شرح الكافية الشافية

باب العدد
مدخل
...
باب العدد:
"ص"
بالتاء إلى الثلاثة اذكر عشره ... في عد ما آحاده مذكره
واحذف لتأنيث1 ومعدود يلي ... بالجر جمع قلة كـ"أشمل".
وناب ذو الكثرة فيما عدما ... ذا قلة نحو: "قلوب" و"دما"
و"القرء" و"الأقراء" مما يؤثر ... واستعملوا مع ذا "ثلاثة قرو"
وما من التذكير والتأنيث في ... لفظ اسم اعتبر وموصوف قفي
بالوصف نحو: "ربعة"2 وربما ... رجح معنى اسم لداع علما
__________
1 هـ "لما ثبت" في مكان "التأنيث".
2 في الأصل "ركعة".

(3/1656)


و"مائة" -أيضا- أضف لكن إلى ... فرد ونادرا سوى ذا جعلا
وفرعها كمثلها، 1وما سمع ... من "مائتين عاما" احفظ واقتنع
وإن تضف2 لـ"مائة" تفرد وقد ... رووا "مئين" وقليلا ما ورد
و"الألف" مفرد مذكر فما ... لمثله صح له به احكما
و"أحد" اذكر وصلنه بـ"عشر" ... مركبا قاصد معدود ذكر
وقل لدى التأنيث: "إحدى عشره" ... والشين فيها عن تميم3 كسره
وشذ في تركيب "الاثني عشره" ... واللغة الأولى هي المشتهره
ومع غير "أحد" و"إحدى" ... ما معهما فعلت فافعل قصدا
ولـ"ثلاثة" و"تسعة" وما ... بينها إن ركبا ما قدما
__________
1 هـ "أو ما" فيم مكان "وما".
2 ط "يضف".
3 ط ع ك "لتميم".

(3/1657)


[و"عشرا"1 اجعل عجزا لذي التا ... واختم بـ"بعشرة" المضاهي "استا"2]
وأول "عشرة": "اثنتي" و"عشرا" ... "اثني" إذا أنثى تشا أو ذكرا
واليا لغير الرفع، وارفع بالألف ... والفتح في جزأي سواهما ألف
وبعضهم سكن3 عين "عشر" ... من بعد فتح، ومع "اثنا" قد ندر
و"بضعة" كـ"تسعة" فما4 سفل ... ومطلقا مجراه يجري حيث حل
وافتح أو اسكن يا "ثماني عشره" ... أو احذف اثر فتحة أو كسره
وبعضهم نون "ثمان"5 جعلا ... محل إعراب كقول من خلا:
"لها ثنايا أربع حسان ... وأربع فثغرها ثمان"
__________
1 ط "وعشر".
2 سقط هذا البيت من ش، ع، ك.
3 ك ع "مسكن".
4 ع "كما" في مكان "فما".
5 ع "ثماني".

(3/1658)


وبعد "تسعة" و"تسع" ركبا ... "عشرون" عم وكجمع أعربا
كذا "ثلاثون" إلى "تسعينا" ... والنيف1 اذكر قبل مستبينا
بحالتيه، واعطفن العقدا ... كـ"خمسة2 وأربعين عبدا"
وميزان ذا العقد والمركبا ... بلازم التنكير فردا نصبا
وكون ذا التمييز مقرونا بـ"أل" ... نطق به عند الكسائي يحتمل3
كذا أجاز وحده -نحو: "الأحد ... العشر4 الدرهم" في باب العدد
وكون "آل" مقترنا بالصدر لا ... سواه من غير خلاف قبلا
وكون "ال" في جزأي المركب ... فحسب واه ليس بالمستصعب
__________
1 النيف: لك ما زاد على العقد إلى أن يبلغ العقد الثاني.
2 هـ "كسته" في مكان "كخمسة".
3 ش، ع، ك، "محتمل".
4 ع ك "العشرة".

(3/1659)


وإن تعرف ذا إضافة فمع ... آخر إجعل "أل" وغير ذا امتنع
وشذ نحو: "الخمسة الأثواب" ... ومن يقس يحد عن الصواب
والجنس واسم جمع افصل1 بعد "من" ... من عدد نحو: "ثلاث من لبن"2
وشذ ما له أضيف كـ"البقر"3 ... والتا لها هنا الذي قبل استقر
وحكمها رتب على المذكور لا ... واحدة إن لم يكن قد جعلا
نائب جمع نحو: "رجلة" كذا ... "أشيا" فبالتا عد ذين يحتذى
وسبق "من" وصف ينافي حكم ما ... جرت يزيل حكمه فليعلما
وما لوصف متأخر أثر ... نحو: "ذكور" بعد "ضأن" أو "بقر
والجنس4 ذو الوجهين يأتي عدده ... بحسب الوجه الذي تعتمده5
__________
1 ط "أفضل" في مكان "فصل".
2 المضروب من الطين للبناء.
3 س ش ط "النفر".
4 ع"الوجه" في مكان "والجنس".
5 ع "يعتمده".

(3/1660)


فـ"الطير" بالتا، وبدونها يعد ... فهو بتذكير، وتأنيث ورد
وإن أضفت عددا مركبا ... يبقى1 البنا، وبعضهم قد أعربا
مفتوح صدر، وسوانا إن يضف ... يعرب كلا الجزأين مثل ما أصف2
أعني3 مضافا أول لآخر ... كـ"ذي4 ثلاث عشرة ابن عامر"
ولا يجوز أن يضاف5 "اثنا عشر" ... إلا إذا كان اسم انثى أو ذكر
وعند ذاك العجز احذف إن تضف ... فهو كنون اثنين حكما فاعترف
وصغ من اثنين فما فوق إلى ... "عشرة" كـ"فاعل" ومن "فعلا"
واختمه في التأنيث بالتا ومتى ... ذكرت فاذكر "فعالا" بغير تا
__________
1 س ش ط "تبق" في مكان "يبقى".
2 ع "تضيف أضف" في مكان "مثل ما أضف".
3 ط "أغنى" في مكان "أعني".
4 الأصل "كذا ثلاثة" في مكان "كذي ثلاث".
5 س ش ط "أن تضيف " في مكان "أن يضاف".

(3/1661)


وإن ترد بعض الذي منه بني ... تضف إليه مثل بعض بين
وإن ترد جعل الأقل مثلما ... فوق فحكم "جاعل" له احكما
كـ"ثالث اثنين" ونون1 وانصبا ... إن شئت والتأنيث بالتا وجبا
كقولنا: "ثالثة2 اثنتين" أو ... "ثالثة ثنتين" فاقف ما قفوا
وإن أردت مثل: "ثاني اثنين" ... مركبا فجيء بتركيبين
عجزاهما مثلان، وابدأ أولا ... بـ"فاعل" من صدر ثان واجعلا
"حاديا" الواحد، والفتح التزم ... وفي الكلم الأربع والآخر سم
بالتاء في التأنيث مطلقا ومع ... "عشرين" للتسعين فاعل3 يقع
وغير "حاد" دون تنييف4 وجد ... و"الحاد" في التنييف لا غير يرد
__________
1 ط "فنون".
2 ع ك "ثلاثة اثنتين".
3 ع ك "فاعلا" في مكان "فاعل".
4 ع ك "نيف" في مكان "تنييف".

(3/1662)


وشاع الاكتفاء بـ"فاعل" وما ... وركب معه لاختصار فاعلما
وربما أضيف "فاعل" إلى ... ما أصله صدرا له قد جعلا
و"فاعل" حين يضاف معرب ... وحكمه البنا إذا يركب
وربما أعرب حين يختصر ... والعجز ابن مطلقا دون حذر
وثعلب أجاز نحو: "رابع ... أربعة" وما له من تابع
"ش" تثبت تاء "ثلاثة" فما فوقها إلى "عشرة" إن كان واحد المعدود اسما مذكرا، وتسقط1 إن كان مؤنثا.
نحو: "عندي من العبيد ثلاثة ومن الإماء ثلاث"2.
فإن قصدت الإضافة إلى المعدود جيء به جمع قلة نحو: "لي ثلاثة أعبد، وثلاث آم"3.
فإن أهمل جمع القلة أضيف إلى جمع الكثرة نحو: "صدت ثلاثة ثعالب: وثلاث4 أرانب" و"شويت ثلاثة قلوب"
__________
1 هـ "أو تسقط".
2 هـ "ومن الإماء ثلاثة".
3 جمع تكسير لأمة "سيبويه 2/ 191".
4 ع "ثلاثة أرانب".

(3/1663)


و"أرقت ثلاثة1 دماء".
وقد يضاف إلى جمع كثرة مع وجدان جمع قلة كقوله -تعالى: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} 2.
ويعتبر التذكير والتأنيث في غير الصفة بالفظ فتقول:
"ثلاثة أشخص" قاصد نسوة.
و"ثلاث أعين" قاصد رجال.
لأن لفظ "شخص" مذكر، ولفظ "عين" مؤنث.
فإن اتصل بالكلام ما يزاد3 به المعنى ظهورًا، أو4 يكثر معه قصد معنى التذكير جاز الوجهان.
وقد يرجح اعتبار المعنى كقول تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ5 أَسْبَاطًا6 أُمَمًا} .
فبذكر "أمم ترجح حكم التأنيث، ولولا ذلك لقيل: "أنثى عشر أسباطا"7؛ لأن السبط8 مذكر.
__________
1 ع ك "ثلاث دماء".
2 من الآية رقم "228" من سورة "البقرة".
3 ع هـ "ما يراد" في موضع "ما يزاد".
4 ع ك "ويكثر" في مكان "أو يكثر".
5 ع "عشر".
6 من الآية رقم "160" من سورة "الأعراف".
7 ع "سبطا".
8 السبط: القبيلة من اليهود "قاموس".

(3/1664)


ومنه قول الشاعر:
1140-
وكان مجني دون من كنت أتقي ... ثلاث شخوص: كاعبان ومعصر
فبقوله: "كاعبان ومعصر" وترجح التأنيث، لولا ذلك لقال: "ثلاثة شخوص"؛ لأن "الشخص" مذكر.
ومثله قول الآخر:
1141-
وإن كلابا هذه عشر أبطن ... وأنت بريء من قبائلها العشر
وتغليب المعنى لكثرة قصده كقولهم: "ثلاثة أنفس" مع أن النفس مؤنثة.
لكن كثر استعمالها مقصودا بها إنسان فجعل عددها بالتاء
__________
1140- من الطويل، قاله عمر بن أبي ربيعة "الديوان ص100" من أبيات لها قصة ذكرت في الديوان، وهو من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ 91، وشرح التسهيل 2/ 134.
المجن: الترس، الكاعب: الجارية حين يبدو ثديها للنهود، المعصر: الجارية أول ما أدركت.
1141- من الطويل ينسب إلى النواح الكلابي، وهو من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ ص90، وشرح التسهيل 2/ 134، ونسب في كتاب سيبويه إلى رجل من بني كلاب.
البطن: ما دون القبيلة، وفوق الفخذ.
"المقتضب 2/ 184، الخصائص 2/ 417 الإنصاف 769، العيني 4/ 484، همع الهوامع 2/ 194".

(3/1665)


على وفق القصد، قال الشاعر:
1142-
ثلاثة أنفس وثلاث ذود ... لقد جار الزمان على عيالي
وحكى يونس أن رؤبة قال: "ثلاث أنفس"، فأسقط1 التاء مراعاة لتأنيث اللفظ2.
فإن3 كان المعدود صفة لم يعتبر لفظها، لكن يعتبر لفظ موصوفها المنوي.
فتقول4: "ثلاثة ربعات"5 إذا قصدت رجالا.
وكذا6 تقول: "ثلاثة دواب" إذا قصدت ذكورا؛ لأن الدابة صفة في الأصل.
__________
1 ع "أسقط".
2 ينظر كتاب سيبويه 2/ 174، وعبارة سيبويه: "على تأنيث النفس".
3 ع ك "وأن".
4 ك "فيقول".
5 الربعة: من كان بين الطول والقصر.
6 ع سقط "كذا".
1142- من الوافر ثاني بيتين قالهما الحطيئة حين خرج في سفر، ومعه امرأته أمامه وبنته مليكة فنزلا منزلا وسرح ذودا له ثلاثا فلما قام للرواح فقد إحداهما، والبيتان في تكملة ديوان الحطيئة 270، وفي طبقات ابن سلام96.
وذكر صاحب الأغاني 2/ 173 أنه رأى البيتين ضمن أبيات لرجل من بني عامر بن صعصعة في أمالي الزجاجي الوسطى وهما في أمالي الزجاجي ص 233، وفي الخزانة 3/ 301، ونقل محقق الأمالي ما ورد في الخزانة.

(3/1666)


ومن ترتيب حكم العدد على حال الموصوف المنوي قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} 1.
وتضاف "المائة" فما فوقها إلى المعدود مفردًا، كقوله تعالى: {بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ} 2.
وقد تضاف "مائة" إلى جمع كقراءة حمزة، والكسائي: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} 3.
[وقولي]
وفرعها كمثلها.......... ... ........................
أي: تثنية "المائة" يعامل مع المعدود معاملة "المائة" فيقال: "عندي مائتا درهم" بالإضاف إلى مفرد.
وفي4 شعر الربيع بن ضبع الفزاري:
1143-
إذا عاش الفتى مائتين عاما ... فقد ذهب المسرة والفتاء
__________
1 من الآية رقم "160" من سورة "الأنعام".
2 من الآية رقم "259" من سورة "البقرة".
3 من الآية رقم "25" من سورة "الكهف".
4 ك سقطت الواو من "وفي شعر".
1143- من الوافر وراوية أبي علي القالي في النوادر ص215.
...................... ... فقد أودى المسرة......
ورواه ابن الخباز في شرح الدرة ص105. =

(3/1667)


فميز بمنصوب، ولم يضف. وهو شاذ، فالأولى ألا يقاس عليه.
وتحذف1 تاء العدد المضاف إلى: "مائة" لتأنيثها، وتفرد تخفيفا لثقلها بالتأنيث، والاحتياج إلى مميز بعدها.
وقد يضاف إليها مجموعة كقول الشاعر:
1144-
ثلاث مئين للملوك وفي بها ... ردائي وجلت عن وجوه الأهاتم
ويضاف إلى الألف مجموعا، وتثبت تاء المضاف إليه
لتذكيره كقوله2 تعالى: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ} 3.
وإلى هذا أشرت بقولي:
__________
=
..................................... ... .....................فقد ذهب اللذاذة ...
وقد استشهد سيبويه بالبيت في موضعين 1/ 106، 1/ 293، ونسب البيت في الموضع الأول إلى الربيع بن ضبة، وفي الموضع الآخر إلى يزيد بن ضبة، وإن كان الأعلم نسبه في الموضعين إلى الربيع بن ضبة. "المقتضب 2/ 192، مجالس ثعلب 332، المعمرين7، جمل الزجاجي 246، ابن يعيش 6/ 28، الخزانة 3/ 306".
1 ع ك "ويحذف".
2 هـ "لتذكيره كذه كقوله".
3 من الآية رقم "124" من سورة "آل عمران".
1144- من الطويل قاله الفرزدق
في إحدى قصائده يمدح =

(3/1668)


و"الألف" مفرد مذكر1 فما ... لمثله صح له به احكما
ثم أخذت في بيان تركيب العدد، وما يتعلق بهن فأشرت إلى أن للمذكر منه: "أحد عشر" [واثنا عشر" و"ثلاثة عشر" ...
إلى "تسعة عشر".
وللمؤنث:
"إحدى عشرة" و"اثنتا عشرة"2] و"ثلاث عشرة" ... إلى "تسع عشرة".
__________
= سليمان بن عبد الملك ويهجو جريرا، وقيسا "الديوان 853"، وهو من شواهد المصنف في شرح عمدة الحافظ90، وشرح التسهيل 2/ 133.
وقصة رداء الفرزدق مشهورة، فقد حج سليمان بن عبد الملك فبلغه، وهو بمكة ثورة لبعض بني تميم، فخطب الناس بمسجد عرفات فذكر غدر بني تميم، ووثوبهم على سلطان الأمويين، وإسراعهم إلى الفتن.
فقام الفرزدق -وكان حاضرا- فقال وفتح رداءه:
"يا أمير المؤمنين هذا ردائ رهن لك بوفاء بني تميم، والذي بلغك كذب".
ورواية البيت في الديوان:
فدي لسيوف من تميم وفى بها ... .........................
الأهاتم: واحدها أهتم: المكسر الأسنان أو المراد: بنو الأهتم. وهو لقب سنان ابن سمي بن سنان بن خالد بن منقر؛ لأنه هتمت تنيته يوم الكلاب.
1 في الأصل "مذكر مفرد" في مكان "مفرد مذكر".
2 هـ سقط ما بين القوسين.

(3/1669)


تجري أول الجزأين على ما كان له قبل التركيب من ثبوت التاء في التذكير، وسقوطها في التأنيث.
وتعكس العمل في الثاني:
إلا أن شين: "عشرة" تسكن في لغة الحجازيين، وتكسر في لغة التميميين.
وقد تترك على ما كانت عليه من الفتح، وبذلك قرأ الأعمش1 {فانفجرت منه اثنتا عَشَرة عينا} 2.
بينت ترجيح3 السكون بقولي:
........................... ... واللغة الأولى هي المشتهره
وأشرت4 بقولي:
ومع غير "أحد" و"إحدى" ... ما معهما فعلت فافعل5 قصدا
إلى أن ثاني جزأي المركب "عشر"6 في التذكير
__________
1 سليمان بن مهران الأعمش الكوفي، المتوفى سنة 148، سبق التعريف به.
2 من الآية رقم "60" من سورة "البقرة".
وتنظر قراءة الأعمش في المحتسب 1/ 85، وما بعدها.
3 هـ "جيح" في مكان "ترجيح".
4 هـ "فأشرت".
5 هـ "فاعل" في مكان "فافعل".
6 ع "عشرة".

(3/1670)


"عَشَرة" في التأنيث.
ثم أكدت البيان مشيرا بقولي:
ولـ"ثلاثة" و"تسعة" وما ... بينهما إن ركبا ما قدما
إلى أن تاء صدر المركب تثبت في التذكير، وتسقط في التأنيث كما كان يفعل بهما في الإفراد.
ثم زدت ذلك بيانا بقولي:
[و"عشرا" اجعل عجزا لذي التا ... واختم بـ"عشرة" المضاهي "أستا"] 1
أي: المجرد من التاء
ثم بينت أن "اثنين" واثنتين" يقال في تركيبهما:
"اثنا عشر" و"اثنتا عشرة" في الرفع.
و"اثني عشر" و"اثنتي عشرة" في الجر والنصب.
بإعراب الصدر وبناء العجز.
وخص بالإعراب2 "اثنا"3 و"اثنتا" لوقوع العجز منهما موقع النون.
__________
1 سقط ما بين القوسين من ع، ك وجاء في مكانه.
وأول عشرة اثنتي وعشرا ... اثني إذا أنثى تشا أو ذكرا
2 هـ "بإعراب" في مكان "بالإعراب".
3 ع "اثنتى" في مكان "اثنا".

(3/1671)


فكما كان الإعراب مع النون ثابتًا ثبت مع الواقع موقعها.
وقد نبهت على أنه لاحظ في الإعراب لغير "اثني" واثنتي" من جزأي المركب بقولي:
................ ... والفتح في جزأي سواهما ألف.
ثم بينت أن عين1 "أحد عشر" ونحوه قد تسكن استثقالا لتوالي الحركات، ومنه قراءة2 يزيد بن القعقاع3: "إني رأيت أحد عْشَرَ كوكبا"4.
وإياه عنيت بقولي:
وبعضهم سكن5 عين "عشرة" ... من بعد فتح.................
وقراءة6 هبيرة7 صاحب حفص8 بسكون عين: "اثنا عشرة شهرا"9.
__________
1 ع "غير".
2 ينظر المحتسب 1/ 332.
3 أحد القراء العشرة وقد سبق التعريف به.
4 من الآية رقم "4" من سورة "يوسف".
5 ع "مسكن" في مكان "سكن".
6 الأصل "وقرأ هبيرة".
7 هبيرة بن محمد التمار له ترجمة في طبقات ابن الجزري 2/ 353.
8 حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي، توفي سنة 180هـ تقريبا.
9 من الآية رقم "36" من سورة "التوبة".

(3/1672)


وإليه1 أشرت بقولي:
........................... ... ومع "اثنا" قد ندر
ثم قلت:
و"بضعة" كـ"تسعة" فما2 سفل ... .............................
مشيرا إلى أن "بضعة" قد3 يراد به "واحد" فما فوقه إلى التسعة. [4 هذا قول الفراء] 5.
وأنه يجري مجرى "تسعة" مطلقا، أي: في الإفراد، والتركيب وعطف "عشرين" وأخواته عليه.
وأن تاءه6 كتاء "تسعة" في ثبوت وسقوط نحو: "لبثت بضعة أعوام، وبضع سنين" و"عندي بضعة عشر غلاما، وبضع عشرة أمة"، وبضعة وعشرون كتابا، وبضع وعشرون صحيفة".
وهذا المراد بقولي:
.............................. ... ومطلقا مجراه يجري حيث حل
__________
1 ع ك "وإلى هذا أشرت".
2 هـ "فيما" في مكان "فما".
3 ع ك هـ سقط "قد".
4 سقط ما بين القوسين من الأصل.
5 قال الفراء في معاني القرآن 2/ 46: "البضع: ما دون العشر".
6 هـ "تاؤه".

(3/1673)


[1 والأولى أن يراد بـ"بضعة" من "ثلاثة" [إلى2 "تسعة".
وبـ"بضع" من "ثلاث"3] إلى "تسع".
فيحمل الثابت التاء على الثابتها، والساقطها على الساقطها4] .
ثم بينت أن في "ثمان" إذا ركبت أربع لغات: فتح الياء وسكونها، وحذفها مع كسر النون، أو فتحها كقول الشاعر:
1145-
ولقد شربت ثمانيا، وثمانيا ... وثمان عشرة اثنتين وأربعا
ثم بينت أن بعض العرب في الإفراد يجعل نونها حرف إعراب.
ومنه قول الراجز:
1146-
لها ثانيا أربع حسان
1147-
واربع فثغرها ثمان
__________
1 بداية سقط من الأصل.
2 بداية سقط من ع.
3 نهاية سقط ع.
4 نهاية سقط الأصل.
1145- من الكامل ينسب للأعشى، وليس في ديوانه "المقتضب" 2/ 67 الأشموني 4/ 72، اللسان "ثمن".
1146-1147- رجز يستشهد به النحويون، ولم أر من نسبه منهم =

(3/1674)


ومثله قراءة بعض القراء1: {2 وله الجَوَارُ المنشآت [في البحر كالأعلام] } 3. بضم الراء.
ومثله -أيضا- قول بعض العرب في الرباعي: رباع، وفي الشناحي -وهو الطويل -شناح.
وأردت بقولي:
......................... ... "عشرون" عم...........
أن4 المذكر5 والمؤنث فيه سواء.
ثم بينت أن النيف6 يقدم7 على "عشرين" وأخواته
__________
= لقائل وهو في اللسان "ثمن" و"ثغر"، وفي التصريح 2/ 274، والأشموني 4/ 72، والضمير في "لها" يعود إلى "كريا" في بيت سابق قال البغدادي في الخزانة بعد أن ذكر الشاهد:
أنشده ثعلب، ولا أعرف صاحب هذا الرجز، وأنشده "المعري في شرح ديوان البتحتري بقبل هذين البيتين بيتا ثالثا هو:
إن كريا أمة ميسان
1 هم ابن مسعود، وعبد الوارث عن أبي عمرو، والحسن "مختصر ابن خالويه ص149".
2 من الآية رقم "24" من سورة "الرحمن".
3 سقط ما بين القوسين من الأصل.
4 هـ "إلى" في مكان "أن".
5 ع "المذكور" في مكان "المذكر".
6 ع "نيف" في مكان "النيف".
7 في الأصل "يقدم".

(3/1675)


بحالتيه أي: بثبوت التاء في التذكير، وسقوطها في التأنيث.
ثم يذكر العقد معطوفا على النيف.
فيقال في المذكر: "ثلاثة وعشرون" وفي المؤنث "ثلاثة وعشرون" إلى تسعة وتسعين فتى" وتسع وتسعين فتاة".
ثم بينت أن المركب، و"باب عشرين" مميزان بمفراد، نكرة، منصوبة على التمييز.
[ثم أشرت إلى أن الكسائي يجيز نحو: "الأحد العشر الدرهم".
وخالفه الفراء في تعريف تمييز المركب، واتفقا على تعريف تمييز "العشرين"1] .
والصواب التزام تنكير التمييز -مطلقا-
فإن قصد تعريف العدد المركب اقتصر على تعريف
__________
1 سقط ما بين القوسين من ع، وك وهـ وجاء في موضعه:
ثم أشرت إلى أن الكسائي والفراء يجيزان نحو "الأحد العشر الدرهم والعشرين الدرهم"
،
وما ورد في هذه النسخ يتفق وما جاء في معاني القرآن 2/ 32 وما بعدها حيث قال الفراء: "ويجوز ما فعلت "الخمسة العشر".....
ثم قال:
وإن شئت أدخلت الألف واللام -أيضا- في الدرهم الذي يخرج مفسرا فتقول: ما فعلت الخمسة العشر الدرهم".

(3/1676)


صدره. وقد يعرف الصدر والعجز على ضعف.
وجاز ذلك مع أنهما كاسم واحد؛ لأن الإفراد فيهما1.
ملحوظ من قبل أنه اغتفر فيهما لتولاي ست حركات في "أحد عشر". [و"أربعة عشر"2] و"ثمانية عشر".
وتوالي خمس حركات في "ثلاثة عشر" فما فوقها [سوى "أربعة عشر" و"ثمانية عشر"3] .
فكما لحظ فيهما الإفراد من هذا الوجه جاز أن يلحظ من وجه آخر.
فإن قصد تعريف عدد مضاف اكتفي بتعريف ما وقع منه آخرا وإن تباعد نحو: "ثلاثمائة ألف الدرهم".
وأجاز الكوفيون استعمال نحو: "الخمسة الأثواب"4 قياسا على ما شذ نقله عن بعض العرب.
والصحيح الاقتصار به على ما سمع، وإياه عنيت بقولي:
......................... ... ومن يقس يحد عن الصواب
ثم أشرت إلى أن المعدود إذا كان اسم جنس كـ"الغنم" أو
__________
1 ع، ك "فيها" في موضع "فيهما".
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.
3 سقط ما بين القوسين من الأصل.
4 ينظر كلام الفراء في معاني القرآن 2/ 33.

(3/1677)


اسم جمع كـ"رفقة" لم يضف إليه العدد. بل يفصل بينهما بـ"من" بعد ثبوت التاء إن كان مذكرا، وسقوطها إن كان مؤنثا.
ولا أثر لصفة متأخرة. فيقال: "عندي ثلاث من الغنم، وثلاثة من الغنم"1.
فلو فصلت بصفة دالة على الذكورية2، والمعدود مؤنث منعت حكم التأنيث فقلت: "عندي ثلاثة ذكور من الغنم".
وكذا لو فصلت بصفة دالة على التأنيث، والمعدود مذكر منعت حكم التذكير نحو: "عندي ثلاث لواقح3 من النعم".
وإلى هذا أشرت بقولي:
وسبق "من" وصف ينافي حكم ما ... جرت يزيل حكمه.....................
ثم قلت:
وما لوصف متأخر أثر ... .....................
أي: إن تأخر وصفيدل على الذكورية عن عدد مؤنث، أو تأخر وصف يدل على التأنيث عن معدود مذكر، فوجود ذلك الوصف كعدمه وذلك نحو: "عندي أربعة من النعم إناث، وأربع من الضأن ذكور".
__________
1 الإبل والشاء، أو هو خاص بالإبل "قاموس".
2 هـ "الذكورة".
3 لواقح جمع لاقحة وهي الناقة التي قبلت اللقاح.

(3/1678)


فإن كان في اسم الجنس وجهان جاز فيه استعمالان، وذلك نحو "البقر" و"الطير"، فإن تذكير كل منهما وتأنيثه جائز فلك أن تعده بالتاء على لغة التذكيرن، وأن تعده بلا تاء على لغة التأنيث فتقول:
"عنيد ثلاثة من البقر، وثلاث1، وأربعة من الطير وأربع".
وما جاء مضافا إليه العدد [من اسم جنس، أو اسم2] جمع حفظ، ولم يقس عليه.
كقوله تعالى:3 {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ} 4.
وكقوله -عليه الصلاة5 والسلام:
"ليس فيما دون خمس ذود 6 من الإبل صدقة" 7.
__________
1 هـ "وثلاثة".
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.
3 من الآية رقم "48" من سورة "النمل".
4 قوم الرجل أو ما دون العشرة من الرجال.
5 هـ "عليه السلام".
6 الذود: من الثلاثة إلى العشرة من الإبل.
7 أخرجه البخاري في الزكاة 32، 42، 56 وسلم في الزكاة، 3، 5، 7، وأبو داود في الزكاة 2/ 5، الترمذي في الزكاة 7، النسائي في الزكاة 5، 10، 18، 22، 24، ابن ماجه في الزكاة 6، الدارمي في الزكاة 11، الموطأ في الزكاة 1، 2، وأحمد 1/ 11، 2/ 2، 4، 3/ 6، 30، 45، 59، 60، 73، 74، 79، 296.

(3/1679)


فثبتت تاء عدد1 الـ"رهط"؛ لأنه مذكر.
وسقطت تاء عدد الـ"ذود"؛ لأنه مؤنث
ولا يعتبر التذكير والتأنيث في هذا النوع إلا بحال المذكور.
فكان مقتضى هذا أن يقال في "الرجلة" بمعنى: "رجالة": "ثلاثا رجلة"؛ لأنه اسم جمع مؤنث.
إلا أنه جاء نائبا عن تكسير "راجل"2 على "رجال" فذكر عدده، كما كان يفعل بالمنوب3 عنه.
ومن هذا القبيل قولهم: "ثلاثة أشياء".
فإن "أشياء" اسم جمع على "فعلاء" في الأصل، ولذا لم ينصرف، فهو مؤنث اللفظ، فكان حق العدد المضاف إليه أن تسقط تاؤه.
ولكنه جيء به نائبا عن تكسير "شيء" على "أفعال"، فعومل عدده معاملة عدد "أفعال" الذي واحده مذكر.
وقولي:
__________
1 هـ "بإعداد" في مكان "تاء عدد".
2 ع ك "رجل" في مكان "راجل".
3 هـ "في المنوب عنه".

(3/1680)


وإنا أضفت عددا مركبا ... يبق البنا، وبعضهم قد أعربا
أشرت به إلى قول سيبويه1:
"واعلم أن العرب تدع خمسة عشر في الإضافة، والألف واللام على حاله. كما تقول: "اضرب أيهم أفضل وكـ"الآن".
ثم قال2:
ومن العرب من يقول: "خمسة عشرك" وهي لغة رديئة".
وقولي:
........... وسوانا إن يضف ... يعرب كلا الجزأين.......
أشرت به إلى أن الكوفيين إذا أضافوا العدد المركب أعربوا صدره بحسب مقتضى العامل، وجروا العجز بإضافة الصدر3 إليه4 فيقولون: "هذه خمسة عشر زيد"، و"اقبض خمسة عشرك" و"اكفف عن خمسة عشر غيرك".
والبصريون لا يرون ذلك، بل يستصحبون البناء في الإضافة كما يستصحب مع الألف واللام بإجماع.
__________
1 الكتاب 2/ 51.
2 ع سقط "ثم قال".
3 ع، ك "العدد" في مكان "الصدر".
4 ينظر معاني القرآن للفراء 2/ 33.

(3/1681)


وحجة الكوفيين [سماعهم عمن يثقون بعربيته، كقول أبي فقعس الأسدي، وأبي الهيثم العقيلي: "ما فعلت خمسة عشرك"، رواه عنهما1 الفراء سماعا2.
3 وأما] قول الراجز4:
1148-
علق5 من غنائه وشقوته
1149-
بنت ثماني عشرة من حجته
[فضرورة عند الكوفيين وغيرهم، إذ ليس فيه ما في "خمسة عشرك" من إضافة العجز6] .
[وفي احتجاجهم به ضعف بين؛ لأنه فعل مضطر لا فعل مختار7] .
__________
1 معاني القرآن 2/ 33، 34.
2 هـ سقط "سماعا".
3 سقط ما بين القوسين من الأصل.
4 عبارة الأصل: "وحجة الكوفيين قول الراجز "بنت ثماني عشرة" من قوله:
"علق من عنائه وشقوته ... "
5 هكذا في الأصل، أما رواية الفراء في معاني القرآن 2/ 34، وباقي النسخ "كلف" في مكان "علق".
6 سقط ما بين القوسين من الأصل.
7 سقط ما بين القوسين من ع، ك.
1148-1149- من رجز لنفيع بن طارق شبه فيه ركب المرأة إذا ظهر فيه الشعر، ولم يغزر بجلد القنفذ وقد ذكر البغدادي في الخزانة 3/ 105 الأرجوزة التي منها الشاهد "وينظر: الحيوان للجاحظ 6/ 493، المخصص 14/ 92، 17/ 102، الإنصاف 309، العيني 4/ 488، همع الهوامع 2/ 149، التصريح 2/ 275".

(3/1682)


ثم قلت:
ولا يجوز أن يضاف "اثنا عشر"1. ... إلا إذا كان اسم أنثى أو ذكر
منبها على أنه يقال: "أحد عشرك" و"ثلاثة عشرك" ...
إلى آخر المركب.
ولا يقال: "اثنا عشرك"؛ لأن "عشر" من "اثنا عشر" بمنزلة نون اثنين.
ولا يقال: "اثناك" لئلا2 يلتبس بإضافة "اثنين" بلا تركيب.
فلو سمي بـ"اثنا عشر" لقيل3 في إضافته: "اثناك"؛ لأنك لست تريد العدد، ولا تريد أن تفرق بين عددين.
وقولي:
وصغ من "اثنين" فما فوق إلى ... "عشرة" كـ"فاعل" من فعلا
أشرت به إلى قولهم:
__________
1 ع، ك "اثنتي عشر".
2 هـ "لا" في مكان "لئلا".
3 في الأصل، هـ "قيل".

(3/1683)


"ثان" و"ثانية".... إلى "عاشر" و"عاشرة".
فما استعمل منها مفردا فبين.
وما استعمل غير مفرد: فإما أن يستعمل مع ما اشتق منه [كـ"ثان" مع "اثنين".
وإما أن يستعمل مع ما سفل كـ"ثالث" مع "اثنين".
فالمستعمل ما اشتق منه] 1 تجب إضافته فيقال في المذكر: "ثاني اثنين" وفي المؤنث "ثانية اثنتين"....
إلى "عاشر عشرة" و"عاشرة عشر".
والمراد: أحد اثنين، وإحدى اثنتين، وأحد عشرة2 وإحدى عشر3.
ولا يجوز تنوينه، والنصب به، وأجاز ذلك ثعلب وحده، ولا حجة له4 في ذلك.
والمستعمل مع ما سفل يجوز أن يضاف وأن ينون، وينصب ما يليه فيقال: "هذا رابع ثلاثة، ورابع ثلاثة" و ["هذه" رابعة ثلاث، ورابعة ثلاثا".
__________
1 هـ سقط ما بين القوسين.
2 ع "عشر" في مكان "عشرة".
3 ع "عشرة" في مكان "عشر".
4 ع، ك سقط "له".

(3/1684)


لأن المراد: هذا جاعل ثلاثة أربعة، فعومل معاملة ما هو معناه.
ولأنه اسم فاعل حقيقة فإنه يقال: "ثلث الرجلين"، إذا انضممت إليهما فصرتهم ثلاثة.
وكذلك "ربعت الثلاثة" ... ... إلى "عشرت التسعة".
فـ"فاعل" هذا بمعنى: جاعل، وجار مجراه لمساواته له في المعنى، والتفرع [على فعل.
بخلاف1 "فاعل" الذي يراد به معنى أحد ما يضاف إليه، فإن الذي هو في معناه لا عمل له، ولا تفرغ له] 2 على فعل.
فالتزمت إضافته كما التزمت إضافة ما هو مشتق من، وقد تضمن النظم كيفية الاستعمالين وإرادة المعنيين.
ثم أشرت إلى أن المركب قد يقصد به مثل ما قصد بـ"ثاني اثنين" وأشباهه.
والأصل فيه أن يجاء بتركيبين، وصدر أولهما "فاعل" في التذكير "وفاعلة" في التأنيث، مشتقان من صدر ثانيهما وعجزهما معا: "عشر" في التذكير، و"عشرة" في التأنيث.
__________
1 هـ سقط "بخلاف".
2 ع سقط ما بين القوسين.

(3/1685)


فيقال: "ثاني عشر اثني عشر" و"ثانية عشرة اثنتي عشرة"1 ... إلى تاسع عشرة تسعة عشر" و"تاسعة عشرة تسع عشرة".
بأربع كلمات مركب أولاهن مع الثانية، وثالثتهن مع الرابعة.
والمركب الأول مضاف إلى الثاني إضافة "فاعل" إلى ما اشتق منه.
وقد يقتصر على صدر الأول فيعرب لعدم التركيب، ويضاف إلى المركب الثاني2 باقيا على بنائه فيقال:
"ثالث ثلاثة عشر" و"ثالثة ثلاث عشرة".
رقد يقتصر على المركب الأول باقيا بناؤه، وربما أعرب.
و"أولي عشرة" في التذكير، و" [أولي] عشرة" في التأنيث مبنيين3.
ذكر هذا الاستعمال مرويا عن العرب ابن السكيت، وضمنه -أيضا- ابن كيسان مهذبه.
ويقال في "أحد عشر" و"إحدى عشرة": "حادي عشر"
__________
1 زاد الأصل بعد قوله عشرة: "في التذكير اثنتي عشرة"، ولا موضع لهذه الزيادة.
2 ع، ك سقط "الثاني".
3 هكذا في كل النسخ "مبنيين" -بالنصب- والأقرب أن تكون "مبنيان".

(3/1686)


و"حادية عشرة".
والأصل: واحد عشر، وواحدة عشرة، فقلب بجعل الفاء بعد اللام فصار "واحد": حاديا، و"واحدة" حادية.
ولا يستعمل هذا القلب [في "واحد"1]-[في الأجود2-] إلا في تنييف.
أي: مع "عشرة" أو مع "عشرين" وأخواته.
فيقال: "حادي وعشرون" في التذكير، و"حادية وعشرون" في التأنيث ... إلى "حادي وتسعين" و"حادية وتسعين".
وأما "ثان" فما فوقه فيستعمل3 في تنييف وغيره.
__________
1 ع، ك سقط "في واحد".
2 هـ والأصل سقط "في الأجود".
3 ع، ك "يستعمل".

(3/1687)


فصل في تمييز العدد بمذكر، ومؤنث 1:
"ص"
الحكم للسابق إن يضف عدد ... لذكر، وضده، وما اتحد
كذا لدى2 تركيب معدود خلا ... من عقل إن مميزاه اتصلا
وبعد ذي تركيب كائن لما ... يعقل فالتذكير حكمه الزما
والحكم للمؤنث اجعل إن وجد ... فصل3 وكان غير ذي عقل قصد
ولا تضف ما دون "ستة" إلى ... مميزين فهو لن يستعملا
"ش" إذا كان للعدد المضاف مميزان: مذكر، ومؤنث، فالحكم لسابقهما.
أي: إن سبق الذكر4 كان العدد بلا تاء نحو: "إلى ثمانية أعبد، وآم". وإن سبق المؤنث5كان العدد بلا تاء نحو: "لي ثماني آم، وأعبد"، واحترزت بقولي:
................. ... ............... وما اتحد
من أن يعبر عن المذكر والمؤنث بلفظ واحد، وهذا
__________
1 سقط العنوان من هـ.
2 ط "الذي" في مكان "لدى".
3 س "عقل" في مكان "فصل".
4 ع، ك "مذكر" في مكان "الذكر".
5 ع، ك "مؤنث" في مكان "المؤنث".

(3/1688)


الاحتراز مستغنى عنه بذكر "السابق"، فإنه مشعر بعدم الاتحاد، لكن الحاجة دعت إلى كلمة تكمل البيت، فكان ما يناسب أولى مما لا يناسب.
ثم أخذت في [بيان] المركب المميز بمذكر ومؤنث، فأشرت إلى أنهما إذا كانا مما لا يعقل، ولم يكن بينهما وبين العدد فصل فالحكم لسابقهما: مذكرا كان أو مؤنثا نحو: "لي ثلاثة عشرة جملا، وناقة، وأربع عشر نعجة وكبشا".
ثم بينت أن المركب1 المميز بمذكر، ومؤنث مما يعقل يجعل الحكم فيه للمذكر: قدم أو أخر، باتصال أو انفصال نحو:
عندي خمسة عشرة رجلًا، وامرأة، وثلاثة عشرة أمة وعبدا".
ثم بينت أن المركب المميز2 بمذكر ومؤنث مما لا يعقل إن فصل من مميزة بـ"بين"، فالحكم فيه للمؤنث تقدم أو تأخر نحو:
"نحرت خمس عشرة بين ناقة وجمل، أو بين جمل وناقة".
و"دأبت في سفري خمس عشرة بين ليلة3 ويوم، أوبين يوم وليلة".
ولا يضاف عدد أقل من "ستة" إلى مميزين: مذكر ومؤنث؛ لأن كل واحد من المميزين جمع، وأقل الجمع ثلاثة.
فلو قيل: "خمسة أعبد، وآم" لزم إطلاق الجمع في أحدهما على ما ليس جمعًا.
__________
1 سقط من الأصل "المركب".
2 ع سقط "المميز".
3 ع "له" في مكان "ليلة".

(3/1689)


فصل في التأريخ 1:
"ص"
وراع في تاريخ الليالي ... لسبقها بليلة الهلال
فقل: "خلون" وخلت" و"خلتا" ... من بعد لام خافض مما أثبتا
وفوق "عشر" فضلوا2 "خلت" على ... "خلون"، واعكس في الذي قد سفلا
و"غرة الشهر" و"مستهله" ... أوله، وهكذا "مهله"
فواحدا منها انصبن بعد "كتب" ... أو قل: "لأول ليلة منه" تصب
__________
1 سقط العنوان من هـ.
2 ع "فصلوا" في موضع "فضلوا".

(3/1690)


وفي انقضا الأكثر1 قالوا2: "بقيت": ... ثم "بقين" كـ"خلون" و"خلت"
و"سلخه" قل، و"انسلاخ" إذا ... ما آخر عنيت، وقيت الأذى
"ش" أول الشهر: ليلة طلوع هلاله، فلذلك أوثر في التاريخ قصد الليالي، واستغنى عن قصد الأيام؛ لأن كل ليلة من ليالي الشهر يتبعها يوم، فأغناهم قصد المتبوع عن التابع.
وليس هذا من التغليب؛ لأن التغليب هو: أن يعم كلا الصنفين بلفظ أحدهما، كقولك: "الزيدون والهندات خرجوا" فالواو قد3 عمت: "الزيدين" و"الهندوات" تغليبا للمذكر.
وقولك": "كتب لخمس خلون" لا يتناول إلا الليالي، والأيام": مستغنى عن ذكرها لكون المراد مفهوم.
وغذا تقرر هذا فليعم أن حق المؤرخ أن يقول في أول الشهر: "كتب لأول ليلة منه"4 أو"لغرته" أو"مهله" أو"مستهله".
ثم يقول:
"كتب لليلة خلت" ثم"لليلتين خلتا" ثم"لثلاث خلون" ... إلى "عشر".
ثم "لإحدى عشرة خلت" ... إلى "خمس عشرة".
ثم "لأربع عشرة بقيت منه" ... إلى "تسع عشرة".
ثم "لعشر بقين".. إلى أني يقال: "لآخره" أو"سلخه" أو"انسلاخه".
__________
1 ط "الأكثر" في مكان "الأكثر".
2 ط "قل" في مكان "قالوا".
3 في الأصل "قالوا وقد" في مكان "فالواو قد".
4 ع "لأول الليلة خلت منه".

(3/1691)


فصل: فيما يركب من الأحوال والظرو ف 1
"ص"
واستعملوا استعمال "خمسة عشر" ... "كفة كفة" كذا "شذر مذر"
"صحرة بحرة" كذا "شذر مذر" ... و"بيت بيت" معه "شغر بغر"2
و"حيث بيث" حيث بيث" و"خذع ... مذع" "أخول"3بمثل متبع
"بادي بدا" "بادي بدي" "أيدي سبا" ... كلا على الحال ورووا منتصبا
وهذا الاستعمال في الظروف جا ... كـ"بين بين" ونحوا ذا المنهجا
__________
1 سقط العنوان من هـ.
2 ط "شغر بعر" في مكان "شغر بغر".
3 ط "أحول" في مكان "أخول".

(3/1692)


في الوقت والنوعان قد يضاف1 ما ... قدم فيها، والإضافة الزما
فيما خلا منها عن2 الحالية ... وما خلا منها عن الظرفية
وما كـ"حيص بيص" "خاز باز" من ... خال من الأمرين هكذا3 زكن
و"صحرة" قد أعربوا و"بحره"4 ... لما أتوا بعدها بـ"نحره"5
و"كفة لكفة" رووا و"عن ... كفة" -أيضا- معربا وما وهن
"ش" أصل الاسم إذا قصد زيادة معناه أن تغير بنيته كجعل "ضارب"6: "ضروبا" و"عشرة": "عشرين" و"ثلاثة": "ثلاثين".
أو يزاد على بنيته كـ"زيدين" و"هندات".
__________
1 ط "أضيف" في مكان "يضاف".
2 هـ "على" في مكان "عن".
3 س ش ط ع ك "نادرا" في مكان "هكذا".
4 ط و"لجره" في مكان "وبجره".
5 ط "ببحره" ع"بتحره" في مكان "بنحره".
6 ع ك "ضاربا".

(3/1693)


1 أو يجعل تابعا أو متبوعا كـ"خمسة وعشرين" و"مائة وخمسين".
فما سلك به هذا السبيل بقي معربا لموافقة النظائر.
وما عدل به عن ذلك بني لشبه الحرف بمباينة الأسماء والأفعال، وهذا سبب بناء "خسمة عشر" وأخواته.
أو يقال:
لما كان "خمسة عشر" مركبا من2 شيئين من جنس واحد لا عمل لأحدهما في الآخر، ولا ينفك أحدهما عن الآخر مع إرادة معناه أشبه الحروف المركبة كـ"هلا" و"لولا" و"لوما" و"أما" و"إنما" فبني لذلك.
وشبهت بـ"خمسة عشر" أحوال كـ"كفة كفة".
وظروف كـ"يوم يوم" فبنيت.
إلا أن الإضافة سائغة في هذه النوع لوجهين:
أحدهما: أنها أخف من التركيب، واستعمالها فيه لا يوقع في لبس.
بخلاف "خسمة عشر" فإنه إضافة صدره3 إلى عجزه يوقع في لبس.
__________
1 ع "ويجعل".
2 ع ك سقط "من".
3 هـ سقط "صدره".

(3/1694)


الثاني: أن تركيب باب "خمسة عشر" لازم في غير الضرورة ما دام معناه مقصودا.
بخلاف تركيب باب "كفة كفة"، فإنه قد يقال: "لقيته كفة لكفة"1 و [لقيته] كفة عن كفة"، فيفهم منه ما يفهم مع التركيب.
ففرق بين البابين لجواز الإضافة في أحدهما دون الآخر.
وقد عاملوا بعض المضاف معاملة "خمسة عشر"، فقالوا في النداء: "يا ابن أم" و"يا ابن عم".
وفي هذا الباب في فعل ذلك بـ"بادي بدا" و"تفرق القوم أيدي سبا، وأيادي سبا"2.
وذلك أن المضاف، والمضاف إليه كالشيء الواحد إذا لا يكمل عنى المضاف بدون المضاف إليه، فإذا انضم إلى ذلك لزوم الإضافة، وقيام جزأيها3 مقام اسم مفرد قوي شبه الواحد، وحسن4 التركيب كما هو "بادي بدا" و"أيدي سبا".
__________
1 ع "ككفة".
2 ينظر أمثال الميداني 1/ 275.
3 ع "جزئها" في مكان "جزأيها".
4 هـ "حشن" في مكان "حسن".

(3/1695)


فقام "بادي بدا" مقام: مبتدئا، و"أيدي سبا" مقام: مبتددين.
ومثل "بادي بدا": "بادي بدي" قول1 الراجز:
1150-
وقد علتني ذرأة بادي بدي
وهو من "بدأ [يبدأ" لا من "بدا2] يبدو] ؛ لأنهم قالوا في معناه: "بدءة ذي بدء".
وأصل: "تفرقوا أيدي سبا، وأيادي سبا": "تفرقوا أيدي سبأ، وأيادي سبأ".
فأبدلوا الهمزة ألفا، وسكنوا الياء تخفيفا، كما فعل بياء "معد يكرب".
وقال بعض العرب: "أيدي سبا" -بالتنوين- على الإضافة وفلك التركيب، 3 والتزام سكون الياء تشبيها بالألف، وإنهم قد
__________
1 هـ والأصل "قال" في مكان "قول".
2 ع سقط ما بين القوسين.
3 ع سقطت الواو من "والتزم".
1150- من رجز ذكره أبو علي القالي في الأمالي 1/ 200 ولم ينسبه. وقد نسبه صاحب اللسان "ذرأ" إلى أبي نخيلة تابعا لصاحب الأغاني 18/ 151 حيث نسبه إلى أبي نخليلة السعدي.
الذرأة: الشمط، بادي بدا: أول كل شيء.

(3/1696)


يسكنون في النصب ياء المنقوص المفرد، فأن يفعل ذلك المنقوص المركب أولى وأحق.
ومعنى "لقيته كفة كفة": لقيته ذوي كفتين، أي: كففته عن الاشتغال بغيري، وكفني عن الاشتغال بغيره.
ويقال: "لقيته صحرة بحرة"1 أي: منكشفين.
ويضم إليهما "نحرة" فيعربن"؛ لأن ثلاثة أشياء لا يركبن.
و"تفرقوا شذر مذر، [2 وشذر مذر3] أي: متشذرين متبذرين4، وميم "مذر"] 5 بدل من باء.
و"شغر بغر"6 و"خذع مذع7" بمعناه، و"تركت البلاد حيث بيث، وحيث بيث"، أي: مقلبة ظهرا لبطن.
"تساقطوا أخول أخول"، يعني: متفرقين8، أو بمعنى "بين بين".
قال الشاعر يصف ثورا يطعن الكلاب:
__________
1 ينظر القاموس "صحر".
2 ع وك سقط ما بين القوسين.
3 ينظر أمثال الميداني 1/ 279.
4 ع "متبدين" في مكان "متبذرين".
5 هـ سقط ما بين القوسين.
6، 7 أمثال الميداني 1/ 279.
8 القاموس "خول".

(3/1697)


1151-
يساقط عنه روقه ضارباتها1 ... سقوط2 شرار القين أخول أخولا
ومجيء هذا التركيب في الظروف أكثر من مجيئه في الأحوال، فمن ذلك قول الشاعر:
1152-
نحمي حقيقتنا وبعـ ... ـض القوم يسقط بين بينا
أي: بين هؤلاء، وبين هؤلاء.
ومنه قول الآخر:
1153-
ومن لا يصرف الواشين3 عنه ... صباح مساء يبغوه خبالا
__________
1 في الأصل "ضارياتها".
2 هـ "ساقط" في مكان "سقوط".
3 ع، ك "الواشون" في مكان "الواشين".
1151- من الطويل واحد من أبيات أربعة ذكرها أبو زيد في النوادر145، ونسبها إلى ضابئ بن الحارث البرجمي وروايته:
.............. ضارباتها ... سقاط حديد القين......
كما ذكرت في شرح ديوان الحماسة للمرزوقي 1654، والشاهد في الخصائص 2/ 130، 3/ 290 المحتسب 1/ 86، همع 1/ 249، الأصمعيات 183.
1152- من مجزوء الكامل، قاله عبيد بن الأبرص "الديوان: 137".
الحقيقة: ما يحق للإنسان أن يحميه كالأهل والولد والجار، يسقط بين بين: أي ضعيفا لا يعتد به.
1153- من الوافر لم أعثر على من عزاه إلى قائل معين ورواية السيوطي في همع الهوامع 1/ 196 "يضنوه" في مكان "يبغوه" وينظر شذور الذهب 72، والدرر اللوامع 1/ 167.

(3/1698)


فإن خلا شيء من هذه الأحوال، والظروف عن الحالية والظرفية تعينت الإضافة، وامتنع التركيب نحو: "جاورت زيدا ذوي بيت لبيت، وهو يأتينا كل صباح ومساء"1.
قال الشاعر:
1154-
ولولا يوم يوم ما أردنا ... جزاءك والقروض لها جزاء
وما ليس حالا ولا ظرفا مما ركب تركيب "خمسة عشر" فشاذ كقولهم: "وقعوا في حيص بيص2" أي: في شدة يعسر التخلص منها".
ومنه قول الشاعر:
__________
1 عن، ك سقط الواو من "ومساء".
2 ينظر أمثال الميداني 1/ 127.
الحيص: الفرار. البوص: التأخر.
1154- من الوافر قاله الفرزدق "الديوان ص9".
القرض: ما سلف من إساءة أو إحسان.
والبيت من شواهد سيبويه2/ 53، والسيوطي في همع الهوامع 1/ 197، وابن هشام في المغني 76، وتحدث عنه البغدادي في الخزانة 2/ 94، والشنقيطي في الدرر 1/ 168.

(3/1699)


1155-
قد كنت خراجا ولوجا صيرفا ... لم تلتحصني حيص بيص لحاص
اي: لم تنشبني شدة منشبة
ومما ركب تركيب "خمسة عشر" بشذوذ: "الخاز باز" في إحدى لغاته.
وهو ذباب، وأيضا: صوت ذباب، وأيضا: نبت1، وايضا: داء في اللهازم، وأيضا السنور ويقال: الخاز باز" بكسرتين، و"الخاز بازِ" و"الخاز بازُ" والخزبازُ" و"الخازِ باءَ" [و"خازُ بازٍ"2] .
__________
1 ذكر الميداني في أمثاله 1/ 148 شاهدا على هذا المعنى قول ابن أحمر يصف روضة:
تكسر فوقها القلع السواري ... وجن الخازباز به جنونا
2 سقط ما بين القوسين من الأصل.
1155- من الكامل قاله أمية بن أبي عائذ الهذلي "ديوان الهذليين 2/ 192"، وهو من شواهد سيبويه 2/ 15، والفراء في معاني القرآن 2/ 396، وابن يعيش 4/ 115.
صيرافا: أتصرف في الأمور، لم تلتحصني: لم تنشب في فتثبطني، لحاص: من أسماء الداهية -يقال: وقع في حيص بيص: إذا وقع في أمر شديد لا يخرج منه.

(3/1700)