الروض الأنف ت السلامي

ذكر قنص بن معد:
وكان قنص بن معد قد انتشر ولده بالحجاز فوقعت بينهم وبين أبيهم حرب،

(1/62)


....................................................
ـــــــ
وتضايقوا في البلاد وأجدبت لهم الأرض فساروا نحو سواد العراق، وذلك أيام ملوك الطوائف فقاتلهم الأردانيون وبعض ملوك الطوائف1 وأجلوهم عن السواد وقتلوهم إلا أشلاء لحقت بقبائل العرب، ودخلوا فيهم وانتسبوا إليهم.
فصل: وذكر ابن إسحاق حديث جبير بن مطعم حين أتي عمر بسيف النعمان بن المنذر، وكان جبير أنسب الناس - الحديث. وذكر الطبري أن سيف النعمان بن المنذر إنما أتي به عمر حين افتتحت المدائن - وكانت بها خرائب كسرى وذخائره فلما غلب عليها فر إلى إصطخر فأخذت أمواله ونفائس عدده وأخذ له خمسة أسياف لم ير مثلها. أحدها: سيف كسرى أبرويز، وسيف كسرى أنوشروان وسيف النعمان بن المنذر الذي كان استلبه منه حين قتله غضبا عليه وألقاه إلى الفيلة فخبطته بأيديها، حتى مات. وقال الطبري: إنما مات في سجنه في الطاعون الذي كان في الفرس، وسيف خاقان ملك الترك، وسيف هرقل، وكان تصير إلى كسرى أيام غلبته على الروم في المدة التي ذكرها الله تعالى في قوله {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} [الروم: 1- 3] الآية. فهذا كان سبب تصير سيف النعمان إلى كسرى أبرويز، ثم إلى كسرى يزدجرد ثم إلى عمر - رضي الله عنه - وكان الذي قتل النعمان منهم أبرويز بن هرمز بن أنوشروان2 وكان لأبرويز فيما ذكر ألف فيل وخمسون ألف فرس وثلاثة آلاف امرأة - فيما ذكر الطبري - وتفسير أنوشروان بالعربية مجدد الملك - فيما ذكروا والله أعلم - وكذلك تفسير أبرويز: المظفر. قاله
ـــــــ
1 الطوائف : هم الذين ملكوا بابل بعد لإسكندر والأردانيون هم أنباط السواد ،والأنباط قوم من الساميين يرجعون إلى أصلين أحدهما آرامي والآخر عربي ، ودولتهم كانت في القرن السابع قبل الميلاد وسقطت في أوائل الثاني قبل الميلاد .
2 خاقان: علم واسم لكل ملك خصنه الترك على أنفسهم أي ملكوه . وهرقل: اسم لملك الروم وكسرى: ملك الفرس وأبرويز ملك فارس وفي عهده حدثت حروب ذي قار لتمام أربعين سنة من مولد الرسول صلى الله عليه وسلم

(1/63)


نسب لخم بن عدي:
قال ابن هشام: لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ، ويقال لخم بن عدي بن عمرو بن سبأ، ويقال ربيعة بن نصر بن أبي حارثة بن عمرو بن عامر، وكان تخلف باليمن بعد خروج عمرو بن عامر من اليمن.

(1/64)