تفصيل علامات الأفعال
علامة الفعل المضارع
علامة الفعل الماضي
علامة فعل الأمر
علامة الفعل المضارع
ثم قال رحمه الله: [فعل مضارع يلي لم كيشم]. هنا شرع المؤلف في
بيان العلامات الخاصة لكل نوع من أنواع الأفعال، وأنواع الأفعال
الثلاثة: مضارع وماض وأمر. وعلامة الفعل المضارع الخاصة به (لم)،
فكل كلمة تقبل لم فهي فعل مضارع. قوله: (فعل مضارع يلي لم كيشم).
في إعراب هذا الشطر إشكال؛ لأنه قال: (فعل) فبدأ بالنكرة، والمعروف
أن البداءة بالنكرة لا تصلح؛ لأن المبتدأ لابد أن يكون معرفة لأنه
محكوم عليه، والنكرة لا يحكم عليها. والجواب: أن هذه نكرة وصفت،
وإذا وصفت النكرة تخصصت. وهنا نسأل: لماذا سمي المضارع مضارعاً؟
قالوا: إن المضارعة هي المشابهة، والفعل المضارع يشبه اسم الفاعل
في حركاته، فمثلاً: (قائم) يشبه في حركاته (يقوم)، كذلك (يستغفر)
يشبه (مستغفر)، فقالوا: إنه يشبه الاسم فلهذا سموه مضارعاً. وقوله:
(يلي لم كيشم) من الشم، وهو الحاسة المعروفة في الأنف، فإذا قلت:
فلان يشم الريحان كانت (يشم) فعلاً مضارعاً. يقوم: فعل مضارع لأنه
يجوز أن تدخل عليه (لم) تقول: لم يقم. يضرب: فعل مضارع، تقول: لم
يضرب. يفعل: فعل مضارع، تقول: لم يفعل، قال الله تعالى: فَإِنْ
لَمْ تَفْعَلُوا [البقرة:24].
علامة الفعل الماضي
ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وماضي الأفعال بالتا مز] بالتا:
جار ومجرور. مز: فعل أمر، يعني: ميِّز ماضي الأفعال بالتاء، وعلى
هذا المعنى نقول: إن (ماضي) مفعول مقدم لكلمة (مز)، يعني: ميز ماضي
الأفعال بالتاء. والذي مر علينا تاءان: تاء الفاعل وتاء التأنيث
الساكنة، فأي التاءين يراد؟ الجواب: كلتاهما، فتاء الفاعل لا تدخل
إلا على الماضي، وتاء التأنيث الساكنة لا تدخل إلا على الماضي،
وعلى هذا فنقول: أل في قول ابن مالك (بالتا) للعهد الذكري، أي أنها
تشير إلى تاء سبق ذكرها في قوله: (بتا فعلت وأتت) فالفعل الماضي
يتميز عن المضارع والأمر بقبول التاء.
علامة فعل الأمر
ثم قال رحمه الله: [وسم بالنون فعل الأمر إن أمر فهم] (سم بالنون)
يعني: اجعل النون سمة فعل الأمر، والسمة هي العلامة، لكن قيد فقال:
(إن أمر فهم). إذاً: فعل الأمر يتميز عن صاحبيه بقبول النون مع
إفهام الأمر، وأل في قوله: (بالنون) للعهد الذكري، والنون السابقة
هي (نون أقبلن) أي نون التوكيد. يعني: فعلامة فعل الأمر قبول نون
التوكيد لكن بشرط أن يفهم منه الأمر. وإنما قال المؤلف: (إن أمر
فهم) ليخرج بذلك المضارع؛ لأن المضارع يقبل نون التوكيد لكن لا
يفهم منه الأمر. ويكون القيد الأول (سم بالنون) يخرج الفعل الماضي؛
لأن الفعل الماضي لا يقبل نون التوكيد، و(إن أمر فهم) يخرج
المضارع؛ لأن المضارع لا يفهم منه الأمر. وبهذا تميزت الأفعال
بعضها من بعض، حيث يتميز الفعل الماضي عن صاحبيه بقبول تاء الفاعل
وتاء التأنيث، ويتميز المضارع عن صاحبيه بقبول لم، ويتميز فعل
الأمر عن صاحبيه بقبول نون التوكيد مع دلالته على الأمر. ونون
التوكيد تدخل على المضارع، ومن ذلك قوله تعالى: ثُمَّ
لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ [التكاثر:8]. فإذا قال
قائل: أليس الفعل المضارع تدخل فيه النون مع الدلالة على الأمر
فيما إذا اقترنت به لام الأمر، مثل أن تقول: لتفهمَنَّ أيها
الطالب؟ فالجواب: بلى، لكن فهم الأمر ليس من الفعل بل هو من اللام،
ومراد ابن مالك بقوله: (إن أمر فهم) أي إن فهم الأمر من نفس الكلمة
لا من أمر خارج، والمضارع إذا فهم منه الأمر في قول القائل:
لتفهمن، فإنما كانت الدلالة هنا باللام، لا من حيث صيغة الفعل.