البداية والنهاية، ط. دار إحياء التراث العربي

مقتل أبي البختري بن هشام
قال ابن إسحاق: وإنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل أبي البختري لانه كان أكف القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة (1).
كان لا يؤذيه ولا يبلغه عنه شئ يكرهه، وكان ممن قام في نقض الصحيفة فلقيه المجذر بن ذياد البلوي حليف الانصار فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن قتلك ومع أبي البختري زميل له خرج معه من مكة وهو جنادة بن مليحة وهو من بني ليث.
قال وزميلي ؟ فقال له المجذر (2) لا والله ما نحن بتاركي زميلك، ما أمرنا رسول الله إلا بك وحدك، قال لا والله إذا لاموتن أنا وهو جميعا لا يتحدث عني نساء قريش بمكة أني تركت زميلي حرصا على الحياة.
وقال أبو البختري وهو ينازل المجذر: لن يترك (3) ابن حرة زميله * حتى يموت أو يرى سبيله قال: فاقتتلا فقتله المجذر بن ذياد وقال في ذلك: إما جهلت أو نسيت نسبي * فأثبت النسبة إني من بلى الطاعنين برماح اليزني * والطاعنين الكبش حتى ينحني (4)
__________
(1) قال الواقدي: كان أبو البختري قد لبس السلاح يوما بمكة في بعض ما كان بلغ من النبي صلى الله عليه وسلم من الاذى وقال: لا يعترض اليوم أحد لمحمد بأذى إلا وضعت فيه السلاح.
(2) الواقدي روى القصة وسمى الرجل صاحب القصة مع أبي البختري: أبا داود المازني.
(3) في ابن هشام: لن يسلم ابن حرة زميله.
(4) في ابن هشام: والضاربين بدل والطاعنين.
(*)

(3/348)


بشر بيتم من: أبوه البختري * أو بشرن بمثلها مني بني أنا الذي يقال أصلي من بلى * أطعن بالصعدة حتى تنثني وأعبط القرن بعصب مشرفي * أرزم للموت كإرزام المري (1) فلا يرى مجذرا يفري فرى ثم أتى المجذر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: والذي بعثك بالحق لقد جهدت عليه أن يستأسر فأتيك
به فأبى إلا أن يقاتلني، فقاتلته فقتلته.