البداية والنهاية، ط. دار إحياء التراث العربي
فصل [ في سرية سعد بن أبي وقاص إلى الخرار ]
(4) قال الواقدي: وفيها - يعني في السنة الاولى في ذي القعدة (5) - عقد
رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص إلى الخرار (6) لواء
أبيض يحمله المقداد بن الاسود، فحدثني أبو بكر بن إسماعيل عن أبيه عن
عامر بن سعد [ عن أبيه ] (7).
قال: خرجت في عشرين رجلا على أقدامنا، أو قال أحد وعشرين رجلا، فكنا
نكمن النهار ونسير الليل حتى صبحنا الخرار صبح خامسة، وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد عهد إلي أن لا أجاوز الخرار، وكانت العير قد
سبقتني قبل ذلك بيوم.
قال
__________
= عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحد في الاسلام - وإلى ذلك ذهب
إبن عبد البر - وقال بعضهم أن راية عبيدة كانت الاولى.
وقال ابن سعد قال ابن إسحاق بل كانت راية عبيدة بن الحارث.
وقال ابن الاثير في الكامل: قال بعضهم كان لواء أبي عبيدة أول لواء
عقده، وإنما اشتبه ذلك لقرب بعضها ببعض.
(1) بطن رابغ: وهي على عشرة أميال من الجحفة وأنت تريد قديد.
(2) أحياء: وفي رواية ابن إسحاق: ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة.
(3) في رواية ابن إسحاق: كان على القوم عكرمة بن أبي جهل.
(4) عنوان سقط من الاصل، زيادة استدر كناها للايضاح.
(5) على راس تسعة أشهر من الهجرة.
(6) في الكامل لابن الاثير: إلى الابواء، وفي ابن هشام أن غزوة قام بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفر على رأس اثني عشر
شهرا من مقدمه المدينة.
(7) من الطبري.
(*)
(3/287)
الواقدي: كانت العير ستين وكان من مع سعد كلهم من المهاجرين.
قال أبو جعفر بن جرير (رح) وعند ابن إسحاق (رح) أن هذه السرايا الثلاث
التي ذكرها الواقدي كلها في السنة الثانية من الهجرة من وقت التاريخ.
قلت: كلام ابن إسحاق ليس بصريح فيما قاله أبو جعفر (رح) لمن تأمله كما
سنورده في أول كتاب المغازي في أول السنة الثانية من الهجرة وذلك تلوما
نحن فيه إن شاء الله، ويحتمل أن يكون مراده أنها وقعت هذه السرايا في
السنة الاولى، وسنزيدها بسطا وشرحا إذا انتهينا إليها إن شاء الله
تعالى.
والواقدي (رح) عنده زيادات حسنة، وتاريخ محرر غالبا فإنه من أئمة هذا
الشأن الكبار وهو صدوق في نفسه مكثار كما بسطنا القول في عدالته وجرحه
في كتابنا الموسوم بالتكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل ولله
الحمد والمنة. |