التكملة لكتاب الصلة
حرف الْبَاء
بَاب بَكْر
575 - بَكْر بْن سوَادَة بْن ثُمامة الجذامي يكنى أَبَا ثُمَامَة وجده
صَحَابِيّ وَكَانَ بَكْر فَقِيها كَبِيرا من التَّابِعين روى عَنِ
الصَّحَابَة عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ وَقيس بْن
سَعْد بْن عبَادَة وَسَهل بْن سَعْد السَّاعِدِيّ وسُفْيَان بن وهب
الْخَولَانِيّ وحيان بن بج الصدائي وَأبي ثَوْر الفهمي وَأبي عميرَة
الْمُزنِيّ وروى أَيْضا من التَّابِعين عَنْ سَعِيد بْن المُسَيّب
وَأبي سَلَمَة بْن عَبْد اللَّه وَعُرْوَة بْن الزُّبَيْر وَجَمَاعَة
سواهُم يطول عدهم وَيكثر سردهم مِنْهُم ربيعَة بْن قيس الجَملي وَأَبُو
عَبْد الرَّحْمَن الجُبلي وَزِيَاد بْن نُعَيْم الحضْرميّ وسُفْيَان
بْن هاني الجيْشاني وَسَعِيد بْن شَمِرٍ السَّبائي وَعبد اللَّه بْن
المستوْرِد بْن شَدَّاد الفِهري وَعبد الرَّحْمَن بْن أَوْس الْمُزنِيّ
وَزِيَادَة بْن ثَعْلَبَة البلوي وشيبان بْن أُميَّة القِتْباني وعامر
بْن ذريح الحِمْيريّ وعُمير بْن الْفَيْض اللَّخْميّ وَأَبُو حَمْزَة
الْخَولَانِيّ وعياض بن فروخ الْمعَافِرِي وَمُسلم بْن مَخْشي
المُدْلجي وهاني بْن مُعَاوِيَة الصَّدَفِي وَغَيرهم من اشْتَمَل عَلَى
ذكرهم تَارِيخا أبي القَاسِم بْن عَبْد الحكم وَأبي سَعِيد بْن يُونُس
ومنهما نقلت أَكثر مَا هُنَا من خَبره روى عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن
لَهِيعَة وَعَمْرو بْن الْحَرْث وجعفر بْن ربيعَة وَأَبُو زُرْعة بْن
عَبْد الحكم الإفْرِيقِي وَغَيرهم قَالَ ابْن يُونُس وقرأته بِخَط ابْن
مفرج القَاضِي تُوُفّي بأفريقية فِي خلَافَة هِشَام بْن عَبْد الْملك
وَقيل بل غرق فِي مجَاز الأندلس سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة قَالَ
وجده ثُمَامَة من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَله بِمصْر حَدِيث رَوَاهُ عَمْرو بْن الْحَرْث وَقَالَ
أَبُو بَكْر عَبْد اللَّه بْن
(1/176)
مُحَمَّد الْمَالِكِي القيرواني فِي
تَارِيخه الَّذِي سَمَّاهُ رياض النُّفُوس وَذَكَرَ بكرا هَذَا كَانَ
أحد الْعشْرَة التَّابِعين يَعْنِي الموجهين إِلَى إفريقية من قَبْلَ
عُمَر بْن عبد الْعَزِيز فِي خِلَافَته ليفقهوا هَل إفريقية ويعلموهم
أَمر دينهم قَالَ وَأَغْرِبْ بِحَدِيثٍ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ
لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُهُ فِيمَا عَلِمْتُ حدَّث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
لَهِيعَةَ عَنْهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ عَلَى رَأْسِ
مِائَتَيْنِ فَلاَ تَأْمُرْ بِمَعْرُوفٍ وَلا تَنْهَ عَنْ مُنْكَرٍ
وَعَلَيْكَ بِخَاصَةِ نَفْسِكَ وَحكى الْمَالِكِي أَيْضا عَنْ أبي
سَعِيد بْن يُونُس قَالَ كَانَ فَقِيها مفتيًا سكن القيروان وَكَانَت
وَفَاته كَمَا تَقَدَّمَ وَذكره الْحميدِي فِي الداخلين إِلَى الأندلس
وَلم يذكرهُ ابْن الفَرَضيّ
576 - بَكْر بْن عِيسَى الكِنَانيّ من أَهْل قرطبة كَانَ من أَهْل
الْعلم باللغة وَكَانَ الْغَايَة فِي الفصاحة حَتَّى ضرب بِهِ الْمثل
بالأندلس فَقيل أفْصح من بَكْر الكِنَانيّ وَكَانَ شَاعِرًا مجيدًا
وَأدْركَ أيّام الْأَمِير الحكم بْن هِشَام وَفِي خبر عَبَّاس بْن
نَاصح الشَّاعِر حِين توجّه من قرطبة إِلَى بَغْدَاد وَلَقي الْحَسَن
بْن هَانِئ أَنَّهُ قَالَ لَهُ فِي حَدِيث طَوِيل أَنْشدني لأبي الأجرب
قَالَ فَأَنْشَدته ثُمَّ قَالَ أَنْشدني لبكر الْكِنَانِي فَأَنْشَدته
ذكره الزَّبِيديّ وَفِيه عَنْ غَيره
577 - بَكْر بْن عَبْد الرَّحِيم من أَهْل قرطبة مَعْدُود فِي أَصْحَاب
بَقِي بْن مخلد ومذكور فِي السامعين مِنْهُ والآخذين عَنْهُ
577 - بَكْر بْن الْحَسَن بْن بَكْر بْن غَرِيب القَيْسيّ يعرف بِابْن
السِّماد من أَهْل قرطبة كَانَ وراقًا حَسَن الْخط وَكتب علما كثيرا
وَلَا أعلم لَهُ رِوَايَة وَقد وقفت عَلَى بَعْض مَا كتب فِي سنة
ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَفِي حَيَاة أَبِيه الْحَسَن وَكَانَ
أَيْضا وراقًا وَذكره ابْن بشكوال
579 - بَكْر بْن خَلَف بْن سَعِيد بْن عبد الْعَزِيز بْن كوثر الغافقي
من أَهْلَ إشبيلية يكنى أَبَا عَمْرو لَهُ رِوَايَة عَنْ مَشيخة بَلَده
وَسَمَاع من عَبّاد بْن سِرْحان وَغَيره وَكَانَ فَقِيها عَلَى مَذْهَب
أَهْل الظَّاهِر لَا يرى التَّقْلِيد أديبًا شَاعِرًا وَله فِي
الْأَخْذ بِالْحَدِيثِ والتعويل عَلَيْهِ واطراح الرَّأْي وَاجْتنَاب
الْعَمَل قصيدةً طَوِيلَة رَوَاهَا عَنْهُ ابْن عَبْد اللَّه بْن بَكْر
وَقد
(1/177)
سَمعتهَا من بَعْض أَصْحَابنَا وَوجدت
الْأَخْذ عَنْهُ بإشبيلية وَفِي مَسْجده مِنْهَا مؤرخا بِسنة خمس
وَخَمْسمِائة وَفِي السَّماعِّيين من أبي عَلِيّ الغساني بَكْر بْن
خَلَف بْن مُحَمَّد بْن كوثر الْعَبدَرِي وَلَا أعرفهُ
وَمن عرف بكنيته
580 - أَبُو بَكْر السلالجي أَحْسبهُ قرطبيًا رَحل إِلَى الْمشرق مَعَ
أبي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن الْخَولَانِيّ وَأبي
الفَرَج عُبدوس بْن مُحَمَّد الطليطلي وَأبي عُثْمَان سَعِيد بْن
أَحْمد بْن خَالِد التَّاجِر وَغَيرهم فِي سنة إِحْدَى وَسبعين
وثلاثمائة فَسَمِعُوا بالقيروان من أبي مُحَمَّد بْن أبي زَيْد وَأبي
جَعْفَر بْن دَحْمون وَجَمَاعَة وَكَتَبُوا أَيْضا عَنْ أبي بَكْر بْن
المهندس وَابْن سِدرة وَالْحسن بْن إِسْمَاعِيل الضَّراب وَغَيرهم من
برنامج الْخَولَانِيّ الْمُسَمّى بالاستذكار
581 - أَبُو بكر الزُّهْرِيّ الزَّاهِد من أهل تطيلة من الثغر
الْأَعْلَى يعرف بالطفشي حكى عَنهُ خلف بن نَاصِر السبتي من تَارِيخ
ابْن عفيف
582 - أَبُو بكر بن مزين يحدث عَنْهُ أَبُو العَاصِي حكم بْن مُحَمَّد
الجذامي وَعَن أبي عُمَر الطلمنكي مَعَه
583 - أَبُو بَكْر بْن الرميمي من أَهْل المرية يرْوى عَنْ أبي
الْحَسَن عَلِيّ بْن مُعَاذِ روى عَنْهُ أَبُو القَاسِم عَبْد
الرَّحْمَن بْن مَالك قَرَأت ذَلِكَ بِخَط ابْن حُبيش وَقد حكى عَنْهُ
أَبُو بَكْر بْن أبي الْفَيَّاض فِي تَارِيخه وَكَانَ يعرف بالأمين
رَحمَه اللَّه
584 - أَبُو بَكْر بْن سهل يعرف بالبُلْجانِي أَخذ بوادي الْحِجَارَة
الْعَرَبيَّة والآداب عَنْ أبي الْعَيْش معمر بن معذل وَكَانَ من كبار
تلاميذه ذكره ابْن عُزَير
585 - أَبُو بَكْر بْن حزم من أَهْل إشبيلية كَانَ من أَهْل الْأَدَب
والعربية معلما بهَا وَعنهُ أَخذ أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن الْوَلِيد
الطرطوشي حكى ذَلِكَ فِي فَوَائده
586 - أَبُو بَكْر المرشاني من أَهْل إشبيلية أَخذ بقرطبة عَنْ أبي
القَاسِم الإفليلي وَأبي عُثْمَان الفريشي النَّحْوِيّ وَأبي بكر مُسلم
بن أَحْمد وَأخذ أَيْضا عَنْ أبي الْفتُوح الجُرْجانيّ وَكَانَ من
أَهْل الْعَرَبيَّة والآداب قَائِما عَلَيْهَا متحققًا بهَا أَخذ عَنْه
أَبُو الْحَسَين بْن
(1/178)
الطراوة وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الْبَراء
من أَهْل الجزيرة الخضراء وسواهما أَكْثَره عَنِ القَاضِي عِيَاض
587 - أَبُو بَكْر بْن عَبْد الجَبَّار من أَهْل شلب يحدث عَنْهُ أَبُو
بَكْر بْن فَنْدِلَة
588 - أَبُو بَكْر بْن حَزْمِين يروي عَنِ ابْن بابْشاذ حدَّث عَنْهُ
أَبُو بَكْر بْن مُحرز البطليوسي
589 - أَبُو بكر بن مَقَيُوس من أَهْل المرية لَهُ رِوَايَة عَنْ أبي
عَلِيّ الغساني حدَّث عَنْهُ بالموطأ من طَرِيقه أَبُو عَبْد اللَّه
مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الْملك العذري وَكَانَ فَقِيها
مشاوَرًا
590 - أَبُو بَكْر بْن لؤَي الزَّاهد من أَهْل إشبيلية كَانَ هُوَ
وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الْمُجَاهِد والخطيب أَبُو الحكم بْن حجاج
وَأَبُو عَبْد اللَّه بْن الزَّجّاج نمطًا وَاحِدًا فِي الْعِبَادَة
والورع وَالْعلم ذكره أَبُو بَكْر بْن قسوم وحدَّث عَنْهُ هُذَيْل بْن
مُحَمَّد الإشبيلي 591 أَبُو بَكْر بْن حزم حدَّث عَنْهُ أَبُو عَبْد
اللَّه بْن مُعَاذِ الفلنقي وَهُوَ غَيْر الْمَذْكُور فِي هَذَا
الْبَاب
592 - أَبُو بَكْر بْن خَشْرم الْعَبْسِي من أَهْل إشبيلية وَأحد
الْأَئِمَّة فِي عَلَمُ الْعَرَبيَّة حكى عَنْهُ أَبُو الْحَسَن بن
خروف فِي شَرحه لكتاب سِيبَوَيْهٍ وَفِي بَاب الِابْتِدَاء مِنْهُ وروى
عَنْهُ أَبُو عَمْرو فضل بْن عَبْد الْملك الموروري وَأَبُو القَاسِم
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أبي هَارُون وَغَيرهمَا
593 - أَبُو بَكْر بْن سُلَيْمَان بْن سَمْحُون الْأَنْصَارِيّ من
أَهْل قرطبة اسْمه كنيته أَخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي القَاسِم بْن رضَا
والعربية والآداب عَنْ أبي الْحُسَيْن بْن الطراوة صَحبه طَويلا
وبتلميذ أبي الطراوة اشتهرت مَعْرفَته وَكَانَ يغلو فِي الثَّنَاء
عَلَيْهِ وَكَانَ يَقُولُ مَا يجوز عَلِيّ الصِّرَاط أعلم بالنحو
مِنْهُ وَأخذ أَيْضا عَنْ أبي القَاسِم بْن الأبرش
(1/179)
وَسمع من أبي مُحَمَّد بْن عتاب وَكَانَ
يقرئ الْقُرْآن وَيعلم بِالْعَرَبِيَّةِ مَعَ الْمُشَاركَة الْحساب
أَخذ عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بْن مضاء وَأثْنى عَلَيْهِ بِحسن
التَّعْلِيم وجودة التفهيم وَأَبُو مُحَمَّد عَبْد الْحق بْن مُحَمَّد
الخزرجي وَأَبُو القَاسِم بْن بَقِي شَيخنَا وَغَيرهم وتُوُفيّ بقرطبة
من عِلّة خدر طاولته سنة ثَلَاث وستِّين وَخَمْسمِائة ودُفِن بمقبرة أم
سَلَمَة وَقَالَ ابْن مضاء تُوُفّي سنة أَربع وستِّين وَحكى أَنَّهُ
تولي الصَّلاة عَلَيْهِ عَلَى شَفير قَبْرة
594 - أَبُو بَكْر الغافقي من أَهْل إشبيلية وقاضيها وَكَانَ من أَهْل
الْعلم والنباهة وَحضر مُقام أَمِير الغرب بِالْجَبَلِ عِنْدَ
إِجَازَته بالبحر وَكَانَ أحد الوافدين عَلَيْهِ فِي سنة خمس
وَخَمْسمِائة وَبعده وَلَيْسَ قَضَاء إشبيلية أَبُو القَاسِم الحَدفي
وَتُوفِّي فِي نَحْو السّبْعين وَخَمْسمِائة
595 - أَبُو بَكْر بْن إِسْمَاعِيل من أهل قاشتتره عمل قرطبة لَهُ
رِوَايَة عَنْ أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ لقِيه بإشبيلية وَأخذ عَنْهُ
بهَا جَامع التزمذي وبقراءته إِيَّاه سَمِعَ أَبُو بَكْر بْن خَيّر
نصفه الأوّل وَلَا أعلمهُ حدَّث
596 - أَبُو بَكْر الْمُعَرّف بالسُّلاقي من أَهْل إشبيلية وَسكن
مَرّاكُش كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ والآداب وموصوفا بالصلاح
وَالْفضل أَقرَأ وَأخذ عَنْهُ
597 - أَبُو بَكْر الْمَعْرُوف بالزَّرْعال من أَهْل قرطبة حدَّث
عَنْهُ أَبُو بَكْر غَالب بْن أبي القَاسِم الشراط ذكره ابْن الطيلسان
598 - أَبُو بَكْر بْن خَلَف الْأَنْصَارِيّ الْفَقِيه المستبحر من
أَهْل قرطبة وَسكن مَدِينَة فاس يعرف بالمواق ويكنى أَبَا يحيى سَمِعَ
أَبَا إِسْحَاق بْن قرقول وَأَبا عَبْد اللَّه بْن الرمامة وَغَيرهمَا
وَكَانَ حَافِظًا حافلاً فِي علم الْفِقْه وَالْخلاف فِيهِ ملازمًا
للتدريس تَامّ النّظر لَا يدانيه أحد فِي ذَلِكَ وَله تَنْبِيهَات
ومقالات مفيدة مِنْهَا فِي المكاييل والأوزان وعنى بِالْحَدِيثِ عَلَى
جِهَة التفقه وَالتَّعْلِيل والبحث عَنِ الْأَسَانِيد وَالرِّجَال
والزيادات وَمَا يُعَارض
(1/180)
أَو يعاضد وَلم يُعْن بالرواية وَقد حدَّث
وَسمع مِنْهُ أَبُو الْحَسَن بْن الْقطَّان وَسَماهُ أَبُو الرّبيع بْن
سَالم فِي شُيُوخه وحظى بِخِدْمَة السّلطان بمراكش فنال دُنْيا عريضة
واعتقد أَمْوَالًا جليلة وَولي قَضَاء مَدِينَة فاس وتُوُفيّ بهَا
وَهُوَ يَتَوَلَّاهُ فِي آخر شوّال سنة ستع وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
وَدفن بداره الْمَعْرُوفَة بِهِ بدرب ابْن صَاف من داخلها
599 - أَبُو بَكْر بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْملك بْن منخل بْن مُحَمَّد
بْن مشرف النفزي من أَهْل شاطبة يروي عَنْ أبي إِسْحَاق بْن خَليفَة
وَأخذ الْقرَاءَات عَنْ أبي مُحَمَّد بْن عَبْد الْأَعْلَى وَقد أَقرَأ
بالسبع وأسمع يَسِيرا أَخذ عَنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وتُوُفيّ فِي ذِي
الحجّة سنة خمس وَعشْرين وستّمائة ومولده سنة إِحْدَى واثنتين
وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة 600 أَبُو بَكْر بْن هِشَام بْن عَبْد اللَّه
بْن هِشَام بْن سَعِيد بْن عَامر بْن خَلَف بْن مُطِّرف بْن مُحصن بْن
عَبْد الغافر الْأَزْدِيّ من أَهْل قرطبة يكنى أَبَا يحيى روى عَنْ
أَبِيه أبي الْوَلِيد وَأَجَازَ لَهُ تآليفه فِي الْأَحْكَام والتاريخ
وَجَمِيع مَا يرويهِ وَسمع أَبَا الْعَبَّاس المجريطي وَأَبا الْحَسَن
بْن عِقَاب وَأخذ عَنْه الشهَاب فِي صغره وَسمع أَبَا القَاسِم الشراط
وَأَبا جَعْفَر بن يحيى وَأخذ عَنْهُمَا الْقرَاءَات وَأَجَازَ لَهُ
أَبُو الْقَاسِم بن بشكوال وعني بالآداب وَكَانَ كَاتبا بليغا شَاعِرًا
مجيدا تكْتب للولاة وَولي قَضَاء بَعْض الكُوَر ووقْفتُ عَلَى
إِجَازَته لبَعض أَصْحَابنَا وَمِنْهَا نقلت أَسمَاء شُيُوخه وَقد
لَقيته بإشبيلية وَلم آخذ عَنْهُ شَيئًا من رِوَايَته وتُوُفيّ
بالجزيرة الخضراء سنة خمس وَثَلَاثِينَ وستّمائة
وَمن الغرباء فِي هَذَا الْبَاب
601 - أَبُو بَكْر الصّقليّ الْمكتب سكن قرطبة وَكَانَ من كبار النساك
والفضلاء الفارين بدينهم قُدَّام الْفِتْنَة وَمن أجلهَا فَارق صقلية
وَطنه وجال بِلَاد الأندلس فَنزل قرطبة خاملٍ الشَّخْص نابه الذّكر
طَاهِر الجَيْب تذكِّرُ اللَّه رؤيتُه وَتَدْعُو إِلَى الْخَيْر
مجالستُه ويذكِّر بالصالحين هديُه فِي انقباضه واقتصاده قَدْ ترك
النّاس جانبًا وقنَع بِأَدْنَى معيشة مُقْتَصرا عَلَى أخرِجة صبيةٍ
تنقَّى حرف آبَائِهِم يعلمُهم الْقُرْآن مُتعيشًا بالقلِّ
(1/181)
الَّذِي يؤثَرُ بِهِ غَيْر مُتقَصٍّ
عَلَيْهِمْ وَلَا مقصِّر فِي تعليمهم مشتغلاً عَنِ الْخَوْض فِي
الْفِتْنَة متحفظًا من بوائِقِها إِلَى أَن غُلِب صبُره وقَذِيَتْ
عينهُ فَخرج فِي رُفق الجالية من قرطبة منتصف ذِي الْقعدَة سنة
سِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فأسِيَ الناسُ لفراقه وتفاقدُوا بركَة
دُعَائِهِ ذكره ابْن حَيَّان
بَاب بِشْر
602 - بِشْر بْن يزِيد الأندلسيّ ذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي الروَاة
عنْ مَالك وَقَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ العُتْقِيُّ قَالَ نَا
يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الإِفْرِيقِيُّ قَالَ نَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ بِشْرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ نَا أَبِي قَالَ نَا مَالِكُ بْنُ أنس
عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اصْنَعِ الْمَعْرُوفِ إِلَى مَنْ هُوَ
أَهْلُهُ وَإِلَى مَنْ لَيْسَ بِأَهْلِهِ َفَإِنْ أَصَبْتَ أَهْلَهُ
فَقَدْ أَصَبْتَ وَإِنْ لَمْ تُصِبْ أَهْلَهُ كُنْتَ أَنْتَ أَهْلَهُ
هَكَذَا قرأته بِخَط ابْن الفريضي فِي نسخته من تأليف الدَّارَقُطْنِيّ
وَوَجَدْتُ فِي تَارِيخِ ابْنِ يُونُسَ أَصْلَ ابْنِ مُفَرِّجٍ وَفِي
بَابِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بِشْرِ بْنِ
يَزِيدَ الْأَزْدِيُّ يَرْوِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ مَالِكٍ مَنَاكِيرَ
فَقَالَ فِي نَسَبِهِ الْأَزْدِيَّ وَلَعَلَّه تصحف للِدَّارَقُطْنِيِّ
أَوْ لِمَنْ كَتَبَ تَصْنِيفَهُ بِالأَنْدَلُسِ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ
كَذَلِكَ أَثْبَتَهُ وَرَوَاهُ وَقَالَ فِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ
ثَابِتٍ الْخَطِيبُ بِشْرُ بْنُ يَزِيدَ الإِفْرِيقِيُّ وَأَوْرَدَ
هَذَا الْحَدِيثَ إِلا أَنَّهُ قَالَ وَإِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَإِنْ
أَصَبْتَ أَهْلَهُ فَقَدْ أَصَبْتَ أَهْلَهُ
ثُمَّ قَالَ لَا يَصِحُّ عِنْدَ مَالِكٍ
603 - بِشْر بْن حبيب بْن الْوَلِيد بْن حبيب الدَّاخِل إِلَى الأندلس
بْن عَبْد الْملك بْن عمر بْن الْوَلِيد بْن عَبْد الْملك بْن مَرْوَان
من أَهْل قرطبة يعرف بالحبيبي وَأَبوهُ حبيب هُوَ الملقب بدَحُّون
رَوَت عَنْهُ ابْنَته عَبدة بِنْت بشر وَأمه عابدة المدنية الراوية
عَنْ مَالك بْن أنس وهما مذكورتان فِي آخر هَذَا الْكتاب نسبُه وخبُره
عَنِ ابْن حَيَّان وَحكى أَنَّهُ وجد بِخَط أبي بَكْر عبَادَة بْن مَاء
السَّمَاء الشَّاعِر حَدَّثَنِي إِسْحَاق بْن سَلَمَة هُوَ القيني عَنْ
عَبدة بِنْت بِشْر بْن دحون عَنْ أَبِيهَا بِشْر قَالَ دَخَلَ أبي
مَدِينَة دمشق وطنهم الأقدم فِي رحلته إِلَى الْمشرق وعاملها يَوْمئِذٍ
لأبي إِسْحَاق المعتصم بِاللَّه عُمَر بْن فَرَح الرخجي فَوَافَقَ
(1/182)
دُخُوله إِيَّاهَا غلاء شَدِيدا ومجاعة
أشكت أَهلهَا فضجوا إِلَى الرَّخجي أنَّ يخرج عَنْهُمْ من عِنْدهم من
الغرباء القادمين عَلَيْهِمْ من الْبِلَاد فَأمر بالنداء فِي
المَدِينَةِ عَلَى كلّ من بهَا من طارىء وَابْن سَبِيل لِيخْرجُوا
عَنْهَا وَضرب لَهُمْ أَََجَلًا ثَلَاثَة أيّام أوعد من تخلف بعْدهَا
مِنْهُم بالعقاب فابتدر الغرباء الْخُرُوج مِنْهَا وَأقَام دحُّون لَمْ
يَتَحَرَّك فجيء بِهِ إِلَى الرَّخجي بَعْدَ الْأَجَل فَقَالَ لَهُ مَا
بالك عصيت أَمْرِي أَوْ مَا سَمِعتُ ندائي فَقَالَ لَهُ دحون ذَلِكَ
النداء الَّذِي وَقَفَني فَقَالَ لَهُ وَكَيف فانتمى لَهُ فَقَالَ
الرخجي صدقت وَالله إِنَّك لأحقُّ بِالْإِقَامَةِ فِيهَا منا فأقم مَا
أَحْبَبْت وانصرِف إِذَا شِئْت
604 - بِشْر الأديب من أَهْل إشبيلية يعرف بالأصم كَانَ يقرىء
الْعَرَبيَّة والآداب بدرب ابْن مَرْيَم فِيهَا وبمسجده هُنَالك
أفادنيه بَعْض أَصْحَابنَا وأنشدني عَنْ أبي إِسْحَاق بْن قسُّوم
عَنْهُ بَعْض منظومه
بَاب بُشَري
605 - بُشَري مولى الْمُسْتَنْصر بِاللَّه الحكم بْن النَّاصِر لَهُ
سَماع من أبي الْوَلِيد هَاشم بْن يحيى البطليوسي بقرطبة فِي سنة
ثَمَانِينَ وثلاثمائة وَله أَيْضا سَماع من غَيره وَكَانَ من نجباء
الموَالِي
606 - بُشَري مولى أبي بَكْر بْن الْعَرَبِيّ من أَهْلَ إشبيلية يكنى
أَبَا الْخَيْر يروي عَنْ مَوْلَاهُ أبي بَكْر حدَّث عَنْهُ أَبُو
القَاسِم مُحَمَّد بْن عَامر بْن فرقد
بَاب بسام
607 - بسام بْن مُجْبَر بْن بسَّام يكنى أَبَا الضَّحَّاك ذكره ابْن
الطيلسان وَحكى أَنَّهُ أنْشدهُ فِي المَسْجِد الْجَامِع بقرطبة غَيْر
مرّة
(إِذَا مَا الصَّدِيقُ أسا مَرَّةً ... وَقَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى
مُجْمِلاً)
(تَذَكَّرْتُ مِنْ فِعْلِهِ مَا مَضَى ... وَلَمْ يَنْقُضِ الآخِرُ
الأولا)
// المتقارب //
(1/183)
608 - بسام بْن أَحْمَد بْن حبيب بْن عُمَر
بْن عَبْد اللَّه بْن شَاكر الغافقي من أَهْلَ جيان واستوطن مالقة يكنى
أَبَا الرضى سَمِعَ من أَبِيه وَأبي عَبْد اللَّه بْن الفخار وَأبي
جَعْفَر بْن مضاء وَأبي الْحَسَن نجبة بْن يحيى وَغَيرهم وَحضر مجْلِس
أبي القَاسِم بْن بَشْكُوال فَسمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة أَبِيه كثيرا
وَأَجَازَ لَهُ وروى أَيْضا عَنْ السُّهيْلي وَابْن عُبَيْد الله وَأبي
الْحجَّاج بن غُصْن وَأبي الْحُسَيْن بن الصَّائِغ وسواهم وَكَانَ من
أهل الْفضل والورع الْعِنَايَة بِالْحَدِيثِ وَالرِّوَايَة لَهُ حَظّ
من الْعَرَبيَّة وَالْأَدب ومشاركة فِي قرض الشّعْر وَولي قَضَاء
بالمنكب وَغَيرهَا فحمدت سيرته أجَاز لنا بِخَطِّهِ مَا رَوَاهُ وَسمع
مِنْهُ بَعْض أَصْحَابنَا وتُوُفيّ لَيْلَة الجُمُعَة لعشر خلون من
شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وستّمائة ودُفِن لصَلَاة الظّهْر
بِظَاهِر مالقة وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته عَظِيما وَالثنَاء
عَلَيْهِ جميلاً ومولده فِي شعْبَان سنة سبْعٍ وَخمسين وَخَمْسمِائة
بَاب بهْلُول
609 - بهْلُول بْن الْيَسَع الْخَثْعَمِي من سَاكِني إشبيلية يعرف
بالمقَصْدَر يكنى أَبَا بَكْر كَانَ مؤدِّبًا بالنحو وَالشعر وَكَانَ
حَسَن الْخط جيّد الضَّبْط لَهُ أشعار صَالِحَة وَلم يزل بإشبيلية
حَتَّى تُوُفّي بهَا وَقيل أَنَّهُ كَانَ قَدِمهَا من قرطبة ذكره
الزَّبِيديّ واضطراب الرّازيّ فِيهِ فَتَارَة جعله من أَهْل قرمونة
وَنسبه فِي بني عبس قَالَ فِيهِ بهْلُول بْن مُحَمَّد الشَّاعِر
النَّحْوي وَذَكَرَ أنَّ بَيتهمْ بقرمونة وَأَن لَهُمْ بَقِيَّة
وَتارَة جعله من أَهْل لبلة وَقَالَ فِيهِ المقصدر المؤدِّب وَلم يسمه
وَحكى أَنَّهُ أدب بلبلة بْني أَبِي حَامِد ثُمَّ لزم مَدِينَة إشبيلية
وَوَصفه بالبصر بالإعراب والتمكن فِي قَول الشّعْر وتجويده
610 - بهْلُول بْن فتح من أَهْل إقليش لَهُ رحْلَة حجّ فِيهَا وَكَانَ
رَجُلاً صَالحا خيرا وَحكى عَنْ نَفسه أَنَّهُ رَأَى فِي مَنَامه
بَعْدَ قدومه من الْحَج كَأَنَّهُ بِمَكَّة وَقَائِل قَول انْطلق بِنَا
نُصَلِّ مَعَ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَكنت
أَقُول لرجل من جيراني بإقليش يَا أَبَا فلَان انْطلق بِنَا نُصَلِّ
مَعَ النَّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُول لي لست أجد
إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا فَكنت أتوجه وأصَلِّي مَعَ النّاس وَالنَّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمامنا فَلَمّا سلم من الصَّلاة
رَجَعَ إِلَيّ وَقَالَ لي من أَي أَنْت قلتُ لَهُ من
(1/184)
الأندلس فَكَانَ يَقُولُ لي من لي مَوضِع
فَكنت أَقُول من مَدِينَة إقليش فَيَقُول لي أتعرف أَبَا إِسْحَاق
البَوانِي فَكنت أَقُول هُوَ جاري وَكَيف لَا أعرفهُ فَيَقُول لي
أَقْرِأْهُ مني السّلام
بَاب بيبش
611 - بيبش بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن خَلَف بْن بيبش الْعَبدَرِي
من أَهْل أُندة وانتقل مَعَ أَبِيه إِلَى بلنسِيَّة يكنى أَبَا بَكْر
روى عَنْ أَبِيه وَأبي الْحَسَن بْن هُذَيْل وَابْن النِّعْمَة وَأبي
بكر بن برنجال وتَفَقَّه بِالْقَاضِي أبي بَكْر بْن أَسد وَكتب بَين
يَدَيْهِ وَفِي ولَايَته الشورى ببلنسية وبأبي مُحَمَّد بْن عَاشر
أَيْضا وَولي الْأَحْكَام للْقَاضِي أبي الحَجَّاج بْن سماحة وَغَيره
وَكَانَ من نبهاء الْفُقَهَاء بَصيرًا بِالشُّرُوطِ وَغَيرهَا من أحسن
النّاس خطًّا وَأكْرمهمْ خلقا عَارِفًا بِالْأَحْكَامِ عدلا حَلِيمًا
وسيما وَتوجه غازيا فِي عَسْكَر السُّلْطَان إِلَى شنترين سنة
ثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة ثُمَّ قفل وتُوُفيّ عَلَى أثر ذَلِكَ أكثُره
عَنِ ابْن سَالم وَقَالَ ابنُ سُفْيَان تُوُفّي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ
وَخَمْسمِائة يَعْنِي بَعْدَ الصَّدَر من غَزْوَة وبذة إلاّ أَنَّهُ
غلط فِي اسْمه فَقَالَ فِيهِ مُحَمَّد بْن أَحْمد وكناه أَبَا بكر وسمى
أَكثر شُيُوخه وَالصَّوَاب مَا ثَبت هُنَا
612 - بيبش بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن بِيبَش الْعَبدَرِي من أَهْل
شاطبة وقاضيها يكنى أَبَا بَكْر سَمِعَ أَبَا الْحَسَن بْن هُذَيْل
وأباه عَبْد اللَّه بْن سَعَادَة وَأَبا الْعَبَّاس الأقليشي وَأَبا
مُحَمَّد بْن عَاشر وَغَيرهم وَأَجَازَ لَهُ من أَهْل الأندلس أَبُو
عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الداني وَأَبُو الْحسن بن طَارق بْن يعِيش
وَأَبُو الْوَلِيد بْن خيرة وَمن أَهْل الْمشرق أَبُو طَاهِر
السِّلَفيّ وَأَبُو عَلِيّ بْن العرجاء وَأَبُو المظفَّر الشَّيْبَانيّ
قَاضِي الْحَرَمَيْنِ وَغَيرهم وَكَانَ امرء صدق حُمَيْد السّيرة فِي
قَضَائِهِ عدلا صليبًا فِي الْحق مهيبًا حَافِظًا للْحَدِيث مرّ
عَلَيْهِ زمانٌ قَلَمّا كَانَ يغيب عَنْهُ فِيهِ شَيْءٍ من صَحِيح
الْبُخَارِيّ لحفظه إِيَّاه متصرفًا مَعَ ذَلِكَ فِي الْفِقْه والنحو
وَالتَّفْسِير معدودًا فِي أَهْل الشورى والفتيا قَبْلَ ولَايَته
الْقَضَاء وَله فِي تَغْيِير الْمُنكر وقمع الْبَاطِل آثَار مَعْرُوفَة
وَألف على صَحِيح البُخَارِيّ تأليفين أَحدهمَا نحا فِيهِ منحى
الْمُهلب بْن أبي صفرَة فِي اخْتِصَار الصَّحِيح الَّذِي سَمَّاهُ
بالتصحيح وَالثَّانِي فِي جمع الْأَحَادِيث الَّتِي زَاد مُسْلِم فِي
تخريجها عَلَى الْبُخَارِيّ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو مُحَمَّد بْن حوط
اللَّه وَأَخُوهُ أَبُو سُلَيْمَان وَأكْثر خَبره عَنْهُ وَذكره أَبُو
عُمَر بْن عَاتٍ فِي شُيُوخه وَأحسن الثَّنَاء عَلَيْهِ وَقَالَ
تُوُفّي وَهُوَ يتَوَلَّى قَضَاء شاطبة فِي الْعشْر الأوّل من جُمَادَى
الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ
(1/185)
وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن ثَمَانِيَة
وَخمسين عَاما وصُلِّيَ عَلَيْهِ فِي مَسْجده وازدحم النّاس عَلَى نعشه
والتمسح بأكفانه مولده سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة
الْإِفْرَاد فِي حرف الْبَاء
613 - بُسر بْن قَطَن بْن جِرْو بْن اللَّجْلَاج التّميميّ ولاه
الْأَمِير عَبْد الرَّحْمَن بْن الحكم قَضَاء كورة جيان ذكره ابْن
حَارِث وَقَالَ ابْن حَيَّان أَنَّهُ وُلّي قَضَاء الْجَمَاعَة بقرطبة
للأمير الحكم بْن هِشَام بَعْدَ أَبِيه قطن ثُمَّ وُلّي بعده عُبَيْد
اللَّه بْن مُوسَى
614 - برَاء بْن عبد الْعَزِيز بْن مهَاجر البرجمي من أَهْلَ قرطبة
سَمِعَ بهَا من أبي بكر من مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مِسْوَر سنة
إِحْدَى وستِّين وَثَلَاث مائَة وَمن وَلَده أَبُو مَرْوَان عُبَيْد
اللَّه بْن عبد الْعَزِيز بْن الْبَراء يرْوى عَنِ ابْن الافليلي ذكره
ابْن بشكوال وغلِط فِي نِسْبَة جَدّه وَالصَّوَاب مَا ثبَتَ هَذَا
615 - بشار الْأَعْمَى النَّحْويّ من سَاكِني دانية يكنى أَبَا
القَاسِم ذكره الْحميدِي وَقَالَ ذهب عني نسبه كَانَ أستاذًا فِي
الْعَرَبيَّة شَيخا من شُيُوخ الْأَدَب وَكَانَ فِي نَاحيَة الموفَّق
مُجَاهِد العامري مُنْقَطِعًا إِلَيْهِ وَذَكَرَ لَهُ قصَّة مَعَ صاعد
اللّغَوِيّ قطعَهُ فِيهَا وأخجله وَكَانَ مُجَاهِد نَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ
فَلم يقبل مِنْهُ وَحكى أَبُو بَكْر المُصْحفي أنَّ بشارًا هَذَا أدب
أَبَا جَعْفَر بْن عَبَّاس الْوَزير بالمرية جلبه أَبُوهُ إِلَيْهَا
616 - بَاقِي بن عبد لله بْن إِسْمَاعِيل الْأَسْلَمِيّ من أَهْل ألش
وَسكن مرسية يكنى أَبَا خَالِد وكناه صَاحب قلائد العقيان أَبَا الْحسن
أَخذ الْعَرَبيَّة عَن أبي تَمام القطيني وروى عَنْ أبي الْحَسَن
الحٌصْريّ وَأبي أَحْمَد بْن الصَّفّار البَرْبَشْتَري وَكَانَ أديبا
كَاتبا شَاعِرًا نحويا لَهُ معرفَة بالطب وَغير ذَلِك وَكتب للْقَاضِي
أبي أُميَّة بن عِصَام وَحل مِنْهُ ألطف مَحل روى عَنهُ أَبُو عَبْد
اللَّه مُحَمَّد بْن عبد الرَّحْمَن المكناسي قصيدة أبي مَرْوَان
الجزيري وَكَانَ يَرْوِيهَا عَنْ أبي أَحْمَد بْن الصَّفّار عَنْ
مُحَمَّد بْن أبي مَرْوَان عَنْ أَبِيه وأخبرت بهَا عَنْ أبي الحَجَّاج
بْن أَيُّوب عَنِ المكناسي
(1/186)
وَمن الكنى فِي هَذَا الْبَاب
617 - أَبُو بَحر المقرىء الكفيف من أَهْل مالقة يروي عَنْ أبي
الْحُسَيْن بْن الطراوة وَأبي الْحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد وَكَانَ
يقرئ الْقُرْآن والعربية أَخذ عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن قَنْتَرَال وَلم
يسمه وَقَالَ قَرَأت عَلَيْهِ الزَّهْراوَيْن الْبَقَرَة وَآل
عِمْرَانَ بالأحرف السَّبْعَة وَقَرَأَ أَيْضا عَلَيْهِ أدب الْكتاب
للقُتَبي تَفَهُّمًا
وَمن الغرباء
618 - أَبُو الْبَسَاتِين الْوَاعِظ الصُّوفيّ حدَّثت عَنْ أبي خَالِد
يزِيد بْن عَبْد الجَبَّار الْقُرَشِيّ المرواني قَالَ أَنْشدني
شَيخنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَن بْن إِبْرَاهِيم النَّحْويّ قَالَ
أَنْشدني الْأُسْتَاذ أَبُو الْبَسَاتِين الْوَاعِظ الصُّوفيّ
(مُكِبٌّ عَلَى النَّحْوِ يُعْنِي بِهِ ... لِيَسْلَمَ فِي قَوْلِهِ
مِنْ زَلَلْ)
(يَقُولُ أُقَوِّمُ زَيْغَ اللِّسَانِ ... فَهَلاَّ يقوم زيغ الْعَمَل)
// المتقارب // |