شرح الأشموني على ألفية ابن مالك

ج / 1 ص -294-        إنَّ وَأَخَوَاتها:
"عمل "إن" وأخواتها":
174-

لإن أن ليت لكن لعل                     كأن عكس ما لكان من عمل

175-

كـ"إن زيدا عالم بأني                          كفء ولكن ابنه ذو ضغن

"لإِنَّ"، و"أَنَّ"، و"لَيْتَ"، و"لَعَلْ"، و"كَأَنَّ عَكْسُ مَا لِكَانَ" الناقصة "مِنْ عَمَلْ": فتنصب المبتدأ اسما لها، وترفع الخبر خبرا لها.

"كَإِنَّ زَيْدا عَالِمٌ بِأَنِّي                        كُفءٌ وَلكِنَّ ابْنَهُ ذُوْ ضِغْن"

أي: حقد؛ وقس الباقي؛ هذه اللغة المشهورة، وحكى قوم -منهم ابن سيده- أن قوما من العرب تنصب بها الجزأين معا، من ذلك قوله "من الطويل":
254-

إذَا اسْوَدَّ جُنْحُ الَّليْلِ فَلْتَأْتِ وَلْتَكُنْ                 خُطَاكَ خِفَافا إنَّ حُرَّاسَنَا أُسْدَا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
254- التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في الجنى الداني ص394؛ والدرر 2/ 167؛ وشرح شواهد المغني ص122؛ ولم أقع عليه في ديوانه، وهو بلا نسبة في خزانة الأدب 4/ 167، 10/ 242.
اللغة: جنح الليل: أوله، أو آخره. أسدا وأسودا: جمع أسد.
المعنى: يتحدث على لسان محبوبته تخاطبه قائلة: إذا حل الليل بظلامه الأسود، فلتقدم علينا في أوله "أو آخره" متيقظا"، متسللا بحذر لأن حراسنا شجعان كالأسود.
الإعراب: إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان، متضمن معنى الشرط متعلق بجوابه، اسود: فعل ماض مبني على الفتح. جنح: فاعل مرفوع بالضمة. الليل: مضاف إليه مجرور بالكسرة. فلتأت: "الفاء": رابطة لجواب الشرط، و"اللام": لام الأمر تجزم الفعل المضارع، و"تأت": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة في آخره، و"الفاعل": ضمير مستتر وجوبا تقديره "أنت". ولتكن: "الواو": للعطف، و"اللام": لام الأمر، و"تكن": فعل مضارع ناقص مجزوم باللام. خطاك: اسم "تكن" مرفوع بضمة مقدرة على الألف، =

 

ج / 1 ص -295-        وقوله "من الرجز":
225-

يَا لَيْتَ أَيَّامَ الْصِّبَا رَوَاجِعَا

وقوله "من الرجز":
256-

كَأَنَّ أُذْنَيْهِ إذَا تَشَوَّفَا                               قَادِمَةً أَوْ قَلَما مُحَرِّفَا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= و"الكاف": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. خفافا: خبر "تكن" منصوب بالفتحة. إن: حرف مشبه بالفعل. حراسنا: اسم "إن" منصوب بالفتحة، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. أسدا: خبر "إن" منصوب بالفتحة على رأي من ينصبون المبتدأ والخبر بها، وحال منصوبة عند من قدر الخبر فعلا محذوفا.
وجملة "اسود": في محل جر بالإضافة. وجملة "فلتأت": لا محل لها "جواب شرط غير جازم" وجملة "ولتكن...": معطوفة عليها لا محل لها. وجملة "إن حراسنا": استئنافية لا محل لها. وجملة "إذا اسود.... فلتأت" ابتدائية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "إن حراسنا أسدا" حيث نصب "إن" المبتدأ والخبر "في لغة" كما قال.
255- التخريج: الرجز لرؤبة في شرح المفصل 1/ 104؛ وليس في ديوانه، وللعجاج في ملحق ديوانه 2/ 306؛ وشرح شواهد المغني 2/ 690؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 262؛ والجنى الداني ص492؛ وجواهر الأدب ص358؛ وخزانة الأدب 10/ 234، 235؛ والدرر 2/ 170؛ ورصف المباني ص298؛ وشرح عمدة الحافظ ص434؛ وشرح المفصل 1/ 104؛ والكتاب 2/ 142؛ وهمع الهوامع 1/ 134.
المعنى: ليت الزمان يعود بي القهقري إلى أيام الشباب ولكن هيهات هيهات.
الإعراب: يا ليت: "يا": حرف تنبيه ودعاء، و"ليت": حرف مشبه بالفعل. أيام: اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف. الصبا: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. رواجعا: خبر منصوب بالفتحة الظاهرة.
وجملة "ليت أيام الصبا رواجعا": ابتدائية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "ليت أيام الصبا رواجعا" فقد نصبت ليت الاسم والخبر -كما قيل- على لغة تميم وقيل بل الخبر ليس للحرف المشبه بل لفعل الكون المحذوف والتقدير "ليت أيام الصبا، كن رواجعا".
256- التخريج: الرجز لمحمد بن ذؤيب في خزانة الأدب 10/ 237، 240؛ والدرر 2/ 168؛ وللعماني في سمط الآلي ص876؛ وشرح شواهد المغني ص515؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص173؛ والخصائص 2/ 430؛ وديوان المعاني 1/ 36؛ وهمع الهوامع 1/ 134.
اللغة: تشوف: رفع رأسه ونظر مستطلعا. القادمة: ريشة في مقدم جناح الطائر. القلم المحرف: القلم المبري بحيث يكون شق أطول من شق.
المعنى: إذا رفع عنقه ونظر مستطلعا ما الخبر، خلت أن أذنيه ريشتا طائر، أو قلمان مبريان. =

 

ج / 1 ص -296-        تنبيهات: الأول: لم يذكر الناظم في تسهيله أن المفتوحة، نظرا إلى كونها فرع المكسورة، وهو صنيع سيبويه حيث قال: "هذا باب الحروف الخمسة".
الثاني" أشار بقوله: "عكس ما لكان" إلى ما لهذه الأحرف من الشبه بـ"كان"، في لزوم المبتدأ والخبر، والاستغناء بهما، فعملت عملها معكوسا؛ ليكونا معهن كمفعول قدم وفاعل أخر؛ تنبيها على الفرعية؛ ولأن معانيها في الأخبار فكانت كالعمد، والأسماء كالفضلات، فأعطيا إعرابيهما.
"معاني "إن" وأخواتها":
الثالث: معنى "إن" و"أن" التوكيد، و"لكن" الاستدراك والتوكيد، وليست مركبة على الأصح، وقال الفراء: أصلها "لكن أن" فطرحت الهمزة للتخفيف ونون "لكن" للساكنين، كقوله "من الطويل":
257-

وَلَسْتُ بِآتِيهِ وَلاَ أَسْتَطِعْهُ                وَلاَكِ اسْقِنِي إنْ كَانَ مَاؤُكَ ذَا فَضْلِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: كأن: حرف مشبه بالفعل. أذنيه: اسم "كأن" منصوب بالياء لأنه مثنى، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان في محل نصب مفعول فيه، متعلق بـ"كأن" لما فيه من معنى "أشبه" أو "يشبه". تشوفا: فعل ماض مبني على الفتح، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو"، و"الألف": للإطلاق. قادمة: خبر "كأن" منصوب بالفتحة. أو قلما: "أو": للعطف، "قلما": معطوف على "قادمة" منصوب بالفتحة. محرفا: صفة "قلما" منصوبة بالفتحة.
وجملة "كأن أذنيه قادمة": في محل "رفع أو نصب أو جر" صفة للحيوان المذكور سابقا، لأن من عادة الحيوان أن ينصب أذنيه استشعارا للحظر. وجملة "تشوفا": في محل جر مضاف إليه.
والشاهد فيه قوله: "كأن أذنيه قادمة" حيث نصب اسم وخبر "كأن"، وقد لحن الشاعر في نصب الخبر.
257- التخريج: البيت للنجاشي الحارثي في ديوانه ص111؛ وخزانة الأدب 10/ 148، 419؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 195؛ وشرح التصريح 1/ 196؛ وشرح شواهد المغني 2/ 701؛ والكتاب 1/ 27؛ والمنصف 2/ 229؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 133، 631؛ والإنصاف 2/ 684؛ وتخليص الشواهد ص269؛ والجنى الداني ص592؛ وخزانة الأدب 5/ 265؛ ورصف المباني ص277، 360؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 440؛ وشرح المفصل 9/ 142؛ واللامات ص159؛ ولسان العرب 13/ 391 "لكن"؛ ومغني اللبيب 1/ 291؛ وهمع الهوامع 2/ 156.
المعنى: يقول على لسان ذئب كان قد دعاه إلى مشاركته في زاده: لن ألبي طلبك ولا أستطيع ذلك، لأنه ليس من عادة الذئاب مؤاكلة الآدميين، ولكن إذا كان لديك فضلة ماء فاسقني منه.
الإعراب: "ولست": الواو بحسب ما قبلها، "لست" فعل ماض ناقص، والتاء ضمير متصل في محل =

 

ج / 1 ص -297-        وقال الكوفيون: مركبة من "لا" و"إن"، الكاف الزائدة لا التشبيهية، وحذفت الهمزة تخفيفا؛ ومعنى "ليت" التمني في الممكن والمستحيل، لا في الواجب. فلا يقال: ليت غدا يجيء، وأما قوله تعالى: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ}1 مع أنه واجب فالمراد تمنيه قبل وقته، وهو الأكثر؛ و"لعل" الترجي في المحبوب، نحو: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}2، والإشفاق في المكروه، نحو: {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ}3؛ وقد اقتصر على هذين في شرح الكافية، وزاد في التسهيل أنها تكون للتعليل والاستفهام؛ فالتعليل، نحو: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ}4، والاستفهام، نحو: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}5 وتابع في الأول الأخفش، وفي الثاني الكوفيين، وتختص "لعل" بالممكن، وليست مركبة على الأصح؛ وفيها عشر لغات مشهورة؛ و"كأن" التشبيه، وهي مركبة على الصحيح، وقيل: بإجماع، من كاف التشبيه و"أن"، فأصل "كأن زيدا أسد": إن زيدا كأسد، فقدم حرف التشبيه اهتماما به، ففتحت همزة "أن" لدخول الجار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= رفع اسم "ليس". "بآتيه": الباء حرف جر زائد، "آتيه": اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر "ليس"، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "ولا": الواو استئنافية، "لا": حرف نفي. "أستطيعه": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنا"، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. "ولك": الواو استئنافية، و"لك": هي "لكن" محذوفة النون حرف استدراك. "اسقني": فعل أمر مبني على حذف حرف العلى، والنون للوقاية، والياء في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "إن": حرف شرط جازم. "كان": فعل ماض ناقص، وهو فعل الشرط. "ماؤك": اسم "كان" مرفوع، وهو مضاف، والكاف في محل جر بالإضافة. "ذا": خبر "كان" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "فضل": مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "لست بآتيه" بحسب ما قبلها. وجملة: "لا أستطيعه" معطوفة على خبر "ليس". وجملة "اسقني..." استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إن كان ماؤك..." الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة جواب الشرط المحذوف "فاسقني" في محل جزم لاقترانه بالفاء.
الشاهد: قوله: "ولك" يريد "لكن" حيث حذف النون للضرورة.
1 البقرة: 94، والجمعة: 6.
2 الطلاق: 1.
3 هود: 12.
4 طه: 44.
5 عبس: 3.

 

ج / 1 ص -298-        176-

وراع ذا الترتيب إلا في الذي                   كليت فيها -أو هنا- غير البذي

"وَرَاعِ ذَا التَّرْتِيْبَ" وهو تقديم اسمها وتأخير خبرها وجوبا "إلاِّ فِي" الموضع "الَّذِي" يكون الخبر فيه ظرفا أو مجرورا "كَلَيْتَ فِيْهَا -أَوْ هُنَا- غَيْرَ البَذِي" للتوسع في الظروف والمجرورات. قال في العمدة: ويجب أن يقدر العامل في الظرف بعد الاسم، كما يقدر الخبر وهو غير ظرف.
تنبيهان: الأول: حكم معمول خبرها حكم خبرها؛ فلا يجوز تقديمه؛ إلا إذا كان ظرفا أو جارا ومجرورا، نحو: "إن عندك زيدا مقيم"، و"إن فيك عمرا راغب"؛ ومنه قوله "من الطويل":
258-

فَلا تَلْحَنِي فِيهَا فَإِن بِحُبهَا                    أخَاكَ مُصَابُ الْقَلْبِ جَمٌّ بَلاَبِلُهْ

وقد صرح به في غير هذا الكتاب، ومنعه بعضهم.
الثاني: محل جواز تقديم الخبر إذا كان ظرفا أو مجرورا في غير نحو: "إن عند زيد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
258- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 2/ 231؛ وخزانة الأدب 8/ 453، 455؛ والدرر 2/ 172؛ وشرح شواهد المغني 2/ 969؛ والكتاب 2/ 133؛ ومغني اللبيب 2/ 693 والمقاصد النحوية 2/ 309؛ والمقرب 1/ 108؛ وهمع الهوامع 1/ 135.
اللغة: لا تلحني: لا تلمني. الجم: الكثير. البلابل: الوساوس والأحزان.
المعنى: يقول: لا تلمني في حب هذه المرأة التي ملكت قلبي، واستولى علي حبها، فإنني عاجز عن الابتعاد عنه، أو نسيانها.
الإعراب: "فلا": الفاء بحسب ما قبلها، "لا": الناهية. "تلحني": فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "فيها": جار ومجرور متعلقان بـ"تلحني": "فإن": الفاء استئنافية، "إن": حرف مشبه بالفعل. "بحبها": جار ومجرور متعلقان بـ"مصاب"، وهو مضاف، و"ها": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "أخاك": اسم "إن" منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "مصاب": خبر "إن" مرفوع، وهو مضاف. "القلب": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "جم": خبر ثان لـ"إن" مرفوع. "بلابله": فاعل "جم" مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
وجملة: "لا تلحني" بحسب ما قبلها. وجملة: "إن أخاك مصاب" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "فإن بحبها أخاك مصاب" حيث قدم معمول خبر إن "بحبها" على اسمها "أخاك"، وخبرها "مصاب" والأصل: "إن أخاك مصاب القلب بحبها

ج / 1 ص -299-        أخاه"، و"ليت في الدار صاحبها"؛ لما سلف.
"مواضع فتح همزة "إن" وكسرها":
177-

وهمز إن افتح لسد مصدر                  مسدها وفي سوى ذاك أكسر

"وَهَمْزَ إن افْتَحْ" وجوبا "لِسَدِّ مَصْدَرِ مَسَدَّهَا" مع معموليها لزوما؛ بأن وقعت في محل فاعل نحو: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا}1، أو مفعول غير محكي بالقول، نحو: {وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ}2، أو نائب عن الفاعل، نحو: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ}3، أو مبتدأ نحو: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً}4، أو خبر عن اسم معنى، غير قول، ولا صادق عليه خبرها، نحو: "اعتقادي أنك فاضل"؛ بخلاف: "قولي أنك فاضل"، و"اعتقاد زيد أنه حق"، أو مجرور بالحرف نحو: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ}5، أو الإضافة نحو: {مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}6، أو معطوف على شيء من ذلك، نحو: {اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ}7، أو مبدل منه نحو: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ}8.
تنبيه: إنما قال "لسد مصدر" ولم يقل لسد مفرد؛ لأنه قد يسد المفرد مسدها، ويجب الكسر، نحو: "ظننت زيداً إنه قائم"
178-

فاكسر في الابتدا، وفي بدء صله                      وحيث "إن" ليمين مكمله

179-

أو حكيت بالقول أو حلت محل                         حال كزرته وإني ذو أمل

180-

وكسروا من بعد فعل علقا                        باللام كاعلم إنه لذو تقى

"وَفِي سِوَى ذاكَ اكْسِرِ" على الأصل "فَاكْسِرْ فِي الابْتِدَا" أما حقيقة، نحو: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ}9، أو حكما كالواقعة بعد ألا الاستفتاحية نحو: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ}10،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 العنكبوت: 51.
2 الأنعام: 81.
3 الجن: 1.
4 فصلت: 39.
5 لقمان: 30.
6 الذاريات: 23.
7 البقرة: 47.
8 الأنفال: 7.
9 الفتح: 1.
10 يونس: 62.

 

ج / 1 ص -300-        والواقعة بعد "حيث"، نحو: "اجلس حيث أن زيدا جالس"، والواقعة خبرا عن اسم الذات، نحو: "زيد إنه قائم"، والواقعة بعد "إذ"، نحو: "جئتك إذ أن زيدا غائب"، "وَفِي بَدْءِ صِلَهْ" نحو: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ}1؛ بخلاف حشو الصلة، نحو: "جاء الذي عندي أنه فاضل"، و"لا أفعله ما أن في السماء نجما"؛ إذ التقدير: ما ثبت أن في السماء نجما؛ "وَحَيْثُ إنَّ لِيَمِيْنٍ مُكْمِلَهْ" يعني وقعت جوابا له، سواء مع اللام أو دونها، نحو: {وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} {حَم، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ، إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ}3؛ "أَوْ حُكِيَتْ بِالْقَوْلِ"، نحو: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}4، فإن لم تحك بل أجري القول مجرى الظن وجب الفتح، ومن ثم روي بالوجهين قوله "من الكامل":
259-

أَتَقُولُ إِنَّكَ بِالْحَيَاةِ مُمَتَّعٌ              "وقد استبحت دم امرئ مستسلم"

"أَوْ حَلَّتْ مَحَلْ حالٍ" أما مع الواو "كَزُرْتُهُ وَإِنِّي ذُوْ أَمَلْ"، {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ}5، وقوله "من المنسرح":
260-

مَا أَعْطَيْانِي وَلاَ سَأَلْتُهُمَا                         إِلاَّ وإِنِّيْ لِحَاجِزِي كَرَمِي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 القصص: 76.
2 العصر: 1-2.
3 الدخان: 1-3.
4 مريم: 30.
259- التخريج: البيت للفرزدق في المقاصد النحوية 2/ 314؛ وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ ص229.
اللغة: استبحت: جعلت مباحا. المستسلم: الخاضع.
الإعراب: أنقول: "الهمزة": للاستفهام، "تقول": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". إنك: حرف مشبه بالفعل، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". بالحياة: "جار ومجرور متعلقان بـ"ممتع". ممتع: خبر "إن" مرفوع بالضمة. وقد: "الواو": حالية، "قد": حرف تحقيق. استبحت: فعل ماض، و"التاء": ضمير في محل رفع فاعل. دم: مفعول به منصوب بالفتحة، وهو مضاف. امرئ: مضاف إليه مجرور بالكسرة. مستسلم: نعت "امرئ" مجرور بالكسرة.
وجملة "أتقول...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إنك بالحياة ممتع": في محل نصب مقول القول. وجملة "قد استبحت": في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: "أتقول إنك" حيث روي بكسر همزة "إن" باعتبار الجملة محكية، وبفتحها على اعتبار "تقول" بمعنى "ظن".
5 الأنفال: 5.
260- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص273؛ وتخليص الشواهد ص344؛ والكتاب 3/ 145؛ والمقاصد النحوية 2/ 308؛ وبلا نسبة في الدرر 4/ 13؛ وشرح عمدة الحافظ ص227؛ =

 

ج / 1 ص -301-        أو بدونه، نحو: {إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ}1، "وَكَسَرُوْا" أيضا "مِنْ بَعْدِ فِعْلِ" قلبي "عُلِّقَا" عنها "بِالَّلامِ كَاعْلَمْ إِنَّهُ لَذُوْ تُقَى"، و{اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ}2. وأنشد سيبويه "من الطويل":
261-

ألَمْ تَرَ إِنِّي وَابْنَ أَسْوَدَ لَيْلَةً                 لَنَسْرِي إلَى نَارَيْنِ يَعْلُو سَنَاهُمَا

181-

بعد إذا فجاءة أو قسم                         لا لام بعده بوجهين نمي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= والمقتضب 2/ 346؛ وهمع الهوامع1/ 246.
اللغة: حاجزي: مانعي.
الإعراب: "ما": حرف نفي. "أعطياني": فعل ماض، والألف ضمير في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "سألتهما": فعل ماض، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"هما" ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. "ألا": حرف استفتاح. "وإني": الواو حالية، "إني": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير في محل نصب اسم "إن". "الحاجزي": اللام المزحلقة، "حاجزي": خبر "إن"، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "كرميط: فاعل لاسم الفاعل "حاجز"، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة: "ما أعطياني" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لا سألتهما" معطوفة على سابقتها. وجملة: "وإني لحاجزي كرمي" في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: "ألا وإني..." حيث كسرت همزة "إن" لوقوعها بعد الواو الحالية.
1 الفرقان: 20.
2 المنافقون: 1.
261- التخريج: البيت للشمردل بن شريك اليربوعي في شرح أبيات سيبويه 2/ 141؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص343؛ والكتاب 3/ 149؛ ولسان العرب 14/ 403 "سنا"؛ والمقاصد النحوية 2/ 222.
اللغة: السنا: الضوء الساطع.
الإعراب: ألم: "الهمزة": للاستفهام، "لم": حرف نفي وجزم وقلب. تر: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة. إني: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن". وابن: "الواو": حرف عطف، "ابن": معطوف على اسم "إن". أسود: مضاف إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. ليلة: ظرف زمان متعلق بـ"نسري". لنسري: "اللام": للابتداء، "نسري": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "نحن". إلى نارين: جار ومجرور متعلقان بـ"نسري". يعلو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة. سناهما: فاعل مرفوع، وهو مضاف، و"هما": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
وجملة "ألم تر...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "نسري": في محل رفع خبر "إن".

 

ج / 1 ص -302-        182-

مع تلو فا الجزا وذا يطرد                   في نحو "خير القول إني أحمد

و"بَعْدَ إذا فُجَاءَةٍ أو" فعل "قَسَمِ" ظاهر "لاَ لاَمَ بَعْدَهُ بِوَجْهِيْنِ نُمِي" أي: نسب، نظرا لموجب كل منهما، لصلاحية المقام لهما على سبيل البدل؛ فمن الأول قوله "من الطويل":
262-

وَكُنْت أُرَى زَيْدا كَمَا قِيْلَ سَيِّدا                        إذَا إنَّهُ عَبْدُ الْقَفَا واللَّهَازِمُ

يروى بالكسر على معنى: فإذا هو عبد القفا، وبالفتح على معنى: فإذا العبودية: أي حاصلة، كما تقول: "خرجت فإذا الأسد"، قال الناظم: "والكسر أولى؛ لأنه لا يحوج إلى تقدير"؛ لكن ذهب قوم إلى أن "إذا" هي الخبر، والتقدير: فإذا العبودية، أي: ففي الحضرة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وجملة "يعلو": في محل جر نعت "نارين".
الشاهد: قوله: "إني وابن أسود لنسري" حيث وردت همزة "إن" مكسورة لاقتران خبرها "لنسري" باللام.
262- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 338؛ وتخليص الشواهد ص348؛ والجنى الداني ص378، 411؛ وجواهر الأدب ص352؛ وخزانة الأدب 10/ 265؛ والخصائص 2/ 399؛ والدرر 2/ 180؛ وشرح التصريح 1/ 218؛ وشرح ابن عقيل ص181؛ وشرح عمدة الحافظ ص828؛ وشرح المفصل 4/ 97، 8/ 61؛ والكتاب 3/ 144؛ والمقاصد النحوية 2/ 224؛ والمقتضب 2/ 351؛ وهمع الهوامع 1/ 138.
اللغة والمعنى: القفا: المؤخرة. اللهازم: ج اللهزمة، وهي العظم الناتئ في اللحي تحت الأذن. وعبد القفا واللهازم: كناية عن الخسة والحقارة.
الإعراب: وكنت: الواو: حسب ما قبلها، كنت: فعل ماض ناقص، والتاء: ضمير في محل رفع.
اسم "كان". أرى: فعل مضارع مرفوع. والفاعل: أنا. زيدا: مفعول به أول لـ"أرى" القلبية منصوب. كما: الكاف: حرف جر، ما: اسم موصول في محل جر بحرف الجر. قيل: فعل ماض للمجهول، ونائب الفاعل: هو. سيدا: مفعول به ثان لـ"أرى". إذا: الفجائية. أنه: حرف مشبه بالفعل، والهاء: في محل نصب اسم "إن". عبد: خبر "أن" مرفوع، وهو مضاف. القفا: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر. واللهازم: الواو: حرف عطف. اللهازم: معطوف على "القفا" مجرور.
وجملة "كنت أرى... "الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية أو ابتدائية. وجملة "أرى" الفعلية في محل نصب خبر "كنت". وجملة "قيل" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول.
والشاهد فيه جواز فتح همزة "إن" وكسرها بعد "إذا" الفجائية.

 

ج / 1 ص -303-        العبودية، وعلى هذا فلا تقدير في الفتح أيضا؛ فيستوي الوجهان، ومن الثاني قوله "من الرجز":
263-

أو تَحْلِفِي بِرَبِّكِ الْعَلِيِّ                              أنّي أبُو ذَيَّالِكِ الصَّبِيِّ

يروى بالكسر على جعلها جوابا للقسم، وبالفتح على جعلها مفعولا بواسطة نزع الخافض، أي: على أني، والتقييد بكون القسم بفعل ظاهر للاحتراز عما مر قريبا في المكسورة، وبقوله: "لا لام بعده" عما بعده اللام من ذلك؛ حيث يتعين فيه الكسر، نحو: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ}1، و: {أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ}2.
وقد اتضح لك أن من فتح "أن" لم يجعلها جواب القسم؛ لأن الفتح متوقف على كون المحل مغنيا فيه المصدر على "أن" وصلتها، وجواب القسم لا يكون كذلك، فإنه لا يكون إلا جملة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
263- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص188؛ وشرح التصريح 1/ 219؛ والمقاصد النحوية 2/ 232؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 340؛ وتخليص الشواهد ص348؛ والجنى الداني ص413؛ وشرح ابن عقيل ص182؛ وشرح عمدة الحافظ ص231؛ ولسان العرب 15/ 450 "ذا"؛ واللمع في العربية 304.
الإعراب: "أو": حرف عطف. "تحلفي": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة بعد "أو". وعلامة نصبه حذف النون، والياء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. والمصدر المؤول من أن وما بعدها معطوف على مصدر مرفوع منتزع من الكلام السابق فهو مثله في محل رفع. "بربك": جار ومجرور متعلقان بـ"تحلفي"، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "العلي": نعت "ربك" مجرور بالكسرة. "أني": من الأحرف المشبهة بالفعل، والياء ضمير في محل نصب اسم "أن". "أبو": خبر "أن" مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. "ذيالك": اسم إشارة مبني في محل جر بالإضافة. "الصبي": بدل من "ذيالك": مجرورة بالكسرة. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها منصوب بنزع الخافض.
وجملة: "تحلفي" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "أني" حيث يجوز كسر همزة "إن" وفتحها لكونها واقعة بعد فعل قسم لا لام بعده؛ أما الفتح فعلى تأويل "أن" واسمها وخبرها بمصدر مجرور بحرف جر محذوف تقديره: "أو تحلفي على كوني أبا لهذا الصبي"؛ أما الكسر فعلى اعتبار "إن" واسمها وخبرها جملة جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
1 التوبة: 56.
2 المائدة: 53.

 

ج / 1 ص -304-        ويجوز الوجهان أيضا "مَعِ تِلْوِ فَا الْجزَا"، نحو: {فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}1 جواب: {مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ}2 قرئ بالكسر على جعل ما بعد الفاء جملة تامة، أي: فهو غفور رحيم، وبالفتح على تقديرها بمصدر هو خبر مبتدأ محذوف، أي: فجزاؤه الغفران، أو مبتدأ خبره محذوف، أي: فالغفران جزاؤه، والكسر أحسن في القياس، قال الناظم: "ولذلك لم يجئ الفتح في القرآن إلا مسبوقا بأن المفتوحة.
"وَذَا" الحكم أيضا "يَطَّرِدُ فِي" كل موضع وقعت "إن" فيه خبر قول، وكان خبرها قولا، والقائل واحد، كما في "نحو: خَيْر القَوْلِ إني أَحْمَدُ" الله، فالفتح على معنى خير القول حمد الله، والكسر على الإخبار بالجملة لقصد الحكاية، كأنك قلت: خير القول هذا اللفظ، أما إذا انتفى القول الأول فالفتح متعين، نحو: "عملي أني أحمد الله"، أو القول الثاني أولم يتحد القائل؛ فالكسر، نحو: "قولي إني مؤمن"، و"قولي إن زيدا يحمد الله".
تنبيه: سكت الناظم عن مواضع يجوز فيها الوجهان:
الأول: أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه، نحو:
{إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى، وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}3. قرأ نافع وأبو بكر بالكسر؛ إما على الاستئناف، أو العطف على جملة "إن" الأولى، والباقون بالفتح عطفا على "أن لا تجوع".
الثاني: أن تقع بعد "حتى"؛ فتكسر بعد الابتدائية، نحو: "مرض زيد حتى إنهم لا يرجونه"، وتفتح بعد الجارة والعاطفة، نحو: "عرفت أمورك حتى أنك فاضل".
الثالث: أن تقع بعد "أما" نحو: "أما أنك فاضل"، فتكسر إن كانت "أما" استفتاحية بمنزلة "ألا"، وتفتح إن كانت بمعنى "حقا"، كما تقول: "حقا أنك ذاهب". ومنه قوله "من الوافر":
264-

أَحَقّا أَنَّ جِيْرَتَنَا اسْتَقَلُّوا                             "فنيتنا ونيتهم فريق"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1، 2 الأنعام: 54.
3 طه: 118-119.
264- التخريج: البيت للمفضل النكري في الأصمعيات ص200؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 208؛ =

 

ج / 1 ص -305-        أي: أفي حق هذا الأمر.
الرابع: أن تقع بعد لا جرم نحو:
{لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ}1 فالفتح عند سيبويه على أن "جرم" فعل، و"أن" وصلتها فاعل، أي: وجب أن الله يعلم، و"لا" صلة، وعند الفراء على أن "لا جرم" بمنزلة: لا رجل، ومعناه: لا بد، و"من" بعدها مقدرة، والكسر على ما حكاه الفراء من أن بعضهم ينزلها منزلة اليمين فيقول: لا جرم لآتينك.
183-

وبعد ذات الكسر تصحب الخبر                        لام ابتداء، نحو: إني لوزر

"وَبَعْدَ ذَاتِ الْكَسْرِ تَصْحَبُ الْخَبَرْ" جوازا "لاَمُ ابْتِدَاء نحو: إنِّي لَوَزَرْ"، أي: ملجأ، وكان حق هذه اللام أن تدخل على أول الكلام؛ لأن لها الصدر، لكن لما كانت للتأكيد و"إن" للتأكيد كرهوا الجمع بين حرفين لمعنى واحد، فزحلقوا اللام إلى الخبر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وله أو لعامر بن أسحم بن عدي في الدرر 5/ 120؛ وشرح شواهد المغني 1/ 170؛ ولرجل من عبد القيس أو للمفضل بن معشر النكري. في تخليص الشواهد ص351؛ والمقاصد النحوية 2/ 235؛ وللعبدي في خزانة الأدب 10/ 277؛ والكتاب 3/ 136؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص391؛ ولسان العرب 10/ 301 "فرق"؛ وهمع الهوامع 2/ 71.
اللغة: استقلوا: ارتحلوا مرتفعين صعدا. فريق: متفرقة.
المعنى: هل ارتحل جيراننا حقا، وهل ستكون وجهاتنا متفرقة، بحيث لا نلتقي ثانية؟!
الإعراب: أحقا: "الهمزة": حرف استفهام، "حقا": منصوب على الظرفية متعلق بالخبر المحذوف. أن حرف مشبه بالفعل. جيرتنا: اسم "أن" منصوب بالفتحة، و"نا": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. والمصدر المؤول من "أن" ومعموليها مبتدأ مؤخر، والتقدير "أفي الحق استقلال جيرتنا". استقلوا: فعل ماض مبني على الضم، و"الواو": ضمير متصل في محل رفع فاعل. فنيتنا: "الفاء": للاستئناف، "نيتنا": مبتدأ مرفوع بالضمة، و"نا": ضمير متصل في محل جر مضاف إليه. ونيتهم: "الواو": للعطف، "نيتهم": معطوف على "نيتنا" مرفوع مثله، و"نا": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. فريق: خبر مرفوع بالضمة.
وجملة "أفي الحق استقلال جيرتنا" ابتدائية لا محل لها. وجملة "استقلوا": في محل رفع خبر "أن". وجملة "فنيتنا فريق": استئنافية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "أحقا" حيث جاءت "حقا" مصدرا واقعا ظرفا مخبرا به، ولذلك فتحت همزة "أن" بعدها، وكذلك تأتي "أما" بمعنى "حقا" فتفتح همزة "أن" بعدها كذلك.
1 النحل: 23.

 

ج / 1 ص -306-        "اقتران خبر "إن" باللام":
تنبيه: اقتضى كلامه أنها لا تصحب خبر غير "إن" المكسورة، وهو كذلك، وما ورد من ذلك يحكم فيه بزيادتها؛ فمن ذلك قراءة بعض السلف: "إلا أنهم ليأكلون الطعام"1 بفتح الهمزة، وأجازه المبرد، وما حكاه الكوفيون من قوله "من الطويل":
265-

"يلومونني في حب ليلى عواذلي"                      ولكنني من حبها لعميد

ومنه قوله "من الرجز":
266-

أم الحليس لعجوز شهربه                   ترضى من اللحم بعظم الرقبه


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الفرقان: 20.
265- التخريج: البيت بلا نسبة في الأشباه والنظائر 4/ 38؛ والإنصاف 1/ 209؛ وتخليص الشواهد ص357؛ والجنى الداني ص132، 618؛ وجواهر الأدب ص87؛ وخزانة الأدب 1/ 16، 10/ 361، 363؛ والدرر 2/ 185؛ ورصف المباني ص235، 279؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 380؛ وشرح شواهد المغني 2/ 605؛ وشرح المفصل 8/ 62، 64؛ وكتاب اللامات ص158؛ ولسان العرب 13/ 391 "لكن"؛ ومغني اللبيب 1/ 233، 292؛ والمقاصد النحوية 2/ 247؛ وهمع الهوامع 1/ 140.
اللغة: العواذل: ج العاذل، وهو اللائم. العميد: الذي أضناه العشق.
الإعراب: "يلومونني": فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو حرف دال على الجمع، والنون الثانية للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. "في حب": جار ومجرور متعلقان بـ"يلوم"، وهو مضاف. "ليلى": مضاف إليه مجرور. "عواذلي": فاعل "يلوم" مرفوع بالضمة، وهو مضاف، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. "ولكنني": الواو حرف استئناف، "لكني": حرف مشبه بالفعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب اسم "لكن". "من حبها": جار ومجرور متعلقان بـ"عميد"، وهو مضاف، و"ها" ضمير في محل جر بالإضافة. "لعميد": اللام للابتداء، "عميد": خبر "لكن" مرفوع.
وجملة: "يلومونني" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "لكنني لعميد" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "العميد" حيث دخلت لام الابتداء على خبر "لكن"، وهذا جائز عند الكوفيين.
266- التخريج: الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص170؛ وشرح التصريح 1/ 174؛ وشرح المفصل 3/ 130، 8/ 23؛ وله أو لعنترة بن عروس في خزانة الأدب 10/ 333؛ والدرر 2/ 187؛ وشرح شواهد المغني 2/ 604؛ والمقاصد النحوية 1/ 535، 2/ 251؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص358؛ وجمهرة اللغة ص1121؛ والجنى الداني ص128؛ ورصف المباني ص336؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 378، 381؛ وشرح ابن عقيل ص185؛ وشرح المفصل 7/ 57؛ ولسان العرب 1/ 510 "شهرب"؛ ومغني اللبيب 1/ 230، 233؛ وهمع الهوامع 1/ 14.

 

ج / 1 ص -307-        وقوله "من البسيط":
267-

"مروا عجالى فقالوا كيف صاحبكم"             فَقَالَ مَنْ سُئِلُوا أَمْسَى لمَجْهُودَا

وقوله "من الطويل":
268-

وَمَا زِلْتُ مِنْ لَيْلَى لَدُنْ أَنْ عَرَفْتُهَا                   لَكَالْهَائِمِ الْمُقْصَى بِكُلِّ مَرَادِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= شرح المفردات: أم الحليس: الأتان، والحلس: كساء رقيق يوضع تحت برذعة الدابة. شهربة: عجوز كبيرة.
الإعراب: "أم": مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "الحليس": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "العجوز": "اللام": حرف زائد، و"عجوز": خبر المبتدأ محذوف كانت اللام مقترنة به، وأصل الكلام: "أم الحليس لهي عجوز".
267- التخريج: البيت بلا نسبة في تذكرة النحاة ص429؛ وجواهر الأدب ص87؛ وخزانة الأدب 1/ 327، 11/ 332؛ والخصائص 1/ 316، 2/ 283؛ والدرر 2/ 188؛ ورصف المباني ص238؛ وسر صناعة الإعراب 1/ 379؛ وشرح المفصل 8/ 64، 87؛ ومجالس ثعلب ص155؛ والمقاصد النحوية 2/ 310؛ وهمع الهوامع 1/ 141.
اللغة: المجهود: الذي نال منه المرض والعشق.
الإعراب: "مروا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل, والألف فارقة. "عجالى": حال منصوب. "فقالوا": الفاء حرف عطف، "قالوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. "كيف": اسم استفهام مبني في محل رفع خبر مقدم للمبتدأ. "سيدكم": مبتدأ مؤخر مرفوع، وهو مضاف، "كم": ضمير في محل جر بالإضافة. "فقال": الفاء: حرف عطف، "قال": فعل ماض. "من": اسم موصول في محل رفع فاعل. "سألوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل "أمسى": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "لمجهودا": اللام زائدة، "مجهودا" خبر "أمسى" منصوب.
وجملة: "مروا" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "قالوا" معطوفة على سابقتها. وجملة: "كيف سيدكم" في محل نصب مفعول به. وجملة: "قال" معطوفة على جملة "قالوا". وجملة: "سألوا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "سيدنا أمسى لمجهودا" في محل نصب مفعول به. وجملة "أمسى لمجهودا" في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف والتقدير "سيدنا أمسى...".
الشاهد: قوله: "أمسى لمجهودا" حيث زيدت اللام في خبر "أمسى" وهو "لمجهودا" وتلك زيادة شاذة.
268- التخريج: البيت لكثير عزة في ديوانه ص443؛ وتذكرة النحاة ص429؛ وجواهر الأدب =

 

ج / 1 ص -308-        وقوله "من البسيط":
269-

أَمْسَى أبَان ذَلِيْلا بَعْدَ عِزَّتِهِ                      وَمَا أَبَانٌ لَمِنْ أَعْلاَجِ سُوْدَانِ

184-

ولا يلي ذي اللام ما قد نفيا                         ولا من الأفعال ما كرضيا

185-

وقد يليها مع قد كـ"إن ذا                  لقد سما على العدا مستحوذا"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= ص87؛ وخزانة الأدب 10/ 328؛ والدرر 2/ 188؛ وشرح شواهد المغني 2/ 605؛ والمقاصد النحوية 2/ 249؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص357؛ وهمع الهوامع 1/ 141.
اللغة: لدن: ظرف زمان بمعنى "مذ" أو "عند". الهائم: السائر على غير هدى. المقصى: المبعد. المراد: مكان يسار فيه ذهابا وإيابا.
المعنى: لقد صرت مذ عرفتها، وحتى اليوم، منفردا، أجول وحدي في البراري، كالبعير المصاب يبعد عن القطيع فيقطع الأرض ذهابا وإيابا بلا فائدة.
الإعراب: وما: "الواو": استئنافية، "ما": نافية. زلت: فعل ماض ناقص، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع اسم "زال". من ليلى: جار ومجرور متعلقان بخبر "ما زال". لدن: ظرف زمان في محل نصب مفعول فيه متعلق بخبر "زال". أن عرفتها: "أن": حرف مصدري، "عرفتها": فعل ماض مبني على السكون، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، و"ها": ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والمصدر المؤول من "أن" والفعل "عرف" مجرور بالإضافة. كالهائم: "اللام": زائد، "كالهائم": جار ومجرور متعلقان بخبر "ما زال"؛ أو يعتبر "الكاف" خبرا و"الهائم" مضاف إليه. المقصى: صفة الهائم مجرورة بكسرة مقدرة على الألف. بكل: جار ومجرور متعلقان بـ"المقصى". مراد: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "وما زلت من ليلى": استئنافية لا محل لها. وجملة "عرفتها": صلة الموصول لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "كالهائم" حيث زاد اللام من خبر "ما زال" على رأي من يعتبر الجار والمجرور خبرا.
269- التخريج: البيت بلا نسبة في جواهر الأدب ص88؛ والدرر 2/ 189؛ وشرح شواهد المغني 2/ 604؛ وهمع الهوامع 1/ 141.
اللغة: أبان: اسم رجل. الأعلاج: جمع علج وهو الرجل الشديد الغليظ.
المعنى: لقد صار أبان مهانا بعدما كان عزيز الجانب، ذا مكانة عالية، وفي الحقيقة هو من غلاظ السودان، فلا عجب في كونه مهانا.
الإعراب: أمسى: فعل ماض ناقص. أبان: اسم "أمسى" مرفوع بالضمة. خبر "أمسى" منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "صار". بعد: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالفعل "صار". عزته: مضاف إليه مجرور بالكسرة، و"الهاء": ضمير متصل في محل جر بالإضافة. وما: "الواو": =

 

ج / 1 ص -309-        "وَلا يَلِي ذِي اللامَ مَا قَدْ نُفِيَا" ذي: إشارة، واللام: نصب بالمفعولية، و"ما" من قوله: "ما قد نفيا" في موضع رفع بالفاعلية، أي: لا تدخل هذه اللام على منفي، إلا ما ندر من قوله "من الوافر":
270-

وَأعْلمُ إنَّ تَسْلِيما وَتَرْكا                           لَلا مُتَشَابِهَانِ وَلاَ سَوَاءُ

"وَلا" يليها أيضا "مِنَ الأَفعَالِ مَا كَرَضِيَا" ماض، متصرف غير مقرون بـ"قد"، فلا يقال: "إن زيدا لرضي"، وأجازه الكسائي وهشام، فإن كان الفعل مضارعا دخلت عليه، متصرفا كان، نحو: "إن زيدا ليرضى"، أو غير متصرف، نحو: "إن زيدا ليذر الشر"،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= للعطف: "ما": نافية. أبان: مبتدأ مرفوع بالضمة. لمن: "اللام": حرف استثناء بمعنى "إلا"، "من": حرف جر. أعلاج: اسم مجرور بـ"من"، والجار والمجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. سودان: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "أمسى أبان ذليلا": ابتدائية لا محل لها. وجملة "وما أبان لمن...": معطوفة عليها لا محل لها.
والشاهد فيه قوله: "وما أبان لمن" حيث جاءت "اللام" بمعنى "إلا" لإفادة الاستثناء عند الكوفيين.
270- التخريج: البيت لأبي حزام العكلي في خزانة الأدب 10/ 330، 331؛ والدرر 2/ 184؛ وسر صناعة الإعراب ص377؛ وشرح التصريح 1/ 222؛ والمقاصد النحوية 2/ 244؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص85؛ وتخليص الشواهد ص356؛ وشرح ابن عقيل ص186؛ والمحتسب 1/ 43؛ وهمع الهوامع 1/ 140.
شرح المفردات: التسليم: إلقاء السلام.الترك: الابتعاد.
المعنى: يقول: إنني أعلم أن التداني والابتعاد غير متشابهين، أو إن التداني غير الجفاء.
الإعراب: "وأعلم": الواو بحسب ما قبلها، "أعلم": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنا". "إن": حرف مشبه بالفعل. "تسليما": اسم "إن" منصوب. "وتركا": الواو حرف عطف، "تركا" معطوف على "تسليما" منصوب. "للا": اللام لام الابتداء، أو المزحلقة، "لا": حرف نفي. "متشابهان" خبر "إن" مرفوع بالألف لأنه مثنى. "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "سواء": معطوف على "متشابهان" مرفوع بالضمة.
وجملة: "أعلم" بحسب ما قبلها. وجملة "إن تسليما..." سدت مسد مفعولي "أعلم" في محل نصب.
الشاهد: قوله: "للا" حيث أدخل اللام على الخبر المنفي، وهذا شاذ. قال ابن جني: فإنما أدخل اللام، وهي للإيجاب على "لا"، وهي للنفي من قبل أنه شبهها بـ"غير" كأنه قال: "لغير المتشابهين" "سر صناعة الإعراب ص377". =

 

ج / 1 ص -310-        وظاهر كلامه جواز دخول اللام على الماضي إذا كان غير متصرف، نحو: "إن زيدا لنعم الرجل"، أو: "لعسى أن يقوم"، وهو مذهب الأخفش والفراء؛ لأن الفعل الجامد كالاسم، والمنقول عن سيبويه أنه لا يجيز ذلك، فإن اقتران الماضي المتصرف بـ"قد" جاز دخول اللام عليه، كما أشار إليه بقوله:

"وَقَدْ يَلِيهَا مَعَ قَدْ كَإِنَّ ذَا                  لَقَدْ سَمَا عَلَى العِدَا مُسْتَحْوِذَا"

لأن "قد" تقرب الماضي من الحال فأشبه حينئذٍ المضارع؛ وليس جواز ذلك مخصوصا بتقدير اللام للقسم، خلافا لصاحب الترشيح، وقد تقدم أن الكسائي وهشاما يجيزان "إن زيدا لرضي" وليس ذلك عندهما إلا لإضمار "قد"، واللام عندهما لام الابتداء، أما إذا قدرت اللام للقسم فإنه يجوز بلا شرط، ولو دخل على "إن" والحالة هذه ما يقتضي فتحها فتحت مع هذه اللام، نحو: علمت أن زيدا لرضي.
186-

وتصحب الواسط معمول الخبر                  والفصل واسما حل قبله الخبر

"وَتَصْحَبُ" هذه اللام، أعني لام الابتداء أيضا "الوَاسِطَ" بين اسم "إن" وخبرها "مَعْمُولَ الخَبَرْ" بشرط كون الخبر صالحا لها، نحو: "إن زيدا لعمرا ضارب"، فإن لم يكن الخبر صالحا لم يجز دخولها على معموله المتوسط، نحو: "إن زيدا عمرا ضرب"؛ لأن دخولها على المعمول فرع دخولها على الخبر، وبشرط أن لا يكون ذلك المعمول حالا، فإن كان حالا لم يجز دخولها عليه، فلا يجوز: "إن زيدا لراكبا منطلق" واقتضى كلامه أنها لا تصحب المعمول المتأخر، فلا يجوز: "إن زيدا ضارب لعمرا"، "وَ" تصحب أيضا "الفَصْل" وهو الضمير المسمى عمادا، نحو: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ}1 إذا لم يعرب "هو" مبتدأ "وَ" تصحب "اسما" لإن "حَلَّ قَبْلَهُ الخَبَرْ"، نحو: "إن عندك لبرا"، {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا}2 وفي معنى تقدم الخبر تقدم معموله، نحو: "إن في الدار لزيدا قائم".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 آل عمران: 62.
2 القلم: 3.

 

ج / 1 ص -311-        "اتصال "ما" بهذه الحروف":
تنبيه: إذا دخلت اللام على الفعل أو على الاسم المتأخر لم تدخل على الخبر، فلا يجوز "إن زيدا لهو لقائم"، ولا "إن لفي الدار لزيدا"، ولا "إن في الدار لزيدا لجالس".
187-

ووصل "ما" بذي الحروف مبطل                        إعمالها وقد يبقى العمل

"وَوَصْلُ مَا" الزائدة "بِذِي الْحُرُوْفِ مُبْطِلُ إعْمَالَهَا"؛ لأنها تزيل اختصاصها بالأسماء، وتهيئها للدخول على الفعل؛ فوجب إهمالها لذلك، نحو: "إنما زيد قائم"، وكأنما خالد أسد، ولكنما عمرو جبان، ولعلما بكر عالم، "وَقَدْ يُبَقَّى العَمَلُ"، وتجعل "ما" ملغاة، وذلك مسموع في "ليت"؛ لبقاء اختصاصها، كقوله "من البسيط":
271-

قَالَتْ ألاَ لَيْتَمَا هَذَا الْحَمَامَ لَنَا                      إلَى حَمَامَتِنَا أَوْ نصْفَهُ فَقَدِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
271- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص24؛ والأزهية ص89، 114؛ والأغاني 11/ 31؛ والإنصاف 2/ 479؛ وتخليص الشواهد ص362؛ وتذكرة النحاة ص353؛ وخزانة الأدب 10/ 251، 253؛ والخصائص 2/ 460؛ والدرر 1/ 216، 2/ 204؛ ورصف المباني ص299، 316/ 318؛ وشرح التصريح 1/ 225؛ وشرح شواهد المغني 1/ 75، 200، 2/ 690؛ وشرح عمدة الحافظ ص233؛ وشرح المفصل 8/ 58؛ والكتاب 2/ 137؛ واللمع ص320؛ ومغني اللبيب 1/ 63، 286، 308؛ والمقاصد النحوية 2/ 254؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 349؛ وخزانة الأدب 6/ 157؛ وشرح قطر الندى ص151؛ ولسان العرب 3/ 347 "قدد"؛ والمقرب 1/ 110؛ وهمع الهوامع 1/ 65.
اللغة والمعنى: فقد: هنا اسم فعل بمعنى "يكفي"، أو اسم بمعنى: "كاف"، أو: بمعنى الواو.
تقول: ألا ليت هذا الحمام كله لنا، أو نصفه مضافا إلى حمامتنا فهو كاف "لأن يصير مئة".
الإعراب: قالت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. ألا: حرف استفتاح وتنبيه. ليتما: حرف مشبه بالفعل. و"ما": زائدة. وقد تكون غير عاملة. هذا: اسم اشارة في محل نصب اسم "ليت"، أو مبتدأ إذا اعتبرت غير عاملة. الحمام: بدل من "هذا" منصوب أو مرفوع. لنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليت" أو خبر المبتدأ. إلى حمامتنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليت" أو بمحذوف حال من اسم "ليت"، وهو مضاف، ونا: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. أو: حرف عطف. تصفه: معطوف على "هذا"، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. فقد: الفاء: فاء الفصيحة. قد: اسم بمعنى "كاف" مبني في محل رفع لمبتدأ محذوف تقديره: وإن حصل فهو كاف لـ"كذا".
وجملة "قالت..." الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "ألا ليتما..." الاسمية في محل نصب مفعول به.
والشاهد فيه جواز إعمال "ليت" التي اتصلت بها "ما" وعدم إعمالها.

 

ج / 1 ص -312-        يروى بنصب "الحمام" على الإعمال، ورفعه على الإهمال، وأما البواقي فذهب الزجاج وابن السراج إلى جوازه فيها قياسا، ووافقهم الناظم؛ ولذلك أطلق في قوله: "وقد يبقى العمل"؛ ومذهب سيبويه المنع، لما سبق من أن "ما" أزالت اختصاصها بالأسماء وهيأتها للدخول على الفعل، نحو: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}1، {كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ}2، وقوله "من الطويل":

فَوَاللَّهِ مَا فَارَقْتُكُمْ قَالِيا لَكُمْ                  وَلَكِنَّ مَا يُقْضَى فَسَوْفَ يَكُونُ3

وقوله "من الطويل":
272-

أَعِدْ نَظَرا يَا عَبْدَ قَيْسٍ لَعَلَّمَا                   أَضَاءَتْ لَكَ الْنَّارُ الْحِمَارَ الْمُقَيَّدَا

بخلاف "ليت" فإنها باقية على اختصاصها بالأسماء، ولذلك ذهب بعض النحويين إلى وجوب الإعمال في "ليتما"؛ وهو يشكل على قوله في شرح التسهيل: يجوز إعمالها وإهمالها بإجماع.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الأنبياء: 108.
2 الأنفال: 6.
3 تقدم بالرقم 168.
272- التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه 1/ 180؛ والأزهية ص88؛ والدرر 2/ 208؛ وشرح شواهد الإيضاح ص116؛ وشرح شواهد المغني ص693؛ وشرح المفصل 8/ 57؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص319؛ وشرح قطر الندى ص151؛ وشرح المفصل 8/ 54؛ ومغني اللبيب ص287، 288؛ وهمع الهوامع 1/ 143.
الإعراب: أعد: فعل أمر، والفاعل: أنت. نظرا: مفعول به منصوب. يا: حرف نداء. عبد: منادى منصوب، وهو مضاف. قيس: مضاف إليه مجرور. لعلما: حرف مشبه بالفعل، و"ما": الكافة. أضاءت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث. لك: جار ومجرور متعلقان بـ"أضاءت". النار: فاعل مرفوع. الحمار: مفعول به منصوب المقيدا: نعت "الحمار" منصوب، والألف: للإطلاق.
وجملة "أعد نظرا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "يا عبد قيس" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "أضاءت لك النار" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية.
والشاهد فيه قوله: "لعلما أضاءت لك النار" حيث دخلت "ما" على "لعل" فكفتها عن العمل.

 

ج / 1 ص -313-        "العطف على أسماء هذه الحروف":
188-

وجائز رفعك معطوفا على                    منصوب "إن" بعد أن تستكملا

"وَجَائِزٌ" بالإجماع "رَفْعُكَ مَعْطُوْفا عَلَى مَنْصُوْبِ إِنَّ" المكسورة "بَعْدَ أَنْ تَسْتَكْمِلا" خبرها، نحو: "إن زيداً آكل طعامك وعمرو"، ومنه نحو "من الطويل":
273-

فَمَنْ يَكُ لَمْ يُنْجِبْ أَبُوهُ وَأُمُّهُ                        فَإِنَّ لَنَا الأمَّ النَّجِيبَةَ وَالأَبُ

وليس معطوفا حينئذٍ على محل الاسم -مثل: "ما جاءني من رجل ولا امرأة"، بالرفع- لأن الرفع في مسألتنا الابتداء وقد زال بدخول الناسخ، بل إما مبتدأ محذوف والجملة ابتدائية عطف على محل ما قبلها من الابتداء، أو مفرد معطوف على الضمير في الخبر "إن" كان فاصل، كما في المثال والبيت، فإن لم يكن فاصل -نحو: "إن زيدا قائم وعمرو"- تعين الوجه الأول، وقد أشعر قوله: "وجائز" أن النصب هو الأصل والأرجح.
أما إذا عطف على المنصوب المذكور قبل استكمال "إن" خبرها تعين النصب، وأجاز الكسائي الرفع مطلقا؛ تمسكا بظاهر قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
273- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص370؛ والدرر 6/ 179؛ وشرح التصريح 1/ 227؛ والمقاصد النحوية 2/ 265؛ وهمع الهوامع 2/ 144.
شرح المفردات: أنجب الرجل: ولد النجباء، والنجيب: الكريم الحسب.
المعنى: يفخر الشاعر بقومه أنهم كرماء في حين أن قوم غيره غير نجباء.
الإعراب: "فمن": الفاء بحسب ما قبلها، "من": اسم شرط جازم مبني في محل رفع مبتدأ. "يك": فعل مضارع ناقص، وهو فعل الشرط، مجزوم، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديرا: "هو". "لم": حرف جزم. "ينجب": فعل مضارع مجزوم. "أبوه": فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "وأمه": الواو حرف عطف، "أمه" معطوف على "أبوه" مرفوع، وهو مضاف. والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. "فإن": الفاء حرف رابط لجواب الشرط، "إن": حرف مشبه بالفعل. "لنا": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "إن". "الأم": اسم "إن" منصوب. "النجيبة": نعت "الأم" منصوب. "والأب": الواو حرف عطف. "الأب": معطوف على محل "الأم" من الإعراب مرفوع، أو مبتدأ مرفوع وخبره محذوف.
وجملة: "من يك..." بحسب ما قبلها. وجملة "لم ينجب أبوه" في محل نصب خبر "يك". وجملة "يك..." في محل رفع خبر المبتدأ "من". وجملة: "فإن لنا الأم" في محل جزم جواب الشرط.
الشاهد: قوله: "والأب" حيث عطفه على محل اسم "إن"، المنصوب بعد أن جاء بالخير، وهو "لنا".

 

ج / 1 ص -314-        وَالصَّابِئُونَ}1، وقراءة بعضهم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ}2 برفع ملائكته، وقوله "من الطويل":
274-

فَمَنْ يَكُ أَمْسَى بِالمَدِينَةِ رَحْلُهُ                           فَإِنّي وَقَيَّارٌ بِهَا لَغَرِيبُ

وخرج ذلك على التقديم والتأخير، أو حذف الخبر من الأول، كقوله "من الطويل":
275-

خَلِيْلَيَّ هَلْ طِبٌّ فَإني وَأَنْتُمَا                     وَإِنْ لَمْ تَبُوحَا بِالهَوى دَنِفانِ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 المائدة: 69.
2 الأحزاب: 56.
274- التخريج: البيت لضابئ بن الحارث البرجمي في الأصمعيات ص184؛ والإنصاف ص94؛ وتخليص الشواهد ص385؛ وخزانة الأدب 9/ 326، 10/ 312، 313، 320؛ والدرر 6/ 182؛ وشرح أبيات سيبويه 1/ 369؛ وشرح التصريح 1/ 228؛ وشرح شواهد المغني ص867؛ وشرح المفصل 8/ 86؛ والشعر والشعراء ص358؛ والكتاب 1/ 75؛ ولسان العرب 5/ 125 "قير"؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر 1/ 103؛ ورصف المباني ص267؛ وسر صناعة الإعراب ص372؛ ومجالس ثعلب ص316، 298؛ وهمع الهوامع 2/ 144.
شرح المفردات: الرحل: الإقامة. القيار: هو صاحب القير أي الزفت، وقيل هنا اسم راحلته.
المعنى: يقول: إن من كانت إقامته في المدينة كان غريبا فيها هو وراحلته.
الإعراب: "فمن": الفاء بحسب ما قبلها، "من": اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. "يك": فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "أمسى": فعل ماض ناقص. "بالمدينة": جار ومجرور متعلقان بخبر "أمسى" المحذوف. "رحلة": اسم "أمسى" مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "فإني": الفاء رابطة جواب الشرط، "إني": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير في محل نصب اسم "إن". "وقيار": الواو حرف عطف، "قيار": مبتدأ مرفوع بالضمة خبره محذوف دل عليه خبر "إن". "بها": جار ومجرور متعلقان بـ"غريب". "الغريب": اللام المزحلقة، أو الابتدائية، "غريب": خبر إن مرفوع بالضمة وخبر "قيار" محذوف.
وجملة: "من يك..." بحسب ما قبلها. وجملة: "يك..." في محل رفع خبر المبتدأ "من". وجملة: "أمسى بالمدينة رحله" في محل نصب خبر "يك". وجملة: "إني لغريب" في محل جزم جواب الشرط. وجملة "قيار..." اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "وقيار" حيث عطف بالرفع على اسم "إن" المنصوب قبل استكمال الخبر.
275- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص374؛ وشرح التصريح 1/ 229؛ وشرح شواهد المغني 2/ 866؛ ومغني اللبيب 2/ 475؛ والمقاصد النحوية 2/ 274.
شرح المفردات: الطب: العلاج. الدنف: الذي ثقل عليه المرض. الهوى: العشق.
المعنى: يخاطب الشاعر صديقيه بقوله: هل من دواء تعالج به ما نكابد من لواعج الهوى، فإني =

 

ج / 1 ص -315-        ويتعين الأول في قوله:

فَإِنِّي وَقَيارٌ بِهَا لَغَرِيبُ1

لأجل اللام في الخبر، والثاني في "وملائكته" لأجل الواو في "يصلون" إلا أن قدرت للتعظيم، مثلها في {رَبِّ ارْجِعُونِ}2. ووافق الفراء الكسائي فيما خفي فيه إعراب المعطوف عليه، نحو: "إنك وزيد ذاهبان"، و"إن هذا وعمرو عالمان"؛ تمسكا ببعض ما سبق، قال سيبويه: واعلم أن ناسا من العرب يغلطون فيقولون: "إنهم أجمعون ذاهبون"؛ و"إنك وزيد ذاهبان".
189-

وألحقت بإن لكن وأن                          من دون ليت ولعل وكأن

"وَأُلْحِقَتْ بِإِنَّ" المكسورة فيما تقدم من جواز العطف بالرفع بعد الاستكمال "لَكِنَّ" باتفاق، كقوله "من الطويل":
276-

وَمَا قَصَّرَتْ بِي فِي الْتَّسَامِي خُؤُولَةٌ             وَلَكِنَّ عَمِّي الطَيّبُ الأصلِ وَالخَالُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وإياكما -وإن لم تبوحا به- كاد يضنينا هذا الهوى.
الإعراب: "خليلي": منادى منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة."هل": حرف استفهام. "طب": مبتدأ مرفوع وخبره محذوف تقديره: "طب موجود"، أو "هل لنا طب". "فإنني": الفاء حرف استئناف، "إني": حرف مشبه بالفعل، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "إن" وخبره محذوف تقديره: "إني دنف". "وأنتما": الواو حرف عطف، "أنتما": ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. "وإن": حالية. "إن": وصلية زائدة. "لم": حرف جزم. "تبوحا": فعل مضارع مجزوم بـ"لم" وعلامة جزمه حذف النون، والألف ضمير متصل في محل رفع فاعل. "بالهوى": جار ومجرور متعلقان بـ"تبوحا". "دنفان": خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى.
وجملة: "يا خليلي" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "هل طب..." استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "إني..." استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنتما..." معطوفة على الجملة السابقة. وجملة: "وإن لم تبوحا" في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: "فإني وأنتما دنفان" حيث يتعين أن تكون "أنتما" مبتدأ والخبر "دنفان"، ويكون خبر "إن" محذوفا لدلالة خبر المبتدأ عليه. وأصل الكلام: "فإني دنف، وأنتما دنفان".
1 تقدم بالرقم 274.
2 المؤمنون: 99.
276- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص370؛ والدرر 6/ 186؛ وشرح التصريح =

 

ج / 1 ص -316-        "وَأن" المفتوحة على الصحيح، إذا كان موضعها موضع الجملة؛ بأن تقدمها علم أو معناه، نحو: {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}1 "مِنْ دُوْنِ لَيْتَ وَلَعَلَّ وَكَأَن" حيث لا يجوز في المعطوف مع هذه الثلاث إلا النصب: تقدم المعطوف، أو تأخر؛ لزوال معنى الابتداء معها، وأجاز الفراء الرفع معها أيضا، متقدما ومتأخرا بشرطه السابق، وهو خفاء العرب.
"تخفيف "إن" وعملها":
190-

وخففت إن فقل العمل                           وتلزم اللام إذا ما تهمل

191-

وربما استغني عنها إن بدا                            ما ناطق أراده معتمدا

"وَخُفِّفَتْ إنَّ" المكسورة "فَقَلَّ الْعَمَلُ" وكثر الإهمال؛ لزوال اختصاصها حينئذٍ، نحو: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ}2، وجاز إعمالها استصحابا للأصل، نحو: {وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ}3،  "وَتَلْزَم الَّلامُ إذا مَا تُهْمَلُ" لتفرق بينها وبين "إن" النافية، ولهذا تسمى اللام الفارقة، وقد عرفت أنها لا تلزم عند الإعمال لعدم اللبس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 1/ 227؛ والمقاصد النحوية 2/ 316؛ وهمع الهوامع 1/ 144.
شرح المفردات: التسامي: التعالي. الخؤولة: الأخوال.
المعنى: يقول: "إنه طيب الأصل من أي النواحي أتيته إن من ناحية الخؤولة، أو من ناحية العمومة.
الإعراب: "وما": الواو بحسب ما قبلها، "ما" حرف نفي. "قصرت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "بي": جار ومجرور متعلقان بـ"قصرت". "في التسامي": جار ومجرور متعلقان بـ"قصرت". "خؤولة": فاعل مرفوع. "ولكن": الواو حرف استئناف، "لكن": حرف مشبه بالفعل. "عمي": اسم "لكن" منصوب، وهو مضاف، والياء ضمير في محل جر بالإضافة. "الطيب": خبر لكن مرفوع، وهو مضاف. "الأصل": مضاف إليه مجرور بالكسرة. "والخال": الواو حرف عطف، "الخال": معطوف على محل اسم "لكن" وهو "عمي"، أو مبتدأ خبره محذوف.
وجملة: "ما قصرت..." بحسب ما قبلها. وجملة "لكن عمي..." استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "والخال" معطوفة على جملة "لكن عمي..." إذا اعتبرنا "الخال" مبتدأ.
الشاهد: قوله: "والخال" حيث عطف بالرفع على اسم "لكن" بعد استكمال الخبر.
1 التوبة: 3.
2 يس: 32.
3 هود: 111.

 

ج / 1 ص -317-        تنبيه: مذهب سيبويه أن هذه اللام هي لام الابتداء، وذهب الفارسي إلى أنها غيرها اجتلبت للفرق، ويظهر أثر الخلاف في نحو قوله عليه الصَّلاة والسَّلام: "قد علمنا إن كنت لمؤمنا" فعلى الأول يجب كسر "إن"، وعلى الثاني يجب فتحها.
277-

إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة               "وإن هو لم يعدم خلاف معاند"

أو معنوية، كقوله "من الطويل":
278-

أنا ابن أباة الضيم من آل مالك                   وإن مالك كانت كرام المعادن


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
277- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح شواهد المغني 2/ 604.
المعنى: الحق واضح لا يخفى على عاقل، ولكنه لا بد أن يجد من يكابر ويعاند مدعيا خلافه وضده.
الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل، مخففه من "إن" لا عمل لها. الحق: مبتدأ مرفوع بالضمة. لا يخفى: "لا": نافية، "يخفى": فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الألف، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". على ذي: جار ومجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة، متعلقان بـ"يخفى". بصيرة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وإن: "الواو": للعطف، "إن": مخففة من "إن" لا عمل لها. هو: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. لم يعدم: "لم": حرف جزم وقلب ونفي، "يعدم": فعل مضارع مجزوم بالسكون، و"الفاعل": ضمير مستتر تقديره "هو". خلاف: مفعول به منصوب بالفتحة. معاند: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "إن الحق...": ابتدائية لا محل لها. وجملة "لا يخفى": في محل رفع خبر "الحق". وجملة "إن هو..." معطوفة على جملة "إن الحق...": لا محل لها. وجملة "لم يعدم": في محل رفع خبر "هو".
والشاهد فيه قوله: "إن الحق" و"إن هو" حيث لم يأت باللام الفارقة لمجيء الخبر منفيا "لا يخفى" و"لم يعدم".
278- التخريج: البيت للطرماح في ديوانه ص512؛ والدرر 2/ 193؛ والمقاصد النحوية 2/ 276؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 367؛ وتخليص الشواهد ص378؛ وتذكرة النحاة ص43؛ والجنى الداني ص134؛ وشرح ابن عقيل ص191؛ وشرح عمدة الحافظ ص237؛ وهمع الهوامع 1/ 141.
اللغة: شرح المفردات: الأباة: ج الأبي، وهو الممتنع عن الشيء. الضيم: الظلم. كريم المعدن: كناية عن كرم الأصل.
المعنى: يفخر الشاعر بقومه آل مالك الذين لا يقبلون الظلم، وأنهم كانوا من أصل كريم. =

 

ج / 1 ص -318-        192-

والفعل إن لم يك ناسخا فلا                       تلفيه غالبا بإن ذي موصلا

"وَالْفِعْلُ إنْ لَمْ يَكُ نَاسِخا" للابتداء، وهو "كان" و"كاد" و"ظن" وأخواتها "فَلاَ تُلْفِيهِ" أي: لا تجده "غَالِبا بِأَنْ ذِي" المخففة من الثقيلة "مُوصِلا"؛ وإن كان ناسخا وجدته موصلا بها كثيرا، نحو: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ} {وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ}2، وأكثر منه كونه ماضيا، نحو: {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً} {إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} {وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ}5، ومن النادر قوله "من الكامل":
279-

شَلَّتْ يَمِينُكَ إنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِمَا                 "وجبت عليك عقوبة المتعمد"


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: أنا: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. ابن: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. أباة: مضاف إليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. الضيم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من: حرف جر. آل: اسم مجرور بالكسرة، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الخبر. مالك: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وإن: الواو حرف عطف، "إن" حرف مشبه بالفعل مخفف من "إن" المشددة، غير عامل. مالك: مبتدأ مرفوع بالضمة. كانت: فعل ماض ناقص. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". والتاء للتأنيث. كرام: خبر "كان" منصوب بالفتحة، وهو مضاف. المعادن: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة: "أنا" ابن أباة الضيم" ابتدائية لا محل لها. وجملة "إن مالك..." معطوفة على الجملة السابقة. وجملة: "كانت كرام المعادن" في محل رفع المبتدأ.
الشاهد فيه قوله: "وإن مالك كانت كرام المعادن" حيث خفف "إن"، وأهمل عملها، فلم ينصب.
1 القلم: 51.
2 الشعراء: 186.
3 البقرة: 143.
4 الصافات: 56.
5 الأعراف: 102.
279- التخريج: البيت لعاتكة بنت زيد في الأغاني 18/ 11؛ وخزانة الأدب 10/ 373، 374، 376، 378؛ والدرر 2/ 94؛ وشرح التصريح 1/ 311؛ وشرح شواهد المغني 1/ 71؛ والمقاصد النحوية 2/ 278؛ ولأسماء بنت أبي بكر في العقد الفريد 3/ 277؛ وبلا نسبة في الأزهية ص49؛ والإنصاف 2/ 641؛ وتخليص الشواهد ص379؛ والجنى الداني ص208؛ ورصف المباني ص109؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 548، 550؛ وشرح ابن عقيل ص193؛ وشرح عمدة الحافظ ص236؛ وشرح المفصل 8/ 71، 9/ 27؛ واللامات ص116؛ ومجالس ثعلب ص368؛ والمحتسب 2/ 255؛ ومغني اللبيب 1/ 24؛ والمقرب 1/ 112؛ والمنصف 3/ 127؛ وهمع الهوامع 1/ 142.
شرح المفردات: شلت: أصيبت بالشلل المتعمد: القاصد. =

 

ج / 1 ص -319-        ولا يقاس عليه نحو: "إن قام لأنا"، و"إن قعد لزيد"، خلافًا للأخفش والكوفيين، وأندر منه كونه لا ناسخًا ولا ماضيًا، كقولهم: "إن يزينك لنفسك، وإن يشينك لهيه".
"تخفيف "أن" وعملها":
193-

وإن تخفف أن فاسمها استكن                  والخبر اجعل جملة من بعد أن

"وَإنْ تُخَفَّفْ أنَّ" المفتوحة "فَاسْمُهَا" الذي هو ضمير الشأن "اسْتَكَن" بمعنى حذف من اللفظ وجوبًا، ونوى وجوده، لا أنها تحملته؛ لأنها حرف، وأيضًا فهو ضمير نصب، وضمائر النصب لا تستكن، وأما بروز اسمها وهو غير ضمير الشأن في قوله "من الطويل":
280-

فَلَوْ أنَّكِ فِي يَوْمِ الْرَّخَاءِ سَأَلْتِنِي                   طَلاَقَكِ لَمْ أَبْخَلْ وَأَنْتِ صَدِيْقُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المعنى: تدعو الشاعرة على عمرو بن جرموز قاتل زوجها الزبير بن العوام بشل يمينه، وبإنزال أشد العقوبات به.
الإعراب: "شلت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "يمينك": فاعل مرفوع، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "إن": حرف مشبه بالفعل بطل عمله. "قتلت": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل. "لمسلما": اللام الفارقة أو الابتدائية، "مسلما" مفعول به منصوب. "حلت": فعل ماض، والتاء للتأنيث. "عليك": جار ومجرور متعلقان بـ"حلت". "عقوبة": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "المتعمد": مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة "شلت يمينك": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "قتلت" استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "حلت عقوبة..." استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "إن قتلت لمسلما" حيث ولي "إن" المخففة من الثقيلة فعل ماض غير ناسخ وهو "قتلت"، وهذا شاذ لا يقاس عليه إلا عند الأخفش.
280- التخريج: البيت بلا نسبة في الأزهية ص62؛ والأشباه والنظائر 5/ 238، 262؛ والإنصاف 1/ 205؛ والجنى الداني ص218؛ وخزانة الأدب 5/ 426، 427، 10/ 381، 382؛ والدرر 2/ 198؛ ورصف المباني ص115؛ وشرح شواهد المغني 1/ 105؛ وشرح المفصل 8/ 71؛ ولسان العرب 4/ 181 "حرر"، 10/ 94 "صدق"، 13/ 30 "أنن"؛ ومغني اللبيب 1/ 31؛ والمقاصد النحوية 2/ 311؛ والمنصف 3/ 128؛ وهمع الهوامع 1/ 143.
المعنى: يقول: لو سألتني إخلاء سبيلك لم أمتنع من ذلك، ولم أمتنع من ذلك، ولم أبخل مع ما أنت عليه من صدق المودة. =

 

ج / 1 ص -320-        وقوله "من المتقارب":
281-

بِأَنْكَ رَبِيعٌ وَغَيْثٌ مَرِيعٌ                          وَأَنْكَ هُنَاكَ تَكُونُ الثِّمَالا

فضرورة.
"وَالْخَبَرَ اجْعَلْ جُمْلَةً مِنْ بَعْدِ أَنْ"، نحو: "علمت أن زيد قائم"، فـ"أن": مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، و"زيد قائم" جملة في موضع رفع خبرها.
تنبيه: أن المفتوحة أشبه بالفعل من المكسورة، لأن لفظها كلفظ "عض" مقصودا به

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= الإعراب: "فلو": الفاء بحسب ما قبلها، "لو": حرف شرط غير جازم. "أنك": حرف مشبه بالفعل مخفف، والكاف: ضمير في محل نصب اسم "أن". "في يوم": جار ومجرور متعلقان بـ"سأل"، وهو مضاف. "الرخاء": مضاف إليه مجرور. "سألتني": فعل ماض، والتاء ضمير في محل رفع فاعل، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره: "ثبت". "طلاقك": مفعول به ثان، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإضافة. "لم": حرف جزم. "أبخل": فعل مضارع مجزوم، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنا". "وأنت": الواو حالية، "أنت": ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. "صديق": خبر المبتدأ مرفوع.
وجملة: "لو أنك..." الشرطية بحسب ما قبلها. وجملة "سألتني" في محل رفع خبر "أن". وجملة "لم أبخل" جواب شرط غير جازم لا محل لها من الإعراب. وجملة: "وأنت صديق" في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: "أنك" حيث خففت "أن" المفتوحة، وجاء اسمها ضميرا بارزا هو الكاف، وهذا قليل.
281- التخريج: البيت لكعب بن زهير في الأزهية ص62؛ وتخليص الشواهد ص380، وليس في ديوانه؛ وهو لجنوب بنت عجلان في الحماسة الشجرية 1/ 309؛ وخزانة الأدب 10/ 384؛ وشرح أشعار الهذليين 2/ 585؛ وشرح التصريح 1/ 232؛ والمقاصد النحوية 2/ 282؛ ولعمرة بنت عجلان أو لجنوب بنت عجلان في شرح شواهد المغني 1/ 106؛ وبلا نسبة في الإنصاف 1/ 207؛ وأوضح المسالك 1/ 370؛ وخزانة الأدب 5/ 427؛ وشرح المفصل 8/ 75؛ ولسان العرب 13/ 30 "أنن"؛ ومغني اللبيب 1/ 31.
اللغة: شرح المفردات: ربيع: أي كثير الخير. غيث: مطر. مريع: خصيب. الثمال: المعين.
المعنى: إن الممدوح كثير العطاء، يغيث الملهوف، ويعين المحتاج.
الإعراب: بأنك: الباء حرف جر، و"أنك": مخففة عن "أن" المشددة، حرف مشبه بالفعل، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "أن". ربيع: خبر "أن" مرفوع بالضمة. وغيث: الواو حرف عطف، و"غيث" معطوف على "ربيع" مرفوع بالضمة. مريع: نعت "غيث" مرفوع بالضمة. وأنك: الواو حرف عطف، و"أنك" معطوفة على "أنك" الأولى، وتعرب إعرابها. هناك: ظرف مكان متعلق بالفعل "تكون". تكون: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره "أنت". الثمالا: خبر "تكون" منصوب بالفتحة، والألف للإطلاق.

 

ج / 1 ص -321-        الماضي أو الأمر، والمكسورة لا تشبه إلا الأمر، كـ"جد"، فلذلك أوثرت "أن" المفتوحة المخففة ببقاءِ عملها على وجه يبين فيه الضعف، وذلك بأن جعل اسمها محذوفا، لتكون بذلك عاملة كلا عاملة، ومما يوجب مزيتها على المكسورة أن طلبها لما تعمل فيه من جهة الاختصاص ومن جهة وصليتها بمعمولها، ولا تطلب المكسورة ما تعمل فيه إلا من جهة الاختصاص، فضعفت بالتخفيف، وبطل عملها بخلاف المفتوحة.
194-

وإن يكن فعلا ولم يكن دعا                          ولم يكن تصريفه ممتنعا

195-

فالأحسن الفصل بقد أو نفي أو                      تنفيس أو لو وقليل ذكر لو

"وَإنْ يَكُنْ" صدر الجملة الواقعة خبر "أن" المفتوحة المخففة "فِعْلا وَلَمْ يَكُنْ" ذلك الفعل "دَعَا وَلَمْ يَكُنْ تَصْرِيفُهُ مُمْتَنِعا فَالأَحْسَنُ" حينئذٍ "الْفَصْلُ" بين أن وبينه "بِقَدْ"، نحو: {وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا}1، وقوله "من الحديث":
282-

شَهَدْتُ بِأَنْ قَدْ خُطَّ مَا هُو كَائِنٌ                     وَأَنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وجملة "أنك ربيع..." في محل جر بحرف الجر. وجملة "أنك هناك..." معطوفة على الجملة السابقة. وجملة "تكون الثمالا" في محل رفع خبر "إن".
الشاهد فيه قوله: "بأنك ربيع" و"أنك هناك" حيث خفف "أن" في الموضعين وجعل اسمهما ضميرا ظاهرا، وجعل الخبر في الجملة الأولى مفردا "ربيع"، وفي الثانية جملة "تكون الثمالا"، وفي الغالب أن يكون اسم "أن" ضمير شأن محذوفا.
1 المائدة: 113.
282- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
اللغة: خط: كتب. تمحو: تزيل.
الإعراب: شهدت: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. بأن: "الباء": حرف جر، "أن": حرف مشبه بالفعل مخففة من "أن"، واسمه ضمير الشأن محذوف. قد: حرف تحقيق. خط: فعل ماض للمجهول. ما: اسم موصول مبني في محل رفع نائب فاعل. هو: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. كائن: خبر مبتدأ مرفوع. وأنك: "الواو": حرف عطف، "أنك": حرف مشبه بالفعل، و"الكاف": ضمير متصل مبني في محل نصب اسم "أن". تمحو: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". ما: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به. تشاء: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". وتثبت: "الواو": حرف عطف، "تثبت": فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". =

 

ج / 1 ص -322-        "أو نَفْيٍ" بـ"لا"، و"لن"، أو "لم"، نحو: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ} {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} {أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ}3 "أوْ" حرف "تَنْفِيسٍ"، نحو: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ}4، وقوله "من السريع":
283-

وَاعْلَمْ فَعِلْمُ الْمَرْءِ يَنْفَعُهُ                        أنْ سَوْفَ يَأتِي كُلُّ مَا قُدِرَا

"أوْ لَوْ"، نحو: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ}5، "وَقَلِيْلٌ" في كتب النحاة "ذِكْرُ لَوْ" وإن كان كثيرا في لسان العرب، وأشار بقوله: "فالأحسن الفصل" إلى أنه قد يرد والحالة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وجملة "شهدت...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. والمصدر من "أن" وما بعدها في محل جر بحرف الجر. وجملة "قد خط ما هو كائن": في محل رفع خبر "أن". وجملة "هو كائن": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "أنك تمحو": معطوفة على جملة سابقة. وجملة "تمحو": في محل رفع خبر "أن". وجملة "تشاء": صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة "تثبت": معطوفة على سابقتها.
الشاهد: قوله: "بأن قد خط..." حيث أعمل "أن" المخففة من "أن" الثقيلة فنصب ضمير الشأن اسما له والجملة الفعلية هي خبرها، وقد فصل بين "أن" وخبرها بالحرف "قد".
1 المائدة: 71.
2 البلد: 5.
3 البلد: 7.
4 المزمل: 20.
5 الجن: 16.
283- التخريج: البيت بلا نسبة في الدرر 4/ 30؛ وشرح شواهد المغني 2/ 828؛ ومعاهد التنصيص 1/ 377؛ ومغني اللبيب 2/ 398؛ والمقاصد النحوية 2/ 313؛ وهمع الهوامع 1/ 248.
الإعراب: "واعلم": الواو بحسب ما قبلها، "اعلم": فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "أنت". "فعلم": الفاء حرف تعليل، "علم": مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. "المرء": مضاف إليه مجرور. "ينفعه": فعل مضارع مرفوع، والهاء ضمير في محل نصب مفعول به، وفاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". "أن": حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه ضمير الشأن المحذوف وجوبا. "سوف": حرف تنفيس. "يأتي": فعل مضارع مرفوع. "كل": فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف. "ما": اسم موصول مبني في محل جر بالإضافة. "قدرا": فعل ماض للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر تقديره: "هو". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها سدت مسد مفعولي "اعلم".
وجملة: "اعلم" بحسب ما قبلها. وجملة: "علم المرء ينفعه" تعليلية لا محل لها من الإعراب وجملة: "ينفعه" في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة: "يأتي..." في محل رفع خبر "أن". وجملة: "قدرا" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "أن سوف يأتي" حيث جاء خبر "أن" المخففة جملة فعلية، فعلها ليس بدعا، وقد فصل بين "أن" وخبرها بحرف تنفيس "سوف".

 

ج / 1 ص -323-        هذه بدون فاصل، كقوله "من التخفيف":
284-

عَلِمُوا أَنْ يُؤَمِّلُونَ فَجَادُوا                     قَبْلَ أَنْ يُسْألُوا بِأَعْظَمِ سُؤْلِ

وقوله "من مجزوء الكامل":
285-

إنّي زَعِيمٌ يَا نُوَيْـ                               ـقَةُ إِنْ أمِنْتِ مِنَ الْرَّزَاحِ

وَنَجَوْتِ مِنْ عَرَضِ المَنُو                       نِ مِنَ الْعَشِيّ إلَى الْصَّبَاحِ

أن تَهْبِطينَ بِلاَدَ قَوْ                             مٍ يَرْتَعُونَ مِنَ الْطِّلاَحِ


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
284- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 373؛ وتخليص الشواهد ص383؛ والجنى الداني ص219؛ والدرر 2/ 197؛ وشرح التصريح 1/ 233؛ وشرح ابن عقيل ص196؛ والمقاصد النحوية 2/ 294؛ وهمع الهوامع 1/ 143.
اللغة شرح المفردات: يؤملون: يرجى عطاؤهم. جادوا: أعطوا. السؤل: السؤال، الطلب.
المعنى: يقول: عرفوا أنهم يرجى عطاؤهم والناس ينتظرونه، فجادوا بعطائهم قبل أن يسألوا.
الإعراب: علموا: فعل ماض مبني على الضمة، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. أن: مخففة من "أن" واسمها محذوف. يؤملون: فعل مضارع للمجهول مرفوع بثبوت النون، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. فجادوا: الفاء حرف عطف، و"جادوا": فعل ماض مبني على الضم، والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. قبل: ظرف زمان منصوب متعلق بالفعل "جادوا". أن: حرف نصب. يسألوا: فعل مضارع للمجهول منصوب بحذف النون، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع نائب فاعل. بأعظم: الباء حرف جر، "أعظم": اسم مجرور بالكسرة، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "جادوا"، وهو مضاف. سؤل: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
وجملة: "علموا..." ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أن يؤملون" في محل نصب مفعول به. وجملة "يؤملون" في محل رفع خبر "أن". وجملة "جادوا" معطوفة على جملة "علموا" لا محل لها من الإعراب. وجملة "أن يسألوا..." في محل جر بالإضافة.
الشاهد: فيه قوله: "علموا أن يؤملون" حيث أعمل "أن" المخففة من "أن" المشددة في الاسم المحذوف الذي هو ضمير الشأن، وفي الخبر الذي هو جملة "يؤملون"، مع أن جملة الخبر "يؤملون" فعلية فعلها متصرف غير دعاء، ولم يأت بفاصل بين "أن" وجملة الخبر.
285- التخريج: الأبيات للقاسم بن معن في المقاصد النحوية 2/ 297؛ وخزانة الأدب 8/ 421؛ وبلا نسبة في الأزهية ص65؛ ورصف المباني ص113؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 448؛ وشرح المفصل 7/ 9؛ ولسان العرب 2/ 532 "طلح"، 9/ 198 "صلف"، 13/ 36 "أنن".
اللغة: زعيم: كفيل. نويقة: تصغير ناقة، وهي أنثى الجمل: الرزاح: السقوط من الإعياء والهزال. المنون: الموت: الطلاح. نوع من الشجر.
الإعراب: إني: حرف مشبه بالفعل، و"الياء": ضمير متصل في محل نصب اسم "إن". زعيم: خبر =

 

ج / 1 ص -324-        أما إذا كانت جملة الخبر اسمية، أو فعلية فعلها جامد، أو دعاء فلا تحتاج إلى فاصل، كما هو مفهوم الشرط من كلامه، نحو: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} {وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا}3.
"تخفيف "كأن" وعملها":
196-

وخففت كأن أيضا فنوي                          منصوبها وثابتا أيضا روي

"وَخُفِّفَتْ كَأَنْ أيْضا" حملا على أن المفتوحة "فَنُوِي مَنْصُوبُهَا" وهو ضمير الشأن كثيرا "وَثَابِتا أيْضا رُوِي" وهو غير ضمير الشأن قليلا كمنصوب "أن"، فمن الأول قوله "من الهزج":
286-

وَصَدْرٍ مُشْرِقِ الْنَّحْرِ                                      كَأَنْ ثَدْيَاهُ حُقَّانِ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= "إن" مرفوع. يا: حرف نداء. نويقة: منادى مبني على الضم في محل نصب. إن: حرف شرط جازم. أمنت: فعل ماض، و"التاء": ضمير متصل في محل رفع فاعل، وهو فعل الشرط. من الرزاح: جار ومجرور متعلقان بـ"أمنت". ونجوت: "الواو": حرف عطف، "نجوت": معطوفة على "أمنت" وتعرب إعرابها. من عرض: جار ومجرور متعلقان بـ"نجوت"، وهو مضاف. المنون: مضاف إليه مجرور بالكسرة. من العشي إلى الصباح: جاران ومجروران متعلقان بـ"نجوت". أن: مخففة من "أن" الثقيلة، واسمها ضمير محذوف تقديره: "أنك" أو ضمير شأن محذوف. تهبطين: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الياء": ضمير في محل رفع فاعل. بلاد: مفعول به منصوب، وهو مضاف. قوم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. يرتعون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، و"الواو": ضمير في محل رفع فاعل. من الطلاح: جار ومجرور متعلقان بـ"يرتعون".
وجملة "إني زعيم...": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة النداء اعتراضية لا محل لها من الإعراب. وجملة "أمنت": فعل الشرط. وجملة "نجوت": معطوفة على جملة "أمنت". وجملة "تهبطين": في محل رفع خبر "أن". وجملة "يرتعون": في محل جر نعت "قوم".
الشاهد: قوله: "أن تهبطين" حيث أعمل "أن" المخففة عمل "أن" الثقيلة فرفعت اسما لها وهو كاف الخطاب المحذوف، أو ضمير الشأن، ونصبت جملة "تهبطين"، ولم يفصل بين "أن" وخبرها أي فاصل.
1 يونس: 10.
2 النجم: 39.
3 النور: 9.
286- التخريج: البيت بلا نسبة في الإنصاف 1/ 197؛ وأوضح المسالك 1/ 378؛ وتخليص الشواهد ص389؛ والجنى الداني ص575؛ وخزانة الأدب 10/ 392، 294، 398، 399، 400، 440؛ =

 

ج / 1 ص -325-        وقوله "من الطويل":
287-

وَيَوْما تُوَافِينَا بِوَجْهِ مُقسَّمٍ                كَأَنْ ظَبْيَةٌ تَعْطُو إلَى وَارَقِ السَّلَم

على رواية من رفع فيهما، وعلى رواية النصب هما من الثاني، وقد عرفت أنه لا يلزم في خبرها عند حذف الاسم أن يكون جملة، كما في "أن"، بل يجوز جملة في البيت الأول، وأن يكون مفردا كما في الثاني.
تنبيه: إذا كان خبر "كأن" المخففة جملة اسمية لم يحتج إلى فاصل، كما في البيت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= والدرر 2/ 199؛ وشرح التصريح 1/ 134؛ وشرح ابن عقيل ص197؛ وشرح قطر الندى ص158؛ وشرح المفصل 8/ 82؛ والكتاب 2/ 135؛ 140؛ ولسان العرب 13/ 30، 32 "أنن"؛ والمقاصد النحوية 2/ 305؛ والمنصف 3/ 128؛ وهمع الهوامع 1/ 143.
اللغة والمعنى: النحر: أعلى الصدر. الحقان: مثنى الحق، وهو وعاء صغير يوضع فيه الطيب خصوصا. وقيل: هو قطعة من خشب أو عاج تنحت أو تسوى.
يقول: رب صدر متلألئ نحره، يزينه ثديان كأنهما حقان حجما وشكلا.
الإعراب: وصدر: الواو: واو رب، حرف جر شبيه بالزائد. صدر: اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ. "وعلى رواية الرفع": الواو: حرف عطف، صدر: معطوف على اسم سابق. مشرق: نعت "صدر" مجرور أو مرفوع، وهو مضاف. النحر: مضاف إليه مجرور. كأن: حرف مشبه بالفعل مخفف. واسمه ضمير الشأن المحذوف. ثدياه: مبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. حقان: خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى.
وجملة "صدر مشرق النحر" الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة "كأن يذياه حقان" الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ "صدر". وجملة "ثدياه حقان" الاسمية في محل رفع خبر "كأن" المخففة.
والشاهد فيه قوله: "كأن ثدياه حقان" حيث خففت "كأن" وبطل عملها، ويروى: "كأن ثدييه حقان" على الإعمال.
287- التخريج: البيت لعلباء بن أرقم في الأصمعيات ص157؛ والدرر 2/ 200 وشرح التصريح 1/ 234؛ والمقاصد النحوية 4/ 384؛ ولأرقم بن علباء في شرح أبيات سيبويه 1/ 525؛ ولزيد بن أرقم في الإنصاف 1/ 202؛ ولكعب بن أرقم في لسان العرب 12/ 482 "قسم"؛ ولباغت بن صريم اليشكري في تخليص الشواهد ص390؛ وشرح المفصل 8/ 83؛ والكتاب 2/ 134؛ وله أو لعلباء بن أرقم في المقاصد النحوية 2/ 301؛ ولأحدهما أو لأرقم بن علباء في شرح شواهد المغني 1/ 111؛ ولأحدهما أو لراشد بن شهاب اليشكري أو لابن أصرم اليشكري في خزانة الأدب 10/ 411؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 377؛ وجواهر الأدب ص197؛ والجنى الداني ص222، 522؛ ورصف المباني ص117، 211؛ وسر صناعة الإعراب 2/ 683؛ وسمط اللآلي ص829؛ وشرح عمدة الحافظ ص241، 331؛ وشرح قطر الندى ص157؛ والكتاب 3/ 165؛ والمحتسب 1/ 308؛ ومغني اللبيب 1/ 33؛ والمقرب 1/ 111، =

 

ج / 1 ص -326-        الأول، وإن كانت فعلية فصلت بـ"قد" أو "لم" نحو: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ}1، وكقوله "من الخفيف":
228-

لاَ يَهُولَنَّكَ اصطِلاَءُ لظَى الحَرْ                        بِ فَمَحْذُورُهَا كَأَن قَدْ أَلمَّا


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= 2/ 204؛ والمنصف 3/ 128؛ وهمع الهوامع 1/ 143.
اللغة والمعنى: توافينا: تأتينا. الوجه المقسم: أي الجميل. الظبية: الغزالة. تعطو: تمد عنقها وترفع رأسها. السلم: نوع من الشجر يدبغ به.
يقول: تأتينا الحبيبة يوما بوجهها الجميل، وكأنها ظبية تمد عنقها إلى شجر السلم المورق.
الإعراب: ويوما: الواو: بحسب ما قبلها، أو استئنافية. يوما: ظرف متعلق بـ"توافينا". توافينا: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، والفاعل: هي، ونا: في محل نصب مفعول به. بوجه: جار ومجرور متعلقان بـ"توافينا". مقسم: نعت "وجه" مجرور. كأن: حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه ضمير الشأن المحذوف. ظبية: خبر "كأن" مرفوع. ويجوز أن تعرب مبتدأ مرفوع وخبره جملة "تعطو" الفعلية باعتبار "كأن" زائدة. وتروى مجرورة والتقدير "كظبية". تعطو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الواو للثقل، والفاعل: هي. إلى وارق: جار ومجرور متعلقان بـ"تعطو"، وهو مضاف. السلم: مضاف إليه مجرور وسكن للضرورة.
وجملة "توافينا" الفعلية في محل جر بالإضافة. ويمكن اعتبارها استئنافية لا محل لها من الإعراب. والتقدير: "وتوافينا يوما..." وجملة "كأن ظبية تعطو" الاسمية في محل نصب حال، تقديره: "وكأنها ظبية" بحذف واو الحال. وجملة "تعطو..." الفعلية في محل رفع أو نصب أو جر نعت لـ"ظبية".
والشاهد فيه قوله: "كأن ظبية" حيث روي برفع "ظبية"، ونصبها، وجرها. أما الرفع فيحتمل أن تكون "ظبية" مبتدأ، وجملة "تعطو" خبره، وهذه الجملة الاسمية خبر "كأن"، واسمها ضمير شأن محذوف، ويحتمل أن تكون "ظبية" خبر "كأن" و"تعطو" صفتها، واسمها محذوف، وهو ضمير المرأة، لأن الخبر مفرد. أما النصب فعلى إعمال "كأن" وهذا الإعمال مع التخفيف خاص بضرورة الشعر. وأما الجر فعلى أن "أن" زائدة بين الجار والمجرور، والتقدير: كظبية.
1 يونس: 24.
288- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك 1/ 379؛ وسر صناعة الإعراب ص419، 430؛ وشرح التصريح 1/ 235؛ والمقاصد النحوية 2/ 306.
اللغة والمعنى: يهولنك: يخيفنك أو يفزعنك. اصطلاء: احتراق أو اشتعال. لظى الحرب: نار الحرب. المحذور: ما يحذر منه. ألم: نزل.
يقول: لا يخيفنك اندلاع الحرب واشتداد لهيبها، فما يحذره الإنسان من شرها كأنه قد وقع.
الإعراب: لا: ناهية. يهولنك: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والكاف: في محل نصب مفعول به. اصطلاء: فاعل مرفوع، وهو مضاف. لظى: مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة =

 

ج / 1 ص -327-        "تخفيف "لعل" و"لكن":
خاتمة: لا يجوز تخفيف "لعل" على اختلاف لغاتها، وأما "لكن" فتخفف فتهمل وجوبا، نحو:
{وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ}1؛ وأجاز يونس والأخفش إعمالها حينئذٍ قياسا، وحكي عن يونس أنه حكاه عن العرب، والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الألف للتعذر، وهو مضاف. الحرب: مضاف إليه مجرور بالكسرة. فمحذورها: الفاء: حرف تعليل أو عطف، محذورها: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف، وها: في محل جر بالإضافة. كأن: حرف مشبه بالفعل مخفف، واسمه ضمير الشأن المحذوف. قد: حرف تحقيق. ألما: فعل ماض، والفاعل: هو، والألف: للإطلاق.
وجملة "لا يهولنك..." الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية، أو استئنافية. وجملة "محذورها..." الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية أو تعليلية. وجملة "كأن قد ألما" الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة "قد ألما" الفعلية في محل رفع خبر "كأن" المخففة.
والشاهد فيه قوله: "كأن قد ألما" حيث استعمل فيه "كأن" المخففة من الثقيلة، وأعملها في اسم هو ضمير الغيبة المحذوف العائد إلى المحذور، وفي خبر هو جملة الفعل الماضي وفاعله. ولما كانت جملة الخبر فعلية مثبته فصل بين "كأن" وبينها بـ"قد"، ولو كانت جملة الخبر الفعلية منفية لوجب أن يفصل بين "كأن" وبينها بـ"لم"، ويلزم على ذلك أن يكون الفعل مضارعا، لأن "لم" لا تدخل إلا عليه.
1 الأنفال: 17.