نحو مير مبادئ قواعد اللغة العربية خاتمة
فيها فوائد متفرقة يجب علمها وفيها فصول ثلاثة:
الفصل الأول: في [بيان] التوابع
وعلم أن التابع: هو كل لفظ ثان يعرب بإعراب سابقه من جهة واحدة، ويسمى
السابق متبوعا.
وحكمه: أن يوافق المتبوع في الإعراب دائما.
التوابع خمسة أقسام:
الأول: الصفة؛ تابع يدل على معنى في
متبوعة، مثل: «جَاءَنِيْ رَجُلٌ عَالِمٌ». أو في متعلق متبوعه، مثل:
«جَاءَنِيْ رَجُلٌ حَسَنٌ غُلَامُهُ، أو أَبُوْهُ».
والصفة التي تدل على معنى في متبوعة فتتبع متبوعها في عشرة أشياء:
التعريف، والتنكير، والتذكير، والتأنيث، والإفراد، والتثنية، والجمع،
والرفع، والنصب، والجر، مثل: «عِنْدِيْ رَجُلٌ عَالِمٌ، ورَجُلَانِ
عَالِمَانِ، ورِجَالٌ عَالِمُوْنَ، واِمْرَأَةٌ عَالِمَةٌ،
واِمْرَأَتَانِ عَالِمَتَانِ، ونِسْوَةٌ عَالِمَاتٌ».
وأما الصفة التي تدل على معنى في متعلق متبوعها [ويُسمى النعت السببي]،
فتتبع متبوعها في خمسة أشياء: التعريف، والتنكير، والرفع، والنصب،
والجر، مثل: «جَاءَنِيْ رَجُلٌ عَالِمٌ أَبُوْهُ».
اعلم أن النكرة توصف بالجمة الخبرية، نحو: «جَاءَنِيْ رَجُلٌ أَبُوْهُ
عَالِمٌ» (1)، ولابد في الجملة من ضمير عائد إلى النكرة.
__________
(1) قد تكون الجملة اسمية وقد تكون فعلية، نحو: «جَاءَ رَجُلٌ يَحْمِلُ
كِتَابًا».
(/32)
والثاني:
التأكيد؛ تابع يدل على تقرير حال المتبوع في النسبة، أو في شمول
الحكم له، لِئَلَّا يبقي شكَّ للسامع.
والتأكيد على قسمين:
1 - لفظي،
2 - ومعنوي.
فالتأكيد اللفظي يكون بتكرار اللفظ،
مثل: «زَيْدٌ زَيْدٌ قَائِمٌ»، و «ضَرَبَ ضَرَبَ زَيْدٌ»، و «إِنَّ
إِنَّ زَيْدًا قَائِمٌ»، [و «زَيْدٌ قَائِمٌ زَيْدٌ قَائِمٌ»].
والتأكيد المعنوي بثمانية ألفاظ:
نَفْسٌ، وعَيْنٌ، وكِلَا وكِلْتَا، وكُلٌّ [وعَامَّةٌ]، [وجَمِيْعٌ]
وأَجْمَعُ، وأَكْتَعُ، وأَبْتَعُ، وأَبْصَعُ، مثل: «جَاءَنِيْ زَيْدٌ
نَفْسُهُ»، و «جَاءَنِي الزَّيْدَانِ أَنْفُسُهُمَا»، و «جَاءَنِي
الزَّيْدُوْنَ أَنْفُسُهُمْ»، وكذلك عَيْنٌ، و «جَاءَنِي الزَّيْدَانِ
كِلَاهُمَا، والْهِنْدَانِ كِلْتَاهُمَا».
وكِلَا وكِلْتَا خاصتان بالمثنى، [و «جَاءَنِي الطُّلَابُ
عَامَّتُهُمْ، وجَمِيْعُهُمْ»] و «جَاءَنِي الْقَوْمُ كُلُّهُمْ
[وجَمِيْعُهُمْ] أَجْمَعُوْنَ وأَكْتَعُوْنَ، وأَبْتَعُوْنَ،
وأَبْصَعُوْنَ».
اعلم أن أَكْتَعُ، وأَبْتَعُ وأَبْصَعُ اتباع لأَجْمَع [وأَجْمَعُ تأتي
بعد كل، وجَمِيْعٌ إذا أريد تقويتها وجُمْعَاءُ بعد كلها، وأَجْمَوُنَ
بعد كلهم]، فلا تستعمل بدونه، ولا تتقدمه.
والثالث: البدل؛ تابع مقصود
بالنسبة، وهو على أربعة أقسام:
1 - بدل الكل،
2 - وبدل الاشتمال،
3 - وبدل الغلط،
4 - وبدل البعض.
فأما بدل الكل: فما يكون مدلوله مدلول المبدل منه، مثل: «جَاءَنِيْ
زَيْدٌ أَخُوْكَ».
وبدل البعض: ما يكون مدلوله جزء المبدل منه، مثل: «ضُرِبَ زَيْدٌ
رَأْسَهُ».
وبدل الاشتمال: ما يكون مدلوله جزء المبدل منه، مثل: «سُلِبَ زَيْدٌ
ثَوْبَهُ».
وبدل الغلط: لفظ يذكر بعد الغلط، مثل: «مَرَرْتُ بِرَجُلٍ حِمَارٍ».
والرابع: العطف بالحروف؛ تابع مقصود
بالنسبة مع متبوعه، بعد حروف العطف، مثل: «جَاءَنِيْ زَيْدٌ
وَّعَمْرٌو».
وحروف العطف عشرة، نذكرها في الفصل الثالث إن شاء الله تعالى يسمى عطف
النسق أيضًا.
والخامس: عطف البيان؛ تابع غير صفة
يوضح متبوعه، مثل: «أَقْسَمُ بِاللهِ أَبُوْ حَفْصٍ عُمَرُ»، إذا كان
مشهورا بالعلم، و «جَاءَنِيْ زَيْدٌ أَبُوْ عَمْروٍ»، إذا كان مشهورا
بالكنية.
(/33)
|