المحن
ذِكْرُ قَتْلِ إِسْحَاقَ بْنِ الأَشْعَثِ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ
حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الْبَهْرَانِيُّ عَنِ ابْنِ
جُنَادَةَ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَدِمَ
عَبْدُ الْمَلِكِ حِمْصَ فَأَمَرَ بإِسْحَاقَ بْنِ الأَشْعَثِ
فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ صَبْرًا فَتَكَلَّمَ أَهْلُ حِمْصَ وَذَكَرَ
قِصَّةً طَوِيلَةً
(1/282)
ذِكْرُ قَتْلِ عِمْرَانَ بْنِ عَمَّارٍ
الضُّبَعِيِّ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ بَلَغَنِي عَنْ حَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي
عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَاحِبِ السِّقَايَةِ قَالَ دَعَا الْحَجَّاجُ
أَنَسًا فَلَمْ يُكَلِّفْهُ مَا كَلَّفَ غَيْرَ أَنَّهُ سَبَّهُ
فَسَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ دَعَانِي فَقُلْتُ لَمْ أنكث بَيْعَتِي فَمَا أَعْلَمُ
أَحَدًا مِنَ النَّاسِ نَجَا مِنْهُ كَمَا نجا عبد الرَّحْمَن ودعا
وَجِيء بعمران بن عمار الضبعِي وَكَانَ مذكرا قَالَ رُبَّمَا
سَمِعْتُهُ يَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا حَتَّى يبكي فَقتله قَالَ
أبي وَجِيء بِأبي سوار فَقَالَ مَا تَقول قَالَ مُنَافِق قَالَ وَالله
مَا عَنَّا غَيْرَهُ
وَبَلَغَنِي عَنْ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ
مَعِينٍ يَقُولُ عِمْرَانُ بْنُ عَمَّارٍ الضبعِي قَتله الْحجَّاج
قَالَ البُخَارِيّ روى عَنهُ قَتَادَة
(1/283)
ذكر سَبَب قتل ابْن ضابيء التَّمِيمِيِّ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ
قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا
أَلْقَى السِّلاحَ أَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَلْقَوْا بِأَيْدِيهِمْ
مُسْتَسْلِمِينَ لأَمْرِ الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ بَعْدَ أَنْ نَادَى
فِيهِمْ مَنْ أَلْقَى السِّلاحَ وَألقى بِيَدِهِ فَهُوَ آمن الْتفت
ابْن ضابيء التَّمِيمِي إِلَى ابْنه فَقَالَ لَهُ يَا بُنَيَّ
أَتَاكُمْ أَمِير ذكر أَقْصِدُ إِلَيْهِ لأوطيء لَكَ عِنْدَهُ فَدَخَلَ
عَلَى الْحَجَّاجِ مَعَ ابْنِهِ فَقَالَ أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ
إِنِّي كُنْتُ آتِي من قبلك من الْأُمَرَاء فأوسعهم بحديثي ويجدوا
عِنْدِي مَا لَا يجدوه عِنْدَ غَيْرِي وَإِنِّي قَدْ أَوْدَى أَمْرِي
وَكَبِرَتْ سني ورق عظمي عَن رؤيتك وإتيانك وَأُنْسِكَ إِلا أَنَّ
ابْنِي هَذَا قَدْ خَرَّجْتُهُ وَعَلَّمْتُهُ وَأَنْهَيْتُ إِلَيْهِ
كُلَّ مَا عِنْدِي وَلَكَ فِيهِ أَنِيسٌ فَأْمُرْ آذِنَكَ أَنْ
يُسَهِّلَ حِجَابَهُ وَاصْفَحْ عَنْ إِسَاءَتِي قَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ
قَدْ عَفَوْتُ عَنْ إِسَاءَتِكَ وَقَبِلْتُ مِنْكَ ابْنَكَ عَلَيَّ
بالآذن يَعْنِي
(1/284)
الْحَاجِبَ فَقَالَ لَهُ اعْرِفِ الشَّابَّ
وَأَدْخِلْهُ عَلَيَّ مَتى جَاءَ فشكره ابْن ضابيء وَولى مَعَ ابْنه
منصرفا فَقَالَ عَنْبَسَة بن سعيد ابْن الْعَاصِ هَذَا ابْن ضابيء
التَّمِيمِيُّ الْمُعِينُ عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَوْمَ
الدَّارِ فَقَالَ الْحَجَّاجُ رُدُّوهُ فَرَدُّوهُ فَقَالَ لَهُ أَنْت
ابْن ضابيء قَالَ نعم قَالَ أَنْت الْقَائِل يَوْم الدَّار
(هَمَمْتُ وَلَمْ أَفْعَلْ وَكِدْتُ وَلَيْتَنِي ... تَرَكْتُ عَلَى
عُثْمَانَ تَبْكِي حَلائِلُهُ)
قَالَ تُقُوِّلَ وَاللَّهِ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ قَالَ وَاللَّهِ
لأُلْحِقَنَّكَ بِهِ اضربوا عُنُقه فَضربُوا عُنُقه وصلبه وَعفى عَن
ابْنه
(1/285)
قَتْلُ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ
حَلْبَسٍ وَوَالِدِ أَبِي مُسْهِرٍ
بَلَغَنَا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ قَالَ إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عَلِيٍّ يَعْنِي الْهَاشِمِي قتل يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ
حَلْبَسٍ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ يُصَلِّي وَقَتْلُ وَالِدِ أَبِي
مُسْهِرٍ
وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ
قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمْشَقِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو
الْهَيْثَمِ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ كُنْتُ أَجْلِسُ إِلَى جَانِبِ
يُونُسَ بْنِ حَلْبَسٍ وَهُوَ أَعْمَى فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ
اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا الشَّهَادَةَ قَالَ فَقُتِلَ فِي سنة
اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَدخل عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ
دِمَشْقَ
(1/286)
قَتْلُ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ وَغَيْرِهِ
مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْخَيْرِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ
قَالَ وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ أَنَّهُ سَمِعَ مَرْوَانَ بْنَ
مُحَمَّدٍ يَقُولُ أَنَّ رَبِيعَةَ بْنَ يَزِيدَ قُتِلَ مَعَ كُلْثُومِ
بْنِ عِيَاضِ فِي مَخْرَجِهِ إِلَى الْمَغْرِبِ قَتَلَهُ الْبَرْبَرُ
فِي خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ وَأَخْبَرَنِي الْقَاضِي عِيسَى بْنُ مِسْكِينٍ
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُحْنُونٍ بْنِ سَعِيدٍ فِي طَبَقَاتِهِ أَنَّ
زَيْدَ بْنَ حُصَيْنِ بْنِ وَبْرَةَ مِنْ طَيِّءٍ قُتِلَ يَوْمَ
النَّهْرِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ مَعَ ابْنِ وَهْبٍ
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُحْنُونٍ وَقَالَ آخَرُونَ شُرَيْحُ بن هَانِيء
الْحَارِثِيّ قتل مَعَ ابْن أَبِي بَكْرَةَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْسَجَةَ الْفَهْمِيُّ قُتِلَ مَعَ ابْنِ
الأَشْعَثِ بِالْبَصْرَةِ يَوْمَ الزَّاوِيَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ
وَثَمَانِينَ قَالَ
(1/287)
وَابْنُ أَبِي لَيْلَى أَنْصَارِيٌّ قُتِلَ
بِدُجَيْلٍ وَأَبُو الْكَنُودِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَامِرٍ قُتِلَ
مَعَ الْمُخْتَارِ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فُقِدَ لَيْلَةَ دُجَيْلٍ مَعَ ابْنِ
الأَشْعَثِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَأَبُو البخْترِي الطَّائِي
اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ فَيْرُوزَ يُقَالَ إِنَّ أَبَا عِمْرَانَ
مَوْلاهُمْ قُتِلَ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ بِدَيْرِ الْجَمَاجِمِ سَنَةَ
ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ
سَعِيدٍ فُقِدَ لَيْلَةَ دُجَيْلٍ مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ سَنَةَ ثَلاثٍ
وَثَمَانِينَ
قَالَ أَبُو الْعَرَب (5) مُحَمَّد بن سَحْنُون وَقَالَ الْهَيْثَمِ
أَبُو الْبَخْتَرِيِّ اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ فَيْرُوزَ مَوْلًى لِبَنِي
نَبْهَانَ قُتِلَ يَوْمَ دُجَيْلٍ وَإِبْرَاهِيمُ بن يزِيد التَّيْمِيّ
من بني تيم الرَّبَابِ يُكَنَّى أَبَا أَسْمَاءَ مَاتَ فِي حَبْسِ
الْحَجَّاجِ سَنَةَ ثَلاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ
قَالَ وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى بن معِين
يَقُول ابراهيم بن مَيْمُون وَهُوَ الصَّائِغُ خُرَاسَانِيٌّ
قَالَ أَبُو دَاوُدَ سَمِعْتُ يَحْيَى بن معِين يَقُول قتل ابراهيم
الصايغ رَجُلٌ لَمْ يُحْسِنِ الْقَتْلَ بَقِيَ يَوْمَهُ ذَلِكَ
يَتَشَحَّطُ فِي دَمِهِ قَتَلَهُ أَبُو مُسْلِمٍ
(1/288)
قَالَ أَبُو دَاوُدَ لَمَّا أَرَادُوا
قَتْلَ إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغِ قَالَ دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ
فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ الْعَمَلُ الَّذِي عَمِلْتُهُ لَكَ
غَيْرَ رِضًا فَاجْعَلْ هَذَا الْقَتْلَ كَفَّارَةً قَالَ أَبُو
دَاوُدَ وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ الصَّائِغُ إِذَا رَفَعَ الْمِطْرَقَةَ
فَيَسْمَعُ النِّدَاءَ تَرَكَهَا وَوَرَدَ الصَّلاةَ
قَالَ أَبُو دَاوُد وَقَالَ ابْنُ عَنْبَسَةَ مَا فِعْلُ الثَّوْرِيِّ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا فَعَلَ يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغَ
يَعْنِي أَنَّهُ هرب
(1/289)
|