التدوين في أخبار قزوين

حرف العين في الآباء
محمد بْن عامر بْن مرداس بْن هارون السغدي ويقال له السمرقندي أبو بكر التميمي روى عن عصام بْن يوسف وأخيه إبراهيم وقتيبة بْن سعيد وغيرهم وروى عنه أبو الحسن القطان وأبو منصور الفقيه وأحمد ابن علي بْن صالح وحدث ببغداد وهمدان وغيرهما وكان بقزوين سنة ثلاثمائة وتكلموا فيه فقال أبو بكر الجعابي يجب أن لا يروى الحديث عن مثله قَالَ الخليل الحافظ كان يضع الحديث على الثقات وذكره الخطيب في التاريخ فقال:
قدم بغداد وحدث بها وبغيرها عن يحيى بْن يحيى النيسابوري وقتيبة بْن سعيد ومحمد بْن سلام البيكندي وإسحاق بْن راهويه أحاديث منكرة رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الآدَمِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عُمَيْرِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْقَزْوِينِيُّ قَدِمَ عَلَيْنَا ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا مَالِكٌ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَالا يُرِيبُكَ فَإِنَّكَ لَنْ تَجِدَ فَقْدَ شَيْءٍ تَرَكْتَهُ للَّهِ عَزَّ وَجَلَّ". ثم قَالَ: هذا الحديث

(1/310)


باطل عن قتيبة عن مالك إنما يحفظ من حديث عَبْد اللَّه بْن أبي رومان الإسكندراني عن ابن وهب عن ابن مالك تفرد به ابن أبي رومان وكان ضعفا والصواب عن مالك قوله وذكر الخليل الحافظ في هذا الحديث أنه موقوف على ابن عمر مات مُحَمَّد بن عبد سنة ثلاث وثلاثمائة.
مُحَمَّد بْن عبد كان سمع أبا علي الطوسي بقزوين في القراآت لأبي حاتم السجستاني: َ {بْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} . متحرك الراء كذا القراآت والعرض متاع الدنيا أجمع والعرض ما سوى الدراهم والدنانير.
مُحَمَّد بْن عبد بْن علي الشيرزادي القزويني كان محب للعلم وأهله ويتردد إلى العلماء سَمِعَ الإمَامَ أَحْمَدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يُحَدِّثُ إِمْلاءً عن وجيه ابن طَاهِرٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبُحْتُرِيِّ عَنِ الْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ثَنَا إبراهيم ين مَرْزُوقٍ الْبَصْرِيُّ ثَنَا وَهْبُ بْنُ جرير ثنا شعبة عن معلوية بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: "لا يَزَالُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورُونَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ".
مُحَمَّد بْن عبدك بْن غانم الغانمي تفقه بقزوين ثم ببغداد وكان ماهرا في الحساب حاذقا في وجوه الدهقنة وسمع صحيفة جويرية بْن أسماء من الإمام أَحْمَد بْن إسماعيل سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
فصل
محمد بْن عَبْد الأعظم القزويني سَمِعَ أَبَا الْحَسَنِ الْقَطَّانَ فِي جَمَاعَةٍ

(1/311)


كَثِيرَةٍ يَقُولُ ثنا أَبُو عَلِيٍّ الحسن بْن علي الطوسي بقزوين سنة سبع وثلاثمائة ثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الزُّهْرِيُّ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَنٍ عن إبراهيم ابن مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ حسان ابن ثَابِتٍ قَالَ إِنِّي لَغُلامٌ يَفَعَةٌ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ أَوْ ثَمَانٍ إِذَا يَهُودِيٌّ بِيَثْرِبَ يَصْرُخُ ذَاتَ غَدَاةٍ يَا مَعْشَرَ يَهُودَ فَلَمَّا اجعتموا قَالُوا: مَالَكَ وَيْلَكَ قَالَ طَلَعَ نَجْمُ أَحْمَدَ الَّذِي وُلِدَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ قَالَ فَأَدْرَكَهُ الْيَهُودِيُّ فلم يؤمن به.
فصل
مُحَمَّد بْن عَبْدِ الباقي بْن عَبْد الجبار الجرجاني أبو بكر بْن أبي نصر القزويني من أهل الفقه والحديث سمع بالري الأحاديث الألف التي جمعها القاضي الشهيد أبو المحاسن الروياني أو بعضها منه سنة سبع وسبعين وأربعمائة وبقزوين صحيح البخاري أو بعضه من الأستاذ الشافعي ابن داؤد سنة تسع وتسعين وأربعمائة ومسند الشافعي رضي اللَّه عنه من نصر ابن عَبْد الجبار القرائي سنة خمسمائة بروايته عن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الإسكافي عن القاضي أبي بكر الحيري.
فصل
محمد بْن عَبْد الجبار القرشي المعروف بسندول الهمداني روى عن يزيد بْن هارون وسفيان بْن عيينة وداؤد بْن المحبر وروى عنه إبراهيم ابن مسعود وعلي بْن أبي طاهر القزويني وكان من الثقات ويقال أنه

(1/312)


جح نيفا وأربعين حجة وكان له مجلس بمكة يعرف باسطوانة سندول وكانت له داران بقزوين بجنب الجامع موقوفتان على السابلة والغزاة.
مُحَمَّد بْن عَبْد الجبار المؤدب سمع عطاء اللَّه بْن علي بْن ملكويه صحيفة جويرية بْن أسماء بروايته عن زاهر الشحامي عن أبي سعد الكنجروذي عن أبي عمرويه الحيري عن الحسن بْن سفيان وأبي يعلى الموصلي عن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أسماء عن عمه جويرية عن نافع عن ابن عمر رضي اللَّه عنه.
مُحَمَّد بْن عَبْد الجبار أبو بكر الميانجي سمع بقزوين الأشجيات1 من لفظ السيد أبي الفضل مُحَمَّد بْن علي الحسني سنة تسع وخمسين وخمسمائة وكذا الأربعين المعروف بالمحمدي بروايته عن مُحَمَّد الفراوي.
مُحَمَّد بْن عَبْد الجليل بْن مُحَمَّد بْن أبي يعلى القزويني أجاز له عَبْد الواحد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن فهد العلاف رواية مسموعاته خاصة غريب الحديث لأبي عبيد ومنه أَحْمَد بْن حنبل ومعجم القاضي ابن قانخ سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
فصل
محمد بْن عَبْد الحميد بْن عَبْد العزيز الماكي أبو جعفر القاضي أحد الأخوة السنة الذين لقيناهم يتولون القضاة بعضهم أصالة وبعضهم نيابة وبيتهم معروف بعمل القضاء وكان في سلفهم قضاة وعدول وفقهاء
__________
1 كذا.

(1/313)


ومحدثون يذكرون في تراجمهم ومحمد هذا كان كثير التردد إلى والدي رحمه اللَّه للتفقه وسمع عليه كثيرا من كتب الحديث بقراأته وقراأة غيره ومما سمعه منه مشيخته سمعها عليه سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
فصل
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ الثابتي المروروذي فقيه سمع بقزوين مسند الإمام الشافعي رضي اللَّه عنه من أبي بكر مُحَمَّد بْن الحسين بْن أبي القاسم الشالوسي في جماعة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جميل سمع أبا الفتح الراشدي في الجامع بقزوين صحيح البخاري أو بعضه وفيما سَمِعَ حَدِيثَهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي عُمَرُ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَذَكَرَ الْحَرُورِيَّةَ فَقَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلامِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمْيَةِ".
مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن بْن المعالي بْن منصور بْن الحسين بْن أَحْمَدَ الورائني أبو عَبْد اللَّه بْن أبي مسلم كان فقيها أديبا شروطيا ذكيا قويم الطبع بقي بعد أقرانه سنين محترما مرجوعا إليه سمع سنن أبي عَبْد اللَّه ابن ماجة من الشيخ ملكداد بن علي العمركي بقراأة أبي سليم الزبيري سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وسمع بأصبهان أبا مسعود عَبْد الجليل بْن كوتاه سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وسمع أبا خليفة الفضل بْن إسماعيل ابن عَبْد الجبار بْن ماك حديثه عن أبيه قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ محمد

(1/314)


ابن أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ الْمُعَبِّرُ الْقَزْوِينِيُّ أَنْبَأَ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَطَّانُ فِي مَجْلِسٍ إِمْلاءً لَهُ.
ثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ثَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنِي عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي زَيْدِ بْنِ أُنَيْسَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَقْضِي فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خُطُوَاتُهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً والأخرى ترفع درجة". وكان عند إجازة الإمام مُحَمَّد الفراوي وجماعة من مشائخ خراسان وسمع منه الكثير الغرباء والبلديون وسمعت منه وابتلى بوفاة بنين كبار متوجهين وأنشد في مرثية ابنين له:
العيش من بعد الأحبة يحتوي مر المذاق ... موت مع الأحباب أحلى من حيات في فراق
تعس الطبيب وطبه ما من قضاء اللَّه واق ... وإذا دنا أجل فما يغنيك من آس وراق
الدهر ينزل كل راكبة ويهبط كل راق ... يا صاحب الأمل الفسيح وطالب الماء المراق
دنياك إن عزت عليك فإنها دار امتحان ... المرء مكبول بما في الأسر مشدود الوثاق
بعد الها من دار هلك ما بها أحد بباق ... يا نازلا مترجلا واللبث مقدار الفواق

(1/315)


يا جامعا متكاثرا بالمكر والحيل الدقاق ... تبا لدنيا لا تنال بغير زور واختلاق
وبها الزيادة في انتقاص والجموع إلى افتراق
وله أيضا مشيا على تصنيف لبعضهم:
هذا الكلام فدع ما دونه وذر ... لو استطعنا حملناه على البصر
بدت به لرسول اللَّه معجزة ... من البيان إلى آياته الأخر
ما في البسيطة من مثل لصاحبه ... وإن هذا لمن آياته الكبر
حلى المعاني والألفاظ رايعة ... رشيقة كالنجوم الزهر والدرر
ما في الأئمة أهل الفضل منقصة ... لكنه فيهم كالنضر في مضر
كم صنفوا فيه لكن لا ترى أحد ... لا يعرف الفرق بين الشمس والقمر
يا قائسا بصحيح القول فاسدة ... هيهات ليس يقاس الدر بالبعر
ولد سنة عشرين وخمسمائة في المحرم وتوفي آخر يوم من سنة إحدى عشرة وستمائة

(1/316)


مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن القصيري سمع مسند عَبْد الرزاق بْن همام من سليمان بْن يزيد القزويني بها سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وسمع أبا الحسن القطان في الطوالات يقول ثنا أبو الْحَسَنِ خَازِمُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا مُسْلِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجَرْمِيُّ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ الْمَدِينِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرَظِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ} . مَنِ اسْتَثْنَى رَبُّنَا جَلَّ جَلالُهُ فَقَالَ الشُّهَدَاءُ يَا أَبَا هُرْيَرَةَ الشُّهَدَاءُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ.
مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن أبو جعفر يشهر بممك القزويني سمع الكثير من أبي الحسن القطان وفيما سمع ما أملاه في الطوالات فقال: ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِسِنْجَانِيُّ بِالرَّيِّ ثَنَا مُسَدَّدٌ ثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ الأَقْمَرِ قَالَ خَطَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بَعْدَ مَوْتِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنهما فقام رجل من إزدشنؤة فَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ وَهَذَا فِي حَيَاتِهِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ". وَلَوْلا عَزْمَةُ رَسُولِ اللَّهِ ما حدثتكم.
فصل
مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم بْن الخليل الصرامي القزويني سمع الغاية في القراءة وشرحها من مُحَمَّد بْن آدم الغزنوي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة

(1/317)


والخماسيات لابن النقور من مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن عَبْد اللَّه مخاطرة الساوي بها سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بروايته عن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الأسدي عن ابن النقور.
مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم بْن سليمان بْن الربيع بْن عَبْد اللَّه المازني الأندلسي أبو حامد بْن الربيع الغرناطي وغرناطة بلدة بالأندلس يقال إنها بلدة دقيانوس صاحب أصحاب الكهف كان من المحدثين الجوالين في البلاد المكثرين ورد قزوين وسمع بها وسمع منه سمع مسند أحمد ابن حنبل من الرئيس بْن الحصين عن ابن المذهب وصحيح مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري من أبي صادق مرشد بْن يحيى بْن القاسم المديني بسماعه منه بمصر بروايته عن كريمة المروزية.
والتاريخ الكبير للبخاري عن أبي بكر مُحَمَّد بْن الوليد الفهري عن القاضي أبي الوليد الباجي عن أبي ذر الهروي عن أبي بكر بْن عبدان الشيرازي عن أبي الحسن مُحَمَّد بْن سهل المقرىء عن البخاري والكنى والأسماء لمسلم ابن الحجاج عن الفهري عن الباجي عن أبي ذر عن محمد بن عبد الله بْن مُحَمَّد بْن زكريا عن مكي بْن عبدان عن مسلم وجدت له بخطه:
قد اختلف الروافض في علي ... كما اختلف النصارى في المسيح
وكلهم على التحقيق يهذي ... وما عثروا على المعنى الصحيح
وكان له معرفة بالعربية ونظم لا بأس به وخط كما يكون

(1/318)


للمغاربة رأيت بخطه أن مُحَمَّد بْن الوليد الفهري الطرسوسي أنشده بمصر لنفسه:
أفعاله تنبئك عن أعراقه ... والفعل يخبر عن حدود الفاعل
أنظر إلى أفعال من لم تدره ... فهي الدليل ودع سؤال السائل
محمد بْن عَبْد الرحيم الشافعي الرعوي أبو اليمان1 القزويني سمع التلخيص لأبي معشر الطبري من الأستاذ أبي إسحاق الشحاذي المقرىء بقراأته عليه سنة سبع وخمسمائة وسمع تفسير مقاتل بْن سليمان من الحافظ إسماعيل بْن مُحَمَّد المخلدي سنة اثنين وخمسمائة.
مُحَمَّد بْن عَبْد الرزاق المقدسي سمع جزأ كبيرا من حديث ناصر بْن أَحْمَدَ الفارسي عن شيوخه منه بقزوين سنة ست وسبعين وأربعمائة وفيه ثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْعَدْلُ ثنا أبو منصور محمد ابن أَحْمَدَ الْقَطَّانُ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أبي طاهر ثنا دحيم ابن فُدَيْكٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ شُرَحْبِيلَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: "لأَنْ يُقَدِّمَ أَحَدُكُمْ ثَلاثَةَ دَرَاهِمَ فِي حَيَاتِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِمِائَةٍ بَعْدَ موته"
__________
1 في الباصرية: أبو اليمنى.

(1/319)


فصل
محمد بْن عَبْد السلام بْن عَبْد الرحمن القاضي الهشجردي كان يقضي ويذكر بقريته وقرى سواها وآباءه ذكروا بالعلم والسنة تفقه بقزوين مدة وسمع الحديث وسمع مشيخة الإمام عَبْد اللَّه بْن حيدر منه وفيها أَنْبَأَ الأُسْتَاذُ الشَّافِعِيُّ بن داؤد المقرىء أَنْبَأَ الإِمَامُ أَبُو حَفْصٍ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَمِّهِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ زَاذَانَ أَنْبَأَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ السُّنِّيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَرْغَانِيُّ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلٍ ثَنَا الْمُحَارِبِيُّ ثَنَا عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ مُرَّةَ سَمِعْتُ سُوَيْدَ بْنَ غَفْلَةَ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ:
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: يَا عَلِيُّ أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا وَقَعْتَ فِي وَرْطَةٍ قُلْتَهَا؟ " قُلْتُ: جَعَلَنِي اللَّهُ فَدَاكَ كَمْ مِنْ خَيْرٍ عَلَّمْتِنِيهِ قَالَ: "إِذَا وَقَعْتَ فِي وَرْطَةٍ وَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ فَإِنَّ اللَّهَ يَصْرِفُ بِهَا مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَلاءِ".
مُحَمَّد بْن عَبْد السلام الصوفي سمع صحيح البخاري بتمامه من القاضي إبراهيم بْن حمير الخيارجي بقراأة هبة اللَّه بْن زاذان سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
فصل
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْد البر الزاذاني كان فقيها ذكيا لسنا سمع الحديث من أبي سليمان الزبيري ومن والدي رحمهما الله.

(1/320)


مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْد الجبار القرائي سمع كتاب الاستنصار في الأخبار من جمع الخليل القرائي منه سنة سبع وثمانين وأربعمائة وفيه ثنا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هلة ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابن عَبْدَكَانَ الْقَارِي ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَابِرٍ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يُبَالِي الْمَرْءُ بِمَا يَأْخُذُ الْمَالَ مِنْ حَلالٍ أَوْ حَرَامٍ".
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْد الملك بْن الفضل الرافعي أبو جعفر كان أبوه ووالدي رحمه اللَّه ابني عم وكان له ولأبيه دخول في عمل السلطان وجاه أفضى الأمر بهما إلى أن قتلا مظلومين ودرس مُحَمَّد كتبا في اللغة وحفظ أكثر القرآن وحصل طرفا من الفقه والفرائض والحساب وسمع الأربعين من روايات المحمدين تخريج عَبْد الرزاق بْن مُحَمَّد الطبسي من صحيح البخاري للإمام مُحَمَّد الفزاري من والدي ومن أبي طاهر محمد بن الحسن الأزغندي سنة خمس وستين وخمسمائة وأجاز له جماعة من أبيه ببغداد وقزوين وكان كثير الذكر والدعاء والتلاوة.
مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن ماك الفقيه في الإرشاد للخليل الحافظ أنه سمع من ميسرة بْن علي وابن رزمة ومات قبل أن يبلغ الرواية وأبوه محدث وفقيه مشهور يأتي ذكره.
مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن ماك المعروف بالمشرف سمع التاريخ الصغير للبخاري أو بعضبه من الحافظ الخليل بْن عَبْد اللَّه سنة ثلاث وأربعين

(1/321)


وأربعمائة بروايته عن عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد الشيباني عن ابن الأشقر عن البخاري وصحيح البخاري من إبراهيم بن حمير بقراأة هبة اللَّه بْن زاذان وتفسير مقاتل بْن سليمان من الحافظ الخليل وأجاز له مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن زيتارة سنة خمس وأربعين وأربعمائة رواية جميع مسموعاته.
مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن المبارك القيسي الدينوري ذكر الخليل الحافظ في التاريخ أنه سمع شيوخ العراق كأبي نعيم بالكوفة والقعنبي بالبصرة وأنه قدم قزوين سنة نيف وستين ومائتين وأنه روى عنه أَحْمَد بْن إبراهيم بْن سمويه وإسحاق بْن مُحَمَّد وعلي بْن مُحَمَّد بْن مهرويه وأنه لم يكن بذاك القوي ثم قَالَ ثنا مُحَمَّد بْن إسحاق بْن مُحَمَّدٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّيْنَوَرِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكُوفِيُّ ثَنَا قُرَّةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ عَنْ عَطَا بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: "كَانَ يُصْبِحُ جُنُبًا مِنْ غَيْرِ احْتِلامٍ ثُمَّ يَصُومُ ذَلِكَ الْيَوْمَ".
مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك أبو عَبْد اللَّه الشحاذي من الأئمة الذين لقيناهم تفقه بقزوين ثم ببغداد ثم بنيسابور على الإمام مُحَمَّد بْن يحيى وكان مع والدي رحمهما اللَّه مصحبين في أسفار التحصيل ولما رجع إلى قزوين قبله الأئمة وأقبلت عليه المتفقهة يتلمذون له ويحصلون عليه وكنت ألقاه في صغري في مجالس النظر فصيحا جهوري الصوت ذا صولة.

(1/322)


ثم تراجعت به الأيام وأثرت فيه السنون وكان سليم الجانب سهل الخلق صاحبته سفراو وحضرا واستأنست به. وسمعت منه صدرا من صحيح البخاري بروايته عن أبي الأسعد القشيري عن الحفصي وسمع عم أبيه أبا إسحاق الشحاذي وغيره بقزوين ومشائخ بغداد ونيسابور توفي سنة سبع وثمانين وخمسمائة بهمدان ونقل منها إلى قزوين.
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ محمد أبو العلاء القزويني مقرىء تتبع علوم القرآن وحصل كثيرا من القراآت ورأيت بخطه كتبا منها المختصر الرافعي في قراأة الأئمة السبع المشهورين ألفه أبو بكر مُحَمَّد بْن علي القطان الهداني باسم الوزير أبي بكر مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ محمد بن رافع ورسمه.
فصل
مُحَمَّد بْن عَبْد الغفار بْن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الصفار أبو الفتح القزويني من قوم مذكورين بالعلم والحديث يروى عن مُحَمَّد بْن هارون الثقفي وعلي بْن مُحَمَّد بْن عيسى الصفار وروى عنه مُحَمَّد بْن الحسين البزاز والخليل والحافظ في مشيخته فقال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ هَذَا ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الثَّقَفِيُّ ثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ثَنَا خَلادُ بْنُ يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَسْلَمَ الْمُنَقِّرِيِّ عَنْ زُهَيْرٍ أَبِي عَلْقَمَةَ الثَّقَفِيِّ قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رجلا سيىء الْهَيْئَةِ قَالَ: "أَلَكَ مَالٌ؟ " قَالَ: نَعَمْ مِنْ كُلِّ نَوْعٍ قَالَ: "فَلْيُرَ عَلَيْكَ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَهُ عَلَى عَبْدِهِ حُسْنًا وَلا يُحِبُّ الْبُؤْسَ وَالتَّبَاؤُسَ".

(1/323)


مُحَمَّد بْن عَبْد الغفار بْن الحسن بْن سهل المعدل البزاز أبو عَبْد اللَّه السمار القزويني كان يقرأ عليه الحديث في خانه سمع أبا الحسن القطان وروى عنه الخليل الحافظ وحدث عنه مُحَمَّد بْن عَبْد الملك البزاز في فوائده فقال أَنْبَأَ أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْدِ الْغَفَّارِ الْبَزَّازُ أَنْبأَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ أَنْبَأَ علي بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْدِ الصَّمَدِ حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ الطَّالِقَانِيُّ ثَنَا سَيْفُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا مِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: كَانَتْ مَرْيَمُ تُصَلِّي حَتَّى تَوَرَّمَ قَدَمَاهَا قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُصَلِّي حَتَّى تَوَرَّمَ قَدَمَاهُ فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ: "أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا".
مُحَمَّد بْن عَبْد الغفار بْن سهل القزويني سمع من القاضي إبراهيم ابن حمير صحيح البخاري أو بعضه.
فصل
محمد بْن عَبْد القديم بْن مسعود المروزي أبو غياث القزويني فقيه أجاز له عيسى بْن يوسف المغربي المالكي رواية تجريد الصحاح لأبي الحسن رزين ابن معاوية الأندلسي بسماعه من المصنف وهو كتاب مفيد جمع فيه أحاديث الموطأ والصحيحين وسنن أبي داؤد وجامع الترمذي وسنن النسائي.
فصل
مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن أَحْمَدَ بْن عَبْد الكريم بْن أحمد بن طاهر

(1/324)


ابن أَحْمَد بْن إبراهيم بْن الحسن أبو عَبْد اللَّه بْن أبي سعيد بْن أبي العباس بْن الوزان التميمي صدر أئمة الأصحاب وسالك طريق الصواب كان إليه وإلى آبائه رياسة أهل العلم وغيرهم من أصحاب الشافعي رضي اللَّه عنهم بالري وغيرها وأنه تولاها مدة في عفة ونزاهة وتحرز عن الفتنة وما يوغر الصدور وإقامة لسوق العلم وتربية لأهله ثم أنه أعرض عن كثير من الرسوم المعتاد وانزوى مقبلا على العبادة.
حج وجاور بمكة مدة وكان فقيها متكلما مدرسا مذكرا صوفيا مكرما للعلم وأهله خائفا من اللَّه تعالى معظما لدينه محذرا من الفتن محبا لمعالي الأمور محسنا إلى الضعفاء والمساكين ذا مصابة وصلابة وثبات وصبر وقوة قلب بحوثا عن العلم منصفا توطن بالري مدة وأكرم موردي ومقامي وإذا حضرت في مجلس تذكير للعامة وسئل من بعض المسائل الفقهية فربما كان يراجعني من رأس المنبر ويحيل السائل على لشدة احتياطه ولا يبالي مما يقول الناس في مثله.
تفقه على الإمام حامد بْن محمود الماوراء النهري وغيره وسمع الحديث منه ومن الحافظ مُحَمَّد بْن علي الجياني ومن القاضي أبي عَبْد اللَّه الإسترابادي وأجاز له الإمام مُحَمَّد بْن يحيى وعَبْد الرحمن الأكاف وأبو البركات الفراوي وعَبْد الخالق الشحامي وجماعة من أئمة طبرستان وغيرهم وخرجت من مسموعاته ومجازاته أربعينيات وقد أخبرنا بقراأتي عليه رحمه اللَّه أَنْبَأَ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُمَرَ النيسابوري أنبأ عبد الباقي ابن يُوسُفَ الْحَافِظُ أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ ماسي ثنا أبو مسلم

(1/325)


الْكَجِّيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الأنصاري ثناعبد اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ الْحَلالَ بَيِّنٌ وَأَنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَأَنَّ بَيْنَ ذَلِكَ أُمُورًا مُشْتَبِهَاتٍ". وَرُبَّمَا قَالَ: "مُشْتَبِهٌ وَسَأَضْرِبُ لَكُمْ فِي ذَلِكَ مَثَلا أَنَّ اللَّهَ حَمَى حِمًى وَأَنَّ حِمَى اللَّهِ مَا حَرَّمَ وَأَنَّهُ مِنْ يَرْعَ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُخَالِطَ الْحِمَى" وربما قَالَ: "من يخالطه الريبة يوشك أن محر" ورد قزوين مرارا فيها ما قصد فيه زيارة الشيخ أبي بكر الشاذاني رحمه اللَّه ومرض أياما قليلة.
توفي في ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وخمسمائة رحمه اللَّه ومن عجيب الاتفاقات أنه في أيام مرضه يذكرالموت ولا أوصى بشيء مع أنه قلما كان يجلس مجلسا إلا هو يذكر الموت أو يتذكره وكان اللَّه تعالى سهل الأمر عليه بإخفاء الحال {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} .
مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن الحسن بْن علي بْن إبراهيم بْن علي بْن أَحْمَدَ الْكَرَجِيّ أبو الفضل إمام مشهور مرجوع إليه مقبول عند الخواص والعوام منتجب وكانت إمامة الجامع إليه في عهده سمع عم جده أبا بكر مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن علي الْكَرَجِيّ وسمع صحيح مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري من مُحَمَّد بْن حامد بْن كثير سنة تسع وثمانين وأربعمائة ومن الأستاذ الشافعي ابن داؤد سنة تسع وتسعين وأربعمائة ومسند الشافعي رضي اللَّه عنه من نصر بْن عَبْد الجبار القرائي سنة خمسمائة بروايته عن

(1/326)


أبي ذر عن أَحْمَد بْن مُحَمَّد الإسكافي عن أبي بكر الحيري عن الأصم والإرشاد للخليل الحافظ من القاضي أَبِي الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الجبار سوى القدر الضائع منه وهو مضبوط سنة تسع وستين وأربعمائة.
وتفسير أبي إسحاق الثعلبي عن السيد ذي الفقار بْن مُحَمَّد بْن معبد عن مُحَمَّد بْن علي عن الثعلبي واعتصام العزلة لأبي سليمان الخطابي عن الشيخ أبي عمر الميقاني عن أبي القاسم سعد بْن علي الزنجاني عن أبي مُحَمَّد جعفر بْن علي المروروذي عن المصنف ومسند الشهاب لأبي عَبْد اللَّه القضاعي عن الرئيس ابن عَبْد الوارث الأبهري والكيا أَحْمَد بْن علي ابن أَحْمَد الخضري والخليل القرائي بروايتهم عن المصنف وقد لقيته وسمعت منه فضائل قزوين للخليل الحافظ بقراءة والدي عليه رحمهما اللَّه تعالى بروايته عن القاضي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ الخليل وأجاز لي جميع مسموعاته.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْكَرَجِيُّ ثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم بْن علي بْن أَحْمَدَ الْكَرَجِيُّ فِي مَسْجِدِهِ بِقَزْوِينَ سَنَةَ أربع وثمانين وأربعمائة ثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الجبار بن أحمد الأسدابادي قدم علينا سنة تسع وأربعمائة ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْقَطَّانُ بِقَزْوِينَ ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرَّهَاوِيُّ ثَنَا يَزِيدُ ثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لا زَكَاةَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْحَرْثِ نَخْلِهِ وَكَرْمِهِ وَزَرْعِهِ حَتَّى يَبْلُغَ خَمْسَةَ أَوْسَاقٍ فَمَا بَلَغَ خَمْسَةَ أَوْسَاقٍ فَفِيهِ الزكاة فما كان

(1/327)


مِنْهُ بِالدَّوَالِي وَالأَيْدِي وَالنَّوَاضِحِ فَفِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ.
مَا كَانَ فِيهِ مِمَّا يَسْقِيهِ السَّمَاءُ وَالأَنْهَارُ فَفِيهِ الْعُشْرُ وَالْوَسْقُ سِتُّونَ صَاعًا وَلا زَكَاةَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْفِضَّةِ حَتَّى يَبْلُغَ خَمْسَةَ أَوَاقٍ فَفِيهِ الزَّكَاةُ وَالْوُقِيَّةُ أَرْبَعُونَ دِرْهَمًا إِذَا بَلَغَ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ فَفِيهِ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ". وَأَجَازَ لَهُ رِوَايَةَ مَسْمُوعَاتِهِ الشَّيْخُ الرَّئِيسُ أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المحمي سنة إحدى وثمانين وأربعمائة وَقَرَأْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ الله الحافظ بحق قرائته عَلَى الإِمَامِ أَبِي الْفَضْلِ.
أنبأ الرئيس أبو عمرو المحمي إجازة أَنْبَأَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ ثَنَا أَبِي ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ صَاحِبِ الزِّيَادِيِّ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ قَالَ أَبُو جَهْلٍ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ فَنَزَلَتْ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} . أخرجه البخاري في الصحيحعن أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ تُوُفِّيَ أَبُو الْفَضْلِ الْكَرَجِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وخمسمائة.
مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن أبي الفتح فقيه سمع علي بْن حيدر الزريري وغيره.
مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن الفضل بْن الحسن بْن الحسين بْن رافع أبو الفضل الرافعي القزويني الإمام والدي قدس اللَّه روحه حق الوالد على الولد عظيم وإحسانه إليه قديم ولن يجزي الوالد المولود وإن

(1/328)


بذل فيه المجهود وكنت قد عزمت على أن أجعل من شكر فواضله جمع مختصر في نشر فضائله اسميه بالقول الفصل في فضل أبي الفضل فرأيت من الصواب أن أدرجه في هذا الكتاب فمن أراد إفراده فليكتب.
بسم اللَّه الرحمن الرحيم قَالَ العَبْد الضعيف أبو القاسم الرافعي: غفر اللَّه له هذه وبالله اعتصم قوة وحولا وأحمده هو بالحمد أجدره وأولى وأشكره على ما ابتدى من الجميل وأولى وأبداك من النعمة إفضالا وطولا وأصلي على رسوله مُحَمَّد المختار خلقا وخلقا وعملا وقولا فصول ضمنها نبدأ من سير والدي وأحواله تغمده اللَّه برحمته وإفضاله.
فصل في وقت ولادته
كانت ولادته رحمه اللَّه سنة ثلاث عشرة أو أربع عشرة وخمسمائة أو نحوهما لأني سمعته رحمه اللَّه يقول في مرضته التي توفي فيها هذا آخر العهد وإني لأستحي من رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ منذ ثلاثة أعوام لزيادتها على أعوام عمر رسول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ حين توفي في الرواية المشهورة ابن ثلاث وستين سنة وسنذكر من بعد وقت وفاته وأيضا فإني سمعته يقول: سمعت ابن عمي عَبْد العزيز بْن عَبْد الملك الرافعي وكان أكبر مني بسنتين إلى ثلاث يقول لي أتذكر أني كنت أحرك مهدك.
قد خرجنا مع الناس إلى شارع المحلة وضربنا القباب وأرخينا الستور لزلزلة عظيمة كانت بقزوين في ذلك الوقت وحدثت تلك

(1/329)


الزلزلة ليلة الأربعاء لخامس خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وكانت تعود إلى مدة سنة كاملة وأيضا فإنه كان يقول لي ولدتك بعد ما جاوزت الأربعين وولدت في أواخر العاشر من شهور سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
فصل في كنيته واسمه
كناه أبواه بأبي الفضل رعاية لأسم جده الفضل وأما الاسم فرأيت في آخر مختصرات كتبها في سنة سبع وعشرين وخمسمائة وكتب رافع بْن عَبْد الكريم بْن الفضل موافقة لاسم الجد الأكبر ثم بدله بأحمد ورأى موافقة اسم النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ أولى فرأيت في سماعاته وتعاليقه القديمة أَحْمَد بْن عَبْد الكريم ثم استقر بعد ثلاث سنين أو أربع من أول تفقهه على مُحَمَّد وكان يلقب في صغره ببابويه على مايعتاده أهل قزوين من التلقيب ببابا وبابويه يعنون أنه سمي جده ويحبون ذكر الجد بالحافد وبقي عليه ذلك إلا أنه رحمه اللَّه كان يكرهه ويذكر أن عمة له كانت ترقصه به في صغره فاشتهر بت.
فصل في نسبه
سمعت الخطيب الأفضل مُحَمَّد بْن أبي يعلى السراجي يحكي عن أشياخ له أن الرافعية من أولاد العرب الذين توطنوا هذه البلاد في عهد التابعين أو الأتباع وسمعت غير واحد أن آخرين من ولد رجل من العرب اسمه رافع أو كنيته أبو رافع سكن أحدهما قزوين والآخر

(1/330)


همدان وأعقب كل واحد فيهما.
فقيل لأولادهما الرافعية. وهناك يعد جماعة من العدول والقضاة بهذه النسبة وورد علينا فقيه منهم مجتازا منذ سنين وادعى هذه القرابة ويقع في قلبي أنا من ولد أبي رافع مولى رسول الله وفي التواريخ ذكر جماعة من ولده منهم إبراهيم بْن علي الرافعي ولم أسمع ذلك من أحد ولا رأيته إلى الآن في كتاب والله أعلم بحقائق الأحوال.
كان في آباء والدي رحمه اللَّه جماعة من أهل العلم بقزوين كذلك حكاه والدي عن الإمام أبي سليمان الزبيري وعن الإمام ملك داد بْن علي حين أحضر للتفقه بين يديه ثم لم يبق فيهم مترسم بالعلم أن أحيي اللَّه بوالدي الرسم الميت وقد قيل:
كل نهر فيه ماء قد جرى ... فإليه الماء يوما سيعود
سمعت شيخا من شيوخ الديلم من محلتنا مرارا يقول كان في آبائكم جماعة استوزرهم ملوك الديلم وخاصة بناحية الفشكل وكان لهم جاه وقدر في هذه النواحي والذين عملوا للسلطان من بني عمومتكم حذوا حذوهم العرق نزاع.
فصل حضانته وترشيحه للتعلم
توفي أبواه وهو صغير واحتضنته جده من قبل أمه الشيخ الزاهد أبو ذر رحمة اللَّه وكان من عباد اللَّه الصالحين المشهورين بالصيانة وحسن

(1/331)


السيرة فنقل من محلة آبائه طريق الصامغان إلى داره في المدينة العتيقة وقام بتسليمه إلى المكتب وتعليمه وتأديبه ورباه أحسن تربية بأطيب مكسب وكان له حنين إلى تلك الدار التي نشأ فيها وأتذكر أنه تملك بعضها وربما هم بالانتقال إليها ثم لم يتفق له ذلك.
لما خرج من الكتاب وهو في حد الصغر بعد ذهب به جده إلى مفتي البلدة وإمام أئمتها أبي بكر ملكداد بْن علي العمركي رحمه اللَّه وعرضه علي عرض أم سليم أنا رضي اللَّه عنه على رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وسأله أن يعلمه ما يحتاج إليه ويأذن له في ملازميه في البيت وخارج البيت.
ذكر له قومه وقبيلته فتقبله بقبول حسن احتراما لذلك الشيخ وسعادة قضيت له فعلق عليه المذهب والخلاف وسمع عليه الحديث الكثير وكانت شفقته عليه شفقة الوالد على ولده أو حافده الواحد كل خلق حسن وأدب محمود فتخرج عنده وتوجه.
فصل في أسفار تحصيله
لما تخرج وانتفخت عينه فيما كان مقبلا عليه من العلوم كان يعرض له عزم السفر على ما يتشوف إليه الأحداث من المحصلين ويعملهم عليه الجوالون الواردون من البلاد التي يتفق فيها ازدحام الطلبة في كل عصر ولم يكن تسمح نفسه بذلك محاماة على جانب أستاذه ملكذاد بْن علي ورعاية بخاطره فلم يسافر حتى انتقل الشيخ إلى جوار رحمه اللَّه تعالى نعم

(1/332)


كان مع ملازمته لدرسه يتردد إلى غيره من أئمة ذلك العصر ويحصل بالمباحثة وغيرها ورأيت أجزأ من تعليقه على جماعة منهم الأستاذ على ابن الشافعي بن داؤد والإمام أبو سليمان الزبيري.
ثم سافر إلى الري سنة خمس وثلاثين وخمسمائة في صفرها واشتغل بتعليق الخلاف على الإمام أبي نصر حامد بْن محمود الخطيب وسمع الحديث منه ومن غيره كالحسن بْن مُحَمَّد الغزال البلخي والقاضي الحسن بن محمد الأسترآبادي وغيرهما ثم عاد إلى قزوين في آخر شوال السنة ثم خرج إلى بغداد في رمضان سنة ست وثلاثين وخمسمائة وعلق طريقة الشيخ أسعد الميهني على جماعة من فقهائها.
منهم يوسف الدمشقي وأبو مشهور الرزاز وأبو نصر المبارك ابن المبارك وأحمد بْن يحيى الزهري وتعليقته على ضخامتها باقية عندنا وسمع بها الحديث الكثير وحصل من كل فن وحج منها سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وعقد المجلس في التاجية في صفر سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
خرج منها على قصد نيسابور في شهر ربيع الأول من هذه السنة وبقي في الطريق أشهرا ودخل نيسابور في رمضان السنة وأقام مدة عند الإمام مُحَمَّد بْن يحيى وكانت له الدولة وقتيذ وعليه إقبال الطلبة وكان يعد الكمال في تلامذمته والشريف من حضر درسه والرشيد من فاز بلقائه وسمع بها الحديث من مشائخها وسمع بطوس وآمل وغيرها على ما سيظهر عند ذكر شيوخه وعاد إلى قزوين في صفر

(1/333)


سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
فصل في ابتداء أمره بعد العود من السفر
اغتنم الأقارب والأباعد قدومه وأكرموا مورده وخرج بعضهم لاستقباله إلى الري وكانوا يظنون أنه يقيم بغيرها من البلاد لأنه طالت غيبته وكان لا يملك بقزوين عقارا واعتنى بشأنه الأكابر سيما رئيس الأئمة حينئذ أبو عَبْد اللَّه الخليلي رحمه اللَّه وفوض إليه تدريس مدرسته وعينت له الحظيرة المنسوبة إليه في الجامع وابتدأ بالتفسير فيها في أواخر ربيع الأول من السنة وأقبلت عليه المتفقهة وأولاد المعارف واستتب أمره وكان ينتابه جماعة من صلحاء المحترفة وأهل السوق زرافاتا ووجدانا يتلفقون منه الفقه والكلام بالفارسية.
رأيت منهم في صغري كهلا من الصالحين يقال له عثمان الحلاج يأتيه كل يوم وقت العصر بعد ما يحصل قوته من الحلج لدرس المهذب للشيخ أبي إسحاق الشيرازي إلى أن ختم الكتاب فكان يقال أنه سرد فقه المهذب بتمامه بالفارسية حفظا ورغب في مصاهرته الإمام أبو الرشيد الزاكاني فتزوج منه والدتي حفظها اللَّه وكان زفافها إليه في صفر سنة ثلاث وخمسين.
فصل في معرفته بالفنون
كان رحمه اللَّه فقيها مناظرا فصيحا حسن اللهجة صحيح العبارة جيد الإيراد يستعين في المناظرة بالأمثال السائرة ويأتي بالإستعارات

(1/334)


المليحة وكان مفتيا مصيبا محتاطا في الفتيا متكلما محققا في قواعد الكلام ماهرا في تطبيق المنقولات وحكايات المشائخ التي يشكل ظاهرها على قواعد الأصول وأما علوم الكتاب والسنة فهي فنه لا ينكر حفظه وتبحره فيها فكان جيد الحفظ في كل باب حتى في الأمثال والأشعار والتواريخ والنوادر.
سمعته رحمه اللَّه صبيحة يوم كان قد سهر ليلتها يقول كنت أريد أن أشغل نفسي عما كان يسهرني فتذكرت ما تعلق يحفظني من الأشعار فبلغ كذا ألف بيت ذكر عددا كثيرا وكان أساتذته يعتمدون قوله ويرجعون إليه فيما يقع من التصحيفات في أسامي الرجال ومتون الأحاديث.
بلغني أن الإمام مُحَمَّد بْن يحيى رحمه اللَّه كان يورد في درسه في مسائل الجنين حديث حمد بْن مالك بْن النابغ أنه قَالَ كنت بين أمرأتين فرمت إحديهما الأخرى بمسطح فقتلها وقتلت جنينها فقضي رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي الجنين بفره أمه وأمر أن يقتل بها فصحف بها بحمل فنبهه الوالد رحمه اللَّه فتبسم وقال الأمر إليك كنت أكبره فصغرته.
فصل في ذكر شيوخه في الحديث وجمل من مسموعاته
تقدم في المحمدين مُحَمَّد بْن آدم أبو عَبْد اللَّه الغزنوي اللهاوري سمع

(1/335)


منه الغاية لابن مهران وشرحها بالفارسي بالإسناد المذكورين عند ذكر الغزنوي.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الخليلي أبو سعد النوقاني سمع منه مسند الشافعي بروايته عن أبي الحسن المديني عن أبي بكر الحيري والمرض بالكفارات لابن أبي الدنيا بروايته عن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ العارف عن مُحَمَّد بْن موسى الصيرفي عن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الصفار عن ابن أبي الدنيا والشفقة والوجل لأبي عَبْد اللَّه بْن منجويه عن أبي الحسن المديني عنه والأربعين للحسن بْن سفيان بروايته عن أبيه وأبي سعيد الفرخزاذي عن خلف ابن أَحْمَدَ الأبيوردي عن أبي عمرو الحيري عن الحسن بْن سفيان.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الطرائفي أبو عَبْد اللَّه سمع منه صفة المنافق لجعفر ابن مُحَمَّد الفريابي بروايته عن أبي جعفر بْن المسلمة عن أبي الفضل الزهري عنه والرقائق لأبي بكر الخطيب بإجازته عنه.
مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ البندنيجي سمع منه في النظامية ببغداد المختار من فضائل الإمام الشافعي رضي اللَّه عنه لأبي علي البناء بسماعه منه لم يذكر رحمه اللَّه هذا الشيخ في مشيخته ولا أورد الكتاب في فهرست مسموعاته.
مُحَمَّد بْن أسعد بْن مُحَمَّد أبو منصور العطاري سمع منه أحاديث هشام بْن ملاس بروايته عن أبي بكر الشيروي عن أبي سعيد الصيرفي عن أبي العباس الأصم عنه.
مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن أَحْمَدَ أبو سعيد المقرىء سمع منه جزأ من

(1/336)


حديث أبي العباس السراج الثقفي بروايته عن أبي القاسم المحب عن أبي الحسين الخفاف عن أبي العباس.
مُحَمَّد بْن إسماعيل بْن سعيد أبو منصور اليعقوبي الهروي سمع منه أجزاء وفوائد.
مُحَمَّد بْن جامع بْن أبي نصر الضراب أبو سعيد خياط الصوف سمع منه الكثير ومنه سنن الصوفيه لأبي عَبْد الرحمن السلمي بروايته عن أبي بكر بْن خلف عنه وكيفية صلاة الضحى للحاكم أبي عَبْد اللَّه بروايته عن ابن خلف عنه.
مُحَمَّد بْن الشافعي بْن داؤد أبو جعفر المقرىء القزويني وسمع منه أحاديث من رواية أبي مُحَمَّد بْن نامويه الأصبهاني بسماعه عن أبيه عن أبي بدر النهاوندي عن أبي الفضل الفراتي عن ابن نامويه.
مُحَمَّد بْن الطراد بْن مُحَمَّد أبو الحسن الزينبي سمع منه أحاديث رواها عن والدي أبو الفوارس طراد.
مُحَمَّد بْن طاهر بْن عَبْد اللَّه بْن علي أبوبكر الرئيس سمع منه أحاديث من رواية أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سليم بروايته عن أبي منصور بْن شكرويه عن أبي إسحاق بْن خرشيد قوله عن ابن سليم.
مُحَمَّد بْن أبي طالب بن بلكويه المقرىء القزويني أبو بكر سمع منه الخائفين من الذنوب لابن أبي زكريا الهمداني بروايته عن إسماعيل المخلدي عن سعيد بْن الحسن القصري عن علي بْن إبراهيم البزاز عن المصنف

(1/337)


مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّد أبو طالب الجيزباراني سمع منه سنن أبي داؤد السجستاني بروايته عن أَحْمَد بْن عَبْد الرحيم الإسماعيلي عن الحسن ابن داؤد السمرقندي عن ابن داسة عن داؤد.
مُحَمَّد بْن عَبْد الصمد بْن أَحْمَدَ أبو منصور المنصوري سمع منه جزءا من الحديث رواه عن الحافظ الحسن السمرقندي.
مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد العييني أبو رشيد الطبري سمع منه ذم البغضاء وبغض الشقاء للحافظ أبي نعيم بسماعه من حمد بْن أبي المحاسن الطبري عن أبي علي الحداد عنه والأخبار المروية في الديك بهذا الإسناد.
مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن الحسن بْن خيرون أبو منصور الدباس سمع منه نسب قريش للزبير بْن بكار بروايته عن أبي جعفر بْن المسلمة عن أبي طاهر المخلص عن أبي عَبْد اللَّه أَحْمَد بْن سليمان الطوسي عن الزبير.
مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن الحسن الْكَرَجِيّ أبو الفضل سمع منه فضائل قزوين بروايته عن إسماعيل بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْخَلِيلِ الحافظ.
مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن الفضل البار ثنا أبو عَبْد اللَّه الطوسي سمع منه الأربعين لأبي على الفارمذي بسماعه منه.
مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد الطوسي أبو بكر سمع منه جزأ من الحديث.
مُحَمَّد بْن علي بْن هارون الموسوي أبو جعفر سمع منه جزءا رواه عن أبي الفتيان الدهستاني

(1/338)


محمد بن أبي علي القائني أبو المظفر سمع منه أخلاق النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم لأبي الشيخ بروايته عن أبي الفضل الشقاني وأبي بكر عتيق بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي بكر التميمي عن أبي الشيخ.
مُحَمَّد بْن عمر بْن يوسف الأرموي أبو الفضل سمع منه إفراد الدارقطني بروايته عن أبي الغنائم عَبْد الصمد بْن علي بْن المأمون عنه وكتاب المصاحف لأبي بكر بن أبي داؤد السجستاني بروايته عن أبي جعفر ابن المسلمة عن أبي عمر الآدمي عن المصنف.
مُحَمَّد بْن الفضل بْن علي زيد الفزاري سمع منه تسمية الضعفاء والمتروكين لأبي عَبْد الرحمن النسائي بروايته عن حمزة بْن هبة اللَّه الحسني إجازة عن أبي بكر أَحْمَد بْن منصور المغربي عن أبي علي الحسن بْن حفص القضاعي عن أبي الحسن بْن رشيق المصري عن المصنف.
مُحَمَّد بْن الفضل بْن مُحَمَّد المعتمد أبو الفتوح الأسفرائي سمع منه مسند أبي داؤد الطيالسي بروايته عن عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد عن أبي بكر البيهقي عن أبي بكر بْن فررك عن عَبْد اللَّه بْن جعفر عن يونس بْن حبيب عن أبي داؤد.
مُحَمَّد بْن القاسم بْن مُحَمَّد بْن أبو جعفر الطبري سمع جزءا من حديث أبي الحسن علي بْن عمر الصيرفي بروايته عن الشريف أبي البركات عمر بْن إبراهيم الحسيني عن أبي الحسين بْن النقور عن الصيرفي.
مُحَمَّد بْن المحسن بْن الحسن أبو المحاسن القشيري سمع منه الوسيط في التفسير لأبي الحسن الواحدي بروايته عن أبي الفضل الميداني عنه

(1/339)


مُحَمَّد بْن منصور بْن عَبْد الرحيم أبو نصر الحرضي سمع منه أجزاء من الحديث.
مُحَمَّد بْن يحيى بْن منصور أبو سعد سمع منه الأحراز والرقي لأبي الحسن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد البغدادي بروايته عن أبي نصر المعروف بسرمرد عنه وفضائل الصحابة لأبي عَبْد الرحمن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن حنبل بروايته عن ابن عبدوس الحذاء عن عَبْد الرحمن بْن همدان عن أبي بكر القطيعي عنه والأربعين لأبي مسعود البجلي بروايته عن أبي الفتيان عنه والأربعين المخرجة من مسموعاته عنه وأما غير المحمدين فهم هؤلاء.
إبراهيم بْن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد الشحاذي أبو إسحاق القزويني سمع منه الأحاديث الخمسة والخمسين. المستخرجة من المصافحة لأبي بكر البرقاني بسماعه عن الإمام أبي إسحاق للشيرازي عن البرقاني.
أَحْمَد بْن إسماعيل بْن أبي سعد أبو الفضل الجيزباراني ويكنى بأبي عَبْد اللَّه أيضا سمع منه معرفة علوم الحديث للحاكم أبي عَبْد اللَّه بروايته عن ابن خلف عنه.
أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الكاتب أبو عَبْد الرحمن الواعظ سمع منه الأربعين لإمام الحرمين أبي المعالي الجويني بروايته عنه.
أَحْمَد بْن حسنويه بْن حاجي أبو سليمان الزبيري القزويني سمع منه الصحيح للبخاري بروايته عن الأستاذ الشافعي عن الخيارجي عن الكشميهني.
أَحْمَد بْن طاهر بْن سعيد بْن فضل اللَّه بْن أبي الخير أبو الفضل

(1/340)


سمع منه الأربعين: للحاكم أبي عَبْد اللَّه بسماعه عن ابن خلف عنه.
أَحْمَد بْن عَبْد الغافر بْن إسماعيل أبو الحسين الفارسي سمع منه فوائد عبدان الأهوازي بروايته عن جده إسماعيل عن أبي العباس إسماعيل ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن ميكال عنه.
أَحْمَد بْن أبي القاسم بْن أبي الليث أبو نصر النيسابوري سمع منه جزءا رواه عن زاهر الشحامي.
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سعد أبو سعد البغدادي الحافظ سمع منه مجالس إملاء له.
أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله المقرىء أبو العباس الرازي سمع منه الأربعين لأبي إسحاق إبراهيم بْن أَحْمَدَ بْن عَبْد اللَّه الرازي بروايته عن أبي غالب الصيقلي عنه.
إسماعيل بْن إبراهيم الشبلي الجرجاني سمع منه أحاديث رواها عن أبي عمرو وظفر بْن إبراهيم بْن عثمان الخلابي.
إسماعيل بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الصوفي أبو البركات بْن أبي سعد سمع منه الأربعين المخرجة من مسموعاته.
إسماعيل بْن عَبْد الرحمن بن سعيد العضائدي أبو عثمان سمع منه موطأ مالك بْن أنس من رواية يحيى بْن بكير بروايته عن الفضل بْن أبي حرب الجرجاني عن أبي عَبْد الرحمن مُحَمَّد بْن الحسين السلمي عن أَحْمَد بن محمد بن عبدوس الطرائفي عن عثمان بْن سعيد عن يحيى بن بكير

(1/341)


إسماعيل بْن أبي الفضل بْن مُحَمَّد الناضحي أبو القاسم التميمي سمع منه أجزاء من الحديث.
إسماعيل بْن يوسف بْن مُحَمَّد بْن العباس الطالقاني القاضي أبو سعد سمع منه الأحاديث الألف للقاضي أبي المحاسن الروياني بسماعه منه.
جامع بْن أبي نصر بْن أبي إسحاق السقاء أبو الخير سمع منه الأربعين لأبي علي الفارمذي بسماعه منه.
الحسن بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد أبو علي الموسياباذي سمع منه معظم حلية الأولياء لأبي نعيم بروايته عن أبي علي الحداد عنه.
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ أبو علي الأنصاري المغربي سمع منه أحاديث من رواية أبي القاسم البغوي بروايته عن أبي القاسم الأبيوردي عن أبي نصر الأسفرائني عن ابن بطة العكبري عن البغوي.
الحسن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ أبو علي السنجبستي سمع منه أحاديث من رواية يحيى بْن مُحَمَّد بْن صاعد بسماعه من أبي منصور البوشنجي كلار عن أبي مُحَمَّد الأنصاري عن ابن صاعد.
الحسن بْن مُحَمَّد بْن أحمد الأسترابادي أَبُو محمد القاضي سمع منه جزأ من الحديث.
الحسن بْن مُحَمَّد بْن عثمان الغزال أبو علي البلخي سمع منه شمائل النبي صَلَّى اللَّه عليه وآله وسلم لأبي عيسى الترمذي بروايته عن أَحْمَد ابن مُحَمَّد الخليلي عن علي بْن أَحْمَدَ الخزاعي المعروف بابن المراغي عن

(1/342)


الهيثم بْن كليب عن أبي عيسى.
الحسين بْن نصر بْن خميس أبو عَبْد اللَّه الموصلي سمع منه الأربعين لأبي نصر بْن وذعان بسماعه منه.
حامد بْن أبي الفتح بْن أبي بكر الحافظ أبو عَبْد اللَّه المديني سمع منه فضائل القرآن لعَبْد الرزاق بْن همام الصنعاني بروايته عن أبي نهثل العنبري عن هارون بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ عن سليمان بْن أَحْمَدَ الطبري عن إسحاق الدبري عن عَبْد الرزاق.
حامد بْن محمود بْن علي الماوراء النهري سمع منه أجزاء وكتبا منها الأربعين لمحمد الفراوي تخريج ابنه أبي البركات بسماعه من الفراوي.
سعد بْن علي بْن أبي سعد بْن الفضل العصاري أبو عامر الجرجاني سمع منه أحاديث رواها عن أبي مطيع مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المصري.
سعد الخير بْن مُحَمَّد بْن سهل المغربي أبو الحسن الأنصاري الأندلسي سمع منه سنن أبي عَبْد الرحمن النسائي بروايته عن أبي مُحَمَّد الدوني عن أَحْمَد بْن الحسن الكسار عن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسحاق السني عن المصنف وغريب الحديث لأبي عبيد بروايته عن النقيب طراد بْن مُحَمَّد عن أبي الحسن علي بْن أَحْمَدَ عن دعلج بْن أَحْمَدَ عن أبي عبيد وسنن الدارقطني بروايته عن المبارك بْن عَبْد الجبار الصيرفي عن القاضي أبي الطيب الطبري عنه وقرأ عليه المختلف والمؤتلف ومشتبه النسبة لعَبْد الغني بْن سعيد بروايته عن مُحَمَّد بْن أبي نصر الحميد عن أبي زكريا المحاربي عنه

(1/343)


سَعْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ علي بن طاهر المقرىء أبو الحسن الدقاق سمع منه اقتضاء العلم لأبي بكر الخطيب بروايته عن أبي الحسن مُحَمَّد ابن مرزوق الزعفراني عنه.
سعيد بْن علي بْن مسعود الشجاعي أبو بكر سمع منه أحاديث.
سعيد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الرزاز أبو منصور سمع منه كتاب بر الوالدين لأبي مُحَمَّد الحسن بْن مُحَمَّد الخلال بروايته عن أبي الحسين أَحْمَد بْن عَبْد القادر بْن يوسف عنه.
شافع بْن علي أبو الفتوح الشعري سمع منه أحاديث.
شهريوش بْن أبي الحسن بْن مُحَمَّد أبو الحسن الطبري سمع منه أحاديث.
صاعد بْن سعيد بْن مُحَمَّد أبو طاهر العطاري سمع منه الأربعين لمحمد بْن أسلم الطوسي بروايته عن أبي الفتيان عن أبي مسعود البجلي عن أبي علي زاهر عن مُحَمَّد بْن وكيع عنه وغريب الحديث لأبي سليمان الخطابي بروايته عن أبي نصر القشيري وغيره عن عبد الغافر بْن مُحَمَّد الفارسي عن أبي سليمان.
طغرل بْن عَبْد اللَّه التركي أبو الفتح الحاجب سمع منه أحاديث رواها عَنِ الْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْن عَبْد الباقي البزاز.
طاهر بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد أبو مُحَمَّد النجار القزويني سمع منه الأبحيات سنة ست وثلاثين وخمسمائة بروايته عن أبي المعالي إبراهيم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نفيس الأنصاري عن الأشج.

(1/344)


طاهر بْن هبة اللَّه بْن طاهر أبو عمر القومساني سمع منه تفضيل الأنبياء على الملائكة لأبي الحسن الصيقلي بروايته عن عمه أبي علي أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن طاهر الصيقلي.
عَبْد الْخَالِقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ القادر بْن يوسف أبو الفرج البغدادي سمع منه من أول التاريخ لمحمد بْن إسماعيل البخاري إلى باب الحاء بروايته عن أبي الغنائم مُحَمَّد بْن علي النرسي عن أبي أَحْمَد الغندجاني عن أبي بكر بْن عبدان عن مُحَمَّد بْن سهل عن البخاري.
عَبْد الخالق بْن زاهد بْن طاهر أبو منصور الشحامي سمع منه بحر الفوائد للكلاباذي بروايته عن الحسن بْن أحمد السمرقندي عن علي ابن أَحْمَدَ بْن خنباج عنه.
عَبْد الرحمن بْن عَبْد الصمد بْن أَحْمَدَ الأكاف أبو القاسم سمع منه أخلاق النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ لابن حبان بروايته عن أبي الفضل العباس بْن أبي العباس الشقاني عن أَحْمَد بْن مُحَمَّد التميمي عنه.
عَبْد الرحمن بن عبد الصمد المقرىء أبو سعيد الصوفي سمع منه أحاديث.
عَبْد الرحمن بْن المعالي بْن منصور أبو مسلم الواريني القزويني سمع منه أجزاء من الحديث.
عَبْد الصمد بْن عَبْد الرحمن الحسنوي الشامي أبو صالح سمع منه تنبيه الغافلين لأبي الليث السمرقندي بروايته عن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ البخاري عن تميم بْن فرينام البلخي عن أبي الليث

(1/345)


عَبْد الصمد بْن عَبْد اللَّه العراقي أبو البركات سمع منه الوسيط في التفسير لأبي الحسن الواحدي بروايته عن أبي الفضل الميداني عنه.
عَبْد الكريم بْن مُحَمَّد أبو منصور الخيام سمع منه أحاديث.
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الفضل الصاعدي أبو البركات الفراوي سمع منه مسند أبي عوانة الأسفرائني بروايته من أول الكتاب إلى باب فضائل المدينة عن عثمان بْن مُحَمَّد المحمي ومنه إلى باب فضائل القرآن عن مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه الصرام ومنه إلى آخر الكتاب عن فاطمة بنت الأستاذ أبي علي الدقاق بروايته عن أبي نعيم عن أبي عوانة.
عَبْد الملك بْن سعد بْن أَحْمَدَ بْن عنتر التميمي أبو الفضل الأسدآبادي سمع منه الأربعين لأبي عثمان المحتسب الأصبهاني بسماعه منه.
عَبْد الملك بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد الكريم أبو صالح القشيري سمع منه فرائد الفوائد للحاكم أبي عَبْد اللَّه بسماعه عن ابن خلف عنه.
عَبْد الملك بْن أبي القاسم بْن أبي سهل أبو الفتح الكروخي سمع منه جامع أبي عيسى الترمذي بروايته عن أبي عامر الأزدي وغيره عن عَبْد الجبار بْن مُحَمَّد عن المحبوبي عن الترمذي.
عَبْد المنعم بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الفراوي أبو المعالي سمع منه أحاديث.
عَبْد الوهاب بْن إسماعيل بْن عمر الصيرفي أبو الفتوح سمع منه آداب الصحبة لأبي عَبْد الرحمن السلمي بروايته عن أبي بكر التفليسي إجازة عنه وفضائل الصحابة للحافظ أبي الحسن الدارقطني بروايته عن

(1/346)


أبي سعيد القشيري عن مُحَمَّد بْن بشران منه.
عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد بْن الحسين الصابوني أبوالفتح المقرىء سمع منه أجزاء.
عبيد اللَّه بْن إسكندر بْن سليمان أبو اليسر التبريزي سمع منه أحاديث.
العباس بْن مُحَمَّد بْن أبي منصور الطوسي أبو مُحَمَّد الواعظ سمع منه تفسير أبي إسحاق الثعلبي بروايته عن أبي سعيد الفرخزادي عنه.
عطاء بْن مُحَمَّد بْن عطاء أبو القاسم النيسابوري سمع منه أحاديث علي بْن أَحْمَدَ بْن حاتم بْن برهان الدينوري سمع منه شمائل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لأبي عيسى الترمذي بروايته عن مُحَمَّد بْن عمر بْن أميرجه عن الخليلي عن ابن المراغي عن الهيثم عنه.
علي بْن نبهان بْن عَبْد الواحد الحديقتيني أبو الرشيد الهمداني سمع منه أحاديث رواها عن أبي غالب أحمد بن محمد المقرىء.
علي بْن أبي بكر الواعظ اليزدي أبو الحسن سمع منه أحاديث علي بْن الحسن بْن علي بْن أبي طالب الطريثيثي سمع منه أحاديث رواها له عن أبيه عن أبي عثمان الصابوني.
علي بْن الشافعي بْن داؤد أبو الحسن سمع منه مسند الشهاب للقضاعي بروايته عن الخليل القرائي عنه.
علي بْن أبي صادق السعدي الطبري أبو الحسن سمع منه أحاديث.

(1/347)


علي بْن عزيز بْن أبي القاسم الجويني سمع منه أحاديث عن أبي سعيد القشيري.
علي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ علي بْن أَحْمَدَ الكاتب أبو الحسن الحافظ الشهرستاني سمع منه كتاب الآداب للحافظ أبي بكر البيهقي بروايته عن عَبْد الجبار الخواري عن المصنف ولم يورد في مشيخته.
علي بْن مُحَمَّد بْن جعفر الرباطي سمع منه أحاديث.
علي بْن مُحَمَّد بْن الحسين أبو الحسين البرخذ آبادي الطوسي سمع منه أحاديث رواها له عن أبي الفتيان.
علي بْن مُحَمَّد بْن المطرز أبو الحسن سمع منه أحاديث رواها عن صخر بْن عبيد الطوسي.
عمر بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد الشاشي أبو حفص سمع منه تحفة العام للسيد أبي الحسن الحسيني بروايته عن علي بْن الحسين الثيقذئجي عنه.
عمر بْن أَحْمَدَ بْن منصور الصفار أبو حفص سمع منه صحيح مسلم بروايته عن مُحَمَّد الفراوي وإسماعيل بْن عَبْد الغافر الفارسي عن الجلودي عن الفقيه عن مسلم.
عمر بْن عَبْد المؤمن بْن يوسف أبو حفص البلخي سمع منه أحاديث من رواية مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الماسكاني بسماعه من أبي جعفر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الجالي عن الماسكاني.
عمر بْن علي بْن سهل الدامغاني أبو سعد السلطان سمع منه طب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لأبي العباس المستغفري بروايته عن

(1/348)


الحسن بْن أَحْمَدَ السمرقندي عنه.
المبارك بْن أَحْمَدَ بْن عَبْد العزيز أبو المعمر سمع منه أحاديث من رواية أَحْمَد بْن سليمان العباداني بروايته عن أبي البطر عن أبي علي بْن شاذان عنه.
المبارك بْن الحسن بْن أَحْمَدَ الشهرزوري أبو الكرم سمع منه أجزاء.
محمود بْن إسماعيل بْن مُحَمَّد الطريثيثي أبو القاسم الترشيزي سمع منه أحاديث رواها عن أبي بكر الشيروي.
المرتضي بْن الحسين بْن خليفة أبو الفتوح روى له عن أبي علي الحداد عن أبي نعيم.
مسعود بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد أبو المعالي الخوافي سمع منه أحاديث رواها عن أبي سعيد إسماعيل بْن عمرو البحتري.
المطهر بْن علي بْن المحسن العباسي أبو حرب سمع منه مسند الشافعي رضي اللَّه عنه بروايته عن أبي بكر الشيروي عن أبي بكر الحيري عن الأصم.
ملكداد بْن علي بْن أبي عمرو أبو بكر العمركي القزويني سمع منه الكثير ومنه سنن مُحَمَّد بْن يزيد ماجة بروايته عن مُحَمَّد بْن الحسين المقومي عن أبي طلحة الخطيب عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْقَطَّانِ عَنْ المصنف.
منصور بْن مُحَمَّد بْن أبي نصر الهلالي أبو نصر الباخرزي سمع منه أحاديث رواها عن أبي سعيد عَبْد الواحد بن عبد الكريم القشيري

(1/349)


الموفق بْن إبراهيم المؤذن أبو عَبْد اللَّه الطوسي سمع منه أحاديث رواها عن أبي عَبْد اللَّه إسماعيل بْن عَبْد الغافر الفارسي.
الموفق بْن يحيى بْن منصور أبو الفتح سمع منه أحاديث.
ناصر بْن زهير بْن علي الحذامي أبو الفتح سمع منه أحاديث.
ناصر بْن سلمان بْن ناصر أبو الفتح الأنصاري روى له أحاديث عن شيوخه.
هبة الرحمن بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد الكريم أبو الأسعد القشيري سمع منه الصحيح للبخاري بروايته عن أبي سهل الحفصي عَنِ الْكُشْمِيهِنِيِّ عَنِ الْفَرَبْرِيِّ عَنِ البخاري وسمع منه كثيرا من أماليه وغيرها.
هبة الكريم بْن خلف بْن المبارك بْن أَحْمَدَ بْن عَبْد اللَّه بْن البطر أبو نصر الحنبلي لقبا سمع منه أحاديث رواها عن أبي الخطاب بْن البطر.
يوسف بْن صديق الأرموي الواعظ أبو القاسم روى له بالمراغة عن نعمة اللَّه العبدولي.
يوسف بْن طاهر بْن يوسف الخوني أبو يعقوب سمع منه الشمائل لأبي عيسى الترمذي بروايته عن إسماعيل بْن مُحَمَّد الخليلي عن أبي طاهر محمد ابن علي الزراد عن علي بْن أَحْمَدَ عن الهيثم عن أبي عيسى.
يوسف بْن عَبْد اللَّه بْن بندار أبو المحاسن الدمشقي سمع منه بعض الأجزاء الغيلانيات بروايته عن أبي البركات.
هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن علي البخاري عن أبي طالب بْن غيلان رحمهم اللَّه وهذا الفصل يحوي أكثر ما في مشيخته وفهرست مسموعاته رحمه الله

(1/350)


فصل في روايته
رأيت أن أورد من رواياته حديثا منعوتا فوقع الاختيار على حديث أم زرع الطويل ذيله الجزيل نيله ومن أراد من الناظر من إفراد الحديث بشرحه فليكتب.
بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد لله مبدع الأصل والفرع الممتنع بعد الإبداع بالضرع والزرع والصلاة على رسوله مُحَمَّد المخصوص بأوسع الذرع واتبع الشرع وبعد فهذه درة الضرع لحديث أم زرع أسأل اللَّه أن ينفع بها من يراجعها ويقف عليها ويطالعها قَرَأْتُ عَلَى الإِمَامِ وَالِدِي رَحِمَهُ اللَّهُ سنة ثلاث وستين وخمسمائة أَخْبَرَكُمُ الْحَسَنُ الْغَزَّالُ أَنْبأَ أَحْمَدُ ابن مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيُّ أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ أَنْبَأَ الْهَيْثَمُ بْنُ كليب ثنا محمد ابن عِيسَى ثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ أَنْبَأَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ جَلَسَتْ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةٍ تَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا.
قَالَتِ الأُولَى: زَوْجي لَحْمُ جَمَلٌ غَثٍّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ وَعِرٍ لا سَهْلٍ فَيُرْتَقَى وَلا سَمِينٍ فَيُنْتَقَى أَوْ يَنْتَقِلُ.
قَالَتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لا أَبُثُّ خَبَرَهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ لا أَذَرَهُ إِنْ أَذْكُرْهُ عُجَرَهُ وبحره.
قَالَتِ الثَّالِثَةُ: زَوْجِي الْعَشَنَّقُ إِنْ أنطق أطاق وإن سكت أُعَلَّقْ.
قَالَتِ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ لا حَرٌّ وَلا قَرٌّ ولا مخافة ولا شامة.

(1/351)


قَالَتِ الْخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ وَلا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ.
قَالَتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ وَإِنِ اضْطَجَعَ الْتَفَّ وَلا يُولِجُ الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ.
قالت السابعة: زوجي عيايا أو غيايا باطنا كُلِّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ شَجَّكَ أو فلك أو جمع كلالك.
قَالَتِ الثَّامِنَةُ: زَوْجِي الْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ.
قَالَتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِي رَفِيعُ الْعِمَادِ عَظِيمُ الرماد طويل النجاد قريب الميت مِنَ النَّادِ.
قَالَتِ الْعَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ مَالِكُ خَيْرٌ مِنَ ذَلِكَ لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ قَلِيلاتُ الْمَسَارِحِ إِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ الْمِزْهَرِ أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ.
قَالَتِ الْحَادِيَةُ: عَشَرَةَ زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ وَمَلاءَ مِنْ شحم عضدبي وَبَجَّحَنِي فَبَجَحْتُ إِلَى نَفْسِي وَوَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ فَجَعَلَنِي في أهل صهيل وأطيط ودابس وَمُنَقٍّ فَعِنْدَهُ أَقُولَ فَلا أُقَبِّحُ وَأَرُقُد فَأَتَصَبَّحُ وَأَشْرَبُ فَأَتَقَمَّحُ أَمُّ أَبِي زَرْعٍ وَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ عُكُومُهَا رَوَاحٌ وَبَيْتُهَا فَيَّاحٌ ابْنُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ مَضْجَعَةٌ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ وبشبع ذِرَاعُ الْجَفْرَةِ بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ طَوْعُ أبيها وطوع أمها ومل كِسَائِهَا وَغَيْظُ جَارَتِهَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ وَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ لا تَبُثُّ حَدِيثًا تَبْثِيثًا وَلا تنقث ميرتنا

(1/352)


تنْقِيثًا وَلا تَمْلأُ بيَتْنَا تَغَشُّشًا.
قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ والأَوْطَابُ تَمَخَّضُ فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ كَالْفَهْدَيْنِ يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رجلا سريا ركب شريا وأحذ خَطِيًّا وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا وَقَالَ كُلِي أُمَّ زَرْعٍ وَمِيرِي أَهْلَكِ فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِيهِ مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: "كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ" وَقَرَأَ عَلَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ لأَبِي عُبَيْدٍ أَخْبَرَكُمْ الْحَافِظُ سَعْدُ الْخَيْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَغْرِبِيُّ أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ السَّرَّاجُ أَنْبَأَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ عَنْ دَعْلَجٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ ثنا حَجَّاجٌ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَغَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَكَلامُ النُّبُوَّةِ كَمَا فِي الرِّوَايَةِ الأُولَى لا يَخْتَلِفَانِ إِلا فِي أَلْفَاظٍ يَسِيرَةٍ وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ بِالاتِّفَاقِ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ وَمُسْلِمٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ وَأَحْمَدَ بْنِ جَنَابٍ بِرِوَايَتِهِمْ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ عن أبي الحسام وسويد ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ هِشَامٍ وَأَدْخَلَ بَيْنَ هِشَامٍ وَبَيْنَ أَبِيهِ عُرْوَةَ أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ كَمَا أَدْخَلَهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَآخَرُونَ رَوَاهُ عن هشام عن أبيه من غير إِدْخَالُ عَبْدِ اللَّهِ بَيْنَهُمَا كَمَا ذَكَرْنَا فِي رِوَايَةِ أَبِي عُبَيْدٍ مِنْهُمْ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُوَيْسٍ وَعُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ

(1/353)


الدَّرَاوَرْدِيُّ وَإِدْخَالُهُ بَيْنَهُمَا أَصَحُّ وَكَمَا وَقَعَ الاخْتِلافُ فِي الإِسْنَادِ وَقَعَ فِي الْمَتْنِ.
فَمِنْهُمْ مَنْ وَقَّفَ بعضه على عائشة رفع بَعْضَهُ كَمَا فِي الرِّوَايَةِ الْمَسْبُوقَةِ أَوَّلا وَمِنْهُمْ مَنْ رَفَعَ الْجَمِيعَ فَعَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ سعيد ابن مَسْلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَخِيهِ عن أبيه عن عائشة قالت قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: "كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ" ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ بِحَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ وَصَوَاحِبِهَا. وَحَكَى أَوَّلا قَوْلَ الَّتِي قَالَتْ: زَوْجِي عَيَايَا وَالَّتِي قَالَتْ: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ وَالَّتِي قَالَتْ: زَوْجِي الأشنق وَالَّتِي قَالَتْ: زَوْجِي إِذَا شَرِبَ أشنف وَالَّتِي زَوْجِي لا أَبُثُّ خَبَرَهُ قَالَ عُرْوَةَ: هَؤُلاءِ خَمْسٌ يَشْكُونَ.
فِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ اجْتَمَعَ نِسْوَةٌ ذَوَامٌّ وَنِسْوَةٌ مَوَادِحٌ لأَزْوَاجِهِنَّ بِمَكَّةَ وَكَانَ الْمَوَادِحُ سِتًّا وَالذَّوَامُّ خَمْسًا.
عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ بِرِوَايَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ قَالَ حَدَّثَنَيِ مُحَمَّدُ بْنُ الضَّحَّاكِ الْخُزَامِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ هشام بْن عروة عن أبيه عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رسول الله وَعِنْدِي بَعْضُ نِسَائِهِ فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ أَنَا لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا حَدِيثُ أَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ مِنْ قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الْيَمَنِ كَانَ بِهَا بَطْنٌ مِنْ بُطُونِ أَهْلِ الْيَمَنِ. وَكَانَ مِنْهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةٍ وَأَنَّهُنَّ خَرَجْنَ إِلَى مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِهِنَّ فَقَالَ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضٍ: تَعَالَيْنَ فَلْنَذْكُرْ بُعُولَتَنَا بِمَا فِيهِمْ وَلا نَكْذِبُ فَقِيلَ للأولى

(1/354)


تَكَلَّمِي فَقَالَتِ: اللَّيْلُ لَيْلُ تِهَامَةَ وَالْغَيْثُ غَيْثُ غَمَامَةٍ وَلا حَرٌّ وَلا قُرٌّ.
قَالَتِ الثَّانِيَةُ: وَهِيَ عَمْرَةُ بِنْتُ عُمَرَ" وَفِي اسْمِ الرَّابِعِ: "فَهَذِهِ بِنْتُ أَبِي هَزُومَةَ" وَزَادَ فَقَالَ: اسْمُ أُمِّ زَرْعٍ عَاتِكَةُ.
وأعلم أنه حكى عن ابن دريد أسماؤهن مرتبة على رواية عيسى ابن يونس المذكورة أولا وفي ترتيبهن في الروايتين تفاوت بين التي قالت: زوجي لحم جمل غث هي الأولى في تلك الرواية والرابع في الرواية الأخيرة والتي قالت زوجي لا أبث خبره هي الثانية في تلك الرواية والتاسعة في الرواية الأخيرة فلا يصح أخذ أسمائهن على ذلك الترتيب من المذكور في الرواية الأخيرة بل ينبغي أن يقال اسم واحدة منهن كذا وواحدة كذا أو ينظر في الترتيبين فيطبق أحدهما على الأخرى ويقضي بموجبه.
قولها لحم جمل غث: أي مهزول يقول غثثت يا جمل تغث وغثثت تغث غثاثة وغثوثة وأغث اللحم أيضا.
الوعر الذي لا يوصل إليه إلا بتعب ومشقة والانتقاء استخراج النقي من العظم وهو المخ وذكر أن المقصود هاهنا هو الشحم وأنه يجوز أن يكون المعنى أنه يرعب فيه ويختار يقال انتقيت الشيء أي تخيرته والانتقال بمعنى التناقل كالاقتسام بمعنى التقاسم وقيل انتقل ونقل واحد أي ليس بسمين يرغب الناس فيه ويتناقلونه إلى بيوتهم وينتقي وينتقل روايتان مشهورتان وقد يجمع بينهما على الشك

(1/355)


غرض المرأة وصف زوجها بقلة الخير وبعده مع القلة وشبهته باللحم الغث الذي لا نقي فيه أو الذي لا ينتقله الناس إلى بيوتهم لزهدهم فيه ومع ذلك هو على رأس جبل صعب لا يوصل إليه إلا بتعب وقولها: لا سهل فيرتقي من صفة الجبل وقولها: لا سمين فينتقى أو ينتقل من صفة اللحم.
ذكر الخطابي أنها أشارت ببعد خيره إلى سوء خلقه وترفعه بنفسه فيها وأرادت أنه مع قلة خيره يتكبر على عشيرته وأهله وبقولها: ولا سمين فينتقل إلى أنه ليس في جانبه طرف وفائدة يحتمل بذلك سوء عشيرته ويروى بدل لحم جمل غث لحم جمل قحر وهو المسن المهزول.
قال أبو بكر بن الأنباري ويروي على رأس قوز وعث القوز رمل مرتفع يشبه الرابية والجمع أقواز والوعث الذي لا تثبت القدم فيه لسيلانه وسهولته.
ذكر في الصحاح أن القوز الكثيب الصغير ويروي مع ذلك ليس بلبد فيتوقل واللبد المستمسك الذي ليس هو بسائل ولا منهال والتوقل الإسراع إلى المشي يقال توقل الوعل في الجبل.
قول الأخرى: زوجي لا أبث خبره أي لا أظهره ولا أشيعه والعجر جمع عجرة وهي العقد في الأعصاب والعروق المجتمع تحت الجلد والبجر جمع بجرة وهي انتفاخ يحصل في البطن والصرة يقال منه رجل أبجر وامرأة بجراء وقيل العجر في الظهر خاصة والبجر في البطن وقيل العجر في الجنب والبطن والبجر في السرة وغرضها أني لا أنشر

(1/356)


خبره كيلا يفتضح واللام يرجع الكناية في قولها أن لا أذن فيه قولان.
أحدهما: أنها ترجع إلى الخبر والمعنى إني أخاف أن لا أقطع لكثرة عيوبه وسعة مجال المقال وقيل معناه لا أترك منه شيئا.
الثاني: أنها ترجع إلى الزوج أي هو مع كونه حقيقا بالمفارقة أخاف أن لا أفارقه لما بيننا من العلق والأسباب وبالأول قَالَ ابن السكيت ويشهد له ما روى في بعض الروايات أنها قالت بعده ولا أبلغ قدره وأرادت بالعجر والبجر عيوبه الباطنة وأسراره.
يروى أن عليا رضي اللَّه عنه لما رأى طلحة رضي اللَّه عنه صريعا قَالَ إلى اللَّه أشكو عجري وبجري يريد همومي وأحزاني.
قول الثالثة: زوجي العشنق العشنق: الطويل وقيل الطويل العنق يريد أن له طولا بلا نفع ومنظرا بلا مخبر فإن نطقت بما فيه طلقها وإن سكتت تركها معلقة لا كذوات الأزواج ولا كالأيامى ويروي بعد ذلك على حد سنان مذلق والمذلق المحدد أي لقيت معه على حد سنان.
عن إسماعيل بْن أبي أويس وغيره أن العشنق المقدام الشرس وعلى هذا فما بعده بيان له وحكى أبو بكر بن الأنباري عنه أن العشنق القصير ونسب فيه إلى التصحيف وذكر أنه إنما قَالَ الصقر المقدام الجريء.
قول الرابعة: زوجي كليل تهامة إلى آخره تهامة ما نزل عن نجد من بلاد الحجاز والقر والقرة البرد ويقال قررت أي أصابني البرد

(1/357)


والسآمة الملال وليل تهامة طلق لا تؤذي بحر ولا برد فشبهته به في خلوه من الأذى والمكروه.
وقولها ولا حر ولا قر قيل معناه ولا ذو حر ولا قر كما يقال فلان عدل أي ذو عدالة وقيل يحتمل أن تريد لا حر فيها ولا قر.
قولها: ولا مخافة ولا سآمة أي ليس فيه خلق أخاف بسبه منه أو ساء مني أو أساء منه ويروى ولا مخافة ولا وخامة والوخامة الثقل يقال طعام وخيم أي ثقيل وزاد بعضهم ولا يخاف خلفه ولا أمامه.
قَالَ ابن الأنباري معناه إن ساكني تهامة ولا يخافون من خفلهم ولا أمامهم لامتناعهم بالجبال وتحصنهم فيها.
قول الْخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ أي كان كالفهد قيل وصفته بلين الجانب لأن الفهدلين المسن كثير السكون وقيل وصفته بالنوم والتغافل والفهد كذلك والمعنى أنه يتغافل عن أحوال البيت وإن وجد فيها خللا استحق اللوم به أغضى وأسد وأستأسد أشبه الأسد في الإقدام.
قولها: ولا يسأل عما عهد أي هو كريم لا يسأل عما ترك في البيت من زاد وطعام ويروي بعده ولا يرفع اليوم لغد وهو من القوة والكرم أيضا وعن إسماعيل بْن أبي أويس أنها أرادت بقولها إن دخل فهد أنه يثب وثبة الفهد وسريع الوثب.
قَالَ الشارحون: وعلى هذا فهذه المرأة ذمت منه شيئا ومدحت شيئا ويجوز أن يقال كنت به عن قوة مجامعته أو سرعة رغبته فيها وفي

(1/358)


معاشرتها ويروى أن دخل أسد وإن خرج فهد على العكس مما سبق قالوا وهذا ذم وعلى هذا فقد روى ولا يسأل عما عهد أي لا يكلم لسوء خلقه ويجوز أن يحمل إن دخل أسد على شدة طلبه لها وتعلقه بها وإن خرج فهد على غفلته عن غيرها فيخرج عن أن يكون ذما.
قول السادسة: زوجي إن أكل لف أي ضم وخلط صنوف الطعام بعضها ببعض إكثارا من الأكل يقال: لف الكتيبة بالأخرى إذا خلط ويروى أن أكل رف قَالَ ابن الأنباري: يقال: رف يرف أي أكل ورف يرف أيضا امتص والوجه الحمل على المعنى الثاني وفيه وصف بالشره والخسة وقيل رف أي أكل كثيرا.
قولها: وإن شرب اشتف أي استقصى ولم يشئيز والشفافة بقية الشراب في الإناء فالاشتفاف شرب تلك البقية تصفه بالشره وقلة الشفقة عليها.
قولها وإن اضطجع التف أي ينام ناحية ملتفا بثوبه لا يضاجعني ولا يتحدث معي.
أما قولها: وَلا يُولِجُ الْكَفَّ لِيَعْلَمَ الْبَثَّ فالبث أشد الحزن الذي تباثه ثم فيه قولان: قَالَ أبو عبيد: أحسبها كان ببعض جسدها داء أو عيب تكتئب منه فقالت: إنه لا يدخل اليد ليتعرض له كرما منه ولم يساعده الأكثرون منهم ابن الأعرابي وابن قتيبة وأبو سليمان وقال أول كلامها ذم فكيف تمدحه على الأثر وتصفه بالكرم وقد عدها عروة ابن الزبير من الذامات.

(1/359)


ثم منهم من قَالَ: أرادت أنه لا يضاجعني ولا يتعرف ما عندي من حب قربه, ويوافقه ما روى: وإذا اضطجع التف وقيل: أرادت لا يدخل يده في أموري يعرف ما أكرهه ويصلحه وقيل: أرادت أني إذا كنت عليلة لم يجئني ولم يدخل يده تحت ثيابي ليعرف مالي ونصر ابن الأنباري أبا عبيد فقال: إن النسوة تعاقدن على أن لا يكتمن شيئا من أخبار أزواجهن فلا يبعد أن يكون فيهن من يذم شيئا من زوجها ويمدح شيئا وإنما عدها عروة من الذامات لابتدائها بالذم.
قول السابعة: زوجي عيايا أو غيايا الشك في اللفظتين منسوب إلى عيسى بْن يونس والذي صححه أبو عبيد والمعظم العين وعدوا الغين في الكلام تصحيفا والعيايا فعالا من العي وهو من الإبل والناس الذي عيي بالضراب ترميه بالعنه وانطباقا المعجم الذي انطبق عليه الكلام أي انغلق وقيل هو الأحمق الذي انطبقت عليه الأمور فلا يهتدي إلى الخروج منها وقيل هو الذي لا يأتي النساء وقيل هو الثقيل الصدر عند المباضع.
جوز الزمخشري أن يكون اللفظ غيايا بالغين من الغياية وهي السحابة ويقال غاينيا عليه بالسيوف أي أظللنا وهو العاجز الذي لا يهتدي لأمر كأنه في ظلمة وغياية أبدا وقيل يجوز أن يكون من الغي وهو الانهماك في الشر وأيضا الخيبة وقد فسر به قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً} .
قولها: كل داء له داء الداء العيب والمرض والمعنى أن العيوب المتفرقة في الناس مجتمع فيه وعلى هذا فقولها له: داء خبرا

(1/360)


لقولها كل داء وفي الفائق أنه يحتمل أن يكون له صفة لداء وداء خبر الكل أي كل داء فيه بليغ متناه كما يقال إن زيد الرجل ويراد وصفه بالكمال.
قولها: شجك أو فلك الشج: الجرح في الرأس والوجه والفل الكسر قيل أرادت كسر العظام من الضرب وقيل كسر القلب بأخذ المال والأثاث وقيل كثير الحجة بالخصومة والعذل منهم من قَالَ أردت بالفل الطرد والإبعاد والمعنى أنه سيء الخلق يضرب امرأته بحيث يشج أو يفل أو يجمعهما معا والسماع في شجك وفلك وكلالك كسر الكاف لأن المحاورة كانت بين النسوة فكأنها قالت إن كنت زوجته أيها المخاطبة شجك أو فلك.
وقول الثامنة: المس مس أرنب حملوه على الوصف بحسن الخلق ولين الجانب كما أن الأرنب لين عند المس ويجوز أن تريد لين بشرته ونعومتها والزرنب قيل هو نبات طيب الريح وقيل شجر طيب الريح وقيل الزعفران وقد يقال ذرنب بالذال وهما لغتان كزبر وذبر وأرادت طيب ذكره في الناس وثناؤهم عليه أو طيب عرفه ويروى بعد الكلمتين أغلبه والناس يغلب وفيه وصفة بالقوة والشجاعة وحسن الخلق مع الأهل.
قول التاسع: زوجي رفيع العماد العماد: عود عود الخباء كنت بارتفاعه عن شرفه وارتفاع بيته والنجاد حمالة السيف وهو ما يتقلد به كنت به عن امتداد قامته وحسن منظره

(1/361)


قولها: عظيم الرماد كناية عن كثرة ضيافته وقد تشير به إلى طبخه اللحوم والأطعمة التي يحوج طبخها إلى النيران العظيمة وذكر أن أهل البلاغة يسمون مثل هذه الصنعة الأرداف وهو التعبير عن الشيء ببعض لواحقه.
قَالَ أبو سليمان الخطابي يحتمل أن تريد أنه لا يطفىء ناره لئلا يهتدي بها الضيفان فيعشونه والنادي والندى والمنتدى مجلس القوم ومجتمعهم وقد يجعل النادي اسما للقوم وفسر به بعضهم قوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ} . والكريم يقرب بيته من النادي ليظهر ويعرف فيغشى وقد يقصد الشريف به تسهيل إتيانه على القوم ويروى بعد هذه الكلمات لا يثبع ليلة يضاف ولا ينام ليلة يخاف وأرادت بالأول أنه يؤثر الفيضان بطعامه وبالثاني أنه يستعد ويتأهب للعدو ويأخذ بالحذر.
قول الْعَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ أرادت به تعظيمه والتعجب من أمره قولها مالك خير من ذلك أي هو فوق ما يوصف به من الجود والأخلاق الحسنة وقد تريد إشارة إلى الذين مدحنهم من قبل وتقول هو خير منهم وذكروا لقولها: لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ الْمَبَارِكِ قَلِيلاتُ المسارح معاني أشهرها وبه قَالَ أبو عبيد وابن السكيت أنه يتركها ترك بفنائه ليكون معدة للضيفان فيطعمهم من لحومها وألبانها وقل ما يسرحها لئلا يتأخر القرى لبعدها والثاني وبه قَالَ ابن أبي أويس إنه يكثر منها النحر لأضياف بعد ما بركت فتكون قليلة إذا سرحت وإن كانت كثيرة عنه البروك.

(1/362)


الثالث: إن كثرتها عند البروك لكثرة من تبعها وانضم إليها طمعا في رفقها فإذا ظفروا بما يبغون تفرقوا عنها فكانت قليلة إذا سرحت.
الرابع: قيل أرادات بكثرة المبارك أنها محبوسة للأضياف. فتقام للحلب مرة بعد أخرى فيتكرر بروكها بعد الإقامة والمعزف العود والمقصود أن إبله قد اعتادت منه إكرام الضيفان بالنحر لهم وبسقيهم وإتيانهم بالمعارف فإذا سمعت صوت المعزف أيقنت بالنحر.
في الفائق أنه قد قيل أن أن المزهر الذي يزهر بالنار يقل زهر النار وأزهرها أي أو قدها أي إذا سمعن صوت موقد النار ويروي في آخر كلامها وهو أمام القوم في المهالك أي مقدمهم في الحرب لشجاعته.
قول أم زرع: زوجي أَبُو زَرْعٍ وَمَا أَبُو زَرْعٍ قيل: تكنية الزوجين بزرع كان على عادة العرب في تكنية الأبوين باسم من ولد بينهما كأم الدرداء وأبي الدرداء وأم الهيثم وأبو الهيثم في الصحابة وقولها أناس من حلي أذني أي حركها بما حلاهما به من القرطة والنوس تحرك الشيء المتدلي وإلا ناسة تحريكه.
قولها: ملأ من شحم عضدي أي سمنني بحسن التعهد واكتفت بالعضد عن سائر الأعضاء فإنهما إذا سمنا سمن سائر البدن وقولها: وبجحني فبججت إلى نفسي قَالَ إبن الأنباري أي عظمني فعظمت عند نفسي وقال أبو عبيد فرحني ففرحت وعظمت عند نفسي ويروي فبججت

(1/363)


إلى نفسي يقال بحبح بالشيء وبحبح به أي فرح.
قولها: ووجدني في أهل غنيمة يثق فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ قيل شق موضع بعينه ثم أبو عبيد فتح الشين وكسرها غيره وذكر الهزوي أن الصواب الفتح وقال ابن أبي أويس: المعنى بشق جبل لقلتهم وقلة غنمهم وهذا يصح على رواية الفتح أي بشق في الجبل كالغار ونحوه وعلى رواية الكسر أي في طرف منه وناحية.
قَالَ آخرون: المعنى بجهد ومشقة يحتملونها في معيشتهم كما في قوله تعالى: {إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} . والمقصود أني كنت في قوم قليلي العدد والمال فلم يأنف من فقر قومي وضعفهم فنكحني ونفاني إلى قومه وهم أهل خيل وإبل والأطيط ههنا صوت الإبل وقد يسمى صوت غير الإبل أطيطا.
قوله: ودائس ومنق فقد قيل الدائس البيدر والمنق الغربال وقيل الدائس الذي يدوس الطعام بعد الحصاد تريد أنهم أصحاب زرع أيضا ويروى منق بكسر النون من النقيق وفسر بالمواشي والأنعام وقيل أرادت الدجاج أي هم أصحاب طير.
قولها: فعنده أقول: فلا أقبح أي لا يرد قولي ولا يقال لي: قبحك اللَّه والتصبح نوم الصبحة وهو أن تنام بعد ما تصبح تريد أنها مخدومة مكفية المؤنة لا تحتاج إلى البكور وقيل أرادت لا أنبه ولا أزعزع حتى أقضي وطري من النوم.
قولها: وأشرب فأتقمح أي أرفع رأسي عن الإناء للري

(1/364)


والاستغناء عن الشرب من قولهم بغير قامح إذا رفع رأسه من الحوض فلم يشرب ويروي فأتقنح بالنون أي أقطع الشرب من الري وقيل أشرب على الري وذلك مع عزة الماء عندهم وقيل هما بمعنى واحد كما يقال امتقع لونه وانتقع والمعنى أشرب حتى أني لأرى المشروب فأصرف وجهي عنه لغاية الري وزيد في بعض الروايات وآكل فأمنح أي أعطى عن تمام الشبع.
قولها: عكومها رداح العكوم الأحمال والأعدال التي فيها الأمتعة الواحد عكم والرداح العظيمة الممتلئة وقيل الثقيلة قَالَ في الفائق وتكون صفة للمؤنث كالرحال والثقال يقال جفنة وكتيبة وامرأة رداح ولما كانت جماعة ما لا يعقل في حكم المؤنث جعلت صفة لها قَالَ ولو جاءت الرواية بفتح العين لكان الوجه على أن يكون العكوم الجفنة التي لا تزول عن مكانها لعظمها أو لأن القرى متصل دائم من قولهم مر ولم يعكم أي لم يقف ولم يتحبس أو التي كثر طعامها وتراكم من قولهم اعتكم الشيء وأرتكم أو التي يتعاقب فيها الأطعمة من قولهم للمرأة المعقاب عكوم والرداح حينئذ يكون واقعة في نصابها وجوز بعضهم أن يقال كنت بالعكوم عن الكفل والفياح والأفيح الواسع يقال فاح بفيح إذا اتسع ويروى بدل الفياح فساح بتخفيف السين والفساح والفسيح الواسع أيضا.
قولها: كمسل شطبه المسل مصدر كالسل وهو مقام المسلول والمعنى كمسلول شطبة والشطبة: ما ينزع من القضبان الدقاق من جريد

(1/365)


النخل ينسج منها الحصر وقد يشق الجريد فيجعل فضبانا دقاقا أي هو صوب اللحم خفيف الخصر والعرب تمدح بذلك ويستدل به على الشجاعة وقيل الشطبة السيف شبهته بسيف سل من غمده والجفرة الأنثى من ولد الضان والذكر جفر.
في الفائق أن الجفر الماعزة إذا بلغت أربعة أشهر وفصلت وأخذت في الرعي والذراع يذكر ويؤنث والرواية تشبعه بالتاء ويروي وترويه فيقة اليعرة ويميس في حلق النثرة والفيقة ما يجتمع من اللبن بين الحلبتين وهي الفواق أيضا واليعرة العناق وقيل الجدي تصفه بالإقلال من الطعام والشراب وهو محمود عندهم ويميس يتبختر والنثرة الدرع القصيرة.
قولها: ملء كسائها أي تملاءه بكثرة اللحم وهي مستحبة في النساء ويروي صغر ردائها وملء إزارها وفيه وصف بالضمور وعظم الكفل لأن طرف الرداء يقع على معقد الإزار.
قولها: وغيظ جارتها الجارة الضرة أي يغيظ الضرة ما يرى من عفتها وجمالها ويروي بدله وعبر جارتها وفسره ابن الأنباري بوجهين أحدهما أنها ترى منها ما يعتبر عينها ويبكيها من الغيظ والحسد والآخر أنها ترى من عفتها ما يعتبر به الأول من العبرة والثاني من العبرة ويروي وعقر جارتها بفتح العين والقاف وهو الدهش يقال منه عقر فادن ويروي وعقر جارتها وهو الجرح ومنه قولهم كلب عقور أي تجرح قلبها ويروي وعقر جارتها أي يعطل الزوج الجارة لرغبته في هذه الممدوحة فلا تحبل فتصير كأنها عاقر ويروي وغير جارتها والغير

(1/366)


والغار الغيرة ويروي قبل قولها طوع أبيها وطوع أمها وفي الأل كريم الخل برود الظل والأل العهد أي هو وافية بعده برود للظل مثل لطيب العشرة.
قولها: كريم الخل قيل معناه إنها تكرم على من يعاشرها فخليلها يعاشر بعشرته إياها كريما وقيل المعنى أنها لا تتخذ أخدان السوء وإنما قَالَ وفي وكريم في صفة المؤنث على تأويل أنها إنسان أو شخص وفي الاءل.
قولها: لا تبثث حديثنا تبثيثا ويروي بالباء والنون وهما متقاربان يقال بث الخبر أي نشره وأشاعه ونث الحديث ينثه نثا أفشاه ويقال: نث اغتاب وأطلع على الشر وهما متقاربان والمقصود أنها لا تخرج سرا ولا تظهره ولقرب اللفظتين في المعنى روى بعضهم الفعل بالباء والمصدر بالنون ومخالفة المصدر الفعل كما في قوله تعالى: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} . ونظايره.
قولها: ولا ينتقل ميرتنا تنقيتا الميرة الطعام والميرة أيضا ما يمتاره البدوي من الحاضرة والتنقيت الإسراع في السير والمعنى أنها لا تنقل طعامنا ولا تذهب ولا تفرقه مسرعة تصفها بالإمانة ويروي ولا ينقث وهو بمعناه ويروي ولا تنفث وحينئذ يكون المصدر والفعل متفقين ورواه بعضهم لا تبث بالباء وبعضهم لا تنفث بالفاء ولا صحة لهما.
قولها: ولا تملأ بيتنا تغششا روى بالغين المعجمة من الغش أي

(1/367)


لا تغشنا وقيل: أرادت النميمة ورواه الأكثرون بالعين ثم قيل هو مأخوذ من عش الطائر وذكر على هذا ثلاثة أوجه أحدها: أنها تهتم بشأن البيت وتطهيره فلا تدع الكناسات هاهنا وهاهنا كعشيشة الطيور والثاني: أنها لا تدع متغيرا مستقذرا كعش الطائر والثالث أنا لا تخون في الطعام فتخبأه هنا وهنا كما يعيش الطير في مواضع شتى.
قَالَ أبو سليمان الخطابي وهو من قولهم عش الخبز إذا تكرج وفسد يريد أنها تحسن مراعاة الطعام وتعهده وتطعم منه الشيء بعد الشيء طريا ولا يغفل عنه فيفسد وجوز أبو القاسم الزمخشري أن يكون ذلك من قولهم شجرة عشة أي قليلة السعف وعش المعروف يعشه إذا أقله وعطية معشوشة قليلة أي لا تملاء البيت اختزالا وتقليلا لما فيه ويروي في صفة الجارية لا تنجث عن أخبارنا تنجيثا ولا تغث طعامنا تغثيثا والتنجيث الاستخراج والإشاعة والإغثاث والتغثيث إفساد الطعام والكلام وغيرهما.
في بعض الروايات طهاة أبي زرع وما طهاة أبي زرع لا تفتر ولا تعدى تقدح قدرا وتنصب أخرى يلحق الآخرة الأولى والطهاة الطباخون وأرادت أنهم لا يفترون عن الطبخ ولا يصرفون عنه والقدح الغرف ويقال للمغرفة مقدحة والقدور يلحق بعضها بعضا فلا ينقطع الطعام عن الضيفان ويروي ضيف أبي زرع وما ضيف أبي زرع في شبع ورى ورنع أي لهو وتنعم وأيضا مال أبي زرع وما مال أبي زرع على الجمم محبوس وعلى العفاة معكوس.

(1/368)


الجمم جمع جمة وهم القوم الذين يسألون في الدية ويقال الجمة: الدية وأجم أعطى الدية والعفاة السائلون والمعكوس المعطوف يريد أن ماله وقف على تسكين الفتن ودفع حاجات الناس.
قولها: والأوطاب تمخض الأوطاب جمع وطب وهو سقاء اللبن خاصة والأفعال في جمع فعل قليل والأغلب الفعال وقد ورد في بعض الروايات والرطاب تمخض علي وفق الغالب وتمخض تحرك لاستخراج الزبد قيل إشارته بذلك إلى كثرة اللبن عندهم.
قولها: كالفهدين شبهتهما بالفهدين في كونهما فارهين ممتلئين حسني الصورة.
قولها: يلعبان من تحت خصرها برمانتين قَالَ ابن أبي أويس أرادت بالرمانتين ثدييها وقال أبو عبيد وغيره وصفتها بعظم الكفل تريد أنها إذا استلقت نبا بها الكفل عن الأرض حتى يصير تحتها فجوة تجري فيها الرمان والسري السيد الشريف ويجمع على سريين وأسريا وسراة والفرس السري الذي يسري في عدوه أي يلج ويتمادى ويقال هو الفائق المختار من قولهم لخيار المال سرانه وشرانة واسترى واشترى اختار والخطى الرمح المنسوب إلى الخط وهو موضع على ساحل البحر تنتقل إليه الرماح الهندية ثم ينقل منها وقيل هو ساحل البحر.
قولها: وأراح علي أي ردها من المرعى نعما ثريا الثري الكثير يقال أثرت اللأرض إذا كثر ترابها وأثرى بنو فلان كثرت أموالهم والثروة المال الواسع والثراء كثرة المال يقال رجل ثروان وامرأة

(1/369)


ثروى وتصغيرها ثريا وذكر ثريا حملا على اللفظ.
قولها: من كل رايحة زوجا أي ماشية تروح ويروي من كل سائمة وهي الماشية الراعية يقال سامت هي أي رعت وأسمتها أنا ويروي من كل آبدة وهي المتوحشة والجمع الأوابد.
قولها زوجا قيل الزوج يقع على الإثنين كما يقع على الفرد ثم يقال زوجان وقد روى: من كل سائمة زوجين, وقيل الزوج الفرد إذا كان معه آخر وذكر بعضهم أنه يجوز أن يريد أنه أعطاها من كل رائحة صنفا وقد يعبر عن الصنف بالزوج وقد قيل ذلك في قوله تعالى: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً} .
قوله: وميري أهلك أي خذي الطعام واذهبي به إليهم تريد أنه وسع عليها وعلى أهلها.
قولها: أصغر آنية أبي زرع يروي أصفر بالفاء من الصفر وهو الخالي يريد أن الذي نكحته وإن كان بالصفات المذكورة فإن قدره لا يبلغ قدر أبي زرع وفي بعض الروايات فاستبدلت بعده أي بعد أبي زرع وكل بدل أعور وهذا مثل معروف أي البدل قاضر من الأصل غالبا نسبته إليه كنسبة لأعور إلى ذي العينين.
قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لعائشة: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع زيد" في بعض الروايات. "إلا أن أبا زرع طلق وأنا لا أطلق" وفي بعضها: "كنت لك كأبي زرع لأم زرع في الألفة والرفاء لا في الفرقة والخلاء" قَالَ ابن الأنباري والرفا الاجتماع من قولهم رفأت

(1/370)


الثوب أرفاه ويقرب منه قول من يقول الرفا والموافقة والمواصلة والخلاء في الإبل كالحيوان في الخيل والبغال.
يروى عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: قلت: يا رسول اللَّه! بل أنت لي خير من أبي زرع لأم زرع, وهذا هو اللائق لحسن أدبها وأعلم أن حديث أم زرع قد تكلم في تفسيره ومعانيه جماعة من المتقدمين والمتأخرين من علماء الحديث وأصحاب اللغة وفيما أوردناه ما يحوي معظمه.
قَالَ الإمام أبو سليمان الخطابي: وفيه العلم وحسن العشرة مع الأهل واستحباب محادثتهن بما لا إثم فيه وفيه أن بعضهن قد ذكرن عيوب أزواجهن ولم يكن ذلك غيبة لأنهم لم يعرفوا بأعيانهم وأسمائهم وزاد تاج الإسلام أبو بكر السمعاني فقال: فيه دلالة على جواز ذكر أمور الجاهلية واقتصاص أحوالهم وعلى فضل عائشة رضي اللَّه عنها ومحبته لها بملاطفته إياها وعلى أن السمر بما يحل جائ ز ولمعنى حسن العشرة مع الأهل ونحوه أورد البخاري الحديث في كتاب النكاح ولإشعاره بفضل عائشة أورده مسلم في الفضائل ولمعنى السمر أورده أبو عيسى الترمذي في أخلاق النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ في باب ترجمة بكلام رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ في السمر وليس في اللفظ ما يدل على أن ذلك كان في السمر لكن القصة تشبه الأسمار وربما ورد نقل وكان والدي رحمه اللَّه يرغبني في حفظ هذا الحديث في صغري لكثرة فوائده وحسن ألفاظه وأختم

(1/371)


الآن الحديث وشرحه بقولي:
نفسي من جانب طاعاتها ... حلت بواد غير ذي زرع
لكن ربي واسع فضله ... إن اعتنى بي لم يضق ذرع
وصرت أرتاح بإحسانه ... كأم زرع بأبي زرع
أحسن اللَّه بنا وحقق المنى بجوده وسعة رحمته.
فصل
في ذكر طائفة من الذين تفقهوا عليه أو سمعوا منه الحديث أو جمعوا بينهما.
فممن درس عليه وسمع منه بقزوين بنوه الثلاثة جامع الكتاب عَبْد الكريم ومحمد وعَبْد الرحمن وخالاهم مُحَمَّد وعمر أنبا سعد بْن أَحْمَدَ الزاكاني والقضاة عمر وعلي ومحمد وسعد وعَبْد العظيم بنو عَبْد الحميد ابن عَبْد العزيز بْن إسماعيل الماكي ومحمد بْن أسعد بْن مُحَمَّد العاقلي ومحمد بْن شيرزيل بْن الحسن السراجي والفضل بْن عَبْد الرحمن ابن الفضل أبو خليفة الماكي وعَبْد الأول بْن أبي بكر بْن أَحْمَدَ أبو القاسم الخواري المعروف بجهار ماهه1.
صالح بْن عمر بْن نوح بْن الحسن المعلمي أبو عَبْد اللَّه الأديب ومحمد بْن أبي صابر بْن عَبْد الجليل وأبوه أبو صابر أَحْمَد بْن علي بْن أَحْمَدَ الحاجي أبو بكر وأبو المين بْن خوامذ محمود وأحمد بْن عَبْد العزيز بن محمد
__________
1 جهار ماهه فارسية يعنى بتا أربعة أشهر.

(1/372)


الشحاذي ومحمد بْن أبي الفوارس بْن المختار القرائي وأبو جعفر وعمر وعَبْد اللَّه أبو القاسم وأبو حامد ابنا عَبْد العزيز بْن الخليل الخليلي.
عَبْد الرحيم بْن إبراهيم بْن يوسف الهشتجردي وأبو بكر بْن عبدويه ابن عَبْد الكافي البلاذري وإبراهيم والفضل أبو إسحاق وأبو مُحَمَّد ابنا مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن الخليلي وإقبال بْن عَبْد اللَّه الحبشي عتيق الخليلية وأحمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم الْكَرَجِيّ أبو الفضل وابناه إبراهيم ومحمد ومحمد بْن خداداد بْن عَبْد البر الكويمي ومحمد بْن مُحَمَّد بْن القاسم الممالحي أبو حامد ومحمد بْن أبي يعلى بْن إسماعيل أبو إسماعيل السراجي وسعد بْن الحسن بْن أبي العلاء أبو المكارم الْكِرْمَانِيّ وابنه أسعد وأبو غانم ابن أبي ذر البيع ويوسف بْن أَحْمَدَ بْن إبراهيم أبو يعقوب الحافظ البغدادي.
مُحَمَّد بْن علي بْن المطهر الجرباذقاني أبو منصور ومحمد بْن عَبْد العزيز ابن عَبْد الملك الرافعي وفضيل بْن مسعود بْن المختار القرائي أبو سعيد وعثمان بْن علي بْن إبراهيم البوزياني أبو عمرو وعمر بْن محمود بْن خليفة المتكلم أبو حفص ومحمد بْن إبراهيم بْن بندار البصير وعمر بْن أبي بكر ابن الفرج المقرىء ومحمد بْن أَحْمَدَ بْن أميري بْن مُحَمَّد أبو سعد الرامشيني وحامد بْن أبي العميد بْن أميري الزراد وحمزة بْن مُحَمَّد بْن حمزة الداودي ومحمد بْن المويد بْن الحسين بْن مُحَمَّد والعباس ومحمد ابنا عَبْد الواحد بْن إلياس وعلي بْن الحسن بْن علي الكثيري أبو الحسن.
موسى بْن عيسى بْن موسى المشكاني ومحمد بْن عَبْد الواحد بْن أبي الفتوح بْن عمران وعَبْد الرشيد وعَبْد الحميد وعَبْد العظيم بنو عبد القديم

(1/373)


ابن أبي الفتوح بْن عمران ومحمد بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد البر الزاذاني وحيدر وأحمد ونصر وحمد وظفر وعَبْد الرزاق بنو أبي بكر بْن حيدر وعَبْد اللَّه بْن أبي الفتوح بْن عمران وابنه مُحَمَّد أبو الفتوح ومحمود بْن مُحَمَّد ابن نصر الخلفاني أبو المكارم والقاضي الحسين بْن أَحْمَدَ بْن الحسين بْن بهرام والحسين مُحَمَّد بْن الهمداني أبو عَبْد اللَّه ومحمد بْن القاسم الطبري أبو بكر ومحمد ومحمود ابنا منصور الطبري ويوسف بْن علي بْن أثال الشيباني البسطامي ومحمد بْن المأمون بْن الرشيد المطوعي.
العراقي وعبيد اللَّه أبنا مُحَمَّد بْن العراقي الطاوسي وأبو بكر بْن ناصر الصوفي وإبراهيم بْن مُحَمَّد مدوار الشامهاني وعَبْد الكافي بْن أبي علي بْن مُحَمَّد ومحمد بْن محمود بْن أبي زرعة السوادي وحيدر بْن عَبْد الواحد بْن حيدر الشابوري وعَبْد المجيد بْن سعد اللَّه بْن عَبْد المجيد بْن ناصر الأبهري ومحمد ابن أَحْمَد بْن إسماعيل أبو إسماعيل الطالقاني وعَبْد الواسع بْن عَبْد الكافي ابن عَبْد الواسع الخليلي وأبو بكر بْن عمر بْن يعلى وأبو بكر بْن محمود ابن مُحَمَّد بْن الرافعي ومحمد بْن أَحْمَدَ بْن عَبْد الواسع البابائي.
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن روشنائي الفقيه ومحمود بْن عَبْد السلام بْن أبي العباس الخزنيني ومحمد بْن أبي الوفاء المثيلي وإبراهيم بْن أبي المعتمر ابن الحسن أبو العز العصاري وأحمد بْن موسى بْن بادويه الخطيب ومحمود بْن مُحَمَّد الأشتريني وعَبْد الرحمن بْن أبي الفوارس أبو الحارث الزاكاني وعلي بْن عَبْد الواحد الفقيه الفارسي والخليل بْن إبراهيم التومكي ويحيى بْن أبي منصور والرشيد الإسماعيلي وبرغش بْن عَبْد اللَّه عتيق

(1/374)


الطاوسية ومحمد بْن الحسن بْن مُحَمَّد الغزنوي ثم الزنجاني وعطاء اللَّه بْن عَبْد الرشيد بْن أبي عنان الطاؤسي أبو النجيب وأخوه أبو عنان سعد.
أَحْمَد بْن الحسين بْن أَحْمَدَ الأصبهاني والحسن بْن شيرويه البيع وعزيزي بْن الوفاء وعَبْد الرشيد بْن شيرزاد المؤدب والقاضي مُحَمَّد بْن عمر بْن عَبْد الحميد الماكي وأبو بكر بْن أَحْمَدَ بْن عثمان الأجنبي وأبو عَبْد اللَّه نصر بْن علي بْن أبي القاسم الخيارجي ومحمد بْن الحسن بْن عَبْد الكريم الرافعي وأبو الفرح أَحْمَد بْن أبي القاسم الحسن المقرىء الزنجان وأبو زرعة الحسن بْن عبد الكريم المقرىء ومحمد بْن أبي بكر اللوزي وأبو حنيفة مُحَمَّد ابن أبي الفرح بْن أَحْمَدَ الديلمي وأبو العشائر بْن مُحَمَّد بْن ناصر الديواني وأبو الوزير بْن بابا بْن بشار الحامدي والشبلي بْن مسعود بْن مُحَمَّد وعَبْد الصمد بْن أبي الفوارس بْن المظفر الجبلي وأبو بكر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الخواري الصوفي وإبراهيم بْن أبي سعد المعلمي ومسعود بْن شاه خسرو بْن خليفة الجيلي الننكي1 سمع منه بنيسابور سنة ست وأربعين وخمسمائة ثم بقزوين.
وممن سمع منه بأبهر بشار بْن عثمان بْن بشار وأحمد بْن عَبْد الرحيم العبشمي أبو جعفر وعربشاه بْن المشرف بْن مالك الأسدي وعلي بْن أبي نعيم الرازي وأبو المعالي بْن مُحَمَّد بْن الفضل الرافعي ومحمد بْن هبة اللَّه ابن أبي مُحَمَّد الأحمد كالي.
ممن سمع منه بزنجان مُحَمَّد بْن القاسم بْن أبي الفرح بن أبي نصر
__________
1 كذا في النسخ.

(1/375)


الزنجاني وأبوه وأبو المظفر سعد بْن مُحَمَّد بْن أبي الفوارس المعروف بكندمة وأسفنديار بْن حاجي الفهاد وأبو المجد بْن الماجد بْن المهتدي العبشمي الأبهري.
ممن سمع منه بتبريز عثمان الغزالي وعمر بْن أبي المعالي أبو المكارم البرطلي وعثمان بْن سليمان بْن الوفاء أبو عمر البروجردي وأبو الكرم ابن أبي المعمر بْن عثمان وإبراهيم بْن أبي الحسن بْن أبي طاهر وعمر وأحمد أبنا أبي البدر التبريزي وعمر بْن مُحَمَّد بْن عمر أبو الفضائل المستوفي ومحبوب بْن الوحيد الشرواني ومحمد عمر بْن اقبوري ومحمد بْن علي بْن أبي القاسم الحصري وأسعد بْن مسعود بْن الحسن الخوارزمي.
عَبْد المحسن بْن شفا بْن أبي المعالي أبو المحاسن التراسي المراغي وعلي بْن أبي بكر بْن أبي مُحَمَّد بْن المظفر وأبو الفضل بْن أبي الخير بْن عدنان وأحمد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الأصبهاني وموسى بْن إبراهيم بْن موسى ومولاه مبشر ويونس بْن سفاء بْن علكان الفقيه وعمر بْن مُحَمَّد المجندي وداؤد بْن أبي المعالي وجلدك مولى الإمام أبي منصور المعروف بحفذة وأبو الكرم بْن الفرح بْن محمود.
ممن سمع منه بخلاط أبو بكر بْن عَبْد اللَّه الأسدآباذي وعلي بْن زيد المراغي وأبو طاهر أَحْمَد بْن مُحَمَّد النسائي ومحمد بْن زكريا الكازروني وأبو المكارم عَبْد الصمد بْن أَحْمَدَ الزنجاني والحسن بْن إسماعيل بْن علي الخوئي وعَبْد الرحيم بْن الحسين بْن المؤمل الخلاطي ويونس بْن محمود الخوئي وإبراهيم بْن الخليل الواني والحسن بْن علكويه ومحمد بن المظفر

(1/376)


ابن عَبْد الواحد بْن رشيق أبو الفتح ورجب بْن نصر ومسعود بْن مُحَمَّد بْن سعد أبو جعفر المستوفي وعَبْد العزيز بْن أَحْمَدَ البغدادي أبو مُحَمَّد ومحمد بْن أبي علي بْن حيدو.
سمع منه بدهخوارقان يعقوب بْن تركانشاه وعَبْد المجيد بْن مُحَمَّد الخطيبي وأبو بكر بْن محمود الحكيمي ومحمد بْن ساوى الباني وأبو القاسم ابن يوسف بْن صالح المراغي.
فصل في مصنفاته
له في التفسير كتاب التحصيل في تفسير التنزيل وهو كتاب كبير يشتمل على ثلاثين مجلدة في نسخة الأصل أورد فيها الأقوال التي يتضمنها التفاسير المشهورة ووجوه القراآت وعللها وما يتعلق بالنظم والمعنى وشحنها بالأحاديث وحكايات المشائخ على الطرز الذي أعتيد عقد الحلقة له بقزوين في مواضع من المسجد الجامع.
في الحديث الحاوي الأصول من أخبار الرسول ضمنه معظم الأحاديث التي يشتمل عليها ثمانية من الأصول موطأ مالك ومسند الشافعي والصحيحان وجامع أبي عيسى الترمذي وسنن أبي داؤد وسنن أبي عَبْد الرحمن النسائي وسنن أبي عَبْد اللَّه ابن ماجة رحمة اللَّه عليهم.
له كتاب تحفة الغزاة ونزهة الهداة وكتاب فضائل الشهور الثلاثة وجمع الأخبار الواردة في تلقين المختصر والميت وزيارة القبور

(1/377)


ويليق بها وأملى مجالس في المسجد الجامع وفي مدرسة الخليلية وجمع فهرست مسموعاته وأورد فيه من كل كتاب من الكتب المشهورة حديثا ومشيخته وأورد عن كل شيخ ثلاثة أحاديث وحكاية وشعرا.
له أربعينيات منها كتاب الأربعين في متن كل حديث منه ذكر الأربعين وله تعليقات في الأصول ومختصر في الخلاف كتبه بنيسابور وكان بالآخرة قد أخذ في جمع مذهبي1 ولم يتيسر الأطراف من أول العبادات وشرع في جمع تاريخ الأنبياء والملوك بالفارسية ولم يتم له ملتقطات ومنتخبات في كل فن فيها ما يدل على جودة الرأي وحسن الاختيار.
فصل في صلابته في الدين وديانته
كان رحمه اللَّه إذا سمع بثلمة في الدين أو وهن في المسلمين أو بلغه سوء اعتقاد عمن يخاف منه فتنة أو أغارت الملاحدة على بعض النواحي أو استشهد مسلم اشتد حزنه ولم يتهنأ بالطعام والشراب أياما إذا توجه طائفة من الغزاة إلى الروذبار أو غيرها من ديار الملاحدة أقبل على الدعاء والصدقة بما تيسر سرا وجهرا ولم يزل مفكرا مضطربا إلى أن يرجعوا أو يبلغ خبرهم.
حين بنت الملاحدة القلع المعروفة بأرسلان كشاد واحتيج إلى استنهاض العساكر لاستخلاصها كان له سعي جميل في ترغيب الملوك فيه وتخشين القول وتلبينه لهم بحسب الحاجة إلى أن يسر اللَّه فتحها
__________
1 كذا.

(1/378)


إلى أن يسر اللَّه تعالى فتحها وأتذكر أنه كان يحكي له أحوال سنية عن بعض المتساهلين المنتسبين إلى فن الأوائل وهو الملقب بالشمس القاشاني فيعظم اكتئيابه لذلك خوفا من أن يفتتن به أحدا وبسوء اعتقاده.
استنابه أسعد بْن مُحَمَّد الخليلي في القضاء حين وليه فقام به يومين أو ثلاثة بم استعفى منه وتركه ولم يظهر له سببا ثم ذكر بعد مدة أنه خرج إلى صلاة الصبح مغلسا في يوم من تلك الأيام فإذا هو برجل على باب الدار ينتظره فسلم عليه وعرض عليه شيئا مشدودا وقال أنا أحد المتداعيين أمس في واقعة كذا فإن رأيت أعنتني فهاله ذلك وقال:
إن السلامة من سلمى وجارتهما ... أن لا تمر على حال بواديها
كان يخرج من المسجد الجامع ذات يوم مستعجلا لمهمة سانح فنادى المؤذن بالإقامة فوقف في الموضع الذي انتهى إليه ولم يخرج حتى صلى وذكر الحديث المعروف من سمع النداء وخرج من المسجد فقد عصى أبا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وكانت عنده شهادة في حادثة فالتمس منه بعض أرباب الجاه تأخير أدائها أو زيادة فيها وتوعده لو لم يجبه إليه فلم يبال المقامة ومقاله وأداها على ما يجب فصرف اللَّه تعالى المكروه ولم يمض إلا أياما قلائل حتى جاء الرجل تائبا معتذرا وفي المشهور المأثور أن من أرضى اللَّه تعالى لسخط الناس رضي اللَّه عنه وأرضى عنه الناس.

(1/379)


فصل في بره بأقاربه وأولاده وجيرانه وسائر الناس
ما ورثه من أبويه من العقار والمنقول ولم يكن بالتافه آثر به أخواته وصرفه إلى أجهزتهن حين عزم على السفر وخرج مجردا وكان لا يترك تعهد الماضين من ذوي رحمه بالدعاء والزيارة والصدقة وإذا مر بقبورهم في شغل عرج ودعاء وقال إذا مررت بباب الصديق ولم تقرعه فقد جفوته وكان بعض بني أعمامه في ذي الصالحين ثم ابتلى بفترة وتهتك وشرب الخمر فوجم لذلك ولم يزل يراجعه لطفا وعنفا ويعمل كل تدبير في استصلاحه وأحضره داره وهو سكران مرتين إشفاقا عليه من أن يعربد وتجهيلا له فأثر فيه ذلك وتاب.
كان رحمه اللَّه وافر الشفقة على أولاده معتنيا بشأنهم مبالغا في ضبطهم وتأديبهم ومن عظيم إحسانه بي إحتياطه في أمر تربيتي طعاما وأداما وكسوة فسمعته رحمه الله غير مرة يقول لم أطعمك ولم ألبسك إلا من وجه طيب إلى أن تم لك سبع سنين ثم كثر الأولاد والمؤن ولا آمن تداخل الشبهات وربما بكى عند ذلك وقال نجا المخفون كنت أخدمه في مرض وفاته إشالة وأسناد أو إضجاعا وأرفق به بقدر الطاقة فوقع ذلك منه الموقع ودعا لي بالسعادة مرارا وهو من ذخائري وكان يبر إلى الجيران ويلاطفهم وربما استحضرهم واستمع

(1/380)


كلام الملهوفين منهم وكان في أوقات المجاعة يضع رغيفين أو أكثر في كمه عند الخروج من الدار يتناول منه الضعفاء والصبيان وبلغ من كلفه بأقاربه أنه أقام نفسه مقامهم في حوادث ضاق الأمر عليهم فيها وجادل عنهم حتى دفع من كان يبغي عليهم بعون اللَّه تعالى.
فصل في تبجيله لشيوخه وأساتذته
كان رحمه اللَّه يوقرهم ويبالغ في تبجيلهم أما حياتهم وحضورهم فقد سمعته يقول كنت أصدر في الأكل والشرب والدخول والخروج والمهمات المتكررة عن أمر الإمام ملكداد بْن علي وإشارته فضلا عما له وقع وخطر وسمعته يقول كنت لا أملأ العين من النظر إلى الإمام مُحَمَّد بْن يحيى لعظم وقعة في قلبي وكان يشاور الكبار منهم فيما يعزم عليه سمعته يقول عزمت على الخروج من نيسابور فدخلت على الإمام العارف مُحَمَّد بْن أبي علي القايني رحمه اللَّه لأشاوره وأودعه وكنت قد هيآت أسباب الرحيل فقال إنك لا تخرج الآن من نيسابور فاهتممت وخرجت من عنده متفكرا فرمدت عيني تلك الليلة وفترت العزيمة وبقيت هناك سنة أخرى.
وأما بعد وفاتهم فكان إذا حكى عنهم لم يخل بالتوفير والثنا وإذا روى عنهم لفظا أو كتابة لم يخل ذكرهم عن صالح الدعاء ومن كانت استفادته منه أكثر كان تعظيمه له أوفر وكان يخصص الإمام ملكداد بْن علي بمزايا الحسن تربيته إياه والإمام مُحَمَّد بْن يحيى لعلو

(1/381)


مرتبته ولما رجع من السفر كان قد بقي جماعة ممن درس عليهم وكان يحافظ على شرط الأدب والاحترام ولا يسير بسيرة المغرورين بأنفسهم إذا أنسوا منها رشدا وظهر لهم فهم وتمكنوا من تصرف.
فصل في غيرته وأمره بالمعروف
كان رحمه اللَّه شديد الإنكار على منكرات الشرع يدفعها بيده ولسانه بحسب وسعه وإمكانه وإذا لم يستطع الدفع تأثر به اغتياظا وربما ارتعد وأخذته الحمى وفيما روى عن عطاء الخراساني عن ابن عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: "يأتي على الناس زمان يذوب قلب المؤمن كما يذوب الملح في الماء". قيل: يا رسول اللَّه مم ذاك؟ قَالَ: "مما يرى من المنكر ولا يستطيع تغييره".
كان لصدقه يهابه أهل الفسق ويهربون منه وإذا احس الصبيان في المحلة لقربه منهم في مروره تفرقوا وتركوا اللعبة وإذا دخل الحمام احتاط الحاضرون في ستر العورات وأسبلوا الأزار وكانت فيه حدة منشأها الغيرة واستواء الظاهر والباطن والبعد من الغوائل والتلبيسات وهذه صفات تحمل على الإفصاح بحقيقة الحال وقد لا يحتمل فينسب صاحبها إلى الحدة.
استدعى منه بعض المتوجهين في البلدان يعاملة نسيئة من وجوه عما السور حين كان يتولاها عن الوزير قاضي المراغة رحمه اللَّه فقال أنا وكيل والوكيل لا يعامل بالنسئية فراجعه مرارا فلم يزد على هذا

(1/382)


الجواب فتأذى الطالب ووشى به إلى صاحب المال بما سيسأل عنه.
فصل في ثناء المعتبرين عليه
كان أساتذته من أول نشئه وابتداء تحصيله يكرمونه وثنون عليه لرشده وسداده واستقامة سيرته ولزومه الطريقة المثلى وحين عزم على الخروج من نيسابور كتب له الإمام مُحَمَّد بْن يحيى بْن رحمه اللَّه بخطه المتين فصلا في جزء أؤديه على وجهه نقلا عن خطه كتب على ظهر الجزء تذكرة لصاحبه من مُحَمَّد بْن يحيى أصلحه اللَّه وفي باطنه.
بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد لله شكرا على نواله ونشرا لأنعامه وإفضاله والصلاة على خير خلقه مُحَمَّد وآله وبعد فإن الشيخ الإمام الأجل الزاهد الولد جمال الدين فخر الإسلام أبا الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم ابن الفضل الرافعي القزويني أطال اللَّه بقاه وأدامها إلى مراقي العز ارتقاءه شاب نشأ في عبادة اللَّه نقي الجيب أمين الغيب زكي النفس عن الشين والعيب يرجع إلى عقل رزين ودين متين ورأى في المكرمات مبين وطال ما أخبر جانبي سره وجهره وأسبر طرفي خيره وشره فلم أعثر منه إلا على الورع والعفاف والقناعة بأقل من الكفاف والتوقي من المطامع الدنية والمطاعم الوبية والترقي من حضيض السفلة إلى يفاع الرتب العلية.
كيف وقد طالت مدة مقامه بين يدي وامتدت نوبة اختلافه إلي ولم يزل كان متشوفا إلى درك الحقائق متعرفا للجليات منها والدقائق

(1/383)


حتى أطلع على غوائل المسائل وأغوارها وعثر من المعضلات على أسرارها فها هو الآن مليء بعلم الأصول وفروع الأحكام غير مقتنع منها بالشروع دون الإتمام لعمري وقد بلغ الغاية القصوى في الإتقان والأحكام يستقل بالإقادة والتدريس وقواعد النظر بالتمهيد والتأسيس لا تروج عليه شبة التلبيس والتدليس.
متى سئل أجاب وإذا أفتى أصاب ويتوب اللَّه على من تاب وبحق أقول لو ساعدني الأقدار وألقت إلي زمام الاختبار لم أسمح بأن يفارق هذه الديار غير ان الجد والجد قل ما يجتمعان والحرص والحرمان لا يفترقان:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فكثيرا من بحثت وفتشت وجناح الذل افترشت فلم أعثر منه على مزعج غير داعية الارتحال إلى ما بين العمومة والأخوال ورأيته ينشد بلسان الحال:
بلاد بها نيطت علي تمائي ... وأول أرض مس جلدي ترابها
ولولا نزوع النفس إلى مسقط الرأس ودائره الميلاد لم ينزل {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} . وقد صدق ابن الرومي حيث قال:

(1/384)


وحبب أوطان الرجال إليهم ... مأرب قضاها الفؤاد هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصبي فيها فحنوا لذالكا
وأخرى تحبونها فأنى أحببت أن أتحف بلدة طيبة طاهرة وتربة سنية سنية ظاهرة مثل هذا العالم الدين ذي السمت والهدي البين لقصير رباع الفضل به معمورة وأعلام السنة والجماعة منشورة مشهورة ورسوم أهل الزيغ والبدعة مغلوبة مقهورة فإن العالم الورع الذي يصدق قوله فعله ويحقق علمه عمله لحري بأن يقتدى بآثاره ويقتبس من أنواره.
فمن علم وعمل وعلم يدعى عظيما في ملكوت السماوات وإني لأرجو من اللَّه سبحانه أن يجيب له دعائي ولا يخيب فيه رجائي فإنه سميع مجيب وممن دعاه قريب وإذا تأملت الفضل لم يخف عليك ما فيه من جميل الذكر وجزيل الثناء وما يفيد أنه من كامل السنا والسنا وعرفت ما كان عند ذلك الإمام من قدر المثنى عليه ومرتبة لديه رحمهما اللَّه.
أثبت الإمام عمر بْن أَحْمَدَ الصفار بخطه بعض ما سمع منه والدي حجة له وفيما أثبت يقول العَبْد المفتقر إلى رحمة اللَّه تعالى ابن الصفار عمر بْن أَحْمَدَ بْن منصور من الاتفاق الحسن المستفاد في كرور الزمن الالتقاء بالولد العزيز الشيخ الإمام الأجل جمال الدين شرف الإسلام

(1/385)


فخر الأئمة أبي الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم الرافعي القزويني أدام اللَّه حراسته وأقام عليه رعايته وتيسر اختلافه إلي في اقتباس المعارف الدينية وتحصيل السماع في العلوم النقلية ومن جملتها كتاب كذا وحصل السماع بقرائته على إتقان وإحكام إذ هو من أفراد الأئمة والأعلام بارك اللَّه له في علومه ورده سالما إلى مولده على أيسر رسومه ودعا له في موضع آخر بما هو مأخوذ من نسبته.
فكتب الإمام الأجل جمال الدين أبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم الرافعي رفع اللَّه قدره ومهد أمره اتفقت له نهضة إلى تبريز بعد رجوعه من نيسابور وقيل إن أولا كان يقرأ بها شرح السنة لمحييها الحسين البغوي على الإمام أبي منصور العطاري رحمه اللَّه ويحضر لسماعه الجم الغفير وكانوا يراجعونه ويستكشفون في مواضع الحاجة وهو يجيبهم بإشارة الشيخ ويصغي هو إلى كلامه ويستحسنه.
كتب له الإمام أبو المحاسن الدمشقي حين عزم على الخروج من مدينة السلام صحبني القاضي الإمام الأجل جمال الدين فخر الإسلام شرف الأئمة أبو الفضل مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم الرافعي مد اللَّه في عمره ونفع بما علمه وقرن له سعادة الآخرة أحسن صحبته وحصل من العلوم والمعارف ما فاق به أهل زمانه حتى حصل لي الأنس بفوائده والاستظهار لمحاورته فلما عزم على التوجه إلى وطنه ضاق لذلك صدري وحصل لي من الوحشة لمفارقته ما لا يمكن التعبير عنه ورغبته في المقام يكل ما يدخل تحت الوسع.

(1/386)


فلم يرغب وأبى إلا القصد إلى الوطن ليستروح بفوائده كل منتظر ويستفيد من أنفاسه كل طالب ويحيي تلك البقع الشريفة بمكانه ويعيش ما دثر من العلوم في أيامه فأذنت له في الرحيل عن طيب قلب لما يتوقع فيه من الفوائد فالله تعالى يرضى عنه كما كنت راضيا عنه ويختار له في جميع أحواله في حركته وسكونه وغيبته وحضوره وينفعه وينفع به أنه ولي الإجابة.
كتب الفقير إلى رحمة اللَّه تعالى سفيان بْن عَبْد اللَّه بْن بندار الدمشقي ثم الأئمة من بعد ورؤساهم كانوا يتبركون به ويثنون عليه ويراجعونه وكان الإمام مُحَمَّد بْن أبي سعد الوزان رحمه اللَّه يدعو له على رأس المنبر وينقل الشيء بعد الشيء عن تفسيره ويسنده إليه وكتب الإمام كمال الإسلام عبيد اللَّه الخجندي اسمه في خلال.
فصل
فقال الإمام مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم الرافعي رفع اللَّه درجته وأنشده الإمام أبو سليمان الزبيري رحمه اللَّه مودعا له إما عند سفرته الأولى الطفيفة الكيل أو الثانية الطويل الذيل.
أبا الفضل هجرك لا يحمل ... ولست ملوما بما تفعل
وأنك من حسنات الزمان ... وقدما علي بها يبخل
أنشدها القاضي مُحَمَّد بْن خالد الخفيفي الأبهري قَالَ أنشدها الأفضل بديل الحقائقي الخاقاني في مدح الإمام أبي الفضل الرافعي وقد

(1/387)


تلاقيا بتبريز رحمهمها اللَّه:
إلى اللَّه في الحشر بعد النبي ... أي ثاني الشافعي شافعي
لئن أصبح الدهر لي خافضا ... فبابويه الرافعي رافعي
وأنشد الشيخ الإمام مُحَمَّد الطنطراني فيه:
يا جنة منك فتحت أبواب ... في بلدة قزوين ومن يرتاب
هذا خبر وشاهدت عيني ... في قزوين إذا الجمال منها باب
في الرباعية مغالطة لا يخفى وكان للمشهور في فنه أبي الفتوح فضل اللَّه ابن علي بْن الموفق الخواري وغيره من أهل الفضل إلى والدي رحمهما اللَّه كتب رأيت فيها مقطعات لا بأس بها ولا أدري أين ذهبت ورأيت بخط الإمام أبي بكر عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ الزبيري كتب إلى جلال الدين أبي الفتوح الخواري لأعرضه على الإمام أبي الفضل الرافعي في معاتبة بينهما.
إني أجلل أن أقول ظلمتني ... والله يعلم أنني مظلوم
فصل في فوائد منقولة من معلقاته
كان رحمه اللَّه لحرصه على العلم وجمعه يعلق كثيرا مما يسمع من أفواه الناس ويجده في بطون الأوراق على ظهور الدفاتر ويثبتها تارة على ظهور تعاليق الفقه وأخرى في أجزاء مفردة وأنا أثبت طرفا منها بلا ترتيب ولا تبويب نقلا عن خطه بالمعنى من مناجاة إلهي أشكو إليك كمدي وتفتت كبدي وضعفا في جسدي إلهي أرفع إليك قصة تنطق عن شجني وأنشر بين يديك غصة تخبر عن حزني إلهي ليس

(1/388)


بيدي إلا الأسف والأسى وقول لعل وعسى وتذكر لما سلف ومضى وتأسف على ما ذهب وانقضى إلهي كل المصائب دون حدسك جلل وكل دمعة تسكب إلا على فرقتك باطل وكل حزب إلا على بعدك ضائع وكل سرور إلا بك محال وكل شمس إلا في يوم وصلك منكسفة وكل مشرب دون حضرتك متكدر تعاليت يا جليل الوصف.
كتب الشيخ أبو سعيد بْن أبي الخير رحمه اللَّه لبعض أصحابه وقد أراد سفرا هذا الحرز بسم اللَّه الرحمن الرحيم بسم اللَّه ماشاء اللَّه لا يأتي بالخير إلا اللَّه بسم اللَّه ما شاء اللَّه لا يصرف السوء إلا اللَّه بسم اللَّه ما شاء اللَّه وما بكم من نعمة فمن اللَّه بسم اللَّه ما شاء اللَّه لا حول ولا قوة إلا بالله بسم اللَّه الذي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم بسم اللَّه الشافي بسم اللَّه الكافي بسم اللَّه المعافي بسم اللَّه ذي الشان شديد السلطان عظيم البرهان ما شاء اللَّه كان أعوذ بالله من الشيطان وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين تحصنا بالحي الذي لا يموت ورمينا من أراد بنا سوأ بلا إله إلا أنت وتمسكنا جميعا بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها والله سميع عليم.
سمعت الإمام عَبْد الرحمن الأكاف رحمه اللَّه يقول كان من مريدي الشيخ أبي سعد بْن أبي الخير شاب أعرج يقال له عَبْد الكريم يتولى خدمته التي يختص بنفسه كمناولة الخلال ونحوها وكان يخصه الشيخ بالنظر فقدم في بعض الأيام إلى أصحاب الخانقاه لغدائهم قليل زبيب

(1/389)


ووضع نصيب كل واحد منهم على طرف سجادته فغضب عَبْد الكريم ونثر الزبيب ثم ندم على ما فعل وخرج من الخانقاه خجلا فاتفق أنه دخل خانقاه البيهقي وقعد في بيت متفكرا وكان البيت ملاصقا لدار أبي القاسم الإمام أستاذ إمام الحرمين رحمهما اللَّه وفي أعلا الجدار كوة ينفذ منها الصوت.
فسمع الإمام يقول لجارية هندية له كانت تخدمه تدعى سبزيا سبزاني أشتهى منذ مدة رغيفا حارا مع خل وبقل فقالت الجارية هذا سهل نبدل رغيفا برغيف ونشتري برغيف بقلا وعندنا من شيء من الخل وذهبت لتجمعها فلما أدبرت ناداها أن ارجعي فإني أستحي من أن أشتغل بقضاء شهوتي فتعجب عَبْد الكريم من ذلك ولام نفسه ورجع إلى خدمة الشيخ وتاب.
سمعت الإمام عَبْد الرحمن الأكاف يقول كان للإمام أبي القاسم الأنصاري قمقمة يتوضأ منها فلما كبر وضعف كان يعسر عليه حملها عند الوضوء فأتى بقمقمة خفيفة يشتريها ويتوضأ منها فسأل عن ثمنها فقالوا ثمان دينار فقال لا يتهنأ لي أن أضيف قمقمة إلى قمقمة وعلى سبع عشر درهما دينا وردها.
سئل الإمام عَبْد الرحمن عن علامة قبول العمل فقال: تسأل عن القبول الأدنى أم عن القبول الأعلى فقال: أسائل عنهما جميعا فقال أما القبول الأدنى فعلامته رعاية حدود الشرع والاشتغال بمثله بعد الفراغ منه وأما علامة القبول الأعلى فأن يستنكف من عمل نفسه كما يستنكف

(1/390)


من الشرك سمعته يقول سمعت الإمام أبا نصر القشيري يقول إذا قرأ المصلي الفاتحة فقال بسم اللَّه أو الحمد لله بترك الألف بين اللام الثانية وبين الهاء لم تصح صلاته.
سمعت الإمام أبا طاهر العطاري يقول: رأيت الإمام أبا حامد الغزالي رحمه اللَّه في المنام بعد وفاته بأربع ليال فقلت: ما فعل اللَّه بك؟ فقال: اللَّه يعطي في الدنيا ويزيد في الآخرة سمعت الإمام أبا الفتح الأنصاري يقول: تجوز رؤية اللَّه تعالى في المنام في الصور والأشكال مع تعالى ذاته عن الصور والأشكال.
حكى عن أبيه الإمام أبي القاسم الأنصاري أنه قَالَ: رأيت اللَّه تعالى في المنام فجرى على لساني:
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه ثم انتبهت فأتممت البيت وقلت: ولكن من يبصر جفونك يعشق قَالَ: ورأيته مرة أخرى وكان القيامة قد قامت ورأيت جماعة على منابر وحول كل واحد منهم خلق كثير يزدحمون عليه ورأيت الأستاذ أبا القاسم القشيري على أقرب المنابر إلي واحتف بي ناس وهو يرمي إلى كل واحد منهم قطع كاغذ صغيرة فسألت عنه فقيل يعطيهم الأستاذ الجواز إلى الجنة فقال اللَّه تعالى: أذهب إلى أبي القاسم فخذ جوازك فقلت: إلهي لا أريد الجنة ولا الحوالة على غيرك1
__________
1 ان الله بجسم ولا صورة حتى يرى في النوم أو غيره، وهذه الرواية صدرت من الخيالات والاوهام الفاسدة، والعجب من المؤلف كيف ذكر هذه الخرافات الواردة عن المشبهة والمجسمة - راجع التعليقات.

(1/391)


سمعته يقول: سئل والدي عن شيخه فقال: كان شيخي في أول الأمر أبو سعيد بْن أبي الخير ثم الأستاذ أبو القاسم ثم شاب من كفار الهنود فتعجب السائل فقال دخلت بلاد الهند مرة فألح علي جماعة في الدخول على صنمهم الأكبر فدخلت فجيء بشاب ووقف بحذاء الصنم فسجد له ثم قام وأخذ آخذ بيمينه وآخر بيساره وجاء ثالث بموسى فوضعها على هامته ورفع الجلد واللحم والعظم حتى ظهر دماغه.
فوضع فيه فتيلة وأشعلها ولم يزل الرجلان آخذين بضبعيه والفتيلة تتقد حتى مات فأخرجوه من البيت فسألت عن شأنه فقالوا هذا فتى ادعى عشق الصنم فبذل نفسه وتقرب بأن يستضيء الصنم بالشعلة في دماغه وهكذا يفعل عشاقه.
سمعت الإمام أبا طاهر العطاري يقول حضرت يوم عيد عند الإمام أبي القاسم الأنصاري في طائفة فأحضر الطعام ووضع على المائدة حمل مشوي فأشار الإمام علي بالتناول منه وكنت أمسك يدي إلى أن بسط الشيخ يده فقال: تناول منه وأنا أحكي لك حكاية فامتثلت أشارته ولما فرغنا سألته عن الحكاية فقال: اشتهيت في منصرفي من خوزستان حملا مشويا آكل منه من حيث أريد وكان في صحبتي نفر وقفوا على ما اشتهيت فلما وصلنا إلى الري ذكر بعضهم ذلك لخادم الخانقاه فهيأه.
فلما أحضر أخذتني حمى شديدة ولم أقدر على الأكل ثم لما دخلنا إسفرائن ذكروا ذلك للخادم فهيأه ووضع بين أيدينا وكنت قد افتصدت في أول النهار فلما مددت يدي انفتح العرق وسال الدم

(1/392)


فنبهني الحاضرون فقمت اشتغلت بغسله وخجلت مما جرى ولم أعد إليهم فلما دخلنا أرغيان ذكر ذلك لقاضيها فاتخذ دعوة ودعانا إلى داره وأخذنا المجلس مجتمعين ثم رأيت نفسي في آخر الليل في دار خالية على مضربة مفروشة فوق سرير.
فتعجبت من ذلك وكانوا قد وكلوا بي من يرعاني فقال قد هاج بك وجد في خلال السماع وغشي عليك فنقلت إلى هذه الدار وقد تفرق القوم وذهب الليل فعاهدت أن لا أقضي هذه الشهوة لما توالت هذه العلائق وقلت لعل الصلاح في تركه أنشدني الإمام أبو منصور الرزاز للإمام أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن القاسم الشهرزوري.
وما نظرت من بعد بعدك مقلتي ... إلى أحد إلا وشخصك ماثل
ولا رقدت إلا وجدتك في الكرى ... كأنك فيما بين جفني منازل
أنشدني الإمام أبو منصور أنشدني أبو الفضل الفرضي أنشدني أبو الجوائز الواسطي لنفسه:
يا من أراق دمي ثم انتهى فرقا ... من شاهد الدم عد فالدمع يمحوه
وإن تخوفت قومي أن يروا أثرا ... من سيف لحظك بي فالوصل يعفوه
أنشدني الشيخ أَحْمَد الشارآباذي بتبريز وقت وداعي له:

(1/393)


إذا كنت قوت النفس ثم هجرتهها ... فكم تلبث النفس التي أنت قوتها
ستبقى بقاء الضب في الماء أو كما ... يعيش ببيدا المهامة حوتها
أنشدني الإمام أبو سليمان أَحْمَد بْن حسنويه الزبيري رحمه اللَّه:
ذكر اللَّه راجلين بخير ... عرجوا ساعة بنا ثم مروا
وأقروا بوصل سعدى عيونا ... أي عين بواصلها لا تقر
قرب سعدى وبعد ضرات سعدى ... لست أدري بأي نعمى أسر
أنبأ عَبْد الرشيد مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز الطبري أنبأ أبو عَبْد اللَّه كثير ابن سعيد بْن شماليق البغدادي أنشدنا أبو الحسن مُحَمَّد بْن علي بْن أبي الصفر الواسطي لنفسه:
من عارض اللَّه في مشيته ... فما من الدين عنده خبر
لا يقدر الناس باجتهادهم ... إلا على ما جرى به القدر
كان شيخي صدر المعالي أبو القاسم رحمه اللَّه لا يقول في كلامه أنا وأنت ولكن يقول لهم فعلوا كذا وهم يفعلون ويذكر أن الشيخ

(1/394)


أبا سعيد بْن أبي الخير رحمه اللَّه كذلك كانت عادته وحكى أن بعض أصدقاء الشيخ أهدى إليه كتابا بعد ما ترك مطالعة الكتب فعرض الخادم الكتاب عليه وطالع صفحة منه في يد الخادم فلما أمسوا ودخل الشيخ بيت خلوته سمعه أهل الدار يقول غير مرة الأمان الأمان تبت فقيل له من الغد سمعناهم البارحة يقولون كذا فما سببه فقال عوتبوا على مطالعة ذلك الكتاب فتابوا فقبلت توبتهم قَالَ والدي فقلت للشيخ رحمهما اللَّه ما معنى العتاب على مطالعة الكتاب فقال لا يحسن العود إلى الطريق بعد الوصول إلى المقصد.
سمعت صدر المعالي يحكي عن أبي القاسم المعروف بحدبان المدفون بقرميسين وكان من الكبار أنه قَالَ كنت أجول في جبال لكام أطلب لقيا القطب فقيل لي إن في موضع كذا واديا أخضر في وسطه صخرة هو قاعد عليها إن رأيته بالليل رأيت على كتفيه عمودي نور يذهبان في السماء فلم أزل أسعى حتى انتهيت إلى ذلك الموضع فرأيت على الصخرة التي وصفت لي شابا أشقر يديم النظر إلى السماء ورأيت أفواجا ينزلون من السماء ويطوفون حوله ويقبلون يده ويرجعون إلى السماء فأخذتني هيبة عظيمة ثم انبسطت فطفت أنا أيضا حوله وقبلت يده وأقمت مدة فما رأيته يغير عن تلك الحالة إلا أنه يصلي المكتوبات الخمس وكنت أريد أن أسمع كلامه وأنظر من أين يأكل فقيل لي يا سليم القلب أتطمع في ذلك وأنه من مائة سنة وأكثر على هذه الحالة لا يتغير عنها.
سمعت الإمام عَبْد الرحمن الأكاف سمعت أبا القاسم الأنصاري

(1/395)


سمعت الأستاذ أبا القاسم سمعت من الأستاذ أبي علي الدقاق يقول في قوله تعالى: {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} . يطعمهم من حيث لا يطعمون ويشوش عليهم تدبيرهم ولا يشمت بهم عدوهم قَالَ عَبْد الرحمن يطعمهم من حيث لا يظعمون ليقطعوا النظر عن الأسباب ويشوش عليهم تدبيرهم ليتبروا عن حولهم وقوتهم وإذا أطمع العدو فيهم خيبة ولم يشمته بهم.
سمعت الإمام عَبْد الرحمن لو كانت في الوجود ثلمة يجد الناس منها مهر بالكثر الازدحام عليها حتى تكاد تخرج عن الانتفاع.
سمعت بعضهم يقول: كان في خدم الوزير نظام الملك رحمه اللَّه فتى يختصه بنظرة اسمه محمد كان يناديه باسمه عند الاستخدام إذا كان راضيا عنه وإذا بدا منه سوء أدب لم يخاطبه باسمه وقال يا غلام أفعل كذا فخرج الوزير ذات يوم بكرة ولم يسمعه فحاسب الفتى نفسه ولم يعرف ما يستحق به العتاب فراجعه في ذلك فقال كنت جنبا فلم أرد أن يجري على لساني اسم مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ.
سمعت بعض الأئمة يقول: دخل الشيخ أبو مُحَمَّد الجويني رحمه اللَّه داره وابنه أبو المعالي إمام الحرمين مقموط في المهد فبلغ صوت بكائه واضطرابه فسأل عن حاله فقالوا: كانت أمه غائبة وهو يبكي فدعونا من دار فلان جارية فأرضعته فزاد بكاؤه فحل أبو مُحَمَّد القماط وأخذ برجليه ولم يزل يحركه منكسا حتى عرف أنه قد خرج ما ارتضع منها احتياطا منه في تربية ولده.

(1/396)


سمعت بعضهم: يقول دخل إمام الحرمين أبو المعالي رحمه اللَّه داره يوما وقعد يبكي ويتضرع فسئل عن سببه فقال كنت أمشي في السوق فسمعت رجلا يقول لآخر أن في دارك صورا وهي محرمة فقال رأيت في دار أبي المعالي صورا وقد دخلناها يوم كذا فلو كانت محرمة لما اتخذها فما عذري في هذا عند اللَّه تعالى.
سمعت الإمام العارف مُحَمَّد بْن أبي علي القائي رحمه اللَّه يقول رأيت أمير المؤمنين عليا رضي اللَّه عنه في المنام فدفع إلى ذا الفقار وقال اضرب رقبتها وأشار إلى صورة هناك فنظرت فإذا الصورة كحلقة مدورة عليها عيون كثيرة مصطفة فضربت به الصورة فانقطع طرف منها واتصل أيضا فقال لي اضرب فقلت يا أمير المؤمنين أنت أقوى ضربا وذو الفقار في يدك أحسن فقال إنما هي نفسك فعليك الضرب والمجاهدة وهذه الحكايات قد سمعت أكثرها بالمعنى من والدي رحمه اللَّه.
فصل في كثرة كتابته للعلم وشغفه بالعلم وحرصه على جمعه
حمله على الإكثار من الكتابة لكتاب بتمامه تارة والتقاطا وانتخابا أخرى وكان في قلمه شرعة وغالب الظن أن مكتوباته لا تنقص عن ثلاثمائة مجلدة ضخمة أو خفيفة وقد حافظ فيما كتب على أمرين مستحسنين أحدهما أنه لا يوجد فيما كتب شيء من الفنون المذمومة

(1/397)


لا كما يفعله المكثرون لأغراض صحيحة أو غير صحيحة بل لم يكتب إلا العلوم الشرعية وما يتبعها ويتعلق بها وقد قيل:
ولا تكتب بخطك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه
والثاني أنه قيد وضبط الكثير من مواضع الحاجة وربما أثبت في المتن أو على الحاشية ما يوضح المقصود ويكشفه مما سمعه من غيره أو وقع له من المعاني وذلك كما أنه كتب فيما التقط مسند أبي عوانة الأسفرائني أنه سأل أبان القارىء معبدا المغني عن دواء الحلق فقال: حدثني أم جميل الحدثية أنها سألت الجن عنه فقالوا دواؤه الهوان وكتب عقيبه سمعت بعض الحفاظ يقول معناه إن دواه أن تستهين به ولا تمتنع من القول فإن الصوت يطيب بكثرة القول.
كتب في تهذيب الأسرار لأبي سعد الخركوشي ما ورد في الحديث عن اللَّه تعالى أنه قَالَ أنا جليس من ذكرني ونقل ما حكاه صاحب الكتاب في معناه ثم قَالَ ويقع لي أن معناه أنى أؤنسه بذكري كما أن الجليس يؤنس الجليس.
من احتياطاته أنه ربما كتب وروى بالإجازة عن شيخ ما هو مسموع له لأنه لم يتذكر سماعه قرأت عليه في بعض معلقاته أخبركم الأستاذ إبراهيم بْن عبد الملك المقرىء إجازة أنبأ أبو متصور المقومي أنبأ أبو الفتح الراشدي أنبأ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّه بْن عَبْد العزيز الرازي سمعت أبا مُحَمَّد جعفر بْن مُحَمَّد بْن نصير الخواص سمعت أبا العباس بن

(1/398)


مسروق سمعت حسين بْن علي سمعت سفيان يقول سألت اللَّه عز وجل أن يوفق للغزو أربعين سنة فسمعت هاتفا في جوف الليل يقول كف عن هذا الكلام فإنك غزوت أسرت وإن أسرت تنصرت ثم تحققت أنه سمع منه الجزء المنقول منه هذه الحكاية بتمامه من أبي إسحاق سنة ست وعشرين وخمسمائة.
فصل في مناجاته
رأيت في وريقة أثبتها بخظه يقول أبو الفضل: الرافعي أصلحه اللَّه رأيت رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي المنام بنيسابور مرتين مرة كأنه يمتشط لحيته ويسرحها وأخرى رأيته قد أقبل علي وقال: "احفظ اللَّه يحفظك احفظ اللَّه تجده أمامك تعرف إلى اللَّه في الرخا يعرفك". وهذا حديث مشهور يروى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بروايات وعبارات مختلفة منها أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أبي طالب المقرىء بقرأة وَالِدَيَّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ أَنَا سَعْدُ بْنُ الْحَسَنِ أَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّازُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا ثَنَا أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَزْرَةَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَيْمُونٍ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي نَصْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ لابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "يَا غُلامُ أَوْ يَا غُلَيْمُ يَا غُلامَ احْفَظْ عَنِّي كَلِمَاتٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِنَّ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ احْفَظْ فِي الرخاء

(1/399)


يَعْرِفْكَ فِي الشَّدَّةِ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهِ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ عَنْ غَسَّانَ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى غَفْرَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي يَا غُلامُ أَلا أُعَلِّمُكَ شَيْئًا يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: "احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احفظ اللَّه تجده أمامك تعرف إلى اللَّه في الرخا يعرفك في الشدة إذا سالت فسأل اللَّهِ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ جَفَّ الْعِلْمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فلو جهد الخلائق أن يضروك بشيء لم يكتبه اللَّه لك لم يقدروا ولو جهد الخلائق أن يضروك بشيء لم يكتبه اللَّه عليك لم يقدروا على ذلك".
رواه بعضهم فلم يدخل بين عمر وابن عباس عكرمة وفي تلك الورقة ورأيت أبا بكر وعمر رضي اللَّه عنهما في المنام ليلة العيد أو ليلة البراءة وأنا مشتغل بالصلاة المأثورة في الليلة وهي مائة ركعة وذلك قبل أن أسافر بغداد.
رأيت عليا رضي اللَّه عنه في المنام في العشر الأول من شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين ورأيت عَبْد اللَّه بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في المنام على باب جامع قزوين الذي ينفذ إلى العصارين ومعه رأية علم طويل على رأس العلم شبه قلنسوة مغربية وكأني أقول لابن عباس أليس كان لرسول اللَّه صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ قلنسوة مضربة قَالَ: نعم, كانت

(1/400)


له قلنسوة مضرية وكنت أقول: إن بعضهم يقول: مصرية وأنا أقول مضرية فقال لا بل مضربة وأنا أعتقد أن تلك القلنسوة هي التي على رأس العلم.
رأيت قدام ابن عباس عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّه عنه فارسا خلف عسكر يتقدمونه فأقبل على ابن عباس وقال: كنيتك أبو فلان غير الكنية المشهورة وقد أنسيت ما قَالَ ابن عباس كنيتي أبو فلان والشهيد فقال علي أبو فلان والشهيد أيضا فقال: نعم, سماني رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ وأجازهما عَبْد الملك بْن مروان ورأيت الأوزاعي رحمه اللَّه في المنام جالسا على رأس حشيش.
رأيت في المنام شيخنا مُحَمَّد بْن يحيى ليلة الخامس عشر من شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين كأنه أعطاني كمثراة وأنا أعتقد أنه أكلا ثلاثها وأتبرك بما أعطاني فقسمته قطعا وفرقته على جماعة من المتفقهة أعرفهم بأعيانهم وأكلت منه ورأيت قبل ذلك حين تم عليه ما تم بسبب الغز الخارجين بخراسان كأنه جالس في المدرسة النظامية في الموضع الذي كان يجلس فيه وأنا أظهر التأسف على ما أصابه فأقبل علي وقال لا تتأسف فقد كان ذلك قضاء قضى لنا ثم قرأ قوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} . وأعاد كلمة لنا مرتين فقال: لنا لنا ثم قَالَ: لا علينا.
قد سمعت مضمون هذه المناجات من لفظه غير مرة وفي كتب التعبير أن من رأى الصحابة أو واحدا منهم في الأحيا دلت رؤياه على أنه

(1/401)


ينال عزا وشرفا ويعلوا مرة وإن من رأى أبا بكر رضي اللَّه عنه حيا أكرم بالرأفة والرحمة والشفقة على عباد اللَّه تعالى وإن من رأى عمر رضي اللَّه عنه حيا أكرم بالصلابة في الدين والعدل في القول والفعل وإحسان السيرة بمن تحت أمره وإن من رأى عليا رضي اللَّه عنه حيا أكرم العلم ورزق في السخا والشجاعة والزهد.
فصل في كراماته
سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحِيمِ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ مَنْصُورٍ الْمُؤَذِّنَ يَحْكِي أَنَّ الْوَالِدَ رَحِمَهُ اللَّهُ خَرَجَ لِصَلاةِ الْعِشَاءِ فِي بَعْضِ اللَّيَالِي الْمُظْلِمَةِ وَأَنَا أَنْتَظِرُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَحَسِبْتُ أَنَّ فِي يَدِهِ سِرَاجًا فَتَعَجَّبْتُ مِنْهُ لأَنَّهُ مَا كانت يَعْتَادُهُ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ لَمْ أَجِدْ مَعَهُ شَيْئًا فَدَهِشْتُ ثُمَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ مَنْ بَعْدُ فَمَنَعَنِي مِنْ حِكَايَتِهِ وَإِفْشَائِهِ أُحْضِرْتُ وَأَنَا ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ تَقْرِيبًا مَجْلِسَ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فَجَرَى عَلَى عَادَتِهِ فِي بِنَاءِ الْمَجْلِسِ عَلَى الأَذْكَارِ وَالدَّعَوَاتِ وَذَكَرَ فَضْلَ الذِّكْرِ الَّذِي رَوَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عَلَّمَهُ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَهُوَ: "يَا أَوَّلَ الأَوَّلِينَ وَيَا آخِرَ الآخِرِينَ وَيَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينِ وَيَا أَرْحَمَ الْمَسَاكِينَ وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ".
هَذَا حَدِيثٌ يُرْوَى مُسْنَدًا عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ أَصَابَتْ عَلِيَّ بْنَ أبَيِ طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَصَاصَةٌ فَقَالَ لِفَاطِمَةَ: لَوْ أَتَيْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فسألته

(1/402)


فَأَتَتْهُ وَهُوَ عِنْدَ أُمِّ أَيْمَنَ فَدَقَّتِ الْبَابَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ لأُمِّ أَيْمَنَ: "أَنَّ هَذَا لَدَقُّ فَاطِمَةَ وَلَقَدْ أَتَتْنَا السَّاعَةَ مَا عَوَّدَتْنَا أَنْ تَأْتِينَا فِي مِثْلِهَا فَقُومِي فَافْتَحِي لَهَا الْبَابَ" فَفَتَحَتْ لَهَا الْبَابَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "يَا فَاطِمَةُ لَقَدْ أَتَيْتِنَا فِي سَاعَةٍ مَا عَوَّدْتِنَا أَنْ تأتينا في مثلها".
فقالت: يارسول اللَّهِ هَذِهِ الْمَلائِكَةُ طَعَامُهَا التَّهْلِيلُ وَالتَّسْبِيحُ وَالتَّمْجِيدُ فَمَا طَعَامُنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ مَا اقْتَبَسَ آلُ مُحَمَّدٍ نَارًا مُنْذُ ثَلاثِينَ يَوْمًا وَلَقَدْ أَتَتْنَا أَعْنُزٌ فَإِنْ شِئْتِ أَمَرْنَا لَكِ بِخَمْسِ أَعْنُزٍ وَإِنْ شِئْتِ عَلَّمْتُكِ خَمْسَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهُنَّ جِبْرَئِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ" قَالَتْ: بَلْ عَلِّمْنِي الْكَلِمَاتِ فَقَالَ: "قُولِي: يَا أَوَّلَ الأَوَّلِينَ وَيَا آخِرَ الآخِرِينَ وَيَا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتِينِ وَيَا أَرْحَمَ الْمَسَاكِينَ وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ" فَانْصَرَفَتْ فَدَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهَا: مَا وَرَاءَكِ قَالَتْ: ذَهَبْتُ مِنْ عِنْدِكَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَتَيْتُ بِالآخِرَةِ فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: خَيْرُ أَيَّامِكَ خَيْرُ أَيَّامِكَ.
فَحَفِظْتُ الْكَلِمَاتِ مِنْ لَفْظِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَلَمَّا أَمْسَيْنَا وَجَدْتُ كَسَلا فِي نَفْسِي وَتَقَاعُدًا عَنْ إِقَامَةِ وَظِيفَةِ التِّكْرَارِ وَشَغَلَنِي بَعْضُ مَنْ حَضَرَ دَارَنَا مِنَ الأَقَارِبِ فَعَزَمْتُ عَلَى أَنْ أَتَوَسَّلَ بِشَفَاعَةِ مَنْ حَضَرَ إِلَى الاسْتِيذَانِ فِي تَعْطِيلِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ ثُمَّ نَقَضْتُ ذَلِكَ الْعَزْمَ وَدَخَلْتُ بَيْتًا خَالِيًا فَصَلَيْتُ فِيهِ الْعِشَاءَ الآخِرَةَ وَدَعَوْتُ الله تعالى بالكلمات

(1/403)


الخمس وسألته تيسر مَا قَصَدْتُهُ فَلَمَّا جَاءَ وَقْتُ التِّكْرَارِ وَنَهَضْتُ لَهُ دَعَانِي الْوَالِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَسَارَّنِي بِمَا كُنْتُ أَطْلُبُهُ وَكَانَ تِلْكَ تَفَرُّسًا مِنْهُ.
زاحمه بعض أهل العلم في شيء من المناصب المختصة بأهل العلم بغيا منه فشق عليه ضبعيه ودعا عليه فلم يتمتع بعمره ولا بعلمه وانقطع نسله في مدة يسير.
حين كان يقوم بعمارة السور بما يوجهه الوزير قاضي المراغة رحمه اللَّه تكلم بعض المجازفين بما فيه يعنيه ولا يعنيه وبسط المقال فيه مسيئا فلم يلبث أن أصابته بشوم إسائته علل منكرة وذكر أنه أنشق جوفه ومات ميتة سوء واشتهر فيما بين من عرف حاله وسمع مقاله إن لحم فلان سمه يعنون أن لحوم العلماء مسمومة.
حمل جماعة من الجسورين الحسودين نساجا أبله على ذكره بالسوء مرارا في مجامع فأصابته عن قريب عاهات في بدنه وصار يسأل الناس في الطرق وعلى الأبواب مهانا.
فصل في نوادره وحسن محاوراته
أنه كان يكثر في محاورته التمثل بالأبيات ومصاريعها وبالأمثال السائرة وإيراد الأحاديث والآثار الجارية مجرى وقد علق بحفظي في الصبى كثير مما كان يورده ويستعمله واستيعابه مما يطول وكان الأفضل الحقائقي المعروف بالخاقاني مشهورا بأنه يكثر الكلام ولا يكله إلى من تلقاه من الملوك والوزراء والعلماء وسائر طبقات الناس كان يرد القول

(1/404)


سردا ويظهر الصعة استعارة وسجعا وتمثيلا وسمعت غير واحد أنه حين ألقى والدي رحمه اللَّه بتبريز ترك عادته فكان يكل الكلام إليه وإذا سكن سأله تبركا واستفادة منه وكان رحمه اللَّه جيد الفضل حاضر الجواب.
سمعته بقزوين كنا في درس الإمام مُحَمَّد بْن يحيى رحمهما اللَّه فجرى ذكر ملاحدة الروذبار وما بين أهل قزوين وبينهم من المعاداة الشديدة والمقاتلة والمناهبة فعلل بعض الحاضرين تلك المعادات بتزاحمهم على الماء والأرض لما بينهم من المجاورة وزعم أنها غير مبنية على أمر ديني بل سبيلهم سبيل الشيعة وسائر المبتدعة في البلاد إلا أن أهل قزوين يقبحون أمرهم فقلت في نفسي هذا مجلس غاص بأهل العلم الواردين من الأقطار المختلفة ولو اشتغلت بإيراده هم عليه من العقائد الخبيثة والمقالات الشنيعة على ما هو مودع في كتب الكشف لم يتسع الوقت والمجلس ثم لا يقع ذلك من الجاهل بحالهم والمرتاب موقع القبول ولا سبيل إلى الإهمال.
فقلت: بم تعرفون اللعين الحسن المعروف بالصباح فأطبقوا على أنهم يعرفونه بالزندقة والإلحاد والخروج عن دين الإسلام فقلت هؤلاء القوم يقولون نحن على عقيدته ومقالته فهل يتوقف في تكفير من هذا حاله فقالوا لا وانقطع الكلام وسمعته يقول كنا في حلقة الإمام مُحَمَّد بْن يحيى فدخل الحلقة سنور ورام الخروج فكان يدفع من أي وجه توجه إليه فرفع رجله وبال على الحاضرين فجرى على لساني من

(1/405)


غير قصد مني:
لقد ذل من بالت عليه الثعالب
فتبسم الحاضرون وكان رحمه اللَّه أصابه مرض شديد في بعض السنين وإذا تفكر في شأن العيال وصغرهم وضعفهم ازداد كربه فكان يردد هذه الآية: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} . ثم يقول لا إله إلا اللَّه ويشير إلى أن اللَّه تعالى ببركة القول السديد يكفي أمر الذرية الضعاف.
قد فسر القول السديد في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} . بكلمة لا إله إلا اللَّه لكن ترديده كان على سبيل التعبير عن المعنى المقصود بنظم القرآن لصحة تطبيقه عليه لا على أن ذلك المعنى تفسير الآية والأشهر من تفسيرها أنهم كانوا يقعدون عند المحتضر فيقولون أنظر لنفسك فإن أولادك لا يغنون عنك من اللَّه شيئا يرغبونه في الصدقة والوصية فيقدم الرجل ماله ويحرم أولاده وهذا قبل أن يحضر الوصية في الثلث.
فنهاهم اللَّه تعالى عن ذلك وقال: فليتقوا اللَّه إذا قعدوا عند المحتضر وليقولوا قولا عدلا وهو أن يخلف أكثر ماله لولده ويتصدق بالثلث فما دونه وقيل إن الآية وعظ للأوصياء والمعنى وليخش من لو ترك أولادا صغارا خاف الضيعة والفقر عليهم فليحسن إلى من في كفالته من اليتامى وليتق اللَّه في أمرهم ورأيت بخط الشيخ الإمام أبي بكر عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ الزبيري كتب إلى الإمام أبو الفضل الرافعي

(1/406)


من نيسابور وأنا ببغداد لأنشده شيخنا أبا المحاسن يوسف بْن عَبْد اللَّه الدمشقي في معنى يناسبه:
لو كان لي سعد لساعدتكم ... لكنني لست بذي سعد
فاستحسنه كل من بلغ
فصل في كيفية إقامته للعبادات واهتمامه بها
كان يحب النظافة في الثوب والبدن ويعجبه قول من قال أدب الظاهر وتطهره عنوان أدب الباطن وتطهيره ويحتاط في الاستبراء وربما أبطأ في الخروج من الخلا لذلك لا لإطالة الجلوس ويداوم على الإستياك خاصة عند الوضوء ويحافظ على آداب الوضوء وسننه سمعت أبا البركات الباذيني يقول لم أر في كثرة مخالطي أهل العلم صفرا وحضرا من يحافظ على تطويل الغرة1 في شدة البرد وفي المضائق العارضة مثل ما كان يحافظ عليها والدك.
كان يحب تجديد الوضوء ولا يؤدي المكتوبات إلا في الجماعة ويقيم الرواتب في البيت وربما صلى في أول الوقت فإذا حضر الجمع أعاد وكان له ورد من التطوعات في أول الليل وآخره ودعاء بكاء وتضرع في الوقتين وكان يكثر الإعتكاف وقراأة القرآن في شهر رمضان وربما أحضرنا في الليالي الطويلة فنقرأ معه دورا وكان أكثر ما سأله من اللَّه تعالى السعادة وحسن العافية ودوام العافية.
كان يحب أهل العبادة والصلاح ويكرمهم ويثني على أهل الخير والمتمسكين بآداب الشريعة ويزجر المفتونين وأصحاب السطح والطامات
__________
1 كذا.

(1/407)


ويحافظ على الآداب المنقولة والسنن المأثورة فيما يسنح من الأمور ويتعظ بالحوادث التي هي مظنة الاعتبار ويتذكر ويذكر نفسه بكل ما يرجو نفعه وكان نقش خاتمة من كمال المكارم اجتناب المحارم سمعته رحمه اللَّه يقول نقشت هذا علىالخام ليكون مذكرا ومنبها لي كلما نظرت إليه
فصل في لبسه الخرقة وتبركه به
تبرك رحمه الله بلبس الخرقة اقتدأ بمشائخ الطريقة وتشوفا إلى التزيي بزيهم والتسير بسيرتهم وتفألا بتعير الزي الطاهر لتبديل الأخلاق الذميمة فلبسها بمحضر جماعة من الأئمة والمشائخ بمدينة السلام في المحرم سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وشيخه فيها صدر المعالي أبو القاسم عَبْد الرحمن بْن طاهر بْن سعيد بْن فضل اللَّه سبط الشيخ أبي سعيد بْن أبي الخير وصحب صدر المعالي الشيخ أبا الفتح طاهر بْن أبي طاهر أباه وأخذ الخرقة منه وأبو الفتح صحب جده الشيخ أبا سعيد بْن أبي الخير وأخذ الخرقة منه والشيخ أبو سعيد لبس الخرقة من الشيخ أبي الفضل الحسن السرخسي.
كان لأبي الفتح قدم ثابت في التصوف وسافر الكثير ورجع إلى خراسان وكان أكثر مقامة بنيسابور وسمع بميهنة جده أبا سعيد وبنيسابور أبا القاسم القشيري وببسطام أبا الفضل السهلكي وبقزوين

(1/408)


أَحْمَد بْن الخضر خاموش وببغداد أبا الحسين بْن النقور توفي سنة اثنتين وخمسمائة.
كان الشيخ أبو سعيد تفقه على الخضري خمس سنين ثم بعد وفاته على القفال خمسا أخرى وقرأ الحديث والتفسير على الإمام أبي علي زاهر بْن أَحْمَدَ السرخسي ويروى عنه أنه قَالَ مررت في انصرافي من عند أبي علي زاهر بلقمان السرخسي وكان من عقلاء المجانين فرأيته يخيط خرقة على فروة له خلقة فنظر إلي فقال يا أبا سعيد أرى أن أخيطك مع هذه الخرقة على فروتي ثم قام وأخذ بيدي فمضى إلى خانقاه الشيخ أبي الفضل فدعاه وسلمني إليه وقال هذا منكم فتعهدوه وانصرف فأدخلني أبو الفضل الخانقاه وأجلسني في الصفة وأخذ جزأ واشتغل بمطالعته فخطر لي طلب ما في ذلك الجزء.
فقال الشيخ يا أبا سعيد تريد أن تعرف لم بعث الأنبياء بعثوا جميعا ليأمروا الخلق بأن يقولوا اللَّه فأمروا بها فسمعها سامعون وما زالوا يقولونها حتى صاروا هذه الكلمة واستغرقوا فيها حتى دخلت قلوبهم واستغنوا عن القول قَالَ أبو سعيد فأثر كلامه في قلبي ولم أنم تلك الليلة واستأذنت من الغد في الحضور عند الشيخ أبي علي لدرس التفسير فأذن فلما دخلت عليه كان ورد اليوم {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} . فانشرح صدري لأمور وظهر في تغير عظيم فتنبه له أبو علي وقال لي أين بت البارحة فقلت عند الشيخ أبي الفضل فقال: قم وعد إليه

(1/409)


فالرجوع منه إلى هذا حرام فلما رجعت إلى أبي الفضل ورأى ولهي وتحيري قَالَ لي:
مستك شدة أي همى ندانى بس وبيش
وكان للشيخ أبي سعيد نهضة بعد وفاة أبي الفضل إلى الشيخ أبي العباس القصاب بآمل والشيخ أبو الفضل السرخسي صحب أبا نصر السراج الطوسي ومنه خرقته وأبو نصر صحب أبا مُحَمَّد النيسابوري المعروف بالمرتعش ومنه لبس الخرقة وأبو مُحَمَّد صحب أبا القاسم الجنيد ولبس من يده الخرقة وصحب الجنيد السري والسري معروفا الكرخي ومعروف داؤد الطائي وداؤد حبيبا العجمي وحبيب الحسن البصري والحسن علي بْن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثم عنهم أجمعين ويذكر أن الشيخ أبا سعيد رحمه اللَّه توفي في شعبان سنة أربعين وأربعمائة وإن آخر ما سمع منه {لْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} . وهذه الرباعية مما كان يتمثل به:
آزادي وعشق چون بهم نامدر است ... بنده شدم ونهادم أزيك سو خواست
زين پس چنانكه دار دم دوست رواست ... گفتار وخصومت از ميانة برخاست
ورأيت بخط أبي بكر عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ الزبيري وسمعت صدر المعالي أبا القاسم يقول يوم إلباسة الإمام أبا الفضل الرافعي الخرقة من لا يلبس الخرقة في الظاهر فليلبسها في الباطن يريد فليتب وليرجع

(1/410)


إلى اللَّه تعالى.
كان والدي رحمه اللَّه يتكلم من علوم المشائخ ويوردها أحسن إيراد وقرأ عليه جماعة من أهل المعرفة في أسفاره الأخيرة الرسالة من الأستاذ أبي القاسم القشيري رحمه اللَّه قرأة تثبت واستفادة وهو يشرح لهم الفصل بعد الفصل بما يقضي الحاذقون منه العجب وسمعته يقول كان لي في زمان التفقه في السفر إزار واحد اصلي عليه وأتعمم به أحيانا وأجعله شعارا بالليل وأزر به في الحمام وأشد به إلى مأرب آخر ولا أنسى ما كنت أجده من اللذة في ذلك الانكسار والإقلال.
فصل في حليته
كان رحمه اللَّه تام القد أجيد مائلا إلى النحافة أصلع أبلج الحاجبين واسع الجبهة أكحل العين أشم دقيق الشفتين متراكب الأسنان لطيفها خفيف اللحية أسمر وهذه الهيات محمودة من الأكثر عند أهل التجربة وكانت الأسقام كثيرا ما تأتيه.
قد روى عن أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه عن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أن رجلا أتاه فقال: يا رسول اللَّه كبر سني وسقم جسدي وذهب مالي فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "لا خير في جسد لا يبتلى ولا خير في مال لا يزرأ منه وإن اللَّه إذا أحب عبدا ابتلاه وإذا ابتلاه صبره".
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه

(1/411)


وآله وسلم: "ما من مؤمن ولا مؤمنة يمرض مرضا إلا حط اللَّه عنه خطاياه". وعن عائشة رضي اللَّه عنها أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إذا اشتكى المؤمن أخلصه ذلك كما يخلص الكير خبث الحديد". وكان رحمه اللَّه قليل الغذاء.
في صحيح مسلم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى الطَّبَّاعِ عَنْ مَالِكٍ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ضَافَهُ ضَيْفٌ وَهُوَ كَافِرٌ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بِشَاةٍ فَحُلِبَتْ فَشَرِبَ ثُمَّ أُخْرَى فَشَرِبَ حَتَّى شَرِبَ حِلابَ سَبْعِ شِيَاهٍ ثُمَّ أَصْبَحَ فَأَسْلَمَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ بِشَاةٍ فَشَرِبَ حِلابَهَا ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِأُخْرَى فَلَمْ يَسْتَتِمَّ حِلابَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: "الْمُؤْمِنُ يَشْرَبُ فِي وَعَاءٍ وَاحِدٍ وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعِ أَمْعَاءٍ".
قَالَ الإمام الحليمي في معنى الحديث: اللائق بالكافر إكثارا لأكل لأنه لا يقصد إلا قضاء الشهوة والمؤمن يدع البعض لأنه حرام والبعض إيثارا به على نفسه ويدع التملؤ لئلا يثقل فينقطع عن العبادة ويدع البعض لفرط ما فيه من النعمة خيفة أن لا يقوم بشكره والبعض رياضة لنفسه والبعض لئلا يعتاده فيشتد عليه إذا لم يجده والمعاء في الحديث المعدة والمعنى أن الكافر يأكل أكل من له سبع أمعاء والمؤمن يأكل أكل من له وعاء واحد وقيل فيه غير ذلك.

(1/412)


عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أراد أن يشتري غلاما فألقى بين يديه تمرا فأكل الغلام فأكثر فقال رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "إن كثرة الأكل شؤم" وعن الربيع ابن سليمان قَالَ سمعت الشافعي رضي اللَّه عنه يقول ما شبعت منذ عشرين سنة.
فصل في ذكر أسفاره الأخيرة ومرضه.
اتفق له في آخر العهد سفر بقي فيه مدة خرج أولا إلى زنجان ثم إلى تبريز والمراغة ثم إلى خلاط وكان أكثر إقامته بتبريز وحملته على تلك السفرة أسباب أوحشته منها ما حقه الإخفاء ومنها ما لا فائدة في حكايته ولله تعالى أسرار يبرزها من وراء الأستار وقد انتفع أهل تلك البلاد برؤيته وروايته ودرايته وتبركوا بحضوره وسكنت به فتن وحقنت دماء واستدعى أهل كل بلدة منه أن يقيم عندهم وسعى ولاتهم ورؤساءهم في ارتباطه محكمين له فيما يبغيه لنفسه أو لذويه مما يليق بأهل العلم من المناصب فلم يجبهم.
رجع وهو عليل وكانت قد ظهرت في ساقه قرحة أيضا تندمل تارة وتعود أخرى ويتألم منها وامتدت علته بعد العود إلى الوطن قريبا من أربعين يوما وكان رحمه اللَّه يعرف أنه مقبوض ويذكر الحال لأولاده ولأقاربه في الأباعد ويوصي كلا منهم بما يريد وذكر لنا ولمن حضر من التواد صبيحة يوم في مرضه إني رأيت البارحة في

(1/413)


المنام أن رأس منارة الجامع قد سقط وهذا المنام مؤذن بالرحيل.
فخراب المنارة والمسجد في التعبير موت العالم وقد جربت ذلك في مناماتي وأبي أعد في أهل العلم وإن لم ألحق من جربت فيه منامي وبكى وأبكى من حضر والأمر في التعبير على ما حكى قَالَ المعبرون المسجد في النوم رجل عالم يجتمع الناس عنده في صلاح وخير وانهدام المسجد موت رئيس صاحب مسجد ودين والمنارة في النوم رجل يجمع الناس على خير ويدعوهم إليه وانهدامها موت ذلك الرجل وكان يردد على لسانه قبل وفاته بيومين أو ثلاثة:
أنا إن مت فالهوى حشو قلبي ... وبهذا الهوى يموت الكرام
يروى هذا البيت عن بعض المشائخ المعروفين في مثل هذه الحالة وكثيرا ما كان يقول في مرضه:
يار ما را به هيج برنكرفت ... وآنجه كفتيم هيج برنكرفت
بلغني أن الإمام عَبْد الرحمن الأكاف رحمه اللَّه تمثل في آخر عمره بهذا البيت وبآخر معه وهو:
برده ما دريده كشت وهنوز ... برده كار هيج برنكرفت
هكذا بلغني وكان الأحسن أن يقول:

(1/414)


برده أز روى كاراو أز روى خويش
ومصدره هذه التمثيلات الشوق البالغ والظن باصطناع اللَّه تعالى خواص عبيده أن يكشف لهم الحجب كما ركدت الحواس الظاهرة وانقطعت العلائق الدنيوية وقد يبدوا لهم في آخر الأمر تباشيره يقال أن الإمام أبا حامد الغزالي رحمه اللَّه قَالَ للحاضرين سحر ليلة وفاته هل طلع الفجر قالوا لا فقال أما فجر الغزالي فنعم.
فصل في وفاته رحمة اللَّه عليه
سحر ليلة الأربعاء السابع من شهر رمضان سنة ثمانين وخمسمائة وأثار فضل اللَّه ورحمته بادية عند وفاته وقت السحر على الإطلاق وقت نزول الرحمة واستنشاق نسيمها ووجدان روحها ولذلك تسكن الآلام حينئذ وشواهد ذلك في الأخبار والآثار لا يخفى وكان حسن الظن بالله تعالى مستعينا به فيما ومن يخلفه وفيما يتوجه إليه مستمدا من جميل صنعه وجزيل إحسانه.
كان يقول لأولاده يوم الثلاثاء وأكثرهم صغار أستودعكم اللَّه تعالى وهو حسبي نعم الوكيل ويقرأ قوارع القرآن في ذلك اليوم وتلك الليلة ثم لم يكلمنا بعد انتصاف الليل إلا أنه كان يسمع منه أحيانا ذكر اللَّه تعالى وكان العرق يتحدر من جبينه وفي الخبر المشهور أن المؤمن يموت بعرق الجبين ولما قضى نحبه رمى في وجهه انبساط وبريق كالشموع تزهر ودفن أول يوم الخميس وتفجع بوفاته الخواص والعوام

(1/415)


وعلت أصوات البكاء وأهملت الأسواق وعطلت الحوانيت واجتمع لتشييع نعشه والصلاة عليه طوائف الناس وصلوا عليه أفواجا.
سمعت الشيخ أبا المجد عَبْد الصمد بْن المحسن القضوي الصوفي يقول خرجنا في جماعة من الصوفية يومئذ لتشييع الجنازة وكان فيها صوفي من المتورعين المحتاطين ومن الفقراء المذكورين بحسن السيرة يقال له مسعود الأصبهاني فلما دخلنا المقابر ننتظر حضور الجنازة رأيناه قد تغير حاله وأصابته غشية ورعدة وأثرت حالته في كل واحد منا فلما سكن ما به سألنا عنه فقال رأيت حين أخرج النعش من الطاق عند باب المارستان سريرا نزل من السماء بحمله نفر ويزدهم عليه آخرون وأدخل الحفرة فسألت بعضهم عنه فقالوا هذا عمل الصالح هيء له يسكن إليه وتبكي عليه.
فصل فيما ظهر من الآثار الحميدة عند قبره
أما من حيث الصورة فمما لا يخفى أن المقابر العتيقة بقزوين منبوشة وقد يظهر عند الحفر في القبر لحود بعضها فوق بعض وأن عادة البلد جارية بتعظيم قبور أهل العلم ورفعها وأعلامها بما يميز عن سائر القبور ولم يتيسر عند دفنه مخالفة هذه العادة والجريان على قضية السنة لفساد الزمان وأهله فذكر الحفار أنه وجد في المدفن لحودا عتيقة بني بعضها فوق بعض وأنه عمق القبر حتى جاوزها جميعا وخلاها فوقه وذكر الأستاذ الذي بنى القبر أني نظرت في الموضع وبنيت القبر في الحال

(1/416)


لكن اللحود كثيرة وظاهر حالها الانهيار وتأثيرها في القبر بالاضطراب والاعوجاج إلا أن تناله بركته.
فيبقى على الاستقامة مدة هكذا أجري على لسانه وأنه بقي بحاله إلى اليوم وقد مضى قريب من خمس وثلاثين سنة لم يختل ولم يحتج إلى مرمة وتجصيص وأما من حيث المعنى فقد سمعت جماعة من أهل القرية المعروفة بدهك الملاصقة للمقابر وأخبرني رجالهم ونساؤهم أنهم يبيتون على سطوحهم فيرون الأنوار تظهر من قبره تجيء تارة وتذهب أخرى وربما طافت حول القبر.
سمعت غير واحد أنه زاره وسأل الله حاجته عند قبره فقضى اللَّه حاجاتهم وسمعت بعضهم أنه أهمه أمر فزار قبر الشيخ إبراهيم المعروف بستنبه وقبرا بحذاء قبره يقال أنه لبعض العلوية وقبر الأستاذ الشافعي ابن داؤد المقرىء وقبر الوالد رحمهم اللَّه ودعا اللَّه تعالى عندها فاستجاب دعاءه وكفاه ذلك المهم فاتخذ ذلك سنة وهذه القبور متقاربة بعض الصالحين من أهل المعرفة أنه يحضر عند قبره ويجعل معروفا الكرخي وصاحب القبر شفيعا إلى اللَّه تعالى في استنجاح الحوائج فينتفع بدعائه وقلت عقيب وفاته أرثيه رحمه اللَّه:
ما للنوائب لا حللن ومالي ... يحللن في بأس من الترحال
كسرت حناياها حنين كقدها ... قدى لما يرشقنه بنبال

(1/417)


ولو أتى الدهر الخؤن محرقا ... مضني كأني في عداد ذبال
لكنني لا نور في أمري وما ... بعد اشتعال الرأس حل قذالي
وصبا إلى رفض الأفاضل جانبا ... ما شاب شؤم دبورهم بشمال
وردوا على أذني عناق صدرهم ... لا يهتدي ليمين أو لشمال
كالخنفساء لأحبهم دهر غدا ... متنطفا بخطوبهم كنمال
حتى بطود العلم بان دبيبه ... ما للنمال وما لجر جبال
أودى أبو الفضل المعلى قدره ... أدوى نفوسا خبن من إبلال
حرموا من البحر الخضم فعندهم ... منه على هام بقايا الحال
كان الثمال لهم وللفتيا وما ... حال المصاب بعصره وثمال
إن كنت تنكر كونه بحرافها ... ألفاظه في الكتب فهي لاءل

(1/418)


لم يخل عن طرف اليمين يراعه ... والبحر ينبته على الأحوال
من لي كصدر يراعه في ضيقه ... لشفاء صدر شارح الأشكال
لولا تولد خطه منه لما ... نسبوا إلى خط قنا الأبطال
خط محاسنه معانيه ودع ... من خط فيه لرين قلب جال
واترك خطوطا منتهى تنميقها ... وشم البياض وهبه وشى غوالي
لم يخل في توليده أبكارها ... في العمر عن خبب وعن أرقال
وكذا يكون زمانه متقلقلا ... في السعي من يغد وكثير عيال
أسفرت يا سفرا ألم بشخصه ... عن وجه كل دجنة وضلال
وشهرت يا مرضا أقام بذاته ... عضبا لعل بأفظع الأهوال
لجمال فضلك خلت حالا باديا ... فأتى القضا وعم غم الخال

(1/419)


لم تحسب العينان أن يتعاينا ... عين الكمال تصيب عين جمال
حلت بساحته وساحة عينه ... لم يمتلىء من رؤية الأطفال
لفراق أَحْمَد مل يثرب ظاميا ... حبشية سقيا لقلب بلال
أنى يطيق بلال بابك أن يرى ... معناك يخلو عن عديم مثال
كلمى تذيب تلهفا مهج الورى ... أعني المعالي ناب حر مقالي
كالآل في الخفقان قلبي والصدى ... بحر العلوم ترفقا بالآل
كسر عرا أبناء رافع الذي ... بمكانك انتصبوا على الأحوال
فصل في خاتمة المختصر
لو رمت الإطناب والتطويل لوجدت في كل فصل إليه السبيل تارة بالبسط في العبارة وأخرى بالتصدير بالأخبار والآثار على عادة المحدثين وثالثة بالتذنيب بالشواهد والحكايات على رسم المترسلين لكني لا أحب الإسهاب فيما لا يختص بمقصود الباب وبالجملة فقد عاش

(1/420)


رحمه اللَّه حميدا في الغابرين وترك والحمد لله لسان صدق في الآخرين وكان في عصره بقزوين علماء وأكابر تزدان بهم المحاريب والمنابر.
كل منهم يرجع إلى محصول في علم الفروع والأصول يتبعون الحق ويتجنبون الهوى ويتعاونون على البر والتقوى ويتقوى بعضهم ببعض في كل بسط وقبض ورفع وخفض ورفض ونفض لا يتقاطعون ولا يتدابرون على ما ينوبهم يتصابرون يحيون أخدانا ويموتون إخوانا وأما الآن فقد خلت الديار وعفت الآثار ولم يبق سيار ولا طيار ولا في الدار ديار وكانوا فأبينوا وامتلئت الأعين منهم فعينوا وكأنهم وعصرهم أراد من قَالَ فأجاد:
من ذا أصابك يا قزوين بالعين ... ألم تكوني زمانا قرة العين
ألم يكن فيك قوم طاب صحبتهم ... وكان قربهم زينا من الزين
صاح الزمان بهم بالبين فانقرضوا ... ماذا لقيت بهم من لوعة البين
استودع اللَّه قوما ما ذكرتهم ... إلا تحدر ماء العين من عيني
كانوا ففرقهم دهر وصدعهم ... والدهر يصدع ما بين المحبين

(1/421)


وقال القاضي صاعد بْن مُحَمَّد بْن إبراهيم القزويني رحمة اللَّه عليه:
سقى اللَّه أياما بقزوين قد مضت ... إذ العيش غض والحبيب قريب
وإذ أنا ما بين الأحبة سالم ... وثوب حياتي بالشباب تشيب
تذكرت ما قَالَ ابن حجر صبابة ... وللوجد ما بين الفؤاد لهيب
أجارتنا أنا غريبان هاهنا ... وكل غريب للغريب نسيب
فإن تصلينا فالمودة بيننا ... وإن تقطعينا فالغريب غريب
فصل
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن إبراهيم أبو عمر البرزي الفقيه من بيت العلم والحديث وكتب وسمع وعلق الكثير سفرا وحضرا سَمِعَ أَبَا نَصْرٍ الْفَرُّخَانَ بْنَ أَحْمَدَ الْفَقِيهَ سَنَةَ ثمان وثلاثين وأربعمائة وَأَبَا الْفَرَجِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الطَّيْبِيِّ سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلاثِينَ وأربعمائة وَأَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ مَخْلَدٍ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وأربعمائة وَسَمِعَ لِهَذَا التَّارِيخِ لِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيِّ الإِمَامِ مِنَ الْحَافِظِ أَبِي يَعْلَى الْخَلِيلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَسَمِعَ مِنْهُ وَمِنَ الْفَرُّخَانِ الْفَقِيهِ مِنْ جَامِعِ حَمَّادِ بْنِ سلمة بروايتهما

(1/422)


عن علي بْن أَحْمَدَ بْن صَالِحِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ يُوسُفَ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ أَنَّ أَمَةً لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ كَانَ لَهَا اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْعَجَمِ فَسَمَّاهَا عُمَرُ جَمِيلَةً.
فَأَبَتْ فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بَيْنِي وَبَيْنَكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ فَأَتَيَاهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "أَنْتِ جَمِيلَةٌ" فَقَالَ: خُذِيهَا عَلَى رَغْمِ أَنْفِكِ, وسمع الفرخان بْن أَحْمَدَ ثنا أبو الفرج المعافى بْن زكريا ثنا أبو القاسم الكوكبي حدثني مُحَمَّد بْن إبراهيم ابن أبي مريم أخبرني يحيى بْن أكثم قَالَ قدم رجل ابنا له إلى بعض القضاء لحجر عليه فقال فيما قَالَ القاضي: أصلحك اللَّه إن كان يحسن آيتين من كتاب اللَّه فلا يحجر عليه فقال له القاضي اقرأ فقال الفتى:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر
فقال أبوه: أن قرأ آية أخرى فلا تحجر عليه فحجر القاضي عليهما جميعا وأجاز له مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن زيتارة سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن إبراهيم المرزي أبو سالم سمع بقراأة أبيه غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بْن سلام من أبي مُحَمَّد الحسن بْن جعفر الطيبي الفقيه بسماعه من أبي الحسن القطان وسمع فضائل القرآن لأبي عبيد من الزبير بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الزبيري سنة خمس وأربعمائة.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن باكويه الشيرازي أبو عبد الله الصوفي

(1/423)


وقد يسمى أَحْمَد شيخ معروف من الصوفية الجوالين المكثرين من كلام المشائخ وحكاياتهم وسمع الحديث الكثير ورد قزوين وسمع بها قَرَأْتُ عَلَى أُمِّ الْعَلاءِ عَاتِكَةَ بِنْتِ الْحَافِظِ أَبِي الْعَلاءِ الْعَطَّارِ رَحِمَهُمَا اللَّهُ أَنْبَأَ عَبْدُ الأَوَّلِ عِيسَى بْنُ شُعَيْبٍ أَنْبَأَ أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَحْمَدَ الثقفي الصوفي سنة سبعين وأربعمائة أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْنِ بَابَوَيْهِ حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ثَابِتٍ الْبَغْدَادِيُّ بِقَزْوِينَ ثَنَا أبو بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْنِ إِسْحَاقَ الدِّينَوَرِيُّ السُّنِّيُّ بِالرَّيِّ.
أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ قُتَيْبَةَ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُزَاحِمِ بْنِ يوسف بن سماك بن يحبى الْكَتَّانِيُّ ثَنَا أَبِي عَنْ جَدِّي يُوسُفَ ثَنَا عِيَاضُ بْنُ أَبِي قِرْصَافَةَ قَالَ قَالَ أَبُو قِرْصَافَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: "يَا عَائِشَةُ لا تَتَكَلَّفِي لِلضَّيْفِ فَتَمَلِّيهِ وَلَكِنْ أَطْعِمِيهِ مِمَّا تَأْكُلِينَ".
أنبأنا والدي رحمه اللَّه وآخرون عن جامع السقا أنبأ الشيخ أبو علي الفضل بْن مُحَمَّد الفارمذي1 ثنا شيخ الطريقة الجوال في الآفاق الفقير إلى الملك الجبار أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن باكويه الصوفي الشيرازي إملاء نبأ أبو إسحاق إبراهيم بْن أَحْمَدَ القزويني بها سمعت أبا بكر بْن برد الأبهري قَالَ دخلت على أبي بكر بْن طاهر صاحب الجنيد ورأيته كواله وله أيام لم يتكلم ولم يتناول شيئا فقلت له: يا سيدي لو تفضلت وزودتني
__________
1 فارمذ قرية عند مشهد الرضا عليه السلام في ناحية ظوس بخراسان.

(1/424)


بشيء أتقوى به في هذه السفرة فأنشأ يقول:
ذكرتك لا أني نسيتك لمحة ... وأضعف ما في الذكر ذكر لساني
فكدت بلا موت أموت صبابة ... وهام إليك القلب بالطيران
ولما رآني الوجد أنك حاضري ... وإنك موجود بكل مكان
فخاطبت موجودا بغير تكلم ... وشاهدت مشهودا بغير عيان
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن الحسن بْن علي بْن سعد أبو الفتاح البرزي القزويني سمع أبا الفتح الراشدي سنة أربع عشرة وأربعمائة صحيح البخاري أو بعضه وسمع مواعظ الحسن البصري من الحسن بْن سعيد بْن كثير بروايته عن مُحَمَّد بْن حيوة بْن المؤمل ثنا إبراهيم بْن ديزل ثنا شاذ بْن الفياض ثنا أبو عبيدة الناجي سمعت الحسن بْن أبي الحسن البصري يقول حادثوا هذه القلوب إلى آخرها.
أَنْبَأَ الْقَاضِي عَطَاءُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ كِتَابَةً أَنْبَأَ الْقَاضِي أَبُو الْمَحَاسِنِ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَبِي الفتح بن ماك أنبأ أبا الْفَتَّاحِ الْمَرْزِيُّ أَنَا جَدِّي الْحَسَنُ ابن عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَيْوَةَ بِهَمْدَانَ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا الْحَكَمُ ثَنَا فُرَاتٌ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ

(1/425)


نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ أَنْ يَتَخَلَّى الرَّجُلُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ الْمُثْمِرَةِ وَنَهَى عَنِ النَّمِيمَةِ وَالاسْتِمَاعِ إِلَى النَّمِيمَةِ.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن إسماعيل بْن إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن جعفر بْن أبي طالب من أكابر الأشراف المتعرضين إلى الأعمال الجليلة قتله عَبْد اللَّه بْن عزيز بين الري وقزوين وهو موصوف بالفضل.
مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بكر بْن عَبْد الغني الشيبي أبو بكر البابي شيخ صوفي وفقيه وواعظ ورد قزوين زائرا سمع أبا حفص عمر بْن علي بْن الحسن البلخي ومحمد بْن أبي النجيب الخازن والأمير أبا منصور العبادي وشيخ الشيوخ عَبْد الرحيم بْن إسماعيل ولقيته بتبريز وَحَدَّثَنِي عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْن إسماعيل بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنْبَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الأَنْمَاطِيُّ.
قَالَ: أَنْبَأَ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ أَنْبأَ أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ ثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ ثَنَا حفص بن أبي داؤد عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "أَوَّلُ مَنْ أَشْفَعُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أُمَّتِي أَهْلُ بَيْتِي ثُمَّ الأَقْرَبُ وَالأَقْرَبُ ثُمَّ الأَنصَارُ ثُمَّ مَنْ آمَنَ بِي وَاتَّبَعَنِي ثُمَّ الْيَمَنُ ثُمَّ سَائِرُ الْعَرَبِ ثُمَّ الأَعَاجِمُ وَمَنْ أَشْفَعُ لَهُ أَوَّلا أَفْضَلُ".
مُحَمَّد بْن عبد الله بن جعفر القارىء الصوفي أبو الفضل القزويني كان يعرف بسمى النبي سمع علي بْن أَحْمَدَ بْن صالح وأقرانه روى عنه أبو سعد السمان الحافظ في معجم شيوخه وقال ثنا أبو الفضل هذا

(1/426)


بِقَزْوِينَ فِي مَسْجِدِ مُرَادٍ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ المقرىء ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ الْحَارِثِ ثَنَا سُلَيْمُ بْنُ الْحَكِيمِ ثنا إسماعيل بن داؤد الْمِخْرَاقِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَشْبَهِ صَلاةٍ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآهل وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الْفَتَى يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الحسن النهاوندي سمع بقزوين التلخيص لأبي مَعْشَرٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ عَبْدِ الصمد الطبري من الأستاذ أبي إسحاق الشحاذي سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن زاذان الزاذاني سمع مع أخيه زاذان بْن عَبْد اللَّه بْن أبي الحسن القطان في الطوالات له ثَنَا حَازِمُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ الْمُسْتَمْلِيُّ ثَنَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمٍ أَبُو المنذر القارىء أخبرني عاصم ابن بَهْدَلَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ كِلْدَةَ الْبَكْرِيِّ قَالَ أَرَدْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ الرَّبَذَةَ فَاستْصَحَبَتْنِي عَجُوزٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَحَمَلْتُهَا مَعِي إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَدَخَلْتُ مَسْجِدَهَا.
فَإِذَا أنا بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ وَبِلالٌ قَائِمٌ مُتَقَلِّدُ السَّيْفَ فَإِذَا رَايَاتٌ سُودٌ تَخْفِقُ فَقَعَدْتُ حَتَّى فَرَغَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ خُطْبَتِهِ فَلَّمَا فَرَغَ قَالَ لمن كان إلى جنبه

(1/427)


مَا هَذِهِ الرَّايَاتُ السُّودُ قَالُوا: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَدِمَ مِنْ غَزَاةِ ذَاتِ السَّلاسِلِ فَفَرِحَ الْمُسْلِمُونَ بِذَلِكَ فَرَحًا شَدِيدًا وَالزَّاذَانِيَّةُ قَبِيلَةٌ بِقَزْوِينَ كَانَ فِيهِمْ أَئِمَّةٌ كِبَارٌ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ وَالْمُتَأَخِّرِينَ يأتي ذكرهم في تراجمهم إن يسر اللَّه تعالى.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن سعدويه سمع أبا عمر بْن مهدي بقزوين سنة سبع وتسعين وثلاثمائة جزءا من حديث أبي مُحَمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إسحاق المصري برواية ابن مهدي عنه وفي الجزء ثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ ثَنَا عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ خَالِدٍ ثَنَا زُهَيْرٌ يَعْنِي ابْنَ مُعَاوِيَةَ ثَنَا ابْنُ أَبِي يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَهْدَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فِي الْحَجِّ مِائَةَ بَدَنَةِ نَحَرَ مِنْهَا بِيَدِهِ سِتِّينَ وَأَمَرَ بيقيتها فَنُحِرَتْ ثُمَّ أَخَذَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِضْعَةً فَجُمِعَتْ فِي قِدْرٍ فَطُبِخَتْ فَأَكَلَ مِنَ اللَّحْمِ وَحَسَا مِنَ الْمَرَقِ قَالَ زُهَيْرٌ: قُلْتُ لابْنِ أَبِي لَيْلَى: لَيَكُونُ قَدْ أكل منها كلها قال: نعم.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان سمع أبا علي الحسن بن علي الطوسي في القراآت لأبي حاتم السجستاني: {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ} . بكسر السين مجاهد ونافع وأبو عمرو والكسائي ويروى أن لغة النبي صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ كسر السين في كلامه وقرائته وعن مُحَمَّد بْن المنكدر عن جابر أنه سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يقرأ: {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} . بكسر السين وقرأ يحسبهم بفتح السين أبو جعفر والأعمش وعاصم وحمزة والقياس حسب يحسب بالفتح والكسر لغة أهل الحجاز وفعل بفعل لا يوجد إلا في أحرف قليلة.

(1/428)


مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الجبار أبو عَبْد اللَّه الجيلي الخالدي من أولاد خالد بْن الوليد سيف اللَّه كان يعرف أبوه بأمير وجده بوخسوان فبقي لهما لقبين وسمي هذا عَبْد اللَّه وذاك عَبْد الجبار شيخ من الأعزة المتورعين المحتاطين سافر كثيرا على سبيل الزيارة والاعتبار كما يفعل السالكون وتحمل في المجاهدات والرياضات المتاعب والأخطار وانكشفت له الحقائق والأسرار وله كلام في علوم المعرفة ومجاميع ينتفع ويتبرك بها وأقام بقزوين مدة في الجامع في الصف المقدم ثم انتقل إلى اشتربين من قرى قزوين وبقي هناك سنين يزرع ويطعم من ربعه الزائرين والسائلة من الفقراء وغيرهم ويرتفق به الخلق الكثير.
ثم عاد إلى قزوين وهو مقيم بها الآن وسمع الحافظ أبا موسى المديني أحاديث سنة ثمانين وخمسمائة منها حديثه عن أبي علي الحداد قَالَ أَنْبَأَ أَبُو بَكْرٍ محمد بن علي الجورداني المقرىء ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عيسى ابن داؤد بْنِ عِيسَى بِالرَّقَّةِ ثَنَا أَبِي ثنا جدي داؤد بْنُ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عِيسَى ابن عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "إن صدقة السر مطفىء غَضَبَ الرَّبِّ وَأَنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمْرِ وَأَنَّ صَنَائِعَ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ وَأَنَّ قَوْلَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهَ تَدْفَعُ عَنْ قَائِلِهَا تِسْعَةً وَتِسْعِينَ بَابًا مِنَ الْبَلاءِ أَدْنَاهَا الْهَمُّ".
سمع بقزوين زاد العابدين للكاشغري عن عَبْد اللَّه بْن إسماعيل

(1/429)


الجرجاني بروايته عن أبي غانم أَحْمَد بْن عمرويه العمروي عن هبة اللَّه الزاذاني عن أبي الحسام الطبري عن المصنف.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد العزيز الرازي أبو بكر يروي عن أبي بكر ابن خلاد قدم قزوين وحدث بها رأيت بخط بعض الثقات السالفين ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّه بْن عَبْد العزيز قدم قزوين قَالَ: سمعت أبا بكر أَحْمَد بْن يوسف بْن خلاد سمعت موسى بْن عبيدة السكري يقول سعى رجل بجعفر بْن مُحَمَّد1 إلى أبي جعفر بأنه نال منك. وقال: فيك فأحضر جعفر قَالَ: جعفر معاذ اللَّه فقال الساعي: بلى نلت من أمير المؤمنين وقلت فيه: كذا وكذا فقال جعفر: حلفه بالله يا أمير المؤمنين ثم أفعل ما شئت فحلف الرجل فقال له جعفر إن حلفت كاذبا أخرج اللَّه منك كل قوة أعطاك فقال نعم فقام الرجل من ساعته أعمى أصم أشل أعرج وخطا خطوتين وارتعد وسقط ومات.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن علي التككي أبو طاهر سمع ميسرة بْن علي ويروى عنه مُحَمَّد بْن الحسين بْن عَبْد الملك البزاز في فوائده فقال: أَنْبَأَ أَبُو طَاهِرٍ هَذَا ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبَّادٍ ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عن مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَبِي رَافِعٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عليه وآله وسلم قَالَ لعمار: "تقتلك الفئة الباغية"
__________
1 هو الامام أبو عبد الله جعفر بْن مُحَمَّد بْن علي بن الحسين عليهم السلام أشيخصه المنصور إلى العراق وقصته في ذالك مشهورة.

(1/430)


مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عيسى الساوي أبو بكر سمع من الشيخ إسكندر الخيارجي بقزوين كتاب يوم وليلة لأبي بكر السني.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّه بْن العباس بْن عَبْد المطلب أبو عَبْد اللَّه المهدي أمير المؤمنين دخل قزوين غازيا ومرابطا وبويع سنة ثمان وخمسين ومائة وأمه أم موسى بنت منصور الحميرية وذكر أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد عند ذكره أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ ثنا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاتِمٍ الْمُرَادِيُّ ثنا نعيم ابن حَمَّادٍ ثنا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ ثنا سُفْيَانُ وَزَائِدَةُ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْمَهْدِيُّ يُوَاطِي اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي". كَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ.
قَالَ الخليل الحافظ في التاريخ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أحمد ابن حَنْبَشٍ الْخَوْلانِيُّ بِالرَّيِّ ثَنَا خَالِدُ بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ حَدَّثَنِي أَبِي أحمد بن محمد حدثني أبي محمد بن يحيى حدثني أبي يحيى ابن حَمْزَةَ قَاضِي دِمَشْقَ قَالَ: صَلَّى بِنَا الْمَهْدِيُّ فَجَهَرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَقُلْتُ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وسلم كان يجهر بتا.
في تاريخ أبي بكر الخطيب أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الطاهري ثنا علي بْن عَبْد اللَّه بْن المغيرة الجوهري ثنا أَحْمَد بْن سعيد الدمشقي ثنا الزبير

(1/431)


ابن بكار أخبرني يونس بْن عَبْد اللَّه الخياط قَالَ دخل ابن الخياط المكي على أمير المؤمنين المهدي وقد مدحه فأمر له بخمسين ألف درهم فلما قبضها فرقها على الناس وقال:
قبضت بكفي كفه أبتغي الغنى ... ولم أدر أن الجود من كفه يعدي
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى ... أفدت وأعداني فبددت ما عندي
فنمى به إلى المهدي فأعطاه بدل كل درهم دينارا أنبأنا والدي رحمه اللَّه عن سعد بْن مُحَمَّد الدقاق عن أبي منصور محمود بن إساعيل الصيرفي أنبأ أبو الحسين بْن فادشاه أنا سليمان بْن أَحْمَدَ الطبراني ثنا إبراهيم بْن جميل الأندلسي ثنا عمر بْن شبة قَالَ: كانت للمهدي جارية يحبها حبا شديدا وكانت شديدة الغيرة عليه في سائر جواريه فتغتاض عليه وتؤذيه فقال فيها:
أرى ماء وبي عطش شديد ... ولكن لا سبيل إلى الورود
أراح اللَّه من بدني فؤادي ... وعجل بي إلى دار الخلود
أما يكفيك أنك تملكيني ... وأن الناس كلهم عبيدي

(1/432)


وأنك لو قطعت يدي ورجلي ... لقلت من الرضا أحسنت زيدي
يحكي أنه هبت في بعض أسفار المهدي ريح شديدة هتكت الإطناب وقطعت الأسباب فلفي بجبهته التراب وقال اللهم احفظنا بنبيك مُحَمَّد ولا تشمت بنا الأعداء من الأمم اللهم إن كنت أخذت عبادك مجرمين فهذه ناصيتي بيدك فزالت الريح لوقتها وسكنت مات المهدي سنة تسع وتسعين ومائة وهو ابن ثلاث وأربعين ورأيت في جمل ما رثى رحمه اللَّه.
رحن في الوشي وأصبحن عليهن المسوح ... كل نطاح من الدهر له يوم نطوح
لست بالباقي وإن عمرت ما عمر نوح ... فعلى نفسك نح إن كنت لا بد تنوح
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أبي زرعة القاضي القزويني قَالَ الخليل الحافظ: كان من أقراننا سَمِعَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صالح ومحمد بْن الحسن بْن فتح وببغداد ابن شاهين والدارقطني وبالبصرة ابن زحر وبالأهواز أَحْمَد ابن عبدان الحافظ سمع منه تاريخ البخاري وذكر الخليل في التاريخ أنه توفي سنة ثمان وأربعمائة وفي الإرشاد سنة تسع وأربعمائة لم يعقب وسلفه أئمة مشهورون أما جده أبو زرعة فقد سبق ذكره وأما الآخرون فسيجيء أسماؤهم في مواضعها.
مُحَمَّد بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد اللَّه الميمني سمع بقزوين أبا بكر

(1/433)


مُحَمَّد بْن الحسين الجالوسي1 سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الموفق الموفقي أبو الحسن الفقيه سمع القاضي عَبْد الجبار بْن أحمد وعلي بن أحمد المقرىء وَرَوَى عَنْهُ أَبُو سَعْدٍ السَّمَّانُ الحافظ في معجم شيوخه فقال أنا أبو الحسن محمد ابن عبد الله الموفقي العدل بقراأتي عَلَيْهِ فِي جَامِعِ قَزْوِينَ ثَنَا أبو الحسن علي بْن أَحْمَدَ المقرىء ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: "لا يقبل صَلاةً إِلا بِطَهُورٍ وَلا صَدَقَةٍ مِنْ غُلُولٍ".
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد البغدادي ثم الساوي أقام بقزوين مدة يذكر وكان له حفظ وجرى في التذكير ومعرفة الأشعار والأمثال والحكايات وتوفي بقزوين وسمع بها الحديث من القاضي أَحْمَد بْن الحسين وفيما سمع حديثه عن أبي علي الحسن بْن أَحْمَدَ الموسياباذي أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ أَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بن صالح المقرىء قَالا: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ ثَنَا عِصَامُ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "إن الله تعالى جعل كل شَيْءٍ آفَةٌ تُفْسِدُهُ وَأَعْظَمُ آفَةٍ تُصِيبُ أُمَّتِي حُبُّهُمُ الدُّنْيَا وَجَمْعُهُمُ الدينار
__________
1 جالوس بالجيم الفارس بلد معروف بناحية طبرستان قرب البحر وهى من أنزه البلاد وأظيبهأ.

(1/434)


وَالدِّرْهَمِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِمَّنْ جَمَعَهَا إِلا مَنْ سَلَّطَهُ اللَّهُ عَلَى هَلَكَتِهَا فِي الْحَقِّ".
مُحَمَّد بْن عبد الله بن حمونة أحمد الفقهاء المذكورين واستقضى بقزوين سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة أو قريبا منها وفي مجموع التواريخ أنه توفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن ميمون سمع جزأ من أَحْمَد بْن مُحَمَّد الذهبي بقزوين مع أبي الحسن القطان.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يزداد الرازي أبو بكر الخباز سمع بقزوين حمويه بْن يونس أملى الشيخ والفقيه أبو القاسم علي بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسحاق بْن إبراهيم البزاز البخاري ببلخ سنة سبع وأربعمائة حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزْدَادَ إِمْلاءً سنة إثنتين وخمسين وثلاثمائة حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ حَمُّوَيْهِ بْنُ يُونُسَ بِقَزْوِينَ حَدَّثَنِي الزِّيَادِيُّ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ دَنَا مِنْ سَبَاطَةِ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا فَكُنْتُ أَتَنَحَّى فَقَالَ لِي: "ادْنُ مِنِّي" فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى قُمْتَ عِنْدَ عَقِبَيْهِ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الأصبهاني أبو بكر نزيل قزوين سمع أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن يزيد بْن ماجة وسمع أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الحجاج البزاز سنة ثلاث وثمانين ومائتين وسمع أبا عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نصر الطوسي مع أبي الحسن القطان يقول في إملائه سنة سبع وثلاثمائة ثنا الحسن ابن عَرَفَةَ الْعَبْدِيُّ إِمْلاءً حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أُخْتِ سُفْيَانَ الثوري

(1/435)


عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَأَلَنَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ فَقُلْنَا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ حَدِّثْنَا مَاذَا رَأَيْتَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِكَ؟ قَالَ: "أَتَيْتُ بِدَابَّةٍ هِيَ أَشْبَهُ الدَّوَابِّ بِالْبَغْلِ.." وَذَكَرَ الْحَدِيثَ الطويل والمعراج.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه أبو جعفر المؤدب سمع الصحيح للبخاري أو بعضه من أبي الفتح الراشدي سنة أربع عشرة وأربعمائة وفيما سَمِعَ حَدِيثَهُ عَنْ خَلادِ بْنِ يَحْيَى ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ وَالأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنُؤَاخَذُ بِمَا عَمِلْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟ قَالَ: "مَنْ أَحْسَنَ فِي الإِسْلامِ لَمْ يُؤَاخِذُ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَنْ أَسَاءَ فِي الإِسْلامِ لأُخِذَ بِالأَوَّلِ وَالآخِرِ".
مُحَمَّد بْن عَبْد الطاليخوني الأصبهاني سمع من إبراهيم بْن حمير الصحيح من الإمام مُحَمَّد بْن إسماعيل بتمامه بقزوين.
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الطبري الكاتب سمع أبا مُحَمَّد الطيبي الفقيه سنة خمس وأربعمائة.
مُحَمَّد بْن أبي عَبْد اللَّه بْن سماك سمع فضائل قزوين للخليل الحافظ من أبي سليمان أَحْمَد بْن حسنويه الزبيري سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
فصل
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْد العزيز أبو نصر البخاري فقيه كان قاضيا بقزوين سنة ثمان وستين وأربعمائة وكان ينوب عنه القاضي أبو الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بن ماك.

(1/436)


مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّد أبو عَبْد اللَّه الشهاذي المقرىء أخو الأستاذ إبراهيم الشهاذي أجاز له رواية مسموعاته أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الأنماطي بمكة سنة أربع وسبعين وأربعمائة وسمع تفسير مقاتل من أبي العباس أَحْمَد بْن أبي بكر المشكاني1 سنة اثنتي وسبعين وأربعمائة وسمع أبا زيد الواقد بْن الخليل الخليلي في الطوالات لأبي الحسن القطان بروايته عَنْ أَبِيهِ الْخَلِيلِ عَنِ ابْنِ سُوسَةَ عَنِ الْقَطَّانِ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ ثَنَا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بِنْ عَبْدِ الْمُطِّلِبِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَمْشِي عُرْيَانًا".
مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن مُحَمَّد أبو جعفر الشحاذي سبط المذكور أولا سمع عم أبيه إبراهيم بْن عَبْد الملك الشحاذي أجزاء منشورة سنة ست وعشرين وخمسمائة وفيها ثنا أبو منصور المقومي أنا أبو الفتح الراشدي ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّه البجلي الرازي سمعت أبا علي الثقفي بنيسابور يقول صنفت كتابا وكان يعز علي ذلك الكتاب فطلبه مني بعض إخواني فمنعته فألح علي وأنا أمنع فرأيت فيما يرى النائم كأن العلم يكلمني ويقول لا تمنعني من الناس فإني بنفسي ممتنع من غير أهلي وقال البجلي أنشدني عتبة الغسال:
يلاحظني فيعلم ما بقلبي ... وألحظه فأعلم ما يريد
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ المعافا بْن الفضل أبو عَبْد اللَّه القزويني
__________
1 وجاء أيضا المشكاني بالتاء المنقوطة

(1/437)


جد القاضي عَبْد الملك فقيه شاعر أديب فاضل ملاء إهابه له الرسائل البليغة والشعر المتين والفضل المبين وفي آبائه قضاة وفضلاء وفقهاء منعوتون وسمع الحديث رأيت بخط القاضي عَبْد الملك بن أحمد بن محمد ابن عبد الملك وقد أنبأنا عنه غير وَاحِدٌ سَمِعْتُ جَدِّي مُحَمَّدُ بْنَ عبد الملك ابن الْمُعَافَى يَقُولُ حَدَّثَنِي وَالِدِي حَدَّثَنِي وَالِدِي الْمُعَافَى حَدَّثَنِي وَالِدِي الْفَضْلُ حَدَّثَنِي وَالِدِي عَوْنٌ حَدَّثَنِي وَالِدِي الْمُعَافَى حَدَّثَنِي وَالِدِي زَكَرِيَّا حَدَّثَنِي وَالِدِي حُبَيْشٍ عَنْ وَالِدَهُ الْمُعَافَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: "طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ".
بِهِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ بَنَى مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ". وَبِهِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ عَجْرَدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ أَكْثَرَ جُنْدِ اللَّهِ فِي الأَرْضِ الْجَرَادُ وَأَنَا لا آكُلُهُ وَلا أُحَرِّمُهُ". وَأَنْبَأَ عَنِ الْقَاضِي عَبْدِ الْمَلِكِ سَمِعْتُ الشَّيْخَ الجد سمعت المعافا بْنَ زَكَرِيَّا يَقُولُ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ ثَنَا جَرِيرُ بن أحمد بن أبي داؤد سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مَأْمُونٍ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ:
قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى: ثَلاثَةٌ مُوَكَّلٌ بها ثلاثة بحاهل الأيام على

(1/438)


ذَوِي الآدَابِ الْكَامِلَةِ وَاسْتِيلاءُ الْحِرْمَانِ عَلَى الْمُتَقَدِّمِ فِي صَنْعَتِهِ وَمُعَادَاةُ الْعَوَامِّ لأَهْلِ الْمَعْرِفَةِ ورأيت بخط القاضي عَبْد الملك أنشدني جدي مُحَمَّد ابن عَبْد الملك لأبي تمام حبيب بْن أوس الطائي يمدح جدنا القاضي بنصيبين حبيش بْن المعافى في قصيدة أولها:
نسائلها أي المواطن حلت ... وأي ديار أوطنتها وأية
وماذا عليها لو أشارت فودعت ... إلينا بأطراف البنان وأومت
وما كان إلا أن تولت بها النوى ... فولى عزاء القلب لما تولت
فأما عيون العاشقين فأسخنت ... وأما عيون الشامتين فقرت
إلى أن قَالَ:
تعشقتها والليل ملق جرانه ... وجوزاؤه في الأفق لما استقلت
إلى خير من ساس الرعية عدله ... ووطد أعلام الهدى فاستقرت
حبيش حبيش بن المعافا الذي به ... أمرت حبال الدين حتى استمرت

(1/439)


له كل يوم شمل مجد مؤلف ... وشمل ندى بين الصفاة مشتت
ومنها:
إذا ما حلوم الناس حلمك وأزنت ... رجحت بأعلام الرجال وخفت
إذا ما يد الأيام حلت بنانها ... إليك بخطب لم ينلك وسلت
إذاما امتطينا العيس نحوك لم نخف ... عثارا ولم نخش اللتيا ولا التي
أيضا لجدي مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن المعافى من قصيدة:
سقى الجيرة النادين من جانبي نجد ... عماد من الوسمى مرتجس الرعد
ودار السلمى إذ سليمى عزيزة ... وإذ نحن في طيب من الزمان الرغد
شباب وأوطان وخل مساعد ... ودهر حميد العهد يالك من عهد
وله:
خليلي هل عيش بقزوين راجع ... يزيل صباباتي أم الهجر واصب
سقى معهد الأحباب كل عشية ... عماد دموعي بل عماد سواكب

(1/440)


سلوت عن الإدلاج في طلب الهوى ... وإن كان لي في الغانيات مآرب
وما لي لا أسلو وفي العلم وازع ... وترك الهوى حق علي وواجب
فيا لائمي في ترك أروى ووصلها ... رويدك إني تائب ثم تائب
ولكن علم المرء يورث خرفة ... وللجهل حظ وافر ومراتب
ترى نعما نالوا مراكب فضة ... مراكب جهل تحتهن مراكب
أيضا لجدي مُحَمَّد بْن عَبْد الملك كتبه إلى بعض أصدقائه:
كتبت إلى مولائي ملتمسا عفوا ... ومعتذرا عما أتيت به سهوا
ليغفر ذنب المستجير بعفوه ... ويبلغ في الإحسان غايته القصوى
فما عن قلى فارقت منهل فضله ... ولكن صرف الدهر عن ورده ألوى
أقول ونار الشوق بين جوانحي ... ألا ليتني من عذب رؤيته أروى
فاقضي حاجات الفؤاد بوصله ... وأشرب من كأس الأماني به صفوا

(1/441)


على أنه بالفضل يغفر زلتي ... ويوسع جرما قد فرقت به محوا
سلام عليه من صديق يشوقه ... ويجزع من أيدي ملامته شجوا
رأيت أيضا بخطه كتب أبو الفرح عَبْد الرزاق بْن عمرو بْن الليث إلى جدي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ المعافى:
ما الطل فرط سحرة روض الربى ... وتنسم المشتاق ريح صوارة
والرندمال به الصبي فحسبته ... نشوان يسحب منه فضل إزاره
والأغيد المعشوق فاجأ مطلعا ... قمر الدجنة من ذرى إزراره
والطيف زار معانقا ومصافحا ... فتعطر المثوى لطيب مزاره
كصحيفة موشية وأفابها ... ابن المعافى من حلى أفكاره
وأيضا للدهخدا أبي النجم مسافر بْن مُحَمَّد الخيارجي في جدي مُحَمَّد ابن عَبْد الملك أو لأبي العلاء بْن حسول:
أقرت ربى قزوين من فضلائها ... وذوت معالمها لقلة مائها

(1/442)


فذماؤها شرف الأنام مُحَمَّد ... والله يحرس طول عمر ذمائها
أيضا كتب جدي في جواب كتاب بعضهم ورد كتاب فلان:
فسجدت للرحمن عند عيانه ... وعقدت عقد اللثم في عنوانه
وفككته ففككت عن أسر الجوى ... قلبي وجال الطرف في ميدانه
هذا القدر كان من الاستدلال به على فضله وشهرته عند الفضلاء.
محمد بن عبد الملك بْن أبي نصر أبو هاشم المقرىء القزويني سمع بعض مختصرات أبي معشر الطبري في القراأة من الأستاذ إبراهيم الشحاذي بسماعه من المصنف.
مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الفقيه أبو الحسين الصفار كان من وجوه الفقهاء بقزوين وحدث بالري مدة وروى عنه أبو بكر بْن حمشاد أُنْبِئْنَا عَنْ كِتَابِ الْقَاضِي أَبِي الْفَتْحِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشُّرُوطِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ حَمْشَادَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الصَّفَّارُ أَبُو الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ ثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ ثَنَا مُوسَى بْنُ نَصْرٍ ثَنَا نَصْرُ بْنُ ثَابِتٍ ثنا الحجاج ابن أَرْطَاةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: "لا يُقْطَعُ السَّارِقُ فِي أَقَلِّ مِنْ عَشْرَةِ دَرَاهِمَ". توفي أبو الحسين بالري سنة تسع وخمس وثلاثمائة ونقل إلى قزوين فدفن في مقبرة طريق دستجرد

(1/443)


فصل
مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن إلياس الإلياسي الديلمي كان من المتفقهة وتوكل في مجلس الحكم بالآخر وسمع الأربعين الغوالي لوالدي رحمه اللَّه منه في جماعة سنة ثمان وستين وخمسمائة وسمع القاضي عطاء اللَّه بْن ملكويه وأقرانه.
مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن أبي الفتوح بْن عمران سمع الخائفين من الذنوب لابن أبي زكريا الهمداني من أبي سليمان الزبيري سنة ثمان وخمسمائة وسمع التصحيف والتحريف لأبي أَحْمَد العسكري من أبي طاهر بْن أحمد ابن مُحَمَّد النجار.
مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن جعفر القزويني أبو الحسن روى عنه علي بْن عَبْد الواحد الدينوري.
مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد بْن زكريا أبو حاتم اللبان الخزاعي سمع علي بْن أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ بِقَزْوِينَ سَنَةَ ثمان وسبعين وثلاثمائة وأدخله الحافظ أبو بكر الخطيب في التاريخ وقال هو من أهل الري قدم بغداد حاجا وحدث بها عن أبي الحسن البردعي المعروف بابن حرارة عن عتاب بْن مُحَمَّد الوراميني وميسرة بْن علي القزويني وعَبْد اللَّه بْن عدي الجرجاني.
ثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي والحسن بْن علي الجوهري وكان صدوقا أَنْبَأَنَا جَمَاعَةٌ مِنَ الشُّيُوخِ عَنْ كِتَابِ أَبِي عَلِيٍّ الْحَدَّادِ قَالَ

(1/444)


كَتَبَ إِلَيَّ الْخَلِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد بن محمد زكريا الخزاعي قال: قرئى عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيَّادِ وأنا حاضر ثنا الحارث ابن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ثَنَا الْخَلِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ثنا مُجَالِدٌ ثنا عَامِرٌ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وسلم خطب فذكر حديث الجساسة.
مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد الطبري أبو طاهر المفسر روى عن الخليل الحافظ وعن عَبْد الجبار بْن مُحَمَّد بْن ماك أنبأ علي بْن عبيد اللَّه الرازي إجازة عن كتاب أبي حامد عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن محمود الطبري وأحمد بْن إبراهيم بْن هجير وأبي معشر حبيب بْن نصر الصوفي قالوا أَنْبَأَ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الطَّبَرِيُّ الْمُفَسِّرُ فِي كِتَابِ التَّفْرِيدِ فِي فَضَائِلِ التَّوْحِيدِ مِنْ جَمْعِهِ ثنا الْقَاضِي أبو الحسن عبد الجبار مُحَمَّدِ بْنِ مَاكٍ بِقَزْوِينَ سَنَةَ ثلاث وأربعين وأربعمائة ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الصلت ببغداد سنة ثلاث وأربعمائة ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ ثنا أَبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ جَنَّةَ عَدْنٍ وَهِيَ أَوَّلُ مَا خَلَقَهَا اللَّهُ تَعَالَى قَالَ لَهَا: يَا جَنَّةَ عدن تكلميني فَتَكَلَّمَتْ فَقَالَتْ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} قَدْ أَفْلَحَ مَنْ دَخَلَ فِيَّ وَشَقِيَ مَنْ دَخَلَ النَّارَ"
مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد أبو أَحْمَد القزويني أجاز له مُحَمَّد الهادي جميع مسموعاته وأحاديثه سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
فصل
محمد بْن عَبْد الواسع بْن مُحَمَّد بن الشافعي بن داؤد التميمي مقرىء

(1/445)


عريق في القراأة سمع التلخيص لأبي معشر الطبري من الأستاذ أبي بكر مُحَمَّد بن أبي طالب المقرىء سنة ست وستين وخمسمائة.
فصل
مُحَمَّد بْن عَبْدِ الوهاب أَبُو عمر المرزي القزويني قَالَ الخليل الحافظ: شيخ مذكور جليل عند أصحاب أبي حنيفة رحمه اللَّه كان يفتي برأيهم سمع إسماعيل بْن توبة ومحمد بْن مقاتل وموسى بْن نصر وروى عنه ابن صالح وغيره ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ثَنَا محمد ابن مُقَاتِلٍ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ مُصَلِّيًا بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَلْيُصَلِّ أَرْبَعًا". مات أبو عمر سنة خمس وثلاثمائة.
مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد المرزي أبو إسماعيل الفقيه سمع أبا زيد الواقد بْن الخليل الخيلي سنة ست وسبعين وأربعمائة وفضائل القرآن لأبي عبيد من أبي منصور المتوفي سنة سبع وسبعين وأربعمائة ومما سمع من المقومي لهذا التاريخ جزء من الحكايات جمعها أبو بكر مُحَمَّد ابن عَبْد اللَّه البجلي برواية المقومي عن أبي الفتح الراشدي عن البجلي وفيه سمعت عَبْد العزيز بْن غانم الأندلسي يقول كان لأبي صديق وراق فقال له أبي ذات يوم: كيف أنت يا أبا فلان؟ قَالَ: بخير ما دامت معي يدي, قَالَ: فتناثرت أصابعه من الغد ولمحمد بْن عَبْد الوهاب تعاليق في الفقه والخلاف على أبي القاسم عَبْد الكريم بن الحسن الكرجي.

(1/446)


مُحَمَّد بْن عَبْد الوهاب بْن مُحَمَّد أبو سالم المرزي أخو الأول سمع الحديث الطويل في فضائل سور القرآن الذي يروى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّه عنه من أبي الفتاح مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ المرزي سنة أربع وستين وأربعمائة بروايته عن الزبير بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ الزبيري عن علي بْن جمع بْن زهير عن حمدان بْن المغيرة السكري عن القاسم بْن الحكم العرفي عن هارون بْن كثير عن زيد بْن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة الباهلي عن أبي بْن كعب رضي اللَّه عنه.
فصل
مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن منصور سمع أبا الحسن القطان أجزاء مما انتخبه من مسموعاته وفيها ثَنَا ابْنُ دِيزِيلَ بِهَمْدَانَ ثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ ثَنَا حَمَّادُ بْنُ الأَبَحِّ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ مَثَلَ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ".
مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه الهاشمي أبو عامر سَمِعَ أَبَا الْحَسَنِ الْقَطَّانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عُبَيْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ شَرِيكٍ الْبَزَّازِ بِسَمَاعِهِ مِنْهُ بِبَغْدَادَ فِي شُهُورٍ سَنَةَ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ثنا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ أَبُو الْمُغِيرَةِ الأَزْدِيُّ ثنا أَبُو نَصْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَاعٍ يَرْعَى بِالْحَرَّةِ انْتَهَزَ الذِّئْبُ شَاةً فَحَالَ الرَّاعِي

(1/447)


بَيْنَ الذِّئْبِ وَالشَّاةِ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ فَقَالَ الذِّئْبُ لِلرَّاعِي: أَلا تَتَّقِي اللَّهَ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ رِزْقٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ؟ فَقَالَ الرَّاعِي: الْعَجَبُ مِنْ ذِئْبٍ يُقْعِي عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلامَ الإِنْسِ؟ فَقَالَ الذِّئْبُ لِلرَّاعِي: أَلا أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ هَذَا.
رَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ يُحَدِّثُ النَّاسَ بأنبأئنا قَدْ سَبَقَ فَسَاقَ الرَّاعِي شَاةً حَتَّى أَتَى الْمَدِينَةَ ثُمَّ دَخَلَ على رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وَسَلَّمَ فَحَدَّثَهُ بِمَا قَالَ الذِّئْبُ, فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ لِلرَّاعِي: "أَخْبِرِ النَّاسَ بِمَا رَأَيْتَ" فَقَامَ الرَّاعِي فَحَدَّثَ النَّاسَ بِمَا قَالَ الذِّئْبُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: "صَدَقَ الرَّاعِي أَلا إِنَّ أَشْرَاطَ السَّاعَةِ كَلامُ السِّبَاعِ الإِنْسَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الإِنْسَ وَيُكَلِّمُ الرَّجُلَ شِرَاكُ نَعْلِهِ وَعَذَبَةُ سَوْطِهِ وَيُخْبِرُهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ" ويمكن أن يكون مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه هو المذكور أولا.
مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه أبو عَبْد الرحمن القزويني روى عن أبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ النخعي بسماعه منه بالبصرة وحدث عنه الشيخ أبو الفتح الراشدي.
مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه الحنفي أبو جعفر القزويني روى عن القاضي أبي المعالي أَحْمَد بْن قدامة كتاب الغرر والدرر للمرتضى معروف بعلم الهدى بروايته عن المصنف ورواه عن أبي جعفر علي بْن عبيد اللَّه بْن بابويه الرازي الحافظ.

(1/448)


فصل
محمد بْن العباس بْن كرامة سمع أبا الحسن القطان بقزوين في غريب الحديث لأبي عبيد بروايته عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عنه حدثني يحيى ابن سَعِيدٍ ثَنَا طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنِ الْبَرَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عليه وآله وسلم قَالَ: "مَنْ مَنَحَ مَنْحَةَ وَرَقٍ أَوْ مَنَح لَبَنًا كَانَ لَهُ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ أَوْ نَسَمَةٍ".
مُحَمَّد بْن العباس الخيارجي سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ الْمُعَسَّلِيَّ حَدِيثَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ثَنَا قُدَامَةُ بْنُ شِهَابٍ الْمَازِنِيُّ الْبَصْرِيُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ وَبْرَةَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَطْيَبِ الْكَسْبِ فَقَالَ: "عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ وُكَلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ" قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: قَالَ أَبِي: الْحَدِيثُ مُنْكَرٌ وَقُدَامَةُ ليس بقوي.
محمد بْن العباس أبو بشر النيسابوري سمع أبا الحسن القطان أيضا بقزوين.
مُحَمَّد بْن العباس المؤدب سمع بقزوين أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن علي ابن عمر العسلي جزءا من فوائد العراقيين رواية عَبْد الرحمن بْن أبي حاتم بسماع المعسلي منه وفيه ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: "عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ فَقَالَ لَهَا: والله

(1/449)


أَعْلَمُ لا أَنْتِ أَطْعَمْتِهَا وَسَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِهَا وَلا أَنْتِ أَرْسَلْتِهَا تَأْكُلُ مِنْ حَشَائِشِ الأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا" قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ: لَيْسَ هَذَا الحديث في الموطأ.
مُحَمَّد بْن العباس الطالقاني القاضي جد والد الإمام أَحْمَد بْن إسماعيل تفقه ببغداد مدة ورجع إلى الطالقان فاستقضى بها فقضى سنين ثم تورع عنه وكان مشتغلا بنشر العلم والتذكير ونصيحة الناس.
مُحَمَّد بْن العباس الزاكاني سمع الإمام أَحْمَد بْن إسماعيل صحيفة جويرية بْن أسماء سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة بروايته عن زاهر الشحامي عن أبي سعد الكنجرودي عن أبي عمرو بْن حمدان عن الحسن بْن سفيان وأبي يعلى الموصلي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن أسماء عن عمه جويرية عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه.
فصل
مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الطَّيِّبِ بْن مُحَمَّد القزويني سمع أباه وعلي بْن أبي طاهر وسهل بْن سعد وروى عنه أبو سعد المالكي الفقيه فقال ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الطَّيِّبِ الصُّوفِيُّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصَّبَّاحِ ثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِي يَعْلَى عَنْ رَبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا وَخَطَّ وَسْطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ خَطًّا وَخَطَّ خُطُوطًا إِلَى جَنْبِ الْخَطِّ الَّذِي وَسَطِ المربع خطا خارجا من

(1/450)


الْخَطِّ فَقَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ ".
قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, قَالَ: "الْخَطُّ الأَوْسَطُ الإِنْسَانُ وَالْخُطُوطُ إِلَى جَنْبِهِ الأَعْرَاضُ يَنْهَشُهُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ إِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا أَصَابَهُ هَذَا وَالْخَطُّ الْمُرَبَّعُ الأَجَلُ الْمُحِيطُ بِهِ وَالْخَطُّ الْخَارِجُ الأَمَلُ" توفي مُحَمَّد بْن عثمان سنة تسع وستين وثلاثمائة وكان من المعمرين.
مُحَمَّد بْن عثمان الأجدب القزويني من القدماء حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ابن ماجة في تاريخه قَالَ ثنا مهران عن عثمان بْن زائدة قَالَ: رأيت فيما يرى النائم كأني أدخلت الجنة فرأيت سفيان الثوري يطير فيها من شجرة إلى شجرة ويقول: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً} .
مُحَمَّد بْن عثمان سَمِعَ أَبَا الحسن القطان بقزوين في غريب الحديث لأبي عبيد بروايته عن علي بْن عَبْد العزيز عنه ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم قال: "الإيمان يمان الحكمة يَمَانِيَةُ".
مُحَمَّد بْن عثمان أبو الحسين بْن العباداني سَمِعَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ السَّمْرَقَنْدِيِّ ثَنَا عِصَامُ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بِنْ عَبْدِ الْمُطِّلِبِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "لا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الفطرة مالم يُؤَخِّرُوا صَلاةَ الْمَغْرِبِ إِلَى اشْتِبَاكِ النُّجُومِ". وسمع يوم عرفة سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة من علي بْن أَحْمَدَ بْن

(1/451)


صالح بعض كتاب الأحكام لأبي علي الطوسي.
مُحَمَّد بْن عثمان الصيدناني الرازي سمع بقزوين علي بن أحمد ابن صالح.
مُحَمَّد بْن عثمان بْن يوسف السمرقندي فقيه حَدَّثَ بِقَزْوِينَ سنة خمس وثمانين وخمسمائة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْكُشَانِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفِ بِالْحَجَّاجِ الْبُخَارِيِّ. قَالا: سَمِعْنَا الأَشَجَّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: "سَنْجَرُ آخِرُ مُلُوكِ الْعَجَمِ يَعِيشُ ثَمَانِينَ عَامًا ثُمَّ يَمُوتُ جوعا".
فصل
محمد بْن عدنان اللوكري1 الخطيب صاحب فضل وجاه تولى الخطبة في نكاح جمال الملوك أبي حفص عمر بْن نظام الملك ببنت الأمير أبي على شرفشاه الجعفري سنة سبع وستين وأربعمائة بقزوين على ثلاثين ألف دينار عمادية.
فصل
محمد بن العراقي الطاؤسي أبو جعفر القزويني الصوفي معروف بحسن السيرة والوجاهة عند السلاطين وكان له سعي جميل في إسقاط الضرائب والمكوس وبورك في نسله عددا ورياسة سمع أبا زيد الواقد ابن الخليل سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة وَسَمِعَ أَبَا مَنْصُورٍ الْمُقَوِّمِيَّ فِي
__________
1 لوكر بالكاف الفارسى قرية بين كايل وغزنين.

(1/452)


جَامِعِ التَّأْوِيلِ لابْنِ فَارِسٍ بِرِوَايَتِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْغَضْبَانِ عَنْهُ حَدِيثَهُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ عَنْ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ موسى بْن عَبْد الرحمن عن الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:
قَالَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ أَيْ قَذْفُ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ زَوْجِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَذْكُرُونَهَا بِمَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا وَلَمْ يَقَعْ فِي قَلْبِهَا قَطُّ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى وَأَنَا خَلَقْتُهَا طَيِّبَةً وَعَصَمْتُهَا مِنْ كُلِّ قَبِيحٍ.
وقد سمع الجامع منه بتمامه سنة ثمانين أو إحدى وثمانين وأربعمائة وسمع منه سنن ابن ماجة سنة ثمانين وسمع كتاب يوم وليلة لأبي بكر ابن السني من مُحَمَّد بْن إبراهيم الْكَرَجِيّ سنة ثلاث وثمانين وسمع أبا الفضل إسماعيل بْن مُحَمَّد الطوسي لهذا التاريخ أيضا وتوفي على ما أثبت في حجر منقور مركب في لوح قبره في شهر ربيع الآخر سنة عشرين وخمسمائة.
مُحَمَّد بْن العراقي الصباغ سمع أبا العباس أَحْمَد بْن أبي سعد الأسقرائي بقزوين سنة ست وخمسمائة حدثه عن علي بْن الحسين القزويني أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ الْجُرْجَانِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ أَنَا جَدِّي الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ المالكي أنا أبو المعافا ثنا محمد ابن سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ عَنْ صَفِيَّةَ أَوْ عَائِشَةَ أَوْ كِلْتَيْهِمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تحد

(1/453)


عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ إلا على زوجها".
فصل
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنُ علي بْن بادار القزويني أبو جعفر بْن أبي زيد توطن بنيسابور وسمع أبا بكر بْن مُحَمَّد الشيروي وغيره قَالَ الإمام أبو سعد السمعاني كتبت عنه شيئا يسيرا.
مُحَمَّد بْن عزيزي البصير آبادي سمع الأستاذ الشافعي ابن داؤد الصحيح للبخاري أو بعضه وسمع النصف الأول من تفسير مقاتل منه سنة ثمان وتسعين وأربعمائة.
فصل
محمد بْن عطاء ملك بْن عَبْد الملك أبو بكر البلخي قرأ في جامع قزوين سنة ثمان وسبعين وأربعمائة جزءا من حديث القاضي أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أبي زرعة وغيره على الأستاذ الشافعي بن داؤد المقرىء بروايته عن أبي العباس أَحْمَد بْن الخضر المعروف بخاموش عن القاضي أبي مُحَمَّد قَالَ ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدَكَ الْقَزَّازُ ثنا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ الْهَادِي عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَكَمِ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسلم يقول: "غطوا الإناء ولوكوا السِّقَاءَ فَإِنَّهُ يَنْزِلُ فِي لَيْلَةٍ وَبَاءٌ لا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَمْ يُغَطَّ وَلا سِقَاءٍ لَمْ يُوكَ إِلا وَقَعَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الوباء".

(1/454)


مُحَمَّد بْن عطية بْن خالد القزويني شيخ سمع تاريخ مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري من مُحَمَّد بْن سليمان بْن فارس النيسابوري بروايته عنه وسمع من ابن عطية أبو الحسن القطان وأبو داؤد مع كبر سنهما.
فصل
محمد بْن عكرمة سمع تاريخ أَحْمَد بْن حنبل بقزوين من أبي الحسن أَحْمَد بْن الحسن بْن ماجة أو من أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ميمون بروايتهما عن علي بْن أبي طاهر عن الأثرم عن أَحْمَد رضي اللَّه عنه.
فصل
مُحَمَّد بْن علي بْن إبراهيم بْن سلمة بْن بحر أبو إبراهيم بْن أبي الحسن القطان سَمِعَ أَبَاهُ فِي جُزْءٍ رَوَاهُ عن أبي بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الذَّهَبِيِّ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ سَعِيدُ بْنُ عَبْدٍ الْفِرْيَابِيُّ بِسَرْخَسَ ثَنَا مَالِكُ بْنُ سليمان هروي ثنا داؤد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ هِشَامِ بْن عروة عن أبيه عن عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: "كَانَ يَأْمُرُ بِدَفْنِ سَبْعَةَ أَشْيَاءٍ مِنَ الإِنْسَانِ الشَّعْرُ وَالظُّفْرُ والدم والحيضة والسن والمشيعة وَالْقُلْفَةُ".
مُحَمَّد بْن علي بْن أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ثَابِتٍ أبو حاتم الصوفي القزويني هو ابن الحافظ علي بْن ثابت المعروف بالبغدادي سمع القاضي أبا بكر السني وبقزوين علي بْن أحمد بن صالح المقرىء وغيره وبأبهر أبا إسحاق إبراهيم ابن مُحَمَّد بْن إبراهيم بْن أبي حماد الأسدي وبأصبهان أبا بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ علي بن عاصم بن المقرىء روى عنه الخليل الحافظ في مشيخته

(1/455)


فقال حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّوفِيُّ ثَنَا أَبُو بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ السُّنِّيُّ ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ بِمِصْرَ ثَنَا عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ ثَنَا أَبُو يَزِيدَ الْجَرْمِيُّ ثَنَا سَيْفُ بْنُ عُبَيْدِ الله عن سلمة بن العتار عن سعد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: "هَلْ تَرَوْنَ الشَّمْسَ فِي يَوْمٍ لا غَيْمَ فِيهِ؟ " قُلْنَا: نَعَمْ, قَالَ: "فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ". وسمع مع أبيه علي بْن ثابت كتاب الضيافة لأبي بكر السني الدينوري منه وفيه حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ زُهَيْرٍ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبٍ ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَخْرُجَ الرَّجُلُ مَعَ ضَيْفِهِ إِلَى بَابِ الدار". وفيه أنشدني إبراهيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة أبو عَبْد اللَّه النحوي:
أجلك قوم حين صرت إلى الغنى ... وكل غنى في العيون جليل
وليس الغنى إلا غنى زين الفتى ... عشية بقرى أو غداة نييل
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الحيارجي وصف بالفضل وجميل الأخلاق وذكر مُحَمَّد بْن إبراهيم القاضي في مجموع التواريخ أنه كان فاضلا كريما مطعاما وأنه بنى المسجد الجامع في قريته ومنارة المسجد وخانات ينزل فيها السابل وأنه كان عديم النظير بين أشكاله وأنه توفي سنة خمس

(1/456)


وتسعين وثلاثمائة.
مُحَمَّد بْن علي بْن آزاد مرد1 أبو عَبْد اللَّه القزويني من قدماء الشيوخ المنعوتين بالحفظ والمعرفة روى عن يحيى بْن المغيرة الرازي وأحمد بْن عثمان وإسماعيل بْن توبة وروى عنه علي بْن مهرويه وبالعراق مُحَمَّد بْن مخلد وأقرانه قَالَ الخليل الحافظ في التاريخ أنا أَبُو الفرج المعافا بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ طَرَارَةَ الْقَاضِي بِبَغْدَادَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ الدُّورِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْن علي بْن آزاد مرد القزويني ثنا إسماعيل ابن تَوْبَةَ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ بْنِ شَبِيبٍ صَاحِبُ الدَّوْلَةِ قَالَ سَمِعْتُ مَوْلايَ جَعْفَرَ بْنَ الْمَنْصُورِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
قَالَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "الْجُبْنُ دَاءٌ فَإِذَا أُكِلَ بِالْجَوْزِ فَهُوَ شِفَاءٌ" قَالَ وثنا ابْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هارون عن إسماعيل بْن توبة عن رجلين عن الحسن بْن فحطبة وليس الحديث بالمتين وحدث أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْن أَحْمَدَ بْن ميمون في كتاب له جمع في ذكر ما أنزل اللَّه تعالى من القرآن في شأن علي بْن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن مُحَمَّد بْن علي بْن آزاد مرد قَالَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّوَّافُ ثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ عَجْلانَ عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ سَمِعَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَوَّلُ شَخْصٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَمَثَلُهَا فِي هَذِهِ الأُمَّةِ مَثَلُ مَرْيَمَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ".
مُحَمَّد بْن علي إسماعيل أبو بكر القفال الشاشي إمام من أئمة
__________
1 ازاد مرد فارسية معناها: الرجل الحر

(1/457)


أصحاب الشافعي رضي اللَّه عنه مقدم في العلوم وله تصانيف مشهورة في التفسير والحديث والأصول والفقه وله كتاب محاسن الشريعة الذي تكلم فيه على أسلوب بديع وجمع في معجزات النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زيادة على ألف حديث ودرس علي ابن شريح وانتشر عنه فقه الشافعي بما وراء النهر وسمع بخراسان مُحَمَّد بْن إسحاق ابن خزيمة ومحمد بْن إسحاق السراج وعمر بْن مُحَمَّد بْن بحير السمرقندي وبالعراق مُحَمَّد بْن جرير الطبري وموسى بْن عَبْد الحميد وعَبْد اللَّه ابن مُحَمَّد البغوي وابن أبي داؤد وابن صاعد وبالكوفة عَبْد اللَّه ابن زيدان وعلي بْن العباس المقانعي وبالشام أبا الحميم وبالجزيرة أبو عروبة الحراني.
ورد قزوين سنة بضع وخمسين وثلاثمائة وحضر مجلسه الكبار أبو منصور القطان وأقرانه وكتبوا عنه وممن سمع منه أبو زرعة عَبْد اللَّه بْن الحسين بْن أَحْمَدَ الفقيه وروى عنه الحاكم أبو عَبْد اللَّه الحافظ في تاريخ نيسابور فقال ثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقَفَّالُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ ابن الْحَسَنِ بْنِ حَرْبٍ الرَّقِّيُّ ثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ قَالَ: "الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ". الْحَدِيثَ قَالَ وأنشدنا أبو بكر القفال أنشدنا أبو بكر الدريدي لنفسه في صفة الأترج.
جسيم لجين قميصه ذهب ... مركب في بديع تركيب
فيه لمن شمه وأبصره ... لون محب وريح محبوب

(1/458)


مات بالشاش سنة خمس وستين وثلاثمائة وقيل سنة ست ورأيت على ظهر بعض التعاليق أنه ولد ليلة البراءة سنة إحدى وتسعين ومائتين.
مُحَمَّد بْن علي بْن ثابت سمع مع أبي الحسن القطان عن أَحْمَد بْن ابن سهل اللحياني سنة خمس وتسعين ومائتين. مجلدة من مغازي مُحَمَّد ابن إسحاق بروايته عن مُحَمَّد بْن حميد عن سلمة بْن الفضل عن مُحَمَّد ابن إسحاق.
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْن مخلد بْن زنجويه وروى عنه أبو حفص ابن جاباره وعن أبي الخطيب عَبْد الكافي بْنُ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ مَكِّيِّ كتابه أنبأ جدي أبو بكر مكي بْن مُحَمَّد الحربي سنة خمس وخمسمائة أَنْبَأَ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَابَارَةَ الْمَالِكِيُّ أَنْبَأَ أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيِّ بْنِ الْجَارُودِ أَنْبَأَ أَبُو الحسن محمد بن زنجويه المقرىء بِقَزْوِينَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ ثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ ثَنَا غُنْدَرٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الأُذُنَانِ مِنَ الرَّأْسِ".
مُحَمَّد بْن علي بْن الحسين الواعظ أبو علي الأسفرائني ورد قزوين وكتب بها الحديث قَالَ الحاكم أبو عَبْد اللَّه الحافظ في تاريخه كان أبو علي هذا من حفاظ الحديث والجوالين في طلبه والمعروفين بكثرة الحديث والتصنيف سمع بخراسان أبا عوانة الأسفرائني وبالعراق ابن صاعد وبالجزيرة أبا عروبة وبمصر ابن زغبة وكتب بالري وقزوين وجرجان

(1/459)


وطبرستان وتوفي بإسفرائن سنة اثنين وسبعين وثلاثمائة.
قَالَ فيه ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الأسفرائني ثَنَا أَسَدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَوْصِلِيُّ ثنا أحمد ابن حَمْدُونٍ الْخَفَّافُ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ ذُكِرَ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَرَكَ الْقُنُوتَ فَغَضِبَ وَقَالَ: مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ الْقُنُوتَ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
مُحَمَّد بْن علي بْن الحسين فقيه كان قاضيا بقزوين سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة نيابة عن القاضي الخليل أبي بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن إسحاق السني.
مُحَمَّد بْن علي بْن الحسين الوراق أبو سليمان سمع القاضي عَبْد الجبار بْن أحمد سنة تسع وأربعمائة وسمع بعض الصحيح للبخاري من أبي الفتح الراشدي سنة ست وأربعمائة.
مُحَمَّد بْن علي بْن الحسين الحسنابادي سمع الإمام أَحْمَد بْن إسماعيل في مجلس أملاه سنة سبع وأربعين وخمسمائة يقول: أَنْبَأَ زَاهِرٌ الشَّحَامِيُّ أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ثَنَا أَبُو حَازِمٍ الْعَبْدَوِيُّ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بن عبد الأعلى سمعت المعتمر بْنِ سُلَيْمَانَ يَقُولُ كَتَبَ إِلَيَّ أَبِي وَأَنَا بِالْكُوفَةِ يَا بُنَيَّ اشْتَرِ الصُّحَفَ وَاكْتُبِ الْعِلْمَ فَإِنَّ الْمَالَ يَفْنَى وَالْعِلْمَ يَبْقَى.
مُحَمَّد بْن علي بْن أبي الحسين المتكلم كان يعرف شيئا من الفقه والكلام بالفارسية وكان من المسرفين في التعصب وسمع مجالس إملاء

(1/460)


لإمام أَحْمَد بْن إسماعيل منه.
مُحَمَّد بْن علي بْن حيدر بْن علي الرزبري أبو عَبْد اللَّه سمع الحديث الكثير من أبيه ومما سمع كتاب الأربعين لمحمد بْن أسلم الطوسي سمع منه سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة برواية أبيه عن الفقيه حجازي بْن أبي مُحَمَّد بْن كاكا.
مُحَمَّد بْن علي بْن خسروماه القزويني من أهل العلم والحديث من المتقدمين المكثرين سمع هارون بْن هزاري ويحيى بْن عبدك وأبا عَبْد اللَّه ابن ماجة وروى عنه ابنه عَبْد الرزاق.
مُحَمَّد بْن علي بْن سعيد سمع الحديث بقزوين من الشيخ علي ابن مُحَمَّد بْن دينار المقرىء.
مُحَمَّد بْن علي بْن سليمان التاجري سمع علي بْن حيدر الرزبري الأربعين لمحمد بْن أسلم الطوسي وكان من التجار الراغبين في المعروف.
مُحَمَّد بْن علي بْن سوسويه الصوفي أبو يعلى روى عن القاضي أبي مُحَمَّد بْن أبي زرعة أُنْبِئْنَا عَنْ كِتَابِ الْخَلِيلِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْقَزْوِينِيِّ ثَنَا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْن علي بْن سوسويه الصوفي ثَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبَغْدَادِيُّ ثَنَا عَبْدُ الواحد ابن غِيَاثٍ ثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ ثَنَا هَارُونُ بْنُ زِيَادٍ الأَسْدِيُّ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: "يُرَاحُ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ مِنْ مسيرة خمسمائة عَامٍ وَلا يَجِدُ رِيحَهَا مَنَّانٌ ولا مدمن خمر

(1/461)


وَلا عَاقٌّ".
مُحَمَّد بْن علي بْن الصباح سمع أبا الحسن القطان بقزوين مشكل القرآن لابن قتيبة أو بعضه.
مُحَمَّد بْن علي بْن طالب بْن زياد أبو جعفر القزويني حدث بنيسابور أورده الحاكم أبو عَبْد اللَّه في تاريخه وقال: ثَنَا أَبُو عبد الله الحسين ابن داؤد الْعَلَوِيُّ ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ طَالِبٍ الْقَزْوِينِيُّ ثنا داؤد بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي اللَّه عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الإِيمَانُ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَمَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ وَعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ".
مُحَمَّد بْن علي بْن طالب العقيل السيد سمع أبا الفضل الْكَرَجِيّ في طائفة سنة ستين وخمسمائة وفيما سمع أَنْبَأَ أَبُو سَعْدٍ الأسفرائني أَنْبَأَ أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو عُثْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ وَرْقَاءَ الأَصْبَهَانِيُّ قَالَ كَانَ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ إِمَامُ الشَّافِعِيِّينَ يَجِيءُ إِلَى مَجْلِسِ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ شَمْعُونٍ وَكَانَ ابْنُ شَمْعُونٍ يَزُورُ أَبَا حَامِدٍ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ فَزَارَهُ يَوْمًا وَهُوَ فِي الدَّرْسِ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الدَّرْسِ قَالَ: يَا أَبَا الْحُسَيْنِ قَدْ فَرَغْنَا مِنْ دَرْسِنَا فَهَاتِ مَا عِنْدِكَ فَقَالَ: أَبُو الْحُسَيْنِ الْغَفْلَةُ عَنْ نَوَاهِي اللَّهِ نِعْمَةٌ وَالْغَفْلَةُ عَنْ أَوَامِرِ اللَّهِ نِقْمَةٌ فَبَكَى أَبُو حَامِدٍ فَقَالَ أَبُو الْحُسَيْنِ: مَنْ بَكَى تَوَجُّعًا دَاوَيْنَاهُ وَمَنْ بَكَى تَفَزُّعًا أَوَيْنَاهُ وَمَنْ بَكَى عذرا قبلناه ومن

(1/462)


بَكَى خَوْفًا آمِّنَّاهُ.
مُحَمَّد بْن علي بْن أبي الطيب البزاز سمع أبا زرعة أَحْمَد بْن الحسين الرازي سمع الخضر بْن أَحْمَدَ الفقيه في سنن أبي داؤد بسماعه من أبي بكر ابن واسة سنة أربعين وثلاثمائة عند حديثه عن مسدد ثَنَا خَالِدٌ ثَنَا سُهَيْلٌ يَعْنِي ابْنَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ سَعِيدٍ الأَعْشَى وقال أبو داؤد وهو سعيد ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُكَمَّلٍ الزِّيَادِيُّ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: "مَنْ عَالَ ثَلاثَ بَنَاتٍ فَأَدَّبَهُنَّ وَزَوَّجَهُنَّ وَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ".
مُحَمَّد بْن علي بْن عَبْد الرزاق بْن مُحَمَّد النيسابوري القزويني كان هو وأبوه وإخوته يتولون قضاء العسكر في جاه عريض ورفع تامة وقضى بعضهم بقزوين أيضا وسمع مُحَمَّد الصحيح للبخاري بتمامه من الأستاذ الشافعي ابن داؤد المقرىء سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
مُحَمَّد بْن علي بْن عَبْد العزيز النهاوندي أبو بدر الفقيه الفرضي حدث بقزوين عن أبي الفضل الفراتي والقاضي أبي القاسم علي بْن بندار سنة ست وستين وأربعمائة أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْكَرَجِيُّ أَنَا الأُسْتَاذُ الشافعي ابن داؤد المقرىء أَنْبَأَ أَبُو بَدْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ علي ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْبَأَ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي الْمُظَفَّرِ الْفُرَاتِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ بِهَمْدَانَ قَدِمَ بِهَا حَاجًّا سَنَةَ تسع وثلاثين وأربعمائة أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بَابَوَيْهِ أَنْبَأَ أَبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ زِيَادٍ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن أيوب المخرمي ثنا داؤد بْنُ الْمُحَبَّرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ

(1/463)


عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: أَسْقَطْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ سَقْطًا فَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَنَّانِي بِأُمِّ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُرْوَةَ فَلَيْسَ فِينَا امْرَأَةٌ اسْمُهَا عَائِشَةُ إِلا كُنِّيَتْ بأم عَبْدِ اللَّهِ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد العزيز بْن حماد بْن أوس بْن مُحَمَّد ابن مسلمة بْن يزيد الْجُعْفِيّ القزويني أبو عَبْد اللَّه قَالَ الخليل الحافظ روى عن حفص بن عمر المهرقاتي وابن حميد وروى عنه عَبْد الباقي بْن قانع وسليم بْن أَحْمَدَ الطبراني وقال لقيته ببغداد وليس له بقزوين رواية وحدث الخليل عن ابن جيران يعني أبا سعيد بْن عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن خيران الفقيه ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الدُّورِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْد اللَّه بْن عَبْد العزيز الْقَزْوِينِيُّ ثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سَهْلٍ ثَنَا سَهْلٌ ثَنَا عَامِرُ بْنُ مُدْرَكٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ: طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلاثًا فَلَمْ يَجْعَلْ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سُكْنَى وَلا نَفَقَةً, وَأَوْرَدَهُ الحافظ أبو بكر الخطيب في تَارِيخِهِ وَقَالَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بن آزاد مرد.
مُحَمَّد بْن علي بْن عَبْد الملك الحمداني الفقيه سمع أبا زيد الواقد ابن الخليلي سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْن يزيد بْن مُحَمَّد بْن أبي خالد المعدل أبو عَبْد اللَّه المعسلي القزويني كثير الشيوخ والروايات رأيت له فوائد بخط علي بْن ثابت فيها سماعة من مُحَمَّد بْن الربيع بْن سليمان الجيزي وابن أبي حاتم والطبراني وأبي الشيخ والحسين بْن إسماعيل المحاملي وروى عنه أبو طاهر

(1/464)


ابن حمدان وأبو الفتح الراشدي والخليل بْن عَبْد اللَّه الحافظ والأئمة أَنْبَأَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ كِتَابِ أَبِي مَنْصُورٍ الْمُقَوِّمِيُّ أَنْبَأَ أَبُو الْفَتْحِ الرَّاشِدِيُّ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وأربعمائة أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَسَّلِيُّ ثنا أبو العباس أحمد ابن مُحَمَّدِ بْنِ عُقْدَةَ الْكُوفِيُّ بِهَا ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْكِنْدِيِّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ عُمَرَ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} . قَالَ: "مِنَ الْحَيْضِ وَالْمُخَاطُ وَالنُّخَامَةُ" وَبِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَسَّلِيِّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بن بريد بن مردانية ثنا رقية بن مصافة عَنِ الْحَكَمِ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَتَى امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ فَلْيَتَصَدَّقْ بِدِينَارٍ أَوْ نِصْفِ دِينَارٍ".
مُحَمَّد بْن علي بْن عمر بْن مُحَمَّد بْن يزيد الصيدناني المزكي مشهور بالعلم والحديث صاحب تصانيف سمع بقزوين يعقوب بْن إسحاق الصواف وسهل بْن سعد وبالري مُحَمَّد بْن أيوب وعلي بْن الحسين ابن الجنيد وببغداد بشر بْن موسى ومحمد بْن شاذان وبمكة علي بْن عَبْد العزيز وبصنعاء إسحاق بْن إبراهيم الدبري والحسن بْن عَبْد الأعلى وكان أسن من أبي الحسن العطار بثلاث وستين ومات سنة إثنتين وأربعمائة ذكر ذلك كله الحافظ الخليل رحمه اللَّه.
مُحَمَّد بْن علي بْن الفرج الأهوازي أبو عَبْد اللَّه حدث بقزوين رَأَيْتُ بِخَطِّ أَبِي الْحَسَنِ الْقَطَّانِ ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ هَذَا بِقَزْوِينَ سَنَةَ ثلاث

(1/465)


وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ خِدَاشُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خِدَاشٍ وَهُوَ ابْنُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةٍ وَكَانَ لِجَدِّهِ مِائَةٌ وَخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةٍ حَدَّثَنِي جَدِّي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ قَرَأَ فِي لَيْلَةٍ مِائَةَ آيَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ" وهذه نسخة كثيرة حدث بها في فوائده.
مُحَمَّد بْن علي بْن أبي القاسم البخاري الصوفي سمع بقزوين أحمد ابن إِسْمَاعِيلَ يُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْفُرَاوِيِّ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وخمسمائة عَنِ الْحَفْصِيِّ عَنِ الْكُشْمِيهِنِيِّ عَنِ الْفَرَبْرِيِّ عَنِ الْبُخَارِيِّ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا سُفْيَانُ ثَنَا عُمَرُ وَأَخْبَرَنِي وَهْبُ بْنُ مُنَبَّهٍ عَنْ أَخِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: مَا مِنْ أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وآله وَسَلَّمَ أَحَدٌ كَثُرَ حَدِيثًا مِنْهُ مِنِّي إِلا مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلا أَكْتُبُ.
مُحَمَّد بْن علي بْن أبي القاسم الرازي شاب كان يتفقه تارة ويتصوف أخرى سكن هو وأبوه قزوين سمع القاضي عطاء اللَّه بْن علي وعلي بْن المختار الغزنوي سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
مُحَمَّد بْن علي بْن كرامة القزويني سمع بعض القراآت لأبي حاتم السجستاني من أبي علي الطوسي وفيما سمع {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} . أي وما كان مكرهم لتزول منه الجبال وعن عمر بْن الخطاب وعلي رضي اللَّه عنهما وإن كاد بالدال لتزول منه الجبال بالرفع وعن علي وابن عباس وإن كان مكرهم لتزول.

(1/466)


مُحَمَّد بْن علي بْن بشكر أبو طاهر الشيرازي حدث بقزوين عن أبي نعيم أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه الحافظ أملى من أبي الخطاب ببخارا رحمه اللَّه سنة ستمائة عَنْ أَبِي الْفَتْحِ مَسْعُودِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْخَطِيبِ أَنْبَا تَاجُ الإِسْلامِ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّمْعَانِيُّ أَنْبَا وَالِدِي أَبُو الْمُظَفَّرِ أَنْبَأَ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بْن علي بْن بشكر الشِّيرَازِيُّ بِقَزْوِينَ أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنْبَأَ ابْنُ خَلادٍ ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ثَنَا أَبُو عَبْدِ الرحمن المقرىء ثنا حيوة أخبرني أبو هانىء أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ الْجُبُنِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ حَدِيثَ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ أَنَّ رِجَالا منهم كانوا يخرون من قامتهم فِي الصَّلاةِ.
مُحَمَّد بْن علي بْن مادا الديلمي من فقهاء المادائية سمع الحديث سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن سليمان أبو جعفر سمع سعيد بْن مُحَمَّد الهمداني بقزوين سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة في تفسير بكر بْن سهل الدمياطي برواية سعيد عنه وفيه في قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ} . يزيد إلى سنين معدودة.
مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم الغزال أبو بكر المؤدب سمع علي بْن مُحَمَّد بْن مَهْرَوَيْهِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بقزوين سنة ثلاثين وثلاثمائة الأحاديث الرضويات ويعرف بصحيفة أهل البيت بروايتهما عن أبي أَحْمَد داؤد بْن سليمان الغازي عن علي بْن موسى الرضا وقال الحافظ أبو الفتيان الدهستاني فيما جمع في فضل السلطان العادل أَنْبَأَ على

(1/467)


ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاضِي أَنْبَأَ أبو بكر أَحْمَد بْن مُحَمَّد الْخَيَّاطُ أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بن الحسين الْفَارِسِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْغَزَّالُ ثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَزْوِينِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الطُّوسِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ عَنْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنِ أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: "ارْحَمُوا حَاجَةَ الْغَنِيِّ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا حَاجَةُ الغني؟ قال: "الرجل المؤسر يَحْتَاجُ فَصَدَقَةُ الدِّرْهَمِ عَلَيْهِ عِنْدَ اللَّهِ بِمَنْزِلَةِ سَبْعِينَ أَلْفًا".
مُحَمَّد بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن بْن مخلد الوكيل أبو الحسن المخلدي القزويني فقيه شروطي سَمِعَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صالح ومحمد بْن سليمان الفامي وأبا بكر بْن حمشاد وروى عنه أبو سعد السمان ومحمد ابن الحسين بْن عَبْد الملك حاجي البزاز وإسماعيل بْن عَبْد الجبار بْن ماك وقال الحافظ السمان في مشيخته: أَنْبَأَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَخْلَدِيُّ بقرأتي عَلَيْهِ بِقَزْوِينَ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ أحمد المقرىء بَيَّاعُ الْحَدِيدِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ بْنِ عَامِرٍ أَنْبَأَ عِصَامُ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا شُعْبَةُ بْنُ الْحَجَّاجِ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ: "إِنَّ مَا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ".
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن علي بْن عَبْد العزيز الفرضي أبو طاهر القزويني ويعرف بابن السقا شيخ واسع الرواية سمع أَحْمَد بْن إسحاق الطيبي وعلي بْن مُحَمَّد بْن مهرويه وغيرهما وروى عنه أبو الفتح الراشدي

(1/468)


والحافظ الخليل وغيرهما قَالَ الراشدي أَنْبَأَ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ بِالْكُوفَةِ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يُبَاشِرُنَا وَهُوَ صَائِمٌ لأَنَّهُ كَانَ أَمْلَكَكُمْ لإِرْبِهِ.
مُحَمَّد بْن علي بْن الفضل بْن ناجية بْن مُحَمَّد بْن ناجية بْن عروة بْن شيبان بْن أحمر بْن جبلة بْن عمرو بْن جساس بْن عبد غنم بْن نصر بْن عَبْد اللَّه بْن بكر بْن عَبْد اللَّه بْن بكر بْن سعد بْن ضبة بْن إد بْن طابخة بْن إلياس بْن مضر أبو الحسن الضبي القزويني لغوي أديب فاضل سمع معاني القرآن للفراء أو طرفا منه من الحسن بْن عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ الصَّيْدَنَانِيِّ بِرِوَايَتِهِ عن أبي العباس الأصم عن مُحَمَّد بْن الجهم عن الفراء توفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن أبي يعلى سبط المحسن بْن الحسين الراشدي سَمِعَ أَبَا عُمَرَ بْنَ مَهْدِيٍّ بِقَزْوِينَ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ ثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّلاةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "طُولُ الْقُنُوتِ".
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّازُ سَمِعَ أَبَا الحسن القطان في غريب الحديث لأَبِي عُبَيْدٍ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "إِنَّ لَكَ بَيْتًا فِي الجنة وإنك ذو قرنيها".

(1/469)


مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أبو سعد النيسابوري سمع أبا الفضل ظفر ابن المحسن الخضري سنة إحدى وتسعين وأربعمائة مسند علي بْن موسى الرضا بسماعه من المقومي عن الزبير بْن مُحَمَّد عن علي بْن محمد بن مهرويه عن داؤد بْن سليمان عن الرضا وسمع كتاب يوم وليلة لأبي بكر السني من الشيخ إسكندر وسمع الكثير من أبي إسحاق الشحاذي.
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ بْن المطهر المرتضي الحسيني السيد أبو الفضل النقيب سمع صحيح مسلم بْن الحجاج عن مُحَمَّد بْن الفضل الفراوي وسمع منه غريب أبي سليمان الخطابي بروايته عن أبي الحسين عَبْد الغافر بْن إسماعيل عنه ورد قزوين سنة تسع وخمسين وخمسمائة فسمع منه وسمع أبا الفضل الْكَرَجِيّ وأبا سليمان الزبيري وتوفي بساوة سنة ست وستين وخمسمائة.
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أبو جعفر القزويني المعروف بصاحب المعرفة سمع معرفة الصحابة للحافظ أبي نعيم بْن عَبْد الرحيم بْن أبي الوفاء بْن أبي طالب الحاجي سنة خمس وخمسين وخمسمائة وفضائل قزوين للخليل الحافظ من الْقَاضِي عَطَاءُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ بأبهر.
مُحَمَّد بْن علي بْن مسعود الوبار سمع الأربعين في الرباعي عن الأربعين لأبي إسحاق المراغي عن أبي العباس أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المقرىء الرازي بقزوين عن أبي غالب الصيقلي عن المصنف.

(1/470)


مُحَمَّد بْن علي بْن المطهر الجرباذقاني أبو منصور يوصف بالحفظ والطلب والمعرفة ورد قزوين سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وسمع والدي رحمه اللَّه وغيره وسمع في هذه السنة أبا أَحْمَد معمر بْن عَبْد الواحد بْن الغافر بهمدان بإجازته عن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدقاق أنبا إسماعيل بْن أبي الفضل أنبأ حمزة بْن يوسف أنبأ ابن فارس أنشدني مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه أنشدنا مُحَمَّد بْن عيسى لبعضهم:
كم وكم أنسخ علما بعد علم أستفيد ... قد قسا قلبي عليه مثل ما يتسو الحديد
سمع الشيخ أبا الوقت عَبْد الأول يروي عن أبي عاصم بن الفضل ابن يحيى الفضيلي ثنا أبو الحسين بْن بشران أنبأ أبو يعلى بْن صفوان ثنا عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد القرشي أنشدني محمود بْن مُحَمَّد بْن الحسن:
زينت بيتك جاهدا ... ولعل غيرك صاحب البيت
والمرء مرتهن بسوف وليتني ... وهلاكه في اللو والليت
مُحَمَّد بْن علي بْن منصور بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد أبو منصور القراائي القزويني قرأ القرآن برواية حفص عن عاصم عن طريق زرعان على أبي بكر مُحَمَّد بْن علي بْن مُحَمَّد بْن موسى الخياط وأخبره أنه قرأ على أبي الحسين أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن الخضر السوسنجردي قَالَ: قرأت على أبي الحسن علي بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْن خليع القلانسي قَالَ: قرأت على أبي الحسن زرعان بْن أَحْمَدَ بْن عيسى الدقاق قَالَ قرأت على أبي حفص عمرو بن الصباح.

(1/471)


قَالَ: قرأت على حفص عن عاصم وسمع جزء مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الأنصاري عن أبي إسحاق البرمكي عن ابن ماسي عن الكجي عن الأنصاري وأدخل تاج الإسلام أبو سعد السمعاني أبا منصور في المذيل وقال كان شيخا صالحا له معرفة بالعربية وسمع أباه وأبا طالب بْن غيلان والقاضي أبا الطيب وأقضى بالقضاة الماوردي وسألت عنه أبا البركات الأنماطي فأثنى عليه توفي سنة ست عشرة وخمسمائة.
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو عَلِيٍّ الْقَزْوِينِيُّ رَوَى الْخَطِيبُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ الْحَافِظِ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الْهَاشِمِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو عَلِيٍّ الْقَزْوِينِيُّ ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ الْقَزْوِينِيُّ ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ قَحْطَبَةَ حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "الْجُبْنُ دَاءٌ فَإِذَا أُكِلَ بِالْجَوْزِ فَهُوَ شِفَاءٌ".
ثُمَّ قَالَ: هَذَا مُنْكَرٌ الْهَاشِمِيُّ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ وَالْقَزْوِينِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَجْهُولٌ وَقَدْ قَدَّمْنَا عِنْدَ ذِكْرِ مُحَمَّدِ بْن علي بْن آزاد مرد الْقَزْوِينِيِّ رِوِايَتَهُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَابْنُ آزاد مرد مَوْصُوفٌ بِالْحِفْظِ غَيْرُ مَجْهُولٍ والله أعلم.
محمد بْن علي الأستاذي ويقال الأستاذ سمع الحسن بْن علي بْن عمر الصيدناني وسمع الخضر بْن مُحَمَّد الفقيه في سنن أبي داؤد السجستاني بروايته عن ابن داسة عنه ثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى نَاشِئًا فِي أُفُقِ السَّمَاءِ تَرَكَ الْعَمَلَ وَإِنْ كَانَ في الصلاة ثم يقول

(1/472)


"اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا" فَإِنْ مَطَرٌ قَالَ: "صَيِّبًا هَنِيئًا".
مُحَمَّد بْن علي القيم سمع الخضر أيضا.
مُحَمَّد بْن علي القهندزي1 الصوفي سمع الرياضة للشيخ جعفر الأبهري عن أبي علي الموسيابادي بقزوين مُحَمَّد بْن علي النهاوندي سمع الحافظ الخليل بقزوين سنة خمس وأربعين وأربعمائة فيما سمع منه ثَنَا جَدِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ ثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَزْدَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكَاتِبُ بِبَغْدَادَ ثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الأَشَجُّ ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ أَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: "اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ".
مُحَمَّد بْن علي الكاتب سمع المجلد الأول من صحيح البخاري من القاضي إبراهيم بْن حمير.
مُحَمَّد بْن علي المروزي سمع الأربعين المعروف بشعار أهل الحديث للحاكم أبي عَبْد اللَّه الحافظ من أبي الفتوح إسماعيل بْن علي الزينبي الطوسي بقزوين سنة عشرين وخمسمائة بسماعه عن ابن خلف عن المصنف.
مُحَمَّد بْن علي اليزداباذي أو جعفر الطبيب كان معروفا بالطب ماهرا في علومه توفي سنة خمس وخمسين وثلاثمائة بقزوين.
مُحَمَّد بْن علي النيسابوري سمع الأربعين في البسملة بقزوين سنة خمس وستين وخمسمائة من علي الرزبري عن الحجازي الفقيه عن
__________
1 قهندز معرب كهن دز بالفارسية معناها القلعة القديمة - راجع التعليقة.

(1/473)


أبي بكر أَحْمَد بْن أبي الخطاب الطبري مصنفه.
مُحَمَّد بْن علي الخطيب أبو نصر ومحمد بْن علي أبو سهل أخوه سمعا أبا الحسن القطان كتاب تعبير الرؤيا للإمام أبي حاتم مُحَمَّد بْن إدريس الحنظلي بسماعه منه وفيه حدثني مُحَمَّد بْن المثنى حدثني أَحْمَد بْن بشر حدثني ابن شبرمة قَالَ دخلت على ابن سيرين بواسط فما رأيت رجلا أجرأ على الرؤيا ولا أجبن في الفتيا منه.
محمد بن علي المقرىء سمع أبا مُحَمَّد عَبْد الواحد بْن عَبْد الماجد بْن عَبْد الواحد بْن عَبْد الكريم القشيري بقزوين سنة ثلاث وستين وخمسمائة أحاديث مخرجة من مسموعات أبي بَكْرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الشيروي بسماعه منه وهي في جزئين لطيفين وفيها حديثه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الصَّيْرَفِيِّ أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَعْقِلِيُّ أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَنْبَأَ أنس بن أياض عن هشام بْن عروة عن عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ طُبَّ حَتَّى أَنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ صَنَعَ الشَّيْءَ وما صنع. الحديث.
محمد بْن علي الغازي النسوي سمع القاضي الحسين بْن أَحْمَدَ بْن الحسين بْن بهرام بقزوين سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وكان من الصالحين.
مُحَمَّد بْن أبي علي بْن أَحْمَدَ الأصبهاني سمع أبا إسحاق الشحاذي سنة تسع وعشرين وخمسمائة بقزوين.
مُحَمَّد بْن أبي علي النوقاني الطوسي من أصحاب الإمام مُحَمَّد بْن يحيى كان له نظر في علم النظر والاشتغال به وشهرة فيه ورد قزوين فأكرم

(1/474)


ورغب في الإقامة بها وسمع بقزوين أبا الفضل الْكَرَجِيّ وأبا مُحَمَّد النجار وسمع تفسير أبي إسحاق الثعلبي من مُحَمَّد بْن المنتصر عن الفرخزادي عنه وتوفي ببغداد.
فصل
محمد بْن عمار بْن الحسن البزاز أبو الحسين روى عن أبي الحسين القطان وروى عنه مُحَمَّد بْن الحسين الحاجي البزاز في فوائده فقال أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ الْبَزَّازُ ثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَلَمَةَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَضْلِ الْخَزَّازُ ثَنَا عُبَيْدُ بْنُ صَدَقَةَ النَّصِيبِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "لا يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ قَائِمًا بِالْقِسْطِ حَتَّى ثَلَمَهُ رَجُلٌ مِنَ بَنِي أُمَيَّةَ".
مُحَمَّد بْن عمار بْن ماجة سمع أبا الحسن القطان يقول ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ وَبِشْرُ بْنُ مُوسَى ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم قال سمعت الصنائح الأحمشي يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: "أَلا أَنِّي أَفَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ وَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمِ فلا يقتلن بعدي".
فصل
مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ آزَادٍ القزويني سمع معاني القرآن لأبي زكريا يحيى ابن زياد الفراء من أبي الحسن بْن علي بْن عمر الصيدلاني بسماعه

(1/475)


من أبي العباس بن الأصم بنيسابور سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة عن مُحَمَّد بْن الجهم عن الفراء وسمع أيضا أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إسحاق الكيساني وقد يقال في نسبه مُحَمَّد بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ آزاد.
مُحَمَّد بْن عمر بْن بختيار المعروف بابن النواحة يتفقه ويحتسب سمع الإمام أبا الخير أَحْمَدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْد الجبار الخواري أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ أَنْبَأَ أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمَشٍ الْفَقِيهُ ثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرُّوذْبَارِيُّ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مَهْرُوَيْهِ الرَّازِيُّ ثَنَا أَبُو حَاتِمٍ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى أَنْبَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ قُرَّةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: "كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لا يُبْدَأُ فِيهِ بِالْحَمْدِ للَّهِ فَهُوَ أَقْطَعُ" قَالَ عُبَيْدُ الله: يعني أبتر.
محمد بْن عمر بْن بلويه الرازي سمع بقزوين النصف الأول من صحيح البخاري من القاضي إبراهيم الحميري سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
مُحَمَّد بْن عمر بْن أبي الحسن الفارسي النيسابوري أبو البركات الصوفي سمع الإمام أَحْمَد بْن إسماعيل بقزوين سنة سبع وأربعين وخمسمائة يحدث عن حيواتي المعروفة بدردانة بنت وجيه بْن طاهر الشحامي أنبأ مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدقاق أخبرني علي بْن أبي عامر الجرجاني ثنا أبو نصر مُحَمَّد بْن إبراهيم الهاروني ثنا يحيى بْن أَحْمَدَ المروروذي ثنا أبو النضر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الفضل ثنا أَحْمَد بْن منصور ثنا مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق الفسوي سمعت عبدان بْن مُحَمَّد الفقيه يقول: رأيت أبا يوسف يعقوب بْن سفيان في المنام فقلت ما فعل اللَّه بك؟ قال: غفر لي

(1/476)


وأمرني أن أحدث في السماء كما كنت أحدث في الأرض فأجتمع على الملائكة واستملي على جبرئيل عليه السلام وكتبوا بأقلام من ذهب.
مُحَمَّد بْن عمر بْن الحسين بْن الحسن أبو عَبْد اللَّه الخطيب المكي ثم الرازي صاحب اليد الطولى في أصول الكلام وعلوم الأوائل وافر التصرف والتصنيف والاعتراض على الحكماء والمتكلمين انتشرت مؤلفاته في البلاد واعترف أهل العصر له بالتبريز والتقدم في الفنون واشتهر فضله حتى أسرف في شأنه مسرفون وكان أبوه خطيبا بالري متكلما فصيحا وورد هو قزوين في أول شبابه ويكلم في مجلس النظر وأتذكر أني أحضرت ذلك المجلس على سبيل النظارة وأنا صغير.
ثم سافر إلى خراسان وخوارزم وما وراء النهر ووجد عند كبرائها وسلاطينها الرفعة والجاه التام وكثرت تلامذه وأصحابه ولم ألقه بعد ما فارق قزوين وأخبرني الإمام مُحَمَّد بْن أبي سعد الوزان رحمه اللَّه أنه حين دخل الري في صحبه سلطان خوارزم تفحص عن حالي غير مرة وكان يحسب أنني مقيم هناك ويحب أن يكون بيننا تلاف وصنف أيضا في تفسير القرآن وفي أصول الفقه والنحو وغيرها وطول كتابه في التفسير وأكثر فيه من كل فن وكان قد طالع حين دخل الري من تفسير والدي رحمه اللَّه مجلدات.
رأيت كتابا كتبه بعد ما رجع إلى خراسان إلى الإمام مُحَمَّد بْن أبي سعد الوزان رحمه اللَّه سأله في أن يكتب له تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} . من كتاب والدي وينفذه إليه

(1/477)


ليورد منه ما شاء في مجموعة وكتب في آخر سورة يوسف عليه السلام من تفسير الكبير لنفسه في مرثية ولده مُحَمَّد وذكر أنه فرغ من تفسير السورة في شعبان سنة إحدى وستمائة:
فلو كانت الأقدار منقاذة لنا ... فديناك من حماك بالروح والجسم
ولو كانت الأملاك تأخذه رشوة ... خضعنا لها بالرق في الحكم والاسم
سأبكي عليك العمر بالدم دائما ... ولم أنحرف عن ذاك في الكيف والكم
سلام على قبر دفنت بقرية ... أتحفك الرحمن بالنعم العم
وقد هم قلبي جعل جفني مدفنا ... لجسمك إلا أنه أبدا يهمي
حياتي وموتي واحد بعد بعدكم ... بل الموت أولى من مداومة الغم
توفي بهراة يوم عيد الفطر على ما حكى سنة ست وستمائة.
مُحَمَّد بْن عمر بْن الحسين أبو الحسن الفقيه سمع أبا سليمان محمد ابن سليمان بْن يزيد جزأ من حديث مُحَمَّد بْن جحادة برواية أبي سليمان عن القاضي أبي بكر الحبال وهو الذي جمع وأجاز له أبو علي الحسن بْن مُحَمَّد بْن عبيد اللَّه بْن النضر المحمى النيسابوري.

(1/478)


مُحَمَّد بْن عمر بْن خليفة البوسهيلي أبو خليفة فقيه عدل مشتغل بما يعنيه كان يكتب الشروط سمع عَبْد اللَّه بْن إسماعيل الجرجاني وغيره وأجاز له جماعة من شيوخ أصبهان منهم مُحَمَّد بْن عَبْد الخالق الجوهري ومحمد بْن أبي نصر القاشاني وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن أبي الفتح الخرمي توفي في رجب سنة اثنتي عشرة وستمائة.
مُحَمَّد بْن عمر بْن عَبْد اللَّه بْن زاذان أبو الحسن الزاذاني من شيوخ قزوين سمع بكرا الشافعي وأبا منصور القطان وغيرهما وسمع ببغداد ابن المظفر وابن لؤلؤ الوراق وبحر جرايا أبا بكر المفيد وبواسط ابن السقاء الحافظ وحدث عنه أبو سعد السمان في معجم شيوخه فقال ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْن عمر بْن عَبْد اللَّه بن زاذان بقراأتي عَلَيْهِ بِقَزْوِينَ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ سَوَّارٍ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَعْرُوفُ بِحَمُّوَيْهِ الطَّيَالِسِيُّ ثَنَا أَبُو الْيَدِ الطيالسقي ثَنَا زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى فِي ثَوْبٍ بَعْضُهُ عَلَيَّ توفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ذكره الخليل الحافظ في التاريخ وقال في الإرشاد سنة ثمان.
مُحَمَّد بْن عمر بْن عَبْد اللَّه بْن زاذان أبو منصور أخو الأول وكان أصغر منه سَمِعَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صالح بياع الحديد وأبا عَبْد اللَّه بْن إسحاق وسمع ببغداد الدارقطني وابن شاهين وبالموصل نصر بْن أَحْمَدَ صاحب أبي يعلى وبالري علي بْن عمر الفقيه وعلي بْن مُحَمَّد المرزي وتوفي في شبابه سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.

(1/479)


مُحَمَّد بْن عمر بْن عَبْد اللَّه الأبهري المعروف بالشامي سمع فضائل قزوين لأبي يعلى الحافظ بها من أبي سليمان أَحْمَد بْن حسنويه الزبيري سنة خمسين وخمسمائة.
مُحَمَّد بْن عمر بْن أبي العباس النيسابوري سمع بقزوين فضائلها للخليل الحافظ من القاضي عطاء اللَّه بْن علي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
مُحَمَّد بْن عمر أبي المكارم بْن العراقي البكري أبو سعد القزويني تفقه بقزوين ثم بنيسابور وخوارزم وما وراء النهر وسمع الحديث الكثير بنيسابور مع والدي رحمهما اللَّه من أبي عثمان العضائدي وعمر الصفار وعَبْد الرحمن الأكاف وغيرهم وسمع بخوارزم وغيرها وكان يحفظ بعض الطرق في الخلاف وتحصل عنه إفادة واستفادة وكان سليم القلب سهل الأخلاق لين الجانب بعيدا عن الشحناء وتوفي في المنتصف من رجب سنة تسع وستمائة وهو آخر من مات بقزوين من أصحاب الإمام مُحَمَّد بْن يحيى بل بعامة بلاد العراق وتفقه عليه جماعة وسمع منه الحديث.
مُحَمَّد بْن عمر بْن علي الأصبهاني سمع الوسيط في التفسير للواحدي بقزوين من القاضي عطاء اللَّه بْن علي.
مُحَمَّد بْن عمر بْن يوسف بْن أبان أبو عَبْد اللَّه القزويني كان من الفقهاء المعتبرين وأصحاب الجاه وهو من معاصري القاضي أبي مُحَمَّد العميري اعتقل معه سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْن سلم بْن البراء بْن سبورة بن سيار القاضي

(1/480)


أبو بكر الجعابي التميمي من الحفاظ المعروفين روى عن الفضل بْن الحباب وجعفر بْن مُحَمَّد الفريابي ومحمد بْن الحسن بْن سماعة الحضرمي ومحمد ابن إبراهيم بْن زياد الرازي والهيثم بْن خلف الدوري وأحمد بْن الحسن الصوفي وروى عنه الدارقطني وابن شاهين وأبو نعيم الحافظ وأبو الحسن بْن رزقويه وورد قزوين وأملى بها مدة وسمع منه الناس وحضر مجلس إملائه ميسرة بْن علي وهو أكبر سنا منه توقيرا له وأودع أماليه أحاديث في فضل قزوين وذكر جماعة من المعروفين وردوها وولدوا بتا.
يقال أنه وقع بينه وبين جماعة من علمائها خصومة وخشونة في الكلام فخرج إلى قرية فاسخين أياما وذكر أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ أنه صحب أبا العباس بْن عقدة وعنه أخذ الحفظ وأن له تصانيف في الأبواب والشيوخ ومعرفة الأخوة والأخوات وتواريخ الأمصار وأنه كان إماما في المعرفة بعلل الحديث وثقات الرجال وضعفائهم وأسمائهم وكناهم وأوقات وفاتهم وقد انتهى إليه هذا العلم في آخر عمره حتى لم يبقى في زمانه من لم يتقدمه فيه الدنيا.
قَالَ: سألت البرقاني عنه فقال ثنا عنه الدارقطني وكان صاحب غرائب ومذهب في التشيع معروف ولكن ما سمعت في حديثه وسماعه إلا خيرا وقال الخطيب حدثني الحسن بْن مُحَمَّد الأشقر سمعت القاضي أبا عمر بْن القاسم بْن جعفر الهاشمي سمعت الجعابي يقول احفظ أربعمائة ألف حديث وأذاكر بمائة ألف حديث قَالَ: وحدثني عبيد اللَّه بن أبي الفتح
ش

(1/481)


ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ الأسترابادي سمعت أبا القاسم إبراهيم بن إسماعيل المصري باستراباد يقول كنا بأرجان مع الأستاذ الرئيس أبي الفضل بْن العميد في مجلس شرابه ومعنا أبو بكر الجعابي الحافظ يشرب فأتي بكأس بعد ما ثمل قليلا فقال لا أطيق شربه.
ياخليلي جنباني الرحيقا ... إنني لست للرحيق مطيقا
فقال الأستاذ ولم وهي تجلب الفرح وتنقي الترح فقال:
قد تيقنت أنها تطرد الهم ... وتكفي إلى السرور طريقا
غير أني وجدت للكأس نارا ... تلهب الجسم والمزاج الرقيقا
فإذا ما جمعتها ومزاجي ... وحرقته بنارها تحريقا
قَالَ الحاكم أبو عَبْد اللَّه الحافظ في تاريخه: سمعت أبا علي النيسابوري الحافظ يقول ما رأيت في المشائخ أحفظ من عبدان ولا رأيت أحفظ الحديث من أهل الكوفة من أبي العباس بْن عقدة ولا رأيت في أصحابنا أحفظ من أبي بكر الجعابي ولد الجعابي سنة أربع وثمانين ومائتين ومات ببغداد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
مُحَمَّد بْن عمر الخياط سمع أبا عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن علي بن عمر المعسلي جزأ من حديثه في فضائل علي رضي اللَّه عنه وفيه حَدَّثَنِي أبي ثنا إسحاق ابن إِبْرَاهِيمَ الصَّنْعَانِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ ثَنَا مَعْمَرُ بْنُ راشد عن قتادة

(1/482)


عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: "حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ". وسمع مُحَمَّد بْن عمر أيضا أبا حفص عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْن زاذان.
مُحَمَّد بْن عمر الصفار سمع أبا الفتح الراشدي في كتاب التفسير من صحيح مُحَمَّد بْن إسماعيل البخاري حدثني بسر بْن خالد ثنا مُحَمَّد بْن جعفر عن شعبة عن سليمان سمعت أبا الضحى يحدث عن مسروق عن خباب رضي اللَّه عنه قَالَ: كنت قينا في الجاهلية وكان لي دين على العاص بْن وائل السهمي قَالَ: فأتاه يتقاضاه فقال لا أعطيك حتى تكفر بمحمد فقال: والله لا أتكفر حتى يميتك اللَّه ثم يبعثك قَالَ: فذرني حتى أموت ثم أبعث فسوف أوتى مالا وولدا فأقضيك قرأت هذه الآية: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً} . الآية.
مُحَمَّد بْن عمر القضاعي المقرىء سمع القاضي عطاء اللَّه بْن علي مجلس إملاء من أستاذ أبي القاسم القشيري سنة إحدى وأربعين وخمسمائة في الجامع بقزوين بسماع القاضي من عَبْد المنعم القشيري عن الأستاذ وأنشد الأستاذ لنفسه في ذلك الإملاء:
من عرف الأقدار من ربه ... ساعده النجح وداتاه
وظل في برد الرضا رافدا ... منفلتا من ضر شكواه

(1/483)


محمد بْن عمران ابن الجنيد الدشتكي الرازي أبو بشر ورد قزوين وحدث عن شحيب بْن مُحَمَّد الهمداني وعن عَبْد السلام بْن عاصم روى عنه ميسرة بْن علي القزويني في مشيخته وحدث الْخَلِيلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ عن علي بْن أَحْمَدَ بْن صَالِحٍ ثَنَا أَبُو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدَّشْتَكِيُّ بِقَزْوِينَ ثَنَا شُحَيْبُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا سُلْيَمَانُ بْنُ عِيسَى ثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وآله وَسَلَّمَ: "تَدَافَنُوا مَوْتَاكُمْ وَسَطَ الصَّالِحِينَ فَإِنَّ الْمَيِّتَ يَتَأَذَّى بِجَارِ السُّوءِ كَمَا يَتَأَذَّى الْحَيُّ بِجَارِ السُّوءِ". قَالَ الْخَلِيلُ غَرِيبٌ جِدًّا مِنْ حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ لا تُوجَدُ فِي الدُّنْيَا إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ وَهُوَ مِنْ سُؤَالاتِ حَدِيثِ قَزْوِينَ وَشُحَيْبٌ بِضَمِّ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَبِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ كَذَلِكَ ذَكَرَهُ الأَمِيرُ أبو نصر ابن ماكولاء.
محمد بْن عمران المعروف بحمكى القزويني من متكلمي البخارية حكى عنه الحسين المعروفي في كتابه المعروف الكفاية في الكلام أشياء والمعروفي بخاري أيضا
فصل
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ أَحْمَدَ أبو عمر القزويني موصوف بالحفظ سمع يوسف بْن يعقوب القزويني وروى عنه تمام بْن مُحَمَّد الرازي بدمشق أَنْبَأَنَا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّلَفِيُّ بِالإِجَازَةِ الْعَامَّةِ أَنْبَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَدَ بْن إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيُّ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ أَنْبَأَ أَبُو زكريا عبد الرحيم

(1/484)


ابن أَحْمَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ إِسْحَاقَ الْبُخَارِيُّ الْحَافِظُ بِمِصْرَ أَنْبَأَ أَبُو القاسم تمام ابن محمد بْن عَبْد اللَّهِ الرَّازِيُّ بِدِمَشْقَ أَنْبَأَ أَبُو عُمَرَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ أَحْمَدَ الْقَزْوِينِيُّ الْحَافِظُ بِبَيْتٍ لَهَا.
ثَنَا أَبُو عَمْرٍو يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَزْوِينِيُّ بِقَزْوِينَ ثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْوَصَّافِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: "مَنِ اشْتَاقَ إِلَى الْجَنَّةِ سَابَقَ إِلَى الْخَيْرَاتِ وَمَنْ أَشْفَقَ مِنَ النَّارِ لَهَى عَنِ الشَّهَوَاتِ وَمَنْ تَرَقَّبَ الْمَوْتَ صَبَرَ عَنِ اللَّذَّاتِ وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا هَانَتْ عَلَيْهِ الْمُصِيبَاتُ".
مُحَمَّد بْن عيسى بْن سلمة أبو بكر الزيات القاضي الرازي سمع منه بقزوين سنة ست عشرة وثلاثمائة التفسير رواية مُحَمَّد بْن أبان عن عَبْد الرحمن بْن جابر ويحيى بْن آدم عن جويبر عَنِ الضَّحَّاكِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بروايته عن إبراهيم بْن عَبْد المؤمن القيسي عن مُحَمَّد بْن أبان وذكر أن الزيات استقضى بقزوين سنة ثمان وتسعين ومائتين.
مُحَمَّد بْن عيسى بْن مُحَمَّد بْن حربويه بْن عيسى القزويني أبو عمر الكرومي روى عن علي بْن عمر الصيدلاني وأحمد بْن الحسن بْن ماجة حدث عنه ناصر بْن أَحْمَدَ الفارسي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة وأبو سعد إسماعيل بْن علي السمان الحافظ فقال في مشيخته: ثَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عيسى ابن حَرْبَوَيْهِ الْقَزْوِينِيُّ ابْنُ أُخْتِ هَارُونَ بن علي بقراأتي عَلَيْهِ فِي مَسْجِدِ مُرَادٍ بِقَزْوِينَ ثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الصَّيْدَلانِيُّ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إبراهيم

(1/485)


الدَّيْرِيُّ بِصَنْعَاءَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عن معمر عن الرهرى عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَمِيصًا أَبْيَضَ فَقَالَ أَجَدِيدٌ قَمِيصُكَ هَذَا أَمْ غَسِيلٌ قَالَ بَلْ غَسِيلٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "الْبَسْ جَدِيدًا وَعِشْ حَمِيدًا وَمُتْ شَهِيدًا وَيَرْزُقُكَ اللَّهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ" قَالَ: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَنْبَأَ عَلِيُّ بْن عبيد اللَّه بْن بابويه بقراأتي على سنة أربع وثمانين وخمسمائة أَنْبَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَمْدَوِيُّ أَنْبَأَ أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضْلَكَانَ أَنْبَأَ أَبُو سَعْدٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ السَّمَّانُ.
قَالَ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَرْبَوَيْهِ بن عيسى القزوني بِقَزْوِينَ حَدَّثَكُمْ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ الصَّيْدَنَانِيُّ ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الطَّبِيبِ الصَّنْعَانِيُّ بِصَنْعَانَ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرحيم ابن شَروس عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ مِنْ إِنَاءٍ هُوَ الْفَرَقُ مِنَ الْجِنَابَةِ.
مُحَمَّد بْن عيسى بْن موسى الصفار أبو عَبْد اللَّه القزويني أحد الفضلاء المذكورين بقزوين سمع أباه ويحيى بْن عَبْد الأعظم وأباه عَبْد اللَّه بْن ماجة وأقام عند أبي حاتم الرازي مدة يأخذ عنه روى عنه علي بْن أَحْمَدَ بْن صالح وغيره توفي سنة ست وثلاثمائة وقيل سنة سبع قَالَ الخليل الحافظ وكان ثقة متفقا عليه.

(1/486)


مُحَمَّد بْن عيسى بْن وهسودان أبو بكر الجبلي حدث بقزوين روى عنه أبو الفتح الراشدي والخليل الحافظ وعَبْد اللَّه بْن أَحْمَدَ بْن روزبه الفارسي الهمداني أَخْبَرَنَا عَنْ كِتَابِ أَبِي مَنْصُورٍ المقومي عن أبي الفتح الراشدي أَنْبَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ وهسودان ثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ السَّرْخَسِيُّ ثَنَا الْبِرْتِيُّ الْقَاضِي ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ شِبْلٌ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قَالَ: خَمْسٌ لا يَحْسُنَّ مِنْ خَمْسَةٍ وَخَمْسٌ لا تَحْسُنَّ إِلا بِخَمْسٍ فَأَمَّا الْخَمْسُ الَّتِي لا تَحْسُنُ مِنْ خَمْسَةٍ لا يَحْسُنُ الْكَذِبُ مِنَ الأُمَرَاءِ وَلا الْبُخْلُ مِنَ الأَغْنِيَاءِ وَلا الطَّمَعُ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَلا السَّفَهُ مِنَ العلماء ولا البطس مِنْ ذَوِي الْمَقْدِرَةِ وَخَمْسٌ لا يَحْسُنَّ إِلا بِخَمْسٍ لا يَحْسُنُ الْجَمَالُ إِلا بِخِفَّةِ الرُّوحِ وَلا يحسن الْعِبَادَةُ إِلا بِالْعِلْمِ وَلا يَحْسُنُ الْعِلْمُ إِلا بِالْوَرَعِ وَلا يَحْسُنُ الْغِنَى إِلا بِالأَفْضَالِ وَلا يَحْسُنُ الْعَفْوُ إِلا عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ وقال الخليل الحافظ: أنشدني أبو بكر مُحَمَّد بْن عيسى بْن وهسودان الجيلي المالكي أنشدنا أبو علي عيسى بْن مُحَمَّد الطوماري ببغداد أنشدنا أبو بكر بْن أبي الدنيا:
فلا تجزع وإن أعسرت يوما ... فقد أيسرت في الزمن الطويل
ولا تيأس فإن اليأس كفر ... لعل اللَّه يغني عن قليل
ولا تظنن بربك ظن سوء ... فإن اللَّه أولى بالجميل

(1/487)


الأحسن أن يقال لئن أعسرت وقال أبو بكر عَبْد اللَّه بن أحمد ابن روزبه الفارسي في كتاب التبصر والتذكر من جمعه أنشدنا أبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ وهسودان بهمدان أنشدنا أبو بكر أَحْمَد بْن سيار القاضي لنفسه:
لا تستهن عالما وإن قصرت ... أحواله في لحاظ رامقه
وانظر إليه بعين ذي أدب ... مهذب الرأي في طرائقه
فالمسك بيننا تراه ممتهنا ... بفهم عطاره وساحقه
حتى تراه في عارضي ملك ... وموضع التاج من طرائقه
محمد بْن عيسى أبو جعفر سمع أبا الحسن القطان بقزوين في الطوالات له أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا ابْنُ الأَصْبَهَانِيُّ أَنْبَأَ شَرِيكٌ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ قَالَ فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ مَا لَقِيتُهُ مِنْ أُمَّتِهِ مِنَ الأَوَدِ وَاللَّدَدِ فَلَمْ أَزَلْ أَشْكُو حَتَّى بَكَيْتُ ثُمَّ انْتَهَيْتُ أَوِ انْتَبَهْتُ قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَغَدَوْتُ إِلَيْهِ كَمَا كُنْتُ أعدو قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا فِي السُّوقِ عِنْدَ الْخَزَّازِينَ سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ: قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ.
مُحَمَّد بْن عيسى سمع أبا الفتح الراشدي في كتاب التوحيد من

(1/488)


صحيح البخاري ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: "يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: "وَإِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْمَلَ حَسَنَةً فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا له بعشر أمثالها إلى سبعمائة".
مُحَمَّد بْن عيسى الصوفي أبو بكر من المذكورين والمعتبرين في البلد توفي سنة تسع وستين وثلاثمائة ويمكن أن يكون هو مُحَمَّد بْن عيسى القصار القزويني الذي أدرجه الشيخ أبو عَبْد الرحمن محمد بن الحسين ابن موسى السلمي في تاريخ الصوفية.
مُحَمَّد بْن عيسى القزويني روى عنه أبو زكريا مُحَمَّد بْن أياس الأزدي في تاريخ الموصل من جمعه وهو ممن يروى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ ابن حنبل وأقرانه فقال حدثني مُحَمَّد بْن عيسى القزويني عن إبراهيم بْن هشام بْن يحيى بْن يحيى الغساني عن أبيه عن جده قَالَ: ولاني عمر بْن عَبْد العزيز الموصل فكانت أكثر بلاد اللَّه سرقا ونقبا فكتبت إلى عمر ابن عَبْد العزيز آخذ بالتهمة أو آخذ بالعدول فكتب إلي أن خذ بالبينة العادلة يمكن أن يكون مُحَمَّد بْن عيسى هذا أحد المذكورين من قبل.
مُحَمَّد بْن عيسى القصبري أبو الفرج سمع بعض الرسالة من الأستاذ أبي القاسم القشيري من أبي الفضل إسماعيل بْن مُحَمَّد الطوسي بقزوين ومما سمع باب الفقراء إلى باب أحوالهم في الخروج من الدنيا

(1/489)