إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع

زواجه صلّى اللَّه عليه وسلّم زينب بنت جحش
وفي هذه السنة الخامسة تزوج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم زينب بنت جحش، في قول طائفة.

فرض الحج
وفيها فرض الحج، وقيل: سنة ست، وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة ثمان، وقيل غير ذلك.
__________
[ (1) ] البقيع: بقيع الغرقد، وهو مدافن أهل المدينة.
[ (2) ] في (خ) «وعزها» .
[ (3) ] في (خ) «يغاث» .

(1/255)


سرية عبد اللَّه بن أنيس إلى سفيان ابن خالد بن نبيح الهزلي
ثم كانت سرية عبد اللَّه بن أنيس بن أسعد [ (1) ] بن حرام بن حبيب بن مالك ابن غنم بن كعب بن تيم بن نفاثة بن إياس [ (2) ] بن يربوع بن البرك بن وبرة [ويعرف بالجهني وليس بجهني، ولكنه من وبر قضاعة وجهينة أيضا من قضاعة] [ (3) ]- إلى سفيان بن خالد بن نبيح الهزلي، ثم اللحياني.

خروجه إليه وسببه
خرج إليه يوم الاثنين لخمس خلون من المحرّم على رأس أربعة وخمسين شهرا [ (4) ] ، فغاب اثنتي عشرة ليلة وقدم يوم السبت لسبع بقين من المحرم.
وقد بلغ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم أن سفيان بن خالد بن نبيح الهزلي ثم اللحياني نزل عرنة وما حولها في ناس فجمع لحربه، وضوى إليه بشر كثير من أفناء العرب. فبعث عبد اللَّه بن أنيس وحده ليقتله، وقال له: انتسب إلى خزاعة.

صفة ابن نبيح
(فقال عبد اللَّه بن أنيس: يا رسول اللَّه، انعته لي حتى أعرفه) [ (5) ] ، قال:
إذا رأيته هبته، وفرقت منه، وذكرت الشيطان، وآية (ما بينك وبينه) [ (6) ] أن تجد له قشعريرة إذا رأيته، وأذن له أن يقول ما بدا له،
وكان أنيس [ (7) ] لا يهاب
__________
[ (1) ] في (خ) «ابن إسحاق» .
[ (2) ] في (خ) «أنيس» .
[ (3) ] ما بين القوسين في (خ) بعد قوله «الهذلي ثم اللحياني» وهذا هو حق مكانه.
[ (4) ] وهي رواية (الواقدي) في ج 2 ص 531، وذكر في (تلقيح الفهوم) ص 56، «خرج من المدينة يوم الاثنين لخمس خلون من المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من مهاجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم، وذكره أيضا (ابن سعد) ج 2 ص 50 وهو الصواب.
[ (5) ] زيادة للسياق من (الواقدي) ج 2 ص 532 و (ابن سعد) ج 2 ص 51.
[ (6) ] في (خ) «وآية ذلك تجد» وفي (الواقدي) ج 2 ص 532: «آية بينك وبينه» وما أثبتناه من (ط) فهو أدلّ على السياق.
[ (7) ] كذا في (خ) وفي (الواقدي) ج 2 ص 532 و (ابن سعد) ج 2 ص 51 «وكنت لا أهاب الركال» ولعلها في (خ) «وكان ابن أنيس» وكلمة «ابن» ساقطة من الناسخ.

(1/256)


الرجال. فأخذ سيفه وخرج، حتى (إذا) [ (1) ] كان ببطن عرنة لقي سفيان يمشي:
ووراءه الأحابيش، فهابه، وعرفه بالنّعت الّذي نعت له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم. وقد دخل وقت العصر، فصلى وهو يمشي يومئ إيماء برأسه، فلما دنا منه قال: من الرجل؟ قال: رجل من خزاعة، سمعت لجمعك لمحمد فجئتك لأكون معك.
ومشى معه يحادثه وينشده، وقال: عجبا لما أحدث محمد من هذا الدين المحدث، فارق الآباء وسفه أحلامهم! فقال سفيان: لم يلق محمد أحدا يشبهني! حتى انتهى إلى خبائه وتفرّق عنه أصحابه. فقال: هلمّ يا أخا خزاعة.

قتل سفيان بن خالد
فدنا منه وجلس عنده حتى نام الناس، فقتله وأخذ رأسه واختفى في غار، والخيل تطلبه في كل وجه، ثم سار الليل وتوارى في النهار إلى أن قدم المدينة ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم في المسجد فقال: أفلح الوجه! قال: أفلح وجهك يا رسول اللَّه! ووضع الرأس بين يديه، وأخبره الخبر، فدفع إليه عصا وقال: تخصّر [ (2) ] بهذه في الجنة، فإن المتخصّرين [ (2) ] في الجنة قليل،
وكانت عنده حتى أدرجت في أكفانه بعد موته.