أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، ت: رشدي
ملحس
ذِكْرُ حَدِّ الْمَعْلَاةِ وَمَا يَلِيهَا
مِنْ ذَلِكَ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: حَدُّ الْمَعْلَاةِ مِنْ شِقِّ
مَكَّةَ الْأَيْمَنِ مَا جَازَتْ دَارُ الْأَرْقَمِ بْنِ أَبِي
الْأَرْقَمِ، وَالزُّقَاقُ الَّذِي عَلَى الصَّفَا يُصْعَدُ مِنْهُ
إِلَى جَبَلِ أَبِي قُبَيْسٍ مُصْعِدًا فِي الْوَادِي، فَذَلِكَ
كُلُّهُ مِنَ الْمَعْلَاةِ، وَوَجْهِ الْكَعْبَةِ، وَالْمَقَامِ،
وَزَمْزَمَ، وَأَعْلَى الْمَسْجِدِ، وَحَّدُ الْمَعْلَاةِ مِنَ
الشِّقِّ الْأَيْسَرِ مِنْ زُقَاقِ الْبَقَرِ الَّذِي عِنْدَ
الطَّاحُونَةِ، وَدَارِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ، اللَّتَانِ
مُقَابِلَ دَارِ يَزِيدَ بْنِ مَنْصُورٍ الْحِمْيَرِيِّ خَالِ
الْمَهْدِيِّ، يُقَالُ لَهَا دَارُ الْعَرُوسِ مُصْعِدًا إِلَى
قُعَيْقِعَانَ، وَدَارِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَدَارِ الْعَجَلَةِ،
وَمَا حَازَ سَيْلُ قُعَيْقِعَانَ إِلَى السُّوَيْقَةِ وَقُعَيْقِعَانَ
مُصْعِدًا، فَذَلِكَ كُلُّهُ مِنَ الْمَعْلَاةِ
(2/266)
حَدُّ الْمَسْفَلَةِ قَالَ أَبُو
الْوَلِيدِ: مِنَ الشِّقِّ الْأَيْمَنِ مِنَ الصَّفَا إِلَى
أَجْيَادِينَ فَمَا أَسْفَلَ مِنْهُ، فَذَلِكَ كُلُّهُ مِنَ
الْمَسْفَلَةِ وَحَدُّ الْمَسْفَلَةِ مِنَ الشِّقِّ الْأَيْسَرِ مِنْ
زُقَاقِ الْبَقَرِ مُنْحَدِرًا إِلَى دَارِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،
وَدَارِ ابْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ الْجُمَحِيِّ، وَدَارِ زُبَيْدَةَ،
فَذَلِكَ كُلُّهُ مِنَ الْمَسْفَلَةِ، فَهَذِهِ حُدُودُ الْمَعْلَاةِ
وَالْمَسْفَلَةِ
(2/266)
ذِكْرُ أَخْشَبَيْ مَكَّةَ قَالَ أَبُو
الْوَلِيدِ: أَخْشَبَا مَكَّةَ أَبُو قُبَيْسٍ، وَهُوَ الْجَبَلُ
الْمُشْرِفُ عَلَى الصَّفَا إِلَى السُّوَيْدَا إِلَى الْخَنْدَمَةِ،
وَكَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْأَمِينَ، وَيُقَالُ: إِنَّمَا
سُمِّيَ الْأَمِينَ؛ لِأَنَّ الرُّكْنَ الْأَسْوَدَ كَانَ فِيهَا
مُسْتَوْدَعًا عَامَ الطُّوفَانِ، فَلَمَّا بَنَى إِبْرَاهِيمُ
وَإِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ الْبَيْتَ، نَادَى أَنَّ
الرُّكْنَ مِنِّي فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا , وَقَدْ كَتَبْتُ
[ص:267] ذَلِكَ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ عِنْدَ بِنَاءِ
إِبْرَاهِيمَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ:
وَبَلَغَنِي عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ أَنَّهُ
قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ أَبَا قُبَيْسٍ؛ أَنَّ رَجُلًا أَوَّلَ مَنْ
نَهَضَ الْبِنَاءَ فِيهَا كَانَ يُقَالُ لَهُ أَبُو قُبَيْسٍ، فَلَمَّا
صَعِدَ فِيهِ بِالْبِنَاءِ سُمِّيَ جَبَلَ أَبِي قُبَيْسٍ وَيُقَالُ:
كَانَ الرَّجُلُ مِنْ إِيَادٍ وَيُقَالُ: اقْتَبَسَ مِنْهُ الرُّكْنَ
فَسُمِّيَ أَبَا قُبَيْسٍ، وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُهُمَا عِنْدَ أَهْلِ
مَكَّةَ
(2/266)
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ:
وَحَدَّثَنِي جَدِّي، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ
الْوَهَّابِ بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: أَوَّلُ
جَبَلٍ وَضَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْأَرْضِ حِينَ مَادَتْ
أَبُو قُبَيْسٍ، وَالْأَخْشَبُ الْآخَرُ الْجَبَلُ الَّذِي يُقَالُ
لَهُ الْأَحْمَرُ، وَكَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ الْأَعْرَفُ
وَهُوَ الْجَبَلُ الْمُشْرِفُ وَجْهُهُ عَلَى قُعَيْقِعَانَ، وَعَلَى
دُورِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَفِيهِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ
الْجُرُّ وَالْمِيزَابُ، إِنَّمَا
(2/267)
سُمِّيَ الْجُرَّ وَالْمِيزَابَ؛ أَنَّ
فِيهِ مَوْضِعَيْنِ يُمْسِكَانِ الْمَاءَ إِذَا جَاءَ الْمَطَرُ،
يَصُبُّ أَحَدُهُمَا فِي الْآخَرِ، فَسُمِّيَ الْأَعْلَى مِنْهُمَا
الَّذِي يَفْرُعُ فِي الْأَسْفَلِ الْجُرَّ، وَالْأَسْفَلُ مِنْهُمَا
الْمِيزَابَ، وَفِي ظَهْرِهِ مَوْضِعٌ يُقَالُ لَهُ قَرْنُ أَبِي
رِيشٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ صَخَرَاتٌ مُشْرِفَاتٌ يُقَالُ لَهُنَّ
الْكُبُشُ، عِنْدَهَا مَوْضِعٌ فَوْقَ الْجَبَلِ الْأَحْمَرِ، يُقَالُ
لَهُ قَرَارَةُ الْمَدْحِيِّ، كَانَ أَهْلُ مَكَّةَ يَتَدَاحَوْنَ
هُنَالِكَ بِالْمَدَاحِي وَالْمَرَاصِعِ "
(2/268)
|