عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل و السير ط. القدسي

ج / 1 ص -295-       غزوة ودان:
روينا عن أبي عروبة ثنا سليمان بن سيف ثنا سعيد بن بريع ثنا محمد بن إسحاق قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفر غازيا على رأس اثني عشر شهرا من مقدمه المدينة لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر صفر حتى بلغ ودان وكان يريد قريشا وبني ضمرة وهي غزوة الأبواء ثم رجع إلى المدينة وكان استعمل عليها سعد بن عبادة فيما ذكره ابن هشام. قال ابن إسحاق فوادعته فيها بنو ضمرة وكان الذي وادعه منهم عليهم مخشي بن عمرو الضمري وكان سيدهم في زمانه ذلك ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم يلق كيدا.

 

ج / 1 ص -296-       بعث حمزة وعبيدة بن الحارث:
روينا عن ابن إسحاق قال: فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بها بقية صفر وصدرا من شهر ربيع الأول وبعث في مقدمه ذلك عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف في ستين أو ثمانين راكبا من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد فسار حتى بلغ ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة فلقي بها جمعا عظيما من قريش فلم يكن بينهم قتال إلا أن سعد بن أبي وقاص قد رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في الإسلام ثم انصرف القوم عن القوم وللمسلمين حامية وفر من المشركين إلى المسلمين المقداد بن عمرو وعتبة بن غزوان وكانا مسلمين ولكنهما خرجا ليتوصلا بالكفار، وكان على القوم عكرمة بن أبي جهل، وقال ابن هشام: مكرر بن حفص بن الأخيف. قال ابن إسحاق فكانت راية عبيدة فيما بلغنا أول راية عقدت في الإسلام وبعض العلماء يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه حين أقبل من غزوة الأبواء قبل أن يصل إلى المدينة وبعث في مقامه ذلك حمزة بن عبد المطلب بن هاشم إلى سيف البحر من ناحية العيض في ثلاثين راكبا من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد فلقي أبا جهل بن هشام في ذلك الساحل في ثلاثمائة راكب فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني وكان موادعا للفريقين جميعا فانصرف بعض القوم عن بعض ولم يكن بينهم قتال فقال: وبعض الناس يقول: كانت راية حمزة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أن

 

ج / 1 ص -297-       بعثه وبعث عبيدة كانا معا فشبه ذلك على الناس. وروينا عن موسى بن عقبة أن أول البعوث بعث حمزة في ثلاثين راكبا فلقوا أبا جهل في ثلاثين ومائة راكب من المشركين ثم كانت الأبواء على رأس اثني عشر شهرا ثم بعث عبيدة فلقوا بعثا عظيما من المشركين على ماء يدعى الأحياء من رابغ قال: وهو أول يوم التقى فيه المسلمون والمشركون في قتال. وروينا عن ابن عائذ عن الوليد عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة أن راية حمزة هي الأولى. وروينا عنه أيضًا عن محمد بن شعيب عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس ذكر بعث عبيدة ثم بعث حمزة بنحو ما ذكر ابن إسحاق وروينا عن ابن سعد أن أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لحمزة بن عبد المطلب في شهر رمضان على رأس سبعة أشهر لواء أبيض وكان الذي حمله أبو مرثد كناز بن الحصين الغنوي في ثلاثين راكبا من المهاجرين. قال ولم يبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا من الأنصار مبعثا حتى غزا بهم بدرا، وذلك أنهم شرطوا له أنهم يمنعونه في دارهم وخرج حمزة يعرض لعير1 قريش قد جاءت من الشام تريد مكة، وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل ثم سرية عبيدة في ستين من المهاجرين إلى بطن رابغ في شوال على رأس ثمانية أشهر عقد له لواء أبيض حمله مسطح بن أثاثة، فلقي أبا سفيان بن حرب في مائتين من أصحابه على ماء يقال له: أحيا. وقال أبو عمر ابنى من بطن رابغ على عشرة أميال من الجحفة وأنت تريد قديدا عن يسار الطريق وإنما نكبوا عن الطريق ليرعوا ركابهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 العيرة القافلة وهي الإبل والدواب تحمل الطعام وغيره من التجارات.

 

ج / 1 ص -298-       سرية سعد بن أبي وقاص:
إلى الخراز في ذي القعدة على رأس تسعة أشهر. عقد له لواء أبيض حمله المقداد خمسين ومائة ويقال في مائتين من قريش من المهاجرين ممن انتدب ولم يكره أحدا على الخروج وخرجوا على ثلاثين بعيرا يعتقبونها وخرج يعترض لعير قريش حين أبدأت إلى الشام، فكان قد جاءه الخبر بقفولها من مكة فيها أموال قريش فبلغ ذا العشيرة وهي لبني مدلج بناحية الينبع، وبين ينبع والمدينة تسعة برد فوجد العير التي قد خرج إليها قد مضت قبل ذلك بأيام وهي العير التي خرج إليها حين رجعت من الشام فكانت بسببها وقعة بدر الكبرى.

 

ج / 1 ص -299-       غزوة بواط1:
قال ابن إسحاق: ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول يريد قريشا حتى بلغ بواط من ناحية رضوى ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا واستعمل على المدينة السائب بن مظعون فيما ذكر بن هشام، وحمل اللواء وكان أبيض سعد بن معاذ فيما ذكر ابن سعد، وقال وخرج في مائتين من أصحابه يعرض لعير قريش فيها أمية بن خلف الجمحي ومائة رجل من قريش وألفان وخمسمائة بعير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كغراب: جبال جهينة على أبراد من المدينة.