الصلة في تاريخ أئمة الأندلس
حرف النون
من اسنه نصر
نصر بن عبد الله بن نصر؛ يعرف: بالمدلي: من
أهل قرطبة؛ أبا الوليد.
روى عن ابن مفرج وغيره، وتصرف في القضاء في أعمال كثيرة، وكان عنده
ذكاء، وحلاوة، وحركة. وله حظ من فهم ومعرفة. وكان من أبر الأبناء في
وقته بأبيه، ولم يأت والده قط ولا رآه ابتدأ إلا انحط فقبل يده وأنه
لشيخٍ ليس بالبعيد الأمد منه. فكان الناس يستحسنون ما يأتيه، ويضربون
المثل في البر به وبقي والده بعده. وتوفي نصر في جمادى الآخرة سنة سبع
وأربع مائة. وصلى عليه أبوه. ذكره ابن حيان.
نصر بن علي بن أنس الأنصاري: من أهل
طلبيرة؛ يكنى: أبا الفتح.
روى عن عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج وغيره. حدث عنه أبو عبد الله بن
عبد السلام الحافظ، وأبو محمد بن خزرج وقال: كان من أهل العلم والرواية
الواسعة، ثقة ثبتا مشهورا بالعناية والسماع. وذكر أنه أجاز له سنة ست
عشرة وأربع مائة.
نصر بن عبد الرحمن اللواتي؛ يكنى: أبا
الفتح. كان رجلا صالحا معدودا في الزهاد.
روى عن أبي محمد القلعي وغيره من الشيوخ. حدث عنه الخولاني.
(1/601)
نصر بن محمد بن عبد
الملك؛ من أهل قرطبة؛ يكنى: أبا الفتح.
روى بها عن عبد السلام زياد وأحمد بن خالد التاجر وغيرهما، ورحل إلى
المشرق وسمع من جماعة بها وقد سمع منه بالمشرق وأبو القاسم حمزة بن
يوسف السهمي وغيره ذكره الحميدي.
ومن الغرباء
نصر بن الحسن بن أبي القاسم بن أبي حاتم بن
الأشعث التنكتي الشاشي مقيم سمرقند؛ يكنى: أبا الفتح. وأبا
الليث.
روى عن عبد الغافر بن محمد العدل صحيح مسلم بن الحجاج، وعن أبي بكر
أحمد ابن منصور المغربي، وعن أبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب وغيرهم. وسمع
ببلنسية إذ قدمها من أبي العباس العذري، وأبي الحسن طاهر بن مفوز،
والقاضي أبي المطرف ابن حجاب. أخبرنا عنه أبو محمد سفيان بن العاصي
الأسدي بجميع ما رواه وقال لي: نقلت من خط أبي الحسن طاهر بن مفوز: قدم
أبو الفتح، وأبو الليث الأندلسي تاجرا سنة ثلاث وستين وصدر عنها في
شوال سنة ستٍّ وستين وأربع مائة. وقال لي: الكنية التي كناني بها أبي
أبو الليث، فلما قدمت مصر كناني أهلها أبا الفتح حتى غلبت علي بمصر.
قال: فلهذا سميت هاتين الكنيتين اللتين أدعى بهما. قال لي كل من يسمى
بنصر في بلادنا فإنما يكنى أبا الليث في الأغلب، وفي مصر يكنى نصر أبا
الفتح.
قال لي شيخنا أبو بحر: كان أبو الفتح عظيم اليسار، كريم النفس، منطلق
اليد
(1/602)
بالعطاء، كثير الصدقات، جميل المرءاه، كامل
الخلق، حسن السمت والخلق، نظيف الملبس، ينم عليه من الطيب ما يعرفه من
يألفه وإن لم يبصر شخصه، وما يبقى على ما يسلكه من الطريق رائحته برهة
فيعرف به من يسلك ذلك الطريق أثره أنه مشى عليه.
أخبرنا القاضي الشهيد أبو عبد الله محمد بن أحمد رحمه الله قراءة عليه
وأنا أسمع قال: قرأت على أبي على حسين بن محمد الغساني قال: أخبرني أبو
الحسن طاهر بن مفوز والمعافري قال: أنا أبو الفتح وأبو الليث نصر بن
الحسن التنكتي المقيم بسمرقند قدم عليهم بلنسية عام أربعة وستين وأربع
مائة. قال: فحط المطر عندنا بسمرقند في بعض الأعوام قال: فاستسقى الناس
مرارا فلم يسقوا. قال: فأتى رجل من الصالحين معروف بالصلاح مشهور به
إلى قاضي سمرقند فقال له: إني قد رأيت رأيا أعرضه عليك. قال: وما هو؟
قال: أرى أن تخرج ويخرج الناس معك إلى قبر الإمام محمد بن إسماعيل
البخاري رحمه الله وقبره بخرتنك وتستسقوا عنده فعسى الله أن يسقينا
قال: فقال القاضي نعم ما رأيت. فخرج القاضي وخرج الناس معه واستسقى
القاضي بالناس، وبكى الناس عند القبر وتشفعوا بصاحبه، فأرسل الله
السماء بماءٍ عظيم غزير أقام الناس من أجله بخرتنك سبعة أيام أو نحوها
لا يستطيع أحد الوصول إلى سمرقند من كثرة المطر وغزارته، وبين خرتنك
وسمرقند ثلاثة أميال أو نحوها. وقال الحميدي: نصر بن الحسن بن أبي حاتم
بن الأشعث الشاشي التنكتي أبو الفتح نزيل سمرقند. دخل الأندلس وحدث بها
بكتاب مسلم بن الحجاج في الصحيح وسمع هنالك من أبي العباس العذري
وجماعة من المشايخ، ولقيناه ببغداد وسمعنا منه. وكان رجلا مقبول
الطريقة، مقبول اللقاء، ثقة فاضلا. وذكر أن مولده سنة ستٍّ وأربع مائة.
(1/603)
قال ابن قاسم: وتوفي بصور رحمه الله. وقال:
تنكتٍ من عمل شاش. وقال: أخبرني أن طول سمرقند ستون ميلا. وقال أبو
الحسن طاهر بن مفوز: اتصل بنا أن أبا الفتح هذا توفي باطرابلس الشام
سنة إحدى وسبعين وأربع مائة. أفادني هذا الحافظ أبو مروان بن مسرة حفظه
الله. وذكر أنه وجد ذلك بخط طاهر ابن مفوز رحمه الله.
نصر بن شعيب بن عبد الملك بن السري
الدمياطي؛ يكنى: أبا الفتح.
قدم الأندلس تاجرا سنة تسع وعشرين وأربع مائة، وكانت له رواية واسعة عن
جلة الشيوخ من المصرين، والحجازيين، والشاميين. روى عن أبي بكر الأذفوي
كثيرا من روايته. وكان مجودا للقرآن، قويا في علم العربية. ذكره أبو
محمد ابن خزرج وقال: أخبرنا أن مولده سنة ثلاث وخمسين وثلاث مائة.
من اسنه نعمان
نعمان بن عاصم بن فدود الأموي: سكن قرطبة؛
يكنى: أبا القاسم. وأصله من بطليوس وبها ولد.
حدث عنه ابن شنظير وقال: مولده سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة. ببطليوس،
وسكناه بقرطبة عند مسجد حليم وفيه يصلي.
(1/604)
ومن الغرباء
النعمان بن محمد بن زياد بن النعمان
المصري؛ يكنى: أبا المنذر.
قدم الأندلس تاجراً سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة. روى عن عمه أبي
العباس أحمد بن زياد. وكان مسندا وغيره. ودخل العراق، والحجاز ولقي
جماعة. وكان بادي الخشوع والخير. روى عنه ابن خزرج وقال: أخبرنا
بإشبيلية أن مولده سنة خمسٍ وأربعين وثلاث مائة.
من اسنه نعم الخلف
نعم الخلف بن يوسف: من أهل طليطلة؛ يكنى:
أبا القاسم.
حدث عن عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج، وعن محمد بن فتح الحجاري. حدث عنه
أبو إسحاق، وأبو جعفر وقالا: توفي سنة ثلاث أو أربع وتسعين وثلاث مائة.
نعم الخلف بن محمد بن يحيى الأنصاري: من
أهل غرناطة؛ يكنى: أبا القاسم.
روى عن أبي القاسم وليد بن العباس بن العربي المقرئ وغيره. روى عنه
المقرئ أبو الحسن علي بن أحمد وقال: كان من أقرأ الناس صوتا وأحسنهم
قراءة. وكان شيخا صالحا رحمه الله.
(1/605)
من اسنه نافع
نافع الأديب: من أهل مالقة؛ يكنى: أبا
عثمان.
روى عن محمد بن يحيى بن الخراز وغيره وكان من كبار الأدباء. سمع منه
غانم بن وليد الأديب سنة أربع وأربعين وأربع مائة.
نافع بن العباس بن جبير الجوهري التنيسي
الحافظ؛ يكنى: أبا الحسن.
قدم الأندلس تاجرا سنة تسع عشرة وأربع مائة. وكانت له رواية عالية عن
شيوخ مصر وغيرهم من أهل العراق. وكان ذا علم بالاعتقادات متكلما عليها
وضع فيها كتابا سماه الاستبصار. خمسة أجزاء. لقيه أبو محمد بن خزرج
بإشبيلية وأخذ عنه، وهو ذكر خبره حسب ما ذكرته.
اسم مفرد
نزار بن محمد بن عبد الله القيسي الزيات:
من أهل إشبيلية؛ يكنى: أبا عمر.
كان شيخا صالحا متدينا، كثير الغزو في حداثته. جال في بلاد إفريقية
والأندلس زمأنا طالبا للعلم وتاجرا ولقي جماعة من الشيوخ، وكان ثقة
منقبضا. ذكره ابن خزرج وقال: توفي في شعبان سنة أربع وعشرين وأربع
مائة.
(1/606)
|