المنتظم في تاريخ الأمم والملوك
[ذكر من كَانَ بَعْد إلياس] [1]
قَدِ اختلف الْعُلَمَاء فيمن كَانَ بَعْد إلياس. فَقَالَ الْحَسَن
ووهب: نبي بَعْد إلياس اليسع، وَقَدْ عولنا/ على ذلك.
__________
[1] تاريخ الطبري 1/ 464، وعرائس المجالس 259، ومرآة الزمان 1/ 466.
وما بين المعقوفتين: بياض في الأصل وما أوردناه من المختصر.
(1/384)
وَقَدْ حكى أَبُو الْحُسَيْن بْن المنادي: أَن قوما قَالُوا: بَل كَانَ
بَعْد إلياس يُونُس.
قال: وقالوا: ان يُونُس بَعْد سُلَيْمَان، وأيوب بَعْد سُلَيْمَان
أَيْضًا.
وذكر ابْن أَبِي خيثمة أَن أيوب كَانَ بَعْد سُلَيْمَان، وأن يُونُس
بَعْد أيوب.
ونحن نتخير من هَذَا الاخْتِلاف فِي الترتيب أقربه إِلَى الصواب. والله
الموفق.
وَهَذَا اليسع هُوَ اليسع بْن عدي بْن شويلخ بْن افرائيم بْن يُوسُف
بْن يعقوب.
وَقَالَ وهب بْن منبه: هُوَ اليسع بْن خطوب، ويقال: ابْن أخطوب.
كَانَ يتيما مضرورا فانقطع إِلَى إلياس وآمن بِهِ، فدعي اللَّه لَهُ
فكشف عَنْهُ ضره، وأتاه الحكمة والنبوة، فبعث إِلَى بَنِي إسرائيل،
فمكث فيهم زمانا يدعوهم إِلَى التوحيد وأن يتمسكوا بمنهاج إلياس
وشريعته، فلم يزل كَذَلِكَ حَتَّى قبضه اللَّه تَعَالَى.
وَقَدْ فرق بَعْض الْعُلَمَاء بَيْنَ إليسع الَّذِي صحب إلياس وبين
ابْن أخطوب، فَقَالَ:
هما اثنان، وابن أخطوب لَمْ يصحب إلياس، وَلَمْ يذكر فِي الْقُرْآن. |