الروض الأنف ت الوكيل

[مَنْ اُسْتُشْهِدَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ بدر القرشيون من بنى عبد المطلب]
وَاسْتُشْهِدَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ بَدْرٍ، مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من قريش؛ ثُمّ مِنْ بَنِي الْمُطّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ: عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطّلِبِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

(5/289)


قَتَلَهُ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، قَطَعَ رِجْلَهُ، فَمَاتَ بالصّفراء. رجل.
مِنْ بَنِي زُهْرَةَ وَمِنْ بَنِي زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ. عُمَيْرُ بْنُ أَبِي وَقّاصِ بْنِ أُهَيْبِ بن عبد مناف ابن زُهْرَةَ، وَهُوَ أَخُو سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقّاصٍ، فِيمَا قَالَ ابْنُ هِشَامٍ؛ وَذُو الشّمَالَيْنِ ابْنُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَضْلَةَ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ خزاعة، ثم من بنى غبشان. رجلان.
مِنْ بَنِي عَدِيّ وَمِنْ بَنِي عَدِيّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيّ: عَاقِلُ بْنُ الْبُكَيْرِ، حَلِيفٌ لَهُمْ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بن كنانة؛ ومهجع، مولى عمر بن الخطّاب. رجلان.
من بنى الحارث بن فهر وَمِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ: صَفْوَانُ بْنُ بيضاء رجل. ستة نفر.
ومن الأنصار وَمِنْ الْأَنْصَارِ، ثُمّ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عوف: سعد بن خيثمة، ومبشّر ابن عبد المنذر بن زنبر. رجلان.
من بنى الحارث بن الخزرج وَمِنْ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ: يَزِيدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَهُوَ الّذِي يُقَالُ لَهُ:
ابْنُ فُسْحُمَ. رجل.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

(5/290)


من بنى سلمة ومن بني سلمة؛ ثم من بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة:
عمير بن الحمام. رجل.
من بنى حبيب وَمِنْ بَنِي حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ حَارِثَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَضْبِ بْنِ جُشَمٍ: رَافِعُ بْنُ المعلّى. رجل.
من بنى النجار ومن بَنِي النّجّارِ: حَارِثَةُ بْنُ سُرَاقَةَ بْنِ الْحَارِثِ. رجل.
من بنى غنم ومن بني غنم بن مالك بن النجار: عوف ومعوّذ، ابنا الحارث بن رفاعة ابن سَوَادٍ، وَهُمَا ابْنَا عَفْرَاءَ. رَجُلَانِ. ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تَسْمِيَةُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا قَدْ تَقَدّمَ التّعْرِيفُ بِكَثِيرِ مِنْهُمْ، وَمِنْ غَيْرِهِمْ مِمّنْ جَرَى ذِكْرُهُ فِي السّيرَةِ وَالتّنْبِيهُ إلَى مَا تَتَشَوّفُ إلَيْهِ نَفْسُ الطّالِبِ مِنْ هَذَا الْفَنّ وَسَائِرُهُمْ قَدْ نَسَبَهُ ابْنُ إسْحَاقَ وَابْنُ هِشَامٍ فِي هَذَا الْبَابِ، وَنَسَبْنَا نَحْنُ فِيمَا تَقَدّمَ طَائِفَةً لَمْ يَنْسُبْهُمْ ابْنُ إسْحَاقَ فِي هَذَا الْبَابِ، مِنْهُمْ: أَبُو الْهَيْثَمِ [مَالِكُ] بْنُ التّيْهَانِ تَقَدّمَ التّعْرِيفُ بِهِ فِي بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ وَأَنّهُ مِنْ بَنِي إرَاشٍ فِي قَوْلِ ابْنِ إسْحَاقَ، وَقَالَ ابْنُ هِشَامٍ: إرَاشَةَ.
وَذَكَرَ فِي بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرِ عِيَاضِ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، هَكَذَا أَلْفَيْته

(5/291)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فِي نُسْخَةِ الشّيْخِ أَبِي بَحْرٍ وَغَيْرِهَا مِنْ النّسَخِ الصّحَاحِ، وَهُوَ وَهْمٌ، وَالصّوَابُ:
عِيَاضُ بْنُ زهير، وليس الوهم فيه من ابْنِ إسْحَاقَ، لِأَنّهُ قَدْ ذَكَرَهُ فِي الْمُهَاجِرِينَ إلَى الْحَبَشَةِ، فَقَالَ فِيهِ ابْنُ زُهَيْرٍ عَلَى الصّوَابِ، وَكَذَلِكَ قَالَ فِي ابْنِ أَخِيهِ عَمْرِو ابن الحارث بن زهير، وغنم بن زهير والدعياض بْنِ غَنْمٍ صَاحِبِ الْفُتُوحَاتِ الّذِي يَقُولُ فِيهِ ابْنَ الرّقَيّاتِ:
وَعِيَاضٌ وَمَا عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ ... كَانَ مِنْ خَيْرِ مَنْ تُجِنّ النّسَاءُ
وَالْحَارِثُ بْنُ زُهَيْرٍ وَالِدُ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهَيْرٍ، وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ إسْحَاقَ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ أَيْضًا؛ فَقَالَ فِيهِ: ابْنَ زُهَيْرٍ لَا ابْنَ أَبِي زُهَيْرٍ وَالْحَمْدُ لِلّهِ.
وَذَكَرَ ابْنُ إسْحَاقَ فِي الْبَدْرِيّينَ عَاصِمَ بْنَ عَدِيّ لَمْ يَشْهَدْهَا، لِأَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَدّهُ مِنْ الرّوْحَاءِ لِسَبَبِ ذَكَرَهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَغَيْرُهُ، وَذَلِكَ أَنّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَلَغَهُ شَيْءٌ عَنْ أَهْلِ مَسْجِدِ الضّرَارِ، وَكَانَ قَدْ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى قُبَاءَ وَالْعَالِيَةِ، فَرَدّهُ لِيَنْظُرَ فِي ذَلِكَ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ مَعَ أَهْلِ بَدْرٍ، وَعَاصِمٌ هُوَ المذكور فى حديث اللّعان الذى يقول لَهُ عُوَيْمِرٌ الْعَجْلَانِيّ وَهُوَ عُوَيْمِرُ بْنُ أَبْيَضَ، وَيُقَالُ فِيهِ: ابْنُ أَشْقَرَ: سَلْ لِي يَا عَاصِمُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «1» تُوُفّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ يُكْنَى أَبَا عَمْرٍو، وَقِيلَ: أبا عبد الله.
__________
(1) أخرج حديثه البخارى ومسلم وبقية الجماعة إلا الترمذى وأخرجه أحمد

(5/292)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قصة غوات: وَذَكَرَ ابْنُ إسْحَاقَ فِيمَنْ رَدّهُ النّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ بَدْرٍ، وَضَرَبَ لَهُ بِسَهْمِهِ خَوّاتَ بْنَ جُبَيْرٍ، رَدّهُ مِنْ الصّفْرَاءِ، وَسَبَبُ ذَلِكَ- فِيمَا ذَكَرَ ابْنُ عُقْبَةَ أَنّ حَجَرًا أَصَابَهُ فِي رِجْلِهِ فَوَرِمَتْ عَلَيْهِ، وَاعْتَلّتْ، فَرَدّهُ النّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِذَلِكَ، وَهُوَ صَاحِبُ خَوْلَةَ ذَاتِ النّحْيَيْنِ فِي الْجَاهِلِيّةِ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَيُرْوَى أَنّ النّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَأَلَهُ عَنْهَا وَتَبَسّمَ فَقَالَ:
يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ رَزَقَ اللهُ خَيْرًا، وَأَعُوذُ بِاَللهِ مِنْ الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ «1» ، وَيُرْوَى أَنّهُ قَالَ لَهُ: مَا فَعَلَ بَعِيرُك الشّارِدُ؟ فَقَالَ: قَيّدَهُ الْإِسْلَامُ يَا رَسُولَ اللهِ، وَقِيلَ مَعْنَى قَوْلِهِ: بَعِيرُك الشّارِدُ: أَنّهُ مَرّ فِي الْجَاهِلِيّةِ بِنِسْوَةِ أَعْجَبَهُ حُسْنُهُنّ، فَسَأَلَهُنّ أَنْ يَفْتِلْنَ لَهُ قَيْدًا لِبَعِيرِ لَهُ، زَعَمَ أَنّهُ شَارِدٌ، وَجَلَسَ إلَيْهِنّ بِهَذِهِ الْعِلّةِ، فَمَرّ بِهِ النّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَتَحَدّثُ إلَيْهِنّ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ وَعَنْهُنّ، فَلَمّا أَسْلَمَ سَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ الْبَعِيرِ الشّارِدِ، وَهُوَ يَتَبَسّمُ لَهُ، فَقَالَ خَوّاتٌ: قَيّدَهُ الْإِسْلَامُ يَا رَسُولَ الله «2» ، قَالَ الْوَاقِدِيّ: يُكَنّى أَبَا صَالِحٍ، وَرَوَى النّمَرِيّ
__________
(1) أى من النقصان بعد الزيادة، وقيل: من فساد أمورنا بعد صلاحها، وقيل: من الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا منهم، وأصله من نقض العمامة بعد لفها.
(2) رواه البغوى والطبرانى من طريق جرير بن حازم عن زيد بن أسلم وفيه يقول خوات: نزلت مع النبى «ص» بمر الظهران، قال: فخرجت من خباى، فاذا لسوة يتحدثن، فأعجبننى، فرجعت، فأخذت حلتى، فلبستها، وجلست-

(5/293)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فِي حَدِيثٍ مُسْنَدٍ إلَى خَوّاتٍ أَنّ عُمَرَ بْنَ الْخَطّابِ، كَنّاهُ: أَبَا عَبْدِ اللهِ، وَذَلِكَ أَنّهُ كَانَ مَعَهُ فِي رَكْبٍ، فَقَالَ لَهُ الرّكْبُ غَنّنَا مِنْ شِعْرِ ضِرَارٍ، فَقَالَ عُمَرُ:
دَعُوا أَبَا عَبْدِ اللهِ يُغَنّينَا بُنَيّاتِ «1» فُؤَادِهِ قَالَ: فَأَنْشَدَهُمْ حَتّى السّحَرِ، فَقَالَ عُمَرُ: ارْفَعْ لِسَانَك يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ فَقَدْ أَسْحَرْنَا.
نَسَبُ النّعْمَانِ بْنِ عَصَرٍ: وَذَكَرَ النّعْمَانَ بْنَ عَصَرٍ، وَلَمْ يَنْسُبْهُ، وَهُوَ ابْنُ عَصَرِ بْنِ الرّبِيعِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَدِيمٍ الْبَلَوِيّ، وَقِيلَ عَصَرُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ حَارِثَةَ البلوىّ، قتل باليمامة.
__________
- إليهن، وخرج رسول الله «ص» من قبته، فلما رأيته هبته، فقلت: يا رسول الله: جمل لى شرد، فأنا أبتغى له قيدا.. وقوله هنا: يا رسول الله يفيد أنه كان فى الإسلام لا فى الجاهلية. والنحى: زق للسمن. وقد ضرب المثل بقصة خوات مع خوله، فقيل: أشغل من ذات النحيين، وفى المثل ما يستحى من ذكره هنا فانظره فى كتب الأمثال. فى الأمثال للميدانى أنه قيل له: يا خوات كيف شرازك، أو كيف شراؤك، وفى رواية حمزة: ما فعل بعيرك؟ أيشرد عليك؟ فقال: أما منذ أسلمت- أو منذ قيده الإسلام- فلا.
(1) فى الإصابة: بنات. وحديثه هذا ذكره السراج فى تاريخه فهو شىء لا يعتد به. وقصقص ابن أبى خيثمة قصة ذات النحيين عن ابن سيرين بأسلوب غيرناه: كانت امرأة تبيع سمنا فى الجاهلية، فدخل رجل، فوجدها خالية، فراودها فأبت فخرج، فتنكر ورجع، فقال: هل عندك من سمن طيب؟ قالت: نعم، فحلت زقا فذاقه، فقال: أريد أطيب منه، فأمسكيه، وحلت آخر، فقال: أمسكيه، فقد أنفلت بعيرى قالت: اصبر حتى أوثق الأول، قال: لا، وإلا تركته من يدى يراق، فانى أخاف ألا أجد بعيرى، فأمسكته بيدها الآخرى، فانقض عليها، فلما قضى حاجته، قالت له: لا يهناك.

(5/294)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تَصْوِيبُ أَنْسَابٍ: وَذَكَرَ فِي نَسَبِ زَيْدِ بْنِ وَدِيعَةَ جَزْءَ بْنَ عَدِيّ.
وَذَكَرَ أَبُو بَحْرٍ أَنّهُ قَيّدَهُ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ جَزْءَ بِسُكُونِ الزّايِ، وَأَنّهُ لَمْ يَجِدْهُ عَنْ غَيْرِهِ إلّا بكسر الزاى.
وذكر رافع بن عُنْجُدَةَ، وَقَالَ: هِيَ أُمّهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَاهُ، وَاسْمُهُ:
عَبْدُ الْحَارِثِ، وَالْعُنْجُدَةُ حَبّ الزّبِيبِ، وَيُقَالُ: هُوَ الزّبِيبُ، وَأَمّا عَجْمُ الزّبِيبِ، فَهُوَ الْفِرْصِدُ [أَوْ الْفِرْصِيدُ أَوْ الْفِرْصَادُ] قَالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ.
وَذَكَرَ كَعْبَ بْنَ جَمّازٍ بِالْجِيمِ وَالزّايِ، كَمَا قَالَ ابْنُ هِشَامٍ، لَا كَمَا قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ، فَإِنّ أَهْلَ النّسَبِ عَلَى مَا قَالَ ابن هشام، غير أن الدّار قطنى قَيّدَ فِيهِ رِوَايَةً ثَالِثَةً: ابْنَ حِمّانَ بِنُونِ وحاء مكسورة.
وذكر فيهم أبا خميضة، وَاسْمُهُ: مَعْبَدُ بْنُ عَبّادٍ: قَالَ أَبُو عُمَرَ: كَذَا قَيّدَهُ إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ ابْنِ إسْحَاقَ، وَغَيْرُهُ يَقُولُ فِيهِ عَنْ ابْنِ إسْحَاقَ يَقُولُ فِيهِ: أَبُو خُمَيْصَةَ بِخَاءِ مَنْقُوطَةٍ وَصَادٍ مُهْمَلَةٍ.
وَذَكَرَ فِي الْبَلَوِيّينَ أَبَا عُقَيْلٍ، وَلَمْ يُسَمّهِ وَكَانَ اسْمُهُ فِي الْجَاهِلِيّةِ عَبْدَ الْعُزّى، فَسَمّاهُ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدَ الرحمن عدوّ الأوثان ابن عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ قُتِلَ بِالْيَمَامَةِ.
صَاحِبُ الصّاعِ: وَأَمّا أَبُو عَقِيلٍ صَاحِبُ الصّاعِ الّذِي لمزه المنافقون، فاسمه حثحات،

(5/295)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وَفِيهِ أُنْزِلَتْ: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَذَلِكَ أَنّهُ جَاءَ بِصَاعِ مِنْ تَمْرٍ فَوَضَعَهُ فِي الْعَرَقَةِ حِينَ حَثّ النّبِيّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى النّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَضَحِكَ مِنْهُ الْمُنَافِقُونَ وَقَالُوا: إنّ اللهَ لَغَنِيّ عَنْ صَاعِ أَبِي عقيل «1» .
قربوسه أو قربوس: وَقَعَ فِي أَنْسَابِ الْبَدْرِيّينَ ابْنُ قِرْيُوشٍ بِكَسْرِ الْقَافِ وَالشّينِ الْمَنْقُوطَةِ وَقَالَ ابْنُ هِشَامٍ: قِرْيُوسٌ بِالسّينِ الْمُهْمَلَةِ، كَذَا قَيّدَهُ أَبُو الْوَلِيدِ، وَفِي أَكْثَرِ الرّوَايَاتِ قَرْبُوسٌ بِفَتْحِ الْقَافِ وَالْبَاءِ الْمَضْمُومَةِ الْمَنْقُوطَةِ بِوَاحِدَةِ، فَقِرْيُوشٌ:
فِعْيُولٌ مِنْ التّقَرّشِ، وَهُوَ التّكَسّبُ، وَبِالسّينِ فِعْيُولٌ مِنْ الْقَرْسِ، وَهُوَ الْبَرْدُ، وَقِرْيُوشٌ بِالشّيْنِ الْمَنْقُوطَةِ أَصَحّ فِيهِ لِأَنّهُ مِنْ التّقَرّشِ وَهُوَ التّكَسّبُ، كَمَا سُمّيَتْ قُرَيْشٌ بِهِ، قَالَهُ قُطْرُبٌ. وَمِمّنْ لَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا لِعُذْرِ، وَهُوَ مِنْ النّقَبَاءِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ سَيّدُ الْخَزْرَجِ لِأَنّهُ نَهَشَتْهُ حَيّةٌ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ الْخُرُوجَ، هَذَا قَوْلُ الْقُتَبِيّ، وَلِذَلِكَ لَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ إسْحَاقَ وَلَا ابْنُ عُقْبَةَ، وَقَدْ ذَكَرَتْهُ طَائِفَةٌ فِيهِمْ: ابْنُ الْكَلْبِيّ وَجَمَاعَةٌ.
وَذَكَرَ أَبَا الضّيَاحِ وَاسْمُهُ النّعْمَانُ، وَقِيلَ عُمَيْرُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ النّعمان، قتل يوم خيبر.
جدارة أو غدارة: وَذَكَرَ فِي بَنِي النّجّارِ مَنْ يَنْسُبُ إلَى جدارة بن الحارث، وجدارة أخو
__________
(1) حديثه فى البخارى ومسلم.

(5/296)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
خُدْرَةَ رَهْطُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ، وَغَيْرُ ابْنِ إسْحَاقَ يَقُولُ فِي جَدَارَةَ خَدَارَةَ بِالْخَاءِ الْمَضْمُومَةِ، قَالَهُ ابْنُ دُرَيْدٍ «1» ، وَكَذَلِكَ قَيّدَهُ النّمَرِيّ، فَهُمَا خُدْرَةُ وَخُدَارَةُ ابْنَا الْحَارِثِ بِالْخَاءِ الْمَنْقُوطَةِ، وَقَالَهُ ابْنُ هِشَامٍ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، كَذَلِكَ قَالَ أَبُو عُمَرَ، وَقَيّدَهُ الشّيْخُ أَبُو بَحْرٍ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ فَقَالَ ابْنُ هِشَامٍ.
رُجَيْلَةُ أَوْ رُخَيْلَةُ: وَذَكَرَ رُجَيْلَةَ بْنَ ثَعْلَبَةَ، وَقُيّدَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ رُخَيْلَةُ بِالْخَاءِ الْمَنْقُوطَةِ، كَمَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ.
تَصْوِيبُ نَسَبٍ وَذَكَرَ فِيهِمْ أَبَا شَيْخِ بْنَ ثَابِتٍ، وَاسْمُهُ: أُبَيّ وَهُوَ أَخُو حَسّانٍ، وَقِيلَ بَلْ هُوَ ابْنُ أُبَيّ بْنِ ثَابِتٍ وَحَسّانٌ عَمّهُ، وَوَقَعَ فِي نُسْخَةِ الشّيْخِ أَبِي بَحْرٍ غَلَطٌ أَصْلَحْته، وَكَانَ قَبْلَ الْإِصْلَاحِ أَبُو شَيْخِ أُبَيّ بن ثابت بن المنذر.
هول الّذِينَ اُسْتُشْهِدُوا فِي بَدْرٍ: فَصْلٌ وَذَكَرَ فِيمَنْ اُسْتُشْهِدَ يَوْمَ بَدْرٍ: عُمَيْرَ بْنَ أَبِي وَقّاصٍ، وَذَكَرَ الْوَاقِدِيّ أَنّ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ قَدْ رَدّهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، لِأَنّهُ اسْتَصْغَرَهُ، فَبَكَى عُمَيْرٌ، فَلَمّا رَأَى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُكَاءَهُ أَذِنَ لَهُ فى الخروج معه، فقتل وهو ابن ستّ عشرة سنة، قتله العاصى بن سعيد.
__________
(1) فى الاشنقاق ص 455.

(5/297)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وَذَكَرَ ابْنُ إسْحَاقَ حَارِثَةَ بْنَ سُرَاقَةَ، فِيمَنْ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ أَوّلُ قَتِيلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، رَمَاهُ حِبّانُ بْنُ الْعَرَقَةِ بِسَهْمِ فَأَصَابَ حَنْجَرَتَهُ، فَمَاتَ، وَجَاءَتْ أُمّهُ وَهِيَ الرّبِيعُ بِنْتُ النّضْرِ عَمّةُ أَنَسٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ عَلِمْت مَوْضِعَ حَارِثَةَ مِنّي فَإِنْ يَكُنْ فِي الْجَنّةِ أَصْبِرُ وَأَحْتَسِبُ، وَإِنْ يَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ، فَسَتَرَى مَا أصنع، فقال: أوجنّة وَاحِدَةٌ هِيَ؟ إنّمَا هِيَ جَنّاتٌ وَإِنّ ابْنَك مِنْهَا لَفِي الْفِرْدَوْس «1» .
وَذَكَرَ فِيهِمْ عُمَيْرَ بْنَ الْحُمَامِ بْنِ الْجَمُوحِ، وَقَدْ قَدّمْنَا ذِكْرَهُ، وَقَتَلَهُ خالد ابن الأعلم.
ذو الشمالين وذاليدين: وذكر ذا الشّمالين الخزاعىّ الغبشانى حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ، وَهُوَ الّذِي ذَكَرَهُ الزّهْرِيّ فِي حَدِيثِ التّسْلِيمِ مِنْ رَكْعَتَيْنِ، قَالَ: فَقَامَ ذُو الشّمَالَيْنِ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، فَقَالَ: أَقُصِرَتْ الصّلَاةُ، أَمْ نَسِيت يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أصدق ذو اليدين؟ لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ هَكَذَا بِهَذَا اللّفْظِ، إلّا ابْنُ شِهَابٍ الزّهْرِيّ، وَهُوَ غَلَطٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ، وَإِنّمَا هُوَ ذُو الْيَدَيْنِ السّلَمِيّ، وَاسْمُهُ: خِرْبَاقُ «2» وَذُو الشّمَالَيْنِ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، وَحَدِيثُ التسليم من
__________
(1) روى حديثه حماد بن سلمة عن ثابت بن أنس أحمد والطبرانى، والتى هنا رواية ثابت.
(2) فى تهذيب الأسماء واللغات للنووى: الخرباق. ويقول أبو ذر الخشنى: ذو الشمالين رجل من خزاعة من بنى زهرة، وذو اليدين رجل من بنى سليم.

(5/298)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
رَكْعَتَيْنِ، شَهِدَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ، وَكَانَ إسْلَامُهُ بَعْدَ بَدْرٍ بِسَنَتَيْنِ «1» ، وَمَاتَ ذُو الْيَدَيْنِ السّلَمِيّ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، وَرَوَى عَنْهُ حَدِيثَهُ فِي التّسْلِيمِ ابْنُهُ مَطِيرُ بْنُ الْخِرْبَاقِ، يَرْوِيهِ عَنْ مَطِيرٍ ابنه شعيث بن مطير.
خطأ المبرد وَلَمّا رَأَى الْمُبَرّدُ حَدِيثَ الزّهْرِيّ: فَقَامَ ذُو الشّمَالَيْنِ، وَفِي آخِرِهِ أَصَدَقَ ذُو الْيَدَيْنِ؟ قَالَ: هُوَ ذُو الشّمَالَيْنِ وَذُو الْيَدَيْنِ، كَانَ يُسَمّى بِهِمَا جَمِيعًا، وَجَهِلَ مَا قَالَهُ أَهْلُ الْحَدِيثِ وَالسّيَرِ فِي ذِي الشّمَالَيْنِ، وَلَمْ يَعْرِفْ رِوَايَةً إلّا الرّوَايَةَ الّتِي
__________
(1) يقول النووى: «وقد اجتمعوا على أن أبا هريرة إنما أسلم عام خيبر سنة سبع من الهجرة بعد بدر بخمس سنين، وقال: وقال ابن عبد البر: واتفقوا على أن الزهرى غلط فى هذه القصة. قال العلماء: وإنما قيل له ذو اليدين لأنه كان فى يديه طول. هذا وحديث التسليم من ركعتين فى صحيحى البخارى ومسلم. والحديث عن أبى هريرة «صلى بنا رسول الله إحدى صلاتى العشى، فصلى ركعتين ثم سلم، فقام إلى خشبة معروضة فى المسجد، فاتكأ عليها كأنه غضبان، ووضع يده اليمن على اليسرى، وخرجت السرعان من أبواب المسجد، فقالوا: قصرت الصلاة؟ وفى القوم أبو بكر وعمر، فهابا أن يكلماه، وفى القوم رجل يقال له: ذو اليدين فقال: يا رسول الله: ألسيت أم قصرت الصلاة؟ فقال: لم أنس ولم تقصر، فقال: أكما يقول ذو اليدين؟ فقالوا: نعم، فتقدم، فصلى ما ترك ثم سلم، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبر، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع رأسه وكبر، فربما سألوه، ثم سلم» متفق عليه. وفى رواية: بينما أنا أصلى مع النبى «ص» صلاة الظهر سلم من ركعتين. أحمد ومسلم. وفى رواية للبخارى ومسلم أن ذا اليدين قال: بلى قد نسيت والسرعان بضم السين وسكون الراء أو فتحها: أول الناس خروجا. والعشى: ما بين الزال والغروب. وعند البخارى فى رواية: صلى بنا الظهر أو العصر. وفى مسلم: العصر من غير شك. وفى رواية له: الظهر كذلك، وفى رواية له: إحدى صلاتى العشى إما الظهر وإما العصر. قال لحافظ فى الفتح: والظاهر أن الاختلاف فيه من الرواة.

(5/299)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فِيهَا الْغَلَطُ، قَالَ ذَلِكَ فِي آخِرِ كِتَابِ الْكَامِلِ فِي بَابِ الْأَذْوَاءِ يَوْمَ بَدْرٍ.
وَمِنْ الْبَدْرِيّينَ عُلَيْفَةُ بْنُ عَدِيّ الْبَيَاضِيّ أَيْضًا، هَكَذَا اسْمُهُ عِنْدَ أَهْلِ السّيَرِ، وَسَمّاهُ ابْنُ إسْحَاقَ فَقَالَ خَلِيفَةُ بْنُ عَدِيّ بِالْخَاءِ. وَمِمّنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ هِشَامٍ عَنْ الْبَكّائِيّ، وَذَكَرَهُ ابْنُ إسْحَاقَ فِي رِوَايَةِ إبْرَاهِيمَ عَنْ سَعْدٍ عَنْهُ: عِيَاضُ بْنُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي شَدّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ هِلَالِ بْنِ وُهَيْبِ بْنِ ضَبّةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ وَهُوَ مِمّنْ هَاجَرَ إلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَقَدْ ذَكَرَهُ فِي الْبَدْرِيّينَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَخَلِيفَةُ بْنُ خَيّاطٍ وَجَمَاعَةٌ. وَمِمّنْ ذُكِرَ فِي الْبَدْرِيّينَ وَلَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ إسْحَاقَ يَزِيدُ بْنُ الْأَخْنَسِ السّلَمِيّ، وَابْنُهُ مَعْنُ بْنُ يَزِيدَ وَأَبُوهُ الْأَخْنَسُ، وَلَا يُعْرَفُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا ثَلَاثَةٌ أَبٌ وَابْنٌ وَجَدّ إلّا هَؤُلَاءِ، وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالسّيَرِ لَا يُصَحّحُ شُهُودَهُمْ بَدْرًا لَكِنْ شَهِدُوا بَيْعَةَ الرّضْوَانِ، وَيَزِيدُ بْنُ الْأَخْنَسِ هَذَا هُوَ ابْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ جَنَابِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ جُرّةَ بضم الجيم بن زُغْبٍ مِنْ بَنِي بُهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ. قَالَ ابن ما كولا «1» : لَا يُعْرَفُ جُرّةُ بِضَمّ الْجِيمِ إلّا هَذَا، وَلَا جِرّةَ بِكَسْرِ الْجِيمِ إلّا السّوْمُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ جِرّةَ مِنْ بَنِي ضَمْرَةَ أُمّ الشّدّاخِ وَاسْمُهُ يَعْمُرُ بْنُ عَوْفٍ، وَقَدْ تَقَدّمَ ذكره فى حديث فصىّ وَلِمَ سُمّيَ الشّدّاخُ. وَمِمّنْ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ فِي الْبَدْرِيّينَ خُدَيْمُ بْنُ فَاتِكِ [بْنِ الْأَخْرَمِ] وَأَخُوهُ سَبْرَةُ الْأَسَدِيّانِ «2» . وَمِمّنْ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ فِي الْبَدْرِيّينَ من بنى سلمة
__________
(1) هو على بن عبد الله بن على بن جعفر ولد سنة 421 وتوفى سنة 486.
(2) تقال بفتح الهمزة وسكون السين، نسبة إلى الأزد وهى تقال بالسين أيضا، وقيل بفتح السين نسبة إلى بنى أسد بن خزيمة. وقد روى الطبرانى أن خزيما وسبرة شهدا بدرا، واستنكر الواقدى ذلك وقال إنما أسلم خزيمة وأخوه بعد الفتح وهو خريم بن فاتك بن الأخرم ويقال: خريم بن الأخرم بن شداد-

(5/300)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حِزَامٍ، وَقَالَ أَبُو عُمَرَ: لَا يَصِحّ شُهُودُهُ بَدْرًا، وَذَكَرَ اخْتِلَافَ النّاسِ فِي ذَلِكَ، وَفِي السّنَنِ لِأَبِي دَاوُدَ أَنّ جَابِرًا قَالَ: كُنْت أَمِيحُ أَصْحَابِي الْمَاءَ يَوْمَ بَدْرٍ، أَيْ: كَانَ صَغِيرًا فَلَمْ يُسْهَمْ لَهُ، وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنّ هَذِهِ الرّوَايَةَ تَصْحِيفٌ، وَأَنّ الصّحِيحَ كُنْت مَنِيحَ أَصْحَابِي يَوْمَ بَدْرٍ، وَالْمَنِيحُ «1» : السّهْمُ، يُرِيدُ أَنّهُمْ كَانُوا يُرْسِلُونَهُ فِي حَوَائِجِهِمْ لِصِغَرِ سِنّهِ.
وَمِمّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَذَكَرَهُ ابْنُ إسْحَاقَ فِي غَيْرِ رِوَايَةِ ابْنِ هِشَامٍ: طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرٍ «2» مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ قُصَيّ، وَأُمّهُ أَرْوَى عَمّةُ رسول الله- صلى الله عليه وسلم.
__________
- ابن عمرو بن الفاتك الأسدى. وهو فى ترجمة أخيه سيرة يسميه خزيمة وذكر مرة خطأ: خزيمة.
(1) فى القاموس: منيح: قدح بلا نصيب، وقدح يستعار تيمنا بفوزه، أو قدح له سهم.
(2) من المهاجرين الأولين، قتل بأجنادين شهيدا وليس له عقب، وله تقول أمه:
إن طلبنا نصر ابن خاله ... آساه فى ذى دمه وماله
ص 19 نسب قريش.

(5/301)