شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك المقصور والممدود
إذا اسم استوجب من قبل الطرف ... فتحا وكان ذا نظير كالأسف
فلنظيره المعل الآخر ثبوت ... قصر بقياس ظاهر
كفعل وفعل في جمع ما ... كفعلة وفعلة نحو الدمى
المقصور: هو الاسم الذي حرف إعرابه ألف لازمة.
(4/99)
فخرج بالأسم الفعل نحو يرضى وبحرف إعرابه
المبنى نحو إذا وبلازمة المثنى نحو الزيدان فإن ألفه تنقلب ياء في الجر
والنصب.
والمقصور على قسمين: قياسي وسماعي.
فالقياسي: كل اسم معتل له نظير من الصحيح ملتزم فتح ما قبل آخره وذلك
كمصدر الفعل اللازم الذي على وزن فعل فإنه يكون فعلا بفتح الفاء والعين
نحو أسف أسفا فإذا كان معتلا وجب قصره نحو جوى جوى لأن نظيره من الصحيح
الآخر ملتزم فتح ما قبل آخره ونحو فعل في جمع فعلة بكسر الفاء وفعل في
جمع فعلة بضم الفاء نحو مرى جمع مرية ومدى جمع مدية فإن نظيرهما من
الصحيح قرب وقرب جمع قربة وقربة لأن جمع فعلة بكسر الفاء يكون على فعل
بكسر الأول وفتح الثاني وجمع فعلة بضم الفاء يكون على فعل بضم الأول
وفتح الثاني والدمى جمع دمية وهي الصورة من العاج ونحوه.
وما استحق قبل آخر ألف ... فالمد في نظيره حتما عرف
(4/100)
كمصدر الفعل الذي قد بدنا ... بهمز وصل
كارعوى وكارتأي
ولما فرغ من المقصور شرع في الممدود وهو الاسم الذي في آخره همزة تلى
ألفا زائداة نحو حمراء وكساء ورداء فخرج بالاسم الفعل نحو يشاء وبقوله
تلى ألفا زائدة ما كان في آخره همزة تلى ألفا غير زائدة كماء وآء جمع
آءة وهو شجر.
والممدود: أيضا كالمقصور قياسي وسماعي.
فالقياسي: كل معتل له نظير الصحيح الآخر ملتزم زيادة ألف قبل آخره وذلك
كمصدر ما أوله همزة وصل نحو أرعوى أرعواء وأرتأى إرتئاء واستقصى
استقصاء فإن نظيرها من الصحيح انطلق انطلاقا واقتدر اقتدارا واستخرج
استخراجا وكذا مصدر كل فعل معتل يكون على وزن أفعل نحو أعطى إعطاء فإن
نظيره من الصحيح أكرم إكراما.
(4/101)
والعادم النظير ذا قصر ... وذا مد بنقل
كالحجا وكالحذا
هذا هو القسم الثاني وهو المقصور السماعي والممدود السماعي.
وضابطهما أن ما ليس له نظير اطرد فتح ما قبل آخره فقصره موقوف على
السماع وما ليس له نظير الهرد زيادة ألف قبل آخره فمده مقصور على
السماع.
فمن المقصور السماعي الفتى واحد الفتيان والحجا العقل والثري التراب
والسنا الضوء.
ومن الممدود السماعي الفتاء حداثة السن والسناء الشرف والثراء كثرة
المال والحذاء النعل.
وقصر ذى المد اضطرارا مجمع ... عليه والعكس بخلف يقع
لا خلاف بين البصريين والكوفيين في جواز قصر الممدود للضرورة.
واختلف في جواز مد القصور فذهب البصريون إلى المنع وذهب الكوفيون إلى
الجواز واستدلوا بقوله:
(4/102)
353 - يا لك من تمر ومن شيشاء ... ينشب في
المسعل والهاء
فمد اللهاء للضرورة وهو مقصور.
(4/103)
كيفية تثنية المقصور
والممدود وجمعهما تصحيحا
آخر مقصور تثنى أجعله يا ... إن كان عن ثلاثة مرتقيا
كذا الذي اليا أصله نحو الفتى ... والجامد الذي أميل كمتى
في غير ذا تقلب واوا الألف ... وأولها ما كان قبل قد ألف
(4/104)
الاسم المتمكن إن كان صحيح الآخر أو كان
منقوصا لحقته علامة التثنية من غير تغيير فتقول في رجل وجارية وقاض
رجلان وجاريتان وقاضيان.
وإن كان مقصورا فلا بد من تغييره على ما نذكره الآن وإن كان ممدودا
فسيأتي حكمه.
فإن كانت ألف المقصور رابعة فصاعدا قلبت ياء فتقول في ملهى ملهيان وفي
مستقصى مستقصيان وإن كانت ثالثة فإن كانت بدلا من الياء كفتى ورحى قلبت
أيضا ياء فتقول فتيان ورحيان وكذا إذا كانت ثالثة مجهولة الأصل وأميلت
فتقول في متى علما متيان وإن كانت ثالثة بدلا من واو كعصا وقفا قلبت
واوا فتقول عصوان وقفوان وكذا إن كانت ثالثة مجهولة الأصل ولم تمل كإلى
علما فتقول إلوان.
فالحاصل أن ألف المقصور تقلب ياء في ثلاثة مواضع:
الأول: إذا كانت رابعة فصاعدا
الثاني: إذا كانت ثالثة بدلا من ياء
الثالث: إذا كانت ثالثة مجهولة الأصل وأميلت
(4/105)
وتقلب واوا في موضعين:
الأول: إذا كانت ثالثة بدلا من الواو
الثاني: إذا كانت ثالثة مجهولة الأصل ولم تمل.
وأشار بقوله وأولها ما كان قبل قد ألف إلى أنه إذا عمل هذا العمل
المذكور في المقصور أعني قلب الألف ياء أو واو لحقتها علامة التثنية
التي سبق ذكرها أول الكتاب وهي الألف والنون المسكورة رفعا والياء
المفتوح ما قبلها والنون المكسورة جرا ونصبا.
وما كصحراء بواو ثنيا ... ونحو علباء كساء وحيا
بواو أو همز وغير ما ذكر ... صحح وما شذ على نقل قصر
(4/106)
لما فرغ من الكلام على كيفية تثنية المقصور
شرع في ذكر كيفية تثنية الممدود.
والممدود: إما أن تكون همزته بدلا من ألف التأنيث أو للإلحاق أو بدلا
من أصل أو أصلا.
فإن كانت بدلا من ألف التأنيث فالمشهور قلبها واوا فنقول في صحراء
وحمراء صحراوان وحمراوان.
وإن كانت للإلحاق كعلباء أو بدلا من أصل نحو كساء وحياء جاز فيها
وجهان:
أحدهما: قلبها واوا فتقول علباوان وكساوان وحياوان
والثاني: إبقاء الهمزة من غير تغيير فتقول علباءان وكساءان وحياءان
والقلب في الملحقة أولى من إبقاء الهمزة وإبقاء الهمزة المبدلة من أصل
أولى من قلبها واوا.
وإن كانت الهمزة الممدودة أصلا وجب إبقاؤها فتقول في قراء ووضاء قراءان
ووضاءان
(4/107)
وأشار بقوله وما شذ على نقل قصر إلى أن ما
جاء من تثنية المقصور أو الممدود على خلاف ما ذكر اقتصر فيه على السماع
كقولهم في الخوزلي الخوزلان والقياس الخوزليان وقولهم في حمراء حمرايان
والقياس حمراوان.
واحذف من المقصور في جمع على ... حد المثنى ما به تكملا
والفتح أبق مشعرا بما حذف ... إن جمعته بتاء وألف
فالألف أقلب قلبها في التثنية ... وتاء ذي التا ألزمن تنحيه
(4/108)
إذا جمع صحيح الآخر على حد المثنى وهو
الجمع بالواو والنون لحقته العلامة من غير تغيير فتقول في زيد زيدون.
وإن جمع المنقوص هذا الجمع حذفت ياؤه وضم ما قبل الواو وكسر ما قبل
الياء فتقول في قاض قاضون رفعا وقاضين جرا ونصبا.
وإن جمع الممدود هذا الجمع عومل معاملته في التثنية فإن كانت الهمزة
بدلا من أصل أو للالحاق جاز فيه وجهان إبقاء الهمزة وإبدالها واوا
فيقال في كساء علما كساؤون وكساوون وكذلك علباء وإن كانت الهمزة أصلية
وجب إبقاؤها فتقول في قراء قراؤون.
وأما المقصور وهو الذي ذكره المصنف فتحذف ألفه إذا جمع بالواو والنون
وتبقى الفتحة دالة عليها فتقول في مصطفى مصطفون رفعا ومصطفين جرا ونصبا
بفتح الفاء مع الواو والياء وإن جمع بألف وتاء قلبت ألفه كما تقلب في
التثنية فتقول في حبلى حبليات وفي فتى وعصا علمى مؤنث فتيات وعصوات
(4/109)
وإن كان بعد ألف المقصور تاء وجب حينئذ
حذفها فتقول في فتاة فتيات وفي قناة قنوات.
والسالم العين الثلاثي أسما أنل ... إتباع عين فاءه بما شكل
إن ساكن العين مؤنثا بدا ... مختتما بالتاء أو مجردا
وسكن التالي غير الفتح أو ... خففه بالفتح فكلا قد رووا
(4/110)
إذا جمع الاسم الثلاثي الصحيح العين
الساكنها المؤنث المختوم بالتاء أو المجرد عنها بألف وتاء أتبعت عينه
فاءه في الحركة مطلقا فتقول في دعد دعدات وفي جفنة جفنات وفي جمل وبسرة
جملات وبسرات بضم الفاء والعين وفي هند وكسرة هندات وكسرات بكسر الفاء
والعين.
ويجوز في العين بعد الضمة والكسرة التسكين والفتح فتقول جملات وجملات
وبسرات وبسرات وهندات وهندات وكسرات وكسرات ولا يجوز ذلك بعد الفتحة بل
يجب الإتباع.
واحتزر بالثلاثي من غيره كجعفر علم مؤنث وبالاسم عن الصفة كضخمة
وبالصحيح العين من معتلها كجوزة وبالساكن العين من محركها كشجرة فإنه
لا إتباع في هذه كلها بل يجب إبقاء العين على ما كانت عليه قبل الجمع
فتقول جعفرات وضخمات وجوزات وشجرات واحترز بالمؤنث من المذكر كبدر فإنه
لا يجمع بالألف والتاء.
ومنعوا إتباع نحو ذروه ... وزبية وشذ كسر جروه
يعني أنه إذا كان المؤنث المذكور مكسور الفاء وكانت لامه واوا فإنه
يمتنع فيه إتباع العين للفاء فلا يقال في ذروة ذروات بكسر
(4/111)
الفاء والعين
استثقالا للكسرة قبل الواو بل يجب فتح العين أو تسكينها فتقول ذروات أو
ذروات وشذ قولهم جروات بكسر الفاء والعين.
وكذلك لا يجوز الإتباع إذا كانت الفاء مضمومة واللام ياء نحو زبية فلا
تقول زبيات بضم الفاء والعين استثقالا للضمة قبل الياء بل يجب الفتح أو
التسكين فقول زبيات أو زبيات.
ونادر أو ذو اضطرار غير ما ... قدمته أو لأناس أنتنمى
يعني أنه إذا جاء جمع هذا المؤنث على خلاف ما ذكر عد نادرا أو ضرورة أو
لغة لقوم.
فالأول كقولهم في جروة جروات بكسر الفاء والعين.
والثاني كقوله:
354 - وحملت زفرات الضحى فأطقتها ... ومالي بزفرات العشى يدان
فسكن عين زفرات ضرورة والقياس فتحها إتباع.
(4/112)
والثالث كقول هذيل في جوزة وبيضة ونحوهما
جوزات وبيضات بفتح الفاء والعين والمشهور في لسان العرب تسكين العين
إذا كانت غير صحيحة.
(4/113)
|