العبر في خبر من غبر، من سنة 551 إلى 560
سنة إحدى وخمسين
وخمس مئة
كان السلطان سليمان شاه بن محمد ملكشاه السلجوقي قد قدم بغداد في آخر
سنة خمسين. فتلقاه الوزير عون الدين. ولم يترجل أحد منهما للآخر، ولم
يحتفل لمجيئه، لتمكن الخليفة وقوة دولته وكثرة جيوشه وهيبته. فاستدعي
في نصف المحرم إلى باب الخليفة المقتفي وحلف وقلد السلطنة. وذكر في
الخطبة بعد السلطان سنجر. وقرر أنه ليس له في العراق شيء إلا ما يفتحه
من خراسان. فقدم للمقتفي عشرين ألف دينار له ومايتي كر. ثم سار المقتفي
وفي خدمته سليمان شاه إلى حلوان، ثم بعث المقتفي مع سليمان شاه جيشًا.
وفي رمضان هرب سنجر من يد الغز وطلع إلى قلعة ترمذ وانكسرت سورة العز
بموت كبيرهم علي بك وتسربت الأجناد إلى خدمة سنجر الغز أكثر من ثلاث
سنين.
وكان خوارزم شاه أتسز والخاقان محمود ابن أخت سنجر يحاربان الغز والحرب
سجال بينهم.
(3/13)
وفيها عمل سليمان شاه مصافًا مع محمد شاه.
فانكسر سليمان شاه.
ووصل المنهزمون بغداد وتشتت سليمان شاه.
فنزل صاحب الموصل فأسره وقصد محمد شاه بغداد وانجفل أهلها.
وفيها توفي أبو القاسم الحمامي إسماعيل بن علي بن الحسين النيسابوري ثم
الإصبهاني الصوفي مسند إصبهان وله أكثر من مائة.
سمع سنة تسع وخمسين وأربع مائة من أبي مسلم بن مهر بزد وتفرد بالسماع
من جماعة.
سمع منه السلفي.
وقال يوسف بن أحمد الحافظ: انبأ الشيخ المعمر الممتع بالعقل والسمع
والبصر وقد جاوز المائة أبو القاسم الصوفي.
قلت: مات في سابع صفر.
وأبو القاسم بن البن الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي الدمشقي.
تفقه على نصر المقدسي وسمع من أبي القاسم المصيصي والحسن بن أبي الحديد
وجماعة.
وتوفي في ربيع الآخر عن
وأبوبكر عتيق بن أحمد الأزدي الأندلسي الأوريولي حج فسمع بمكة من طراد
الزينبي.
وهو آخر من حدث عنه بالمغرب.
توفي بأوريوله وله أربع وثمانون سنة.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمويه اليزدي الشافعي المقرئ الزاهد نزيل
بغداد.
وقرأ بإصبهان على أبي الفتح الحداد وأبي سعد المطرز وغيرهما.
(3/14)
وسمع من ابن مردويه وسمع النسائي من
الدوني.
وببغداد من أبي القاسم الربعي وأبي الحسين بن الطيوري.
وبرع في القراءات والمذهب.
وصنف في القراءات والفقه والزهد.
وكان رأسًا في الزهد والورع.
توفي في جمادى الآخرة وقد قارب الثمانين رحمه الله.
وأبو عبد الله بن الرطبي محمد بن عبيد الله بن سلامة الكرخي كرخ جدان
المعدل.
روى عن أبي القاسم بن البسري وأبي نصر الزيني.
توفي في شوال عن ثلاث وثمانين سنة.
وأبو البيان نبا بن محمد بن محفوظ القرشي الشافعي اللغوي الدمشقي
الزاهد.
ويعرف بابن الحوراني.
سمع أبا الحسن علي بن الموازيني وغيره وكان صالحًا تقيًا ملازمًا للعلم
والمطالعة كثير العبادة والمراقبة كبير الشأن بعيد الصيت صاحب أحوال
ومقامات ملازمًا للسنة والأمر.
له تواليف ومجاميع.
ورد على المتكلمين وأذكار مسجوعة وأشعار مطبوعة وأصحاب ومريدون وفقراء
بهديه يقتدون.
كان هو والشيخ رسلان شيخي دمشق في عصرهما وناهيك
سنة اثنتين وخمسين وخمس مائة
فيها ناز بغداد محمد شاه ابن السلطان محمود وزين الدين علي كوجك.
واختلف عسكر المقتفي عليه وقاتلت العامة ونهب الجانب الغربي واشتد
الخطب واقتتلوا في السفن أشد قتال.
وفرق المقتفي الأموال والسلاح والغلة الكثيرة ونهض أتم نهوض حتى إنه من
جملة ما عمل له
(3/15)
بعض الزجاجين ثماني عشرة ألف قارورة للنفط.
ودام الحصار نحوًا من شهرين وقتل خلق من الفريقين وجاءت الأخبار بأخذ
همذان وهي لمحمد شاه.
فقلق لذلك وقلت عليهم الميرة وجرت أمور طويلة.
ثم ترحلوا خائبين.
وفيها خرجت الإسماعيلية على حجاج خراسان فقتلوا وسبوا واستباحوا الركب
وصبح الضعفاء والجرحى إسماعيلي شيخ ينادي: يا مسلمين ذهبت الملاحدة
فأبشروا ومن هو عطشان سقيته.
فبقي إذا كلمه أحد أجهز عليه.
فهلكوا إلى رحمة الله كلهم.
واشتد القحط بخراسان وتخربت بأيدي الغز ومات سلطانها سنجر وغلب كل أمير
على بلد واقتتلوا وتعثرت الرعية الذين نجوا من القتل وخرج المقتفي بعد
الحصار فتصيد أيامًا ورجع.
وفيها هزم نور الدين الفرنج على صفد.
وكانت وقعة عظيمة.
وجاءت الزلزلة العظيمة بالشام فهلك بحلب تحت الردم نحو الخمس مائة
وخرجت أكثر حماة ولم ينج من أهل شيزر إلا خادم وامرأة ثم عمرها نور
الدين.
وفيها أخذ نور الدين من الفرنج غزة وبانياس.
وفيها انقرضت دولة الملثمين بالأندلس لم يبق لهم إلا جزيرة ميورقة.
وفيها توفي أبو علي الخراز أحمد بن أحمد بن علي الحريمي.
سمع أبا الغنائم محمد بن علي الدقاق ومالكًا البانياسي.
توفي في ذي الحجة.
وشمس الملوك إبراهيم بن رضوان بن تتش السلجوقي.
تملك حلب مديدة ثم أخذها منه زنكي وعوضه نصيبين فتملكها إلى أن مات في
شعبان وطالت أيامه بها وخلف ذرية فحملوا.
(3/16)
وسنجر السلطان الأعظم معز الدين أبو الحارث
ولد السلطان ملكشاه بن الب أرسلان بن جعفر بيك السجوقي.
صاحب خراسان وأجل ملوك العصر وأعرقهم نسبًا وأقدمهم ملكًا وأكثرهم
جيشًا.
واسمه بالعربي أحمد بن الحسن بن محمد بن داود بن ميكائيل بن سلجوق.
خطب له بالعراق والشام والجزيرة وأذربيجان وأران والحرمين وخراسان وما
وراء النهر وغزنه.
وعاش ثلاثًا وسبعين سنة.
قال ابن خلكان: أول ما ناب في المملكة عن أخيه بركياروق سنة تسعين
وأربع مائة.
ثم استقل بالسلطنة سنة اثنتي عشرة وخمس مائة.
ولقب حينئذ بالسلطان.
وكان قبل ذلك يلقب بالملك المظفر.
وكان وقورًا مهيبًا ذا حياء وكرم وشفقة على الرعية.
وكان مع كرمه المفرط من أكثر الناس مالًا.
اجتمع في خزائنه من الجوهر ألف رطل وثلاثون رطلًا وهذا مالم يملكه
خليفة ولا ملك فيما نعلم.
توفي في ربيع الأول ودفن في قبة بناها وسماها دار الآخرة.
وقد تضعضع ملكه في أواخر أيامه وقهرته الغز ورأى الهوان.
ثم من الله عليه وخلص كما تقدم.
وعبد الصبور بن عبد السلام أبو صابر الهروي التاجر.
روى جامع الترمذي ببغداد عن أبي عامر الأزدي.
وكان صالحًا خيرًا.
وعبد الملك بن مسرة أبو مروان اليحصبي الشنتمري ثم القرطبي أحد
الأعلام.
قال ابن بشكوال: كان ممن جمع الله له الحديث والفقه مع الأدب البارع
(3/17)
والخط الحسن والفضل والدين والورع
والتواضع.
أخذ الموطأ عن أبي عبد الله الطلاع سماعًا وصحب أبا بكر بم مفوز وتوفي
في شعبان.
وعثمان بن علي البيكندي أبو عمر مسند بخاري.
كان إمامًا عالمًا ورعًا عابدًا متعففًا تفرد بالرواية عن أبي المظفر *
عبد الكريم الأندقي وسمع من عبد الواحد الزبيري المعمر وطائفة ومات في
شوال عن سبع وثمانين سنة.
وعمر بن عبد الله الحربي المقرئ أبو حفص سمع الكثير وصدر الدين أبو بكر
الخجندي محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت رئيس إصبهان وعالمها.
قال ابن السمعاني: كان صدر العراق في زمانه على الإطلاق إمامًا مناظرًا
واعظًا جواد مهيبًا.
كان السلطان محمود يصدر عن رأيه وكان بالوزراء اشبه منه بالعلماء.
درس ببغداد بالنظامية وكان يعظ وحوله السيوف.
مات فجأة بقرية بين همزان ولكرج في شوال وقد روى عن أبي علي الحداد.
وأبو بكر بن الزاغوني محمد بن عبيد الله بن نصر البغدادي المجلد.
سمع أبا القاسم بن البسري وأبا نصر الزينبي والكبار.
وصار مسند العراق.
وكان صالحًا مرضيًا إليه المنتهى في التجليد.
اصطفاه الخليفة لتجليد
(3/18)
خزانة كتبه.
توفي في ربيع الأخر وله أربع وثمانون سنة.
وأبو الحسن بن الخل الفقيه الشافعي محمد بن المبارك بن محمد العكبري.
أتقن المذهب على أبي بكر الشاشي المستظهري ودرس وأفتي وصنف وأقرأ.
له مصنف في شرح التنبيه ومصنف الأصول روى عن النعالي وابن البطر
وطائفة.
ومات في المحرم عن سبع وسبعين سنة.
ونصر بن نصر علي أبو القاسم العكبري الواعظ.
روى عن أبي القاسم ابن اليسري وطائفة.
توفي في ذي الحجة عن سبع وثمانين سنة.
سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة
فيها اتفق السلطان ملك شاه وأخوه محمد شاه.
وسار محمد فأخذ خوزستان.
وفيها زار المقتفي مشهد الحسين ودخل واسط.
وفيها خرج إلى المدائن وكان يركب في تجمل عظيم وأبهة تامة.
وفيها قال ابن الأثير: نزل ألف وسبع مائة من الإسماعيلية على زوق كبير
التركمان فجازوه فأسرع عسكر التركمان فأحاطوا بهم ووضعوا فيهم السيف
فلم ينج منهم إلا تسعة أنفس.
فلله الحمد.
وفيها تمت عدة وقعات بين عسكر خراسان وبين الغز وقتل خلق.
(3/19)
وفيها توفي مسند الدنيا أبو الوقت عبد
الأول بن شعيب بن عيسى بن شعيب السجزي ثم الهروي الماليني الصوفي
الزاهد.
سمع الصحيح ومسندي الدارمي وعبد بن حميد من جمال الإسلام الداودي في
سنة خمس وستين وأربع مائة.
وسمع من أبي عاصم الفضيلي ومحمد بن أبي مسعود الفارسي وطائفة.
وصحب شيخ الإسلام الأنصاري وخدمه.
وعمر إلى هذا الوقت وقدم بغداد فازدحم الخلق عليه وكان خيرًا متواضعًا
متوددًا حسن السمت متين الديانة محبًا للرواية.
توفي في سادس ذي القعدة ببغداد وله خمس وتسعون سنة.
وكوتاه الحافظ أبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد الاصبهاني.
توفي في شعبان عن سبع وسبعين سنة وحدث عن رزق الله التميمي وأبي بكر بن
ماجه الأبهري وخلق.
قال أبو موسى المديني: أوحد وقته في علمه مع طريقته وتواضعه.
حدثنا لفظًا وحفظًا على منبر وعظه.
وقال غيره: كان جيد المعرفة حسن الحفاظ ذا عفة وقناعة وإكرام للغرباء.
وعلي بن عساكر بن سرور المقدسي ثم الدمشقي الخشاب.
صحب الفقيه نصر المقدسي مدة وسمع منه سنة سبعين وأربع مائة.
ثم سمع بدمشق من أبي عبد الله بن أبي الحديد.
توفي في سن أبي الوقت صحيح الذهن والجسم.
توفي في شوال.
(3/20)
والعلامة أبو حفص الصفار عمر بن أحمد بن
منصور النيسابوري.
روي عن أبي بكر بن خلف وأبي المظفر موسى بن عمران وطائفة ولقبه عصام
الدين.
وكان من كبار الشافعية يذكر مع محمد بن يحيى ويزيد عليه بالأصول.
قال ابن السمعاني: إمام بارع مبرز جامع لأنواع من العلوم الشرعية سديد
السيرة مكثر.
مات يوم عيد الضحى.
سنة أربع وخمسين وخمس مائة
فيها نهبت الغز نيسابور مرة ثالثة.
وفيها سار المقتفي إلى واسط فرماه الفرس وشج جبينه بقبيعة سيفه.
وفيها سار عبد المؤمن في مائة ألف فنازل المهدية برًا وبحرًا فأخذها من
الفرنج بالأمان.
ولكن ركبوا البحر وكان شتاء فغرق أكثرهم.
وفيها قتل بعض أصحاب نقيب العلوية بنيسابور فحمى رئيس الشافعية مؤيد
الدين القاتل فقصد لنقيب الشافعية فاقتتلوا بالبلد وقتل جماعة وأحرق
النقيب سوق العطارين وسكة معاد.
فحشد المؤيد والتقى الفريقان واشتد الحرب وعظم الخطب وندرت الرؤوس عن
كواهلها وأحرقت المدارس والأسواق واستحر القتل بالشافعية وهرب المؤيد
وكاد يخرب البلد وعصى العلوي بالبلد وتعثرت الرعية وتمنوا الموت.
وجاء المؤيد أبيه القائد فشد من الشافعية فبالغ القوم في أخذ الثأر
وحرقوا مدرسة الحنفية.
وفيها أقبلت الروم في جموع عظيمة وقصدوا الشام.
فالتقاهم المسلمون فانتصروا ولله الحمد وأسر ابن أخت ملك الروم.
(3/21)
وفيها توفي ابن قفرجل أبو القاسم أحمد بن
المبارك بن عبد الباقي البغدادي الذهبي القطان.
روى عن عاصم بن الحسن وجماعة.
وأبو جعفر العباسي أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي نقيب الهاشميين
بمكة.
روى عن أبي علي الشافعي وحدث ببغداد وإصبهان.
وكان صالحًا متواضعًا فاضلًا مسندًا.
توفي في وأبو زيد جعفر بن زيد بن جامع الحموي الشامي.
مؤلف رسالة البرهان التي رواها عنه ابن الزبيدي.
كان صالحًا عابدًا صاحب سنة وحديث.
روى عن أبي سعد بن الطيوري وأبي طالب اليوسفي وأبي القاسم الحصين.
توفي في ذي الحجة وقد شاخ.
والحسن بن جعفر بن المتوكل أبو علي الهاشمي العباسي.
سمع أبا غالب بن الباقلاني وغيره.
وكان أديبًا شاعرًا صالحًا جمع سيرة المرشد وسيرة المقتفي.
وتوفي في جمادى الآخرة.
ومحمد شاه بن السلطان محمود بن ملكشاه أخو ملكشاه السلجوقي.
توفي بعلة السل وله ثلاث وثلاثون سنة.
وكان كريمًا عاقلًا.
وهو الذي حاصر بغداد من قريب.
واختلف الأمراء من بعده فطائفة لحقت بأخيه ملكشاه وطائفة لحقت بسليمان
شاه.
(3/22)
سنة خمس وخمسين وخمس
مائة
فيها تملك سليمان شاه همذان.
وذهب ملكشاه إلى إصبهان فمات بها.
وتوفي المقتفي وعقدت البيعة يومئذ للمستنجد بالله ولده.
فأول من بايعه أخوه الكبير ثم ابن هبيرة وقاضي القضاة أبو الحسن
الدامغاني.
وفيها توفي الفائز صاحب مصر وأقيم بعده العاضد.
وفيها قبضت الأمراء على سليمان شاه وخطبوا لأرسلان شاه بن طغرل بن محمد
بن ملكشاه.
بقيام زوج أمه ألدكر صاحب أران وأذربيجان.
وفيها توفي العميد بن القلانسي صاحب التاريخ أبو يعلي حمزة بن أسد
التميمي الدمشقي الكاتب.
حدث عن سهل بن بشر الأسفراييني.
وولي رئاسة البلد مرتين.
وكان يسمى أيضًا المسلم.
توفي في ربيع الأول عن بضع وثمانين سنة.
وأبو يعلي بن الحبوبي حمزة بن علي بن هبة الله الثعلبي الدمشقي البزبز.
سمع أبا القاسم المصيصي ونصر المقدسي.
مات في جمادى الأولى عن بضع وثمانين سنة.
وكان لابأس به.
وخسروا شاه سلطان غزنة.
تملك بعد أبيه بهرام شاه بن مسعود بن
(3/23)
إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين.
وكان عادلًا سائسًا مقربًا للعلماء.
وكانت دولته تسع سنين.
وتملك بعده ولده ملكشاه.
وأبو جعفر الثقفي قاضي العراق عبد الواحد بن أحمد ابن محمد وقد ناهز
الثمانين.
ولي قضاةالكوفة مدة وسمع من أبي النرسي.
ثم ولاه المستنجد في هذا العام قضاء القضاة.
فتوفي في آخر العام وقد ناهز الثمانين.
وولي بعده ابنه جعفر.
والفائز بنصر الله أبو القاسم عيسى بن الظافر إسماعيل بن الحافظ عبد
المجيد بن محمد بن المستنصر العبيدي.
أقيم في الخلافة بعد قتل أبيه وله خمس سنين.
فحمله الوزير عباس على كتفه وقال: يا أمراء: هذا ولد مولاكم وقد قتل
مولاكم أخواه فقتلتهما كما ترون.
فبايعوا هذا الطفل.
فقالوا سمعنا وأطعنا.
وضجوا ضجة واحدة.
ففزع الصبي وبال واختل عقله.
فيما قيل من تلك الصيحة.
وصار يتحرك ويصرع.
وتوفي في رجب من هذه السنة وكان الحل والربط لعباس.
فلما هرب عباس وقتل كان الأمر للصالح طلائع بن رزيك.
والمقتفي لأمر الله أبو عبد الله محمد بن المستظهر بالله أحمد بن
المقتدي بالله عبد الله بن الأمير محمد بن القائم العباسي أمير
المؤمنين.
كان عالمًا فاضلًا دينًا حليمًا شجاعًا مهيبًا خليقًا للإمارة كامل
السؤدد.
وكان لايجري في دولته أمر وإن صغر إلا بتوقيعه.
وكتب في أيام خلافته ثلاث ربعات.
ووزر
(3/24)
له علي بن طراد ثم أبو نصر بن جهير ثم علي
بن صدقة ثم ابن هبيرة وحجبه أبو المعالي بن الصاحب ثم جماعة بعده.
وكان آدم اللون بوجهه أثر جدري مليح الشيبة عظيم الهيبة ابن حبشية.
كانت دولته خمسًا وعشرين سنة.
توفي في ربيع الأول عن ست وستين سنة.
وقد جدد باب الكعبة واتخذ لنفسه من العقيق تابوتًا دفن فيه وأبو المظفر
التريكي محمد بن أحمد بن علي العباسي خطيب جامع المهدي.
روى عن أبي نصر الزيني وعاصم بن الحسن وعاش خمسًا وثمانين سنة.
توفي في نصف ذي القعدة.
وأبو الفتوح الطائي محمدبن أبي جعفر محمد بن علي الهمذاني صاحب
الأربعين سمع فيد بن عبد الرحمن الشعراني وإسماعيل بن الحسن الفرائضي
وطائفة بخراسان والعراق والجبال توفي في شوال عن خمس وثمانين.
سنة ست وخمسين وخمس مائة
فيها ركب المستنجد بالله إلى الصيد مرتين.
وفيها توفي أبو حكيم النهراوني إبراهيم بن دينار الحنبلي الزاهد الفرضي
أحد من كان يضرب به المثل في الحلم والتواضع.
أنشأ مدرسة بباب الأزج.
وقد اجتهد جماعة على إغضابه فلم يقدروا.
وكان بصيربً بالمذهب.
وعلاء الدين الحسين بن الحسين الغوري سلطان الغور تملك
بعده ولده سيف الدين محمد.
(3/25)
وسليمان شاه ابن السلطان محمد بن ملكشاه
السلجوقي.
وكان أهوج أخرق فاسقًا بل زنديقًا يشرب الخمر في نهار رمضان.
قبض عليه الأمراء في العام الماضي ثم خنق في ربيع الآخر من هذه السنة.
وطلائع بن رزيك الأرمني ثم المصري الملك الصالح وزير الديار المصرية.
غلب على الأمور في سنة تسع وأربعين.
وكان أديبًا شاعرًا فاضلًا رافضيًا جوادًا ممدحًا.
ولما بايع العاضد زوجه بابنته.
ونقض أرزاق الأمراء فعملوا عليه بإشارة العاضد وقتلوه في الدهليز في
رمضان.
وكان في نصر التشييع كالسكة المحماة.
كان يجمع الفقهاء ويناظهرهم على الإمامة وعلى القدر وله مصنف في ذلك.
وأبو الفتح بن الصابوني عبد الوهاب بن محمد المالكي المقرئ الخفاف من
قرية المالكية.
روى عن النعالي وابن البطر وطبقتهما.
وكتب وحصل وجمع أربعين حديثًا.
وقرأ القراءات على ابن بدران الحلواني وغيره.
وتصدر للإقراء.
وكان قيمًا بالفن.
توفي في صفر عن أربع وسبعين سنة.
والوزير جلال الدين أبو الرضا محمد بن أحمد بن صدفة.
وزر للراشد بالله.
وكان في خير ودين.
توفي في شعبان عن ثمان وخمسين سنة.
وابن المادح أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي البغدادي.
روى عن أبي نصر الزينبي وجماعة وتوفي في ذي القعدة.
(3/26)
والخاقان محمود بن محمد التركي سلطان ما
وراء النهر وابن بنت السلطان ملكشاه السلجوقي.
سار بالغز في وسط السنة وحاصر نيسابور شهرين.
وكان كالمقهور مع الغز فهرب منهم إلى صاحب نيسابور المؤيد ثم خلاه
المؤيد قليلا وسمله وحبسه
سنة سبع وخمسين وخمس مائة
فيها كان مصاف هائل بين جيوش أذربيجان وبين الكرج.
فنصر الله الإسلام.
وكانت الغنيمة تتجاوز الوصف.
وفيها حج الركب العراقي وحيل بينهم وبين البيت إلا شرذمةيسيرة ورد
الناس بلا طواف.
وفيها توفي أبو يعلي حمزة بن أحمد بن فارس بن كروس السلمي الدمشقي.
روى عن نصر المقدسي ومكي الرميلي وجماعة.
وكان شيخًا مباركًا حسن السمت.
توفي في صفر عن أربع وثمانين سنة.
تفرد برواية الموطأ.
وزمرد الخا تون المحترمة صفوة الملوك بنت الأمير جاولي أخت دقاق صاحب
دمشق لأمه وزوجة تاج الملوك بوري وأم ولديه شمس الملوك إسماعيل ومحمود.
سمعت من أبي الحسن بن قبيس واستنسخت الكتب.
وحفظت القرآن.
وبنت الخاتونية بصنعاء دمشق.
ثم تزوجها أتابك زنكي فبقيت معه تسع سنين فلما قتل حجت وجاورت بالمدينة
ودفنت بالبقيع.
أما خاتون بنت أنر زوجة الملك نور الدين فتأخرت ولها مدرسة
(3/27)
بدمشق وخانقاه معروفة على نهر باناس.
وأبو مروان عبد الملك بن زهر بن عبد الملك الإشبيلي طبيب عبد المؤمن
وصاحب التصانيف.
أخذ عن والده وبرع في الصناعة.
والشيخ عدي بن مسافر بن إسماعيل الشامي ثم الهكاري الزاهد قطب المشايخ
وبركة الوقت وصاحب الأحوال والكرامات.
صحب الشيخ عقيلًا المنبجي والشيخ حماد الدباس وعاش تسعين سنة.
ولأصحابه فيه عقيدة تتجاوز الحد.
وهبة الله بن أحمد الشبلي أبو المظفر القصار المؤذن.
توفي في سلخ السنة عن ثمان وثمانين سنة وبه ختم السماع من أبي نصر
الزينبي.
وهبة الله بن أحمد أبو بكر الحفار.
روى عن رزق الله التميمي.
وتوفي في شوال وكلاهما ببغداد.
سنة ثمان وخمسين وخمس مائة
فيها غزا نور الدين ونزل تحت حصن الأكراد وكبست الفرنج جيشه فوقعت
الهزيمة.
وركب نور الدين فرسًا ونجا.
ونزل على بحيرة حمص وحلف لا يستظل بسقف أويأخذ بالثأر.
ثم لم شعث العسكر.
وفيها سار جيش المستنجد فالتقوا آل دبيس الأسديين أصحاب الحلة فالتقوهم
فخذلت بنو أسد وقتل من العرب نحو أربعة آلاف وقطع دابرهم فلم يقم لهم
بعدها قائمة.
(3/28)
وفيها توفي الشيخ أحمد بن محمد بن قدامة
الزاهد والد الشيخ أبي عمر والشيخ الموفق وله سبع وستون سنة.
وكان خطيب جماعيل ففر بدينه من الفرنج إ فهاجر إلى الله ونزل هو وآله
بمسجد أبي صالح الذي بظاهر باب شرقي سنتين.
ثم صعد إلى الجبل وبنى الدير ونزل هو وآله بسفح قاسيون.
وكانوا يعرفون بالصالحية لنزولهم بمسجد أبي صالح ومن ثم قيل جبل
الصالحية.
وكان زاهدًا صالحًا قانتًا لله صاحب جد وصدق وحرص على الخير.
رحمة الله عليه.
وشهردار ابن الحافظ شيرويه بن شهردار الديلمي.
المحدث أبو منصور الديلمي.
قال ابن السمعاني: كان حافظًا عارفًا بالحديث فهمًا بالحديث فهمًا
عارفًا بالأدب ظريفًا.
سمع أباه وعبدوس بن عبد الله ومكي السلار وطائفة وأجاز له أبو بكر بن
خلف الشيرازي.
وعاش خمسًا وسبعين سنة.
وعبد المؤمن بن علي القيسي الكومي التلمساني صاحب المغرب والأندلس.
وكان أبوه صانعًا في الفخار فصار أمره إلى ما صار.
وكان أبيض مليحًا ذا جسم وعمم يعلوه حمرة أسود الشعر معتدل القامة
وضيئًا جهوري الصوت فصيحًا عذب المنطق لايراه أحد إلا أحبه بديهة.
وكان في الآخر شيخًا أنقى.
وقد سقت أخباره في تاريخي الكبير.
مات غازيًا بمدينة سلا في جمادى الآخرة.
وكان ملكًا عادلًا سائسًا عظيم الهيبة عالي الهمة كثير المحاسن متين
الديانة قليل المثل.
كان يقرأ كل يوم سبعًا ويجتنب لبس الحرير ويصوم الاثنين والخميس ويهتم
بالجهاد والنظر في الأمور كأنما خلق للملك.
(3/29)
وسديد الدولة بن الأنباري صاحب ديوان
الإنشاء ببغداد وهو محمد بن عبد الكريم بن إبراهيم الشيباني الكاتب
البليغ: أقام في الإنشاء خمسين سنة.
وناب في الوزارة ونفذ رسولًا.
وكان ذا رأي وحزم وعقل.
عاش نيفًا وثمانين سنة.
والجواد جمال الدين أبو جعفر محمد بن علي الإصبهاني وزير صاحب الموصل
أتابك زنكي.
كان رئيسًا نبيلًا مفخمًا دمث الأخلاق سمحًا كريمًا مفضالًا متبوعًا في
أفعال البر والقرب مبالغًا في ذلك.
وقد وزر أيضًا لولد زنكي سيف الدين غازي ثم لأخيه قطب الدين مدة ثم قبض
عليه في هذه السنة وحبسه.
ومات في العام الآتي فنقل ودفن بالبقيع.
ولقد حكى ابن الأثير في ترجمة الجواد مآثر ومحاسن لم يسمع بمثلها في
الأعمار.
سنة تسع وخمسين وخمس مئة
فيها كسر نور الدين الفرنج وأسر الإبرنس.
وذلك أن صاحب ماردين نجم الدين نازل حارم فنجدتها الفرنج واجتمع عليها
طائفة من ملوكهم وعلى الكل بيمند صاحب أنطاكية.
ففر صاحب ماردين.
وقصدهم نور الدين فالتقاهم.
فانهزمت ميمنته وتبعتهم فرسان الفرنج فمالت ميسرته على رجالة الفرنج
فحصدتهم فلما ردت فرسانهم ردت خلفهم الميمنة ومن بين أيديهم الميسرة.
فأحاط به المسلمون وحمي الحرب واستحر القتل بالفرنج والأسر فأسر صاحب
أنطاكية وصاحب طرابلس ومقدم الروم الدوك.
وزادت عدة القتلى على عشرة آلاف وتسلم نور الدين قلعة حارم وفي آخر
السنة قلعة بانياس.
(3/30)
وفيها سار ملك القسطنطينية بجيوشه وقصد
بلاد الإسلام.
فلما قاربوا مملكة قلج أرسلان جعل التركمان يبيتونهم ويغيرون عليهم في
الليل حتى قتلوا منهم نحو العشرة آلاف فردوا بذلة.
وطمع فيهم المسلمون وأخذوا لهم عدة حصون.
ولله الحمد.
وفيها سار جيش نور الدين مع مقدم عسكره أسد الدين شيركوه فدخلوا مصر
وقتل الملك المنصور ضرغام الذي كان قد قهر شاور السعدي.
ثم تمكن شاور وخاف من عسكر الشام فاستنجد بالفرنج فنجدوه من القدس وما
يليه.
فدخل العسكر بلبيس وحصرهم الفرنج ثلاثة أشهر.
فلما جاءهم الصريخ بما تم على دين الصليب بوقعة حارم صالحوا أسد الدين
وردوا.
وفيها توفي أبو أسعد عبد الوهاب بن الحسن الكرماني بقية شيوخ نيسابور.
روى عن أبي بكر بن خلف وموسىبن عمران وأبي سهل عبد الملك الدشتى وتفرد
عنهم.
عاش تسعًا وسبعين سنة.
والسيد أبو الحسن علي بن حمزة العلوي الموسوي مسند هراة.
سمع أبا عبد الله العمري ونجيب بن ميمون وأبا عامر الأزدي وطائفة وعاش
نيفًا وتسعين سنة.
وأبو الخير الباغبان محمد بن أحمد بن محمد الإصبهاني المقدر.
سمع عبد الوهاب بن منده والمطهر البزاني وجماعة.
وكان ثقة مكثرًا.
توفي في شوال.
ونصر بن خلف السلطان أبو الفضل صاحب سجستان.
عمر مائة سنة.
ملك منها ثمانين سنة.
وكان عادلًا حسن السيرة مطيعًا للسلطان سنجر.
(3/31)
سنة ستين وخمس مائة
فيها وقعت فتنة هائلة بإصبهان بين صدر الدين عبد اللطيف بن الخجندي
وبين غيره من أصحاب المذاهب سببها التعصب للمذاهب.
فخرجوا إلى القتال وبقي الشر والقتل ثمانية أيام قتل خلق كثير وأحرقت
أماكن كثيرة.
وفيها توفي أبو العباس بن الحطئة أحمد بن عبد الله بن أحمد بن هشام
اللخمي الفاسي المقرئ الصالح الناسخ.
ولد سنة ثمان وسبعين وحج وقرأ القراءات على ابن الفحام وبرع فيها.
وكان لأهل مصر فيه اعتقاد كبير رحمه الله توفي في المحرم وقبره
بالقرافة.
وأمير ميران أخو السلطان نور الدين.
أصابه سهم في عينه على حصار بانياس فمات منه بدمشق.
وأبو الندى حسان بن تميم الزيات.
رجل حاج صالح.
روى عن نصر المقدسي وتوفي في رجب عن بضع وثمانين سنة.
روت عنه كريمة.
وأبو المظفر الفلكي سعيد بن سهل الوزير النيسابوري ثم الخوارزمي وزير
خوارزمشاه.
روى مجالس عن علي بن أحمد المديني ونص الله الخشنامي.
وحج وتزهد وأقام بدمشق بالسميساطية.
وكان صالحًا متواضعًا توفي في شوال.
وحذيفة بن سعد أبو المعمر بن الطاهر الأزجي الوزان.
روى عن أبي الفضل بن خيرون وجماعة.
توفي في رجب.
(3/32)
ورستم بن علي بن شهريار صاحب مازندران.
استولى في العام الماضي على بسطام وقومس واتسعت مملكته ومات في ربيع
الأول وتملك بعده ابنه علاء الدين حسن.
وعلي بن أحمد أبو الحسن اللباد الإصبهاني.
سمع أبا بكر بن ماجه ورزق الله التميمي وطائفة.
وأجاز له أبو بكر بن خلف.
توفي في شوال.
وأبو القاسم بن البزري عمر بن محمد الشافعي فقيه أهل الجزيرة.
تفقه ببغداد على الغزالي وإلكيا الهراسي.
وصار أحفظ أهل زمانه للمذهب.
وله مصنف كبير على إشكالات المهذب وكان ينعت بزين الدين جمال الإسلام.
عاش تسعًا وثمانين سنة.
وأبو عبد الله الحراتي محمد بن عبد الله بن العباس العدل ببغداد.
سمع رزق الله التميمي وهبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري وطراد بن محمد.
وكان أديبًا فاضلًا ظريفًا.
توفي في جمادى الأولى.
والقاضي أبو يعلي الصغير محمد بن أبي خازم محمد ابن القاضي الكبير أبي
يعلي بن الفراء البغدادي الحنبلي.
شيخ المذهب.
تفقه على أبيه وعمه أبي الحسين.
وكان مناظرًافصيحًا مفوهًا ذكيًا.
ولي قضاء واسط مدة ثم عزل منها.
فلزم منزله.
وأضر بأخرة.
توفي في ربيع الآخر وله ست وستون سنة.
(3/33)
وأبو طالب العلوي الشريف محمد بن محمد بن
محمد بن أبي زيد الحسني البصري نقيب الطالبيين بالبصرة.
روى عن أبي علي التستري وجعفر العباداني وجماعة.
واستقدمه ابن هبيرة لسماع السنن فروى الكتاب بالإجازة سوى الجزء الأول
فبالسماع من التستري.
وأما ابن الحصري فروى عنه الكتاب عن التستري سماعًا.
وهذا لم يتابعه عليه أحد.
توفي في ربيع الأول عن إحدى وتسعين سنة.
وأبو الحسن بن التلميذ أمين الدولة هبة الله بن صاعد النصراني البغدادي
شيخ قومه وقسيسهم.
لعنهم الله.
وشيخ الطب وجالينوس العصر وصاحب التصانيف.
مات في ربيع الأول وله أربع وتسعون سنة.
وياغي أرسلان بن الداشمند صاحب ملطيه.
جرى بينه وبين جاره قلج أرسلان حروب عديدة.
ثم مات وولى بعده ابن أخيه إبراهيم بن محمد فصالح قلج أرسلان.
والوزير عون الدين أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة بن سعيد الشيباني
وزير المقتفي وابنه.
ولد سنة تسع وتسعين وأربع مائة بالسواد ودخل بغداد شابًا فطلب العلم
وتققه وسمع الحديث وقرأ القراءات وشارك في الفنون وصار من فضلاء زمانه.
ثم احتاج فدخل في الكتابة وولي مشارفة الخزانة.
ثم ترقي وولي ديوان الخاص.
ثم استوزره المقتفي فبقي وزيرًا إلى أن مات.
(3/34)
وكان شامة بين الوزراء لعدله ودينه وتواضعه ومعروفه. روى عن أبي عثمان
بن ملة وجماعة.
ولما ولاه المقتفي امتنع من لبس خلعة الحرير وحلف أنه لايلبسها.
وذا شي لا يفعله قضاة زماننا ولاخطباؤه.
كان مجلسه معمورًا بالعلماء والفقهاء والبحث وسماع الحديث.
شرح صحيحي البخاري ومسلم وألف كتاب العبادات في مذهب أحمد.
ومات شهيدًا مسمومًا في جمادى الأولى ووزر بعده شرف الدين أبو جعفر بن
البلدي. |