المحن
ذِكْرُ مَا امْتُحِنَ بِهِ مُعَاوِيَةُ
بْنُ قُرَّةَ وَسَبَبُ نَفْيِهِ وَنَفْيِ غَيْرِهِ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَتِّبٍ قَالَ
حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْمُبَارَكِ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ قَالَ قَدِمَ الْحَجَّاجُ
عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ وَافِدًا وَمَعَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ
فَسَأَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ مُعَاوِيَةَ عَنِ الْحَجَّاجِ فَقَالَ إِنْ
صَدَقْنَاكُمْ قَتَلْتُمُونَا وَإِنْ كَذَبْنَاكُمْ خَشِينَا اللَّهَ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْحَجَّاجُ فَقَالَ لَهُ
عَبْدُ الْمَلِكِ لَا تَعَرَّضْ لَهُ فَنَفَاهُ إِلَى السِّنْدِ
وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ
بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِي
مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ مِثْلَهُ وَرُبَّمَا
زَادَ أَحَدُهُمَا الْكَلِمَةَ
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ وَقَدْ كَانَ
الْحَجَّاجُ نَفَى يَحْيَى بْنَ يَعْمُرَ إِلَى خُرَاسَان وَنفى
قَتَادَةَ بْنَ دِعَامَةَ وَنَفَى مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ وَعَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْجُمَحِيَّ وَنَفَى عِرَاكَ بْنَ
مَالِكٍ
(1/399)
ذِكْرُ سَبَبَ حَبْسِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ
حَرْبٍ وَتَقْيِيدِهِ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ
حَدَّثَنَا عَجْلانُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفلُوسِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
دَاوُدَ بْنِ أَبِي زَنْبَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عُمَرَ
بِمَالٍ وَبِأَدْهَمَ وَكَتَبَ إِلَى أَبِيهِ أَبِي سُفْيَانَ ادْفَعْ
ذَلِكَ الْمَالَ إِلَى عُمَرَ فَخَرَجَ الرَّسُولُ حَتَّى قَدِمَ
بِالْمَالِ وبِالأَدْهَمِ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ فَذَهَبَ أَبُو
سُفْيَانَ بِالْكِتَابِ وَالأَدْهَمِ إِلَى عُمَرَ فَلَمَّا قَرَأَ
الْكِتَابَ قَالَ فَأَيْنَ الْمَالُ يَا أَبَا سُفْيَان قَالَ علينا
دين ومؤونة وَلَنَا فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ عَطَاءٌ وَحَقٌّ
فَإِذَا أَخْرَجْتَ لَنَا شَيْئًا قَاصَصْتَنَا بِهِ فَقَالَ عُمَرُ
اطْرَحُوهُ فِي الأَدْهَمِ لَا يَخْرُجُ حَتَّى يَأْتِيَ بِالْمَالِ
قَالَ فَأَرْسَلَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى المَال فَأرْسلهُ إِلَى عُمَر
فَخَرَجَ الرَّسُولُ فَقَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَسَأَلَهُ عَنِ
الأَدْهَمِ وَقَالَ رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْجَبَهُ قَالَ
نعم وَقد طرح فِيهِ أَبَاك قَالَ وَلِمَ قَالَ حَبَسَ الْمَالَ وَجَاءَ
بِالأَدْهَمِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَيْ وَاللَّهِ وَالْخَطَّابُ لَوْ
كَانَ لطرحه فِيهِ
(1/400)
ذكر حبس جَابر بن زيد الْأَزْدِيّ
وَتَقْيِيدِهِ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ وَبَلَغَنِي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ شَاكِرٍ قَالَ
حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي
بِشْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ أَتَى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
زِيَادٍ بِرَجُلٍ لَهُ قُبُلٌ وَذَكَرٌ لَا يَدْرِي كَيْفَ يُوَرَّثُ
فَقَالَ أَرْسِلْ إِلَى جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ فِي السِّجْنِ
فَجَاءَ يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ فَقَالَ مَا تَرَى فِي هَذَا فَقَالَ
تَسْأَلُونِي وَأَنَا فِي قُيُودِكُمْ قَالُوا قُلْ فِيهِ قَالَ
الْزَقُوهُ فِي الْحَائِطِ فَإِنْ بَالَ فِيهِ فَهُوَ ذَكَرٌ وَإِنْ
بَالَ فِي رِجْلَيْهِ فَهُوَ أُنْثَى
(1/401)
سَبَبِ ضَرْبِ أَبِي السَّوَّارِ
الْعَدَوِيِّ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بن الْفرج الْبَغْدَادِيّ عَن رجل نسيت أَنا اسْمه
وَأَحْسبهُ مَنْصُور بن أبي مَرْيَم مُزَاحِمٍ عَنْ مَرْحُومِ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ كَانَ أَبُو السَّوَّارِ عَرِيفَ بَنِي
عَدِيٍّ وَكَانَ لَا يَدُلُّ عَلَى عَاصٍ فَكَانَتِ الدَّارُ تَعْلُو
فِي بني عدي علوا شَدِيدًا فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
الْمُهَلَّبِ وَهُوَ عَلَى شُرَطَةِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ ائْتِنِي
بِفُلانٍ قَالَ لَا أَعْرِفُهُ قَالَ ائْتِنِي بِهِ قَالَ لَا
أَعْرِفُهُ فَضَرَبَهُ عِشْرِينَ سَوْطًا فَأَتَيْنَا نُعَزِّيهِ
فَقَالَ مَا أُحِبُّ أَنَّهَا بِعَرْضِ هَذَا الْحَائِطِ فَبلغ ذَلِك
إِلَى الْحَجَّاجَ فَلَعَنَهُ وَقَالَ عَمَدْتَ إِلَى أَفْضَلِ
عُمَّالِنَا فَضَرَبْتَهُ أَقِدْهُ بِنَفْسِكَ فَلَمَّا جَاءَ بِذَلِكَ
الْكِتَابِ ذكر لبَعض أَصْحَابه فَأَتَاهُ رجال مِنْهُم أَبُو
السَّوَّارِ فَقَالَ هَذَا قَدْ جَاءَهُ كِتَابٌ فِيكَ فَلَوْ
تَعَرَّضْتَ لَهُ فَدَخَلَ الرَّحْبَةَ فَدَعَاهُ وَرَحَّبَ بِهِ
وَأَجْلَسَهُ إِلَى جَنْبِهِ وَاعْتَذَرَ لَهُ
(1/402)
ذِكْرُ ضَرْبِ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ
سَعْدٍ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ
حَدَّثَنَا ابْنُ سِنْجَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو قُدَامَةَ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ
رَأَيْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ يَضْرِبُ عَبَّاسَ بْنَ سَهْلِ بْنِ
سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ فِي أَمْرِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَأَتَاهُ سهل بن
سعد وَهُوَ يَوْمئِذٍ شيخ كَبِير لَهُ ظفيرتان فَوَقَفَ بَيْنَ
السّمَاطَيْنِ ثُمَّ قَالَ يَا حَجَّاجُ أَلا تَحْفَظُ فِينَا
وَصِيَّةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
وَمَا أَوْصَى بِهِ رَسُول الله فِيكُم قَالَ أَن يحسن إِلَى محسن
الْأَنْصَار ويعفى عَنْ مُسِيئِهِمْ فَأَرْسَلَهُ قَالَ فَرَأَيْتُ
أَبَاهُ آخِذًا بِيَدِهِ حَتَّى ذهب بِهِ
(1/403)
|