الشرح المختصر على نظم المقصود عناصر الدرس
* قواعد في الإعلال.
* صوغ اسم الفاعل من الأجوف والناقص.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ، وعلى آله
وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قد شرعنا في باب المعتلات والمضاعف والمهموز، وعرفنا المراد بالمعتلات
والمضاعف والمهموز، وهو سيذكر ذكر في هذا الباب ما يتعلق بتصريف
الأفعال التي دخلها اعتلالٌ أو تضعيف أو همز، ووقفنا عند قوله بعد أن
ذكر بعض القواعد المتعلقة بالإعلال
وَاليَاءُ إِنْ مَا قَبْلَهَا قَدِ انْكَسَرْ ... فَابْقِ مِثَالُهُ
خَشِيْتَ لِلضَّرَرْ
أَوْ ضُمَّ مَعْ سُكُوْنِهَا فَصَيِّرِ ... وَاوًا فَقُلْ يُوْسِرُ فِي
كيُيْسِرِ
يُيْسِرِ هذا الأصل.
من القواعد المتعلقة بالإعلال الياء الساكنة أو المفتوحة إن انكسر ما
قبلها صحت الياء، الياء المفتوحة أو التي سَكَنَتْ حينئذٍ تصح الياء
إذا كُسِرَ ما قبلها خَشِيَ الياء هنا لا تنقلب ألف تصح بمعنى أنها لا
تقلب ألفًا، فقيل: سَلمت أو صحت يعني: لا تقلب الياء ألفًا ولا واوًا،
حينئذٍ خَشِيَ هنا وقعت الياء وهي حرفٌ من حروف العلة وقعت لامًا
للكلمة، وسبق أن الياء إذا تحركت وفتح ما قبلها وجب قلب الياء ألفًا،
وهنا خَشِيَ لم يوجد فيها هذا الشرط وإن تحركت الياء إلا أنه لم ينفتح
ما قبلها وإنما كُسِرَ ما قبلها، إذًا انتفى الشرط،
وَاوًا اوْ يًا حُرِّكَا اقْلِبْ أَلِفَا ... مِن بَعْدِ فَتْحٍ
كَغَزَا الَّذِيْ كَفَى
كَفَيَ هل خَشِيَ مثل كَفَيَ؟ الجواب لا
لماذا؟ لأن كَفَيَ وجد فيه الشرطان تحركت الياء وفتح ما قبلها فوجب قلب
الياء ألفًا، وأما خَشِيَ تحركت الياء نعم لكنه لم ينفتح ما قبلها
حينئذٍ صحت الياء بمعنى أنها سلمت من القلب لا تقلب البتة، (خَشِيْتَ)
خَشِي الشين مكسورة وسكنت الياء، إذًا هل تحقق الشرطان، هنا انتفى
الشرطان الياء ساكنة لم تتحرك وشرط قلب الياء ألفًا أن تتحرك الياء
وهنا سكنت، وكذلك انكسر ما قبلها، إذًا خَشِيَ وَخَشِيتُ نقول: هنا لا
تقلب الياء ألفًا لانتفاء الشرط الذي سبق تقريره، (وَاليَاءُ) الساكنة
أو المفتوحة أطلقه الناظم وأراد به الساكنة في نحو: خَشِيتَ أو
خَشِيتُ، وكذلك المفتوحة في نحو: خَشِيَ (إِنْ مَا قَبْلَهَا)، (إِنْ)
حرف شرط، (إِنْ مَا قَبْلَهَا) يعني: إن انكسر (مَا قَبْلَهَا) يعني:
الحرف الذي استقر قبل الياء مطلقًا سواءٌ كان ساكنة أو مفتوحة (قَدِ
انْكَسَرْ) هذا مفسرٌ للما سبق، (فَابْقِ) أمرٌ من أَبْقَى يُبْقِي
أَبْقِي إذًا بهمز القطع وهنا سهلت من أجل النظم، يعني: أسقط همزة
القطع من أجل ضرورة النظم، (فَابْقِ) هذا أمرٌ من أَبْقَى همزته قطع،
(فَابْقِ) ماذا؟ أبق الياء كحالها يعني: لا تقلبها ألفًا ولا واوًا،
(مِثَالُهُ) أي: مثال الياء المكسور ما قبلها وهي ساكنةٌ (خَشِيْتَ
لِلضَّرَرْ) خَشِيتَ الضَّرَرَ لأن خَشِيَ يَتَعَدَّى بنفسه واللام هذه
زائدة من أجل الوزن وزيادتها شذوذ يعني: لا يعتبر قياسًا لأنه كما
مَرَّ معنا أن الفعل إذا تأخر معموله بعده فحينئذٍ يَتَعَدَّى إليه
بنفسه ولا يحتاج إلى حرف تعديةٍ، فإن زيد حرف تعديةٍ حينئذٍ يكون
شاذًّا، بخلاف ما إذا يتقدم المعمول على عامله، إذًا خشيت الضرر هذا
الأصل، (خَشِيْتَ لِلضَّرَرْ) نقول: هذا شاذ لكن الناظم هنا من أجل
الوزن زاد هذه اللام، والضرر اسمٌ لما يتضرر به، إذًا (خَشِيْتَ) هذا
مثالٌ للياء الساكنة المكسور ما قبلها وصحت الياء، يعني: لم تنقلب
ألفًا لفوات الشرطين، ومثال الياء المتحركة التي انكسر ما قبلها مفتوحة
خَشِيَ تزيده على ما ذكره الناظم (أَوْ ضُمَّ مَعْ سُكُوْنِهَا
فَصَيِّرِ وَاوًا) يعني: هذه قاعدة أيضًا تتعلق بإعلال الياء (أَوْ
ضُمَّ) يعني: ما قبلها (مَعْ سُكُوْنِهَا) [إذا سكنت الياء وضم ما
قبلها وجب قلب الياء ألفًا هذه قاعدة] (1)
__________
(1) سبق ..
[واوًا نعم أحسنت] إذا سكنت الياء وضم ما
قبلها وجب قلب الياء واوًا، واضح؟ (أَوْ ضُمَّ)، (أَوْ) هذه للتنويع
(ضُمَّ) هذا ماضٍ مُغير الصيغة نائبه ضمير يعود إلى (مَا) لقوله:
(إِنْ)، (إِنْ) (انْكَسَرْ) (مَا) هذا فاعل انكسر، (أَوْ ضُمَّ) يعني:
ما قبلها (ضُمَّ) نائب الفاعل ضميرٌ مستتر يعود إلى ... (مَا)، (ضُمَّ
مَعْ سُكُوْنِهَا) الياء (مَعْ سُكُوْنِهَا) الياء الساكنة من إضافة
المصدر إلى فاعله (فَصَيِّرِ) هذا أمرٌ من صَيَّرَ مفعوله الأول محذوف
والثاني (وَاوًا)، (فَصَيِّرِ) الياء الساكنة عقب ضم (وَاوًا)، يعني:
اقلب الياء الساكنة التالية أو الواقعة إثر ضمٍ صَيِّرْها ماذا؟ واوًا،
والتصير هنا التغيير والتحويل والتبديل وهو عين الصرف، (فَقُلْ
يُوْسِرُ فِي كيُيْسِرِ) هنا اجتمع عندنا ياءان الأولى متحركة والثانية
ساكنة، نقول: القاعدة إذا سكنت الياء وضم ما قبلها وجب قلب الياء
الساكنة واوًا، تقول: (يُوْسِرُ). إذًا ... (يُوْسِرُ) هذه الواو ليست
أصلية وإنما هي منقلبةٌ عن ياءٍ، والقاعدة أن الياء إذا سكنت وضم ما
قبلها وجب قلب الياء واوًا، والمثال الذي ذكره الناظم موافقٌ للقاعدة.
إذًا (فَصَيِّرِ) صَيَّرَ ماذا؟ الياء الساكنة عقب ضمٍ (وَاوًا)،
(وَاوًا) هذا مفعولٌ ثاني لصيِّر، وصير مفعوله الأول محذوف دال عليه ما
سبق، (فَقُلْ يُوْسِرُ) هذا مضارع (فِي كيُيْسِرِ) انظر فيه ثقل، ولذلك
جاء التعديل هنا بكون قلب الياء الساكنة عقب ضمٍ لأن الانتقال من ضمٍ
إلى ياء كانتقالٍ من ضمٍ إلى كسرتين وهذا فيه ثقل على اللسان، يُي فيه
ثقل لكن يُوسِرُ أخف على اللسان من يُيْسِرُ واضح، فالانتقال من ضمٍ
إلى كسرٍ فيه شيءٌ من الثقل والياء عبارة عن كسرتين وهو مقررٌ في
موضعه.
إذًا هذان البيتان يتعلقان بالياء تضمنه قاعدتين تتعلقان بالياء:
الياء الساكنة أو المفتوحة إثر كسرٍ تصح واضح.
الياء الساكنة إثر ضمٍ تقلب واوًا.
هتان قاعدتان وهذا يمر بك كثيرًا في الصرف.
وَوَاوٌ اثْرَ كَسْرٍ إِنْ تَسْكُنْ تَصِرْ ... يَاءً كَجِيْرَ بَعْدَ
نَقْلٍ في جُوِرْ
(وَوَاوٌ) بالرفع كائنةٌ (اثْرَ) يعني: عقب يعني: بعد (اثْرَ) هذا
بهمزة القطع لكن وصله لأجل الوزن، (وَوَاوٌ اثْرَ) يعني: عقب أو بعد
(كَسْرٍ إِنْ تَسْكُنْ) يعني: الواو (تَصِرْ) هذا مضارع صار الناقص،
واسمه ضمير الواو الساكن (تَصِرْ) الواو الساكنة ياءً، هذا عكس ما سبق
إن سكنت الواو وانكسر ما قبلها وجب قلب الواو ياءً، ما هي القاعدة؟
سكنت الواو وانكسر ما قبلها وجب قلب الواو ياءً.
ومر معنا في أول الدروس مِيزَان قلنا: أصله مِوْ جاءت القاعدة الآن،
مِوْزَان سكنت الواو وانكسر ما قبلها فوجب قلب الواو الساكنة ياءً، هذه
قواعد ينبغي ضبطها، (وَوَاوٌ) كائنةٌ (اثْرَ كَسْرٍ) يعني: عقب كسرٍ،
... (إِنْ) هذا شرط يعني: ليس كل واوٍ تقع بعد كسرٍ، لا، وإنما شرطها
... (إِنْ تَسْكُنْ) يعني: الواو تسكن الواو واو ساكنة (اثْرَ كَسْرٍ)
ماذا؟ قال: (تَصِرْ). هذا مضارع صَارَ يحتاج إلى اسمٍ وخبر، خبره ياءً
(تَصِرْ) أي: الواو الساكنة (تَصِرْ) الواو الساكنة يعني: تصير الواو
الساكنة وهنا جزمه لماذا؟
جواب الشرط
.
إِنْ تَسْكُنْ تَصِرْ ... يَاءً كَجِيْرَ
بَعْدَ نَقْلٍ في جُوِرْ
جُوِرَ على وزن فُعِلَ، حينئذٍ انتقالٌ من ضمٍ إلى كسرٍ وواوٌ مكسورة
هذا فيه شيءٌ من الثقل فأريد تخفيفه فألقيت حركة الجيم التي هي الضمة
يعني: سقطت من أجل ماذا؟ من أجل أن نتمكن من نقل حركة الواو وهي الكسرة
إلى ما قبلها فسكنت الجيم بعد إسقاط حركتها، ونسقط حركة الجيم الضمة من
أجل أن نتمكن من نقل حركة الواو إلى ما قبلها، حينئذٍ صار جِوْ سكنت
الواو وانكسر ما قبلها فوجب قلب الواو ياءَ، فقيل: جِيرَ (يَاءً)
كقولك: (كَجِيْرَ بَعْدَ نَقْلٍ) نقل ماذا؟ نقل حركة الواو الكسرة إلى
ما قبلها، بعد إسقاط حركة الجيم، تقول: (في جُوِرْ) على وزن فُعِل وهذا
مر معنا في النحو، قُوِلَ، قلنا: قُوِلَ هذا مُغير الصيغة، نحن نقول:
قِيلَ كيف جاء قيل والأصل قُوِلَ؟ لأنه من قَالَ يَقُولُ قَوْلاً،
نقول: قُوِلَ هذا الأصل استثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى ما قبلها
لكن لما كان ما قبلها محركًا لا يمكن النقل إلا بعد إسقاط حركة القاف،
حينئذٍ أسقطنا ضمة القاف فسكنت حينئذٍ نقلنا حركة الواو الكسرة إلى ما
قبلها فصير قِوْ، سكنت الواو وانكسر ما قبلها فقلبت الواو ياءً فقيل:
قِيلَ، واضح؟ يعني: قِيلَ حصل فيها ما حصل في (جُوِرْ) جُوِرَ على وزن
فُعِلَ، انكسرت استثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى ما قبلها بعد إسقاط
حركة الجيم، وقيل: جِوْ ثم سكنت الواو وانكسر ما قبلها فوجب قلب الواو
ياءً، إذًا ... (كَجِيْرَ بَعْدَ نَقْلٍ) يعني: نقلٍ لحركة الواو
والعين عين الكلمة (في جُوِرْ) إذًا هذه قاعدة تتعلق بباب الإعلال وهي
متعلقةٌ بالواو، وهو حرفٌ من حروف العلة إذا سكنت الواو وانكسر ما
قبلها وجب قلب الواو ياءً.
وَإِنْ يُحَرَّكْ وَهْيَ لاَمُ كِلْمَةِ ... كَذَا فَقُلْ غَبِيْ مِنَ
الغَبَاوَةِ
(غَبِيْ) أصلها غَبِوَ على وزن فَعِلَ،
غَبِوَ هنا (وَإِنْ يُحَرَّكْ) يعني: بعد كسرٍ لكن بشرط أن تقع لام
الكلمة، وهنا قال: لام الكلمة ليعم الاسم والفعل لأن حكمها ليس خاصًا
بالأفعال وإنما هو شامل للأسماء والأفعال، والمعتلات تدخل الأسماء
وتدخل الأفعال، (وَإِنْ تُحَرَّكْ) [$ قبل ذلك قال الشيخ يحرك 13.37]،
(إِنْ) حرف شرط، و (تُحَرَّكْ) هذا فعل مضارع مُغير الصيغة ونائبه ضمير
الواو، وأطلق الناظم هنا الحركة تحرك ما خصها بالفتح يعني: مطلق الحركة
سواءٌ كانت ضمة أو كسرة أو فتحة مطلقًا لأنه قال: (وَإِنْ تُحَرَّكْ).
مطلق الحركة يعني: الواو السابقة (وَهْيَ) الواو واو الحال (وَهْيَ)
أي: الواو بسكون الهاء للوزن (وَهْيَ) هذا مبتدأ (لاَمُ كِلْمَةِ)
(لاَمُ) هذا خبر وهو مضاف، و (كِلْمَةِ) بإسكان اللام لغةٌ في كَلِمَة
وكان الأفصح كَلِمَة، وهذا لغةٌ فيها كَلْمَة، كِلْمَة، كَلِمَة، فيها
ثلاث لغات، (كِلْمَةِ) يعني: وهي أي: الواو (لاَمُ كِلْمَةِ) حال كون
الواو واقعةً لامًا في الفعل، (كَذَا) حال كونها كائنةً (كَذَا) أي:
الواو المتقدمة في كون كلٍ (اثْرَ كَسْرٍ)، (فَقُلْ غَبِيْ) أصله
غَبِوَ فقلبت حركة الياء وانكسر ما قبلها فوجب قلب الواو ياءً، كما قيل
في جُوِرْ جِيرَ هناك سكنت الواو وانكسر ما قبلها مِوْزَان هنا تحركت
الواو مطلق حركة لكنها وقعت طرفًا يعني: لام كلمة وانكسر ما قبلها
فحينئذٍ نقول: إذا وقعت الواو طرفًا لام كلمة وهي محركة وكسر ما قبلها
وجب قلب الواو ياءً، غَبِوَ وقعت الواو طرفًا لام كلمة وانكسر ما قبلها
وقيل (غَبِيْ مِنَ الغَبَاوَةِ)، ... (غَبِيْ مِنَ الغَبَاوَةِ) لِمَا
قال: (مِنَ الغَبَاوَةِ)؟ ليبين لك أن الغبي بالياء أنت ما تدري كيف
تعرف أن هذه الياء منقلبة عن واو صَرِّفْهَا تعرف المصدر تعرف اسم
الفاعل .. إلى آخره، (مِنَ الغَبَاوَةِ) غبي غباوة، إذًا الياء هذه
منقلبة عن واو، والغباوة ضد لفطانة، إذًا قاعدة هنا إذا تحركت الواو
طرفًا لام كلمة وانكسر ما قبلها وجب قلب الواو ياءً.
حَرَكَةٌ لِيَا كَوَاوٍ إِنْ عَقِبْ ... مَا صَحَّ سَاكِنًا
فَنَقْلُهَا يَجِبْ
مِثَالُ ذَا يَقُوْلُ أَوْ يَكِيْلُ ثُمْ ... يَخَافُ وَالأَلِفُ عَن
وَّاوٍ تقُمْ
هذا ما يسمى الإعلال بالنقل، مر أنواع الإعلال كم؟
ثلاثة: إعلالٌ بالقلب، والأمثلة السابقة عليه قلبت الواو ياءً هذا يسمى
إعلالاً بالقلب.
إعلالاً بالحذف.
وإعلالٌ بالنقل.
الحذف مَرَّ معنا شيءٌ منه، قُلْ هذا حذفٌ حذفَ العين.
النقل أن يبقى الحرف كما هو ليس عندنا
خلاف، الأصل هذا، وإنما تُنْقَل قد يترتب على النقل انقلاب لكن في
الأصل الإعلالٌ بالنقل المراد به نقل الحركة، قد يترتب عليه بعد ذلك
قلبٌ هذا شيءٌ آخر، لكن الكلام في المرحلة الأولى أو المقدمة الأولى
وهو ما يسمى إعلالاً بالنقل، يعني: نقل الحركة إلى محلٍ آخر،
(حَرَكَةٌ) هذا مبتدأ كائنةٌ لياءٍ هذا الأصل قصره للوزن (كَوَاوٍ)
يعني: كحركة واوٍ، إذًا (حَرَكَةٌ) لياءٍ (كَوَاوٍ)، إذًا ياءٌ محركةٌ
بأي حركة أطلق الناظم هنا (كَوَاوٍ) كحركة واوٍ مطلقًا بأي حركة (إِنْ
عَقِبْ مَا صَحَّ سَاكِنًا)، (إِنْ عَقِبْ) هنا (إِنْ) شرطية، و
(عَقِبْ) هذا ظرف فحينئذٍ كيف يقع الظرف بعد إن؟ وإن لا تلي إلا
الأفعال إذًا لا بد من التقدير إن كانا عقب، كانا هو اسمها حذفت،
والألف هنا اسم كان يعود إلى الواو والياء، إن كانا يعني: الواو والياء
المحركان، (عَقِبْ) يعني: إثر (مَا) أي: الحرف الذي صح بشرط أو حال كون
الذي (صَحَّ سَاكِنًا) حينئذٍ ماذا؟ (فَنَقْلُهَا يَجِبْ) يعني: نقل
الحركة عن الواو إلى ما قبلها بشرط أن يكون ما قبل الواو أو الياء
حرفًا صحيحًا ساكنًا، يعني: لا بد من اجتماع أمرين:
أن يكون حرفًا صحيحًا يعني: ليس حرف علة.
وثانيًا أن يكون ساكنًا.
وساكنًا هنا يشمل حالين:
إما أن يكون ساكنًا بالأصالة.
وإما أن يكون ساكنًا بعد إسقاط حركته كما قلنا في قُوِلَ، قلنا هنا:
نريد أن ننقل حركة الواو إلى ما قبلها، طيب هو محرك بالضمة قُو ماذا
نصنع؟ نُسَكِّنَهُ إذًا هنا التسكين ليس ابتداءً، وإنما حصل الثاني
فنسكنه أولاً ويكون تمهيدًا لنقل حركة الواو إلى ما قبلها، فحينئذٍ
نقول: قُوِلَ سَكَّنَّا أولاً القاف لماذا؟ لأن الإعلال بالنقل وهو نقل
حركة الواو إلى ما قلبه لا يصح إلا إذا كان ساكنًا، إذًا لا بد أن نمهد
القاعدة أولاً فنسكن القاف، ثم نأتي إلى الواو نقول: كُسِرَتِ الواو أو
واوٌ عليها محركةٌ بكسرٍ وإذا قِيلَ حينئذٍ ننقلها إلى ما قبلها هذا
يسمى ماذا إعلالاً بالنقل، واوٌ محركة نقلنا حركتها إلى ما قبلها بشرط
أن يكون ما قبلها حرفًا صحيحًا ساكنًا، والقاف هنا حرفٌ صحيح ليس بحرف
علة وكذلك هو ساكن، ولكن السكون هنا جاء مقدمةً يعني أمرًا ثانيًا،
(فَنَقْلُهَا) من إضافة المصدر لمفعوله يعني: نقلك أنت الحركة حركة
الياء أو حركة الواو (يَجِبْ) يعني: نقلها (فَنَقْلُهَا) من إضافة
المصدر لمفعوله وهو مبتدأ، نقلها أي: نقل حركة من الياء أو الواو إلى
الحرف الصحيح الساكن السابق (يَجِبْ) يعني: واجب، والوجوب هنا وجوب
صناعي وليس بوجوبٌ شرعي وإن اتفق اللفظان، (مِثَالُ ذَا يَقُوْلُ أَوْ
يَكِيْلُ ثُمْ يَخَافُ) ذكر لك ثلاثة أمثلة:
(مِثَالُ ذَا) يعني: المذكور النقل في لفظ
(يَقُوْلُ)، (يَقُوْلُ) قلنا: هذا على قَالَ يَقُولُ، قَالَ أصله
قَوَلَ مضارعه من باب يَفْعُلُ، قَالَ يَقُولُ من باب نَصَرَ يَنْصُرُ،
إذًا (يَقُوْلُ) أنت ما تنطق به يَفْعُلُ كيَنْصُرُ النطق هكذا؟ لا،
وإنما تقول: يَقُو ليس كَيَنْصُ إذًا وقعت الضمة هنا على الفاء وهي في
الأصل على العين لأن يَفْ الفاء ساكنة والعين مضمومة يَفْعُلُ يَنْصُرَ
يَقْتُلُ (يَقُوْلُ) من باب يَفْعُلُ حينئذٍ تعلم أن ثم إعلال بالنقل
قد حصل هنا، وهو أن الواو هي عين الكلمة، وعلمنا أن الباب باب يَفْعُلُ
إذًا ضمةٌ على واوٍ فهي ثقيلةٌ حينئذٍ نخفف اللفظ فننقل الضمة إلى ما
قبلها فننظر ما قبلها فإذا به يَقْ إذًا قافٌ وهو حرفٌ صحيح وهو ساكن
وهو فاء الكلمة، إذًا ماذا نصنع؟ ننقل الضمة ضمة الواو إلى ما قبلها
هذا يسمى إعلالاً بالنقل، هذا في باب يَفْعُلُ (يَقْوُلُ) واضح هذا؟
إذًا يَقُولُ أصله يَقْوُلُ بإسكان القاف وضم الواو، نقلت ضمة الواو
إلى القاف وهذا يسمى إعلالاً بالنقل، والشرط موجود حركةٌ لواو،
وثانيًا: حرفٌ صحيحٌ ساكنٌ قبلها [نعم].
(أَوْ) النقل في لفظ (يَكِيْلُ) هذا مثالٌ لكَالَ يَكِيلُ مثالٌ
لليائي، أولاً: الواو، الثاني: مثال للياء.
ياءٌ محركةٌ، وما قبلها حرفٌ صحيحٌ ساكن، فحينئذٍ نقلنا حركة الياء إلى
ما قبلها (يَكِيْلُ) أصلها يَكْيِلُ على وزن يَفْعِلُ كَالَ يَكِيلُ،
كَالَ تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا كَيَلَ، (يَكِيْلُ) أصله
يَكْيِلُ من باب يَفْعِلُ، إذًا العين مكسورة وَيَكْ الكاف حرفٌ صحيح
وهو ساكن هنا، إذًا نخفف فننقل حركة الياء التي هي الكسرة إلى ما
قبلها، فحينئذٍ نقول: يَكِ، فهل تحريك الكاف هنا بالأصالة؟
الجواب: لا، لأن وزنه يَفْ هذه فاء الكلمة،
ودائمًا في المضارع في باب يَفْعُلُ يَفْعِلُ يَفْعَلُ الفاء ساكنة
حينئذٍ إذا جاءت محركة معك تعلم أنها ليست أصلية فـ (يَقُوْلُ) تعلم
أنها ليست أصلية القاف هنا حركتها إنما هي منقولة عن عين حركة عين
الكلمة، كذلك يَكِ الأصل يَكْ كيف جاءت مكسورة نقول هذه الكسرة نقلت من
حركة عين يَكِيلُ والأصل يَكْيِلُ هذا مثالٌ للياء، وانظر في الموضعين
(يَقُوْلُ)، (يَكِيْلُ) حصل إعلالٌ بالنقل وصحت الواو والياء، أليس
كذلك؟ يَقُولُ يَقْوُلُ نقلت الحركة ماذا حصل للواو هل انقلبت؟ لا،
بقيت كما هي فصحت إذًا حصل إعلالٌ بالنقل وصحت الواو، يعني: لم تقلب
شيئًا آخر، لا ألفًا ولا ياءً، و (يَكِيْلُ) يَكْيِلُ نقلت حركة الياء
إلى ما قبلها وصحت الياء، يعني: لم تقلب واوًا ولا ألفًا، يَخَافُ أصله
من باب يَفْعَلُ خَوِفَ يَخْوَفُ عَلِمَ يَعْلَمُ حينئذٍ نقول: يَخَافُ
يَخْوَفُ على وزن يَفْعَلُ ماذا صنعنا؟ يَخْ الخاء حرفٌ صحيحٌ ساكن
والواو متحركةً فحينئذٍ نقول: إعلالٌ بالنقل فننقل حركة الواو إلى ما
قبلها وهي الخاء، ثم سكنت الواو، وهل صحت؟ ما صحت، لماذا؟ لأن العرب لم
تنطق بهذا، وإنما نطقت بيخاف، وهذه الألف منقلبة عن واوٍ قطعًا، وقطعًا
حصل إعلالٌ بالنقل فجمعًا بين الأمرين وهي القاعدة المطردة نقول: هنا
حصل إعلالٌ بالنقل، ثم نقول: تحركت الواو قبل النقل وانفتح ما قبلها
بعد النقل فقلبت الواو ألفًا، لماذا نقول هذا؟ لأنه كما ذكرنا يَخَا
الخاء في الأصل ساكنة يَخْ، أليس كذلك؟ قلنا: هذه فاء الكلمة، وكل فعل
مضارع فاء الكلمة فيه يكون ساكنًا وَيَخَافُ متحركة بال ... # 26.02
إذًا حصل إعلالٌ بالنقل قطعًا، وانقلبت الواو ألفًا وهي ساكنةٌ،
والقاعدة أن الواو تتحرك ويفتح ما قبلها من أجل أن تقلب ألفًا وهنا
ساكنة فكيف انقلبت؟ قالوا: إذًا ننظر إلى الفعلين بالنظرين قبل النقل
وبعد النقل، ثم ركبت العلة من الفعلين بالنظرين فصارت العلة كاملة.
أو يقال: اكتفاءً بجزء العلة فقلبت الواو ألفًا.
(مِثَالُ ذَا يَقُوْلُ أَوْ يَكِيْلُ ثُمْ يَخَافُ) النقل في لفظ
(يَخَافُ)، ... (وَالأَلِفُ عَن وَّاوٍ تقُمْ) في يخاف (وَالأَلِفُ)
هذا مبتدأ، (عَن وَّاوٍ تقُمْ) يعني: تنقلب جملة هذه خبر (الأَلِفُ)، و
(عَن وَّاوٍ) متعلقٌ به، و (تقُمْ) الأصل تَقُوم سكنه للوقف ثم التقى
ساكنان الواو والميم فحذفت الواو للتخلص من التقاء الساكنين، إذًا
الألف هنا في (يَخَافُ) نقول: قلبت عن الواو، والألف تقوم يعني: تنقلب
(عَن وَّاوٍ) في (يَخَافُ) فقط ليس في (يَقُوْلُ) وإنما في (يَخَافُ)
لأن العرب نطقت بها كذا بعد حصول الإعلال بالنقل.
إذًا ذكر في هذين البيتين أن الياء أو الواو إذا تحركتا وصح ما قبلهما
ساكنًا حينئذٍ نقل حركت الواو أو الياء إلى ما قبله بشرط أن يكون حرفًا
صحيحًا ساكنًا، وذكر لك ثلاثة أمثلة: باب يَفْعُلُ، وَيَفْعِلُ،
وَيَفْعَلُ، وبَيَّن لك أن (يَخَافُ) على جهة الخصوص حصل فيه إعلالٌ
بالنقل فتبعه إعلالٌ بالقلب كما ذكرنا سابقًا.
وَإِنْ هُمَا مُحَرَّكَيْنِ فِي طَرَفْ ... مُضَارِعٍ لَمْ يَنْتَصِبْ
سَكِّنْ تُحَفْ
نَحْوُ الَّذِي جَا مِن رَّمَى أَوْ مِنْ
عَفَا ... أَوْ مِنْ خَشِيْ وَيَاءَ ذَا اقْلِبْ أَلِفَا
وياءً (وَيَاءَ) مضاف إلى ما بعده ليس بالتنوين.
(وَإِنْ هُمَا) عرفنا (إِنْ) هذه حرف شرط، فإذا جاء بعدها اسمٌ لا بد
من تقدير فعلٍ، (وَإِنْ هُمَا) الضمير يعود إلى الواو والياء هذا فاعل
لفعلٍ محذوف لك أن تقدره كما قدره الشارح اسْتَقَرَّ، وإن استقرا يعني:
الألف والواو (مُحَرَّكَيْنِ) حال كونهما محركين، وأطلق الحركة فحينئذٍ
يدخل فيه التحريك بالضم أو الفتح أو الكسر، (فِي طَرَفْ) المراد في
الطرف يعني: لام الكلمة، إذا قيل طرف الكلمة يعني: لامها، (فِي طَرَفْ)
يعني: آخر لفعلٍ مضارعٍ (لَمْ يَنْتَصِبْ) احترازًا عن الفعل المنتصب،
لأن الفعل المنتصب إذا كان في آخره واوٌ كيَدْعُو لَنْ يَدْعُوَ، أو
يَرْمِي لَنْ يَرْمِيَ، نقول: هنا لا تسكن الواو ولا الياء بل تظهر
الحركة الفتحة على الواو لخفتها وتظهر كذلك الفتحة على الياء لخفتها
كما مَرَّ معنا، (سَكِّنْ تُحَفْ) يعني: في حالِ ماذا؟ في حال كونه
مرفوعًا يعني: إذا وقع الفعل المضارع في آخره حرفٌ من حروف العلة الواو
أو الياء على جهة الخصوص، وكان في حالة الرفع سَكِّنِ الواو وسكن
الياء، يعني: يَدْعُو، زَيْدٌ يَدْعُو عَمْرًا، هنا وقعت الواو طرفًا
في فعلٍ مضارع لم ينتصب، لم ينتصب ما الذي يقابله؟ كم حالة تقابله؟
كم؟
الرفع والجزم، والجزم هنا غير مراد لماذا؟ لأنه لا وجود للحرف، الحرف
غير موجود إذًا يتعين ماذا؟ يتعين الرفع، لأن الكلام في تسكين الحرف
نقول: حرف ساكن متى؟ يوجد الحرف أولاً، ثم نتكلم في سكونه وحركاته،
ومتى يوجد الحرف في غير حالة النصب؟ في الرفع على جهة الخصوص، إذًا
قوله: (لَمْ يَنْتَصِبْ). هذا له مفهوم، مفهومه إن انتصب حينئذٍ نقول:
تظهر الحركة، إن لم ينتصب إما أن يكون مرفوعًا أو مجزومًا لأن الأحوال
ثلاثة الجزم ليس بواردٍ هنا، لماذا؟ لأن السكون والتحريك إنما يكون
تبعًا لوجود الحرف، والجزم إنما يكون بإسقاط الحرف إذًا غير موجود.
إذًا إذا وقعت الواو طرفًا في فعلٍ مضارعٍ مرفوع سَكِّنِ الواو، ولذلك
تقول: مرفوعٌ ورفعه ضمة مقدرةٌ على آخره منع من ظهورها الثقل.
كذلك يَرْمِي، تقول: يَرْمِي فعل مضارع مرفوع ورفعه ضمةٌ مقدرة، إذا
سَكَّنْتَ الياء وسكنت الواو.
أما في حالة النصب فتظهر الفتحة على الواو لخفتها، وتظهر الفتحة على
الياء لخفتها وهذا واضحٌ بَيِّن.
(وَإِنْ هُمَا مُحَرَّكَيْنِ) أي: الواو
والياء حال كونهما محركين (فِي طَرَفْ مُضَارِعٍ) يعني: فعلٍ مضارعٍ في
آخره يعني: وقعت الواو لامًا والياء لامًا في مضارعٍ (لَمْ يَنْتَصِبْ)
يعني: مرفوع يعني: بأن كان مرفوعًا، وأما الجزم فلا وجود للواو والياء
إذًا لا يشمل الجزم، (لَمْ يَنْتَصِبْ) يعني: المضارع (سَكِّنْ) هذا
جواب (إِنْ)، (سَكِّنْ) ماذا؟ (سَكِّنْ) الواو وسكن الياء و (سَكِّنْ
تُحَفْ)، (تُحَفْ) يعني: تُعطى ما تريد مضارع مُغير الصيغة، إذًا
(سَكِّنْ) هنا حذف المفعول سكنهما يعني: الواو والياء (نَحْوُ)، أراد
أن يمثل لذلك فقال: (نَحْوُ الَّذِي جَا مِن رَّمَى أَوْ مِنْ عَفَا)
رَمَى يَرْمِي، (نَحْوُ) يعني: وذلك المرفوع مثاله (نَحْوُ) المضارع
(الَّذِي جَا)، (جَا) لغةٌ في جاء ولا نقول للوزن (الَّذِي جَا) يعني:
صيغ (مِن رَّمَى) يعني: من مصدر لفظ رَمَى، واضح؟ فنقول: حينئذٍ
يَرْمِي، فعل مضارع من رَمَى يَرْمَي، يَرْمِي سَكَّنْتَ الياء لماذا؟
لكون الياء هنا وقعت
.
وقعت طرفًا رَمَى يَرْمِي وقعت طرفًا، حينئذٍ نقول، هو يقول: ...
(مُحَرَّكَيْنِ). (وَإِنْ هُمَا مُحَرَّكَيْنِ) قال: (سَكِّنْ) ونحن
نقول: ... يَرْمِي، كيف وقعت الياء محركةً؟
ارفع صوتك
يعني: بالنظر إلى الأصل لأنك تقول: يَرْمِي هنا وجد العامل الذي يقتضي
الرفع أو لا؟
إذا وجد العامل المقتضي للرفع وجدت الحركة،
ولذلك نقول: يَرْمِي: محرك قطعًا لكن الحركة مقدرة، إذًا لا يتنافى
التسكين مع التحريك هنا، الشرط (وَإِنْ هُمَا مُحَرَّكَيْنِ) (سَكِّنْ)
محرك لماذا؟ لكون الفعل المضارع في حالة الرفع وجد عامل الرفع، لأن
عامل الذي يقتضي الرفع وهو التجريد أو التجرد عن الناصب والجازم إذًا
اقتضى الحركة فالحركة موجودة لكنها ليست ملفوظًا بها، (نَحْوُ الَّذِي
جَا مِن رَّمَى)، (رَّمَى) يعني: الناقص اليائي (أَوْ) بمعنى الواو
(مِنْ عَفَا) الناقص الواوي، تقول: عَفَا يَعْفُو، يَعْفُو فعلٌ مضارع
مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ورفعه ضمةٌ مقدرة على آخره، إذًا الضمة
موجودة لكنها منوية مقدرة، (أَوْ) المضارع الذي جاء من لفظ (خَشِيْ)
أصله خَشِيَ يعني من مصدر لفظ خَشِيَ وسكنه للوزن (خَشِيْ) سكنه للوزن،
لكن خَشِيَ نقول: يَخْشَى هنا نقدر الضمة أليس كذلك؟ لكن بعد قلب الياء
ألفًا لأن يَخْشَى يَخْشَيَ هذا الأصل تحركت الياء وانفتح ما قبلها
فوجد الحكم السابق وهو أن الواو أو الياء إذا تحركتا وانفتح ما قبلهما
وجب قلب الياء أو الواو ألفًا، وهنا وجد، ولذلك قال: (وَيَاءَ ذَا
اقْلِبْ أَلِفَا) اقلب ياء ذا الذي هو خَشِيَ، متى؟ إذا جاء مضارعًا
لأن الماضي خَشِيَ لا تنقلب الياء ألفًا لماذا؟ لانكسار ما قبل الياء
كما مَرَّ معنا، حينئذٍ صحت الياء في خَشِيَ مع كونها محركةً للانتفاء
الشرط الثاني وهو انفتاح ما قبل الياء، ولكن هنا يَخْشَيَ تحركت الشين
وتحركت الياء فوجب قلب الياء ألفًا، إذًا (وَيَاءَ ذَا اقْلِبْ
أَلِفَا)، (اقْلِبْ) أنت ... (يَاءَ ذَا) هذا مفعول أول، لـ (اقْلِبْ)
وهو مضاف إلى (ذَا) وهو اسم إشارة، والمشار إليه خَشِيَ لكن ليس الماضي
وإنما المراد به المضارع يعني: خَشِيَ لا تقلب، (أَلِفَا) ألفًا هذا
مفعولٌ ثاني لـ (اقْلِبْ) لماذا قلبت ألفًا؟ لأن الياء تحركت في
المضارع عقب فتحٍ تحركت الياء عقب فتحٍ في المضارع لا في الماضي واضح
هذا؟
إذًا خلاصة ما ذكره إن وقعت الواو والياء محركتين في طرف مضارعٍ مرفوعٍ
سكنت الواو والياء إن لم ينتصب بأن كان مرفوعًا وأما إن كان منصوبًا
حينئذٍ تظهر الفتحة على الواو وعلى الياء، وأما يَخْشَى تقدر الحركة
كما هو معلوم.
وَاحْذِفْهُمَا فِي جَمْعِهِ لاَ التَّثْنِيَةْ ... وَمَا كَتَغْزِيْنَ
بِذَا مُسْتَوِيَةْ
(وَاحْذِفْهُمَا) احذف هذا أمر، والأمر
يقتضي الوجوب نعم لغةً وشرعًا يقتضي الوجوب، قال: احذف يعني: يحب تفهم
أن الحكم واجب لكونه أتى بصيغة افْعَل وهذا في لسان، ولذلك قالوا: إذا
قال السيد لعبده: ائت بماءٍ. فلم يأت فعاقبه لا يقال لِمَ عاقبته؟ أليس
كذلك؟ هذا الأصل، انتفاء العقوبة هذا يكون فرعًا لكن هذا هو الأصل،
إذًا (وَاحْذِفْهُمَا) إذًا يجب الحذف، حذف ماذا؟ الواو والياء
المحركين من المضارع المختوم بأحدهما ... (وَاحْذِفْهُمَا فِي
جَمْعِهِ) يعني: في حال جمعه، هل يجمع الفعل المضارع؟ مراد به إذا أسند
إلى واو الجماعة، حينئذٍ تحذف الواو وتحذف الياء، ... (وَاحْذِفْهُمَا)
أي: الواو والياء متى؟ إذا كان محركين في طرف مضارعٍ، (فِي جَمْعِهِ)
مراد بالجمع هنا إسناد المضارع لواو جمعٍ الذكور، فحينئذٍ غَزَا
يَغْزُو قلنا: يَغْزُو أليس ذلك؟ سَكَنَتِ الواو لِمَا سبق، إذا أردت
جمعه بواو أسندته إلى واو الجماعة حينئذٍ يَغْزُوُون جاء عندنا ماذا؟
جاء عندنا واوان قال (وَاحْذِفْهُمَا) إذًا تحذف الواو التي هي لام
الكلمة لماذا؟ لأن الواو التي واو الجمع ساكنة، والواو التي هي لام
الكلمة عرفنا أنها ساكنة، إذًا يَغْزُو الواو ساكنة فإذا جاءت واوٌ
أخرى بعدها اتصل الفعل بواو الجماعة التقى عندنا ساكنان الواو الأولى
التي هي لام الكلمة من يَغْزُو، والواو الثانية التي هي فاعل الكلمة
حينئذٍ نقول: نحذف الأولى التقى ساكنان فحذفنا الأولى يَغْزُونَ، الواو
هذه فاعل، وأما لام الكلمة فهي محذوفةٌ.
إذًا يَغْزُونَ، كذلك يَرْمُونَ أصلها يَرْمِيُونَ استثقلت الضمة على
الياء فحينئذٍ نقول: سقطت فالتقى ساكنان الياء والواو فحذفت الياء، ثم
قلبت كسرة الميم ضمةً لمناسبة الواو يَرْمُون، والأصل أنها لا، أنها
تبقى هذا الأصل، يعني: إذا حذفت الياء لا بد من دليلٍ يدل عليها، لأنه
لا يجوز حذف حرفٍ إلا بشرطين:
الأول: أن يكون حرف علة.
والثاني: أن يدل دليلٌ قبله. بمعنى إذا كان المحذوف ياء وجب أن يكسر ما
قبل الياء، لا تحذف الياء إلا إذا وُجِدَ دليلٌ يدل عليها بعد حذفها،
فإذا حذفت الياء وجب أن يكون ما قبلها مكسورًا، فيبقى مكسورًا ولا
يتغير، هذا الأصل، وإذا حذفت الألف وجب أن يبقى ما قبلها مفتوحًا ولا
يجوز تغييره، وكذلك الشأن في الواو أن يبقى ما قبلها مضمومًا.
حينئذٍ لا يجوز حذف حرفٍ إلا بهذين الشرطين
أن يكون ماذا؟ حرف علة، الحرف الصحيح الأصل فيه أنه لا يحذف هذا الأصل،
ولكن قد يحذف في بعض المواضع، ثانيًا: أن يدل دليلٌ على المحذوف،
يَرْمُون # 41.10 الميم هنا ساكنة والأصل يَرْمِيُونَ وهذا الأصل،
استثقلت الضمة على الياء فسكنت، أليس كذلك؟ فحينئذٍ نقول: التقى ساكنان
الياء والواو صار ماذا؟ يَرْمِيو، إذًا واوٌ ساكنة انكسر ما قبلها لئلا
تنقلب الواو ياءً هنا ماذا صنعنا؟ ضممنا ما قبلها لمناسبة الواو، لو
أبقينا الحركة التي هي دليل الياء المحذوفة التي هي كسر الميم وهو
الأصل، نقول: هنا لو أبقينا الحركة كما هي نقول لقلبت الواو ياءً، لأن
الواو إذا سكنت إثر كسرٍ وجب قلب الواو ياءً، مثل جُوِر كما قلنا جُوِر
سكنت الواو إثر كسرٍ، إذًا مِوْ سكنت الواو إثر كسرٍ فوجب قلب الواو
ياءً، فرارًا من تطبيق هذه القاعدة عدلنا إلى الميم فضممناها لمناسبة
الياء، يعني: قطعنا الطريق على القاعدة.
إذًا يَرْمُون هنا حذفت الياء، يَرْمُون كذلك يَخْشَوْنَ يَخْشَيْون
هذا الأصل، يَخْشَوْنَ يَخْشَيَوْن هذا الأصل، نقول: هنا تحركت الياء
وفتح ما قبلها فوجب قلب الياء ألفًا فالتقى ساكنان ألف والواو وحذفت
الألف، يَخْشَوْنَ الشين هنا مفتوحة أليس كذلك؟ بقيت عن أصل لماذا؟
لتدل على أن المحذوف ألفٌ يخشون مع أن الواو يناسبها ما قبلها أن يكون
مضمومًا هذا الأصل، لكن هنا بقيت الفتحة دليلاً على أن المحذوف هو
الألف، كما الشأن في مُصْطَفَوْ الذي يذكره النحاة هناك.
إذًا هنا ماذا قال؟ (وَاحْذِفْهُمَا فِي جَمْعِهِ) يعني: إذا أُسند
الفعل إلى واو الجماعة حينئذٍ تحذف الواو والياء للتخلص من التقاء
الساكنين.
(لاَ التَّثْنِيَةْ) يعني: لا في حال التثنية، فتبقى تبقى ماذا؟
تبقى الواو كما هي وتبقى الياء كما هي، تثنية كالجمع يعني: إذا أسند
الفعل المضارع إلى ألف الاثنين، أي: إسناد الفعل المضارع المختوم بواوٍ
أو ياءٍ محركٍ لألف الاثنين فلا تحذف منه الواو أو الياء بل أبقهما
محركين يَغْزُوَانِ يَغْزُوُ إذا زدت عليه ألف التثنية حينئذٍ ماذا
حصل؟ التقى ساكنان والأصل في التخلص من التقاء الساكنين هو تحريك ما
قبل الساكن هذا الأصل، ولذلك لا يجوز العدول إلى الحذف للتخلص من
التقاء الساكنين إلا عند تعذر التحريك لأنه إذا التقى ساكنان عندنا
أمران قاعدتان:
القاعدة الأولى: التخلص من التقاء الساكنين بالحركة، إن أمكن لا يعدل
الحذف البتة، وهنا أمكن يَغْزُوَان تحركت الواو مع كون يَغْزُو في
الأصل ساكن على القاعدة السابقة، فلما جاءت الألف التقى ساكنان الواو
والألف حركنا فأمكن إذًا لا نعدل إلى الحذف، إذا تعذر تحريك الساكن
حينئذٍ عدلنا إلى الحذف بالشرطين السابقين، إذًا ليس كلما التقى ساكنان
حذفنا الأول؟ لا، نقول:
أولاً: نأتي إلى الجمع بينهما يعني: أن
ينطق بهما هذا الأصل، فنحد#45.17 إتحادهما الأصل أن يحرك هو السابق وقد
يعكس، لكن الغالب هو السابق إما بالكسر أو بالفتح أو بالضم، وهنا يناسب
الألف الفتحة ولذلك حركنا الواو بالفتح يَغْزُوَان يَرْمِيَان، إذًا
بقيت الياء كما هي ولم تحذف مع كونه أُسند إلى ذلك في الاثنين وأمكن
التحريك فحينئذٍ لا نعدل إلى الحذف، يَخْشَيَانِ إذًا بقيت الياء كما
هي.
إذًا (وَاحْذِفْهُمَا) أي: الواو والياء (فِي جَمْعِهِ) يعني: إذا
أُسند الفعل المضارع المختوم بواو أو ياء إلى واو الجماعة حينئذٍ تحذف
اللام لام الكلمة الواو أو الياء، وأما إذا أُسند الفعل المضارع إلى
ألف الاثنين حينئذٍ تحرك الواو وتحرك الياء كما هي في يَخْشَيَانِ
ويَرْمِيَانِ، واضحٌ هذا؟
(وَمَا كَتَغْزِيْنَ بِذَا مُسْتَوِيَةْ)، (وَمَا كَتَغْزِيْنَ) يعني:
والذي (كَتَغْزِيْنَ) هذا أُسند إلى ماذا؟
تَغْزِينَ إلى ياء المخاطبة، حكمه حكم ما أُسند إلى واو الجماعة، وما
حكم ما أسند إلى واو الجماعة؟ حذف الواو والياء.
إذًا الحكم يستوي بين ما أُسند الفعل المضارع المختوم بواو أو ياء إذا
أُسند إلى واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة حذفت لام الكلمة للتخلص
من التقاء الساكنين [أو نعم]، (وَمَا كَتَغْزِيْنَ) والذي استقر هذا
مبتدأ (كَتَغْزِيْنَ)، (وَمَا كَتَغْزِيْنَ) وما استقر (كَتَغْزِيْنَ)
لأن (مَا) هذه اسم موصول، و (كَتَغْزِيْنَ) هذا لا بد أن يكون متعلقًا
بمحذوف، (وَمَا كَتَغْزِيْنَ) في النقص كونه منقوصًا والإسناد إلى ياء
المخاطبة (بِذَا مُسْتَوِيَهْ)، (مُسْتَوِيَهْ) يعني: من الاستواء مراد
به المماثلة، و (بِذَا) المشار إليه هنا الجمع يعني: مستويةٌ (بِذَا)
يعني: بجمعه أي: مماثلةٌ هذا اللفظ نغزين للجمع في حذف اللام للساكنين
ومستويةٌ هذا بالرفع في الأصل خبر ما إذًا والذي استقر ...
(كَتَغْزِيْنَ) (مُسْتَوِيَهْ)، (بِذَا) يعني: استوى تَغْزِينَ مع
تَغْزُونَ في حذف الواوين.
إذًا تحذف الواو متى إذا أسند الفعل إلى واو الجماعة أو ياء المؤنثة
المخاطبة، وأما إذا أُسند إلى ألف الاثنين فهو الذي يُستثنى وتبقى
الواو أو الياء كحالها.
ثم قال رحمه الله تعالى:
وَفِي اسْمِ فَاعِلِ اجْوَفٍ قُلْ قَائِلاَ ... بِأَلِفِ زَيْدٍ
وَهَمْزِ مَا تَلاَ
(وَفِي اسْمِ فَاعِلِ) اسم الفاعل من الأجوف، عرفنا الأجوف ما اعتل
عينه قال (وَفِي اسْمِ فَاعِلِ) يعني: فاعل أجوفٍ، (فَاعِلِ اجْوَفٍ)
بإسقاط الهمزة للوزن، (قُلْ) وهذا تعلق به (فِي اسْمِ فَاعِلِ)، (قُلْ
قَائِلاَ)، (قُلْ) في اسم فاعل الأجوف (قَائِلاَ)، ماذا صنعت؟ قلبت
العين همزةً لأن قائل على وزن فَاعِل، وقَائِل أصله فاعلٌ قَاولٌ وقعت
الواو هنا قريبةً من طرفٍ بعد ألفٍ زائدةٍ، فقلبت الواو همزةً، إذًا كل
أجوف إذا جيء به على وزن فاعل حينئذٍ تقلب العين همزةً ولذلك تقول من
الصيام صائم قائم قائل، ماذا صنعت؟ قلبت الواو أو الياء الواقعة بعد
الألف الزائدة لأجل اسم الفاعل قلبتها همزةً.
إذًا (قُلْ) في اسم فاعل يقول (قَائِلاَ)،
والأصل قَاوِلٌ على وزن فَاعِل، أليس كذلك؟ لأن القاف فاء الكلمة،
والواو عين الكلمة، واللام لام الكلمة، لأنه من القَوْلِ، أليس كذلك؟
قَوَلَ قَائِل، ما زيدت إلا الألف بعد القاف على وزن فَاعِل، إذًا
الأصل قَاوِل على وزن فَاعِل، فتقلب الواو همزًا لماذا؟
لوقوعها بعد ألف زائدٍ مجاورٍ للطرف، لأن عندنا قاعدة إذا وقعت الواو
أو الياء طرفًا في آخر الكلمة طرف، يقول: واو متطرفة يعني: في آخر
الكلمة، وياء متطرفة يعني في آخر الكلمة، إذا وقعت الواو أو الياء
متطرفة بعد ألف زائدة قلبت همزة، ولذلك يقولون: بِنَاء أصله بِنَايٌ.
قلبت الياء همزة لوقعها طرفًا بعد ألف زائدة، هكذا يقولون. وكذلك
يقولون: هذا كساء. أصله كِسَاوٌ، كَسَوْتُ زيدًا كِسَاوٌ، وقعت الواو
طرفًا بعد ألف زائدة حينئذٍ قلبت الواو همزة، وكذلك هنا نقول: قَاوِل
تقلب الواو همزًا لوقوعها بعد ألف زائدٍ مجاور للطرف، إذًا الطرف وما
جاور الطرف أخذ الحكم، يعني عُدِيَ جاءت العدوى إليه لكونه وقع مجاورًا
للطرف، كِسَاءٌ وقعت الواو طرفًا وقلبت همزة، قائل لماذا قلبت الواو
همزة؟ لوقعها بعد ألف زائدة مجاورة للطرف، واضح هذا؟
كَثُرَتِ القواعد عليكم.
إذًا (وَفِي اسْمِ فَاعِلِ أجْوَفٍ قُلْ قَائِلاَ) وكذلك يقال في
كَائِل كَايِل من الكَيْلِ كَائِل بالهمز، أصله كَايِلٌ على وزن
فَاعِلٌ كَايِلٌ، وقعت الياء بعد ألف زائدة قريبة أو مجاورة للطرف،
فقلبت الياء همزةً.
إذًا القاعدة كل اسم فاعل على وزن فَاعِل من فعل أجوف تقلب العين همزة،
والمراد بالعين التي تقع بعد الألف الزائدة، (بِأَلِفِ زَيْدٍ وَهَمْزِ
مَا تَلاَ) بيَّن لك الذي تفعله (قَائِلاَ) حال كونه متلبسًا (بِأَلِفِ
زَيْدٍ) يعني: ألف زائدٍ هذا مصدر زَادَ يَزِيدُ زَيْدًا، وأراد
بالمصدر هنا اسم الفاعل زَائِدٍ على بنية المضارع، (وَهَمْزِ مَا
تَلاَ) يعني: الذي تلاه الألف الزائد. وما هو الذي تلاه الألف الزائد
هو عين الكلمة فَاعِل، فَا هذه الألف الزائدة حينئذٍ عِل العين هي التي
تقلب همزة، (بِأَلِفِ زَيْدٍ وَهَمْزِ مَا تَلاَ) يعني: قلب الحرف الذي
تلاه الألف الزائد وهو عين الكلمة (وَهَمْزِ مَا تَلاَ) همزك أنت (مَا)
أي: الحرف الذي تلا الألف الزائدة.
(فِي نَاقِصٍ قُلْ غَازٍ إِن لَّمْ يَنْتَصِبْ)، (غَازٍ)، (وَلاَ
بِأَلْ وَحَذْفِ يَائِهِ يَجِبْ) وفي ناقص نقول: غازٍ. اسم الفاعل من
الأجوف عرفنا حكمه، والآن انتقل إلى بيان اسم الفاعل من الناقص يعني:
ما كانت لامه حرفًا من حروف العلة واوًا أو ياء، غَزَا يَغْزُو فَهُوَ
غَازٍ ماذا صنعت؟ حذفت الياء للتخلص من التقاء الساكنين متى؟ إذا لم
يكن (بِأَلْ). يعني: لم تدخل عليه (أَلْ) لأنه لو دخلت عليه (أَلْ)
لثبتت الياء، أليس كذلك؟ الغَازِي القَاضِي الرَّامِي تثبت الياء مع
الألف تثبت لماذا تثبت؟ لأن التنوين و (أَلْ) لا يجتمعان، فإذا حذفت
(أَلْ) رجع التنوين وجوبًا.
وَنَوِّنِ الْمُنَكَّرَ الْمَنْقُوصَا ... فِي رَفْعِهِ وَجَرِّهِ
خُصوصَا
تَقُولُ هَذا مُشْتَرٍ مُخَادِعُ ...
وَافْزَعْ إِلَى حَامٍ حِماهُ مَانِعُ (1)
إذًا (غَازٍ) نقول: بالتنوين هنا فحذفت اللام، إذًا إذا جيء باسم
الفاعل من الناقص سواء كان واويًّا أو واويًّا، غازٍ رامٍ، ولم تدخل
عليه (أَلْ) فحينئذٍ يجب تنوينه ثم يلتقي ساكنتان الواو الساكنة أو
الياء الساكنة، ثم نحذف الأول للتخلص من التقاء الساكنين.
(فِي نَاقِصٍ) يعني: في اسم فاعل فِعْلٍ ناقص لامه حرف من حروف العلة،
(فِي نَاقِصٍ) يعني: في اسم فاعل. فعل ناقص هذا متعلق بقوله: (قُلْ)،
(قُلْ) (فِي نَاقِصٍ) (غَازٍ) بالتنوين كسر الزاي مع ذلك تقول: جاء
غازٍ. بالكسر والتنوين جاء فعل ماضي (غَازٍ) فاعل مرفوع بجاء ورفعه ضمة
مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين، واضح هذا؟ جَاءَ
غَازٍ فاعل مرفوع كيف مرفوع وغازٍ بالكسر؟ لا، الكسرة هذه الأولى كسرة
الزاي، والزاي ليست آخر الكلمة، وإنما آخر الكلمة إنما هو غازي الياء
هي آخر الكلمة، وهذه الكسرة ليست بآخر الكلمة. إذًا هي ليست حركة
الإعراب وإنما هي حركة بنية، فحينئذٍ نقول: غازٍ فاعل مرفوع ورفعه ضمة
مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين. أين الساكنان؟
الياء والتنوين غازٍي ياء ساكنة ونون التي هي نون ساكنة التنوين، الأصل
أن نحرك الياء للتخلص من التقاء الساكنين لكن هنا يتعذر التحريك لماذا؟
قالوا: لأن الحركة التي سنأتي بها من أجل التخلص من التقاء الساكنين
هذه حركة عارضة، وتقرر عندنا أن غازي بالياء حركة الرفع والخفض تُقدر،
تُقدر لماذا؟ للثقل، قالوا: إذًا أيهما أولى بالتقدير ما دام أننا
قدرنا الحركة الأصلية ولم نظهرها على الياء من باب أولى أن لا نظهر
حركة عارضة وهي حركة التخلص من التقاء الساكنين، إذًا يتعذر التحريك
فننتقل إلى الأمر الثاني وهو الحذف ووجد الشرطان، الياء حرف علة وما
قبله مكسور جاء غازٍ عرفت أن الياء هنا محذوفة.
(فِي نَاقِصٍ قُلْ غَازٍ إِن لَّمْ يَنْتَصِبْ) إن انتصب فحينئذٍ اختلف
الحكم، ما مفهوم (إِن لَّمْ يَنْتَصِبْ)؟ مرفوع [ومجزوم؟] مجرور إي،
مرفوع مجرور يعني غازي ليس بفعل هذا اسم فاعل، إذًا مَرَرْتُ بِغَازٍ،
صحيح؟ مَرَرْتُ بِغَازٍ الباء حرف جر غازٍ اسم مجرور بالباء وجره بكسرة
مقدرة على الياء المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين، مثل جاء غازٍ
فالحكم واحد، إذًا (إِن لَّمْ يَنْتَصِبْ) له مفهوم وتحته أمران:
الرفع، والخفض.
إذًا إن انتصب ظهرت الفتحة رَأَيْتُ غَازِيًا أليس كذلك؟ رَأَيْتُ
رَامِيًا ظهرت الفتحة، وأما في حالتي الرفع والجر نقول: هنا تقدر
الحركة، ثم ينون ويلتقي ساكنان .. إلى آخر ما سبق.
__________
(1) ملحة الإعراب البيتان: 59، 60.
(وَلاَ بِأَلْ) يعني: ألا يقترن بأل، فإن
اقترن بأل زال علة حذف الياء، وألا يقترن بأل، فإن اقترن بأل حينئذٍ
زال علة حذف الياء وهو التنوين، لأن التنوين لا يجامع أل، حينئذٍ سقط
التنوين وعادت الياء ساكنة (وَحَذْفِ يَائِهِ يَجِبْ)، (وَحَذْفِ
يَائِهِ) متى؟ (وَحَذْفِ يَائِهِ يَجِبْ) (إِن لَّمْ يَنْتَصِبْ وَلاَ
بِأَلْ) (وَحَذْفِ يَائِهِ) هذا مصدر مضاف إلى مفعول يعني: حذفك أنت
الياء ياء غازٍ يجب متى؟ (إِن لَّمْ يَنْتَصِبْ) ولا يقترن بأل، يعني:
في غازٍ هذا المثال وجد فيه الشرطان، (قُلْ غَازٍ) (فِي نَاقِصٍ قُلْ
غَازٍ) إذًا أدخلته في الجملة جاء غازٍ (لَّمْ يَنْتَصِبْ) لأن جاء فعل
ويقتضي رفع الفاعلية ولم تدخل عليه أل حينئذٍ تحذف الياء.
(وَحَذْفِ يَائِهِ يَجِبْ) للتخلص من التقاء الساكنين لكن في غير
المنصوب والذي لم يدخل عليه أل ما وزن غازٍ؟
..
[ارفع صوتك ما وزنه؟ ما سمعت أفصح حتى أسمع].
..
فَاعٍ، إذًا فَاعٍ، ما الذي حصل في الوزن حذفت في الوزن ما حذف في
الموزون حينئذٍ تقول: غَازٍ على وزن فَاعٍ. واضح هذا.
(فِي نَاقِصٍ قُلْ غَازٍ إِن لَّمْ يَنْتَصِبْ) هذا جوابه محذوف دليله،
(قُلْ غَازٍ)، (وَلاَ بِأَلْ وَحَذْفِ يَائِهِ يَجِبْ) هذا.
نقف على هذا. والله أعلم.
وصلَّ الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
بعد الصلاة إن شاء الله نكمل.
|