شرح الأشموني على ألفية ابن مالك
ج / 3 ص -81-
الاِخْتِصَاصُ:
"حقيقته والفرق
بينه وبين النداء":
620-
الاختصاص كنداء دون يا
كـ"أيها الفتى" بإثر "ارجونيا"
"الاِخْتِصَاصُ": قصر الحكم
على بعض أفراد المذكور وهو خبر "كَنِدَاءٍ" أي: جاء على
صورة النداء لفظًا توسعًا كما جاء الخبر على صورة الأمر
والأمر على صورة الخبر والخبر على صورة الاستفهام
والاستفهام على صورة الخبر لكنه يفارق النداء في ثمانية
أحكام:
الأول: أنه يكون "دُونَ يَا" وأخواتها لفظًا ونية.
الثاني: أنه لا يقع في أول الكلام بل في أثنائه، وقد أشار
إليه بقوله "كَأَيُّهَا الفَتَى بِإِثْرِ ارْجُونيَا".
والثالث: أنه يشترط أن يكون المقدم عليه اسمًا بمعناه.
الرابع والخامس: أنه يقلّ كونه علمًا وأنه ينصب مع كونه
مفردًا.
السادس: أنه يكون بأل قياسًا كما سيأتي أمثلة ذلك.
السابع: أن "أيا" توصف في النداء باسم الإشارة وهنا لا
توصف به.
الثامن: أن المازني أجاز نصب تابع "أي" في النداء ولم
يحكوا هنا خلافًا في وجوب رفعه، وفي الارتشاف: لا خلاف في
تابعها أنه مرفوع.
ج / 3 ص -82-
"أنواع الاسم المخصوص":
واعلم أن المخصوص وهو الاسم الظاهر الواقع بعد
ضمير يخصه أو يشارك فيه على أربعة أنواع:
الأوّل: أن يكون "أيها" و"أيتها"؛ فلهما حكمهما في النداء
وهو الضمّ، ويلزمهما الوصف باسم محلى بـ"أل" لازم الرفع،
نحو: "أنا أفعل كذا أيها الرجل"، و"اللهم اغفر لنا أيتها
العصابة".
والثاني أن يكون معرفًا بـ"أل" وإليه الإشارة بقوله:
621-
"وَقَدْ يُرَى ذَا دُونَ أيَ تِلوَ أل
كَمِثْلِ نَحْنُ العُرْبَ أسْخَى مَنْ بَذَل"
بالذال المعجمة أي أعطى.
والثالث: أن يكون معرفًا بالإضافة كقوله صلى الله عليه
وسلّم:
"نحن معاشر الأنبياء لا نورث"،
وقوله "من الرجز":
933-
نَحْنُ بَنِي ضَبَّةَ أصْحَابُ الجَمَل
"ننعي ابن عفان بأطراف الأسل"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
933- التخريج: الرجز للحارث الضبي في الدرر 3/ 13؛ وللأعرج
المعني في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص291؛ وبلا نسبة في
خزانة الأدب 9/ 522؛ ولسان العرب 6/ 229 "ندس"، 11/ 123
"بجل"، 552 "جمل"؛ وهمع الهوامع 1/ 171.
اللغة والمعنى: بنو ضبة: قبيلة، أبوهم ضبة بن أد. الجمل:
هو الجمل الذي ركبته أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق
يوم خرجت لقتال علي بن أبي طالب، مطالبة بثأر عثمان بن
عفان رضي الله عنه. النعي: الإخبار بالموت. الأسل: الرماح.
يقول: إن قومه بني ضبة هم الذين ناصروا عائشة أم المؤمنين
-رضي الله عنها- مطالبين بثأر عثمان بن عفان -رضي الله
عنه- بحد السيف.
الإعراب: نحن: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. بني:
مفعول به منصوب على الاختصاص وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق
بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. ضبة: مضاف إليه مجرور
بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف. أصحاب: خبر المبتدأ مرفوع،
وهو مضاف. الجمال: مضاف إليه مجرور وسكن للضرورة. ننعي:
فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر،
والفاعل: نحن. ابن: مفعول به منصوب، وهو مضاف. عفان: مضاف
إليه مجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة
الألف =
ج / 3 ص -83-
قال سيبويه: وأكثر الأسماء دخولا في هذا
الباب "بنو فلان" و"معشر" مضافا، و"أهل البيت" و"آل فلان".
والرابع: أن يكون علمًا، وهو قليل، ومنه قوله "من الرجز":
934-
بِنَا تَمِيما يُكْشَفُ الضَّبَابُ
ولا يدخل في هذا الباب نكرة ولا اسم إشارة.
تنبيه: لا يقع المختص مبنيا على الضم إلا بلفظ "أيها"
و"أيتها"، وأما غيرهما فمنصوب وناصبه فعل واجب الحذف
تقديره أخص، واختلف في موضع "أيها" و"أيتها": فمذهب
الجمهور أنهما في موضع نصب بأخص أيضًا وذهب الأخفش إلى أنه
منادى ولا ينكر أن ينادي الإنسان نفسه، ألا ترى إلى قول
عمر رضي الله عنه: كل الناس أفقه منك يا عمر، وذهب
السيرافي إلى أن أيا في الاختصاص معربة وزعم أنها تحتمل
وجهين: أن تكون خبرًا لمبتدأ محذوف والتقدير أنا أفعل كذا،
هو أيها الرجل، أي المخصوص به، وأن تكون مبتدأ والخبر
محذوف، والتقدير: أيها الرجل المخصوص أنا المذكور.
خاتمة: الأكثر في المختص أن يلي ضمير متكلم كما رأيت، وقد
يلي ضمير مخاطب كقولهم: "بك الله نرجو الفضل"، و"سبحانك
الله العظيم"، ولا يكون بعد ضمير غائب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= والنون. بأطراف: جار ومجرور متعلقان بـ"ننعي"، وهو مضاف.
الأسل: مضاف إليه، وسكن للضرورة الشعرية.
وجملة "نحن بني..." الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها
ابتدائية. وجملة "بني ضبة" الفعلية لا محل لها من الإعراب
لأنها اعتراضية. وجملة :"ننعي..." الفعلية في محل رفع خبر
ثان.
والشاهد فيه قوله: "بني ضبة" حيث نصب "بني" على الاختصاص
بفعل محذوف للدلالة على المدح.
934- التخريج: لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
الإعراب: بنا: جار ومجرور متعلقان بـ"يكشف". تميمًا: مفعول
به على الاختصاص. يكشف: فعل مضارع للمجهول. الضباب: نائب
فاعل مرفوع.
وجملة "بنا يكشف الضباب" ابتدائية لا محل لها من الإعراب.
وجملة الاختصاص اعتراضية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه قوله: "تميمًا"حيث نصبه على الاختصاص وهو اسم
علم. |