المحن

ذِكْرُ قَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ وَالْحَارِثِ بْنِ مُرَّةَ

قَالَ أَبُو الْعَرَبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بن شعْبَان قَالَ حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ نَافِعٍ السُّلَمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ عَنْ عَمِّهِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحُكُومَةِ مَا كَانَ وَاجْتَمَعَتِ الْخَوَارِجُ بِالنَّهْرَوَانِ فَأَخْرَجَتْ طَائِفَة مِنْهُم النَّاس يسفكون دِمَائِهِمْ وَيَسْتَحِلُّونَ أَمْوَالَهُمْ وَقَتَلُوا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَبَّابٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ مَقْتَلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ (4)
قَالَ أَبُو الْعَرَب بْنِ تَمِيمٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ حَدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَنْجَرَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْقَيْسِ يُجَالِسُنَا فِي مَسْجِدِ الْجَامِعِ قَالَ لَحِقْتُ بِأَصْحَابِ النَّهْرَوَانِ فَكُنْتُ مِنْهُم ثُمَّ كَرِهْتُ أَمْرَهُمْ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَقْتُلُونِي فَإِنِّي لأَسِيرُ مَعَ طَائِفَةٍ إِذْ أَتَيْنَا عَلَى قَرْيَة

(1/143)


وبيننا وَبَيْنَهَا نَهْرٌ فَخَرَجَ مِنَ الْقَرْيَةِ رَجُلٌ مَذْعُورٌ آخذ ثَوْبه حِينَ رَأَى الْخَيْلَ قَالُوا كُنَّا رَوَّعْنَاكَ قَالَ أَجَلْ قَالُوا لَا رَوْعَ عَلَيْكَ فَقَطَعُوا إِلَيْهِ النَّهر فعرفوه وَلم أعرفهُ فَقَالُوا أَنْت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَبَّابٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ نَعَمْ قَالُوا هَلْ سَمِعْتَ مِنْ أَبِيكَ حَدِيثًا تَحَدَّثَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُحَدِّثُنَا بِهِ قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ فِتْنَةً جَائِيَةً الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ وَلا تَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ فَكُنْ قَالَ فَقَرَّبُوهُ فَضَرَبُوا رَأْسَهُ فَرَأَيْتُ دَمَهُ حَيْثُ سَالَ فِي النَّهْرِ حَتَّى انْدَفَقَ فِي الْمَاءِ وَاخْتَلَطَ فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي كَأَنَّهُ الشِّرَاكُ حَتَّى خَفِيَ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ دَعَوْا سُرِّيَّتَهُ الْحُبْلَى فَبَقَرُوا عَمَّا فِي بَطْنِهَا
وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا صُبْحُ بْنُ قَاسِمٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ فِي قَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خباب نَحوه
وَحَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَسَدِ بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ زِيَادٍ عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ إِنَّ عَلِيًّا خَرَجَ مِنَ الْبَصْرَةِ حَتَّى نَزَلَ الأَنْبَارَ يُرِيدُ قِتَالَ مُعَاوِيَةَ فَبَلَغَهُ أَنَّ نَاسًا مِنَ الْخَوَارِجِ خَرَجُوا مِنَ الْبَصْرَةِ يُرِيدُونَ أَهْلَ النَّهْرِ فَمَرُّوا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ

(1/144)


وَهُوَ فِي بَعْضِ السَّوَادِ فَقَتَلُوهُ وَكَانَ الَّذِي قَتله مسعر بن فدكي ثُمَّ انْتَهَوْا إِلَى أَهْلِ النَّهْرَوَانِ فَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا فَأَرْسَلَ الْحَارِثَ بْنَ مُرَّةَ الْعَبْدِيَّ فِي جَيش فَقَتَلُوهُ فَلَمَّا بلغ ذَلِك عَلِيًّا قَتْلُهُ سَارَ إِلَيْهِمْ
قَالَ زِيَادٌ حَدَّثَنَا مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ زِيَادِ بن النَّضر الْحَارِثِيّ قَالَ لَمَّا أَتَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الرَّاسِبِيُّ النَّهْرَوَانَ وَعَسْكَرَ بِهِ أَتَوْا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَبَّابٍ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَجَعَلُوا يَأْتُونَهُ وَاحِدًا وَاحِدًا فَلا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَيْكُمُ السَّلامُ إِذَا لَمْ تَفْعَلُوا قَالُوا إِنَّ هَذَا يَأْمُرُنَا بِضَرْبِكَ هَذَا يَعْنُونَ الْمُصْحَفَ فَقَتَلُوهُ وَقَتَلُوا رَجُلا مِنْ مُزَيْنَةَ وَرَجُلا مِنْ بَنِي شَيْبَانَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَبَّابٍ مَا أَحْيَا الْكِتَابُ فَأَحْيُوهُ وَمَا أَمَاتَ فَأَمِيتُوهُ فَنَزَلُوا فَقَتَلُوهُ وَقَتَلُوا رَجُلا مِنْ مُزَيْنَةَ وَرَجُلا مِنْ بَنِي شَيْبَانَ وَجَبُوا الْخَرَاجَ وَقَالُوا لِدِهْقَانَ بِعْنَا مَا فِي هَذِهِ النَّخْلَةِ قَالَ هِيَ لَكُمْ قَالُوا لَا نَأْخُذُهَا إِلا بِثَمَنٍ قَالَ الدِّهْقَانُ تَقْتُلُونَ عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَ لَا يُؤْذِي أَحَدًا إِنَّمَا هُوَ يُصَلِّي وَيَصُومُ وَلا تَأْخُذُونَ هَذِهِ إِلا بِثَمَنٍ لإِنْ أَحْفِرُهَا مِنْ أَصْلِهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْبَلَهُ قَالُوا لَوْلا أَنَّ لَكَ ذِمَّةً لَقَتَلْنَاكَ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا بَعَثَ إِلَيْهِمْ زِيَادَ بْنَ الْمُعْتَمِرِ

(1/145)


ذِكْرُ قَتْلِ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ

حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هُذَيْلٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ القَاضِي بِبَغْدَاد قَالَ حَدثنَا عَليّ بن الْمدنِي قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ عمار الدُّهْنِيَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ أَوَّلُ رَأْسٍ حُمِلَ رَأْسُ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ إِلَى مُعَاوِيَةَ
قَالَ سُفْيَانُ أَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ أَنْ يُؤْتَى بِهِ قَالَ فَلُدِغَ قَالَ فَكَأَنَّهُمْ خَافُوا أَنْ يَتَّهِمَهُمْ فَأتوا بِرَأْسِهِ

(1/146)


قَالَ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ قُتِلَ سَنَةَ إِحْدَى وَخمسين وَلم يذكر سَبَب قَتله

(1/147)