شرح الأشموني على ألفية ابن مالك

ج / 1 ص -219-        كَانَ وَأَخَوَاتُهَا:
"أقسام هذه الأفعال ومعانيها وشروطها":
143-

ترفع كان المبتدأ اسما والخبر                          تنصبه ككان سيدا عمر

144-

ككان ظل بات أضحى أصبحا                     أمسى وصار ليس زال برحا

145-

فتئ وانفك وهذي الأربعة                       لشبه نفي أو لنفي متبعه

146- 

ومثل كان دام مسبوقا بـ"ما"                     كأعط ما دمت مصيبا درهما

"تَرْفَعُ كَانَ الْمُبْتَدَا" إذا دخلت عليه، ويسمى "اسمْا" لها، وقال الكوفيون: هو باق على رفعه الأول1 "وَالْخَبَرْ تَنْصِبُهُ" باتفاق، ويسمى خبرها "كَكَانَ سَيِّدا عُمَرْ" فعمر: اسم كان، وسيدا: خبرها.
و"كَكَانَ" في ذلك "ظَلَّ" ومعناها اتصاف المخبر عنه بالخبر نهارا، "وبَاتَ" ومعناها اتصافه به ليلا، و"أَضْحَى" ومعناها اتصافه به في الضحى، و"أَصْبَحا" ومعناها اتصافه به في الصباح، و"أَمْسَى" ومعناها اتصافه به في المساء، "وَصَارَ" ومعناها التحول من صفة إلى صفة، "وَلَيْسَ" ومعناها النفي، وهي عند الإطلاق لنفي الحال، وعند التقييد بزمن بحسبه، "زَالَ" ماضي يزال، و"بَرِحَا" و"فَتِىءِ وَانْفَكَّ" ومعنى الأربعة ملازمة المخبر عنه على ما يقتضيه الحال، نحو: "ما زال زيد ضاحكا"، و"ما برح عمرو أزرق العينين".
وكل هذه الأفعال -ما عدا الأربعة الأخيرة- تعمل بلا شرط، "وَهذِي الأرْبَعَهْ" الأخيرة لا تعمل إلا بشرط كونها "لِشِبْهِ نَفيٍ" والمراد به النهي والدعاء "أَوْ لِنَفْيٍ مُتْبَعَه" سواء كان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 انظر: المسألة الخامسة في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف ص44-51.

 

ج / 1 ص -220-        النفي لفظا, نحو: "ما زال زيد قائما"، {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}1، و{لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ}2، وقوله "من الخفيف":
169-

لَيْسَ يَنْفَكُّ ذا غنًى وَاعْتِزاز                          كُلُّ ذِي عِفَّةٍ مُقِل قَنُوع

أو تقديرا، نحو: {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}3، وقوله "من الطويل":
170-

فَقْلْتُ يَمِينَ اللَّهِ أَبْرَحُ قَاعِدا                 وَلَوْ قَطَعُوْا رَأسِي لَدَيْكِ وَأوْصَالِي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هود: 118.
2 طه: 91.
169- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح 1/ 185؛ والمقاصد النحوية 2/ 73.
المعنى: يقول: إن كل ذي عفة وإقلال وقناعة هو غني النفس وعزيزها.
الإعراب: ليس: فعل ماض ناقص مهمل. ينفك: فعل مضارع ناقص. ذا: خبر "ينفك"، وهو مضاف. غني: مضاف إليه مجرور. واعتزاز: "الواو": حرف عطف، "اعتزاز": معطوف على "غنى" مجرور. كل: اسم "ينفك" مرفوع، وهو مضاف. ذي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. عفة: مضاف إليه مجرور. مقل: نعت "كل" مرفوع. قنوع: نعت "كل" مرفوع، ويجوز فيهما الجر فيكونان نعتين لـ"ذي عفة".
الشاهد: قوله: "ليس ينفك" حيث عمل الفعل "ينفك" عمل "كان" لأنه مسبوق بنفي.
3 يوسف: 85.
170- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص32؛ وخزانة الأدب 9/ 238، 239، 10/ 43، 44، 45؛ والخصائص 2/ 284؛ والدرر 4/ 212؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 220؛ وشرح التصريح 1/ 185؛ وشرح شواهد المغني 1/ 341؛ وشرح المفصل 7/ 110، 8/ 37، 9/ 104؛ والكتاب 3/ 504؛ ولسان العرب 13/ 463 "يمن"؛ واللمع ص259؛ والمقاصد المحنوية 2/ 13؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب 10/ 93، 94؛ ومغني اللبيب 2/ 637؛ والمقتضب 2/ 362؛ وهمع الهوامع 2/ 38.
شرح المفردات: أبرح قاعدا: أي لا أبرحن أي يبقى قاعدا. الأوصال: ج الوصل، وهو كل عضو يفصل من الآخر.
المعنى: يقسم الشاعر لمحبوبته بأنه سيبقى عندها لا يفارقها ولو أدى ذلك إلى هلاكه.
الإعراب: "فقلت": الفاء بحسب ما قبلها، و"قلت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "يمين": مبتدأ مرفوع خبره محذوف تقديره: "يمين الله قسمي". ويروى بالنصب، فيكون مفعولا مطلقا حذف عامله، والتقدير: "أقسم يمين الله"، أو اسما منصوبا بنزع الخافض تقديره: "بيمين الله" فحذف حرف الجر، وهو مضاف. "الله": اسم الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة. "أبرح": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "أنا". "قاعدا": خبر "أبرح" منصوب. "ولو": الواو حالية، "لو": وصلية زائدة. "قطعوا": فعل ماض مبني على الضم، والواو: فاعل، والألف فارقة. "رأسي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "لديك": ظرف مكان متعلق بـ"قطعوا"، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "وأوصالي": الواو حرف عطف، =

 

ج / 1 ص -221-        ولا يحذف النافي معها قياسا، إلا في القسم كما رأيت، وشذ قوله "من الوافر":
171-

وَأَبْرَحُ مَا أدَامَ اللَّهُ قَوْمِي                         بِحَمْد اللَّهِ مُنْتَطِقا مُجِيْدا

أي: لا أبرح؛ ومثال النهي قوله "من المنسرح":
172-

صَاحِ شَمِّرْ وَلاَ تَزَلْ ذاكِرَ الْمَوْ                          تِ فَنِسْيَانُهُ ضلاَلٌ مُبِينُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= و"أوصالي": معطوف على "رأسي" منصوب، وهو مضاف، واليا: ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة: "فقلت..." بحسب ما قبلها. وجملة "يمين الله..." في محل نصب مفعول به. وجملة "أبرح" جواب قسم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لو قطعوا" في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: "أبرح قاعدا" حيث أعمل "أبرح" بالرغم من عدم سبقها بالنفي. والقياس أن يسبقه حرف نفي: "لا أبرح". وهو هنا مقدر مفهوم من السياق.
171- التخريج: البيت لخداش بن زهير في لسان العرب 10/ 354، 355 "نطق"؛ والمقاصد النحوية 2/ 64؛ وبلا نسبة في تذكرة النحاة ص619؛ وجمهرة اللغة ص275؛ وخزانة الأدب 9/ 234؛ والدرر 2/ 46؛ والمغرب 1/ 94؛ وهمع الهوامع.
اللغة: أدام: أبقى. منتطقا الفرس: جعله إلى جانبه، وقيل: منتطقا: ناطقا.
المعنى: يقول: إنه ما دام حيا سيبقى فارسا مغوارا، ناطقا باسم قومه، معددا مآثرهم التي لا تحصى.
الإعراب: "وأبرح": الواو بحسب ما قبلها، "أبرح": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره "أنا". "ما": حرف مصدري. "أدام": فعل ماض. "الله": اسم الجلالة فاعل مرفوع بالضمة. "قومي": مفعول به منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بـ"أبرح". "بحمد": جار ومجرور متعلقان بـ"أبرح"، أو يفعل محذوف تقديره: "أحمد بحمد"، أو بـ"منتطقا"، وهو مضاف. "الله": اسم الجلالة، مضاف إليه مجرور. "منتطقا": خبر "أبرح". "مجيدا": خبر ثان لـ"أبرح" أو مفعول به لـ"منتطقا" حسب المعنى الأول، والأصل فيه: صفة لموصوف محذوف تقديره: "لا أبرح جانبا فرسا مجيدا".
وجملة: "أبرح..." بحسب ما قبلها. وجملة: "أدام..." صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "وأبرح" حيث أورده بدون نفي أو شبه نفي، وهذا شاذ لأنه غير مسبوق بقسم.
172- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 234؛ وتخليص الشواهد ص230؛ والدرر 2/ 44؛ وشرح التصريح 1/ 185؛ وشرح ابن عقيل ص136؛ وشرح عمدة الحافظ ص199؛ والمقاصد النحوية 2/ 14؛ وهمع الهوامع 1/ 111.
اللغة وشرح المفردات: صاح: ترخيم صاحبي. شمر: ارفع الثوب عن ساقيك، وهنا بمعنى "استعد" وتهيأ للعمل الصالح من أجل الآخرة. الضلال المبين: الضلال الواضح. =

 

ج / 1 ص -222-        ومثال الدعاء قوله "من الطويل":

أَلا يَا اسْلَمِي يَا دَارَ ميَّ عَلَى الْبِلَى               وَلاَ زَالَ مُنْهَلا بِجرْعَائِكِ القَطْرُ1

"وَمِثْلُ كَانَ" في العمل المذكور "دَامَ مَسْبُوقا بِمَا" المصدرية الظرفية "كَأعْطِ مَا دُمْتَ مُصِيبا دِرْهَمَا" أي: مدة دوامك مصيبا.
تنبيه: مثل صار في العمل ما وافقها في المعنى من الأفعال، وذلك عشرة وهي: آض، ورجع، وعاد، واستحال، وقعد، وحار، وارتد، وتحول، وغدا، وراح، كقوله "من الطويل":
173-

وَبِالْمخْضِ حَتَّى آضَ جَعْدا عَنطْنَطا             إذَا قَامَ سَاوَى غَارِبَ الْفَحل غَارِبُهْ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المعنى: يقول: يا صاحبي كن مستعدا، وأقبل على العمل الصالح، وتذكر الموت دائما، لأن نسيانه ضلال واضح يؤدي بك إلى الانغماس في الشهوات، وبالتالي إلى الهلاك.
الإعراب: صاح: منادى مرخم بحرف النداء المحذوف تقديره "يا صاحبي". منصوب بالفتحة منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة. شمر: فعل أمر مبني على السكون الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". ولا: الواو حرف عطف، "لا": الناهية تزل: فعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون الظاهرة واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". ذاكر: خبر "لا تزل" منصوب بالفتحة الظاهرة، وهو مضاف. الموت: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. فنسيانه: الفاء: حرف استئناف، "نسيانه": مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ضلال: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة: مبين: نعت "ضلال" مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة: "صاح شمر" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "لا تزال ذاكر الموت" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "نسيانه ضلال مبين" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "لا تزل ذاكر الموت" حيث عمل الفعل "زال" عمل "كان" لأنه مسبوق بنهي.
1 تقدم بالرقم 11.
173- التخريج: البيت لفرعان التميمي في لسان العرب 3/ 122 "جعد"؛ والمقاصد النحوية 2/ 398.
اللغة: المحض: اللبن الخالص بلا رغوة. آض: صار. الجعد من الرجال: المجتمع بعضه إلى بعض. العنطنط: الطويل القامة. الغارب: الكاهل.
المعنى: يصف الشاعر تربيته لابنه، وأنه رباه على اللبن الخالص، حتى أصبح رجلا طويل القامة.
الإعراب: وبالمحض: "الواو": بحسب ما قبلها، "بالمحض": جار ومجرور متعلقان بـ"ربيته" في البيت السابق. حتى: حرف ابتداء وغاية. آض: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". جعدا: خبر "آض" منصوب. عنطنطا: خبر ثان أو نعت لـ"جعدا" منصوب. إذا: ظرف زمان يتضمن =

 

ج / 1 ص -223-        وفي الحديث: "لا ترجعوا بعدي كفارا"، وقوله "من الطويل":
174-

وَكَانَ مُضِلِّي مَنْ هُدِيْتُ بِرُشْدِهِ                      فَللَّهِ مُغْوٍ عَادَ بِالْرُشْدِ آمِرا

وفي الحديث: "فاستحالت غربا"، ومن كلام العرب: "أرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة"، وقال بعضهم "من الطويل":
175-

وَمَا المرْءُ إلاَّ كَالشِهَابِ وَضوْئِهِ                    يَحُورُ رَمَادا بَعْدَ إذْ هُوَ سَاطِعُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= معنى الشرط متعلق بجوابه. قام: فعل ماض مبني على الفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". ساوى: فعل ماض مبني على الفتحة. غارب: مفعول به منصوب، وهو مضاف. الفحل: مضاف إليه مجرور بالكسرة. غاربه: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
وجملة "آض جعدا" في محل جر بحرف الجر "حتى".
وجملة "قام ساوى...": في محل جر بالإضافة. وجملة "ساوى...": في محل جر بالإضافة. وجملة "ساوى...": جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "آض جعدا" حيث أعمل الفعل "آض" التي بمعنى "صار" عمل الفعل الناقص "كان"؛ فرفع الضمير المستتر، ونصب الخبر "جعدا".
174- التخريج: البيت لسواد بن قارب في الدرر 2/ 50، 72؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 112، 119.
اللغة: المضل: اسم فاعل من أضل. المغوي: اسم فاعل من أغوى.
المعنى: يقول: إن من اهتديت إلى الحق بإرشاداته كان سبب ضلالي، ويتعجب من مغو يصير آمرا بالرشد.
الإعراب: وكان: "الواو": بحسب ما قبلها، "كان": فعل ماض ناقص. مضلي: خبر "كان" منصوب، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. من: اسم موصول مبني في محل رفع اسم "كان". هديت: فعل ماض للمجهول، و"التاء": ضمير في محل رفع نائب فاعل. برشده: جار ومجرور متعلقان بـ"هديت". فلله: "الفاء": استئنافية، "لله" جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. مغو: مبتدأ مؤخر مرفوع. عاد: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". بالرشد: جار ومجرور متعلقان بـ"آمر". آمرا: خبر "عاد" منصوب بالفتحة.
وجملة "كان مضلي...": بحسب ما قبلها. وجملة "هديت": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "لله مغو": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "عاد بالرشد آمرا": في محل رفع نعت "مغو".
الشاهد: قوله: "عاد آمرا" حيث عملت "عاد" التي بمعنى "صار" عمل الفعل الناقص، فرفعت ضمير مستترا اسما لها ونصبت "آمرا" خبرا لها.
175- التخريج: البيت للبيد في ديوانه ص169، وحماسة البحتري ص84؛ والدرر 2/ 53؛ ولسان العرب 4/ 217 "حور". =

 

ج / 1 ص -224-        وقال الله تعالى: {أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا}1، وقال امرؤ القيس "من الطويل":
176-

وَبُدِّلَتْ قَرْحا دَامِيا بَعْدَ صِحَّةٍ                  فَيَا لَكِ مِنْ نُعْمى تَحَوَّلنَ أَبؤُسا

وفي الحديث: "لرزقتم كما ترزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا", وحكى سيبويه عن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= اللغة: الشهاب. النار: يحور: يصير. ساطع مشتعل.
الإعراب: وما: "الواو": بحسب ما قبلها، "ما": نافية. المرء: مبتدأ مرفوع بالضمة إلا: حرف حصر. كالشهاب: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. وضوئه: "الواو": حرف عطف، "ضوئه": معطوف على "الشهاب" مجرور بالكسرة، وهو مضاف، و"الهاء": ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة. وروي بالرفع على أنه مبتدأ، وخبره الجملة بعده. يحور: فعل مضارع مرفوع يعمل عمل "كان"، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". رمادا: خبر "يحور" منصوب بالفتحة. بعد: ظرف متعلق بـ"يحور" وهو مضاف. إذ: ظرف مبني في محل جر بالإضافة. هو: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. ساطع: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة.
وجملة "ما المرء...": بحسب ما قبلها. وجملة "يحور رمادا" في محل جر صفة للشهاب. وجملة "هو ساطع": في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: "يحور رمادا" حيث أعمل "يحور" عمل الفعل الناقص، فرفع ضميرا مستترا اسما له، ونصب "رمادا" خبرا له، لأنه بمعنى "صار".
1 يوسف: 96.
176- التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص107؛ وخزانة الأدب 1/ 331؛ والدرر 2/ 54؛ وشرح شواهد المغني 2/ 695؛ ولسان العرب 11/ 474 "علل"؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 112.
اللغة: القرح: الجرح.
المعنى: لقد رماني الدهر بجراح نازفة بعد الصحة والعافية وقربني من الموت، وعله لا يصيبني وأرجع صحيحا قويا كما كنت.
الإعراب: وبدلت: "الواو": حسب ما قبلها، "بدلت": فعل ماض مبني للمجهول، مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل. قرحا: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. داميا: صفة منصوبة بالفتحة الظاهرة. بعد: مفعول فيه ظرف زمان، منصوب بالفتحة، متعلق بالفعل بدلت وهو مضاف. صحة: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. فيا: "الفاء" للاستئناف، "يا" حرف نداء. "لك": اللام: حرف جر، و"الكاف": ضمير في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بفعل النداء المحذوف. "من": زائدة. "نعى": تمييز منصوب بفتحة مقدرة على الألف. تحولن: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة و"النون" ضمير متصل في محل رفع اسمها أبؤسا: خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة.
وجملة "وبدلت": ابتدائية لا محل لها. وجملة "النداء": استئنافية لا محل لها. وجملة "تحولن أبؤسا": في محل نصب صفة لنعمي.
والشاهد فيه قوله: "تحولن أبؤسا" حيث أعمل "تحول" عمل "كان"، فرفع به ضميرا متصلا "نون النسوة"، ونصب اسما ظاهرا "أبؤسا" خبرا له.

 

ج / 1 ص -225-        بعضهم: "ما جاءت حاجتك"، بالنصب والرفع، بمعنى: ما صارت؛ فالنصب على أن "ما" استفهامية مبتدأ، وفي "جاءت" ضمير يعود إلى "ما"، وأدخل التأنيث على "ما" لأنها هي الحاجة، وذلك الضمير هو اسم "جاءت"، و"حاجتك": خبر، والتقدير: أية حاجة صارت حاجتك، وعلى الرفع "حاجتك" اسم جاءت، و"ما" خبرها.
وقد استعمل "كان" و"ظل" و"أضحى" و"أصبح" و"أمسى" بمعنى "صار" كثيرا، نحو:
{وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا، وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا}1 وقوله "من الطويل":
177-

بِتَيْهَاءَ قَفْرٍ وَالْمَطيّ كَأَنَّهَا                 قَطَا الحَزْنِ قَدْ كَانَتْ فِرَاخا بُيُوْضُهَا

ونحو: {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ}2، وقوله "من الخفيف":
178-

ثُمَّ أَضْحُوْا كَأَنَّهُمْ وَرَقٌ جف                            فَأَلْوَتْ بِهِ الصّبا وَالْدَّبُورُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 النبأ: 19، 20.
177- التخريج: البيت لعمرو بن أحمر في ديوانه ص119؛ والحيوان 5/ 575؛ وخزانة الأدب 9/ 201؛ ولسان العرب 7/ 186 "عرض"، 13/ 367 "كون"؛ وله أو لابن كنزة في شرح شواهد الإيضاح ص525؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص137؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص68؛ والمعاني الكبير 1/ 313.
اللغة: التيهاء: الصحراء. الفقر: الخالي من الأنس. القطا: نوع من الطير يشبه الحمام يعيش في الصحراء. الحزن: الأرض الغليظة. وقد أضاف القطا إلى الحزن لأنه يكون قليل الماء والقطا أشد عطشا، فإذا أراد الماء أسرع. البيوض: ج البيض.
المعنى: يقول: إن المطي كانت في صحراء مقفرة تسير بخطى سريعة شبيهة بخطى القطا التي فارقت فراخها لتحمل إليها الماء لتسقيها.
الإعراب: بتيهاء: جار ومجرور متعلقان بـ"تجري" في البيت السابق. قفر: نعت "تيهاء" مجرور بالكسرة. والمطي: "الواو": حالية، "المطي": مبتدأ مرفوع. كأنها: حرف مشبه بالفعل، و"ها": ضمير في محل نصب اسم "كأن". قطا: خبر "كأن"، وهو مضاف. الحزن: مضاف إليه مجرور. قد: حرف تحقيق. كانت: فعل ماض ناقص. و"التاء": للتأنيث. فراخا: خبر "كان" منصوب. بيوضها: اسم "كان" مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
وجملة "المطي كأنها...": في محل نصب حال. وجملة "كأنها قطا الحزن": في محل رفع "كان". وجملة "كانت فراخا بيوضها": في محل رفع نعت "قطا".
الشاهد: قوله: "قد كانت فراخا بيوضها حيث استعمل "كان بمعنى "صار".
2 النحل: 58؛ والزخرف: 17.
178- التخريج: البيت لعدي بن زيد في ديوانه ص90؛ والدرر 2/ 57؛ وشرح شواهد المغني =

 

ج / 1 ص -226-        وقوله "من البسيط":
179-

فَأَصْبَحُوا قَدْ أعَادَ اللَّهُ نِعْمَتَهُمْ                 إذْ هُمْ قُرَيِشٌ وإذْ ما مِثْلُهُمْ بَشَرُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 1/ 470؛ وشرح المفصل 7/ 104؛ والشعر والشعراء 1/ 332؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص211.
اللغة: ألوت به: نثرته. الصبا والدبور: ريحان متقابلان.
الإعراب: ثم: حرف عطف. "أضحوا": فعل ماض ناقص، و"الواو": ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "أضحى". كأنهم: حرف مشبه بالفعل، و"هم": ضمير متصل في محل نصب اسم "كان". ورق: خبر "كأن" مرفوع. جف: فعل ماض مبني على الفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". فألوت: الفاء: حرف عطف، "ألوت": فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. به: جار ومجرور متعلقان بـ"ألوت". الصبا: فاعل مرفوع. والدبور: "الواو": حرف عطف، "الدبور": معطوف على "الصبا" مرفوع.
وجملة "أضحوا": معطوفة على جملة سابقة. وجملة "كأنهم ورق": في محل نصب خبر "أضحى". وجملة "جف": في محل رفع نعت "ورق". وجملة "ألوت...": معطوفة على جملة سابقة.
الشاهد: قوله: "أضحوا" حيث استعمل الفعل "أضحى" بمعنى "صار".
179- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 185؛ والأشباه والنظائر 2/ 209، 3/ 122؛ وتخليص الشواهد ص281؛ والجنى الداني ص189، 324، 446؛ وخزانة الأدب 4/ 133، 138؛ والدرر 2/ 103، 3/ 150؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 162؛ وشرح التصريح 1/ 198؛ وشرح شواهد المغني 1/ 237، 2/ 782؛ والكتاب 1/ 60؛ ومغني اللبيب ص363، 517، 600؛ والمقاصد النحوية 2/ 96؛ والمقتضب 4/ 191؛ والهمع 1/ 124؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص312؛ ومغني اللبيب ص82؛ والمقرب 1/ 102.
المعنى: إنهم قد أعيدوا إلى كرمهم المعهود، وهم من قريش أشرف بني البشر.
الإعراب: "فأصبحوا": الفاء بحسب ما قبلها، "أصبحوا": فعل ماض ناقص، والواو ضمير في محل رفع اسم "أصبح"، والألف فارقة. "قد": حرف تحقيق. "أعاد": فعل ماض. "الله": اسم الجلالة فاعل مرفوع. "نعمتهم": مفعول به منصوب، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. "إذا": حرف تعليل. "هم": ضمير رفع منفصل. مبتدأ. قريش: خبر مرفوع. "وإذ": الواو حرف عطف، و"إذ": حرف تعليل. "ما": من أخوات "ليس". "مثلهم": خبر "ما" مقدم منصوب، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. "بشر": اسم "ما" مؤخر مرفوع بالضمة.
وجملة: "فأصبحوا..." بحسب ما قبلها. وجملة: "قد أعاد الله نعمتهم" في محل نصب خبر "أصبح". وجملة: "هم قريش" تعليلية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إذ ما مثلهم بشر" معطوفة على جملة "هم قريش".
الشاهد: قوله: "فأصبحوا قد أعاد..." حيث استخدم "أصبح". بمعنى "صار".

 

ج / 1 ص -227-        وقوله "من البسيط:
180-

أَمْسَتْ خَلاَءً وأَمْسَى أَهْلُهَا احْتَمَلُوا            أخْنَى عَلَيِهَا الَّذِي أخْنَى عَلَى لُبدِ

قال في شرح الكافية: وزعم الزمخشري أن "بات" ترد أيضا بمعنى "صار"، ولا حجة له على ذلك ولا لمن وافقه.
147-

وغير ماض مثله قد عملا                 إن كان غير الماض منه استعملا

"وَغَيْرُ مَاضٍ" وهو المضارع، والأمر، واسم الفاعل، والمصدر "مِثْلَهُ" أي: مثل الماضي "قَدْ عَمِلا" العمل المذكور "إنْ كَانَ غَيْرُ الماض مِنْهُ اسْتُعْمِلا" يعني أن ما تصرَّف من

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
180- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص16؛ وجمهرة اللغة ص1057؛ وخزانة الأدب 4/ 5؛ والدرر 2/ 57؛ ولسان العرب 3/ 386 "لبد"، 14/ 245 "خنا"؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص210؛ وهمع الهوامع 1/ 114.
اللغة: شرح المفردات: أمست خلاء: أي أصبحت مقفرة خالية من الإنس. احتملوا: ارتحلوا. أخنى عليها: أتى عليها وأفسدها. لبد: اسم نسر، زعموا أنه آخر نسور لقمان السبعة، وقد عاش طويلا.
المعنى: يقول: إن ديار مية قد أمست خرابا وخالية من أهلها، وقد عبث بها الدهر وأتى عليها كما أتى على لبد.
الإعراب: أمست: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". خلاء: خبر "أمسى" منصوب بالفتحة. وأمسى: الواو حرف عطف، "أمسى": فعل ماض ناقص. أهلها: اسم "أمسى" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. احتملوا: فعل ماض مبني على الضم، والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. أخنى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. عليها: "على": حرف جر، والهاء: ضمير في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بـ"أخنى". الذي: اسم موصول مبني في محل رفع فاعل. أخنى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة للتعذر. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". على: حرف جر. لبد: اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "أخنى".
وجملة: "أمست خلاء..." ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أمسى أهلها احتملوا" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "احتملوا" في محل نصب خبر "أمسى", وجملة "أخنى عليها" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أخنى على لبد" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "أمسى" بمعنى "صار" للدلالة على التحول من حال إلى حال. ويروى "أضحت خلاء وأضحى أهلها احتملوا"، وفي هذه الرواية شاهد للنحاة على مجيء خبر "أضحى" فعلا ماضيا بدون "قد".

 

ج / 1 ص -228-        هذه الأفعال يعمل غير الماضي منه عمل الماضي، وهي في ذلك على ثلاثة أقسام:
قسم لا يتصرَّف بحال، وهو "ليس" باتفاق، و"دام" على الصحيح.
وقسم يتصرف تصرفا ناقصا، وهو "زال" وأخواتها؛ فإنه لا يستعمل منها الأمر ولا المصدر.
وقسم يتصرف تصرفا تاما، وهو باقيها فالمضارع نحو:
{وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا}1، والأمر نحو: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا}2، والمصدر كقوله "من الطويل":
181-

بِبَذْلٍ وَحِلْمٍ سَادَ فِي قَوْمِهِ الْفَتَى                        وَكَوْنُكَ إِيَاهُ عَلَيْكَ يَسِيرُ

واسم الفاعل، كقوله "من الطويل":
182-

وَمَا كُلُّ مَنْ يُبْدِي الْبَشَاشَةَ كَائِنا                    أَخَاكَ إذَا لَمْ تُلْفِهِ لَكَ مُنجِدَا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 مريم: 20.
2 الإسراء: 50.
181- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص233؛ والدرر 1/ 56؛ وشرح التصريح 1/ 187؛ وشرح ابن عقيل ص138؛ والمقاصد النحوية 2/ 15؛ وهمع الهوامع 1/ 114.
شرح المفردات: البذل: العطاء والجود. الحلم: العقل. ساد: هيمن. يسير: سهل.
المعنى: يقول إن الفتى يسود في قومه بجوده وعقله، ومن السهل عليك أن تكون هذا الفتى الجواد الحليم.
الإعراب: "ببذل": جار ومجرور متعلقان بـ"ساد". "وحلم": الواو حرف عطف، "حلم" معطوف على "بذل" مجرور بالكسرة. "ساد": فعل ماض. "في قومه": جار ومجرور متعلقان بـ"ساد"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "الفتى": فاعل مرفوع بالضمة المقدرة. "وكونك": الواو حرف استئناف، "كونك": مبتدأ مرفوع، والكاف ضمير متصل في محل رفع اسم المصدر "كون" أو في محل جر بالإضافة. "إياه": ضمير منفصل في محل نصب خبر "كون". "عليك": جار ومجرور متعلقان بـ"يسير". "يسير": خبر المبتدأ "كونك" مرفوع بالضمة.
وجملة: "ساد" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كونك يسير" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "كونك إياه" حيث أجرى مصدر "كان" الناقصة مجراها في رفع الاسم ونصب الخبر.
182- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص234؛ والدرر 2/ 58؛ وشرح التصريح 1/ 187؛ وشرح ابن عقيل ص138؛ والمقاصد النحوية 2/ 17؛ وهمع الهوامع 1/ 114.

 

ج / 1 ص -229-        وقوله "من الطويل":
183-

قَضَى اللَّهُ يَا أسْمَاءُ أَنْ لَسْتُ زَائِلا             أُحِبُّكِ حَتَى يُغْمِضَ الجَفْنَ مُغْمِضُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= شرح المفردات: يبدي: يظهر. البشاشة: طلاقة الوجه، تلفه: تجده. المنجد: المعين.
المعنى: يقول: ليس كل من يظهر لك البشاشة والفرح يكون لك أخا إلا إذا كان لك عونا على الشدائد.
الإعراب: "وما": الواو: بحسب ما قبلها، و"ما": من أخوات "ليس". "كل": اسم "ما" مرفوع، وهو مضاف. "من": اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. "يبدي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "البشاشة": مفعول به منصوب. "كائنا": خبر "ما" منصوب، وهو اسم فاعل من "كان" الناقصة، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "أخاك": خبر "كائنا" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "إذا": ظرف مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بجوابه. "لم": حرف جزم. "تلفه": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت"، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "لك": جار ومجرور متعلقان بـ"منجدا". "منجدا": مفعول به ثان منصوب بالفتحة.
وجملة: "ما كل..." بحسب ما قبلها. وجملة "يبدي" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لم تلفه منجدا" في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: "كائنا أخاك" حيث عمل اسم الفاعل عمل فعله في رفع الاسم ونصب الخبر.
183- التخريج: البيت لحسين بن مطير في ديوانه ص170؛ والدرر 2/ 60؛ وشرح التصريح 1/ 87؛ ولسان العرب 7/ 199 "غمض"؛ ومجالس ثعلب 1/ 265؛ والمقاصد النحوية 2/ 18؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص234؛ وشرح عمدة الحافظ ص197؛ وهمع الهوامع 1/ 114.
شرح المفردات: قضى الله: قدر، هيأ. يغمض العين: كناية عن الموت.
المعنى: يقول: قدر لي الله أن أحبك يا أسماء طوال حياتي.
الإعراب: "قضى": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. "الله: اسم الجلالة فاعل مرفوع. "يا": حرف نداء. "أسماء": منادى مبني على الضم في محل نصب. "أن": حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه ضمير الشأن المحذوف. "لست": فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم "ليس". "زائلا": خبر "ليس" منصوب، وهو اسم فاعل من "زال" الفعل الناقص، واسمه ضمير مستتر فيه. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل نصب مفعول به للفعل "قضى". "أحبك": فعل مضارع مرفوع، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". "حتى": حرف نصب. "يغمض": فعل مضارع منصوب بالفتحة. "العين": مفعول به منصوب. "مغمض": فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة "قضى الله" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لست زائلا أحبك" في محل رفع خبر "أن" المخففة. وجملة: "أحبك" في محل نصب خبر "زائلا". وجملة "يغمض..." في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: "زائلا أحبك" حيث أعمل اسم الفاعل "زائلا" المأخوذ من مصدر الفعل الناقص عمل فعله، فرفع به الاسم، وهو الضمير المستتر فيه، ونصب الخبر الذي هو جملة "أحبك".

 

ج / 1 ص -230-        "توسط أخبار الأفعال الناقصة":
148-

وفي جميعها توسط الخبر                         أجز وكل سبقه دام حظر

"وَفِي جميعها" أي: جميع هذه الأفعال، حتى "ليس" و"ما دام" "تَوَسط الخَبَرْ" بينها وبين الاسم "أجِزْ" إجماعا نحو: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}1 وقراءة حمزة وحفص {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا}2 بنصب "البر"، وقوله "من الطويل":
184-

سَلِي إنْ جَهِلْتِ النَّاسَ عَنَّا وَعَنهُمُ                    فَلَيْسَ سَواءً عَالِمٌ وَجَهُوْلُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الروم: 47.
2 البقرة: 177.
184- التخريج: البيت للسموأل في ديوانه ص92؛ وخزانة الأدب 10/ 331؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص123؛ وله أو للجلاج الحارثي في تخليص الشواهد ص237؛ والمقاصد النحوية 2/ 76؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص140؛ وشرح عمدة الحافظ ص204.
اللغة وشرح المفردات: سلي: أي اسألي.
المعنى: يقول: إن كنت تجهلين قدرنا بين الناس، فتقصي الأخبار عنا وعنهم لتتبيني الحقيقة، وتميزي بين الحق والباطل، لأن العالم والجهول لا يستويان.
الإعراب: سلي: فعل أمر مبني على حذف النون، والياء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. إن: حرف شرط جازم. جهلت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، وهو فعل الشرط. وجواب الشرط محذوف يدل عليه ما سبق، تقديره: "إن جهلت فاسألي". الناس: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة. عنا: حرف جر، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر: والجار والمجرور متعلقان بـ"سلي". وعنهم: الواو حرف عطف، و"عن": حرف جر، و"هم": ضمير في محل جر بحرف الجر معطوف على "عنا". فليس: الفاء حرف استئناف، "ليس": فعل ماض ناقص. سواء: خبر "ليس" منصوب بالفتحة الظاهرة. عالم: اسم "ليس" مرفوع بالضمة الظاهرة. وجهول: الواو حرف عطف، "جهول": معطوف على "عالم" مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة "سلي الناس" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن جهلت" اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "ليس سواء عالم وجهول" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله:  "ليس سواء عالم وجهول" حيث قدم خبر "ليس" وهو "سواء" على اسمها، وهو "عالم". وهذا التقديم جائز.

 

ج / 1 ص -231-        وقوله "من البسيط":
185-

لاَ طيبَ لِلعَيشِ مَا دَامَتْ مُنَغَّصَةً                      لذَّاتُهُ بِادِّكَارِ المَوْتِ والهَرَمِ

تنبيهان: الأول: منع ابن معط توسط خبر "ما دام" وهو وهم؛ إذ لم يقل به غيره، ونقل صاحب الإرشاد خلافا في جواز توسط خبر "ليس"، والصواب ما ذكرته.
الثاني: محل جواز توسط الخبر ما لم يعرض ما يوجب ذلك، أو يمنعه؛ فمن الموجب أن يكون الاسم مضافا إلى ضمير يعود على شيء في الخبر، نحو: "كان غلام هند بعلها"، و"ليس في تلك الديار أهلها"؛ لما عرفت، ومن المانع خوف اللبس، نحو: "كان صاحبي عدوي" واقتران الخبر بإلا، نحو:
{وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً}1 وأن يكون في الخبر ضمير يعود على شيء في الاسم، نحو: "كان غلام هند مبغضها"؛ لما عرفت أيضا.
"تقدم أخبار الأفعال الناقصة":
"وَكُلٌّ" أي: كل العرب، أو النحاة "سَبْقَهُ"، أي: سبق الخبر "دَامَ حَظَر" أي: منع،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
185- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 242؛ وتخليص الشواهد ص241؛ والدرر 2/ 69؛ وشرح التصريح 1/ 187؛ وشرح ابن عقيل ص140؛ وشرح عمدة الحافظ ص204؛ والمقاصد النحوية 2/ 20؛ وهمع الهوامع 1/ 177.
اللغة وشرح المفردات: منغصة: مكدرة. ادكار: تذكر. الهرم: الشيخوخة.
المعنى: يقول: إن الإنسان لا يطيب له عيش إذا كان كثير التذكر للموت، والتفكر للموت، والتفكر بالشيخوخة، فإن ذلك ينغص حياته ويبعث في نفسه اليأس والمرارة.
الإعراب: لا: النافية للجنس. طيب: اسم "لا" مبني على الفتحة الظاهرة. للعيش: اللام حرف جر، "العيش": اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر "لا". ما: حرف مصدري. دامت: فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. منغصة: خبر "ما دام" منصوب بالفتحة. لذاته: اسم "ما دام" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. بادكار: الباء حرف جر، و"ادكار": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بـ"منغصة"، وهو مضاف. الموت: مضاف إليه مجرور بالكسرة. والهرم: الواو حرف عطف، "الهرم": معطوف على "الموت" مجرور بالكسرة.
وجملة "لا طيب للعيش..." ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "ما دامت منغصة لذاته" حيث قدم خبر "ما دام"، وهو "منغصة" على اسمها، وهو "لذاته".
1 الأنفال: 35.

 

ج / 1 ص -232-        "سبق": مصدر نصب بحظر مضاف إلى فاعله، ودام في موضع النصب بالمفعولية؛ والمراد أنهم أجمعوا عَلَى منع تقديم خبر "دام" عليها، وهذا تحته صورتان: الأولى أن يتقدم على "ما"، ودعوى الإجماع على منعها مسلمة، والأخرى أن يتقدم على "دام" وحدها، ويتأخر عن "ما"، وفي دعوى الإجماع على منعها نظر؛ لأن المنع معلل بعلتين: إحداهما عدم تصرفها، وهذا بعد تسليمه لا ينهض مانعا باتفاق؛ بدليل اختلافهم في "ليس"، مع الإجماع على عدم تصرفها، والأخرى أن "ما" موصول حرفي ولا يفصل بينه وبين صلته، وهذا أيضا مختلف فيه. وقد أجاز كثير الفصل بين الموصول الحرفي وصلته؛ إذا كان غير عامل، كما المصدرية، لكن الصورة الأولى أقرب إلى كلامه، أشعر بذلك قوله
149-

كذاك سبق خبر ما النافيه                         فجيء بها متلوة لا تاليه

"كَذَاكَ سَبْقُ خَبَرٍ مَا النَّافِيَهْ" أي: كما منعوا، أن يسبق الخبر "ما" المصدرية كذلك منعوا أن يسبق "ما" النافية "فَجِيء بِهَا مَتْلُوَّةً لاَ تَالِيَهْ" أي: متبوعة لا تابعة؛ لأن لها الصدر، ولا فرق في ذلك بين أن يكون ما دخلت عليه يشترط في عمله تقدم النفي كـ"زال"، أو لا كـ"كان"، فلا تقول: "قائما ما كان زيد"، ولا "قاعدا ما زال عمرو"، قال في شرح الكافية: وكلاهما جائز عند الكوفيين، لأن ما عندهم لا يلزم تصديرها، ووافق ابن كيسان البصريين في "ما كان" ونحوه، وخالفهم في "ما زال" ونحوه؛ لأن نفيها إيجاب.
تنبيهات: الأول: أفهم كلامه أنه إذا كان النفي بغير "ما" يجوز التقديم، نحو "قائما لم يزل زيد"، و"قاعدا لم يكن عمرو" قال في شرح الكافية: عند الجميع، واستدل له بقول الشاعر "من الطويل":
186-

وَرَجِّ الفَتَى لِلْخَيرِ مَا إِنْ رَأَيْتَهُ                   عَلَى السِّنِّ خَيْرا لاَ يَزَالُ يَزِيْدُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
186- التخريج: البيت للمعلوط القريعي في شرح التصريح 1/ 189؛ وشرح شواهد المغني ص85، 716؛ ولسان العرب 13/ 35 "أنن"؛ والمقاصد النحوية 2/ 22؛ وبلا نسبة في الأزهية ص52، 96؛ والأشباه والنظائر 2/ 187؛ والجنى الداني ص211؛ وجواهر الأدب ص208؛ وخزانة الأدب 8/ 443؛ والخصائص 1/ 110؛ والدرر 2/ 110؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 378؛ وشرح المفصل 8/ 130؛ والكتاب 4/ 222؛ ومغني اللبيب 1/ 25؛ والمقرب 1/ 97؛ وهمع الهوامع 1/ 125.
شرح المفردات: رج: تأمل، وانتظر منه. على السن: أي كلما ازداد في السن.
المعنى: يقول تأمل الخير من الفتى كلما رأيته، فهو يزداد خيرا كلما تقدمت به السن. =

 

ج / 1 ص -233-        أراد: لا يزال يزيد على السن خيرا، فقدم معمول الخبر -وهو "خيرا"- على الخبر -وهو "يزيد"- مع النفي بـ"لا"، وتقديم المعمول يؤذن بجواز تقديم العامل غالبا، لكنه حكى في التسهيل الخلاف عن الفراء، قلت ومن شواهده الصريحة قوله "من الرجز":
187-

مَهْ عَاذِلِي فَهَائِما لَنْ أَبْرَحَا              بِمِثْلِ أَوْ أَحْسَنَ مِنْ شَمْسِ الْضُّحَى

الثاني: أفهم أيضا جواز توسط الخبر بين "ما" والمنفي بها، نحو: "ما قائما كان زيد"، و"ما قاعدا زال عمرو"، ومنعه بعضهم، والصحيح الجواز.
الثالث: قوله "كذاك" يوهم أن هذا المنع مجمع عليه؛ لأنه شبهه بالمجمع عليه، وإنما أراد التشبيه في أصل المنع دون وصفه؛ لما عرفت من الخلاف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: "ورج": الواو بحسب ما قبلها، "رج": فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، وفاعله... وجوبا "أنت". "الفتى": مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة. للخير: جار ومجرور متعلقان بـ"رج". "ما": مصدرية. "إن": زائدة. "رأيته": فعل ماض مبني على السكون والتاء فاعل، والهاء في محل نصب مفعول به. "على السن": جار ومجرور متعلقان بـ"يزيد". والمصدر المؤول من "ما" وما بعدها في محل نصب مفعول فيه ظرف زمان متعلق بالفعل "رج". "خيرا": مفعول به مقدم لـ"يزيد". "لا": حرف نفي. "يزال": فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "يزيد": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو".
وجملة: "رج الفتى..." بحسب ما قبلها. وجملة "رأيته" في محل جر بالإضافة. وجملة "لا يزال يزيد" في محل نصب حال، باعتبار "رأى" بصرية. وجملة "يزيد" في محل نصب خبر "لا يزال".
الشاهد: قوله: "خيرا لا يزال يزيد" حيث قدم معمول خبر "لا يزال" وهو "خيرا" على "لا يزال" نفسها. وفي البيت شاهد آخر هو قوله: "ما إن رأيته" حيث زاد "إن" بعد "ما" المصدرية الظرفية.
187- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة: مه: اسم فعل أمر بمعنى اكفف، أو اسكت. العاذل: اللائم. الهائم: العاشق.
الإعراب: مه: اسم فعل أمر بمعنى "اسكت"، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". عاذلي: منادى منصوب، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فهائما: "الفاء": استئنافية، "هائما": خبر "أبرح" منصوب. لن: حرف نصب. أبرحا: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا". بمثل: جار ومجرور متعلقان بـ"هائم"، وهو مضاف. أو: حرف عطف. أحسن: معطوف على "مثل" مجرور. من شمس: جار ومجرور متعلقان بـ"أحسن"، وهو مضاف. الضحى: مضاف إليه مجرور. 
وجملة "مه...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء اعتراضية لا محل لها من الإعراب وجملة "لن أبرحا": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "فهائما لن أبرح" حيث قدم خبر "أبرح" "هائما" عليه، مع كونه منفيا لـ"لن" وهذا جائز على مذهب البصريين.
وجملة "مه...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء اعتراضية لا محل لها من الإعراب وجملة "لن أبرحا": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "فهائما لن أبرح" حيث قدم خبر "أبرح" "هائما" عليه، مع كونه منفيا لـ"لن" وهذا جائز على مذهب البصريين.

 

ج / 1 ص -234-        150-

ومنع سبق خبر ليس اصطفي                       وذو تمام ما برفع يكتفي

151-

وما سواه ناقص والنقص في                       فتئ ليس زال دائما قفي

"وَمَنْعُ سَبْقِ خَبَرِ لَيْسَ اصْطُفِي" "منع": مصدر رفع بالابتداء، مضاف إلى مفعوله -وهو سبق- والفاعل محذوف، و"سبق": مصدر جر بالإضافة مضاف إلى فاعله وهو خبر، و"ليس": في محل نصب بالمفعولية، و"اصطفي": جملة في موضع رفع خبر المبتدأ.
والتقدير: منع من منع أن يسبق الخبر ليس اصطفي، أي: اختير.
وهو رأي الكوفيين، والمبرد، والسيرافي، والزجاج، وابن السراج، والجرجاني، وأبي علي في الحلبيات، وأكثر المتأخرين؛ لضعفها بعدم التصرف، وشبهها بـ"ما" النافية.
وحجة من أجاز قوله تعالى:
{أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ}1؛ لما علم من أن تقديم المعمول يؤذن بجواز تقديم العامل2، وأجيب بأن معمول الخبر هنا ظرف، والظروف يتوسع فيها، أيضا فإن "عسى" لا يتقدم خبرها إجماعا، لعدم تصرفها مع عدم الاختلاف في فعليتها؛ فليس أولى بذلك، لمساواتها لها في عدم التصرف مع الاختلاف في فعليتها.
تنبيه: خبر في كلامه منون ليس مضافا إلى "ليس"، كما عرفت، وإلا توالى خمس حركات، وذلك ممنوع.
"ما يجيء تاما من هذه الأفعال ومعنى تمامه":
"وَذُوْ تَمَامٍ" من أفعال هذا الباب، أي: التام منها "مَا بِرَفْعٍ يَكْتَفِي"، أي: يستغني بمرفوعه عن منصوبه، كما هو الأصل في الأفعال، وهذا المرفوع فاعل صريح "وَمَا سِوَاهُ"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هود: 8.
2 وجهه أن "يوم" متعلق بـ"مصروفا"، وقد تقدم هذا المتعلق على "ليس"، والعامل فيه هو خبرها، فلما تقدم معمول خبر "ليس" عليها في أفصح الكلام من غير ضرورة دل على أن الخبر يجوز تقدمه، لما ذكره الشارح من أن تقديم المعمول يؤذن بجواز تقديم العامل.

 

ج / 1 ص -235-        أي: ما سوى المكتفي بمرفوعه "نَاقِصٌ"؛ لافتقاره إلى المنصوب "وَالنَّقْصُ فِي فَتِىءَ" و"لَيْسَ" و"زَالَ" ماضي "يزال" التي هي من أفعال الباب "دَائِما قُفِي"، فلا تستعمل هذه الثلاثة تامة بحال، وما سواها من أفعال الباب يستعمل ناقصا وتاما، نحو: "ما شاء الله كان" أي: حدث. {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ}1، أي: حضر؛ وتأتي كان بمعنى "كفل"، وبمعنى "غزل". يقال: كان فلان الصبي، إذا كفله، وكان الصوف، إذا غزله؛ ونحو: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}2 أي: حين تدخلون في المساء وحين تدخلون في الصباح {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}3 أي: ما بقيت، وكقوله "من المتقارب":
188-

"تطاول ليلك بالإثمد                          وبات الخلي ولم يرقد"

وَبَاتَ وَبَاتَتْ لَهُ لَيْلَةٌ                           كَلَيْلَةِ ذِي العَائِرِ الأرْمَدِ

"وذلك من نبإ جاءني                         وخبرته عن بني الأسود"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 البقرة: 280.
2 الروم: 17.
3 هود: 107.
188- التخريج: الأبيات لامرئ القيس في ديوانه ص185؛ والمستقصى 2/ 50؛ وسمط اللآلي ص531؛ ومعاهد التنصيص 1/ 171؛ وخزانة الأدب 1/ 289؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص775؛ ومعجم البلدان 1/ 92 "إثمد"؛ وتاج العروس 7/ 468 "ثمد".
اللغة: شرح المفردات: تطاول: طال، أو تمطى. الإثمد: حجر يكتحل به، وهنا اسم موضع. الخلي: المطمئن، الخالي من الهموم. ترقد: تنام. العائر: القذى في العين. الأرمد: المصاب بالرمد.
المعنى: يقول: إن ليله كان طويلا في ذلك المكان، ولم يرقد له جفن، بعكس الخلي الذي نام مطمئنا. وكانت ليلته شبيهة بليلة الأرمد الموجع العينين الذي لا يعرف النوم، وذلك بسبب نبإ جاءني.
الإعراب: تطاول: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة. ليلك: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. بالإثمد: الباء: حرف جر، الإثمد: اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "تطاول". وبات: الواو حرف عطف، "بات": فعل ماض تام مبني على الفتحة الظاهرة. الخلي: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. ولم: الواو حرف عطف، "لم": حرف جزم. ترقد: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وحرك بالكسر مراعاة للروي. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت".
وجملة "تطاول ليلك..." ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "بات الخلي" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب. وجملة "لم ترقد" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب.
وبات: الواو حرف عطف. بات: فعل ماض تام مبني على الفتحة الظاهرة. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". وباتت: الواو حرف عطف، "باتت" فعل ماض مبني على الفتحة، والتاء للتأنيث. له: اللام حرف جر. الهاء: ضمير متصل في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل =

 

ج / 1 ص -236-        وقالوا: "بات بالقوم" أي: نزل بهم ليلا، ونحو: "ظل اليوم"، أي: دام ظله، وأضحينا: أي: دخلنا في الضحى، ومنه قوله "من الطويل":
189-

"ومن فعلاتي أنني حسن القرى"              إِذَا الليَلَةُ الْشَّهْبَاءُ أَضْحَى جَلِيدُهَا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= "باتت". "ليلة": فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. كليلة: الكاف حرف جر، و"ليلة": اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ"ليلة". وهو مضاف. ذي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف. العائر: مضاف إليه مجرور بالكسرة. الأرمد: نعت لـ"ذي" مجرور بالكسرة.
وجملة: "وبات" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "باتت له ليلة" معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب.
وذلك: الواو حرف استئناف، و"ذا": اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام: حرف للبعد، والكاف: حرف للخطاب. من نبإ: جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف، والجملة من المبتدأ والخبر استئنافية لا محل لها من الإعراب. جاءني: فعل ماض مبني على الفتح، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو، والنون حرف للوقاية، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. وخبرته: الواو حرف عطف، "خبر": فعل ماض للمجهول، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل، والهاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. عن: حرف جر: بني: اسم مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بـ"خبر". الأسود: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وجملة "وذلك من نبإ" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "جاءني" في محل جر نعت "نبإ" وجملة "خبرته" معطوفة في محل جر.
الشاهد فيها قوله: "بات الخلي... وبات... وباتت" حيث جاءت "بات" ثلاث مرات فعلا تاما لأنها استغنت بالمرفوع عن المنصوب.
189- التخريج: البيت لعبد الواسع بن أسامة في شرح المفصل 7/ 103؛ وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ص295؛ والدرر 2/ 61.
اللغة: القرى: إكرام الضيف. الليلة الشهباء: الليلة الباردة والمجدبة. أضحى: دخل في الضحى، وهو ارتفاع الشمس.
المعنى: يبالغ الشاعر في وصف كرمه، وكثرة ضيافته في أيام الجدب وشدة العسرة.
الإعراب: ومن فعلاتى: "الواو": بحسب ما قبلها، و"من فعلاتي": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، وهو مضاف، و"الياء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أنني: حرف مشبه بالفعل، و"النون": للوقاية، و"الياء": ضمير في محل نصب اسم "إن". حسن: خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف القرى: مضاف إليه مجرور. إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط، متعلق بجوابه. الليلة: فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده. الشهباء: نعت "الليلة" مرفوع. أضحى: فعل ماض تام. جليدها: فاعل مرفوع وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع مبتدأ. وجملة "الليلة الشهباء...": في محل جر بالإضافة. وجملة "أضحى جليدها": تفسيرية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "أضحى جليدها" حيث ورد الفعل أضحى تاما بمعنى: دخل وقت الضحى.

 

ج / 1 ص -237-        أي: بقي جليدها حتى أضحى، أي: دخل في الضحى، ويقال: صار فلان الشيء، بمعنى ضمه إليه1، وصرت إلى زيد: تحولت إليه. وقالوا: "برح الخفاء"2، وانفك الشيء، بمعنى انفصل، وبمعنى خلص.
تنبيهان: الأول: إنما قيدت "زال" بماضي "يزال" للاحتراز عن ماضي "يزيل"؛ فإنه فعل تام متعد معناه ماز، يقولون: "زل ضأنك عن معزك"، أي: مز بعضها من بعض، ومصدره الزيل، ومن ماضي يزول؛ فإنه فعل تام قاصر معناه الانتقال، ومنه قوله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا}3، ومصدره الزوال.
الثاني: إذا قلت: "كان زيد قائما" جاز أن تكون "كان" ناقصة؛ فـ"قائما" خبرها، وأن تكون تامة؛ فيكون حالا من فاعلها، وإذا قلت: "كان زيد أخاك" وجب أن تكون ناقصة؛ لامتناع وقوع الحال معرفة.
152-

ولا يلي العامل معمول الخبر                     إلا إذا ظرفا أتى أو حرف جر

"وَلاَ يَلِي العَامِلَ" أي: كان وأخواتها "مَعْمُولُ الخَبَرْ" مطلقا عند جمهور البصريين، سواء تقدم الخبر على الاسم، نحو: "كان طعامك آكلا زيد"، خلافا لابن السراج والفارسي وابن عصفور، أم لم يتقدم، نحو: "كان طعامك زيد آكلا"، وأجازه الكوفيون مطلقا،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ومنه قوله تعالى:
{فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} [البقرة: 260].
2 ومنه قول حسان بن ثابت "من الوافر":

ألا أبلغ أبا سفيان عني                           مغلغلة فقد برح الخفاء

ديوانه 75؛ ويروى عجزه:

فأنت مجوف نخب هواء

ولا شاهد على هذه الرواية
3 فاطر: 41.

 

ج / 1 ص -238-        تمسكا بقوله "من الطويل":
190-

قَنَافِذُ هَداجُونَ حَوْلَ بُيُوتِهمْ                       بِمَا كَانَ إِيَّاهُمْ عَطِيَّةُ عَوَّدَا

وخرج على زيادة "كان"، أو إضمار اسم مراد به الشأن، أو راجع إلى "ما"، وعليهن فعطية مبتدأ، وقيل: ضرورة، وهذا التأويل متعين في قوله "من البسيط":
191-

بَاتَتْ فُؤَادِيَ ذَاتُ الْخَالِ سَالِبَةً            فَالْعَيْشُ إِنْ حُمَّ لِي عَيْشٌ مِنَ العَجَبِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
190- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 181؛ وتخليص الشواهد ص245؛ وخزانة الأدب 9/ 268، 269؛ والدرر 2/ 71؛ وشرح التصريح 1/ 190؛ والمقاصد النحوية 2/ 24؛ والمقتضب 4/ 101؛ وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص144؛ ومغني اللبيب 2/ 610؛ وهمع الهوامع 1/ 118.
شرح المفردات: القنافذ: ج القنفذ، وهو حيوان صغير، أعلاه مغطى بريش حاد يقي به نفسه، يخرج من مخبأه ليلا، يضرب به المثل في السرى فيقال: أسرى من القنفذ. هداجون: ج هداج، وهو صيغة مبالغة من هدج يهدج هدجانا، وهدج الرجل: مشى بارتعاش. عطية: أبو جرير الشاعر.
المعنى: يقول: إن قوم جرير كالقنافذ يسيرون في الليل طلبا للفحشاء وضروب الرجس كما عودهم عطية والد جرير.
الإعراب: "قنافذ": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هم". "هداجون": نعت "قنافذ" مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. "حول": ظرف مكان متعلق بـ"هداجون"، وهو مضاف. "بيوتهم": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"هم": في محل جر بالإضافة. "بما": جار ومجرور متعلقان بـ"هداجون". "كان": فعل ماض ناقص. "إياهم": ضمير منفصل في محل نصب مفعول به مقدم لـ"عود". "عطية": اسم "كان" مرفوع. "عودا": فعل ماض، والألف للإطلاق، وفاعله... "هو".
وجملة: "... قنافذ" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كان إياهم..." صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "عودا" في محل نصب خبر "كان".
الشاهد: قوله: "بما كان إياهم عطية عودا" حيث قدم الشاعر معمول خبر "كان"، وهو "إياهم" على اسمها، وهو "عطية" مع تأخير الخبر، وهو جملة "عود: عن الاسم أيضا. هذا ما أجازه الكوفيون، ومنعه البصريون.
191- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص248؛ وخزانة الأدب 9/ 269؛ وشرح التصريح 1/ 190؛ والمقاصد النحوية 2/ 28.
شرح المفردات: الخال: الشامة. سالبة: مختلسة. حم الأمر: قدر.
المعنى: يقول إن الحسناء ذات الخال الأسود قد سلبت قلبه وأضنته، وإذا قدر له أن يعيش فذلك من عجائب الأمور.
الإعراب: "باتت": فعل ماض ناقص، والتاء للتأنيث. "فؤادي": مفعول به لـ"سالبة" وهو مضاف، والياء في محل جر بالإضافة. "ذات": اسم "بات" مرفوع، وهو مضاف. "الخال": مضاف إليه مجرور =

 

ج / 1 ص -239-        وقوله "من الطويل":
192-

لَئِنْ كَانَ سَلْمَى الْشَّيْبُ بِالصَّدِّ مُغْرِيا              لَقَدْ هَوَّنَ السُّلْوَانَ عَنْهَا التَّحَلُّمُ

لظهور نصب الخبر. وأصل تركيب النظم: ولا يلي معمول الخبر العامل، فقدم المفعول -وهو العامل- وأخر الفاعل -وهو معمول الخبر- لمراعاة النظم، وليعود الضمير إلى أقرب مذكور من قوله: "إلاَّ إذَا ظَرْفا أَتَى" أي: معمول الخبر "أَوْ حَرفَ جَرْ" مع مجروره؛ فإنه حينئذٍ يلي العامل اتفاقا، نحو: "كان عندك -أو في الدار- زيد جالسا، أو جالسا زيد"؛ للتوسع في الظرف والمجرور.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= بالكسرة. "سالبة": خبر "بات" منصوب. "فالعيش": الفاء حرف استئناف، و"العيش": مبتدأ مرفوع. "إن": حرف شرط. "حم": فعل ماض للمجهول، وهو فعل الشرط. "لي": جار ومجرور متعلقان بـ"حم". "عيش": نائب فاعل مرفوع. "من العجب": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ "العيش"، ويجوز اعتبار "عيش" خبر المبتدأ "العيش"، ونائب فاعل "حم" ضمير مستتر تقديره: "هو". وعلى ذلك يعلق الجار والمجرور بمحذوف صلة للخبر "عيش".
وجملة: "باتت فؤادي..." ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "العيش من العجب" أو "العيش عيش..." استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إن حم..." اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "باتت فؤادي ذات الخال سالبة" حيث ولي "باتت" معمول خبرها، وهو "فؤادي" فإنه معمول خبر "باتت"، وهو "سالبة"، وهذا جائز عند الكوفيين وغير جائز عند البصريين.
192- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من المصادر.
اللغة: سلمى: اسم امرأة. الصد: الإعراض. مغريا: مولعا. هون: سهل وخفف. السلوان: التسلي والتصبر. التحلم: تكلف الحلم.
المعنى: يقول: إذا كان الشيب قد حملك يا سلمى على الإعراض عني فإني قد وجدت وسيلة تخفف عني عبء الهجر هي تكلف الحلم.
الإعراب: لئن: "اللام": موطئة للقسم، "إن": حرف شرط جازم. كان: فعل ماض ناقص، وهو فعل الشرط. سلمى: مفعول به لـ"مغريا" منصوب. الشيب: اسم "كان" مرفوع. بالصد: جار ومجرور متعلقان بـ"مغريا". مغريا: خبر "كان" منصوب. لقد: "اللام": واقعة في جواب القسم، "قد": حرف تحقيق. هون: فعل ماض مبني على الفتح. السلوان: مفعول به منصوب. عنها: جار ومجرور متعلقان بـ"السلوان". التحلم: فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة "لئن كان سلمى...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لقد هون...": لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. 
الشاهد: قوله: "كان سلمى الشيب مغريا" حيث ورد معمول خبر "كان" وهو "سلمى" بعدها مباشرة وهذا شاذ عند البصريين، لأنه ليس ظرفا ولا حرف جر.

ج / 1 ص -240-        153-

ومضمر الشان اسما انو إن وقع                     موهم ما استبان أنه امتنع

"وَمُضْمَرَ الشَّان اسْمَاً انْو" في العامل "إنْ وَقَعْ" شيء من كلامهم "مُوهِمُ" جواز "مَا اسْتَبَانَ" لك "أَنَّهُ امْتَنَعْ"، كما تقدم بيانه في قوله: قنافذ هداجون البيت1، وقوله "من البسيط":
193-

فَأَصْبَحُوا وَالنَّوَى عَالِي مُعَرَّسِهِمْ              وَلَيْسَ كُلَّ النَّوَى يُلْقِي الْمَسَاكِينُ

في رواية "تلقي" بالتاء المثناة من فوق، وبه احتج من أجاز ذلك مع تقدم الخبر، وقال الجمهور: التقدير ليس هو، أي: الشأن؛ وقد عرفت أنه إنما يقدر ضمير الشأن حيث أمكن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 تقدم بالرقم 190.
193- التخريج: البيت لحميد بن ثور في الأزمنة والأمكنة 2/ 317؛ والأشباه والنظائر 6/ 78، 7/ 179؛ وأمالي ابن الحاجب ص656؛ وتخليص الشواهد ص187؛ والكتاب 1/ 70، 147؛ والمقاصد النحوية 2/ 82؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 7/ 179؛ وخزانة الأدب 9/ 270؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 175؛ وشرح المفصل 7/ 104؛ والمقتضب 4/ 100.
اللغة: أصبحوا: دخلوا في الصباح. النوى: ج نواة التمر. المعرس: مكان نزول القوم ليلا.
المعنى: يصف الشاعر كرمه فيقول: إن الضيوف قد نزلوا به ليلا، وعند الصباح ظهر لهم نوى التمر كومة كبيرة، مع العلم أنهم لم يرموا جميع نوى التمر الذي أكلوه، بل بلعوا بعضها منها. وهذا دليل على كثرة ما قدم لهم من التمر.
الإعراب: "فأصبحوا": الفاء بحسب ما قبلها، "أصبحوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل. "والنوى": الواو حالية، "النوى": مبتدأ مرفوع. "عالي": خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "معرسهم": مضاف إليه مجرور، وهو مضاف، و"هم": ضمير في محل جر بالإضافة. "وليس": الواو استئنافية، "ليس": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر هو ضمير الشأن. "كل": مفعول به مقدم منصوب، وهو مضاف. "النوى": مضاف إليه مجرور. "تلقي": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة. "المساكين": فاعل مرفوع بالضمة.
وجملة: "أصبحوا" بحسب ما قبلها. وجملة "والنوى عالي معرسهم" في محل نصب حال. وجملة "ليس كل النوى..." استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تلقي المساكين" في محل نصب خبر "ليس".
الشاهد: قوله: "وليس كل النوى تلقي المساكين" حيث إن اسم "ليس" ضمير مستتر هو ضمير الشأن وتقدم معمول خبرها ظاهريا.

 

ج / 1 ص -241-        تقديره، ومن الدليل على صحة تقدير ضمير الشأن في "كان" قوله "من الطويل":
194-

إِذَا مُتُّ كَانَ النَّاسُ صِنْفَانِ شَامِتٌ                   وآخَرُ مُثْنٍ بِالَّذِي كُنْتُ أَصْنَعُ

"زياد "كان" وشروطها ومواضعها":
154-

وقد تزاد كان في حشو كـ"ما                       كان أصلح علم من تقدما"

"وَقَدْ تُزادُ كَانَ فِي حَشْوٍ" أي: بين شيئين، وأكثر ما يكون ذلك بين "ما" وفعل التعجب "كَمَا كَانَ أَصَحَّ عِلْمَ مَنْ تَقَدَّما"، و"ما كان أحسن زيدا"، وزيدت بين الصفة والموصوف في قوله "من البسيط":
195-

فِي غُرَفِ الْجَنَّةِ الْعُلْيَا التِي وَجَبَتْ                لَهُمْ هُنَاكَ بِسَعْيٍ كَانَ مَشْكُوْرِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
194- التخريج: البيت للعجير السلولي في الأزهية ص190؛ وتخليص الشواهد ص246؛ وخزانة الأدب 9/ 72، 73؛ والدرر 1/ 223، 2/ 41؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 144؛ والكتاب 1/ 71؛ والمقاصد النحوية 2/ 85؛ ونوادر أبي زيد ص156؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص136؛ واللمع في العربية ص122؛ وهمع الهوامع 1/ 67، 111.
اللغة: صنفان: نوعان. الشامت: الذي يفرح بمصيبة غيره. مثن: مادح.
المعنى: يقول: إن الناس سيفترقون في شأنه إلى فرقتين: إحداهما تشمت به لكثرة غيظة لها، وأخرى تثني عليه لما نالت منه من خير.
الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمن معنى الشرط متعلق بجوابه. مت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. كان: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير الشأن محذوف. الناس: مبتدأ مرفوع. صنفان: خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى. شامت: بدل من "صنفان"، مرفوع، وقيل: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "صنف منهم شامت".وآخر: "الواو": حرف عطف، "آخر": معطوف على شامت، وقيل: مبتدأ أصله نعت لمحذوف مبتدأ تقديره: "وصنف آخر". مثن: نعت "آخر" على الأول، وخبر للمبتدأ على الثاني. بالذي: جار ومجرور متعلقان بـ"مثن". كنت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسم "كان". أصنع: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا".
وجملة "إذا مت...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "مت": في محل جر بالإضافة. وجملة "كان الناس...": جواب الشرط لا محل لها من الإعراب. وجملة "الناس صنفان": في محل نصب خبر "كان". وجملة "كنت أصنع": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "كان الناس صنفان" حيث أضمر في "كان" ضمير الشأن، وأخبر عنه بالجملة الاسمية بعده.
195- التخريج: البيت بلا نسبة في خزانة الأدب 9/ 210. =

 

ج / 1 ص -242-        وجعل منه سيبويه قول الفرزدق "من الوافر":
196-

فَكَيْفَ إذَا مَرَرْتُ بِدَارِ قَوْمٍ                              وَجِيْرَانٍ لَنَا كَانُوْا كِرَامِ

ورد ذلك عليه؛ لكونها رافعة للضمير، وليس ذلك مانعا من زيادتها، كما لم يمنع من إلغاء "ظن" عند توسطها أو تأخرها إسنادها إلى الفاعل. وبين العاطف والمعطوف عليه،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: في غرف: جار ومجرور متعلقان بما سبق، أو بمحذوف خبر مبتدأ محذوف تقديره: "هم كائنون في غرف"، وهو مضاف. الجنة: مضاف إليه مجرور. العليا: نعت "الجنة" مجرور. التي: اسم موصول في محل جر نعت "الجنة". وجبت فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". لهم: جار ومجرور متعلقان بـ"وجب". هناك: ظرف مكان متعلق بـ"وجب". بسعي: جار ومجرور متعلقان بـ"وجب". كان: زائدة. مشكور: نعت "سعي" مجرور بالكسرة.
وجملة "وجبت": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "بسعي كان مشكور" حيث زاد "كان" بين الصفة "مشكور" والموصوف "سعي".
196- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 290؛ والأزهية ص188؛ وتخليص الشواهد ص252؛ وخزانة الأدب 9/ 217، 212، 222؛ وشرح التصريح 1/ 192؛ وشرح شواهد المغني 2/ 693؛ والكتاب 2/ 153؛ ولسان العرب 13/ 370 "كنن"؛ والمقاصد النحوية 2/ 42؛ والمقتضب 4/ 116؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص136؛ والأشباه والنظائر 1/ 165؛ وأوضح المسالك / 385؛ وشرح ابن عقيل ص146؛ والصاحبي في فقة اللغة ص161؛ ولسان العرب 13/ 367 "كون"؛ ومغني اللبيب 1/ 287.
المعنى: يتساءل الشاعر كيف يستطيع أن يمنع دموعه من الانهمار وقد تذكر جيرانه الكرام.
الإعراب: "فكيف": الفاء بحسب ما قبلها، "كيف": اسم استفهام مبني في محل نصب حال من فاعل فعل محذوف تقديره: "كيف أكون مثلا" أو خبر لفعل ناقص محذوف مع اسمه تقديره "كيف أكون". "إذا": ظرف زمان مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بجوابه. "مررت": فعل ماض مبني على السكون، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "بدار": جار ومجرور متعلقان بـ"مررت"، وهو مضاف. "قوم": مضاف إليه مجرور. "وجيران": الواو حرف عطف، "جيران": معطوف على "دار" مجرور بالكسرة. "لنا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"جيران". "كانوا": فعل ماض ناقص، والواو: ضمير متصل... اسمها، والألف فارقة، وخبرها محذوف لدلالة الكلام عليه. "كرام": نعت "جيران" مجرور بالكسرة.
وجملة "مررت": في محل جر بالإضافة. وجملة "كيف أكون" بحسب ما قبلها في محل جر بالإضافة. وجملة "كانوا" مع الخبر المحذوف اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "وجيران لنا كانوا كرام" حيث فصل بين الموصوف وهو "جيران" والصفة وهي "كرام" بـ"كانوا" الزائدة.

 

ج / 1 ص -243-        كقوله "من الكامل":
197-

فِي لُجَّةٍ غَمَرَتْ أَبَاكَ بِحُوْرُهَا                     فِي الْجَاهِلِيَّةِ كَانَ وَالإِسْلاَمِ

وبين "نعم" وفاعلها، كقوله "من الكامل":
198-

وَلَبِسْتُ سِرْبَالَ الشَّبَابِ أَزُورُهَا                     وَلَنِعْمَ كَانَ شَبِيبَةُ الْمُحْتَالِ

ومن زيادتها بين جزأي الجملة قول بعض العرب1: "ولدت فاطمة بنت الخُرْشُب

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
197- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 2/ 305؛ وخزانة الأدب 5/ 436، 437، 9/ 210، 211، 212.
اللغة: اللجة: معظم الماء. غمرت: غطت. الجاهلية: الزمن الذي سبق زمن الإسلام.
المعنى: يفخر الشاعر على جرير في الجاهلية والإسلام.
الإعراب: في لجة: جار ومجرور متعلقان بـ"وقعت" في البيت السابق. غمرت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. أباك: مفعول به منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير في محل جر بالإضافة. بحورها: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"ها": ضمير في محل جر بالإضافة. في الجاهلية: جار ومجرور متعلقان بـ"غمرت". كان: زائدة. والإسلام: "الواو": حرف عطف، "الإسلام": معطوف على "الجاهلية" مجرور بالكسرة.
وجملة "في لجة غمرت...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "في الجاهلية كان والإسلام" حيث زاد "كان" بين المعطوف "الإسلام" والمعطوف عليه "الجاهلية".
198- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
المعنى: يقول: إنني أظهرت قوة الشباب لأزور هذه المحبوبة، مادحا شبابه الماضي إذا كان نعم الشباب.
الإعراب: ولبست: "الواو": بحسب ما قبلها، "لبست": فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. سربال: مفعول به منصوب، وهو مضاف. الشباب: مضاف إليه مجرور. أزورها: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا"، و"ها" ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. ولنعم: "الواو": استئنافية، و"اللام": موطئة للقسم، "نعم": فعل ماض جامد لإنشاء المدح. كان: زائدة. شبيبة: فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. المحتال: مضاف إليه.
وجملة "لبست...": بحسب ما قبلها، وجملة "أزورها": في محل نصب حال. وجملة "لنعم...": جواب القسم لا محل له من الإعراب.
الشاهد: قوله: "نعم كان شبيبة المحتال" حيث زاد "كان" بين الفعل "نعم" وفاعله "شبيبة".
1 قائله هو قيس بن غالب البدري.

 

ج / 1 ص -244-        الكملة من بني عبس لم يوجد كان مثلهم": نعم شذت زيادتها بين الجار والمجرور، كقوله "من الوافر":
199-

سَرَاةُ بَنِيْ أَبِي بَكْرٍ تَسَامَى                      عَلَى كَانَ الْمُسَوَّمَةِ العَرابِ

تنبيهات: الأول: أفهم كلامه أنها لا تزاد بلفظ المضارع، وهو كذلك؛ إلا ما ندر من قول أم عقيل "من الرجز":
200-

أَنْتَ تَكُونُ مَاجِدٌ نَبِيل                              إذَا تَهُبُّ شَمْأَلٌ بَلِيلُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
199- التخريج: البيت بلا نسبة في الأزهية ص187؛ وأسرار العربية ص136؛ والأشباه والنظائر 3/ 303؛ وتخليص الشواهد ص252؛ وخزانة الأدب 9/ 207-210، 10/ 187؛ والدرر 2/ 79؛ ورصف المباني ص140، 141، 217، 255؛ وشرح التصريح 1/ 192؛ وشرح ابن عقيل ص147؛ وشرح المفصل 7/ 98؛ ولسان العرب 13/ 370 "كون"؛ واللمع في العربية ص122؛ والمقاصد النحوية 2/ 41؛ وهمع الهوامع 1/ 120.
شرح المفردات: السراة: ج السري، وهو صاحب المروءة، أو السيد والشريف. تسامى: أي تتسامى، ترتفع. المسومة: من الخيل التي جعلت لها علامة تعرف بها. العراب: الكريمة، السالمة من الهجنة.
المعنى: يقول: إن أسياد بني بكر وأشرافهم يمتطون الجياد العربية التي تسمو على سائر الخيول، والتي تبعد كل البعد عن الهجنة.
الإعراب: "سراة": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "بني": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. "أبي": مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "بكر": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "تسامى": فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". "على": حرف جر. "كان": زائدة. "المسومة": اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بـ"تسامى". "العراب": نعت "المسومة" مجرور بالكسرة.
وجملة: "سراة بني أبي بكر تسامى" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تسامى" في محل رفع خبر المبتدأ.
الشاهد: قوله: "على كان المسومة" حيث زاد "كان" بين الجار والمجرور.
200- التخريج: الرجز لأم عقيل في تخليص الشواهد ص252؛ وخزانة الأدب 9/ 225، 226؛ والدرر 2/ 78، وشرح التصريح 1/ 191؛ وشرح ابن عقيل ص147؛ والمقاصد النحوية 2/ 39؛ وبلا نسبة في همع الهوامع 1/ 120.
شرح المفردات: ماجد: كريم. نبيل: شريف. هبت: هاجت. الشمال: الرياح الشمالية. البليل: الرطبة.
الإعراب: "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "تكون": زائدة. "ماجد": خبر المبتدأ =

 

ج / 1 ص -245-        الثاني: أفهم قوله: "في حشو أنها لا تزاد في غيره، وهو كذلك، خلافا للفراء في إجازته زيادتها آخرا.
الثالث: أفهم أيضا تخصيص الحكم بها أن غيرها من أخواتها لا يزاد، وهو كذلك، إلا ما شذ من قولهم: "ما أصبح أبردها، وما أمسى أدفأها"، روى ذلك الكوفيون. وأجاز أبو علي زيادة "أصبح" و"أمسى" في قوله "من السريع":
201-

عَدُوُّ عَيْنَيْكَ وَشَانِيهمَا                          أَصْبَحَ مَشْغُولٌ بِمَشْغُوْلِ

وقوله "من الطويل":
202-

أَعَاذِلَ قُوْلِي مَا هَوَيْتِ فَأَوّبِي                  كَثِيْرا أَرَى أَمْسَى لَدَيْكِ ذُنُوْبِي

وأجاز بعضهم زيادة سائر أفعال الباب، إذا لم ينقص المعنى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= مرفوع. "نبيل": نعت "ماجد" مرفوع. "إذا": ظرف مبني في محل نصب مفعول فيه متعلق بجوابه. "تهب": فعل مضارع مرفوع. "شمأل": فاعل مرفوع بالضمة. "بليل": نعت "شمأل" مرفوع.
وجملة "أنت تكون ماجد نبيل" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "تهب..." في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: "أنت تكون ماجد" حيث فصل بين المبتدأ والخبر شذوذا بـ"تكون" الزائدة، إذ القياس أن يكون ماضيا دون مضارع، لأن الماضي مبني أشبه بالحروف، والحروف تكون زائدة.
201- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص252؛ والدرر 2/ 80؛ وهمع الهوامع 1/ 120.
اللغة: شانيهما: مبغضهما.
الإعراب: عدو: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. عينيك: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى، وهو مضاف و"الكاف": ضمير متصل في مبني في محل جر بالإضافة. وشانيهما: "الواو": حرف عطف، "شانيهما": معطوف على "عدو" مرفوع، وهو مضاف، و"هما": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أصبح: زائدة. مشغول: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة. بمشغول: جار ومجرور متعلقان بـ"مشغول". وقيل: "مشغول": مبتدأ، و"بمشغول": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ.
والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
الشاهد: قوله: "عدو... أصبح مشغول بمشغول" حيث زاد "أصبح" بين المبتدأ "عدو" وخبره "مشغول".
202- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص252؛ والدرر 2/ 81؛ وهمع الهوامع 1/ 120. =

 

ج / 1 ص -246-        "حذف "كان" وأنواعه وشروطه":
155-

ويحذفونها ويبقون الخبر                     وبعد "إن ولو" كثيرا ذا اشتهر

"وَيَحْذِفُوْنَهَا" أي: "كان"؛ إما وحدها، أو مع الاسم، وهو الأكثر "وَيُبقُوْنَ الْخَبَرْ" على حاله "وَبَعْدَ إِنْ وَلَوْ" الشرطيتين "كَثِيْراً ذَا" الحكم "اشْتَهَرْ" من ذلك: "المرء مجزي بعمله إن خيرا فخير وإن شرا فشر" وقوله "من البسيط":
203-

قَدْ قِيْلَ مَا قِيْلَ إنْ صِدْقا وَإِنْ كَذِبا                 "فما اعتذارك من قول إذا قيلا"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= اللغة: أعاذل: يا عاذلة، أي يا لائمة. هويت: أحببت. أوبي: ارجعي.
الإعراب: أعاذل: "الهمزة": للنداء، "عاذل": منادى مرخم مبني في محل نصب. قولي: فعل أمر مبني على حذف النون، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. ما: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. هويت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. فأوبي: "الفاء": حرف عطف، "أوبي": فعل أمر، و"الياء": ضمير في محل رفع فاعل. كثيرا: مفعول به لـ"أرى". أرى: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". أمسى: زائدة. لديك: ظرف متعلق بـ"كثيرا"، وهو مضاف، و"الكاف": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ذنوبي: مفعول به أول لـ"أرى"، وهو مضاف، و"الياء": ضمير في محل جر بالإضافة.
وجملة النداء ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قولي": استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هويت": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "أوبي": معطوفة على جملة "قولي" لا محل لها من الإعراب. وجملة "أرى": استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "أرى أمسى لديك ذنوبي" حيث زاد "أمسى" بين الفعل "أرى" ومفعوله "ذنوبي".
203- التخريج: البيت للنعمان بن المنذر في الأغاني 15/ 295؛ وأمالي المرتضى 1/ 193؛ وخزانة الأدب 4/ 10، 9/ 522؛ والدرر 2/ 82؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 352؛ وشرح شواهد المغني 1/ 188؛ والكتاب 1/ 260؛ والمقاصد النحوية 2/ 66؛ وبلا نسبة في شرح المفصل 2/ 97؛ ومغني اللبيب 1/ 61.
الإعراب: "قد": حرف تحقيق. "قيل": فعل ماض للمجهول. "ما": اسم موصول في محل رفع نائب فاعل. "قيل": فعل ماض للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "إن": حرف شرط جازم. "صدقا": خبر "كان" المحذوفة مع اسمها، و"إن كذبا": الواو: حرف عطف، والبقية تعرب إعراب "إن صدقا". "فما": الفاء استئنافية، "ما" اسم استفهام في محل رفع خبر مقدم. "اعتذارك": مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "من قول": جار ومجرور متعلقان بـ"اعتذارك". "إذا": ظرف متعلق بالخبر. "قيلا": فعل ماض للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "هو".
وجملة: "قد قيل" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "قيل" صلة الموصول لا محل لها من =

 

ج / 1 ص -247-        وقوله "من الكامل":
204-

حَدِبَتْ عَلَيَّ بُطُونُ ضَبَّة كُلُّهَا                     إِنْ ظَالِما فِيهِمْ وَإِنْ مَظْلُوْما

وفي الحديث "التمس ولو خاتما من حديد"، وقال الشاعر "من البسيط":
205-

لاَ يَأْمَن الْدَّهْرَ ذُو بَغْيٍ وَلَوْ مَلِكا               جُنُودُهُ ضَاقَ عَنْهَا الْسَّهْلُ وَالْجَبَلُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب. وجملة: "إن كان صدقا فما اعتذارك" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط المحذوفة: "فما اعتذارك" في محل جزم جواب الشرط. وجملة: "إن كذبا" الشرطية معطوفة على الجملة الشرطية السابقة فهي مثلها، وجوابها مثل جواب السابقة أيضا. وجملة: "ما اعتذارك" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "قيلا" في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: "إن صدقا وإن كذابا" حيث حذفت "كان" مع اسمها بعد "إن" الشرطية. وبقي الخبر وذلك شائع.
204- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص103؛ وتخليص الشواهد ص259؛ والدرر 2/ 83؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 36؛ والكتاب 1/ 262؛ والمقاصد النحوية 2/ 87؛ وهمع الهوامع 1/ 121.
شرح المفردات: حدبت: عطفت. بطون: ج بطن، وهو دون القبيلة. ضنة: قبيلة من قبائل قضاعة.
المعنى: يقول: إن هذه البطون تعطف عليه وتنتصر له إن ظالما وإن مظلوما.
الإعراب: "حدبت" فعل ماض، والتاء للتأنيث. "علي": جار ومجرور متعلقان بـ"حدبت". "بطون": فاعل مرفوع وهو مضاف. "ضنة": مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث. "كلها": توكيد "بطون" مرفوع، وهو مضاف، و"ها" في محل جر بالإضافة. "إن": حرف شرط جازم، فعله محذوف تقديره: "إن كان". "ظالما": خبر "كان" المحذوفة مع اسمها تقديره: "إن كان الحادب". و"إن": الواو حرف عطف، "إن" حرف شرط جازم. "مظلوما": خبر "كان" المحذوفة مع اسمها على نحو ما سبق.
وجملة "حدبت" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن ظالما" في محل نصب حال. وجملة "وإن مظلوما" معطوفة في محل نصب.
الشاهد: قوله: "إن ظالما وإن مظلوما" حيث حذف "كان" واسمها، وأبقى الخبر في الموضوعين.
205- التخريج: البيت للعين المنقري في خزانة الأدب 1/ 257؛ والدرر 2/ 85؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 262؛ وتخليص الشواهد ص260؛ وشرح التصريح 1/ 193؛ وشرح شواهد المغني 2/ 658؛ ومغني اللبيب 1/ 268؛ والمقاصد النحوية 2/ 50.
اللغة: شرح المفردات: البغي: الظلم. جنوده ضاق...: كناية عن كثرتهم.

 

ج / 1 ص -248-        تنبيهان: الأول: قد تحذف "كان" مع خبرها ويبقى الاسم، من ذلك مع "أن" المرء مجزي بعمله إن خير فخير وإن شر فشر" برفعهما، أي: إن كان في عمله خير فجزاؤه خير، وإن كان في عمله شر جزاؤه شر، وفي هذه المسألة أربعة أوجه مشهورة: هذان، والثالث نصبهما، على تقدير: إن كان عمله خيرا فهو يجزى خيرا، والرابع: عكس الأول، أي: رفع الأول ونصب الثاني، وهذا الرابع أضعفها، والأول أرجحها، وما بينهما متوسطان، ومنه مع "لو" "ألا طعام ولو تمر"، جوز فيه رفع "تمر" على تقدير: ولو يكون عندنا تمر.
الثاني: قل حذف "كان" مع غير "إن" و"لو" كقوله "من الرجز":
206-

مِنْ لَدُ شَوْلاً فَإِلَى إِتْلاَئِهَا              قدره سيبويه: من لد أن كانت شولا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المعنى: يقول: إن الظالم لا يهدأ له بال، ولو كان ملكا كثير الجند والأعوان، فصروف الدهر كثيرة، وعلى الباغي تدور الدوائر.
الإعراب: لا: الناهية. يأمن: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وحرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين. الدهر: مفعول به لـ"يأمن" منصوب بالفتحة. ذو: فاعل "يأمن" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة. وهو مضاف. بغي: مضاف إليه مجرور بالكسرة. ولو: الواو الحالية، و"لو": حرف شرط غير جازم. ملكا: خبر "كان" المحذوفة مع اسمها، والتقدير: "ولو كان صاحب البغي ملكا". جنوده: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. ضاق: فعل ماض. عنها: عن: حرف جر، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر. والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ضاق". السهل: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. والجبل: الواو حرف عطف، "الجبل": معطوف على "السهل" مرفوع بالضمة.
وجملة "لا يأمن الدهر..." ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ضاق..." في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "جنوده ضاق..." في محل نصب نعت "ملكا".
الشاهد فيه قوله: "ولو ملكا" حيث حذفت "كان" مع اسمها بعد حرف الشرط "لو"، وبقي الخبر "ملكا".
206- التخريج: الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 361، 8/ 248؛ وتخليص الشواهد ص206؛ وخزانة الأدب 4/ 24، 9/ 318؛ والدرر 2/ 87؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 546؛ وشرح التصريح 1/ 194؛ وشرح شواهد المغني 2/ 836؛ وشرح ابن عقيل ص149؛ وشرح المفصل 4/ 101، 8/ 35؛ والكتاب 1/ 264؛ ولسان العرب 13/ 384 "لدن"؛ ومغني اللبيب 2/ 422؛ والمقاصد النحوية 2/ 51؛ وهمع الهوامع 1/ 122. =

 

ج / 1 ص -249-        156-

وبعد "أن" تعويض "ما" عنها ارتكب                    كمثل "أما أنت برا فاقترب"

"وَبَعْدَ أَنْ" المصدرية "تَعْوِيضُ "مَا" عَنْهَا" أي: عن "كان" "ارْتُكِبْ" فتحذف "كان" لذلك وجوبا؛ إذ لا يجوز الجمع بين العوض والمعوض "كَمِثْلِ أمَّا أَنْتَ بَرًّا فَاقْتَرِبْ" فـ"أن": مصدرية، و"ما": عوض عن "كان"، و"أنت": اسمها، و"برا": خبرها، والأصل: لأن كنت برا، فحذفت لام التعليل؛ لأن حذفها مع "أن" مطرد، ثم حذفت "كان" فانفصل الضمير المتصل بها، ثم عوض عنها "ما" وأدغمت فيها النون، ومنه قوله "من البسيط":
207-

أَبَا خُرَاشَةَ أمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ                      فَإِنَّ قَوْمِي لَمْ تَأَكُلْهُمُ الْضَّبُعُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= شرح المفردات: لد: أي لدن بمعنى "عند". الشول: هو مصدر "شال"، وشالت الناقة بذنبها: رفعته. إتلائها: مصدر "أتلى"، وأتلت الناقة: تبعها ولدها.
المعنى: من وقت أن كانت قد رفعت ذنبها للضراب إلى أن ولدت وتبعها ولدها.
الإعراب: "من لد": جار ومجرور متعلقان بمحذوف تقديره "ربيتها من لد" مثلا. "شولا": خبر "كان" المحذوفة مع اسمها، تقديره: "من لد أن كانت الناقة شولا". "فإلى": الفاء حرف عطف، "إلى إتلائها": جار ومجرور متعلقان بمحذوف معطوف بالفاء على متعلق الجار والمجرور الأول، والتقدير: فاستمر إلى إتلائها وهو مضاف، و"ها" ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة "ربيتها" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "كانت... شولا" في محل جر بالإضافة. وجملة "فاستمر إلى إتلائها" معطوفة لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "من لد شولا" حيث حذف "كان" واسمها، وأبقى خبرها "شولا" وهذا شاذ، والقياس أن يحذف "كان" واسمها بعد "إن" و"لو" الشرطيتين. وقيل: "شولا" مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: "من لد شالت الناقة شولا".
207- التخريج: البيت لعباس بن مرداس في ديوانه ص128؛ والأشباه والنظائر 2/ 113؛ والاشتقاق ص313؛ وخزانة الأدب 4/ 13، 14، 17، 200، 5/ 445، 6/ 532، 11/ 62؛ والدرر 2/ 91؛ وشرح شواهد الإيضاح ص479؛ وشرح شواهد المغني 1/ 116، 179؛ وشرح قطر الندى ص140؛ ولجرير في ديوانه 1/ 349؛ والخصائص 2/ 381؛ وشرح المفصل 2/ 99، 8/ 132؛ والشعر والشعراء 1/ 341؛ والكتاب 1/ 293؛ ولسان العرب 6/ 294 "خرش"، 8/ 217 "ضبع"؛ والمقاصد النحوية 2/ 55؛ وبلا نسبة في الأزهية ص147؛ وأمالي ابن الحاجب 1/ 411، 442؛ والإنصاف 1/ 71؛ وأوضح المسالك 1/ 265؛ وتخليص الشواهد ص260؛ والجنى الداني ص528؛ وجواهر الأدب 198، 416، 421؛ ورصف المباني ص99، 100؛ وشرح ابن عقيل ص 149؛ ولسان العرب 14/ 47 "أما"، ومغني اللبيب 1/ 35؛ والمنصف 3/ 116؛ وهمع الهوامع 1/ 23.
اللغة والمعنى: أبو خراشة: كنية الشاعر خفاف بن ندبة. النفر: جماعة من الناس، وهنا تعني =

 

ج / 1 ص -250-        تنبيه: حذفت "كان" مع معموليها بعد "إن" في قولهم: "افعل هذا إما لا"، أي: إن كنت لا تفعل غيره، فـ"ما": عوض عن "كان" و"لا": نافية للخبر ، ومنه قوله "من الرجز":
208-

أَمْرَعَتِ الأرْضُ لَوْ أنَّ مَا لاَ                            لَوْ أنَّ نُوْقا لَكِ أَوْ جِمَالا

أَوْ ثَلَّةً مِنْ غَنَمٍ إِمَّا لا

التقدير: إن كنت لا تجدين غيرها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الكثرة. الضبع: حيوان معروف، وهنا تعني السنوات المجدبة.
يقول: يا أبا خراشة لا تفخر علي بكثرة عدد رجالك، فإنما قومي لم تكن قلتهم بسبب الجوع والحرمان، ولم تؤثر فيهم السنوات المجدبة. ولكن بسبب الجهاد والحرب، وهذا هو عزهم ومجدهم.
الإعراب: أبا: منادى منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. خراشة: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. أما: مركبة من "أن" المصدرية و"ما" الزائدة، أتي بها للتعويض عن "كان" المحذوفة. أنت: اسم "كان" المحذوفة. ذا: خبر "كان" المحذوفة منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. نفر: مضاف إليه مجرور. فإن: الفاء: للتعليل. إن: حرف مشبه بالفعل. قومي: اسم "إن منصوب"، وهو مضاف، والياء: مضاف إليه. لم: حرف نفي وجزم وقلب. تأكلهم: فعل مضارع مجزوم. و"هم" ضمير في محل نصب مفعول به. الضبع: فاعل مرفوع.
وجملة "أبا خراشة..." الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "أما أنت ذا نفر" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة "إن قومي..." الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية، أو تعليلية. وجملة "لم تأكلهم الضبع" الفعلية في محل رفع خبر "إن".
والشاهد فيه قوله: "أما أنت ذا نفر"، والأصل: "لأن كنت ذا نفر"، فحذف "كان"، وعوض عنها "ما" الزائدة، وأبقى اسمها، وهو قوله: "أنت"، وخبرها، وهو قوله: "ذا نفر".
208- التخريج: الرجز بلا نسبة في تخليص الشواهد ص381؛ والدرر 2/ 94؛ وهمع الهوامع 1/ 122.
اللغة: أمرعت الأرض: أعشبت، أخضبت. الثلة: جماعة من الماشية. وهنا، الغنم.
الإعراب: أمرعت: فعل ماض، و"التاء": للتأنيث. الأرض: فاعل مرفوع بالضمة. لو: حرف شرط غير جازم. أن: حرف مشبه بالفعل. مالا: اسم "أن"، منصوب بالفتحة، وخبرها محذوف تقديره: "لك". لو: حرف شرط غير جازم. أن: حرف مشبه بالفعل. نوقا: اسم "أن" منصوب. لك: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف. أو: حرف عطف. جمالا: معطوف على "نوقا" منصوب. أو: حرف عطف. ثلة: معطوف على "جمالا". من غنم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لـ"ثلة". إما: "إن": حرف شرط جازم، وجملة "أمرعت الأرض": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: "لو ثبت وجود مال". وجملة "إما لا": في محل نصب خبر "كان" المحذوفة مع اسمها، تقديره: "إن كنت لا تجدين...".
الشاهد: قوله: "إما لا" حيث حذف "كان" مع اسمها وعوض عنها "ما".

 

ج / 1 ص -251-        حذف نون المضارع من "كان":
157-

ومن مضارع لكان منجزم                  تحذف نون، وهو حذف ما التزم

"وَمِنْ مُضَارِعٍ لَكَانَ" ناقصة كانت أو تامة "مُنْجَزِم" بالسكون، لم يتصل به ضمير نصب، وقد وليه متحرك "تُحْذَفُ نُونٌ" هي لام الفعل تخفيفاً1 "وَهْوَ حَذْفٌ" جائز "مَا الْتُزِمْ" نحو: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً}2 في القراءتين بخلاف نحو: {مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ} {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ} {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ}5، إن يكنه فلن تسلط عليه، {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ}6 وخالف في هذا أخيرا يونس، فأجاز الحذف حينئذٍ تمسكا بقوله "من الطويل":
209-

فَإِنْ لَمْ تَكُ الْمِرَآةُ أَبْدَتْ وَسَامَةً                   فَقَدْ أَبْدَتِ الْمِرَآةُ جَبْهَةَ ضَيْغَمِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ومنه الشاهد الذي تقدم بالرقم 144.
2 النساء: 40.
3 الأنعام: 135.
4 يونس: 78.
5 يونس: 9.
6 النساء: 137.
209- التخريج: البيت للخنجر بن صخر الأسدي في خزانة الأدب 9/ 304؛ والدرر 2/ 96؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 542؛ وشرح التصريح 1/ 96؛ ولسان العرب 13/ 364 "كون"؛ والمقاصد النحوية 2/ 63؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص268.
شرح المفردات: أبدت: أظهرت. الوسامة: حسن الوجه. الضيغم: الأسد.
المعنى: يقول: إذا كنت قبيح المنظر فإني أتحلى بالشجاعة والإقدام.
الإعراب: "فإن": الفاء: بحسب ما قبلها، "إن" حرف شرط جازم. "لم": حرف جزم. "تك": فعل مضارع ناقص مجزوم، وهو فعل الشرط. "المرآة": اسم "تكن" مرفوع. "أبدت": فعل ماض والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". "وسامة": مفعول به منصوب. "فقد": الفاء رابطة جواب الشرط، "قد": حرف تحقيق. "أبدت": فعل ماض والتاء للتأنيث. "المرآة": فاعل مرفوع بالضمة. "جبهة": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "ضيغم": مضاف إليه مجرور.
وجملة: "إن لم تك..." بحسب ما قبلها. وجملة "أبدت وسامة" في محل نصب خبر "تكن". وجملة "فقد أبدت المرآة..." في محل جزم جواب الشرط. 
الشاهد: قوله: "فإن لم تك المرآة" حيث حذفت النون من مضارع "كان" المجزوم بالسكون مع أنها قد وليها حرف ساكن. وهذا جائز عند يونس بن حبيب، وضرورة عند جمهرة النحاة.

 

ج / 1 ص -252-        وحمل على الضرورة، قال الناظم: وبقوله أقول؛ إذ لا ضرورة، لإمكان أن يقال: فإن تكن المرآة أخفت وسامة، وقد قرئ شاذا "لَمْ يَكُ الَّذِينَ كَفَرُوا"1.
"اقتران "إلا" بخبر الأفعال الناقصة":
خاتمة: إذا دخل على غير "زال" وأخواتها من أفعال هذا الباب ناف فالمنفي هو الخبر، نحو: "ما كان زيد عالما"، فإن قصد الإيجاب قرن الخبر بإلا، نحو: "ما كان زيد إلا عالما"، فإن كان الخبر من الكلمات الملازمة للنفي، نحو: "يعيج" لم يجز أن يقترن بـ"إلا"؛ فلا يقال في "ما كان زيد يعيج بالدواء": "ما كان زيدا إلا يعيج"، ومعنى يعيج: ينتفع، وحكم "ليس" حكم "ما كان" في كل ما ذكر.
وأما "ما زال" وأخواتها فنفيها إيجاب؛ فلا يقترن خبرها بـ"إلا"، كما لا يقترن بها خبر "كان" الخالية من نفي، لتساويهما في اقتضاء ثبوت الخبر، وما أوهم خلاف ذلك فمؤول كقوله "من الطويل":
210-

حَرَاجِيْجُ لاَ تَنْفَكُّ إلاَّ مُنَاخَةً              عَلَى الْخَسْفِ أَوْ نَرْمِي بِهَا بَلَدا قَفْرا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 البينة: 1.
210- التخريج: البيت لذي الرمة في ديوانه ص1419؛ وتخليص الشواهد ص270؛ وخزانة الأدب 9/ 247، 248، 250، 251، 255؛ وشرح شواهد المغني 1/ 219؛ والكتاب 3/ 48؛ ولسان العرب 10/ 477 "فكك"؛ والمحتسب 1/ 329؛ وهمع الهوامع 1/ 120؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص142؛ والأشباه والنظائر 5/ 173؛ والجنى الداني ص521؛ ومغني اللبيب 1/ 73؛ وهمع الهوامع 1/ 230.
اللغة: حراجيج: جمع حرجوج وهي الناقة السمينة الطويلة. مناخة: جعلوها تبرك على الأرض. الخسف: الجوع. الفقر: الخالي.
المعنى: تبقى هذه النوق السمان باركة على الجوع والإهانة، حتى نركبها لنجتاز بلادا خالية من أثر الحياة.
الإعراب: "حراجيج": خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هي" مرفوع بالضمة. "ما تنفك": "ما" نافية، "تنفك": فعل مضارع ناقص، و"اسمها": ضمير مستتر تقديره "هي" يعود على الحراجيج. "إلا": حرف =

 

ج / 1 ص -253-        أي: ما تنفصل عن الإتعاب إلا في حال إناختها على الخسف إلى أن نرمي بها بلدا قفرا، فـ"تنفك" هنا: تامة، ويجوز أن تكون ناقصة وخبرها "على الخسف"، و"مناخة": منصوب على الحال، أي: لا تنفك على الخسف إلا في حال إناختها، واللَّهُ أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= زائد لا يدل على معنى. "مناخة": خبر "ما تنفك" منصوب بالفتحة. "على الخسف": جار ومجرور متعلقان بـ"مناخة". "أو": حرف عطف ينصب الفعل المضارع بـ"أن" مضمرة. "نرمي": فعل مضارع منصوب بالفتحة المقدرة على الياء، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "نحن". "بها": جار ومجرور متعلقان بـ"نرمي". "بلدا": مفعول به منصوب بالفتحة. "قفرا": صفة منصوبة بالفتحة.
وجملة "هي حراجيج": ابتدائية لا محل لها. وجملة "ما تنفك": في محل رفع صفة لـ"حراجيج". وجملة "نرمي بها": صلة الموصول الحرفي.
والشاهد فيه قوله: "ما تنفك إلا مناخة" حيث دخلت "إلا" على خبر "ما تنفك"، وهذا غير جائز، وفي تخريج الشاهد آراء عدة أوردها المؤلف بالإضافة إلى الوجه الذي جعلناها فيه زائدة. =