بهجة
المحافل وبغية الأماثل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل [الفصل الخامس
في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحكمها ومواطنها]
(الفصل الخامس) في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحكمها
ومواطنها قال الله تعالى إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيماً وروينا في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص انه سمع رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى علىّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها
عشرا. وروينا في كتاب الترمذى ومسند البزار عن عبد الله بن مسعود رضى الله
عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أولى الناس بى يوم القيامة اكثرهم
على صلاة قال الترمذي حديث حسن. وروى ابو داود والنسائى وابن ماجه بأسانيد
صحيحة عن أوس بن اويس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان من افضل ايامكم يوم الجمعة فاكثروا علىّ من الصلاة فيه فان صلاتكم
معروضة علىّ فقالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت قال يقول
بليت قال ان الله عز وجل حرم على الارض اجساد الانبياء. وعن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله وضمها* الفصل الخامس (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) قال البغوى قال ابن عباس أراد ان الله يرحم
النبي والملائكة يدعون له وعن ابن عباس أيضا يصلون يبركون وقيل الصلاة من
الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن المؤمنين التضرع والدعاء وقال أبو
العالية صلاة الله عليه ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء (يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ) أي ادعوا له بالرحمة على
الوجه المطلوب منكم وقرأ الحسن البصري فصلوا عليه بزيادة الفاء قال المجد
وذلك لما دخل في الكلام من معنى الشرط لانه انما وجبت الصلاة منا عليه من
أجل ان الله تعالى قد صلى عليه فجرى ذلك مجرى قولك قد زرتك فزرني أي وجبت
زيارتي عليك لاجل زيارتى اياك (وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) قال البغوي أى حيوه
بتحية الاسلام فان قلت لم أكد السلام بالمصدر ولم يؤكد الصلاة وهي أولى
بذلك اذهي كالاصل والسلام تابع فالجواب ان الصلاة أكدت باخباره تعالى
بصلاته وملائكته عليه فلم يحتج مع ذلك الي تأكيد آخر لان أنفس المؤمنين
تبادر وتسارع الى موافقة البارى تعالى وملائكته المقربين في الصلاة على
نبيه صلى الله عليه وسلم وخلا السلام عن هذا المعنى فاكد بالمصدر (وروينا
في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو) وأخرجه أحمد وأبو داود والترمذي
والنسائي من حديث أبي هريرة (صلي الله عليه وسلم بها عشرا) قال عياض معناه
اتساع رحمته وتضعيف أجره كقوله مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ
أَمْثالِها قال وقد تكون الصلاة على وجهها وظاهرها تشريفا له بين الملائكة
المقربين كما في الحديث وان ذكرنى في ملاء ذكرته في ملاء خير منهم انتهى
وزاد أحمد في مسنده وملائكته سبعين (وروينا في كتاب الترمذي ومسند البزار
عن ابن مسعود) أخرجه عنه أيضا البخارى في التاريخ وابن حبان في صحيحه (أولى
الناس بى) يحتمل أن يريد بالقرب منى ويحتمل ان يريد بشفاعتي كما في حديث
آخر (وروى أبو داود والنسائي وابن ماجه باسانيد صحيحة عن أوس بن أوس) أخرجه
عنه أيضا أحمد والترمذي وابن حبان والحاكم (أرمت) بفتح الهمزة
(2/411)
عليه وسلم لا تجعلوا قبرى عيدا وصلوا على
فان صلاتكم تبلغنى حيث كنتم. وعنه أيضا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ما من أحد يسلم على الا رد الله علىّ روحى حتى أرد عليه السلام رواهما
أبو داود باسناد صحيح. وعنه أيضا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم
أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علىّ وعن على رضى الله عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم البخيل من ذكرت عنده ولم يصل على رواهما الترمذي وقال
في الاول حسن وفي الثانى حسن صحيح وعن عامر بن ربيعة قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم من صلى علىّ صلاة صلت عليه الملائكة ما صلى على فليقلل عند
ذلك أو ليكثر رواه أبى صخر في فوائده* وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من صلى علىّ صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت
عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات رواه النسائى وفي حديث وكتب له عشر
حسنات وروى مسلم والنسائى عنه أيضا عن عبد الله بن عمر وقال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول اذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا علىّ
فانه من صلى على مرة صلى الله والراء أي صرت رميما أي بالياء وأصله ارممت
فحذفت احدي الميمين تخفيفا كما قالوا في أحسست وطللت أحست وطلت (عيدا) بكسر
المهملة وسكون التحتية هو بمعنى لا تتخذوا قبري وثنا يعبد يعني لا تطوفوا
به وتصلوا اليه كما مر (فان صلاتكم تبلغنى) أي بتبليغ الملائكة كما سيأتي
(الا رد الله على روحي) ان قلت أليس قلتم ان الانبياء أحياء فما معنى رد
الروح في هذا الحديث قلت ذكر عنه جوابان أحدهما ان المعنى الا وقد رد الله
على روحي أي انه صلى الله عليه وسلم بعد ما مات ودفن رد الله عليه روحه
لاجل سلام من يسلم عليه واستمرت في جسده صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك
البيهقى والثاني انه رد معنوي بعد ان كانت روحه الشريفة مشتغلة بشهود
الحضرة الالهية والملأ الاعلى عن هذا العالم فاذا سلم عليه أقبلت روحه
الشريفة على هذا العالم ليدرك سلام من يسلم عليه ويرد عليه ذكره المجد عن
أبي الحسين بن عبد الكافي (رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل على) تتمته ورغم
أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم انسلخ ولم يغفر له ورغم أنف رجل أدرك عنده
أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة (البخيل) الذي يستحق عقوبة البخل من الحرمان
والعياذ بالله (من ذكرت عنده فلم يصل على) لان عدم صلاته حينئذ دليل على
عدم قوة محبته صلى الله عليه وسلم التى هى من الايمان (رواهما الترمذي) عن
أبي هريرة وأخرجه الحاكم أيضا والثاني عن الحسين بن على وأخرجه أحمد
والنسائي والحاكم عنه أيضا (فليقلل عند ذلك أو ليكثر) أمر بالاكثار لان من
سمع الوعد الحاصل في الصلاة لم يقتصر على القليل منها وهذا من بديع الكلام
وفصيحه (رواه النسائي) ورواه أحمد والبخاري في الادب والحاكم عن أنس أيضا
وللطبراني من حديث أبى الدرداء من صلى على حين يصبح عشرا وحين يمسى عشرا
أدركته شفاعتي يوم القيامة ولعبد الرزاق من
(2/412)
عليه عشرا ثم سلوا لى الوسيلة فانها منزلة
في الجنة لا تنبغى الا لعبد من عباد الله وأرجو ان أكون أنا هو فمن سأل لى
الوسيلة حلت عليه الشفاعة. وروى الترمذى عن فضالة بن عبد الله رضي الله عنه
قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا اذ دخل عليه رجل فصلى فقال
اللهم اغفر لى وارحمني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجلت أيها المصلى
اذا صليت فقعدت فأحمد الله بما هو أهله وصل على ثم أدعه ثم صلى رجل آخر بعد
ذلك فحمد الله وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبى صلى
الله عليه وسلم أيها المصلى ادع تجب. وروى أيضا عن عمر قال ان الدعاء موقوف
بين السماء والارض لا يصعد منه شيء حتى تصلى على نبيك صلى الله عليه وسلم
ونحوه عن على رضي الله عنه مرفوعا. وخرج عبد الرزاق عن جابر رضي الله عنه
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلونى كقدح الراكب فان الراكب
يملأ قدحه ثم يصعد ويرفع متاعه فان احتاج الى شراب شربه أو لوضوء توضأ والا
اهراقه ولكن اجعلونى أول الدعاء وأوسطه وآخره. وقال ابن عطاء للدعاء اركان
واجنحة وأسباب وأوقات فان وافق أركانه قوى وان وافق اجنحته طار في السماء
وان وافق مواقيته فاز وان وافق أسبابه نجح فأركانه حضور القلب والرأفة
والاستكانة والخشوع وتعلق القلب بالله وقطعها عن الاسباب واجنحته الصدق
ومواقيته الاسحار وأسبابه الصلاة على محمد وآله صلى الله عليه وسلم وفي
حديث الدعاء بين الصلاتين علىّ لا يرد. وروى الترمذي وغيره عن ابن كعب رضي
الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ذهب ربع الليل قام فقال
يا أيها الناس اذكروا حديث على من صلى على صلاة كتب الله له قيراطا
والقيراط مثل أحد (عن فضالة) بفتح الفاء والمعجمة المخففة (ثم ادعه) بهاء
الضمير وبهاء السكت كما مر نظيره (وروي أيضا) يعنى الترمذي (ونحوه عن على)
أخرجه عنه أبو الشيخ ولفظه الدعاء محجوب عن الله حتى يصلي على محمد وأهل
بيته ولابن بشكوال من حديث عبد الله بن بسر الدعاء كله محجوب حتى يكون أوله
ثناء على الله عز وجل وصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم ثم يدعو فيستجاب
لدعائه (وخرج عبد الرزاق عن جابر) وأخرجه عنه أيضا الطبراني والضياء
والبيهقى في الشعب (كقدح الراكب) بفتح القاف والدال أراد لا تؤخروني في
الذكر كالراكب يعلق قدحه في آخر رحله ويجعله خلفه قاله الهروى (والا
أهراقه) بفتح الهمزة والهاء أى صبه في الارض (وقال ابن عطاء) هو أبو العباس
أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الآدمى بفتح الهمزة والدال قال القشيرى من
كبار مشايخ الصوفية وعلمائهم وكان الخراز يعظم شأنه وهو من اقران الجنيد
صحب ابراهيم المارستانى مات سنة تسع وثلاثمائة (وروى الترمذي وغيره عن ابن
كعب) أخرجه عنه الامام أحمد وابن أبي عاصم واسماعيل
(2/413)
الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء
الموت بما فيه فقال ابى بن كعب يا رسول الله انى اكثر الصلاة عليك فكم اجعل
لك من صلاتى قال ما شئت قال الربع قال ما شئت وان زدت فهو خير لك قال الثلث
قال ما شئت وان زدت فهو خير لك قال النصف قال ما شئت وان زدت فهو خير لك
قال الثلثين قال ما شئت وان زدت فهو خير لك قال يا رسول الله فاجعل صلاتى
كلها لك قال اذا تكفي همك ويغفر ذنبك. وأخرج البزار في مسنده عن رويفع بن
ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على محمد وقال اللهم
انزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتى. وخرج أيضا عن عمار
بن ياسر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله وكل
بقبرى ملكا أعطاه اسماع الخلائق فلا يصلى على أحد الى يوم القيامة الا
بلغنى باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان صلى عليك. وروى ابن وهب ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال من سلم عشرا فكأنما اعتق رقبة. وفي بعض الاخبار
ليردن على أقوام ما أعرفهم الا بكثرة صلاتهم علىّ. وفي آخر أنجاكم يوم
القيامة في مواطنها اكثركم على صلاة.
وعن أبى بكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أمحق للذنوب من الماء
البارد للنار والسلام عليه أفضل من عتق الرقاب وروى القشيرى بسنده عن ابن
عباس قال أوحى الله تعالى الى موسى صلى الله عليه وسلم انى خلقت فيك عشرة
آلاف سمع حتى سمعت كلامى وعشرة آلاف لسان حتى احبتنى وأحب ما يكون الى
واقربه اذا اكثرت من الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم. وعن أبى هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى على في كتاب لم القاضى وأخرجه
بمعناه الطبراني من حديث حبان بن منقذ (قال الربع) بالنصب باضمار اجعل وكذا
ما بعده (تكفي) أنت (همك) بالنصب (ويغفر) بالنصب عطفا على تكفي وهو في موضع
نصب باذن (وأخرج البزار في مسنده عن رويفع بن ثابت) وأخرجه عنه أيضا
الطبراني في المعجم الكبير (المقعد المقرب) وهو الوسيلة والمقام المحمود
وجلوسه على العرش أو المنزل العالى والقدر الرفيع احتمالات (ان الله وكل
بقبري ملكا) أخرج أبو سعيد في الوفاء من حديث على ان اسمه صلصائيل وانه في
صورة ديك متن غفر عنه «1» تحت العرش ومخالبه في تخوم الارض السابعة له
ثلاثة أجنحة جناح بالمشرق وآخر بالمغرب وآخر على قبره صلى الله عليه وسلم
(وعن أبي بكر الصديق) أخرجه عنه مجد الدين الشيرازي في كتابه الصلات والبشر
(وعن أبي هريرة قال من صلى على في كتاب الى آخره) أخرجه ابن بشكوال بسند
قال المجد ليس بالقائم لكن أخرجه أبو عبد الله النميري بسند لا بأس به
وأخرجه الخطيب أيضا (ابن وهب) اسمه عبد الله (ليردن) بلام القسم ونون
التأكيد المشددة (أنجاكم) أى أكثركم نجاة أو أقربكم الى النجاة (وروي
القشيري) في الرسالة
__________
(1) كذا في الاصل
(2/414)
تزل الملائكة تستغفر له ما بقى اسمى في ذلك
الكتاب. وعن على بن أبى طالب عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم زكاة صلاتكم على مجوزة لدعائكم ومرضاة لربكم وذكره لا بدانكم. وقال
عبد الله بن الحكم رأيت الشافعى في النوم فقال ما فعل الله بك قال رحمني
ربى وغفر لى وزفني الى الجنة كما تزف العروس ونثر على كما ينثر على العروس
فقلت بما بلغت هذا الحال فقال لى قائل بما في كتاب الرسالة من الصلاة على
محمد صلى الله عليه وسلم فقلت وكيف ذاك قال وصلى الله على محمد عدد ما ذكره
الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون قال فلما اصبحت نظرت الى الرسالة
فوجد الامر كما رأيت. وقال أحمد بن عطاء الروذبارى سمعت أبا القاسم عبد
الله المروزى يقول كنت أنا وأبى نقابل بالليل الحديث فرأيت في الموضع الذى
كنا نقابل فيه عمودا من نور مبلغ عنان السماء فقلت ما هذا النور فقيل
صلاتكما على رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ نقابلا. وقال ابن شهاب الزهرى
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أكثروا على من الصلاة في الليلة
الزهراء واليوم الازهر فانهما يؤديان عنكم فهذه جملة من أحاديث فضائل
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ووراء ذلك أحاديث كثيرة أما كيفيتها
فأفضلها كما قال محيى الدين النووى رحمه الله اللهم صل على محمد عبدك
ورسولك النبي الامي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما صليت على ابراهيم وعلى
آل ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد هذا ما ثبت في الصحيحين وغيرهما من
رواية كعب بن عجرة وأبى حميد الساعدى وأبى مسعود الانصارى وغيرهم والله
أعلم والافضل ان يجمع بين الصلاة والتسليم ولا يقتصر على أحدهما وقد قدمنا
عند ذكر الاذكار الخمسة كيفية موجزة في تمام والله أعلم*
(مجوزة) بضم الميم وفتح الجيم وكسر الواو أى مجبرة ورافعة له (عنان السماء)
بفتح العين ما عن لك منها أى ظهر (يؤديان) الضمير لليوم والليلة (كما صليت
على ابراهيم) قال في التوشيح استشكل التشبيه مع ان المشبه هنا أفضل من
المشبه به والقاعدة خلافه* وأجيب باوجه منها ان ذلك قبل أن يعلم فضيلته على
ابراهيم ومنها ان التشبيه انما هو لاصل الصلاة لا للمقدار ونظيره كتب عليكم
الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ومنها ان التشبيه بالمجموع وفي آل
ابراهيم انبياء فكثرتهم تقابل بصفات فضائل محمد صلى الله عليه وسلم ومنها
ان الكاف للتعليل انتهى (قلت) وأحسن من هذا ما قيل ان معناه صل على محمد
صلاة تناسب فضيلته لذلك وهذا القول قريب من قول من قال التشبيه لاصل الصلاة
لا للمقدار (ابن عجرة) يضم المهملة وسكون الجيم وفتح الراء (وأبي حميد)
اسمه عبد الرحمن على الصحيح (وأبى مسعود) اسمه عقبة بن عمرو (والأفضل أن
يجمع بين الصلاة والتسليم) بل افراد أحدهما مكروه (موجزة) بضم الميم وسكون
الواو
(2/415)
[مطلب في حكم
الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم]
وأما حكمها فهى واجبة اجماعا للآية الكريمة لكنه غير محدد بوقت ولا عدد
وقال الشافعى رحمه الله المفترض من ذلك الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في
التشهد الأخير وما سوى ذلك سنة وندب وخالفه الجمهور والله أعلم ثم أجمع من
يعتد به على جواز الصلاة واستحبابها على سائر الانبياء والملائكة استقلالا
ويجوز على غيرهم تبعا لهم كالصلاة على آل النبي صلى الله عليه وسلم ثم
يترضى على الصحابة والسلف الصالح ويترحم عنهم والظاهر ان هذا الباب واسع لا
يوصف منه شيء بالتحريم والمنع ولا يقوم دليل على ذلك والله أعلم*
[مطلب في مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلّم]
وأما مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فتقدم كثير منها في ضمن
الاحاديث السابقة وقد استوعبها نظما القاضى الفاضل العلامة وجيه الدين عبد
الغني بن أبى بكر المعلم فقال:
الحمد لله العظيم القاهرى ... ذى النعم البواطن الظواهرى
ثم الصلاة بعد والتسليم ... على نبي دينه قويم
محمد الهادي صفىّ ربه ... وآله من بعده وصحبه
وبعد فاسمع ان تكن ذاهن ... ما قد نظمت قائلا من لسن
خذها باتقان وفهم ثاقب ... تظفر بنيل السول والمطالب
مواضعا فيها الصلاة تستحب ... على النبى العربي المنتخب
وهي ثلاثون ذكرن موضعا ... وواحد في العد يتلوها معا
بعد انتها اجابة المؤذن ... وبعد ألفاظ القنوت المتقن
وبعد اتمامك للتشهد ... وعند يأتي ذكره في مشهدى
واهتف بها بين الصفا والمروة ... منافسا فيها وبعد الخطبة
وقبل ما تشرع في الاقامه ... تفز بها في موقف القيامه
وليلة الجمعة واليوم معا ... ومن دعا جاء بها قبل الدعا
وآخرا في سائر الدعاء ... والطرفين الصبح والمساء
وفتح الجيم أي مختصرة (واستحبابها على سائر الانبياء) وفي ذلك حديث أخرجه
البيهقى في الشعب من حديث أبي هريرة واخرجه الخطيب من حديث أنس وهو صلوا
على أنبياء الله ورسله فان الله بعثهم كما بعثني وآخر أخرجه الشاشى وابن
عساكر من حديث وائل بن حجر صلوا على النبيين اذ ذكر تموني فانهم قد بعثوا
كما بعثت (من لسن) بكسر اللام وسكون السين أى من كلامى (باتقان) بالفوقية
أيضا المحكم (وقبل ما تشرع) بالفوقية أي أنت (في الاقامه) ويس بعدها أيضا
(وليلة الجمعة) بالنصب على الظرف (وآخرا)
(2/416)
ومن يريد السؤال والمفازه ... صلى اذا صلى
على الجنازه
وصل يا صاح على محمد ... عند الخروج أو دخول المسجد
وارفع بها سمعا أتم السمع ... عند دخول السوق بين الجمع
وائت بها في ختمة القرآن ... بعد وعند النوم والنسيان
وبعد هذا فعقيب التلبيه ... أعنى بها فهى الصلاة المعنيه
واسع بها في طلب الحاجات ... ذاك لها من أحسن الاوقات
وادفع بها ضر البلا والوهن ... وائت بها عند طنين الاذن
وائت بها في خطبة النكاح ... وان عطست فأتى بها يا صاح
وهاتها عند الوضوء معلنا ... وفي الدياجى ائت فرادا وثني
ومن يكن ذا فطنة منتبها ... اذا انبرى كتابة جاء بها
ومن يقم من مجلس محتفل ... صلى على خير جميع الرسل
وان دخلت البيت صلى يافتى ... يكن لك الفوز هنا مثبتا
وان تجد هذا النبي الطاهرا ... أثر في قلبك من كل الورى
فاذكره عند الخدر لا محال ... تطلق كالبعير من عقال
فهذه جملة من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقد زدت على ما
نظم الناظم المذكور البيتين الأخيرين في ذكر خدر الرجل فصارت الجملة اثنين
وثلاثين موضعا.
[مطلب في معنى الصلاة عليه صلى الله عليه وسلّم]
وأما معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتفسيرها فقال ابن عباس في
قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً معناه
ان الله وملائكته يباركون على النبى وقال القشيرى الصلاة من الله لمن دون
النبي رحمة وللنبى صلى بمد الهمزة وكسر المعجمة (يا صاح) ترخيم يا صاحب وهو
شاذ عند النحاة لان المضاف لا يرخم (وارفع بها) أي صوتك (في ختمة) بكسر
المعجمة وفتحها (ضر البلا) بالقصر لضرورة الشعر (والوهن) بفتح الواو والهاء
أي الضعف (اذا انبري) بهمز وصل وسكون النون وفتح الموحدة فالراء أى اذا فرغ
كتابه وانختم (محتفل) بالمهملة والفاء مجتمع وزنا ومعنى (الخدر) بفتح
المعجمة وسكون المهملة ضرب عروق الرجل وصكها (لا محال) بالكسر وهذا أقواء
مخالف للقافية لان حقه النصب بلا (خاتمة) زاد المجد علي ما ذكرنا هنا من
مواطن الصلاة بها عند المصافحة ووقت السحر ولكل أمر ذى بال وفي
(2/417)
الله عليه وسلم تشريفا وزيادة تزكية. وقال
غيرهم الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن المؤمنين الدعاء
وأما الصلاة المذكورة في حديث أبى بن كعب رضى الله عنه وقوله كم أجعل لك من
صلاتى فقيل معناه كم أجعل لك من أوقاتى بعد اداء فرائضي ومهمات دينى ولم ير
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يوقفه على حد حتى قال أجعل لك صلاتى كلها
فأجابه صلى الله عليه وسلم بكفاية المهمات وغفران الزلات كذا تلقيته عن بعض
مشايخى ويدل عليه ما ذكره الامام الحافظ أحمد بن معد التجيبى في الاربعين
التى ألفها في فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فانه قال فان
جعلت الصلاة على نبيك من عبادتك فقد كفاك الله هم دنياك وآخرتك ثم أتى
بالحديث وظهر لى فيه معنى آخر وهو ان الصلاة معناها الدعاء ومنه قوله تعالى
وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ أى ادع لهم فالصلاة على
النبى صلى الله عليه وسلم دعاء له وفيه معنى التعظيم ومعناه والله أعلم كم
أجعل لك من دعائى وهو كل دعاء عرض لى وأردت ان أدعو به ولم يرد صلى الله
عليه وآله وسلم ان يوقفه على حد معلوم حتى قال اجعل كل دعاء أردت ان أدعو
به لنفسى دعاء لك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اذا تكفي همك ويغفر
ذنبك ومعناه اذا جعلت الصلاة علىّ بدلا عن دعائك لنفسك أعطاك الله كل شيء
طلبته مكافأة لك على ان آثرتنى على حظ نفسك وتصديق ذلك ما ورد عنه صلى الله
عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى انه قال من شغله ذكرى عن مسألتى
أعطيته أفضل ما أعطى السائلين والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشتملة
على ذكر الله وذكر رسوله فهى أفضل الاذكار وفيها موافقة للعزيز الجبار
والملائكة الابرار وامتثالا لما أمر به المؤمنين الاخيار صلى الله عليه
وسلم وعلى آله الاطهار وصحبه الاخيار صلاة دائمة التكرار ما أقبل الليل
وأدبر النهار وسلم. قال المؤلف كان الله له وهنا انتجز الكلام على الوجه
الذى الموقف يوم عرفة وعند استلام الحجر الاسود وفي قيام رمضان وفي الوتر
وعند الخروج الى السفر والقدوم منه وعند القيام في الليل (التجيبى) نسبة
الى تجيب بضم الفوقية وكسر الجيم ثم تحتية ثم موحدة (وهنا انتجز) بالجيم
والزاى أي تقضى نسأل الله أن يقضي حوائجنا في الدارين وان يكشف عن قلوبنا
ما علاها من الرين وان يحشرنا في زمرة هذا النبي الكريم وأن يدخلنا يوم
القيامة في ظل رحمته العميم بمنه وكرمه سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله
الا أنت واستغفرك وأتوب اليك فاغفر لى وتب على انك أنت التواب الرحيم اللهم
صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره
الغافلون
(2/418)
شرطناه والأمر الذي التزمناه حاويا للسير
الموشحة بالاحاديث الصحيحة والمعجزات الباهرة والشمائل النيرة وغير ذلك من
مستحسنات العلوم ومستلذات الفهوم وأنا أسأل من بيده الخفض والرفع والضر
والنفع والاعطاء والمنع ان يجعله من جملة الاعمال الزكية والحسنات التامة
وان يجعلنا ممن تولى هذا النبى الكريم وشغف بحبه وحشر يوم القيامة في سربه
وان يهب لنا بجميل عفوه وواسع كرمه ما تخلل تأليفه من شوائب النيات ويعظم
الأجر لقارئه وسامعيه وكاتبيه ومكتبيه انه هو الرب المعبود والا له المقصود
لا رب سواه ولا معبود إلا إياه وهو حسبي ونعم الوكيل ونعم المولى ونعم
النصير قال مؤلفه الفقيه يحيى بن أبي بكر العامري فرغت منه يوم الاحد
الرابع عشر من شهر رمضان المعظم سنة خمس وخمسين وثمانمائة من الهجرة
النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ولا حول ولا قوة الا بالله العلى
العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما
(وجد في الاصل ما نصه)
(قال مؤلفه غفر الله له وأعاد علينا من بركاته وبركات علومه) وكان الفراغ
من تسويد هذا الكتاب المبارك ليلة الجمعة سادس عشر شهر رجب الحرام الذى هو
أحد شهور سنة خمس وسبعين وتسعمائة من الهجرة النبوية على شارعها أفضل
الصلاة والسلام
(وكان الفراغ من نسخة هذا الشرح المبارك ضحى يوم الاثنين من شهر شوال سنة
1139 من الهجرة النبوية على شارعها أفضل الصلاة والسلام والحمد لله رب
العالمين)
(2/419)
وجد في آخر نسخة الشرح ما نصه:
(قال الصنو العزيز الفقيه العالم الصالح الفالح جمال الدنيا والدين محمد بن
المساوى ابن الطاهر المؤذن الحضرمى كمل الله توفيقه وسهل الى كل خير من
الخيرات طريقه آمين: أقول وأنا الفقير الحقير المعترف بالعجز والتقصير محمد
بن المساوي بن الطاهر بن أبي بكر بن عبد الله بن اسماعيل المؤذن الحضرمي
لطف الله بهم آمين)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيئين وعلى
آله وصحبه أجمعين (أما بعد) فان الشيخ الامام الهمام علم العلماء الاعلام
محمد بن أبى بكر الاشخر شيخنا بل الله ثراه بوابل رحمته وأسكنه بحبوحة جنته
آمين صنف هذا الشرح المبارك وشرع في تبييضه ولم يتمه ومحل حد تبييضه معروف
ومات رحمه الله قبل تمامه فدعت الحاجة اليه فاستخرت الله تعالى في تحصيله
وتبييضه مع عسره فشرح الله صدرى لذلك مع مشورة بعض الاخوان الفاضلين
الصالحين المحبين للعلم وأهله الملتمسين من فضله فكتبته وتحريت لفظ الشيخ
برمته من غير زيادة ولا نقصان الا ان فيه بعض أشياء تكررت من غير حاجة
اليها ولا تعويل عليها ولابناء كلام يدخل فيها فخذفتها إيثار للاختصار
ونبهت على انها قد تقدمت في محالها ليزول التكرار وأظن بل أقطع ان الشيخ
رحمه الله لوتم له تبييضه لحذفها لذلك لاني قد رأيت فيما بيضه أشياء تكررت
فخذفها من هنالك هذا وقد بلغت فيه جهدي واستفرغت ما عندي فيما لم يكل عنه
حدى وجدي مع قصوري عن الخوض في هذه البحار التى الخوض فيها من أخطر الاخطار
لكن أردت بذلك تحصيل النفع لى ولاخوانى ولمن أراد الله له ذلك والله تعالى
اسأل ان يوفقنى لما يحب ويرضى من القول والعمل ويعصمني واخوانى وجميع
المسلمين من الشك والزيغ والزلل انه جواد كريم رؤف رحيم وصلى الله على
سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
قال مصححه سامحه الله وغفر له: تم بحمد الله وتوفيقه طبع هذه البهجة
المباركة وشرحها ولم آل جهدا في تصحيحها مع معاناة سقم نسخة الشرح وكان ذلك
في أوائل العشر الثالث من شهر محرم الحرام افتتاح سنة 1331 هجرية وذلك
بالمطبعة الجمالية الكائنة بحارة الروم بمصر وصلى الله على سيدنا محمد وآله
وصحبه وسلم تسليما كثيرا
(2/420)
فهرست الجزء الثاني من كتاب بهجة المحافل-
صحيفة 2 فصل في السرايا والبعوث التي جهل زمنها وكان ذلك قبل الفتح
2 من ذلك سرية العباس بن عبد المطلب وأسر ثمامة بن أثال النجدي وإسلامه
4 مطلب في سرية غالب بن عبد الله الليثي وإغارته على بني الملوح بالكديد
5 مطلب في غزوة عبد الله بن رواحة لقتل اليسير بن رزام بخيبر
5 مطلب في غزوة عبد الله بن أنيس لقتال خالد بن سفيان الهذلي
6 مطلب في غزوة عيينة بن حصن بني العنبر من تميم
7 مطلب في سرية زيد بن حارثة إلى مدين
7 باب بعث النبي صلى الله عليه وسلّم أسامة بن زيد إلى الحرقات السنة
التاسعة من الهجرة وتسمى سنة الوفود
10 ذكر وفد بني تميم وفيه خبر عطارد بن حاجب صاحب الحلة
12 ذكر وفد بني حنيفة وبعض خبر مسيلمة الكذاب
14 وفد أهل نجران ومحاجتهم في نبوة عيسى عليه السّلام
16 ذكر وفد طيء ورئيسهم زيد الخيل وتسميته بزيد الخيل
17 خبر عدي بن حاتم
18 مطلب في وفادة عامر بن الطفيل وأربد بن قيس وأنهما شر الوفود
19 وفود أهل اليمن واستعمال فروة بن مسيك المرادي عليهم
20 خبر عمرو بن معدي كرب الزبيدي
20 خبر وفد كندة وعليهم الأشعث بن قيس
21 وفود همدان وفيهم مالك بن نمط ذو المشعار
23 خبر موافاته صلى الله عليه وسلّم، مقدمه من تبوك، كتاب ملوك حمير
بإسلامهم
25 وفود بني نهد من غور تهامة
(2/421)
صحيفة 26 وفد ثقيف وما كان من حديثهم
29 مطلب في غزوة تبوك وهي المسمّاة بساعة العسرة
32 كتابه صلى الله عليه وسلّم ليحنة بن روبة في صلحه وذمته
33 خبر إرساله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر صاحب دومة
الجندل
34 خبر موت ذي البجادين المزني
35 خبر مسجد الضرار وهدمه وإحراقه
35 حديث الثلاثة الذين تخلّفوا عن غزوة تبوك وتوبتهم
42 فصل في ذكر الفوائد التي تضمنت حديث كعب أحد الثلاثة الذين تخلّفوا عن
تبوك
43 خبر نزول آية الحجاب
47 فصل في ذكر الفوائد التي تضمنت خبر الحجاب
48 فصل في ذكر الأحكام التي تترتب على يمين اعتزال رسول الله صلى الله عليه
وسلّم نساءه
50 خبر الملاعنة التي كانت بين أخوي بني العجلان وأحكام الملاعنة
52 فصل في ذكر اختلاف العلماء في سبب نزول آية الملاعنة
53 فصل ومن حوادث هذه السنة قصة الغامدية
56 فصل في تقبيح الزنا وأحكام الزانيين
58 مطلب في أن الرجم ممّا نسخ لفظه من القرآن وبقي حكمه وفيه خطبة عمر بن
الخطاب في حديث السقيفة
63 مطلب ثم كانت بيعة عليّ لأبي بكر بعد موت فاطمة رضي الله عنها
66 مطلب ومن حوادث هذه السنة موت أم كلثوم ابنته صلى الله عليه وسلم
66 مطلب في خبر وفاة النجاشي بالحبشة والصلاة عليه
67 مطلب في موت عبد الله بن أبيّ بن سلول واستغفار النبي صلى الله عليه
وسلّم له ونهي ربّه عن ذلك
70 مطلب في حج أبي بكر تلك السنة وإردافه بعلي يؤذن ببراءة في الحج
73 السنة العاشرة وفيها كان إسلام أبي عبد الله جرير البجلي سيد بجيلة
74 إرسال جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي الخلصة (كعبة اليمانية) وطرف من
مناقب جرير
75 وفد بني الحارث بن كعب وفيهم قيس بن الحصين ذي الغصة
76 مطلب في قصة تميم بن أوس الداري ونزول قوله تعالى (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ الآية) .
77 مطلب خبر إسلام فروة بن عمرو الخزامي
78 إرسال علي بن أبي طالب خلف خالد بن الوليد إلى نجران وقصة الجارية التي
وقعت لعلي في الخمس
(2/422)
|