الروض
الأنف ت السلامي
ذكر جملة الغزوات
بسم الله الرحمن الرحيم
قال حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام قال حدثنا زياد بن عبد الله
البكائي عن محمد بن إسحاق المطلبي:
وكان جميع ما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه سبعا وعشرين غزوة
منها غزوة ودان ، وهي غزوة الأبواء، ثم غزوة بواط، من ناحية رضوى ، ثم
غزوة العشيرة، من بطن ينبع ، ثم غزوة بدر الأولى، يطلب كرز بن جابر، ثم
غزوة بدر الكبرى، التي قتل الله فيها صناديد قريش، ثم غزوة بني سليم،
حتى بلغ الكدر ، ثم غزوة السويق، يطلب أبا سفيان بن حرب، ثم غزوة
غطفان، وهي غزوة ذي أمر، ثم غزوة بحران معدن بالحجاز ثم غزوة أحد، ثم
غزوة حمراء الأسد ; ثم غزوة بني النضير ثم غزوة ذات الرقاع من نخل ، ثم
غزوة بدر الآخرة ثم غزوة دومة الجندل، ثم غزوة الخندق، ثم غزوة بني
قريظة، ثم غزوة بني لحيان، من هذيل، ثم غزوة ذي قرد، ثم غزوة بني
المصطلق من خزاعة، ثم غزوة الحديبية، لا يريد قتالا، فصده المشركون ثم
غزوة خيبر، ثم عمرة القضاء ثم غزوة الفتح، ثم غزوة حنين، ثم غزوة
الطائف، ثم غزوة تبوك. قاتل منها في تسع غزوات بدر وأحد، والخندق ،
وقريظة والمصطلق وخيبر، والفتح وحنين، والطائف.
ـــــــ
غزوة عمر
فصل وذكر غزوة عمر إلى تربة، وهي تربة بفتح الراء أرض كانت لخثعم وفيها
جاء المثل صادف بطنه بطن تربة، يريدون الشبع والخصب. قال البكري: وكذلك
عرنة بفتح الراء يعني التي عند عرفة.
(7/520)
ذكر جملة
السرايا والبعوث
وكانت بعوثه صلى الله عليه وسلم وسراياه ثمانيا وثلاثين، من بين بعث
وسرية غزوة عبيدة بن الحارث أسفل من ثنية ذي المروة، ثم غزوة حمزة بن
عبد المطلب ساحل البحر من ناحية العيص ; وبعض الناس يقدم غزوة حمزة قبل
غزوة عبيدة وغزوة سعد بن أبي وقاص الخرار، وغزوة عبد الله بن جحش نخلة،
وغزوة زيد بن حارثة القردة، وغزوة محمد بن مسلمة كعب بن الأشرف وغزوة
مرثد بن أبي مرثد الغنوي الرجيع، وغزوة المنذر بن عمرو بئر معونة،
وغزوة أبي عبيدة بن الجراح ذا القصة من طريق العراق، وغزوة عمر بن
الخطاب تربة من أرض بني عامر، وغزوة علي بن أبي طالب اليمن، وغزوة غالب
بن عبد الله الكلبي، كلب ليث الكديد، فأصاب بني الملوح.
خبر غزوة غالب بن عبد الله الليثي بني الملوح
شأن ابن البرصاء
وكان من حديثها أن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس، حدثني عن مسلم
بن عبد الله بن خبيب الجهني عن المنذر عن جندب بن مكيث الجهني، قال بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الكلبي، كلب بن عوف بن
ليث في سرية كنت فيها، وأمره أن يشن الغارة على بني الملوح، وهم
بالكديد فخرجنا، حتى إذا كنا بقديد لقينا الحارث بن مالك وهو ابن
البرصاء الليثي، فأخذناه فقال إني جئت أريد الإسلام ما خرجت إلا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا له إن تك مسلما فلن يضيرك رباط
ليلة وإن تك على غير ذلك كنا قد استوثقنا منك، فشددناه رباطا، ثم خلفنا
عليه رجلا من أصحابنا أسود وقلنا له إن عازك فاحتز رأسه.
بلاء ابن مكيث في هذه الغزوة
قال ثم سرنا حتى أتينا الكديد عند غروب الشمس فكنا في ناحية الوادي،
ـــــــ
...............................
(7/521)
وبعثني أصحابي
ربيئة لهم فخرجت حتى آتي تلا مشرفا على الحاضر فأسندت فيه فعلوت على
رأسه فنظرت إلى الحاضر فوالله إني لمنبطح على التل إذ خرج رجل منهم من
خبائه فقال لامرأته إني لأرى على التل سوادا ما رأيته في أول يومي،
فانظري إلى أوعيتك هل تفقدين منها شيئا، لا تكون الكلاب جرت بعضها، قال
فنظرت فقالت لا، والله ما أفقد شيئا، قال فناوليني قوسي وسهمين فناولته
قال فأرسل سهما، فوالله ما أخطأ جنبي، فأنزعه فأضعه وثبت مكاني، قال ثم
أرسل الآخر فوضعه في منكبي، فأنزعه فأضعه وثبت مكاني. فقال لامرأته لو
كان ربيئة لقوم لقد تحرك لقد خالطه سهماي لا أبالك، إذا أصبحت
فابتغيهما، فخذيهما، لا يمضغهما علي الكلاب. قال ثم دخل.
قال وأمهلناهم حتى إذا اطمأنوا وناموا، وكان في وجه السحر شننا عليهم
الغارة قال فقتلنا، واستقنا النعم وخرج صريخ القوم فجاءنا دهم لا قبل
لنا به ومضينا بالنعم ومررنا بابن البرصاء وصاحبه فاحتملناهما معنا،
قال وأدركنا القوم حتى قربوا منا، قال فما بيننا وبينهم إلا وادي قديد،
فأرسل الله الوادي بالسيل من حيث شاء تبارك وتعالى، من غير سحابة نراها
ولا مطر فجاء بشيء ليس لأحد به قوة ولا يقدر على أن يجاوزه فوقفوا
ينظرون إلينا، وإنا لنسوق نعمهم ما يستطيع منهم رجل أن يجيز إلينا،
ونحن نحدوها سراعا، حتى فتناهم فلم يقدروا على طلبنا.
قال فقدمنا بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شعار المسلمين في هذه الغزوة
قال ابن إسحاق: وحدثني رجل من أسلم، عن رجل منهم:
أن شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان تلك الليلة أمت أمت.
فقال راجز من المسلمين وهو يحدوها:
ـــــــ
................................
(7/522)
أبي أبو القاسم
أن تعزبي ... في خضل نباته مغلولب
صفر أعاليه كلون المدهب
قال ابن هشام: ويروى: "كلون الذهب ".
تم خبر الغزاة وعدت إلى ذكر تفصيل السرايا والبعوث.
تعريف بعدة غزوات
قال ابن إسحاق:
وغزوة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بني عبد الله بن سعد من أهل فدك ،
وغزوة أبي العوجاء السلمي أرض بني سليم ، أصيب بها هو وأصحابه جميعا،
وغزوة عكاشة بن محصن الغمرة ، وغزوة أبي سلمة بن عبد الأسد قطنا، ماء
من مياه بني أسد، من ناحية نجد ، قتل بها مسعود بن عروة، وغزوة محمد بن
مسلمة أخي بني حارثة، القرطاء من هوازن، وغزوة بشير بن سعد بني مرة
بفدك وغزوة بشير بن سعد ناحية خيبر، وغزوة زيد بن حارثة الجموم من أرض
بني سليم ، وغزوة زيد بن حارثة جذام، من أرض خشين.
قال ابن هشام: عن نفسه والشافعي عن عمرو بن حبيب عن ابن إسحاق: من أرض
حسمى.
غزوة زيد بن حارثة إلى جذام
سببها
قال ابن إسحاق:
وكان من حديثها كما حدثني من لا أتهم عن رجال من جذام كانوا علماء بها،
أن رفاعة بن زيد الجذامي، لما قدم على قومه من عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم بكتابه يدعوهم
ـــــــ
.................................
(7/523)
إلى الإسلام
فاستجابوا له لم يلبث أن قدم دحية بن خليفة الكلبي من عند قيصر صاحب
الروم، حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ومعه تجارة له حتى
إذا كانوا بواد من أوديتهم يقال له شنار، أغار على دحية بن خليفة
الهنيد بن عوص وابنه عوص بن الهنيد الضلعيان. والضليع. بطن من جذام،
فأصابا كل شيء كان معه فبلغ ذلك قوما من الضبيب رهط رفاعة بن زيد ممن
كان أسلم وأجاب فنفروا إلى الهنيد وابنه فيهم من بني الضبيب النعمان بن
أبي جعال، حتى لقوهم فاقتتلوا، وانتمى يومئذ قرة بن أشقر الضناوي ثم
الضلعي، فقال أنا ابن لبنى، ورمى النعمان بن أبي جعال بسهم فأصاب ركبته
فقال حين أصابه خذها وأنا ابن لبنى، وكانت له أم تدعى لبنى، وقد كان
حسان بن ملة الضبيبي قد صحب دحية بن خليفة قبل ذلك فعلمه أم الكتاب.
قال ابن هشام: ويقال قرة بن أشقر الضفاري، وحيان بن ملة.
تمكن المسلمين من الكفار
قال ابن إسحاق: حدثني من لا أتهم عن رجال من جذام، قال:
فاستنقذوا ما كان في يد الهنيد وابنه فردوه على دحية فخرج دحية حتى قدم
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبره واستسقاه دم الهنيد
وابنه فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم زيد بن حارثة، وذلك
الذي هاج غزوة زيد جذام، وبعث معه جيشا، وقد وجهت غطفان من جذام ووائل
ومن كان من سلامان وسعد بن هذيم حين جاءهم رفاعة بن زيد بكتاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا الحرة، حرة الرجلاء، ورفاعة بن زيد
بكراع ربة لم يعلم ومعه ناس من بني الضبيب وسائر بني الضبيب بوادي مدان
، من ناحية الحرة، مما يسيل مشرقا، وأقبل جيش زيد بن حارثة الأولاج،
فأغار بالماقص من قبل الحرة، فجمعوا ما وجدوا من مال أو ناس وقتلوا
الهنيد وابنه ورجلين من بني الأحنف.
ـــــــ
...................................
(7/524)
قال ابن هشام:
من بني الأجنف.
شأن حسان وأنيف ابني ملة
قال ابن إسحاق في حديثه:
ورجلان من بني الخصيب. فلما سمعت بذلك بنو الضبيب والجيش بفيفاء مدان
ركب نفر منهم وكان فيمن ركب معهم حسان بن ملة، على فرس لسويد بن زيد
يقال لها: العجاجة وأنيف بن ملة على فرس لملة يقال لها: رغال وأبو زيد
بن عمرو على فرس يقال لها: شمر، فانطلقوا حتى إذا دنوا من الجيش قال
أبو زيد وحسان لأنيف بن ملة كف عنا وانصرف فإنا نخشى لسانك، فوقف عنهما
فلم يبعدا منه حتى جعلت فرسه تبحث بيديها وتوثب فقال لأنا أضن بالرجلين
منك بالفرسين فأرخى لها، حتى أدركهما، فقالا له أما إذا فعلت ما فعلت
فكف عنا لسانك، ولا تشأمنا اليوم فتواصوا أن لا يتكلم منهم إلا حسان بن
ملة، وكانت بينهم كلمة في الجاهلية قد عرفها بعضهم من بعض إذا أراد
أحدهم أن يضرب بسيفه قال بوري أو ثوري، فلما برزوا على الجيش أقبل
القوم يبتدرونهم فقال لهم حسان إنا قوم مسلمون وكان أول من لقيهم رجل
على فرس أدهم فأقبل يسوقهم فقال أنيف بوري، فقال حسان مهلا، فلما وقفوا
على زيد بن حارثة قال حسان إنا قوم مسلمون فقال له زيد فاقرءوا أم
الكتاب فقرأها حسان فقال زيد بن حارثة: نادوا في الجيش أن الله قد حرم
علينا ثغرة القوم التي جاءوا منها إلا من ختر.
قدومهم على الرسول وشعر أبي جعال
قال ابن إسحاق:
وإذا أخت حسان بن ملة، وهي امرأة أبي وبر بن عدي بن أمية بن الضبيب في
الأسارى، فقال له زيد خذها، وأخذت بحقويه فقالت أم الفزز الضلعية
أتنطلقون
ـــــــ
...................................
(7/525)
ببناتكم وتذرون
أمهاتكم؟ فقال أحد بني الخصيب إنها بنو الضبيب وسحر ألسنتهم سائر اليوم
فسمعها بعض الجيش فأخبر بها زيد بن حارثة، فأمر بأخت حسان ففكت يداها
من حقويه وقال لها: اجلسي مع بنات عمك حتى يحكم الله فيكن حكمه فرجعوا،
ونهى الجيش أن يهبطوا إلى واديهم الذي جاءوا منه فأمسوا في أهليهم
واستعتموا، ذودا لسويد بن زيد فلما شربوا عتمتهم ركبوا إلى رفاعة بن
زيد وكان ممن ركب إلى رفاعة بن زيد تلك الليلة أبو زيد بن عمرو، وأبو
شماس بن عمرو، وسويد بن زيد، وبعجة بن زيد وبرذع بن زيد وثعلبة بن زيد
ومخربة بن عدي وأنيف بن ملة، وحسان بن ملة، حتى صبحوا رفاعة بن زيد
بكراع ربة بظهر الحرة على بئر هنالك من حرة ليلى، فقال له حسان بن ملة:
إنك لجالس تحلب المعزى ونساء جذام أسارى قد غرها كتابك الذي جئت به
فدعا رفاعة بن زيد بجمل له فجعل يشد عليه رحله وهو يقول
هل أنت حي أو تنادي حيا
ثم غدا وهم معه بأمية بن ضفارة أخي الخصيبي المقتول مبكرين من ظهر
الحرة، فساروا إلى جوف المدينة ثلاث ليال فلما دخلوا المدينة، وانتهوا
إلى المسجد نظر إليهم رجل من الناس فقال لا تنيخوا إبلكم فتقطع أيديهن،
فنزلوا عنهن وهن قيام فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورآهم ألاح إليهم بيده أن تعالوا من وراء الناس فلما استفتح رفاعة بن
زيد المنطق قام رجل من الناس فقال يا رسول الله إن هؤلاء قوم سحرة
فرددها مرتين فقال رفاعة بن زيد رحم الله من لم يحذنا في يومه هذا إلا
خيرا. ثم دفع رفاعة بن زيد كتابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي كان كتبه له. فقال دونك يا رسول الله قديما كتابه حديثا غدره فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأه يا غلام وأعلن " ; فلما قرأ
كتابه استخبره فأخبروهم الخبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
كيف أصنع بالقتلى؟ " (ثلاث مرات). فقال رفاعة أنت يا رسول الله أعلم لا
نحرم عليك حلالا، ولا نحلل لك حرما، فقال أبو زيد بن عمرو: أطلق لنا يا
ـــــــ
..................................
(7/526)
رسول الله من
كان حيا، ومن قتل فهو تحت قدمي هذه فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم " صدق أبو زيد، اركب معهم يا علي " فقال له علي رضي الله عنه إن
زيدا لن يطيعني يا رسول الله قال " فخذ سيفي هذا " فأعطاه سيفه فقال
علي: ليس لي يا رسول الله راحلة أركبها، فحملوه على بعير لثعلبة بن
عمرو، يقال له مكحال فخرجوا، فإذا رسول لزيد بن حارثة على ناقة من إبل
أبي وبر يقال لها: الشمر فأنزلوه عليها، فقال يا علي، ما شأني؟ فقال ما
لهم عرفوه فأخذوه ثم ساروا فلقوا الجيش بفيفاء الفحلتين فأخذوا ما في
أيديهم حتى كانوا ينزعون لبيد المرأة من تحت الرحل فقال أبو جعال حين
فرغوا من شأنهم
وعاذلة ولم تعذل بطب ... ولولا نحن حش بها السعير
تدافع في الأسارى بابنتيها ... ولا يرجى لها عتق يسير
ولو وكلت إلى عوص وأوس ... لحار بها عن العتق الأمور
ولو شهدت ركائبنا بمصر ... تحاذر أن يعل بها المسير
وردنا ماء يثرب عن حفاظ ... لربع إنه قرب ضرير
بكل مجرب كالسيد نهد ... على أقتاد ناجية صبور
فدى لأبي سليمى كل جيش ... بيثرب إذ تناطحت النحور
غداة ترى المجرب مستكينا ... خلاف القوم هامته تدور
قال ابن هشام: قوله ولا يرجى لها عتق يسير. وقوله عن العتق الأمور عن
غير ابن إسحاق.
تمت الغزاة وعدنا إلى تفصيل ذكر السرايا والبعوث.
قال ابن إسحاق:
وغزوة زيد بن حارثة أيضا الطرف من ناحية نخل. من طريق العراق.
ـــــــ
.......................................
(7/527)
غزوة زيد بن
حارثة بني فزارة ومصاب أم قرفة
بعض من أصيب بها
وغزوة زيد بن حارثة أيضا وادي القرى، لقي به بني فزارة، فأصيب بها ناس
من أصحابه وارتث زيد من بين القتلى، وفيها أصيب ورد بن عمرو بن مداش
وكان أحد بني سعد بن هذيل، أصابه أحد بني بدر.
قال ابن هشام: سعد بن هذيم.
معاودة زيد لهم
قال ابن إسحاق:
فلما قدم زيد بن حارثة إلى أن لا يمس رأسه غسل من جنابة حتى يغزو بني
فزارة فلما استبل من جراحته بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني
فزارة في جيش فقتلهم بوادي القرى، وأصاب فيهم وقتل قيس بن المسحر
اليعمري مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر، وأسرت أم قرفة فاطمة
بنت ربيعة بن بدر كانت عجوزا كبيرة عند مالك بن حذيفة بن بدر، وبنت
لها، وعبد الله بن مسعدة، فأمر زيد بن حارثة قيس بن المسحر أن يقتل أم
قرفة فقتلها قتلا عنيفا؟ ثم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بابنة أم قرفة وبابن مسعدة.
شأن أم قرفة
وكانت بنت أم قرفة لسلمة بن عمرو بن الأكوع كان هو الذي أصابها، وكانت
في بيت شرف من قومها؟ كانت العرب تقول لو كنت أعز من أم قرفة ما زدت.
فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمة فوهبها له فأهداها لخاله حزن
بن وهب فولدت له عبد الرحمن بن حزن.
ـــــــ
....................................
(7/528)
شعر ابن المسحر
في قتل مسعدة
فقال قيس بن المسحر في قتل مسعدة:
سعيت بورد مثل سعي ابن أمه ... وإني بورد في الحياة لثائر
كررت عليه المهر لما رأيته ... على بطل من آل بدر مغاور
فركبت فيه قعضبيا كأنه ... شهاب بمعراة يذكى لناظر
غزوة عبد الله بن رواحة لقتل اليسير بن رزام
وغزوة عبد الله بن رواحة خيبر مرتين إحداهما التي أصاب فيها اليسير بن
رزام.
قال ابن هشام: ويقال ابن رازم.
مقتل اليسير
وكان من حديث اليسير بن رزام أنه كان بخيبر يجمع غطفان لغزو رسول الله
صلى الله عليه وسلم فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله
بن رواحة في نفر من أصحابه منهم عبد الله بن أنيس، حليف بني سلمة، فلما
قدموا عليه كلموه وقربوا له وقالوا له إنك إن قدمت على رسول الله صلى
الله عليه وسلم استعملك وأمرك، فلم يزالوا به حتى خرج معهم في نفر من
يهود فحمله عبد الله بن أنيس على بعيره حتى إذا كان بالقرقرة من خيبر،
على ستة أميال ندم اليسير بن رزام على مسيره إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ففطن له عبد الله بن أنيس، وهو يريد السيف فاقتحم به ثم ضربه
بالسيف فقطع رجله وضربه اليسير بمخرش في يده من شوحط فأمه ومال كل رجل
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على صاحبه من يهود فقتله إلا
رجلا واحدا أفلت على رجليه فلما قدم عبد الله بن أنيس على رسول الله
صلى الله عليه وسلم تفل على شجته فلم تقح ولم تؤذه.
غزوة ابن عتيك خيبر
وغزوة عبد الله بن عتيك خيبر، فأصاب بها أبا رافع بن أبي الحقيق.
ـــــــ
.................................
(7/529)
غزوة عبد الله
بن أنيس لقتل خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي
مقتل ابن نبيح
وغزوة عبد الله بن أنيس خالد بن سفيان بن نبيح بعثه رسول الله صلى الله
عليه وسلم إليه وهو بنخلة أو بعرنة ، يجمع لرسول الله صلى الله عليه
وسلم الناس ليغزوه فقتله.
قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، قال قال عبد الله بن
أنيس:
دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " إنه قد بلغني أن ابن سفيان
بن نبيح الهذلي يجمع لي الناس ليغزوني، وهو بنخلة أو بعرنة فأته فاقتله
قلت: يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه. قال " إنك إذا رأيته أذكرك
الشيطان وآية ما بينك وبينه أنك إذا رأيته وجدت له. قشعريرة ".قال
فخرجت متوشحا سيفي، حتى دفعت إليه وهو في ظعن يرتاد لهن منزلا، وحيث
كان وقت العصر فلما رأيته وجدت ما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
من القشعريرة فأقبلت نحوه وخشيت أن تكون بيني وبينه مجاولة تشغلني عن
الصلاة فصليت وأنا أمشي نحوه أومي برأسي، فلما انتهيت إليه قال من
الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لذلك. قال
أجل إني لفي ذلك. قال فمشيت معه شيئا، حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف
فقتلته، ثم خرجت، وتركت ظعائنه منكبات عليه؟ فلما قدمت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فرآني، أفلح الوجه؟ قلت: قد قتلته يا رسول الله.
قال " صدقت "
إهداء الرسول عصا لابن أنيس
ثم قام بي، فأدخلني بيته فأعطاني عصا، فقال أمسك هذه العصا عندك يا عبد
الله بن أنيس . قال فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذا العصا؟ قلت:
أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أمسكها عندي. قالوا:
أفلا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله لم ذلك؟ قال فرجعت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه
العصا؟ قال " آية بيني وبينك يوم القيامة. إن أقل الناس المتخصرون
ـــــــ
..........................................
(7/530)
يومئذ " قال
فقرنها عبد الله بن أنيس بسيفه فلم تزل معه حتى مات ثم أمر بها فضمت في
كفنه ثم دفنا جميعا.
شعر ابن أنيس في قتله ابن نبيح
قال ابن هشام: وقال عبد الله بن أنيس في ذلك:
تركت ابن ثور كالحوار وحوله ... نوائح تفري كل جيب مقدد
تناولته والظعن خلفي وخلفه ... بأبيض من ماء الحديد مهند
عجوم لهام الدارعين كأنه ... شهاب غضى من ملهب متوقد
أقول له والسيف يعجم رأسه ... أنا ابن أنيس فارسا غير قعدد
أنا ابن الذي لم ينزل الدهر قدره ... رحيب فناء الدار غير مزند
وقلت له خذها بضربة ماجد ... حنيف على دين النبي محمد
وكنت إذا هم النبي بكافر ... سبقت إليه باللسان وباليد
تمت الغزاة وعدنا إلى خبر البعوث.
غزوات أخر
قال ابن إسحاق:
وغزوة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة مؤتة من أرض
الشام، فأصيبوا بها جميعا، وغزوة كعب بن عمير الغفاري ذات أطلاح، من
أرض الشام، أصيب بها هو وأصحابه جميعا.
غزوة عيينة بن حصن بني العنبر من بني تميم
وعد الرسول عائشة بإعطائها سبيا منهم لتعتقه
وكان من حديثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إليهم فأغار
عليهم فأصاب منهم
ـــــــ
..................................
(7/531)
أناسا، وسبى
منهم أناسا.
فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة: أن عائشة قالت لرسول الله صلى الله عليه
وسلم يا رسول الله إن علي رقبة من ولد إسماعيل. قال " أهذا سبي بني
العنبر يقدم الآن فنعطيك منهم إنسانا فتعتقينه ".
بعض من سبي وبعض من قتل وشعر سلمى في ذلك
قال ابن إسحاق:
فلما قدم بسبيهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فيهم وفد من بني
تميم، حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ربيعة بن رفيع
وسبرة بن عمرو، والقعقاع بن معبد ووردان بن محرز وقيس بن عاصم، ومالك
بن عمرو، والأقرع بن حابس، وفراس بن حابس فكلموا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيهم فأعتق بعضا، وأفدى بعضا، وكان ممن قتل يومئذ من بني
العنبر عبد الله وأخوان له بنو وهب وشداد بن فراس وحنظلة بن دارم وكان
ممن سبي من نسائهم يومئذ أسماء بنت مالك وكاس بنت أري ونجوة بنت نهد
وجميعة بنت قيس، وعمرة بنت مطر، فقالت في ذلك اليوم سلمى بنت عتاب
لعمري لقد لاقت عدي بن جندب ... من الشر مهواة شديدا كئودها
تكنفها الأعداء من كل جانب ... وغيب عنها عزها وجدودها
شعر الفرزدق في ذلك
قال ابن هشام: وقال الفرزدق في ذلك:
وعند رسول الله قام ابن حابس ... بخطة سوار إلى المجد حازم
له أطلق الأسرى التي في حباله ... مغللة أعناقها في الشكائم
كفى أمهات الخالفين عليهم ... غلاء المفادي أو سهام المقاسم
ـــــــ
...........................
(7/532)
وهذه الأبيات
في قصيدة له. وعدي بن جندب من بني العنبر والعنبر بن عمرو بن تميم.
غزوة غالب بن عبد الله أرض بني مرة
مقتل مرداس
قال ابن إسحاق: وغزوة غالب بن عبد الله الكلبي - كلب ليث - أرض بني
مرة، فأصاب بها مرداس بن نهيك، حليفا لهم من الحرقة، من جهينة، قتله
أسامة بن زيد، ورجل من الأنصار.
قال ابن هشام: الحرقة، فيما حدثني عبيدة.
قال ابن إسحاق:
وكان من حديثه عن أسامة بن زيد قال "أدركته أنا ورجل من الأنصار، فلما
شهرنا عليه السلاح قال أشهد أن لا إله إلا الله قال فلم ننزع عنه حتى
قتلناه فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه خبره فقال
يا أسامة من لك بلا إله إلا الله؟ " قال قلت: يا رسول الله إنه إنما
قالها تعوذا بها من القتل قال " فمن لك بها يا أسامة ؟" قال فوالذي
بعثه بالحق ما زال يرددها علي حتى لوددت أن ما مضى من إسلامي لم يكن
وأني كنت أسلمت يومئذ وأني لم أقتله قال قلت: أنظرني يا رسول الله إني
أعاهد الله أن لا أقتل رجلا يقول لا إله إلا الله أبدا، قال " تقول
بعدي يا أسامة " قال قلت: بعدك
ـــــــ
....................................
(7/533)
غزوة عمرو بن
العاص ذات السلاسل
إرسال عمرو ثم إمداده
وغزوة عمرو بن العاص ذات السلاسل من أرض بني عذرة، وكان من حديثه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه يستنفر العرب إلى الشام وذلك أن أم
العاص بن وائل كانت امرأة من بلي. فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم
إليهم يستألفهم لذلك حتى إذا كان على ماء بأرض جذام، يقال له السلسل.
وبذلك سميت تلك الغزوة غزوة ذات السلاسل، فلما كان عليه خاف فبعث إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده فبعث إليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح في المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر وعمر
وقال لأبي عبيدة حين وجهه لا تختلفا فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه
قال له عمرو: إنما جئت مددا لي، قال أبو عبيدة لا، ولكني على ما أنا
عليه وأنت على ما أنت عليه وكان أبو عبيدة رجلا لينا سهلا، هينا عليه
أمر الدنيا، فقال له عمرو بل أنت مدد لي فقال أبو عبيدة يا عمرو وإن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: " لا تختلفا، وإنك إن عصيتني
أطعتك " قال فإني الأمير عليك، وأنت مدد لي، قال فدونك. فصلى عمرو
بالناس.
ـــــــ
ذكر غزوة ذات السلاسل
والسلاسل مياه واحدها سلسل وأن عمرو بن العاص كان الأمير يومئذ وكان
عليه السلام أمره أن يسير إلى بلي، وأن أم أبيه العاصي كانت من بلي:
واسمها: سلمى فيما ذكر الزبير وأما أم عمرو، فهي ليلى تلقب بالنابغة
سبيت من بني جلان بن عنترة بن ربيعة.
(7/534)
وصية أبي بكر
رافع بن رافع
قال وكان من الحديث في هذه الغزاة أن رافع بن أبي رافع الطائي، وهو
رافع بن عميرة كان يحدث فيما بلغني عن نفسه قال "كنت امرئ نصرانيا،
وسميت سرجس فكنت أدل الناس وأهداهم بهذا الرمل كنت أدفن الماء في بيض
النعام بنواحي. الرمل في الجاهلية ثم أغير على إبل الناس فإذا أدخلتها
الرمل غلبت عليها، فلم يستطع أحد أن يطلبني فيه حتى أمر بذلك الماء
الذي خبأت في بيض النعام فأستخرجه فأشرب منه فلما أسلمت خرجت في تلك
الغزوة التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص إلى
ذات السلاسل ، قال فقلت: والله لأختارن لنفسي صاحبا، قال فصحبت أبا بكر
قال فكنت معه في رحله قال وكانت عليه عباءة له فدكية فكان إذا نزلنا
بسطها، وإذا ركبنا لبسها، ثم شكها عليه بخلال له قال وذلك الذي له يقول
أهل نجد حين ارتدوا كفارا: نحن نبايع ذا العباءة قال فلما دنونا من
المدينة قافلين قال قلت: يا أبا بكر إنما صحبتك لينفعني الله بك،
فانصحني وعلمني، قال لو لم تسألني ذلك لفعلت، قال آمرك أن توحد الله
ولا تشرك به شيئا، وأن تقيم الصلاة وأن تؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج
هذا البيت ، وتغتسل من الجنابة ولا تتآمر على رجل من المسلمين أبدا.
قال قلت: يا أبا بكر أما أنا والله فإني أرجو أن لا أشرك بالله أحدا
أبدا، وأما الصلاة فلن أتركها أبدا إن شاء الله وأما الزكاة فإن يك لي
مال أؤدها إن شاء الله وأما رمضان فلن أتركه أبدا إن شاء الله وأما
الحج فإن أستطع أحج إن شاء الله تعالى، وأما الجنابة فسأغتسل منها إن
شاء الله وأما الإمارة فإني رأيت الناس يا أبا بكر لا يشرفون عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم وعند الناس إلا بها، فلم تنهاني عنها؟ قال إنك
إنما استجهدتني لأجهد لك،
ـــــــ
وذكر في هذه السرية صحبة رافع بن أبي رافع لأبي بكر وهو رافع بن عميرة
ويقال فيه ابن عمير وهو الذي كلمه الذئب وله شعر مشهور في
(7/535)
وسأخبرك عن ذلك
إن الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا الدين فجاهد عليه
حتى دخل الناس فيه طوعا وكرها، فلما دخلوا فيه كانوا عواذا لله وجيرانه
وفي ذمته فإياك لا تخفر الله في جيرانه فيتبعك الله في خفرته فإن أحدكم
يخفر في جاره فيظل ناتئا عضله غضبا لجاره أن أصيبت له شاة أو بعير
فالله أشد غضبا لجاره قال ففارقته على ذلك.
قال فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر أبو بكر على الناس قال
قدمت عليه فقلت له يا أبا بكر ألم تك نهيتني عن أن أتأمر على رجلين من
المسلمين؟ قال بلى، وأنا الآن أنهاك عن ذلك قال فقلت له فما حملك على
أن تلي أمر الناس؟ قال لا أجد من ذلك بدا، خشيت على أمة محمد صلى الله
عليه وسلم الفرقة
تقسيم عوف الأشجعي الجزور بين قوم
قال ابن إسحاق: أخبرني يزيد بن أبي حبيب أنه حدث عن عوف بن مالك
الأشجعي قال:
كنت في الغزاة التي بعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن
العاص إلى ذات السلاسل ، قال فصحبت أبا بكر وعمر فمررت بقوم على جزور
لهم قد نحروها،
ـــــــ
تكليم الذئب له وكان الذئب قد أغار على غنمه فاتبعه فقال له الذئب. ألا
أدلك على ما هو خير لك، قد بعث نبي الله وهو يدعو إلى الله فالحق به
ففعل ذلك رافع وأسلم.
وذكر في حديثه مع أبي بكر أنه أطعمه وعمر لحم جزور كان قد أخذ منها
عشيرا على أن يجزئها لأهلها، فقام أبو بكر وعمر فتقيآ ما أكلا، وقالا:
أتطعمنا مثل هذا، وذلك والله أعلم أنهما كرها أجرة مجهولة لأن العشير
واحد الأعشار
(7/536)
وهم لا يقدرون
على أن يعضوها، قال وكنت امرئ لبقا جازرا، قال فقلت: أتعطونني منها
عشيرا على أن أقسمها بينكم؟ قالوا: نعم قال فأخذت الشفرتين فجزأتها
مكاني، وأخذت منها جزءا، فحملته إلى أصحابي، فاطبخناه فأكلناه. فقال لي
أبو بكر وعمر رضي الله عنهما أنى لك هذا اللحم يا عوف؟ قال فأخبرتهما
خبره فقالا: والله ما أحسنت حين أطعمتنا هذا، ثم قاما يتقيآن ما في
بطونهما من ذلك قال فلما قفل الناس من ذلك السفر كنت أول قادم على رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال فجئته وهو يصلي في بيته قال فقلت: السلام
عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته قال " أعوف بن مالك؟ " قال قلت:
نعم بأبي أنت وأمي، قال " أصاحب الجزور؟ " ولم يزدني رسول الله صلى
الله عليه وسلم على ذلك شيئا
ـــــــ
على غير قياس يقال برمة أعشار إذا انكسرت. ويجوز أن يكون العشير بمعنى
العشر كالثمين بمعنى الثمن ولكنه عاملهم عليه قبل إخراج الجزور من
جلدها، وقبل النظر إليها، أو يكونا كرها جزارة الجزار على كل حال والله
أعلم.
حرقة
وذكر غزوة غالب بن عبد الله وقتله مرداس بن نهيك من الحرقة، وقال ابن
هشام: الحرقة فيما ذكر أبو عبيدة وقال ابن حبيب في يشكر حرقة بن ثعلبة
وحرقة بن مالك كلاهما من بني حبيب بن كعب بن يشكر وفي قضاعة: حرقة بن
جذيمة بن نهد وفي تميم حرقة بن زيد بن مالك بن حنظلة وقال القاضي أبو
الوليد هكذا وقعت هذه الأسماء كلها بالقاف وذكرها الدارقطني كلها
بالفاء.
(7/537)
.................................
ـــــــ
أنساب:
وذكر غزوة محمد بن مسلمة إلى القرطاء وهم بنو قرط وقريط وقريط بنو أبي
بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
وذكر حيان بن ملة وهو حسان بن ملة، وكذلك قاله في موضع آخر من الكتاب
وهو قول ابن هشام.
وذكر سعد بن هذيم وإنما هو سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف
بن قضاعة، وإنما نسب إلى هذيم لأن هذيما حضنه وهو عبد حبشي.
حديث أم قرفة
التي جرى فيها المثل أمنع من أم قرفة لأنها كانت يعلق في بيتها خمسون
سيفا [لخمسين فارسا] كلهم لها ذو محرم واسمها فاطمة بنت حذيفة بن بدر
كنيت بابنها قرفة قتله النبي عليه السلام فيما ذكر الواقدي.
وذكر أن سائر بنيها، وهم تسعة قتلوا مع طليحة بن بزاخة في الردة وهم
حكمة وخرشة وجبلة وشريك ووالان ورمل وحصين وذكر باقيهم.
وذكر أن قرفة قتلت يوم بزاخة أيضا، وذكر عن عبد الله بن جعفر أنه أنكر
ذلك وهو الصحيح كما في هذا الكتاب وذكر الدولابي أن زيد بن حارثة حين
قتلها ربطها بفرسين ثم ركضا بها حتى ماتت وذلك لسبها رسول الله صلى
الله عليه وسلم وذكر
(7/538)
غزوة ابن أبي
حدرد بطن إضم وقتل عامر بن الأضبط الأشجعي
وغزوة ابن أبي حدرد وأصحابه بطن إضم، وكانت قبل الفتح
مقتل ابن الأضبط وما نزل فيه:
قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبد الله
بن أبي حدرد عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال:
بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم في نفر من المسلمين فيهم
أبو قتادة الحارث بن
ـــــــ
المرأة التي سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلمة وهي بنت أم
قرفة وفي مصنف أبي داود.
وخرجه مسلم أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسلمة " هب لي المرأة
يا سلمة لله أبوك " فقال هي لك يا رسول الله ففدى بها أسيرا كان في
قريش من المسلمين وهذه الرواية أصح، وأحسن من رواية ابن إسحاق، فإنه
ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهبها لخاله بمكة وهو حزن بن أبي
وهب بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وفاطمة جدة النبي صلى الله عليه وسلم
أم أبيه هي بنت عمرو بن عائذ، فهذه الخئولة التي ذكر وقتل عبد الرحمن
بن حزم باليمامة شهيدا، وحزن هذا هو جد سعيد بن المسيب بن حزن، ومسعدة
الذي ذكر في هذا الحديث أنه قتل هو ابن حكمة بن حذيفة بن بدر وسلمة
الذي كانت عنده الجارية قيل هو سلمة بن الأكوع، واسم الأكوع سنان وقيل
هو سلمة بن سلامة بن وقش قاله الزبير.
غزوة أبي حدرد
وذكر غزوة أبي حدرد واسمه سلمة بن عمير وقيل عبيدة بن عامر.
وذكر قتل محلم بن جثامة، وخبره في غير رواية ابن إسحاق أن محلم بن
جثامة مات بحمص في إمارة ابن الزبير، وأما الذي نزلت فيه الآية ِ
{لِمَنْ أَلْقَى
(7/539)
ربعي ومحلم بن
جثامة بن قيس، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم، مر بنا عامر بن الأضبط
الأشجعي، على تعود له ومعه منيع له ووطب من لبن. قال فلما مر بنا سلم
علينا بتحية الإسلام فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة، فقتله لشيء
كان بينه وبينه وأخذ بعيره وأخذ متيعه. قال فلما قدمنا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر، نزل فينا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا
تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً
تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النساء:94].. إلى آخر
الآية.
قال ابن هشام: قرأ أبو عمرو بن العلاء {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى
إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} لهذا الحديث.
ابن حابس وابن حصن يختصمان في دم ابن الأضبط إلى الرسول
قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، قال سمعت زياد بن ضميرة
بن سعد السلمي يحدث عن عروة بن الزبير، عن أبيه عن جده وكانا شهدا
حنينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر ثم عمد إلى ظل شجرة فجلس
تحتها، وهو بحنين، فقام إليه الأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن بن حذيفة
بن بدر، يختصمان في عامر بن أضبط الأشجعي عيينة يطلب بدم عامر وهو
يومئذ رئيس. غطفان،
ـــــــ
إِلَيْكُمُ السَّلامَ} [النساء:94] والاختلاف فيه شديد فقد قيل اسمه
فليت وقيل وهو محلم كما تقدم وقيل نزلت في المقداد بن عمرو، وقيل في
أسامة وقيل في أبي الدرداء واختلف أيضا في المقتول فقيل مرداس بن نهيك،
وقيل عامر الأضبط والله أعلم. كل هذا مذكور في التفاسير والمسندات.
(7/540)
والأقرع بن
حابس يدفع عن محلم بن جثامة، لمكانه من خندف، فتداولا الخصومة عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع فسمعنا عيينة بن حصن وهو يقول والله
يا رسول الله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحرقة مثل ما أذاق نسائي،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "بل تأخذون الدية خمسين في سفرنا
هذا، وخمسين إذا رجعنا"، وهو يأبى عليه إذا قام رجل من بني ليث يقال له
مكيثر قصير مجموع - قال ابن هشام: مكبتل - فقال والله يا رسول الله ما
وجدت لهذا القتيل شبها في غرة الإسلام إلا كغنم وردت فرميت أولاها،
فنفرت أخراها، أسنن اليوم وغير غذا. قال فرفع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يده. فقال " بل تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا، وخمسين إذا
رجعنا ". قال فقبلوا الدية. قال ثم قالوا: أين صاحبكم هذا، يستغفر له
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال فقام رجل آدم ضرب طويل عليه حلة له
قد كان تهيأ للقتل فيها: حتى جلس بين يدي رسول الله - صلى الله عليه
وسلم فقال له " ما اسمك؟ " قال أنا محلم بن جثامة قال رفع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يده ثم قال " اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة" ثلاثا.
قال فقام وهو يتلقى دمعه بفضل ردائه. قال فأما نحن فنقول فيما بيننا:
إنا لنرجو أن يكون رسول الله قد استغفر له وأما ما ظهر من رسول الله
صلى الله عليه وسلم فهذا.
موت محلم وما حدث له
قال ابن إسحاق: وحدثني من لا أتهم عن الحسن البصري، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس بين يديه " أمنته بالله ثم
قتلته " ثم قال له المقالة التي قال قال فوالله ما مكث محلم بن جثامة
إلا سبعا حتى مات فلفظته - والذي نفس الحسن بيده - الأرض ثم عادوا له
فلفظته الأرض ثم عادوا فلفظته فلما غلب قومه عمدوا إلى صدين فسطحوه
بينهما ثم رضموا عليه الحجارة حتى واروه قال فبلغ رسول الله صلى الله
عليه وسلم شأنه فقال " والله إن الأرض لتطابق على من هو شر منه ولكن
الله أراد أن يعظكم في حرم ما بينكم بما أراكم منه "
ـــــــ
...................................
(7/541)
دية ابن الأضبط
قال ابن إسحاق: وأخبرنا سالم أبو النضر أنه حدث:
أن عيينة بن حصن وقيسا حين قال الأقرع بن حابس وخلا بهم يا معشر قيس،
منعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم قتيلا يستصلح به الناس أفأمنتم أن
يلعنكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيلعنكم الله بلعنته أو أن يغضب
الله عليكم بغضبه؟ والله الذي نفس الأقرع بيده لتسلمنه إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فليصنعن فيه ما أراد أو لآتين بخمسين رجلا من بني
تميم يشهدون بالله كلهم. لقتل صاحبكم كافرا، ما صلى قط، فلأطلن دمه
فلما سمعوا ذلك قبلوا الدية.
قال ابن هشام: محلم في هذا الحديث كله عن غير ابن إسحاق، وهو محلم بن
جثامة بن قيس الليثي
قال ابن إسحاق: محلم فيما حدثناه زياد عنه.
غزوة ابن أبي حدرد لقتل رفاعة بن قيس الجشمي
سببها
قال ابن إسحاق:
وغزوة ابن أبي حدرد الأسلمي الغابة .
وكان من حديثها فيما بلغني، عمن لا أتهم عن ابن أبي حدرد قال تزوجت
امرأة من قومي، وأصدقتها مائتي درهم قال فجئت رسول الله صلى الله عليه
وسلم أستعينه على نكاحي، فقال " وكم أصدقت؟ " فقلت: مائتي درهم يا رسول
الله قال " سبحانه لله لو كنتم تأخذون الدراهم من بطن واد ما زدتم
والله ما عندي ما أعينك به ". قال فلبثت أياما، وأقبل رجل من بني جشم
بن معاوية، يقال له رفاعة بن قيس، أو قيس بن رفاعة، في بطن جشم حتى نزل
بقومه ومن معه بالغابة يريد أن يجمع قيسا
(7/542)
على حرب رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكان ذا اسم في جشم وشرف. قال فدعاني رسول
الله صلى الله عليه وسلم ورجلين معي من المسلمين فقال اخرجوا إلى هذا
الرجل حتى تأتوا معه بخبر وعلم . قال وقدم لنا شارفا عجفاء فحمل عليها
أحدنا، فوالله ما قامت به ضعفا حتى دعمها الرجال من خلفها بأيديهم حتى
استقلت وما كادت ثم قال تبلغوا عليها واعتقبوها.
انتصار المسلمين ونصيب ابن أبي حدرد من فيء استعان به على الزواج.
قال فخرجنا ومعنا سلاحنا من النبل والسيوف حتى إذا جئنا قريبا من
الحاضر عشيشية مع غروب الشمس. قال كمنت في ناحية وأمرت صاحبي، فكمنا في
ناحية أخرى من حاضر القوم وقلت لهما: إذا سمعتماني قد كبرت وشددت في
ناحية العسكر فكبرا وشدا معي. قال فوالله إنا لكذلك ننتظر غرة القوم أو
أن نصيب منهم شيئا. قال وقد غشينا الليل حتى ذهبت فحمة العشاء وقد كان
لهم راع قد سرح في ذلك البلد فأبطأ عليهم حتى تخوفوا عليه قال فقام
صاحبهم ذلك رفاعة بن قيس، فأخذ سيفه فجعله في عنقه ثم قال والله لأتبعن
أثر راعينا هذا، ولقد أصابه شر، فقال له نفر ممن معه والله لا تذهب نحن
نكفيك ; قال والله لا يذهب إلا أنا ; قالوا: فنحن معك ; قال والله لا
يتبعني أحد منكم قال وخرج حتى يمر بي. قال فلما أمكنني نفحته بسهمي،
فوضعته في فؤاده. قال فوالله ما تكلم ووثبت إليه فاحتززت رأسه. قال
وشددت في ناحية العسكر وكبرت، وشد صاحباي وكبرا. قال فوالله ما كان إلا
النجاء ممن فيه عندك، عندك، بكل ما قدروا عليه من نسائهم وأبنائهم وما
خص معهم من أموالهم. قال واستقنا إبلا عظيمة وغما كثيرة فجئنا بها إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال وجئت برأسه أحمله معي. قال فأعانني
رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك الإبل بثلاثة عشر بعيرا في صداقي،
فجمعت إلي أهلي.
ـــــــ
........................................
(7/543)
غزوة عبد
الرحمن بن عوف إلى دومة الجندل
شيء من وعظ الرسول لقومه
قال ابن إسحاق:
وحدثني من لا أتهم عن عطاء بن أبي رباح، قال سمعت رجلا من أهل البصرة
يسأل عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن إرسال العمامة من خلف الرجل إذا
اعتم قال فقال عبد الله سأخبرك إن شاء الله عن ذلك بعلم كنت عاشر عشرة
رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده أبو بكر وعمر
وعثمان وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود ومعاذ بن جبل، وحذيفة بن
اليمان، وأبو سعيد الخدري، وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ
أقبل فتى من الأنصار، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس
فقال يا رسول الله صلى الله عليك، أي المؤمنين أفضل؟ فقال " أحسنهم
خلقا " قال فأي المؤمنين أكيس؟ قال "أكثرهم ذكرا للموت وأحسنهم
استعدادا له قبل أن ينزل به أولئك الأكياس " ثم سكت الفتى، وأقبل علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا
نزلن بكم وأعوذ بالله أن تدركوهن إنه لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى
يعلنوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم
الذين مضوا ; ولم ينقضوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة
المؤنة وجور السلطان ولم يمنعوا الزكاة من أموالهم إلا منعوا القطر من
السماء فلولا البهائم ما مطروا ; وما نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا
سلط عليهم عدو من غيرهم فأخذ بعض ما كان في أيديهم وما لم يحكم أئمتهم
بكتاب الله وتجبروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ".
تأمير ابن عوف واعتمامه
ثم أمر عبد الرحمن بن عوف أن يتجهز لسرية بعثه عليها، فأصبح وقد اعتم
بعمامة من كرابيس سوداء فأدناه رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ثم
نقضها، ثم عممه بها،
ـــــــ
...................................
(7/544)
وأرسل من خلفه
أربع أصابع أو نحوا من ذلك ثم قال هكذا يا ابن عوف فاعتم، فإنه أحسن
وأعرف ثم أمر بلالا أن يدفع إليه اللواء. فدفعه إليه فحمد الله تعالى،
وصلى على نفسه ثم قال خذه يا ابن عوف اغزوا جميعا في سبيل الله فقاتلوا
من كفر بالله لا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا،
فهذا عهد الله وسيرة نبيه فيكم. فأخذ عبد الرحمن بن عوف اللواء.
قال ابن هشام: فخرج إلى دومة الجندل.
غزوة أبي عبيدة بن الجراح إلى سيف البحر
نفاد الطعام وخبر دابة البحر
قال ابن إسحاق: وحدثني عبادة بن الوليد بن الصامت، عن أبيه عن جده
عبادة الصامت، قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى سيف البحر، عليهم أبو عبيدة
بن الجراح، وزودهم جراباً من تمر، فجعل يقوتهم إياه، حتى صار إلى أن
يعده عليهم عدداً قال: ثم نفد التمر، حتى كان يعطي كل رجل منهم تمرة
قال: فلما جهدنا الجوع أخرج الله لنا من البحر، فأصبنا من لحمها
وودكها، وأقمنا عليها عشرين ليلة، حتى سمنا وابتللنا، وأخذ أميرنا
ضلعاً من أضلاعها، فوضعها على طريقه، ثم أمر بأجسم بعير معنا، فحمل
عليها أجسم رجل منا قال: فجلس عليه، قال: فخرج، من تحتها وما مست رأسه.
قال: فلما قدمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا خبرها،
وسألناه عما صنعنا في ذلك من أكلنا إياه، فقال: رزق رزقكموه الله .
ـــــــ
..........................................
(7/545)
بعث عمرو بن
أمية الضمري لقتال أبي سفيان بن حرب وما صنع في طريقه
قدومه مكة وتعرف القوم عليه
قال ابن هشام:
ومما لم يذكره ابن إسحاق من بعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه
بعث عمرو بن أمية الضمري، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما
حدثني من أثق به من أهل العلم بعد مقتل خبيب بن عدي وأصحابه إلى مكة ،
وأمره أن يقتل أبا سفيان بن حرب وبعث معه جبار بن صخر الأنصاري فخرجا
حتى قدما مكة وحبسا جمليهما بشعب من شعاب يأجج ، ثم دخلا مكة ليلا،
فقال جبار لعمرو: لو أنا طفنا بالبيت وصلينا ركعتين؟ فقال عمرو: إن
القوم إذا تعشوا جلسوا بأفنيتهم فقال كلا، إن شاء الله فقال عمرو:
فطفنا بالبيت وصلينا، ثم خرجنا نريد أبا سفيان فوالله إنا لنمشي بمكة
إذ نظر إلي رجل من أهل مكة فعرفني، فقال عمرو بن أمية والله إن قدمها
إلا لشر فقلت لصاحبي: النجاء فخرجنا نشتد، حتى أصعدنا في جبل وخرجوا في
طلبنا، حتى إذا علونا الجبل يئسوا منا، فرجعنا، فدخلنا كهفا في الجبل
فبتنا فيه وقد أخذنا حجارة فرضمناها دوننا، فلما أصبحنا غدا رجل من
قريش يقود فرسا له ويخلي عليها، فغشينا ونحن في الغار فقلت: إن رآنا
صاح بنا، فأخذنا فقتلنا.
قتله أبا سفيان وهربه
قال ومعي خنجر قد أعددته لأبي سفيان فأخرج إليه فأضربه على ثديه ضربة
وصاح صيحة أسمع أهل مكة، وأرجع فأدخل مكاني، وجاءه الناس يشتدون وهو
بآخر رمق فقالوا: من ضربك؟ فقال عمرو بن أمية وغلبه الموت فمات مكانه
ولم يدلل على مكاننا، فاحتملوه. فقلت لصاحبي، لما أمسينا: النجاء
فخرجنا ليلا من مكة نريد المدينة ، فمررنا بالحرس وهم يحرسون جيفة خبيب
بن
ـــــــ
......................................
(7/546)
عدي، فقال
أحدهم والله ما رأيت كالليلة أشبه بمشية عمرو بن أمية لولا أنه
بالمدينة لقلت هو عمرو بن أمية قال فلما حاذى الخشبة شد عليها، فأخذها
فاحتملها، وخرجا شدا، وخرجوا وراءه حتى أتى جرفا بمهبط مسيل يأجج ،
فرمى بالخشبة في الجرف ، فغيبه الله عنهم فلم يقدروا عليه قال وقلت
لصاحبي: النجاء النجاء حتى تأتي بعيرك فتقعد عليه فإني سأشغل عنك القوم
وكان الأنصاري لا رجلة له"
قتله بكريا في غار
قال ومضيت حتى أخرج على ضجنان ثم أويت إلى جبل فأدخل كهفا، فبينا أنا
فيه إذ دخل علي شيخ من بني الديل أعور في غنيمة له فقال من الرجل؟
فقلت: من بني بكر فمن أنت؟ قال من بني بكر فقلت: مرحبا، فاضطجع ثم رفع
عقيرته فقال:
ولست بمسلم ما دمت حيا ... ولا دان لدين المسلمينا
فقلت في نفسي: ستعلم فأمهلته، حتى إذا نام أخذت قوسي، فجعلت سيتها في
عينه الصحيحة ثم تحاملت عليه حتى بلغت العظم ثم خرجت النجاء حتى جئت
العرج، ثم سلكت ركوبة، حتى إذا هبطت النقيع إذا رجلان من قريش من
المشركين كانت قريش بعثتهما عينا إلى المدينة ينظران ويتحسسان فقلت:
استأسرا، فأبيا، فأرمي أحدهما بسهم فأقتله واستأسر الآخر فأوثقه رباطا،
وقدمت به المدينة.
سرية زيد بن حارثة إلى مدين
بعثه هو وضميرة وقصة السبي
قال ابن هشام:
وسرية زيد بن حارثة إلى مدين. ذكر ذلك عبد الله بن حسن بن حسن، عن
ـــــــ
......................................
(7/547)
أمه فاطمة ابنة
الحسين بن علي عليهم رضوان الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
زيد بن حارثة نحو مدين، ومعه ضميرة مولى علي بن أبي طالب رضوان الله
عليه وأخ له. قالت فأصاب سبيا من أهل ميناء، وهي السواحل وفيها جماع من
الناس فبيعوا، ففرق بينهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكون
فقال " ما لهم؟ " فقيل يا رسول الله فرق بينهم فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم " لا تبيعوهم إلا جميعا " قال ابن هشام: أراد الأمهات
والأولاد.
سرية سالم بن عمير لقتل أبي عفك
سبب نفاق أبي عفك
قال ابن إسحاق:
وغزوة سالم بن عمير لقتل أبي عفك أحد بني عمرو بن عوف ثم من بني عبيدة
وكان قد نجم نفاقه حين قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن
سويد بن صامت، فقال:
لقد عشت دهرا وما إن أرى ... من الناس دارا ولا مجمعا
أبر عهودا وأوفى لمن ... يعاقد فيهم إذا ما دعا
من أولاد قيلة في جمعهم ... يهد الجبال ولم يخضعا
فصدعهم راكب جاءهم ... حلال حرام لشتى معا
فلو أن بالعز صدقتم ... أو الملك تابعتم تبعا
قتل ابن عمير له وشعر المزيرية
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لي بهذا الخبيث؟ " فخرج سالم
بن عمير، أخو بني عمرو بن عوف وهو أحد البكائين فقتله فقالت أمامة
المزيرية في ذلك:
تكذب دين الله والمرء أحمدا ... لعمر الذي أمناك أن بئس ما يمني
ـــــــ
...................................
(7/548)
حباك حنيف آخر
الليل طعنة ... أبا عفك خذها على كبر السن
غزوة عمير بن عدي الخطمي لقتل عصماء بنت مروان
نفاقها وشعرها في ذلك:
وغزوة عمير بن عدي الخطمي عصماء بنت مروان، وهي من بني أمية بن زيد
فلما قتل أبو عفك نافقت فذكر عبد الله بن الحارث بن الفضيل عن أبيه قال
وكانت تحت رجل من بني خطمة ويقال له يزيد بن زيد فقالت تعيب الإسلام
وأهله:
باست بني مالك والنبيت ... وعوف وباست بني الخزرج
أطعتم أتاوي من غيركم ... فلا من مراد ولا مذحج
ترجونه بعد قتل الرءوس ... كما يرتجى مرق المنضج
ألا أنف يبتغي غرة ... فيقطع من أمل المرتجي
شعر حسان في الرد عليها
قال فأجابها حسان بن ثابت، فقال:
بنو وائل وبنو واقف ... وخطمة دون بني الخزرج
متى ما دعت سفها ويحها ... بعولتها والمنايا تجي
فهزت فتى ماجدا عرقه ... كريم المداخل والمخرج
فضرجها من نجع الدماء ... بعد الهدو فلم يحرج
خروج الخطمي لقتلها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه ذلك " ألا آخذ لي من ابنة
مروان؟ " فسمع ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عمير بن عدي
الخطمي، وهو عنده؟ فلما أمسى من تلك الليلة سرى عليها في بيتها فقتلها،
ثم أصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد
ـــــــ
.....................................
(7/549)
قتلتها. فقال
نصرت الله ورسوله يا عمير، فقال هل علي شيء من شأنها يا رسول الله؟
فقال لا ينتطح فيها عنزان "
شأن بني خطمة:
فرجع عمير إلى قومه وبنو خطمة يومئذ كثير موجهم في شأن بنت مروان ولها
يومئذ بنون خمسة رجال فلما جاءهم عمير بن عدي من عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال يا بني خطمة أنا قتلت ابنة مروان فكيدوني جميعا ثم
لا تنظرون. فذلك اليوم أول ما عز الإسلام في دار بني خطمة وكان يستخفي
بإسلامهم فيهم من أسلم، وكان أول من أسلم من بني خطمة عمير بن عدي وهو
الذي يدعى القارئ وعبد الله بن أوس، بن ثابت، وأسلم، يوم قتلت ابنة
مروان رجال من بني خطمة لما رأوا وخزيمة من عز الإسلام.
أسر ثمامة بن أثال الحنفي وإسلامه والسرية التي أسرت ثمامة بن أثال
الحنفي
إسلامه
بلغني عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه قال خرجت خيل لرسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخذت رجلا من بني حنيفة لا يشعرون من هو حتى أتوا
به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتدرون من أخذتم، هذا ثمامة بن
ـــــــ
ثمامة بن أثال
وذكر ابن إسحاق ثمامة بن أثال الحنفي وإسلامه وقد خرج أهل الحديث حديث
إسلامه وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن تقتل تقتل ذا دم وإن
تنعم تنعم على شاكر وإن ترد المال تعطه " فقال عليه السلام " اللهم
أكلة من جزور أحب إلي من دم ثمامة " فأطلقه فتطهر وأسلم، وحسن إسلامه
ونفع الله به الإسلام
(7/550)
أثال الحنفي،
أحسنوا إساره. ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فقال "
اجمعوا ما كان عندكم من طعام فابعثوا به إليه وأمر بلقحته أن يغدى عليه
بها ويراح " فجعل لا يقع من ثمامة موقعا ويأتيه رسول الله صلى الله
عليه وسلم فيقول " أسلم يا ثمامة " فيقول إيها يا محمد إن تقتل تقتل ذا
دم وإن ترد الفداء فسل ما شئت، فمكث ما شاء الله أن يمكث ثم قال النبي
يوما: " أطلقوا ثمامة " فلما أطلقوه خرج حتى أتى البقيع ، فتطهر فأحسن
طهوره ثم أقبل فبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام فلما أمسى
جاءوه بما جاءوه بما كانوا يأتونه من الطعام فلم ينل معه إلا قليلا،
وباللقحة فلم يصب من حلابها إلا يسيرا، فعجب المسلمون من ذلك فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه ذلك " مم تعجبون؟ أمن رجل أكل أول
النهار . في معى كافر وأكل آخر النهار في معى مسلم إن الكافر يأكل في
سبعة أمعاء وإن المسلم يأكل في معى واحد "
خروجه إلى مكة وقصته مع قريش
قال ابن هشام:
فبلغني أنه خرج معتمرا، حتى إذا كان ببطن مكة لبى، فكان أول من دخل مكة
يلبي، فأخذته قريش، فقالوا: لقد اخترت علينا، فلما قدموه ليضربوا عنقه
قال قائل منهم دعوه فإنكم تحتاجون إلى اليمامة لطعامكم فحثوه فقال
الحنفي في ذلك
ـــــــ
كثيرا، وقام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما حميدا حين
ارتدت اليمامة مع مسيلمة وذلك أنه قام فيهم خطيبا، وقال يا بني حنيفة
أين عزبت عقولكم بسم الله الرحمن الرحيم {حم *تَنْزِيلُ الْكِتَابِ
مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ* غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ
التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ} [غافر:1-3] أين هذا من يا ضفدع نقي كما
تنقين لا الشراب تكدرين ولا الماء تمنعين مما كان يهدي به مسيلمة
فأطاعه معهم ثلاثة آلاف وانحازوا إلى المسلمين ففت ذلك في أعضاد حنيفة.
وذكر ابن
(7/551)
ومنا الذي لبى
بمكة معلنا ... برغم أبي سفيان في الأشهر الحرم
حدثت أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلم، لقد كان وجهك
أبغض الوجوه إلي ولقد أصبح وهو أحب الوجوه إلي. وقال في الدين والبلاد
مثل ذلك.
ثم خرج معتمرا، فلما قدم مكة ، قالوا: أصبوت يا ثمام؟ فقال لا، ولكني
اتبعت خير الدين دين محمد ولا والله لا تصل إليكم حبة من اليمامة حتى
يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم خرج إلى اليمامة، فمنعهم
أن يحملوا إلى مكة شيئا، فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك
تأمر بصلة الرحم وإنك قد قطعت أرحامنا، وقد قتلت الآباء بالسيف
والأبناء بالجوع فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه أن يخلي بينهم
وبين الحمل.
ـــــــ
إسحاق أنه الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم " المؤمن يأكل في معى
واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء " الحديث وقال أبو عبيد هو أبو بصرة
الغفاري، وفي مسند ابن أبي شيبة أنه جهجاه بن مسعود بن سعد بن حرام
الغفاري، وفي الدلائل أن اسمه نضلة وقد أملينا في معنى قوله يأكل في
سبعة أمعاء نحوا من كراسة رددنا فيه قول من قال إنه مخصوص برجل واحد
وبينا معنى الأكل والسبعة الأمعاء وأن الحديث ورد على سبب خاص، ولكن
معناه عام، وأتينا في ذلك بما فيه شفاء والحمد لله وقوله في رواية
البخاري: ذا دم رواه أبو داود: ذا ذم بالذال المعجمة.
(7/552)
سرية علقمة بن
مجزز
سبب إرسال علقمة
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز.
لما قتل وقاص بن مجزز المدلجي يوم ذي قرد سأل علقمة بن مجزز رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يبعثه في آثار القوم ليدرك ثأره فيهم.
دعابة ابن حذافة مع جيشه
فذكر عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن عمرو بن الحكم
بن ثوبان، عن "أبي سعيد الخدري قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة بن مجزز قال أبو سعيد الخدري:
وأنا فيهم - حتى إذا بلغنا رأس غزاتنا أو كنا ببعض الطريق أذن لطائفة
من الجيش واستعمل عليهم عبد الله بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكانت فيه دعابة فلما كان ببعض الطريق أوقد
نارا، ثم قال للقوم أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى ; قال
أفما أنا آمركم بشيء إلا فعلتموه؟ قالوا: نعم قال فإني أعزم عليكم بحقي
وطاعتي إلا تواثبتم في هذه النار قال فقام بعض القوم يحتجز حتى ظن أنهم
واثبون فيها، فقال لهم اجلسوا، فإنما كنت أضحك
ـــــــ
ما زاده ابن هشام مما لم يذكره ابن إسحاق
وذكر الشيخ الحافظ أبو بحر سفيان بن العاصي رحمه في هذا الموضع قال
نقلت من حاشية نسخة من كتاب السير منسوبة بسماع أبي سعيد عبد الرحيم بن
عبد الله بن عبد الرحيم وأخويه محمد وأحمد ابني عبد الله بن عبد الرحيم
ما هذا نصحه وجدت بخط أخي قول ابن هشام: هذا مما لم يذكره ابن إسحاق هو
غلط منه قد ذكره ابن إسحاق عن جعفر بن عمرو بن أمية عن عمرو بن أمية
فيما حدث أسد عن يحيى بن زكرياء عن ابن إسحاق، والقائل في الحاشية وجدت
بخط أخي هو أبو بكر بن عبد الله بن عبد الرحيم. وفي الكتاب
(7/553)
معكم فذكر ذلك
لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدموا عليه فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم " من أمركم بمعصية منهم فلا تطيعوه ".
وذكر محمد بن طلحة أن علقمة بن مجزز رجع هو وأصحابه ولم يلق كيدا.
سرية كرز بن جابر لقتل البجليين الذين قتلوا يسارا
شأن يسار
حدثني بعض أهل العلم عمن حدثه عن محمد بن طلحة، عن عثمان بن عبد
الرحمن، قال:
أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة محارب وبني ثعلبة عبدا يقال
له يسار فجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في لقاح له كانت ترعى في
ناحية الجماء ، فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من قيس كبة
من بجيلة، فاستوبئوا، وطلحوا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "
لو خرجتم إلى اللقاح فشربتم من ألبانها وأبوالها، فخرجوا إليه ا"
قتل البجليين وتنكيل الرسول بهم
فلما صحوا وانطوت بطونهم عدوا على راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم
يسار فذبحوه وغرزوا الشوك في عينيه واستاقوا اللقاح. فبعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم في آثارهم كرز بن
ـــــــ
المذكور قول أبي بكر المذكور في غزوة الطائف بعد قوله فولدت له داود بن
أبي مرة. إلى هاهنا انتهى سماعي من أخي، وما بقي من هذا الكتاب سمعته
من ابن هشام نفسه.
عن خبيب بن عدي
وذكر سرية عمرو بن أمية وحلة لخبيب بن عدي من خشبته التي صلب فيها وفي
مسند ابن أبي شيبة زيادة حسنة أنهما حين حلاه من الخشبة التقمته الأرض.
(7/554)
جابر، فلحقهم
فأتى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من غزوة ذي قرد، فقطع
أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم.
غزوة علي بن أبي طالب إلى اليمن
وغزوة علي بن أبي طالب رضوان الله عليه إلى اليمن غزاها مرتين.
قال ابن هشام: قال أبو عمرو المدني:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى اليمن ، وبعث
خالد بن الوليد في جند آخر وقال " إن التقيتما فالأمير علي بن أبي طالب
".
وقد ذكر ابن إسحاق بعث خالد بن الوليد في حديثه ولم يذكره في عدة
البعوث والسرايا، فينبغي أن تكون العدة في قوله تسعة وثلاثين.
بعث أسامة بن زيد إلى أرض فلسطين وهو آخر البعوث
قال ابن إسحاق:
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد بن حارثة إلى الشام ،
وأمره أن يوطئ الخيل
ـــــــ
وذكر ابن هشام مقتل العصماء بنت مروان وفي خبرها قال صلى الله عليه
وسلم " لا ينتطح فيها عنزان " وكانت تسب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقتلها بعلها على ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اشهدوا أن
دمها هدر ". قال الدارقطني: من هاهنا يقم أصل التسجيل في الفقه لأنه قد
أشهد على نفسه بإمضاء الحكم ووقع في مصنف حماد بن سلمة أنها كانت
يهودية وكانت تطرح المحائض في مسجد بني حطمة فأهدر
(7/555)
تخوم البلقاء
والداروم، من أرض فلسطين فتجهز الناس وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون
قال ابن هشام: وهو آخر بعث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـــــــ
رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها، وقال " لا ينتطح فيها عنزان ".
(7/556)
|