الروض الأنف ت السلامي

بعث أسامة بن زيد إلى أرض فلسطين
قال ابن إسحاق:
ثم قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام بالمدينة بقية ذي الحجة والمحرم وصفر وضرب على الناس بعثا إلى الشام، وأمر عليهم أسامة بن زيد بن حارثة مولاه وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، فتجهز الناس وأوعب مع أسامة بن زيد المهاجرون الأولون.
ـــــــ
بعث أسامة
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة على جيش كثيف وأمره أن يغير على أبنى صباحا، وأن يحرف. وأبنا، هي القرية التي عند مؤتة حيث قتل أبوه زيد ولذلك أمره على حداثة سنه ليدرك ثأره وطعن في إمارته أهل الريب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وايم الله إنه لخليق بالإمارة وإن كان أبوه لخليقا بها " وإنما طعنوا في إمرته لأنه مولى مع حداثة سنه لأنه كان إذ ذاك ابن ثمان عشرة سنة وكان رضي الله عنه أسود الجلدة وكان أبوه أبيض صافي البياض، نزع في اللون إلى أمه

(7/508)


ـــــــ
بركة وهي أم أيمن وقد تقدم حديثها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ويمسح خشمه وهو صغير بثوبه وعثر يوما فأصابه جرح في رأسه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص دمه ويمجه ويقول " لو كان أسامة جارية لحليناها، حتى يرغب فيها " وكان يسمى الحب من الحب.
عدة الغزوات
وذكر ابن إسحاق عدة الغزوات وهي ست وعشرون وقال الواقدي: كانت سبعا وعشرين وإنما جاء الخلاف لأن غزوة خيبر اتصلت بغزوة وادي القرى، فجعلها بعضهم غزوة واحدة وأما البعوث والسرايا فقيل هي ست وثلاثون كما في الكتاب وقيل ثمان وأربعون وهو قول الواقدي، ونسب المسعودي إلى بعضهم أن البعوث والسرايا كانت ستين. قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسع غزوات وقال الواقدي: قاتل في إحدى عشرة غزوة منها الغابة ووادي القرى والله أعلم.

(7/509)