الروض
الأنف ت الوكيل [ذكر ولد نزار
بن معد]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَوَلَدَ نِزَارُ بْنُ مَعَدّ ثلاثة نفر: مضر بن
نزار، وربيعة ابن نِزَارٍ، وأَنْمَارَ بْنَ نِزَارٍ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وإياد بن نزار. قال الحارث بْنُ دَوْسٍ الْإِيَادِيّ،
وَيُرْوَى لِأَبِي دُوَادَ الْإِيَادِيّ، واسمه: جَارِيَةُ بْنُ
الْحَجّاجِ:
وَفُتُوّ حَسَنٌ أَوْجُهُهُمْ ... مِنْ إيَادِ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدّ
وَهَذَا الْبَيْتُ فِي أَبْيَاتٍ لَهُ:
فَأُمّ مُضَرَ وَإِيَادٍ: سَوْدَةُ بنت عكّ بن عدنان. وأمّ ربيعة وأنمار:
شقيقة بِنْتُ عَكّ بْنِ عَدْنَانَ، وَيُقَالُ: جُمُعَةُ بِنْتُ عكّ بن
عدنان.
[ «أَوْلَادُ أَنْمَارٍ» ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَأَنْمَارُ: أَبُو خَثْعَمَ وَبَجِيلَةَ. قَالَ
جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيّ وَكَانَ سَيّدَ بَجِيلَةَ، وَهُوَ
الّذِي يَقُولُ لَهُ الْقَائِلُ:
لَوْلَا جَرِيرٌ هَلَكَتْ بَجِيلَةُ ... نِعْمَ الْفَتَى، وَبَئِسَتْ
الْقِبِيلَه
وَهُوَ يُنَافِرُ الْفُرَافِصَةَ الْكَلْبِيّ إلى الأقرع بن حابس التّميمى.
يَا أَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ يَا أَقْرَعُ ... إنّك إن تصرع أخاك تصرع
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وَأَمّا الْخَافُورُ بِالْفَاءِ فَنَبَاتٌ تَخْفِرُ رِيحُهُ أَيْ: تقطع
شهوة النساء، كما يفعل
__________
- حبق الماء أو البحر: نبات طيب الرائحة يسمى: نعنع الماء، وفى المعجم
الوسيط عن المرو: نبات عطر طبى من الفصيلة الشعرية من أسمائه: الحر نباش
وحبق الشيوخ، والزعتر فى القاموس: المرو الدقيق الورق.
(1/338)
قال:
ابْنَيْ نِزَارٍ اُنْصُرَا أَخَاكُمَا ... إنّ أَبِي وَجَدْتَهُ أباكما
لن يغلب اليوم أخ والا كما
وَقَدْ تَيَامَنَتْ، فَلَحِقَتْ بِالْيَمَنِ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: قَالَتْ الْيَمَنُ: وَبَجِيلَةُ: أَنْمَار بْنُ
إرَاشِ بْنِ لحيان بن عمرو ابن الْغَوْثِ بْنِ نَبْت بْنِ مَالِكِ بْنِ
زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأٍ، وَيُقَالُ: إرَاشُ بْنُ عَمْرِو بْنِ
لِحْيَانَ بْنِ الْغَوْثِ. وَدَارُ بَجِيلَةَ وخثعم: يمانية.
[ «أَوْلَادُ مُضَرَ» ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَوَلَدَ مُضَرُ بْنُ نِزَارٍ رَجُلَيْنِ: إلْيَاسَ
بْنَ مُضَرَ، وَعَيْلَانَ ابن مضر. قال ابن هشام: وأمهما: جر هميّة.
[ «أَوْلَادُ إلْيَاسَ» ]
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَوَلَدَ إلْيَاسُ بْنُ مُضَرَ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ:
مُدْرِكَةَ بْنَ إلْيَاسَ، وَطَابِخَةَ بْنَ إلْيَاسَ، وَقَمْعَةَ بْنَ
إلْيَاسَ وَأُمّهُمْ: خندف: امرأة من اليمن.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: خِنْدِفُ بِنْتُ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ
قُضَاعَةَ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَكَانَ اسْمُ مُدْرِكَةَ عَامِرًا، وَاسْمُ
طَابِخَةَ عَمْرًا، وَزَعَمُوا أَنّهُمَا كَانَا فِي إبِلٍ لَهُمَا
يَرْعَيَانِهَا، فَاقْتَنَصَا صَيْدًا، فَقَعَدَا عَلَيْهِ يَطْبُخَانِهِ،
وَعَدَتْ عَادِيَةٌ عَلَى إبِلِهِمَا، فَقَالَ عَامِرٌ لِعَمْرٍو:
أَتُدْرِكُ الْإِبِلَ، أَمْ تطبخ هذا الصيد؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الْحَبَقُ، وَيُقَالُ لَهُ الْمَرْوُ، وَبِهَذَا الِاسْمِ يَعْرِفُهُ الناس
وهو الزّغبر أيضا.
(1/339)
فَقَالَ عَمْرٌو: بَلْ أَطْبُخُ، فَلَحِقَ
عَامِرٌ بِالْإِبِلِ فَجَاءَ بِهَا، فَلَمّا رَاحَا عَلَى أَبِيهِمَا
حَدّثَاهُ بشأنهما، فَقَالَ لِعَامِرِ: أَنْتَ مُدْرِكَةٌ، وَقَالَ
لِعَمْرِو: وَأَنْتَ طابخة.
وَأَمّا قَمَعَةُ فَيَزْعُمُ نُسّابُ مُضَرَ: أَنّ خُزَاعَةَ مِنْ وَلَدِ
عَمْرِو بْنِ لُحَيّ بْنِ قَمْعَةَ بْنِ إلْيَاس.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(ذَكَرَ نِزَارُ بْنُ مَعَدّ وَمَنْ تَنَاسَلَ مِنْهُمْ) قَدْ ذَكَرْنَا
أَوْلَادَ مَعَدّ الْعَشَرَةَ فِيمَا تَقَدّمَ، فَأَمّا مُضَرُ فَقَدْ
تَقَدّمَ ذِكْرُهُ فِي عَمُودٍ نَسَبِ النّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- وَذَكَرْنَا أَنّهُ أَوّلُ مَنْ سَنّ حُدَاءَ الْإِبِلِ،
وَسَبَبُهُ- فِيمَا ذَكَرُوا- أَنّهُ سَقَطَ عَنْ بَعِيرٍ، فَوَثَبَتْ
يَدُهُ، وَكَانَ أَحْسَنَ النّاسِ صَوْتًا، فَكَانَ يَمْشِي خَلْفَ
الْإِبِلِ، وَيَقُولُ: وَايَدَيّاهُ وَايَدَيّاهُ، يَتَرَنّمُ بِذَلِكَ
فَأَعْنَقَتْ الْإِبِلُ، وَذَهَبَ كَلَالُهَا؛ فَكَانَ ذَلِكَ أَصْلُ
الْحُدَاءِ عِنْدَ الْعَرَبِ، وَذَلِكَ أَنّهَا تَنْشَطُ بِحُدَائِهَا
الْإِبِلُ، فَتُسْرِعُ.
وَأَمّا أَنْمَارُ بْنُ نِزَارٍ، وَهُوَ أَبُو بَجِيلَةَ وَخَثْعَمَ
فَسُمّيَ: بِالْأَنْمَارِ جَمْعُ نَمِرٍ «1» ، كَمَا سُمّوا بِسِبَاعِ
وَكِلَابٍ، وَأُمّ بَنِيهِ: بَجِيلَةُ بِنْتُ صَعْبِ بْنِ سَعْدِ
الْعَشِيرَةِ وُلِدَ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا أَفْتَلُ «2» وَهُوَ: خَثْعَمُ
«3» ، وَوَلَدَتْ لَهُ عَبْقَرَ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ، سَمّاهُمْ أَبُو
الْفَرَجِ، عَنْهُمْ تَنَاسَلَتْ قَبَائِلُ بَجِيلَةَ وَهُمْ: وَدَاعَةُ
وَخُزَيْمَةُ وصهيبة [فى الأصل: صحيم]
__________
(1) روى ابن هشام عن ابن إسحاق من ولد نزار: أنمار. وفى جمهرة ابن حزم
«ذكروا أن خثعم وبجيلة من ولد أنمار إلا أن الصحيح المحض. الذى لا شك فيه
أن قبائل مضر وقبائل ربيعة ابنى نزار» ص 9، وفى ص 6 من نسب قريش وكان يقال
ربيعة ومضر الصريحان من ولد إسماعيل» .
(2) وقيل: أقيل وأقيل.
(3) أمه هند بنت مالك بن الغافق بن الشاهد بن عك «الجمهرة ص 365» .
(1/340)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وَالْحَارِثُ وَمَالِكُ وَشَيْبَةُ وَطُرَيْفَةُ وَفَهْمٌ وَالْغَوْثُ
وَسَهْلٌ وَعَبْقَرٌ وَأَشْهَلُ «1» كُلّهُمْ بَنُو أَنْمَارٍ، وَيُقَالُ:
إنّ بَجِيلَةَ حَبَشِيّةٌ حَضَنَتْ أَوْلَادَ أَنْمَارٍ الّذِينَ
سَمّيْنَا، وَلَمْ تَحْضُنْ أَفْتَلَ، وَهُوَ: خَثْعَمُ، فَلَمْ يُنْسَبْ
إلَيْهَا. رَوَى التّرْمِذِيّ مِنْ طَرِيقِ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ أَنّهُ
لَمَا أَنَزَلَ اللهُ فِي سَبَأٍ مَا أَنَزَلَ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ
اللهِ مَا سَبَأٌ: امْرَأَةٌ أَمْ أَرْضٌ؟ قَالَ: لَيْسَ بِامْرَأَةِ وَلَا
أَرْضٍ، وَلَكِنّهُ رَجُلٌ وَلَدَ عَشَرَةً من العرب، فتيا من مِنْهُمْ
سِتّةً، وَتَشَاءَمَ «2» أَرْبَعَةٌ، فَأَمّا الّذِينَ تَشَاءَمُوا:
فَلَخْمٌ وَجُذَامٌ وَعَامِلَةُ وَغَسّانُ، وَأَمّا الّذِينَ تَيَامَنُوا:
فَالْأَزْدُ وَالْأَشْعَرُونَ وَحِمْيَرُ وَمُذْحِجُ وَكِنْدَةُ
وَأَنْمَارٌ، قَالَ الرّجُلُ: وَمَنْ أَنْمَارٌ؟ قَالَ: الّذِينَ مِنْهُمْ
خَثْعَمُ «3» وَبَجِيلَةُ. وَقَوْلُهُ:
لَوْلَا جَرِيرٌ هَلَكَتْ بَجِيلَةُ ... نِعْمَ الْفَتَى، وَبِئْسَتْ
القبيله
__________
(1) هم فى جمهرة أنساب العرب: خزيمة، وادعة، عبقر، الغوث، صهيبة، أشهل،
شهل، طريف، سنية، الحارث وخذعة، أما فى نهاية الأرب: العقب من أنمار بن
إراش بن عمرو بن لحيان بن عمرو بن مالك بن زيد: خمس قبائل، الغوث وعبقر
وصهيبة، ووداعة وأفتل، وهو خثعم بنو أنمار بن إراش ويقول عن أنمار بن نزار:
«فإنها انقلبت فى اليمن.. ومن قال إنها انقلبت فى اليمن يقول فيه: إن خثعم
وبجيلة ابنا أنمار بن نزار لحقا باليمن، وانتسبا عن جهل منهما إلى
أَنْمَارٍ بْنِ إرَاشَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْغَوْثِ بن النبيت بْنِ مَالِكِ
بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سبأ بن يشجب به يعرب بن قحطان» انظر ص
310، 328 ج 2 نهاية الأرب.
(2) تيامن: أى ذهب إلى اليمن وعاش فيها وتشاءم: قصد الشام وعاش فيها
(3) قال الترمذى: حسن غريب ورواه أحمد من طريق ابن عباس وراوه عبد عن الحسن
موسى عن ابن لهيعة به وهذا إسناد حسن، ولم يخرجوه وفى إسناده من وجه آخر
فروة أبو حباب، وقد تكلموا فيه وفى روايات الحديث اضطراب
(1/341)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قَالَ لَمّا سَمِعَ هَذَا: مَا مُدِحَ رَجُلٌ هُجِيَ قَوْمُهُ، وَجَرِيرٌ
هَذَا هُوَ: ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَابِرٍ، وَهُوَ: الشّلَيْلُ بْنُ
مَالِكِ بْنِ نَصْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ جُشَمِ بْنِ عُوَيْفِ بْنِ
جَذِيمَةَ «1» بْنِ عَدِيّ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَعْدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ
قَسْرٍ، وَهُوَ مَالِكُ بْنُ عَبْقَرِ بْنِ أَنْمَارٍ بْنِ إرَاشَ بْنِ
عَمْرِو بْنِ الْغَوْثِ، يُكَنّى: أَبَا عَمْرٍو، وقيل: أبا عَبْدُ اللهِ،
وَفِيهِ قَالَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَطْلُعُ
عَلَيْكُمْ خَيْرُ ذِي يَمَنٍ، عَلَيْهِ مَسْحَةُ مُلْكٍ «2» » وَكَانَ
عُمَرُ يُسَمّيهِ: يُوسُفَ هَذِهِ الْأُمّةِ، وَكَانَ مِنْ مُقْبِلِي
الظّعُنِ، وَكَانَتْ نَعْلُهُ:
طُولُهَا: ذِرَاعٌ فِيمَا ذَكَرُوا. وَمِنْ النّذِيرِ بْنِ قَسْرٍ:
الْعُرَنِيّونَ الّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَاجْتَوَوْا «3» الْمَدِينَةَ، وَحَدِيثُهُمْ
مَشْهُورٌ، وَهُمْ بَنُو عُرَيْنَةَ بْنِ النّذِيرِ، أَوْ بَنُو عُرَيْنَةَ
بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ نَذِيرٍ، لِأَنّهُمَا عُرَيْنَتَانِ، وَأَحَدُهُمَا:
عَمّ الْآخَرِ.
وَقَالَ ابْنُ إسْحَاقَ فِي السّيرَةِ: مِنْ بَنِي قَيْسٍ: كُبّةٌ مِنْ
بَجِيلَةَ.
وَقَوْلُهُ: وَهُوَ يُنَافِرُ الْفُرَافِصَةَ [بْنَ الأحوص] الكلبى إلى
الأقرع بن حابس
__________
(1) فى الاشتقاق: ابن حزيمة وفى نسب قريش: خزيمة، وفى الإصابة: عوف بن
خزيمة.
(2) رواه الطبرانى فى الأوسط وفيه محمد بن السائب الكلبى، وهو كذاب. وفى
القاموس: أنه كان يلقب بذى المسحة.
(3) أى أصابهم الجوى، وهو المرض وداء الجوف إذا تطاول وذلك إذا لم يوافقهم
هواها. واجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه، وإن كنت فى نعمه وفى اللسان
أنهم ارتدوا، فقتلهم الرسول «ص» هذا وفى السيرة أن أم مضر وإياد هى سودة
بنت عك، ولكنها فى نسب قريش: خبية بوزن عليه بنت عك. وفى السيرة أن أم
ربيعة وأنمار هى: شقيقة بنت عك، ولكنها فى نسب قريش: حدالة (بضم الحاء) بنت
وعلان بن جوشم ص 6.
(1/342)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
التّمِيمِيّ. يُنَافِرُ: أَيْ يُحَاكِمُ. قَالَ قَاسِمُ بْنُ ثَابِتٍ:
لَفْظُ الْمُنَافَرَةِ مَأْخُوذٌ مِنْ النّفَرِ، وَكَانُوا إذَا تَنَازَعَ
الرّجُلَانِ، وَادّعَى كُلّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنّهُ أَعَزّ نَفَرًا مِنْ
صَاحِبِهِ، تَحَاكَمُوا إلَى الْعَلّامَةِ، فَمَنْ فَضَلَ مِنْهُمَا قِيلَ:
نَفّرَهُ عَلَيْهِ أَيْ: فَضّلَ نَفَرَهُ عَلَى نَفَرِ الْآخَرِ: فَمِنْ
هَذَا أُخِذَتْ الْمُنَافَرَةُ، وَقَالَ زُهَيْرٌ:
فَإِنّ الْحَقّ مَقْطَعُهُ ثَلَاثٌ ... يَمِينٌ، أَوْ نِفَارٌ أَوْ جَلَاءٌ
«1»
وَالْفُرَافِصَةُ بِالضّمّ: اسْمُ الْأَسَدِ، وَبِالْفَتْحِ اسْمُ
الرّجُلِ، وَقَدْ قِيلَ: كُلّ فُرَافِصَةٌ فِي الْعَرَبِ بِالضّمّ إلّا
الْفُرَافِصَةَ أَبَا نَائِلَةَ صِهْرَ عُثْمَانَ بْنِ عَفّانَ فَإِنّهُ
بِالْفَتْحِ.
وَقَوْلُهُ: إنّك إنْ تَصْرَعْ أَخَاك تُصْرَعْ. وُجِدَتْ فِي حَاشِيَة
أَبِي بَحْرٍ، قَالَ:
الْأَشْهُرُ فِي الرّوَايَةِ: إنْ يُصْرَعْ أَخُوك «2» ، وَإِنّمَا لَمْ
يَنْجَزِمْ الْفِعْلُ الْآخَرُ عَلَى جَوَابِ الشرط؛ لأنه فى نية التقديم
عند سيبوبه، وَهُوَ عَلَى إضْمَارِ الْفَاءِ عِنْدَ الْمُبَرّدِ «3» ،
وَمَا ذُكِرَ فِي أَنْمَارٍ مِنْ قَوْلِ أَهْلِ الْيَمَنِ يَشْهَدُ لَهُ
حَدِيثُ التّرْمِذِيّ الْمُتَقَدّمُ.
وَذَكَرَ أُمّ إلْيَاسَ، وَقَالَ فِيهَا: امْرَأَةٌ مِنْ جُرْهُمٍ، وَلَمْ
يسمها، وليست من
__________
(1) جلاء بفتح الجيم: البينة فى المحاكمة والأمر البين الواضح، وقيل: أراد:
البينة والشهود، وقيل: أراد الإقرار والجلاء بكسر الجيم: ما يعظم به
الإنسان من الكنى والألقاب والبيت فى اللسان فى مادة: جلو.
(2) يستشهد النحاة بهذا البيت على جواز رفع جزاء الشرط المضارع حين يكون
الشرط مضارعا أيضا. وهو ضعيف، وهو فى نسب قريش «إن يصرع أخوك» وفى المزهر ص
493 ج 2: كل شئ فى العرب فرافصة بضم الفاء إلا فرافصة بن الأحوص.
(3) قالا بهذا، لأن القاعدة وجوب جزم جواب الشرط إن كانا مضارعين واقرأ قصة
هذه المنافرة فى ص 301 ج 1 بلوغ الأرب.
(1/343)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جُرْهُمٍ، وَإِنّمَا هِيَ الرّبَابُ بِنْتُ حَيْدَةَ «1» بْنِ مَعَدّ بْنِ
عَدْنَانَ فِيمَا ذَكَرَ الطّبَرِيّ، وَقَدْ قَدّمْنَا ذَلِكَ فِي نَسَبِ
النّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَأَمّا عَيْلَانُ أَخُو إلْيَاسَ، فَقَدْ قِيلَ: إنّهُ قَيْسٌ نَفْسُهُ
لَا أَبُوهُ، وَسُمّيَ بِفَرَسِ لَهُ اسْمُهُ: عَيْلَانُ «2» ، وَكَانَ
يُجَاوِرُهُ قَيْسُ كُبّةَ مِنْ بَجِيلَةَ عُرِفَ بِكُبّةَ اسْمِ فَرَسِهِ
فُرّقَ بَيْنَهُمَا بِهَذِهِ الْإِضَافَةِ، وَقِيلَ: عَيْلَانُ اسْمُ
كَلْبٍ لَهُ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ:
النّاسُ، وَلِأَخِيهِ: إلْيَاسُ، وَقَدْ تَقَدّمَ فِي أَوّلِ الْكِتَابِ
الْقَوْلُ فِي عَمُودِ نَسَبِ رَسُولِ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم-
وما فيه غنية من شرخ تِلْكَ الْأَسْمَاءِ.
وَذَكَرَ مُدْرِكَةَ وَطَابِخَةَ وَقَمْعَةَ وَسَبَبَ تَسْمِيَتِهِمْ
بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ، وَفِي الْخَبَرِ زِيَادَةٌ، وَهُوَ أَنّ إلْيَاسَ
قَالَ لِأُمّهِمْ- وَاسْمُهَا لَيْلَى «3» ، وَأُمّهَا: ضَرِيّةُ بِنْتُ
رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ الّتِي يُنْسَبُ إلَيْهَا: حِمَى ضَرِيّةَ، وَقَدْ
أَقْبَلَتْ تُخَنْدِفُ فِي مشيتها: مالك تُخَنْدِفِينَ؟ فَسُمّيَتْ:
خِنْدِفَ، وَالْخَنْدِفَةُ: سُرْعَةٌ فِي مَشْيٍ وقال لمدركة.
__________
(1) فى نهاية الأرب وغيره: حيد. وفى نسب قريش ص 7 أن أم الياس هى الحنفاء
ابنة إياد بن معد، وفى جمهرة ابن حزم ص 9 أن اسمها: أسمى بنت سود بن أسلم
بن الحارث بن قضاعة.
(2) فى الطبرى: أنه سمى عيلان لأنه كان يعاتب على جوده. فيقال له لتغلبن
عليك العيلة يا عيلان وليس فى الأسماء عيلان بالعين غيره.
(3) وفى نسب قريش ص 6. فولد مضر بن نزار: الياس، وهو عيلان انظر ص 322 شرح
أدب الكاتب للجواليقى وفى الجمهرة: «وقيس عيلان بن مضر» وخطأ من جعل قيسا
بن عيلان وليلى بنت حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافّ بْنِ
قُضَاعَةَ. ويقال لهم: خندف وفى اللسان الشرف كبد نجد وكانت منازل لهلوك من
بنى آكل المرار وفيها اليوم حمى ضرية وفى حديث عثمان. كان الحمى حمى ضرية
على عهده ستة أميال. وضرية امرأة سمى الموضع بها وهو بأرض نجد.
(1/344)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وَأَنْتَ قَدْ أَدْرَكْت مَا طَلَبْتَا
وَقَالَ لِطَابِخَةَ:
وَأَنْتَ قَدْ أَنْضَجْت مَا طَبَخْتَا.
وَقَالَ لِقَمْعَةَ وَهُوَ عُمَيْرٌ:
وَأَنْتَ قَدْ قَعَدْت «1» فَانْقَمَعْتَا.
وَخِنْدِفُ الّتِي عُرِفَ بِهَا بَنُو إلْيَاسَ، وَهِيَ الّتِي ضَرَبَتْ
الْأَمْثَالَ بِحُزْنِهَا عَلَى إلْيَاسَ، وَذَلِكَ أَنّهَا تَرَكَتْ
بَنِيهَا، وَسَاحَتْ فِي الْأَرْضِ تَبْكِيهِ، حَتّى مَاتَتْ كَمَدًا،
وَكَانَ مَاتَ يَوْمَ خَمِيسٍ، وَكَانَتْ إذَا جَاءَ الْخَمِيسُ بَكَتْ
مِنْ أَوّلِ النّهَارِ إلَى آخِرِهِ فَمِمّا قِيلَ مِنْ الشّعْرِ فِي
ذَلِكَ:
إذَا مُؤْنِسٌ لَاحَتْ خَرَاطِيمُ شَمْسِهِ ... بَكَتْهُ بِهِ حَتّى تَرَى
الشّمْسَ تَغْرُبُ
فَمَا رَدّ بَأْسًا حُزْنُهَا وَعَوِيلُهَا ... وَلَمْ يُغْنِهَا حُزْنٌ
وَنَفْسٌ تُعَذّبُ
وَكَانُوا يُسَمّونَ الْخَمِيسَ: مُؤْنِسًا «2» قَالَ الزّبَيْرُ: وإنما
نسب بنو الياس
__________
(1) فى الطبرى «أسأت» .
(2) جمع النابغة أسماء الأيام فى الجاهلية فى هذين البيتين:
أؤمل أن أعيش وأن يومى ... بأوّل أو بأهون أو جبار
أو التالى دبار فإن يفتنى ... فمؤنس او عروبة أو شيار
وفى صبح الأعشى أنها تسمية العرب العاربه من بنى قحطان وجرهم الأولى. وأول:
هو الأحد. وسموا الخميس مؤنسا لأنه يؤنس به لبركته فى زعمهم. ج 364 ج 2 صبح
الأعشى، أو لأنهم كانوا يميلون فيه إلى الملاذ. وفى المطبوعة فى البيتين:
بكتابه وهو خطأ صوبته من مراجعى.
(1/345)
|