البداية والنهاية، ط. دار إحياء التراث العربي
إخباره صلى الله عليه وسلم بمقتل علي بن أبي طالب فكان كما اخبر
قال الامام أحمد: ثنا علي بن بحر، ثنا عيسى بن يونس، ثنا محمد بن
إسحاق، حدثني يزيد بن محمد بن خيثم المحاربي، عن محمد بن كعب [ القرظي
عن محمد ] (5) بن خيثم عن
__________
= بكنيته، ويقال اسمه عبد الله ثقة من الثالثة (تقريب التهذيب 1 /
394).
(1) في دلائل البيهقي: قرواش.
(2) في البيهقي 6 / 434: قال: قال علي: (3) خبر يعقوب بن سفيان رواه من
وجوهه البيهقي في الدلائل 6 / 433 - 434.
(4) رواه البيهقي في الدلائل 6 / 436.
(5) من مسند الامام أحمد 4 / 263.
(*)
(6/243)
عمار بن ياسر
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي - حين ولي غزوة العثيرة -:
يا ابا تراب - لما يرى عليه من التراب - ألا أحدثك بأشقى الناس رجلين ؟
قلنا: بلى يا رسول الله، قال أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك
يا علي على هذه - يعني قرنه - حتى يبل هذه - يعني لحيته - * وروى
البيهقي عن الحاكم عن الاصم عن الحسن بن مكرم عن أبي النضر، عن محمد بن
راشد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن فضالة بن أبي فضالة الانصاري -
وكان أبوه من أهل بدر - قال: خرجت مع أبي عائدا لعلي بن أبي طالب في
مرض أصابه فثقل منه، قال: فقال أبي ما يقيمك بمنزلك هذا ؟ فلو أصابك
أجلك لم يكن إلا أعراب جهينة، تحملك إلى المدينة، فإن أصابك أجلك وليك
أصحابك وصلوا عليك، فقال علي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي
أن لا أموت حتى تخضب هذه - يعني لحيته - من دم هذه - يعني هامته - فقتل
وقتل أبو فضالة مع علي يوم صفين (1) * وقال أبو داود الطيالسي: ثنا
شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب قال: جاء رأس الخوارج إلى
علي فقال له: اتق الله فأنك ميت، فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ
النسمة، ولكن مقتول من ضربة على هذه تخضب هذه - وأشار بيده إلى لحيته -
عهد معهود، وقضاء مقضي، وقد خاب من افترى (2) * وقد روى البيهقي بأسناد
صحيح عن زيد بن أسلم عن أبي سنان المدركي عن علي في إخبار النبي صلى
الله عليه وسلم بقتله، وروى من حديث هشيم (3) عن إسماعيل بن سالم عن
أبي إدريس الازدي عن علي قال: إن مما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أن الامة ستغدر بك بعدي، ثم ساقه من طريق قطر بن خليفة وعبد
العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد الحمامي قال:
سمعت عليا يقول: إنه لعهد النبي الامي إلي، إن الامة ستغدر بك بعدي (4)
* قال البخاري: ثعلبة هذا فيه نظر ولا يتابع على حديثه هذا، وروي
البيهقي عن الحاكم عن الاصم عن محمد بن إسحاق الصنعاني عن أبي [ الجواب
الاحوص بن جواب ] (5) عن عمار بن رزيق، عن الاعمش، عن حبيب بن أبي ثابت
عن ثعلبة بن يزيد قال: قال علي: والذي فلق
الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه، للحيته من رأسه، فما يحبس
أشقاها، فقال عبد الله بن سبيع: والله يا أمير المؤمنين لو أن رجلا فعل
ذلك لاثرنا عشيرته (6)، فقال: أنشدك بالله أن لا تقتل بي غير قاتلي،
قالوا يا أمير المؤمنين ألا تستخلف ؟ قال: ولكن أترككم كما ترككم
__________
(1) رواه البيهقي في الدلائل 6 / 438، والحديث في مسند أحمد 1 / 102
واسناده صحيح.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 136 عن البزار وأحمد، وأخرجه ابن
سعد في الطبقات 3 / 34.
(2) أخرجه أبو داود الطيالسي ونقله عنه البيهقي في الدلائل 6 / 439.
(3) في نسخ البداية المطبوعة هيثم تحريف.
(4) رواه البيهقي في الدلائل 6 / 440.
(5) من الدلائل 6 / 439، وفي الاصل: أبي الاجوب الاحوص بن خباب: تحريف.
(6) في البيهقي: لابرنا عترته.
(*)
(6/244)
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: فما تقول لربك إذا تركتنا هملا ؟
قال: أقول: اللهم استخلفني فيهم ما بدا لك، ثم قبضتني وتركتك فيهم، فأن
شئت أصلحتهم، وإن شئت أفسدتهم * وهكذا روى البيهقي هذا، وهو موقوف،
وفيه غرابة من حيث اللفظ ومن حيث المعنى، ثم المشهور عن علي أنه لما
طعنه عبد الرحمن بن ملجم الخارجي وهو خارج لصلاة الصبح عند السدة، فبقي
على يومين من طعنته، وحبس ابن ملجم، وأوصى علي إلي ابنه الحسن بن علي
كما سيأتي بيانه وأمره أن يركب في الجنود وقال له: لا يجر على كما تجر
الجارية، فلما مات قتل عبد الرحمن بن ملجم قودا، وقيل: حدا، والله
أعلم، ثم ركب الحسن بن علي في الجنود وسار إلى معاوية كما سيأتي بيانه
إن شاء الله تعالى. |