سيرة ابن
هشام ت السقا سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إلَى
مَدْيَنَ
(بَعْثُهُ هُوَ وَضُمَيْرَةُ وَقِصَّةُ السَّبْيِ) :
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ [4] : وَسَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إلَى
مَدْيَنَ. ذَكَرَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ ابْن [5] حَسَنٍ، عَنْ
أمه فَاطِمَة بنت الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمْ رِضْوَانُ اللَّهِ،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ زَيْدَ بْنَ
حَارِثَةَ نَحْوَ مَدْيَنَ، وَمَعَهُ ضُمَيْرةَ مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَأَخٌ لَهُ. قَالَتْ: فَأَصَابَ
سَبْيًا مِنْ أَهْلِ مِينَاءَ، وَهِيَ السَّوَاحِلُ، وَفِيهَا جُمَّاعٌ [6]
مِنْ النَّاسِ، فَبِيعُوا، فَفُرِّقَ بَيْنَهُمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَبْكُونَ، فَقَالَ: مَا لَهُمْ؟
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فُرِّقَ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَبِيعُوهُمْ إلَّا
جَمِيعًا. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: أَرَادَ الْأُمَّهَاتَ وَالْأَوْلَادَ.
سَرِيَّةُ سَالِمِ بْنِ عُمَيْرٍ لِقَتْلِ أَبِي عَفَكٍ
(سَبَبُ نِفَاقِ أَبِي عَفَكٍ) :
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَغَزْوَةُ سَالِمِ بْنِ عُمَيْرٍ لِقَتْلِ أَبِي
[7] عَفَكٍ، أَحَدُ بَنِي عَمْرِو
__________
[1] العرج: اسْم منزل بطرِيق مَكَّة، أَو وَاد بالحجاز. (انْظُر
الْقَامُوس) .
[2] ركوبة، قَالَ فِي الْقَامُوس: ثنية بَين الْحَرَمَيْنِ.
[3] النقيع: مَوضِع بِبِلَاد مزينة على لَيْلَتَيْنِ من الْمَدِينَة.
[4] هَذِه الْعبارَة سَاقِطَة فِي أ.
[5] فِي أ: «عبد الله بن حُسَيْن بن حسن» وَهُوَ تَحْرِيف.
[6] الْجِمَاع: من الأضداد، يكون تَارَة المجتمعين، وَتارَة المفترقين،
وَأَرَادَ بِهِ هُنَا جماعات من النَّاس مختلطين.
[7] كَذَا فِي أ. وَفِي سَائِر الْأُصُول: «غَزْوَة سَالم بن عُمَيْر أَبَا
عفك» .
(2/635)
ابْن عَوْفٍ ثُمَّ مِنْ بَنِي عُبَيْدَةَ، وَكَانَ قَدْ نَجَمَ [1]
نِفَاقُهُ، حِينَ قَتَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْحَارِثَ بْنَ سُوَيْدٍ بْنِ صَامِتٍ، فَقَالَ:
لَقَدْ عِشْتُ دَهْرًا وَمَا إنْ أَرَى ... مِنْ النَّاسِ دَارًا وَلَا
مَجْمَعَا
أَبَرَّ عُهُودًا وَأَوْفَى لِمَنْ ... يُعَاقَدُ فِيهِمْ إذَا مَا دَعَا
مِنْ أَوْلَادِ قَيْلَةَ فِي جَمْعِهِمْ ... يَهُدُّ الْجِبَالَ وَلَمْ
يَخْضَعَا [2]
فَصَدَّعَهُمْ رَاكِبٌ جَاءَهُمْ ... حَلَالٌ حَرَامٌ لِشَتَّى مَعَا [3]
فَلَوْ أَنَّ بِالْعِزِّ صَدَّقْتُمْ ... أَوْ الْمُلْكِ تَابَعْتُمْ
تُبَّعَا [4]
(قَتْلُ ابْنِ عُمَيْرٍ لَهُ وَشِعْرُ الْمُزَيْرِيَّةِ) :
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لِي
بِهَذَا الْخَبِيثِ، فَخَرَجَ سَالِمُ بْنُ عُمَيْرٍ، أَخُو بَنِي عَمْرِو
بْنِ عَوْفٍ، وَهُوَ أحد البكّاءين، فَقَتَلَهُ؟ فَقَالَتْ أُمَامَةُ
الْمُزَيْرِيَّةِ فِي ذَلِكَ:
تُكَذِّبُ دِينَ اللَّهِ وَالْمَرْءَ أَحْمَدَا ... لَعَمْرُ الَّذِي
أَمْنَاكَ أَنْ بِئْسَ مَا يُمْنِي [5]
حَبَاكَ حَنِيفٌ آخِرَ اللَّيْلِ طَعْنَةً ... أَبَا عَفَكٍ خُذْهَا عَلَى
كِبَرِ السِّنِّ [6] |