع وأجمعين. ومنه قول الراجز:
827-
يَالَيْتَنِي كُنْتُ صَبِيًّا مُرْضَعا
تَحْمِلُنِي الذَّلفَاءُ حَولًا أَكْتَعا
إذا بكيت قَبَّلَتْنِي أَرْبَعا
إذًا ظَلِلتُ الدهر أَبْكي أَجْمَعا
وفي هذا الرجز أمور: إفراد أكتع عن أجمع، وتوكيد النكرة
المحدودة، والتوكيد بأجمع غير مسبوق بكل، والفصل بين
المؤكد والمؤكد، ومثله في التنزيل:
{وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا
آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ} [الأحزاب: 51].
تنبيهات: الأول زعم الفراء أن أجمعين تفيد اتحاد الوقت،
والصحيح أنها ككل في إفادة العموم مطلقًا بدليل قوله
تعالى:
{لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 39]. الثاني إذا
تكررت ألفاظ التوكيد فهي للمتبوع وليس الثاني تأكيدًا
للتأكيد. الثالث لا يجوز في ألفاظ التوكيد القطع إلى الرفع
ولا إلى النصب. الرابع لا يجوز عطف بعضها على بعض فلا
يقال: قام زيد نفسه وعينه، ولا جاء القوم كلهم وأجمعون.
وأجازه بعضهم وهو قول ابن الطراوة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الفارضي: قدمت كل على الجميع لعراقتها وكونها أنص في
الإحاطة, ووليها أجمع؛ لأنه صريح في الجمعية لاشتقاقه من
الجمع, ووليه أكتع لانحطاطه عنه في الدلالة على الجمع؛
لأنه من تكتع الجلد إذا انقبض, ففيه معنى الجمع ووليه
أبصع؛ لأنه من تبصع العرق إذا سال وهو لا يسيل حتى يجتمع,
وأخر أبتع؛ لأنه أبعد من أبصع؛ لأنه طويل العنق أو شديد
المفاصل لكن لا يخلو من دلالته على اجتماع ا. هـ. ببعض
تلخيص. وإذا اجتمع النفس والعين وكل قدما على كل ولم
يتعرضوا لما إذا اجتمع كل وعامة والظاهر تقديم كل على
عامة. قوله: "وأشذ منه إلخ" أي: لأن في الأول حذف واسطة
واحدة وهي أكتع, وفي الثاني حذف واسطتين وهما كتع وبصع.
قوله: "بأكتع وأكتعين" لم يستشهد للثاني وقد استشهد له في
الهمع. قوله: "إفراد أكتع عن أجمع" أي: وهو قليل. قوله:
"وتوكيد النكرة المحدودة" أي: الموضوعة لمدة لها ابتداء
وانتهاء أي: وهو ممنوع عند البصريين كما سيأتي. قوله:
"والتوكيد بأجمع إلخ" أي: وهو قليل بالنسبة للتأكيد مسبوقة
بكل. قوله: "والفصل إلخ" أي: وهو خلاف الأصل. قوله: "إفادة
العموم مطلقًا" أي: لا بقيد اتحاد الوقت. قوله: "لا يجوز
في ألفاظ إلخ" أي: على المختار لمنافاة القطع مقصود
التوكيد. قوله: "فلا يقال إلخ" عللوه باتحاد معنى النفس
والعين واتحاد معنى كل وأجمع وهذا يقتضي جواز نحو: جاء
القوم أنفسهم وكلهم لعدم الاتحاد ولم أر من ذكره بل
إطلاقهم يخالفه فافهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
827- الرجز بلا نسبة في الدرر 6/ 35، 41، وخزانة الأدب 5/
169؛ وشرح ابن عقيل ص385؛ وشرح عمدة الحافظ ص562، 565؛
ولسان العرب 8/ 305 "كتع"؛ والمقاصد النحوية 4/ 93؛
والمقرب 1/ 240؛ وهمع الهوامع 2/ 123، 124.
ج / 3 ص -113-
وإن يُفِد تَوكِيدُ منكور قُبِل
وعن نُحَاةِ البَصْرَةِ المنع
شَمِل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخامس قال في التسهيل: وأجرى في التوكيد مجرى كل ما أفاد
معناه من الضرع والزرع والسهل والجبل واليد والرجل والبطن
والظهر, يشير إلى قولهم: مطرنا الضرع والزرع، ومطرنا السهل
والجبل، وضربت زيدًا اليد والرجل، وضربته البطن والظهر.
السادس ألفاظ التوكيد معارف: أما ما أضيف إلى الضمير
فظاهر، وأما أجمع وتوابعه ففي تعريفه قولان: أحدهما أنه
بينة الإضافة ونسب لسيبويه، والآخر بالعلمية علق على معنى
الإحاطة "وإن يفد توكيد منكور" بواسطة كونه محدودًا وكون
التوكيد من ألفاظ الإحاطة "قبل" وفاقًا للكوفيين والأخفش،
تقول اعتكفت شهرًا كله. ومنه قوله:
828-
يَا لَيتَ عِدَّةَ حَولٍ كُلِّهِ رَجَبُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: "الضرع" بفتح الضاد المعجمة والزرع أي: جميعنا وكذا
يقال فيما بعده. قوله: "وضربت زيدًا إلخ" أي: إذا أريد
باليد والرجل وبالبطن والظهر الجملة أما إذا أريد العضوان
فقط فبدل بعض. قوله: "معارف" ومن ثم لم تنصب حالًا على
الأصح كما في السيوطي أي: مع إضافتها فلا ينافي ما قدمه
الشارح في خلق لكم ما في الأرض جميعًا إنا كلا فيها. قوله:
"بنية الإضافة" قيل هذا ينافي ما قدمه من امتناع حذف
الضمير استغناء بنية الإضافة, والحق أنه لا منافاة؛ لأن ما
تقدم في غير أجمع وتوابعه كما نبه عليه سم. قال في المغني:
يجب تجريد نحو: أجمع المؤكد به من ضمير المؤكد. وأما
قولهم: جاءوا بأجمعهم فهو بضم الميم لا بفتحها, فهو جمع
لجمع كأفلس وفلس أي: بجماعاتهم ا. هـ. لكن نقل الرضي
والبرماوي في شرح ألفية الأصول فتح الميم أيضًا.
قوله: "بالعلمية" أي: الجنسية وعليه فهي ممنوعة من الصرف
للعلمية, ووزن الفعل إلا جمع وتوابعه فللعلمية والعدل وعلى
الأول يكون منعها من الصرف للوصفية ووزن الفعل, إلا جمع
وتوابعه فللوصفية والعدل كأخر كذا قال البعض. وظاهره أن
جمعاء وتوابعه كأجمع وتوابعه, ويبطله أنها ليست بوزن
الفعل, ولو جعل مانع صرفها ألف التأنيث الممدودة لم يبعد
بل يتعين. ثم الذي قاله الدماميني أن منع الصرف على الأول
لشبه العلمية ووزن الفعل ووجه الشبه كون كل من منوي
الإضافة والعلم معرفة بغير معرف لفظي. قوله: "علق على معنى
الإحاطة" أي: وضع على معنى هو الأحاطة ولا يخفى أن جعل
مدلوله الإحاطة يورث اختلال الكلام, إذ يكون حينئذٍ معنى
جاء القوم أجمع جاء القوم الإحاطة, فلعل في العبارة حذف
مضاف أي: ذي الإحاطة على أن الإحاطة مصدر المبني للمفعول
فافهم. قوله: "وفاقًا للكوفيين والأخفش" فلا يشترط عندهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
828- صدره:
لكنه شاقه أن قيل ذا رَجَب
والبيت من البسيط، وهو لعبد الله بن مسلم الهذلي في شرح
أشعار الهذليين 2/ 910؛ ومجالس ثعلب 2/ 407؛ وبلا نسبة في
أسرار العربية ص190؛ والإنصاف ص450؛ وأوضح المسالك 3/ 332؛
وتذكرة النحاة ص640؛ وجمهرة اللغة ص525؛ وخزانة الأدب 5/
170؛ وشرح التصريح 2/ 125؛ وشرح شذور الذهب ص551؛ وشرح قطر
الندى ص296؛ والمقاصد النحوية 4/ 96.
ج / 3 ص -114-
وَاغْنَ بكِلتا في مُثَنَّى وكِلا
عن وَزْنِ فَعْلاء
وَوَزْنِ أَفْعَلا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله:
829-
تَحْمِلُني الذَّلفاءُ حَولًا أَكْتَعا
وقوله:
830-
قَد صَرَّتِ البَكْرَةُ يومًا أَجْمَعا
"وعن نحاة البصرة المنع شمل"
أي: عم المفيد وغير المفيد. ولا يجوز صمت
زمنًا كله ولا شهرًا نفسه "واغن بكلتا في مثنى وكلا عن"
تثنية "وزن فعلاء ووزن أفعلا" كما استغنى بتثنية سي عن
تثنية سواء، فلا يجوز جاء الزيدان أجمعان، ولا الهندان
جمعاوان، وأجاز ذلك الكوفيون والأخفش قياسًا معترفين بعدم
السماع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تطابق التوكيد والمؤكد تعريفًا وتنكيرًا. قوله: "رجب" هو
كصفر إن أريد به معين فغير منصرف للعلمية والعدل عن المحلى
بأل, وإلا فمنصرف نقله الدنوشري عن السعد وغيره, ونقل
شيخنا عن شرح المواهب لشيخه الزرقاني أن رجب من أسماء
الشهور مصروف, وإن أريد به معين كما في المصباح.
قوله: "الذلفاء" بالذال المعجمة ثم الفاء اسم امرأة. قوله:
"قد صرت" بتشديد الراء أي: صوتت البكرة أي: بكرة البئر كما
في العيني وشيخ الإسلام زكريا فتفسير البعض لها بالناقة
فيه نظر. وهي بسكون الكاف وجوز بعضهم فتحها. قوله: "ولا
يجوز صمت زمنًا إلخ" أي: بإجماع الفريقين؛ لأن النكرة في
الأول غير محدودة والتوكيد في الثاني ليس من ألفاظ الإحاطة
وفي نسخ فلا يجوز بالفاء وهي أولى. قوله: "واغن بكلتا إلخ"
قال في النكت: ظاهره أن ما عدا ذلك من كل وعامة وجميع
يستعمل في المثنى والمجموع؛ لأن كلامه فيما تقدم عام
خصوصًا أنه ذكر في التسهيل جواز الاستغناء بكل عن كلا
وكلتا, ورده أبو حيان وقال: إنه يحتاج إلى نقل وسماع من
العرب. قوله: "في مثنى" أي: فيما دل على اثنين وإن لم يسم
في الاصطلاح مثنى ليدخل
نحو: جاء زيد وعمرو كلاهما وهند ودعد كلتاهما. قوله: "عن
تثنية وزن إلخ" قدر تثنية؛ لأن نفس وزن فعلاء لا يصلح
للمثنى حتى يستغنى فيه عنه لغيره.
قوله: "فلا يجوز جاء الزيدان أجمعان ولا الهندان جمعاوان"
لو قال فلا يجوز جاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
829- قبله:
يا ليتني كنت صبيًّا مُرضَعا
والرجز بلا نسبة في الدرر 6/ 35، 41؛ وخزانة
الأدب 5/ 169؛ وشرح ابن عقيل ص385؛ وشرح عمدة الحافظ ص562،
565؛ ولسان العرب 8/ 305 "كتع"؛ والمقاصد النحوية 4/ 93؛
والمقرب 1/ 240؛ وهمع الهوامع 2/ 123، 124.
830- الرجز بلا نسبة في أسرار العربية ص291؛ والإنصاف 2/
455؛ وخزانة الأدب 1/ 181، 5/ 169؛ والدرر 6/ 39؛ وشرح ابن
عقيل ص485؛ وشرح عمدة الحافظ ص565؛ وشرح المفصل 3/ 44، 45؛
والمقاصد النحوية 4/ 95؛ والمقرب 1/ 240؛ وهمع الهوامع 2/
124.
ج / 3 ص -115-
وإنْ تُؤكِّد الضمِيرَ المتَّصِل
بالنفس والعَيْن فَبَعْد
المنفَصِل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنبيهان: الأول المشهور أن كلا للمذكر وكلتا للمؤنث. قال
في التسهيل: وقد يستغنى بكليهما عن كلتيهما أشار بذلك إلى
قوله:
831-
يَمُتُّ بِقُرْبَى الزَّينَبَينِ كِلَيهِمَا
وقال ابن عصفور هو من تذكير المؤنث حملًا على
المعنى للضرورة كأنه قال: بقربي الشخصين. الثاني ذكر في
التسهيل أيضًا أنه قد يستغنى عن كليهما وكلتيهما بكلهما،
فيقال على هذا جاء الزيدان كلهما والهندان كلهما "وإن تؤكد
الضمير المتصل" مستترًا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيشان أجمعان ولا القبيلتان جمعاوان لكان أولى؛ لأن ما
مثل به لا يجوز. وإن قلنا بجواز تثنية أجمع وجمعاء؛ لأنه
لا يؤكد بأجمع وجمعاء إلا مفرد ذو أبعاض ومفردة ذات أبعاض
فبفرض جواز تثنيتهما إنما يؤكد بهما مثنى واحده مفرد ذو
أبعاض ومفردة ذات أبعاض, إلا أن يدعي الفرق بين حالتي
التثنية والجمع وفيه ما فيه. قوله: "وأجاز ذلك الكوفيون
إلخ" وهل يجري خلافهم في توابع أجمع وجمعاء وهو أكتع
وكتعاء إلخ, في كلام بعضهم ما يشعر بجريانه والقياس يقتضيه
نقله شيخنا. قوله: "يمت" بفتح الميم وتشديد الفوقية أي:
ينتسب أو بمعنى يتوسل بالقرابة وعليه يحتاج إلى تجريد يمت
عن كونه بالقرابة لئلا يتكرر قوله بقربي.
قوله: "وقال ابن عصفور هو من تذكير المؤنث إلخ" يحتمل أن
هذا قول آخر مخالف لما قاله في التسهيل فيكون المراد أن
الشاعر احتاج إلى التذكير بتأويل الزينبين بالشخصين
فارتكبه فكان إتيانه كليهما في محله, فليس المحل حينئذٍ
لكلتيهما فقط حتى يكون الإتيان بكليهما من باب الاستغناء
بكليهما عن كلتيهما, ويحتمل أنه تأييد وإيضاح لما قاله في
التسهيل بين به وجه الاستغناء. قوله: "وأن تؤكد الضمير
المتصل إلخ" قال الفارضي: وإنما وجب ذلك لوقوع اللبس في
بعض المواضع كما لو قلت: هند ذهبت نفسها وسعدى خرجت عينها,
إذ يحتمل أن تكون نفسها ذهبت وعينها خرجت, فإذا قيل: ذهبت
هي نفسها لم يكن لبس ولم يفرقوا بين هذين المثالين وغيرهما
طردًا للباب ا. هـ. وأيضًا إنما وجب ذلك؛ لأن المرفوع
المتصل بمنزلة الجزء فكرهوا أن يؤكدوه أولًا بمستقل من غير
جنسه, فأكدوه أولًا بمستقل من جنسه وبمعناه وهو الضمير
المنفصل المرفوع ليكون تمهيدًا لتأكيده بالمستقل من غير
جنسه, وهو النفس والعين اللذان هما من الأسماء الظاهرة,
أما إذا كان المؤكد اسمًا ظاهرًا أو ضمير رفع منفصلًا أو
ضمير نصب مطلقًا فلا يشترط هذا الشرط لفقد العلة المقتضية
له إذ الظاهر مستقل والمنفصل ليس كالمتصل لاستقلاله بنفسه
والمنصوب ليس كالمرفوع في شدة الاتصال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
831- عجزه:
إليك وقربى خالد وحبيب
والبيت من الطويل، وهو لهشام بن معاوية في المقاصد النحوية
4/ 106؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص559؛ والمقرب 1/
239.
ج / 3 ص -116-
عَنَيْتُ ذا الرَّفع وأَكَّدُوا بما
سِواهُما والقَيْدُ لن يُلتَزَمَا
وما من التَّوكيدِ لفظِيّ يَجِي
مُكَرَّرًا كقولك ادْرُجِي ادْرُجِي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان أو بارزًا "بالنفس والعين فبعد" الضمير "المنفصل" حتما
"عنيت" المتصل "ذا الرفع" نحو: قم أنت نفسك أو عينك،
وقوموا أنتم أنفسكم أو أعينكم، فلا يجوز قم نفسك ولا قوموا
أعينكم, بخلاف قام الزيدون أنفسهم فيمتنع الضمير، وبخلاف
ضربتهم أنفسهم ومررت بهم أعينهم، فالضمير جائز لا واجب.
تنبيه: ما اقتضاه كلامه هنا من وجوب الفضل بالضمير المنفصل
هو ما صرح به في شرح الكافية, ونص عليه غيره. وعبارة
التسهيل تقتضي عدم الوجوب ا. هـ "وأكدوا بما سواهما" أي:
بما سوى النفس والعين "والقيد" المذكور "لن يلتزما"
فقالوا: قوموا كلكم وجاءوا كلهم من غير فصل بالضمير
المنفصل. ولو قلت: قوموا أنتم كلكم وجاءوا هم كلهم كلان
حسنًا "وما من التوكيد لفظي يجي مكررًا" ما مبتدأ موصول
ولفظي خبر مبتدأ محذوف هو العائد، والمبتدأ مع خبره صلة
ما. وجاز حذف صدر الصلة وهو
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: "بالنفس والعين" إنما اختص هذا الحكم بهما لقوة
استقلالهما فإنهما يستعملان في غير التوكيد كثيرًا نحو:
علمت ما في نفسك وعين زيد حسنة بخلاف بقية الألفاظ, فلم
يكن لها من قوة الاستقلال ما للنفس والعين فلم يكرهوا
توكيد المرفوع المتصل بها. قوله: "نحو: قم أنت نفسك إلخ"
ونحو: قمنا نحن أنفسنا ونحو: قاموا هم أنفسهم. قوله:
"فيمتنع الضمير" لأن الظاهر لا يؤكد بالمضمر لكونه دون
المضمر تعريفًا فلا يكون تكملة له. قوله: "ما اقتضاه كلامه
هنا إلخ" وجه اقتضائه الوجوب أن التقدير فتوكيده بعد
المنفصل والمصدر الواقع خبرًا بمعنى الأمر فكأنه قال فأكده
بعد المنفصل, والأمر للوجوب وإنما قدرنا كالمكودي فتوكيده
لا فأكده كما فعل الشاطبي؛ لأن حذف المبتدأ هو المعهود في
جواب الشرط نحو:
{وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ}
[فصلت: 49].
قوله: "تقتضي عدم الوجوب" أي: عدم وجوب الفصل بالضمير
المنفصل فيكفي الفصل بغير الضمير فالشرط مطلق الفصل وعلى
هذا اقتصر السيوطي حيث قال: لا يشترط في الفاصل كونه
ضميرًا ا. هـ. بل في الفارضي ما نصه: يجوز على ضعف جاءوا
أعينهم وقاموا أنفسهم, وجعل منه بعضهم القراءة الشاذة
"عَلَيْكُمْ أَنْفُسُكُم" بالرفع على أنه توكيد للضمير
المستتر في عليكم. وقال ابن هشام: الصواب أن أنفسكم مبتدأ
على حذف مضاف وعليكم خبره أي: عليكم شأن أنفسكم ا. هـ.
قوله: "يجيء" حذفت لامه للضرورة, أو على لغة قاله الشاطبي.
قوله: "مكررًا" أي: إلى ثلاث مرات فقط لاتفاق الأدباء على
أنه لم يقع في لسان العرب أزيد منها كما نقله الدماميني عن
العز بن عبد السلام. قال: وأما تكرير
{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} في سورة والمرسلات فليس بتأكيد, بل كل
آية قيل فيها ذلك فالمراد المكذبون بما ذكر قبيل هذا القول
فلم يتعدد على معنى واحد وكذا {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}
في سورة الرحمن ا. هـ. قوله: "وهو" أي: الجار والمجرور
متعلق إلخ.
ج / 3 ص -117-
...........................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العائد للطول بالجار والمجرور وهو متعلق باستقرار، على أنه
حال من الضمير المستتر في الخبر إذ هو في تأويل المشتق،
ومكررًا حال من فاعل يجي المستتر, وجملة يجي خبر الموصول,
أي: النوع الثاني من نوعي التوكيد, وهو التوكيد اللفظي هو
إعادة اللفظ أو تقويته بموافقه معنى، كذا عرفه في التسهيل،
فالأول يكون في الاسم والفعل والحرف والمركب غير الجملة
والجملة نحو: جاء زيد، ونكاحها باطل باطل باطل. وقوله:
832-
فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ المِرَاءَ فَإِنَّهُ
إلى الشَّرِّ دَعَّاءٌ وللشَّرِّ جَالِبُ
ونحو: قام قام زيد، ونحو: نعم نعم. وكقوله:
833-
فَحَتَّامَ حَتَّامَ العناءُ المطولُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: "إذ هو" أي: الخبر وهو لفظي وهذا تعليل لاستتار
الضمير فيه. قوله: "هو إعادة اللفظ" قال السيوطي: ولا يضر
نوع اختلاف نحو: فمهل الكافرين أمهلهم. قوله: "أو تقويته
بموافقه" يوهم أن إعادة لفظه لا تقوية فيها, وليس كذلك مع
أن التقوية فائدة التوكيد فلا تذكر في حده إلا أن يقال هو
رسم, ولو قال أو ذكر موافقه معنى لكان أولى وأعلم أن كلام
المتن صادق بالصورتين؛ لأن قوله مكرر أي: لفظًا ومعنى أو
معنى فقط. قوله: "بموافقه" ظاهر في إرادة المرادف ويرد
عليه نحو: عطشان نطشان فإنه توكيد لفظي مع أنه ليس
بالمرادف, إذ لا يفرد والمرادف يفرد قاله الدماميني. ولك
أن تقول إن نحو: نطشان مرادف وعدم إفراده عارض في
الاستعمال, فلا يمنع المرادفة فاعرفه. قوله: "يكون في
الاسم" استثنى من ذلك الاسم المحذر إذا ذكر العامل, فإنه
لا يجوز أن يكرر توكيدًا لئلا يجتمع العوض والمعوض منه؛
لما سيأتي من أنهم جعلوا التكرار نائبًا عن الفعل, وعندي
أنه يجوز تكراره توكيدًا ولا يلزم الاجتماع المذكور؛ لأن
جعلهم التكرار عوضًا عن الفعل في حالة حذف الفعل لا حالة
ذكره فأعرفه فإنه متين. قوله: "ونكاحها باطل باطل باطل"
أي: من قوله -صلى الله عليه وسلّم: $"أيما امرأة نكحت
نفسها بغير وليّ فنكاحها" إلخ. قوله: "المراء" هو الجدال
ودعاء بتشديد العين مثال مبالغة. قوله: "ونحو: نعم نعم"
بفتح النون والعين وسكون الميم. قوله: "العناء" بفتح العين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
832- البيت من الطويل، وهو للفضل بن عبد الرحمن في إنباه
الرواة 4/ 76؛ وخزانة الأدب 3/ 63؛ ومعجم الشعراء ص310،
وله أو للعرزمي في حماسة البحتري ص253؛ وبلا نسبة في أمالي
ابن الحاجب ص686؛ وأوضح المسالك 3/ 336؛ والخصائص 3/ 102؛
ورصف المباني ص137؛ وشرح التصريح 2/ 128؛ وشرح المفصل 2/
25؛ والكتاب 1/ 279؛ وكتاب اللامات ص70؛ ولسان العرب 15/
441 "أيا"؛ ومغني اللبيب 679؛ والمقاصد النحوية 4/ 113،
308؛ والمقتضب 3/ 213.
833- صدره:
فتلك ولاة السُّوء قد طال مَكْثُهمْ
والبيت من الطويل، وهو للكميت في الدرر 6/ 46؛ وشرح شواهد
المغني 2/ 709؛ وشرح عمدة الحافظ ص571؛ والمقاصد النحوية
4/ 111؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في الدرر 4/ 73؛ ولسان
العرب 12/ 563 "لوم"؛ ومغني اللبيب 1/ 298؛ وهمع الهوامع
2/ 125.
ج / 3 ص -118-
...........................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والجملة "كقولك أدرجي أدرجي" وقوله:
834-
لَكَ اللهُ لَكَ اللهُ
والثاني كقوله:
أَنْتَ بالخَيرِ حَقِيقٌ قَمِنٌ
وقوله:
835-
وَقُلنَ عَلَى الفِرْدَوسِ أَوَّلُ مَشْرَبٍ
أَجَل جَيرِ إن كانَت أُبِيحَتْ دَغَاثِرُهُ
وقوله:
836-
صَمِّي لِما فَعَلَتْ يَهودُ صَمَامِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المهملة والمد التعب. قوله: "لك الله لك الله" شطر بيت من
الهزج.
قوله: "والثاني" أي: تقوية اللفظ بموافقه معنى, ويكون
أيضًا في الاسم والفعل والحرف والجملة كما في التصريح, وإن
أوهم صنيع الشارح خلافه. قوله: "وقلن إلخ" الضمير للنسوة
وعلى الفردوس حال من الضمير والفردوس البستان. وأول مشرب
مبتدأ خبره محذوف أي: لنا، وإن للشرط وجوابه محذوف لتقدم
دليله، أو بالفتح مصدرية بتقدير لام التعليل أي: لأن كانت
إلخ. والدعاثر بالعين المهملة ثم المثلثة جمع دعثور كعصفور
وهو الحوض، والضمير فيه للفردوس كذا قال العيني. وقضية قول
الشمني المعنى أول مشرب نشربه يكون على الفردوس أن على
الفردوس خبر مقدم وأول مشرب مبتدأ مؤخر. قوله: "صمي" بفتح
الصاد المهملة وتشديد الميم أمر من صمم من باب علم أصله
اصممي بوزن اعلمي نقلت فتحة الميم الأولى إلى الصاد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
834- تمامها:
أيا من لست أقلاه
لا في البعد أنساه
لك الله على ذاك
لك الله لك الله
والبيتان من الهزج، وهما بلا نسبة في الدرر 6/ 48؛ وشرح عمدة
الحافظ ص573؛ والمقاصد النحوية 4/ 97؛ وهمع الهوامع 2/
125.
835- البيت من الطويل، وهو لمضرس بن ربعي في ديوانه ص76؛
وخزانة الأدب 10/ 103، 106، 107؛ وشرح شواهد المغني 1/
362؛ والمقاصد النحوية 4/ 98؛ وبلا نسبة في الجنى الداني
ص360؛ وجواهر الأدب ص373؛ والدرر 6/ 43؛ وشرح المفصل 8/
122، 124؛ ولسان العرب 4/ 156 "جير" 4/ 287 "دعثر"؛ ومغني
اللبيب 1/ 120.
836- صدره:
فرَّت يهودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانَها
والبيت من الكامل، وهو للأسود بن يعفر في ديوانه ص61؛ وشرح
شواهد الإيضاح ص437؛ ولسان العرب 3/ 439 "هود"، 12/ 345
"صمم" ومجالس ثعلب ص589؛ والمقاصد النحوية 4/ 112.
ج / 3 ص -119-
ولا تُعِدْ لفظَ ضَمير مُتّصِل
إلا مع اللفظ الذي به وُصِل
كذا الحروف غير ما تَحَصَّلا
به جواب كنَعَمْ وكَبَلَى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومنه توكيد الضمير المتصل بالمنفصل.
تنبيه: الأكثر في التوكيد اللفظي أن يكون في الجمل،
وكثيرًا ما يقترن بعاطف نحو:
{كَلَّا سَيَعْلَمُونَ} [النبأ: 4]، الآية ونحو:
{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} [القيامة: 34]، ونحو:
{مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ}
[الانفطار: 17] الآية، ويأتي بدونه نحو قوله عليه الصلاة
والسلام: $"والله لأغزون قريشًا" ثلاث مرات, ويجب الترك
عند إبهام التعدد نحو: ضربت زيدًا ضربت زيدًا ولو قيل ثم
ضربت زيدًا لتوهم أن الضرب تكرر منك مرتين تراخت إحداهما
عن الأخرى والغرض أنه لم يقع منك إلا مرة واحدة ا. هـ "ولا
تعد لفظ ضمير متصل إلا مع اللفظ الذي به وصل" فتقول قمت
قمت، وعجبت منك منك؛ لأن إعادته مجردًا تخرجه عن الاتصال
"كذا الحروف غير ما تحصلا به جواب كنعم وكبلى" وأجل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها وأدغمت الميم في الميم.
والخطاب للأذن. وصمام أصله فعل وهو توكيد لفظي, وقال كثير
الخطاب للداهية وصمام منادى حذف منه حرف النداء. ذكر
العيني القولين ويؤيد هذا القول قول القاموس بعد أن ذكر أن
صمام كقطام اسم للداهية ما نصه: وصمي صمام أي: زيدي يا
داهية، وصمام صمام تصاموا في السكوت ا. هـ. لكن الاستشهاد
بالبيت مبني على القول الأول كما لا يخفى. وبما قررناه
يعلم ما في كلام البعض من الخلل والله الموفق.
قوله: "بعاطف" أي: وهو ثم خاصة كما في التصريح وجعل الرضي
الفاء كثم ويؤيده:
{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}
[القيامة: 34]، والمراد بعاطف صورة؛ لأن بين الجملتين تمام
الاتصال فلا تعطف الثانية على الأولى حقيقة كما صرح به
علماء المعاني؛ ولأن الحرف لو كان عاطفًا حقيقيا كانت
تبعية ما بعده لما قبله بالعطف لا التأكيد. قوله: "ونحو:
{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}" قال في التوضيح الآية. قال صاحب التصريح: أي:
ثم أولى لك فأولى فأرشد بقوله الآية إلى أن المؤكد ما بعد
ثم والشارح مثل بأولى لك فأولى, ولم يزد فجعل المؤكد
الجملة المقرونة بالفاء على ما قاله الرضي من أن الفاء
كثم. وكل صحيح خلافًا لمن اعترض على الشارح؛ لأن أولى
الثانية مبتدأ حذف خبره أي: لك أو أولى فعل فيه ضمير مستتر
على ما يأتي. وعلى كل ففي ذلك تأكيد جملة بجملة. وقوله:
{ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}
تأكيد للجملتين. قال الشارح على التوضيح: ومعنى أولى لك
التهديد والوعيد, وهو من الولي وهو القرب, وأصله أولاه
الله ما يكرهه, واللام مزيدة كما في ردف لكم أو أولى له
الهلاك. وقيل أفعل من الويل بعد القلب. وقيل أفعل من آل
يؤول بمعنى عقباه النار ا. هـ. قوله: "إلا مع اللفظ الذي
به وصل" سواء كان اسمًا أو فعلًا أو حرفًا. قوله: "وعجبت
منك منك" وزيد مررت به به فلا فرق بين ضمير المتكلم
والمخاطب والغائب.
قوله: "كنعم وكبلى" نعم حرف تصديق للمخبر وإعلام للمستخبر
ووعد للطالب. وبمعنى
ج / 3 ص -120-
...........................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجيرو إي ولا لكونها كالجزء من مصحوبها، فيعاد مع المؤكد
ما اتصل بالمؤكد إن كان مضمرًا نحو: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ
وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ} [المؤمنون: 35]، ويعاد هو أو ضميره إن كان ظاهرًا نحو: إن زيدًا إن
زيدًا فاضل أو إن زيدًا إنه فاضل وهو الأولى, ولا بد من
الفصل بين الحرفين كما رأيت. وشذ اتصالهما كقوله:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم جير وأجل وإي كما في المغني وأما بلى فلا تقع باطراد
إلا بعد النفي مجردًا نحو:
{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا
قُلْ بَلَى} [التغابن: 7]، أو مقرونًا باستفهام حقيقي,
كأن يقال: أليس زيد بقائم فتقول: بلى، أو توبيخي نحو:
{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ
بَلَى} [الزخرف: 80]، أو تقريري نحو:
{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172]، أجروا النفي مع التقرير مجرى النفي المجرد في رده
ببلى رعيًا للفظه وحده هذا هو الأكثر.
ويجوز عند أمن اللبس أن يجاب بنعم رعيا لمعنى الهمزة
والنفي الذي هو إيجاب، ألا ترى أنه لا يجوز بعده دخول أحد
ولا الاستثناء المفرغ, فلا يقال أليس أحد في الدار ولا
أليس في الدار إلا زيد, ولهذا نازع جماعة كالسهيلي فيما
حكي عن ابن عباس في الآية أنهم لو قالوا: نعم لكفروا. نعم
لو أجيب
{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} بنعم لم يكف في الإقرار
لاحتماله غير المراد ولهذا لا يدخل في الإسلام بلا إله إلا
الله برفع إله؛ لاحتمال نفي الوحدة كذا في المغني, وإنما
كان التقرير مع النفي إيجابًا؛ لأن الهمزة للنفي ونفي
النفي إيجاب؛ ولأن غرض المتكلم تقرير المخاطب بالإيجاب.
وحاصل المقام أن قام زيد تصديقه نعم وتكذيبه لا وتمتنع بلى
لعدم النفي وما قام زيد تصديقه نعم وتكذيبه بلى وتمتنع؛ لا
لأنها لنفي الإثبات لا لنفي النفي، وأقام زيد كقام زيد فإن
أثبت القيام قلت: نعم, وإن نفيته قلت: لا, ويمتنع بلى،
وألم يقم زيد كلم يقم زيد فإن أثبت القيام قلت: بلى ويمتنع
لا، وإن نفيته قلت: نعم لكن إن كان الاستفهام تقريريا وأمن
اللبس جاز لك أن تثبت بنعم كما مر فعلم أن بلى لا تأتي إلا
بعد نفي, وأن لا لا تأتي إلا بعد إيجاب وأن نعم تأتي
بعدهما قاله في المغني.
قوله: "لكونها" أي: الحروف غير حروف الجواب. قوله: "ويعاد
هو" أي: ما اتصل بالمؤكد بفتح الكاف وكذا الضمير إن في
قوله أو ضميره إن كان ظاهرًا. قوله: "وهو الأولى" لأنه
الأصل, وأما الأول فمن وضع الظاهر موضع المضمر. قيل من
الثاني
{فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ
فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: 107]، ففي الثانية
توكيد للأولى وأعيد مع الثانية ضمير رحمة, ولعله مبني على
أن هم مبتدأ ثان, وخالدون خبره وفي رحمة الله متعلق
بخالدون، أما على أن في رحمة الله خبر عما قبله, وهم فيها
خالدون جملة مستأنفة فليست الآية مما نحن فيه. قال في
المغني: ولا يكون الجار والمجرور توكيدًا للجار والمجرور؛
لأن الضمير لا يؤكد الظاهر؛ لأن الظاهر أقوى ولا يكون
المجرور بدلًا من المجرور بإعادة الجار؛ لأن العرب لم تبدل
مضمرًا من مظهر ا. هـ. لكن ذكر في محل آخر أن النحويين
أجازوا إبدال المضمر من المظهر.
قوله: "ولا بد من الفصل بين الحرفين" هذا يقوم مقام إعادة
ما اتصل به. وعبارة
ج / 3 ص -121-
...........................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
837-
إنَّ إنَّ الكَرِيمَ يَحْلُمُ ما لَم
يَرَيَنْ مَنْ أَجَارَهُ قَدْ ضِيمَا
وأسهل منه قوله:
838-
حَتَّى تَرَاهَا وكَأَنَّ وكَأَنْ
أَعْناقها مُشَدَّداتٌ بِقَرَنْ
وقوله:
839-
لَيتَ شِعْرِي هل ثَمَّ هل آتِيَنْهُمْ
وقوله:
840-
لا يُنْسِكَ الأَسَى تأسِّيًا فما
ما مِنْ حِمامٍ أَحَدٌ مُعْتَصِمَا
للفصل في الأولين بالعاطف وفي الثالث بالوقف. وأشذ منه قوله:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السيوطي أو حرف غير جوابي لم يعد اختيارًا إلا مع ما دخل
عليه أو مفصولًا. قوله: "يحلم" بضم اللام في المضارع وكذا
الماضي. قوله: "حتى تراها" أي: المطي. والقرن حبل يقرن به
البعيران. قوله: "تأسيًا" أي: اقتداء بمن قبلك من
الصابرين. قوله: "للفصل في الأولين بالعاطف" قال شيخنا:
والبعض فيه نظر بالنسبة لأول الأولين أعني قوله: وكأن
وكأن, فإن مجموع وكأن الثانية تأكيد لمجموع, وكأنه الأولى
فالواو من جملة المؤكد فلم يفصل بين المؤكد والمؤكد بعاطف
ا. هـ. ولا يخفى أن ما ذكراه غير متعين لجواز أن يكون
المؤكد كأن فقط والواو عاطفة فاصلة بينه وبين توكيده كما
درج عليه الشارح لكن يرد على هذا أن العطف الذي يفصل به هو
ثم, وكذا الفاء على قول الرضي لا الواو إلا أن يجعل
التقييد بثم والفاء للفصل بالعاطف قياسًا, وهذا سماع
فتدبر. قوله: "وأشذ منه" أي: من قوله: أن إن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
837- البيت من الخفيف، وهو بلا نسبة في أوضح المسالك 3/
340؛ والدرر 6/ 54؛ وشرح التصريح 2/ 130؛ والمقاصد النحوية
4/ 107؛ وهمع الهوامع 2/ 125.
838- الرجز لخطام المجاشعي أو للأغلب العجلي في الدرر 6/
50؛ وشرح التصريح 2/ 130؛ والمقاصد النحوية 4/ 100؛ وبلا
نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 253؛ وأوضح المسالك 3/ 342؛
وشرح التصريح 1/ 317؛ وهمع الهوامع 2/ 125.
839- عجزه:
أو يحولَنَّ من دون ذاك حِمام
والبيت من الخفيف، وهو للكميت بن معروف في الدرر 6/ 52؛ وشرح
شواهد المغني 2/ 771؛ والمقاصد النحوية 4/ 109؛ وبلا نسبة
في رصف المباني ص334، 406؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 684؛
ومغني اللبيب 2/ 350، وهمع الهوامع 2/ 125؛ ويروى "الردى"
مكان "الحمام".
840- الرجز بلا نسبة في تخليص الشواهد ص278؛ وحاشية يس 2/
130؛ وخزانة الأدب 4/ 120؛ والجنى الداني ص328؛ والدرر 2/
102، 103، 6/ 52؛ والمقاصد النحوية 4/ 110؛ وهمع الهوامع
1/ 124، 2/ 125.
ج / 3 ص -122-
ومُضْمَرَ الرَّفعِ الذي قَدِ انْفَصَل
أَكَّد بِهِ كُلَّ ضميرٍ اتَّصَل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
841-
فَلا واللهِ لا يُلفَى لِمَا بِي
ولا لِلِمابِهِم أَبَدًا دَوَاءُ
لكون الحرف المؤكد وهو اللام موضوعًا على حرف واحد. وأسهل من
هذا قوله:
842- فَأَصْبَحنَ لا يَسْألنَهُ عن بِما بهلأن المؤكد على
حرفين ولاختلاف اللفظين. أما الحروف الجوابية فيجوز أن
تؤكد بإعادة اللفظ من غير اتصالها بشيء؛ لأنها لصحة
الاستغناء بها عن ذكر المجاب به هي كالمستقل بالدلالة على
معناه، فتقول: نعم نعم، وبلى وبلى، ولا لا. ومنه قوله:
843-
لَا لا أَبُوحُ بِحُبِّ بَثْنَةَ إنَّها
أَخَذَتْ عَلَيَّ مواثِقًا وعُهودًا
"ومضمر الرفع الذي قد انفصل
أكد به كل ضمير اتصل" نحو: قم أنت، ورأيتك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكريم إلخ. قوله: "لا يلفي" أي: لا يوجد. قوله: "وأسهل من
هذا" أي: من قوله: ولا للمابهم إلخ.
قوله: "لأن المؤكد" بفتح الكاف على حرفين أي: فبعد عن
قوله: للمابهم، وقرب نوع قرب لقوله: إن أن الكريم. وصح
توكيد عن بالباء؛ لأن الباء بمعنى عن يقال سألت به وسألت
عنه، ومن الأول،
{فَاسْأَلْ بِهِ
خَبِيرًا} [الفرقان: 59]، فهو توكيد بالمرادف. قوله: "فيجوز أن تؤكد" الأنسب
بقوله من غير اتصالها بشيء كسر كاف تؤكد فتدبر. قوله:
"بثنة" بفتح الموحدة وسكون المثلثة بعدها نون اسم محبوبته.
قوله: "أكد به كل ضمير اتصل" لكن على وجه استعارته في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
841- البيت من الوافر، وهو لمسلم بن معبد الوالبي في خزانة
الأدب 2/ 308، 312، 5/ 157، 9/ 528، 534، 10/ 191، 11/
267، 287، 320؛ والدرر 5/ 147، 6/ 53، 256؛ وشرح شواهد
المغني ص 773؛ وبلا نسبة في الإنصاف ص571؛ وأوضح المسالك
3/ 343؛ والجنى الداني ص80، 345؛ والخصائص 2/ 282؛ ورصف
المباني ص202، 248، 255، 259؛ وسر صناعة الإعراب ص282،
332؛ وشرح التصريح 2/ 130، 230؛ والصاحبي في فقه اللغة
ص56؛ والمحتسب 2/ 256؛ ومغني اللبيب ص181؛ والمقاصد
النحوية 4/ 102؛ والمقرب 1/ 338؛ وهمع الهوامع 2/ 125،
158.
842- عجزه:
أصعَّد في عُلو الهَوى أم تصَوَّبا
والبيت من الطويل، وهو للأسود بن يعفر في ديوانه
ص21؛ وشرح التصريح 2/ 130؛ والمقاصد النحوية 4/ 103؛ وبلا
نسبة في أوضح المسالك 3/ 354؛ وخزانة الأدب 9/ 527، 528،
529، 11/ 142؛ والدرر 4/ 105، 147؛ وسر صناعة الإعراب
ص136؛ وشرح شواهد المغني ص774؛ ولسان العرب 3/ 251 "صعد"؛
ومغني اللبيب ص354؛ وهمع الهوامع 2/ 22، 30، 78، 158.
843- البيت من الكامل، وهو لجميل بثينة في ديوانه ص58؛
وخزانة الأدب 5/ 159؛ والدرر 6/ 47؛ وشرح التصريح 2/ 129؛
وبلا نسبة في أوضح المسالك 3/ 338؛ وشرح قطر الندى ص291؛
والمقاصد النحوية 4/ 114؛ وهمع الهوامع 2/ 125.
ج / 3 ص -123-
...........................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنت، ومررت بك أنت، وزيد جاء هو. ورأيتني أنا.
تنبيه: إذا أتبعت المتصل المنصوب بمنفصل منصوب نحو: رأيتك
إياك, فمذهب البصريين أنه بدل، ومذهب الكوفيين أنه توكيد.
قال المصنف: وقولهم عندي أصح؛ لأن نسبة المنصوب المنفصل من
المنصوب المتصل كنسبة المرفوع المنفصل من المرفوع المتصل
في نحو: فعلت أنت، والمرفوع تأكيد بإجماع.
خاتمة في مسائل منثورة: الأولى لا يحذف المؤكد ويقام
المؤكد مقامه على الأصح. وأجاز الخليل نحو: مررت بزيد
وأتاني أخوه أنفسهما، وقدره هما صاحباي أنفسهما. الثانية
لا يفصل بين المؤكد والمؤكد بإما على الأصح، وأجاز الفراء
مررت بالقوم إما أجمعين، وإما بعضهم. الثالثة لا يلي
العامل شيء من ألفاظ التوكيد وهو على حاله في التوكيد إلا
جميعًا وعامة مطلقًا، فتقول: القوم قام جميعهم وعامتهم،
ورأيت جميعهم وعامتهم، ومررت بجميعهم وعامتهم. وإلا كلا
وكلا وكلتا مع الابتداء بكثرة ومع غيره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
توكيد ضمير النصب والجر والتوكيد في الكل لفظي بالمرادف
وسكت المصنف عن توكيد المنفصل المرفوع, أو المنصوب بمنفصل
مرفوع. وينبغي أن لا يتوقف في جواز الأول. ومقتضى منع
الثاني أنه لا يجوز: إياك أنت أكرمت وما أكرمت إلا إياك
أنت. وفي المغني أن أنت من نحو:
{إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} يصح كونه فصلًا أو توكيدًا أو مبتدأ والأول أرجح فالثاني. قوله:
"والمرفوع تأكيد بإجماع" أي: يجوز أن يكون توكيدًا بإجماع
كما يجوز أن يكون بدلًا فالإجماع إنما هو على جواز
التوكيد.
قوله: "لا يحذف المؤكد" أي: لأن الغرض من التوكيد التقوية
والحذف ينافيه وتقدم ما فيه. قوله: "وقدره إلخ" ويجوز نصب
أنفسهما بتقدير أعينهما أنفسهما. قوله: "بإما" أما الفصل
بغيرهما فثابت كقوله تعالى:
{وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آَتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ} [الأحزاب: 51]. قوله: "إما أجمعين وإما بعضهم" محط التمثيل قوله
إما أجمعين؛ لأنه التوكيد المفصول بينه وبين المؤكد بإما
لا قوله وإما بعضهم، ولا يلزم من عطفه على أجمعين أن يكون
تأكيدًا بدليل: لم يجئني القوم كلهم بل بعضهم أو ولا
بعضهم, حتى يرد أنه ليس من ألفاظ التوكيد, فسقط ما نقله
البعض عن الدماميني وأقره من الأشكال. قوله: "وهو على حاله
في التوكيد" أي: من إفادة التقوية ورفع الاحتمال واحترز
بذلك عن نحو: طابت نفس زيد وفقئت عين عمرو؛ فإن المراد
بالنفس الروح وبالعين الباصرة فليسا على حالهما في
التوكيد. ويرد عليه نحو: جاءني نفس زيد وعين عمرو أي:
ذاتهما وفي التنزيل:
{كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54]، أي: ذاته. قوله: "مطلقًا" أي: مع الابتداء وغيره.
قوله: "جميعهم وعامتهم" الواو بمعنى؛ أو لأنه لا يجمع بين
لفظي توكيد بعطف لما مر. قوله: "مع الابتداء بكثرة" لأن
الابتداء عامل معنوي فلا يبعد معموله وهو المبتدأ من
التأكيد وولي
ج / 3 ص -124-
...........................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلة فالأول نحو: القوم كلهم قائم، والرجلان كلاهما قائم،
والمرأتان كلتاهما قائمة. والثاني كقوله:
844-
يَمِيدُ إذا والَتْ عليه دِلاؤُهُمْ
فَيَصْدُرُ عَنْهُ كُلُّها وهْوَ ناهِلُ
وقولهم كليهما وتمرا: أي: أعطني كليهما. وأما قوله:
845-
فلمَّا تَبَيَّنَّا الهدى كان كُلّنا
على طاعة الرحمن والحَقِّ والتُّقى
فاسم كان ضمير الشأن لا كلنا. الرابعة يلزم تابعية كل بمعنى
كامل وإضافته إلى مثل متبوعه مطلقًا نعتًا لا توكيدًا،
نحو: رأيت الرجل كل الرجل، وأكلت شاة كل شاة. الخامسة يلزم
اعتبار المعنى في خبر كل مضافًا إلى نكرة نحو:
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لفظ التوكيد العامل في هذه الحالة باعتبار أن الابتداء
سابق في التقدير على لفظ التوكيد الواقع مبتدأ؛ لأن رتبة
العامل التقديم على المعمول. قوله: "فالأول" أي: ولي لفظ
التوكيد وهو مبتدأ العامل. قوله: "نحو: القوم كلهم قائم"
القوم مبتدأ أول وكلهم مبتدأ ثاني, وقائم خبر المبتدأ
الثاني وهو وخبره خبر الأول, والمثال يكفي فيه الاحتمال
فلا يقال: يحتمل أن كلهم تأكيد للقوم لا مبتدأ.
قوله: "يميد" أي: يضطرب والضمير فيه وفي عليه وعنه لماء
البئر وفي نسخ عنها فيكون راجعًا إلى البئر وقوله فيصدر
أي: يذهب عنه كلها أي: كل من الجماعة أصحاب الدلاء وهو
ناهل أي: ريان. قوله: "لا كلنا" أي: حملًا على الكثير؛
لأنه إذا جعل اسم كان ضمير الشأن كان كلنا مبتدأ مخبرًا
عنه بقوله على طاعة الرحمن والجملة خبر كان, وإذا جعل كل
اسمًا لكان كان استعمالا لها على ما ثبت لها بقلة. قوله:
"يلزم تابعية كل" أي: ولا يجوز قطعها وإن كانت كل التي
بمعنى كامل نعتًا والنعت يجوز قطعه وكأن وجه ذلك أن أصلها
التوكيد وهو لا يقطع. قوله: "بمعنى كامل" فيه أنها لو كانت
بمعنى كامل لكان معنى قولنا جاء الرجل كل الرجل جاء الرجل
كامل الرجل وفيه تهافت, ويدفع بحمل المضاف إليه على
الاستغراق. قوله: "إلى مثل متبوعه" أي: لفظًا ومعنى كذا
قالوا, ومقتضى القياس على الاكتفاء في أي الوصفية والحالية
بالإضافة إلى مثل الموصوف معنى فقط أن يكون هنا كذلك إلا
أن يفرق فتدبر وقوله مطلقًا أي: سواء تبع معرفة أو نكرة
كما يرشد إليه تمثيله. قوله: "اعتبار المعنى" أي: معنى كل
ومعناها بحسب ما تضاف إليه فيجب مطابقة الخبر للنكرة
المضاف إليها كل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
844- البيت من الطويل، وهو لكثير عزة في ديوانه ص506؛ وشرح
عمدة الحافظ ص575؛ وبلا نسبة في الدرر 5/ 132؛ وشرح شواهد
المغني 2/ 521؛ ومغني اللبيب 1/ 195؛ وهمع الهوامع 2/ 73.
845- البيت من الطويل، وهو للإمام علي بن أبي طالب في
ديوانه ص11؛ وشرح شواهد المغني 2/ 521؛ وبلا نسبة في مغني
اللبيب 1/ 195. |