الصلة في تاريخ أئمة الأندلس

الجزء الأول
حرف الألف
من اسمه أحمد
أحمد بن عمر بن أبي الشعري الورَّاق المقرىء: قرطبي، يكنى: أبا بكر، كان أهل قرطبة يأخذون عنه، ويقرءون عليه القرآن قبل دخول أبي الحسن الأنطاكي الأندلس، ويعتمدون عليه. وكان يروي عن أبي عمر محمد بن أحمد الدمشقي، وعن أبي يعقوب النهر جوري، وغيرهما. وكان يكتب المصاحف وينقطها، وكان الناس يتنافسون في ابتياعها لصحتها، وحسن ضبطها وخطها.
وتوفي: بعد سنة خمسين وثلاث مائة. ذكره أبو عمروٍ المقرىء. وحدث عنه أبو عمر أحمد بن حسين الطبني.
أحمد بن محمد بن فرج: من أهل جيان، يكنى: أبا عمر، يعرف بالنسبة إلى جده.
كانت له رواية عن قاسم بن أصبغ، والحسن بن سعدٍ. وكان علم اللغة والشعر أغلب عليه. وألف: كتاب الحدائق عارض به: كتاب الزهرة لابن داود الأصبهاني، ولحقته محنة لكلمة عامية نطق بها نقلت عنه، فنيل بمركوهٍ في بدنه، وسجن بجيان في سجنها، وأقام في السجن أعواما سبعة أو أزيد منها. وكانت له أشعارٌ ورسائل في محبسه إلى الخليفة الحكم بن عبد الرحمن الناصر، كانت لا تصل إليه فيما يذكر.
فلما توفي الحكم نفذ كتاب بإطلاقه، فلما علم بذلك فزع فمات إلى يسير. وكان أهل الطلب يدخلون إليه في السجن، ويقرءون عليه اللغة وغيرها.
نقلته من خط أبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه. وكانت وفاة الحكم يوم السبت لثلاث خلون من صفر سنة ست وستين وثلاث مائة.

(1/11)


أحمد بن خلف بن محمد بن فرتون المديوني الزاهد الراوية. من أهل مدينة الفرج، يكنى أبا عمر.
روى ببلدة عن وهب بن مسرة وأكثر عنه، وسمع بطليطلة: من عبد الرحمن بن عيسى ابن مدراجٍ، وغيره. ورحل إلى المشرق وروى عن أبي الفضل محمد بن إبراهيم الديبلي المكي، والحسن بن رشيق المصري، وأبي محمد بن الورد، وأبي الحسن محمد بن عبد الله ابن زكرياء بن حيوية النيسابوري، وأبي علي الأسيوطي، وأبي حفص الجرجيري.
سمع الناس عنه، وكان: خيرا، فاضلا، زاهدا ثقة فيما رواه.
ومن روايته عن وهب بن مسرة، قال: دخلت على محمد بن وضاح بين المغرب والعشاء مودعا، فقلت له: أوصني رحمك الله. فقال: أوصيك بتقوى الله عز وجل وبر الوالدين، وحزبك من القرآن فلا تنسه، وفر من الناس فإن الحسد بين اثنين والواحد من هذا سليم.
قال: وأخبرنا وهب بن مسرة قال: قال ابن المبارك: إذا أخذت عن الشيخ سبعة أحاديث فلا تبال بموته.
وأخبرنا أبو محمد بن عتاب رحمه الله: أخبرنا أبو القاسم حاتم بن محمد، قال: أخبرنا أبو محمد بن ذنين، قال: أخبرنا أبو عمر أحمد بن خلف المديوني قال: حدثني أبو الحسن محمد بن عبد الله ابن زكريا النيسابوري، قال: قال أبو عبد الرحمن النسائي: ما نعلم في عصر ابن المبارك رجلا: أجل من ابن المبارك، ولا أعلى منه، ولا أجمع لكل خصلة محمودة منه.
روى عنه الصاحبان أبو إسحاق بن شنظير، وأبو جعفر بن ميمون. وأبو محمد عبد الله بن ذنين. وقالوا جميعا: توفي في سنة سبعٍ وسبعين وثلاث مائة.
قال أبو محمد: يوم الخميس في المحرم وهو ابن ثمانٍ وأربعين سنة، وصلى عليه أبو بكر أحمد بن موسى. وقال الصاحبان: في صفر من العام.

(1/12)


قال أبو محمد: وكان ممن ترجى بركة دعائه، وقد رأيت له براهين كثيرة، وحدث عنه أيضاً أبو عمر الطلمنكي المقرىء، والمنذر بن المنذر الكناني، وأبو محمد ابن أبيض.
أحمد بن موسى بن ينق: من أهل مدينة الفرج، يكنى: أبا بكر، إلتزم السماع على وهب بن مسرة من سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة، فسمع منه معظم ما عنده، وسمع من غيره أيضا.
وكان رجلا صالحا، ثقة في روايته. حدث عنه الصاحبان أبو إسحاق، وأبو جعفر، وأبو محمد بن ذنين. وقالوا: توفي في ذي القعدة سنة سبع وسبعين وثلاث مائة. وقال أبو محمد: توفي في يوم الخميس، وصلى عليه يوم الجمعة لثمانية أيام مضت من ذي القعدة وهو ابن أربع وسبعين سنة. وقال الصاحبان: لثلاث خلون من ذي القعدة. وقالوا جميعاً: ولد سنة ستٍ وثلاث مائة.
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد القاهر بن حيي بن عبد الملك العبسي: من أهل إشبيلية، يكنى أبا عمر.
روى بقرطبة عن محمد بن لبابة، وأحمد بن خالدٍ، وأسلم بن عبد العزيز، وأحمد ابن بقي، وابن الأغبس وغيرهم. وسمع بإلبيرة: من محمد بن فطيس، وأحمد بن منصور وغيرهما. وبسرقسطة من ثابت بن حزم وغيره.
ورحل إلى المشرق صدر سنة تسع عشرة، فأخذ عن أبي جعفر العقيلي، وابن الأعرابي، وعبد الرحمن بن يزيد المقرىء، وإسحاق بن إبراهيم النهر جوري، وأبي جعفر الطحاوي، وغيرهم كثير جمعهم في برنامج له حفيل. وانصرف إلى الأندلس سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة.
وكان: من أهل الخير والفضل، والتصاون والانقباض. وله تأليف في الفقه سماه: الاقتصاد، وتأليف في الزهد سماه: الاستبصار. وكان متفننا.

(1/13)


توفي في صفر من سنة تسعٍ وسبعين وثلاث مائة. ومولده في ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين ومائتين. وطلب العلم من أول سنة عشر وثلاث مائة.
أحمد بن أبان بن سيد صاحب الشرطة بقرطبة، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي علي البغدادي، وسعيد بن جابر الإشبيلي وغيرهما. وحدث بكتاب: الكامل عن سعيد بن جابر، وعنه أخذه أبو القاسم بن الإفليلي، وأخذ عن أبي علي كتاب: النوادر له، وغير ذلك.
وكان: معتنيا بالآداب واللغات وروايتهما. متقدما في معرفتهما وإتقانهما.
قال ابن حيان: قرأت بخط القاضي أبي الوليد بن الفرضي، ونقلته منه، قال: توفي أبو القاسم بن سيد صاحب الشرطة: سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة. ولم يذكره أبو الوليد في تاريخه.
أحمد بن محمد بن داود التجيبي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي الحسن مؤمل بن يحيى بن مهدي، وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي سنة ثلاثٍ وثمانين وثلاث مائة.
أحمد بن سهل بن محسن الأنصاري المقرىء: من أهل طليلطة، يكنى: أبا جعفر، ويعرف: بابن الحداد.
له رحلة إلى المشرق، روى فيها عن القاضي جعفر بن الحسن قاضي المدينة، وعن أبي بكر الأذفوي، وأبي الطيب بن غلبون، وعبد الباقي بن الحسن، وأبي الحسن زياد بن عبد الرحمن القروي، وغيرهم.
حدث عنه الصاحبان، وقالا: توفي: في شهر رمضان سنة تسعٍ وثمانين وثلاث مائة.
قال أبو محمد بن ذنين: وولد سنة وثلاث وثلاثة مائة وذكره أيضاً أبو عمرو المقرىء: وقال: كان خيرا فاضلا، ضابطا لحرف نافع وهو فيه تصنيف.

(1/14)


أحمد بن محمد بن سليمان بن خديج الأنصاري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
كان مختصاً بالمقرىء أبي عبد الله بن النعمان القروي، عنه أخذ القراءة وطرقها، وأحسن ضبطها، وكانت قراءته تشبه قراءة شيخه ابن النعمان المذكور. وكان راوية للحديث، دارسا للفقه، مناظرا فيه، صالحا عفيفا، كثير التلاوة للقرآن. مقبلا على ما يعنيه، شديد الانقباض عن الناس.
وكان: لا يأكل اللحم، ولا يسيغه إلا أن يكون لحم حوت خاصة ويغبه كثيرا. وتوفي كهلا في حدود خمسين أو نحوها، أحسب ذلك سنة تسعين وثلاث مائة ولا أحقه، ذكر ذلك القبشي رحمه الله.
أحمد بن سعيد البكري: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر، ويعرف: بابن عجب.
روى عن أبي إبراهيم ونظرائه، وتفقه عند أبي بكر بن زرب، وتوفي قبل التسعين وثلاث مائة. ولا أعلمه حدث. وله ابن من أهل هذا الشأن اسمه عبد الرحمن، وسيأتي في موضعه إن شاء الله. ذكره محمد بن عتاب الفقيه، ونقلته من خطه.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن بكر بن المنتصر بن بكر العامري الأندلسي: نزل دمشق، يكنى: أبا بكر.
حدث عن أبي الحسن علي بن محمد الجلاء، وعن أحمد بن عطاء الروذباري، وأبي تراب علي بن محمد النحوي، وغيرهم.
لقيه الصاحبان في رحلتهما بأيلة، وسمعا منه في نحو الثمانين والثلاث مائة.
أحمد بن محمد بن الحسن المعافري: من أهل طليطلة. يحدث عن أبي عيسى الليثي وغيره.

(1/15)


حدث عنه الصاحبان وقالا: سنة ثلاثٍ أو أربع وتسعين وثلاث مائة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن سهل الأنصاري الخراز: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عن أبي عبد الله محمد بن عيسى، وعن أبي عبد الملك بن أبي دليم، وقاسم وغيرهم. حدث عنه الخولاني، وقال: كان شيخا صالحا ورعا، منقبضا عن الناس. وكان جارا لقاسم بن أصبغ البياني، بمسجد نفيس، بالربض الغربي بقرطبة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن قاسم بن هلال بن يزيد بن عمران بن طاهر القيسي: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر.
روى عن أبيه، ووهب بن مسرة وقاسم بن أصبغ، وابن مسور وغيرهم، وكان من بيت علم وفضل، ودين ونباهة.
وذكر خالد بن سعد قال: حدثت عن شيوخ بني قاسم بن هلال: أنهم كانوا لا توقد نارٌ في بيوتهم ليلة يليرٍ، ولا يطبخ عندهم شيء.
حدث عنه أبو إسحاق وقال: مولده في جمادى الأولى سنة ستٍ وعشرين وثلاث مائة، وكان سكناه بمقبرة أم سلمة مكان سلفه، رحمهم الله.
أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة اللخمي، يعرف: بابن الباجي، من أهل إشبيلية، يكنى: أبا عمر.
ذكره الخولاني، وقال: كان من أهل العلم، متقدما في الفهم، عارفا بالحديث ووجوهه، إماما مشهورا بذلك. نشأ في العلم ومات عليه، لم ترعيني مثله في المحدثين: وقارا وسمتاً.

(1/16)


سمع: من أبيه أبي محمد جميع روايته ومن غيره. ورحل إلى المشرق مع ابنه أبي عبد الله ولقيا شيوخا جلة هنالك وكتبا كثيرا، وحجا وانصرف جميعا وبقيا بإشبيلية زمانا، واستقضى أبو عمر بها، ولم تطل مدته فيها. ثم رحل أبو عمر إلى قرطبة مستوطنا لها، مبجلا فيها، سمعنا عليه كثيرا في جماعة من أصحابنا.
وكان: مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة. وتوفي: بقرطبة ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة لصلاة العصر لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة. وصلى عليه أبو العباس بن ذكوان القاضي، ودفن بمقبرة قريش على مقربة من دار الفقيه المشاور ابن حيي وشهدت جنازته في حفلٍ عظيم من وجوه الناس وكبرائهم رحمنا الله وإياهم.
قال عبد الغني بن سعيد الحافظ في كتاب: مشتبه النسبة له وقد ذكر أبا عمر هذا فقال: كتبت عنه وكتب عني، وحدث عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر وقال: كان يحفظ: غريبي الحديث لأبي عبيد، وابن قتيبة حفظا حسنا، وشاوره القاضي ابن أبي الفوارس وهو ابن ثمان عشرة سنة ببلدة إشبيلية، وجمع له أبوه علوم الأرض فلم يحتج إلى أحدٍ. إلا أنه رحل متأخرا ولقي في رحلته أبا بكر بن إسماعيل، وأبا العلاء بن ماهان، وأبا محمد الضراب وغيرهم. وقال: كان إمام عصره، وفقيه زمانه لم أر بالأندلس مثله.
وحدث عنه أيضا أبو عمر بن الحذاء وقال: دخل قرطبة وجلس في مسجد ابن طوريل بالربض الغربي. وكان: فقيها جليلا في مذهب مالك، ورث العلم والفضل رحمه الله.
أحمد بن موفق بن نمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن قاسم بن أحمد الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.

(1/17)


روى بقرطبة: عن محمد بن هشام بن الليث وأبي عمر بن الشامة، وأحمد بن سعيد ابن حزم، وأحمد بن مطرف، وزكرياء بن يحيى بن برطالٍ، ووهب بن مسرة، وأبي إبراهيم وغيرهم كثير.
ورحل إلى المشرق وحج سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة، وأخذ عن أبي بكر محمد بن علي بن القاسم الذهبي، ومحمد بن نافع الخزاعي، وأبي بكر الآجري، وعن الحسن بن رشيق، وحمزة الكناني وجماعة سواهم.
وكان: من أهل الخير والمعرفة بالأدب، وتولى: الصلاة والخطبة بجامع الزهراء.
قال ابن حيان: وتوفي في شهر رمضان سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة.
قال ابن شنظير: ومولده لسبع ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاثٍ وعشرين وثلاث مائة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان الأزدي الزيات: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عن وهب بن مسرة، وأحمد بن سعيد بن حزم، وخالد بن سعدٍ. روى عنه الخولاني وقال: وكان من أهل الفضل والصلاح والاستقامة على الخير والسنة.
وكان: ممن صحب أحمد بن سعيد في توجهه معه إلى ضيعته، وممن يأنس به لحاله ونبله. وكان قد نيف على الثمانين سنة رحمه الله.
أحمد بن محمد بن أحمد بن سيد أبيه بن نوفل الأموي: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر.
روى عن أبي جعفر التميمي، وأبي بكر محمد بن معاوية القرشي، وأبي زيد عبد الرحمن ابن بكر بن حماد، وأبي بكر بن القوطية، وأبي عمر يوسف بن محمد بن عمروس الأستجي الكبير، والصغير أيضا يوسف بن محمد بن عمروس.

(1/18)


روى عنه أبو إسحاق، وأبو جعفر وقالا: سكناه بمقبرة مومرة عند مسجد رحلة الشتاء والصيف. ومولده في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة. وتوفي بعد سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة.
أحمد بن عبد الله بن حيون: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الوليد.
روى عن أبي عمر أحمد بن ثابت التغلبي، وأبي بكر بن القوطية وغيرهما. حدث عنه أبو بكر محمد بن موسى الغراب البطليوسي.
أحمد بن هشام بن أمية بن بكير الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عنه الخولاني وقالا: كان فاضلا من أهل القرآن والعلم مع الصلاح والفهم. لقي جماعة من الشيوخ المتقدمين المسندين منهم: أبو محمد قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة وأبو عبد الملك بن أبي دليم، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، وأبو بكر الدينوري، ورحل إلى المشرق وصحب هناك أبا محمد بن أسدٍ، وأبا جعفر بن عون الله، وأبا عبد الله بن مفرج.
وانصرف إلى الأندلس والتزم الإمامة والتأديب، وانتدب لأعمال البر والجهاد والرباط في الثغور كثيراً. وكان مع هذا مستوطناً بقرية اختبانة من عمل قبرة ويأتينا إلى قرطبة، توجهنا إليه في العشر الآخر من ذي الحجة سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة في جماعة فيهم عمي أبو بكر، وأبو الوليد بن الفرضي وابنه مصعب وأنا في جملتهم وبقينا عنده نحو ثمانية أيام، وسمعنا عليه كثيرا من روايته.
قال الحميدي: توفي سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة.
أحمد بن سعيد بن إبراهيم الهمداني، يعرف بابن الهندي: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر.

(1/19)


روى عن قاسم بن أصبغ، ووهب بن مسرة وأبي إبراهيم، وعبد الله بن محمد بن أبي دليم. وأبي علي البغداذي ونظرائهم.
قال ابن عفيفٍ: وكان حافظا للفقه، وحافظا لأخبار أهل الأندلس، بصيرا بعقد الوثائق وله فيها ديوان كبير نفع الله المسلمين به.
قال ابن مفرج: قرأت على أبي عمر ديوانه في الوثائق ثلاث مرات، وأخذته عنه على نحو تأليفه له فإنه ألف أولاً ديوناً مختصراً من ستة أجزاءٍ فقرأتها عليهن ثم ضاعفه وزاد فيه شروطا وفصولا وتنبيها فقرأت ذلك عليه أيضا، ثم ألفه ثالثة واحتفل فيه وشحنه بالخبر، والحكم، والأمثال، والنوادر، والشعر، والفوائد والحجج فأتى الديوان كبيرا، واخترع في علم الوثائق فنونا، وألفاظا، وفصولا وأصولا، وعقدا عجيبة فكتبت ذلك كله وقرأته عليه.
وكان: طويل اللسان، حسن البيان، كثير الحديث، بصيرا بالحجة، تنتجعه الخصوم فيما يحاولونه، ويرده الناس في مهماتهم فيستريحون معه، ويشاورونه فيما عن لهم. وكان: وسيما حسن الخلق والخلق، وكان إذا حدث بين وأصاب القول فيه وشرحه بأدب صحيح، ولسانٍ فصيح، وخاصم يوما عند صاحب الشرطة والصلاة إبراهيم بن محمد الشرفي فنكل وعجز عن حجته. فقال له الشرفي: ما أعجب أمرك أبا عمر؟ أنت ذكي لغيرك، بكى في أمرك. فقال: كذلك يبين الله آياته للناس. وأنشد متمثلا:
صرت كأني ذبالةٌ نصفت ... تضيء للناس وهي تحترق
البيت للعباس بن الأحنف.
ولاعن زوجه بالمسجد الجامع بقرطبة بحكم ابن الشرفي في سنة ثمان وثمانين

(1/20)


وثلاث مائة فعوتب في ذلك وقيل له: مثلك يفعل هذا؟! فقال: أردت إحياء سنة.
قال ابن حيان: وتوفي في شهر رمضان سنة تسعٍ وتسعين وثلاث مائة. وصلى عليه القاضي أحمد بن ذكوان.
وقرأت بخط ابن شنظير قال: مولده لعشرٍ بقين من المحرم سنة عشرين وثلاث مائة. وسكناه فوق الرقاقين ويصلى بمسجد النخيلة.
أحمد بن وليد بن هشام بن أبي المفوز: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن الأنطاكي، وجود عليه حرف نافع برواية ورش وقالون، وسمع منه كثيرا من كتبه، وأقرأ زمانا في مسجده إلى أن توفي سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. ذكره أبو عمرو. قال ابن أبيض: سكناه بمقبرة أبي العباس الوزير بزقاق الشبلاري.
أحمد بن محمد بن ربيع بن سليمان بن أيوب الأصبحي، يعرف بابن مسلمة ومسلمة جده لأمه: من أهل قرطبة، يكنى: أبا سعيد وأصله من قبرة.
روى عن أبي علي البغداذي وغيره، وكانت له رواية وعناية، وكان: من أهل الضبط والتقييد لما روى. وعني باللغة والآداب والأخبار.
وتوفي سنة تسعٍ وتسعين وثلاث مائة. أو سنة أربع مائة. ومولده سنة اثنتي عشرة وثلاث مائة. قرأت ذلك بخط محمد بن عتاب الفقيه رحمه الله. وحدث عنه الصاحبان. ومحمد بن أبيض وغيرهم.
أحمد بن محمد بن عبادل من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر.
كانت له رحلة وعناية بالعلم، وكان ثقة فاضلا، روى عنه القاضي يونس بن عبد الله. وأبو عمر النمري. كذا عنده في المتن بخطه وقد حلق عليه، وكتب خارجه بالحمرة. ذكره ابن الفرضي.

(1/21)


أحمد بن حكم بن محمد العاملي، يعرف: بابن اللبان: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
كان: واسع العلم، مشهور الطلب للرواية، وولي الشورى بقرطبة بعد أخيه يحيى، ثم استقضاه محمد بن أبي عامر بحاضرة طليطلة فمات وهو يتولاه رحمه الله. ذكره القبشي.
أحمد بن أفلح بن حبيب بن عبد الملك الأموي الأديب الموثق: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عن قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى بن رفاعة، ووهب بن مسرة، ومنذر القاضي، وأحمد بن سعيد بن حزم، وروى عن أبيه أفلح بن حبيب. وكانت له رحلة إلى الشرق. ذكره الخولاني وقال: كان من أهل العلم، قديم الطلب للعلم.
سمع من الشيوخ وتكرر عليهم، وكتب عنهم قديما، وأنشدني كثيرا من الشعر نفسه، لأنه كان من أهل الأدب البارع، متقدما في ذلك، وكان يعقد الشروط ملتزما لذلك في داره.
قال: وحكي لي أنه شاهد حين سماعه من وهب بن مسرة في المسجد الجامع فوقع لغط وكلام في المجلس بين أصحابه، وارتفع الصوت بينهم، وكان أحدهم يعرف بالبثرلي فأنكر عليهم ذلك بعض القومة حتى أخذ إليهم الدرة، وكان أبو بكر ابن هذيل الشاعر الأديب بالحضرة فقال في ذلك على البديهة:
إن وهب بن مسرة ... بين أهل العلم دره
كان في مجلسه اليو ... م على العلم معره
إذ علا القيم رأ ... س البثرلي بدره
وكان أبو عمر هذا بالحضرة فأنشدنيها له من حفظه، واورد على الحكاية رحمه الله. حدث عنه الصاحبان، وابن أبيض وقال: مولده سنة أربعٍ وعشرين وثلاث مائة.

(1/22)


أحمد بن محمد بن عبد الوارث: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عن أبي عبد الله العاصي، وابن أبي الحباب، والطوطا لقي غيرهم. ذكره الحميدي، وقال: كان من أهل الأدب والفضل. أخبرني أبو محمد علي بن أحمد أنه كان معلمه.
قال: وأخبرني أنه رأى حيى بن مالك بن عائذ وهو شيخٌ كبير يتهادى إلى المسجد، وقد دخل والصلاة تقام قال: فسمعته ينشد بأعلى صوته:
يا رب: لا تسلبني حبها أبدا ... ويرحم الله عبدا قال: آمينا
قال: فلم أشك أنه يريد الصلاة.
أحمد بن مطرف بن هاني الجهني المكتب: من أهل قرطبة: يكنى: أبا عمر.
ذكره الخولاني وقال: كان على هدىٍ وسنةٍ، مجانبا لأهل البدع، فاضلا صالحا وسيما، حافظا مجودا للقرآن، حسن اللفظ به جدا. وكان: من أصحاب أبي الحسن الأنطاكي المقرىء، مقدما فيه عندهم رحمه الله. وقتل بجبل قنليشٍ شهيداً في سنة أربع مائة.
ودفن بمقبرة مومرة، وحضره جمع من المسلمين لا يحصى.
أحمد بن رشيد بن أحمد البجاني الخراز: من بجانة، يكنى: أبا القاسم. يروي عن محمد بن فرج، وعمر بن يوسف، وخزز بن معصب، وأحمد بن جابر بن عبيدة وغيرهم.
حدث عنه الصاحبان بالإجازة، وأخذ عنه أيضاً أبو عمرو المقرىء وقال: كان فقيها.
أحمد بن عيسى بن سليمان بن عبد الواحد بن مهنى بن عبد الرحمن ابن خيار بن عبد الله الأشجعي، يعرف: بابن أبي هلال: من أهل بجانة، يكنى: أبا قاسم: روى عن أبي القاسم أحمد بن جابر بن عبيدة، وعن سعيد بن فحلون، وله رحلة إلى المشرق روى فيها عن أبي إسحاق التمار، وعتيق بن موسى وغيرهما. حدث عنه الصاحبان، وسمع هو أيضا منهما وقالا: كان رجلا صالحا قدم طليطلة مجاهداً. ومولده

(1/23)


سنة ثلاث أو أربع أو خمس وثلاثين وثلاث مائة. وحدث عنه أيضا أبو عمر الطلمنكي وقال: كان رجلا صالحا. وحكم بن محمد الجذامي، وتوفى: في نحو الأربع ماية.
أحمد بن عبد الله بن أيوب سليمان بن أحمد بن عبد الله بن محمد الذهبي الأموي: من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا بكر. وكان عم أبيه الفقيه اللؤلؤي. له رحلة إلى المشرق مع أبي زيد العطار، وسمعا بمكة: على شيوخها، وسمعا بالقيروان: من زياد بن يونس، وابن مسرور وغيرهما. حدث عنه الصاحبان وقالا: مولده في جمادى الأخرة سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة. كان: سكناه عند مسجد فخر، وهو إمام مسجد السيدة، وله اختصار حسن في تفسير القرآن للطبري.
أحمد بن حبرون بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا عمر.
ذكره الحميدي، وقال: كان من أهل العلم والجلالة. كان في الدولة العامرية. ذكره أبو محمد بن حزم.
أحمد بن نصر بن عبد الله البكري: من أهل قرطبة كان مستوطنا منها بالربض الغربي بمحجة بير ابن عبد الحميد يكنى أبا عمر.
يحدث عن خلف بن القاسم وغيره. وكان: رجلا صالحا، حدث عنه أبو حفص الزهراوي.
أحمد بن سعيد بن سليمان الصوفي: قرطبي، يكنى: أبا بكر.
روى عن محمد بن أحمد بن خالد وغيره. حدث عنه الصاحبان وقالا: قدم علينا طليطلة مجاهدا وتوفي: سنة سبعٍ وتسعين وثلاث مائة.

(1/24)


أحمد بن عبد العزيز بن فرج بن أبي الحباب النحوي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عن أبي علي البغداذي ولزمه، وكانت له منه خاصة، وعن أبي محمد عبد الله ابن محمد بن قاسم الثغري القاضي. روى عنه القاضي أبو عمر بن الحذاء. وقال: كان من جلة شيوخ الأدب، عالما باللغة والأخبار، حافظا ضابطا لها، وكان فيه صلاح وخير، وكان ينسب إلى غفلةٍ إلا أنه كان ثقة ضابطا رحمه الله.
قال أبو عمر: وتوفي ليلة الجمعة ودفن في يومها منسلخ المحرم من سنة أربع مائة.
قال ابن حيان: ودفن في مقبرة الرصافة، وصلى عليه القاضي أحمد بن ذكوان وقد قارب التسعين سنة.
وكان: في غفلته آية من آيات ربه تعالى هي عند الناس مشهورة، مع تفننه في ضروب علم اللسان، إذا فاوهته في ذلك وجدته يقظا، عالما، حافظا صحيح الرواية، جيد الضبط لكتبه، متقد الذهن، شديد الحفظ للغة، بصيرا بالعربية، حسن الإيراد لما يحمله، وهو كان معلم المظفر عبد الملك بن أبي عامر. ونسبه في مصمودة من البرابرة رحمه الله.
أحمد بن بريل المقرىء: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
أخذ عن أبي الحسن الأنطاكي المقرىء بقرطبة وجود بمصر أيضا وسمع الحديث. وكان: أحد القراء المجودين الحفاظ من أهل الحجا والفضل، وقتل بعقبة البقر صدر شوال سنة أربع مائة مع المقرىء ابن الغماز وكان صاحبه.
أحمد بن محمد بن محمد بن عبيدة الأموي، يعرف: بابن ميمون: من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر صاحب أبي إسحاق بن شنظير ونظيره في الجمع والإكثار

(1/25)


والملازمة معا والسماع جميعا.
روى بطليطلة عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن أمية، وأبي محمد عبد الله بن فتح ابن معروف، ومحمد بن عمرو بن عيشون، وعبد الله بن عبد الوارث، وشكور ابن حبيب، وأبي غالب تمام بن عبد الله، وعبدوس بن محمد بن إبراهيم الخشني الخشني وجماعة سواهم من أهلها ومن القادمين عليها.
وسمع بقرطبة مع صاحبه أبي إسحاق: من أبي جعفر بن عون الله، وأبي عبد الله ابن مفرج، وخلف بن محمد الخولاني، وعباس بن أصبغ، وأبي عبد الله بن أبي دليم، وخطاب بن مسلمة بن بترى، وأبي محمد بن عبد المؤمن، وأبي الحسن الأنطاكي، وخلف بن القاسم وجماعة كثيرة سواهم يطول ذكرهم.
ورحل إلى المشرق سنة ثمانين وثلاث مائة مع صاحبه أبي إسحاق فحج معه وسمع بمكة: من أبي الطاهر محمد بن محمد بن جبريل العجيفي، وأبي يعقوب يوسف بن أحمد الصيدلاني، وأبي الحسن على بن عبد الله بن جهضم، وأبي القاسم السقطي وغيرهم.
وسمع بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم: من قاضيها أبي الحسين يحيى بن محمد الحسني الحنفي، وأبي علي الحسن بن محمد المقرىء، وأبي محمد الزيدي وغيرهم. وسمع بوادي القرى: من أبي جعفر أحمد بن علي بن مصعب، وبمدين: من أبي بكر السوسي الصوفي، وبآيلة: من أبي بكر بن المنتصر، وبالقلزم من أبي عبيد الله بن غسان القاضي. وبمصر: من أبي عدي عبد العزيز بن علي المقرىء، وأبي بكر بن إسماعيل، وأبي القاسم الجوهري، وأبي الطيب بن غلبون، وأبي بكر الأذفوي، وأبي العلاء ابن ماهان، وعبد الغنى بن سعيد وغيرهم.

(1/26)


وبإطرابلس: من أبي جعفر المؤدب أحمد بن الحسين، وبالقيروان: من أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد البكري يعرف بابن الصقلي، وأبي بكر عزرة، وأبي محمد بن أبي زيد الفقيه. وبالمسلية: من أبي القاسم سوار بن كيسان، ثم انصرف إلى طليطلة واستوطنها ورحل الناس إليه بها والتزم في الفهمين منها.
قال ابن مطاهر: وكان من أهل العلم والفهم، راوية للحديث، حافظا لرأى مالك وأصحابه، حسن الفطنة، دقيق الذهن في جميع العلوم، وكانت له أخلاقٌ كريمة، وآدابٌ حسنة.
وكان: يحسن ما يحاوله قولا وعملا، محمودا محبوبا مع الفضل والزهد الفائق والورع، وكان يأخذ بنفسه مأخذ الأبدال، وكان من أهل الخير والطهارة، منقبضا عما ينبسط فيه الناس من طلب الحرمة، مقبلا على طريقة الآخرة، منفردا بلا أهلٍ ولا ولد.
قال: وسمعت جماهر بن عبد الرحمن يقول: إن وقت وقوع النار في أسواق طليطلة واحترقت كانت دار أحمد بن محمد هذا في الفرائين فاحترقت الدار إلا البيت التي كانت فيه كتب أحمد، وكان ذلك الوقت في الرباط، وعجب الناس من ذلك، وكانوا يقصدون البيت وينظرون إليه.
وكان قد جمع من الكتب كثيرا في كل فن، وكانت جلها بخط يده، وكانت منتخبة مضبوطة صحاحا، أمهات لا يدع فيها شبهة مهملة، وقل ما يجوز عليه فيها خطأ ولا وهم، وكان لا يزال يتتبع ما يجده في كتبه من السقط والخلل بزيادة في اللفظ أو نقصان منه فيصلحه حيث ما وجده ويعيده إلى الصواب. وكانت كتبه وكتب صاحبه إبراهيم بن محمد أصح كتب بطليطلة.
وتوفي: يوم الاثنين لثمان بقين من شعبان سنة أربع مائة، ودفن بحومة باب شاقرة

(1/27)


بربض طليطلة. زاد غيره وصلى عليه صاحبه أبو إسحاق بن شنظير، وكان مولده سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة.
أحمد بن عبد الملك بن هاشم الإشبيلي، المعروف: بابن المكوي، يكنى: أبا عمر. كبير المفتين بقرطبة الذي انتهت إليه رياسة العلم بها أيام الجماعة.
صحب أبا إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفقيه وتفقه عنده وعند غيره من فقهاء وقته، حافظا للفقه مقدما فيه على جميع أهل عصره، عارفا بالفتوى على مذهب مالك وأصحابه، وكان بصيرا بأقوالهم، واتفاقهم، واختلافهم. من أهل المتانة في دينه، والصلابة في رأيه، والبعد عن هوى نفسه، لا يداهن السلطان، ولا يميل معه بهوادةٍ، ولا يدع صدقه في الحق إذا ضايقه. وكان القريب والبعيد عنده في الحق سواء.
ودعي إلى القضاء بقرطبة مرتين فأبي من ذلك واعتذر واستعفى عنه ولم يجب إليه البتة. وجمع للحكم أمير المؤمنين كتابا حفيلا في رأى مالك سماه: كتاب الاستيعاب من ماية جزء، وكان جمعه له مع أبي بكر محمد بن عبيد الله القرشي المعيطي ورفع إلى الحكم فسر بذلك ووصلهما وقدمهما إلى الشورى في أيام القاضي محمد ابن إسحاق بن السليم، فانتفع الناس به ووثقوه في أمورهم ولجؤا إليه في مهماتهم، ولم يزل معظما عندهم، عالي الذكر فيهم إلى أن توفي فجأة ليلة السبت، ودفن يوم السبت لصلاة العصر لسبع خلون من جمادى الأولى من سنة إحدى وأربع مائة ودفن بمقبره قريش، وكانت جنازته عظيمة الحفل، وشهدها واضح حاجب هشام بن الحكم وصلى عليه القاضي أبو بكر بن وافدٍ، وغسله أبو عمر بن عفيف.
وكان مولده سنة أربع وعشرين وثلاث مائة ذكره ابن عفيف، والقبشي، وابن حيان.
وسمع أبو محمد بن الشقاق الفقيه تلميذه يوم دفنه على قبره يقول: رحمك الله أبا عمر فقد فضحت الفقهاء بقوة حفظك في حياتك، ولتفضحنهم بعد مماتك، أشهد

(1/28)


أني ما رأيت أحدا حفظ السنة كحفظك، ولا علم من وجوهها كعلمك.
أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن الحباب بن الجسور الأموي مولى لهم: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. وكناه ابن شنظير أبا عمير وضبطه.
روى عن قاسم بن أصبغ، ومحمد بن معاوية القرشي، ووهب بن مسرة، ومحمد بن عبد الله بن أبي دليم، والحبيب بن أحمد، ومحمد بن رفاعة القلاس، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد بن حزم، ومنذر القاضي، وخالد بن سعد، وأحمد بن الفضل الدينوري وغيرهم.
حدث عنه أبو عمر بن عبد البر، والصاحبان، وأبو عبد الله الخولاني وقال: كان من أهل العلم، ومتقدما في الفهم، يعقد الوثائق لمن قصده، وفي المحافل لمن أنذره، حافظا للحديث والرأي، عارفا بأسماء الرجال، قديم الطلب.
وذكره الحميدي وذكر نسبه وقال: محدث مكثر. قال أبو محمد بن حزم: وهو أول شيخ سمعت منه قبل الأربع مائة. ومات في منزله ببلاط مغيث بقرطبة يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة.
وقرأت وفاته أيضا على نحو ما ذكره بخط أبي عبد الله بن عتاب الفقيه وقال: كانت وفاته في الطاعون، وكان كاتب القاضي منذر بن سعيد ومخلفه في السوق. وكان خيرا فاضلا أديبا شاعرا. قال ابن شنظير ومولده سنة تسع عشرة أو ستة وعشرين وثلاث مائة. ذكر ذلك عن ابن الجسور.
وقرأت بخط أبي عمر أحمد بن محمد هذا. قال: أخبرني بعض أصحابنا وهو أبو القاسم البغداذي جاري، قال، حدثني أبو القاسم أصبغ بن سعيد الحجاري الفقيه، قال: حدثني ابن لبابة الفقيه قال: سمعت العتبي يقول: حدثني سحنون بن سعيد أنه رأى عبد الرحمن بن القاسم في النوم فقال له: ما فعل بك ربك، فقال، وجدت عنده

(1/29)


ما أحببت، فقال له: فأي أعمالك وجدت أفضل؟ قال: تلاوة القرآن قال: فقلت له: فالمسائل؟ فكان يشير بأصبعه يلشيها. قال: فكنت أسأله عن ابن وهب فيقول لي: هو في عليين.
أحمد بن محمد بن وسيم: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر.
كان: من المشاهير في العلم فقيها متفننا، شاعرا لغويا نحويا. وكانت له أسمعة عن أبيه عن جده، وكانت تقرأ عليه كتب الحديث فإذا مر القارىء بذكر الجنة والنار بكى.
وغزا مع محمد بن تمام إلى مكادة فلما انهزموا هرب إلى قرطبة فاتبعه أهل طليطلة في ولاية واضح وظفروا به فصلبوه فقال حينئذٍ: كان ذلك في الكتاب مسطوراً.
وجعل يقرأ سورة يس وهو في الخشبة ويقول لرامي النبل: نكب عن وجهي حتى سقط من الخشبة ووافق دماغه حجرٌ فمات. وكان الذين تولوا منه ذلك من أهل طليطلة بنو عبيد الله وغيرهم. اختصرته من كلام ابن مطاهر.
قال ابن حيان في تاريخه صلب ابن وسيم في رجب سنة إحدى وأربع مائة.
أحمد بن خلف بن أحمد الأغلبي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر، ويعرف: بالعطار.
روى عن القاضي أبي بكر بن زرب، وتوفي بقرطبة سنة إحدى وأربع مائة، وصلى عليه ابن وافدٍ القاضي: ذكره ابن مرير.
أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. وهو والد أبي محمد بن حزم.

(1/30)


ذكره الحميدي وقال: كان من أهل العلم والأدب والخير، وكان له في البلاغة يدٌ قوية: قال وأنشدنا أبو محمد قال: أنشدني أبي في بعض وصاياه لي:
إذا شئت أن تحيى غنيا فلا تكن ... على حالةٍ إلا رضيت بدونها
قال ابن حيان: وتوفي في ذي القعدة سنة اثنتين وأربع مائة، وصلى عليه ابن وافد.
أحمد بن فتح بن عبد الله بن علي بن يوسف المعافري التاجر: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم، ويعرف: بابن الرسان.
روى عن أبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم، كتب عنه النصائح وغير ذلك. ورحل إلى المشرق وحج ولقي حمزة بن محمد الكناني الحافظ بمصر وأجاز له، وأبا الحسن أحمد ابن عتبة الرازي، وابن رشيق، وابن أبي رافع، وابن حيوية، وأبا العلاء بن ماهان روى عنه صحيح مسلم، وغيرهم.
روى عنه الخولاني وقال فيه: رجل صالح على هدى وسنة. وكان: يحسن الفرائض، وألف فيها كتابا حسنا، وكانت عنده غرائب وفوائد جمة عوال.
قال ابن شنظير: وكان سكناه بحوانيت الريحاني، ويصلى بمسجد أبي عبيدة، ومولده في ذي الحجة سنة تسع عشرة وثلاث مائة. روى عنه القاضي يونس بن عبد الله، والصاحبان، وأبو عمر بن عبد البر، ومحمد بن عتاب الفقيه.
وقرأت بخطه: أن أبا القاسم هذا توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وأربع مائة مختفياً بعد طلبٍ شديدٍ بسبب مالٍ طلب منه ودفن بمقبرة نجم.
وقرأت بخط قاسم بن إبراهيم الخزرجي. أنه توفي في ذي القعدة من العام، وأنه حضر جنازته بمقبرة نجم.
وقرأت بخط أحمد بن الوليد: أنه توفي في استهلال ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وأربع مائة ودفن بمقبرة نجم بقرب النخلة التي بها. وصلى عليه أبو مروان بن أطرباشة.

(1/31)


أحمد بن محمد بن مبشر: من أهل قرطبة، يكنى أبا العباس.
كان: من أهل المعرفة والخير من عباد الله الصالحين، استقضاه المهدي في مدته بحاضرة جيان، ثم استعفى عن ذلك. وتوفي مع أبي القاسم بن الرسان المتقدم ذكره قبل هذا في يوم واحد: ودفن بالربض، وكان يؤذن بمسجده ويقيم.
أحمد بن محمد بن مسعود: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر، ويعرف: باب الجباب.
كانت له عناية بالعلم قتلته البربر يوم دخولهم قرطبة يوم الاثنين لست خلون من شوال سنة ثلاث وأربع مائة.
أحمد بن عبد الله: من أهل قرطبة: يكنى: أبا عمر. ويعرف: بالقنازعي. ذكره ابن مرير وقال: توفي: سنة أربعٍ وأربعٍ مائة.
أحمد بن محمد القيسي الجراوي: سكن إشبيلية، يكنى: أبا عمر.
أخذ القراءة عرضا عن أبي الطيب بن غلبون. قرأ عليه بالحروف وسمع منه مصنفاته، أقرأ الناس بإشبيلية زمانا إلى أن خرج من الأندلس في الفتنة وقصد مصر وتصدر للإقراء في جامعها.
وتوفي: سنة سبع وأربع مائة. ذكره أبو عمرو.
أحمد بن محمد بن أبي الحصن الجدلي: أندلسي بجاني، يكنى: أبا القاسم. أخذ القراءة عرضا عن أبي أحمد السامري وسمع منه.
وكان: ذا ضبطٍ للقراءة، وذا أدب وعلم، أقرأ الناس ببلده وبها توفي سنة خمسٍ وأربع مائة. ذكره أبو عمرو المقرىء.

(1/32)


أحمد بن محمد بن فتحون الأموي: من أهل طليطلة.
سمع: من محمد بن إبراهيم الخشني وغيره، وكان نبيلا وتوفي: سنة سبع وأربع مائة، ذكره ابن مطاهر.
أحمد بن محمد بن حيون القرشي المقرىء، يكنى: أبا بكر.
له رحلة إلى المشرق وأخذ فيها عن أبي الطيب بن غلبون المقرىء وغيره. أخذ الناس عنه. وكان: من أصحاب أبي العباس الأقليشي المقرىء وفي قعدده.
أحمد بن محمد بن هشام الإيادي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر.
له رحلة إلى المشرق كتب فيها عن أبي بكر المطوعي، وأبي الحسن علي بن بندار القزويني وغيرهما.
وكان: صاحبا للفقيه أبي عبد الله بن شق الليل، وكانت له عناية بالحديث وجمعه.
وقد روى عنه القاضي محمد بن إسماعيل بن فورتش لقيه بالثغر وصحبه به. وقد رأيت إجازته له بخطه ولجماعةٍ معه فيهم: أبو حفص بن كريب وغيره في سنة سبعٍ وأربع مائة.
وكان: مقيما بالثغر، وحدث عنه أيضا يونس بن عبد الله القاضي رحمه الله.
أحمد بن عبد الله بن معلى بن سليمان الكلبي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عن أبي عيسى الليثي، وعبد الله بن إسماعيل وغيرهما. حدث عنه القاضي أبو عمر بن سميق رحمه الله.
أحمد بن وهب: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
قرأت بخط أبي بكر محمد بن عبد الله بن أبيض قال: حكى لي أبو عمر أحمد ابن وهب. عن جده لأمه أبي محمد عبد الله بن محمد بن بلال الأزدي قال: كنا نختلف إلى إبراهيم بن محمد بن بازٍ إلى المنية فنقرأ عليه وهو يزرع والقفيفة في ذراعه وهو

(1/33)


يزرع ونحن نقرأ عليه. فبينا نحن كذلك إذ جاءه فرانق من عند السلطان فناوله كتابه ففكه وقرأه، ثم استمده مدة وكتب، ثم طوى الكتاب وسجاه وناوله الفرانق. قال: فسألناه وقلنا له: رأيناك لم تستمد إلا مدة واحدة؟ فقال لنا: كتب إلي يقول: ما خير الخير، وما شر الشر؟ فكتبت إليه: خير الخير الصبر، وشر الشر شرب الخمر.
أحمد بن علي بن مهلب الجبلي المقرىء: من أهل قرطبة، يكنى: أبا العباس.
له رحلة إلى المشرق أخذ فيها عن جماعة منهم: حمزة بن محمد الكناني الحافظ. سمع منه مع أبي القاسم بن الرسان وحضرا معا مجلس حمزة يوم إملائه لحديث السجلات والبطاقة، وحضرا موت الرجل الذي مات عند سماعه للحديث، وذكرا معا القصة بطولها. حدث بها القاضي يونس بن عبد الله، عن أبي العباس المذكور في بعض تواليفه، وحدث عنه أيضا بغير ذلك من روايته.
وقرأت بخطه: أخبرني أبو العباس قال: لما حججت ومررت بالمدينة للزيادة مررت في سفري ذلك بخربة فدخلتها، فبينا أنا مستلق فيها إذ نظرت تلقاء وجهي في حائط القبلة إلى شيء مكتوب فإذا هو:
أنت ذو غفلةٍ وقلبك ساهي ... قد دنا الموت والذنوب كما هي
أحمد بن إبراهيم بن أبي سفيان الغافقي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
كان فقيها أديبا عفيفا ذا بيتٍ نبيه ووجاهةٍ بقرطبة. وكان في عداد المفتين بها، وأول من قدمه إلى الشورى المهدي، وكان كثيرا ما يقول: رحم الله مالكا حيث يقول: من عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه.
قال ابن حيان: حكى لي من سمعه يقول: إن طول منار المسجد الجامع بقرطبة

(1/34)


أربعون ذراعا أو أزيد قليلا بذراع العمل. قال: وتوفي في ضيعته بإلبيرة في صفر سنة عشر وأربع مائة. ودفن هنالك. ذكره ابن حيان ونقلته من خطه رحمه الله.
أحمد بن أبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الله بن مذحج الزبيدي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم.
كان: من أهل الأدب والفضل واستقضى بإشبيلية بعد أبيه، وكان شاعرا. قال أبو محمد بن حزم: وكان شديد العجب. ذكره الحميدي.
أحمد بن حامد بن عبيدون: من أهل قرطبة، يكنى: أبا جعفر.
روى عن جماعةٍ من شيوخ المشرق منهم: أبو القاسم السقطي، وأبو الحسن ابن جهضم، وأبو الطيب بن غلبون وغيرهم.
وكان صاحبا لهشام بن هلال. وذكره الطلمنكي رحمه الله في أصحابه وقال: كان رجلا صالحا. حدث عنه أبو بكر الخولاني، ويونس بن عبد الله القاضي، وكناه أبا عمر. من أهل ربض الرصافة وهو المعروف بابن سمجون.
أحمد بن خلف بن أحمد المعافري: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر، ويعرف: بابن القلباجة.
روى عن عبدوس بن محمد، ومحمد بن إبراهيم الخشني. وكان: من أهل العلم والدين والفضل. وكان يحفظ موطأ مالك. ذكره ابن مطاهر.
أحمد بن عمر بن عبد الله بن منطور الحضرمي، يعرف: بابن عصفور الخطيب بجامع إشبيلية، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي محمد الباجي كثيرا من روايته. حدث عنه الخولاني وقال: كان فاضلا صالحا عاقلا زاهدا في الدنيا، من أهل العلم والأدب والفهم، وقال: أنشدني كثيرا من أشعاره في رثاء قرطبة وغير ذلك. وكان شاعرا مبطوعا. وروى عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر وأثنى عليه. ذكر ذلك الحميدي.

(1/35)


وقرأت بخط أبي القاسم بن عتاب أنه توفي في شهر رمضان سنة عشرٍ وأربع مائة، وذكر أن أهل إشبيلية أرادوا هذا الشيخ على أن يتولى أحكامهم فعزم على الخروج عن بلدهم حتى سكتوا عنه. وكان مولده سنة ثمانٍ وثلاثين وثلاث مائة.
أحمد بن قاسم بن عيسى بن فرج بن عيسى اللخمي المقرىء الأقليشي: سكن قرطبة، يكنى: أبا العباس.
روى بقرطبة: عن أبي عمر أحمد بن الجسور وغيره. ورحل إلى المشرق ودخل بغداذ وسمع بها: من أبي القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة البزاز، وأبي حفص عمر ابن إبراهيم الكتاني وغيرهما. ولقي بمصر أبا الطيب بن غلبون المقرىء وأخذ عنه كتبه وطاهر بن غلبون.
أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن قراءة عليه قال: قرأت على أبي علي الغساني أخبركم أبو عمر بن عبد البر قال: نا أحمد بن قاسم المقرىء، قال: نا ابن حبابة ببغداذ، نا أبو القاسم البغوي، نا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: قال لي شعبة: كل من كتبت عنه حديثاً فأناله عبد.
وألف أبو العباس هذا كتبا في معاني القراآت أخذها الناس عنه، وانتقل في الفتنة إلى طليطلة وأقرأ الناس بها إلى أن توفي في رجب سنة عشرٍ وأربع مائة. ذكر وفاته أبو عمر.
وقرأت بخط ابن شنظير قال: مولده في صفر سنة ثلاث وستين وثلاث مائة.
حدث عنه أبو عمر بن عبد البر، والصاحبان، وأبو عبد الله بن السلم، والخولاني وقال: كان رجلا صالحا فاضلا، مجودا للقرآن قائما بالروايات فيه. وكان ملتزما في مسجد الغازي بقرطبة لإقراء الناس عن شيوخ لقيهم بالمشرق.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن هاني اللخمي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.

(1/36)


سمع: من قاسم بن أصبغ، ومحمد بن عيسى القلاس. وكان فقيها حافظا كتب عنه وحدث. وتوفي في حياة أبيه، وكانت وفاة أبيه سنة عشرٍ وأربع مائة.
أحمد بن أضحى: من أهل إلبيرة.
روى عن أبي عمر الطلمنكي. وكان: من أهل العلم والفضل، واستقضى بغرناطة، وتوفي بعد العشر والأربع مائة. ذكره ابن مدير.
أحمد بن مختار، بن سهر الرعيني: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
كان حسن القيام على المسائل، حافظا لها، وتوفي في ربيع الآخر سنة إحدى عشرة وأربع مائة.
أحمد بن محمد بن بطال بن وهب التميمي: من أهل لورقة، يكنى: أبا القاسم.
رحل مع أبيه إلى المشرق، ولقي أبا بكر الآجري في رحلته. وروى أيضا عن أبيه وغيره. وكان معتنيا بالعلم، مشاورا ببلده، وتوفي في سنة اثنتي عشرة وأربع مائة.
أحمد بن عبد الله بن هرثمة بن ذكوان بن عبد الله بن عبدوس بن ذكوان الأموي: قاضي الجماعة بقرطبة وخطيبها، وآخر القضاة بها بعهد الجماعة، يكنى: أبا العباس.
قلده قضاء الجماعة بقرطبة محمد بن أبي عامر بعهد الخليفة هشام بن الحكم يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة خلت من المحرم سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة نقل إلى القضاء من خطة الرد.
وكان قد تصرف في عمل القضاء بفحص البلوط إلى أن تقلد خطة الرد مكان والده عبد الله بن هرثمة فلم يزل حاكما بخطة الرد، مشاورا في الأحكام إلى أن

(1/37)


ولي القضاء بقرطبة في التاريخ المذكور. وتقلد بعد ذلك خطة الصلاة مكان ابن الشرفي لليلة بقيت من جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وثلاث مائة، فلم يزل يتقلدهما معا إلى أن صرف عنهما يوم الخميس لثلاث خلون من ذي الحجة سنة أربع وتسعين وتولى ذلك أبو المطرف بن فطيس.
ثم عزل ابن فطيس وأعيد ابن ذكوان إلى قضاء قرطبة والصلاة معا فلم يزل يتقلدهما معا إلى أن صرف عنهما يوم الخميس لخمس خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وأربع مائة وامتحن محنته المشهور عند الناس. فدعي بعد ذلك إلى القضاء بقرطبة فلم يجب إليه البتة، ولم يقطع السلطان أمرا دونه إلى أن مات في حاله تلك، وهو عظيم أهل الأندلس قاطبة، وأعلاهم محلا، وأوفرهم جاها فدفن صلاة العصر من يوم الأحد لتسع بقين من رجب سنة ثلاث عشرة وأربع مائة بمقبرة بني العباس، ولم يتخلف عنه كبير أحدٍ من الخاصة والعامة. وشهده الخليفة يحيى بن علي بن حمود، فقدم للصلاة عليه أخاه أبا حاتمٍ.
وكان: مولده في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة، فكانت مدته في القضاء في الدولتين سبع سنين وستة أشهر وتسعة أيام. ذكر ذلك كله ابن حيان واختصرته من كلامه واحتفاله.
أحمد بن محمد بن أحمد الأديب الفرضي، يعرف: بابن الطنيزي: من أهل قرطبة سكن إشبيلية، يكنى: أبا القاسم.
روى عنه الخولاني وقال: كان يؤدب بالحساب، نبيلا فيه بارعا. وله تأليف حسن في الفرائض والحجب على قول زيد بن ثابت، ومذهب مالك بن أنس رضي الله عنهما. قرأته عليه وأخذته عنه في صفر من سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. وكذلك تأليفه الثاني في الفرائض على الاختصار في التاريخ. وأجاز لي جميع تواليفه، ورحل إلى المرية في التاريخ المذكور وبها توفي رحمه الله.

(1/38)


قال ابن خزرج توفي سنة ست عشرة أو سبع عشرة وأربع مائة وهو ابن ست وسبعين سنة.
أحمد بن سعدي بن محمد بن سعدي الإشبيلي أصله منها، يكنى: أبا عمر.
رحل إلى المشرق في حدود الثمانين والثلاث مائة فلقي أبا محمد بن أبي زيد بالقيروان، وأبا بكرٍ محمد بن عبد الله الأبهر بالعراق وغيرهما. ذكره الحميدي وقال فيه: فقيه محدث فاضل.
حدث عنه الصاحبان، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو محمد بن الوليد، وأبو عبد الله ابن عابدٍ وقال: لقيته بمصر سنة إحدى وثمانين منصرفة من العراق، وكتب إلي باجازة ما راوه من المهدية سنة عشرٍ وأربع مائة.
وأبو القاسم حاتم بن محمد قال: لقيته بالمهدية، وكان قد استوطنها، وكان أمرها يدور عليه في الفتوى حياته وفارقته حيا، وتوفي بعدي بالمهدية.
قال الطبني: أراني أبو بكر أحمد بن محمد القرشي الزاهد قبر ابن سعدي الزاهد بمقبرة المنستير رحمه الله.
أحمد بن محمد بن الحاج بن يحيى: من أهل إشبيلية سكن مصر، يكنى: أبا العباس.
رحل إلى المشرق وروى بها عن أبي بكرٍ أحمد بن محمد بن أبي الموت، ومحمد بن جعفر بن دران المعروف بغندر وغيرهما، واستوطن مصر وحدث بها. وكان: مكثرا، خرج عنه أبو نصر عبيد الله بن سعيد الحافظ أجزءا كثيرة عن عدة مشايخ.
روى عنه بمصر أبو عبد الله القضاعي المصري، والقاضي أبو الحسن علي بن الحسين الخلعي، وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الخبال وأثنى عليه وقال: أخبرنا أبو العباس هذا، قال: نا غندر قال: أنشدنا محمد بن أيوب بن حبيب لهلال ابن العلاء الرقي:

(1/39)


أحن إلى لقائك غير أني ... أجلك عن عتابٍ في كتاب
وإن سبقت بنا أيدي المنايا ... فكمن من عاتبٍ تحت التراب
وقد روينا هذه القطعة أكمل من غير هذا الطريق.
كتب إلينا القاضي أبو علي الصدفي بخطه قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الباقي البغداذي، قال: أنشدنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله المقرىء قال: أنشدنا بكر بن شاذان، قال: أنشدنا جعفر بن محمد بن نصير الخواص، قال: أنشدنا أبو رواحة الأنصاري لهلال بن العلاء:
أحن إلى عتابك غير أني ... أجلك عن عتابٍ في كتاب
ونحن إن التقينا قبل موتٍ ... شفيت عليك قلبي بالعتاب
وإن سبقت بنا دأب المنايا ... فكم من عاتب تحت التراب
كتبت ولو وددت هوى وشوقا ... إليك لكنت سطرا في الكتاب
قال أبو إسحاق الحبال: وتوفي في اليوم الثالث عشر من صفر سنة خمس عشرة وأربع مائة بالفسطاط. ذكر ذلك الحميدي.
أحمد بن مطرف، يعرف: بابن الحطاب: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر. أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن الأنطاكي، وأبي الطيب ابن غلبون.
وسمع: من أحمد بن ثابت التغلبي، وأبا أحمد السامري، وأبا حفص بن عراك.
خرج في الفتنة إلى الثغر، ثم انتقل إلى جزيرة ميورفة فتوفي بها يوم الأحد لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة ست عشرة وأربع مائة. وتوفي وهو ابن خمس وسبعين سنة. ذكره أبو عمرو.
أحمد بن محمد بن وليد بن إبراهيم: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.

(1/40)


روى بها عن أبي محمد بن أسد كثيرا، وعبد الوارث بن سفيان، وأبي الحسن علي بن معاذ البجاني، ومحمد بن خليفة، وابن الرسان، وابن ضيفون وغيرهم كثيرا.
وكانت له عنايةٌ بالعلم وسماعه من الشيوخ وتقييده عنهم. وله كتاب جمع فيه أسمعته ورواياته، وكان مكثرا في الرواية ولا أعلمه حدث.
أحمد بن سعيد بن كوثر الأنصاري: من أهل طليطلة، يكنى أبا عمر.
كان فقيها متفننا، كريم النفس أخذ عن جماعةٍ من علماء بلده، وأجاز له جماعة من شيوخ قرطبة مع أبيه، ذكره ابن مطاهر وقال: حدثني عبد الرحمن بن محمد بن البيروله، قال: حدثني عبد الله بن سعيد بن أبي عون أنه قال: كنت آتي إليه من قلعة رباح وغيري من المشرق، وكنا نيفا على أربعين تلميذا، فكنا ندخل في داره في شهر نونبر، ودجنبر، وينير في مجلس قد فرش بسط الصوف مبطنات، والحيطان باللبود من كل حول، ووسائد الصوف، وفي وسطه كانون في طوله قامة الإنسان مملوءا فحما يأخذ دفئه كل من في المجلس، فإذا فرغ الحديث أمسكهم جميعا وقدمت الموائد عليها ثرائد من بلحوم الخرفان بالريفق العذب، وأياماً ثرائد اللبن بالسمن أو الزبد فتأكل تلك الثرائد حتى نشبع منها، ويقدم بعد ذلك لونا واحدا ونحن قد روينا من ذلك الطعام، فكنا ننطلق قرب الظهر مع قصر النهار ولا نتعشى حتى نصبح إلى ذلك الطعام الثلاثة الأشهر، فكان ذلك منه كرما وجودا وفخرا لم يسبقه أحد من فقهاء طليطلة إلى تلك المكرمة.
وولي أحكام طليطلة مع يعيش بن محمد ثم استثقله ودبر على قتله. فذكر أن الداخل عليه ليقتله ألفاه وهو يقرأ في المصحف فشعر أنه يريد قتله فقال له:

(1/41)


قد علمت الذي تريد فاصنع ما أمرت فقتله. وأشيع في الناس أنه مرض ومات رحمه الله.
وذكر ابن حيان: أنه مات متعقلاً بشنترين مسموماً سنة ثلاث وأربع مائة.
أحمد بن محمد بن عافية الأندلسي الرباحي ساكن مصر.
روى عن محمد بن أحمد بن الوشاء كثيرا من روايته، وعن ابن غلبون المقرىء، وأبي محمد بن الضراب وغيرهم. حدث عنه أبو عبد الله بن عبد السلام الحافظ، وذكره عبد الغني بن سعيد الحافظ في كتاب مشتبه النسبة من تأليفه، وقال: سمع منا وسمعنا منه.
أحمد بن عباس بن أصبغ بن عبد العزيز الهمداني، يعرف: بالحجاري من أهل قرطبة، يكنى: أبا العباس.
روى عن أبي عيسى الليثي، وابن الخراز، وابن عون الله، وابن مفرج ونظرائهم ثم رحل إلى المشرق واستوطن مكة المكرمة وصار من جلة شيوخها. ذكره أبو بكر الحسن بن محمد القبشي وقال: كانت له عنايةٌ بالعلم. سمع معنا على جماعة من شيوخنا قال: وهو الآن حيٌّ بمكة. ولم يبلغنا أنه مات. قال ذلك في سنة تسع عشرة وأربع مائة. وقد حدث عنه سعيد بن أحمد بن الحريري لقيه بمكة حرسها الله، وحاتم بن محمد.
أحمد بن برد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا حفص.
قال الحميدي: كان ذا حظ وافر من الأدب والبلاغة، والشعر، رئيسا مقدما في الدولة العامرية وبعدها. قال أبو محمد على بن أحمد: مات سنة ثمان عشرة وأربع مائة.
أحمد بن محمد بن عفيف بن عبد الله بن مريول بن جراح بن حاتم الأموي: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر.
بدأ بالسماع في آخر عام تسعة وخمسين وثلاث مائة، واستوسع في الرواية والجمع والتقييد والإكثار من طلب العلم.

(1/42)


روى عن أبي زكريا يحيى بن هلال بن فطرٍ، ومحمد بن عبيدون بن فهد، ومحمد ابن أحمد بن مسور، وعبد الله بن نصر، ويحيى بن مالك بن عائذ، وعلي بن محمد الأنطاكي، وابن مفرج، وابن عون الله، وأحمد بن خالد التاجر وغيرهم، وأجازوا له ما رووه.
وعني بالفقه وعقد الوثائق والشروط فحذقها، وشهر بتبريزه فيها، ثم شارف كثيرا من العلوم فأخذ بأوفر نصيبٍ منها، ومال إلى الزهد ومطالعة الأثر والوعظ فكان يعط الناس بمسجده بحوانيت الريحاني بقرطبة، ويعلم القرآن فيه. وكان يقصده أهل الصلاح والتوبة والإنابة، ويلوذون به فيعظهم ويذكرهم ويخوفهم العقاب، ويدلهم على الخير.
وكان رقيق القلب، غزير الدمع، حسن المحادثة مليح الموانسة، جميل الأخلاق، حسن اللقاء.
وكان: يغسل الموتى ويجيد غسلهم وتجهيزهم. وقد جمع في معنى ذلك كتابا حفيلا، وجمع أيضا كتابا حسنا في آداب المعلمين خمسة أجزاء، وصنف في أخبار القضاة والفقهاء بقرطبة كتابا مختصرا، وقد نقلنا منه في كتابنا هذا ما نسبناه إليه.
وتولى عقد الوثائق لمحمد المهدي أيام تولية للملك بقرطبة، فلما وقعت الفتنة خرج عن قرطبة فيمن خرج عنها وقصد المرية فأكرمه خيران الصقلبي صاحبها، وأدنى مكانته، وعرف فضله وأمانته فقلده قضاء لورقة فخرج إليها وألقى عصاه بها، والتزم الصلاة والخطبة بجامعها، ولم يزل حسن السيرة فيهم، محمودا لديهم محببا إليهم إلى أن توفى ضحوة يوم الأحد لست عشرة ليلة خلت لربيع الآخر سنة عشرين وأربعمائة، وصلى عليه الرجل الصالح حبيب بن سيد الجذامي.
قال ابن شنظير: ومولده في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وأربعين وثلاث مائة.

(1/43)


حدث عنه الصاحبان، وحاتم بن محمد، وأبو العباس العذري، وأبو بكر المصحفي وطاهر بن هشام وغيرهم. ذكر بعض ما تقدم ذكره القبشي.
أحمد بن عبد القادر بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الأموي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا عمر.
أخذ عن أبي الحسن الأنطاكي المقرىء، وأبي القاسم حكم بن محمد بن هشام القرشي القيرواني، ومحمد بن أحمد بن الخراز الغروي، ومحمد بن حارث الخشني. وسمع: من أبي علي البغداذي يسيرا.
وكان: له حظٌ صالح من علم النحو واللغة والشعر، وله كتابٌ في القراءآت السبع سماه التحقيق في سفرين، وتأليف آخر في الوثائق وعللها سماه المحتوى في خمسة عشر جزءا. حدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال: توفي في عقب سنة عشرين وأربع مائة. وكانت فيه فكاهة تخل به.
أحمد بن محمد بن دراج القسطلي: منسوب إلى قسطلة دراج، يكنى أبا عمر.
ذكره الحميدي وقال: هو معدود في جملة العلماء، والمقدمين من الشعراء، والمذكورين من البلغاء، وشعره كثير مجموع يدل على علمه. وله طريقة في البلاغة والرسائل يستدل بها على اتساعه وقوته. قال: سمعت أبا محمد علي بن أحمد وكان عالما بنقد الشعر يقول: لو قلت إنه إنه لم يكن بالأندلس أشعر من ابن دراج لم أبعد. وقال مرة أخرى: لو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن دراج لما تأخر عن شأو حبيب، والمتنبي. مات قريباً من العشرين والأربع مائة. هذا قول الحميدي.
قال غيره وتوفي: سنة إحدى وعشرين وأربع مائة ومولده في المحرم سنة سبعٍ وأربعين وثلاث مائة.

(1/44)


أحمد بن قاسم بن أيوب القيسي: من أهل بجانة.
كانت له عناية بالعلم، ورحلة إلى المشرق حج فيها. وروى بها وتوفي سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
أحمد بن عبد الله بن بدر مولى أمير المؤمنين المستنصر بالله رحمه الله: من أهل قرطبة، يكنى أبا مروان.
روى عن أبي عمر بن أبي الحباب، وأبي بكر بن هذيل. وكان: نحويا، لغويا، شاعرا عروضيا. وتوفي سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة.
حدث عنه أبو مروان الطبني وذكر خبره ووفاته.
أحمد بن عبد الله بن شاكر الأموي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر. روى عن محمد بن إبراهيم الخشني، وإبراهيم بن محمد بن حسين، وأحمد بن محمد ابن ميمون وغيرهم وكان معلما بالقرآن.
توفي: سنة أربعٍ وعشرين وأربع مائة. وصلى عليه أبو الحسن بن بقي القاضي. ذكره ابن مطاهر.
أحمد بن أدهم بن محمد بن عمر بن أدهم: من أهل جيان سكن إشبيلية.؟ يكنى: أبا بكر.
له رواية واسعة عن جده محمد بن عمر بن أدهم وغيره من شيوخ الأندلس.
وكان: من أهل العلم والتصاون والثقة. حدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال: أجاز لي روايته سنة خمسٍ وعشرين وأربع مائة. ومولده سنة سبع وخمسين وثلاث مائة.
أحمد بن يحيى بن حارث الأموي: من أهل طليطلة، يكنى أبا عمر.
روى ببلدة عن عبدوس بن محمد وغيره. وكان: ميله إلى الحديث، والزهد، والرقائق، وكان ثقة، وكان له مجلس في الجامع يعظ الناس فيه ذكره.

(1/45)


أحمد بن موسى بن أحمد بن سعيد اليحصبي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر، ويعرف: بابن الوتد.
يحدث عن أبيه موسى بن أحمد الفقيه بكتاب الشروط من تأليفه. حدث به عن أحمد هذا القاضي أبو عمر بن سميق القرطبي، وكان: أحمد بن موسى هذا في عداد المفتين بقرطبة، قدمه لذلك المعتد بالله هشام بن محمد في مدته. وتوفي بعد العشرين وأربع مائة. وكان أبو عبد الله محمد بن فرج الفقيه يذكره ويخبر أنه كان من جيرانه.
قال ابن حيان توفي في أول ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وأربع مائة.
أحمد بن سليمان بن محمد بن أبي سليمان: قاضي وشقة، يكنى: أبا بكر.
روى بالمشرق عن أبي القاسم بن عبد الرحمن بن الحسن الشافعي، وأبي ذر عبد الرحمن بن أحمد الهروي وغيرهما، حدث عنه أبو بكر محمد بن هشام المصحفي وسمع منه وأثنى عليه.
أحمد بن عبد الله الغافقي المعروف، بالصفار: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
كان: مقدما في علم الحساب والعدد، أخذ الناس عنه ذلك، وكانت له رواية عن القاضي ابن مفرجٍ وغيره. وقد ذكره أبو عمر بن مهدي في شيوخه.
وتوفي منسلخ سنة ستٍ وعشرين وأربع مائة، ذكر وفاته ابن حيان.
أحمد بن عبد الرحمن بن غالب بن حزم: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر.
روى عن عباس بن أصبغ، وأبي محمد الأصيلي وغيرهما. ذكره الحميدي وقال: كان من أهل العلم والفضل، وتولى الحكم بالجانب الغربي بقرطبة في أيام محمد المهدي. حكى ذلك عن أبي محمد بن حزم وهو من بني عمه.

(1/46)


وذكره أبو محمد بن خزرج وقال: كان شيخا جليلا من أهل الوقار والتصاون وتوفي بإشبيلية سنة سبع وعشرين وأربع مائة، ومولده سنة ستين وثلاث مائة.
أحمد بن سعيد بن عبد الله بن خليل الأموي المكتب: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم.
سمع ببلده: من أبي محمد الباجي وغيره، وصحب أبا الحسن الأنطاكي المقرىء وغيره، وكانت له عناية قديمة بطلب العلم. وكان: له حظ في العبارة وعقد الوثائق.
وتوفي في رجب سنة ثمان وعشرين وأربع مائة. ومولده سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة. ذكره ابن خزرج وروى عنه.
أحمد بن سعيد بن علي الأنصاري القناطري، المعروف: بابن الحجال: من أهل قادس، يكنى: أبا عمر.
سمع بقرطبة، ورحل إلى المشرق ولقي أبا محمد بن أبي زيد، وأبا جعفر الداودي، وأكثر عنه وعن غيره.
وكان كثير الانقباض والتصاون. وتوفي بإشبيلية سنة ثمان وعشرين وأربع مائة.
ومولده في حدود سنة ثمانٍ وستين وثلاث مائة، حدث عنه ابن خزرج ووصفه بما ذكرته.
أحمد بن محمد بن عيسى بن إسماعيل بن محمد بن عيسى البلوي، من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر، ويعرف: بابن الميراثي. محدث حافظ. روى بقرطبة عن أبي عثمان سعيد بن نصر، وأحمد بن قاسم البزاز وغيرهما.
ورحل إلى المشرق ولقي أبا القاسم السقطي بمكة، وأبا الحسن بن جهضم، وأبا يعقوب بن الدخيل ونظراءهم بمكة. ولقي بمصر أبا محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ، وأبا الفتح بن سيبخت وأبا مسلم الكاتب، وابن الوشاء وغيرهم.

(1/47)


ولما رأى عبد الغنى حذقه واجتهاده ونبله سماه غندراً تشبيهاً لمحد بن جعفر غندر المحدث.
وانصرف إلى الأندلس وروى عنه الناس بها. حدث عنه الخولاني، وأبو العباس العذري، وأبو العباس المهدوي.
وذكره أيضا أبو محمد بن خزرج في شيوخه وأثنى عليه، وقال: توفي في حدود سنة ثمانٍ وعشرين وأربع مائة. وكان مولده سنة خمسٍ وستين وثلاث مائة.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن خيرة اللخمي: من أهل إشبيلية: يكنى: أبا عمرو.
روى ببلدة عن أبي محمد الباجي وغيره. وسمع بقرطبة من شيوخها. وكان: من أهل العلم والعناية والتصاون والخير. صحيح الكتب، سليم النقل، حسن الخط وتوفي في حدود سنة ثمانٍ وعشرين وأربع مائة. ذكره ابن خزرج وروى عنه.
أحمد بن يحيى بن عيسى الإلبيري الأصولي: سكن غرناطة، يكنى: أبا عمر.
روى عنه أبو المطرف الشعبي وقال: لقيته بغرناطة سنة ثمانٍ وعشرين وأربع مائة.
وذكر عنه أنه كان متكلما، دقيق النظر، عارفا بالاعتقادات على مذاهب أهل السنة. وذكر أنه قرأ عليه جملة من تواليفه.
وذكره ابن خزرج وقال: توفي سنة تسعٍ وعشرين وأربع مائة. وكان: أديبا شاعرا، وكان يعرف: بابن المحتسب قديما، ثم عرف: بابن عيسى.
أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي عيسى لب بن يحيى بن محمد بن قزلمان المعافري المقرىء الطلمنكي أصله منها، يكنى: أبا عمر.
سكن قرطبة وروى بها عن أبي جعفر أحمد بن عون الله وأكثر عنه، وعن أبي

(1/48)


عبد الله بن مفرج القاضي، وعن أبي محمد الباجي، وأبي القاسم خلف بن محمد الخولاني، وأبي الحسن الأنطاكي، المقرىء، وأبي بكر الزبيدي، وعباس بن أصبغ وغيرهم من علماء قرطبة وسائر بلاد الأندلس.
ورحل إلى المشرق فحج ولقي بمكة: أبا الطاهر محمد بن محمد بن جبريل العجيفي، وأبا حفص عمر بن محمد بن عراك، وأبا الحسن بن جهضم وغيرهم. ولقي بالمدينة: أبا الحسن يحيى بن الحسين المطلبي، ولقي بمصر: أبا بكر محمد بن علي الأذفوي، وأبا الطيب بن غلبون المقرىء، وأبا بكر بن إسماعيل، وأبا القاسم الجوهري، وأبا العلاء ابن ماهان وغيرهم، ولقي بذمياط: أبا بكر محمد بن يحيى بن عمار فسمع منه بعض كتب ابن المنذر. ولقي بالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد الفقيه، وأبا جعفر بن دحمون وغيرهما.
وانصرف إلى الأندلس بعلم كثيرٍ، وكان: أحمد الأئمة في علم القرآن العظيم قراءته وإعرابه، وأحكامه، وناسخه، ومنسوخه، ومعانيه. وجمع كتبا حسانا كثيرة النفع على مذاهب أهل السنة، ظهر فيها علمه، واستبان فيها فهمه، وكانت له عناية كاملة بالحديث ونقله وروايته وضبطه ومعرفة برجاله وحملته. حافظا للسنن، جامعا لها، إلماما فيها، عارفا بأصول الديانات، مظهرا للكرامات، قديم الطلب للعلم، مقدما في المعرفة والفهم، على هدى وسنة وإستقامةٍ.
وكان: سيفا مجردا، على أهل الأهواء والبدع، قامعا لهم، غيورا على الشريعة، شديدا في ذات الله تعالى. سكن قرطبة، وأقرأ الناس بها محتسبا، وأسمعهم الحديث، والتزم الإمامة بمسجد متعة منها، ثم خرج إلى الثغر فتجول فيه، وانتفع الناس بعلمه، وقصد طلمنكة بلده في آخر عمره فتوفي فيها بعد طول التجول والاغتراب.
أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن عيسى بن محمد الحجاري عن أبيه قال: خرج علينا أبو عمر الطلمنكي يوما ونحن نقرأ عليه فقال: اقرءوا وأكثروا فإني لا أتجاوز

(1/49)


هذا العام. فقلنا له: ولم يرحمك الله؟ فقال: رأيت البارحة في منامي منشدا ينشدني:
اغتنموا البر بشيخ ثوى ... ترحمه السوقة والصيد
قد ختم العمر بعيد مضى ... ليس له من بعده عيد
قال: فتوفي في ذلك العام.
قال حاتم بن محمد: توفي رحمة الله سنة تسعٍ وعشرين وأربع مائة. زاد غيره في ذي الحجة. قال أبو عمرو: وكان مولده سنة أربعين وثلاث مائة.
أحمد بن محمد بن إسماعيل بن سعيد القيسي، يعرف: بالسبتي. سكنها أي سبتة وأصله من إشبيلية، يكنى أبا بكر.
رحل إلى سبتة سنة سبعين وثلاث مائة، وحج بعد سنة سبعين مع القاضي أبي عبد الله بن الحذاء وغيره، وسمع بالمشرق: من أبي محمد بن أبي زيد، والداودي، وابن خيران، وعطية بن سعيد وغيرهم. وسمع بقرطبة: من ابن مفرج القاضي وغيره. وبإشبيلية من أهلها.
وكان: من أهل الزهد والانقباض، والعناية بالعلم. ثم عاد إلى إشبيلية فسكنها ورحل إلى سبتة وتوفي بها سنة تسعٍ وعشرين وأربع مائة. وله ثمانون سنة ذكره ابن خزرج.
أحمد بن محمد بن سعيد الأموي: من أهل قرطبة، يكنى أبا عمر، ويعرف: بابن الفراء.
روى بقرطبة: عن أبي عمر الإشبيلي، وابن العطار، والقنازعي. قرأ عليه القرآن بقراءآت وعلى غيره. وخرج في أول الفتنة فسكن إشبيلية وسمع بها من سلمة بن سعيد الأستجي وغيره. وكان: من أهل الخير والفضل، وكان بغسل الموتى.

(1/50)


سمع منه: أبو محمد بن خزرج وقال: خرج عنا إلى المشرق فحج، ثم سار إلى بيت المقدس فتوفي بها رحمة الله.
أحمد بن إبراهيم بن هشام التميمي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر.
سمع: من أحمد بن وسيم وغيره. وكان: معظما عند الخاصة والعامة. وتوفي في عشر الثلاثين والأربع مائة. ذكره ابن مطاهر.
أحمد بن محمد بن الليث: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر. كان متصرفا في عدة علوم، وكان الأغلب عليه علم الأدب والخبر.
روى بقرطبة عن جلة من العلماء. ذكره ابن خزرج وقال: كتبت عنه حكاياتٍ كثيرة مع ابنه الليث صاحبنا ومولده سنة خمس وخمسين وثلاث مائة.
أحمد بن محمد بن هشام بن جهور بن إدريس بن أبي عمرو: من أهل مرشانة سكن قرطبة، يكنى: أبا عمرو.
روى عن أبيه وعمه، وعن أبي محمد الباجي وغيرهم. ورحل إلى المشرق وحج سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. وجاور بمكة أعواما وأخذ بها عن أبي القاسم عبيد الله ابن محمد السقطي، وأبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم، وأخذ عن أبي سعدٍ الواعظ كتاب شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم من تأليفه، وكان: قد أجاز له أبو بكر الآجري وكتب إليه بالإجازة سنة ثمانٍ وخمسين وثلاث مائة من مكة، ولقي أيضا أبا العباس الكرجي، وأبا بكر إسماعيل بن عزرة وغيرهم.
حدث عنه القاضي يونس بن عبد الله في بعض تصانيفه، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو مروان الطبني، وأبو عبد الله محمد بن فرج، وأبو عبد الله الخولاني وقال: كان رجلا صالحا فاضلا، قديم الخير، على سنة واستقامة، بقية علم، وبيته فهم وصلاح رحمهم الله.
وحدث عنه أيضا أبو محمد بن خزرج وقال: كان من أهل العلم والفضل، والبصر

(1/51)


بالعقود وعللها. قال: وتوفي بقرطبة سنة ثلاثين وأربع مائة. وكذلك قال الطبني وزاد في جمادى الآخرة. قال ابن خزرج وهو ابن خمس وسبعين سنة.
أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم بن أصبغ البياني: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عن أبيه قاسم بن محمد، عن جده قاسم بن أصبغ جميع ما رواه. ذكره الحميدي وقال فيه: محدثٌ من أهل بيت حديث: أنشدني أبو محمد بن حزم قال: أنشدني أبو عمرو البياتي:
إذا القرشي لم يشبه قريشا ... بفعلهم الذي بذ الفعالا
فتيسٌ من تيوس بني تميم ... بذي العبلات أحسن منه حالا
حدث عنه الطبني وقال: توفي سنة ثلاثين وأربع مائة. زاد ابن حيان: في صدر رجب وقال: كان عفيفا، طاهرا شديد الانقباض، وكان قد تعطل قبل موته بمدة بعلة فالج لحقته.
أحمد بن محمد بن خالد بن أحمد بن مهدي الكلاعي المقرىء: من أهل قرطبة يكنى: أبا عمر.
روى عن أبي المطرف القنازعي، والقاضي يونس بن عبد الله، وأبي محمد بن بنوش ومكي بن أبي طالب المقرىء وأكثر عنه واختص به، وأبي علي الحداد، وأبي عبد الله ابن عابد، وأبي القاسم الخزرجي، وأبي المطرف بن جرج، وأبي محمد بن الشقاق، وابن نباتٍ وغيرهم.
وعني بلقاء الشيوخ وتقييد العلم وجمعه وروايته ونقله. وقد نقلت في كتابي هذا من كلامه على شيوخه الذين لقيهم ما أوردته عنه ونقلته من خطه، وكان مقرئا فاضلاً ورعاً، عالماً بالقراءات ووجوهها، ضابطا لها. وألف كتبا كثيرة في معناها. وقرأت عليه كتاب: تسمية رجاله بخط بعض أصحابه.

(1/52)


توفي أبو عمر بن مهدي رحمه الله يوم السبت وقت الزوال لعشر خلون لذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. ودفن يوم الأحد بعد صلاة العصر بمقبرة أم سلمة، وصلى عليه مكي المقرىء، ومولده سنة أربع وتسعين وثلاث مائة في أيام المظفر عبد الملك ابن أبي عامر رحمه الله.
قال لي ابن عتاب: كان إمام مسجد الإسكندراني.
أحمد بن أيوب بن أبي الربيع الإلبيري الواعظ: من أهل إلبيرة سكن قرطبة، يكنى: أبا العباس.
روى ببلده عن أبي عبد الله بن أبي زمنين وغيره. وسمع أيضا: من أبي أيوب سليمان بن بطال البطليموسي كتاب: الدليل إلى طاعة الجليل من تأليفه. وكتاب: أدب المهموم من تأليفه أيضا. وسمع أيضا من أبي سعيد الجعفري، وسلمة بن سعيد الأستجي، ورحل إلى المشرق وحج ولقي أبا الحسن القابسي بالقيروان، وأحمد بن نصر الداودي وغيرهما.
وكان رجلا فاضلا، واعظا سنيا، ورعا أديبا شاعرا، وكان له مجلس بالمسجد الجامع بقرطبة يعظ الناس فيه في غاية الحفل، وكان الناس يبكرون إليه ويزدحمون عليه، ونفع الله المسلمين به.
قال ابن حيان: توفي فجأة لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. ودفن بالربض، وكان في جنازته حفل عظيم لم يعهد مثله، وحزن الناس لفقده حزنا شديدا، وواظبوا قبره أياما تباعا يلوذون به ويتبركون به عفى الله عنه. قال ابن خزرج ومولده في حدود سنة ستين وثلاث مائة.
أحمد بن سعيد بن دينال الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
روى بقرطبة عن أبي عيسى الليثي، وابن عون الله، وابن مفرج، وأبي محمد القلعي

(1/53)


وأبي عبد الله بن الخراز. وأخذ عن أبي عمر الهندي وثائقه النسخة الكبرى سمعها عليه مرات، واختصرها أبو القاسم هذا في خمسة عشر جزءا، وكان بعقدها بصيرا.
ورحل إلى المشرق فأدى الفريضة، ولقي أبا محمد بن أبي زيد بالقيروان فأخذ عنه مختصره في المدونة وغير ذلك من تواليفه. وكان: رجلا صالحا ثقة حليما، وعنى بالعلم والرواية.
روى عنه الخولاني وقال: كان من أهل العلم مع الفهم معدوداً من أصحاب أبي محمد بن الشقاق، وأبي محمد بن دحون وصديقا لهما.
قال ابن حيان: توفي أبا القاسم هذا في صدر جمادى الأولى سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مائة، وقد نيف على التسعين. مولده سنة سبعٍ وأربعين وثلاث مائة.
أحمد بن محمد بن ملاس الفزاري. من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم.
له رحلةٌ إلى المشرق لقي فيها أبا الحسن بن جهضم، وأبا جعفر الداودي وأخذ عنهما وعن غيرهما. وسمع بقرطبة: من أبي محمد الأصيلي، وأبي عمر بن المكوي، وابن السندي، وابن العطار وغيرهم.
وكان: متفننا في العلم، بصيرا بالوثائق مع الفضل والتقدم في الخبر. ذكره ابن خزرج وقال: توفي سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مائة، ومولده سنة سبعين وثلاث مائة.
أحمد بن ثابت بن أبي الجهم الواسطي: منسوبٌ إلى واسط قبرة. سكن قرطبة، يكنى أبا عمر.
روى عن أبي محمد الأصيلي، وكان يتولى القراءة عليه. حدث عنه أبو عبد الله ابن عتاب ووصفه بالخير والصلاح.
قال ابن حيان: توفي الواسطي في صدر جمادى الآخرة سنة سبعٍ وثلاثين

(1/54)


وأربعمائة. وذكر أنه أم بمسجد بنفسج مدة من ستين سنة، وكف بصره.
أحمد بن صارم النحوي الباجي، يكنى: أبا عمر.
كان: من أهل المعرفة الكاملة، والضبط والإتقان وجودة الخط. عني بالكتب الأدب واللغة وأخذ ذلك عن أبي نصرٍ هارون بن موسى المجريطي وقيد عنه كثيرا، واختص به وقد حدث وأخذ الناس عنه.
أحمد بن حية الأنصاري: من أهل طليطلة.
روى عن أبي إسحاق، وأبي جعفر، وأحمد بن حارث. وكان فاضلا متواضعا كثير الحفظ للقرآن توفي: في شعبان سنة تسعٍ وثلاثين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر.
أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبد الله.
حدث عن أبيه مخلد بن عبد الرحمن برواية سلفه. سمع منه ابنه القاضي محمد بن أحمد. لا أعلمه بغير هذا. وسألت عنه حفيده الشيخ المفتي أبا القاسم أحمد بن محمد بن أحمد وقال: لا أعرفه بأكثر من هذا، ولا أعلم تاريخ وفاته. وقال لي: كان في غاية من الانقباض والتصاون.
أحمد بن عبد الله بن محمد التجيبي، يعرف: بابن المشاط. من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر.
أخذ عن أبي عبد الله بن الفخار، وكان ثقة من أهل الزهد، والورع، والصلاح.
وكانت العبادة قد غلبت عليه. ذكره ابن مطاهر.
أحمد بن إسماعيل بن دليم القاضي الجزيري، من جزيرة ميورقة، يكنى: أبا عمر.

(1/55)


سمع محمد بن أحمد بن الخلاص، وأبا عبد الله بن العطار. ذكره الحميدي وقال: سمعنا منه قبل الأربعين والأربع مائة.
ومن روايته عن ابن الخلاص قال: نا محمد بن القاسم، قال: حدثني محمد بن زبان، عن الحارث بن مسكين، عن أبي القاسم، عن مالك، قال: قال رجلٌ لعبد الله بن عمر: إني قتلت نفسا فهل لي من توبةٍ؟ فقال: أكثر من شرب الماء البارد.
أحمد بن محمد بن يوسف بن بدر الصدفي الصدفي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر سمع: من إبراهيم بن محمد بن حسين وصاحبه أبي جعفر أحمد بن محمد وغيرهما.
وكان من خيار المسلمين وأفاضلهم، وكان له وردٌ من الليل لم يتركه إلى أن توفي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وأربع مائة ذكره ط.
أحمد بن قاسم النحوي، المعروف: بابن الأديب: من أهل قرطبة من مقبرة كلع. سكن المرية، يكنى: أبا عمر.
كان من أهل العناية بالعلم والأدب، وكف بصره في حداثة السن، وتوفي بالمرية ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقيت لذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وأربع مائة.
ودفن بعد صلاة الظهر يوم الثلاثاء في الشريعة، وصلى عليه القاضي أبو الوليد الزبيدي.
أحمد بن قاسم بن محمد بن يوسف التجيبي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر، ويعرف: بابن ارفع رأسه.
روى عن الخشني محمد بن إبراهيم، وعبد الله بن ذنين وغيرهما. وكان حافظا للفقه رأسا فيه شاعرا مطبوعا، بصيرا بالحديث وعلله، عارفا بعقد الشروط، وكانت له حلقة في الجامع. وتوفي ليلة عاشوراء سنة ثلاث وأربع مائة.
ذكره ابن مطاهر: قال: وسمعت الناس يوم جنازته يقولون: اليوم مات العلم.
أحمد بن أبي الربيع المقرىء: من أهل بجانة، يكنى: أبا عمر.

(1/56)


كان: من أهل القراءآت والآثار. قرأ على أبي أحمد السامري وجماعة سواه، وتصدر للإقراء. وتوفي بالمرية سنة ستٍ وأربعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير.
أحمد بن سعيد بن أحمد بن الحديدي التجيبي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا العباس.
روى: عن أبيه، وعن أبي محمد بن عباس، وحماد بن عمار، والتبريزي، وله رحلة إلى المشرق حج فيها، وله أخلاق كريمة. توفي سنة ستٍ وأربعين وأربع مائة. ذكره: ط.
أحمد بن رشيق التغلبي مولى لهم: من أهل بجانة، يكنى: أبا عمر.
قرأ القرآن على أبي القاسم أحمد بن أبي الحصن الجدلي، وسمع على المهلب بن أبي صفرة، وجلس إلى أبي الوليد بن ميغل، وشوور في المرية، ونوظر عليه في الفقه وكان له حافظا.
سمع منه أبو إسحاق بن وردون، وأثنى عليه. وتوفي سنة ستٍ وأربعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير.
أحمد بن مهلب بن سعيد البهراني. من أهل إشبيلية، يكنى: أبا عمر.
روى ببلده عن أبي محمد الباجي وغيره، وبقرطبة عن الأنطاكي، وابن مفرج، وأبي بكر الزبيدي وغيرهم. وكان: من أهل الذكاء وقدم العناية بطلب العلم. وتوفي في صفر سنة تسعٍ وأربعين وأربع مائة وقد استكمل ستا وتسعين سنة. ومولده في صفر سنة ثلاثٍ وخمسين وثلاث مائة. ذكره. ابن خزرج.
أحمد بن خلف بن عبد الله اللخمي النحوي الضرير: من أهل قرطبة سكن إشبيلية، يكنى، أبا عمر.
أخذ عن أبي نصر الأديب ونظرائه، وكان إماما في العربية والآداب، وله شعر حسن

(1/57)


وكان: من أهل الحفظ والذكاء. ذكره ابن خزرج وقال: أخبرني أن مولده سنة إحدى وثمانين. يعني: وثلاث مائة. وتوفي بحصن طلياطة في جمادى الآخرى سنة تسعٍ وأربعين وأربع مائة.

(1/58)


الجزء الثاني
بقية الألف
من اسمه أحمد
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن صاعد بن وثيق بن عثمان التغلبي قاضي طليطلة، يكنى: أبا الوليد.
استقضاه المأمون يحيى بن ذي النون بطليطلة بعد أبي عمر بن الجذاء، وكان أصله من قرطبة وروى بها عن أبي المطرف بن فطيس، والقنازعي وغيرهما، وكان مجتهدا في قضائه متحريا، صليبا في الحق، صارما في أموره كلها، متبركا بالصالحين راغبا في لقائهم.
توفي قاضيا لخمسٍ بقين من شهر رمضان سنة تسع وأربعين وأربع مائة. ذكر بعضه ابن مطاهرٍ. وكان مولده خمس وثمانين وثلاث مائة.
أحمد بن يوسف بن حماد الصدفي، يعرف: بابن العواد، من أهل طليلطة، يكنى: أبا بكر.
روى عن محمد بن إبراهيم الخشني، وأبي إسحاق بن شنظير وصاحبه أبي جعفر وجماعة كثيرة سواهم، وكان حسن الضبط لما رآه، وكانت كتبه كلها مسموعه على الشيوخ، وكان معلما بالقرآن من أهل الخير والورع والثقة. حدث عنه أبو بكر جماهر ابن عبد الرحمن، وأبو محمد الشارفي، وأبو جعفر بن مطاهر، وأبو الحسين بن الألبيري، وتوفي سنة تسعٍ وأربعين وأربع مائة ذكره: ط.
أحمد بن يحيى بن أحمد بن سميق بن محمد بن عمر بن واص بن حرب ابن اليسر بن محمد بن علي كذا ذكر نسبه رحمه الله وذكر أن أصلهم من دمشق من إقليم الغدير يكنى: أبا عمر. من أهل قرطبة سكن طليطلة.

(1/59)


روى بقرطبة عن القاضي يونس بن عبد الله، والقاضي أبي المطرف بن فطيس، والقاضي أبي بكر بن وافد، وأبي عبد الله الحذاء، وأبي أيوب بن عمرون، وأبي محمد ابن بنوش، وأبي بكر التجيبي، وأبي علي الحداد، وابن أبي زمنين، والقنازعي، وابن الرسان، وأبي القاسم الوهراني وجماعة كثيرة سواهم.
وسمع بطليطلة من أبي محمد بن عباس الخصيب، وأبي المطرف ابن أبي جوشن وحكم بن منذر، وأبي محمد الشنتجالي وغيرهم. وخرج عن قرطبة في الفتنة وقصد طليطلة فسكنها وولاه أبو محمد بن الحذاء أيام قضائه بها أحكام القضاء بطلبيرة فسار فيهم بأحسن سيرة، وأقوم طريقة، وعدل في القضية. وعني بالحديث وكتبه وسماعه وروايته وجمعه.
وكان: من أهل النباهة. واليقظة والمشاركة في عدة علوم، وكان أديبا حليما وقورا، وكان قد نظر في الطب وطالع منه كثيراً وعنى به، وكان من المجتهدين بالقرآن كان له منه حزب بالليل وحزب بالنهار، وكان كثير الالتزام لداره لا يخرج منه إلا لصلاةٍ أو لحاجةٍ. وكان يتناول شراء حوائجه بنفسه حتى البقل، ولا يخالط الناس، ولا يداخلهم. وكان كثيرا ما ينشد في مجالسه متمثلا:
لله أيام الشباب وعصره ... لو يستعار جديده فيعار
ما كان أقصر ليله ونهاره ... وكذاك أيام السرور قصار
وقرأت بخط أبي الحسن الإلبيري المقرىء وقد ذكر أبا عمر بن سميق هذا في شيوخه فقال: كان رحمه الله رجلا صالحا، حسن الخلق، كثير التواضع. محبا في أهل السنة. متبعا لآثارهم، متحليا بآدابهم وأخبارهم. وولى: قضاء طلبيرة فحمدت سيرته،

(1/60)


وشكرت طريقته، وكان يختلف إلى غلةٍ كانت له بحومة المترب يعمرها بالعمل ليعيش منها. قال: وتذاكرت معه يوما من آداب عيادة المرضى، وتناشدنا قول الناظم في ذلك:
حكم العيادة يومٌ بين يومين ... واقعد قليلا كمثل اللحظ بالعين
لا تبرمن عليلا في مساءلةٍ ... يكفيك من ذاك تسأله بحرفين
يعني قول العائد للعليل كيف أنت، شفاك الله.
وأنشدني لنفسه معارضا لهذا الشعر:
إذا لقيت عليلا ... فاقعد لديه قليلا
ولا تطول عليه ... وقل مقالا جميلا
وقم بفضلك عنه ... تكن حكيما نبيلا
وكان مليح الخبر، طريف الحكاية، مولده لتسع خلون من جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وثلاث مائة. وتوفي رحمه الله بطليطلة في حدود الخمسين وأربع مائة، ودفن بالقرق، وصلى عليه أبو محمد بن عفيف، وكانت وفاة ابن عفيف، وكانت وفاة ابن عفيف في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وأربع مائة.
أحمد بن عبد الله بن مفرج الأموي المكتب، يعرف: بابن التيابي، يكنى: أبا عمر.
أخذ عن جماعة من علماء قرطبة وسكن إشبيلية. حدث عنه ابن خزرج وقال: توفي في رجب سنة خمسين وأربع مائة. وله بضعٌ وثمانون سنة.
أحمد بن محمد بن عمر الصدفي الزاهد، يعرف: بابن أبي جنادة، من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر.
سمع: من أبي إسحاق إبراهيم بن محمد، وصاحبه أبي جعفر أحمد بن محمد.

(1/61)


ورحل حاجا، وكان: من أهل العلم، والعمل وترك الدنيا، صواما قواما، منقبضا، عن الناس، فارا بدينه، ملازما لثغور المسلمين، وكان كثيرا ما يوكد في الرواية، ولا يرى لأحدٍ النظر في مسألة ولا حديث حتى يروي ذلك. وكان حسن الضبط لكتبه، متحريا لم يبح لأحدٍ أن يسمع منه، ولا روى لأحد شيئا من كتبه. وتوفي في شوال من سنة خمسين وأربع مائة، وصلى عليه تمام بن عفيف وفرغ من جنازته وحانت صلاة العصر وصلاها الناس بأذان وإقامة وحضر المأمون. من كتاب ابن مطاهر.
أحمد بن خصيب بن أحمد الأنصاري: من أهل قرطبة بها نشأ، ثم سكن القيروان، وأخذ عن أبي الحسن علي بن أبي الحسن علي بن أبي طالب العابر أكثر روايته وتواليفه وعن غيره.
وكان له علم بعبارة الرؤيا، ثم استوطن دانية. وتوفي بعد ذلك بقلعة حماد من بلاد العدوة في حدود سنة خمسين وأربع مائة وهو ابن اثنتين وستين سنة أو نحوها. ذكره ابن خزرج وروى عنه.
أحمد بن حصين: من أهل بجانة، يكنى: أبا عمر.
كان فقيها على مذهب مالك، معتنيا بالآثار وكتب منها بخطه كثيرا. وصحب أبا الوليد بن ميقل، والمهلب بن أبي صفرة، وأبا أحمد بن الحوات وغيرهم. ودعى إلى القضاء فأبى من ذلك. وتوفي سنة ست وخمسين وأربع مائة. وهو ابن خمس وسبعين عاما. ذكره ابن مدير.

(1/62)


أحمد بن مغيث بن أحمد بن مغيث الصدفي: من أهل طليطلة، يكنى أبا جعفر.
هو من جلة علمائها، من أهل البراعة والفهم والرياسة في العلم، متفننا، عالما بالحديث وعلله، وبالفرائض والحساب واللغة والاعراب والتفسير، وعقد الشروط. وله فيها كتاب حسن سماه: المقنع. روى عن أبي بكر خلف بن أحمد، وأبي محمد ابن عباس وغيرهما.
وكان كلفا بجمع المال. وتوفي في صفر سنة تسعٍ وخمسين وأربع مائة، ومولده سنة ستٍ وأربع مائة. ذكره: ط أحمد بن محمد بن حزب الله: من أهل بلنسية، يكنى: أبا الحسن.
كان مفتيا ببلده، عالما بالشروط، وذاكرا للفقه. وتوفي سنة تسعٍ وخمسين وأربع مائة. ذكره ابن مدير: أحمد بن سعيد بن محمد بن أبي الفياض: أصله من أستجة وسكن المرية، يكنى: أبا بكر.
سمع بأستجة من يوسف بن عمروس، وبالمرية من أبي عم الطلمنكي، وأبي عمر ابن عفيف، والمهلب بن أبي صفرة وغيرهم. وله تأليف في الخبر والتاريخ.
وتوفي سنة تسعٍ وخمسين وأربع مائة وقد خانق الثمانين في سنة ذكره ابن مدير.
أحمد بن الحسين بن حي بن عبد الملك بن حي التجيبي: من أهل قرطبة سكن إشبيلية، يكنى: أبا عمر.
كانت له عناية بالعلم وسماع من الشيوخ، وكان حسن الإيراد للأخبار، فصيح

(1/63)


اللسان، ذا نباهة وجلالة. وتوفي بسرقسطة في شهر رمضان سنة تسعٍ وخمسين وأربع مائة. ومولده سنة تسعٍ وثمانين وثلاث مائة. ذكره ابن خزرج وروى عنه، وكانت له رواية عن أبي محمد بن نامي وغيره. وقد نظر في الأحكام بقرطبة في الفتنة ثم صرف عنها: أحمد بن محمد بن مغيث الصدفي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر.
رحل إلى المشرق وروى عن أبي ذر عبد الرحمن بن أحمد الهروي وأجاز له، وسمع من أبي بكر محمد بن علي الغازي المطوعي وغيرهما. وجلب كتبا صحاحا، رويت عنه، وكتب إلى شيخنا أبي محمد بن عتاب بإجازة ما رواه.
وكان يحفظ صحيح البخاري ويعرف رجاله ويحضر الشورى ويذكر في الحديث كثيرا. وكان ثقة كثير الصدقة، وكان يفضل الفقر على الغنا. وتوفي في منسلخ شهر رمضان سنة تسعٍ وخمسين وأربع مائة، وصلى عليه القاضي أبو زيد الحشاء. ذكر بعضه ابن مطاهر.
أحمد بن إبراهيم بن أسود الغساني: من أهل المرية وحاكمها، يكنى: أبا القاسم.
رحل إلى المشرق سنة خمسٍ وأربع مائة وحج ولقي جماعة من العلماء. وتوفي سنة تسعٍ وخمسين وأربع مائة. ذكره ابن مدير.
أحمد بن محمد بن عيسى بن هلال، يعرف: بابن القطان من أهل قرطبة وزعيم المفتين بها، يكنى: أبا عمر.
روى عن أبي بكر التجيبي، والقاضي يونس بن عبد الله، وأبي محمد بن الشقاق، وأبي محمد بن دحون وناظر عندهما، وكان بذ أهل زمانه بالأندلس علما وحفظا، واستنباطا، وبرع الناس طرا بمعرفة المسائل واختلاف العلماء من أهل المذاهب وغيرهم، والطبع في الفتاوى، والنفوذ في علم الوثائق والأحكام. وصدمته ريحٌ فخرج

(1/64)


من قرطبة يريد حامة المرية فتوفي بكورة باغه، ودفن بها ليلة الاثنين لسبعٍ بقين من ذي القعدة سنة ستين وأربع مائة. ذكره ابن حيان.
ومولده سنة تسعين وثلاث مائة. وذلك أنه وجد بخط أبيه في سنة أربع مائة: تم لابني أحمد عشرة أعوام. وقدمه المستظهر للشورى سنة أربع عشرة وأربع مائة على يدي قاضيه عبد الرحمن بن بشرٍ.
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن مسعود الجذامي البزلياني، يكنى: أبا عمر.
كان مخلفا للقضاة بإلبيرة وبجانة، وصحب أبا بكر بن زرب وابن مفرج، والزبيدي، وابن أبي زمنيين ونظراءهم.
وكان: من أهل العلم والفضل. حدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال: توفي مستهل جمادى الأولى سنة إحدى وستين وأربع مائة. ومولده سنة ستين وثلاث ومائة.
أحمد بن جسر المقرىء المالقي، يكنى: أبا عمر.
روى عن عبد الرحمن بن مؤمل بن عصام المقرىء. قرأ عليه محمد بن سليمان الأديب شيخنا رحمه الله.
أحمد بن محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب بن داود التميمي، يعرف: بابن الحذاء، من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
روى عن أبيه أكثر روايته وندبه صغيرا إلى طلب العلم والسماع من الشيوخ والجلة في وقته كأبي محمد بن أسدٍ، وعبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، وأبي القاسم الوهراني وغيرهم. فحصل له بذلك سماع عال أدرك به درجة أبيه، وكان ابتداء سماعه سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاث مائة أو نحوها.
وجلا عن وطنه إذ وقعت الفتنة، وافترقت الجماعة فسكن مدينة سرقسطة

(1/65)


والمرية، وتقلد أحكام القضاء بمدينة طليطلة ثم بدانية، ثم انصرف في آخر عمره إلى قرطبة فكان متصرفا بين مدينة إشبيلية وقرطبة إلى أن توفي.
قال أبو علي: سمعت أبا عمر بن الحذاء يقول: كتبت بخطى مختصر العين في أربعين يوما بمدينة المرية. قال: وكان أبو عمر أحسن الناس خلقا، وأوطأهم كنفا، وأطلقهم برا وبشرا، وأبدرهم إلى قضاء حوائج إخوانه.
وقال لي أبو عمر: ولدت يوم الجمعة نصف الساعة الثانية منه لسبع بقين من شعبان من سنة ثمانين وثلاث مائةٍ. وتوفي يوم الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من ربيع الآخر سنة سبعٍ وستين وأربع مائة بإشبيلية ذكره أبو علي الغساني.
قال غيره: وتوفي عشي يوم الخميس لعشرٍ خلون لربيع الآخر، ودفن يوم الجمعة بمقبرة الفخارين، وكان يوم جنازته غيثٌ عظيم، وصلى عليه الزاهد أبو الأصبغ البشتري ومشى في جنازته المعتمد على الله محمد بن عبادٍ راجلا. وأخبرني عن أبي عمر هذا جماعة من شيوخنا رحمهم الله.
أحمد بن عبد الله بن أحم التميمي، يعرف: بابن طالبٍ من أهل قرطبة، يكنى: أبا جعفر.
روى عن أبي القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا الإفليلي وأكثر عنه. وعن أبي عمروٍ عثمان بن أبي بكر السفاقسي، وعن أبي عمر أحمد بن محمد بن الحذاء القاضي وغيرهم.
روى عنه شيخنا أبو الحسن بن مغيث وسألته عنه فقال: كان ثقة دينا، فاضلا، ورعا متواضعا، كثير الصلاة، مجاورا للمسجد الجامع يلتزم الصلاة فيه.
وقال لي: كنت أختلف إليه لأقرأ عليه من كتب الأدب هنالك فدخلت معه يوما إلى الجامع في أول الوقت فقال لي: اذهب إلى موضعي فانتظرني فإن علي

(1/66)


قضاء حاجةٍ. قال: فتواري عني وأنا أنظر إليه أبداً فدخل موضعا خفيا من الجامع وتوارى فيه وهو يحسب أن عيني ليست واقعة عليه، فرأيته يكثر الركوع والسجود، لا يفتر عن ذلك إلى أن قرب وقت الصلاة فخرج إلى موضع انتظاري له. فقلت له يا سيدي: عسى انقضت الحاجة؟ قال: انقضت إن شاء الله اقرأ.
قال لي أبو الحسن: وحضر معنا سماع صحيح البخاري على أبي عمر بن الحذاء قال لي: وتوفي رحمه الله بقرطبة في أيام المأمون يحيى بن ذي النون سنة سبع وستين وأربع مائة، ودفن بصحن مسجد غزلان السيدة داخل المدينة. وهو أوصى أن يدفن به.
أحمد بن محمد بن أسود الغساني: من أهل المرية، يكنى: أبا عمر. كان فقيها فاضلا معتنيا بالعلم. وتوفي سنة تسع وستين وأربع مائة ذكره ابن مدير.
أحمد بن سعيد بن غالب الأموي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر، ويعرف: بابن اللورانكي.
كان: من أهل الأدب والفرائض واللغة، دربا بالفتيا، مشاورا في الأحكام، فقيها في المسائل، مشاركا في شرح الحديث والتفسير.
وكان متواضعا وتوفي في شوال سنة تسع وستين وأربع مائة، وصلى عليه عبد الرحمن بن مغيث ذكره: ط.
أحمد بن الفضل بن عميرة: من أهل المرية.
روى عن أبي الوليد بن ميقل، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي عمر بن عبد البر.
وكان: من أهل والفضل. وتوفي في سنة تسع وستين وأربع مائة. ذكره ابن مدير

(1/67)


أحمد بن عثمان بن سعيد الأموي ولد أبي عمرو المقرىء الحافظ سكن دانية وأصله من قرطبة، يكنى: أبا العباس.
روى عن أبيه وعن غيره، وأقرأ الناس القرآن بالروايات. وتوفي في يوم الاثنين لثمانٍ خلون من رجب سنة إحدى وسبعين وأربع مائة. قرأت وفاته بخط أبي الحسن المقرىء، وأخذ عنه أبو القاسم بن مدير.
أحمد بن يحيى بن يحيى: من أهل بجانة ومن كبار فقهائها، وكان يستفتي في الحلال والحرام، وتوفي سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة. ومولده سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة. ذكره ابن مدير.
أحمد بن محمد بن رزق الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا جعفر.
أخذ عن أبي عمر بن القطان الفقيه وتفقه عنده، وعن أبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه، ورحل إلى أبي عمر بن عبد البر فسمع منه. وروى عن أبي العباس العذري، وأجاز له عبد الحق بن محمد الفقيه الصقلي ما رواه وألفه.
وكان فقيها، حافظا للرأي، مقدما فيه، ذاكرا للمسائل، بصيرا بالنوازل، عارفا بالفتوى، صدرا فيمن يستفتي. وكان مدار طلبة الفقه بقرطبة عليه في المناظرة، والمدارسة، والتفقه عنده. ونفع الله به كل من أخذ عنه، وكان فاضلا، دينا، متواضعا حليما، عفيفا على هدى واستقامة. أخبرنا عنه جماعة من شيوخنا وصفوه بالعلم والفضل.
وذكره شيخنا أبو الحسن بن مغيثٍ فقال: كان أذكى من رأيت في علم المسائل، وألينهم كلمة، وأكثرهم حرصا على التعليم، وأنفعهم لطالب فرع على مشاركةٍ له في علم الحديث.
قال لي القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد رحمه الله: توفي شيخناً أبو جعفر

(1/68)


ابن رزق فجأة ليلة الاثنين لخمس بقين من شوال سنة سبعٍ وسبعين وأربع مائة، ودفن بالربض. وكان مولده سنة سبعٍ وعشرين وأربع مائة.
وقرأت بخط أبي الحسن قال: أخبرني بعض الطلبة من الغرباء أنه سمعه في سجوده في صلاة العشاء ليلة موته يقول: اللهم أمتني موتة هينة. فكان ذلك رحمه الله.
أحمد بن عمر بن أنس بن دلهاث بن أنس بن فلذان بن عمران بن منيب ابن زغيبة بن قطبة العذري. كذا قرأت نسبه بخطه. يعرف: بابن الدلائي من أهل المرية، يكنى: أبا العباس.
رحل إلى المشرق مع أبويه سنة سبعٍ وأربع مائة، ووصلوا إلى بيت الله الحرام في شهر رمضان سنة ثمانٍ وجاورا به أعواما جمة، وانصرف عن مكة سنة ست عشرة فسمع بالحجاز سماعا كثيرا من أبي العباس الرازي، وأبي الحسن بن جهضم وأبي بكر محمد بن نوح الأصبهاني، وعلى بن بندار القزويني، وصحب الشيخ الحافظ أبا ذرٍ عبد بن أحمد الهروي وسمع منه صحيح البخاري مرات، وسمع من جماعة غيرهم من المحدثين من أهل العراق وخرسان والشامات الواردين على مكة أهل الرواية والعلم ولم يكن له بمصر سماع.
وكتب بالأندلس عن أبي علي البجاني، وأبي عمر، بن عفيفٍ والقاضي يونس بن عبد الله، والمهلب بن أبي صفرة، وأبي عمرٍ السفاقسي، وأبي محمد بن حزم وغيرهم. وكان معتنيا بالحديث ونقله وروايته وضبطه مع ثقته وجلالة قدره وعلو إسناده.

(1/69)


سمع الناس منه كثيرا، وحدث عنه من كبار العلماء أبو عمر بن عبد البر، وأبو محمد ابن حزم، وأبو الوليد الوقشي، وطاهر بن مفوز، وأبو علي الغساني وجماعة من كبار شيوخنا.
قال أبو علي: أخبرني أبو العباس أن مولده في ذي القعدة ليلة السبت لأربع خلون منه سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاث مائة، وتوفي رحمه الله في آخر شعبان سنة ثمانٍ وسبعين وأربع مائة. ودفن بمقبرة الحوض بالمرية، وصلى عليه ابنه أنس بتقديم المعتصم بالله محمد بن معن.
أحمد بن مسعود بن مفرج بن صنعون بن سفيان: من أهل مدينة شلب وكبير المفتين بها، يكنى: أبا عمر.
روى عن أبيه وتفقه عنده. وسمع من أبي محمد الشنتجالي، وأبي الحسن الباجي صحيح مسلم. وأخذ أيضا عن أبي عبد الله بن منظور، وكان حافظاً للرأي ونوظر عليه وسمع مه استقضى بعد أبيه ببلده. وتوفي سنة ثمانٍ وسبعين وأربع مائة ومولده سنة أربع مائة.
أحمد بن محمد بن أيوب بن عدل: من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر.
روى عن أبي محمد بن عباس، وأبي القاسم وليد بن العربي، والقاضي سليمان بن عمرو، وأبي الحسن التبريزي وغيرهم. وتولى الصلاة والخطبة بجامع طليطلة.
وكان حسن الإيراد لخطبه، وكان من أهل الصلاح والدين والعفاف. وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمانٍ وسبعين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر.

(1/70)


أحمد بن محمد بن فرج الأنصاري يعرف: بابن رميلة من أهل قرطبة، يكنى: أبا العباس.
كان معتنيا بالعلم، وصحبة الشيوخ وله شعر حسن في الزهد. وكان كثير الصدقة وفعل المعروف. قال لي شيخنا أبو محمد بن عتاب رحمه الله: كان أبو العباس هذا من أهل العلم والورع والفضل والدين، واستشهد بالزلاقة مقبلا غير مدبر سنة تسع وسبعين وأربع مائة.
أحمد بن يوسف بن أصبغ بن خضر الأنصاري: من أهل طليطلة، يكنى: أبا عمر.
سمع: من أبيه يوسف بن أصبغ، وعبد الرحمن بن محمد بن عباس. وكان يبصر الحديث بصرا جيدا، والفرائض، والتفسير. وشوور في الأحكام وكانت إلى رحلةٌ إلى المشرق حج فيها، وكان ثقة رضا. وولي القضاء بطليطلة ثم حرف عنه.
وتوفي بقرطبة سنة ثمانين وأربع مائة. ذكره: ط. ووجد على قبره بمقبرة أم سلمة أنه توفي في شعبان سنة تسعٍ وسبعين وأربع مائة.
أحمد بن عبد الله بن عيسى الأموي: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا جعفر.
كان فقيها حافظا للرأي. واستقضاه المقتدر بالله بمدينة سالم وتوفي سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة.
أحمد بن مضر، يعرف بابن إسماعيل. أبو طاهر النحوي: من أهل سرقسطة مات بمصر وله تواليف وشعر.

(1/71)


أحمد بن بشرى الأموي: من أهل طليطلة.
روى عن محمد بن أحمد بن بدر، وفرج بن أبي الحكم، وعبد الله بن موسى، وكان فهماً نبيلاً وقورا، ً عاقلا منقبضا، انتقل من طليطلة إلى سرقسطة وبقي بها إلى أن توفي سنة خمس وثمانين وأربع مائة. ذكر: ط.
أحمد بن وليد، يعرف: بابن بحر: من أهل أشونة: يكنى: أبا عمر.
كان معتنيا بالعلم، وعقد الوثائق، واستقضى بجيان، وتوفي بأشونة سنة ستٍ وثمانين وأربع مائة. ذكره ابن مدير.
أحمد بن العجيفي العبدري: من أهل يابسة، يكنى: أبا العباس.
حدث عن أبي عمران الفاسي، وأبي عبد الملك مروان بن علي البوني، وغيرهما.
وذكر أنه كان بالقيروان فقال رجل: أنا خير البرية، فلبب وهمت به العامة فحمل إلى الشيخ أبي عمران رحمه الله فسكن العامة ثم قال له: كيف قلت؟ فأعاد عليه ما قال. فقال له: أأنت مؤمن، أو قال مسلم؟ قال: نعم. قال: تصوم وتصلي وتفعل الخير؟ قال: نعم. قال: اذهب بسلام. قال الله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أولئك هم خير البرية " فانفض الناس عنه. لقيه القاضي أبو علي ابن سكرة بيابسة وروى عنه بها.
أحمد بن عبد الرحمن بن مطاهر الأنصاري: من أهل طليطلة، يكنى: أبا جعفر.
روى عن خاله أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم

(1/72)


ابن عبد السلام الحافظ، وأبي محمد قاسم بن هلال، وأبي محمد الشارقي وأبي محمد جعفر بن عبد الله، وأبي عمر بن مغيث، والقاضي يوسف بن خضر، والقاضي محمد بن خلف وجماعة كثيرة سواهم.
وعني بسماع العلم ولقاء الشيوخ والأخذ عنهم. وكان له بصر بالمسائل، وميل إلى الأثر وتقييد الخبر. وله كتاب في تاريخ فقهاء طليطلة وقضاتها أخبرنا به الحاكم أبو الحسن ابن بقي وغيره عنه، وقد نقلنا منه في كتابنا هذا ما نسبناه إليه. وكان ثقة فيما رواه ونقله.
وتوفي بطليطلة في أيام النصارى دمرهم الله سنة تسع وثمانين وأربع مائة.
أحمد بن إبراهيم بن قزمان من أهل طليطلة، يكنى: أبا بكر.
روى عن أبي بكر بن الغراب، وأبي عمرو السفاقسي وذكر أنه سمعه يقول: روي عن النبي عليه السلام أنه قال: " إذا كلمكم رجلٌ من غير أن يسلم فلا تكلموه فربما كان إبليس. أو قال: فإنه إبليس " شك أبو بكر.
قال: وسمعت أبا عمرو أيضا يقول: روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن إبليس مسيح العين أعور ". حدث عنه أبو الحسن الإلبيري المقرىء، ونقلت جميعه من خطه.
أحمد بن سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب التجيبي الباجي. سكن سرقسطة وغيرها وأصله من قرطبة يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبيه معظم روايته وتواليفه، وخلف أباه في حلقته بعد وفاته، وأخذ عنه أصحاب أبيه بعده، وأخذ بقرطبة عن حاتم بن محمد، والعقيلي وابن حيان.

(1/73)


وكان فاضلا دينا من أفهم الناس وأعلمهم. وله تواليف حسان تدل على حذقه ونبله.
أخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا، ووصفوه بالنباهة والجلالة. ورحل إلى المشرق وحج، وتوفي بجدة بعد منصرفه من الحج رحمه الله في سنة ثلاثٍ وتسعين وأربع مائة.
أحمد بن حسين بن شقير: من أهل جيان، يكنى: أبا جعفر.
تفقه عند الفقيه أبي جعفر بن رزق، وولي الشورى ببلده. وكان له حظ من علم القرآن والأدب والشروط. وتوفي في سنة تسعين وأربع مائة، قرأت بخط أبي الوليد صاحبنا بعضه.
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عيسى الكناني، يعرف: بالببيرس. من أهل قرطبة، يكنى: أبا العباس.
روى عن أبي بكر محمد بن هشام المصحفي، وأبي مروان بن سراج، وأبي الأصبغ عيسى بن خيرة المقرىء، وخلف بن رزق الإمام، وأبي الحسن العبسي وغيرهم. وكان قد برع أهل بلده في معرفة النحو، واللغة، والآداب، والأخبار، والأشعار مع نفاذ في القراءآت ومشاركةٍ في الحديث والفقه والأصول. وبذ أهل زمانه في الحفظ والإتقان والتقييد والضبط مع خير وانقباص، وحسن خلق، ولين جانب.
وتوفي رحمه الله سنة خمس وتسعين وأربع مائة. قال لي ذلك المقرىء عبد الجليل ابن عبد العزيز رحمه الله.
أحمد بن مروان بن قيصر الأموي: يعرف بابن اليمنالش، من أهل المرية، يكنى: أبا عمر.
أخذ عن المهلب بن أبي صفرة وغيره، وفاق في الزهد والورع أهل وقته، وكان

(1/74)


العمل أملك به. وتوفي في صفر سنة ستٍ وتسعين وأربع مائة. ومولده يوم منى سنة ثلاث عشرة وأربع مائة.
أحمد بن خلف بن عبد الملك بن غالب الغساني، يعرف: بابن القليعي من أهل غرناطة، يكنى: أبا جعفر.
روى عن أبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عمر بن القطان، وأبي عبد الله بن عتاب، وأبي زكريا القليعي، وأبي مروان بن سراج وغيرهم. وكان ثقة صدوقا أخذ الناس عنه، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وتسعين وأربع مائة.
أحمد بن خلف الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا عمر.
أخذ عن أبي عبد الله الطرفي المقرىء وجود عليه القرآن، وسمع: من أبي القاسم حاتم بن محمد. وكان معلم كتابٍ، وصاحب صلاةٍ، حافظا للقرآن مع خير وانقباض.
روى عنه شيخنا القاضي أبو عبد الله بن الحاج. وتوفي رحمه الله فيها. أخبرني به ابنه سنة تسعٍ وتسعين وأربع مائة.
أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري الشارقي الواعظ، يكنى: أبا العباس.
سمع بالمشرق من كريمة المروزية، والقاضي أبي بكر بن صدقة، وأبي الليث السمرقندي، ودرس على أبي إسحاق الشيراري.
ودخل العراق، وفارس، والأهواز، ومصر ثم انصرف إلى الأندلس وسكن سبتة، وفاس وغيرهما مدة وسمع منه بعض الناس، وكان رجلا صالحا، دينا، كثير الذكر والعمل والبكاء، وكان يجلس للوعظ وغيره.
توفي بشرق الأندلس في نحو خمس مائة. كتبه لي القاضي أبو الفضل بن عياضٍ بخطه.

(1/75)


أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن غلبون الخولاني: من أهل إشبيلية وأصله من قرطبة، يكنى: أبا عبد الله ولد الراوية أبي عبد الله الخولاني.
روى عن أبيه كثيرا من روايته، وسمع معه من جماعة من شيوخه منهم: أبو عمرو عثمان بن أحمد القيشطيالي، وأبو عبد الله بن الأحدب، وأبو ممد الشنتجيالي، وعلي بن حموية الشيرازي وغيرهم.
وأجاز له من كبار الشيوخ القاضي يونس بن عبد الله، وأبو عمر الطلمنكي، وابن نبات، وأبو عمرو المرشاني، وأبو عمرو المقرىء، وأبو عمران الفاسي، وأبو ذرٍ الهروي، والسفاقسي، ومكي المقرىء وجماعة سواهم. وعدة من أجاز له أربعون شيخا.
وكان شيخا فاضلا، عفيفا منقبضا من بيته علم ودين وفضل، ولم يكن عنده كبير علم أكثر من روايته عن هؤلاء الجلة، ولا كانت عنده أيضا أصول يلجأ إليها ويعول عليها، وقد أخذ عنه جماعة من شيوخنا وكبار أصحابنا.
قال لي أبو الوليد بن الدباغ صاحبنا غير مرة. ولد أبو عبد الله هذا في سنة ثمان عشرة وأربع مائة. وتوفي رحمه الله في سنة ثمانٍ وخمس مائة. زادني غيره في شعبان من العام.
أحمد بن عثمان بن مكحول: سكن المرية، يكنى: أبا العباس.
روى ببطليوس قديما عن أبي بكر بن الغراب وغيره. ورحل إلى المشرق سنة إحدى وخمسين وأربع مائة فحج وأخذ عن كريمة بنت أحمد بن محمد المروزي، وعن أبي عبد الله القضاعي كتاب الشهاب والعدد من تأليفه، ومن أبي الحسن طاهر بن باب شاذ وغيرهم.
وكان شيخا فاضلا، حدث وتوفي في شعبان سنة ثلاث عشرة وخمس مائة.

(1/76)


أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الحق الخزرجي المقرىء: من أهل قرطبة يكنى: أبا جعفر.
روى عن أبي القاسم الخزرجي المقرىء، وعن أبي عبد الله الطرفي المقرىء ونظرائهما وقرأ على مكي بن أبي طالب أحزابا من القرآن، وأقرأ الناس القرآن مدة طويلة وعمر وأسن وجالسته وأنا صغير السن وتوفي رحمه الله في ربيع الأول سنة إحدى عشرة وخمس مائة ومولده سنة إحدى وعشرين وأربع مائة.
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم: من أهل قرطبة، يكنى: أبا جعفر، ويعرف: بابن سفيان.
أخذ عن أبي جعفر أحمد بن رزق الفقيه وناظر عنده، وسمع من حاتم بن محد كثيرا، ومن محمد بن فرج الفقيه. وتولى الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة. وشوور في الأحكام وتوفي في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وخمسمائة ومولده سنة ستٍ وأربعين وأربع مائة.
أحمد بن إبراهيم بن محمد، يعرف: بابن أبي ليلى: من أهل مرسية، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي الوليد هشام بن أحمد بن وضاح المرسي، وأبي الوليد الباجي، وأبي العباس العذري وغيرهم. وكانت عنده معرفة بالأحكام، وعقد الشروط. كتب إلينا بأجازة ما رواه بخطه، واستقضى بشلب، وتوفي بها فجأة سنة أربع عشرة وخمس مائة.
قال لي ابن الدباغ: ومولده سنة تسعٍ وأربعين وأربع مائة.
أحمد بن عبد الله بن شانج المطرز: من أهل قرطبة، يكنى: أبا جعفر.

(1/77)


روى عن القاضي سراج بن عبد الله وابنه أبي مروان عبد الله بن سراج وصحبه مدة من أربعين عاما.
وكان: من أهل المعرفة والآداب واللغات ومعاني الأشعار، حافظا لها معتنيا بها، ذاكرا لها. كتب بخطه علما كثيرا، ولم يكن بالضابط لما كتب على أدبه، ومعرفته ولا أعلمه حدث إلا بيسير على وجه المذاكرة. وكان عسر الأخذ، نكد الخلق، وتوفي في سنة أربع عشر وخمس مائة.
أحمد بن عبد الرحمن بن جحدر الأنصاري: من أهل شاطبة، يكنى: أبا جعفر.
روى عن أبي الحسن طاهر بن مفوز، وأبي عبد الله محمد بن سعدون القروي، وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن المقرىء وغيرهم. وكان حافظا للفقه، بصيرا بالفتوى ثقة ضابطا. واستقضى ببلده. وتوفي مصروفا عن القضاء سنة خمس عشرة وخمس مائة.
أحمد بن سعيد بن خالد بن بشتغير اللخمي: من أهل لورقة، يكنى: أبا جعفر.
روى عن أبي العباس العذري، وأبي عثمان طاهر بن هشام وأبي محمد المأموني، وأبي عبد الله بن المرابط، وأبي إسحاق بن وردون، وأبي بكر بن صاحب الأحباس وأبي عبد الله بن سعدون، وأبي الحسن بن الخشاب، وأبي بكر بن نعمة العابر. وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وأبو القاسم حاتم بن محمد الطرابلسي، وأبو الوليد الباجي.
وكان واسع الرواية، كثير السماع من الشيوخ ثقة في روايته عاليا في إسناده، أخذ عنه جماعة من أصحابنا وكتب إلينا بإجازة ما رواه. وتوفي رحمة الله سنة ست عشرة وخمس مائة.
أحمد بن طاهر بن علي بن عيسى الأنصاري: من أهل دانية، يكنى: أبا العباس.

(1/78)


روى عن أبي داود المقرىء، وأبي علي الغساني، وأبي محمد بن العسال وغيرهم. وله رحلة لقي فيها أبا مروان الحمداني وجماعة، وله تصنيف، وولي الشورى بدانية وامتنع من ولاية قضائها، وكانت له عناية بالحديث ولقاء الرجال والجمع. وحدث. وتوفي في نحو العشرين وخمس مائة.
أحمد بن علي بن غزلون الأموي: من أهل تطيلة، يكنى: أبا جعفر.
روى عن أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي وهو معدود في كبار أصحابه. وكان: من أهل الحفظ والمعرفة والذكاء، وقد أخذ عنه أصحابنا. وتوفي بالعدوة في نحو عشرين وخمس مائة.
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن طريف بن سعد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا الوليد.

(1/79)


روى عن القاضي بقرطبة سراج بن عبد الله، وأبي عمر بن القطان، وأبي عبد الله ابن عتاب، وأبي مروان بن مالك، وأبي القاسم حاتم بن محمد، وأبي عمر بن الحذاء القاضي، وأبي مروان الطنبي، والقاضي أبي بكر بن منظور، وأبي القاسم بن عبد الوهاب المقرىء، وأبي مروان بن سراج، وأبي مروان بن حيان. وأجاز له أبو محمد بن الوليد الأندلسي نزيل مصر مع أبيه، وأبو عمر بن عبد البر.
وكان رحمة الله شيخا سريا أديباُ نحويا لغويا، كاتبا بليغا، كثير السماع من الشيوخ والاختلاف إليهم والتكرر عليهم ولم تكن له أصول. وكان حسن الخلق، جيد العقل، كامل المروة، جميل العشرة، بارا بإخوانه وأصحابه. وقد سمع منه جماعة أصحابنا، وبعض شيوخنا، واختلف إليه كثيرا وسمعت منه معظم ما عنده، وأجاز لي ما رواه غير مرة بخطه.
قرأت على أبي الوليد قال: قرأت على أبي مروان الطنبي، قال: قرأت على أبي الحسن علي بن عمر الحراني بمصر، قال: أملى علينا حمزة بن محمد الكناني، قال: أخبرنا محمد بن عون الكوفي، قال: نا أحمد بن أبي الحواري، قال: حدثني أخي محمد، قال: قال علي بن الفضيل لأبيه يا أبت: ما أحلى كلام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال يا بني: وتدري بما حلا؟ قال: لا. قال: لأنهم أرادوا به الله تعالى.
وتوفي شيخنا أبو الوليد رحمه الله يوم الجمعة ودفن يوم السبت بعد صلاة العصر بمقبرة أم سلمة آخر يوم من صفر من سنة عشرين وخمس مائة. شهدت جنازته وصلى عليه أبو القاسم بن بقي. وقال لي غير مرة: مولدي يوم عيد الأضحى سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن عيسى بن منظور القيسي: من أهل إشبيلية وقاضيها، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبيه: وسمع من ابن عم أبيه أبي عبد الله محمد بن أحمد بن منظور،

(1/80)


واستقضى ببلده مدة، ثم صرف عن القضاء، لقيته بإشبيلية وأخذت عنه وجالسته.
وتوفي سنة عشرين وخمس مائة. ومولده سنة ستٍ وثلاثين وأربع مائة. شهدت جنازته وصلى عليه أبو القاسم بن بقي.
أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عبد العزيز بن حمدي، التغلبي قاضي الجماعة بقرطبة، يكنى: أبا القاسم.
أخذ عن أبيه وتفقه عنده، وسمع من أبي عبد الله محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني، وأبي القاسم بن مدير المقرىء وغيرهم، وتقلد القضاء بقرطبة مرتين. وكان نافذا في أحكامه، جزلا في أفعاله، وهو من بيته علم ودين وفضل وجلالة، ولم يزل يتولى القضاء بقرطبة إلى أن توفي عشي يوم الأربعاء ودفن عشي يوم الخميس لسبع بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وخمسمائة. ودفن بالربض وصلى عليه ابنه أبو عبد الله. وكانت وفاته من علة خدر طاولته إلى أن قضى نحبه منها في التاريخ المذكور ومولده سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة.
أحمد بن أحمد بن محمد الأزدي، يعرف: با بن القصير من أهل غرناطة، يكنى: أبا الحسن.
روى عن القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل، وأبي بكر محمد بن سابق الصقلي، وأبي عبد الله بن فرج، وأبي علي الغساني وغيرهم. وكان فقيها، حافظا حاذقا، شوور ببلده واستقضى بغير موضع. وتوفي رحمه الله في صدر ذي الحجة من سنة إحدى وثلاثين وخمس مائة.
أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.

(1/81)


سمع: من أبيه بعض ما عنده، وسمع بإشبيلية من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن منظور القيسي، وصحب أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه وانتفع بصحبته وأخذ عنه بعض روايته، وكتب إليه أبو العباس العذري المحدث بإجازة ما رواه عن شيوخه، وشوور في الأحكام بقرطبة فصار صدرا في المفتين بها لسنه وتقدمه، وهو من بيته علم ونباهة، وفضلٍ وصيانةٍ، وكان ذاكرا للمسائل والنوازل، دربا بالفتوى، بصيرا بعقد الشروط وعللها، مقدما في معرفتها، أخذ الناس عنه واختلفت إليه وأخذت عنه بعض ما عنده، وأجاز لي بخطه غير مرة.
أخبرنا شيخنا أبو القاسم بقراءتي عليه غير مرة، وقرأته أيضا على أخيه الحاكم أبي الحسن، قالا: أنا أبونا القاضي محمد بن أحمد، عن أبيه أحمد وعمه أبي الحسن عبد الرحمن، قالا: أنا أبونا مخلد بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن أحمد بن بقي قال: أخبرني أسلم بن عبد العزيز، قال: أخبرني أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد قال: لما وضعت مسندي جاءني عبيد الله بن يحيى وأخوه إسحاق فقالا لي: بلغنا أنك وضعت مسندا قدمت لأبي المصعب الزهري، وابن بكير وأخرت أبانا؟ فقال أبو عبد الرحمن: أما تقديمي لأبي المصعب فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قدموا قريشا ولا تقدموها " وأما تقديمي لابن بكير فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كبره كبره " يريد السن ومع أنه سمع الموطأ من مالك سبع عشرة مرة ولم يسمعه أبوكما إلا مرة واحدة. قال: فخرجا من عندي ولم يعودا إلي بعد ذلك وخرجا إلى حد العداوة.
وسألت شيخنا أبا القاسم عن مولده فقال: ولدت في شعبان سنة ستٍ وأربعين.
أحمد بن محمد بن عبد العزيز اللخمي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا جعفر. صحب أبا علي حسين بن محمد الغساني، واختص به وأخذ عنه معظم ما عنده، وكان أبو علي يصفه بالمعرفة والذكاء ورفع بذكره، وأخذ أيضا عن أبي الحجاج الأعلم الأديب وأبي مروان بن سراج، وأبي بكر المصحفي وغيرهم.

(1/82)


وكان: من أهل المعرفة بالحديث، وأسماء رجاله ورواته، منسوبا إلى فهمه، مقدما في إتقانه وضبطه مع التقدم في اللغة والأدب والأخبار ومعرفة أيام الناس.
سمع الناس منه، وأخذت عنه وجالسته قديما. وتوفي رحمه الله ليلة الجمعة، ودفن عشي يوم الجمعة لثمان بقين من ربيع الأول من سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة. ودفن بمقبرة أم سلمة بقرطبة.
أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله الصنهاجي: من أهل المرية، يكنى: أبا العباس، ويعرف: بابن العريف.
روى عن أبي خالد يزيد مولى المعتصم، وأبي بكر عمر بن أحمد بن رزق، وأبي محمد عبد القادر بن محمد القروي، وأبي القاسم خلف بن محمد بن العربي. وسمع من جماعة من شيوخنا، وكانت عنده مشاركة في أشياء من العلم وعناية بالقراءآت وجمع الروايات واهتمام بطرقها وحملتها، وقد استجاز مني تأليفي هذا وكتبه عني، وكتبت إليه بإجازته مع سائر ما عندي، واستجزته أنا أيضا فيما عنده فكتب لي بخطه ولم ألقه، وخاطبني مرات. وكان متناهيا في الفضل والدين، منقطعا إلى الخير، وكان العباد وأهل الزهد في الدنيا يقصدونه ويألفونه فيحمدون صحبته، وسعي به إلى السلطان فأمر بإشخاصه إلى حضرة مراكش فوصلها وتوفي بها ليلة الجمعة صدر الليل، ودفن يوم الجمعة الثالث والعشرين من صفر من سنة ستٍ وثلاثين وخمس مائة. واحتفل الناس لجنازته، وندم السلطان على ما كان منه في جانبه وظهرت له كرامات.
أحمد بن محمد بن عمر التميمي يعرف: با بن ورد: من أهل المرية، يكنى: أبا القاسم.
كان فقيها، حافظا، عالما متفننا. أخذ العلم عن أبي علي الغساني، وأبي محمد بن العسال وغيرهما، وناظر عند الفقهيين أبوي الوليد بن رشد، وابن العواد وشهر بالعلم والحفظ والإتقان والتفنن في العلوم.
أخذ الناس عنه، واستقضى بغير موضع من المدن الكبار، وكتب إلينا بمولده

(1/83)


مع إجازة ما رواه عن شيوخه بخطه. وقال: ولدت ليلة الثلاثاء لثلاثٍ بقين من جمادى الآخرة من سنة خمس وستين وأربع مائة، وتوفي رحمه الله: ببلده في شهر رمضان المعظم من سنة أربعين وخمس مائة.
أحمد بن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري: من أهل غرناطة، يكنى: أبا جعفر.
روى عن أبيه وأبي علي الصدفي ومن جماعة من شيوخنا. وكان: من أهل العلم والمعرفة والذكاء والفهم، كثير العناية بالعلم. من أهل الرواية والدراية، وخطب ببلده. وتوفي رحمه الله: سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة.
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الباري الحافظ، يكنى: أبا جعفر ويعرف: بالبطروجي.
أخذ عن أبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي علي الغساني، وأبي الحسن العبسي وغيرهم. وكان: من أهل الحفظ للفقه والحديث، والرجال والتواريخ والمولد والوفاة، مقدما في معرفة ذلك وحفظه على أهل عصره. وتوفي رحمه الله ودفن صبيحة يوم السبت لثلاث بقين من محرم سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة. وصلى عليه أبو مروان بن مسرة بمقبرة ابن عباس.
أحمد بن بقاء بن مروان بن نميل اليحصبي: من أهل شنتمرية نزل مرسية، يكنى: أبا جعفر.

(1/84)


روى عن أبي علي بن سكرة كثيرا، وعن غيره من شيوخنا، وكان له اعتناء بالحديث وكتبه ورواته ونقله. وتوفي رحمه الله: سنة أربع وأربعين وخمس مائة، ودفن بمقبرة ابن عباس مع سلفه. صلى ابنه عليه أبو الحسن، وكان الجمع في جنازته كثيرا.
أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد قاضي قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
أخذ عن أبيه كثيراً ولازمه طويلا. ً وسمع من شيخنا أبي محمد بن عتاب وغيره. وأجاز له أبو عبد الله بن فرج، وأبو علي الغساني وغيرهما، وكان خيرا فاضلا عاقلا ظهر بنفسه وبأبوته محببا إلى الناس، طالبا للسلامة منهم، بارا بهم. وتوفي رحمه الله يوم الجمعة ودفن يوم السبت الرابع عشر من رمضان من سنة ثلاث وستين وخمس مائة، ودفن بمقبرة ابن عباس مع سلفه. وكان مولده في سنة سمع وثمانين وأربع مائة.

(1/85)


ومن الغرباء القادمين من المشرق على الأندلس
ممن اسمه أحمد
أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد التميمي التاهري البزاز، يكنى: أبا الفضل.
قدم قرطبة صغيرا وروى بها عن قاسم بن أصبغ، وأبي بكر أحمد بن الفضل الدينوري، وأبي عبد الملك بن أبي دليم، ومحمد بن معاوية القرشي، ومحمد بن عيسى بن رفاعة وغيرهم. ذكره الخولاني وقال: كان شيخا، صالحا، زاهدا في الدنيا، منقبضا عن الناس، مائلا إلى الخمول.
وقرأت بخط أبي إسحاق بن شنظير مولد أبي الفضل هذا وخبره ووفاته فقال: مولده يوم الثلاثاء عند انصداع الفجر في أول ربيع الأول سنة تسعٍ وثلاث مائة. وولد بتاهرت وأتى مع أبيه إلى قرطبة وهو ابن ثمان سنين، وكان سكناه بقرطبة بمسجد مسرور واسماعه في مسجد سريج. وكان أبوه محدثا.
قال أبو الفضل: بدأت بطلب العلم سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة وأنا ابن خمسٍ وعشرين سنة. ودخلت الأندلس سنة سبع عشرة وثلاث مائة وأنا ابن ثمانية أعوام. وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وثلاث مائة.
أحمد بن زكريا بن عبد الكريم بن علية المصري، يعرف: بابن فارة زرنيخ، يكنى: أبا العباس.
سمع بمصر من أبي الحسن بن حيوية النيسابوري وجماعة سواه. وحكى أبو القاسم خلف بن قاسم الحافظ أنه سمع معه هناك على الشيوخ، وقدم قرطبة وسكن بغدير

(1/86)


ثعلبة. وكانت صلاته بمسجد مكرم، وقد حدث عنه عبد الرحمن بن يوسف الدفا، وأبو بكر بن أبيض وقال: مولده بمصر في صفر من سنة أربعين وثلاث مائة.
أحمد بن عبد الله بن موسى الكتامي: من أهل أصيلا، يعرف: بابن العجوز. من أهل الفقه والشعر، ودخل الأندلس.
سمع: من وهب بن مسرة الحجاري وغيره، وبيته في العلم مشهور في المغرب أفادنيه القاضي أبو الفضل بن عياد، وكتبه لي بخطه. تولى الله كرامته.
أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الربعي الباغاني المقرىء، يكنى: أبا العباس.
قدم الأندلس سنة ستٍ وسبعين وثلاث مائة. وقدم إلى الإقراء بالمسجد الجامع بقرطبة واستأدبه المنصور محمد بن أبي عامر لابنه عبد الرحمن، ثم عتب عليه فأقصاه، ثم رقاه المؤيد بالله هشام بن الحكم في دولته الثانية إلى خطة الشورى بقرطبة مكان أبي عمر الإشبيلي الفقيه على يدي قاضيه أبي بكر بن وافد، ولم يطل أمده.
وكان: من أهل الحفظ والعلم والذكاء والفهم، وكان في حفظه آية من آيات الله تعالى، وكان بحرا من بحور العلم، وكان لا نظير له في علم القرآن قراءاته وإعرابه، وأحكامه، وناسخه ومنسوخه. وله كتابٌ حسن في أحكام القرآن نحا فيه نحوا حسنا وهو على مذهب مالك رحمه الله.
روى بمصر عن أبي الطيب بن غلبون، وأبي بكر الأذفوي وغيرهما. قال ابن حيان توفي يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة إحدى وأربع مائة مع أبي عمر الإشبيلي في عام واحد. قال أبو عمرو: ومولده بباغا في سنة خمس وأربعين وثلاث مائة.
أحمد بن علي بن هاشم المقرىء المصري، يكنى: أبا العباس.
قدم الأندلس ودخل سرقسطة مجاهداً سنة عشرين وأربع مائة وأقام بها شهورا، وكان رجلا ساكنا عفيفا فيه بعض الغفلة.
ذكره أبو عمر بن الحذاء وقال: كان أحفظ من لقيت لاختلاف القراء وأخبارهم. وانصرف إلى مصر واتصل بنا موته فيها بعد أعوام رحمه الله.
يروي عن أبي الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرىء المعروف بالحمامي. سمع منه أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن الحذاء وغيرهما، وتوفي بمصر عقب شوال سنة خمسٍ وأربعين وأربع مائة. ذكر ذلك أبو محمد بن خزرج وقال: بلغني أن مولده سنة سبعين يعني: وثلاث مائة.
أحمد بن محمد بن يحيى القرشي الأموي الزاهد، يعرف: بابن الصقلي سكن القيروان.
ذكره ابن خزرج وقال: كان منقطعا في الصلاح والفضل. قديم العناية بطلب العلم بالأندلس وغيرها. من شيوخه أبو محمد بن أبي زيد، وأبو جعفر الداودي، وأبو الحسن ابن القابسي، أبو عبد الله محمد بن خراسان النحوي، وعتيق بن إبراهيم وجماعة سواهم. وذكر أنه أجاز له سنة تسعٍ وعشرين وأربع مائة. قال: وبلغني أنه ولد سنة ستين وثلاث مائة.
أحمد بن عمار بن أبي العباس المهدوي المقرىء: يكنى: أبا العباس.

(1/87)


قدم الأندلس وأصله من المهدية من بلاد القيروان.
روى عن أبي الحسن القابسي وغيره. وقرأ القرآن على أبي عبد الله بن سفيان المقرىء، ودخل الأندلس في حدود الثلاثين والأربع مائة أو نحوها. وكان عالماً بالقراءآت والآداب، متقدما فيهما وألف كتبا كثيرة النفع أخذها عنه أبو الوليد غانم بن وليد المالقي، وأبو عبد الله الطرفي المقرىء وغيرهما من أهل الأندلس.
أحمد بن سليمان بن أحمد الكتامي: يكنى: أبا جعفر، ويعرف: بابن أبي الربيع: من أهل طنجة:

(1/88)


سكن الأندلس وله رحلة إلى المشرق، وأخذ القراءة عن أبي أحمد السامري، وأبي بكر الأذفون، وابن غلبون أبي الطيب. وأقرأ الناس ببجانة، والمرية وعمر عمرا طويلا إلى أن قارب التسعين. وتوفي قبل الأربعين، وأربع مائة.
أحمد بن الصندير العراقي، يكنى: أبا سالم.
كان من أهل الأدب والشعر. وروى شعر المعري عنه، وله فيه شرح، وله مع الحصري مناقضات. ودخل الأندلس وكان عند بني طاهر ومدح الرؤساء.

من اسمه إبراهيم
إبراهيم بن سعيد بن سالم بن أبي عصام القلعي: من قلعة عبد السلام.
يروي عن محمد بن القاسم بن مسعدة، وعن عبد الرحمن بن مدراج وغيرهما، روى عنه الصاحبان وقالا: قدم علينا طيلطلة مجاهداً وتوفي في التسعين والثلاث مائة.
إبراهيم بن إسحاق الأموي، المعروف: بابن أبي زرد: من أهل طليطلة، يكنى: أبا إسحاق.
روى عن وهب بن عيسى، وأبي بكر بن وسيم وغيرهما. حدث عنه الصاحبان وقالا: توفي في رمضان سنة اثنتين وثمانين وثلاث مائة.
إبراهيم بن مبشر بن شريف البكري: أندلسي، يكنى: أبا إسحاق. أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن علي بن محمد الأنطاكي، وكان يقرىء في دكانه قرب المسجد الجامع بقرطبة، وينقط المصاحف، ويعلم المبتدئين. وتوفي سنة خمس وتسعين وثلاث مائة. احتجم وكان ذا جسم ففار دمه ولم ينقطع حتى مات رحمه الله. ذكره أبو عمرو.

(1/89)


إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحضرمي، يعرف: بابن الشرفي صاحب الشرطة والمواريث، والصلاة والخطبة بالمسجد الجامع بقرطبة، ويكنى: أبا إسحاق.
روى عن أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن مطرف، وأبي عيسى الليثي، وأبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم وغيرهم. وكان معتنيا بالعلم، مقدما في الفهم، من أهل الرواية والدراية. صحب الشيوخ، وتكرر عليهم وسمع منهم. وكان متسننا على هدي وسمت حسنٍ. حسن القراءة للكتب، يستوعب قراءة كتاب من حينه له ونفاذه. وكان مجلسه محتفلا بوجوه الناس وطلبة العلم. وكان ذكيا نبيلا حافظا حسن الإيراد للأخبار. وتصرف في الخطط الرفيعة واستقر في آخر ذلك على ما تقدم ذكرنا منها. ولم يزل يتولاها إلى أن فلج ومنع الكلام فكان لا يتكلم بلفظةٍ غير لا إله إلا الله خاصة، ولا يكتب بيده غير بسم الله الرحمن الرحيم حرم الكلام والكتاب. وكان من أقدر الناس عليهما فأصبح في الناس موعظة.
وتوفي في يوم الأحد لعشر خلون من شعبان سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة. ذكره الخلالاني. وروى عنه. وذكر وفاته ابن مفرج.
إبراهيم بن محمد بن سعيد القيسي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا إسحاق ويعرف: بابن أبي القراميد.
روى عن أبيه وغيره، وتوفي سنة سبع وتسعين وثلاث مائة.
إبراهيم بن شاكر بن خطاب بن شاكر بن خطاب اللحاي اللجام: من أهل قرطبة، يكنى، أبا إسحاق.
روى عن أبي عمر أحمد بن ثابت التغلبي، وأبي محمد بن عثمان ونظرائهما. وكان رجلا صالحا ورعا، قديم الخير والانقباض عن الناس. حافظا للحديث وأسماء الرجال عارفا بهم. ذكره الخولاني. وروى عنه أيضا أبو عمر بن عبد البر وأثنى عليه وقال:

(1/90)


كان رجلا صالحا وإن كان أحد في عصره من الأبدال فيوشك أن يكون هو منهم.
وذكر وضاح بن محمد السرقسطي: أن أبا إسحاق هذا توفي بسرقسطة ودفن حذاء قبر أبي العاص السالمي.
إبراهيم بن حبيب بن يحيى بن أحمد بن حبيب الكلبي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر.
كان: من أهل الرواية وممن كتب عنه. حدث عنه ابن أبيض وذكر أنه كان صاحبه وقال: مولده آخر سنة سبع وأربعين وثلاث مائة.
إبراهيم بن محمد بن حسين بن شنظير الأموي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا إسحاق صاحب أبي جعفر بن ميمون المتقدم الذكر. كانا معا كفرسي رهان في العناية الكاملة بالعلم والبحث على الرواية والتقييد لها والضبط لمشكلها.
سمعا معا بطليطلة على من أدركاه من علمائها، ورحلا معا إلى قرطبة فأخذا عن أهلها ومشيختها، وسمعا بسائر بلاد الأندلس، ثم رحلا إلى المشرق وسمعا بها على جماعة من محدثيها تقدم ذكر جميعهم في باب صاحبه أحمد بن محمد بن ميمون وكانا لا يفترقان. وكان السماع عليهما معا، وإجازتهما بخطيهما لمن سألهمها ذلك معا.
وكان أبو إسحاق هذا زاهدا فاضلا، ناسكا صواما قواما، ورعا كثير التلاوة للقرآن. وكان يغلب عليه علم الحديث والتمييز له، والمعرفة بطرقه والرواية والتقييد. شهر بالعلم والطلب والجمع والإكثار والبحث والاجتهاد والثقة. وكان سنيا منافرا لأهل البدع والأهواء لا يسلم على أحد منهم، كثير العمل. ما رؤى أزهد منه في الدنيا، ولا أوقر مجلسا منه كان لا يذكر فيه شيء من أمور الدنيا إلا العلم. وكان وقورا متهيبا في مجلسه لا يقدم أحد أن يتحدث فيه بين يديه ولا يضحك. وكان الناس في مجلسه سواء. وكانت له ولصاحبه أبي جعفر حلقة في المسجد الجامع يقرأ عليهما فيها كتب الزهد، والرقائق، والكرامات. ورحل الناس إليهما من الآفاق.

(1/91)


ولما توفي أحمد بن محمد بن ميمون صاحبه انفرد هو في المجلس إلى أن جاء يوما أبو محمد بن عفيف الشيخ صالح وهو في الحلقة فقال له: كنت أرى البارحة في النوم أحمد بن محمد صاحبك وكنت أقول له: ما فعل بك ربك؟ فكان يقول لي: ما فعل معي إلا خيرا بعد عتاب. فلما سمع إبراهيم قول أحمد ترك ما كان فيه وقصد إلى منزله باكيا على نفسه ومكث يسيرا. وتوفي سنة إحدى وأربع مائة، ودفن بربض طليطلة، ذكره ابن مطاهر وقال: كنت أقصد قبره مع أبي بكر أحمد بن يوسف فإذا حل به قال: السلام عليك يا معلم الخير، ثم يقرأ قُلْ هو الله أحد، إلى آخرها عشر مرات فيعطيه أجرها. فكلمته في ذلك فقال لي: عهد إلي بذلك إلى أيام حياته رحمه الله.
وقال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن وثيق: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد ابن شنظير يقول: ولدت سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة سنة غزاة الحكم أمير المؤمنين وسنة وفاة أبي إبراهيم صاحب النصائح.
وتوفي رحمه الله ليلة الأضحى وهي ليلة الخميس من سنة اثنتين وأربع مائة. وصلى عليه أخوه أبو بكر.
وهذا أصح من الذي ذكره ابن مطاهر في وفاة أبي إسحاق أنها سنة إحدى وأربع مائة.
إبراهيم بن عبد الله بن عباس بن عبد الله بن النعمان بن أبي قابوس: من أهل إشبيلية وصاحب الصلاة فيها، يكنى: أبا إسحاق.
روى عن جماعة من علماء بلده، وحج سنة خمس وثمانين وثلاث مائة. وعني بالعلم، وحدث عنه جماعة منهم: أبو حفص الهوزني، والزهراوي، وأبو محمد بن

(1/92)


خزرج وقال: توفي يوم الاثنين أو يوم من ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. ومولده سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة.
إبراهيم بن فتح، يعرف. بابن الإمام: من أهل الثغر، يكنى: أبا إسحاق.
رحل وحج، وكان معتنيا بالعلم ونقله. وسمع في رحلته ممن لقيه، وكان فاضلا وتوفي سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة. ذكره ابن مدير.
إبراهيم بن محمد بن شنظير الأموي. من أهل طليطلة، يكنى: أبا إسحاق.
كانت له عناية وطلب وسماع ودين وفضل، وكان يبصر الحديث وعلله، وكان يسمع كتب الزهد والكرامات. وقد اختصر المدونة، والمستخرجة، وكان يحفظهما ظاهراًن ويلقي المسائل من غير أن يمسك كتابا، ولا يقدم مسألة ولا يؤخرها.
وكان قد شرب البلاذر ذكره: ط.
إبراهيم بن ثابت بن أخطل: من أهل أقليش، سكن مصر، يكنى: أبا إسحاق.
أخذ القراءة عرضا عن أبي الحسن طاهر بن غلبون، وعن أبي القاسم عبد الجبار ابن أحمد. وسمع: من عبد الرحمن بن عمر بن النحاس، ومحمد بن أحمد الكاتب وغيرهما.
ودخل مصر بعد سنة تسعين وثلاث مائة، واستوطنها وأقرأ الناس بها من بعد موت عبد الجبار بن أحمد. أقرأ في مجلسه إلى أن توفي سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة. ذكره أبو عمرو.
إبراهيم بن عبد الله بن موسى الغافقي المقرىء: من أهل إشبيلية وصاحب الصلاة بجامعها، يكنى: أبا إسحاق.

(1/93)


قرأ القرآن على ابن الحذاء المقرىء، وأبي عمر الجراوي وغيرهما. وكان غاية في الفضل، ومتقدم في الخير. ذكره ابن خزرج، وقال: توفي سنة خمس وعشرين وأربع مائة. وهو ابن خمسٍ وسبعين سنة. وكان قد كف بصره.
إبراهيم بن محمد بن وثيق: من أهل طليطلة، يكنى: أبا إسحاق.
روى عن أبي إسحاق إبراهيم بن شنظير وصاحبه أبي جعفر بن ميمون، وكتب عنهما وعن غيرهما، وعني بالعلم وروايته وجمعه. وكان ثقة فيما رواه ونقلة.
إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا إسحاق.
وهو خال أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن خزرج وحدث عنه ابن أخته أبو القاسم المذكور بما رواه.
إبراهيم بن محمد بن زكريا بن زكريا بن مفرج بن يحيى بن زياد بن عبد الله بن خالد بن سعد بن أبي وقاص القرشي الزهري، المعروف: بابن الإفليلي. من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
قال الطنبي: أخبرني أن إفليلا قرية من قرى الشام كأن هذا النسب إليها.
روى عن أبيه، وأبي عيسى الليثي. وأبي محمد القلعي، وأبي زكريا بن عائذٍ، وأبي عمر بن الحباب، وأبي بكر الزبيدي، وأبي القاسم أحمد بن أبي أبان بن سعيد وغيرهم.
وولي الوزارة للمستكفي بالله. وكان حافظا للأشعار واللغة، قائما عليهما، عظيم السلطان على شعر حبيب الطائي، وأبي الطيب المتنبي كثير العناية بهما خاصة على عنايته الوكيدة لسائر كتبه. وكان ذاكرا للأخبار وأيام الناس. وكان عنده من أشعار أهل أهل بلده قطعة صالحة وكان أشد الناس انتقاء للكلام ومعرفة برائعه.
وعني بكتبٍ جمة كالغريب المصنف، والألفاظ وغيرهما. وكان صادق اللهجة، حسن الغيب، صافي الضمير، حسن المحاضرة، مكرما لجليسه. لقي جماعة من أهل

(1/94)


العلم والأدب. وجماعة من مشاهير المحدثين. ولد في شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاث مائة. وتوفي رحمه الله في آخر الساعة الحادية عشرة وأول الساعة الثانية عشر من يوم السبت الثالث عشر من ذي القعدة من سنة إحدى وأربعين وأربع مائة، ودفن يوم الأحد بعد صلاة العصر في صحن مسجد خرب عند باب عامر. وصلى عليه محمد بن جهور بن محمد بن جهور. ذكره أبو علي الغساني ونقلته من خطه، وروى عنه أبو مروان الطبني وابن سراج.
إبراهيم بن عمارة: من أهل بجانة، يكنى: أبا إسحاق.
رحل إلى المشرق سنة خمس وأربع مائة ولقي العلماء. وكان: من أهل العناية بالعلم ومذكورا بالفهم، واستقضى بالمرية. وتوفي في سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير.
إبراهيم بن محمد بن أشج الفهمي: من أهل طليطلة، يكنى: أبا إسحاق.
روى عن أبي محمد القشاري، ويوسف بن أصبغ بن خضر. وكان متفننا في العلوم، وكان يبصر اللغة والغريبة والفرائض والحساب، وشوور في الأحكام.
وتوفي في شعبان من سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. وصلى عليه أحمد بن مغيث وحضر جنازته المأمون.
إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم بن حمزة البلوي: من أهل مالقة، يكنى أبا إسحاق.
كان صهرا لأبي عمر الطلمنكي سمع منه كثيرا من روايته، وكان له اعتناء بالعلم وتوفي بقرطبة سنة ثمانٍ وأربعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير.
وزاد ابن حيان أنه توفي في ذي القعدة من العام، وأنه كان مقدما في علم العبارة، وذكر أنه كان سبط أبي عمر الطلمنكي، والذي ذكره ابن مدير أنه صهره

(1/95)


وهم منه، وسليمان والده هو صهر الطلمنكي وسيأتي ذكره في حرف السين.
إبراهيم بن محمد بن أبي عمرو: من أهل طليطلة، يكنى: أبا إسحاق.
روى عن أبي محمد بن ذنين، وخلف بن أحمد وغيرهما. وكان: من أهل الصلاح والخير، وقورا عاقلا. توفي في صفر سنة إحدى وخمسين وأربع مائة. ذكره ابن مطاهر.
إبراهيم بن خلف بن معاذٍ الغساني، يعرف: بابن القصير.
روى عن المهلب بن أبي صفرة، وأبي الوليد بن ميغل وغيرهما، وكان ممن يجلس إليه وتوفي سنة خمسٍ وخمسين وأربع مائة. ذكره ابن مدير.
إبراهيم بن جعفر الزهري، يعرف بابن الأشيري: من أهل سرقسطة، يكنى أبا إسحاق.
كان فقيها عالما، حافظا للرأي، واختصر كتاب أبي محمد بن أبي زيد في المدونة رحمه الله. وله رحلةٌ إلى الشرق ولقي فيها طاهر بن غلبون وأحذ عنه. وتوفي في سنة خمس وثلاثين وأربع مائة ومولده سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة.
إبراهيم بن يحيى بن محمد بن حسين بن أسد التميمي الحماني السعدي، يعرف: بابن الطبني: من أهل قرطبة، يكنى: أبا بكر.
أخذ مع ابن عمه أبي مروان عن بعض شيوخه، وشاركه فيمن لقيه منهم. وكان عالما بالطب.
قال الحميدي: هو من أهل بيت أدب وشعر ورياسة وجلالة. قال لي شيخنا أبو الحسن ابن مغيث: أدركت هذا الشيخ وجالسته: وتوفي أول ليلة من سنة إحدى وستين وأربع مائة.

(1/96)


وكان صديقا لأبي محمد بن حزم، قال أبو علي: ومولده سنة ستٍ وتسعين وثلاث مائة. وكان والده يحيى صاحب مواريث الخاصة.
إبراهيم بن محمد الأزدي المقرىء: من أهل قرطبة، يكنى: أبا إسحاق.
روى عن أبي محمد مكي بن أبي طالب، وأبي القاسم الخزرجي، وأبي العباس أحمد ابن عمار المهدوي. وأقرأ الناس بقرطبة مكان أبي القاسم بن عبد الوهاب بعد موته مدة ستة أشهر وتوفي بعده سنة اثنتين وستين وأربع مائة.
إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أسود الغساني: من أهل بجانة، يكنى: أبا إسحاق.
روى عن أبي القاسم الوهراني، والمهلب بن أبي صفرة، وأبي الوليد بن ميقل وغيرهم. وكان: من أهل العناية بالعلم، مشهورا بالصلاح والفهم متواضعاً، وتوفي سنة سبع وستين وأربع مائة. ذكره ابن مدير.
إبراهيم بن دخنيل المقرىء: من أهل وشقة سكن سرقسطة، يكنى: أبا إسحاق.
روى عن أبي عمرو عثمان بن سعيد المقرىء وغيره وأقرأ القرآن بجامع سرقسطة، وعلم العربية. وكان رجلا فاضلا جيد التعليم حسن الفهم أخبرنا عنه غير واحدٍ من شيوخنا وتوفي بسرقسطة في حدود السبعين والأربع مائة.
إبراهيم بن سعيد بن عثمان بن وردون النميري: من أهل المرية، يكنى: أبا إسحاق.
روى عن أبي القاسم الوهراني، وأبي عبد الله بن محمود، وأبي حفص عمر بن يوسف

(1/97)


وغيرهم. وكان معتنيا بالعلم والرواية. أخذ الناس عنه كثيرا، وأخبرنا عنه غير واحد من شيوخنا واستقضى بالمرية وتوفي في شعبان سنة سبعين وأربع مائة، وهو ابن إحدى وثمانين سنة. ذكر تاريخ وفاته ابن مدير.
إبراهيم بن أيمن من أهل إشبيلية، يكنى أبا إسحاق.
روى عن الخليل بن أحمد، ومحمد بن عبد الواحد الزبيدي. روى عنه أحمد بن عمر العذري، وذكر أنه أنشده عن البستي:
النار آخر دينارٍ نطقتبه ... والهم آخر هذا الدرهم الجاري
والمرء بينهما إن كان متفقراً ... معذب القلب بين الهم والنار
ذكره الحميدي. وقال ابن مدير: وتوفي بعد الستين وأربع مائة وله أزيد من سبعين عاما.
إبراهيم بن مخلد: من أهل مالقة، يكنى: أبا إسحاق.
روي عن أبي عبد الله بن أبي زمنين وغيره، وسمع بشاطبة من أبي عمر بن عبد البر، وكان أديبا خطيبا فصيحا. توفي في عشر السبعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير.
إبراهيم بن يحيى بن موسى بن سعيد الكلاعي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا إسحاق، ويعرف: بابن العطار.
سمع: من أبي محمد الشنتجالي وغيره، ورحل إلى المشرق وحج وكتب عن جماعة من المحدثين. منهم: أبو زكريا البخاري بمصر، وسمع بتنيس. من أبي منصور عبد المحسن بن محمد التاجر البغذاذي، وأبي الطاهر إبراهيم بن أبي حامد وغيرهم.
أخبرني عنه أبو بحر الأسدي شيخنا وأثنى عليه ووصفه بالنباهة والثقة والجلالة وقال: لقيته بالجزائر سنة إحدى وتسعين وأربع مائة. وذكر أن أصله من قرطبة من الربض الغربي.

(1/98)


إبراهيم بن محمد بن سليمان بن فتحون: من أهل أقليش وقاضيها، يكنى: أبا إسحاق.
رحل إلى المشرق وحج وسمع بمكة: من كريمة المروزية وغيرها. وسمع بمصر: من أبي إسحاق الحبال، وأبي نصر الشيرازي، وأبي الحسن محمد بن مكي بن عثمان الأزدي وغيرهم.
وكان سماعه منهم مع أبي عبد الله الحميدي سنة خمسين وأربع مائة.
وعني بالحديث ونقله وروايته وجمعه، وكان خطيبا محسنا واستقضى بأقليش بلده، ثم أعفى عنه، ثم دعي بعد ذلك إلى أحكام وبذي فأبى، وعزم عليه في ذلك وجاءه أهل وبذي وباتوا ليلتهم بأقليش. وتوفي أبو إسحاق صبيحة تلك الليلة رحمه الله. وكان رجلا فاضلا ولا أعلمه حدث.
إبراهيم بن خلف بن معاوية العبدري المقرىء، يعرف بالشلوني، يكنى: أبا إسحاق.
كان: من جلة أصحاب أبي عمروٍ المقرىء وشيوخهم. وكان حسن الخط صحيح النقل، جليل القدر. توفي بمالقة سنة ثلاثٍ وستين وأربع مائة ذكره ابن مدير.
إبراهيم بن محمد الأنصاري المقرىء الضرير: يعرف بالمنقوني. سكن قرطبة وأصله من طليطلة، يكنى: أبا إسحاق.
أخذ عن أبي عبد الله المغامي المقرىء وجود عليه القرآن، وسمع الحديث على أبي بكر جماهر بن عبد الرحمن الحجري، وكان يقرى القرآن بالروايات ويضبطها ويجودها. وكان ثقة فاضلا عفيفا منقبضا مقبلا على ما يعنيه وقد أخذ عنه بعض شيوخنا وأصحابنا.
قال لنا قاضي الجماعة أبو عبد الله محمد بن أحمد رحمه الله: سمعت أبا إسحاق هذا

(1/99)


يقول: سمعت جماهر بن عبد الرحمن يقول: العلم دراية، ورواية، وخبرٌ، وحكاية. وتوفى أبو إسحاق هذا عقب شعبان سنة سبع عشرة وخمس مائة. ودفن بمقبرة أم سلمة. وكان إمام مسجد طرفة بالمدينة إبراهيم بن محمد بن خيرة: من أهل قونكة سكن قرطبة؛ يكنى: أبا إسحاق روى ببلده عن قاضيها أبي عبد الله محمد بن خلف بن السقاط؛ سمع منه صحيح البخاري وأخذ بقرطبة عن أبي علي الغساني كثيرا، وعن أبي عبد الله محمد بن فرج، وحازم بن محمد، وكان حافظا للحديث. وتوفى في شوال سنة سبعة عشرة وخمس مائة. وهو من شيوخنا.
إبراهيم بن أبي الفتح الخفاجي: من: جزيرة شقر تجاوز الثمانين وتوفي سنة ثلاث وثلاثين وخمس مائة. وهو حامل لواء الشعر بالأندلس والإمام فيه غير مدافع، فإنه سلك فيه طريق الحلاوة والجزالة، وقد صارت قصائده...... وقد جمع ذلك في جزء فائق على حروف المعجم...... تفقه على الشيخ الفقيه الأجل القاضي أبي يوسف بن.... صحيح، حدثني به عنه قراءة منه عليه، ثم سمعت منه جميعه وذلك بمدينة شاطبة.
وله مقطعات يروونها الرقاع، وتزان بسماعها الأسماع. ومن قوله يصف البحر:
ولجة تفز وأم تعشق
إبراهيم بن محمد بن ثابتٍ: من أهل ماردة سكن قرطبة؛ يكنى: أبا إسحاق.

(1/100)


روى عن صهره أبي على كثيرا، وتفقه عند أبي القاسم أصبغ بن محمد وغيره، وكان فقيها حافظا متيقظا، أخذ الناس عنه في آخر عمره. وتوفى رحمه الله: في محرم سنة إحدى وأربعين وخمس مائة.
إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن سعيد، يعرف: بابن الأمين. صاحبنا؛ يكنى: أبا إسحاق من أهل قرطبة وأصله من طليطلة.
روى عن جماعة من شيوخنا وأكثر عنهم. وكان: منجلة المحدثين وكبار المسندين، والأدباء المتفنين من أهل الدراية والرواية والثقة والضبط والإتقان.
أخذت عنه وأخذ عنى. وتوفى رحمه الله: بليلة في شهر جمادى الآخرة من سنة أربع وأربعين وخمس مائة. ومولده سنة تسعٍ وثمانين وأربع مائة. وكان من الدين بمكان

ومن الغرباء
إبراهيم بن محمد بن جعفر بن هارون بن محمد الأزدي الأطرابلسي البرقي. قدم الأندلس روى عنه أبو إسحاق بن شنظير. وقرأت بخطه قال: ولد بأطرابلس، وسكن برقة وهو سايح. ذكر أن سنه ابن إحدى وأربعين سنة، ذكر ذلك في النصف من صفر إحدى وتسعين وثلاث مائة. صحب منصور بن عياش، وحكى عنه برهانا.
إبراهيم بن قاسم الإطرابلسي: من الغرب.
دخل الأندلس، روى عنه أبو محمد على بن أحمد حكى ذلك الحميدي. وقد أخذ عنه القاضي

(1/101)


يونس بن عبد الله واسند عنه قصة في التسبيب عن ابن ما شاء الله القابسي العابد.
إبراهيم بن أبي العيش بن يربوع القيسي السبتي، يكنى: أبا إسحاق.
تسمع بالأندلس: من أبي محمد الباجي وغيره، وأخذ بغير الأندلس عن جماعة. وكان فقيها. ذكره أبو محمد بن خزرج وروى عنه وقال: بلغني أنه توفي سنة ثلاثين وأربع مائة وهو ابن ثمان وسبعين سنة. وكتب إلى القاضي أبو الفضل بخطه يذكر أنه توفي سنة ثلاث وثلاثين، وأن حفيده إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم أخبره بذلك.
إبراهيم بن بكر الموصلي.
قدم الأندلس ودخل إشبيلية وحدث بها عن أبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي بكتابه: في الضعفاء والمتروكين. وقد حدث به أبو عمر بن عبد البر، عن إسماعيل ابن عبد الرحمن القرشي، عن إبراهيم بن بكر، عن أبي الفتح الموصلي.
إبراهيم بن جعفر بن أحمد اللواتي، يعرف: بابن الفاسي: من أهل سبتة، يكنى: أبا إسحاق.
كان: من أهل العلم والفضل والزهد والتقشف. سمع مروان بن سمجون، وقرأ على أبي محمد بن سهل المقرىء، وصحب القاضي أبا الأصبغ بن سهل وكتب له مدة قضائه بالأندلس وبالعداوة، وكان مقدما في علم الشروط والأحكام، مشاركا في علم الأصول والأدب. وتوفي رحمه الله في ثامن جمادى من سنة ثلاث عشرة وخمس مائة. أفادنيه القاضي أبو الفضل بن عياض.

(1/102)


من اسمه إسماعيل
إسماعيل بن محمد بن سعيد بن خلف الأموي: من أهل سرقسطة، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي القاسم المظفر بن أحمد بن محمد النحوي وغيره. حدث عنه أبو إسحاق ابن شنظير وصاحبه أبو جعفر وقالا: مولده سنة ثلاث مائة، وتوفي سنة خمسٍ وثمانين وثلاث مائة.
إسماعيل بن يونس الموري: من قلعة أيوب، يكنى: أبا القاسم.
حدث عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن قاسم الثغري وغيره. حدث عنه أبو عمروٍ المقرىء، وأبو حفص بن كريب وغيرهما.
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن عباد اللخمي: قاضي إشبيلية، يكنى: أبا الوليد.
روى بقرطبة عن أبي محمد الأصيلي، وبإشبيلية عن أبي محمد الباجي. وصحب أبا عمر بن عبد البر في السماع قديما على بعض شيوخه معتنيا بالعلم، وتوفي بإشبيلية ودفن يوم الأحد لخمس خلون من ربيع الآخر سنة عشرٍ وأربع مائة وله خمسة وستون عاماً. ذكر: ابن مدير.
إسماعيل بن بدر بن محمد الأنصاري الأديب الفرضي، يعرف: بابن الغنام: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي بكر بن محمد بن معاوية القرشي، والقاضي منذر بن سعيد، وأبي عيسى الليثي، وأبي جعفر التميمي، وابن الخراز القروي، وابن مفرج القاضي.
حدث عنه الخولاني وقال: كان رجلا صالحا سالما متسننا مهندسا مطبوعا. وحدث عنه أيضا قاسم بن إبراهيم الخزرجي، وأبو محمد بن خزرج وأثنى عليه وقال: توفي عندنا يعني: بإشبيلية سنة ثمان عشرة وأربع مائة. وقد قارب في سنه التسعين سنة رحمه الله.

(1/103)


إسماعيل بن محمد بن خزرج بن محمد بن إسماعيل بن حارث الداخل بالأندلس: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبيه، وعن خاله أبي إسحاق إبراهيم بن سليمان، وعن أبي أيوب سليمان ابن إبراهيم الزاهد الغافقي وغيرهم. ودخل قرطبة في أيام المظفر عبد الملك بن أبي عامر وأخذ عن شيوخها.
ورحل إلى المشرق سنة عشر وأربع مائة. وحج سنة إحدى عشرة وجاور بمكة، وكتب العلم عن جماعة من العلماء بالمشرق وانصرف إلى بلده آخر سنة اثنتي عشرة.
وكان: من أهل العلم والعمل والزهد في الدنيا مشاركا في عدة علوم. وكان يغلب يغلب عليه منها معرفة الحديث وأسماء رجاله، ووضع كتابا سماه الانتقاء في أربعة أسفار ذكر فيه أسماء شيوخه وعددهم مائة وسبعون رجلا دونهم فيه وأضاف إلى كل رجل منهم ما انتقاه من حديثه. ذكر ذلك كله ابنه عبد الله وقال: توفي لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة إحدى وعشرين وأربع مائة. وكان مولده لعشر بقين من صفر سنة سبع وسبعين وثلاث مائة.
إسماعيل بن محمد بن مؤمن الحضرمي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم.
ذكره أبو محمد بن خزرج وقال: روى ببلده وبقرطبة عن جماعةٍ. ورحل إلى المشرق وحج سنة ثلاثٍ وسبعين وثلاث مائة. وقرأ القرآن على طاهر بن عبد المنعم المقرىء، وأخذ عن أبي الحسن القابسي، وأبي سعيد البراذعي وغيرهم. وكان متفننا في العلوم جامعا لها. وتوفي في صفر سنة تسع وعشرين وأربع مائة. وقد نيف على السبعين رحمه الله.

(1/104)


إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي الحارث التجيبي: من أهل طليطلة.
روى عن محمد بن إبراهيم الخشني وغيره. وكان رجلا صالحاً، وتوفي سنة أربع وأربعين وأربع مائة. ذكره: ط.
إسماعيل بن حمزة القرشي الحسني: من أهل مالقة، يكنى: أبا محمد.
روى عن أبي محمد الأصيلي وغيره. وكان: من كبار الأدباء. روى عنه غانم الأديب وغيره.
إسماعيل بن حمزة بن زكريا الأزدي ما لقي غير الأول يكنى: أبا الطاهر.
روى عن الأصيل، ومحمد بن موهب القبري. حدث عنه أيضا غانم الأديب وأبو المطرف الشعبي وهو من أهل سبتة بها ولد. وكان مائلا إلى علم أصول الديانات. ذا عناية بذلك. نبهني على ذلك القاضي أبو الفضل وكتب به إلي صحيفة أن يذكر في الغرباء.
إسماعيل بن أحمد الحجازي: ذكره الحميدي وقال: أخبرني أبو محمد القيسي أنه قدم عليه القيروان، وكان فاضلا من أهل العلم والحديث. وذكر أنه سمع منه كتاب محمد بن حارث في مشايخ القيروان وكتب عنه ولم يحفظ إسناده فيه.
إسماعيل بن سيده والد أبي الحسن بن سيده: من أهل مرسيه.
لقي أبا بكر الزبيدي وأخذ عنه مختصر العين. وكان من النحاة ومن أهل المعرفة والذكاء. كان أعمى، وتوفي بمرسية بعد الأربع مائة بمدة.
إسماعيل بن خلف بن سعيد بن عمران المالكي المقرىء الأندلسي: يكنى: أبا الطاهر.

(1/105)


روى عن أبي القاسم عبد الجبار بن أحمد الطرسوسي كثيرا من روايته. وروى أيضا عن غيره، واستوطن مصر وحدث بها وسمع منه جماهر بن عبد الرحمن الفقيه بعض روايته سنة ثلاثٍ وخمسين وأربع مائة.
إسماعيل بن أبي الفتح: من أهل قلعة أيوب، يكنى: أبا القاسم.
كان فقيه جهته من أهل العلم والتقدم في الفتوى، وتوفي في نحو خمس مائة أفادينه ابن عياض.

ومن الغرباء
إسماعيل بن عبد الرحمن بن علي بن محمد بن أحمد القرشي الزمعي، ثم العامري المصري، يكنى: أبا محمد.
قدم الأندلس من مصر في ذي القعدة من سنة ست وخمسين وثلاث مائة وكانت له رواية عن أبي إسحاق بن شعبان الفقيه، وأبي الحسن محمد بن العباس الحلبي وغيرهما وروايته واسعة هنالك. وكان: من أهل الدين والتصاون والعناية بالعلم ثقة مأمون.
حدث عنه أبو عرم بن عبد البر وأثنى عليه والخولاني وقال: قرأت بخطه أنه ولد سنة ثلاثٍ وثلاثين وثلاث مائة.
قال ابن خزرج: وتوفي بإشبيلية يوم عيد الفطر فجأة سنة إحدى وعشرين وأربع مائة.
وحدث عنه أيضا يونس بن عبد الله القاضي في كتاب التسلي من تأليفه، وفي كتاب التسبيب له أيضا فقال: أخبرنا العامري أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن، قال: أنا ابن أبي الشريف بمصر، قال: أخبرنا محمد بن زغبة قال: قال لنا يونس

(1/106)


ابن عبد الأعلى: كان أبو زرارة يدعوا فيقول: اللهم إني أسألك صحة في تقوى، وطول عمر في حسن عملٍ، ورزقا واسعا لا تعدبني عليه. قال: فبلغ أبو زرارة نحو مائة سنة.
إسماعيل بن عبد الله بن الحارث بن عمر المصري البزاز الأديب، يكنى: أبا علي.
قدم الأندلس تاجراً سنة ثلاثين وأربع مائة. وكان قد دخل العراق، واليمن، وخراسان وغيرها. ولقي الأبهري وغيره. واستكثر بالرواية عن العلماء. وكان علم العربية واللغة أغلب عليه. وكان: من أهل الدين والفضل قائلا للشعر. ذكره ابن خزرج وقال: ولد في حدود سنة إحدى وخمسين وثلاث مائة.
إسماعيل بن عمر القرشي العمري، يكنى: أبا الطاهر.
قدم الأندلس عند الأربعين والأربع مائة، وأخذ بقرطبة عن أبي عبد الله ابن عتاب، وأبي عمر بن القطان. وأخذ بالمرية عن أبي إسحاق بن وردون. وتوفي في نحو الخمس والسبعين وأربع مائة. ذكره ابن مدير.

من اسمه أصبغ
أصبغ بن عبد العزيز بن أصبغ بن عبد العزيز الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبيه، ومسلمة بن القاسم، وقاسم بن محمد بن قاسم. حدث عنه الصاحبان وقالا: أخبرنا أنه ابن خمس وثمانين سنة. ذكر ذلك في رجب سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة.

(1/107)


أصبغ بن إبراهيم بن أصبغ اللخمي: من أهل قرطبة.
روى عن إسماعيل بن إسحاق الطحان، وابن عون الله، وابن مفرج القاضي وغيرهم. وكان رجلا صالحا، راوية للعلم.
من روايته عن إسماعيل بن إسحاق قال: حدثني خالد بن سعد، قال: كان غاز بن قيس ها هنا مؤدبا. يعني: للأمراء. ثم مضى إلى المشرق فسمع من مالك. وكان يحفظ الموطأ ظاهرا. قال خالدٌ: وسمعت ابن لبابة غير مرة يذكران المعلمين اجتمعوا إلى غاز بن قيس فقالوا يا سيدنا: افتنا في الحذقة. فقال لهم: الحذقة واجبة. حدث عنه أبو حفص الزهراوي وأثنى عليه.
وتوفي ليلة الاثنين ودفن يوم الاثنين لأربع بقين من جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وثلاث مائة.
أصبغ بن عبد الله بن محمد بن عبد الله البلوي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
روى بالمشرق عن أبي الحسن بن رشيق وابن أبي زيد وغيرهما. وسمع بقرطبة من أحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد وغيرهما. ذكره ابن أبيض ورورى عنه. وحدث عنه أيضا يونس بن عبد الله في بعض تصانيفه.
أصبغ بن الفرج بن فارس الطائي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا القاسم.
كان: من أهل اليقظة والنباهة، حافظا للفقه ورأى مالك مشاورا فيه، بصيرا بعقد الوثائق. رحل وحج وروى العلم وأخذ عن أبي الحسن بن جهضم المكي، وعبد الغني بن سعيد وأجاز له أحمد بن نصر الداودي.
وسمع بقرطبة: من أبي محمد بن عبد المؤمن، وابن عون الله وغيرهما. وكان:

(1/108)


من الحفاظ النبلاء، وجلة أهل الشورى أكرم الناس عناية، وأوفاهم ذمة، وأرعاهم لحق، بارا بإخوانه، حسن اللقاء لهم، عالي الهمة، شريف النفس. ولما حج اعترض القافلة لصوص العرب في أرض الحجاز فناضل عن الرفقة ودافع عنها واحتمت به، ولم يرزأهم بسببه شيء. وأستقضى ببطليوس فأحسن السيرة، وخطبهم ووعظهم، وكان فيهم وفي إخوانه مودودا محمودا.
وتوفي رحمه الله سنة أربع مائة. ودفن بمقبرة ابن عباس وصلى عليه ابن ذكوان. ذكر خبره كله ابن مفرج ونقلته من خطه إلا ما فيه من ذكر الشيوخ الذين أخذ عنهم. وقال ابن حيان توفي في المحرم سنة سبع وتسعين وثلاثين مائة. وقال ابن معمر: يوم الاثنين لعشر خلون منه.
أصبغ بن عيسى بن أصبغ بن عيسى اليحصبي، يعرف: بالعبدري: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي محمد الباجي وغيره، وعني بالعلم قديما وتكرر على الشيوخ بإشبيلية وسمع منهم وكتب عنهم مع الفهم. وكان عاقدا للشروط محسنا لها، بارعا دينا حدث عنه الخولاني ووصفه بما ذكرته وقال: أنشدني كثيرا من أشعاره رحمه الله.
وحدث عنه أيضا أبو محمد بن خزرج وقال: توفي سنة ثمان عشرة وأربع مائة. ومولده سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة.
أصبغ بن سعيد بن أصبغ، يعرف: بابن مهني، من أهل قرطبة، روى عن أحمد بن فتح التاجر. وكان صهرا لأبي محمد الأصيلي، وكان فاضلا ذكره ابن مدير وقال: كان يضرب على خط الأصيلي. وتوفي سنة إحدى وأربع مائة.
أصبغ بن راشد بن أصبغ اللخمي: من أهل إشبيلية، يكنى: أبا القاسم

(1/109)


رحل إلى القيروان وتفقه على أبي محمد بن أبي زيد، وأبي الحسن القابسي وسمع منهما ومن غيرهما. وكان فقيها محدثا. ذكره الحميدي وقال: سمعت منه.
وتوفي قريبا من الأربعين وأربع مائة.
أصبغ بن سيدٍ من أهل إشبيلية، يكنى: أبا الحسن لقيه الحميدي وقال فيه شاعر أديب. وقد رأيته قبل الخمسين وأربع مائة. ومات قريبا من ذلك.
أصبغ بن محمد بن أصبغ الأزدي كبير المفتين بقرطبة، يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي القاسم حاتم بن محمد كثيرا، وتفقه عند الفقيه أبي جعفر بن رزق، وانتفع بصحبته، وأخذ عن أبي مروان بن سراج، وأبي علي الغساني وأجاز له أبو عمر ابن عبد البر، وأبو العباس العذري، والقاضي أبو عمر بن الحذاء ما رووه.
وكان: من جلة العلماء، وكبار الفقهاء، حافظا للفقه على مذهب مالك وأصحابه، بصيرا بالفتوى، مقدما في الشورى، عارفا بالشروط وعللها، مدققا لمعانيها لا يجاريه في ذلك أحد من أصحابه. وتولى الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة. وكان حافظا للقرآن العظيم، كثير التلاوة له، مجودا لحروفه، حسن الصوت به، فاضلا متصاونا عالي الهمة، عزيز النفس. حدث وسمع الناس منه وناظروا عليه. ولزم داره في آخر عمره لسعاية لحقته فحرم الناس منفعة علمه. وتوفي رحمه الله ليلة الأربعاء، ودفن يوم الأربعاء أول يوم من صفر سنة خمس وخمس مائة. أخبرني بوفاته ابنه القاضي أبو عبد الله محمد بن أصبغ، ومولده سنة خمس وأربعين وأربع مائة.

(1/110)


من اسمه أمية
أمية بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الأسلمي، يعرف: بابن الشيخ. من أهل قرطبة، يكنى: أبا عبد الملك.
روى عنه أبو إسحاق، وأبو جعفر وقالا: كتبنا عنه أحاديث.
أمية بن عبد الله الهمداني الميروقي منها، يكنى: أبا عبد الملك.
رحل إلى المشرق، ولقي بمكة الأسيوطي صاحب النسائي، وبمصر أبا إسحاق بن شعبان، وابن رشيق وكتب عنهم، وكان حجة سنة خمس وخمسين وثلاث مائة.
وكان ذا فضل وعفاف وستر طاهر. توفي رحمه الله: بميروقة ليلة السبت لثمان بقين من ذي القعدة سنة ثلاث عشرة وأربع مائة. ومولده سنة إحدى وثلاثين وثلاث مائة. ذكره أبو عمرو المقرىء.
أمية بن يوسف بن أسباط: من أهل قرطبة.
صحب أبا عبد الله بن العطار وتفقه عنده وحكى عنه: أنه حضر عنده مجلس مناظرته فسأله بعض أغبياء التلاميذ عن مسألة سهو في الصلاة أوجب عليها فيها سجدتي السهو بعد السلام فقال له السائل: فإن أصبغ بن الفرج لم ير علي فيها سجوداً. فرد عليه ابن العطار بسرعة: كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ. ذكره الحسن بن محمد. وحكى هذا عن أمية حسب ما تقدم ذكره.

(1/111)


من اسمه إسحاق: إسحاق بن مسلمة الفهري: من أهل طليطلة؛ يكنى: أبا إبراهيم.
سمع: من جماعة من علماء الأندلس ورحل إلى المشرق ولقي أبا الحسن الهمداني وابن مناس وغيرهما. ذكره ابن مطاهر. وقال غيره: وتوفي في شهر رجب سنة تسع وستين وأربع مائة وسنه نحو التسعين وكان مشاورا ببلده.
إسحاق بن إبراهيم بن وهب: من أهل مالقة.
روى عنه معوذ بن داود وسمع منه.
إسحاق بن أبي إبراهيم: من أهل سرقسطة.
روى بها عن جماعة من أهلها. وتوفي قريباً من الأربعين والأربع مائة: ذكره والذي قبله ابن مدير.

(1/112)


ومن الغرباء
إسحاق بن الحسن بن علي بن أحمد بن مهدي الخراساني البزار، يكنى: أبا تمام.
قدم الأندلس وحدث عن القاضي أبي عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن بن عبد الأعلى الصنعاني. وعن أبي نصر البلخي وغيرهما. وكان رجلا صالحا عاقلا من أهل السنة سالما من المذاهب المهجورة، وعلى استقامة في طريقته وسيرته. عني بالحديث وكتب عن الشيوخ في بلده وفي طريقه إلى أن دخل الأندلس على سبيل التجارة. ذكره الخولاني وقال: أنشدني أبو تمام هذا قال: أنشدني أبو نصر محمد بن عبد الجليل البلخي قال: أنشدني الأديب البارع قال: إن مأمون بن آدم نقش على باب داره هذين البيتين:
إن كنت صاحب علم أو أخا أدب ... أو فيك فائدةٌ فانزل ولا ترم
وإن تكن صورة لا فيك فائدةٌ ... ولا مؤانسة فارحل ولا تقم
إسحاق بن الوليد بن موسى بن إسحاق بن إبراهيم بن عبدوس القروي، يكنى: أبا يعقوب.
قدم الأندلس وكان يحدث عن أبي محمد بن أبي زيد الفقيه وغيره، وكان رجلا صالحا مالكي المذهب له علم بالحديث وبصر بالرجال، وتوسط في علم الرأي: ذكره أبو محمد بن خزرج وقال: لقيته بإشبيلية وأجاز لي. وذكر لنا أن مولده سنة أربع وخمسين وثلاث مائة.
إسحاق بن إبراهيم القيرواني، يعرف: بالفصولي، يكنى: أبا يعقوب.
يحدث عن أبي القاسم الواعظ القيرواني وغيره، حدث عنه القاضي يونس بن عبد الله رحمه الله.

(1/113)


من اسمه أيوب
أيوب بن عمر البكري صاحب خطة الرد بقرطبة والقاضي ببلدة لبلة.
كان ذا علم وفضل وشرف وعفة ومروءة. ورحل إلى المشرق فأدى الفريضة ولقي جماعة من العلماء. وكان شديدا في أحكامه. وتوفي في شهر رمضان من سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة. ودفن بمقبرة الربض وحضره جمع من الناس فأتبعوه ثناء حسنا جميلا. ذكره ابن حيان.
أيوب بن أحمد بن محمد بن أيوب بن وليد الأموي: من أهل قرطبة، يكنى أبا سليمان.
روى عن أبي محمد بن عثمان، وأبي الحسن بن بقي، وأبي محمد الباجي، وابن القوطية، وأبي عيسى وغيرهم كثيرا. ومولده يوم الأحد يوم منى سنة خمسٍ وثلاثين وثلاث مائة.
حدث عنه ابن أبيض وكان من أصحابه.
ومن الغرباء
أيوب بن نصر بن علي بن المبارك الشامي المقدسي، يكنى: أبا العلاء.
قدم الأندلس تاجرا سنة أربع وعشرين وأربع مائة. وكانت له رواية بالشام وغيرها.
وكان شافعي المذهب، ثقة حافظا. ذكره ابن خزرج وقال: ذكر لنا أن مولده سنة اثنتين وثلاث مائة.

(1/114)


ومن تفاريق الأسماء
أدهم بن أحمد بن أدهم مولى بني مروان: من أهل جيان سكن قرطبة، يكنى: أبا بكر.
تولى القضاء بالمرية لخيران أميرها. وكان صليبا في حكمه، قويا في فهمه وأدبه ورجع قرطبة بعد مغيبه عنها مدة. وتوفي بها في عقب ذي القعدة سنة تسع وعشرين وأربع مائة، ودفن بمقبرة الربض العتيقة وشهده جمع الناس. ذكره ابن حيان.
أيمن بن خالد بن أيمن الأنصاري: من أهل بطليوس، يكنى: أبا سعيد.
يروى عن أبي عبد الله بن ثباتٍ، ومكي المقرىء وغيرهما. حدث عنه أبو محمد بن خزرج وقال: توفي سنة اثنتين وثلاثين يعني: وأربع مائة. ومولده سنة خمسٍ وتسعين يعني: وثلاث مائة.
أبان بن عبد العزيز بن أبان اليحصبي: من أهل قرطبة.
روى عن خلف بن القاسم الحافظ كثيرا من روايته وعن غيره من نظرائه. وكان صاحبا للقاضي أبي المطرف بن فطيس في السماع من الشيوخ. وتوفي رحمه الله ودفن يوم الثلاثاء منتصف ذي القعدة في سنة تسعٍ وثمانين وثلاث مائة، وهو ابن سبعٍ وأربعين سنة ودفن بمقبرة ابن عباس.
أغلب بن عبد الله المقرىء: من أهل طليطلة.
أخذ القراءة عرضا عن إسماعيل بن عبد الله النحاس، وعن محمد بن سعيد الأنماطي وضبط عنهما حرف نافع رواية عثمان بن سعيد ورش، ودون عنهما في كتابه. ذكره أبو عمرو.

(1/115)


أفلح بن حبيب بن عبد الملك الأموي: من أهل قرطبة، يكنى: أبا يحيى.
له رحلة إلى المشرق وحج فيها سنة أربع وعشرين وثلاث مائة.
حدث عنه ابنه أبو عمر أحمد بن أفلح بجميع روايته. ذكر ذلك أبو بكر بن أبيض.

(1/116)