المنتظم في تاريخ الأمم والملوك

[ذكر خبر أردشير وابنته خماني] [2]
قَالَ علماء السير: وجرت لبشتاسب حروب عظيمة مَعَ الترك وغيرهم، ومات، وَكَانَ ملكه مائة واثنتي عشرة سَنَة، وقيل مائة وخمسين.
وملك بَعْد بشتاسب ابْن ابنه «بهمن بْن إسفنديار بْن بشتاسب» ، فلما عقد التاج عَلَى رأسه، قَالَ: نحن محافظون عَلَى الوفاء، ودائنون برعيتنا بالخير، وَكَانَ يدعى أردشير الطويل الباع. وإنما قيل لَهُ ذَلِكَ لتناوله كُل مَا يمد يده إِلَيْهِ من الممالك الَّتِي حوله، حَتَّى ملك الأقاليم كلها.
وابتنى بالسواد مدينة وسماها آبادان، وابتنى الأبلة.
وَهُوَ أَبُو دارا الأكبر، وأبو ساسان أبي ملوك الفرس الآخر.
__________
[1] الحديث أخرجه أحمد بن حنبل 5/ 340، والطبراني في الكبير 11/ 296، وابن عساكر 10/ 409، والخطيب في التاريخ 3/ 205، والهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 76.
[2] تاريخ الطبري 1/ 568، وما بين المعقوفتين مكانه بياض في الأصل، وما أوردناه من المختصر.

(1/416)


وكانت أم بهمن من أولاد طالوت وأم ولده من أولاد سُلَيْمَان بْن دَاوُد.
وتفسير بهمن بالعربية: الْحَسَن النية، وأنه ولي فِي زمانه عَلَى بَيْت المقدس جَمَاعَة، ثُمَّ ولي كيرش العيلمي من ولد عيلم بْن سام بْن نوح، وكتب إِلَيْهِ أَن يرفق ببني إسرائيل وأن يطلق لَهُمُ النزول حيث أحبوا، وأن يولي عَلَيْهِم من يختارونه، فاختاروا دانيال النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [فولى أمرهم] [1] .