أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، ت: رشدي
ملحس
مَا ذُكِرَ مِنْ أَمْرِ الرِّبَاعِ رِبَاعِ
قُرَيْشٍ وَحُلَفَائِهَا
(2/233)
أَوَّلُهَا رِبَاعُ بَنِي عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: الدَّارُ الَّتِي
صَارَتْ لِابْنِ سُلَيْمٍ الْأَزْرَقِ، وَهِيَ إِلَى جَنْبِ دَارِ
بَنِي مَرْحَبٍ، صَارَتْ لِإِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
الْحَجَبِيِّ، وَهِيَ قُبَالَةَ دَارِ حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ
الْعُزَّى إِلَى مُنْتَهَى دَارِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَلِوَلَدِهِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ أَوَّلُ ذَلِكَ الْحَقِّ، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي
اشْتَرَاهَا ابْنُ أَبِي الْكُلُوحِ الْبَصْرِيُّ، وَالْحَقُّ الَّذِي
يَلِيهِ، وَهُوَ الشِّعْبُ شِعْبُ ابْنِ يُوسُفَ، وَبَعْضُ دَارِ ابْنِ
يُوسُفَ لِأَبِي طَالِبٍ، وَالْحَقُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَبَعْضُ دَارِ
ابْنِ يُوسُفَ الْمَوْلِدِ مَوْلِدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَمَا حَوْلَهُ لِأَبِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَالْحَقُّ
الَّذِي يَلِيهِ حَقُّ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهِيَ
دَارُ خَالِصَةَ مَوْلَاةِ الْخَيْزُرَانِ، ثُمَّ حَقُّ الْمُقَوِّمِ
بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهِيَ دَارُ الطَّلُوبِ مَوْلَاةِ
زُبَيْدَةَ، ثُمَّ حَقُّ أَبِي لَهَبٍ، وَهِيَ دَارُ أَبِي يَزِيدَ
اللِّهْبِيِّ فَهَذَا آخِرُ حَقِّهِمْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَذَكَرَ
غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَكِّيِّينَ أَنَّ الشِّعْبَ الَّذِي يُقَالُ
لَهُ شِعْبُ ابْنِ يُوسُفَ كَانَ لِهَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ دُونَ
النَّاسِ قَالُوا: وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ قَدْ قَسَمَ حَقَّهُ
بَيْنَ وَلَدِهِ، وَدَفَعَ إِلَيْهِمْ ذَلِكَ فِي حَيَاتِهِ حِينَ
ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَمِنْ ثَمَّ صَارَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقُّ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ، وَلِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَيْضًا
الدَّارُ الَّتِي بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ الَّتِي بِيَدِ وَلَدِ
مُوسَى بْنِ عِيسَى الَّتِي إِلَى جَنْبِ الدَّارِ الَّتِي بِيَدِ
جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَدَارُ الْعَبَّاسِ هِيَ الدَّارُ
الْمَنْقُوشَةُ الَّتِي
(2/233)
عِنْدَهَا الْعَلَمُ الَّذِي يَسْعَى
مِنْهُ مَنْ جَاءَ مِنَ الْمَرْوَةِ إِلَى الصَّفَا بِأَصْلِهَا،
وَيَزْعُمُونَ أَنَّهَا كَانَتْ لِهَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، وَفِي
دَارِ الْعَبَّاسِ هَذِهِ حَجَرَانِ عَظِيمَانِ يُقَالُ لَهُمَا
إِسَافٌ وَنَائلَةُ، صَنَمَانِ كَانَا يُعْبَدَانِ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ، هُمَا فِي رُكْنِ الدَّارِ، وَلَهُمْ أَيْضًا دَارُ
أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ
الْحَنَّاطِينَ عِنْدَ الْمَنَارَةِ، فَدَخَلَتْ فِي الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ حِينَ وَسَّعَهُ الْمَهْدِيُّ فِي الْهَدْمِ الْآخِرِ
سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
(2/234)
رِبَاعُ حُلَفَاءِ بَنِي هَاشِمٍ دَارُ
الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيِّ، وَهِيَ دَارُ طَلْحَةَ
الطَّلَحَاتِ، بَاعَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبِيدَةَ
بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيُّ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ يَحْيَى الْبَرْمَكِيِّ
بِمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ، وَهِيَ دَارُ الْإِمَارَةِ الَّتِي عِنْدَ
الْحَذَّائِينَ، بَنَاهَا حَمَّادٌ الْبَرْبَرِيُّ لِلرَّشِيدِ
هَارُونَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَهُمْ أَيْضًا دَارُ الْقَدْرِ
الَّتِي هِيَ فِي زُقَاقِ أَصْحَابِ الشَّيْرَقِ، بَاعَهَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبِيدَةَ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيُّ
مِنَ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ بِعِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَلِآلِ
حَكِيمِ بْنِ الْأَوْقَصِ السُّلَمِيِّ حُلَفَاءِ بَنِي هَاشِمٍ دَارُ
حَمْزَةَ فِي السُّوَيْقَةِ، وَدَارُ دِرْهَمٍ فِي السُّوَيْقَةِ،
وَلِلْمِلْحِيِّينَ الْخُزَاعِيِّينَ أَيْضًا دَارُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ
الَّتِي فِي زُقَاقِ الْحَذَّائِينَ، اشْتَرَاهَا مُعَاوِيَةُ
مِنْهُمْ، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا دَارُ أَوْسٍ، وَلِلْمِلْحِيِّينَ
أَيْضًا دَارُ ابْنِ مَاهَانَ فِي زُقَاقِ الْحَذَّائِينَ
(2/234)
، وَلِبَنِي عِتْوَارَةَ مِنْ بَنِي بَكْرِ
بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ دَارُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ
الْعَاصِ الْأَشْدَقِ، وَمِنْ دَارِ الطَّلْحِيِّينَ الَّتِي
بِالْبَطْحَاءِ إِلَى بَابِ شِعْبِ ابْنِ عَامِرٍ، فَذَلِكَ الرَّبْعُ
لَهُمْ أَيْضًا
(2/235)
|