المحن

ذِكْرُ مَنْ قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ

قَالَ وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ (1) قَالا حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ أَنَّ ابْنَ الأَشْعَثِ لَمَّا انْهَزَمَ تَحَصَّنَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي قَلْعَةٍ بِأَرْضِ فَارِسَ مِنْهُمُ الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ وَعَمْرُو بْنُ مُوسَى التَّمِيمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فِي نَاسٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَأَتَى بِهِمُ الْحَجَّاجُ يَوْمَئِذٍ وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ رَجُلا مِنْ وُجُوهِ النَّاسِ عَامَّتُهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ فَكَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُخْبِرُهُ بِخَبَرِهِمْ فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ يَأْمُرُهُ بِضَرْبِ أَعْنَاقِهِمْ قَالَ فَأَبْرَزَهُمْ فَأَمَرَ بِضَرْبِ رِقَابِهِمْ وَإِنَّمَا كَانُوا نزلُوا بِالأَمَانِ وَقَتَلَ الْحَجَّاجُ الْهِلَقْامَ بْنَ نُعَيْمِ بْنِ الْقَعْقَاعِ وَجَدُّهُ مِمَّنْ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ بَنِي تَمِيمٍ قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ فِي أَيَّامِ خَرَجَ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ

(1/220)


الطَّالْقَانِيُّ عَنْ جَرِيرٍ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ أَبِي الرّبيع أَنه قَالَ قَاتل الْحجَّاج فِي الْجَمَاجِمَ حَتَّى قُتِلَ
وَحَدَّثَنِي عَنْ مُغِيثٍ عَنِ الْكُوفِيِّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ شَرِيكٍ التَّمِيمِيُّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ قَتَلَهُ الْحَجَّاجُ وَكَانَ يُطْعِمُهُ الْجَمْرَ بِالرَّمَادِ حَتَّى قَتَلَهُ وَمَا رُئِيَ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ قَطُّ وَكَانَ يَقُولُ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَظْلِمُنِي فَأَرْحَمُهُ

(1/221)


ذِكْرُ مَنْ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَاجِمِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِثْلُ ابْنِ أَبِي لَيْلَى وَغَيْرِهِ

قَالَ الْوَاقِدِيُّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى الأَنْصَارِيُّ من أحد بني جحجبا بْنِ كُلْفَةَ يُكَنَّى أَبَا عِيسَى رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ قُتِلَ بِدُجَيْلٍ وَدُجَيْلٌ نَهْرٌ وَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ بِدُجَيْلٍ
وَحَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا زُرَيْقٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى قُتِلا بِالْجَمَاجِمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ
وَحَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَاجِمِ أَرَادَ الْقُرَّاء أَن يؤمروا عَلَيْهِم أَبَا الْبَخْتَرِيَّ فَقَالَ أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي فَأَمَّرُوا رجلا من الْعَرَب فَأمروا جهم بن زحر بن قيس
وَحَدَّثَنِي سَعِيدٌ عَنْ زُرَيْقٍ عَنِ ابْنِ حَنْبَلٍ أَن أَبَا البخْترِي هُوَ سعيد ابْن أبي عمرَان

(1/222)


وَحَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ الْحِمْصِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ أَبُو الْجَوْزَاءِ قُتِلَ فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ فِي الْجَمَاجِمِ وَعُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْغَافِرِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَالِبٍ
وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُغِيثٍ الْكُوفِيُّ قَالَ أَبُو الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيُّ كُوفِيٌّ ثِقَةٌ تَابِعِيٌّ
وَأَخْبَرَنِي (4) عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ قَالَ حَدَّثَنِي الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ رَآنِي طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ وَأَنَا أَضْحَكُ قَالَ فَبَكَى وَقَالَ هَذَا لَمْ يَشْهَدِ الْجَمَاجِمَ قَالَ وَالْجَمَاجِمُ وَقْعَةٌ كَانَتْ بَيْنَ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ وَبَيْنَ الْقُرَّاءِ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَيْهِ وَكَانُوا خَمْسمِائَة فَقُتِلُوا رَحِمَهُمُ اللَّهُ وَمِنْهُمْ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَالشَّعْبِيُّ مِثْلُهُمْ
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ أَمَّا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ فَقَتَلَهُ الْحَجَّاجُ وَأما إِبْرَاهِيم التَّمِيمِي فَمَاتَ فِي حَبْسِ الْحَجَّاجِ وَأَمَّا الشَّعْبِيُّ فَأَتَى بِهِ

(1/223)


الْحَجَّاجُ مَكْتُوفًا أَسِيرًا فَخَلَّى سَبِيلَهُ وَقَتَلَ الْحَجَّاجُ عمر بن مُوسَى بن عبيد الله بن معمر والهلقام بن نعيم بن الْقَعْقَاع بْنِ مَعْبَدِ بْنِ زُرَارَةَ وَكَانَ وَالِدُهُ نُعَيْمُ بْنُ مَعْبَدٍ قَدْ قَتَلَهُ بِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ وَإِنَّمَا قُتِلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ فِي الْمُؤَكَّدِ كَانُوا شَرَّدُوا بِأَنْفُسِهِمْ فَقَاتَلُوا حَتَّى قُتِلُوا
وَذَكَرَ بَعْضُ الرُّوَاةِ أَنَّ الْحَجَّاجَ أَسَرَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ الأَشْعَثِ ثَلاثَةَ آلافٍ ونيف فَقُتِلُوا جَمِيعًا إِلا عِدَّةً يَسِيرَةً
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن عبد اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ حَنْبَلٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبَانِ بْنِ ثَعْلَبٍ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ رَأَيْتُ أَبَا الْبَخْتَرِيَّ الطَّائِيَّ ضُرِبَتْ عُنُقُهُ يَوَمَ الْجَمَاجِمِ
تَمَّ بِحَمْدِ اللَّهِ وعونه وإحسانه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَآلِهِ وَسَلَّمَ
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ فَالْتَفَتَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي ذَرٍّ فَقَالَ لَهُ يَا مُحَمَّدُ سَأَلْتُكَ بِاللَّهِ أَنْتَ سَمِعْتَ أَبَاكَ أَبَا ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْتَى يَوْم الْقِيَامَة باليهودي أوالنصراني وَيُؤْتَى بِالْعَبْدِ الْمُذْنِبِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَبْدِي هَذَا فِدَاؤُكَ مِنَ النَّارِ فَوَضَعَ مُحَمَّدٌ إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ وَقَالَ سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي بِهِمَا وَإِلا فَصُمَّتَا فَخَرَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَاجِدًا للَّهِ شُكْرًا لِهَذَا الْحَدِيثِ

(1/224)