تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ت
تدمري
[المجلد الثالث والأربعون (سنة 601- 610)
]
بسم الله الرَّحْمَن الرّحيم
[الطبقة الحادية والستون]
سنة إحدى وستمائة ومما تَمّ فيها:
[عزل وليّ العهد]
فيها عَزَلَ النَّاصرُ لدين الله ولَدَهُ أبا نصر محمدا عَنْ ولاية
العَهْد، بعد أن خُطِب لَهُ بولاية العَهْد سبع عشرة سنة، ومالَ إِلى
ولدِهِ عليٍّ وَرَشَّحَهُ للخلافة، فاختُرِمَ في إبّان شَبَابه،
فاضطُّرَّ النَّاصر إِلى إعادَة عُدَّة الدين أَبِي نصر وهو الخليفة
الظَّاهر [1] .
[الحريق بدار الخلافة]
قَالَ أَبُو شامة [2] : وفيها وقعَ حَرِيقٌ عظيمٌ بدار الخلافة لم يُرَ
مثله، واحترقت جميع خِزانة السِّلاح والأمتعة وقُدور النفط. ثُمَّ
قَالَ: وقيمة ما ذهبَ ثلاثة آلاف دينار وسبعمائة ألف دينار [3] .
[دفاع المنصور عَنْ حماه]
قَالَ [4] : وفيها أخذت الفرنج النساء من عَلَى العاصي بظاهر حماه،
__________
[1] الكامل في التاريخ 12/ 205، 206، ذيل الروضتين 50، مرآة الزمان ج 8
ق 2/ 522، 523، العسجد المسبوك 2/ 293، الجامع المختصر 9/ 144، البداية
والنهاية 13/ 40، مفرّج الكروب 3/ 168، 169.
[2] في ذيل الروضتين 51.
[3] انظر عن (خبر الحريق أيضا) في: الكامل في التاريخ 12/ 206، ومرآة
الزمان ج 8 ق 2/ 523، ودول الإسلام 2/ 108، والعسجد المسبوك 2/ 293،
والبداية والنهاية 13/ 41.
[4] في ذيل الروضتين 51.
(43/5)
فخرج المَلِك المنصور إليهم، وثبت وأبلى
بلاء حَسَنًا، وكُسِرَ عسكره وثبت هُوَ، ولولا وقوفه لراحت حماه [1] .
[مهادنة العادل للفرنج]
وفيها كانت جموع الفرنج نازلين بمرج عَكّا، والملك العادل بجيوشه نازل
في قِبالتهم مُرابِطهم، والرسل تتردّد في معنى الصلح، ثُمَّ آخر الأمر
تقررت الهُدنة مُدةً بأن تكون يافا لهم ومَغَلّ الرَّملة ولُدّ، ثُمَّ
تَرَحَّل العادل إِلى مِصْرَ، وتَفَرَّقت العساكر إِلى أوطانهم [2] .
[غارة الفرنج عَلَى حمص]
وفيها أغارت الفرنج عَلَى حِمْص، وقتلوا وبَدَّعوا، ورَدُّوا غانمين
[3] .
[محاصرة حماه]
وفيها بَعَثَ صاحبُ حماه عسكرا فحاصروا المرقِب وكادوا يفتحونه، لولا
قتل أميرهم مبارز الدين أقجا، جاءه سهم فقتله [4] .
__________
[1] انظر خبر (حماه أيضا) في: مفرّج الكروب لابن واصل 3/ 162، 163،
ومرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ج 8 ق 2/ 523، والتاريخ المنصوري 44،
والمختصر في أخبار البشر 3/ 106، ونهاية الأرب للنويري 29/ 40 (حوادث
سنة 603 هـ.) ، والدرّ المطلوب لابن أيبك 158، وتاريخ ابن الوردي 2/
122، وتاريخ ابن الفرات (مخطوطة فيينا 814) ج 5/ ورقة 16، وتاريخ ابن
خلدون 5/ 340، والسلوك للمقريزي ج 1 ق 1/ 164، والإعلام والتبيين
للحريري 46، وشفاء القلوب للحنبلي 215، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي
6/ 186، وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) ج 1/ 239، 240، وشذرات الذهب لابن
العماد 5/ 2، وتاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ- (تأليفنا- طبعة 2- ج 1/
545) .
[2] انظر خبر (الهدنة) في: مفرّج الكروب 3/ 162، والمختصر في أخبار
البشر 3/ 106، وتاريخ ابن الوردي 2/ 122، وتاريخ ابن خلدون 5/ 340،
والسلوك ج 1 ق 1/ 164، والإعلام والتبيين 46، ودول الإسلام 2/ 108،
وتاريخ ابن سباط 1/ 239، وشفاء القلوب 214.
[3] مفرّج الكروب 3/ 164.
[4] مفرّج الكروب 3/ 165، دول الإسلام 2/ 108 وفيه: «أقجبا» .
(43/6)
[منازلة العادل
طرابلس]
ثُمَّ في أواخر العام أغارت فرنج طرابلس عَلَى جَبلَة واللاذقية، وكان
عليها عسكر الحلبيين، فهزمتهم الفرنج، وَقُتِلَ من المسلمين خَلْقٌ،
وحصَل الوهْن في الإِسلام، وطمعت الملاعين في البلاد، فأهَمَّ العادلَ
أمرُهم، ثُمَّ خرج من مصر في سنة ثلاث وستمائة، وأسرع حتى نازلَ عَكّا،
فصالحهُ أهلُها عَلَى إطلاق جميع ما في أيديهم من أسرى المسلمين، فقبل
الأسرى وتَرَحَّل عنهم، ثُمَّ قَدِمَ دمشق وتهيّأ للغزاة، وعَلِمَ أنَّ
الفرنج عدوٌ مَلْعون، وسارَ حتى نَزلَ عَلَى بُحيرة قَدَس [1] ،
واستدعى العساكر والملوك فأقبلوا إِلَيْهِ، وأشاع قَصْد طرابلس، ثُمَّ
سار فنازل حِصْن الأكراد، وافتتح منه برجا، وأسر منه خمسمائة، ثُمَّ
توجّه إِلى قلعةٍ قريبة من طرابلس وحاصرها فافتتحها، ثُمَّ سار إِلى
مدينة طرابلس فنازلها، ونصب عليها المجانيق، وقطع جميع أشجارها، وخرّب
أعمالها، وقطعوا عنها العَيْن، وبقي أياما إِلى أن أيِسَ [2] من جُنده
فشلا ومللا، فعادَ إِلى حمص، فبعث إِلَيْهِ صاحب طرابلس يخضع لَهُ،
وبعث له هدايا وثلاثمائة أسير، والْتمس الصُّلْح فصالحه، وذلَّت لَهُ
الفرنج وللَّه الحمد [3] .
[الحجّ من الشام]
وفيها حَجَّ من الشام صارمُ الدِّين بُزغش العادليّ، وزين الدين قراجا
صاحب صرخد [4] .
__________
[1] قدس: بالتحريك. وهي بحيرة في الجنوب من حمص.
[2] أيس: بالعامّية، من «يئس» .
[3] مفرّج الكروب 3/ 166، 167 (حوادث 601 هـ.) و 3/ 172، 173 (حوادث
سنة 603 هـ.) ، التاريخ المنصوري 52، 53، زبدة الحلب 3/ 158، 159،
المختصر في أخبار البشر 3/ 108، الدر المطلوب 160، تاريخ ابن الوردي 2/
124، السلوك ج 1 ق 1/ 166، 167، شفاء القلوب 125، تاريخ الأيوبيين لابن
العميد 127، تاريخ ابن سباط 1/ 241 و 242 (حوادث 603 و 604 هـ.) .
[4] ذيل الروضتين 51، مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 524 وفيه: «برغش» بالراء
المهملة.
(43/7)
[تغلُّب الفرنج عَلَى القسطنطينية]
وقال العز النَّسّابة: فيها تَغَلَّبت الفرنج عَلَى القسطنطينية
وأخرجوا الرُّومَ منها بعد حَصْر وقَتْل، وحازوا مملكتَها وانتهبوا
ذخائِرَها، ووصلَ ما نُهِبَ منها إِلى الشام وإلى مِصْرَ [1] .
[مولود برأسين وأربعة أرجُل]
وقال مُحَمَّد بْن مُحَمَّد القادسِيُّ في «تاريخه» : إنّ امرأة
بقَطفْتا [2] ولدت ولدا برأسين وأربعة أرجُل ويدين، فتُوُفّي، وطِيفَ
بِهِ [3] .
[هزيمة الكرج أمام صاحب خلاط]
وفيها كَانَ خروج الكُرْج عَلَى بلاد أَذْرَبيجان فعاثوا وقتلوا
وسَبوا، واشتدّ البَلاءُ، ووصلوا إِلى أعمال خِلاط، فجمعَ صاحب خِلاط
عسكرَهُ، ونَجَدَهُ عَسْكر أَرْزن الروم، فالتقوا الكرْجَ، فنصرهم الله
عَلَى الكُرْج- لعنهم الله- وقُتِلَ في المصافّ مُقَدّم الكُرْج،
وغَنِمَ المسلمون وقَتَلُوا مقتلة كبيرة [4] .
__________
[1] ذيل الروضتين 52، تاريخ الخلفاء 456.
[2] قطفتا: بضم الطاء المهملة وسكون الفاء. محلّة مشهورة بالجانب
الغربي من بغداد.
[3] انظر خبر (المولود) في: الكامل في التاريخ 12/ 206، والجامع
المختصر لابن الساعي 9/ 145، والعسجد المسبوك 2/ 293، والبداية
والنهاية 13/ 43، وتاريخ الخلفاء 456.
[4] انظر خبر (الكرج) في: الكامل في التاريخ 12/ 204، 205، والجامع
المختصر 9/ 151، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 228، والبداية
والنهاية 13/ 41، والعسجد المسبوك 2/ 292، ودول الإسلام 2/ 109 (حوادث
سنة 602 هـ.) .
(43/8)
سنة اثنتين وستمائة
[وزارة نصير الدين العلويّ]
فيها استوزر الخليفة الوزيرَ نصيرَ الدين ناصرَ بْن مهديّ العلويّ
الحَسَنيّ، وخلع عَلَيْهِ خلعة الوزارة، فركب وبين يديه دواة عليها ألف
مثقال، ووراءه المهد الأصفر وألوية الحمد والكوسات، والعهد منشور
قُدّامه، والأمراء بين يديه مُشاة [1] .
[هرب الوزير ابن حديدة]
وفيها هرب الوزير أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن حَدِيدَة الأنصاريُّ
المعزول من دار الوزير نصير الدين بْن مهديّ، وكان محبوسا عنده ليعذّبه
ويصادره، فحلقَ لِحْيته ورأسَهُ وهَرَب، فلم يظهر خبرُه إلّا من مراغة
بعد مدَّة، وعاد إِلى بغداد [2] .
[غارة الأرمن عَلَى حلب]
وفيها أغار ابن لاون الأرمنيّ عَلَى حلب، واستباح نواحي حارِم، فبعثَ
الملكُ الظاهرُ غازي إِلَيْهِ جيشا، عليهم ميمون الكُرديّ، فتهاون،
فكَبَسهم ابن لاون، وقتل جماعة من العسكر، وثبت أيبك فُطَيْس، وبلغَ
الخبر الملكَ الظاهر فخرجَ وقصدَ حارم، فهرب ابن لاون إِلى بلاده [3] .
__________
[1] خبر الوزارة في: ذيل الروضتين 52، 53، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 525.
[2] خبر هرب الوزير في ذيل الروضتين 2/ 53 وفيه تحرّفت «مراغة» إلى
«فراغه» ، وذيل مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 526.
[3] انظر خبر (ابن لاون) في: الكامل في التاريخ 12/ 238، 239، وذيل
الروضتين 53،
(43/9)
[منازلة دُنَيْسر]
وفيها توجّه ناصر الدّين الأرتقيّ صاحب ماردين إِلى خِلاط بمكاتبة
أهلها، فجاء المَلِك الأشرف موسى فنازل دُنَيْسر، فرجعَ ناصر الدّين
إِلى ماردين بعد أن خسر مائة ألف دينار، ولم ينل شيئا [1] .
[تسليم تِرمِذ للخطأ]
وفيها سَلَّم خُوارزم شاه مُحَمَّد إِلى الخطا تِرْمذ، فتألَّم الناس
من ذَلِكَ، ثُمَّ بانَ أنَّه إنّما فعل ذَلِكَ مكيدة ليتمكّن بذلك من
مُلْك خُراسان، لأنّه لَمّا ملكَ خُراسان قصدَ بلاد الخطا وأخذها
واستباحها وبَدَّعَ [2] .
[حرب الكرْج وعسكر خلاط]
وفيها قَصَدت الكُرْج أعمال خِلاط فقتلوا وأسروا وبَدَّعوا، فلم يخرج
إليهم عسكر خِلاط، لأنّ صاحبَها صبيّ، فلمّا اشتد البلاء عَلَى
المسلمين تناخوا، وحَرَّض بعضُهم بعضا، وتَجَمَّعت العساكر والمُطّوعة،
وعملوا مصافّا مَعَ الكُرْج، وأمسكوا عَلَى الكُرْج مضيق الوادي،
فقتلوا فيهم قتلا ذَرِيعًا، وبعد ذَلِكَ تزوّج صاحب أذربيجان أبو بكر
ابن البهلوان بابنة مَلِك الكُرج، لأنّ الكُرج تابعت الغارات على
بلاده، فهادنهم [3] .
__________
[ () ] ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 526، ومفرّج الكروب 3/ 170، وزبدة الحلب
3/ 155- 158 (حوادث 601 و 602 هـ.) ، والبداية والنهاية 12/ 43.
[1] انظر خبر (دنيسر) في: ذيل الروضتين 53، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 526،
والمختار من تاريخ ابن الجزري 89، 90، والجامع المختصر 9/ 206، وتاريخ
ابن خلدون 5/ 378، 379، والنجوم الزاهرة 6/ 189 وأورده ابن الأثير
مفصّلا في حوادث سنة 603 هـ. من:
الكامل في التاريخ 25312- 255 وانظر: الإمارات الأرتقية في الجزيرة
والشام للدكتور عماد الدين خليل- ص 168، 169 (طبعة مؤسسة الرسالة،
بيروت 1400 هـ. / 1980 م.) .
[2] انظر خبر (ترمذ) في: الكامل في التاريخ 12/ 231 والعسجد المسبوك 2/
303، 304، والمختار من تاريخ ابن الجزري 90.
[3] انظر خبر (خلاط) في: الكامل في التاريخ 12/ 240، والجامع المختصر
9/ 177، ودول
(43/10)
[خروف بوجه آدميّ]
وفيها حُمِلَ إِلى إرْبِل خَرُوف وَجْهُهُ وجه آدميّ، وتعجّبَ النَّاسُ
منه [1] .
[حصار مراغة]
وفيها اتّفق علاء الدّين صاحبُ مَرَاغة ومظفَّر الدّين صاحب إرْبِل
عَلَى قَصْد أذربيجان وأخْذها، لاشتغال ابن البهلوان بالخُمور، وإهماله
أمر المملكة، فسارا نحو تِبْريز، وطلبَ صاحبُها النّجدة من مملوك
أَبِيهِ آيدغمش صاحب الرَّيّ وأصبهان، وكان حينئذٍ ببلاد الإِسماعيلية،
فَنَجَده، ثُمَّ أرسلَ إِلى صاحب إرْبِل يَقُولُ: إنّا كُنّا نسمع عنك
أنّك تحبّ الخير والعلم، وكُنّا نعتقد فيك، والآن قد ظهر لنا ضدّ
ذَلِكَ لقصْدك قتال المسلمين، أما لك عقلٌ تجيء إلينا وأنت صاحب قرية،
ونحن لنا من بَاب خُراسان إلى خِلاط وإرْبِل، ثُمَّ قُدِّر أنّك هَزَمت
هذا السلطان، أما تعلم أنّ لَهُ مماليك أَنَا أحدُهم؟ فلمّا سَمِعَ
مظفَّر الدّين ذَلِكَ عادَ خائفا. ثُمَّ قصد آيدغمش وابن البهلوان
مَراغة وحاصروها، فصالحهم صاحبُها عَلَى تسليم بعض حصونِهِ، وداهنَ [2]
.
[محاصرة آيدغمش للإسماعيلية]
وفيها سارَ المَلِك آيدغمش إِلى بلاد الإسماعيلية المجاورة لقزوين،
فقتل وأسرَ ونهبَ، وحاصرهم فافتتح خمس قلاع، وصَمَّمَ عَلَى حصار
الألمُوت واستئصال شأفتهم [3] .
__________
[ () ] الإسلام 2/ 109، والبداية والنهاية 13/ 43، والمختار من تاريخ
ابن الجزري 90، والعسجد المسبوك 2/ 304.
[1] انظر خبر (الخروف) في: الكامل في التاريخ 12/ 242، والجامع المختصر
9/ 176، والعبر 5/ 3، والمختار من تاريخ ابن الجزري 91، والعسجد
المسبوك 2/ 307 وقد تكرّر مرتين.
[2] انظر خبر (مراغة) في: الكامل في التاريخ 12/ 236، 237.
[3] انظر خبر (الإسماعيلية) في: الكامل في التاريخ 12/ 238، والعسجد
المسبوك 2/ 304 وفيه «أيتغمش» ، ودول الإسلام 2/ 109.
(43/11)
[مواقعة الخوارزمية]
وفيها واقَعَ آيدغمش طائفة من الخُوارزمية نحو عشرة آلاف، فكسرهم،
وكانوا قد عاثوا وأفسدوا وقتلوا [1] .
[غارات ابن ليون عَلَى حلب]
وفيها توالت الغارات من الكَلْب ابن ليون [2] الأرْمنيّ صاحب سِيس
عَلَى أعمال حلب، فسبى ونهبَ وحَرَّقَ، فجهّزَ صاحبُ حلب عسكرا لحربهم،
فاقتتلوا وكان الظَّفَر للأرمن- لعنهم الله [3] .
__________
[1] انظر عن (الخوارزمية) في: الكامل في التاريخ 12/ 238، ودول الإسلام
2/ 109.
[2] يرد «ليون» و «لاون» .
[3] انظر خبر (ابن ليون) في: الكامل في التاريخ 12/ 238، 239، ومفرّج
الكروب 3/ 170، وزبدة الحلب 3/ 157، 158، ودول الإسلام 2/ 109.
(43/12)
سنة ثلاث وستمائة
[أمير الركب العراقي في الشام]
فيها فارقَ أمير الركب العراقي الركبَ وقصدَ الشام، وهو الأمير وجه
السَّبُع، فقصدَهُ الأعيان والحُجّاج وبكوا وسألوه، فَقَالَ: أمير
المؤمنين مُحسنٌ إليَّ، وما أشكو إلّا الوزير ابن مهديّ، فإنّه يقصدُني
لقُربي من الخليفة، وما عَنِ الرُّوح عوض. وقَدِمَ الشام، فأكرمه
العادل وبنوه [1] .
[ولاية القضاء ببغداد]
وفيها وَلِي قضاء القضاة ببغداد عماد الدّين أبو القاسم عبد الله بن
الحسين ابن الدَّامَغانيّ [2] .
[القبض عَلَى الركن عَبْد السلام]
وفيها قبضَ الخليفةُ عَلَى الركن عَبْد السّلام بْن عبد الوهّاب ابن
الشّيخ عَبْد القادر فاستأصلَهُ، وكان قد بلغَهُ فِسْقُه وفُجُوره [3]
.
[حجّ ابن مازة]
وفيها قَدِمَ بغداد حاجّا العَلامة برهان الدّين مُحَمَّد بْن عمر بن
مازة الملقّب صدر جهان، وتلقّاه الأعيان، وحُمِلت إِلَيْهِ الإِقامات،
وكان معه
__________
[1] انظر عن (أمير الركب) في: الكامل في التاريخ 12/ 258 وفيه اسمه
«مظفّر الدين سنقر» ، وذيل الروضتين 55، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 528،
529.
[2] انظر عن (القضاء) في: ذيل الروضتين 55، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 529.
[3] انظر عن (الركن عبد السلام) في: ذيل الروضتين 55، ومرآة الزمان ج 8
ق 2/ 529.
(43/13)
ثلاثمائة فقيه، وكان زعيم بُخارَى يؤدّي
الخراج إِلى الخطا، وينوب عنهم بالبلد، ويظلم ويعسف، حتّى لقّبوه «صدْر
جَهَنَّم» [1] .
[منازلة الفرنج حمص]
وفيها نزلت الفِرَنْج عَلَى حمص، فسارَ من حلب المُبارز يوسُف نجدة،
ووقع مصافٌ أُسِرَ فيه الصّمصام ابن العلائيّ، وخادم صاحب حمص [2] .
[الفِتَن بخراسان]
وفيها كانت بخُراسان فِتَن وحروب، قوي فيها خُوارزم شاه واتّسع مُلْكه،
وافتتح بَلْخ وغير مدينة من ممالك خُراسان.
[الحرب بين خوارزم شاه وسونج]
وفيها التقى خُوارزم شاه وسونج بالقرب من الطَّالقان، فلمّا تصافَّ
الجيشان حمل المَلِك سونج وهو وحده بين الصَّفّين، وساق إِلى القلب،
ثُمَّ تَرَجَّل، ورَمَى عَنْهُ سلاحَهُ، وقَبّل الأرضَ، وقال: العفو.
فَظَنَّ خُوارزم شاه أنّه سكران، فلمّا عَلم صحوه سَبّه وذَمّه وقال:
مَنْ يثق إِلى مثل هذا. وكان نائبا لغياث الدين الغُوريّ عَلَى
الطّالقان، فاستولى خُوارزم شاه عليها، وقرّر بها نوّابه [3] .
__________
[1] انظر عن (ابن مازة) في: الكامل في التاريخ 12/ 257، 258 وفيه «ابن
مارة» بالراء، وذيل الروضتين 57، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 529، وتاريخ
الخميس 2/ 410.
[2] انظر خبر (حمص) في: ذيل الروضتين 57، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 529.
[3] انظر خبر (خوارزم شاه) في: الكامل في التاريخ 12/ 245، 246،
والجامع المختصر 9/ 204، والعسجد المسبوك 2/ 308.
(43/14)
سنة أربع وستمائة
[ملْك ابن البهلوان مدينة مراغة]
فيها ملكَ السّلطان نصرة الدين أبو بكر ابن البهلوان مدينة مراغة، وذلك
أنّ صاحبها علاء الدّين ابن قُراسنقر مات وخَلَّفَ ابنا طفلا فملَّكوه،
ثُمَّ مات [1] .
[حرب خوارزم شاه والخطا]
وفيها عبرَ خُوارزم شاه إِلى بلاد الخطا بجميع جيوشه وجيش بُخَاري
وسَمَرْقَند، وحَشَدَ أهلُ الخطا فجرى بينهم وقعات ودام القتال.
قَالَ ابن الأثير [2] : في سنة أربع عبرَ علاءُ الدّين مُحَمَّد ابن
خُوارزم شاه- قلتُ: ولَقَبَهُ خُوارزم شاه- إِلى ما وراء النّهر لقتال
الخطا، وكانوا قد طالت أيّامهم ببلاد تُركستان وما وراء النَّهر!
وثقُلَت وطْأتهم عَلَى أهلها، ولهم في كلّ بلد نائب، وهم يسكنون
الخركاوات [3] عَلَى عادتهم، وكان مُقامهم بنواحي كاشغر وأوزْكَنْد
وبَلاسَاغُون. وكان سلطان سمرقند وبُخارى مَقْهُورًا معهم، فكاتبَ
علاءَ الدّين وطلبَ منه النَّجدةَ عَلَى أن يَحْمل إِلَيْهِ ما يَحْمله
إِلى الخطا ويُريح الإسلام منهم.
__________
[1] انظر عن (ابن البهلوان) في: الكامل في التاريخ 12/ 275، الجامع
المختصر 9/ 242، والعسجد المسبوك 2/ 320، 321 وفيه: «نصرة الدولة» .
[2] في الكامل 12/ 259 وما بعدها.
[3] في الكامل: الخركاهات، والمعنى واحد، وهي: الخيم.
(43/15)
قلت [1] : ثُمَّ اشتدّ القتال في بعض
الأيّام بين المسلمين والخطا، فانهزم المسلمون هزيمة شنيعة وأُسِر
خلْق، منهم السلطان خُوارزم شاه وأمير من أمرائه الكبار، أسرهما رجلٌ
واحد ووصل المُنْكَسِرون إِلى خُوارزم، وتخبَطت الأمور. وأمّا خُوارزم
شاه فأظهر أنّه غلام لذلك الأمير، وجعلَ يخدمه ويُخلّعه خُفّه، فقام
الّذي أسرهما وعَظَّمَ الأميرَ وقال: لولا أنّ القوم عرفوا بك عندي
لأطلقتك، ثُمَّ تركه أيّاما، فَقَالَ الأمير: إنّي أخاف أن يظنّ أهلي
أنّي قُتِلت فيقتسمونَ مالي، فأهلك، وأحبّ أن تقرِّرَ عليَّ شيئا من
المال حتّى أحمله إليك، وقال: أريد رجلا عاقلا يذهب بكتابي إليهم.
فَقَالَ: إنَّ أصحابَنا لا يعرفون أهلك. قَالَ: فهذا غلامي أثق بِهِ،
فهو يمضي إنْ أذِنتَ. فأذِن لَهُ الخطائيَ فَسَيَّرَهُ، وبعثَ معه
الخطائيّ من يخفرِّه إِلى قريب خُوارزم، فخفروه، ووصل السلطان خُوارزم
شاه بهذه الحيلة سالما، وفرح بِهِ النّاس وزُيّنت البلادُ. وأمّا ذاك
الأمير، وهو ابن شهاب الدّين مسعود، فَقَالَ لَهُ الّذي استأسَرهُ: إنّ
خُوارزم شاه قد عدم. فَقَالَ لَهُ: أما تعرفه؟ قَالَ: لا. قَالَ: هُوَ
أسيرك الّذي كَانَ عندك. فَقَالَ: لمَ لا عرفتني حتّى كنتُ خدمته وسرتُ
بين يديه إِلى مملكته. قَالَ: خِفْتكُم عَلَيْهِ. فَقَالَ الخطائيّ:
فسر بنا إليه. فسارا إِلَيْهِ.
ثُمَّ أتته الأخبار بما فعله أخوه عليّ شاه وكُزْلك خان، فسارَ ثُمَّ
تبعه جيشُه. وكان قبل غزوة الخطا قد أمَّرَ أخاه عَلَى طبرستان
وجُرجان، وأَمَّرَ كزكان [2] عَلَى نَيْسابور وهو نسيبه، وولَّى جلدك
مدينة الجام، ووَلَّى أمين الدّين مدينة زَوْزَن- وأمين الدّين كَانَ
من أكبر أمرائه، وكان حَمَّالًا قبل ذَلِكَ، وهو الّذي ملكَ كرمان،
وقتل حُسَين بْن جرميك [3]- وصالحه غياث الدّين الغوري وخضعَ لَهُ،
وأَمَّرَ عَلَى مَرْو وسَرْخس نوابا، ثُمَّ جمعَ عساكره وعَبَر
جَيْحون، واجتمع بسلطان سمرقند، وجرى حرب الخطا الّذي ذكرناه.
__________
[1] القول لابن الأثير.
[2] هكذا بخط المؤلّف، وهو كزلك خان المذكور قبل قليل، كما في: الكامل
12/ 264.
[3] هكذا بخط الذهبي مجود التقييد، وفي المطبوع من كامل ابن الأثير:
خرميل (12/ 260 فما بعد) .
(43/16)
فأمّا ابن جرميك نائب هراة فإنّه رأى صنيع
عسكر السلطان خُوارزم شاه بالرعيَّة من النَّهْب والفتْك، فأمسك منهم
جماعة، وبعثَ إِلى السّلطان يعرّفه ما صنعوا، فغضبَ وأمرَهُ بإرسال
الْجُند لحاجته إليهم في قتال الخطا، وقال:
إنّي قد أمرتُ عزّ الدّين جلدك صاحب الجام أنْ يكون عندك لِما أعلمه من
عقله وتدبيره. وكتبَ إِلى جَلْدك يأمره بالمسير إِلى هَرَاة، ويقبض
عَلَى ابن جرميك. فسارَ في ألفي فارس- وقد كَانَ أَبُوهُ طُغْرُل
متولّي هَراة في دولة سنجر، فجلدك- إليها بالأشواق ويؤثرها على جميع
خراسان. فلمّا خرج لتلقّيه نزلا واعتنقا، ثمّ أحاط أصحابه بابن جرميك
فهرب غلمانه إلى البلد، فأمر الوزير بغَلْق هراة واستعدّ للحصار، فنازل
جلدك هراة، وأرسل إِلى الوزير يتهدّده بأنّه إنْ لم يُسَلّم البلد قتل
مخدومه ابن جرميك، فنادى الوزير بشعار السلطان غياث الدّين محمود
الغوريّ، فقدّموا ابن جرميك إِلى السُّور فحدَّثَ الوزيرَ في التسليم
فلم يقبل، فذبحوه. ثُمَّ أمَرَ خُوارزم شاه في كتبه إِلى أمين الدّين
صاحب زوزن، وإلى كزلك خان متولّي نيسابور بالمسير لحصار هراة، فسارا
ونازلاها في عشرة آلاف، واشتدّ القتال، وقد كَانَ ابن جرميك قد
حَصَّنَها، وعمل لها أربعة أسوار، وحَفَر خندقها وملأها بالمِيرة،
وأشاعَ أنّي قد بقيت أخاف عَلَى هراة شيئا، وهو أن تُسْكَر المياه
الّتي لها، ثُمَّ تُرْسَل عليها دَفْعَة واحدة فينهدم سورها. فلمّا بلغ
أولئك قولُه فعلوا ذَلِكَ، فأحاطت المياه بها ولم تصل إِلى السُّور
لارتفاع المدينة، بل ارتفع الماء في الخندق، وكثر الوحل بظاهر البلد،
فتأخّر لذلك العَسْكر عنها، وهذا كانَ قصْد ابن جرميك، فأقاموا أيّاما
حتّى نشف الماء.
ولمّا أُسر خُوارزم شاه- كما قَدّمنا- سار كُزلك خان مُسْرعًا إِلى
نَيْسابور، وحَصَّنَها، وعزم عَلَى السَّلطنة. وكذلك هَمَّ بالسّلطنة
عليّ شاه ودعا إِلى نفسه، واختَبَطَت خُراسان. فلمّا خلص خوارزم شاه
وجاء هرب كزلك خان بأمواله نحو العراق، وهرب عليّ شاه مُلْتجئًا إِلى
غياث الدِّين الغُوريّ، فتلقّاه وأكرمَهُ.
(43/17)
وأمَّا خُوارزم شاه فإنّه استعمل عَلَى
نَيْسابور نائبا، وجاء فَتَمَّمَ حصار هراة، ولم ينل منها غرضا بحسن
تدبير وزيرها. فأرسل إليه خُوارزم شاه يَقُولُ: إنّك وعدت عسكري أنّك
تُسَلِّم إليَّ البلد إذَا حضرت. فَقَالَ: لا أفعل، أنتم غَدّارون لا
تُبقُون عَلَى أحد، والبلد للسّلطان غياث الدّين. فاتّفقَ جماعةٌ من
أهل هراة، وقالوا: أهلكَ النّاس من الْجُوع، وتعطّلت المعايش، وهذه
ستَّة أشهر. فأرسل الوزير مَن يُمسكهم، فثارت فتنة في البَلد وعظُمت،
فتداركها الوزير بنفسه، وكَتَبَ إِلى خُوارزم شاه، فزحف عَلَى البلد
وهم مختبطون فملكها، ولم يُبْقِ عَلَى الوزير وقَتَلَهُ، وذلك في سنة
خمس. ثُمَّ سَلَّم البلد إِلى خاله أمير ملك، فَرَمّ شعثَهُ. ثُمَّ
أَمَر خالَهُ أن يسير إِلى السّلطان غياث الدّين محمود بْن غياث
الدّين، فَيَقْبض عَلَيْهِ وعلى عليّ شاه، فسارَ لحربهما، فأرسل غياث
الدّين يبذل لَهُ الطّاعة، فأعطاه الأمان، فنزل غياث الدّين من
فيروزكوه، فقبض عليه وعلى عليّ شاه. ثُمَّ جاء الأمر من خُوارزم شاه
بقتلهما، فقتلهما في وقتٍ واحد من سنة خمسٍ الآتية [1] .
[تملّك ابن العادل خلاط]
وفيها تملّك الأوحد أيّوب ابن العادل مدينة خِلاط بعد حرب جرت بينه
وبين بَلبان صاحبها. وقُتِلَ بعد ذَلِكَ بلبان عَلَى يد ابن صاحب الروم
مغيث الدّين طُغرل شاه، وساقَ القصَّةَ ابن الأثير في «تاريخه» [2]
وابن واصل [3] وغيرهما.
وخِلاط مملكة عظيمة وهي قصبة أرمينية، وبلادها متّسعة حتّى قِيلَ:
إنّها في وقتٍ كانت تقارب الدّيار المصريَّة، وهذا مبالغة، وكانت لشاه
__________
[1] انظر الخبر أيضا في: الجامع المختصر 9/ 237- 239، والمختصر في
أخبار البشر 3/ 109، 110، والبداية والنهاية 13/ 47، 48، والعسجد
المسبوك 2/ 314- 319، ونهاية الأرب 27/ 225، وتاريخ ابن سباط 1/ 244،
وتاريخ الخميس 2/ 410.
[2] الكامل: 12/ 272.
[3] مفرج الكروب: 3/ 175 فما بعد.
(43/18)
أرمن بْن سُكْمان، ثُمَّ لمملوكه بكتمر،
فَقُتِلَ بكتمر سنة تسع وثمانين وخمسمائة، فملكها ولده. ثُمَّ غلب
عليها بلبان مملوك شاه أرمن. وكان المَلِك الأوحد قد مَلَّكُه أبوه
ميّافارقين وأعمالها بعد موت السّلطان صلاح الدّين، فافتتح مدينة موش
وغيرها، وطمع في مملكة خلاط وقصدها، فالتقاه بلبان فكسره، فَرَدَّ إِلى
مَيّافارقين، فحشَدَ وجَمَع، وأنجده أَبُوهُ بجيش فالتقى هُوَ وبلبان،
فانهزم بلبان وتحصّن بالبلد، واستنجد بطغرل شاه السَّلْجُوقيّ صاحب
أرزَن الروم، فجاء وهزم عَنْهُ الأوحد، ثُمَّ سار السّلجوقيّ وبلبان
فحاصرَا حِصن موش، فغدر السّلجوقيّ ببلبان وقتله، وساقَ إِلى خلاط
ليملكها فمنعه أهْلُها، فساقَ إِلى منازكرد [1] فمنعه أهلُها، فَرَدَّ
إِلى بلاده، واستدعى أهلُ خلاط الأوحد فملّكوه، وملك أكثر أرمينية.
فهاجت عَلَيْهِ الكُرْج وتابعوا الغارات عَلَى البلاد، واعتزل جماعة من
أمراء خِلاط وعصوا بقلعة، فسارَ لنجدته الأشرف موسى في جيوشه،
وتَسَلَّموا القلعة بالأمان. ثُمَّ سار الأوحد ليقرّر قواعد ملازكرد،
فوثب أهل خلاط وعصوا، فكَرَّ الأوحد وحاصرهم، ودخلَ وبذلَ السيف فقتل
خلقا، وأسر الأعيان. وكان شَهمًا سَفّاكًا للدِّماء، فتوطّدت لَهُ
الممالك [2] .
[محاصرة الفرنج حمص]
وفيها اتّفق الفرنج من طرابلس وحصن الأكراد عَلَى الإِغارة بأعمال حمص،
ثُمَّ حاصروها، فعجز صاحبها أسد الدّين عنهم، ونجده الظّاهر صاحب حلب
بعسكر قاوموا الفرنج. ثُمَّ إنّ السُّلطان سيف الدّين سار من
__________
[1] ويقال فيها: ملازكرد- باللام- كما هو معروف.
[2] انظر خبر (خلاط) في: ذيل الروضتين 60، 61، والمختصر في أخبار البشر
3/ 108، 109، وتاريخ الزمان لابن العبري 246، والدرّ المطلوب 161،
وتاريخ الأيوبيين لابن العميد 127، ومرآة الجنان 4/ 5، وتاريخ ابن
الوردي 2/ 124، والعبر 5/ 9، والبداية والنهاية 13/ 47، والعسجد
المسبوك 2/ 319، وتاريخ ابن خلدون 5/ 340، والسلوك ج 1 ق 1/ 619،
والنجوم الزاهرة 6/ 193، وتاريخ ابن سباط 1/ 243، والجامع المختصر 9/
242.
(43/19)
مصر بالجيوش وقصد عَكّا، فصالحهُ صاحبها،
ثُمَّ سار فنزل عَلَى بحيرة حمص [1] ، فأغار عَلَى بلاد طرابلس، وأخذ
حِصنًا صغيرا من أعمالها [2] . وقد مَرَّ ذَلِكَ استطرادا في سنة إحدى
وستّمائة.
__________
[1] هي بحيرة قدس التي مرّ ذكرها في حوادث سنة 601 هـ.
[2] أفادت بعض المصادر أنّ «العادل» خرّب في طريقه حصن القليعات شماليّ
طرابلس على الساحل. انظر: الكامل في التاريخ 12/ 274، والتاريخ
المنصوري 53، وتاريخ الأيوبيين لابن العميد 127، وشفاء القلوب 215.
(43/20)
سنة خمس وستمائة
[رسلية السهرورديّ]
فيها قَدِمَ الشّام شهابُ الدّين السُّهْرَوَرديّ في الرُّسلية، ورجع
ومعه شمس الدّين ألدُكز بالتَّقادُم والتُّحف، فأُعرِضَ عَنِ
السُّهرورديّ، ونقموا عَلَيْهِ حيثُ مَدَّ يدَهُ إِلى الأموال بالشّام
وقبل العطايا، وحَضَرَ دعوات الأمراء، فأُخذت منه الرُّبط ومُنِعَ من
الوعظِ، فَقَالَ: ما قِبلتها إلّا لأفرّقها في فُقراء بغداد، وشَرَعَ
يُفَرِّق ذَلِكَ [1] .
[زلزلة نيسابور]
قَالَ أَبُو شامة [2] : وفيها زُلزلت نَيْسابور زلزلة عظيمة دامت عشرة
أيّام، فمات تحت الرَّدْم خلْق عظيم [3] .
[منازلة الكُرْج مدينة أرجيش]
وفيها نازلت الكُرج مدينة أرجيش فافتتحوها بالسّيف ثُمَّ أحرقوها،
وأصبحت خاوية عَلَى عروشها، ولم يبق بها أحد، ولم يروّع الكُرْجَ أحدٌ،
فإنّا للَّه وإنّا إِلَيْهِ راجعون، وعجز عنهم المَلِك الأوحد ابن
العادل وهي له [4] .
__________
[1] خبر السهروردي في: ذيل الروضتين 64، والبداية والنهاية 13/ 51، 52،
ونهاية الأرب 29/ 43.
[2] في ذيل الروضتين 65.
[3] انظر عن (الزلزلة) أيضا في: الكامل في التاريخ 12/ 283، ومرآة
الزمان ج 8 ق 2/ 539، والعسجد المسبوك 2/ 326، ودول الإسلام 2/ 111،
وكشف الصلصلة 189.
[4] انظر خبر (أرجيش) في: الكامل في التاريخ 12/ 279، ومرآة الزمان ج 8
ق 2/ 541
(43/21)
[غارة كيخسرو عَلَى بلاد سيس]
وفيها خرجَ كَيْخسرُو صاحب الروم وقصد بلاد سيس، وافتتح حصنا بالأمان
[1] ، ونجده عسكر حلب، وأغار وسبى وغنِم.
[فتح هراة]
وفيها افتتح خُوارزم شاه مدينة هراة مرّة ثانية.
__________
[ () ] وفيه: «أرخس» ، والعسجد المسبوك 2/ 324، 325، وتاريخ الخميس 2/
410، ومفرّج الكروب 3/ 183، ودول الإسلام 2/ 111.
[1] يعرف بغرقوس، كما في مفرّج الكروب 3/ 187، والخبر باختصار في: دول
الإسلام 2/ 111، وزبدة الحلب 3/ 159 وفيه «برنوس» ، وفي المختصر في
أخبار البشر 3/ 111 «فرقوس» .
(43/22)
سنة ست وستمائة
[منازلة الكرْج مدينة خلاط]
فيها نزلت الكُرج عَلَى خلاط فضايقوها وكادوا يأخذونها، وكان بها
الأوحد ابن المَلِك العادل، فَقَالَ لملك الكُرج إيواني مُنَجِّمُهُ:
ما تبيت اللّيلة إلّا في قلعة خلاط. فاتّفق أنّه شرِب وسكِر، وركب في
جيوشه وقصد بَابُ البلد، فخرج إِلَيْهِ المسلمون، ووقع القتال، فعثر
بِهِ فرسُهُ فوقع، فتكاثَر عَلَيْهِ المسلمون، وَقُتِلَ حوله جماعةٌ من
خواصّه، وأُسر، فَما باتَ إلّا بالقلعة، وهرب جيشه. وقيل: جرى ذَلِكَ
في سنة سبْع [1] .
[حصار سنجار]
وفيها نزل السّلطان المَلِك العادل عَلَى سنجار بجيوش عظيمة، وضربها
بالمجانيق أشهرا، وكاد أن يفتحها، فأرسل المَلِك الظّاهر من حلب أخاه
المؤيَّد مسعودا إِلى العادل يشفع في أهل سنجار وصاحبها قُطْب الدّين
مُحَمَّد بْن زنكي بْن مودود، فلم يشفّعه. ومات المؤيَّد في السَّفر
برأس عين، وكرهت المشارقة مجاورةَ المَلِك العادل، فاتّفقوا عَلَيْهِ
مَعَ صاحب إربل وتشفّعوا إِلَيْهِ، فرحل بعد أن أخذ نَصِيبين والخابور
ونزل حَرّان، وكانت هذه من سيّئات العادل، يدع جهاد الفرنج ويقاتل
المسلمين، فإنّا للَّه [2] .
__________
[1] انظر خبر (خلاط) في: ذيل الروضتين 67، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 540،
541، ودول الإسلام 2/ 111، وتاريخ الخميس 2/ 410، والمختصر في أخبار
البشر 3/ 113 (حوادث 607 هـ.) ومفرّج الكروب 3/ 201، والدر المطلوب
169، 172، وتاريخ ابن الوردي 2/ 127، والسلوك ج 1 ق 1/ 171، وتاريخ ابن
سباط 1/ 249.
[2] انظر خبر (سنجار) في: الكامل في التاريخ 12/ 284، ومرآة الزمان ج 8
ق 2/ 541،
(43/23)
[رواية ابن الأثير عَنِ الحرب بين خُوارزم
شاه والخطا]
وقال ابن الأثير في «الكامل» [1] : لمّا استقرّ أمر خُراسان لخُوارزم
شاه محمّد بْن تكش عَبَر جيحون في هذه السنة في جحفلٍ عظيم، فجمع الخطا
جموعهم، والمُقَدَّم عليهم طاينكو [2] ، وكان شيخا مُسِنًّا لقي
الحروب، وكان مؤيَّدًا فيها مُدَبِّرًا، فكانت وقعةٌ لم يُشهد مثلها،
انكسر فيها الخطا وقُتل خلقٌ كثير، وأُسر طاينكو فجيء بِهِ إِلى
خُوارزم شاه، فأجلسهُ معه عَلَى السّرير واحترمه، ثُمَّ سَيَّرَهُ إِلى
خُوارزم، وافتتح خُوارزم شاه بلاد ما وراء النهر قَهْرًا وصُلْحًا حتّى
بلغ أوزكند، وجعل نائبة عليها، ورجع إِلى خُوارزم وفي خدمته ملك
سمرقند، وكان من أحسن النّاس صُورة، فزوّجه خُوارزم شاه بابنته،
ورَدَّهُ ورَدَّ معه شِحنةً يكون بسمرقند عَلَى قاعدة ملك الخطا مَعَ
صاحب سمرقند. فتعب صاحب سمرقند بالخُوارزمية، وندمَ لِما رأى من سوء
سيرتهم وقُبح معاملتهم النّاس، وأرسلَ إِلى ملك الخطا يدعوه إِلى
سمرقند ليسلّمها إِلَيْهِ، ويعود إِلى طاعته. ثمّ أمرَ بقتل كلّ مَن
عنده من الخُوارزميين ووسّط جماعة من أعيانهم، وعَلَّقَهُم في الأسواق،
ومضى إِلى القلعة ليقتل زوجته بنت خُوارزم شاه، فأغلقت الأبواب، ومنعت
عَنْ نفسها هي وجواريها، وبعثت تَقُولُ لَهُ: أَنَا امرأة، وقَتْل مثلي
قبيح، فاتّقِ الله فيَّ. فتركها وضَيَّقَ عليها. وجاء الخبر إِلى
السّلطان والدها، فغضب وقامت قيامته، وأمر بقتل كلّ من بخوارزم من
الغرباء، فمنعتهُ أُمُّه وخَوّفته، فاقتصر عَلَى قتل كلّ سمرقنديٍّ
بها، فنهته أيضا فانتهى. وأمرَ جيشه بالتّجهّز إلى ما وراء النّهر،
فسار وسار في ساقتهم، ونازل سمرقند، وأرسل إِلى صاحبها يَقُولُ لَهُ:
قد
__________
[ () ] وزبدة الحلب 3/ 162، وذيل الروضتين 67، ومفرّج الكروب 3/ 193-
195، ودول الإسلام 2/ 111، والمختصر في أخبار البشر 3/ 112، والبداية
والنهاية 13/ 52، والعسجد المسبوك 2/ 331، وتاريخ ابن سباط 1/ 247،
ونهاية الأرب 29/ 49، 50.
[1] ج 12/ 267- 271 (حوادث سنة 604 هـ.) .
[2] هكذا في أصل المؤلّف. وفي الكامل: «طاينكوه» ، وفي نسخة أخرى
«طايتكو» .
(43/24)
فعلتَ ما لم يفعله مسلم ولا كافر ولا عاقل،
وقد عفا الله عَمّا سلف، فاخرُجْ عَنِ البلاد إِلى حيث شئت. فامتنعَ،
فزحفَ عَلَيْهِ، ونصبَ السّلالم عَلَى السّور، وأخذ سمرقند، ووقع القتل
والنّهب ثلاثة أيّام، فيقال: إنّهم قتلوا بها مائتي ألف، وسلم دَرْب
الغُرباء والتّجار بحماية. ثمّ زحفوا عَلَى القلعة، فأخذت، وأُسر
المَلِك، فلمّا أُحضر قَبَّل الأرض وطلب العفو، فقتله صبرا، واستعمل
نوّابا عَلَى سمرقند.
وأمّا الخطا فلمّا ذهبوا مهزومين اجتمعوا عند ملكهم ولم يكن شهد
الوقعة. وكان طائفة من التّتار قد خرجوا من بلادهم أطراف الصّين قديما
فنزلوا وراء بلاد تُركستان، فكان بينهم وبين الخطا حروب في هذا القُرب،
فلمّا سمعوا أنّ خُوارزم شاه كسر الخطا قصدوهم مَعَ مُقَدَّمهم كشلوخان
[1] ، فلمّا رأى ذَلِكَ ملك الخطا كتبَ إِلى خُوارزم شاه: أمّا ما
كَانَ منك من أخْذ بلادنا وقتْل رجالنا فمعفُوٌّ عَنْهُ، فقد أتانا من
هذا العَدوّ ما لا قِبَلَ لنا بِهِ، فإنِ انتصروا علينا وأخذونا فلا
دافع لهم عنك، والمصلحة أن تسير إلينا في عساكرك، وتُنجدنا عَلَى
حربهم. فكاتب خُوارزم شاه مُقَدَّم التّتار كشلوخان:
إنّني معك عَلَى قتال الخطا. وكاتب ملك الخطا: إنّني قادم لنُصْرتكم.
وسار في جيوشه إِلى أن نزل بقرب مكان المصاف، فلم يخالطهم، بل أوهمَ
كُلًّا من الطّائفتين أنّه معهم، وأنّه كمين لهم، فالتقوا فانهزم الخطا
أقبح هزيمة، فمال حينئذٍ خُوارزم شاه مَعَ التّتار عليهم قَتْلًا
وأسرا، فلم يفلت منهم إلّا القليل مع ملكهم لجئوا إِلى جبالٍ منيعة
وتحصّنوا بها، وانضمّ إِلى خُوارزم شاه منهم طائفة كبيرة، وصاروا في
جيشه. فأرسل يَمُنّ عَلَى كشلوخان، فاعترف لَهُ وأرسل إِلَيْهِ بأن
يتقاسما مملكة الخطا كما اتّفقا عَلَى إبادتهم، فَقَالَ خُوارزم شاه:
لَيْسَ لك عندي إلّا السّيف، فإنْ قنعت بالمُسالمة وإلّا سرتُ إليك.
ثُمَّ سارَ حتّى قاربه، ثُمَّ تبيّن لَهُ أَنَّهُ لا طاقة لَهُ
بالتّتر، فأخذ يراوغهم ويُبيّتهم ويتخطّفهم، فأرسل إِلَيْهِ كشلوخان:
لَيْسَ هذا فِعْل الملوك، هذا فِعْل اللّصوص،
__________
[1] ويقال فيه: كشلي خان.
(43/25)
فإنْ كُنتَ سلطانا فاعمل مصافّا. فجعل
يغالطه ولا يجيبه، لكنّه أمرَ أهل فرغانة والشّاش وأسبيجاب [1] وكاسان
وتلك البلاد النَّزِهَة العامرة بالجلاء والْجَفَل إِلى سمرقند وغيرها،
ثُمَّ خرَّبها جميعها خوفا من التّتار أن يملكوها.
ثُمَّ اتّفق خروج جنكزخان والتّتار الّذين أخربوا خُراسان عَلَى
كشلوخان، فاشتغل بحربهم مدَّةً عَنِ السّلطان خوارزم شاه فرجع إلى بلاد
خراسان.
قلتُ: وكان هذا الوقت أوّل ظهور الطّاغية جنكزخان، وأوّل خروجه من
أراضيهم إِلى نواحي التُرك وفرغانة. وأراضيهم براري من بلاد الصّين.
قَالَ الموفَّق عَبْد اللّطيف بْن يوسف في خبر التّتار: هُوَ حديث يأكل
الأحاديث، وخبر يطوي الأخبار، وتاريخ يُنْسِي التّواريخ، ونازلة
تُصَغِّر كُلَّ نازلة، وفادحة تطبق الأرض وتملؤها ما بين الطّول
والعرض. وهذه الأمَّة لُغتهم مَشُوبة بلغة الهند لأنّهم في جوارهم،
وبينهم وبين تَنْكُت [2] أربعة أشهر. وهم بالنّسبة إِلى التُرك عراض
الوجوه، واسعو الصُّدور، خفاف الأعجاز، صِغار الأطراف، سُمر الألوان،
سريعو الحركة في الجسم والرأي، تصل إليهم أخبار الأمم، ولا تصل أخبارهم
إِلى الأمم، وقَلّما يقدر جاسوس أن يتمكّن منهم، لأنَّ الغريب لا
يتشبّه بهم، وإذا أرادوا جهة كتموا أمرهم ونهضوا دفعة واحدة، فلا يعلم
بهم أهل بلدٍ حتّى يدخلوه، ولا عسكر حتّى يخالطوه، فلهذا تفسد عَلَى
النّاس وجوه الحِيَل، وتضيق طُرق الهرب، ويسبقون التّأهّب والاستعداد.
ونساؤهم يقاتلن كرجالهم، وربّما كَانَ للمرأة رضيع فتعلّقه في عُنقها
وترمي بالقوس. يَرِد عَلَى البلد منهم أوّلا نفرٌ يسير حتّى يطمع فيهم
أهله، فينتشرون وراءهم حتّى يُبْعِدوا وذاك النّفر منهزمون بين أيديهم،
ثمّ ينهالون عليهم كقِطَع اللّيل فيُعجلونهم عَنِ المدينة فيجعلونهم
كالحصيد، ويدخلون المدينة فيقتلون النّساء والصّبيان بغير استثناء.
وأمّا الرجال فربّما أبقوا منهم من كَانَ ذا صنعة أو لَهُ قوّة في
الخدمة.
__________
[1] ويقال فيها: أسفيجاب- بالفاء- وهو من قلب الباء الفارسية إلى فاء.
[2] مدينة من مدن الشاس، وراء نهر سيحون.
(43/26)
قَالَ: والغالب عَلَى سلاحهم النّشّاب
وكلُّهم يَصْنعه، ونصولهم قروب وحديد وعِظام. ويطعنون بالسّيوف أكثر
ممّا يضربون بها. ولهم جواشن من جلود وخِفاف واقية. وخيلهم تأكل الكلأ
رطبا ويابسا، وما وَجَدَتْ من ورق وخشب، وإذا نزلوا عنها أطلقوها.
وسروجهم صغار خفاف لَيْسَ لها قيمة.
وأكلهم لحم أيّ حيوان وُجِدَ وتمسّه النار تَحِلَّةَ القَسَم. وليس في
قَتْلهم استثناء ولا إبقاء. وكأنَّ قصْدهم إفناء النّوع، وفعلوا ذَلِكَ
بجميع خُراسان، ولم يسلم منهم إلّا أصبهان وغَزْنة.
قَالَ: ويظهر من حالهم أنهم لا يقصدون المُلْك والمال بل إبادة العالم
ليرجع يبابا.
وقال غيره: هذه القبيلة الخبيثة تعرف بالتّمرجيّ سكّان البراري قاطع
الصّين، ومَشْتاهم بموضع يُعرف بأرغُون. وهم طائفة مشهورة بالشّرّ
والغدر.
وسبب ظهورهم أنّ إقليم الصّين متَّسع مسيرة دورة ستَّة أشهر، ويقال:
إنّه يحويه صور [1] واحد لا ينقطع إلّا عند الجبال والأنهار. قلت: وهذا
بعيد وهو ممكن [2] .
والصّين ستّ ممالك، ولهم ملك حاكم عَلَى الممالك السّتَّة، وهو قانُهم
[3] الأكبر المقيم بطمخاج [4] ، وهو كالخليفة للمسلمين. وكان سلطان أحد
الممالك السّتَّة وهو دوس خان قد تزوّج بعمَّة جنكزخان، فحضر زائرا
لعمّته وقد مات زوجها. وكان قد حضر مَعَ جنكزخان كشلوخان، فأعلمتهما
أنّ المَلِك لم يخلّف ولدا، وأشارت عَلَى ابن أخيها أن يقوم مقامه،
فقام وانضمّ إِلَيْهِ خلق من المغول. ثمّ سَيّر التّقادم [5] إِلى
الخان الكبير، فاستشاط
__________
[1] هكذا بخط المؤلف، والمشهور «سور» بالسين.
[2] بل هو موجود معروف مشهور، وهو سور الصين العظيم.
[3] يكتب «قان» و «خان» كما سيأتي.
[4] في حاشية الأصل كتب أيضا: «طوغاج» . والمثبت يتفق مع الكامل في
التاريخ.
[5] التقادم: الهدايا.
(43/27)
غضبا، وأمَر بقطع أذناب الخيل الّتي أهديت
وطردها، وقتلَ الرُّسل، لكون التّتار لم يتقدّم لهم سابقة بتملّك،
إنّما هم بادية الصّين. فلمّا سَمِعَ جنكزخان وصاحبه كشلوخان تحالفا
عَلَى التّعاضد، وأظهرا الخلاف للخان، وأتتهما أُمم كثيرة من التّتار.
وعلم الخان قوّتهم وشرّهم، فأرسل يؤانسهم، ويُظهر مَعَ ذَلِكَ أنّه
يُنذرهم ويُهدّدهم، فلم يُغْن ذَلِكَ شيئا، ثُمَّ قصدهم وقصدوه، فوقع
بينهم ملحمة عظيمة، فكسروا الخان الأعظم أقبحَ كَسْرة، ونجا بنفسه،
وملك جنكزخان بلادَهُ واستفحل شرّه. فراسله الخان بالمسالمة، ورضي بما
بقي في يده من الممالك، فسالموه. واستمرّ المُلْك بين جنكزخان وكشلوخان
عَلَى المشاركة. ثُمَّ سارا إِلى بلاد ساقون من نواحي الصّين فملكاها.
فمات كشلوخان، فقام مقامه ولده، فاستضعفه جنكزخان ووقعت الوحشة، فطلب
ابن كشلوخان قبالَق والمالق، فصالحه ملكها ممدود خان بْن أرسلان وملك
كاشغر من التُرك، وقوي، وبَعُد صيته، فجَرَّد لحربه جنكزخان ولده دُوشي
خان في عشرين ألفا، فحاربه وظفر بِهِ دوشي خان. واستقلّ جنكزخان، ودانت
لَهُ التّتار وانقادت لَهُ، ووضع لهم قواعد يرجعون إليها، فالتزموا بها
وأوجبوها عَلَى نفوسهم، بحيث إنّه مَنْ خالفَ شيئا منها فقد ضَلّ ووجب
قتلُه. واعتقدوا فيه وتألّهوه، وبالغوا في طاعته والتزام ياسته [1] .
ثُمَّ وقع مصافٌّ في بلاد التُّرك بين دوشي خان والسّلطان خُوارزم شاه
محمّد، فانهزم دُوشي خان بعد أن أنكى في جيش محمّد. وعاد محمّد إلى
بلاد سمرقند وهو في هَمٍّ وفِكْرٍ لما رأى من صبر التّتار وقتالهم
وكثرتهم. وستأتي أخبارهم فيما بعد عند ظهورهم عَلَى خُوارزم شاه،
وأخذهم ممالكه سنة سبْع عشرة.
__________
[1] الياسة: قانون التتار وشريعتهم.
(43/28)
سنة سبع وستمائة
[عصيان سنجر الناصري والقبض عَلَيْهِ]
فيها عَصَى قُطْب الدّين سنجر النّاصريّ بتُسْتَر بعد موت طاشتكين أمير
الحاجّ وهو حموه، فأرسل إِلَيْهِ الخليفة النّاصر عزّ الدّين نجاح
الشّرابيّ، والوزير مؤيَّد الدّين القمّيّ نائب الوزارة، فلمّا قربوا
من ششتر [1] هرب سنجر بأمواله وأهله إِلى صاحب شيراز أتابك موسى، فحلف
لَهُ أن لا يسلمه، ثُمَّ غدر بِهِ وأسره وأخذ أمواله وفسقَ بنسائه،
ثُمَّ بعثَهُ مُقَيَّدًا، فأُدخل بغداد عَلَى بَغل [2] .
[الإجازة للناصر لدين الله]
وفيها أظهر النّاصر لدين الله الإِجازة الّتي أُخذت لَهُ من الشّيوخ،
وخَرَّجَ عنهم جزءا أو خُرِّجَ لَهُ، وهو المسمَّى ب «روح العارفين» ،
وأجازَهُ للأكابر، فكتبَ: «أجزْنا لهم ما سألوا عَلَى شرط الإِجازة
الصّحيحة، وكتبَ العبد الفقير إِلى الله أَبُو العَبَّاس أَحْمَد أمير
المؤمنين» . وسلّمت إجازة الشّافعيّة إِلى الإِمام ضياء الدّين عَبْد
الوَهّاب بْن سُكَيْنَة المُتَوَفَّى في هذه السّنة، وإجازة الحنفيَّة
إِلى ضياء الدّين أَحْمَد بْن مسعود التُركستانيّ، وإجازة الحنبليَّة
إِلى عماد الدّين نصر بْن عَبْد الرّزّاق الجيليّ، وإجازة المالكيَّة
إِلى تقيّ الدّين عليّ بن جابر المغربيّ التّاجر [3] .
__________
[1] هي تستر، وهذا لفظ آخر لها، وهي تلفظ اليوم هكذا بالشين المعجمة،
وهي مدينة بالأحواز.
[2] انظر خبر (سنجر) في: الكامل في التاريخ 12/ 289، 290، ومرآة الزمان
ج 8 ق 2/ 544، والعسجد المسبوك 2/ 333، 334.
[3] انظر خبر (الإجازة) في: ذيل الروضتين 69، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/
543، 544.
(43/29)
[مجلس ابن الجوزيّ بدمشق]
وفيها، قَالَ أَبُو المظفّر سِبط ابن الجوزيّ [1] : خرجتُ من دمشق
بِنيَّة الغزاة إِلى نابلس، وكان المَلِك المعظَّم بها، فجلستُ بجامع
دمشق في ربيع الأوّل، فكان النّاس من مشهد زين العابدين إِلى بَاب
النّاطفيّين، وكان القيام في الصَّحن أكثر، وحُزِروا بثلاثين ألفا،
وكان يوما لم يُرَ بدمشق ولا بغيرها مثله. وكان قد اجتمع عندي شعور
كثيرة من التّائبين، وكنتُ وقفت عَلَى حكاية أَبِي قُدامة الشَّاميّ
مَعَ تِلْكَ المرأة الّتي قطعت شعرها وقالت: اجعلْه قَيدًا لفرسك في
سبيل الله، فعملتُ من الّتي اجتمعت عندي شكلا لخيل المجاهدين
وكرفسارات، فأمرتُ بإحضارها عَلَى الأعناق، فكانت ثلاث مائة شكال،
فلمّا رآها النّاس ضجّوا ضجَّةً عظيمة وقطعوا مثلها، وقامت القيامة،
وكان المعتمد والي دمشق حاضرا، وقامَ فجمعَ الأعيان. فلمّا نزلتُ من
المنبر قام يطرّق لي، ومشى بين يديَّ إِلى بَابُ النّاطفيّين، فتقدَّم
إِلى فرسي فأمسكَ بركابي، وخرجنا من بَابُ الفرج إِلى المُصَلَّى،
وجميع مَن كَانَ بالجامع بين يديَّ، وسرنا إِلى الكسوة ومعنا خلقٌ مثل
الترّاب، فكان من قرية زَمَلكا فقط نحو ثلاث مائة رَجُل بالعُدد
والسّلاح، ومن غيرها خلق خرجوا احتسابا.
وجئنا إِلى عَقَبة فِيق [2] والوقت مخوف من الفرنج، فأتينا نابلس، وخرج
المُعَظّم فالتقانا وفرح بنا، وجلستُ بجامع نابلس، وأحضرت الشّعور،
فأخذها المعظّم، وجعلها على وجهه وبكى، ولم أكن اجتمعت به قبل ذلك
اليوم، فخدمنا وخرجنا نحو بلاد الفرنج، فأخربنا وهَدّمنا وأسرنا جماعة،
وقتلنا جماعة، وعُدنا سالمين مَعَ المعظَّم إِلى الطُّور، فشرع
المُعَظّم في عمارة حِصْنٍ عَلَيْهِ، وبناه إِلى آخر سنة ثمانٍ فتكامل
سورهُ، وبنى فيه مُدَّةً بعد ذلك، ولا نحصي ما غرم عليه [3] .
__________
[1] في مرآة الزمان: 8/ ق 2/ 544- 545.
[2] بين دمشق وطبرية ومنها ينحدر إلى غور الأردن.
[3] وانظر الخبر أيضا في: ذيل الروضتين 69، 70، والبداية والنهاية 13/
58.
(43/30)
[حجّ ابن جندر]
وحَجَّ بالنّاس سيف الدّين عليّ بْن سُلَيْمَان بْن جَنْدر من أمراء
حلب [1] .
[تحالف الملوك عَلَى العادل]
وفيها اتّفقت الملوك عَلَى المَلِك العادل، منهم: سلطان الروم، وصاحب
المَوْصل، وصاحب إرْبِل، وصاحب حلب، وصاحب الجزيرة، اتّفقوا عَلَى
مشاققة العادل، وأن تكون الخطبة بالسّلطنة لصاحب الروم خُسرو شاه بْن
قليج أرسلان، فأرسلوا إِلى الكُرْج بالخروج إِلى جهة خِلاط، وخرجَ كلٌّ
منهم بعساكره إِلى طرف بلاده ليجتمع بصاحبه عَلَى قصد العادل، وكان
هُوَ بحرَّان وعنده صِهرُه صاحب آمِد، فنزل الكُرج عَلَى خلاط مَعَ
مقدَّمهم إيوانيّ، وصاحبها يومئذٍ الأوحد ابن المَلِك العادل كما
تقدمَّ، وأنّه أُسِر فأكرمه الأوحد، وطالع بذلك والده فطار فرحا، وعلم
بذلك الملوك المذكورون فتفرّقت آراؤهم وصالحوا العادل، واشترى إيواني
نفسه بثمانين ألف دينار، وبألفَيْ أسيرٍ من المسلمين، وبتسليم إحدى
وعشرين قلعة متاخمة لأعمال خِلاط كَانَ قد تَغَلَّب عليها، وبتزويج
بنته لأخي الأوحد، وأن يكون الكُرج معه أبدا سِلْمًا، فاستأذن الأوحد
والده في ذَلِكَ، فأمضاه، وأطلقه وعاد إِلى مُلكه، وحمل بعض ما ذكرنا،
وسومح بالباقي، فلمّا صارت خلاط للملك الأشرف تزوّج بابنة إيواني [2] .
[موت صاحب الموصل]
وفيها كَانَ إملاك نور الدّين أرسلان شاه صاحب الموصل على ابنة
__________
[1] خبر الحج في: ذيل الروضتين 70، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 546.
[2] انظر خبر (الحلف) في: ذيل الروضتين 75، ومفرّج الكروب 3/ 201،
والمختصر لأبي الفداء 3/ 113، والدر المطلوب 169 و 172، ونهاية الأرب
29/ 47، 48، وتاريخ ابن الوردي 2/ 127، 128، وتاريخ الخميس 2/ 410،
والسلوك ج 1 ق 1/ 171، وتاريخ ابن سباط 1/ 148، 249.
(43/31)
العادل بقلعة دمشق عَلَى صَداق ثلاثين ألف
دينار، وكان العقد مَعَ وكيله، ثُمَّ ظهر أَنَّهُ قد مات بالموصل من
أيّام وقام ولده عزّ الدّين [1] .
[ظهور عملة لبني السلار]
وفيها ظهرت عُمله بني السَّلار السّتَّة عشر ألف دينار عَلَى ابن
الدُّخَيْنَة [2] بعد طول مكثه في الحبس، وموت زوجته تحت الضَّرْب
وعَصْرِه مَرّات وعَصْر بناته وابنه، وما قَرُّوا بشيء. وكان أكثر
الذَّهَب مدفونا تحته بسجن القلعة، وانكشف أمرها بأيسر حال من جهة
منصور ابن السّلّار، فإنّه بحثَ عنها بسبب أَنَّهُ حُبِسَ عليها،
وجُمِعَ من المبلغ عشرة آلاف دينار ومائتين، ثُمَّ مات ابن
الدُّخَيْنَة في الحبس، وصلب ميتا بقيساريّة الفرش.
[الشروع في بناء معالم بدمشق]
وفيها شُرع في بناء المصلّى بظاهر دمشق، وعُملت أبواب الجامع من جهة
بَاب البريد، وبني شاذروان الفوّارة، وعمل بها المسجد، ورتّب له إمام
[3] .
__________
[1] انظر عن (صاحب الموصل) في: الكامل في التاريخ 12/ 291- 293،
والتاريخ الباهر 189- 201، وتاريخ إربل 1/ 57، وذيل الروضتين 70،
وتاريخ مختصر الدول 229، وتاريخ الزمان 249 ومفرّج الكروب 3/ 302،
ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 546، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 210، رقم 1162،
وبغية الطلب (تراجم السلاجقة) 302- 304 رقم 31، ووفيات الأعيان 1/ 193،
194، والدرّ المطلوب 169، والمختصر في أخبار البشر 3/ 13، ودول الإسلام
2/ 113، والعبر 5/ 21، وسير أعلام النبلاء 21/ 496، 497 رقم 256،
وتاريخ ابن الوردي 2/ 128، ومرآة الجنان 4/ 13، 14، والبداية والنهاية
13/ 57- 61، والوافي بالوفيات 8/ 341 رقم 3769، والعسجد المسبوك 2/
334، 335، والسلوك ج 1 ق 1/ 172، والنجوم الزاهرة 6/ 200، وتاريخ ابن
سباط 1/ 249، وشذرات الذهب 5/ 24.
[2] في ذيل الروضتين 76 «الدخنية» بتقديم النون.
[3] الخبر في: ذيل الروضتين 76، والبداية والنهاية 13/ 57، ونهاية
الأرب 29/ 52، 53.
(43/32)
[غارة القبرصي إِلى ساحل دمياط]
وفيها توجّه البال القُبرصيّ [1]- لعنه الله- في مراكب من عَكّا، توجّه
إِلى ساحل دِمياط وأرسى غربيّها، وطلع وسار في البرّ بجيوشه فكبس قرية
نورة وسبى أهلها، ورَدَّ إِلى مراكبه [2] .
[نقصان دجلة]
وفيها نقصت دجلة نقصا مُفرطًا، حتّى خاض النّاس دجلة فوق بغداد، وهذا
أمر لم يعهد مثله، قاله ابن الأثير [3] .
__________
[1] هكذا في الأصل بالصاد. وهي بالسين كما هو مشهور.
[2] انظر خبر (القبرصي) في: ذيل الروضتين 77، والبداية والنهاية 13/
57، ونهاية الأرب 29/ 53.
[3] في الكامل في التاريخ 12/ 294، 295.
(43/33)
سنة ثمان وستمائة
[التخييم عَلَى الطور]
استُهلَّت والملك العادل مُخيّم عَلَى الطُّور، وابنه المُعَظَّم مباشر
للعمارة [1] .
[انكسار الفرنج عند طليطلة]
وجاء الخبر من جهة طرابُلُس بأنّ الأخبار تتابعت إليها في البحر أنّ
ابن عَبْد المؤمن كسر الفرنج بأرض طليطلة كسرة عظيمة أباد فيها خَلْقًا
منهم، ونازل طُليطِلة [2] .
[الزلزلة بمصر والأردن]
قَالَ أَبُو شامة [3] : وفيها كانت زلزلة عظيمة هدمت أماكن بمصر
والقاهرة وأبرجة ودُورًا بالكَرَك والشَّوْبك، وهلك جماعة [4] .
[تحوّل باطنية حصن الألموت إِلى الإسلام]
قَالَ: وفيها قَدِمَ رَسُولٌ من جلال الدّين حسن صاحب الألمُوت يخبر
بأنّهم قد تبرَّءوا من الباطنيَّة، وبنوا المساجد والجوامع، وصاموا
رمضان، فسرّ الخليفة بذلك [5] .
__________
[1] ذيل الروضتين 77.
[2] انظر خبر (طليطلة) في: ذيل الروضتين 77، 78، والبداية والنهاية 13/
62.
[3] في ذيل الروضتين: 78.
[4] وانظر خبر (الزلزلة) أيضا في: البداية والنهاية 13/ 62، والسلوك ج
1 ق 1/ 175، وكشف الصلصلة 198.
[5] انظر خبر (الباطنية) في: ذيل الروضتين 78، ومفرّج الكروب 3/ 211،
والمختصر في
(43/34)
[الأمر بقراءة «مُسْنَد» الإمام أَحْمَد]
وفيها أمر الخليفة بأن يُقرأ «مُسْنَد» الإمام أَحْمَد بمشهد موسى بْن
جَعْفَر بحضرة صفيّ الدّين مُحَمَّد بْن سعد المُوسويّ بالإِجازة لَهُ
من النّاصر لدين الله [1] .
[نهْب الركْب العراقي]
وفيها نُهِبَ الرَّكْب العراقيّ، وكان أميرهم علاء الدِّين مُحَمَّد
بْن ياقوت.
وحجّ من الشّام الصّمصام إسْمَاعيل النَّجميّ بالنّاس، وفيهم ربيعة
خاتون أخت العادل، فوثبت الإسماعيليَّة بمِنَى عَلَى ابن عمّ قَتادة
أمير مكَّة، وكان يشبه قَتَادة، فظنّوه إياه فقتلوه عند الجمْرة، وثار
عَبيد مكَّة وأوباشها، وصعدوا عَلَى جبل مِنى، وكَبّروا، ورموا النّاس
بالمقاليع والنّشّاب، ونهبوا النّاس، وذلك يوم العيد وثانيه، وقتلوا
جماعة، فَقَالَ ابن أَبِي فراس لابن ياقوت: أرحل بنا، فلمّا حصلت
الأثقال عَلَى الْجِمال حمل قتادة وعَبِيدة فأخذوا الركْب، وقَالَ
قتادة: ما كَانَ المقصود إلّا أَنَا، والله لا أبقيت من حجّ العراق
أحدا. وهربَ ابن ياقوت إِلى ركْب الشّاميّين، واستجار بربيعة خاتون،
ومعه أمّ جلال الدّين صاحب الألموت، فأرسلت ربيعة إِلى قتادة رسالة
مَعَ ابن السّلّار تَقُولُ لَهُ: ما ذنْب النّاس، قد قتلت القاتل،
وجعلت ذَلِكَ سببا إِلى نهْب المسلمين، واستحللت دماءهم في الشّهر
الحرام والحرم، وقد عرفت مَن نحن، والله لَئِنْ لم تنته لأفعلنّ
وأصنعنّ. فجاء إِلَيْهِ ابن السّلّار وخوّفه وقال: ارجع عَنْ هذا وإلّا
قصدك الخليفة من العراق ونحن من الشّام. فكَفَّ وطلب مائة ألف دينار،
فجُمِعَ ثلاثون ألفا من العراقيّين، وبقي النّاس حول مخيّم ربيعة بين
قتيلٍ وجريح، وجائع ومنهوب، وقال قتادة: ما فعل هذا إلّا الخليفة، ولئن
عاد أحد حجّ من بغداد لأقتلنّ الجميع.
__________
[ () ] أخبار البشر 3/ 114، والكامل في التاريخ 12/ 298، والعسجد
المسبوك 2/ 338، والبداية والنهاية 13/ 62، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 555.
[1] انظر خبر (المسند) في: ذيل الروضتين 78، ومرآة الزمان ج 8، ق 2/
556.
(43/35)
ويقال: إنّه أخذ من النّهب ما قيمته ألفا
ألف دينار، وأذِن للنّاس في دخول مكَّة، فدخل الأصِحّاء، فطافوا أيّ
طوافٍ، ورحلوا إِلى المدينة، ودخلوا بغداد عَلَى غايةٍ من الفقر
والهوان، ولم ينتطح فيها عنزان [1] .
[قدوم آيدغمش إِلى بغداد]
وفيها قدِم آيدغمش صاحب همذان وأصبهان والرّيّ إِلى بغداد هاربا من
منكلي، وكان قد تمكّن من البلاد، وبعُد صِيته، وكثُرت جيوشه، وحاصر أبا
بَكْر بْن البهلوان، فخرج عَلَيْهِ منكلي وهو من المماليك، ونازعه
الأمرَ فكثُر جموعه. وكان يوم قدوم آيدغمش إِلى بغداد يوما مشهودا في
الاحتفال، وأقام ببغداد سنتين [2] .
__________
[1] انظر خبر (الركب) في: الكامل في التاريخ 12/ 297، ومفرّج الكروب 3/
210، وذيل الروضتين 78، 79، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 556، 557، والبداية
والنهاية 13/ 62، والعسجد المسبوك 2/ 338، ودول الإسلام 2/ 114،
والسلوك ج 1 ق 1/ 175، 176، وشفاء الغرام (بتحقيقنا) ج 2/ 370- 373،
ومرآة الجنان 4/ 15، وشذرات الذهب 5/ 32.
[2] انظر خبر (آيدغمش) في: الكامل في التاريخ 12/ 296، والعسجد المسبوك
2/ 337.
(43/36)
سنة تسع وستمائة
[نكبة سامة الجبليّ]
قَالَ أَبُو شامة [1] : فيها نكبة سامة [2] الجبليّ صاحب دار سامة
الّتي صُيِّرت مدرسة الباذرائيَّة. وكان من الأمراء الكبار، وهو الّذي
قِيلَ عَنْهُ: إنّه سَلّم بيروت إِلى الفرنج.
وقال أَبُو المظفّر سِبْط الجوزيّ [3] : اجتمع المَلِك العادل وأولاده
بدِمياط، وكان سامة بالقاهرة قد استوحش منهم، واتّهموه بمكاتبة الظّاهر
صاحب حلب، وحكى لي المعظَّم: أنّه وَجَد لَهُ كتبا وأجوبة إِلَيْهِ،
فخرج سامة من القاهرة كأنّه يتصيّد، ثُمَّ ساق إِلى الشّام بمماليكه،
وطلبَ قِلاعه وهما:
كوكب وعجلون، فأرسل والي بلبيس بطاقة إِلى العادل، فَقَالَ العادل: مَن
ساق خلفه فله أمواله وقِلاعه. فركب المعظَّم وأنا معه، فَقَالَ لي:
أَنَا أريد أن أسوق فسُق أنت مَعَ قماشي، وساقَ في ثمانيةٍ، إِلى غزَّة
في ثلاثة أيّام، فسبقَ سامة. وأمّا سامة فانقطع عَنْهُ مماليكه ومن
كَانَ معه، وبقي وحده وبه نِقْرس، فوصل الدّارومَ، فرآه بعض الصّيادين
فعرفه، فَقَالَ لَهُ: انزِل. قَالَ: هذه ألف دينار وأَوصلني إِلى
الشّام، فأخذها الصّيّاد، وجاء رفاقه فعرفوه أيضا، فأخذوه على طريق
الخليل ليحملوه إِلى عجلون، فدخلوا بِهِ. قَالَ: وأُنزل في صِهْيون،
وبعث إِلَيْهِ المُعَظّم بثيابٍ ولاطَفَه وقال: أنت شيخ كبير وبك نقرس،
__________
[1] في ذيل الروضتين 80.
[2] هكذا في الأصل، وفي المصادر «أسامة» بإضافة الهمزة في أوله.
[3] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 560، 561.
(43/37)
وما يصلح لك قلعة، فَسَلِّم إليَّ عجلون
وكوكب، وأنا أحلف لك عَلَى مالك وملكك، وتعيش بيننا مثل الوالد. فامتنع
وشتم المُعَظَّم، فيئس منه وحبسه بالكَرَك، واستولى عَلَى قلاعه
وأمواله، فكان قيمة ما أُخذ لَهُ ألف دينار، وخُرّبت قلعة كوكب إِلى
الأرض عجزا عَنْ حِفْظها [1] .
[اصطلاح الظاهر والعادل]
وفيها في المحرّم اصطلح المَلِك الظّاهر مَعَ عمّه العادل، وتزوّج
بابنته، وكان العقْد بدمشق بوكيلين عَلَى خمسين ألف دينار، وهي ضيفة
خاتون شقيقة المَلِك الكامل، ونثر النّثار عَلَى الشّهود والقرّاء،
وبُعثت إِلى حلب في الحال.
وكان جهازها على ثلاثمائة جمل، وخمسين بغلا، ومعها مائتا جارية. فلمّا
أُدخلت عَلَى الظّاهر مشى لها خُطوات، وقدّم لها خمس عقود جوهر، قيمتها
ثلاثمائة ألفٍ وخمسون ألف درهم، وأشياء نفيسة. وكان عرسا مشهودا [2] .
[الخلع لصاحب مكة]
وفيها بعثَ الخليفة مَعَ الرَّكْب لقَتَادة صاحب مكَّة خِلَعًا ومالا
حتّى لا يؤُذي الرَّكْب [3] .
[استيلاء صاحب عكا عَلَى أنطاكية]
وفيها استولى أَلْبان صاحب عكّا عَلَى أنطاكيَّة، وشَنَّ الغارات عَلَى
التُّركمان، وشرَّدهم، فاجتمعوا لَهُ وأخذوا عَلَيْهِ المضايق، وحصل في
واد
__________
[1] وانظر خبر (سامة أيضا) في: الكامل في التاريخ 12/ 300، ومفرّج
الكروب 3/ 209، 210، والمختصر في أخبار البشر 3/ 114، والسلوك ج 1 ق 1/
175، وفيه مجرّد إشارة، ونهاية الأرب 29/ 59.
[2] انظر خبر (العرس) في: زبدة الحلب 3/ 164، والمختصر في أخبار البشر
3/ 114، ومفرّج الكروب 3/ 212- 214، وتاريخ ابن الوردي 2/ 130، والسلوك
ج 1 ق 1/ 176، وتاريخ ابن سباط 1/ 251.
[3] مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 561، ذيل الروضتين 81.
(43/38)
فقتلوه، وقتلوا جميع رجاله، قاله أَبُو
شامة [1] . وهو الّذي كَانَ قد هجم عَلَى فُوَّة ونورة [2] وقتلَ
وسَبَى.
[عزْل الوزير ابن شكر]
وفيها عزل العادل وزيره صفيّ الدّين بْن شُكر، وصادره ونفاه إِلى
الشّرق [3] .
[وقعة العقاب بالأندلس]
وفيها كانت الوقعة المشهورة بوقعة العقاب بالأندلس بين مُحَمَّد بْن
يعقوب بْن يوسف بْن عَبْد المؤمن الملقَّب بالنّاصر، وبين الفِرنج،
ونصر الله الإِسلام، واستشهد بها خلق كثير [4] .
__________
[1] في ذيل الروضتين 81 وفيه: «البال» باللام.
[2] في ذيل الروضتين: «بورة» .
[3] انظر عن (ابن شكر) في: ذيل الروضتين 81، والسلوك ج 1 ق 1/ 176.
[4] انظر خبر (موقعة العقاب) في: دول الإسلام 2/ 114.
(43/39)
سنة عشر وستمائة
[عمارة الأحمدية باليمن]
قَالَ ابن الأثير في «كامله» [1] : فيها عُمّرت مدينة عَلَى السّاحل
باليمن، وسمّيت الأحمدية، وأخربت مرباط وظفار خَرّبهما صاحبهما محمود
بْن مُحَمَّد الحِمْيَريّ صاحب حَضْرَمَوت. وكان مبدأ مُلكه في سنة ستّ
مائة، ومن شأنه أنّه كَانَ لَهُ مركب يُكرِيه للتّجار، ثُمَّ توصّل
إِلى أنْ وَزَر لصاحب مرباط. وكان ذا كَرَمٍ وشجاعة. ثُمَّ ملك مرباط
بعد موت صاحبها، فأحبّه أهلها لحُسن سِيرته. وبنى هذه المدينة وعندها
عين عذبة كبيرة، ثُمَّ حصَّنها وحَفَر خندقها، وكان يحبّ المديح [2] .
[وصول الفيل إِلى دمشق]
قَالَ أَبُو شامة [3] : وفيها وصل الفيل إِلى دمشق ليُحْمَل هدية إِلى
صاحب الكُرج.
[ولادة العزيز]
وفيها وُلد المَلِك العزيز مُحَمَّد بْن الظّاهر صاحب حلب [4] .
__________
[1] ج 12/ 197، 198 (في حوادث سنة 600 هـ.) .
[2] والخبر باختصار شديد في: المختصر في أخبار البشر 3/ 105، 106
(حوادث سنة 600 هـ.) ، ومثله في: البداية والنهاية 13/ 37.
[3] في ذيل الروضتين 83.
[4] انظر خبر (العزيز) في: ذيل الروضتين 83، وزبدة الحلب 3/ 165،
ومفرّج الكروب 3/ 220، 221، والمختصر في أخبار البشر 3/ 115، والبداية
والنهاية 13/ 65، والسلوك
(43/40)
[ردّ الظافر من الحج]
وفيها قَدِمَ المَلِك الظّافر خضر ابن السلطان صلاح الدّين من حلب
ليحجّ، ورحل بالرَّكْب من بُصْرَى، فسلكوا طريق تَيْماء، فدخلوا
المدينة وأحرم بالحجّ، فلمّا وصل إِلى بدر رُدَّ من الطّريق.
قَالَ أَبُو المظفَّر السِّبْط [1] : كَانَ يعقوب ابن الخيّاط معه،
فلمّا وصل إِلى بدر وَجَد عسكر الكامل ابن عمّه قد سبقه خوفا عَلَى
اليمن، فقالوا لَهُ: ترجع.
فَقَالَ: قد بقي بيني وبين مكَّة مسافة يسيرة، والله ما قصْدي اليمن،
فقيِّدوني واحتاطوا بي حتّى أحجّ وأرجع! فلم يلتفتوا إِلَيْهِ وردّوه،
قَالَ يعقوب:
ورجعت معه ولم أحجّ.
قَالَ أَبُو شامة [2] : وحكى لي والدي، وكان قد حجّ معهم، قَالَ: شُقّ
عَلَى النّاس ما جرى عَلَيْهِ، وأراد كثير منهم أن يقاتلوا الّذين
صدّوه عَنِ الحجّ، فنهاهم وفعلَ ما فعلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين صُدّ عَنِ البيت، فقَصَّر عَنْ شَعْره، وذبح ما
تيسّر، ولبس ثيابه، ورجع وعيون النّاس باكية، ولهم ضجيج لأجله [3] .
[خندق حلب]
وفيها حُفر خندق حلب، فظهر قِطَع ذَهَب وفضَّة، فكان الذَّهَب نحو عشرة
أرطال صوريّ، والفضَّة بضعة وستّين رِطْلًا، وكان عَلَى هيئة اللّبن
[4] .
__________
[ () ] ج 1 ق 1/ 177.
[1] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 564.
[2] في ذيل الروضتين 83.
[3] وانظر الخبر أيضا باختصار في: البداية والنهاية 13/ 65 والسلوك ج 1
ق 1/ 177، 178، ونهاية الأرب 29/ 63، 64.
[4] انظر خبر (الخندق) في: ذيل الروضتين 84، والسلوك ج 1 ق 1/ 178.
(43/41)
[خلاص خوارزم شاه من
أسر التتار]
قَالَ أَبُو شامة [1] : فيها ورد الخبر بخلاص خُوارزم شاه من أسر
التّتار وعَوده إِلى مُلكه، وذلك أَنَّهُ كَانَ منازلا لطوائف من
التّتار بعساكره، فخطرَ لَهُ أن يكشف أمورهم بنفسه، فسار ودخل عسكرهم
في زِيّ التّتر هُوَ وثلاثة، فأنكروهم وقبضوا عليهم، وضربوا اثنين
فماتا تحت الضَّرْب، ولم يقرّا ورَسَّموا عَلَى خُوارزم شاه ورفيقه،
فهربا في اللّيل [2] .
[مقتل آيدغمش]
وفي المحرَّم قُتِلَ آيدغمش صاحب هَمَذان والرّيّ. وكان قد قَدِمَ في
سنة ثمانٍ فأنعموا عَلَيْهِ، وأعطاه الخليفة الكوسات، وجهّزه من بغداد
إِلى هَمَذَان، فبيّته التُّركمان وقتلوه، وحملوا رأسه إِلى منكلي،
فعظُم قتلُه عَلَى الخليفة.
وتمكّن منكلي من الممالك، واستفحل أمره [3] .
[ولادة العزيز]
وفي ذي الحِجَّة وُلد المَلِك العزيز بحلب من ضيفة بنت العادل، قَالَ
ابن واصل [4] : فزُيّنت حلب، فصاغ لَهُ عشرة مهود من الذّهب والفضّة،
ونسج للطّفل ثلاث فرجيّات من اللّؤلؤ والياقوت، ودرعان، وخَوذتان،
وبركسطوان من اللّؤلؤ، وغير ذَلِكَ، وثلاثة سروج مجوهرة، وثلاثة سيوف
غلّفها بالذّهب والياقوت، ورماح استها [5] جوهر منظوم، وفرحوا به فرحا
زائدا.
__________
[1] في ذي الروضتين 83، 84.
[2] وانظر خبر (خوارزم شاه أيضا) في: دول الإسلام 2/ 114، 115،
والبداية والنهاية 13/ 65.
[3] انظر خبر (قتل ايدغمش) في: الكامل في التاريخ 12/ 301، ومرآة
الزمان ج 8 ق 2/ 567، والمختصر في أخبار البشر 3/ 115، ودول الإسلام 2/
115، والعسجد المسبوك 2/ 342، والنجوم الزاهرة 6/ 208، وشذرات الذهب 5/
41.
[4] في مفرّج الكروب 3/ 221.
[5] هكذا في الأصل. وفي مفرّج الكروب: «أسنّتها» .
(43/42)
بسم الله الرحمن الرحيم
[تراجم رجال هذه الطبقة]
سنة إحدى وستّمائة
[حرف الألف]
1- أَحْمَد بْن سالم بْن أَبِي عَبْد اللَّه، أبو العَبَّاس
المَقْدِسيّ المَرْدَاويّ [1] الزَّاهد.
سَمِعَ من: أَبِي طاهر السِّلَفِي، وعبد الله بْن بَرِّيّ.
سُئل الشّيخ الموفَّق [2] عَنْهُ، فَقَالَ: كَانَ ذا دِين وورع وزهادة،
وكان مُحَبَّبًا إِلى النّاس، كريمَ النّفس، كثير الضّيافة.
وقال الضّياء: كَانَ ثقة، ديِّنًا، خَيِّرًا، جوادا، كثيرَ الخير
والصّلاة، وكان يحفظ كثيرا من الأحاديث والفقه، وكان كثيرَ النّفع،
قليلَ الشّر، لا يكاد أحد يصحبه إلّا وينتفع به. توفّي في المحرّم،
وقبره بِزُرَع يُتبرَّك بِهِ، وعندهم مَنْ أخذته حُمَّى، فأَخَذ من
ترابه وعلقَّه عَلَيْهِ، عُوفي بإذن الله. وكان مِن العاملين للَّه-
عَزَّ وجَلَّ-. وهو والدُ شيخنا مُحَمَّد، وشيخُنا.
قلت: روى عَنْهُ الضّياء، ووصفه غيرُ واحد بالزُّهد والعبادة
والمكاشفة.
وعَمِلَ لَهُ الضّياء ترجمة طويلة.
__________
[1] منسوب إلى «مردا» قرية بالقرب من نابلس.
[2] يعني موفق الدين أبا محمد عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد
بْن قدامة المقدسي المتوفّى سنة 620 هـ.
(43/43)
2- أَحْمَد بْن سُلَيْمَان [1] بْن أَحْمَد
بْن سلمان بْن أَبِي شَرِيك.
المحدّث المفُيِدُ، أَبُو العَبَّاس الحربيّ المُقرئ الملقّب
بالسُّكَّر.
وُلد سنة أربعين أو قبيلها. وقرأ القراءات على أَبِي الفضل أَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن شُنَيْف، ويعقوب بْن يوسف الحَرْبِيّ، وبواسط عَلَى أَبِي
الفتح نصر الله ابن الكيّال، وابن الباقلانيّ.
وسمع من سعيد بن أحمد ابن البَنَّاء وهو أكبرُ شيخٍ لَهُ، ومن: أَبِي
الفتح بن البَطِّي، وظافر بْن معاوية الحَرْبِيّ، وأصحاب ابن بَيان،
وأبي طالب بْن يوسف فأَكْثَرَ.
وكان عالِيَ الهمَّة، حريصا عَلَى السَّماع والكتابة، رحل إِلى الشّام
وسَمِعَ بدمشقَ، والقدسِ، وبمكَّة.
قَالَ أَبُو عَبْد الله الدّبيثِيّ [2] : كَانَ مُفِيدًا لأصحاب
الحديث، خَرَّج مشيخة لأهلِ الحربيَّة. وكان ثقة تلّاء للقرآن، ربّما
قرأ الختمة في رَكْعة أو رَكْعتين. سمعنا منه وسمِع منّا. وسألتُ يوسف
بْن يعقوب الحَرْبيّ عَنْ سبب تلقيبه بالسُّكَّر، قَالَ: كَانَ صغيرا
فأحبه أَبُوهُ، وكان إذَا أقبل عَلَيْهِ وهو بين جماعةٍ أخذه، وضَمَّه
إِلَيْهِ وقبّلَهُ، فكان يُلامُ في إفراط حُبّه لَهُ فيقول: هُوَ أحلى
في قلبي من السُّكَّر، ويكرّر ذِكْر السُّكر، فلُقِّبَ بالسُّكّر.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سليمان) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 56، 57،
رقم 867، وفيه «سلمان» ، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 185،
ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 524، والجامع لابن الساعي 9/ 154، 155، والإشارة
إلى وفيات الأعيان 314، والعبر 5/ 1، والمشتبه 1/ 363، ومعرفة القراء
الكبار 2/ 580، رقم 539 وفيه: «سلمان» ، والمختصر المحتاج إليه 1/ 182،
ومرآة الجنان 4/ 2، والوافي بالوفيات 6/ 399، 400 رقم 2912، وغاية
النهاية 1/ 58 رقم 248، وعقد الجمان 17/ ورقة 281، 282، والنجوم
الزاهرة 6/ 188، وشذرات الذهب 5/ 2.
[2] في تاريخه المعروف ب «ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد» ورقة 185.
(43/44)
وقال المُنذري [1] : أقرأ، وحدّث بالشّام
وبغداد. وكان مفيدا لأصحاب الحديث. تُوُفّي في عاشر صفر.
قلت: روى عنه: الدبيثي، والضياء، وابن خليل، وجماعة.
3- أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن علي بْن نفاذة [2] الأديب البارع،
بدر الدّين السُّلَميّ الدّمشقيّ.
شاعر محسن، روى عَنْهُ الشّهاب القُوصيُّ قصائد، وقال: تُوُفّي في
المحرَّم، وكان رئيسا، بارعَ الأدب، عاش ستّين سنة.
قلت: لَهُ ديوان موجود.
4- أحمد [3] ابْن خطيب المَوْصِل [4] ، أبي الفضل عَبْد الله بْن
أَحْمَد بْن مُحَمَّد الطُّوسيّ ثُمَّ المَوصِليّ، أَبُو طاهر.
وُلد بالموصل سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: جدّه أَبِي نصر الطُّوسيّ، وأبي البركات مُحَمَّد بْن
مُحَمَّد بْن خميس، وببغداد من عبد الخالق بن أحمد اليوسفيّ، وغيره.
__________
[1] في التكملة لوفيات النقلة 2/ 56.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الرحمن) في: خريدة القصر (قسم شعراء الشام) ج
1/ 329، والوافي بالوفيات 7/ 39- 44 رقم 2974، وفيه «نفاده» ، بالدال
المهملة، وفوات الوفيات 1/ 84- 86 رقم 37 وفيه «نفاده» بالدال المهملة،
وعقود الجمان للزركشي، ورقة 30، والغصون اليانعة 26.
[3] أورد المؤلّف- رحمه الله- هذه الترجمة في وفيات سنة 602 هـ. وكتب
بالحاشية عندها:
«أحمد بن عبد الله ابن خطيب الموصل أبو طاهر يحوّل من سنة اثنتين إلى
هنا» . وقد فعل ذلك في كتبه الأخرى.
[4] انظر عن (ابن خطيب الموصل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 96 رقم
946 (في وفيات 602 هـ.) ، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 191
(في وفيات 602 هـ.) ، وسير أعلام النبلاء 21/ 421 رقم 216، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 188، والوافي بالوفيات 7/ 85، 86 رقم 3028.
(43/45)
وولي خَطَابة الموصل زمانا هُوَ وأبوه
وجدّه، وحدّثوا، وحدّث أيضا أخوه عبد المحسن، وعَمّاهُ عَبْد
الرَّحْمَن، وعبد الوهَّاب.
وقد قَدِمَ الشامَ، وولي خَطابة حمص مُدَيْدَة، ورجع.
روى عنه: يوسف بن خليل، والتقيّ اليلدانيّ، وجماعة. وكان ينشئ الخطَبَ،
وله شِعر جيّد [1] وفضائل، وأجاز لابن أبي الخَيْر وغيرِه.
وتُوُفّي سنة اثنتين، وقيل: سنة إحدى وستّمائة في جُمادي الآخرة.
5- أَحْمَد بْن عتيق [2] بْن الحَسَن بن زياد بن جرج [3] .
أَبُو جَعْفَر البَلَنْسيّ الذّهبيّ، ويكنَّى أيضا: أبا العبّاس.
قال الأبّار [4] : أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن حُمَيد،
والعربيَّةَ والآدابَ عَنْ أَبِي مُحَمَّد عبدون، وسمع من أبي الحسن
بْن النِّعمة، وغيره.
ومَهَرَ في علم النَّظَر، وكان أحدَ الأذكياء، لَهُ غوص عَلَى
الدّقائق. صَنَّف كتاب «الإعلام بفوائد مسلم» وكتاب «حُسْن العبارة في
فضل الخلافة والإِمارة» وله «فتاوٍ» بديعة. واتّصل بالسّلطان، وأقرأ
النّاس العربيَّة. وتُوُفّي في شوّال وله سبْعٌ وأربعون سنة.
قلتُ: وكانَ من علماء الطّبّ، ومات بِتِلْمسان.
وذكره تاجُ الدّين بْن حَمُّوَيْه، فَقَالَ: أَبُو جَعْفَر أَحْمَدُ
بْن القَاسِم بْن مُحَمَّد بْن سعيد- كذا سمّاه- فقيه مُتْقن. كَانَ
مُقدَّمًا عَلَى فقهاء الحضرة، لأنّهم في تِلْكَ البلاد يُميِّزون
فقهاء الْجُند، فهم رؤساء ونقباء يُراجعونهم في
__________
[1] ذكر الصفدي قطعة من شعره في: الوافي بالوفيات 7/ 86.
[2] انظر عن (أحمد بن عتيق) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 95،
والمغرب في حلى المغرب 2/ 321، والغصون اليانعة 36، والديباج المذهب
52، والوافي بالوفيات 7/ 176 رقم 3112، وبغية الوعاة 1/ 334 رقم 633،
ولم يذكره كحّالة مع أنّه من المؤلفين.
[3] في التكملة: «فرج» ، والمثبت هو الصحيح على الأرجح. انظر: المشتبه
1/ 152.
[4] في التكملة 1/ 95.
(43/46)
مصالحهم، وإليهم القسمة والتّفرقة عليهم
فيما يصل إليهم من وظائفهم، ولكلّ قومٍ منهم مَوْضِعٌ مقرَّر للجلوس
بدار السّلطان، ولأكثرهم أرزاقٌ مقرّرة عَلَى بيت المال، إذ لا مدارسَ
هناك ولا أوقاف إلّا أوقاف المساجد. وكان هذا الفقيه حَسَنَ السّيرة
مَعَ أصحابه، مشتغلا بمنافعهم، كثيرَ المعارف، حَسَنَ الأخلاق، جالستُه
كثيرا. وله مشاركة في بعض الرياضيّ، ويُقرئ الطّبَّ والحساب.
6- أَحْمَد بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن حَيّان [1] .
أَبُو العَبَّاس الأَسَديّ، الكوفيّ.
سَمِعَ: أبا البركات عُمَر بْن إِبْرَاهيم العَلويّ، وأبا الحَسَن
مُحَمَّد بْن غَبرة.
روى عَنْهُ الدّبيثِيّ، وغيره.
وتُوُفّي في رمضان.
7- أَحْمَد بْن عليّ بْن ثابت [2] البغداديّ.
الأَزجيّ، الكاتب، أَبُو عَبْد الله الدُّنْبَانِيّ [3] .
حَدَّث عَنْ أَبِي الفضل الأُرْمَويّ.
ومات في شوال [4] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي بن حيّان) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 73
رقم 902، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 206، 207، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 199.
[2] انظر عن (أحمد بن علي بن ثابت) في: الإستدراك لابن نقطة 2/ 640،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 75 رقم 906، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس
5921) ورقة 207، والمشتبه 1/ 294، وتوضيح المشتبه 4/ 75، ولسان الميزان
1/ 229 رقم 716.
[3] في التكملة للمنذري، وتاريخ ابن الدبيثي: «الدنبان» . وفي المشتبه:
«الدنبائي» بالهمزة وقال المؤلّف- رحمه الله-: «بدال يابسة مضمومة ونون
موحّدة» . وقد وهم فأثبته بالهمزة قبل الياء، وقد استدركه ابن ناصر
الدمشقيّ فقال في (التوضيح 4/ 75) : صوابه الدنباني، بنون بعد الألف من
غير همز، لأنه نسب إلى جدّه، فهو أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن
الدنبان. كذا نسبه ابن نقطة، وغيره» . ووقع في (لسان الميزان) :
«المعروف بابن الدينار» ، وهو تصحيف.
[4] وقال ابن النجار: كان مغفّلا، ولم يكن من أهل الرواية طريقة
واعتقادا، وكان يتشيّع.
(لسان الميزان) .
(43/47)
8- إِبْرَاهيم بْن سلامة بْن نصر المقدسيّ.
سَمِعَ أبا المعالي بْن صابر.
روى عَنْهُ: الحافظُ الضّياء، وقال: تزوُّج عَلَى زوجته، فَسُحِر
واختلَّ عقله، وبقي يُريد يلقي نفسه في المصانع، وكان أهلُه لا يكادون
يغفلون عَنْهُ، ثُمَّ غفلوا عنه فقتل نفسَه. قاتل الله مَنْ آذاه.
رُئيت لَهُ منامات حسنة.
9- أسعد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد [1] .
الفقيه أَبُو البركات البَلَدِيّ، الحنبليّ، ثُمَّ الشّافعيّ.
تفقّه عَلَى أَبِي يَعْلى مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الفرّاء، ثُمَّ
تفقّه عَلَى أَبِي المحاسن يوسف بْن بُنْدار الشّافعيّ. وسمع من أَبِي
الوقت. وسمع بدمشق من ابن عساكر. وتعانى الكتابة والتّصرّف، وكان أديبا
بليغا شاعرا، متديّنا.
10- أنجب بْن أَحْمَد بْن مكارم [2] الأزَجِيّ.
المعروف بابن الدَّجَاجِيّ، وبابن سَرْوَان [3] .
حَدَّثَ عَنْ مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صِرْما.
وتوفي في جمادى الأولى.
روى عنه: ابن النّجّار.
11- إلياس بن جامع بن عليّ [4] .
__________
[1] انظر عن (أسعد بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 68 رقم 891،
وتكمل إكمال الإكمال لابن الصابوني 133، 134 رقم 94، وتاريخ ابن
الدبيثي (باريس 5921) ورقة 255.
[2] انظر عن (أنجب بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 65، 66 رقم
884، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 273.
[3] في الأصل: «شروان» بالشين المعجمة. والمثبت عن تكملة المنذري حيث
قيّده بالحروف فقال: «وسروان: بفتح السين وسكون الراء المهملتين، وفتح
الواو وبعد الألف نون» .
[4] انظر عن (إلياس بن جامع) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 64، 65 رقم
882، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 277، 278، وتاريخ إربل 1/
191، والجامع المختصر
(43/48)
أَبُو الفضل الإِربلّيّ، الشَّاهد،
المحدّث.
وُلِدَ سنة إحدى وخمسين، وارتحل إِلى بغداد سنة اثنتين وسبعين، وأقام
بالنّظاميَّة وتفقّه. وسمع من: شُهْدَة، وعيسى الدُّوشَابِيّ، وعبدِ
الحقّ بْن يوسف، والأسعد بْن يلدرك، وأبي العلاء مُحَمَّد بْن جَعْفَر
بْن عقيل، وخلق كثير.
وكان وافرَ الهِمَّة، كثيرَ الكتابة، بارعا في معرفة الشّروط، ثقة
صدوقا، لَهُ تخاريجُ مفيدة.
وروى الكثير بإربِل [1] ، وبها تُوُفّي في ربيع الآخر وله خمسون سنة.
[حرف الباء]
12- بقاء بْن أَبِي شاكر [2] بْن بقاء.
أَبُو مُحَمَّد الحريميّ، ويُعرف بابن العُلِّيق [3]- بكسر لامِه.
سَمِعَ: ابن البَطِّي، وجماعة.
__________
[ () ] لابن الساعي 9/ 165، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 366 و 3/ 81،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 260، والمشتبه 1/ 126 (الحامي) ، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 1/ 125، 126، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 152
ب، والبداية والنهاية 13/ 42 وفيه: «أبو الفضل بن الياس» ، وهو غلط،
والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 165، وتوضيح المشتبه 2/ 133 (الحامي)
و 5/ 89 (سروان) ، وتبصير المنتبه 2/ 680، وعقد الجمان للعيني، 17/
ورقة 281.
[1] لم يفرد له ابن المستوفي ترجمة في تاريخ إربل، بل ذكره عرضا.
[2] انظر عن (بقاء بن أبي شاكر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 76 رقم
909، وفيه: «بقاء بن أبي شكر» ، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
280، 281، والجامع المختصر 9/ 160، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 165،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 161، وميزان الاعتدال 1/ 339، 340 رقم 1251،
والمغني في الضعفاء 1/ 109 رقم 943، وفيه: «بقاء بن شاكر» وهو غلط،
والمشتبه 2/ 470 (العليق) ، وتوضيح المشتبه 6/ 340 (العليق) ، ولسان
الميزان 2/ 41 رقم 415 وفيه: «بقاء بن شاكر» وهو غلط.
قال ابن النجار، وابن ناصر الدين: هو بقاء بن أحمد بن بقاء.
[3] قال المؤلّف- رحمه الله- في المشتبه 2/ 470 بكسر اللام وكأنها
إمالة وقال ابن ناصر الدين: هو بضم، وتشديد اللام ممالة، تليها مثنّاة
تحت ساكنة، ثم قاف.
(43/49)
قَالَ ابن نُقْطة: دَجّال، زوَّر ألفَ طبقة
عَلَى عَبْد الوهَّاب الأنماطيّ وابن خيرون، وكَشَط أسماء، وألحق
اسمَه. وكان يُظهِر الزُّهدَ، فدخلتُ عَلَيْهِ وأنا صبيٌّ مَعَ أصحاب
أَبِي، فأخرج مُشْطًا وقال: هذا مُشطُ فاطمة- عليها السّلامُ- وهذه
محبرةُ أَحْمَد بْن حنبل. ولم يزل عَلَى كذبه حتّى أراحَ اللهُ منه في
آخر السّنة بطريق مكَّة.
وقال ابن النّجّار: كَانَ سيّئَ الحال في صباه، تزهّدَ وصَحِبَ الفقراء
وانقطع، ونَفَق سوقه، وزاره الكبار، وأقبلت عَلَيْهِ الدّنيا، وبنى
رِباطًا، وكثُر أتباعه. وَقَعَ بإجازات فيها قاضي المارستان وطبقته،
فكَشَطَ فيها، وأثبت في الكشط اسمه، ورماها في زيتٍ فاختفى الكشط، وبعث
بها إِلى ابن الجوزيّ وعبد الرّزّاق، فنقلاها لَهُ ولم يَفْهما، ثُمَّ
أخفى أصلَ ذَلِكَ، وأظهر النّقل فسمع بها الطّلبة اعتمادا عليهما. وقد
ألحق اسمَه في أكثر من ألفِ جزء.
بيعت كتبُه فاشتريتُها كلَّها، فلقد رأيتُ مِن تزويره ما لم يبلغه
كَذَّاب، فلا تَحِلّ الرواية عَنْهُ.
ثُمَّ طَوَّل ابنُ النّجّار ترجمتَه وهتكَه. مات في عَشْر السّبعين.
وذكر أَنَّهُ كَانَ يُظهر الصّومَ للأتراك، ويمدّ لهم كِسَرًا وطعاما
خشنا، فإذا خرجوا أغلق الباب، وأكل الطّيّباتِ.
13- بوزبا الأمير [1] أَبُو سعيد التَّقَويّ.
مملوك تقيّ الدّين عُمَر صاحب حماة.
كَانَ من جُملة العسكر الّذين دخلوا المغرب، وخدموا مع السّلطان ابن
عَبْد المؤمن.
جاء الخبرُ في هذا العام بأنّه مات غريقا.
__________
[1] انظر عن (بوزبا الأمير) في: ذيل مرآة الزمان لليونيني 2/ 134،
والوافي بالوفيات 10/ 324 رقم 4835.
(43/50)
[حرف الثاء]
14- ثابت بْن أَحْمَد [1] ، أَبُو البركات الحربيّ.
المعروف بابن القاضي. سَمِعَ أبا القَاسِم ابن السَّمَرْقَنْديّ،
وغيره.
قَالَ ابن الدّبيِثيّ [2] : تركه النّاس لتزويره السّماعات، ولم أسمع
منه شيئا، وتُوُفي فِي ربيعٍ الأوّل.
[حرف الحاء]
15- الْحَسَن بْنُ الحَسَن بْن عليّ [3] .
الفقيه الأجَلّ مجد الدّين أَبُو المجد الأنصاريّ، الدّمشقيّ،
الشّافعيّ النّحّاس، المنسوب إليه حمّام النّحّاس بطريق الصّالحية.
سَمِعَ: أبا المظَّفرِ الفلكيّ، وأبا طاهر السِّلَفيّ، وابن عساكر.
وتفقّه عَلَى أَبِي سَعْد بْن [أَبِي] عصرون [4] .
روى عَنْهُ: الشّهابُ القُوصيّ، وغيرُه.
وتُوُفّي فِي الثالث والعشرين من جُمادي الآخرة.
وهو والدُ العماد عَبْد الله الأصمّ.
__________
[1] انظر عن (ثابت بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 60 رقم 876،
وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 289، وميزان الاعتدال 1/ 36 رقم
1353، ولسان الميزان 2/ 74 رقم 286.
[2] في تاريخه، الورقة 289.
[3] انظر عن (الحسن بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 69 رقم
894، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 152 ب، والعقد المذهب، ورقة 231.
[4] وقال المنذري: «وبه تميّز» .
(43/51)
16- الحَسَن بنُ مُحَمَّد [1] بْن عُبدُوس
[2] .
الأديب أَبُو عَليّ الواسطيّ الشّاعر، نزيل بغداد.
نَحْويٌّ فاضل، لُغَويّ، لَهُ شِعر جيِّد، مَدَحَ الكبارَ.
وتُوُفّي في صفر [3] .
[حرف الخاء]
17- الخَضِرُ بْن عَبْد الجبّار بْن جُمعة بْن عُمَر.
أَبُو القَاسِم التّميميّ الدّمشقيّ.
سَمِعَ: أبا العشائر محمدَ بْنَ خليل.
أخذ عَنْهُ: ابنُ الأنماطيّ، والتاجُ مُحَمَّد بْن أَبِي جَعْفَر،
وابنُ نسيم، وجماعةٌ «جزءَ» ابن أبي ثابت.
وكان يلقّب بالمهذّب.
__________
[1] انظر عن (الحسن بن محمد) في: الكامل في التاريخ 12/ 207، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 56 رقم 866، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة
16، والجامع المختصر 9/ 153، 154، وتلخيص مجمع الآداب 4/ 628 وفيه
وفاته سنة 600 هـ.، والغصون اليانعة لابن سعيد (القاهرة 1945) 12- 18،
والمختار من تاريخ ابن الجزري 89، والوافي بالوفيات 12/ 228، 229 رقم
205، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 106، 107 رقم 70، والعسجد المسبوك
2/ 295 وفيه: «الحسين» ، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة
131، وبغية الوعاة 1/ 523 رقم 1081.
[2] عبدوس: بضم العين. كما قال السيوطي في (بغية الوعاة) .
[3] وقال المنذري: حدّث بشيء من شعره، وكان فاضلا عارفا بالنحو واللغة،
وقال الشعر الحسن.
وقال ابن الأثير: اجتمعت به بالموصل، وردها مادحا لصاحبها نور الدين
أرسلان شاه وغيره من المقدّمين، وكان نعم الرجل، حسن الصحبة والعشرة.
وقال القفطي: سكن بغداد، وقرأ الأدب على مصدّق بن شبيب وكتب الصحاح
بخطّه، ومدح الناصر لدين الله بقصائد، وصار من شعراء الديوان المختصّين
بالإنشاد في التهاني والتعازي، وكان فاضلا، قيّما بالأدب، حسن المعاني،
مليح الإيراد، ساكنا، جميل الهيئة، طيّب الأخلاق، متودّدا ظريفا.
أورد له ابن النجار قطعتين من شعره.
(43/52)
تُوُفّي في جُمادي الآخرة وله ستٌّ وستّون
سنة.
[حرف الذال]
18- ذاكر الله [1] بْن إِبْرَاهيم بْن مُحَمَّد.
أَبُو الفَرَج الحَرْبِي، القارئ، المُذَكِّر، المعروف بابن البرنيّ
[2] .
سمع: أبا الحسين محمد بن أبي يعلى الفراء، وعبد الرحمن بن علي بن
الأشقر.
روى عنه: الدُّبيثِيّ، والضّياء، وابن خليل. وأجاز لأحمد بْن أبي
الخير، وغيره.
وهو أخو المظفّر [3] ابن البَرْنيّ.
تُوُفّي في ثامن عشر صفر.
[حرف الراء]
19- رضوان [4] بن محمد بن محفوظ بن الحَسَن ابن الرئيس القَاسِم.
ابن الفضل الثّقفيّ الأصبهانيّ، أَبُو شجاع.
وُلِد سنة ستٍّ وعشرين وخمسمائة [5] .
__________
[1] انظر عن (ذاكر الله) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة
51، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 5، والتكملة لوفيات النقلة
2/ 57 رقم 869، والجامع المختصر 9/ 155، والمختصر المحتاج إليه 2/ 68
رقم 663، والمشتبه 1/ 58، وتوضيح المشتبه 1/ 417.
[2] قال المنذري: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وكسر النون
(التكملة: 2/ 257) .
[3] سيأتي ذكره في وفيات سنة 607 من هذه الطبقة (الترجمة: 371) .
[4] كانت هذه الترجمة في آخر الطبقة ذكرها المؤلف ضمن من توفّوا بعد
سنة ستمائة على التقريب وإلى سنة عشر. وقد حولناها تلبية لرغبة المؤلف
حيث وضع إشارة بهذا المعنى في موضعها من السنة فقال: «رضوان الثقفي،
يحول من آخر الطبقة إلى هنا» . كما أشار عند نهاية ترجمته الواردة في
آخر الطبقة بقوله: «يحول» (الورقة: 89) .
[5] في الأصل وبخط الذهبي: «ستمائة» . وهو سبق قلم منه.
(43/53)
وسمع: زاهر الشَّحّاميّ، وابن أَبِي ذَر
الصَّالْحانيّ.
روى عَنْهُ: الضّياء، وابنُ خليل، وغيرهما.
وأجاز لابن أَبِي الخَيْر، ولابن أَبِي عُمَر، وللفخر عليّ، ولعمر بْن
أَبِي عصرون، وعدَّة.
قرأت وفاتَه بخطّ شيخنا ابن الظّاهريّ: سنةَ إحدى وستّمائة.
[حرف الضاد]
20- ضياءُ بنُ صالح [1] بْن كامل بْن أَبِي غالب.
أَبُو المظفَّر البغداديّ، الخَفّاف، ابن أخي المُفِيد المبارك بْن
كامل.
أجاز لَهُ: أَبُو مُحَمَّد سِبط الخيّاط، وأَبُو منصور بْن خيرون،
وجماعة.
وسكن دمشق، وقد ورد بغداد تاجرا سنةَ سبْعٍ وتسعين، وحدَّث ورجع،
وبدمشق تُوُفّي.
[حرف العين]
21- عائشة [2] ، وتدعى: فَرْحةَ، بنت أَبِي طاهر عَبْد الجبّار بْن
هِبة الله ابن البُنْدار.
من بيت حديث ورواية. روت عن أحمد بن عليّ ابن الأشقر.
وهي زوجة مُحَمَّد بْن مَشِّق المحدّث.
22- عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سالم [3] .
أَبُو مُحَمَّد البَلَنْسِيّ، المؤدِّب، الزّاهد.
قرأ القراءات وأدّب بالقرآن، وسمع من أبي الحسن ابن النّعمة.
__________
[1] انظر عن (ضياء بن صالح) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة
87، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 71، 72 رقم 899، وتلخيص مجمع الآداب ج 4
ق 4/ 791، 792، والمختصر المحتاج إليه 2/ 117 رقم 737.
[2] انظر عن (عائشة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 66 رقم 885.
[3] انظر عن (عبد الله بن أحمد) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار
2/ 877.
(43/54)
وتُوُفّي يومَ الفِطْر [1] ، وشَيَّعه
الخَلْقُ.
23- عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أيّوب بْن عَلي [2] .
أَبُو مُحَمَّد الحَرْبِيّ، البَقَليّ، الفَلاح البُسْتَنْبان [3] وهو
النّاطور.
شيخ مُسْنِد مُعَمَّر. تفرّد بالسّماع من أبي العزّ بن كادش، وسمع من
أَبِي القَاسِم بْن الحُصَيْن.
روى عَنْهُ: الدّبيثيُّ، وابن خليل، والضياء، والنجيب عبد اللطيف،
وآخرون. وبالإجازة: ابن أبي الخير، والفخر ابن البُخاريّ.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل عَنْ سبْعٍ وثمانين سنة [4] .
24- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد [5] بْن عَمْرو بْن أَحْمَد بْن
حَجّاج.
أَبُو الحَكَم اللّخميّ الإشبيليّ، الخطيب.
قال الأبّار: روى عَنْ جدّه أَبِي الحَكَم عَمْرو، وأبي مروان الباجي،
وأبي الحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد. وخطب بإشبيليّة مدَّة، ثُمَّ
استُعفي وانقبض عَنِ النّاس. وله حظّ من النّظم.
__________
[1] في (التكملة) : «توفي بعد عيد الفطر» .
[2] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 94، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 79- 82، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 61 رقم 878، والجامع المختصر 9/ 157، وسير أعلام
النبلاء 21/ 419، 420 رقم 214، والعبر 5/ 2، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 314، والمختصر المحتاج إليه 2/ 147 رقم 780، والمعين في طبقات
المحدّثين 183 قم 1950، وتوضيح المشتبه 1/ 565، والنجوم الزاهرة 6/
188، وشذرات الذهب 5/ 3.
[3] قيّده المنذري وابن ناصر الدين بالحروف. قال المنذري: البستنبان:
بضم الباء الموحّدة وسكون السين المهملة وفتح التاء ثالث الحروف وسكون
النون وبعدها باء موحدة وبعد الألف نون.
والبستان بان: بإثبات الألف.
[4] ورد في الأصل هنا ترجمة «عبد الجليل بن موسى القصري» ، وقد طلب
المؤلّف- رحمه الله- أن تحوّل إلى وفيات سنة 608 هـ. فقمت بتحويلها
امتثالا لطلبه.
[5] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار، وغاية
النهاية 1/ 378، 379 رقم 1613.
(43/55)
أخذ عَنْهُ: أَبُو القَاسِم الملاحيّ،
وأَبُو الحَسَن بْن خيرة، وأَبُو القَاسِم بْن الطَّيلسان.
وتُوُفّي في صفر وله تسعٌ وسبعون [1] .
قرأ عَلَيْهِ القراءات: أبو إسحاق بن وثيق، عَنْ جدّه، عَنْ شُرَيح.
25- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي حامد [2] عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن
بْن أَبِي حامد عليّ.
أَبُو القَاسِم الحَرْبِيّ، البَيِّع، المعروف بابن عَصِيَّة [3] .
سَمِعَ: قاضي المارستان، وأبا منصورٍ القَزَّازَ، ويحيى بْن الطّرّاح،
وأبا منصور بنَ خيرون، وعبدَ الله بْن أَحْمَد بْن يوسف، وأحمد بْن
مُحَمَّد الزَّوْزَنيّ، وعبدَ الوَهَّاب الأنماطِيّ، وطائفة.
روى عَنْهُ: الدّبيثِي، وابنُ خليل، والنّجيبُ عبدُ اللّطيف، وجماعة.
وأجاز لابن أَبِي الخَيْر، وللفخر عليّ، وللشيخ شمسِ الدّين عَبْد
الرَّحْمَن، وللكمال عَبْد الرحيم.
وتُوُفّي في سادس عشر جُمادي الأولى عَنْ بضع وسبعين سنة.
وأولاده: أَبُو حامد، وأَبُو جَعْفَر، وأَبُو بَكْر، وأَبو نصر، قد
سمعوا.
26- عَبْدُ الرَّحْيمَ بْن مُحَمَّد [4] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن
حمّوَيْه.
__________
[1] مولده سنة 522 هـ.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي حامد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 123، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 82، 83، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 66، 67، رقم 887، والمختصر المحتاج إليه 2/ 208 رقم
862، والمشتبه 2/ 463، وتوضيح المشتبه 6/ 279.
[3] قال المنذري: وعصيّة، بفتح العين وكسر الصاد والمهملتين وتشديد
الياء آخر الحروف وفتحها وبعدها تاء تأنيث.
[4] انظر عن (عبد الرحيم بن محمد) في: العبر 5/ 1، 2، ومرآة الجنان 4/
2، والعسجد المسبوك 2/ 295، وشذرات الذهب 5/ 3.
(43/56)
أَبُو إسْمَاعيل الأصبهانيّ نزيل هَمَذان.
وُلِدَ سنةَ أربع عشرة وخمسمائة.
وروى «المعجم الكبير» حضورا عَنْ أَبِي نَهْشَل عَبْد الصّمد
العَنْبَرِيّ، عَنِ ابن رِيذَة.
روى عَنْهُ: الحافظُ الضّياء، وقال فيه: الرجلُ الصّالحُ، نزيل
هَمَذان.
تفرّد بعدَّة شيوخ. وتُوُفّي في ذي القعدة.
قلتُ: وأجاز للشّيخ شمسِ الدّين، والفخر علي، والكمال عبد الرحيم،
وأحمد بن شيبان. وأضَرَّ في آخر عمره، وأصَمَّ، فَصَعُب الأخذُ عَنْهُ.
27- عَبْدُ العزيز بْن وهْب [1] بْن سلمان بْن أَحْمَد بْن الزَّنْف.
أخو مُحَمَّد بْن الفقيه الإِمام أَبِي القَاسِم الدّمشقيّ.
سَمَّعَهُ أبوه من عليّ بنِ عساكر المقدسيّ الخَشّاب، وغيره.
وهو أخو أَحْمَد ومحمد.
روى عَنْهُ: ابنُ خليل، وغيره.
وتُوُفّي في ذي القعدة.
28- عَبْدُ اللّطيف ابن القاضي أَبِي الحُسَيْن هِبة اللَّه [2] بْن
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الحديد.
الفقيه أَبُو مُحَمَّد المدائنيّ الشّافعيّ، الأديب، المتكلّم.
كَانَ أَبُوه قاضي المدائن وخطيبَها.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
وهو أخو محمد.
__________
[1] انظر عن (عبد العزيز بن وهب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 75 رقم
907.
[2] انظر عن (عبد اللطيف بن هبة الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 161، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 58 رقم 871.
(43/57)
29- عَبْد المنعم بْن عليّ [1] بْن نصر بْن
الصَّيْقَل.
أَبُو مُحَمَّد الحَرّانيّ الفقيه، الواعظ.
تفقَّه ببغداد عَلَى أَبِي الفتح نصر ابن المَنِّي. وسَمِعَ من: ابن
شاتيل، وجماعة.
وحَدَّث، ووعظ.
وهو والدُ النّجيب عَبْد اللّطيف.
تُوُفّي في ربيع الأوّل.
روى عَنْهُ ابنُ النّجّار [2] ، وقال: كَانَ ثقة متحرّيا، نَزِهًا،
متواضعا، لطيفَ الطَّبع [3] .
__________
[1] انظر عن (عبد المنعم بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 186، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 29، ومرآة
الزمان ج 8 ق 2/ 524، 525، وذيل الروضتين 51، 52، والتكملة لوفيات
النقلة 2/ 59 رقم 873، والجامع المختصر 9/ 156، 157، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 92 رقم 925، والعبر 5/ 2، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 36- 38
رقم 216، وعقد الجمان 17/ ورقة 281، 282، والنجوم الزاهرة 6/ 187،
وشذرات الذهب 5/ 3، 4، والتاج المكلل 217، 218.
[2] في التاريخ المجدّد، ورقة 29.
[3] وقال ابن النجار: كتب وحصّل وناظر في مجالس الفقهاء، وحلق
المناظرين، ودرّس وأفاد الطلبة، واستوطن بغداد، وعقد بها مجلس الوعظ
بعدّة أماكن. وكان مليح الكلام في الوعظ، رشيق الألفاظ، حلو العبارة،
كتبنا عنه شيئا يسيرا، وشيئا يسيرا، وكان ثقة صدوقا، متحرّيا، حسن
الطريقة، متديّنا متورّعا، نزها عفيفا، عزيز النفس مع فقر شديد. وله
مصنّفات حسنة وشعر جيد، وكلام في الوعظ بديع. وكان حسن الأخلاق، لطيف
الطبع، متواضعا، جميل الصحبة.
وقال سبط ابن الجوزي: كان صالحا ديّنا، نزها عفيفا، كيّسا، لطيفا،
متواضعا، كثير الحياء. وكان يزور جدي ويسمع معنا الحديث. وذكر أنه
استوطن بغداد لوحشة جرت بينه وبين خطيب حران ابن تيمية، فإنه خشي منه
أن يتقدّم عليه. فلما استشعر ذلك منه عاد إلى بغداد وسكنها.
قال: وحضرت مجالسه بباب المشرعة، وكان يقصد التجانس في كلامه، وسمعته
ينشد:
وأشتاقكم يا أهل ودّي وبيننا ... كما زعم البين المشتّ فراسخ
فأما الكرى عن ناظري فمشرّد ... وأما هواكم في فؤادي فراسخ
وذكره الناصح ابن الحنبلي فقال: اشتغل بالفقه، وسمع درس شيخنا ابن
المنّي، وتكلّم
(43/58)
30- عبدُ الواحد بْن معالي [1] بنِ
غَنِيمَة [2] بْن مَنِينَا [3] .
أَبُو أَحْمَد البَقّال.
بغداديٌّ، قليلُ الرواية.
روى عَنْ أَبِي البدر الكرْخيّ مشيختَه.
31- عَبْدُ الوهَّاب بْن هِبة الله [4] بْن محمود بْن ليث.
مُهَذَّب الدّين أَبُو مُحَمَّد الكَفْرطابيّ، الْجَلاليّ. نسبة إِلى
الصّاحب جلال الدّين.
وُلِدَ سنةَ ثلاث أو أربع أو خمس وعشرين وخمسمائة.
وأجاز لَهُ: أَبُو العزّ بنُ كادش، وأَبُو القَاسِم بنُ الحُصَيْن،
وأَبُو غالب بْنُ البنّاءِ، وآخرون. وروى بدمشق عنهم.
سَمِعَ منه: الشّهاب القُوصيّ وذكر أنّه بَزّاز، وتُوُفّي في المحرّم.
وروى عَنْهُ أيضا: التّقيّ اليَلْدانيّ. وأجاز للشّيخ شمس الدين بن أبي
عمر، وللفخر علي.
32- عُبَيْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن [5] بْن عُبَيْد الله.
__________
[ () ] في مسائل الخلاف، واشتغل بالوعظ، وفتح عليه بالنظم، والنثر،
ورجع إلى حرّان، ووعظ بها مدّة، ثم سافر إلى دمشق، وحضر مجلسي، وسألناه
أن يجلس فامتنع وقال: ما أجلس في بلد تجلس أنت فيه، كأنّه يكرمني بذلك،
ثم عاد إلى بغداد.
[1] انظر عن (عبد الواحد بن معالي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 173، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 55، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 57 رقم 868، والمختصر المحتاج إليه 3/ 75 رقم 884،
وتوضيح المشتبه 6/ 195 و 8/ 163.
[2] غنيمة: بفتح الغين المعجمة وكسر النون وسكون الياء آخر الحروف،
وفتح الميم وبعدها تاء تأنيث. قاله المنذري.
[3] منينا: بفتح الميم وكسر النون وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها نون
مفتوحة وألف مقصورة. (المنذري) .
[4] انظر عن (عبد الوهاب بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 54
رقم 862، وتوضيح المشتبه 2/ 564.
[5] انظر عن (عبيد الله بن عبد الرحمن) في: التكملة لكتاب الصلة لابن
الأبار 2/ 939.
(43/59)
أَبُو مروان ابن الصَّيْقَل الأنصاريّ،
القُرطبيّ.
قَالَ الأبّار: أخذ القراءاتِ عَنْ أَبِي القَاسِم بْن رضا، ومحمد بْن
عليّ الأزْدي [1] الأفطس. وسَمِعَ الحديثَ من أَبِي مُحَمَّد عَتّاب.
وصحبَ أبا مروان ابن مَسَرَّة وأكثر عَنْهُ. وعَلَّمَ بالقرآن، فرَأس
في ذَلِكَ. وطال عُمُرُهُ، فقرأ عَلَيْهِ الأجدادُ والآباءُ والأبناءُ.
وكان من أهل الزّهد والتّواضع والصّلاح. ذكره ابنُ الطّيْلَسان، وقال:
تُوُفّي وقد راهق المائة سنة إحدى وستمائة. في سماعه مِن ابن عتّاب
عندي نظر، وإذا صحّ، فهو آخِرُ مَنْ حَدَّث عَنْهُ. قَالَه الأبّار.
33- عَسْكر بْن حَمائِل بْن جُهَيْم.
أَبُو الجيوش الخَوْلانيّ، الدَّارانيّ.
حدّث عَنْ: أَبِي القاسم ابن عساكر.
سَمِعَ منه: العماد عَليّ بن القاسم بن عساكر، وغيره في هذه السّنة.
34- عليّ بْن محمد بْن فرحون [2] القيسيّ، القُرطبيّ.
قَالَ الأبّار: حجَّ وسَمِعَ من السِّلَفيّ وغيره. ونزل مدينة فاس،
وكان زاهدا صالحا فاضلا، عَلَّم بالفرائض والحساب، ثُمَّ حَجّ وجاور
إِلى أن مات [3] .
35- عليّ بْن مُحَمَّد بْن خِيَار.
أَبُو الحَسَن البَلَنْسِيُّ الأصلِ، الفاسِيُّ، الفقيهُ.
__________
[1] هكذا في الأصل وكذلك عند ابن الجزري (غاية النهاية 1/ 428) ، وفي
تكملة ابن الأبار:
«اللاردي» .
[2] انظر عن (علي بن محمد بن فرحون) في: التكملة لكتاب الصلة لابن
الأبار، (مخطوطة الأزهر) ج 3/ ورقة 70، وصلة الصلة لابن الزبير 7118
والذيل والتكملة على كتابي الموصول والصلة 5 ق 1/ 375، 376 رقم 650
وفيه «فرجون» ، وفي نسخة أخرى «فرحون» بالحاء المهملة.
[3] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان فقيها حافظا، شاعرا محسنا،
ماهرا في الحساب عارفا بفرائض المواريث، وعلّم بهما طويلا بفاس، ذاكرا
تواريخ الصالحين وأخبارهم، ومصنّفاته في ذلك كله جليلة نافعة، منها:
«لباب اللباب في بيان مسائل الحساب» ، وكتاب «الزاهر في المواعظ
والآداب» ، وكفّ بصره قديما.
(43/60)
تفقّه عَلَى أَبِي عَبْد الله بْن
الرّمّامة، ولازمه مدَّة، وسَمِعَ: أبا الحَسَن بْن حُنين، وأبا
القَاسِم بْن بَشْكُوال.
وكان فقيها مشاوَرًا، تاركا للتّقليد، مائلا إِلى الاجتهاد. عاش
نَيِّفًا وستّين سنة.
حَدّثَ في هذا العام.
36- عليّ بْن الحَسَن بْن عَنْتَر [1] .
الأديب أَبُو الحَسَن النَّحْويّ، اللُّغَويّ، الشّاعر المعروف
بشُمَيْم الحِلِّيّ.
قدِمَ بغداد، وتأدّب بها على أبي محمد بْن الخشّاب، وغيره. وحفظ كثيرا
من أشعار العرب، وأحْكَم اللّغة والعربيَّة، وقال الشِّعرَ الجيّد إلّا
أنّ حُمْقَه أخَّره. وجَمع مِن شِعره كتابا سمّاه «الحماسة» .
وقد ورد الشّام، ومدح جماعة من أمرائها، وأقام بالمَوْصِلِ.
وقيل: إنّه قرأ على ملك النّحاة أبي نزار [2] .
__________
[1] انظر عن (علي بن الحسن بن عنتر) في: معجم الأدباء 13/ 50- 72 رقم
13، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 137، والتاريخ المجدّد لابن
النجار (الظاهرية) ورقة 210، 211، وإنباه الرواة 2/ 243- 246، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 65 رقم 883، وذيل الروضتين 56، والجامع المختصر 9/
157- 160، ووفيات الأعيان 3/ 339، 340 رقم 455، والغصون اليانعة 5- 12،
وسير أعلام النبلاء 21/ 411، 412 رقم 208، والعبر 5/ 2، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 314، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والتلخيص لابن مكتوم،
ورقة 133، والوافي بالوفيات 12/ ورقة 20- 23، والبداية والنهاية 13/
41، والفلاكة والمفلوكين للدلجي 95، 96، رقم 67، وطبقات النحاة
واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 208، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 34- 40،
والعسجد المسبوك 2/ 295، 296، والنجوم الزاهرة 6/ 188، وبغية الوعاة 2/
156، وشذرات الذهب 5/ 4، وكشف الظنون 197، 692، 1563، 1788، 1791،
وإيضاح المكنون 2/ 192، 325، 408، 447، 449، 560، 565، وهدية العارفين
1/ 703، ومعجم المؤلفين 7/ 67، 68، والبدر السافر، ورقة 13.
[2] قال ذلك ياقوت الحموي على سبيل الظنّ. (معجم الأدباء 13/ 51) .
(43/61)
قرأتُ بخطّ مُحَمَّد بْن عَبْد الجليل
المُوقَانيّ: قَالَ بعض العلماء [1] :
وردت إِلى آمِدَ سنة أربعٍ وتسعين [2] فرأيتُ أهلها مُطْبقين عَلَى وصف
هذا الشّيخ، فقصدتُه إِلى مسجد الخَضِرِ، ودخلتُ عَلَيْهِ، فوجدت شيخا
كبيرا قَضِيف الجسم [3] في حُجرة من المسجد، وبين يديه جمدان [4] مملوء
كتبا من تصانيفه [5] ، فسلّمت عليه وجلست [6] ، فَقَالَ: مِن أين أنت؟
قلت: من بغداد.
فهشّ بي، وأقبل يسألني عنها، وأُخبرُه، ثُمَّ قلت: إنّما جئت لأقتبِسَ
مِن علومك شيئا. فَقَالَ: وأيُّ عِلمٍ تُحِبُّ؟ قلتُ: الأدب. قَالَ:
إنّ تصانيفي في الأدب كثيرة، وذاك أنّ الأوائل جمعوا أقوالَ غيرهم
وبَوَّبُوها، وأنا فكلُّ ما عندي من نتائج أفكاري، فإنّني قد عملت كتاب
«الحماسة» [7] ، وأبو تمّام جمع أشعار العرب في «حماسته» ، وأنا فعملت
حماسة من أشعاري. ثمّ سبّ أبا تمّام، وقال: رأيتُ النّاس مُجمعين عَلَى
استحسان كتاب أَبِي نُواس في وصف الخمر، فعملتُ كتاب «الخمريّات» من
شِعري، لو عاش أَبُو نواس، لاستحيى أن يذكر شِعره، ورأيتهم مُجمعين
عَلَى خُطَب ابنِ نُباتة، فصنّفت خُطبًا لَيْسَ للنّاس اليوم اشتغالٌ
إلّا بها. وجعل يُزري عَلَى المتقدّمين، ويَصفُ نفسه ويجهِّلُ الأوائل،
ويقول: ذاك الكلب. قلتُ: فأنْشِدْني شيئا. فأنشدني من «الخمريّات»
لَهُ، فاستحسنت ذَلِكَ، فغضب وقال: ويلك ما عندك غيرَ الاستحسانَ؟
فقلت: فَما أصنعُ يا مولانا؟ قال: تصنع هكذا. ثمّ قام يرقص
__________
[1] هو ياقوت الحموي في (معجم الأدباء 13/ 51 وما بعدها) .
[2] في (المعجم) : «في شهور سنة أربع وأربعين وخمسمائة» .
[3] رجل قضيف: قليل اللحم (أساس البلاغة 774) .
[4] الجمدان: الوعاء الكبير. وهو معرب (انظر المعرب للجواليقي ص 47) .
وفي معجم الأدباء 13/ 52 «جامدان» .
[5] زاد في المعجم: «فحسب» .
[6] زاد في المعجم «بين يديه، فأقبل عليّ» .
[7] العبارة عند ياقوت: «وكنت كلما رأيت الناس مجمعين على استحسان كتاب
في نوع من الآداب استعملت فكري وأنشأت من جنسه ما أدحض به المتقدم، فمن
ذلك أن أبا تمام جمع أشعار العرب في حماسته وأما أنا فعملت حماسة من
أشعاري وبنات أفكاري» .
(43/62)
ويصفِّقُ إِلى أن تَعبَ. ثُمَّ جلس وهو
يَقُولُ: ما أصنع ببهائمَ [1] لا يفرّقون بين الدّرّ والبعر! فاعتذرت
إِلَيْهِ، وأنشدني شيئا آخر.
وسألته عَنْ أَبِي العلاء المعرِّيّ، فنهرني، وقال: ويلك كم تسيء الأدب
بين يديَّ، ومِنْ ذَلِكَ الكلب الأعمى حتّى يُذكرَ في مجلسي! قلتُ:
فَما أراك ترضى عَنْ أحد [2] . قَالَ: كيف أرضى عنهم وليس لهم ما
يُرضيني! قلت: فَما فيهم مَنْ لَهُ ما يُرضيك؟ قَالَ: لا أعلم إلّا أن
يكون المتنبّي في مديحه خاصَّة، وابنُ نُباتة في خُطَبه، وابنُ
الحريريّ في مقاماته. قلت: عجب إذ لم تُصَنِّف مقاماتٍ تَدْحَضُ
مقاماتِه! قَالَ: يا بُنَيّ، اعلم أنّ الرجوعَ إِلى الحقّ خيرٌ من
التّمادي في الباطل، عملتُ مقاماتٍ مرّتين فلم ترضني، فغسلتها، وما
أعلم أنّ الله خلقني إلّا لأُظهرَ فضلَ ابن الحريريّ. ثُمَّ شَطَح [3]
في الكلام وقال:
لَيْسَ في الوجود إلّا خالقان [4] : واحد في السّماء، وواحد في الأرض،
فالّذي في السّماء هُوَ الله تَعَالَى، وَالَّذِي في الأرض أَنَا.
ثُمَّ التفت إليّ وَقَالَ: هَذَا لا يحتمله العامّة لكونهم لا
يَفهَمونه، أَنَا لا أقدِر عَلَى خلق شيءٍ إلّا خلق الكلام. فقلتُ: يا
مولانا أَنَا مُحَدِّث، وإنْ لم يكن في المحدّث جراءة مات بغيظة [5] ،
وأحبّ أن أسألك عن شيء. فتبسّم وقال: ما أراك تسأل إلّا عن معضلة،
هاتِ. قلت: لِمَ سُمّيت بشُمَيْم؟ فشتمني وضَحِكَ، وقال: اعلم أنّني
بقيت مدَّةً لا آكل إلّا الطّين، قصدا لتنشيق الرطوبة وحِدَّة الحفْظ،
فكنت أبقى مدّة لا أتغوّط ثُمَّ يجيء كالبندقة من الطّين، فكنت آخذه
وأقول لمن أنبسط إِلَيْهِ: شُمَّه فإنّه لا رائحةَ لَهُ، فَلُقِّبتُ
بذلك، أرضيتَ يا ابن الفاعلة! تُوُفّي شُمَيْم بالمَوْصِلِ في ربيع
الآخر [6] عَنْ سنٍّ عالية.
__________
[1] في المعجم: «ما أصنع وقد ابتليت ببهائم» .
[2] في (معجم الأدباء 13/ 57) : «عن أحد ممن تقدم» .
[3] في معجم الأدباء 13/ 68 «سطح» .
[4] في الأصل «خالقين» . والصواب ما أثبتناه.
[5] في معجم الأدباء 13/ 59 «مات بغصّته» .
[6] قال ابن النجار: «سمعت محمد بن عبد الله ابن المغرب بدمشق يقول:
مات علي بن
(43/63)
قال ابن النّجّار [1] : كان أديبا مبرّزا
في عِلم اللّغة والنَّحو، وله مصنّفات وأنشاد وخُطَبٌ ومقامات، ونثرٌ
ونظم كثير، لكنّه كَانَ أحمقَ، قليلَ الدّين، رقيعا، يستهزئُ بالنّاس،
لا يعتقدُ أنّ في الدّنيا مثلَه، ولا كَانَ ولا يكون أبدا. إلى أن
قَالَ: وأدركه الأجلُ بالموصل عَنْ تسعين سنة أو ما قارَبَها.
ويُحكى عَنْهُ فسادُ عقيدةٍ، سَمِعْتُ أبا القَاسِم ابن العديم يحكي
عَنْ مُحَمَّد بْن يوسف الحنفيّ قَالَ: كَانَ الشُّمَيْم يبقى أيّاما
لا يأكل إلّا الترابَ، فكان رجيعُه يابسا لَيْسَ بمُنتِن، فيجعله في
جيبه، فمن دخل إِلَيْهِ يُشِمُّه إياه ويقول: قد تجوهرت.
ومن نظم شميم:
كنت حرّا فمذ تَمَلَّكْتَ رِقِّي ... باصْطِنَاعِ المَعْرُوفِ
أصْبَحْتُ عَبْدَا
أشْهَدت أنْعُمٌ عليَّ لَكَ الأعْضَاءُ ... مِنِّي فَمَا أُحَاوِل
جَحْدَا
وجَدِيرٌ بأنْ يُحَقّقَ ظَن ... الجودِ فيه مَنْ لِلنَّوَالِ تَصَدَّى
[2]
ومن تواليفه: «متنزَّه القلوب في التّصاحيف» ، «شرح المقامات» ،
«الحماسة» ، «الخُطَب» ، «أنس الجليس في التّجنيس» ، «أنواع الرقاع في
الأسجاع» ، «المرازي في التّعازي» ، «الأماني في التّهاني» ، «معاياة
العقل في معاناة النّقل» ، «المهتصر في شرح المختصر» ، «كتاب اللّزوم»
مجلّدان، «مناقب الحِكم في مثالب الأمم» مجلّدان. ثُمَّ سَمَّى عدَّة
تصانيف لَهُ [3] ، ثُمَّ قَالَ: مات في ربيع الأوّل سنة إحدى وستّمائة.
__________
[ () ] الحسن بن عنتر النحويّ المعروف بالشميم بالموصل فِي ليلة الثاني
عشر من ربيع الأول سنة إحدى وستمائة، وحضرت جنازته» (التاريخ المجدد-
الظاهرية- الورقة 211) . وفي تكملة المنذري الأخير من شهر ربيع الآخر
(2/ 65) .
[1] في المصدر نفسه.
[2] وردت الأبيات في هامش النسخة غير واضحة والمثبت يتفق مع: تاريخ ابن
النجار التي في الظاهرية.
[3] انظر معجم الأدباء 13/ 70- 72 ففيه أسماء مؤلّفاته الكثيرة.
(43/64)
وذكره ابن المستوفي في «تاريخه» [1] ورماه
بالحمق الزّائد، وأنّه كَانَ إذَا أنشد بيتا من نظْمه، سَجَدَ. وكان
يسخر بالعلماء، ويستهزئ بمعجزات الأنبياء ولا يعظِّم الشرع، ولا يصلّي،
عارضَ القرآن المجيد فكان إذا أورده تَعَوَّذ ومسِح وجهه ثُمَّ قرأ.
وقال: سألني النّصارى كتْمان قراءتي كيلا أُفسدَ عليهم دينهم. ثُمَّ
أورد ابن المستوفي ألفاظا، وأورد من شِعره أشياء فيها الجيّد والغثّ،
وطَوَّل.
37- عليّ بْن الخَضِر بن حسن.
أبو الحسين ابن المجرّيّ الدّمشقيّ.
سَمِعَ من السِّلَفِيّ.
وحدّث، كتب عَنْهُ: القَفْصيّ، وغيره.
وقال الضّياء: تُوُفّي في ذي القعدة.
38- عَلي بْن عَقِيل [2] بْن عليّ بْن هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن
عَلِيّ.
الفقيه أَبُو الحَسَن بْن الحُبُوبيّ [3] الثَّعْلَبِيّ [4] ،
الدِّمشقيّ، [السّاجيّ] ، المعدّل.
ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
وحدّث عن: أبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي المظَّفر الفلكيّ،
وأبي المعالي مُحَمَّد بْن الموازينيّ.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ، وقال: كَانَ كثيرَ الفضل، ظريف الشّكل،
__________
[1] لم أجده في المطبوع من «تاريخ إربل» .
[2] انظر عن (علي بن عقيل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 71 رقم 897،
والمشتبه 1/ 115، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 295، والعقد
المذهب، ورقة 255، وتوضيح المشتبه 2/ 51 و «عقيل» : بفتح العين وكسر
القاف.
[3] منسوب إلى الحبوب جمع الحب، قال المنذري: بضم الحاء المهملة وبعدها
باء مضمومة موحدة وبعد الواو الساكنة باء موحدة أيضا.
[4] المشتبه: 1/ 115، التوضيح 2/ 51.
(43/65)
درّس بالأمينيّة، وأمّ بمشهد عليّ. لقبُه:
ضياء الدّين.
وروى عَنْهُ: ابنُ خليل، وأجاز لابن أَبِي الخير.
تُوُفّي في رجب.
39- عليّ بْن عليّ بْن الحَسَن [1] بن رزبهان بن باكير.
أَبُو المظفَّر الفارسيّ، ثُمَّ البغداديّ، المَرَاتبيّ، الوزير.
سمع: أبا القاسم إسماعيل ابن السَّمَرْقَنْدي.
روى عَنْهُ: الدّبيثيّ، والضّياءُ، وغيرُهما.
وكان رئيسا جليلا كاتبا ذا رأيٍ وشهامة. وَلي الوِزارة سنةَ خمسين وخمس
مائة للسّلطان سُلَيْمَان شاه بْن مُحَمَّد السَّلجوقيّ إذ غَلَب عَلَى
بغداد.
تُوُفّي في ذي الحجَّة وله ستٌ وثمانون سنة.
وكان صبورا عاقلا، شيعيّا، افتقر في الآخر واحتاج.
40- عليّ بْنُ المبارك بْن أَحْمَد [2] .
أَبُو الحَسَن البغداديّ، المقرئ، المعروف بابن المؤذّن.
حَدّثَ عَنْ قاضي المارستان، وأبي سَعْد البغداديّ.
روى عَنْهُ: الدّبيثِي [3] ، وقال: وُلِد سنة ستّ عشرة وخمسمائة.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
وأجاز لابن البُخَاريّ.
41- عمران بن منصور بن عمران [4] .
__________
[1] انظر عن (علي بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 148،
والجامع المختصر 9/ 160، 161، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 75، 76 رقم
908، والمختصر المحتاج إليه 3/ 130، 131 رقم 1020، والوافي بالوفيات
12/ ورقة 122.
[2] انظر عن (علي بن المبارك) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 164،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 59، 60، رقم 874، والمختصر المحتاج إليه 3/
141 رقم 1052.
[3] في تاريخه، ورقة 164، وانظر: المختصر 3/ 141.
[4] انظر عن (عمران بن منصور) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 184،
والتاريخ
(43/66)
أبو نعيم الواسطيّ ابن الباقِلانيّ.
أخو مقرئ العراق عبدِ الله.
شيخ مسند له إجازة من أبي القاسم ابن الحصين، وأبي غالب ابن البَنّاء.
وسَمِعَ بواسط من: أَبِي الكَرَم نصر اللَّه بْن مُحَمَّد ابن
الْجَلَخْت، وأبي الحَسَن عليّ بْن مُحَمَّد بْن هِبة اللَّه بْن عَبْد
السّلام الكاتب، وسَعْد بْن عَبْد الكريم الغَنْدَجانيّ، وأبي عَبْد
اللَّه مُحَمَّد بْن عَلِيّ الجلّابيّ.
روى عَنْهُ أَبُو عبدِ الله الدّبيِثيّ، وقال [1] : تُوُفّي بواسط.
أجاز للشيخ شمسِ الدّين عبدِ الرَّحْمَن، والفخر عليّ.
42- عُمَر بْن أَحْمَد بْنُ عُمَر بْن سالم ابن الدُّردانة.
بغداديّ صالح، عابد، مقرئ، من أهل الحربيَّة.
روى عَنْ أَبِي الفتح ابن البَطِّيّ، وغيره.
روى عَنْهُ: الحافظُ الضّياء، وغيره. وأجاز لشمسِ الدّين عَبْد
الرَّحْمَن، وللفخر عليّ، وإسماعيل العسقلانيّ.
وتُوُفّي في رمضان.
قَالَ الضّياء: لم أرَ ببغداد أحسنَ صلاة منه.
[حرف الفاء]
فرحة بنت عَبْد الجبّار بْن هِبة الله ابن البُندار.
أمّ الحياء.
هي عائشة. مَرَّت [2] .
__________
[ () ] المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة 82، والتكملة لوفيات النقلة
2/ 77 رقم 912، والمختصر المحتاج إليه 3/ 155 رقم 1094.
[1] في تاريخه، ورقة 184، وانظر المختصر 3/ 155.
[2] برقم (21) .
(43/67)
[حرف الكاف]
43- كرجي الأمير [1] علم الدّين الأسديّ.
ورّخه أبو شامة [2] .
[حرف الميم]
44- مُحَمَّد بْن أَبِي المظفّر [3] أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن عَبْد
الباقي بْن شُقْران [4] .
أَبُو تمّام القُرشيّ، الزُّهْرِي، البغداديّ، البزّاز.
سَمِعَ مِن والده، وَمِن أَبِي الوقت.
وهو من بيت الحديث والرواية.
45- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أَبُو القَاسِم التُجِيبيّ، المُرسيّ.
سَمِع مِن: أَبِيهِ، وأبي عَبْد اللَّه بْن سعادة، وأبي بَكْر بْن
أَبِي ليلى، وجماعة. ولازمَ القاضيَ أبا الوليد بْن رُشْد.
ولي قضاء دانية. وتُوُفّي كهلا. وكان أديبا شاعرا.
46- مُحَمَّد بْن عليّ بْن مروان [5] .
القاضي أَبُو عَبْد الله الهَمْدانيّ، الوَهْرانيّ.
ولي قضاء تِلِمْسان، ثُمَّ ولي قضاء الجماعة بِمَرّاكُش بعد أَبِي
جَعْفَر بْن مضاء، ثمّ عزل، ثمّ أعيد بعد عزل أبي القاسم بن بقيّ.
__________
[1] انظر عن (كرجي) في: ذيل الروضتين 52، وعقد الجمان 17/ ورقة 281،
282.
[2] في ذيل الروضتين، وقال: «توفي بدمشق ثالث عشر ربيع الآخر وصلّى
العادل عليه بمرج باب الحديد ودفن بالجبل» .
[3] انظر عن (محمد بن أبي المظفر) في: تاريخ ابن الدبيثي 1/ 138، 139،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 61، 62 رقم 879، والمختصر المحتاج إليه 1/
16، 17.
[4] شقران: بضم الشين المعجمة وسكون القاف وفتح الراء المهملة وبعد
الألف نون. (المنذري) .
[5] انظر عن (محمد بن علي بن مروان) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 2/
681.
(43/68)
وكان محمودَ السّيرة، شديدَ الهيبة، سريعَ
الفصلِ، موصوفا بالعدل، ذا تُؤدة وسُؤْدُدٍ.
ذكره أَبُو عَبْد الله الأبّار، فَقَالَ: تُوُفّي سنة إحدى وستّ مائة،
وصلّى عليه الإمام النّاصر ابن المنصور.
47- مُحَمَّد بْن أَبِي الفخر حامد [1] بْن عَبْد المنعم بْن أَبِي
القَاسِم.
أَبُو الماجد المُضَريّ، الأصبهانيّ.
وُلد سنة عشرين [2] .
وسَمِعَ حضورا من فاطمة الْجُوزْدَانيَّة، وحدَّث عنها ببغداد.
روى عَنْهُ: الحافظُ الضّياء. وسَمِعَ منه: عُمَر بْن عَلِيّ
الْقُرَشِيّ. ومات قبله ببضع وعشرين سنة.
تُوُفّي بأصبهان في رجب.
وروى عَنْهُ: عُمَر بْن شعْرانة.
48- مُحَمَّد بْن الحُسَيْن [3] بْن أَبِي الرضا بْن الخَصِيب [4] بْن
زيد.
أَبُو المفضّل القُرشيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ.
وُلد سنةَ خمسٍ وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: جمال الْإِسْلَام أَبِي الْحَسَن بْن المسلَّم، وأبي طالب
عليّ بْن أَبِي عقيل الصُّوريّ، وأبي الفتح نصر الله المصّيصيّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي الفخر) في: تاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي
1870) ورقة 39، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 71 رقم 898. والمختصر
المحتاج إليه 1/ 43.
[2] أي عشرين وخمس مائة.
[3] انظر عن (محمد بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 54 رقم
861، وسير أعلام النبلاء 21/ 442، 443 رقم 234، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 314، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والمعين في طبقات المحدّثين
186 رقم 1975، والعبر 5/ 2، ومرآة الجنان 4/ 2، ولسان الميزان 5/ 141،
رقم 467، والنجوم الزاهرة 6/ 188، وشذرات الذهب 5/ 6، وموسوعة علماء
المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (تأليفنا) ق 2 ج 4/ 11 رقم 992.
[4] في (المعين) : «الخطيب» وهو تصحيف.
(43/69)
روى عَنْهُ: إبراهيمُ بنُ إسْمَاعيل
المقدسيّ، وعبدُ المَلِك بْن عَبْد الكافي الرَّبَعي، وعبدُ الواحد بْن
أَبِي بَكْر الحمويّ الواعظ، ويوسفُ بْن خليل، وإسماعيل القوصيّ، ومحمد
بْن حَسَّان الخطيب، ومحمد بْن المُسَلَّم بْن أَبِي الخوف الحارثيّ،
وآخرون. وأجاز لأحمد بْن سلامة، والفخر عليّ، والكمال عَبْد الرحيم،
وغيرهم.
وتُوُفّي في ثالث المحرّم.
وكان يقال لَهُ: سِبط زيد المحتسب.
قَالَ يوسفُ بنُ خليل: كَانَ ضعيفا. ثُمَّ ذكر وفاته وشيوخه.
وقال غيره: كَانَ ثقة عالما.
49- مُحَمَّد بْن حَمْد [1] بْن حامد بْن مُفَرج بْن غياث.
الشّيخُ الصّالحُ أَبُو عَبْد الله ابن الأجلّ الصّالح أَبِي الثّناء
الأنصاريّ، الأرتاحيّ [2] ، ثُمَّ المصريّ الأَدَميّ، الحنبليّ.
قَالَ الحافظُ عبدُ العظيم [3] : كَانَ ذكر ما يدلّ عَلَى أنّ مولده
سنة سبْعٍ وخمس مائة [4] تخمينا. سَمِعَ من أَبِي الحَسَن عليّ بْن نصر
الأرتاحيّ بمصر، والمبارك بْن عليّ الطّبّاخ بمكَّة. وأجاز لَهُ أَبُو
الحَسَن عليّ بْن الحُسَيْن الفَرّاء في سنة ثمان عشرة وخمسمائة، فحدّث
بها مدة طويلة [5] . وكتب عنه
__________
[1] انظر عن (محمد بن حمد) في: معجم البلدان 1/ 190، 191، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 72، 73 رقم 900، والمعين في طبقات المحدّثين 186، رقم
1977، والإشارة إلى وفيات الأعيان 334، والإعلام بوفيات الأعلام 248،
والعبر 5/ 2، 3، وسير أعلام النبلاء 21/ 415، 416 رقم 211، ودول
الإسلام 2/ 108، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 38 رقم 217، وذيل
التقييد 1/ 120، 121 رقم 175، والمقفى الكبير 5/ 608، 609 رقم 2169،
والنجوم الزاهرة 6/ 188، وشذرات الذهب 5/ 46، والتاج المكلّل للقنوجي
218.
[2] الأرتاحي: نسبة إلى أرتاح، حصن من أعمال حلب.
[3] في التكملة لوفيات النقلة 2/ 72.
[4] زاد في التكملة: «أو ما حولها» .
[5] زاد في التكملة: «ونشر بها علما كثيرا» .
(43/70)
جماعةٌ من الحفّاظ. وهو أوَّلُ شيخ
سَمِعْتُ منه [1] الحديثَ بإعادة والدي وأجاز لي في سنة إحدى وتسعين
وخمسمائة. وهو من بيت القرآن والحديث والصّلاح. تُوُفّي في العشرين من
شعبان.
قلت: روى عَنْهُ: الحافظُ عَبْد الغنيّ، والحافظُ بْن المُفَضّل،
والحافظ الضّياء، والرشيدُ العَطّار، وابنُ خليل، ونَسيبُهُ لاحق بْن
عَبْد المنعم بْن قاسم بْن أَحْمَد بن حمد الأرتاحيّ، وعليُّ بْن عَبْد
الرّزّاق بْن القَطّان، وسِبْطه أَحْمَد بْن حامد بْن أَحْمَد
الأرتاحيّ، وأبو حامد مُحَمَّد ابْن قاضي القُضاة صَدْر الدين عَبْد
الملك بن درباس، وأَبُو بَكْر بْن عليّ بْن مكارم، وأَبُو الحَسَن
عليُّ بْنُ شجاع العبّاسيّ، والنّظام عثمانُ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن
رشيق الرَّبَعي، والمعين أحمد بن زين الدّين، والخطيبُ عَبْد الهادي
بْن عَبْد الكريم القَيسيّ، وأَبُو الفضل مُحَمَّد بْن مهلهل
الْجِيتِيّ [2] ، وخلق سواهم.
وأجاز لابن أَبِي الخير.
قَالَ الضّياء مُحَمَّد: كَانَ شيخنا هذا ثقة ديِّنًا ثَبتًا، حسَن
السّيرة، ولم يوجد لَهُ فيما نعلم شيء عالٍ سوى إجازة الفَرّاء. وقد
كنّا نسمع عَلَيْهِ بعض الأوقات باللّيل، ولا يكاد يملُّ من
التَّسْمِيع- رحمه الله-.
50- مُحَمَّد بن سعد الله [3] بن نصر ابن الدّجاجيّ [4] .
أبو نصر الواعظ.
__________
[1] في الأصل: «منهم» وهو سبق قلم من المؤلّف- رحمه الله-.
[2] نسبة إلى «جيت» من أعمال نابلس «المشتبه 1/ 138، توضيح المشتبه 2/
212) .
[3] انظر عن (محمد بن سعد الله) في: تاريخ ابن الدبيثي 1/ 285- 287،
وعقود الجمان لابن الشعار، ورقة 114- 117، وذيل الروضتين 52، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 58، 59 رقم 872، والجامع المختصر 9/ 155، 156، وتاريخ
إربل 1/ 284، والمختصر المحتاج إليه 1/ 53، والمشتبه 1/ 239، والذيل
على طبقات الحنابلة 2/ 34- 36 رقم 215، والبداية والنهاية 13/ 42،
والوافي بالوفيات 3/ 91 رقم 1019، وعقد الجمان 17/ ورقة 277- 281،
والنجوم الزاهرة 6/ 187.
[4] تصحفت هذه النسبة في (البداية والنهاية) إلى: «الأرتاحي» .
(43/71)
وُلد سنة أربعٍ وعشرين وخمسِمائة.
وسَمَّعَهُ أَبُوهُ من قاضي المارستان، وأبي منصور القزّاز، وأبي جعفر
محمد بن عليّ بن السّمنانيّ، وجماعة.
روى الكثيرَ ببغداد، والمَوْصِلِ، وواسط، وكتب، وطلب بنفسه بعد
الخمسين.
قَالَ الدّبيثي [1] : سمعنا منه ونِعم الشّيخ كَانَ. وتُوُفّي فِي ربيع
الأوّل.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ: هُوَ، والشّيخ الضّياء، والنّجيب عَبْد اللّطيف.
وأجاز للفخر عليّ. وأبوه من الشّيوخ [2] .
51- محمد ابن نقيب النّقباء طلحة [3] بْن عليّ بْن مُحَمَّد.
الشّريف أَبُو المظفَّر العبّاسيّ، الزَّينبيّ [4] .
صَدْرٌ رئيس، ناب في النّقابة بعد أخيه أَبِي الحُسَن عليّ، ثمّ صار
حاجبا بالدّيوان.
__________
[1] في تاريخه 1/ 286.
[2] وقال القادسي: كان صالحا خيّرا، فاضلا واعظا، يقرض الشعر.
وقال ابن النجار: كان من أعيان المشايخ، ووجوه وعّاظ مدينة السلام،
مليح الوعظ، حسن الإيراد، حلو الألفاظ، كيّسا متودّدا، حسن الأخلاق،
متواضعا، فاضلا صدوقا. وله النثر والنظم الجيد، وكان يتكلّم في عزاء
الخلفاء والأفاضل والأماثل، وله تقدّم ومكانة.
من شعره:
نفس الفتى إن صلحت أحوالها ... كانت إلى نيل التقى أحوى لها
وإن تراها سدّدت أقوالها ... كانت إلى حمل العلا أقوى لها
فلو تبدّت حال من لها لها ... في قبره عند البلا لهالها
وله:
يقول عيسى أدميتها بالمسير ... رفقا بنا يا هاشمي
إن شئت أن تلقى الغنى والمنى ... عج بإمام من بني هاشم
فقلت إذ لاح سنا قصره: ... يا نوق هذا نورده هاشمي
[3] انظر عن (محمد بن طلحة) في: تاريخ ابن الدبيثي 1/ 299، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 55 رقم 865.
[4] قال المنذري: الزينبي: نسبة إلى زينب بنت سليمان بن علي بن عبد
الله بن العباس بن عبد المطّلب.
(43/72)
52- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عصرون [1] .
القاضي محيي الدّين ابن القاضي العلّامة شرف الدّين أَبِي سَعْد
التّميميّ، الشّافعيّ، قاضي دمشق وابن قاضيها.
تُوُفّي في هذا العام. قاله أَبُو شامة ولم يترجمه.
وهو ولُد محيي الدّين عُمَر الّذي أجاز لنا.
53- مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن إقبال المَريني، المغربيّ.
أَبُو عَبْد الله المقرئ.
نزيل قُوص، وبها تُوُفّي.
قَالَ الشّهاب القُوصيّ: قرأتُ عَلَيْهِ القرآنَ، وقد سمعتُ عَلَيْهِ
«التّيسير» وبلغ مائة سنة أو جاوزها. وهو تلميذُ أَبِي عَمْرو الخضِر
بْن عَبْد الرَّحْمَن القَيسيّ، وكان القَيسيّ قد روى عَنْ أَبِي داود،
وأبي عليّ الغسّانيّ.
54- مُحَمَّد بْن المؤيَّد [2] بْن علي بْن إسْمَاعيل بْن أَبِي طالب.
الشّيخ المقرئ الصّالح، أَبُو عَبْد الله الهَمذانيّ، المقرئ، الوَبريّ
الفرّاء، نزيل القاهرة.
قرأ القراءات عَلَى الحافظ أَبِي العلاء الهَمَذانيّ، وقرأ بالقاهرة
عَلَى أَبِي الجود، وسَمِعَ من أَبِي الوقت السِّجْزِيّ بهمذان، ومن
عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن منصور الأَدَميّ بشيراز.
قَالَ الحافظ عَبْد العظيم [3] : كتب عَنْهُ جماعةٌ مِن شيوخنا
ورفقائنا، وحُدِّثت عنه. وتوفّي في عاشر رجب.
__________
[1] انظر عن (ابن أبي عصرون) في: ذيل الروضتين 52، والوافي بالوفيات 3/
349، 350 رقم 1429، وقضاة الشافعية للنعيمي 51- 52.
[2] انظر عن (محمد بن المؤيد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 70 رقم
895، والمشتبه 2/ 658، وتوضيح المشتبه 9/ 174.
[3] في التكملة 2/ 70.
(43/73)
قلت: روى عَنْهُ: ابنُه الحافظ أَبُو
مُحَمَّد إِسْحَاق والد شيخنا أَبِي المعالي الأبَرقُوهِيّ، فأخبرنا
أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن مُحَمَّد بْن المؤيَّد، أَخْبَرَنَا والدي
سنة اثنتين وعشرين وستّمائة، أَخْبَرَنَا أَبِي الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ بِالْقَاهِرَةِ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُبَارَكِ عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ
بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
حَرْبٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ
النَّبِيَّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ فِي
الْمَغْرِبِ الطُّورَ. وَأَخْبَرَنَا بِهِ عَالِيًا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ
الْحَافِظُ [1] ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الْمَعْطِي،
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا نَصْرُ
بْنُ أَحْمَدَ، أَخْبَرَنَا عمر بن أحمد، أخبرنا محمد بن يَحْيَى
الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ ...
فَذَكَرَهُ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ [2] .
55- مُحَمَّد، أَبُو مُحَمَّد بْن أَبِي الفتح يوسف [3] بْن المُسْنِد.
أَبِي الحَسَن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صِرْما الأزَجيّ.
سَمِعَ من: جدّه أَبِي الفضل الأَرْمُويّ، وابنِ ناصر.
والأصحّ أنّ اسمَه كنيته. وهو أخو أَحْمَد وابن عمّ عُمَر بْن أَبِي
السّعادات.
روى عَنْهُ: الحافظُ الضّياء، فسمّاه: محمدا، وكنّاه: أبا عَبْد الله
[4] .
__________
[1] هو عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن بن شرف الدمياطيّ التوني
المتوفى 705 هـ. انظر:
معجم شيوخ الذهبي 1/ 336- 338 رقم 483.
[2] انظر صحيح البخاري (765) و (305) و (4023) و (4854) وصحيح مسلم
(463) .
[3] انظر عن (محمد بن يوسف) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
173، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 70، 71 رقم 896.
[4] وكذلك سماه وكناه كل من ابن الدبيثي والمنذري لكنهما قالا: «ويقال
أبو محمد عبد الله» .
وقال المنذري: وقيل لأخيه أبي العباس أحمد: ما اسم أخيك؟ قال: أبو
محمد، هذا جميع اسمه لا أعرف غير هذا.
(43/74)
وأجاز للشّيخ شمس الدّين ابن أَبِي عُمَر،
وللكمال عَبْد الرحيم، وللفخر عليّ، وغيرهم.
وعاش سبعين سنة.
تُوُفّي في رجب.
56- المبارك بْن أَبِي الأزهر [1] بْن أَبِي القَاسِم.
أَبُو بَكْر البغداديّ، الدّارقَزِّيّ، المقرئ، المعروف بابن شُعْلَة
[2] .
عَبْد صالح تقيّ، إمام مسجد ابن سَمْعُون مدَّة.
وحدّث عَنْ: أَبِي البركات المبارك بن كامل بن حبيش، وأبي بكر ابن
الأشقر.
وتُوُفّي في ربيع الأوّل.
57- مختار بْن أَبِي مُحَمَّد بْن مختار [3] .
الصّاحب أَبُو مُحَمَّد ابن قاضي دارا.
وَزَرَ للملك الكامل بديار مصر، فلمّا قَدِمَ والدُه السّلطان المَلِك
العادل مصر كَانَ الوزير ابن شُكْر يقصد ابنَ قاضي دارا، ويُريد نكبته،
وألَّبَ عَلَيْهِ العادل، وطلبه فأمره الكامل بالنُّزوح خفية، فنزح
بوليدة فخرِ الدّين وشهابِ الدّين، فورد عَلَى صاحب حلب، فبالغ في
إكرامه، ثُمَّ ورد عَلَيْهِ أمر من الكامل يستدعيه، فخرج من حلب ونزل
بعين المباركة ليسافرَ، فلم يشعر أصحابُه إلّا بخمسين فارسا قد أحاطوا
بمضربه في اللّيل فأنبهوه، فخرج إليهم، فنزل إِلَيْهِ ثلاثة منهم
فذبحوه، وقالوا لأولاده وغلمانه: احفظوا أموالَكم فَما كَانَ لنا غرضٌ
سواه. واتّصل الخبرُ بالملك الظّاهر، فركب، وشاهده قتيلا، فاستعظم ولم
يقف لقتله على خبر- رحمه الله-.
__________
[1] انظر عن (المبارك بن أبي الأزهر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 60
رقم 875، والمختصر المحتاج إليه 3/ 181 رقم 2167.
[2] شعلة: بضم الشين المعجمة، وسكون العين المهملة.
[3] انظر عن (مختار بن أبي محمد) في: تاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 31،
32.
(43/75)
58- المفضّل بْن عَقِيل [1] بْن حيدرة بْن
عليّ.
أَبُو منصور البَجَليّ، الدّمشقيّ، المعروف بابن النَّفيس الرّميليّ.
ولد سنة عشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: أَبِي القَاسِم الخَضِر بْن الحُسَيْن بن عبدان، والحافظ
أبي القاسم ابن عساكر.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصِيّ، وجماعة من طلبة الدّمشقيّين. وأجاز
لابن أبي الخَيْر، والفخر عليّ، والحافظ عَبْد العظيم [2] ، وجماعة.
وتُوُفّي في المحرّم.
[حرف النون]
59- نصرُ اللهِ بنُ يوسف [3] بْن مكيّ بْن عليّ.
الفقيه الإمام أبو الفتح ابن الفقيه الجليل أَبِي الحَجّاج الحارثيّ،
الدّمشقيّ، الشّافعيّ، المعدّل، ويعرف بابن الإِمام.
تفقّه عَلَى والده، وعلى أَبِي البركات الخَضِرِ بْن شبل بْن عَبْد.
وسَمِعَ من: أبي الفتح نصر الله المصيصي، وهبة الله بْن طاووس. ورحل،
فَسَمِعَ ببغداد من أَبِي الوقت عَبْد الأول وغيره.
وأجاز لَهُ: أَبُو عَبْد الله الفُرَاويّ، وزاهر بْن طاهر الشَّحّاميّ،
وغيرهما.
وكان يُدعى: نصرا أيضا.
روى عَنْهُ: يوسُف بْن خليل، والزَّينُ خالدٌ، والتّقيّ اليَلْدانيّ،
وآخرون.
__________
[1] انظر عن (المفضل بن عقيل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 55 رقم
863.
[2] وهو قال: لنا منه إجازة كتب بها إلينا من دمشق في شوال سنة خمس
وتسعين وخمسمائة.
[3] انظر عن (نصر الله بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 68، 69
رقم 893، والمختصر المحتاج إليه 3/ 210 رقم 1251، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 8/ 389، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 126، وطبقات
الشافعية لابن كثير، ورقة 156 أ، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة
99.
(43/76)
وأجاز للحافظ عَبْد العظيم، ولأبي
العَبَّاس بْن أَبِي الخير.
وتُوُفّي في منتصف جُمادي الآخرة بدمشق.
60- نَصْر بْن أَبِي نصر [1] مُحَمَّد بْن المؤيَّد بْن طاهر أَبِي
الفتح.
الرئيس الأجلّ، أَبُو الفتوح الغَزْنَويّ، الواعظ.
قدِم بغدادَ رسولا من صاحب غَزْنة أَبِي المظَفَّر مُحَمَّد، فحدَّثَ
عَنْ جدِّه المؤَيد.
مات بالرَّيّ في صفر وله ثلاثٌ وستّون سنة.
[حرف الياء]
61- ياقوت [2] ، أَبُو الدُّر الحمّاميّ عتيق أَبِي العزّ بْن بَكْروس.
شيخ بغداديّ.
سَمِعَ من: يَحْيَى بْن عليّ الطّرَّاح، وأبي الحَسَن مُحَمَّد بْن
صِرْما.
وحَدَّث، روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله مُحَمَّد بْن سعيد الدبيثي في
«تاريخه» ، وقال: توفي في جمادى الأولى. وابن النّجّار.
62- يوسف بْن أَبِي الغنائم [3] أَحْمَد بْن الحُسَيْن.
أَبُو مُحَمَّد الحريميّ، الدّبَّاس، المعروف بابن المتش.
وُلِدَ سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وسمع من: أبي غالب ابن البنّاء، ومن أحمد ابن الأشقر. وأجاز له:
__________
[1] انظر عن (نصر بن أبي نصر) في: الجامع المختصر 9/ 119، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 57، 58 رقم 870، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 2652،
والنجوم الزاهرة 6/ 184.
[2] انظر عن (ياقوت) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 67 رقم 889،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 255 رقم 1381.
[3] انظر عن (يوسف بن أبي الغنائم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 74
رقم 904، والمشتبه 2/ 624، والمختصر المحتاج إليه 3/ 231 رقم 1310،
وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 900، وتوضيح المشتبه 8/ 321.
(43/77)
ابنُ الحُصَيْن، وأَبُو عامر العَبْدَري
الحافظ، والحسينُ بن محمد بن خسْرُو البَلْخي.
روى عَنْهُ: الدّبيثِيّ، والضّياء المقدسيّ. وأجاز للفخر عليّ.
وهو أخو داود.
تُوُفّي في رابع شوّال.
والمَتُشّ: بفتحٍ ثُمَّ ضمّ التّاء وتثقيل المعجمة. قَيّده ابن نقطة
[1] .
63- يوسف بْن المبارك [2] بْن كامل بْن أَبِي غالب.
أَبُو الفتوح بْن أَبِي بَكْر البغداديّ، الخَفّاف.
سَمِعَ بإفادة والده المحدّث أَبِي بَكْر من: قاضي المارستان، وأبي
منصور بْن زُرَيْق القزّاز، وأبي القاسم ابن السَّمَرْقَنْديّ، وأبي
منصور بْن خَيْرون، ويحيى بْن الطّرَّاح، وجماعة.
روى عَنْهُ: الدّبيثيّ، وابنُ خليل، والضّياء، والنّجيب عَبْد اللّطيف،
وأخوه عَبْد العزيز، والتّقيّ اليَلْدانيّ، والمحبّ ابن النّجّار،
وآخرون.
وبالإِجازة: الزّكيّ عَبْد العظيم، وابن أَبِي الخَيْر، والفخر عليّ،
والكمال عَبْد الرّحيم، والشيخ شمس الدّين عبد الرحمن.
وكان أمّيا لا يكتب.
تُوُفّي فِي الخامس والعشرين من ربيع الأوّل.
قَالَ ابن النّجّار: صالح حافظ لكتاب الله، وكان أميّا لا يحسن الكتابة
__________
[1] في إكمال الإكمال (الظاهرية) «المتش» . وقيّده المؤلّف- رحمه الله-
في المشتبه بضم الميم والتاء المثناة، وتابعه ابن ناصر الدين في
التوضيح.
[2] انظر عن (يوسف بن المبارك) في: مشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 77-
79، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 60، 61 رقم 877، وتلخيص مجمع الآداب 4/
رقم 807، وسير أعلام النبلاء 21/ 417، 418 رقم 212، والعبر 5/ 3،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 236 رقم 1327، والإشارة إلى وفيات الأعيان
314، والنجوم الزاهرة 6/ 188، وشذرات الذهب 5/ 6.
(43/78)
ولا يعرف شيئا من العلم، وكان عسرا في
الرواية، سيّئ الخُلق، مُتَبرّمًا بأصحاب الحديث، كنّا نَلقى منه شدَّة
حتّى نسمع منه، وكان فقيرا مُدقعًا يأخذ عَلَى الرواية. وكان من فقهاء
النّظاميّة، أسمعَه أَبُوهُ الكثير وتفرَّدَ. أظنّه ولد سنة سبع وعشرين
وخمسمائة، فإنّه سَمِعَ في سنة ثلاثٍ وثلاثين. وكان لَهُ أخ اسمه كاسمه
مات قبل سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
64- يوسف بْن مُحَمَّد البغداديّ، الخِيَمِيّ [1] ، الظَّفَريّ.
حَدّثَ عن: يحيى ابن الطّرّاح.
[الكنى]
65- أَبُو مُحَمَّد العَدْل [2] .
المعروف بعدل الزَّبَدانِيّ.
سمعنا من حفيده.
وفيها ولد
النَّجم ابن المُجاوِر.
والجمال عَبْد الله الجزائريّ، المحدّث.
وجمال الدّين مُحَمَّد بْن أَحْمَد الشَّرِيشيّ.
والرُّكن أَحْمَد بن عبد المنعم الطّاووسيّ.
والنّجيب يحيى بن أحمد الحلّيّ ابن العُود شيخ الرّافضة.
والرضيّ مُحَمَّد بْن عليّ الشّاطبيّ، اللُّغَويّ.
وناصر الدّين عليّ بْن قرمين.
والسّراج أَبُو بَكْر بْن أَحْمَد بْن إسْمَاعيل بْن فارس التّميميّ.
والعدل عماد الدّين حسين بن همام بن البيّاع المصريّ.
__________
[1] انظر عن (يوسف بن محمد الخيمي) في: توضيح المشتبه 3/ 494.
[2] انظر عن (أبي محمد العدل) في: ذيل الروضتين 52.
(43/79)
وزينب ابنة العَلَم أَحْمَد بْن كامل.
وخطيب جامع جراح شمس الدّين مُحَمَّد بْن صالح الهسكوريّ.
والشّرف مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد السَّخيّ العُمَريّ.
وعلاء الدّين عليّ بْن عَبْد الرحيم بْن شِيت القُرشيّ.
وأَبُو الحُسَيْن يَحْيَى بْن عَبْد العظيم الْجَزارَ الشّاعر.
والمحدّث مكين الدّين أبو الحسن الحصنيّ.
(43/80)
سنة اثنتين وستمائة
[حرف الألف]
66- أحمدُ بْن أَحْمَد [1] بْن أَبِي الفتح مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن
هِبة اللَّه.
أَبُو المعالي الشّهرابانيّ [2] ، ثُمَّ البغداديّ، المُعَدَّل.
حَدّثَ عَنْ أَبِي الوقت.
وتُوُفّي في صفر.
67- أَحْمَد بْنُ عَبْد المَلِك [3] بْن مُحَمَّد بْن يوسف.
أَبُو العبّاس الحَرِيمِيّ، المقرئ، المعروف بابن باتانة.
قرأ القراءات عَلَى والده، وعلى أَبِي الفتح عَبْد الوهَّاب بْن
مُحَمَّد الخفّاف. وسَمِعَ من: أَبِي البركات يَحْيَى بْن عبد الرحمن
الفارقيّ، وأبي بَكْر الأنصاريّ.
وكان صالحا فاضلا.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ [4] ، وغيره.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن أحمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
161، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 79 رقم 915، والجامع المختصر 9/ 179.
[2] منسوب إلى «شهرابان» وهي المعروفة اليوم ب «شهربان» أو «المقدادية»
بلدة من محافظة ديالى بالعراق، وكان جده أبو الفتح قاضيا بها (تاريخ
ابن الدبيثي، الورقة 161 باريس 5921) .
[3] انظر عن (أحمد بن عبد الملك) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921)
ورقة 193، 194، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 82 رقم 923، وتلخيص مجمع
الآداب 4/ رقم 1954، والمختصر المحتاج إليه 1/ 190، وغاية النهاية 1/
77 رقم 348.
[4] في تاريخه، ورقة 194 (باريس 5921) .
(43/81)
ولم يظهر سماعه من القاضي أَبِي بَكْر إلّا
بعدَ موته بليلة.
قَالَ ابنُ النّجّار: قرأ بالروايات عَلَى أَبِي الكرم ابن
الشّهرزوريّ، وسعد الله ابن الدَّجاجيّ، وكان صالحا، حسنَ المعرفة
بالقراءات، مجوِّدًا، صدوقا، متديّنا. أضَرّ ولزِم بيتَه. وكان دائما
يَقُولُ: أحقّ أنّني سَمِعْتُ مُجَلَّدةً من «طبقات» ابْن سعد عَلَى
القاضي أَبِي بَكْر، فظفر بذلك ابن الأنماطيّ قبل موته، فذهب إِلَيْهِ
بالمجلّد، فلقيه قد مات.
تُوُفّي في سادس جُمادي الآخرة.
68- أحمد بن عليّ [1] بن أبي القاسم ابن شُعْلَة.
أَبُو العَبَّاس الصّوفيّ، الحَرْبيّ.
سَمِعَ: أبا الحُسَيْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الفرّاء، وعبد الله
بن أحمد بن يوسف.
روى عنه: الضّياء مُحَمَّد، والنّجيب عَبْد اللّطيف، وجماعة.
وتوفّي في جُمادي الأولى.
69- إِبْرَاهيم بْن عليّ [2] .
أَبُو إِسْحَاق الأنصاريّ، البغداديّ، الزّاهد، المعروف بالمَرَاوحيّ.
سَمِعَ من: أبي الفتح بن شاتيل، وجماعة. وحدث بكتاب «القوت» [3] عَنْ
مُحَمَّد بْن يَحْيَى البَرَدانيّ. وصحِب المشايخ والأولياء، وأقام
برباط بهروز.
قَالَ ابن النّجّار: كتبتُ عَنْهُ، وكان صالحا عابدا متهجّدا، مشتغلا
باللَّه،
__________
[1] انظر عن (أحمد بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
207، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 82 رقم 922، والمختصر المحتاج إليه 1/
199.
[2] انظر عن (إبراهيم بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
63، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 96، رقم 947، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم
152.
[3] لأبي طالب المكيّ، وهو مشهور.
(43/82)
دائمَ الذّكر، صابرا عَلَى الفقر، حُلْوَ
الإِيراد، كنت أجد راحة عند كلامه ورؤيته. عاش إحدى وستّين سنة- رحمه
الله-.
[حرف الباء]
70- بهاء الدين سام [1] بْن مُحَمَّد بْن مسعود المَلِك صاحب باميان.
سقتُ أخباره في ترجمة خاله شهاب الدّين الغوريّ في هذه السنة فاكشفها.
[حرف التاء]
71- التَّقِيّ الأعمى [2] الدَّمشقيّ، الشّافعيّ، الفقيه، مدرّس
الأمينيَّة [3] .
كَانَ فقيها، عارفا بالمذهب، مُفتيًا، نبيلا.
ذكره الإِمام أَبُو شامة [4] ، فَقَالَ: وفي ذي القعدة [5] وُجد
التَقِيّ الأعمى، واسمه: عيسى بْن يوسف بْن أَحْمَد الغَرَّافيّ [6]
العراقيّ، مشنوقا بالمئذنة الغربيَّة. وكان مُفتيًا مدرّسا
بالأمينيَّة. ابتُلِيَ بأخذ ماله، واتّهم بِهِ شخصا يقرأ عَلَيْهِ
ويقوده، فَحَطَّ عَلَيْهِ النّاسُ، فشنق نفسه. ودَرّسَ بعده الجمال
المصريّ وكيل بيت المال.
72- تَمَّام بْن الحُسَيْن [7] بْن غالب الخطيب.
أَبُو كامل القَيسيّ، المالقيّ، خطيب مالقة، المعروف بابن الحدّاد.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأبي عَبْد الله بْن معمر [8] ، وابن النّعمة،
وجماعة.
__________
[1] انظر عن (بهاء الدين سام) في: الجامع المختصر لابن الساعي 9/ 187.
[2] انظر عن (التقيّ الأعمى) في: ذيل الروضتين 54، 55، والعبر 5/ 4،
ومرآة الجنان 4/ 2.
[3] الأمينية: مدرسة منسوبة إلى أمين الدولة كمشتكين بن عبد الله
المتوفى سنة 541 هـ.
(الدارس للنعيمي 1/ 177، منادمة الأطلال لبدران 86، 87) .
[4] في ذيل الروضتين 54، 55.
[5] في الذيل لأبي شامة، الخميس سابع ذي القعدة.
[6] منسوب إلى «الغراف» البلد والنهر المشهورين بالعراق حتى اليوم.
[7] انظر عن (تمّام بن الحسين) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/ 232.
[8] في التكملة: «وأبي عبد الله معمر» .
(43/83)
قَالَ ابن الزُّبَيْر: أخذ عَنْهُ النّاسُ
كثيرا، وكان مِن أحسن النّاس قراءة، وأطيبهم نغمة. مولده عام تسعة
وخمسمائة [1] في ربيع الأول بجيّان. قال:
ولم يتخلّف عَنْ جِنَازته إلّا النّادرُ، وآخرُ من روى عَنْهُ: أَبُو
عُمَر بْن حَوْط الله.
قَالَ الأبّار: أنشأ فصولا مستحسنة في الخُطب، سَمِع منه: أَبُو
مُحَمَّد وأَبُو سُلَيْمَان ابنا حَوْط الله، وأَبُو جَعْفَر ابن
الدّلّال، وجماعة.
وتُوُفّي في ربيع الأوَّل وله ثلاثٌ وتسعون سنة.
وأجاز لابن مَسْدي وحضر عنده.
[حرف الجيم]
73- جامع بْن باقي [2] بْن عَبْد اللَّه بْن عَلي.
أَبُو مُحَمَّد التمِيمِيّ، الأندلسيّ، الفقيه، قاضي إخْمِيم [3] ، مجد
الدّين.
وُلِدَ بالجزيرة الخضراء من الأندلس، ورحل، فسمع من السِّلَفِيّ
بالإِسكندريَّة، ومن: أبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي القَاسِم
الحافظ، وداود بْن مُحَمَّد الخالديّ بدمشق.
روى عنه: ابن خليل، والشهاب القوصي، وغيرهما.
وتُوُفّي بدمشق في سابع عشر ذي القعدة.
74- جعفر بن محمد [4] بن أبي العزّ.
__________
[1] الّذي في المطبوع من التكملة: «ومولده بقرية من قرى البراجلة ليلة
الخميس لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة تسع عشرة وخمسمائة» . وهو غلط،
بدليل أنه توفي وله 93 سنة كما جاء في آخر ترجمته.
[2] انظر عن (جامع بن باقي) في: ذيل الروضتين 55، والتكملة لوفيات
النقلة 2/ 91 رقم 936، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 53، والعقد
المذهب، ورقة 229، والمقفى الكبير للمقريزي 3/ 11 رقم 1051.
[3] البلدة المشهورة من صعيد مصر الأعلى (ياقوت: معجم البلدان 1/ 165)
.
[4] انظر عن (جعفر بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
295، وأخبار
(43/84)
أَبُو عَبْد الله البغداديّ المتكلّم،
قَطّاع الآجُرِّ، ويعرف بالمُسْتَعْمِل.
تُوُفّي ببغداد في ربيع الآخر، ودُفِنَ في داره.
وكان عارفا بالكلام والهندسة، مُطَّلِعًا عَلَى مذاهب النّاس.
عاش نيِّفًا وسبعين سنة.
[حرف الحاء]
75- الْحَسَن بْن عليّ بْن خَلف [1] .
أَبُو عليّ الأُمَويّ، القُرطبيّ، نزيل إشبيلية، المعروف بالخطيب.
أخذ القراءات ببلده عَنْ: أَبِي القَاسِم بْن رضا، ومحمد بْن جَعْفَر
بْن صاف، وعبد الرحيم الحَجَّاريّ [2] . وسَمِعَ من: يونس بْن مغيث،
وأبي بَكْر بْن العربيّ، وابن مَسرَّة. وسَمِعَ «الموطّأ» من أَبِي
بَكْر بْن عبد العزيز.
وأخذ النّحو عَنْ أَبِي بَكْر بْن مسعود [3] وابن أَبِي الخصال. وأجاز
لَهُ أَبُو الوليد بْن رُشد [4] مَرْويّاته.
وكان مائلا إِلى الأدب، وصحِب أبا حفص بْن عُمَر.
وله من الكتب: كتاب «روضة الأزهار» ، وكتاب «اللّؤلؤ المنظوم في معرفة
الأوقات والنّجوم» [5] ، وكتاب «تهافت الشعراء» .
وتُوُفّي بإشبيليّة وله ثمان وثمانون سنة. قال الأبّار [6] .
__________
[ () ] الحكماء للقفطي 109، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 81 رقم 920،
والجامع المختصر 9/ 184، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1018.
[1] انظر عن (الحسن بن علي بن خلف) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/
263، والوافي بالوفيات 12/ 160، 161 رقم 131، وغاية النهاية 1/ 223 رقم
1012، ومعجم المؤلفين 3/ 253.
[2] تصحفت في (غاية النهاية) إلى «الحجازي» .
[3] في تكملة ابن الأبار: (1/ 263) : «عن أبي بكر مسعود» ، وهو وهم من
المحقق.
[4] في تكملة ابن الأبار: «رشيد» وهو تحريف.
[5] هكذا في الأصل وعند ابن الجزري، وفي تكملة ابن الأبار: «بالنجوم» .
[6] قال ابن الأبار: «ووقفت على تسمية تواليفه وبعض شيوخه بخطه» 1/
264.
(43/85)
76- الحُسَيْن بْن عليّ [1] بْن الحُسَيْن
بْن قَنَان.
أَبُو عَبْد الله الأنباريّ، ثُمَّ البغداديّ، المعروف بابن الرّبّي
[2] .
حدّث عن: أبي الفضل الأرمويّ، وسعيد ابن البَنّاء.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والضّياء، وجماعة.
وهو أخو الحَسَن [3] . حَدّثَ هُوَ، وأخوه، وأبوهما، وعمّتهما تَمَام
[4] .
وتُوُفّي في رمضان.
وأجاز للشّيخ شمس الدين، وللفخر علي، وللكمال عبد الرحيم.
77- حمزة بْن عليّ بْن حمزة [5] بْن فارس بن محمد.
أبو يعلى ابن القبّيطيّ [6] ، الحرّانيّ الأصل، البغداديّ، المقرئ.
من كبار القُرّاء، قرأ القراءات عَلَى أَبِي محمد سبط الخياط، وأبي
الكرم الشهرزوري. وسمع منهما، ومن أبي: الحسن محمد بْن أَحْمَد بْن
تَوْبة، وأحمد بْن عَبْد الله ابن الأبَنوسيّ، وأبي عَبْد الله
السّلّال، وأبي إِسْحَاق
__________
[1] انظر عن (الحسين بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 84، 85 رقم
928، والمختصر المحتاج إليه 2/ 40 رقم 620، وتوضيح المشتبه 4/ 131.
[2] الرّبّي: بضم الراء المهملة وكسر الباء الموحّدة وتشديدها.
(المنذري، ابن ناصر الدين) .
[3] ستأتي ترجمته في الطبقة التالية في وفيات سنة 618 هـ.
[4] تقدّمت ترجمتها في الطبقة السابقة في وفيات سنة 597 هـ.
[5] انظر عن (حمزة بن علي بن حمزة) في: التقييد لابن نقطة 257 رقم 315،
وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 177، و (المخطوط بباريس 5922) ورقة
36، 37، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 526، 527، والتكملة لوفيات النقلة 2/
92، 93 رقم 939، وذيل الروضتين 54، والجامع المختصر 9/ 189، 191،
والعبر 5/ 4، والمعين في طبقات المحدّثين 186 رقم 1979، والإعلام
بوفيات الأعلام 248، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، والمختصر المحتاج
إليه 2/ 50 رقم 635، وسير أعلام النبلاء 21/ 441، 442 رقم 233، ومعرفة
القراء الكبار 2/ 581، 582 رقم 541، ومرآة الجنان 4/ 3، والوافي
بالوفيات 13/ 177، 178 رقم 204، وغاية النهاية 1/ 264 رقم 1193، وعقد
الجمان 17/ ورقة 290، والنجوم الزاهرة 6/ 290، وشذرات الذهب 5/ 7.
[6] القبّيطي: بضم القاف وفتح الباء الموحّدة وتشديدها وسكون الياء آخر
الحروف وبعدها طاء مهملة مكسورة. (المنذري 2/ 93) .
(43/86)
إِبْرَاهيم بْن نَبهان الغَنَوّي، وأبي
الفضل الأُرْمَويّ، وأبي غالب محمد بن عليّ ابن الدّاية، وسَعْد الخير.
وأقرأ القراءات وحدَّث.
قَالَ الدّبيثِيّ [1] : وكان ثقة صدوقا، حسن الخلق.
قلت: روى عَنْهُ: هُوَ، وابنُ خليل، والضّياء، والنّجيبُ عبدُ اللّطيف
[2] ، والتَّقيّ اليَلْدانيّ، وآخرون. وأجاز للشّيخ شمس الدّين عبد
الرحمن، وللحافظ المنذريّ، وللفخر عليّ، وللكمال عَبْد الرحيم.
وُلد سنة أربع وعشرين وخمسمائة في رمضان.
وتوفّي في ثامن عشر ذي الحجَّة.
وقال أَبُو شامة [3] : كَانَ عفيفا، زاهدا، ثقة، قرأ على سبط الخيّاط
بالروايات.
وقال ابن الظّاهريّ: ثقة حجَّة، من أئمَّة القرّاء المُجَوِّدين [4] .
[حرف الخاء]
78- خَلَفُ بْن أحمد [5] بن حمد.
__________
[1] في تاريخه، الورقة 37 (باريس 5922) .
[2] في المشيخة، الورقة 87- 88.
[3] في ذيل الروضتين 54.
[4] وقال ابن النجار: أكثرت عنه، ولازمته، وسمعت منه من كتب القراءات
والأدب، وكان ثقة حجّة نبيلا، موصوفا بحسن الأداء وطيب النغمة، يقصده
الناس في التراويح، ما رأيت قارئا أحلى نغمة منه، ولا أحسن تجويدا، مع
علوّ سنّه، وانقلاع ثنيّته، وكان تامّ المعرفة بوجوه القراءات وعللها
وحفظ أسانيدها وطرقها، وكان له معرفة حسنة بالحديث، وكان دمثا لطيفا
متودّدا، وكان في صباه من أحسن أهل زمانه وأظرفهم، مع صيانة ونزاهة،
وكان من أحسن الشيوخ صورة، وقد أكثر الشعراء في وصفه، فأنشدني يحيى بن
طاهر، أنشدنا أبو الفتح محمد بن محمد الكاتب لنفسه في حمزة بن
القبّيطي:
تملّك مهجتي ظبي غرير ... ضنيت به ولم أبلغ مرادي
فتصحيف اسمه في وجنتيه ... ومن ريق بفيه وفي فؤادي
(سير أعلام النبلاء 21/ 442) .
[5] انظر عن (خلف بن أحمد) في: الإشارة إلى وفيات الأعيان 314.
(43/87)
أَبُو المفاخر الأصبهانيّ، الفَرَّاء،
الشّافعيّ، الفقيه، المفتي، الإِمام، ضياء الدّين.
وُلِد سنةَ ثمان عشرة وخمسمائة.
وسمع: إسماعيل ابن الإخشيذ، ومحمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني،
وغيرهما.
روى عَنْهُ: الضّياء، وابنُ خليل. وأجاز لابن أَبِي الخير، وشمس الدّين
عَبْد الرَّحْمَن، والفخر عليّ، وأحمد بنِ شيبان، وغيرهم.
وتُوُفّي في شعبان.
[حرف السين]
79- سليمانُ بْن أَحْمَد بْن حامد بْن أَحْمَد بْن محمود الفقيه
المفتي.
أَبُو غانم الثّقفيّ، الأصبهانيّ.
يروي عَنْ أصحاب سعيد العَيَّار [1] .
روى عَنْهُ: الضّياء، وابنُ خليل. وأجاز لابن أَبِي الخير، وغيره.
[حرف الشين]
80- شاكر بْن فضائل بْن قُلَيْب البغدادي.
سَمِعَ سعيد ابن البناء.
روى عَنْهُ: الضياء، وابن خليل، وأجاز لابن أَبِي الخير، وغيره.
81- شهابُ الدّين السّلطان أَبُو المظفر مُحَمَّد بْن سام [2] الغوريّ
صاحب غَزْنة.
قتلته الباطنيَّة- لعنهم الله- في شعبان.
__________
[1] انظر عن العيّار في: المشتبه 2/ 474، وتوضيح المشتبه 6/ 366.
[2] انظر عن (السلطان محمد بن سام) في: الكامل في التاريخ 12/ 212-
216، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 84 رقم 927، والجامع المختصر 9/ 105،
وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1799، وآثار البلاد وأخبار العباد للقزويني
430، والمختصر في أخبار البشر 3/ 106، والعبر 5/ 4، والإعلام بوفيات
الأعلام 248، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، ودول الإسلام 2/ 71،
وسير أعلام النبلاء 21/ 320- 322 رقم 167، وتاريخ ابن الوردي 2/ 123،
وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 61، ومرآة الجنان 4/ 3، والعسجد
المسبوك 2/ 298- 300، والوافي بالوفيات 3/ 83، والبداية والنهاية 13/
34، ومآثر الإنافة 2/ 71، والنجوم الزاهرة 6/ 184، وشذرات الذهب 4/
342.
(43/88)
وهو أخو السّلطان غياث الدّين أَبُو الفتح
مُحَمَّد، المذكور سنة تسعٍ وتسعين، وقد امتدّت أيّامهما وافتتحا بلادا
كثيرة، وشَهِدا حروبا عديدة.
قَالَ أبو الحسن ابن الأثير في «تاريخه» [1] : قُتل السّلطان شهاب
الدّين الغُوري صاحب غَزْنة والهند وبعد خُراسان بمُخَيَّمِهِ بعد
عَوده من لهاوُر [2] ، وذلك أنّ نَفَرًا من الكُفّار الكوكريَّة لزِموا
عسكره عازمينَ عَلَى اغتياله لِما فعل بهم من القَتْل والسَّبْي، فلمّا
كانت هذه اللّيلة، تفرَّقَ عَنْهُ أصحابُه، وكان معه من الأموال ما لا
يُحصى، فإنّه كَانَ عازما عَلَى قصْد الخطَا والاستكثار من العساكر،
وتفريق المال فيهم، وكان عَلَى نِيَّة جيّدة من قتال الكفّار، فكان
ليلتئذٍ وحده في خركاه، فثار أولئك النّفر، فقتلوا بعضَ الحرس، فصاح
المقتولُ، فثار إِلَيْهِ الحرسُ من مواقفهم من حول السّرَادِق لينظروا
ما الأمر، وأخلوا مراكزَهم، فاغتنم الكوكريَّة الفرصة، وهجموا عَلَى
السّلطان، فضربوه بالسكاكين وخرجوا، فدخل عَلَيْهِ أصحابُه فوجدوه
عَلَى مُصلاه قتيلا وهو ساجد، وأُخِذ أولئك فقُتلوا، وحفظ الوزيرُ
والأمراءُ الخزائن، وصَيَّروا السّلطان في مِحَفَّة، وحفّوها بالجسم
والصّناجق يُوهمون أَنَّهُ حَيّ. وكانت الخزانة عَلَى ألفين ومائتي
جَمَل، وسارُوا إِلى أن وصلوا إِلى كرمان، وكاد يَتَخَطَّفُهُمْ أهلُ
تِلْكَ النّواحي، فخرج إليهم الأميرُ تاج الدّين ألْدُز، فجاء ونزل
وقَبَّلَ الأرضَ، وكشف المِحَفَّة، فلمّا رأى السّلطان ميتا، شقٌ
ثيابَه وبكى، وبكى الأمراء وكان يوما مشهودا. وكان ألْدُز من أكبر
مماليكه وأَجَلّهم، فلمّا قُتل شهاب الدّين، طمع أن يملك غَزْنة،
وحُمِل السّلطان إِلى غَزْنة، فدُفِنَ في التّربة الّتي أنشأها.
وكان ملكا شجاعا غازيا، عادلا، حَسَن السّيرة، يحكم بما يُوجبه الشّرع،
يُنصِفُ الضّعيفَ والمظلوم، وكان يَحْضُرُ عنده العلماء، وقد جاء أنّ
الفخر الرّازيّ صاحبَ التّصانيف وعظ عنده مرّة، فقال في كلامه: يا
سلطان
__________
[1] في الكامل 12/ 212، 213.
[2] في الأصل: «نهاور» وهو تصحيف. وهي مدينة لاهور المشهورة في الهند.
(43/89)
العالم، لا سلطانك يبقى، ولا «تلبيس» [1]
الرازي يبقى وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى الله 40: 43 [2] ، فانتحب
السّلطانُّ بالبكاء.
استوفى ابن الأثير ترجمته وهذه نُخْبَتُهَا، وقال [3] : كَانَ شافعيّا
كأخيه، وقيل: كَانَ حنفيّا. ولمّا ملك أخوه غياثُ الدّين باميان،
أقطعها ابنَ عمّه شمس الدّين مُحَمَّد بْن مسعود، وزوّجَه بأخته، فولدت
منه ولدا اسمه: بهاء الدّين سام. فلمّا تُوُفّي شمس الدّين وولي باميان
بعده ابنُه عبّاس، أخذ غياثُ الدّين منه المُلْك، وأعطاه لابن أخته
بهاء الدّين.
وعَظُم شأَنُه، وعلا محلُّه، وأحبّه أمراءُ الغُوريَّة. فلمّا قُتل
الآن خالُه، سار إليه بعض الأمراء فَعرّفَهُ، فكتب إِلى الأمراء: إنّني
واصل. وكتب إِلى علاء الدّين مُحَمَّد بْن عليّ ملك الغوريَّة يستدعيه
إِلَيْهِ، وإلى غياث الدّين محمود ابن السّلطان غياث الدّين خاله، وإلى
حسين بْن جرميك والي هَرَاة، يأمرهما بإقامة الخُطْبَة لَهُ. وأقام أهل
غَزْنة ينتظرونه، ومالت الأتراك الخاصّكيَّة إِلى غياث الدّين ابن
أستاذهم، فلمّا سار من باميان ومعه ولداه: علاء الدّين مُحَمَّد، وجلال
الدّين، وَجَد صُداعًا فنزل، فقوي بِهِ الصُّداع وعظُم، فأيقن بالموت،
فأحضر ولديه، وعَهِدَ إِلى علاء الدّين، وأمرهما بقصد غَزْنة، وضَبْط
المُلْك والرّفق بالرعيّة، وبذل الأموال. ثُمَّ مات، فصار ولداه إلى
غزنة، فنزلا دار الملك، وتسلْطَنَ علاء الدّين، وأنفق الأموالَ فلم
يُطِعه ألْدُزُ، وجَيَّش وسار إِلى غَزْنة، فالتقاه عسكرُ علاء الدّين
فانهزموا، وأحاط ألْدُز بالقلعة، وحَصَرَ علاء الدّين، ثمّ نزل بالأمان
وحلف لَهُ ألْدُز، ورَدَّ إِلى باميان في أسوأ حال، فإنّ الأتراك
نهبوه.
__________
[1] يريد كتاب «تلبيس إبليس» للرازي، وهو مشهور.
[2] سورة غافر، الآية 43.
[3] في الكامل 12/ 316- 220.
(43/90)
[حرف الصاد]
82- صالح بْن مُحَمَّد [1] بْن عليّ بْن بارس [2] .
أَبُو جَعْفَر الأزَجيّ.
شيخ مُعَمَّر من أبناء التّسعين. سَمِعَ سنة إحدى وعشرين وخمسمائة من
أَبِي الفضل عَبْد المَلِك بْن عليّ بْن يوسف:
روى عَنْهُ: الدّبيثِيّ، والضّياءُ مُحَمَّد، وغيرهما.
وتُوُفّي في شوّال.
[حرف الضاد]
83- ضياء بْن أَبِي القَاسِم [3] أَحْمَد [4] بْن الحَسَن.
أَبُو عليّ ابن الخُرَيْف [5] البغداديّ، السَّقْلاطونيّ، النّجّار.
وُلِد بمحلَّة النَّصْرِيَّة، وكان جارا لأبي بَكْر قاضي المارستان،
فأكثر عَنْهُ.
وسَمِعَ أيضا من: القاضي أَبِي الحُسَيْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد ابن
الفرّاء، وأبي القَاسِم ابن السَّمَرْقَنْديّ. وكان أُمّيًّا لا يكتب.
__________
[1] انظر عن (صالح بن محمد) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية)
ورقة 25، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922 هـ.) ورقة 80، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 86 رقم 931، والمختصر المحتاج إليه 2/ 105 رقم 724،
وتوضيح المشتبه 1/ 321.
[2] بارس: بفتح الباء الموحدة وبعد الألف راء مهملة مكسورة وسين مهملة.
(المنذري وغيره) .
[3] انظر عن (ضياء بن أبي القاسم) في: التقييد لابن نقطة 302 رقم 368،
وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 87، والتكملة لوفيات النقلة 2/
86، 87 ورقة 923، والمشتبه 1/ 231، والمعين في طبقات المحدّثين 186 رقم
1978، والإشارة إلى وفيات الأعيان 314، والإعلام بوفيات الأعلام 248،
والعبر 5/ 5، والمختصر المحتاج إليه 2/ 116، 117 رقم 736، وسير أعلام
النبلاء 21/ 418، 419 رقم 213، والنجوم الزاهرة 6/ 191، وشذرات الذهب
5/ 8.
[4] وقال ابن الدبيثي: «ويقال المبارك مكان أحمد» .
[5] قيده المنذري بالحروف فقال: بضم الخاء المعجمة وفتح الراء المهملة
وسكون الياء آخر الحروف وبعدها فاء. (التكملة 2/ 932) ، وقيده
الفيروزآبادي في «القاموس» والزبيدي في «تاج العروس» ، وقالوا: كزبير.
(43/91)
روى عَنْهُ: الدّبيثِيّ، وابنُ النّجّار،
والضّياءُ، وابنُ خليل، وابن عبد الدّائم، والنّجيب والعزّ ابنا
الصّيقل الحرّانيّ.
ولد سنة ستّ عشرة، أو سبع عشرة. وتوفّي في نصف شوّال [1] .
وأجاز للفخر عليّ وجماعة.
[حرف الطاء]
84- طاشتكين [2] ، الأمير الكبير مُجير الدّين أَبُو سعيد
المُسْتَنجديّ.
سَمِعَ من: أبي الفتح ابن البطي، وعلي بن عساكر البطائحيّ.
وكان أحدَ مماليك المستنجد باللَّه يوسف، ثمّ صار من بعده لولده
المستضيء بأمر الله الحَسَن.
وولي إمرة ركْب العراق سنين عديدة، وولي إمرة الحِلَّة المَزْيدَيَّة
مدَّة، ثُمَّ ولي تُسْتَرَ وخُوزستان.
وكان سَمْحًا كريما، حسنَ السّيرة، وافرَ الحشمة، شجاعا، حليما، قليلَ
الكلام إِلى الغاية، تمضي عَلَيْهِ الأيامُ لا يتكلَّمُ إلّا نادرا.
تُوُفّي بتُسْتَرَ [3] في جُمادي الآخرة عَنْ نَيّفٍ وثمانين سنة.
وكان شيعيّا جاهلا.
__________
[1] قال المؤلّف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 21/ 419 «سنة إحدى
وستمائة» . وهو وهم، فقد أجمعوا على وفاته في هذه السنة 602 هـ.، بدليل
أنه أورده هنا أيضا.
[2] انظر عن (طاشتكين) في: الكامل في التاريخ 12/ 241، ومرآة الزمان ج
8 ق 2/ 527، 528، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 83، 84 رقم 925، وذيل
الروضتين 53، 54، والجامع المختصر 9/ 86، والمختصر في أخبار البشر 3/
107، وفوات الوفيات 2/ 412، 413، والوافي بالوفيات 16/ 385، 386 رقم
419، والبداية والنهاية 13/ 45، وتاريخ ابن الوردي 2/ 123، والعقد
الثمين 2/ ورقة 243، وعقد الجمان 17/ ورقة 290، 291، والعسجد المسبوك
2/ 304، 305، والنجوم الزاهرة 6/ 190، وشذرات الذهب 5/ 88.
[3] تصحفت في ذيل الروضتين 54 إلى: «ششتر» .
(43/92)
[حرف العين]
85- عَبْد الله بْن علي بْن أبي السعادات المبارك بن الحسين بن نغوبا
[1] .
أَبُو بَكْر الواسطيّ العَدْل.
وُلِدَ سنةَ ثلاثٍ وعشرين [2] .
وسَمِعَ من: جدّه المبارك، وأبي الكرم نصر الله ابن الجلخت، وأبي عبد
الله الجلابي، وأبي الحسن بن عَبْد السّلام الكاتب بواسط. ومن عَبْد
الباقي بْن أَحْمَد النَّرْسِيّ ببغداد.
وهو من بيت الحديث.
ونغوبا: اسم قرية لجدّهم لُقِّبَ بها [3] .
تُوُفّي بواسط في صفر.
سَمِعَ منه: أَبُو عَبْد الله الدّبيثيّ [4] .
86- عبد الله ابن الحفيد [5] أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن أَبِي مروان
عَبْد المَلِك بْن زُهْر.
أَبُو مُحَمَّد الإياديّ، الأندلسيّ، الإشبيليّ، الطّبيب.
مُعْرِقٌ في الطِّبّ، كَانَ آباؤه شيوخَ الطّبّ بإشبيليّة. وكان شابّا،
جميلَ الصّورة، مفرِطَ الذّكاء، خبيرا فاضلا.
__________
[1] انظر عن (ابن أبي السعادات) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 59، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 98،
والمختصر المحتاج إليه 2/ 153، 154، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 78 رقم
914.
[2] الّذي في تكملة المنذري (2/ 914) : ومولده في شعبان سنة اثنتين أو
ثلاث وعشرين وخمس مائة.
[3] قيدها المنذري بالحروف فقال: وهي بفتح النون، وضمّ الغين المعجمة،
وسكون الواو، وفتح الباء الموحدة (التكملة 3/ 119) .
[4] انظر تاريخه المعروف بذيل تاريخ مدينة السلام بغداد، الورقة 98
(باريس 5922) .
[5] انظر عن (عبد الله ابن الحفيد) في: عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة
2/ 74، 75، والوافي بالوفيات 17/ 575- 577 رقم 481.
(43/93)
أخذ الطّبّ عن أبيه. وكان رئيسا محتشما عاش
خمسا وعشرين سنة، وخَلّف ولدين: عبدَ المَلِك، وأبا العلاء محمدا.
87- عَبْد الباقي بْن عُثْمَان [1] بْن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن يوسف
بْن صالح.
عزّ الدّين، أَبُو العزّ الهمذانيّ، الصّوفيّ.
ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة.
وسَمِعَ مِن: زاهر الشَّحَّاميّ، ومحمد بْن حامد ابن الجرّاح، وأبي
المناقب مُحَمَّد بْن حمزة العلَويّ، وأبي جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَبِي
عليّ الحافظ.
وحدَّث ببغداد وهَمَذان، سَمِعَ منه: مسعود بْن سرف شاه الطُّوسيّ،
وعُبيد الله بْن مُحَمَّد القُومسانيّ، والقاضي نجم الدّين أَحْمَد بْن
راجح، والحافظ الضّياء وأخوه الكمال عَبْد الرحيم، والجمال أَبُو موسى
ابن الحافظ، والشرف عَبْد الله بْن أَبِي عُمَر، سمعوا منه بَهَمذان.
وكان عالما صالحا، سَمِعَ «تفسير» أَبِي بَكْر النّقّاش من أَبِي جعفر
الهمذاني في سنة ثلاثين وخمسمائة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو سعد
مُحَمَّد بْن الحَسَن بن بهارة [2] سنة ثمان وستّين وأربعمائة،
أَخْبَرَنَا القاضي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن القَاسِم المحامليّ،
عَنْهُ. وسَمِعَ «صحيح» البخاريّ من أَبِي جَعْفَر الهَمَذانيّ، بسماعه
من أَبِي الخير مُحَمَّد بن أبي عمران الصّفّار بسنده.
أجاز للشيخ شمسِ الدين عَبْد الرَّحْمَن، وللشيخِ الفخرِ، ولفاطمة بنت
عساكر، ولمن أدرك حياته.
88- عَبْد الرَّحْمَن ابن الإمام أبي عليّ يحيى [3] بن الربيع.
__________
[1] انظر عن (عبد الباقي بن عثمان) في: التقييد لابن نقطة 389 رقم 506،
وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 279، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 94
رقم 943، والمختصر المحتاج إليه 2/ 85 رقم 910، والعبر 5/ 5، ومرآة
الجنان 4/ 3، وشذرات الذهب 5/ 8.
[2] قارن مشتبه الذهبي 649.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن يحيى) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 130،
(43/94)
الفقيه أَبُو القَاسِم الواسطيّ.
تُوُفّي في حياة والده. وكان قد تفقّه عَلَى والده، وعلى أبي القاسم
يحيى بن فضلان، وسمع من: منوجهر بن تركانشاه، وجماعة.
وحدّث بخراسان لمّا قدِمها رسولا، وناظر، ودرَّسَ، وأفتى، وعاش اثنتين
وأربعين سنة.
تُوُفّي في رمضان.
89- عَبْدُ السّلام بْن المبارك [1] بْن أَحْمَد.
أَبُو الكَرَم بْن صَبُوخا الظَّفَريّ.
تُوُفّي في رجب، وله اثنتان وثمانون سنة.
سَمِعَ: الحُسَيْن بْن إِبْرَاهيم الدِّينَوَرِيّ، وعبد الأوّل
السِّجْزِيّ، وسَعْد الخير.
روى عَنْهُ: ابنُ النَّجّار، وأثنى عَلَيْهِ كثيرا.
90- عَبْد القويّ بْن عَبْد الخالق [2] بْن وَحْشِيّ.
أَبُو مُحَمَّد الكنانيّ [3] ، الحنفيّ، المصريّ، المِسْكيّ، صائن
الدّين.
سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن بَرّيّ، وعَشِير بْن عليّ، ومحمد بن عبد
الرحمن
__________
[ () ] والجامع المختصر 9/ 187، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 85 رقم 929،
وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 2164، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 71
(8/ 188) ، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 549، والوافي بالوفيات 18/ 301
رقم 351، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 171.
[1] انظر عن (عبد السلام بن المبارك) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 141، 142، والجامع المختصر 9/ 186، 187، والتكملة لوفيات
النقلة 2/ 84 رقم 926، والمختصر المحتاج إليه 3/ 38 رقم 807.
[2] انظر عن (عبد القويّ بن عبد الخالق) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
95 رقم 944، والجواهر المضية 2/ 451، 452 رقم 848، وحسن المحاضرة 1/
145، 146، والطبقات السنية، 2/ ورقة 527، 528.
[3] في (الجواهر المضية) : «الكتاني» بالتاء المثنّاة المشدّدة.
(43/95)
المسعوديّ، وطائفة كبيرة. وارتحل، فسمع
بدمشق من: أَبِي سَعْد بْن أَبِي عصرون، وجماعة، وببغداد من: ابن بَوْش
وطبقته، ودخل ما وراء النّهر وأقام هناك وصار لَهُ صُورة.
وتُوُفّي في هذه السّنة.
91- عبدُ الكريم بْن أَبِي الحَسَن [1] بْن ياسين القَيْسرانيّ.
ثُمَّ المصريّ، المُقرئ.
قرأ القراءات عَلَى: أَبِي الْجُيوشِ عساكرِ، وسَمِعَ بدمشق من: أَبِي
الفضل منصور الطّبريّ.
سَمِعَ منه: أَبُو عَبْد الله بْن يوسف المصريّ، وغيره.
وكان مِن أهل الصّلاح والخَيْر.
92- عَبْد الملك بن أَبِي أَحْمَد عَبْد الوهّاب [2] بن عَلِيّ بن علي
بن عُبَيْد الله البغداديّ ابن سُكَيْنة.
تُوُفّي في حياة والده بصعيد مصر في هذه السنة، وقيل: تُوُفّي سنةَ
ثلاث وتسعين. قَالَه الحافظ المنذريّ.
سَمِعَ من: شُهْدَة، وتَجَنِّي [3] .
وحدّث بالحرمين.
93- عُبَيْد الله بْن مُحَمَّد [4] بْن أَبِي نصر.
أَبُو زُرْعَة اللَّفْتُوانيّ [5] الأصبهانيّ.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ الصَّالحانيّ حضورا،
والحسينَ بْن عَبْد المَلِك الخَلال، وهذه الطبقة. واعتنى به أبوه،
وسمّعه الكثير.
__________
[1] انظر عن (عبد الكريم بن أبي الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
87، 88 رقم 934.
[2] انظر عن (عبد الملك بن عبد الوهاب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
93، 94 رقم 941.
[3] يعني تجنّي بنت عبد الله الوهبانية، وقد تقدّمت ترجمتها في الطبقة
الماضية.
[4] انظر عن (عبيد الله بن محمد) في: العبر 5/ 5.
[5] اللفتواني: نسبة إلى لفتوان إحدى قرى أصبهان.
(43/96)
ولا أعلم متى تُوُفّي، إلّا أَنَّهُ أجاز
في هذه السّنة للبرهان ابن الدَّرَجيّ، وأجاز للفخر عليّ، وللشيخ شمس
الدّين عَبْد الرَّحْمَن، وللكمال عَبْد الرحيم، ولأحمد بْن شيبان،
ولجماعة.
وروى عَنْهُ: ابنُ خليل، والضّياء. وسَمِعَ أيضا من: زاهر بْن طاهر.
واسم جدّه: شجاع بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهيم.
94- عُبَيْد الله بْن أَبِي الحَسَن [1] بْن أَبِي الوفاء.
أَبُو بَكْر الأزَجيّ الدّبّاس، المعروف بابن الغُرَيْر [2] .
سَمِعَ: أبا الفضل الأُرْمَويّ، وأبا الفتح الكَرُوخيّ.
وسَمِعَ منه جماعة [3] .
95- عُثْمَان بْن عيسى [4] بْن دِرْباس.
القاضي، المحدِّث، العلّامة، ضياء الدّين أَبُو عُمَر الهَدَبانيّ،
__________
[1] انظر عن (عبيد الله بن أبي الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 94
رقم 942، والمشتبه 2/ 462، والمختصر المحتاج إليه 2/ 190، 191 رقم 835،
وتوضيح المشتبه 6/ 278.
[2] قيده المنذري فقال: وغرير، بضم الغين المعجمة وراءين مهملتين
الأولى منهما مفتوحة وبينهما ياء آخر الحروف (التكملة 2/ 942) .
[3] ورّخ المؤلّف- رحمه الله- وفاته في سنة 601 هـ. في (المشتبه 2/
462) وهو وهم، فقد ورّخ وفاته في (المختصر المحتاج إليه 2/ 191) في سنة
602 هـ. وكذلك فعل المنذري في (التكملة 2/ 94) .
أما ابن ناصر الدين فنقل عن المؤلّف، رحمه الله- في (المشتبه) وفاته في
سنة 601 هـ.
ولم يعلّق على ذلك.
[4] انظر عن (عثمان بن عيسى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 90 رقم 935،
ووفيات الأعيان 3/ 242، 243 رقم 410، وسير أعلام النبلاء 21/ 476 (دون
ترقيم) ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 143 (8/ 337، 338) ، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 1/ 127- 130، ومرآة الجنان 4/ 3، والبداية والنهاية
13/ 110، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 153 أ، وتاريخ ابن الفرات 5
ق 1/ 45، 46، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 392 رقم 360، والعسجد
المسبوك 2/ 307، وكشف الظنون 1562، 1912، وشذرات الذهب 5/ 7، وهدية
العارفين 1/ 654، والأعلام 4/ 375، ومعجم المؤلفين 6/ 366.
(43/97)
المارانيّ [1] ، ثُمَّ المصريّ، الفقيه،
الشّافعيّ، أخو قاضي القضاة صدر الدّين عَبْد المَلِك.
تفقْه في صِباه بإربل عَلَى أَبِي العَبَّاس الخَضِرِ بْن عقيل. ثُمَّ
تفقّه بدمشق عَلَى القاضي أَبِي سعد بْن أَبِي عصرون، وأحكم المذهبَ
وأصولَه، وشرح «المهذّب» شرحا شافيا لم يُسْبقْ إِلى مثله في عشرين
مجلّدا، وبقي عَلَيْهِ من الشّهادات إِلى آخره [2] . وشرح «اللُّمَع»
لأبي إِسْحَاق في مجلَّدين، وكان من أعلم الشافعيَّة في زمانه.
وقد ناب عَنْ أخيه في القضاء، وسَمِعَ من: أَبِي الجيوش عساكر بن
عَلِيّ.
قَالَ الحافظ المنذريّ [3] : تُوُفّي في ثاني عشر ذي القعدة، [وزاد
أَنَّهُ تفقّه أيضا عَلَى أَبِي البركات الخَضِرِ بْن شِبْل الحارثيّ]
[4] .
96- عَرَفة بْن عليّ [5] بْن الحَسَن بْن حمدُويَه.
أَبُو المكارم ابن بصلا [6] اللّبنيّ.
__________
[1] تصحفت في (شذرات الذهب) إلى «الحاراني» .
[2] كتب في الأصل: «بل كمّله» . واسم الكتاب: «الاستقصاء لمذاهب
الفقهاء» . (وفيات الأعيان) .
[3] في التكملة 2/ 935.
[4] ما بين الحاصرتين ليس في المطبوع من (التكملة للمنذري) .
[5] انظر عن (عرفة بن علي) في: الكامل في التاريخ 12/ 243، وتاريخ ابن
الدبيثي (كمبرج) ورقة 181، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية)
ورقة 133، والجامع المختصر 9/ 179، 180، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 80
رقم 918، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 287، 288، وتلخيص مجمع
الآداب 4/ رقم 721، وتاريخ إربل لابن المستوفي 1/ 26، والمشتبه 2/ 562،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 153، 154 رقم 1088، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 5/ 125 (8/ 293، 294) ، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 252،
وتوضيح المشتبه 3/ 378، وتبصير المنتبه 1237.
[6] بصلا: بضم الباء الموحدة وسكون الصاد المهملة. وهو لقب لمحمد بن
حمدويه أحد أجداده. (التكملة للمنذري 2/ 80) .
(43/98)
شيخ صالح، مشتغل بنفسه، عاش سبعا وسبعين
سنة، وتفقَّه بالنِّظامِيَّةِ.
وصحِب أبا النّجيب السُّهروَرديّ، وسَمِعَ من: أَبِي الفضل الأُرْمَوي،
وعبد الصَّبور الهَرَويّ. وحدّث.
وعُرف باللَّبَنِيّ، لأنّه أقام سنين يتغذَّى باللّبن، ولا يأكُل خبزا.
وهذه عادة لا عبادة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ، وغيره.
97- عليّ بن عليّ بن سعادة [1] بن الجنيس [2] .
الفقيه أَبُو الحَسَن الفارقيّ، الشَّافِعِيّ.
تفقّه بتوريز [3] ، وسَمِعَ بها من مُحَمَّد بْن أسعد العَطّاريّ.
وقَدِمَ بغداد فسَمِعَ من أَبِي زُرْعَة المقدسيّ، وصَحِبَ أبا
النَّجيب عبدَ القاهر، وعَلَّق الخلافَ عَنِ الإِمام أَبِي المحاسن بْن
بُندار.
وأعاد بالنّظاميَّة، ونابَ في تدريسها، وناب في القضاء. ووليَ تدريس
مدرسة أُمِّ النّاصر لدين الله.
ومات يومَ عَرَفة. مِن كبار الشّافعيّة.
__________
[1] انظر عن (علي بن علي بن سعادة) في: الكامل في التاريخ 12/ 243،
وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 148، 149، والجامع المختصر 9/ 188،
189، والمختصر المحتاج إليه 3/ 131 رقم 1021، والمشتبه 1/ 273، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 126 (8/ 295، 296) ، وطبقات الشافعية
للإسنويّ 2/ 255، وفيه: علي بن علي بن سعيد، والبداية والنهاية 13/ 44
وفيه: «علي بن سعاد الفارسيّ» ، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 153
أ، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 166، والعسجد المسبوك 2/ 305، 306،
وعقد الجمان 17/ ورقة 29، وتوضيح المشتبه 3/ 467.
[2] الجنيس: بضم الجيم وفتح النون وسكون الياء آخر الحروف وبعدها سين
مهملة.
(المنذري 2/ 92، التوضيح 3/ 467) .
وقال السبكي: «تصغير جنس» . (طبقات الشافعية الكبرى 5/ 126 و 8/ 295) .
[3] توريز هي: تبريز. وترد بالصيغتين.
(43/99)
98- عليّ بْن مُحَمَّد بْن جمال الإِسلام
[1] أَبِي الحَسَن عليّ بْن المُسَلَّم بْن مُحَمَّد.
الفقيه شرف الدّين أَبُو الحَسَن السُّلَمِيّ، الدّمشقيّ، الشّافعيّ،
المعروف جدّه: بابنِ بنت الشَّهرُزوريّ.
وُلِدَ سنةَ أربع وأربعين وخمسمائة [2] .
وتفقّه، وسمع من: أبي العشائر محمد بْن خليل، وأبي يَعْلَى حمزة بْن
الحُبُوبيّ، وأبي الحسين القاسم ابن البُن، وخالَيْهِ: الصّائن هبة
الله، والحافظ أَبِي القَاسِم، وجماعة.
وحَجَّ. ودخل بغدادَ، فسمع مِن شُهْدَة، وجماعة. وقرأ عَلَى الكمال
عَبْد الرَّحْمَن بن محمد الأنباريّ بعض تصانيفه.
وحَدّث ببغداد، ومصر. وكانت لَهُ اليدُ الطُّولى في الخلاف والبحث.
وكان فصيحا، حسنَ العبارة. دَرَّس بالأمينيَّة.
وحدّث عَنْهُ: يوسُفُ بنُ خليل، والضّياءُ مُحَمَّد، والشّهاب
القُوصيّ.
وقال القُوصيّ: أَخْبَرَنَا مفتي الشّام شرفُ الدّين بقراءتي عَلَيْهِ
بمدرسته الأمينية، قَالَ: وتُوُفّي بحمص غريبا.
وقال أَبُو شامة [3] : كَانَ قد سكن حمصَ منذ أخرج من دمشق، وكان
__________
[1] انظر عن (علي بن محمد بن جمال الإسلام) في: تاريخ ابن الدبيثي
(كمبرج) ورقة 158، والتاريخ المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة 8، وذيل
الروضتين 54، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 82، 83 رقم 924، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 137 رقم 1038، وسير أعلام النبلاء 21/ 423، 424 رقم
219، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 429، 430، والوافي بالوفيات 2/ 96-
98 رقم 46، والبداية والنهاية 13/ 44، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة
153 أ، ب، والعسجد المسبوك 2/ 307، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة
153 و 166، وعقد الجمان للعيني 17/ ورقة 290، والدارس في تاريخ المدارس
1/ 182.
[2] وبها ورّخه ابن الدبيثي، والمنذري. أما ابن النجار فقال: «بلغني أن
مولد شيخنا أبي الحسن الفقيه كان في المحرم سنة اثنتين وأربعين
وخمسمائة بدمشق» . (التاريخ المجدّد، ورقة 8) .
[3] في ذيل الروضتين 54.
(43/100)
مدرّس الأمينيَّة والزّاوية المقابلة لباب
البرّادة، وكان عالما بالمذهب والخلاف، ماهرا.
قلت: تُوُفّي في تاسع جُمادي الآخرة.
99- عُمَر بْن إِبْرَاهيم [1] بْن عُثْمَان.
أَبُو حفص التّركستانيُّ الأصلِ، الواسطيّ، الصّوفيّ، الواعظ.
سَمِعَ بواسط مِن: عَبْد الرَّحْمَن بْن الحُسَيْن الدَّجاجيّ، ومحمد
بْن عليّ الكَتَّانيّ. وببغداد من: شُهْدَة، وجماعة. وسافر الكثير.
وحَدّثَ.
وتُوُفّي بشيراز.
100- عُمَر بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْد.
أَبُو عَبْد الله المَقْدسيّ.
قال الضّياء: ولد بعد الثّلاثين وخمسمائة، وَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِي
الحُسَيْن عَبْد الحقّ بْن يوسف. وتُوُفّي في ربيع الآخر بقاسيون.
وقال الشّيخ الموفَّق: كَانَ فيه حَمِيَّة وأنَفَة، وكان حَسَنَ
الصّلاة، حاضرَ القلب فيها.
قلت: وهو والدُ الشّابّ الإِمام سيف الدّين عَبْد الله المتوفّى بحرّان
في سنة ستّ وثمانين وخمسمائة.
[حرف الفاء]
101- فارس بانويه [2] بنت محمد بن أبي القاسم بن أبرويه، الأصبهانيّة،
الصّالحانيّة.
__________
[1] انظر عن (عمر بن إبراهيم) في: التاريخ المجدّد لابن النجار (باريس)
ورقة 84، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 81 رقم 921، والجامع المختصر 9/
184، 185.
[2] انظر عن (فارس بانويه) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 80، 81 رقم
919، وتوضيح المشتبه 1/ 306 و «بانويه» : بضم النون.
(43/101)
سَمِعْتُ من: فاطمة الْجُوزْدانيَّة، وسعيد
بْن أَبِي الرجاء. وحدثت بأصبهان.
وتُوُفّيت في رابع ربيع الآخر. قَالَهُ الحافظ المنذريّ [1] .
[حرف اللام]
102- لُبابة بنت المبارك [2] بْن هِبة الله بْن بَكْري الحَرِيميّ.
تُوُفّيت في ذي الحِجَّة عَنْ أربعٍ وسبعين سنة، وحدّثت عَنْ جدِّها
لأمّها أَبِي البقاء هِبة الله بْن القَاسِم البُنْدار، وهو شيخ
مُسِنٌّ يروي عَنْ طِرَاد النّقيب وغيرِه، وتوفّي سنة بضع وأربعين
وخمسمائة [3] .
[حرف الميم]
103- مُحَمَّد بْن ظافر بْن القَاسِم بن منصور [4] .
أبو البركات ابن الأديب أَبِي المنصور الْجُذاميّ، الإِسكندرانيّ،
الخيّاط.
الرجلُ الصّالح المختصّ بصحبة الزّاهد أبي الحسن ابن بنت أَبِي سَعْد،
فإنّه خدمه أربعينَ سنة، وكان الشّيخ يُحبّه ويحترمه. وكان أَبُو
البركات ذا سَمْتٍ وورع يتحرّى في خياطته، ويُغَسِّل الأعيانَ بمصر.
وأبوه: ظافر الحدّاد، شاعر مشهور.
104- مُحَمَّد بْن أَبِي خالد [5] عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عبد الله بْن عيسى بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهيم بْن محمد بن أبي
زمنين.
__________
[1] في التكملة 2/ 80.
[2] انظر عن (لبابة بنت المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 92 رقم
938، والمختصر المحتاج إليه 3/ 271، 272 رقم 1433.
[3] تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 544 هـ. برقم (252) وكنيته هناك: «أبو
الوفاء» .
[4] انظر عن (محمد بن ظافر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 96، 97 رقم
948، والوافي بالوفيات 3/ 178 رقم 1153، وتاريخ ابن الفرات 9/ ورقة 9.
[5] انظر عن (محمد بن أبي خالد) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار
2/ 571، 572، والمقفى الكبير للمقريزي 6/ 113، 114 رقم 2554.
(43/102)
واسم أبي زَمَنْين: عدنان بْن بشير بْن
كثير.
القاضي أَبُو بَكْر المرّيّ، الأندلسيّ الإِلبيريّ، ثُمَّ الغَرْناطيّ.
قَالَ الأبّار [1] : كذا نسبه أَبُو القَاسِم المَلاحيّ، وقال: إنّه
وَقَّفَهُ عَلَى نسبه هذا، فأقَرَّ بِهِ.
سَمِعَ: أبا مروان بْن قزمان، وأبا الحَسَن الزّهريّ، وأبا القَاسِم
بْن بَشكُوال، وجماعة. وكتب إِلَيْهِ أَبُو الحَسَن بْن هُذَيل، وأَبُو
طاهر السِّلَفيّ، وطائفة. وولي قضاء غَرناطة ثُمَّ مَالَقَةَ.
قَالَ: وكان فقيها محدّثا، حسنَ الخطّ والضّبْط. حدَّث عَنْهُ: أَبُو
سُلَيْمَان بْن حَوْط اللَّه، وأبو محمد ابن القُرطبيّ، وأَبُو الربيع
بنُ سالم، وأَبُو جَعْفَر الدّلّال.
وتُوُفّي بغَرْناطة معزولا عَنِ القضاء في شهر ربيع الأول، وله ثِنتان
وسبعون سنة.
روى عَنْهُ: ابن مَسديّ، وقال: هُوَ أوَّلُ مَن أُحضرت بين يديه وسمعتُ
عَلَيْهِ، حَدَّثَنَا بإشارة جدّي، فكان يأخذ مجلّدا مُجَلَّدًا ثُمَّ
يضعه في حجْري، ويقول لي: حَدّثْ بهذا عنّي. وكان أحدَ حُفَّاظ الحديث،
وقد سَمِعَ من الحَسَن بْن عليّ بْن سهل الخشنيّ، وخلْق.
فالخشنيّ لم أر لَهُ ترجمة، سَمِعَ من ابن سُكَّرة.
105- مُحَمَّد بْن القاضي المُعَمَّر أَبِي الفتح مُحَمَّد [2] بْن
أَحْمَد بْن بختيار.
__________
[1] في التكملة: 2/ 571- 572.
[2] انظر عن (محمد بن أبي الفتح محمد) في: الكامل في التاريخ 12/ 242،
وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 128، 129، والجامع المختصر 9/
191، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 87 رقم 933، والمختصر المحتاج إليه 1/
125، والمشتبه 2/ 624، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 64، والعسجد
المسبوك 2/ 305، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 52، وتوضيح
المشتبه 8/ 318.
(43/103)
أَبُو حامد المَنْدائيّ [1] ، الفقيه،
المفتي.
وُلِدَ سنة سبْعٍ وخمسين.
وقَدِمَ بغداد فتفقّه بها. وسَمِعَ من: أَبِي الفتح بْن شاتيل، وطبقته.
وقرأ «المقامات» عَلَى منوجهر بْن تركانشاه.
روى عَنْهُ: أبو عبد الله الدبيثي [2] ، وقال: توفي في ثامن عشر شوّال،
وصَلَّى عَلَيْهِ أَبُوهُ [3] .
106- مسعود الأمير [4] سعد الدّين صاحب صَفَد ابن الحاجب مبارك.
تُوُفّي بصفد في شوّال. وله بدمشق دار صارت للأمير جمال الدّين موسى
بْن يغمور، وهي الّتي بقرب حمّام جاروخ بدمشق، وهي اليوم [ ... ] [5] .
107- وتُوُفّي قبله في رمضان: أخوه ممدود [6] بدر الدين.
شِحْنة دمشق، الّذي صارت داره للأجَلّ نجم الدّين ابن الجوهريّ بحارة
البلاطة.
وكانا أميرين كبيرين لهما مواقفُ مشهورة مَعَ السّلطان صلاح الدّين.
وهما ابنا السّتّ عذراء صاحبة المدرسة العذراويّة، ووالدة الأمير فرّوخ
شاه ابن الأمير شَاهِنشاه بْن أيّوب بْن شاذي.
__________
[1] المندائي: بفتح الميم وسكون النون ودال مهملة ثم ألف وهمزة، بعدها
ياء النسب.
ومعناها بالفارسية: الباقي. ويقال: الماندائي.
وكان قوم من العجم تأخر إسلامهم من أجداده فقيل: الماندائي.
[2] في تاريخه، ورقة 129.
[3] ستأتي ترجمته وفي وفيات سنة 605 هـ. برقم (262) .
[4] انظر عن (مسعود الأمير) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 528، وذيل
الروضتين 54، وشفاء القلوب للحنبلي 215.
[5] بياض في الأصل تركه المؤلّف- رحمه الله-.
[6] انظر عن (ممدود) في: في مصادر أخيه «مسعود» نفسها.
(43/104)
[حرف الياء]
108- يَحْيَى بْن مُحَمَّد [1] بْن خَلف.
أَبُو زكريّا الهَوزنيّ، الإِشبيليّ.
أخذ عَنْ: أَبِي الحَكَم بْن حَجّاج، وأبي الأصبغ السّماتيّ، وجماعة.
وتصدّر للإقراء ببلده وبسبتة.
قَالَ الأبّار: كَانَ مِن أهل الضَّبط والتّجويد، شهيرُ الذِّكْر، وله
أُرجوزة في غريب القرآن. وقد أضرَّ بأخَرةٍ.
أخذ عَنْهُ جماعةٌ، منهم أَبُو عَبْد الله بْن هشام. وتُوُفّي في
رمضان.
وفيها وُلد
مجد الدين محمد ابن الظّهير الإربلّيّ.
والعماد الأشتر أَحْمَد بْن المؤيّد.
والنَّجيب مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن المؤيَّد
الهَمَذانيّ.
والعماد مُحَمَّد بْن عُمَر بْن هلال الأزْديّ.
والمؤمّل بْن محمد ابن النّابلسيّ.
والزّين مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن سالم الحِمْصِيّ.
والجمال أَبُو مُحَمَّد بْن عَبْد الوهَّاب النّخائليّ.
والعزّ عبد الرحمن ابن العزّ مُحَمَّد بْن عَبْد الغنيّ.
وتقيّ الدّين إبراهيم ابن الواسطيّ.
والتّاج أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن المعتزل.
ومحمد بْن إِبْرَاهيم بْن تَرْجم في ربيع الأول.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبّار (نسخة
الأزهر) 3/ ورقة 134.
(43/105)
والمحدّثُ شرف الدّين أَحْمَد بْن مُحَمَّد
بْن عَبْد الله المَوْصليّ ثُمَّ الدّمشقيّ في ربيع الأول.
والضّياء أحمد ابن الشيخ مُحَمَّد بْن عُمَر بْن يوسف القُرطبيّ،
سَمِعَ من زاهر بْن رُستم.
وأَبُو الحَسَن عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي الفتح الحرّانيّ
الضّرير، سَمِعَ ابن رُوزْبة.
والجمال مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم بْن درارة.
والكمال يَحْيَى بنُ خَلَف المقاماتيّ بمصر، سَمِعَ مُكْرَمًا.
(43/106)
سنة ثلاث وستّمائة
[حرف الألف]
109- أَحْمَد بْن عَبْد الغنيّ [1] بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن
بْن خَلَف بْن المُسَلّم.
الفقيه، الأديب، نفيس الدّين أَبُو العَبَّاس اللّخميّ، المالكيّ،
المعروف بالقُطْرُسِيّ [2] .
تفقّه عَلَى الإمام ظافر بْن الحُسَيْن الأزْديّ. واشتغل بالأُصولَيْن
والمنطق، وقرأ الأدب على البارع موفّق الدّين يوسف ابن الخلّال كاتب
الدّيوان العاضديّ، وصحِبه مدَّةً، وصحِب غيرَه. وسَمِعَ من سعيد
المأمونيّ.
وتَصَدَّر للإِقراء والإِفادة. وله ديوان شِعر. تقلّب في الخدم
الدّيوانيّة، ومدح ملوكا ووزراء.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الغني) في: بغية الطلب لابن العديم (المصوّر)
5/ 440 رقم 164، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 102، 103 رقم 957، ووفيات
الأعيان 1/ 164- 167 رقم 66، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 958، وسير
أعلام النبلاء 21/ 479، 480 رقم 244، والوافي بالوفيات 7/ 72 رقم 3013،
والفلاكة والمفلوكين 112، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 53- 56، والمقفى
الكبير للمقريزي 1/ 486، 487 رقم 472، وسلّم الوصول لحاجي خليفة، ورقة
97.
[2] القطرسي: بضم القاف وسكون الطاء المهملة وضم الراء وبعدها سين
مهملة. قال ابن خلّكان: هذه النسبة كشفت عنها كثيرا ولم أقف لها على
حقيقة، غير أنه كان من أهل مصر ثم أخبرني بهاء الدين زهير بن محمد
الكاتب الشاعر أن هذه النسبة إلى جدّه قطرس، وكان صاحبه، وروى عنه شيئا
من شعره. (وفيات الأعيان 1/ 167) وقد تحرّفت النسبة إلى «الفطرسي»
بالفاء، في تلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 958.
(43/107)
قَالَ المنذريُّ [1] : تُوُفّي فِي الرابعِ
والعشرينَ من ربيع الأول، وأنشدنا عَنْهُ جماعة من أصحابه [2] .
قلت: وروى عَنْهُ الشّهاب القُوصيّ في «معجمه» .
110- أَحْمَد بْن أبي المُعَمَّر [3] يَحْيَى بْن أَحْمَد بن عبيد
اللَّه بْن هبة الله.
__________
[1] في التكملة 2/ 102.
[2] قال ابن خلّكان: وذكره العماد في «الخريدة» فقال: فقيه مالكي
المذهب، له يد في علم الأوائل والأدب، ومن شعره قوله:
يسرّ بالعيد أقوام لهم سعة ... من الثراء، وأما المقترون فلا
هل سرّني وثيابي فيه قوم سبا ... أو راقني وعلى رأسي به ابن جلا
وذكره العماد أيضا في كتاب «السيل» فقال: كان من الفقهاء بمصر، وقد
رأيت القاضي الفاضل يثني عليه، ووجدت له قصيدة كتبها من مصر إليه ونقلت
من ديوانه أيضا:
يا راحلا وجميل الصبر يتبعه ... هل من سبيل إلى لقياك يتفق
ما أنصفتك جفوني وهي دامية ... ولا وفى لك ق 9 لبي وهو محترق
وله في كأس سقطت وهو معنى بديع:
ما سقطت كأسك من علّة ... لكن يد الفضل بتبديدها
هيهات أن تحفظها راحة ... ما حفظت قطّ سوى جودها
وله:
فؤادي إليك شديد الظما ... وعيني تشكو لك الحاجبا
فرتّب لي الإذن سهلا لديك ... فإنّي أرضى به راتبا
ومن شعره أيضا:
إن مسّني من جناب كنت أعهد لي ... فيه النعيم تكاليف من الشظف
فالشمس والبدر حسبي أسوة بهما ... وربّما كسفا في البيت والشرف
ومن شعره أيضا:
لا تسأل اليوم عن حالي وعن خبري ... دهت فؤادي دواهي الحسن والقدر
أصبحت قد ضلّ قلبي في هوى قمر ... فأعجب لمن ضلّ بين الشمس والقمر
[3] انظر عن (أحمد بن أبي المعمّر) في: التقييد لابن نقطة 185 رقم 209،
وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 139، والجامع المختصر 9/ 213،
214، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 109، 110 رقم 971، وتلخيص مجمع الآداب
4/ رقم 1987، والمختصر المحتاج إليه 1/ 226، 227، والوافي بالوفيات 8/
232 رقم 3672.
و «المعمّر» : بضم الميم وفتح العين المهملة وبعدها ميم مشدّدة مفتوحة
وراء مهملة.
(المنذري 2/ 110) .
(43/108)
أَبُو المعالي البغداديّ، الخازن.
سَمِعَ الكثيرَ من: نصرِ بْن نصر العُكْبَرِيّ، وابن الزَّاغونيّ، وأبي
جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد العَبَّاسيّ، ومحمد بْن عُبَيْد الله
الرُّطَبِيّ، وأقرانِهم، ومَن بعدهم، وكتب الكثير، فممّا كتب:
«الصّحيحان» ، و «مسند» أحمد، و «طبقات» ابن سَعْد، وكتاب «الأغاني» .
وهو من بيت العدالة والرواية، وهو ابن عمّ الوزير عُبَيْد الله بْن
يونس.
قَالَ ابن النّجّار: كتبتُ عَنْهُ، وكان صدوقا، حسن الطّريقة، عفيفا،
ديِّنًا، متودّدا.
وقال الدّبيثِيّ [1] : كَانَ ثقة، سمعنا منه الكثيرَ. وتُوُفّي في
شعبان.
وروى عَنْهُ: هُوَ، والنّجيب عبد اللّطيف. وأجاز للفخر عليّ، وأحمد بْن
شيبان، وجماعة.
111- إسْمَاعيل بْن عليّ [2] بْن مواهب.
أَبُو مُحَمَّد الحَظِيرِيّ [3] ، الدُّجَيْليّ.
قرأ العربيَّةَ عَلَى ابن الخَشّاب، واللّغة عَلَى أَبِي مُحَمَّد بْن
الجواليقيّ.
وبرع وتقدّم، وأنشأ «الخُطَب» ، وكتاب «تحرير الجواب» .
وكان زاهدا ورِعًا، نزل المَوْصِلَ.
تُوُفّي في صفر [4] .
112- آمنة بنت أبي القاسم [5] بن أبي منصور ابن السّدنك.
__________
[1] في تاريخه، ورقة 139.
[2] انظر عن (إسماعيل بن علي) في: ذيل الروضتين 58.
[3] في ذيل الروضتين: «الخطيريّ» ، وقال: من خطيرة الدجيل.
[4] أنشد لنفسه:
لا عالم يبقى ولا جاهل ... ولا نبيه لا ولا خامل
على سبيل مهيع لاحب ... يوري أخو اليقظة والغافل
[5] انظر عن (آمنة بنت أبي القاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 110
رقم 972.
(43/109)
سَمِعْتُ قاضيَ المارستان أبا بَكْر.
وهي أخت المبارك [1] .
تُوُفيت في شعبان.
113- إِبْرَاهيم بْن يوسف [2] بْن إِبْرَاهيم.
أَبُو إِسْحَاق اللّخْميّ، القُرطبيّ، المعروف بالمَعَاجِريّ [3]
المقرئ.
أخذ القراءاتِ عَنْ سَعْد بْن خَلَف، وولي الخَطابة. وكان مقرئا
مجوّدا، ذا سمت ووقار.
قال ابن الطّيلسان: صحبته زمانا.
114- إسماعيل بن المبارك [4] بْن مُحَمَّد بْن مكارم بْن سكّينة.
أبو الفرج الأنماطيّ، البغداديّ.
سمع من: أبيه، وأبي الفتح ابن البطّيّ، وجماعة. وحدَّث.
تُوُفّي بإرْبِل.
115- إقبال [5] ، جمال الدّولة خادم السّلطان صلاح الدين الّذي وقف
دارَيْهِ الإِقباليّتَين: الّتي للحنفيَّة [6] والّتي للشّافعيَّة [7]
بدمشق.
__________
[1] تقدّمت ترجمته في الطبقة الماضية في وفيات سنة 596 هـ.
[2] انظر عن (إبراهيم بن يوسف) في: تكملة كتاب الصلة لابن الأبار 1/
162، وغاية النهاية 1/ 30 رقم 137.
[3] تحرّف في التكملة إلى «المعافري» ، والمثبت يتفق مع (غاية النهاية)
.
[4] انظر عن (إسماعيل بن المبارك) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921)
ورقة 249، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 107 رقم 966، والمشتبه 1/ 364،
وتوضيح المشتبه 5/ 129، وتبصير المنتبه 686.
[5] انظر عن (إقبال) في: ذيل الروضتين 59، والأعلاق الخطيرة 2/ 210،
234 و 3 ق 1/ 137، ونهاية الأرب 29/ 40، 41، والوافي بالوفيات 9/ 304
رقم 4234، والبداية والنهاية 13/ 46.
[6] انظر عن (المدرسة الإقبالية الحنفية) في: الدارس في تاريخ المدارس
للنعيمي 1/ 362.
[7] انظر عن (المدرسة الإقبالية الشافعية) في: الدارس في تاريخ المدارس
للنعيمي 1/ 118.
(43/110)
تُوُفّي ببيت المَقْدِس.
[حرف الجيم]
116- جَعْفَر بْن المظفَّر [1] بْن أَبِي سَعْد.
أَبُو القَاسِم الشَّعِيريّ [2] ، البورانيّ.
سمع: أحمد ابن الأشقر، وسَعْدَ الخيرِ، وأبا الوَقْت.
وتُوُفّي في ذي الحِجَّة.
روى عَنْهُ: ابنُ النّجّار.
[حرف الحاء]
117- حسن بْن أَحْمَد بْن مفرّج [3] .
أَبُو عليّ البَكْريّ، الأندلسيّ، الإِشبيلي [4] ، المعروف
بالزَّرْقالَّة.
سَمِعَ من: يوسف بْن لبيب، وولي الأحكام بأُشُبُونة.
وكان أديبا طبيبا، موفَّقًا في العلاج، بارعا في الطّبّ، فاق أهلَ عصره
في تمييز النّبات. وله حَظٌّ صالح من قرض الشِّعر.
وعاش بِضعًا وثمانين سنة. تُوُفّي فِي ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (جعفر بن المظفر) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 294،
295، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 121 رقم 988، والمختصر المحتاج إليه 1/
272، وتوضيح المشتبه 1/ 644.
[2] الشّعيري: نسبة إلى درب الشعير من محالّ بغداد.
[3] انظر عن (حسن بن أحمد بن مفرّج) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 1/
264 وفيه:
«حسن بن أحمد بن عمر بن مفرج» .
[4] هكذا في الأصل. وفي التكملة لابن الأبّار: «الأشبوني» وهو الأشبه.
(43/111)
118- الحَسَن بْن عليّ بْن نصر بْن عَقِيّل
[1] .
أَبُو عليّ العَبْديّ، العراقيّ، هُمام الدّين.
من شيوخ الرَّافضة.
وُلدِ بالحِلَّة سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
وكان خبيرا بالأصول، كثيرَ المحفوظ، شاعرا مُحْسِنًا كبيرا. مدح
المُستنجد، والمُستضيء، والنّاصر، ومدح صاحبَ المَوْصل وصاحب حلب.
وأرسل إِلى السّلطان صلاح الدّين بقصيدة، فنفذ إِلَيْهِ مائة دينار.
قَدِم حلب واشتغل عليه يحيى بن أبي طيِّئ، وعَظَّمه في «تاريخه» [2] .
ومن شِعره:
ولَمْ أَرَ كَالدُّنيا مَقِيلَ مُهَجّرٍ ... حَبِيبٍ إلَيْهِ ظِلُّهَا
وَهْوَ زَائِلُ
وما النَّاسُ إلا كَامِلُ الحَظِّ نَاقِصٌ ... وآخَرُ مِنهم نَاقِصُ
الحَظِّ كَامِلُ
وإنّي لَمُنْشٍ مِنْ حَيَاءٍ وعِفَّةٍ ... وإنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي
مِنَ المَالِ طَائِلُ
تُوُفّي بدمشق.
119- الحَسَن بْن يوسف بن حسن [3] .
أبو عليّ ابن المحوّليّ [4] .
__________
[1] انظر عن (الحسن بن علي بن نصر) في: ذيل الروضتين 69، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 18، وفوات الوفيات 1/ 243، والوافي بالوفيات 12/ 219،
130 رقم 106.
[2] لم يصل إلينا هذا الكتاب ولا غيره من كتب ابن أبي طيِّئ.
[3] انظر عن (الحسن بن يوسف) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة
22، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 102 رقم 956، والمختصر المحتاج إليه 2/
30، 31 رقم 604.
[4] المحوّلي: بضم الميم وفتح الحاء المهملة وتشديد الواو وفتحها
وبعدها لام. نسبة إلى المحوّل، قرية كبيرة معروفة بنهر عيسى قريبة من
بغداد. (المنذري) .
(43/112)
سنة خمس وستّمائة
[حرف الألِف]
223- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي هارون [1] .
أَبُو القَاسِم التَّمِيميّ، الإِشبيليّ.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي الحَكَم بْن حَجّاجِ، وأبي إسحاق بن طلحة،
وعبيد الله [2] ابن اللّحيانيّ [3] ، وأبي الحَكَم بْن بَطَّال.
وسَمِعَ من أَبِي الحَسَن الزُّهْرِي، والزّاهد أَبِي عَبْد الله ابن
المجاهد. وأجاز لَهُ أَبُو الحَسَن شريحٌ.
وتصدَّر للإِقراء، وأخذ الناسُ عَنْهُ.
قَالَ الأبّار [4] : وكان ورِعًا زاهدا، أجاز في ربيع الأول سنة خمسٍ
لبعض أصحابنا [5] .
224- إِبْرَاهيم بْن أَحْمَد الكرديّ [6] .
المعروف بالجناح.
من أمراء دمشق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/
98، وغاية النهاية 1/ 104 رقم 480.
[2] في التكملة لابن الأبار: «عبد الله» ، والمثبت يتفق مع: غاية
النهاية.
[3] تصحفت في غاية النهاية إلى: «الحبابي» .
[4] في تكملة الصلة 1/ 98.
[5] وقال ابن الجزري: بقي إلى قريب سنة عشر وستمائة.
[6] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: ذيل الروضتين 66.
(43/113)
[حرف الراء]
121- رجاء بْن مُحَمَّد بْن هبة الله الفقيه المفتي.
أبو العلاء الأصبهانيّ.
روى عَنْ: غانم بْن خالد، وغيره.
روى عَنْهُ: يوسُف بنُ خليل.
وقال الحافظ الضّياء: تُوُفّي في شعبان بأصبهان.
[حرف السين]
122- سَعْد بْن عَبْد اللَّه بْن سَعْد بْن هبة الله بْن مُفْلِح.
أَبُو مُحَمَّد المَقْدسيُّ، المؤذِّن.
سَمِعَ: أبا المعالي بْن صابر.
روى عَنْهُ: الشّيخ الضّياء، والفخر عليّ، والشيخ شمس الدّين.
تُوُفّي في أول ذي القعدة كهلا.
123- سعيد بْن مُحَمَّد [1] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَطَّاف بْن
أَحْمَد بْن حَبْشي [2] بْن إِبْرَاهيم.
أَبُو القَاسِم الهَمْدانيّ [3] المَوْصِلِيّ الأصلِ، البغداديّ،
المؤدّب.
__________
[ () ] وغزوت مع ابن حارثة استعمله علينا» وانظر «فتح الباري» 7/ 498.
[1] انظر عن (سعيد بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة
67، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 85، والجامع المختصر 9/ 210،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 103، 104 رقم 960، والمختصر المحتاج إليه 2/
91 رقم 697، والعبر 5/ 6، وشذرات الذهب 5/ 9، وتوضيح المشتبه 3/ 70.
[2] حبشي: بفتح الحاء المهملة وسكون الباء الموحّدة وبعدها شين معجمة.
(المنذري) .
[3] الهمدانيّ: بسكون الميم وبعدها دال مهملة. وهو همداني، منسوب إلى
القبيلة المعروفة.
(43/114)
كَانَ يؤدّب بقراح أَبِي الشّحم.
سَمِعَ من: أَبِيهِ، وأبي بَكْر قاضي المارستان، وأبي القَاسِم ابن
السَّمَرْقَنْديّ، وأبي الحَسَن بْن عَبْد السّلام الكاتب، وأجازَ لَهُ
هِبَةُ الله بْن الحُصَيْن.
كتب عَنْهُ: أَبُو المحاسن عُمَر بْن عليّ في أيام شُهْدَة. وروى
عَنْهُ:
الدُّبَيْثِيّ، وابنُ خليل، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، والتقي
اليلداني، وآخرون.
وأجاز لابن أبي الخير، وللشيخ شمس الدين عَبْد الرَّحْمَن، وللكمال
عَبْد الرحيم، وللفخر عليّ.
وتُوُفّي في ثاني ربيع الآخر، وله نَيّف وثمانون سنة [1] .
124- سعيد بْن أَبِي سَعْد [2] بْن عبد العزيز العراقي الجامديّ [3]-
بالجيم- القيلوييّ.
وقيلوية [4] من قرى نهر المَلِك.
سَمِعَ: أبا الفتح الكروخيّ، وابن ناصر. وحدّث.
__________
[1] ورّخ ابن الدبيثي مولده في العاشر من شهر ذي القعدة سنة 523 هـ.
[2] انظر عن (سعيد بن أبي سعد) في: معجم البلدان 2/ 10 و 4/ 217، 218،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 112، 113 رقم 979.
[3] الجامدي: نسبة إلى جامدة. قال ياقوت في (معجم البلدان 2/ 10) :
«قرية كبيرة جامعة من أعمال واسط بينها وبين البصرة، رأيتها غير مرة،
منها أبو يعلى محمد بن علي بن الحسين الجامدي الواسطي يعرف بابن الكاري
حدّث عن سعيد بن أبي سعيد بن عبد العزيز أبي سعد الجامدي.. توفي سنة
603 وكان أبوه من الزهاد الأعيان» . ومن الواضح أن ياقوت خلط بين
ترجمتين خلطا بيّنا.
[4] قيلوية: بفتح القاف وسكون الياء آخر الحروف وبعدها لام مضمومة وواو
ساكنة وياء آخر الحروف مفتوحة وتاء تأنيث. قرية كبيرة بالنهروان.
(المنذري) .
وقد تصحفت في الأصل إلى: «قيلونة» بالنون.
(43/115)
[حرف الصاد]
125- صالح بْن عليّ [1] بْن نفيس بْن أَبِي الْحَسَن عليّ بْن مُحَمَّد
بْن محمد بْن الأخضر الأنباريّ.
أبو طالب العَدْل.
وُلِد بالحِلَّة سنة نَيِّفٍ وثلاثين، وتُوُفّي بالمَوْصل.
وسَمِعَ بالأنبارِ من: عمّ أَبِيهِ أَبِي نَصْر يَحْيَى بْن عليّ.
وحدّث ببغداد، روى عنه: الدّبيثيّ [2] .
126- صفيّة بنت عبد الكريم [3] ابن شيخ الشّيوخ أَبِي البركات
إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سَعْد النَّيْسابوريّ، ثُمَّ البغداديّ، أمّ
مُحَمَّد.
أجاز لها: أَبُو عَبْد الله الفُرَاويّ، وعليّ بْن طِرَاد
الزَّيْنَبِيّ، وجماعة.
وحدّثت.
وتُوُفّيت في ليلة السّابع والعشرين من رمضان عَنْ بِضعٍ وثمانين سنة.
[حرف الظاء]
127- ظَفَر بْن عَبّاد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي الرَّجاء الأمينيّ.
أَبُو الحَسَنات الأصبهانيّ.
سَمِعَ منه: الحافظ الضّياء، وقال: تُوُفّي في ربيع الأول.
__________
[1] انظر عن (صالح بن عليّ) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة
80، 81، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 111 رقم 976، والمختصر المحتاج إليه
2/ 106 رقم 725.
[2] في تاريخه.
[3] انظر عن (صفية بنت عبد الكريم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 112
رقم 978.
(43/116)
[حرف العين]
128- عَبْد الله بْن صافي [1] بْن عَبْد الله.
أَبُو القَاسِم البغداديّ، الخَازِنيّ.
وُلِد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
ذكر أَنَّهُ قرأ القرآن عَلَى أَبِي بَكْر المزرقيّ. وسَمِعَ من: عليّ
بْن أَحْمَد بْن المُوَحِّد، والحسين بْن عليّ سِبْط الخَيَّاط.
وكان أَبُوهُ مولى رَجُل اسمه: حُسَيْن الخازن.
وتُوُفّي في جُمادي الأولى.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والضّياء مُحَمَّد. وأجاز للشيخ شمس الدّين
ابن أَبِي عُمَر، والفخر عليّ، والكمال عَبْد الرحيم.
وتُوُفّي في جُمادي الأولى [2] ، وهو آخر من حَدَّث عَنِ ابن الموحّد.
129- عَبْد الرَّحْمَن بْن الْحُسَيْن [3] بْن عَبْد اللَّه.
أبو منصور ابن النّعمانيّ، النّيليّ [4] ، الكاتب، المعروف بالقاضي
شريح [5] .
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن صافي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 93، 94، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 105، 106 رقم 963، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 145، 146 رقم 777، وتوضيح المشتبه 2/ 123.
[2] هكذا كرّر المؤلّف- رحمه الله- تأريخ الوفاة، وهو سهو منه.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن الحسين) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 531،
وذيل الروضتين 58، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 103 رقم 958، وطبقات
الشافعية للمطري، ورقة 201 ب، والجامع المختصر 9/ 207، 208، وعقود
الجمان لابن الشعار 3/ ورقة 214، والوافي بالوفيات 18/ 136 رقم 161،
والبداية والنهاية 13/ 46، وتوضيح المشتبه 1/ 687، وعقد الجمان 17/
ورقة 299، والألقاب، للسخاوي، ورقة 82.
[4] النيلي: نسبة إلى النيل، بلدة معروفة بالعراق. وقد تصحّفت في
(البداية والنهاية) إلى:
«النبلي» بالباء الموحدة.
[5] نسبة إلى القاضي شريح المشهور.
(43/117)
وَلي قضاء النِّيل مُدَّة. وكان
مُتَرسِّلًا، بليغا، فصيحا، مفوّها، كريما، جوادا، كامل الرئاسة يصلحُ
للوزارة. وقد كتب الإِنشاء للأمير طاشتِكين مدَّةً فقصده الوزير ابن
مهديّ فحبسه حتّى مات.
وله «رسائل» مدوّنة في مجلَّدين.
تُوُفّي في ربيع الأول، ودُفن بداره ببغداد.
130- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الخير سلامة [1] بْن يوسف بن عليّ بن
عبد الدّائم.
القاضي أبو القاسم القضاعيّ، البلويّ، الإسكندرانيّ، المالكيّ.
ولد سنة عشرين وخمسمائة.
وتفقّه على الإمام أبي طالب صالح ابن بنت معافى. وحدّث عَنْ: أَبِي
عُبَيْد نعمة الله بْن زيادة، والحسين بْن عليّ التيبغانيّ.
وولي قضاء الثّغر مُدَّة، وولي التّدريس بالقاهرة بالفاضليَّة، وانتفع
بِهِ جماعة. وكان شَفوقًا عَلَى الطَّلَبة، ساعيا في مصالحهم، وافر
المروءة، جَمّ الإِيثار.
تُوُفّي في ثاني صفر.
روى عنه جماعة.
131- عَبْد الرَّحْمَن بْن صَدَقَة [2] الواسطيّ، الطّحّان.
حدّث عَنِ: ابن ناصر.
132- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ [3] بْن هبة اللَّه.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن سلامة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 98
رقم 949، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 56، والسلوك ج 1 ق 1/ 167.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن صدقة) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 118، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 111 رقم 974.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن علي) في: في: التكملة لوفيات النقلة 2/
108، 109 رقم 969،
(43/118)
نجيبُ الدّين الأنصاريّ، المصريّ، أَبُو
القَاسِم.
قارئ مصحف الذَّهب، ووالد قارئ المصحف أَبِي عليّ الحَسَن.
سَمِعَ من: عليّ بْن نصر الأرْتاحِيّ، وغيره.
ومات في رجب.
133- عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد [1] بن أبي القاسم.
أبو القاسم ابن العَجْمِيّ، الأزَجِيّ، القَطَّان، المعروف بابن
الكَافُورِيِّ.
سَمِعَ من: أَبِي البدر الكَرْخِيّ، وابن ناصر.
روى عَنْهُ: الضّياء مُحَمَّد، وغيره. وأجاز للشيخ شمس الدّين، وللفخر
عليّ.
وتُوُفّي في جمادى الأولى.
134- عبد الرّزّاق ابن الشّيخ عبد القادر [2] ابن أَبِي صالح.
الإمام أَبُو بَكْر الْجِيلِيّ، ثُمَّ البغداديّ، الحنبليّ، المحدّث،
الحافظ، الثّقة، الزّاهد.
__________
[ () ] وتحفة الأحباب للسخاوي 169.
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي 5922) ورقة
126، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 105 رقم 962، والمختصر المحتاج إليه 3/
15 رقم 768.
[2] انظر عن (عبد الرزاق بن عبد القادر) في: التقييد لابن نقطة 351 رقم
438، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 159، 160، والتكملة لوفيات
النقلة 2/ 116، 117 رقم 980، ومشيخة النعّال 143، 144، وذيل الروضتين
58، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 87، والجامع المختصر لابن الساعي
9/ 214، 215، وتاريخ إربل 1/ 296، والمعين في طبقات المحدّثين 186 رقم
1981، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والإعلام بوفيات الأعلام 248،
وتذكرة الحفاظ 4/ 1385- 1387، والعبر 5/ 6، والمختصر المحتاج إليه 3/
62 رقم 854، وسير أعلام النبلاء 21/ 426- 428 رقم 222، والذيل على
طبقات الحنابلة 2/ 40، 41 رقم 221، والبداية والنهاية 13/ 46، ومرآة
الجنان 4/ 4، وعقد الجمان 17/ ورقة 298، 299، والنجوم الزاهرة 6/ 192،
وقلائد الجواهر للتادفي 43، 44، وشذرات الذهب 5/ 9، 10، والتاج المكلّل
للقنوجي 218.
(43/119)
ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ الكثير بإفادة أَبِيهِ ثُمَّ بنفسه. وعُني بالطّلب والأجزاء
والسّماعات.
وسَمِعَ من: مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صِرما، وأبي الفضل الأُرْمَويّ،
وابن ناصر، وسعيد ابن البنّاء، وأحمد بْن طاهر المِيهَنيّ، وابن
الزَّاغونيّ، وأبي الوَقْت، وأبي الكرم الشَّهرُزوريّ، وطبقتهم.
ويقال لَهُ: الحَلْبِيّ، نسبة إِلى الحَلْبة [1] محلَّة بشرقيّ بغداد.
قَالَ الحافظ مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد [2] : لم أر ببغداد في تيقُّظه
وتَحرِّيه مثله.
وقال أَبُو شامة في «تاريخه» [3] : كَانَ زاهدا عابدا، ثقة، مقتنعا
باليسير.
قلت: روى عَنْهُ: الدبيثي، وابن النجار، والضياء، والنجيب عبد اللطيف،
والتّقيّ اليَلْدانيّ، وطائفة. وأجاز للشيخ شمس الدّين عَبْد
الرَّحْمَن، والكمال عَبْد الرحيم، وأحمد بْن شيبان، وخديجة بنت
الشّهاب بْن راجح، وإسماعيل العَسْقلانيّ، والفخر عليّ: المقادسة.
ومات في سادس شوّال.
قَالَ ابنُ النّجّار: كتب لنفسه كثيرا وللنّاس، وكان خطُّه رديئا.
قَالَ:
وكان حافظا متقنا، ثقة صدوقا، حسنَ المعرفة، فقيها ورِعًا، كثيرَ
العبادة، منقطعا في منزله لا يخرج إلّا إلى الجمعة، محبّا للرواية،
مُكْرِمًا للطّلبة، سخيّا بالفائدة، ذا مروءة مَعَ قِلَّةِ ذات يده،
صابرا عَلَى فقره عَلَى منهاج السَّلَف. كَانَ يوم جنازته يوما مشهودا،
وحُمل عَلَى الرءوس.
135- عَبْد المنعم بْن عُمَر [4] بْن حسّان الغسّاني، الْجِلْيَانِيّ.
__________
[1] بفتح الحاء المهملة وسكون اللام.
[2] يعني الضياء المقدسي.
[3] في الذيل 58.
[4] انظر عن (عبد المنعم بن عمر) في: عيون الأنباء لابن أبي أصيبعة 3/
259- 265، وسير
(43/120)
أَبُو الفضل.
ذكره الأبّار، فَقَالَ: حجَّ وطوَّف بلادَ المشرق، وكان حكيما بليغا،
لَهُ النَّظْم والنّثر، وترسُّل مليح. بلغني أنّه تُوُفّي سنة ثلاثٍ
وستّمائة أو نحوها.
وروى عَنْهُ: القُوصيّ في «معجمه» ، وقال: مات بدمشق في ذي الحِجَّة
سنةَ ثلاثٍ. مدح السّلطانَ صلاحَ الدّين، وكان غزير الفضل كحالا.
وجلْيَانة: من بلاد الأندلس من عمل غَرناطة.
روى عَنْهُ ابنُ النّجّار مِن شِعره، وقال: مات في ذي القعدة سنة
اثنتين وستّمائة. قَالَ: وله رياضاتٌ، ومعرفة بعلوم الباطن، وكلام على
الطّريقة.
قلت: نَفَسُه في نظْمه نَفَسٌ اتّحاديّ.
وقال العماد فيه: حكيمُ الزّمان، أَبُو الفضل، صاحبُ البديع البعيد،
والتّوشيح، والتّوسيع، والتّرصيع، والتَّصْرِيع. وهو مقيم بدمشق، وله
في صلاح الدّين شِعر:
يُعايَنُ وَهْو مُغْمِضُ أَلْمَعِيُّ ... ويَسْبِقُ وَهْو مُتكئ
الْجَوَادَا
توقَّدَ مِنْ جَوَانِبه ذَكَاءٌ ... كأَنَّ لِكُلِّ جَارِحَةٍ فؤادا
عاش اثنتين وسبعين سنة.
136- عَبْد الواحد بْن أَبِي طاهر [1] مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد.
أَبُو السُّعود الدّاريجيّ [2] ، البغداديّ، الأَزَجيّ، القَطِيعيّ،
المعروف بابن الطّرّاح.
__________
[ () ] أعلام النبلاء 21/ 476، 477 رقم 240، والمختار من تاريخ ابن
الجزري 89، وفوات الوفيات 2/ 35- 37، ونفح الطيب 2/ 654.
وسيعيده المؤلف- رحمه الله- في المتوفين تقريبا رقم (556) .
[1] انظر عن (عبد الواحد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة
137، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 53، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 120 رقم 986، والمختصر المحتاج إليه 3/ 76 رقم 886.
[2] في تكملة المنذري: «الداريج» ، وقال: بفتح الدال المهملة وبعد
الألف راء مهملة مكسورة وياء آخر الحروف ساكنة وجيم.
(43/121)
ولد سنة عشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: أَبِي البركات يَحْيَى بْن عَبْد الرَّحْمَن الفارقيّ،
وأبي بَكْر القاضي، وعبد المَلِك بْن عليّ بْن يوسف، وغيرهم.
وكان صحيحَ السّماع، خيِّرًا.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والضّياء. وأجاز للفخر عليّ.
وتُوُفّي في خامس ذي الحجَّة بقريةٍ من قرى طريق خُراسان [1] ، ودُفِن
هناك.
137- عَبْد الْوَهاب بْن مُحَمَّد [2] بْن عَبْد الغنيّ.
أَبُو جَعْفَر، الطّبريُّ الأصلِ، البغداديّ، المقرئ، الضّرير.
سَمِعَ من: عَبْد اللطيف بْن أَحْمَد الأصبهانيّ، وهبة الله بْن
أَحْمَد الشِّبْلي.
وحدث.
138- عتيق بْن أَبِي الفضل [3] .
أَبُو بَكْر البَنْدَنيجيّ، ثُمَّ الأزَجيّ.
سَمِعَ من: الشّيخ عَبْد القادر، وكان يُعرف بمعتوق.
مات في شعبان.
139- عتيق بْن يحيى [4] بن محمد بن سبيع.
__________
[1] هي القرية المعروفة بالفارسية كما ذكر ابن النجار (الورقة 53
ظاهرية) .
[2] انظر عن (عبد الوهاب بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 156، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 69، 70،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 118، 119 رقم 982.
[3] انظر عن (عتيق بن أبي الفضل) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة
180، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 111 رقم 975.
[4] انظر عن (عتيق بن يحيى) في: صلة الصلة لابن الزبير 56، وتكملة
الصلة لابن الأبار، رقم 2429، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 5
ق 1/ 131 رقم 254.
(43/122)
الإمام القدوة أَبُو بَكْر المَذْحِجيّ،
الأندلسيّ.
أخذ عَنْ: أَبِي إِسْحَاق قرقول، وصالح بْن عَبْد المَلِك الأوسيّ.
وولي خطابة غَرناطة، وكان كبيرَ الشأن [1] .
مات في شوّال عَنْ سبعينَ سنة.
140- عليّ بْنُ عُمَر [2] بْن فارس.
أَبُو الفَرَج البَاجِسْرَائِيّ، الحدّاد، الفقيه.
تفقّه عَلَى أَبِي حكيم إِبْرَاهيم النَّهْرَوانِيّ، وأحكم الفرائض
والحساب، وخدم في الدّواوين.
وباجسرى: قرية كبيرة عَلَى يومٍ منْ بغداد.
141- علي بْن فاضل [3] بْن سعد الله بْن صَمْدُون [4] .
المحدّث، أَبُو الحَسَن الصُّوريّ، ثُمَّ المصريّ، المقرئ، النّحويّ.
__________
[1] وجاء في هامش (الذيل والتكملة) : «وكان من أهل الفضل والورع والدين
حسن التعليم لكتاب الله، مشاركا في الفقه والحديث جيد المعرفة، مولده
سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وخمسمائة» . (انظر الحاشية رقم 1) .
[2] انظر عن (علي بن عمر) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 146،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 109 رقم 970، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم
2238، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 39 رقم 219 وفيه: «علي بن عمرو» ،
وشذرات الذهب 5/ 10.
[3] انظر عن (علي بن فاضل) في: بدائع البدائه لابن ظافر 252 و 350،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 99، 100 رقم 952، ووفيات الأعيان 1/ 299،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 1/ 260، والعبر 5/ 6، ومرآة
الجنان 4/ 4، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 57، والعسجد المسبوك 2/ 314،
وغاية النهاية 1/ 561 رقم 2289، وتوضيح المشتبه 2/ 57، وحسن المحاضرة
1/ 165، وشذرات الذهب 5/ 10، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي ق 2 ج 3/ 60، 61 رقم 758.
[4] تحرّف في (العبر) إلى «حمدون» بالحاء المهملة، وكذلك في حاشية
المشتبه 1/ 116 رقم 1، وتوضيح المشتبه 2/ 57، وفي (العسجد المسبوك)
إلى: «مهدون» . ويرد «صميدون» . انظر الجزء الخاص بحوادث ووفيات (481-
490 هـ.) من هذا الكتاب، رقم (287) ، وكتابنا: لبنان من السيادة
الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبيين (ق 2) القسم الحضاريّ- ص 45، 50 رقم
12.
(43/123)
قرأ القراءاتِ عَلَى أَبِي القَاسِم
أَحْمَد بْنِ جَعْفَر الغافقيّ، وسَمِعَ من:
الإِمام أَبِي طاهر بْن سِلَفة فأكثَرَ، ومن العثمانيّ. وبمصر من:
الشريف أَبِي الفتوح ناصر بْن الحَسَن، والزّاهد عليّ ابن بنت أَبِي
سعد، وخلق كثير.
قَالَ الحافظ عَبْدُ العظيم [1] : كتب الكثيرَ لنفسه وللنّاس، وكان
فاضلا له معرفة حسنة، تخرّج بِهِ جماعة مِن أصحاب السِّلفِيّ. وتصدَّر
بالجامع العتيق بمصر، وحدّث.
روى عَنْهُ: هُوَ، وغيرُ واحدٍ من المصريّين.
وأُمّه: تقيَّة الأرمنازيَّة الشّاعرة [2] .
أَخْبَرَنَا إِسْحَاق الوزيري، أَخْبَرَنَا الحافظ عبدُ العظيم، أخبرنا
عليّ بن فاضل، فذكر حديثا.
تُوُفّي في منتصف صفرٍ.
142- علي بْن مُحَمَّد بْن علي [3] بْن أَحْمَد ابن الخرّاز [4] .
أبو الحسن الحريميّ.
سمع: أحمد ابن الطّلّاية، وسعيد ابن البنّاء.
وحدَّث.
وتُوُفّي في ذي القعدة بطريق الحجاز.
143- عليّ بْن يَحْيَى [5] بْن عَبْد الكريم.
__________
[1] في التكملة 2/ 100.
[2] توفيت سنة 580 هـ. بالإسكندرية.
[3] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة
158، والتاريخ المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة 108، والتكملة لوفيات
النقلة 2/ 119 رقم 983، والمختصر المحتاج إليه 3/ 137 رقم 1039.
[4] الخرّاز: بفتح الخاء المعجمة وتشديد الراء المهملة وفتحها وبعد
الألف زاي. (المنذري) .
[5] انظر عن (علي بن يحيى) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 173،
والتاريخ المجدّد (باريس) ورقة 72، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 123 رقم
993.
(43/124)
الفقيه أبو الحسن البندنيجيّ، الشّافعي.
تفقّه ببغداد. وسَمِعَ من: أَبِي الوقت، وغيره.
144- عَمْر بْن عَبْد اللَّه بْن عَمْر [1] .
أَبُو حفص السُّلَميّ، الأغماتيّ، المغربيّ، القاضي.
أجاز لَهُ في صِغَره: جدُّه لأمّه عَبْد الله بْن عليّ اللّخْميّ سِبْط
الحافظ أَبِي عُمَر ابن عَبْد البرّ. وروى عَنْ أَبِي مروان بْن
مَسَّرة.
قَالَ الأبّار: وأخذ عَنْ أَبِي بَكْر بْن طاهر الخَدَبّ «كتابَ»
سيبويه تَفَهّما، وغلب عَلَيْهِ الأدبُ وفنونهُ، مَعَ جودة الخطّ،
ونزاهة الأدوات. وولي قضاء تِلمْسان، ثُمَّ ولي قضاءَ فاس، وولي أيضا
قضاءَ إِشبيلية، ونال دنيا عَريْضَةً.
وكان خطيبا مُفَوَّهًا. رَوَى عَنْهُ: أَبُو الرَّبِيع بْن سالم،
وغيره. وتُوُفّي في ربيع الأول، وقد جاوزَ السّبعين.
[حرف الميم]
145- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن نصر [2] بْن أَبِي الفتح الحُسَيْن بْن
مُحَمَّد بْن خَالوُيَه الصّيدلانيّ.
أَبُو جَعْفَر الأصبهانيّ، سِبْط حسين بْن مَنْدَه.
وُلِد ليلة عيد الأضحى سنة تسع وخمسمائة.
وحضر أبا عليّ الحدّاد، وأبا منصور محمود بْن إسْمَاعيل الصَّيرفيّ،
وأبا الخير عَبْد الكريم بْن عليّ فُورْجَه، وحمزة بْن العَبَّاس
العلويّ، وأبا الوفاء عَبْد الجبّار بْن الفضل الأمويّ الراويّ عن أبي
القاسم عبد الرحمن بن
__________
[1] انظر عن (عمر بن عبد الله بن عمر) في: التكملة لكتاب الصلة لابن
الأبار 3/ ورقة 51.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 121،
122 رقم 990، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 511، والإشارة إلى وفيات الأعيان
315، والمعين في طبقات المحدّثين 186 رقم 1972، وتذكرة الحفاظ 4/ 1386،
والعبر 5/ 7، ودول الإسلام 2/ 111، وسير أعلام النبلاء 21/ 430، 431
رقم 225، وذيل التقييد 1/ 83 رقم 80، وتاريخ الخميس 2/ 410 والنجوم
الزاهرة 6/ 193، وشذرات الذهب 5/ 10، 11.
(43/125)
أَبِي بَكْر الذَّكوانيّ، وجعفر بْن عَبْد
الواحد الثّقفيّ، وأبا عدنان مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي نزار،
وجماعة. وسَمِعَ جميعَ «المعجم الكبير» للطّبرانيّ، من فاطمة
الْجُوزدانيَّة في سنة عشرين وخمسمائة.
وهو آخر مَن روى بالحضور عمّن ذكرنا.
روى عنه: أبو موسى ابن الحافظ، ومحمد بْن عُمَر العثمانيّ، ومحمد بْن
أَحْمَد الزَّنْجانيّ، وبَدَل التّبريزيّ، والحافظ الضّياء، والحافظ
ابن خليل، والحسن بْن يونس سبط داود بْن مَعْمر، وعبد الله بْن عَبْد
الأعلى القطَّان، وعبد الله بن يوسف ابن اللّمْط، وإسماعيل بْن ظَفَر،
وأَبُو الخطّاب عُمَر بْن دحية، وآخرون. وبالإِجازة: أحمدُ بْن أَبِي
الخير، والشيخ شمس الدّين، والشيخ الفخر، والكمالُ عَبْد الرحيم، وأحمد
بْن شيبان، وإسماعيل العَسْقلانيّ، والبرهان إبراهيم ابن الدَّرَجيّ،
وغيرهم.
وكان يعرف بسِلَفة.
قرأت بخطّ الضّياء: أَنَّهُ تُوُفّي في سَلْخ رجب. وقد سَمِعَ منه
الضّياء شيئا كثيرا.
146- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن هِبة اللَّه [1] بْن تغلب.
أَبُو عَبْد الله الفِزْرينيّ [2] ، المقرئ، النّحْويّ، الضّرير،
المعروف بالبهجة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن هبة الله) في: معجم البلدان 4/ 260،
وإكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 65، وتاريخ ابن الدبيثي
(شهيد علي 1870) وورقة 16، وإنباه الرواة 3/ 53، وعقود الجمان لابن
الشعار 6/ ورقة 255، 256، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 100، 101 رقم 953،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 17، والوافي بالوفيات 2/ 78، ونكت الهميان
237، 238، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 10، وبغية
الوعاة 1/ 48 رقم 79 وفيه: «محمد بن أحمد بن وهبة الله» .
[2] الفزريني: نسبة إلى فزرانيا، بكسر أوله وسكون ثانيه، وراء، وبعد
الألف نون مكسورة، وياء آخر الحروف. قرية من قرى نهر الملك من ضواحي
بغداد.
قال ياقوت: وأكثر ما يتلفظ بها أهلها بغير الألف فيقولون فزرينيا كأنهم
يميلون الألف فترجع ياء. (معجم البلدان) .
وقد تصحفت النسبة في (بغية الوعاة) إلى «الفزاري» .
(43/126)
وُلِد سنة ثلاثين.
وقرأ العربيةِ عَلَى ابنِ الخشّاب، وغيرِه. وسَمِعَ مِن أَبِي الكَرَم
الشَّهْرُزوريّ، ومحمد بْن عُبَيْد الله الرُّطَبِيّ، وابن ناصر، وقرأ
بعضَ القراءات عَلَى أبي الكَرَم. وكان عارفا بالنَّحْو، بصيرا بِهِ،
ثقة، خيِّرًا.
وهو من قرية فزرينيا، ويقال لَهُ: الفِزْرانيّ.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ، وقال: تُوُفّي في صفر.
والضّياء المقدسيّ.
وأجاز للشيخ شمس الدّين، وللكمال عَبْد الرحيم، وللفخر ابن البخاريّ.
147- مُحَمَّد بْن إسْمَاعيل [1] بْن عَبْد المنعم بْن مَعَالِي بْن
هِبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن عَلِيّ.
أَبُو عَبْد الله بْن الحُبُوبيّ، الثَّعْلَبيّ [2] الدّمشقيّ،
الشّافعيّ.
من بيت الحديث والعدالة.
روى عن: نسيبه أبي يعلى حمزة ابن الحُبوبيّ.
روى عَنْهُ: يوسف بْن خليل، والشّهاب القُوصيّ.
وتُوُفّي في حادي عشر ربيع الأول.
ولَقَبُه: زين الدّين.
أجاز للفخر عليّ.
148- محمد بْن الحَسَن بْن إِبْرَاهيم بْن الحَسَن بْن بدَاوة.
أَبُو عَبْد الله المُرسي، الأنصاريّ، الغَرْناطيّ، الطّبيب.
شيخ مُسْنِد مُعَمّر. سَمِعَ عام أربعين من أبي بكر ابن العربيّ
«مسلسلاتِه» . أدركه أَبُو بَكْر بْن مَسْدي وسَمِعَ منه في هذه السنة
بقراءة عمّه، وله نَيْف وثمانون سنة، وخَرَّج عَنْهُ في «معجمه»
أحاديث.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 101، 102
رقم 952.
[2] قيده المنذري بالحروف (التكملة: 2/ 955) ، وذكر الذهبي في (المشتبه
(115) جملة من «الثعلبيين» الدماشقة لكنه لم يذكر أبا عبد الله هذا.
وقد مر ذكر أبي الحسن علي بن عقيل الثعلبي في وفيات سنة 601 من هذا
الكتاب، رقم (38) .
(43/127)
149- مُحَمَّد بْن أَبِي المفاخر [1]
سعَيِد بْن الحُسَيْن.
أَبُو عَبْد الله الهاشميّ، العبّاسيّ، المأمونيّ، الشريف، الصّوفيّ،
الواعظ.
سكن مَعَ أَبِيهِ القاهرة. وقد سَمِعَ ببغداد من أَبِي الوقت،
وبالإسكندرية من السِّلَفِيّ.
روى عَنْهُ: الحافظ عَبْد العظيم، وقال [2] : سألتُه عَنْ مولده،
فَقَالَ: سنة ستٍّ وأربعين وخمسمائة. قَالَ: وكان حافظا للقرآن، حَسَنَ
الصّوت جدّا، أمَّ بالأمير جمال الدّين فَرج مدَّة وهو متولِّي
الإِسكندرية، وجاء معه إِلى مصر، وأمَّ بالملك العزيز بمصر إِلى أن
مات. وانقطع بالخانقاه، ووعظ بالثّغر والقاهرة. وصَنَّف كتابا في رءوسِ
الآي والمتشابه. وابنه أَبُو بَكْر، حَدَّثَنَا عَنِ السِّلَفِيّ.
قلت: ابنُه أَبُو بَكْر محمد، حَدَّثَنَا عَنْهُ ابنه مُحَمَّد
الجنائزيّ، والأبرقوهيّ.
وتُوُفّي هذا في ثالث [3] رجب.
150- مُحَمَّد بْن طاهر بْن مُحَمَّد.
أَبُو بَكْر القَيسيّ، الإِشبيليّ.
روى عَنْ: جدّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن طاهر، وأبي الأصبغ السُّماتيّ
الطحان، وابن بَشْكُوَال. وأخذ القراءات عَنِ السّماتيّ.
وكان ورعا صالحا صدوقا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي المفاخر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 107،
108 رقم 967، والمقفى الكبير للمقريزي 5/ 660 رقم 2259.
[2] في التكملة 2/ 107.
[3] في التكملة: ثالث عشر رجب، وكذلك في المقفى الكبير.
(43/128)
151- مُحَمَّد بْن علوان [1] بْن هِبة
الله.
أَبُو عَبْد الله الحَوْطيّ [2] التّكريتيّ، الصوفيّ.
قَدِمَ بغداد، وسمع من: أبي الوقت، وأبي جعفر العباسي [3] وهبة الله
الشِّبليّ. ثُمَّ جاور وأمَّ بمقام إِبْرَاهيم.
سَمِعَ منه: مُحَمَّد بْن إسْمَاعيل بْن أَبِي الصَّيْف اليمنيّ،
وغيره.
وتُوُفّي بمكَّة في شعبان [4] .
152- مُحَمَّد بْن القَاسِم [5] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد
الكريم.
أَبُو عَبْد الله التّميميّ، الفاسي.
سَمِعَ من: أَبِي الحُسَيْن بْن حُنين. وحجَّ، فَسَمِعَ من السِّلَفِيّ
وجماعة.
قَالَ الأبّار: لَهُ أوهام، ولم يكن بالضّابط، قَفَل إِلى فاس، وحدَّث
بها.
153- مُحَمَّد بْن كامل [6] بْن أَحْمَد بْن أسد.
أَبُو المحاسن التَّنوخيّ، المَعَرّيّ، ثُمَّ الدّمشقيّ، العَدْل.
وُلِد سنةَ خمسٍ وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: طاهر بْن سهل الإسْفَراييني في سنة إحدى وثلاثين.
__________
[1] انظر عن (محمد بن علوان) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي 2/ 159 رقم 397، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 139، 140 رقم 1031،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 105، والعقد الثمين 2/ 147.
[2] الحوطي: بالحاء والطاء المهملتين.
[3] تصحفت النسبة في العقد الثمين إلى: «الفارسيّ» .
[4] هكذا ذكره المؤلّف- رحمه الله- في وفيات هذه النسبة 603 هـ. والأصح
أنه توفي في السنة التالية 604 هـ. كما ذكر المنذري، وأيّده القاضي
الفاسي بقوله: وما ذكره المنذري من وفاته في سنة أربع رأيته مكتوبا في
حجر قبره بالمعلى وفيه: إنه توفي يوم الأحد ثالث عشر شعبان سنة أربع
وستمائة» .
[5] انظر عن (محمد بن القاسم) في: تكملة الصلة لابن الأبار (في
الغرباء) ، والمقفى الكبير للمقريزي 6/ 534 رقم 3048.
[6] انظر عن (محمد بن كامل) في: العبر 5/ 7.
(43/129)
روى عَنْهُ: ابنُ خليلٍ، والضّياء، والفخرُ
عليّ، وهو أقدمُ شيخٍ للفخر وفاة، مات في ربيع الأول. وقد أجاز للشيخ
شمس الدّين، وللكمال عبدِ الرحيم.
سَمِعَ منه الفخر عليّ سادسَ «الحِنّائيات» [1] في الخامسة [2] .
154- مُحَمَّد بْن المأمون [3] بْن الرشيد بْن مُحَمَّد بْن هِبة الله.
أَبُو عَبْد الله المطّوّعيّ، اللهاوُريّ، الهنديّ.
سمع بنيسابور، وهَراة، وبغدادَ، والإِسكندرية، وحَدَّثَ عَنْ: أَبِي
طاهر السِّلَفِي، وغيره، وسكن بأَذْرَبِيجان، ووعَظَ هناك، فقصده
الملاحدةُ- لعنهم الله- فقتلوه.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ.
155- مُحَمَّد بْن مَعْمَر [4] بْن الفاخر.
هُوَ مخلص الدّين [5] أَبُو عَبْد الله بن الحافظ أبي أحمد معمر ابن
الشيخ
__________
[1] الحنّائيات: أجزاء في الحديث تنسب إلى أبي القاسم الحسين بن محمد
بن إبراهيم الحنّائيّ.
[2] انظر عن (محمد بن المأمون) في: معجم البلدان 5/ 27، وتاريخ ابن
الدبيثي (باريس 5921) ورقة 150، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 122، 123
رقم 992، والمختصر المحتاج إليه 1/ 148.
[3] انظر عن (محمد بن معمر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
150، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 122، 123 رقم 992، والمختصر المحتاج
إليه 1/ 148.
[4] انظر عن (محمد بن معمر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
150، وعقد الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 207، 208 و 254، والتكملة لوفيات
النقلة 2/ 104، 105 رقم 1961، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 438، والإشارة
إلى وفيات الأعيان 315، والإعلام بوفيات الأعلام 248. والمعين في طبقات
المحدّثين 186 رقم 1973، والعبر 5/ 7، وسير أعلام النبلاء 21/ 428، 429
رقم 224، والمختصر المحتاج إليه 1/ 147، وطبقات الشافعية البكري للسبكي
5/ 43 (8/ 104) ، ومرآة الجنان 4/ 4، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة
173، والنجوم الزاهرة 6/ 193، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة
60، وشذرات الذهب 5/ 11.
[5] وفي تلخيص مجمع الآداب يلقّب «فخر الدين» أيضا.
(43/130)
أَبِي القَاسِم عَبْد الواحد بْن رجاء
القُرشيّ، العَبْشَمِيّ، الأصبهانيّ، الشّافعيّ.
وُلِدَ في جُمادي الآخرة سنة عشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ حضورا من: فاطمة الْجُوزدانيَّة، وجعفر بْن عبد الواحد
الثّقفيّ، وإسماعيل ابن الإخشيد، وسَمِعَ من: مُحَمَّد بْن عليّ بْن
أَبِي ذَرّ، وسعيد بْن أَبِي الرجاء الصَّيرفي، وإِسْمَاعِيل بْن أَبِي
صالح المؤذّن، والحسين بْن عَبْد المَلِك الخِلال، وأبي نصر أَحْمَد
بْن عُمَر الغازي، وأبي القَاسِم عَبْد الله بْن مُحَمَّد الخَطِيبِيّ،
وزاهر الشَّحاميّ، وغانم بْن أَحْمَد الْجُلوديّ، ومحمد بْن أَبِي نصر
اللّفتوانيّ، وأبي سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد البغداديّ، وأخته فاطمة.
وعنده من «معجم» الطّبرانيّ من أوله إِلى وسط ترجمة عِمران بْن حُصين.
وقدِم بغداد مرارا، وأملى بها.
وكان محدّثا مفيدا، فاضلا، فقيها، عالما، كثيرَ الفضائلِ، محتشما
نبيلا.
قال ابنُ النّجّار: كَانَ حسنَ المعرفة بمذهب الشافعيّ، لَهُ معرفة
بالحديث، ويدٌ باسطةٌ في الأدب، وتفنَّنَ في كُلِّ عِلم، يكتب خطّا
حسنا.
وكان من ظِرَافِ النّاس ومحاسنهم، ثقة، متديّنا، لَهُ مكانةٌ رفيعة عند
الملوك.
حَدَّثَني عَنْهُ أخوه داود. وقد سَمِعَ بالكوفةِ من أَبِي البركات
عُمَر بْن إِبْرَاهيم الزَّيدِيّ، وببغداد من سَعْد الخير، وجماعة.
روى عَنْهُ: أَبُو موسى عَبْدُ الله بْن الحافظ، وابنُ خليل، والضّياء،
وعبدُ الرَّحْمَن بْن عُمَر الواعظ، وبالإِجازة: الشيخُ شمس الدّين،
وأحمدُ بنُ شيبان، والفخرُ عليّ، والرهان ابن الدَّرَجِيّ، وغيرُهم.
وكان يمتنع من إجازة المناكير والموضوعات.
وخرَج إِلى شيراز، فتُوفّي بها في ربيع الأول، وقال ابنُ النّجّار: مات
في عاشر ربيع الآخر.
(43/131)
156- مُحَمَّد بْن المؤيَّد [1] بْن
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَواري.
مُهَذّب الدّين التنوخيّ، المَعرِّيّ، الشاعر.
روى عَنْ جدّه أَبِي اليقظان أَحْمَد، عَنْ أَبِي العلاء شِعرًا.
روى عَنْهُ: القُوصيّ، وقال: تُوُفّي بالمَعَرة سنة ثلاث.
قلت: وروى عَنْهُ الأديبُ عبدُ السلام بْن ياقوت الزَّرَّاد، وتقيُّ
الدّين إسْمَاعيل بْن أَبِي اليُسْر، والجمال يوسفُ بنُ يعقوب
الذَّهَبِيّ، وغيرهم.
157- مُحَمَّد بْن يوسف بْن أَبِي زيد.
أَبُو عَبْد الله البَلَنْسيّ، المعروف بابن عَيّاد.
سَمِعَ مِن: أَبِيهِ أَبِي عُمَر بْن عَيّاد، وأبي الحَسَن بْن هُذَيل،
وأبي بَكْر بْن نمارة، وأبي عَبْد الله بْن سعادة، وجماعة.
وكان من أهل العناية بالرواية والتَّقْييد والحِفْظ والمشاركة في
العربية.
158- محمود بْنُ سالم [2] بْن مَهْدي الخَيِّر.
والد الشيخ إِبْرَاهيم ابن الخَيِّر.
شيخٌ بغداديّ، مقرئ، ضرير، صالح.
سَمِعَ من: أبي الوقت، وابن ناصر.
أخذ عَنْهُ آحادُ الطّلبة.
وتُوُفّي في صفر.
والخَيِّر: لَقَبٌ لَهُ.
159- مريم الرُّومية.
مولاة الشيخ عَبْد القادر الجيليّ، وأمّ أولاد لَهُ.
سَمِعْتُ مِن أَبِي منصور القزّاز، لكن لم ترو.
__________
[1] انظر عن (محمد بن المؤيّد) في: الوافي بالوفيات 5/ 100، 101 رقم
2111.
[2] انظر عن (محمود بن سالم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 99 رقم 951،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 182 رقم 1170.
(43/132)
ماتت في ربيع الأول، ونيّف على التّسعين.
160- مكّيّ [1] بن ريّان [2]
__________
[1] انظر عن (مكي) في: معجم الأدباء 19/ 171- 173 رقم 56، والكامل في
التاريخ 12/ 258، وإنباه الرواة 3/ 320- 322، والتكملة لوفيات النقلة
2/ 117، 118 رقم 981، وذيل الروضتين 58، 59، والجامع المختصر 9/ 216،
217، ووفيات الأعيان 5/ 278- 280، رقم 738، وتكملة إكمال الإكمال لابن
الصابوني 263، والغصون اليانعة 83- 85، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 519 و
539 و 3/ 40، وتاريخ إربل 1/ 303، 388، 389، ومسالك الأبصار 4 ق 2/
ورقة 339- 345، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والعبر 5/ 8، وسير أعلام
النبلاء 21/ 425، 426 رقم 221، والمختصر المحتاج إليه 3/ 195، 196 رقم
1216، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 254، ونكت الهميان 46، والبداية والنهاية
13/ 46، والعسجد المسبوك 2/ 313، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 57، 58،
وغاية النهاية 2/ 306، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة
253، وعقد الجمان للعيني 17/ ورقة 299، وبغية الوعاة 2/ 299، 300، رقم
2019، وشذرات الذهب 5/ 11، وديوان الإسلام 4/ 125 رقم 1824، وفهرس
مخطوطات الموصل 12، والأعلام 7/ 286، والبدر السافر، ورقة 200.
[2] قال الدكتور بشار عوّاد معروف في تحقيقه لكتاب «التكملة لوفيات
النقلة» ج 2 ص 117 في الحاشية رقم (5) ما نصّه:
«ذكر أبو شامة ونقل عنه بدر الدين العيني أنه ربما يقع تصحيف في اسم
أبيه وجده، وقال: فاعلم أن اسم أبيه أوله راء مهملة بعدها ياء وآخره
نون، واسم جدّه أوله شين معجمة بعدها باء موحدة ... » . والطريف أن
«ريان» تصحف في المطبوع من كتاب أبي شامة نفسه إلى «زبان» بالباء
الموحدة، فتأمل ذلك، انتهى تعليق الدكتور بشار، ونقل التعليق نفسه إلى:
تاريخ الإسلام (طبعة عيسى البابي الحلبي بمصر، 1397 هـ. / 1977 م.) ج
18 ق 1/ 145 في الحاشية (2) ، وإلى: طبعة مؤسسة الرسالة ببيروت 1408
هـ. / 1988 م. من الكتاب نفسه- (الطبقة الحادية والستون) ص 145 في
الحاشية (1) ، وإلى: سير أعلام النبلاء 21/ 425 في الحاشية (1) .
ويقول خادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لقد ذهل الدكتور بشار فخلط بين قول أبي شامة، وقول ابن خلّكان.
فعبارة أبي شامة تؤكّد على أن الاسم هو «ربّان» بالباء الموحّدة، إذ
قال: «فاعلم أن اسم أبيه وأوله راء بعدها باء معجمة بواحدة من تحت» .
(الذيل 58، 59) .
أما ابن خلّكان فهو الّذي قال إن الاسم هو «ريان» بالياء المثناة، إذ
قال في (وفيات الأعيان 5/ 280) : «وريّان: بفتح الراء وتشديد الياء
المثناة من تحتها وبعد الألف نون» .
إذن، فليس في المطبوع من ذيل الروضتين ما يدعو للتأمّل، كما طلب
الدكتور الفاضل،
(43/133)
بْن شَبَّة [1] بْن صالح. أَبُو الحَرَم
الماكِسينيُّ [2] المولد، المَوصليّ، الضّرير، المقرئ، النّحْويّ.
أضرَّ وهو ابن ثمان سنين. ورحل إِلى بغداد، فأخذ العربيَّة عن: أبي
محمد ابن الخشّاب، وأبي الحسن عليّ ابن العَصّار، والكمال عَبْد
الرَّحْمَن الأنباريّ. وأخذ بالمَوْصِلِ أيضا عَنْ يَحْيَى بْن سعدون
القُرطبيّ الكثيرَ مِن القراءات واللّغات.
وبَرَعَ في القراءات وجَوَّدها، وأقرأ النّاسَ دهرا، وتخرّجَ بِهِ أهلُ
المَوْصِلِ. وقَدِمَ حلب، فحمل عَنْهُ أهلُها الكثيرَ، وقَدِمَ دمشق،
فحدَّث بها عَنْ أَبِي الفضل خطيب الموصل، وسعيد ابن الدّهّان.
وقرأ عَلَيْهِ عَلَمُ الدّين السَّخَاويّ كتاب «أسرار العربية» لشيخه
الكمال الأنْبَارِيّ.
وعمي مِن الْجُدَرِيّ، وكان يتعصَّبُ لأبي العلاء المَعرِّيّ، لما
بينهما من الأدب والعمى بالْجُدَرِيّ.
قَالَ ابنُ الأثير [3] : كَانَ عارفا بالنّحو، واللّغة، والقراءات، لم
يكن في
__________
[ () ] بل عليه هو أن يتأمّل تعليقه، ويعيد النظر فيه، حيث وقع في
حاشيته على تكملة المنذري «زيان» بالزاي، ولم يتنبّه إلى ذلك.
وورد «ريان» بالموحّدة في: العبر، والعسجد المسبوك.
وورد «زيان» بالزاي والياء المثناة في: الغصون اليانعة، والبداية
والنهاية، ومعجم الأدباء.
وورد «ربان» بالراء والياء المثناة في بقية المصادر.
والملفت أن المؤلّف الذهبي- رحمه الله- لم يذكره في كتابه «المشتبه»
كما لم يذكره ابن ناصر الدين في توضيحه، مع أنه من الأسماء التي يشتبه
بها.
[1] في العسجد المسبوك 2/ 313 «شبه» . والصواب بتشديد الباء الموحدة.
[2] الماكسيني: بفتح الميم وبعد الألف كاف مكسورة وسين مهملة مكسورة
أيضا ثم ياء ساكنة مثناة من تحتها وبعدها نون، هذه النسبة إلى ماكسين،
وهي بليدة من أعمال الجزيرة الفراتية على نهر الخابور. (وفيات الأعيان
5/ 280) .
[3] في الكامل 12/ 258.
(43/134)
زمانه مثلُه، ويعرف الفقه والحساب معرفة
حسنة. وكان من خيار عباد الله وصالحيهم رحمه الله.
قلت: ولَقَبُه صائن الدّين.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصِيّ، والضّياء المقدسيّ، وابن أخته الفخر
عليّ [1] ، وجماعة. وتُوُفّي في سادس شوّال بالموصل، وقد قارب السّبعين
[2] .
161- مَلَدّ بْن المبارك [3] بْن الحسين.
__________
[1] يعني ابن أخت الضياء.
[2] وقال ياقوت الحموي: «رأيته، وكان شيخا طوالا على وجهه أثر الجدري
إلّا أنني ما قرأت عليه شيئا، وكان حرا كريما صالحا صبورا على
المشتغلين، يجلس لهم من السحر إلى أن يصلّي العشاء الآخرة، وكان من
أحفظ الناس للقرآن، ناقلا للسبع، نصب نفسه للإقراء فلم يتفرّغ للتأليف،
وكان يقرأ عليه الجماعة القرآن معا كل واحد منهم بحرف وهو يسمع عليهم
كلّهم ويردّ على كل واحد منهم، وكان قد أخذ من كل علم طرفا، وسمع
الحديث فأكثر ... وكان يعرف في ماكسين بمكيك تصغير مكّي، فلما ارتحل عن
ماكسين واشتغل وتميّز اشتاق إلى وطنه فعاد إليه، وتسامع به الناس ممن
كان يعرفه من قبل، فزاروه وفرحوا بفضله، فبات تلك الليلة، فلما كان من
الغد خرج إلى الحمّام سحرا، فسمع امرأة تقول من غرفتها لأخرى: أتدرين
من جاء؟ قالت: لا. قالت: جاء مكيك بن فلانة. فقال:
والله لا أقمت في بلد أدعى فيه بمكيك، وسافر من يومه إلى الموصل بعد ما
كان نوى الإقامة في وطنه» . (معجم الأدباء) .
وقال ابن خلكان: وذكره أبو البركات ابن المستوفي في «تاريخ إربل» فقال:
هو جامع فنون الأدب، وحجّة كلام العرب، المجمع على دينه وعقله، والمتفق
على علمه وفضله.. ثم قال: وأنشدني من شعره:
سئمت من الحياة فلم أردها ... تسالمني وتشجيني بريقي
عدوي لا يقصر في أذاني ... ويفعل مثل ذلك بي صديقي
وقد أضحت لي الحدباء دارا ... وأهل مودتي بلوى العقيق
(وفيات الأعيان) وأقول: إن ترجمة «مكي» لم ترد في المطبوع من تاريخ
إربل، بل ورد ذكرها في بضعة مواضع عرضا.
[3] انظر عن (ملدّ بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 101 رقم
954، والجامع المختصر 9/ 209.
(43/135)
أَبُو المكارم الهاشميّ، البغداديّ،
المعروف بابن النّشّال.
سَمِعَ: أبا منصور بْن خَيْرُون.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والضِّياء.
وتُوُفّي في ربيع الأول، وقد قارب الثّمانين.
[حرف النون]
162- نصر اللَّه ابْن جمالِ الأئمَة أَبِي القاسم [1] علي بن الحسن بن
الحسن الفقيه.
أبو الفتح ابن الماسح الكِلابيّ، الدّمشقيّ، الفقيه، الشافعيّ.
مِن بيت العِلْمِ والعدالة.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وحمزةَ بنَ فارس.
وكان الاعتمادُ عَلَى جدِّه أَبِي الفضائل في المساحة والحساب في
زمانه.
تُوُفّي أَبُو الفتح في ذي الحِجَّة بدمشق.
روى عَنْهُ: ابنُ خليل.
[حرف الهاء]
163- هبَةُ اللَّه بْن يَحْيَى [2] بْن عليّ.
أَبُو القَاسِم التَّمِيمِيّ العَدْل، الشافعيّ، المصريّ، المنعوت
بالمُفَضَّل.
سَمِعَ بمكَّة من: أَبِي الفتح الكَرُوخيّ.
وحدَّث بمصر. وكان رئيسا متميِّزًا.
روى عَنْهُ: الحافظُ عبدُ العظيم، وقال: تُوُفّي في الثالث والعشرين
مِن جُمَادَى الآخرة.
__________
[ () ] «ملدّ» : بفتح الميم، وبعدها لام مفتوحة، ودال مهملة مشدّدة.
(المنذري) .
[1] انظر عن (نصر الله بن جمال الأمة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
120، 121 رقم 987.
[2] انظر عن (هبة الله بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 106، 107
رقم 965.
(43/136)
وفيها وُلِد
نجمُ الدّين أَبُو عَبْد الله بْن حَمْدان الحنبليّ.
والتّاج عَبْد الخالق بْن عَبْد السّلام البَعْلَبَكِّيّ.
والقُطبُ عبدُ المنعم بْن يَحْيَى الزُّهْرِي، خطيب القدس.
والشرف يوسف بْن الحَسَن النَّابُلُسيّ المحدّث.
وقاضي القُضاة تقيُّ الدِّين مُحَمَّد بْن الحُسَيْن بْن رَزين.
وقاضي القضاة شمس الدّين محمد ابن العماد الحنبليّ.
وعبد الله ابن النّاصح ابن الحنبليّ.
والمعين إِبْرَاهيم بْن عُمَر القرشي المحدّث.
وأَبُو الفضلِ محمد بن محمد ابن الدّبّاب، الواعظ ببغداد.
والمحيي عبد الرحيم ابن الدّميريّ.
والشيخ شمس الدّين محمد ابن العماد إبراهيم.
وتقيّ الدّين عبّاس ابن المَلِك العادل، وأخته الخاتون مؤنسة.
ونجمُ الدّين مُحَمَّد بْن إسرائيل الشاعر.
والشيخُ تقيّ الدّين إبراهيم بن عليّ ابن الواسطيّ في قولٍ.
والكمالُ عَبْد القادر بْن عبد العزيز بْن صالح الحجريّ، سمع ابن عماد.
وأَبُو القَاسِم بنُ أَحْمَد بْن إِبْرَاهيم الحمصيّ، سمع ابن
الحرستانيّ.
(43/137)
سنة أربع وستّمائة
[حرف الألف]
164- أحمد ابن الحافظ أَبِي العلاء [1] الْحَسَن بْن أَحْمَد بْن
الْحَسَن، أَبُو عَبْد اللَّه الهَمَذانيّ، العطّار.
وُلِدَ سنة ثلاثٍ وثلاثين تقريبا.
وسَمِعَ: أبا بَكْر هبة الله ابن أخت الطّويل، ونصر ابن البرمكيّ. ورحل
بِهِ أَبُوهُ إِلى أصبهان، فسمع من: غانم بْن أَحْمَد الْجُلوديّ،
وعتيق الرُّويدَشتيّ، وفاطمة بنت مُحَمَّد البغداديّ، وطبقتهم. وسَمِعَ
ببغداد من: أَبِي الفضل الأُرْمَويّ، وابن ناصر، وجماعة.
وكان حَسَنَ السَّمْت، فقيها، فاضلا، أديبا.
تُوُفّي بِهَمَذَان في صفر.
حدَّث بمكَّة، فروى عَنْهُ: أَبُو الحَسَن بْن المُفَضّل المقدسيّ،
وأجاز للفخر عليّ، وغيره، وروى عَنْهُ أيضا: أَبُو الحَجّاج بْن خليل.
وعاش سبعين سنة وزيادة.
165- أَحْمَد بن سليم [2] بن فارس.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن العلاء) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
167، والتاريخ المجدّد لابن النجار، ورقة 28، والتكملة لوفيات النقلة
2/ 127، 128 رقم 1003، والمختصر المحتاج إليه 1/ 178، 179.
[2] انظر عن (أحمد بن سليم) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
186، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 135 رقم 1021، وتلخيص مجمع الآداب 4/
رقم 952، والمختصر المحتاج إليه 1/ 183.
و «سليم» : بفتح السين المهملة وكسر اللام. (المنذري) .
(43/138)
أَبُو العَبَّاس الحربيّ، الكاتب.
سَمِع: عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن يوسف.
وعاش ثمانينَ سنة.
سَمِعَ منه جماعةٌ. وأجاز للفخر عليّ، وللكمال عبدِ الرحيم، وخديجة
بنتِ راجح.
166- أحمدُ بْن عليّ بْن هبة الله [1] البغداديّ.
سَمِعَ: ابنَ البطّي.
ومات فِي المُحَرَّم [2] .
167- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد [3] بْن مِقدام.
أَبُو العَبَّاس الرُّعَينيّ، الإِشبيليّ.
أخَذَ القراءاتِ ببلاده عَنْ أَبِي الحَسَن شُرَيْح بْن مُحَمَّد،
وسَمِعَ: منه، ومن أبي بكر ابن العربيّ، وصحِبه إِلى مرَّاكُشَ وشهِدَ
موته بفاس، وأخذ أيضا عَنْ: أَبِي عُمَر بْن صالح، وعليِّ بنِ مسلم،
وأبي الحَكَم بْن بَطّال.
__________
[1] انظر عن (أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن هبة اللَّه) في: التكملة لوفيات
النقلة 2/ 124 رقم 995، والجامع المختصر 9/ 43، والوافي بالوفيات 7/
229 رقم 3183.
[2] كنيته: أبو منصور. قال الصفدي: كانت والدته قد حجّت مع والده وهي
حامل به فوضعته بمكة وقدم به والده رضيعا، فاتفق أن الإمام الناصر ولد
في رجب من تلك السنة وأرضعته والدته مديدة ومرضت فأحضرت له المراضع
فأبى أن يرضع من إحداهن فأحضرت والدة أبي منصور المذكور فقبل ثديها
وأنس بها، فربي مع الإمام الناصر في مكان واحد، ولما ولي الخلافة عرف
له ذلك وأنعم عليه بإنعامات كثيرة ورغب إليه في ولايات جليلة فامتنع من
ذلك وعاش فارغ البال.
أسمعه والده في صباه من ابن البطّي شيئا من الحديث قرأه عليه محب الدين
ابن النجار ولم يرو بعد ذلك شيئا. وكان ظريفا متواضعا حسن الأخلاق.
(الوافي بالوفيات) .
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار/ 97،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة ج 1 ق 1/ 384، 385 رقم 537،
وجذوة الاقتباس 72، والعبر 5/ 9، 10، ومعرفة القراء الكبار 2/ 585 رقم
544، ومرآة الجنان 4/ 5، وغاية النهاية 1/ 104 رقم 478، وشذرات الذهب
5/ 12.
(43/139)
قَالَ الأبّار [1] : كَانَ مقرئا، زاهدا،
أديبا، يحفظ ديوانَ «سقط الزّند» لِلْمَعَرِّيَّ. وأخذ النّاس عَنْهُ
كثيرا، وانفرد بالأخذ عَنْ شُريح، وتُوُفّي بينَ العيدين، وكان مولده
في سنة ستّ عشرة وخمسمائة.
قلت: قرأ عَلَيْهِ بالروايات: أَبُو الحكم بنُ حجّاج، وأبو زكريّا بن
أبي الغصن شيخ ابن الزّبير، وأَبُو الخطّاب بنُ خليل الأندلسيّون،
وأَبُو إِسْحَاق بنُ وثيق صاحب التّجويد.
168- أفضل بْن المظفّر [2] بن عليّ ابن المكشوط الهاشميّ.
أَبُو الحَسَن.
سَمِعَ: محمدَ بْن عبد العزيز بن أبي حامد ابن البَيِّع.
وتُوُفّي في شعبان.
169- أميري بْن ناصر [3] .
أَبُو الحَسَن العَلَويّ، الفارسيّ، الصُّوفيّ، الزّاهد. حدَّث بدمشق
عَنِ السِّلَفيّ.
[حرف الجيم]
170- جَوْهَرَةُ بنت هبة [4] الله بن الحسين [5] بن عليّ ابن
الدّواميّ.
زوجة الشّيخ أبي النّجيب السّهرورديّ [6] .
__________
[1] في تكملة الصلة 1/ 97.
[2] انظر عن (أفضل بن المظفر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
272، وقد اختلطت ترجمته بترجمة أبي الفضل إسماعيل بن علي بن بركات
الغساني، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 138 رقم 1029، والجامع المختصر 9/
249، 250، والمختصر المحتاج إليه 1/ 256.
[3] انظر عن (أميري بن ناصر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 133 رقم
1017.
[4] انظر عن (جوهر بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 136 رقم
1025، والوافي بالوفيات 11/ 226 رقم 321.
[5] هكذا في الأصل: «الحسين» ، وفي تكملة المنذري، والوافي: «الحسن» .
[6] هكذا هنا وتكملة المنذري. أما الصفدي فقال: كانت من أولاد الرؤساء
وصحبت الشيخ أبا النجيب. وسمعت معه الحديث واشتغلت بالعلم والعبادة
وتزوّجت بابنه عبد الرحيم
(43/140)
روت عن: أَبِي الوقت السِّجْزِيّ.
وتُوُفّيت في شعبان [1] .
[حرف الحاء]
171- الحسن بن محمود.
أبو محمد ابن الحَكّاك الموصليّ.
شاعر مُحْسِن. ورد الشّامَ، ومَدَحَ صلاحَ الدّين وولَدَه المَلِك
الظّاهر، وأقام بسنجار، وبها تُوُفّي.
فمن شِعره في الكلب:
أُوصيكَ يا ابْني بِحَامِي الشَّاءِ والإِبِلِ ... وجَالِب الضَّيْفِ
مِنْ سَهْلٍ وَمِنْ جَبَلِ
يُبَشِّرُ الضَّيْفَ قَبْلِي ثُمَّ يَسْبِقُهُ ... نَحْوي فَيَرْقُصُ
لِي مِنْ شِدَّةِ الْجَذَلِ
172- الحسنُ بْن يَحْيَى [2] بْن عمارة.
أَبُو مُحَمَّد البغداديّ الكاتب سَمِعَ: أبا زُرعة المقدسيّ، والوزير
ابن هبيرة.
وله شعر حسن وترسّل [3] .
__________
[ () ] وهي أم ابنته سيّدة. وسمعت أبا الوقت.
قال محب الدين بن النجار: كتبت عنها وكانت صالحة صادقة. وتوفيت رحمها
الله تعالى سنة أربع وستمائة بعد أن توضأت وصلّت عشاء الآخرة، وكانت
واعظة.
وهي أخت الشيخ أبي علي الحسن بن الدوامي. (الوافي بالوفيات) .
[1] في تكملة المنذري: توفيت في ليلة العاشر من رجب.
[2] انظر عن (الحسن بن يحيى) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة
22، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 131، 132 رقم 1012، والجامع المختصر 9/
247، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 3/ 157 رقم 206، والوافي بالوفيات 12/ 302
رقم 272.
[3] قال ابن النجار: وما أظنه روى شيئا، ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا،
وكان حسن الأخلاق، متودّدا، مضيء الوجه. وأورد له:
فخر الورى من عاف كل دنيّة ... وكان بما دون العلا غير قانع
وأضرم نار الجود في كل غاسق ... ليهدي إليها كلّ عاف وقانع
(43/141)
تُوُفّي في ربيع الآخر.
173- الحسنُ بْن أَبِي طالب نصر [1] بن عليّ ابن النّاقد.
الحاجب شرف الدّين.
وَلِيَ نظرَ المخزن ببغداد، فطغى، وتجبَّر وفَسَقَ، وبنى دارا عظيمة،
ومَدَّ عينه إِلى أولادِ النّاس، فاستأصله الخليفةُ، وخَرَّب دارَه
وحبسه، فأُخرج ميتا.
وقد سَبّه ابنُ النّجّار، وبالغ في مَقْته.
174- حنبلُ بنُ عَبْد الله [2] بْن الفَرَج بْن سعادة.
أَبُو عليّ، وأَبُو عَبْد الله الواسطيُّ الأصلِ، البغداديّ،
الرُّصافيّ، النسَّاج، المكبِّر.
راوي «المُسند» [3] عَنْ أَبِي القاسم ابن الحُصَيْن، وسَمِعَ شيئا
يسيرا من:
أَبِي القَاسِم ابن السمرقنديّ، وأحمد بن منصور بن المؤمّل.
__________
[ () ] ومنه:
ركبت مطا اليأس المريح فسار بي ... إلى العزّ لا يلوي بذلّ المطامع
فمن شاء عزّا لا يبيد ومنعة ... تزيد فيعلو متن هذا المطامعي
[1] انظر عن (الحسن بن أبي طالب) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 18، 19، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 536، وذيل الروضتين 61، 62،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 142 رقم 1033، والجامع المختصر 9/ 250، 251.
[2] انظر عن (حنبل بن عبد الله) في: التقييد لابن نقطة 259، 260 رقم
320، والكامل في التاريخ 12/ 278، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 39، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 536، 537، والتكملة لوفيات النقلة 2/
125، 126 رقم 998، وذيل الروضتين 62، والجامع المختصر لابن الساعي 9/
245، 246، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 91، 92، وتاريخ إربل لابن
المستوفي 1/ 162، 163 رقم 66، ومشيخة ابن البخاري، ورقة 10، والمعين في
طبقات المحدّثين 186 رقم 1974، والإعلام بوفيات الأعلام 248، والإشارة
إلى وفيات الأعيان 315، والعبر 5/ 10، وسير أعلام النبلاء 21/ 431- 433
رقم 226، والمختصر المحتاج إليه 2/ 54 رقم 640، ودول الإسلام 2/ 111،
والبداية والنهاية 13/ 50، وبغية الطلب (المصوّر) 6/ 603 رقم 954،
والعسجد المسبوك 2/ 323، 324، وعقد الجمان 17/ ورقة 311، 312، وتاريخ
الخميس 2/ 410، والنجوم الزاهرة 6/ 195، وشذرات الذهب 5/ 12.
[3] أي «مسند» الإمام أحمد بن حنبل.
(43/142)
وحدَّث ببغداد، والمَوْصِلِ، ودمشق.
وكان يُكَبِّر بجامع المهديّ، ويُنادي عَلَى الأملاك.
عاش تسعين سنة أو نحوها.
قَالَ ابْنُ الْحَاجِبِ: حَدَّثَنَا ابْنُ نقطة، حدّثنا أبو الطّاهر
ابن الأَنْمَاطِيِّ بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَنْبَلُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: لَمَّا وُلِدْتُ، مَضَى أَبِي إِلَى الشَّيْخِ
عَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيلِيِّ، وَقَالَ لَهُ: قَدْ وُلِدَ لِي وَلَدٌ
فَمَا أُسَمِّيهِ؟ قَالَ: سَمِّهِ حنبل، وَإِذَا كَبِرَ سَمِّعْهُ
«مُسْنَدَ» أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ. قَالَ: فَسَمَّانِي كَمَا
أَمَرَهُ، فَلَمَّا كَبِرْتُ سَمَّعَنِي «الْمُسْنَدَ» ، وَكَانَ هَذَا
مِنْ بَرَكَةِ مَشُورَةِ الشَّيْخِ.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [1] : حنبل، أَبُو عَبْد الله، كَانَ دلّالا في
بيع الأملاك. سُئل عَنْ مولده، فذكر ما يدلّ عَلَى أَنَّهُ في سنة عشر
أو إحدى عشرة وخمسمائة.
قَالَ: وتُوُفّي بَعْدَ عَوْدِه من الشام في ليلة الجمعة رابعَ محرّم
سنة أربع.
قَالَ ابن الأنماطيّ: أسمعه أبوه «المسند» بقراءة ابن الخشّاب في شهري
رجب وشعبانُ سنةَ ثلاثٍ وعشرين، وسمعتُ منه جميعَ «المُسند» ببغداد،
أكثره بقراءتي عَلَيْهِ في نَيِّفٍ وعشرين مجلسا، ولمّا فرغتُ من
سماعه، أخذتُ أُرغِّبهُ في السفر إِلى الشّام فقلت: يَحْصُلُ لك من
الدّنيا طَرَفٌ صالح، وتُقبل عليك وجوهُ الناس ورؤساؤهم. فقال: دعني،
فو الله ما أُسافر لأجلهم، ولا لما يَحْصُل منهم، وإنّما أسافر خدمة
لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أروي أحاديثَه في بلدٍ
لا تُروى فيه. ولما عَلِم الله منه هذه النّيَّة الصّالحة أقبل بوجوه
النّاسِ إِلَيْهِ وحَرَّك الهِممَ للسّماع عَلَيْهِ، فاجتمع إِلَيْهِ
جماعةٌ لا نعلمها اجتمعت في مجلس سماع قبل هذا بدمشق، بل لم يجتمع
مثلُها قطّ لأحدٍ ممّن روى «المُسْند» .
قلتُ: سَمِعَ من حنبل خلق كثير منهم: الضّياء، والدّبَيْثِيّ، وابنُ
النّجّار، وابنُ خليل، والملكُ المحسن وهو الّذي أحضره وأمّره وأعطاه،
والتّقيّ أحمد ابن العزّ، والفقيه اليونينيّ، وأبو الطّاهر ابن
الأنماطيّ، والتّاج
__________
[1] في تاريخه، ورقة 39.
(43/143)
ابن أَبِي جَعْفَر، ومحمدُ بْن عَبْد
العزيز بْن خلدون، والزّين محمد بْن عُمَر الأنصاريّ الفاسيّ الأديب
المعروف بابن الزقزوق، والموفَّق مُحَمَّدُ بْن عُمَر خطيب بيت
الأبّار، والصّدرُ البكريّ، وأخوه الشرفُ مُحَمَّد، ومحمد بْن نصر الله
بْن أَبِي سُرَاقة الهَمْدانيّ، وأحمدُ بْن جميل المُطَعِّم، وأحمدُ
بْن عَبْد الله بْن موسى النابلسيّ، وخطيبُ مردا، وأحمدُ بْن كتائب
البانياسيّ، وإسماعيل بْن أَبِي اليُسْر، والمسلّم بْن علّان، وشمسُ
الدّين عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي عُمَر، وأحمدُ بْن شيبان، والفخر
عليّ، وغازي الحلاويّ.
قَالَ الإمام أَبُو شامة [1] : وكان حنبل فقيرا جدا، روى «المسند»
بإربِل، والموصل، ودمشق. وكان كثير الأمراض بالتخم، كَانَ المَلِك
المعظم يطعمه تِلْكَ الألوان، وهو يُسرفُ فيها.
وقال ابنُ الأنماطيّ: كَانَ أَبُوهُ عبدُ الله قد وقف نفسَه عَلَى
السَّعي في مصالح المسلمين، والمشي في قضاء حوائجهم. وكان أكبرُ هَمِّه
تجهيزَ مَن يموت عَلَى الطُّرُق [2] .
[حرف الدال]
175- داود ابن الخليفة العاضد [3] العُبَيْديّ.
أَبُو سُلَيْمَان.
تُوُفّي بقصر الإِمارة بالقاهرة في ذي القعدة، ولم يُعْقب.
__________
[1] في الذيل، ص 62.
[2] وقال الإمام أبو الخطّاب عمر بن الحسن المغربي: أردت السماع على
حنبل، فقرأت عليه أياما فرأيته لا يقيم الإعراب في تكبيره، فتركته
لذلك. ومضى بعد ذلك إلى واسط لسماعه على القاضي ابن المندائي، فسمعه
بزعمه عليه، وعاد إلى بغداد. وسافر حنبل إلى دمشق، وسمّع بها ووصله خير
كثير من أهلها. وسمع ابن الحصين وغيره، ولم يكن له أصول يراجعها.
وطالما سمعته يقول: يا ربّ ارددني إلى بغداد ولا تمتني حتى أكبّر على
الدكة التي أكبّر عليها. فعاد إلى بغداد ومات بها. (تاريخ إربل) .
[3] انظر عن (داود بن العاضد) في: نهاية الأرب 29/ 45، والسلوك ج 1 ق
1/ 169.
(43/144)
176- دُرَّةُ بنتُ عُثْمَان [1] بْن منصور
الحلاوي، البغداديّ.
أمّ عُثْمَان.
سَمِعْتُ من: هِبة الله بْن الطّبر الحريريّ.
روى عنها: الضّياءُ، وابنُ خليل، والنّجيبُ عَبْد اللّطيف، وآخرون.
وتُوُفّيت في شَوَّال.
ويعرف أبوها بابن قَيَّامة [2] .
[حرف السين]
177- سالم بْن منصور [3] بْن عَبْد الحميد.
أَبُو الغنائم العَرَبانيّ، المقرئ.
تفقَّه بمدينةِ الرَّحبة عَلَى أَبِي عبد الله ابن المُتْقِنَة.
وسَمِعَ ببغداد من:
ابن البَطِّيّ، وأبي زُرْعة.
وكان ديّنا خَيّرًا.
مات ببغداد في جُمادي الآخرة.
وعَرَبان [4] : مِن قرى الخابور.
178- سِتُّ الكتبة نعمة [5] بنت عليّ بن يحيى ابن الطّرّاح المدير.
__________
[1] انظر عن (درّة بنت عثمان) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 143، 144
رقم 1035، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 135- 137، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 261 رقم 1399.
[2] قيّامة: بفتح القاف وتشديد الياء آخر الحروف وفتحها وبعد الألف ميم
مفتوحة وتاء تأنيث. (المنذري) .
[3] انظر عن (سالم بن منصور) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة
73، 74، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 134، 135 رقم 1020.
[4] عربان: بفتح العين والراء المهملتين وباء مفتوحة موحّدة وبعد الألف
نون. (المنذري) .
[5] انظر عن (ست الكتبة) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 539، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 130 رقم 1008، وذيل الروضتين 63، والإعلام بوفيات
الأعلام 248، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والعبر 5/ 10، والمشتبه
2/ 581، والمختصر المحتاج إليه 3/ 262 رقم
(43/145)
قدِمت دمشقَ وسكنتها، وحدّثتْ أيضا
بالحجاز، روت الكثيرَ عَنْ جدِّها يَحْيَى، وعن أبي شجاع عُمَرَ بنِ
مُحَمَّد البسطاميّ.
روى عنها: الضّياءُ، وابنُ خليل، والتَّقيّ اليَلْدانيّ، والزّكيّ
عَبْد العظيم، وجماعة آخِرُهم شمسُ الدين عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي
عمر، ثمّ فخر الدّين عليّ ابن البخاريّ.
وأجاز لها الفُراويُّ، ومحمد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ الصّالحانيّ،
والحسينُ بْن عَبْد المَلِك الخلّال، وسمعت مِنْ جَدِّها جملة من
تصانيف الخطيب، بإجازته منه.
قَالَ الشّهابُ القُوصيّ: شاهدت من ذَلِكَ في ثَبَتها كتاب «الجهر
بالبسملة» ، كتاب «الجامع» ، «مسألة الاحتجاج بالشافعيّ» ، كتاب
«السّابق واللّاحق» ، كتاب «الكفاية» ، كتاب «البخلاء» ، كتاب
«القُنُوت» ، كتاب «صوم يومِ الشّكّ» . قَالَ: ومولدها في سنة ثلاث
وعشرين وخمسمائة.
وقال الحافظ عبد العظيم [1] : ولدت سنة ثمان عشرة.
وقال شيخنا ابنُ الظّاهريّ [2] : وُلِدَتْ في ذي الحجَّة سنةَ أربعٍ
وعشرين، وكنيتُها أم عَبْد الغني. وتُوُفّيت في الثامن والعشرين من
ربيع الأول.
179- سنجر شاه بنُ غازي [3] بْن مودود.
__________
[1405،) ] وسير أعلام النبلاء 21/ 434، 435 رقم 228، والعسجد المسبوك
2/ 324، وعقد الجمان 17/ ورقة 313، والنجوم الزاهرة 6/ 195، وشذرات
الذهب 5/ 12.
[1] في التكملة 2/ 130.
[2] في تخريجه لمشيخة ابن البخاري، الورقة 128.
[3] انظر عن (سنجر شاه بن غازي) في: الكامل في التاريخ 12/ 279- 282
(وفيات 605 هـ.) ، ومفرّج الكروب لابن واصل 3/ 187- 189، والأعلاق
الخطيرة 3 ق 1/ 186، 227- 230، 232، 234، والجامع الساعي 9/ 269،
والمختصر في أخبار البشر 3/ 111، والعبر 5/ 12، وتاريخ ابن الوردي 2/
126، والوافي بالوفيات 15/ 472 رقم 635، والسلوك ج 1 ق 1/ 170، وعقد
الجمان 17/ ورقة 316، 317، وشذرات الذهب 5/ 15، والعسجد المسبوك 2/
325، والبداية والنهاية 13/ 52.
(43/146)
السّلطان عزّ الدّين الأتابكيّ، صاحب
جزيرةِ ابن عُمَرَ.
تُوُفّي في هذا العام، في قَول [1] .
[حرف الصاد]
180- صفيَّة [2] بنتُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ملاعب.
أخت داود الوكيل، وأخت حفصة.
سَمِعْتُ من: أَبِي الفضل الأُرْمَويّ.
روى عنها: الضّياءُ، والبغاددة.
تُوُفّيت في شوَّال.
[حرف الطاء]
181- طاهر بْن أَحْمَد [3] بْن أَبِي بَكْر.
أَبُو بَكْر الأزَجيّ البَقَّال.
سَمِعَ: الزَّاغونيّ، وابنَ ناصر.
[حرف العين]
182- عبد الله بن أحمد بن عُمَر [4] بْن سالم بْن باقا.
أَبُو مُحَمَّد السِّيبِيُّ الأصلِ، البغداديّ، العدل، التّاجر،
المعروف بابن الدّويك، وهو أخو عبد العزيز.
__________
[1] ولهذا سيعيده المؤلّف- رحمه الله- في وفيات السنة التالية 605 هـ.
برقم (235) ، وفيها ورّخه في: سير أعلام النبلاء 21/ 507 رقم 265،
والعبر 5/ 16.
[2] انظر عن (صفيّة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 144 رقم 1036،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 265 رقم 1410.
[3] انظر عن (طاهر بن أحمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة
88، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 124، 125 رقم 996.
[4] انظر عن (عبد الله بن أحمد بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
132 رقم 1013 رقم 1013، والجامع المختصر 9/ 247، 248، وتلخيص مجمع
الآداب 4/ 340، والمختصر المحتاج إليه 2/ 134 رقم 762.
(43/147)
سمع: أبا الفتح ابن البَطِّيّ، وأبا زُرْعة
المقدسيّ.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [1] : ما أعلَمه حَدَّث.
183- عبدُ الله بْن عيسى [2] بْن عَبْد الله.
أَبُو مُحَمَّد الأنصاريّ، القُرطبيّ المُكَتِّب الزاهد.
أَخذ القراءاتِ عَنْ عَبْد الرحيم بْن قاسم المحاربيّ [3] .
وجَلَسَ للتعليم. وكان يَتَقوَّت مِن كِراءِ رَبْعٍ لَهُ.
قَالَ الأبّار: كَانَ منقطع القرين في الزّهد والورع.
184- عبدُ الله بنُ مُبادِر [4] .
أَبُو بَكْر البقابوسيّ- وبَقَابُوس من قرى نهر المَلِك [5] .
كَانَ مقرئا مجوِّدًا، ضريرا، يؤُمّ بمسجد.
قرأ القرآن عَلَى أَبِي الكَرَم الشَّهرُزُوريّ، وعليّ بْن غَنِيمَة،
وسَمِعَ من:
عَبْد الخالق اليوسفيّ، وأبي بكر ابن الزاغونيّ [6] ، وسعيد ابن
البنّاء.
__________
[1] في المختصر المحتاج إليه 2/ 134، وقد ذهب قوله في تاريخه حيث ذهبت
الترجمة ولم يبق منها سوى شيء يسير من آخرها.
[2] انظر عن (عبد الله بن عيسى) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار
2/ 878.
[3] هكذا في الأصل بخط المؤلّف- رحمه الله-، وقد وقع في تكملة ابن
الأبار: «الحجاري» ، ومثله في: غاية النهاية 1/ 383 رقم 1632 فقال:
«عبد الرحيم بْن قاسم بْن محمد أبو محمد (كذا) الحجاري بالراء أبو
الحسن» . فجعل له كنيتين، والصحيح أن كنيته «أبو الحسن» . وقد ورد أنه
«محاربي» في غاية النهاية أثناء ترجمة «عبد الحق بن محمد الخزرجي (1/
359 رقم 1537) وهو الأرجح، والله أعلم.
[4] انظر عن (عبد الله بن مبادر) في: معجم البلدان 1/ 470، وتاريخ ابن
الدبيثي (باريس 5922) ورقة 110، 111، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة
94، 95، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 128، 129 رقم 1005، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 174 رقم 814.
و «مبادر» : بضم الميم وفتح الباء الموحّدة وبعد الألف دال وراء
مهملتان. (المنذري) .
[5] قال ياقوت: بقابوس: بالفتح، وبعد الألف باء أخرى مضمومة، وواو
ساكنة، وسين مهملة. (معجم البلدان) .
[6] تحرّفت في (معجم البلدان) إلى: «الزعفرانيّ» .
(43/148)
روى عنه: الدبيثي، والضياء.
وتوفي في ربيع الأول.
185- عبدُ الحقّ بْن مُحَمَّد [1] بْن عَبْد الحقّ بْن أَحْمَد المقرئ.
أَبُو مُحَمَّد الخزْرجيّ، القرطبيّ.
أخذ القراءات عن ابن عمّ أَبِيهِ أَبِي زيد عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ
الخزْرجيّ، المقرئ، وعبد الرحيم بْن قاسم [2] . وأخذ قراءة نافع عَنْ
أَحْمَد بْن صالح الضّرير. وسَمِعَ من: أَبِيهِ أَبِي عَبْد الله، وأبي
مروان بْن مَسَرَّة فأكثر، وأخذ العربيَّة عَنْ أَبِي القَاسِم بْن
سمجون.
وتصدَّرَ بقُرطبة للإقراء والتّحديث. وعُمِّر وأسَنَّ. وكان عارفا
بالقراءاتِ، ضابطا لها.
حَدّثَ عَنْهُ جماعة.
وتُوُفّي في شعبان، وولد في حدود الخمس وعشرين وخمسمائة، وكان شيخه
أَبُو زيد حيّا في حدود الأربعين.
قلتُ: سَمِعَ منه أَبُو العَبَّاس أحمدُ بْن عُمَر بْن إِبْرَاهيم
القُرطبيّ أكثرَ «الموطّأ» سنةَ ستِّمائة بروايته عَنْ أَبِيهِ.
186- عَبْد الرَّحْمَن بْن عيسى [3] بْن عليّ بْن الحُسَيْن الحنبليّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الحق بن محمد) في: غاية النهاية 1/ 359 رقم 1537.
[2] وهو المحاربي الّذي ذكر في ترجمة «عبد الله بن عيسى» قبل قليل برقم
(183) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن عيسى) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 55، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 123، 124،
ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 537، وذيل الروضتين 62، والتكملة لوفيات النقلة
2/ 137 رقم 1028، والجامع المختصر 9/ 249، والمختصر المحتاج إليه 2/
208، 209 رقم 863، والبداية والنهاية 13/ 50، والذيل على طبقات
الحنابلة 2/ 41- 43 رقم 222، وعقد الجمان 17/ ورقة 312، وشذرات الذهب
5/ 17، والتاج المكلل 218.
(43/149)
أبو الفرج ابن البُزُورِيّ [1] ،
البغداديّ، الواعظ.
صحِب ابنَ الجوزيّ، وأخذ عَنْهُ الوعظ، وتكلَّم عَلَى المنبر بكلامه،
ثُمَّ هجرهُ وفارقه.
وحدَّث عَنْ: أبي الوقت، وهِبة الله الشّبليّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: الحافظُ الضّياء، وغيره.
وتُوُفّي في شعبان [2] .
187- عَبْدُ الرَّحْمَن بنُ المبارك [3] بن عليج ابن نُعَيْجَة.
أَبُو مُحَمَّد.
سَمِعَ: أبا بَكْر الأنصاريّ.
روى عَنْهُ: الضّياءُ، وبالإِجازة: الفخرُ عليّ.
وتُوُفّي في رجب وقد شاخ.
188- عَبْدُ الرحيم بْن إبراهيم [4] بن يحيى.
أبو محمد ابن الدَّرَجيّ، القُرَشيّ، الدّمشقيّ، الحنفيّ.
إمام محراب الحنفيَّة بجامع دمشق وابن إمامه.
مات في صفر.
__________
[1] البزوري: بالباء الموحدة والزاي المضمومتين وكسر الراء المهملة.
(إكمال الإكمال، ورقة 55) .
[2] ومولده سنة 539 هـ. وقال ابن القطيعي: رفيقنا، كان فيه دين،
وأنشدني من شعره شيئا.
وقال ابن النجار: وتفقّه على مذهب الإمام أحمد ووعظ، وكان صالحا، حسن
الطريقة، خشن العيش، غزير الدمعة عند الذكر، كتبت عنه، وهو الّذي جمع
سيرة ابن المنّي، وطبقات أصحابه، وذكر فيها أنه لزمه، وقرأ عليه،
وكلامه فيها يدل على فصاحته ومعرفته بالفقه والأصول والجدل. (الذيل على
طبقات الحنابلة) .
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن المبارك) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 128، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 136 رقم 1024، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 18 رقم 773.
[4] انظر عن (عبد الرحيم بن إبراهيم) في: ذيل الروضتين 64، والتكملة
لوفيات النقلة 3/ 127 رقم 1000، والبداية والنهاية 13/ 50.
(43/150)
لَقَبُه: العفيف.
189- عبدُ الرحيم بْن عيسى [1] بْن يوسف.
أبو القاسم ابن الملجوم الأزْديّ، الزّهرانيّ، الفاسيّ.
من بيت مشهورٍ بالمغرب. سمع: أباه، وعمّه أبا القاسم ابن الملجوم، وأبا
الحَكَم بْن حَجَّاج، وأبا بَكْر بنَ زيدان القُرطبيّ، وعَبّاد بنَ
سرحان قرأ عَلَيْهِ تصنيفَه في الفرائض، وسَمِعَ عَلَيْهِ «رسالة العلم
والدّينار» لابن ماكُولا.
قَالَ الأبّار: ولقي ببلده أيضا أبا مروان بْن مَسَّرة، وأبا الفضل بْن
عياض، وجماعة، وناظر عَلَى أَبِي بَكْر بْن طاهر الخدب في نحو ثُلُث
«كتاب» سيبويه. وأخذ عَنْ أَبِي القَاسِم بْن بَشْكُوال،
والسُّهَيْليّ، وطائفة، واعتنى بهذا الشّأن. وكتبَ إِلَيْهِ أَبُو
مُحَمَّد اللَّخْميّ سِبْط أَبِي عُمَر بْن عَبْد البَرّ.
قَالَ: وكان بصيرا بالحديثِ، رفيعَ القدر، عنده من الدّواوين والدّفاتر
شيءٌ كثير. وأخذ عَنْهُ النّاسُ، واستجازوه من أقاصي البلاد تنافُسًا
في عُلُوّ روايته، وكان أهلا لذلك.
تُوُفّي سنةَ أربعٍ وله ثمانون سنة. وقيل: تُوُفّي سنة ثلاثٍ وستّمائة.
190- عَبْدُ المُجيب بنُ أَبِي القَاسِم [2] عَبْد الله بْن زُهَيْر
بْن زُهَيْر.
أَبُو مُحَمَّد البغداديّ.
شيخ صالح، حافظ للقرآن، قِيلَ: إنّه يتلو كلّ يومٍ ختمة. قدم على
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن عيسى) في: تكملة الصلة لابن الأبار 3/ ورقة
21.
[2] انظر عن (عبد المجيب بن أبي القاسم) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 190، 191، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 537، 538، وذيل الروضتين
62 وفيه اسمه «عبد المجيد» ، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 93، 94،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 126، 127 رقم 999، والجامع المختصر 9/ 254،
255، والعبر 5/ 10، والمختصر المحتاج إليه 3/ 95، 96 رقم 930، ومشيخة
ابن البخاري، ورقة 14، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، وسير أعلام
النبلاء 21/ 472، 473 رقم 237، وعقد الجمان 17/ ورقة 312، والنجوم
الزاهرة 6/ 195، وشذرات الذهب 5/ 12، 13.
(43/151)
الملك العادل رسولا من الدّيوان العزيز،
وزار البيت المُقَدَّس في سنة ستّمائة.
سَمِعَ بإفادة عمّه الشّيخِ عبدِ المغيث من: عَبْد الله بْن أَحْمَد
بْن يوسف، وعلي بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السلام، وعبد الصبُور
الهَرَويّ، وابن الطّلّاية.
ووُلِد في سنة سبْع وعشرين وخمسمائة.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، وابنُ خليل، والضّياء، والزّكيّ المنذريُّ،
والنّجيب الحَرّانيّ، والفخر عليّ.
وحدّث بمصر، والشّام.
وتُوُفّي بحماة فِي سَلْخ المحرَّم.
191- عَبْد المحسن بْن إسْمَاعيل [1] .
الوزير الصَّدْر شرف الدّين ابن المحلّيّ الفَلَكي.
روى عَنْهُ القُوصيّ شِعرًا، وقال: ناب بدمشق عَنِ الصّاحب صفيِّ
الدّين، ثُمَّ وَزَر بخِلاطَ وأعمالها للملك الأوحد، إِلى أن قتله
مملوكُه ليلةَ عيد الفِطر سنةَ أربعٍ بخِلاط، وحُمِل إِلى دمشق، فدُفن
بالجبل، وصُلِبَ غلامُه.
192- عَبْد الواحد بْن عَبْد السّلام [2] بْن سلطان.
أَبُو الفضل الأَزَجيّ، البَيِّع، المُعَدَّل، المقرئ، الأستاذ.
__________
[1] انظر عن (عبد المحسن بن إسماعيل) في: ذيل الروضتين 66 (في المتوفين
سنة 605 هـ.) ، ولهذا سيعيده المؤلّف برقم (243) .
[2] انظر عن (عبد الواحد بن عبد السّلام) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 173، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 44،
ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 95، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 129 رقم
1006، والجامع المختصر 9/ 246، 247، والإعلام بوفيات الأعلام 248،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والعبر 5/ 10، 11، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 76، 77 رقم 887، ومعرفة القراء الكبار 2/ 584 رقم 543، وغاية
النهاية 1/ 474 رقم 1981، والنجوم الزاهرة 6/ 195، وشذرات الذهب 5/
413.
وقد ذكره المؤلف- رحمه الله- في سير أعلام النبلاء 21/ 433 ولم يترجم
له.
(43/152)
قرأ بالرواياتِ عَلَى أَبِي مُحَمَّد سبْط
الخيّاط، وأبي الكَرَم الشّهرُزوريّ، وسَمِعَ منهما، ومِن مُحَمَّد بْن
أَبِي حامد البَيِّع، وأبي الفضل الأُرْمويّ، وابن ناصر.
وأقرأ القراءاتِ، وحَدَّث. وكان ديِّنًا صالحا، عاليَ الإِسناد في
القراءات مشهورا، قرأ عليه «بالمبهج» [1] مجد الدّين ابن تيميّة،
وغيرُه.
وروى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، وابنُ خليل، والضِّياءُ، والنّجيبُ عبدُ
اللّطيف، وآخرون.
وتُوُفّي في ربيع الأول.
قَالَ ابْنُ النّجّار [2] : قرأ عَلَيْهِ النّاسُ القراءاتِ فأكثروا،
وكان صدوقا نَزِهًا عفيفا.
193- عفيفة بنتُ المبارك [3] بْن مُحَمَّد بْن مَشِّق البغداديّ.
أخت المحدّث أَبِي بَكْر مُحَمَّد.
روت عَنْ أبي الفتح ابن البَطِّيّ.
وتُوُفّيت في جُمادي الأولى.
194- عليّ بْن إسْمَاعيل [4] بْن عليّ.
أَبُو الحَسَن، الطُّوسيُّ الأصلِ، الإِسكندراني، النّحْويّ، المعروف
بابن السّيُوريّ.
شاعِرٌ مُحْسِنٌ، عاش بضعا وثمانين سنة.
قَالَ زكيُّ الدّين: تُوُفّي في رجب، أنشدنا عَنْهُ شيخُنا ابنُ
المفضّل.
195- عليّ بن سعيد [5] بن حمامة.
__________
[1] المبهج في القراءات السبع، لسبط ابن الخياط.
[2] في التاريخ المجدّد، ورقة 44.
[3] انظر عن (عفيفة بنت المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 133،
134 رقم 1018.
[4] انظر عن (علي بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 137 رقم
1027.
[5] انظر عن (علي بن سعيد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 132 رقم 1014،
والوافي
(43/153)
أَبُو الحَسَن، الشّاعر المشهور.
صَنّف كتابا في العَرُوض، وكتابا سمَّاه «نفائس الأعلاق» .
وتُوُفّي في جُمادي الأولى.
196- عليّ بنُ عليّ [1] بْن بركة.
أَبُو الحَسَن [2] البغداديّ، الكَرْخيّ.
حَدّثَ عَنْ أَبِي البدر الكرخيّ، وأحمد ابن الأشقر.
وكان ضعيفا [3] .
197- عليّ بْنُ مُحَمَّد بْن رستم [4] الخراسانيّ.
__________
[ () ] بالوفيات 12/ ورقة 72، وطبقات النحاة واللغويين، ورقة 212،
وتاريخ ابن الفرات 5/ 71 ولم يذكره كحّالة في (معجم المؤلفين) ولا في
مستدركه، وهو من شرطه.
[1] انظر عن (علي بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 146 رقم 1043،
وو المختصر المحتاج إليه 3/ 130 رقم 1019، والمغني في الضعفاء 2/ 452
رقم 4305، وميزان الاعتدال 3/ 146 رقم 5894، ولسان الميزان 4/ 244 رقم
662.
[2] هكذا في الأصل. وفي تكملة المنذري 2/ 146 «أبو الحسين» .
[3] قال المنذري: ولنا منه إجازة كتب بها إلينا من بغداد ... ويقال:
كانت وفاته في سنة ثلاث وستمائة.
وقال المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في (ميزان الاعتدال) : ضعيف لكونه على
طريقة مذمومة تسقط العدالة.
وقال ابن الدبيثي: سمعتهم يقذفونه بما لا تجوز الرواية معه عنه وسمعت
منه جماعة.
توفي سنة ثلاث وستمائة ظنا. (المختصر المحتاج إليه) .
[4] انظر عن (علي بن محمد بن رستم) في: معجم البلدان 3/ 437، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 142، 143 رقم 1033، ووفيات الأعيان 3/ 395، 396 رقم
478، وفيه «علي بن رستم» ، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 375، والغصون اليانعة
لابن سعيد 118- 130، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة، ورقة 226، وبدائع
البدائه لابن ظافر 76، 102، 151، 153، 262- 264، 280، وعيون الأنباء
لابن أبي أصيبعة 2/ 184، وعقود الجمان لابن الشعار 4/ 291، والبدر
السافر، ورقة 19 ب، والعبر 5/ 11، وسير أعلام النبلاء 21/ 471، 472 رقم
236، ومرآة الجنان 4/ 5، والوافي بالوفيات 22/ 7- 29 رقم 1، والعسجد
المسبوك 2/ 232، وغاية النهاية 1/ 508 (في ترجمة: عثمان بن علي بن
عثمان الخثعميّ- رقم 2101) ، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 81. وكشف الظنون
769، وشذرات الذهب 5/ 13، وديوان الإسلام 3/ 132، 133 رقم 1225، وهدية
العارفين 1/ 704، وروضات
(43/154)
بهاء الدّين أبو الحسن ابن السّاعاتيّ
الشاعر، صاحب «الدّيوان» المشهور.
شاعر مُحْسِنٌ، فائقُ النَّظْم، لطيفُ المعاني.
وُلد بدمشق في حدود سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
وكان أَبُوهُ يعمل السّاعاتِ بدمشق، فَبَرَعَ هُوَ في الشِّعر، ومدح
الملوك، وتعانى الْجُنديَّة، وسكن مصر.
وروى عَنْهُ من شِعره جماعة منهم: الشّهاب القُوصيّ، وغيره.
وهو أخو الطّبيب العلّامة فخر الدّين رضوان.
وله «ديوان» منتخب، و «ديوان» كبير في مجلّدتين.
تُوُفّي في رمضان.
ذكره المنذريّ [1] وابن خَلِّكان [2] .
ومن شِعره:
الطَّلُّ في سِلْكِ الغُصُونِ كَلُؤُلؤٍ ... رَطْبٍ يُصَافِحُهُ
النَّسِيمُ فَيَسْقُطُ
والطَّيْرُ يَقْرَأ والغَدِيرُ صَحِيفَةٌ ... والرِّيحُ تَكْتُبُ
والغمَامُ يُنقِّطُ [3]
وقد خدم أخوه فخرُ الدّين ابنُ السّاعاتيّ الملكَ المعظَّم بالطّبّ،
وترقّى إِلى أن توزّر له، وكان ينادمه، ويلعب بالعود [4] .
__________
[ () ] الجنات 89، ومعجم المؤلفين 7/ 92، وأعيان الشيعة 41/ 254 وانظر
مقدّمة محقّق ديوانه.
[1] في التكملة لوفيات النقلة 2/ 142، 143.
[2] في وفيات الأعيان 3/ 395، 396.
[3] البيتان في الديوان 2/ 4 وفيه: «والغمامة تنقط» ، وكذلك في: وفيات
الأعيان 3/ 396، والغصون اليانعة. والمثبت يتفق مع: الوافي بالوفيات
22/ 10.
[4] وقال ياقوت الحموي: ومرّ أبو الحسن علي بن محمد الساعاتي بنواحي
صيداء وهي بيد الإفرنج فرأى مروجا كثيرة نباتها النرجس، واتفق أنه هرب
بعض الأسارى من صيداء فأرسلت الخيل وراءه فردّته فقال:
للَّه صيداء من بلاد ... لم تبق عندي بلى دفينا
(43/155)
198- عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ
الْجُرجانيّ [1] .
ثُمَّ البغداديّ، التّاجر.
حدَّث بدمشق عَنْ أَبِي الفتح ابن البطّيّ.
وكان كثير الأسفار للتّجارة، دخل الصّين وغيرها.
وتُوُفّي في رجب [2] .
199- عليّ بْن أَبِي القَاسِم نصر [3] بْن منصور.
أَبُو الحَسَن الحَرّانيّ، ثمّ البغداديّ بن العطّار التّاجر.
حدّث بمصر عَنْ: نصر بْن نصر العُكْبَريّ، وابن ناصر.
روى عَنْهُ: الحافظ المنذريّ.
وهو من بيت حشمة وتقدُّم.
تُوُفّي في محرّم.
200- عليّ بن أبي نصر [4] ابن الحُبَيق [5] الحَرْبِيّ.
روى عَنِ: ابن الطّلَّاية.
ومات في شَوَّال.
201- عُمَر بْن عُثْمَان بْن عُمَر [6] الحلّاج البغداديّ.
__________
[ () ]
نرجسها حلية الفيافي ... قد طبّق السهل والحزونا
وكيف ينجو بها هزيم ... وأرضها تنبت العيونا
(معجم البلدان 3/ 437) .
[1] انظر عن (علي الجرجاني) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 158،
والتاريخ المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة 8، والتكملة لوفيات النقلة
2/ 136، 137 رقم 1026.
[2] مولده سنة 529 هـ.
[3] انظر عن (علي بن نصر) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 169،
والتاريخ المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة 58، والتكملة لوفيات النقلة
2/ 125 رقم 997.
[4] انظر عن (علي بن أبي نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 144 رقم
1037.
[5] الحبيق: بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحّدة وتسكين الياء آخر
الحروف وبعدها قاف.
[6] انظر عن (عمر بن عثمان بن عمر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 196،
(43/156)
روى عَنْ: أَبِي الوَقْت.
[حرف القاف]
202- قُراجا الصّلاحيّ [1] .
الأمير زَين الدّين.
من أعيان الدّولة.
ورّخ وفاته القاضي ابن واصل [2] .
[حرف الميم]
203- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن سَعْد [3] بْن مفرّج.
أَبُو عَبْد الله الهَمْدانيّ، الأندلسيّ.
من أهل الجزيرة الخضراء.
كَانَ بصيرا بالفرائض والحساب.
روى عَنْ أَبِي نصر فتح بْن مُحَمَّد الْجُذاميّ، المقرئ.
ومات في رمضان.
سَمِعَ «التّجريدَ» لابنِ الفَحَّامِ من أَبِي نصر: حَدَّثَنَا
مؤلَفُه.
204- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهيم.
القاضي أَبُو عَبْد الله، قاضي بِجاية.
إمامٌ بارع في المذهبين: مالك والشّافعي، قَيِّم بمعرفة الأُصول
والكلام والفلسفة. وقد أهانه أَبُو يوسف صاحب المغرب للفلسفة.
__________
[ () ] والتكملة لوفيات النقلة 2/ 145، 146 رقم 1042.
[1] انظر عن (قراجا الصلاحي) في: التاريخ المنصوري 55، ومرآة الزمان ج
8 ق 2/ 538، وذيل الروضتين 62، 63، ومفرّج الكروب 3/ 175، والبداية
والنهاية 13/ 50.
[2] في مفرّج الكروب 3/ 175.
[3] انظر عن (محمد بن أحمد بن سعد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 575
وفيه:
«أحمد بن عبد الله بن سعد» .
(43/157)
قِيلَ لَهُ مرَّة: كنتَ تحبُّ العزلة فلِمَ
دخلتَ في القضاء؟ فَقَالَ: القضاء لا يُرَدُ.
205- مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن عليّ بْن صالح [1] .
أَبُو الحُسَيْن الهَمْدانيّ، الأندلسيّ، المالقيّ.
تُوُفّي بالإسكندريَّة.
سَمِعَ: الحافظ أبا القَاسِم بْن بَشكُوال، وأبا زيد السُّهَيْليّ.
روى عَنْهُ: الحافظُ عبدُ العظيم.
206- مُحَمَّد بْن طُغان [2] بْن بدر الفقيه.
أَبُو عَبْد الله المصريّ، الشّافعيّ.
سَمِعَ: أبا الفتوح الخطيب الزّيديّ، وغيره.
وتُوُفّي في المحرّم.
207- مُحَمَّد بْن أَبِي عَبْد الله بْن عَبْد الرَّحْمَن التُّونسيّ.
حَدّثَ بالمنية عَنِ السِّلِفَيّ.
روى عَنْهُ: الشّهاب القُوصيّ، وورَّخَ وفاته.
208- مُحَمَّد بْن عليّ بْن يوسف [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن الحسن بن صالح) في: المقفى الكبير للمقريزي 5/
552، 553 رقم 2074.
[2] انظر عن (محمد بن طغان) في: تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني
321، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 124 رقم 994، وتوضيح المشتبه 6/ 31.
و «طغان» : بضم الطاء المهملة وفتح الغين المعجمة وبعد الألف نون.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن يوسف) في: وفيات الأعيان 3/ 472 في ترجمة
«ابن التعاويذي» ، و 4/ 94 و 100 وفيه: «علي بن محمد بن يوسف بن مسعود،
أبو الحسن» ، وصلة الصلة لابن الزبير 114، وتكملة الصلة لابن الأبار،
رقم 1894، وعقود الجمان للزركشي، ورقة 224، وعقود الجمان لابن الشعار
4/ ورقة 409، وزاد المسافر، رقم 6، والذيل والتكملة لكتابي الموصول
والصلة 5/ 396- 399 رقم 673، والغصون اليانعة 139، وفوات الوفيات 3/
84- 86 رقم 356، ومسالك الأبصار 11/ ورقة 480، والوافي بالوفيات 4/
171، 172 رقم 1709 (كما هو مثبت أعلاه: محمد بن علي بن
(43/158)
نظام الدّين الخروف القَيسيّ، القُرطبيّ،
الشاعر.
مات مُتَرَدّيًا في جُبٍّ بحلب [1] .
لَهُ رسالةٌ كتب بها إِلى قاضي حلبَ بهاءِ الدّين بْن شدّاد يطلبُ منه
فَروةَ:
بَهَاءُ الدِّين والدُّنيا ... ونُورُ [2] المَجْدِ والحَسَبِ
طَلَبْتُ مَخَافَةَ الأنْوَاءِ ... مِنْ نُعْمَاكَ [3] جِلْدَ أَبِي
وَفَضْلُكَ عَالِمٌ أنِّي ... خَرُوفٌ بَارعُ الأدَبِ
حَلَبْتُ الدَّهْرَ أشْطُرَه ... وفي حَلَبٍ صَفَا حَلَبي [4]
209- مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن [5] بْن عَبْد الْعَزِيز
بْن زكريا.
__________
[ () ] يوسف) ، و 22/ 89- 94 رقم 40 وفيه: «علي بن محمد بن علي بن نظام
الدين أبو الحسن ابن خروف الأندلسي» وقد خلط بين الشاعر صاحب الترجمة،
وبين النحويّ الإشبيلي، انظر حاشية (الوافي 22/ 89 رقم 40) وحاشية
(فوات الوفيات 3/ 84) ، ونفح الطيب 2/ 640، وبغية الوعاة 2/ 203، 204
رقم 1793 وقد خلط بين الاثنين أيضا، وإعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء
للطباخ 4/ 328.
وقد أجمعت كل المصادر على أن اسمه: «علي بن محمد بن يوسف» ، وأثبته
المؤلّف- رحمه الله- كما هنا «محمد بن علي بن يوسف» وتابعه الصفدي في
(الوافي 4/ 171) وعاد فذكره باسم «علي بن محمد بن علي بن محمد» . (22/
89) .
[1] وقع اختلاف في تاريخ وفاته، فقيل في سنة 604 وقيل 605 وقيل 609
وقيل 620 هـ.
(راجع مصادر ترجمته، والاختلاف مردّه إلى الخلط بينه وبين النحويّ
الإشبيلي) .
[2] في فوات الوفيات: «ونوء» .
[3] في عقود الجمان لابن الشعار: «حسناك» ، وفي نفح الطيب: «جدواك» .
[4] الأبيات في: عقود الجمان لابن الشعار 4/ ورقة 409، وفوات الوفيات
3/ 86، ووفيات الأعيان 7/ 94، والوافي بالوفيات 4/ 72 وفيه بيتان:
الثاني والرابع، و 22/ 92، ونفح الطيب 2/ 640.
[5] انظر عن (محمد بن علي بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبار
2/ 574، والذيل والتكملة لكتاب الموصول والصلة 6/ 452. 453، ومعرفة
القراء الكبار 2/ 585، 586 رقم 545، وغاية النهاية 2/ 205 رقم 3167 و
2/ 241 رقم 3415 باسم «محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز» .
وقد أعاده المؤلّف- رحمه الله- في وفيات سنة 608 هـ. برقم (416) وذكره
ابن الجزري مرتين كما تقدّم، فأغفل في المرة الأولى تاريخ وفاته. ونقل
في المرة الثانية وفاته عن ابن الأبار في سنة 604 وعن ابن مسدي في سنة
608 هـ.
(43/159)
أَبُو بَكْر بن حَسْنُونَ الكُتاميّ [1] ،
الأندلسيّ، البياسيّ، خطيب بياسة.
شيخ مُعَمَّر مُسِنٌّ.
قَالَ الأبّار [2] : أخذ القراءاتِ عَنْ أَبِيهِ، وشُرَيح بْن
مُحَمَّد، وعبدِ الله بْن خَلَف، وسَمِعَ منهم، ومن: القاضي أبي بكر
ابن العربيّ، وأبي القاسم ابن ورد، وجماعة. وولي قضاء بلده، وتَصَّدر
للإِقراء والتّحديث، وأخذ عَنْهُ النّاسُ، وكان مقرئا جليلا، ماهرا
مُجوّدًا، عالي الرواية، عُمِّر وضَعُف، وتُوُفّي في رمضان وقد بلغ
التّسعين.
وقيل: إنّه ولد سنة أربع وعشرين، فاللَّه أعلم [3] .
قلت: قرأ عَلَيْهِ بالسَّبْع إسْمَاعيل بْن يَحْيَى العَطّار شيخ ابْن
الزُّبير، وكان شيخُه ابْن خَلَف القَيسيّ قد قرأ بالروايات عَلَى
أَبِي القَاسِم ابن الفَحّام الصَّقَلّيّ، وله إجازة من أَبِي الحَسَن
ابن الدّوش وابن البيّاز. وأمّا شيخه شُرَيح فمُسْنَد الأندلس.
وقد ذكره ابن مسْديّ في «مُعجمه» وعظَّمَهُ، وروى عَنْهُ بالإِجازة،
وغلط بأنْ قَالَ: تُوُفّي سنة ثمانٍ وستّمائة وأنّه قارب المائة.
سماعُه في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة من شريح، ومن ابن العربيّ.
210- محمد ابن الحافظ أَبِي بَكْر [4] مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مرزوق
الباقداريّ [5] .
__________
[1] تصحفت نسبته في (غاية النهاية) في المرة الأولى (2/ 205) إلى:
«الكتاني» . وقال: لا أعلم على من قرأ! وفي المرة الثانية (2/ 241) وقع
«الكناني» هكذا بدون تنقيط بعد الكاف، وذكر شيوخه، فكأنه لم يعرفه في
المرة الأولى.
[2] في تكملة الصلة 2/ 574.
[3] الّذي في التكملة لابن الأبار: «وقرأ بخط بعض أصحابنا أنه توفي يوم
الاثنين الخامس من رمضان المذكور ... وقال في مولده: إنه سنة 520، وحكى
غيره أنه بلغ الثمانين، وأن مولده سنة 524» .
[4] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: معجم البلدان 1/ 474، وتاريخ ابن
الدبيثي (باريس 5921) ورقة 129، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 134 رقم
1019، والمختصر المحتاج إليه 1/ 125، 126.
[5] الباقداري: نسبة إلى باقدارى: قرية من نواحي بغداد.
(43/160)
الخيّاط، أخو عجيبة.
سمع: أبا الفتح ابن البَطِّيّ، وأبا زُرْعَة، وخَلْقًا كثيرا. وبلغت
أثْباتُ مسموعاته أربعة وعشرين جزءا. ثُمَّ مات أَبُوهُ وهو صبيّ،
فاشتغلَ بالمعيشة.
وتُوُفّي في الكهُولة ولم يحتَجْ إِلى مسموعاته.
قَالَ ابنِ النّجّار: وَمِنَ العجب أَنَّهُ لم يروِ شيئا البتَّة.
211- مُحَمَّد بْن النّفيس [1] بْن مسعود.
الفقيه أَبُو سَعْد الحنبليّ، البغداديّ، المعروف بابن صَعْوة [2] .
تفقَّه على أبي الفتح ابن المَنّيّ، وتكلَّم في مسائل الخلاف، وسَمِعَ
أبا عليّ الرّحبيّ، وأبا محمد ابن الخشّاب.
وتُوُفّي في شَوَّال [3] .
لَهُ شِعر مليح [4] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن النفيس) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
153، وعقود الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 254- 256، والتكملة لوفيات
النقلة 2/ 143 رقم 1034، والوافي بالوفيات 5/ 133 رقم 2145، والذيل على
طبقات الحنابلة 2/ 43، 44 رقم 223، والتاج المكلّل للقنوجي 219.
[2] صعوة، لقب لجده مسعود (التكملة لوفيات النقلة 2/ رقم 1034) .
[3] ومولده في ربيع الآخر سنة 553 هـ.
[4] ذكره القطيعي فقال: شاب حسن الخلق والخلق، من أهل القرآن والفقه،
كان يسمع معنا الحديث.
وقال ابن القادسي: كان فقيها حسنا، خيّرا متميّزا.
وقال المنذري: حدّث بشيء من تأليفه.
ومن شعر ابن النفيس:
رقّ يا من قلبه حجر ... لجفون حشوها سهر
ولجسم ما لناظره ... منه إلا الرسم والأثر
فغرامي لو تحمله ... صخر رضوى كاد ينفطر
إن لومي في هواك ... لمن شر ما يأتي به القدر
يا بديعا جلّ عن شبه ... ما يداني حسنك القمر
صل ووجه الدهر مقتبل ... فزمان الوصل مختصر
(43/161)
212- المبارك بن المبارك [1] بن أبي بكر.
أبو منصور ابن الدَّلال الحَرِيمِي، المستعمل.
روى عَنْ: أَبِي الوَقْت.
ومات في جُمادي الأولى.
213- مَحْبُوبَة بنتُ المبارك [2] بْن مُحَمَّد بْن سِكِّينة [3] .
روت عَنِ: ابن البطّيّ.
214- محمود ابن شيخ الشيوخ صدر الدين محمد [4] ابن شيخ الشيوخ عُمَر
بْن علي بْن مُحَمَّد بْن حَمُّوَيه.
الْجُوَينيُّ الأصلِ، الدّمشقيُّ.
سَمِعَ يَحْيَى الثّقفيّ، ومات شابّا [5] .
215- محمودُ بْنُ هِبة الله [6] .
أَبُو الثّناء الحِلّيّ [7] ، ثُمَّ البغداديّ.
قرأ القرآن عَلَى أَبِي الحَسَن البطائحيّ، والنَّحْو عَلَى أَبِي محمد
ابن الخشّاب. وسمع من أبي الوقت.
__________
[ () ] (الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 44) .
[1] انظر عن (المبارك بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 132،
133 رقم 1015.
[2] انظر عن (محبوبة بنت المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 130
رقم 1009، والمشتبه 1/ 364.
[3] سكّينة: بكسر السين المهملة وكسر الكاف المشدّدة.
[4] انظر عن (محمود بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 127 رقم
1001.
[5] ومولده سنة 575 هـ. وقال المنذري: أجاز له جماعة كبيرة من
البغداديين والشاميين وغيرهم. وما علمته حدّث بشيء.
[6] انظر عن (محمود بن هبة الله) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 538، وذيل
الروضتين 63، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 130، 131، رقم 1010، والجامع
المختصر 9/ 255، 256، والأعلاق الخطيرة ج 1 ق 1/ 113، 114، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 185 رقم 1182، وعقد الجمان 17/ ورقة 312، والنجوم
الزاهرة 6/ 194، 195.
[7] تصحفت هذه النسبة إلى: «الحنبلي» في: مرآة الزمان.
(43/162)
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [1] : كَانَ بزّازا
فيه تشدُّق وكثرةُ كلام، سَكَنَ دمشق وبها مات.
قلت: لقبُه فخر الدّين.
روى عَنْهُ الدُّبَيْثِيّ، والضّياءُ، وعبدُ العظيم، والقُوصيّ، وابنُ
خليل، وجماعة.
ومات في ربيعٍ الأول عَنْ بضع وستين سنة.
216- مُصْعَبُ بْن مُحَمَّد بْن مسعود [2] بْن عَبْد الله بْن مسعود.
أَبُو ذرٍّ الخُشَنِيّ الجيَّانيّ، ويُعرَف أيضا بابن أَبِي رُكَب- جمع
رُكبة- النَّحْويّ، اللُّغوَيّ.
أخذ النّحوَ واللّغةَ عَنْ أَبِي بَكْر والدِه، وعن أَبِي بَكْر بْن
طاهر الخِدَبّ، وسَمِعَ منهما، ومن: أَبِي الحَسَن بْن حُنين، وأبي عبد
الله النّميريّ، وجماعة.
وأجازَهُ أَبُو طاهر السِّلَفِيّ، وغيرُه.
وكان إماما مبرِّزًا في العربيَّة وضروبها، أقرأَها عامَّةَ حياته،
ورحل النّاس إليه فيها. ولها مُصَنَّف في شرح غريب «السّيرة» لابن
إِسْحَاق، ومُصَنَّف في «شرح» سيبويه، وشرحِ «الإِيضاح» ، وشرحِ
«الْجُمَل» ، وله شروح وتعاليقُ وشِعرٌ وسط.
وكان رئيسا وَقُورًا مَهِيبًا، مليح الصّورة، عَلَى مجلسه جلالةٌ، وكان
الوزراءُ فمَنْ دونهم يمشونَ إِلى مجلسه، وإذا ركب يركبون في خدمته.
وكان يُشْغِلُ النهار كُلَّه وبعضَ اللّيل.
قَالَ الأبّار [3] : أخذ عَنْهُ جِلَّةٌ مِن شيوخنا، وكان أبو محمد
القرطبيّ ينكر
__________
[1] لم تصل إلينا ترجمته لضياع هذا القسم من تاريخه، ولكن قوله ورد في:
المختصر المحتاج إليه 3/ 185.
[2] انظر عن (مصعب بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 701، 702.
والعبر 5/ 11، ومرآة الجنان 4/ 5.
[3] في تكملة الصلة 2/ 701، 702.
(43/163)
سماعَه من النُّميريّ. وولي خَطابة إشبيلية
مدَّةً، ثُمَّ ولي قضاء جَيَّان، ثُمَّ سكن مدينة فاس، وعَلّم العربية،
وحدّث بها، وبَعُدَ صيتهُ. وكان وقور المجلس حَسَن السَّمْت والهَدْي،
قد منع تلاميذَه من التّبَسُّط في السّؤالات، وقصرهم عَلَى ما يُلقي
إليهم. تُوُفّي بفاس في شوّال، وله سبعون سنة.
وقال غيرهُ: عُزِلَ عَنْ قضاء جيان وأُهين، ونسبوه إِلى أَنَّهُ ارتشى،
وأنه ارتكب من التِّيهِ والكِبْرِ ما لا يليقُ، وذهب إِلى فاس.
ومن شِعره:
أنْكَرَ صَحْبِي أَنْ رَأَوْا طَرْفَه ... ذَا حُمْرَةٍ يَشْقَى بِهَا
المُغْرَمُ
لا تُنْكِرُوا المُحْمَرَّ مِنْ طَرْفِهِ ... فَالسَّيْفُ لا يُنْكَرُ
فِيهِ الدَّمُ
وقد مَرَّ أَبُوهُ في سنةِ أربعٍ وأربعين [1] .
217- موسى بْنُ الحُسَيْن [2] بْن موسى بْن عِمران القَيسيّ.
أَبُو عِمران المِيرتُليّ [3] ، الزّاهد نزيل إشبيلية.
صحِب أبا عبد الله ابن المجاهد الزّاهد، واختصَّ بِهِ ولازمَهُ.
قَالَ الأبّار: كَانَ منقطعَ القرينِ في الزُّهد والعبادة والورعِ
والعُزْلَة، مُشارًا إِلَيْهِ بإجابة الدّعوة، لا يُعْدَل بِهِ أحد،
وله في ذَلِكَ آثار معروفة، مَعَ الحظِّ الوافر مِن الأدب والتّقدّم في
قَرْضِ الشِّعر، وذلك في الزُّهد والتخويف وقد دُوِّنَ. وكان ملازما
لمسجده بإشبيليّة يُقرئ ويُعَلِّم، ولم يتزوَّجْ قطُّ. حَدَّثَنَا
عَنْهُ: أَبُو سُلَيْمَان بنُ حَوْط الله، وبَسَّام بنُ أَحْمَد،
وأَبُو زيد عَبْدُ الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد، ومن شِعره:
عَجَبًا لنا نَبْغي الغِنَى والفَقْرُ في ... نَيْلِ الغِنَى لو صحّت
الألباب
__________
[1] أي سنة 544 هـ. انظر (حوادث ووفيات 541- 550 هـ.) ص 210 رقم 243.
[2] انظر عن (موسى بن الحسين) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 687.
[3] الميرتلي: نسبة إلى «ميرتلة» ، بالكسر، ثم جمع بين ساكنين، وتاء
مثناة مضمومة، ولام.
حصن من أعمال باجة.
(43/164)
فِيمَا يُبَلِّغُنَا المَحَلَّ كِفَايَةٌ
... والفَضْلُ فِيهِ مُئونَةٌ وحِسَابُ
تُوُفّي إِلى رضوان الله في أوَّلِ جُمادي الأولى، وله اثنتان وثمانون
سنة.
218- موسى بْنُ يوسف بْن موسى بْن يوسف بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد
اللَّه بْن المغيرة بْن شُرَحبيل.
المعروف بمزْدي وبمسْدي بْن مغيرة بْن حسن بْن زيد بْن يزيد بْن حاتم
بْن رَوْحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ قُبَيْصَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ بْن أَبِي
صُفْرة.
الشيخ المُعَمَّر، الزّاهد، أَبُو مُحَمَّد بْن مسْدي الأَزْديّ،
المُهَلّبيّ، ويعرف أيضا بابن البائس.
وإنّما لُقِّبَ شُرَحبيل المذكور بمسْدي، لأنّ أَبَاهُ تصاهر إِلى بني
مسْدي، فلقّب هنا بهم.
قال الحافظ ابن مَسْدي في «معجمه» : تفقّه جدّي موسى بأبيه القاضي
أَبِي عُمَر تلميذ أَبِي عليّ الغَسّانيّ، وكتب بخطّه كثيرا. وأخذ
القراءاتِ عَنْ أَبِي عبد الله ابن غلام الفرس. وصحب أبا العبّاس ابن
العريف بالمَرِية، وكان الأمير مُحَمَّد بْن سعد قد أخذ أمواله فنزل
بَسْطة [1] مدَّةً، ثُمَّ تحوَّلَ إِلى غَرناطة، فنزل الْجُندية
وتَعبَّد، وُلد في رأس سنة خمسمائة، وعاش مائة ونيّفا. وكان يمتنع من
التّحديث، جمع عَلَيْهِ بالرواياتِ رَجُلٌ، فلمّا فَهِمَ أَنَّهُ يريد
منه الإِجازة أَبى عَلَيْهِ من إكمال الختمة. وكان جدّي يُؤانسني،
وألبسني الخرقة كما ألبسَهُ شيخه ابْن العريف. وأضرَّ في أواخر العمر،
ومات ببسَطَة في شوال سنةَ اثنتين وستّمائة- كذا قَالَ ابن مسْدي في
كتاب «لباس الخرقة» وأمّا في «معجمه» فَقَالَ: مات في رمضان سنةَ أربعٍ
وستّمائة ببسطة.
نقلتهما من خطّه، فأخطأ في أحدهما.
__________
[1] من أعمال «جيان» بالأندلس كما في معجم ياقوت، ومراصد الاطلاع لابن
عبد الحق.
(43/165)
[حرف النون]
219- نَدَى بنُ عَبْد الغنيّ [1] بْن عليّ.
رضيّ الدّين أَبُو الجود الأنصاريّ، المصريّ، الحنفيّ، الفقيه،
المحدّث، مدرّس مدرسة السّيوفيّيين.
سَمِعَ الكثيرَ من: السِّلَفيّ، وبدر الخُداداذيّ، ومحمد بن علي
الرحبي، وعلي بن هبةِ اللَّه الكامليّ، وعثمانَ بْن فَرَج، وإسماعيل
بْن قاسم الزَّيّات، وابن برّيّ، وخلق كثير. وعُني بالحديث وجمعه.
وحدّث، روى عَنْهُ [2] ...
مات في شعبان.
نعمة بنت الطّرّاح.
هي سِتُّ الكَتَبَة، مَرَّ ذكرُها [3] .
[حرف الواو]
220- وَثّاب بْن قُصَّة [4] .
أَبُو مُحَمَّد المصريّ، الشّافعيّ، الزّاهد.
تُوُفّي بمصر.
[حرف الياء]
221- يحيى بن الحسن.
__________
[1] انظر عن (ندي بن عبد الغني) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 138، 139
رقم 1030، وتوضيح المشتبه 1/ 400 وفيه «ندا» بالألف الممدودة.
[2] هكذا في الأصل، ولم يذكر المؤلف- رحمه الله- أحدا ممن روى عنه.
وقال المنذريّ:
رأيته ولم يتّفق لي السّماع منه.
[3] تقدّم ذكرها في وفيات هذه السنة برقم (178) .
[4] انظر عن (وثّاب بن قصّة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 145 رقم
1040 و «قصية» : بضم القاف وتشديد الصاد المهملة وفتحها وتاء تأنيث.
(43/166)
أبو عليّ ابن الشّاطر الأنباريّ.
ولي قضاء الأنبار، وحَدَّث عَنْ مسعود ابن النّادر.
222- يوسف بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه [1] بْن يَحْيَى بْن غالب.
أَبُو الحَجّاج البَلَويّ [2] المالَقيّ، الأندلسيّ، المعروف بابنِ
الشيخ.
أخذ القراءات عن أبي عبد الله ابن الفخّار، وسَمِعَ منه، ومن: أَبِي
القَاسِم السُّهَيْليّ، وأبي إِسْحَاق بْن قرقول. وحجَّ سنة ستّين
وخمسمائة.
فسمع ببِجاية مِن الحافظ عَبْد الحقّ «أحكامه» [3] ، وسَمِعَ بالثَّغر
من أَبِي طاهر السِّلَفِيّ، وأبي مُحَمَّد العثمانيّ، وسَمِعَ بمكَّة
من أَبِي الحَسَن بْن مؤمن.
قَالَ الأبّار [4] : أخذ عَنْهُ: أَبُو سُلَيْمَان بْن حَوْط الله،
وأَبُو الربيع بْن سالم، وأَبُو الحَسَن بْن قطرال، وغيرهم. وكان منقطع
القرين في الزّهد والعبادة، مجتهدا في العمل، يُشار إِلَيْهِ بإجابة
الدّعوة. وُلد سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وتُوُفّي في رمضان. وكانت لَهُ
جنازة مشهودة.
وقال المنذري [5] : تُوُفّي بمالَقَة، وكان أحد الزّهاد المشهورين،
كثير الغَزْو [6] ، خَطَب ببلده.
وقال فيه ابن مسْدي: أحدُ الأبدال والعلماء العُمّال وممّن تعرّفت
إجابة
__________
[1] انظر عن (يوسف بن محمد بن عبد الله) في: صلة الصلة لابن الزبير
217، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 147 رقم 1044، وتكملة الصلة لابن
الأبار 2/ 1044، والعسجد المسبوك 2/ 326، والقاموس الإسلامي لأحمد عطية
الله 1/ 164، وكشف الظنون 150، والأعلام 9/ 327، وفهرست الخديوية 4/
206، 207، ومعجم المؤلفين 13/ 230، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ
لبنان الإسلامي ق 2 ج 5/ 71 رقم 1371.
[2] تصحفت هذه النسبة في: العسجد المسبوك إلى: «البكري» .
[3] أي كتاب: «الأحكام الشرعية الكبرى» لأبي محمد عبد الحق بن عبد
الرحمن الأزدي الإشبيلي المعروف بابن الخراط المتوفى سنة 581 هـ. وقد
تقدّمت ترجمته هناك.
[4] في تكملة الصلة 2/ 1044.
[5] في التكملة لوفيات النقلة 2/ 147.
[6] عبارة المنذري: «ويقال إنه بنى بمالقة نحو اثني عشر مسجدا بيده،
ولم تفته غزوة في البر ولا في البحر، وتولّى الخطابة ببلده.
(43/167)
دعوته. تأدَّبَ بابن الفخّار، وتلا
عَلَيْهِ بالسَّبْعِ، وسَمِعَ من القَاسِم بْن دحمان.
رأيته، وأطعمني تِينًا ولَوْزًا، أنبأني مِن شعره:
عَلَيْكَ مِن أمْرِ الدِّينِ مَا كَانَ وَاضِحًا ... وَدَعْ مُشْكِلاتِ
الأمْرِ عَنْكَ بِمَعْزِلِ
وأَهْلِ التُّقى والدَّينِ كُنْ تَابِعًا لَهُم ... فإنْ رَحَلُوا
فَارْحَلْ وإنْ نَزَلُوا انزل
[1] وحافظ على الأمر القَدِيمِ وَوَلِّهِ ... عَلَيْكَ وَعَنْكَ
المُحْدِثَ البِدْعَ فَاعْزِلِ
وفيها وُلِدَ
قاضي حماة جمالُ الدّين مُحَمَّد بْن سالم بْن واصل.
والمحدّثُ جمالُ الدّين محمد بن عليّ ابن الصّابونيّ.
ومجدُ الدّين أحمدُ بن عَبْد الله ابن الحَلَوانية.
والبهاءُ مُحَمَّد بنُ مُحَمَّد بْن خَلِّكان.
والعمادُ إسْمَاعيل بْن إسْمَاعيل بْن جوسلين.
وإبراهيم بْن حَمْد بْن كامل المقدسيّ.
والشمسُ عبدُ الله ابن الأوحد مُحَمَّد بْن عَبْد الله الزّبيريّ.
والفخرُ عبد العزيز بن عبد الرحمن ابن السُّكّري المصريّ.
والشرفُ نصر الله بْن حواري الحنفيّ.
والنّجمُ إسْمَاعيل بْن إِسْحَاق بْن أَبِي القاسم بن صصريّ.
والزّين إبراهيم ابن السّديد أَحْمَد الحنفيّ.
وصفيُّ الدين مصطفى بْن عيسى الدّلاصيّ.
والمحدّثُ يَحْيَى بْن عَبْد الرحيم بْن مَسْلمة.
ومحمد بْن عليّ بْن أَبِي بَكْر الواسطيّ الصَّالِحيّ المقرئ.
والظهيرُ إِسْحَاق بْن قريش المخزوميّ راوي التّرمذيّ.
__________
[1] في الأصل: «فانزل» .
(43/168)
سنة خمس وستّمائة
[حرف الألِف]
223- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي هارون [1] .
أَبُو القَاسِم التَّمِيميّ، الإِشبيليّ.
أخذ القراءات عَنْ: أَبِي الحَكَم بْن حَجّاجِ، وأبي إسحاق بن طلحة،
وعبيد الله [2] ابن اللّحيانيّ [3] ، وأبي الحَكَم بْن بَطَّال.
وسَمِعَ من أَبِي الحَسَن الزُّهْرِي، والزّاهد أَبِي عَبْد الله ابن
المجاهد. وأجاز لَهُ أَبُو الحَسَن شريحٌ.
وتصدَّر للإِقراء، وأخذ الناسُ عَنْهُ.
قَالَ الأبّار [4] : وكان ورِعًا زاهدا، أجاز في ربيع الأول سنة خمسٍ
لبعض أصحابنا [5] .
224- إِبْرَاهيم بْن أَحْمَد الكرديّ [6] .
المعروف بالجناح.
من أمراء دمشق.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/
98، وغاية النهاية 1/ 104 رقم 480.
[2] في التكملة لابن الأبار: «عبد الله» ، والمثبت يتفق مع: غاية
النهاية.
[3] تصحفت في غاية النهاية إلى: «الحبابي» .
[4] في تكملة الصلة 1/ 98.
[5] وقال ابن الجزري: بقي إلى قريب سنة عشر وستمائة.
[6] انظر عن (إبراهيم بن أحمد) في: ذيل الروضتين 66.
(43/169)
225- إبراهيمُ بْن هبة الله [1] بْن
مُحَمَّد.
أَبُو إِسْحَاق الأزَجِيُّ، المعروف بابن البُتَيْت المُعَدَّل.
حَدّثَ بمصر عَنْ أَبِي الفضل الأرمَويّ، وابنِ ناصر، وجماعة.
وكان مِن كبار التّجّار. سكن مصر.
وولد سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
روى عَنْهُ: ابنُ خليل، والزّكيُّ المُنذريّ، والضّياءُ المقدسيّ،
وآخرون.
وتُوُفّي في رمضان.
[حرف الباء]
226- بركةُ بْن عليّ [2] بْن الحُسَيْن بْن بركة.
أبو محمد ابن السّابح- بموحّدة- الوكيل.
مات في ربيع الأول.
وله مُصَنَّف في الشّروط والإسجالات.
[حرف الثاء]
227- ثَنَاءُ بنُ أَحْمَد [3] بْن مُحَمَّد بْن علي.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن هبة الله) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 76، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 268،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 161 رقم 1071، والمختصر المحتاج إليه 1/
237، 238، وتوضيح المشتبه 2/ 91.
[2] انظر عن (بركة بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
279، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 151، 152 رقم 1055، والجامع المختصر 9/
275، والمشتبه 1/ 345، والجواهر المضية 1/ 466 رقم 369، والوافي
بالوفيات 10/ 119 رقم 4576، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 19، وتبصير
المنتبه 2/ 671، والطبقات السنية، رقم 563، وكشف الظنون 2/ 1379، ومعجم
المؤلفين 3/ 42.
[3] انظر عن (ثناء بن أحمد) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية)
ورقة 78، 79، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس) (5921) ورقة 291، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 160، رقم 1969، والمختصر المحتاج إليه 1/ 270،
والمشتبه 1/ 122، وتوضيح المشتبه 2/ 98 و 428.
(43/170)
أبو حامد ابن القرطبان الآجُرِّيّ، المَلاء
الجمعيّ، الحربيّ.
سَمِعَ عَبْدَ الرحمن بن علي بن الأشقر.
روى عنه الضياء، وابن خليل. وأجاز لابن أبي الخير.
وتُوُفّي في شعبان.
[حرف الحاء]
228- الحَسَنُ بنُ إسماعيل [1] .
أبو عليّ ابن الكببيّ [2] الإِسكندرانيّ سَمِعَ بدمشق مِن أَبِي
القَاسِم الحافظ.
وله مُصَنَّف في الرقائق في عدَّة مجلّدات [3] .
توفّي في ثمان رمضان.
229- الحسن، الملك الأمجد [4] ابن العادل أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن
أيّوب.
شقيق المَلِك المعظّم.
230- الحسينُ بنُ أَحْمَد بْن الحُسَيْن بْن أيوب [5] .
أَبُو عَبْد الله البغداديّ، الكرْخيّ، الكاتب.
ولد سنة عشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ: أبا بَكْر الأنصاريّ، وأبا منصور بْن زُريق القزّاز.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الدّبيثيّ، والضّياء، والنّجيب عبد
اللّطيف،
__________
[1] انظر عن (الحسن بن إسماعيل) في: تكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني
285، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 161، 162 رقم 1072، وتوضيح المشتبه 7/
381.
[2] الكببيّ: بضم الكاف وفتح الباء الموحّدة وبعدها باء موحّدة مكسورة.
[3] لم يذكره كحالة في (معجم المؤلفين) .
[4] انظر عن (الحسن الملك الأمجد) في: ذيل الروضتين 67، ونهاية الأرب
29/ 46، 47.
[5] انظر عن (الحسين بن أحمد بن الحسين) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) رقم 23، 24، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، 10 ورقة 97- 99، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 163، 164 رقم 1075، والجامع المختصر 9/ 282، والعبر
5/ 12، والمختصر المحتاج إليه 2/ 32، 33 رقم 608، وشذرات الذهب 5/ 14،
15.
(43/171)
وآخرون. وأجاز للشّيخ شمس الدّين عَبْد
الرَّحْمَن، وللفخر عليّ، وللكمال عَبْد الرحيم.
تُوُفّي في ذي القعدة.
231- الحسينُ بنُ أَبِي نصر [1] بْن حسن بن هبة الله بْن أَبِي حنيفة.
أَبُو عَبْد الله الحريميّ، المقرئ، الضّرير، المعروف بابن القارص [2]
.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [3] : بلغني أنّه كَانَ يقولُ: إنّي مِنْ وَلَد
الإِمام أَبِي حنيفة.
وهو آخِرُ مَن روى عَنِ ابن الحُصَيْن شيئا من «المُسْنَد» . وسَمِعَ
أيضا من أَبِي منصور القزّاز، وأبي عليّ الخزّاز، وأضرَّ بأَخَرةٍ.
قلت: روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، وابنُ خليل، والضّياءُ، وأجاز للفخر
عليّ، وغيره. وتُوُفّي في التّاسع والعشرين من شعبان، ووُلِدَ سنةَ خمس
عشرة.
[حرف الخاء]
232- الخَضِر [4] بْن مُحَمَّد بْن عليّ.
أَبُو العَبَّاس النَّيْسَابُورِيُّ، ثُمَّ الْجَزَريّ، المُعَبِّر.
تُوُفّي ببغداد عَنْ ثمانين سنة.
وقد سَمِعَ من عليِّ بنِ عساكر البطائحيّ [5] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن أبي نصر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 160،
161 رقم 1070، والإشارة إلى وفيات الأعيان 316، والمشتبه 2/ 493،
والعبر 5/ 12، والمختصر المحتاج إليه 2/ 43 رقم 624، وسير أعلام
النبلاء 21/ 433، 434 رقم 227، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 4/ 779، والعسجد
المسبوك 2/ 326، والنجوم الزاهرة 6/ 196، 197، وشذرات الذهب 5/ 14،
وتوضيح المشتبه 7/ 19.
[2] تصحفت في (شذرات الذهب) إلى: «الفارض» .
[3] في المختصر المحتاج إليه 2/ 43.
[4] انظر عن (الخضر بن محمد) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 539، 540، وذيل
الروضتين 66، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5982) ورقة 42، والوافي
بالوفيات 13/ 327، 328 رقم 406، وعقد الجمان 17/ ورقة 316.
[5] ومن شعره:
(43/172)
[حرف الزاي]
233- زكيّ بْن منصور [1] البغداديّ، الغزّال.
حَدّثَ عَنِ ابن ناصر [2] .
[حرف السين]
234- سعيد بْن حُسَين [3] العنْسيّ [4] .
من وَلَدِ عَمّارِ بْن ياسر، وهو مِن أعيان أهل غَرناطة.
روى عن: أبي جعفر ابن الباذش، وداود بنِ يزيد السّعديّ، واستوطن
إفريقيا، وولي أعمال إفريقيا.
وعمُّه أَبُو مروان عبدُ المَلِك بْن سعيد بْن خَلَف هُوَ الّذي بنى
بيتهم آخِرًا عَلَى نباهةٍ أولا.
وكان سعيد أحدَ العلماء الصُّلَحاء مَعَ الشّجاعة والسُّؤْدُد.
__________
[ () ]
أنست بوحدتي حتى لو أني ... رأيت الأنس لاستوحشت منه
وما ظفرت يدي بصديق صدق ... أخاف عليه إلّا خفت منه
وما ترك التجارب لي حبيبا ... أميل إليه إلّا ملت عليه
[1] انظر عن (زكي بن منصور) في: تاريخ ابن الدبيثي (5922) ورقة 56،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 166 رقم 1083، والمختصر المحتاج إليه 2/ 75،
76 رقم 675.
[2] وقال المنذري: لنا منه إجازة، وكان يلازم حلق الحديث والسماع على
علوّ سنّه.
[3] انظر عن (سعيد بن حسين) في: تكملة الصلة لابن الأبار، رقم 2003،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 4/ 28 رقم 66.
[4] قيّده الدكتور بشار عواد معروف: «العبسيّ» بالباء الموحدة المنقوطة
من تحتها، في المطبوع من: تاريخ الإسلام 18/ 190، (طبعة مصر) ، وفي
(الطبقة الحادية والستين) ص 174 رقم 234 (طبعة بيروت) .
وأقول: الصواب: «العنسيّ» بالنون. إذ قال ابن عبد الملك الأنصاري بعد
أن ساق نسبه:
«.. العنسيّ، غرناطي أصله من قلعة يحصب- وهي دار عنس بالأندلس-» .
(43/173)
تُوُفّي بتونس- رحمه الله-، ووُلِدَ بقلعة
بني سعيد سنة سبع وعشرين وخمسمائة. قاله الأبّار [1] .
235- سنجر شاه بْن غازي [2] بْن مودود بْن زنكيّ بْن آقسنقر.
صاحب الجزيرة العُمرية.
قتله ابنُه غازي، وتملَّك الجزيرة، وحلفوا لَهُ، فبقي في السّلطنة
يوما، ثُمَّ وثَبَ عَلَيْهِ خَوَاصُّ أَبِيهِ وقيّدوه، وأقاموا أخاه
المَلِك المعظَّم محمدا، ثُمَّ قتلوا غازيا. قاله أَبُو شامة.
وطالت أيامُ المعظَّم.
وقال ابنُ الأثير [3] : كَانَ سنجر شاه سيء السيرةِ مَعَ الرعيَّة
والْجُند والحريم والأولاد، وبلغ مِنْ قُبح فِعله مَعَ أولاده أَنَّهُ
سجنهم بقلعة، فهرب غازي ولدُه إِلى المَوْصِل، فأكرمه صاحبُها، وقال:
اكفِنا شرَّ أبيك ولا تجعل كونَك عندنا ذريعة إِلى فتنة، فرَدَّ غازي
متنكّرا، وتسلَّقَ إِلى دار أَبِيهِ، واختفى عند بعض السّراري، وعَلِمَ
بِهِ كثير من أهل الدّار، فسترن عَلَيْهِ بُغضًا لأبيه، ثمّ إنّ سنجر
شاه شرب بظاهر البلد وغنّوا لَهُ، وعاد آخر النّهار إِلى البلد، وبات
عند بعض حظاياه، فدخل الخلاء، فوثب عليه ابنُه، فضربه بسِكّين أربعَ
عشرة ضربة ثُمَّ ذبحه، فلو فتح الباب، وطلب الجند وحلّفهم، لملك البلد،
لكنه أمَّن واطمأنّ. وبلغ الخبر في السّرّ أستاذَ الدّار، فطلب
الكبارَ، واستحلفهم لمحمود بْن سنجر شاه، وأحضره من قلعة فرح، ثُمَّ
دخلوا الدّارَ عَلَى غازي، فمانع عَنْ نفسه فَقُتِلَ، وأُلقي عَلَى
بَابُ الدّار، فأكلت منه الكلاب. وتملك معزُّ الدّين محمود، وأخذ كثيرا
من جواري أَبِيهِ، فَغَرّقهن في دجلة.
ثُمَّ أخذ ابنُ الأثير يعدّد مخازي سنجر شاه، وقلَّة دينه، ثمّ قتل
ولده محمود أخاه مودودا.
__________
[1] في التكملة، رقم 2003.
[2] ذكر مختصرا في وفيات السنة الماضية برقم (179) وذكرت مصادره هناك،
فلتراجع.
[3] في الكامل 12/ 279- 282.
(43/174)
[حرف العين]
236- عَبْد الله بْن أَبِي الحَسَن [1] بْن أَبِي الفَرَج [2] .
الإِمام أَبُو مُحَمَّد الْجُبّائيّ [3] ، الطّرابُلُسيّ، الشّاميّ.
من قرية الْجُبَّة [4] من عمل طرابُلُس بجبل لبنان. قَالَ: كنَّا
نصارى، فمات أَبِي ونحن صغار، فقدَّر الله أنْ وقعتْ حروب، فخرجنا مِن
القرية وكان فيها جماعة مسلمون [5] يقرءون القرآن، فأبكي إذَا سمعتهم،
قَالَ: فأسلمت، وعمري إحدى عشرة سنة، ثُمَّ رحلتُ إِلى بغداد في سنة
أربعين.
قَالَ ابنُ النّجّار: قدِم بغداد وصحِب الشّيخ عَبْد القادر، وتفقّه
على مذهب أَحْمَد، وسمع من أبي الفضل الأرمويّ، وأحمد ابن الطّلّاية،
وابن
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن أبي الحسن) في: معجم البلدان 2/ 109،
والتقييد لابن نقطة 329 رقم 398، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/
288، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 153، 154 رقم 1059، والعبر 5/ 12، 13،
وسير أعلام النبلاء 21/ 488 رقم 251، والمشتبه 1/ 127، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 178، 179 رقم 821، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 44-
47 رقم 224، والوافي بالوفيات 17/ 130 رقم 115، وقلائد العقيان للتادفي
129، 130، وشذرات الذهب 5/ 15، 16، والتاج المكلّل للقنوجي 219، وتوضيح
المشتبه 2/ 143، والقاموس المحيط 1/ 43.
ويقول خادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» : لقد
نشرت عن «عبد الله بن أبي الحسن» هذا دراسة في: مجلّة الفكر الإسلامي،
العدد 5، سنة 1980- ص 34- 31 بعنوان «نصارى من جبل لبنان أسلموا وحسن
إسلامهم» ، ثم ذكرت له ترجمة موسّعة في كتابي: موسّعة علماء المسلمين
في تاريخ لبنان الإسلامي- ق 2 ج 2/ 239- 249 رقم 586.
[2] في تكملة المنذري 2/ 153 «بن أبي الفضل» ، والمثبت عن الأصل
والمصادر الأخرى، وهو الأصح كما قال ابن رجب في ذيله 2/ 45.
[3] قال ياقوت: كذا كان ينسب نفسه وهو خطأ والصواب الجبّيّ. (معجم
البلدان 2/ 109) .
[4] الجبّة: بضم الجيم وتشديد الباء الموحّدة، وفي آخره تاء التأنيث.
وهي تطلق على بلدة الحدث أو بلدة بشري، والاثنتان من عمل الجبّة،
فيقال: «حدث الجبّة» ، ويقال: «جبّة بشري» . وهما في جبل الأرز بين
طرابلس وبعلبكّ، وسكانهما الآن نصارى موارنة.
[5] هذا يدل على وجود مسلمين في الجبّة آنذاك.
(43/175)
ناصر، وجماعة، وكتب وحصّل، ورحل إِلى
أصبهان، فسمع من مسعود الثّقفيّ، والحَسَن بْن العَبَّاس الرُّستُمِيّ،
وأبي الخير الباغبان، وخلْق كثير، وحَصّل الأصول.
وعاد إِلى بغداد، فحدّث بها، ثُمَّ رَدَّ وسكن أصبهان.
وكان صالحا عابدا، حَصَل لَهُ قبولُ بأصبهان، وأقام بخانقاه ابن أَبِي
الهيجاء.
وقال غيرُه: وُلِدَ سنة عشرين وخمسمائة تقريبا، وتُوُفّي في جُمادي
الآخرة.
روى عَنْهُ: الشيخُ الموفَّق، والضّياء، وابنُ خليل، وأَبُو الحَسَن
ابن القَطِيعيّ، وآخرون: وأجاز للشيخ، وللفخر عليّ، ولجماعة.
237- عبدُ الرَّحْمَن بْن يَحْيَى [1] بْن مُقبل بْن أحمد ابن الصَّدر.
أَبُو مُحَمَّد الحريميّ.
روى عَنْ: أَبِي الوقت.
ومات في ذي القعدة.
238- عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف [2] بْن مُحَمَّد بْن يوسف بْن عيسى.
أبو القاسم ابن الملجوم الأزْديّ، الزّهرانيّ، الفاسيّ، ويُعرف أيضا
بابن رقَية.
روى عَنْ: مُحَمَّد بْن فتح، وأبي مروان بْن مَسَرَّة. وكان عارفا
بالتّاريخ، والشِّعر، والنّسَب، لَهُ كتب عظيمة يقال: بيعت بأربعة آلاف
دينار.
مات في صفر عَنْ ثمانين سنة.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن يحيى) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 130، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 164 رقم 1076.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن يوسف) في: تكملة الصلة لابن الأبار 3/ ورقة
17.
(43/176)
أجاز لَهُ عمّ أَبِيهِ عيسى.
239- عبدُ السَّلام [1] بنُ إسْمَاعيل [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
ابن اللّمغانيّ، القاضي الحنفيّ.
تفقَّه ببغداد عَلَى أَبِيهِ وعَمِّه. وسَمِعَ من أَبِي عَبْد الله
الحُسين المقدسيّ.
وناب في القضاء.
وتُوُفّي في رَجَب عَنْ خمسٍ وثمانين سنة.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، وابن النجّار.
240- عبدُ العزيز بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز بْن سعدون الأزْدي.
البَلَنْسيّ، الطّبيب.
سَمِعَ من أَبِي الحَسَن بْن هُذَيْل، وغيره.
وتُوُفّي في رمضان.
وكان مِن كبار الأطبّاء بالأندلس.
241- عبد العزيز ابْن قاضي القضاة أَبِي الفضائل هبةِ اللَّه [3] بن
عبد الله الأوسيّ.
المصريّ، الشّافعيّ، النّاسخ، المعروف بابن الأزرق.
سمع من أبي العبّاس ابن الحُطيئة وصحِبه، وكتب مِثْلَ خطّه سواء حتّى
لا يفرّق بين الخطّين إلّا التّاريخ [4] .
__________
[1] هذه الترجمة سقطت كلها من طبعة الدكتور بشار المصرية 18/ 194 ولم
ينبّه إلى ذلك في الطبعة الجديدة (طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت) انظر
الطبقة الحادية والستين ص 177.
[2] انظر عن (عبد السلام بن إسماعيل) في: معجم البلدان 5/ 8، وتاريخ
ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 142، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 155 رقم
1061، والجامع المختصر 9/ 276، 277، والمختصر المحتاج إليه 3/ 38، 39
رقم 808، والجواهر المضية 2/ 419، 420، والوافي بالوفيات 18/ 417 رقم
427، والطبقات السنية 2/ 498، 499.
[3] انظر عن (عبد العزيز بن هبة الله) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
159 رقم 1066.
[4] وزاد المنذري: حتى قيل ليته كتب على خطب ابن البواب، وحدّث عنه.
رأيته ولم يتفق
(43/177)
تُوُفّي في شعبان.
242- عبدُ اللّطيف بنُ نصر الله [1] بْن عليّ بْن منصور.
القاضي أَبُو المحاسن الواسطيّ، الحنفيّ، المعروف بابن الكَيّال.
وُلِدَ سنةَ أربعين وخمسمائة.
وتفقّه عَلَى والده، ودَرَّس بعدَه. وولي قضاءَ واسط كأبيه.
تُوُفّي في شعبان.
243- عبدُ المحسن بْن إسْمَاعيل [2] بْن محمود.
الوزير شرف الدّين الحلّيّ.
وزر بخلاط لصاحبها الملك الأوحد ابن العادل. وقد ناب في ديوان دمشق
عَنِ الوزير صفيِّ الدّين بنِ شُكر، وخدم فَلَكَ الدّين أخا المَلِك
العادل لأمّه، فقيل لَهُ: الفَلَكيّ.
ذبحه غلام لَهُ بخِلاط فنُقل إِلى دمشق، ودُفن بها.
244- عَبْد المُعِزّ بْن عَبْد الله [3] بْن عَبْد المُعِزّ بْن عَبْد
الواسع بْن عَبْد الهادي.
ابن شيخ الإسلام أَبِي إسْمَاعيل عَبْد الله الأنصاريّ الهَرَويّ،
أَبُو القَاسِم.
سَمِعَ من عَبْد المَلِك الكَرُوخيّ، وغيره. وقد حدّث ببغداد.
__________
[ () ] لي السماع منه.
[1] انظر عن (عبد اللطيف بن نصر الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 161، 162. والتكملة لوفيات النقلة 2/ 160 رقم 1068، والجامع
المختصر 0/ 280، 281، والطبقات السنية 2/ ورقة 552، 553.
[2] تقدّمت ترجمته في وفيات السنة الماضية برقم (191) ، وهو في: ذيل
الروضتين 66، وعقد الجمان 17/ ورقة 316، 317.
[3] انظر عن (عبد المعز بن عبد الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 191، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 150 رقم 1050، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 96 رقم 931.
(43/178)
وتُوُفّي في صفر.
245- عَبْد المَلِك بْن عيسى [1] بْن دِرباس بْن فيْر بْن جهم بْن
عبدوس.
قاضي القضاة بالدّيار المصرية، صدر الدّين، أَبُو القَاسِم المارانيّ
[2] الفقيه الشافعيّ.
وُلد بنواحي الموصل في حدود سنة ستّ عشرة وخمسمائة. وبنو ماران نازلون
بالمروج تحت المَوْصل.
تفقّه بحلب عَلَى الإمام أَبِي الحَسَن عليّ بْن سليمان المراديّ،
وسَمِعَ منه، وبدمشق من أَبِي القاسم ابن البُن، والحافظ أَبِي
القَاسِم. وقدِم مصر في سنة بضعٍ وستّين فسمع بها من الزّاهد عليّ بْن
إِبْرَاهِيم ابن بِنْت أَبِي سعْد.
وخَرَّج لَهُ الحافظ أَبُو الحَسَن علي بْن المفضل أربعين حديثا.
روى عَنْهُ الحافظ زكيّ الدّين [3] ، وقال: كَانَ مشهورا بالصلاح،
والغزو، وطلب العِلم، يُتبرّك بآثاره للمرضى. تُوُفّي في خامس رجب.
قلت: كَانَ مِن خيار علماء زمانه، وفي أقاربه جماعة رَوَوا الحديثَ.
والحافظ زكيّ الدّين المنذريّ هُوَ أَجَلُّ مَنْ روى عَنْهُ العلمَ،
ولم يلحقه الحافظ زكيّ الدّين البرزالي.
__________
[1] انظر عن (عبد الملك بن عيسى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 156 رقم
1062، وذيل الروضتين 67، ونهاية الأرب 29/ 46، والدرّ المطلوب 165،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والإعلام بوفيات الأعلام 249، والعبر
5/ 13، وسير أعلام النبلاء 21/ 474، 475 رقم 239، والبداية والنهاية
13/ 52، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 152 ب، 153 أ، والعقد المذهب
لابن الملقن، ورقة 165، والعسجد المسبوك 2/ 326، 327، والسلوك ج 1 ق 1/
170، ورفع الإصر عن قضاة مصر لابن حجر (باريس 21149) ورقة 76، وعقد
الجمان للعيني 17/ ورقة 316، 317، والنجوم الزاهرة 6/ 196، وتاريخ ابن
الفرات 5 ق 1/ 84، 85، وحسن المحاضرة 1/ 190، وبدائع الزهور لابن إياس
ج 1 ق 1/ 258.
[2] الماراني: نسبة إلى بني ماران بالمروج تحت الموصل. (المنذري 2/
156) .
[3] في التكملة 2/ 156.
(43/179)
246- عَبْد المولى بْن أَبِي تمّام [1] بْن
أَبِي منصور.
أَبُو الفضل الهاشميّ، المعروف بابن باد [2] ، أخو عُمَر بْن طبرزد
لأمّه من الرِّضاعة.
سمع: أبا القاسم ابن السَّمَرْقَنْديّ، والمبارك بْن كامل.
تُوُفّي في ذي الحجَّة عَنْ تسعين سنة.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ، والنّجيب عَبْد اللّطيف،
وغيرهما.
وأضرَّ بأخَرةٍ.
247- عَبْد الواحد بْن أَبِي المطهّر [3] القَاسِم بْن الفضل.
أَبُو القَاسِم الصيدلانيّ، الأصبهانيّ.
شيخٌ مُسْنِد مُعَمَّر، مشهور ببلده. سَمِعَ حضورا من عَبْد الواحد بْن
مُحَمَّد الدّشتَج صاحب الحافظ أَبِي نُعَيْم. وسَمِعَ من: جَعْفَر بْن
عَبْد الواحد الثّقفيّ، وفاطمة الْجُوزدانيَّة، وابن أَبِي ذَرّ
الإِخشيذ.
روى عَنْهُ: ابن خليل، والضّياء، وجماعة. وأجاز لابن أَبِي الخير،
وللشيخ شمس الدّين، وللكمال عَبْد الرحيم، ولأحمد بْن شيبان، وللفخر
عليّ، وغيرهم.
تُوُفّي بأصبهان في جُمادي الأولى. وكان مولده في ذي الحجَّة سنة أربع
عشرة وخمسمائة، عاش إحدى وتسعين سنة.
__________
[1] انظر عن (عبد المولى بن أبي تمام) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 24، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 191،
والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 31، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 96 رقم 932 وفيه: «عبد المولى بن تمام» ، والتكملة لوفيات
النقلة 2/ 164، 165 رقم 1077.
[2] في التاريخ المجدّد لابن النجار، ورقة 31 «بادا» ، والمثبت يتفق مع
المصادر.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن أبي المطهر) في: العبر 5/ 13، وسير أعلام
النبلاء 21/ 441 دون ترجمة.
(43/180)
248- عَبْد الوهّاب بْن أَبِي القَاسِم [1]
عليّ بْن أحمد ابن الإِخوة.
البغداديّ، وكيل القضاة.
سَمِعَ من عَبْد الخالق اليُوسُفيّ، وغيره.
ويسمّى أَبُوهُ أيضا بعبد الرَّحْمَن.
249- عُثْمَان بْن عُمَر [2] ، أَبُو عَمْرو الهَمَذانيّ.
شيخ الصّوفية برباط الشُّونيزيّ.
تُوُفّي في ربيع الأول ببغداد.
250- عقيل ابن النّقيب [3] أَبِي الحُسَيْن مُحَمَّد بْن إسْمَاعيل بْن
إِبْرَاهيم بْن العَبَّاس بْن أَبِي الجنّ.
أَبُو البركات العلويّ، الحسينيّ، الدّمشقيّ.
وُلد سنة عشرين وخمسمائة.
وحدث عَنْ أَبِي الدُّرّ ياقوت الرومي.
روى عَنْهُ: ابن خليل، وغيره. وأجاز لابن أَبِي الخير، وللشيخ شمس
الدّين عَبْد الرَّحْمَن.
251- عليّ بْن الحَسَن [4] بْن إسْمَاعيل بْن عطاء.
الفقيه، أَبُو الحَسَن البغداديّ.
روى عَنْ: أَبِي الوَقْت.
__________
[1] انظر عن (عبد الوهاب بن أبي القاسم) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 156، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 62،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 157 رقم 1063، والمختصر المحتاج إليه 3/ 58
رقم 845.
[2] انظر عن (عثمان بن عمر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة
209، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 151 رقم 1053، والجامع المختصر 9/ 273.
[3] انظر عن (عقيل ابن النقيب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 165، 166
رقم 1081.
[4] انظر عن (علي بن الحسن) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 137،
والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 203، 204، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 148 رقم 1046، والمختصر المحتاج إليه 3/ 123 رقم 998.
(43/181)
وتُوُفّي في المحرم.
252- عليّ بْن رَشِيد [1] .
أَبُو الحَسَن الحَرْبَوِيّ [2] العَدْل.
روى عَنْ: نصرٍ العُكْبَرِيّ، وَأَبِي الوَقْت.
وولي وكالةَ الدِّيوان، وكان حميدَ السيرة.
تُوُفّي في شوّال.
253- عليّ بْن القَاسِم [3] بن يونّش [4] أبو الحسن بن الزّقاق
الإِشبيليّ، النّحْويّ.
ذكره القفْطيّ في «تاريخه» [5] ، فَقَالَ: قرأ القرآن عَلَى أَبِيهِ،
ونزل الجزيرة، وخطَب برأس العين مُدَّة، وسكن دمشق هُوَ وأخوه، ثُمَّ
سكن حلب وتصدَّر بها للإِقراء، ودخل لَهُ رزق، واشترى لَهُ دارا،
وجاءته الأولاد. وكان عسِر الخُلُق، كثير الدَّعْوى، شحيحا بعيدا من
الخير، يخطئ فيما يعانيه، ولا
__________
[1] انظر عن (علي بن رشيد) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 140،
141، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 163 رقم 1074، والجامع المختصر 9/ 281،
282، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 371، والمختصر المحتاج إليه 3/ 125 رقم
1004، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 47، 48 رقم 225، وشذرات الذهب 5/
17.
و «رشيد» بفتح الراء المهملة وكسر الشين المعجمة.
[2] الحربوي: بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين، وفتح الباء الموحّدة،
وكسر الواو. نسبة إلى حربا، قرية من أعمال دجيل بالعراق.
[3] انظر عن (علي بن القاسم) في: إنباه الرواة 2/ 304، 305 رقم 481،
وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 150، والمشتبه 2/ 673، والوافي بالوفيات 21/
390 رقم 267، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 2/ ورقة 181،
182، وتوضيح المشتبه 9/ 263، وبغية الوعاة 2/ 184 رقم 1750، وكشف
الظنون 2/ 604، وإيضاح المكنون 2/ 529، وتاج العروس 4/ 369، وروضات
الجنات 486، والإسلام 4/ 369، ومعجم المؤلفين 7/ 169.
[4] كتب المؤلّف الذهبي- رحمه الله- هذه الكلمة على هامش الأصل بحروف
متقطعة وحرّكها زيادة في الإيضاح. وقال في كتابه (المشتبه 2/ 673) :
وبالتثقيل وشين معجمة: العلّامة علي بن قاسم بن يونس بن الزقاق» .
[5] في إنباه الرواة 2/ 304، 305.
(43/182)
يرجع إذَا رُدَّ عَلَيْهِ. صَنَّف شرحا
«للجُمل» في أربع مجلدات، وألّف «مفردات القراءات» .
وكان أَبُوهُ من كبار القرّاء [1] ، وكان جدّه يُوَنِّش عبدا روميّا.
قرأ القَاسِم ابن يُوَنِّش عَلَى شُرَيح وصحِبه، وكان فقيرا مُدْقِعًا،
ولُقِّب بالزّقاق لعِظَم بطنه.
تُوُفّي عليٌّ في حدود السّنة بطريق الحجّ- رحمه الله-.
254- علي بْن مُحَمَّد بْن علي [2] بْن جميل.
أَبُو الحَسَن المَعافِريّ، المالَقيّ، خطيب القدس.
سَمِعَ كتاب «الأحكام» من مصنِّفه عَبْد الحقّ بْن عَبْد الرَّحْمَن
الأزْديّ، الخطيب، وسَمِعَ بمالَقة من أَبِي القَاسِم عَبْد الرَّحْمَن
السُّهَيْليّ، وبمصر من أَبِي الفتح محمود بن أحمد ابن الصابونيّ،
وبدمشق من يَحْيَى الثّقفيّ، وعبد الرَّحْمَن ابن الخرقيّ. وتخرّج في
الحديث بالقاسم ابن عساكر.
ونسخَ الكثيرَ. وولي خطابة القدس زمانا، وحصلت لَهُ دنيا متّسعة، وكان
محمود الطّريقة، متواضعا.
روى عَنْهُ: الزّكيّ عَبْد العظيم، والشّاب القوصيّ.
قَالَ القُوصيّ: الخطيب زين الدّين نال عند المَلِك النّاصر الحُرمة
الوافرة، وخَصَّهُ عَقِيبَ الفتح بخطابة الأقصى، وروى عَنْهُ الأمير
شرف الدّين عيسى ابن أَبِي القَاسِم الهَكّاريّ.
وقال عَبْد العظيم [3] : تُوُفّي سنة خمس. ولم يعيّن الشهر.
__________
[1] في الإنباه: «وكان أبوه قاسم من المقربين» أو الصواب «المقرءين» .
[2] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 167،
168 رقم 1087، والعبر 5/ 13، والإشارة إلى وفيات الأعيان 316، والنجوم
الزاهرة 6/ 197، وشذرات الذهب 5/ 17.
[3] في التكملة 2/ 167.
(43/183)
255- عليّ بْن محمود [1] بْن عَبْد الله
ابْن الظَّفَري، القطّان.
أَبُو الحَسَن.
روى عَنْ عُمَر بن ظفر المغازليّ.
256- عمر ابن القُدوة الشّيخ حياة [2] بْن قيس الحرّانيّ.
تُوُفّي بحرّان في صفر.
257- عيسى بْن المُعلَّى [3] الرافقيّ، النَّحْويّ، اللُّغَويّ.
حُجَّة الدّين.
لَهُ مقدّمة في النّحْو سمّاها «المَعُونة» ثُمَّ شرحها، وصَنَّفَ كتبا
في اللّغة، وكان يقدم حلب ويمدح أكابرها، ففي «ديوانه» مَدْح صفيّ
الدّين طارق بْن أَبِي غانم، ومدح جماعة من أمراء نور الدّين، وتُوُفّي
في ربيع الآخر سنة خمس. قَالَه القِفْطيّ [4] .
[حرف الغين]
258- غياث بْن فارس [5] بن مكّيّ.
__________
[1] انظر عن (علي بن محمود) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 161،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 166 رقم 1082.
[2] انظر عن (عمر بن حياة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 150 رقم 1051،
والوافي بالوفيات 22/ 457 رقم 332.
[3] انظر عن (عيسى بن المعلّى) في: إنباه الرواة 2/ 380، وتلخيص ابن
مكتوم، ورقة 181، وبغية الوعاة 2/ 239.
[4] في إنباه الرواة 2/ 380.
[5] انظر عن (غياث بن فارس) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 162، 163 رقم
1073، والمعين في طبقات المحدّثين 186 رقم 1983، والإعلام بوفيات
الأعلام 249، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والعبر 5/ 13، 14،
ومعرفة القراء الكبار 2/ 589، 590 رقم 548، وسير أعلام النبلاء 21/
473، 474 رقم 238، ودول الإسلام 2/ 83، ونكت الهيمان 225، ومرآة الجنان
4/ 5، وغاية النهاية 2/ 4، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة،
ورقة 236، 237 (وقد سقطت منه بداية الترجمة ولم يبق منها إلّا آخرها) ،
ونهاية النهاية، ورقة 186، والنجوم الزاهرة 6/ 196، وبغية الوعاة 1/
241 رقم 1790، وحسن المحاضرة 1/ 237، وشذرات الذهب 5/ 17، وديوان
الإسلام 2/ 70 رقم 655.
(43/184)
أَبُو الجود اللّخْميّ، المِصْريّ، المقرئ،
الأستاذ، النّحْويّ، العَرُوضيّ، الضّرير.
شيخ الدّيار المصريَّة.
وُلد سنة ثماني عشرة وخمسمائة.
وتصدَّر للإقراء مدَّةً طويلة، قرأ القراءات عَلَى الشريف أَبِي الفتوح
الخطيب، وسَمِعَ منه، ومن عَبْد الله بْن رفاعة، ومن المهذّب عليّ بن
عبد الرّحيم ابن العصّار الأديب.
قرأ عَلَيْهِ القراءات: أَبُو الحَسَن السّخاويّ، وأبو عمرو ابن
الحاجب، والمنتجبُ الهَمَذانيّ، وعبدُ الظّاهر بْن نَشْوان، والعَلَمُ
أَبُو مُحَمَّد القَاسِم بْن أَحْمَد اللورقيّ الأندلسيّ، والكمال عليّ
بْن شجاع الضّرير، والفقيهُ زيادة بْن عِمران، وعبدُ القويّ بْن عزون،
وعبد القويّ بْن عبد الله ابن المغربل، والتّقيّ عَبْد الرَّحْمَن بْن
مُرهف النَّاشِريّ.
وتُوُفّي قبلَ الكمال الضّرير بأيام. وكان ماهرا بالقراءات، إماما
فيها.
وبقي من أصحاب أَبِي الجود ممّن قرأ عَلَيْهِ القراءات إِلى سنةِ إحدى
وسبعين: أَبُو الفتح عَبْد الهادي بْن عَبْد الكريم القَيْسي خطيب جامع
المقياس.
وآخر مَن مات ممّن قرأ عَلَيْهِ القراءات السّبعة: أَبُو الطّاهر
إسْمَاعيل المليجيّ، وبقي إِلى سنة ثمانين وستِّمائة.
وروى عَنْهُ الحديثَ: شهابُ الدّين القُوصيّ، وزكيُّ الدّين المنذريّ،
وضياءُ الدّين المقدسيّ، وشمس الدّين الأدميّ، وكمال الدّين محمد ابن
قاضي القضاة ابن دِرْباس، وآخرون.
قَالَ المنذريّ [1] : أقرأ النّاسَ دهرا، ورحل إليه، وأكثر المتصدّرين
__________
[1] في التكملة 2/ 162 بتغيير في الألفاظ.
(43/185)
للإقراء بمصر أصحابه وأصحاب أصحابه. سمعتُ
منه، وقرأتُ القراءاتِ في حياته عَلَى أصحابه، ولم يتيسَّرْ ليَ
القراءةُ عَلَيْهِ. وكان ديِّنًا فاضلا، بارعا في الأدب، حسن الأداء،
لفّاظا، كثيرَ المروءة، متواضعا، لا تطلب منه أن يَقْصِدَ أحدا في
حاجةٍ إلا يُجيب، وربّما اعتذر إِلَيْهِ المشفوعُ إِلَيْهِ ولم يُجِبه،
فَيُطْلَب منه العودُ إِلَيْهِ، فيعود إِلَيْهِ. تصدَّر بالجامع العتيق
[1] بمصر، وبمسجد الأمير موسك بالقاهرة، وبالمدرسة الفاضليّة، وتُوُفّي
في تاسع رمضان.
[حرف الفاء]
259- فاطمة بنت مُحَمَّد [2] بْن أَحْمَد القنائيّ.
ستّ النّساء.
روت بالإِجازة من قاضي المارستان وجماعة.
سَمِعَ منها: أبو الحسن ابن القَطِيعيّ.
260- فاطمة بنتُ أَبِي الفائز [3] عَبْد الله بن أحمد ابن الطُّوّيْر
[4] .
أمّ البهاء البغداديَّة، البزّاز أبوها.
سَمَّعها أخوها لأمّها العلّامة أبو الفرج ابن الجوزيّ من: أَبِي منصور
بْن خَيرون، وأبي سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزّوْزنيّ.
روى عنها: ابنُ خليل، والضّياءُ، والنّجيبُ عَبْد اللّطيف.
وتُوُفّيت في حادي عشر ربيع الأول.
وأجازت للشيخ الفخر، وللكمال عبدِ الرحيم، ولابن شيبان، وغيرهم.
__________
[1] أي: جامع عمرو بن العاص.
[2] انظر عن (فاطمة بنت محمد) في: المختصر المحتاج إليه 3/ 270 رقم
1427.
[3] انظر عن (فاطمة بنت أبي الفائز) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 540 وفيه
«فاطمة بنت أبي النائر» وهو غلط، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 150، 151
رقم 1052، والمختصر المحتاج إليه 3/ 270 رقم 1428.
[4] في تكملة المنذري 2/ 150 «الطويرة» بإضافة تاء التأنيث. وتصحفت في
مرآة الزمان إلى:
«الطريرة» .
(43/186)
261- الفصيح الواعظ [1] .
كَانَ مليحَ الوعظ، تُوُفّي بدمشق.
[حرف الميم]
262- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن بختيار [2] بْن عليّ بْن مُحَمَّد.
القاضي أَبُو الفتح ابن القاضي أَبِي العَبَّاس المَنْدائيّ [3] ،
الواسطيّ، الشافعيّ، مُسْنِدُ العراق.
ولد بواسط سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وسمع ببغداد في صغره بحرص والده من: أَبِي عَبْد الله البارع، وأبي
القَاسِم ابن الحُصَيْن، وأبي عامر العبدريّ، ومكّيّ بْن أَبِي طالب
البروجرديّ، وهبة الله ابن الطَّبِر، وعبيد الله بْن مُحَمَّد
البَيْهَقيّ، وأحمد بْن عليّ المُجْلِي، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن
الحُسَيْن المِزْرَفِيّ، وأبي بَكْر الأنصاريّ، وأبي منصور بْن زُرَيْق
القَزَّاز، وأبي منصور بْن خَيْرُون، وطائفة.
__________
[1] انظر عن (الفصيح الواعظ) في: ذيل الروضتين 66 وقال أبو شامة إن
اسمه: «أرسلان بن علي» ، وورّخ وفاته في ليلة الخميس ثاني شوال، وقال
إنه كان واعظا حنفيا.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن بختيار) في: الكامل في التاريخ 12/ 118،
وتاريخ ابن الدبيثي 1/ 142- 145، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 157، 158
رقم 1064، والجامع المختصر 9/ 277، 278، وذيل الروضتين 66 وفيه: «محمد
بن بختيار بن عبد الله» ، ووفيات الأعيان 4/ 67، 68، وتاريخ إربل 1/
162، 166، 257، 296، 357، 378، 401، 402، 403، والمعين في طبقات
المحدّثين 186 رقم 1982، والإشارة إلى وفيات الأعيان 315، والإعلام
بوفيات الأعلام 249، والمختصر المحتاج إليه 1/ 18، ومعرفة القراء
الكبار 2/ 588، 589 رقم 547، والعبر 5/ 14، وسير أعلام النبلاء 21/
438، 439 رقم 231، والمشتبه 2/ 624، ودول الإسلام 2/ 11، والوافي
بالوفيات 2/ 116 رقم 542، والبداية والنهاية 13/ 52، وغاية النهاية 2/
56، وتوضيح المشتبه 8/ 317، وعقد الجمان 17/ ورقة 316، والنجوم الزاهرة
6/ 196، وشذرات الذهب 5/ 17.
[3] تحرّفت هذه النسبة إلى «السنداي» في: البداية والنهاية، وإلى:
«الميداني» في: غاية النهاية، وشذرات الذهب.
(43/187)
وولي أَبُوهُ قضاء الكوفة قُبَيْل ذَلِكَ
فَسمّعَهُ بها من عُمَر بْن إِبْرَاهيم العلويّ. وسَمِعَ بواسط من
أَبِي الكَرَم نصر اللَّه بْن مُحَمَّد ابن الْجَلَخْت، والقاضي
مُحَمَّد بْن عليّ الجلّابيّ، والمبارك بن الحسين ابن نَغوبا، وجماعة.
وقرأ بها القراءات عَلَى أَحْمَد بْن عُبَيْد الله الآمِديّ، وأبي
يَعْلَى مُحَمَّد بْن سَعْد بْن تُركان. وتفقّه ببغداد عَلَى أبي منصور
سعيد ابن الرّزّاز. وتأدّب عند أبي منصور ابن الجواليقيّ.
وكان كبيرَ القدر، عاليَ الإِسناد، رَحلةَ البلاد.
روى عنه: أبو الطّاهر إسماعيل ابن الأنماطيّ، وأبو بكر محمد ابن
نُقْطَة، وفتوح بْن نوح الخُويّي، والزّينُ بْن عَبْد الدّائم، وأَبُو
عُبَيْد الله الدُّبَيْثِيّ، وابنُ النّجّار، وجماعة كثيرة.
وأجاز لابن أَبِي الخير، وللشيخ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن، والكمال
عَبْد الرحيم، وإسماعيل العسقلانيّ، والفخر عليّ.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [1] : كَانَ حسنَ المعرفة، جيّدَ الأصول، صحيحَ
النّقل، متيقّظا، حَدّثَ بالكثير، وصار أسندَ أهل زمانه، وقُصِدَ من
الآفاق، وحدَّث ببغداد غيرَ مرَّة، ونعم الشّيخ كان عقلا وخُلقًا
ومَوَدَّة.
وقال الحافظ عبدُ العظيم [2] : كَانَ بقيَّةَ السَّلف، وشيخَ القضاة
والشهود، وآخر من حدّث «بمسند» أحمد كاملا. وكان يَعْرِفُ ما يقرأ
عَلَيْهِ. وتُوُفّي في ثامن شعبان، ودُفِنَ بداره، وخُتِمَتْ عنده
عِدَّة خِتَم.
وسئل عَنْ معنى المَانْدائيّ، فَقَالَ: كَانَ أجدادي قوما مِن العجم
تأخّر إسلامُهم، فسُمُّوا بذلك، والماندائيّ: الباقي، بالفارسيَّة.
أنبأني الإِمامُ أَبُو الفَرَج بْن أَبِي عُمَر، عَنْ أَبِي الفتح
المَنْدائيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد الله الحُسَيْن بْن مُحَمَّد
الدّبّاس لنفسه:
__________
[1] في ذيل تاريخ مدينة السلام 1/ 143.
[2] في التكملة: 2/ 158.
(43/188)
فُؤَاد ما يَقِرُّ لَهُ قَرَارُ ...
لِنِيرَانِ الغَرَامِ بِهِ اسْتِعَارُ
وعَيْنٌ مَا يَجِفُّ لَهَا غُرُوبٌ ... كأنّ شئونها سحب غزار
وجسم شَفَّهُ بُرَحَاءُ شَوْقٍ ... لَهُ في كُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ نَارُ
سِمَاتُ الحُبِّ لائِحَةٌ عَلَيْهِ ... فَلَيْسَ لِمَا بِهِ مِنْهَا
استِتَارُ [1]
263- مُحَمَّد بْن بقاء [2] بْن الحَسَن البُرْسُفيّ [3] .
المقرئ، الضّرير.
وُلد ببُرسِف [4] في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
سَمِعَ عَلَى: ابنِ الصّبّاغ، وابن ناصر.
تُوُفّي في جمادى الأولى [5] .
__________
[1] ومن شعره أيضا:
قسما بمن سكن الفؤاد وإنه ... قسم به لو تعلمون عظيم
إنّي به صبّ كئيب مدنف ... قلق الفؤاد موله مهموم
لا نستطيع مع التنائي سلوة ... حتى الممات وإنني لسليم
فتعطّفوا بالوصل بعد تهاجر ... فالصبر ينفذ والرجاء مقيم
(ذيل الروضتين 66) .
وأنشد من حفظه:
ولو أنّ ليلى مطلع الشمس دونها ... وكانت من وراء الشمس حيث تغيب
لحدّثت نفسي بانتظار نوالها ... وقال المنى لي: إنها لقريب
(البداية والنهاية 13/ 52) .
[2] انظر عن (محمد بن بقاء) في: معجم البلدان 1/ 66 ذ، وتاريخ ابن
الدبيثي (شهيد علي) ورقة 26، 27، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 152 رقم
1057، والمختصر المحتاج إليه 1/ 29، والمشتبه 1/ 66، ونكت الهميان 246،
247، وتوضيح المشتبه 1/ 454، وتبصير المنتبه 1/ 141.
[3] البرسفيّ: بضم الباء والسين المهملة. هكذا ضبطها المؤلف- رحمه
الله- في: المشتبه، وكذلك قال ياقوت في معجمه بضم السين المهملة، أما
المنذري فضبطها بكسر السين المهملة، وتابعه ابن ناصر الدين في التوضيح،
وذكر: وقيل بضمها، وهذا على سبيل التمريض منه. وتلي السين فاء.
[4] برسف: قرية من سواد بغداد مما يلي طريق خراسان.
[5] وقع في المشتبه 1/ 66: مات سنة 650 خمسين وستمائة. وهو خطأ.
(43/189)
264- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد
الرَّحْمَن [1] بْن سُلَيْمَان.
أَبُو عَبْد الله الزُّهْرِي، البَلَنْسيّ.
ويُعرف في الأندلس بابن القحّ، واشتهر بالنّسبة إِلى ابن محرز.
سَمِعَ من صهره أَبِي الحَسَن بن هذيل فأكثر، ومن أبي الحسن ابن
النّعمة، وأبي عَبْد اللَّه بْن سعادة. وجماعة.
قَالَ الأبّار: كَانَ لَهُ حظٌ مِن الفقه والقراءات. أخذ عَنْهُ ابنُه
أَبُو بَكْر مُحَمَّد، وأَبُو عَبْد الله بْن أَبِي البقاء، ورأيتُه
وأنا صغير. وُلِدَ في سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة، وتُوُفّي في جُمادي
الآخرة.
265- مُحَمَّد بْن جابر [2] بن يحيى بن محمد.
أبو الحسن ابن الرّماليه الثّعلبيّ، الغرناطيّ.
سمع: أبا جعفر ابن الباذش، وعبد الحقّ بْن عطيَّة، وأبا بَكْر ابن
العربيّ، والقاضي أبا الفضل بْن عياض، وأبا الحَسَن شُرَيحَ بْنَ
مُحَمَّد، وأخذ عَنْهُ القراءات. وتفقّه، وسَمِعَ «المدوَّنة» عَلَى
أَبِي الوليد بْن خيرة، وأبي عبد الله ابن أَبِي الخصال.
وكان مِن أهل الوجاهة والفضل والمعرفة، أخذ عنه غير واحد. قاله
الأبّار، وقال: حَدّثَ في سنة خمسٍ وستّمائة.
266- محمد ابن الحافظ أبي العلاء [3] الحسن بن أحمد الهمذاني، العطّار.
سمع: أَبَاهُ، وأبا الوقت، وأبا الخير الباغبان.
وكان من الصّلحاء.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبار
2/ 575.
[2] انظر عن (محمد بن جابر) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 576، 577.
[3] انظر عن (محمد بن أبي العلاء) في: تاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي)
ورقة 32، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 148 رقم 1047، والمختصر المحتاج
إليه 1/ 36،
(43/190)
توفّي في المحرّم بهَمذَان.
267- مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز [1] بْن الحُسَيْن.
القاضي أبو عبد الله ابن القاضي الجليس أبي المعالي ابن الْجَبَّاب
التَّمِيمِيّ، المالكيّ، المصريّ.
وُلِد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وقرأ برواياتٍ عَلَى الشريف أَبِي الفتوح الخطيب. وتأدَّب عَلَى عَبْد
الله بْن بَرّي، ومحمد بْن حمزة العِرْقِيّ. وسَمِعَ من أَبِي طاهر
السِّلَفيّ، وغيره.
وولي ولاياتٍ رفيعة [2] .
وهو والدُ فخر القضاة أحمد بن محمد ابن الْجَبّاب.
تُوُفّي مجاورا بمكَّة في سَلْخ المحرّم.
268- مُحَمَّد بْن عيّاش [3] بْن مُحَمَّد بْن الطُّفَيْل.
أبو الحسن ابن عَظِيمة العَبْدرِيّ [4] الإِشبيلي.
روى عَنْ: أَبِي عَمْرو والده، وأبي بَكْر بْن خَيْر، وأبي عَبْد الله
ابن المجاهد، وأبي الأصبغ ابن السّماتيّ، وأبي عَبْد الله [5] بْن
زرْقون، وجماعة.
قَالَ الأبّار: وكان مقرئا ماهرا مُجوِّدًا، أخذ عَنْهُ أَبُو مُحَمَّد
الحَرَّار، وغيره [6] . وأجاز في سنة خمس.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد العزيز) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 149،
150 رقم 1049، والعقد الثمين 1/ ورقة 150، وموسوعة علماء المسلمين في
تاريخ لبنان الإسلامي ق 2/ ج 4/ 46، 47 رقم 1040، والمقفى الكبير 6/
79، 80 رقم 2497.
[2] وزاد المنذري: ولنا منه إجازة كتبها لنا في شعبان سنة إحدى
وستمائة. وهو من بيت رياسة وتقدّم في الولايات والفضيلة والرواية. حدّث
منهم جماعة، وكتبت من غير واحد منهم.
[3] انظر عن (محمد بن عياش) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 576.
[4] في التكملة لابن الأبار: العبديّ.
[5] في التكملة: «وأبي عبد» .
[6] في التكملة: «وغيرهم» وهو محرف، لأن الأبار لم يذكر أحدا غير أبي
محمد هذا.
(43/191)
269- مُحَمَّد بْن أَبِي الغنائم [1]
مُحَمَّد بْن أَحْمَد ابن اليَعْسُوب.
أَبُو طالب الحريميّ.
حَدّثَ عَنْ: أَبِي الوقت.
وتُوُفّي في جُمادي الأولى.
270- مُحَمَّد بْن محمود [2] .
القاضي أَبُو عَبْد الله الخُوَيّي [3] ، الفقيه الشافعيّ، قاضي
البصرة.
روى عَنِ ابن البطّيّ، وتفقّه بالنّظاميَّة عَلَى أَبِي المحاسن يوسف
الدّمشقيّ.
271- مُحَمَّد بْن المبارك [4] بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن الحسين.
المحدّث المفيد، أبو بكر ابن مشّق البغداديّ، البيّع.
ولد سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
وسَمَّعَهُ أَبُوهُ من طائفة، وسَمِعَ هُوَ وعُني بالرواية أتمَّ
عناية، وجمع معجما، وبلغت أثباتُ مسموعاته ستّ مجلّدات.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي الغنائم) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 129، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 152 رقم 1056، والمختصر المحتاج
إليه 1/ 126.
[2] انظر عن (محمد بن محمود) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 149 رقم
1048، والجامع المختصر 9/ 272، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 466، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 4 (8/ 100) .
[3] الخويّي: بضم الخاء المعجمة وفتح الواو وتشديد الياء آخر الحروف.
نسبة إلى خويّ إحدى مدن أذربيجان.
وقد تصحفت في (طبقات الشافعية) إلى: «الجويني» .
[4] انظر عن (محمد بن المبارك) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921)
ورقة 141، 142، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 159، 160 رقم 1067، ومشيخة
النجيب عبد اللطيف، ورقة 96، 97، والجامع المختصر 9/ 279، 280،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 316، والعبر 5/ 14، والمختصر المحتاج إليه
1/ 140، وسير أعلام النبلاء 21/ 440 رقم 232، وميزان الاعتدال 4/ 23
رقم 8113، ومرآة الجنان 4/ 5، والوافي بالوفيات 4/ 382 رقم 933،
والنجوم الزاهرة 6/ 196، وشذرات الذهب 5/ 18، وتاج العروس 7/ 71، ولسان
الميزان 5/ 357، 358 رقم 1167 وفيه: «محمد بن المبارك بن حشف» .
(43/192)
سَمِعَ: أبا بَكْر أَحْمَد بْن الأشقر،
وأبا الفضل الأرمويّ، وأبا السّعادات هبة الله ابن الشّجريّ، والمبارك
بن أحمد بن بركة، وسعد الخير الأندلسيّ، وسعيد ابن البنّاء.
قَالَ أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ [1] : لم يروِ إلّا اليسير،
واختلط قبل موته بنحو ثلاث سنين، حتّى كَانَ لا يأتي بشيءٍ عَلَى وجه
الصّحَّة، فتركه النّاسُ.
قلت: روى عَنْهُ: النّجيبُ عَبْد اللّطيف، والحافظ الضّياء، وابن
النّجّار.
وأجاز للشيخ شمس الدّين، ولإِسماعيل العسقلانيّ، وللفخر عليّ، وغيرهم.
وتُوُفّي في حادي عشر شعبان. وكان كيِّسًا، متودِّدًا، جميلَ الطّريقة،
صدوقا.
272- محمد، المَلِك الأشرف [2] عزّ الدّين وَلَد السلطان المَلِك
الناصر.
صلاح الدين يوسف بْن أيّوب.
تُوُفّي بحلب.
273- محفوظ بْن أَحْمَد بْن أَبِي الفَرَج.
أَبُو غالب الثّقفيّ الأصبهانيّ، سِبط الحافظ إسْمَاعيل بْن مُحَمَّد
التّميميّ.
سَمِعَ مِن جدّه، ومن: زاهر الشّحَّاميّ، وسعيد بْن أَبِي الرجاء.
روى عنه: الضياء، وابن خليل. وأجاز لابن أبي الخَيْر، والفخر عليّ،
وغيرهما.
تُوُفّي في رمضان.
274- محمود بن محمد بن سام [3] .
__________
[1] في ذيل تاريخ مدينة السلام، الورقة 142 (باريس 5921) .
[2] انظر عن (الملك الأشرف محمد) في: ذيل الروضتين 67، والوافي
بالوفيات 5/ 251 رقم 2329، وعقد الجمان 17/ ورقة 316، 317.
[3] انظر عن (محمود بن محمد بن سام) في: الكامل في التاريخ 12/ 266،
ونهاية الأرب 27/ 120.
(43/193)
السّلطان غياث الدّين ابن السّلطان الكبير
غياث الدّين الغُوريّ.
آخر ملوك الغوريَّة.
قَالَ ابنُ الأثير [1] : ولقد كانت دولتُهم من أحسن الدّول سيرة
وأعدلها وأكثرها جهادا. قَالَ: وكان محمودٌ عادلا حليما كريما.
قلت: سارَ إِلَيْهِ أمير ملك، خال خُوارزم شاه، فحاصره، ونزل إِلَيْهِ
بالأمانِ، فغدر بِهِ وقتله وقتل معه عليّ شاه، كما هُوَ في الحوادث [2]
.
275- مصدّق بْن شبيب [3] بْن الحُسَيْن.
أَبُو الخير الصِّلْحِيّ [4] النَّحْويّ، صاحب الشيخ صَدَقة بْن وزير.
والصِّلْح: من أعمال واسط.
قرأ القرآنَ عَلَى صَدَقة. وقدِم بغداد فقرأ العربيَّة عَلَى أَبِي
مُحَمَّد ابن الخشّاب، وأبي البركات الأنباريّ، وأبي الحسن ابن
العصّار. وسمع من أبي الفتح ابن البَطِّي، وجماعة.
وبرع في العربية، وصار مُشارًا إليه مع مامن الصّلاح والخيرالعبادة.
أقرأ النّاس زمانا. وعالما أيضا بالفرائض واللّغة.
قَالَ أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ: قرأت عَلَيْهِ زمانا وعاش سبعين
سنة، توفّي ربيع الأول ببغداد- رحمه الله
__________
[1] في الكامل 12/ 267.
[2] ذكر ذلك في حوادث سنة 604 هـ وأشار إلى أن ذلك كان في سنة 605 هـ.
[3] انظر عن (مصدّق بن شبيب) في: معجم البلدان 2/ 481 (دوّران) ، ومعجم
الأدباء 19/ 147، 148 رقم 47، والكامل في التاريخ 12/ 282، وإنباه
الرواة 3/ 274، 275، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 151 رقم 1054، وذيل
الروضتين 66، والجامع المختصر 9/ 373، 374، والمختصر المحتاج إليه 3/
204 رقم 1240، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 245، وطبقات النحاة واللغويين
لابن قاضي شهبة، ورقة 148، وعقد الجمان 17/ ورقة 316، وتاريخ ابن
الفرات 5 ق 1/ 85، 86، وبغية الوعاة 1/ 287، وشرح نهج البلاغة لابن أبي
الحديد 11/ 69.
[4] الصّلحيّ: بكسر الصاد المهملة وسكون اللام وكسر الحاء المهملة.
نسبة إلى: الصّلح، معاملة من سواد شرقي واسط.
(43/194)
[حرف الهاء]
276- هِبة الله بْن يوسف بْن خمرتاش [1] .
أَبُو الفُتُوح المختاريّ، الكاتب.
سَمِعَ من: عَبْد المَلِك بْن عليّ الهَمَذانيّ.
وله شِعرٌ وسط.
مات في جُمادي الآخرة.
[حرف الواو]
277- واثلةُ بْن الأسقع [2] .
أَبُو هُرَيْرَةَ الهَمَذانيّ، ثُمَّ الكرْجيّ، المؤذّن، الصّالح.
سَمِع: هِبَة اللَّه بْن الفَرَج ابن أخت الطويل، ونصر بن المظفر، وابن
ناصر، وجماعة.
وصحِب الحافظ أبا العلاء العطّار، وحدّث ببغداد قبل الثّمانين، وأجاز
لابن البخاريّ، وغيره.
مات في شَوَّالٍ بالكرْج.
[حرف الياء]
278- يوسف بْن علي [3] بْن يوسف بْن خَلَف.
أَبُو الحَجّاج القُرْطبيّ، يُعرف بالْجُمَيْمِيّ [4] .
مُكْثِرٌ عن أبي القاسم ابن بشكوال. وتجوّل ببلاد الأندلس، وأخذ عن
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن يوسف) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 155 رقم
1060.
[2] هكذا على اسم الصحابي. ولم أجد مصدرا لترجمته.
[3] انظر عن (يوسف بن علي) في: تكملة الصلة لابن الأبار 3/ ورقة 144.
[4] الجميمي: بضم الجيم وفتح الميم وسكون الياء المثنّاة من تحتها،
وكسر الميم الثانية.
(43/195)
أَبِي عَبْد الله بْن سعادة، وأبي زيد
السُّهَيْليّ، وجماعة. وأخذ القراءات عَنْ أَبِي عليّ بْن عَرِيب.
قَالَ الأبّار: تُوُفّي في رمضان. وكان من أهل العناية بالرواية.
وفيها وُلِد
برهانُ الدّين محمود بْن عَبْد الله المَراغيّ الشافعيّ بالمراغة.
والعمادُ مُحَمَّد بْن عبّاس الدُّنَيْسريّ الطّبيب.
والجمالُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سعد الواسطيّ خطيب كفرسُوسة.
والصّفيُّ إِسْحَاق بْن إِبْرَاهيم الشقراويّ.
والنَّجْم أَبُو تَغِلب بْن أَحْمَد الفاروثيّ.
والمسند ناصر الدّين عمر ابن القوّاس.
والضّياءُ محمد بْن أَبِي بَكْر الجعفريّ الأسود.
والشّرفُ مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن مكّيّ الشّارِعي.
والمعينُ عُثْمَان بْن سعد بْن تُولوَى القُرَشيّ، وُلِد بِتنِّيس.
والنّجيبُ أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد السّلام السّفاقُسِيّ.
والحافظُ سيف الدّين أَحْمَد ابن المجد عيسى.
والكمالُ أَحْمَد بْن عَبْد الرحيم بْن عَبْد الواحد.
والشّرفُ حسن بْن عَبْد الله بْن عَبْد الغنيّ.
والضّياءُ عليّ بْن محمد ابن البالسيّ المحدّث.
(43/196)
سنة ستّ وستمائة
[حرف الألف]
279- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن [1] أَحْمَد بْن عَبْد المَلِك بْن
شراحيل.
أَبُو جَعْفَر الهَمْدانيّ، الغَرْناطيّ.
صدْر رئيس أصيل، روى عن: أبيه، وخاله أبي الحسن ابن الضّحّاك.
وأجازَ لَهُ: أَبُو الحَسَن شُرَيح، وأَبُو بكر ابن العربيّ، وجماعة.
وحجّ، فسمع بالإِسكندرية من أَبِي عبد الله ابن الحضْرميّ.
وطال عُمره، وهو آخر من روى عَنِ ابن أَبِي الخصال بالإِجازة.
وتُوُفّي في ذي الحجَّة وله أربعٌ وثمانون سنة.
روى عَنْهُ أَبُو بَكْر بْن مَسْديّ الحافظ من «الموطأ» ، وسماعه منه
في سنة خمس وستمائة بغرناطة، قال: أخبرنا عمرو بن محمد بن بدر
الهمدانيّ في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن
الفَرَج الطّلّاعيّ.
وقد ذكره ابن الأبّار [2] ، وذكَر شيخه عَمْرًا هذا، فَقَالَ: سَمِعَ
«الموطّأ» من ابن الطّلّاع [3] .
__________
[1] انظر عن (أحمد بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 98،
799 والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 1/ 134، 135 رقم 202.
[2] في التكملة 1/ 98.
[3] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان خيّرا ديّنا متواضعا، ثقة فيما
يرويه ... وكان قديما من ذوي الثروة واليسار وأقلّ بأخرة فتلبّس بعقد
الشروط ولم يكن فيها من ذوي النفوذ.
(43/197)
280- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي نصر
[1] .
أَبُو سعيد الأصبهانيّ، الأرْجَانيّ، الضّرير.
سَمِعَ مِن: فاطمة الجوزدانية.
وأرجان: مخفّفة على الأصحّ. قاله المنذريّ [2] .
تُوُفّي في صفر أو في ربيع الأول.
روى عَنْهُ ابنُ نُقطة، وقال [3] : سَمِعَ «المعجم الصّغير» كلَّه من
فاطمة [4] .
281- أَحْمَد بْن أَبِي الفتح [5] الأبِيوَرْدِيّ، المواقيتيّ،
المؤذّن.
سَمِعَ من: أَبِي المظفّر الفلكيّ بدمشق.
أخذ عَنْهُ: العمادُ عليُّ بْن عساكر، وعليُّ بْن عُمَر الصَّقَلِّيّ،
وغيرهما.
282- إدريسُ بْن مُحَمَّد [6] بْن أَبِي القَاسِم.
أَبُو القَاسِم العطَّار، الأصبهانيّ، المُعَمَّر، المعروف بآل والُويه
العطّار.
سَمِعَ مِن: مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ.
روى عَنْهُ: الضّياء المقدسيُّ، وابن نقطة.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن أبي نصر) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 18، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 177 رقم 1100.
[2] في التكملة، وقال: أرجان: بفتح الهمزة وبعدها راء مهملة ساكنة وجيم
مفتوحة وبعد الألف نون، بلدة من كور الأهواز، ويقال لها: أرغان، بالغين
المعجمة أيضا. وقيّدها أبو بكر الهمذاني بفتح الهمزة وتشديد الراء
وفتحها، وذكر ذلك أيضا غيره. وقال: وربّما جاء في الشعر تخفيف الراء.
[3] في إكمال الكمال، ورقة 18.
[4] وزاد ابن نقطة: «وكتاب الفتن سوى الخبر الرابع، فإنه ضاع الأصل لم
يقع عليّ» .
وقال المنذري: وحدّث، وكان متيقّظا ذاكرا لسماعه.
[5] لم أجد مصدرا لترجمته.
[6] انظر عن (إدريس بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 183، 184
رقم 1114، والإعلام بوفيات الأعلام 249، والإشارة إلى وفيات الأعيان
316، والعبر 5/ 17، وسير أعلام النبلاء 21/ 485، والنجوم الزاهرة 6/
198، وشذرات الذهب 5/ 18.
(43/198)
قَالَ الضّياء: سَمِعْتُ منه في
السَّفْرتين.
وأجاز لأحمد بْن سلامة الحدّاد، والشيخ شمس الدّين، والكمال عَبْد
الرّحيم، والفخر عليّ.
وتُوُفّي في سادس شعبان، ويقال: إنّه جاوز المائة.
روى عنه لنا بالإجازة العامّة: الركن أحمد الطّاووسيّ.
283- أرتق بْن جَلْدَك [1] المُقْتَفَويّ.
شِحنة بغداد.
تَزَهَّدَ وتَفَقَّر، وسمَّى نفسَه محمدا، وتكلّم في الحقيقة بجامع
المنصور، وفي الأصول بجهلٍ، فَمُنِعَ من ذَلِكَ، ثُمَّ قام معه جماعة.
روى عَنْ: أبي بكر ابن الزّاغونيّ.
روى عنه: أبو الحسن ابن القَطِيعيّ، وقال عَنْهُ: كَانَ يعتقد أنّ عذاب
النّار ينقطع ولا يبقى فيها أحد.
تُوُفّي في أيام التّشريق عَنْ بضْعٍ وثمانين سنة أو أكثر.
284- أرمانوس، مولى مُحَمَّد بْن عليّ الزَّينبيّ.
سَمِعَ: هبة الله الشّبليّ، وأبا الفتح ابن البطّيّ.
ومات في جُمادي الآخرة.
روى عَنْهُ ابن النجّار [2] ، وقال: كَانَ صالحا حسن الأخلاق.
285- أسامةُ بنُ سُلَيْمَان [3] بْن مُحَمَّد بْن غالب.
أَبُو بَكْر الدّانيّ، المقرئ.
أخذ القراءات عَن أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بن الحسن ابن غلام
الفرس،
__________
[1] انظر عن (أرتق بن جلدك) في: الوافي بالوفيات 8/ 337 رقم 3764.
[2] في تاريخه، وهو التاريخ المجدد، وهذه الترجمة في القسم الضائع منه.
[3] انظر عن (أسامة بن سليمان) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 212،
ومعرفة القراء الكبار 2/ 599، 600 رقم 559، وغاية النهاية 1/ 155 رقم
720.
(43/199)
وسَمِعَ منه «التّيسير» وأجاز لَهُ،
وسَمِعَ من: أبي الوليد ابن الدّبّاغ، وأبي الحسن ابن عزّ النّاس.
قَالَ الأبّار [1] : وكان بصيرا بعقد الشروط، منقطعَ القرين في الصّلاح
والورع، نهاية في العدالة. وكانت لَهُ مشاركة في الفقه. حدَّث، وأخذ
الناسُ عَنْهُ. وُلِد سنة ثلاثين وخمسمائة، وتُوُفّي في رابع عشر
جُمادي الآخرة.
روى عنه أبو محمد عَبْد الله بْن أَحْمَد الدّانيّ.
286- أسعد بْن المُنَجَّى [2] بْن بركات بْن المؤمّل.
القاضي أَبُو المعالي وجيه الدّين ابن أَبِي المُنَجَّى، المَعَرِّيُّ
الأصلِ، الدّمشقيّ، الفقيه الحنبليّ.
ولد سنة تسع عشرة وخمسمائة.
وارتحل إِلى بغداد وتفقَّه بها، وبرع في المذهب، وسَمِعَ أنوشتكين
الرضْوانيّ، والقاضي أبا الفضل الأُرْمَوِيّ، وأبا جَعْفَر العبّاسيّ.
وسَمِعَ بدمشق من نصر بْن أَحْمَد بْن مُقَاتل، وغيره. وولي قضاءَ
حَرَّانَ في أواخر دولة نور الدّين، وأخذ الفقه عن الشيخ عبد القادر
الجيليّ، وأحمد الحربيّ. وتفقّه أيضا بدمشق عَلَى شَرَف الإِسْلَام
عَبْد الوَهَّاب ابن الشَّيْخ أَبِي الفرج الحنبليّ، وهو آخرُ أصحابه.
أخذ عَنْهُ الشّيخ الموفَّق. وروى عَنْهُ: ابنُ خليل، والضّياء، والشيخ
__________
[1] في التكملة 1/ 212.
[2] انظر عن (أسعد بن المنجّى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 176، 177
رقم 1099، وتاريخ إربل 1/ 243، وذيل الروضتين 203 (وفيه وفاته سنة 657
هـ.) ، والغصون اليانعة، ورقة 147، وبغية الطلب (المصوّر) 4/ 75 رقم
470، والإعلام بوفيات الأعلام 249، والإشارة إلى وفيات الأعيان 316،
والعبر 5/ 17، وسير أعلام النبلاء 21/ 436، 437 رقم 230، ومرآة الجنان
4/ 6، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 49، 50 رقم 227، وسلّم الوصول
لحاجي خليفة، ورقة 182، وشذرات الذهب 5/ 18، 19، والتاج المكلل للقنوجي
21، 220، والدارس 2/ 114- 116، وكشف الظنون 2031، ومعجم المؤلفين 2/
249.
(43/200)
شمس الدّين، والفخر عليّ، والحافظ عَبْد
العظيم، والشهاب القُوصيّ، وآخرون.
ومن أجله بنى الشّيخ مسمار المدرسة ووقفها عليهم.
وله شعر حَسَن.
صَنّف كتاب «النّهاية في شرح الهداية» في بضعة عشر مجلَّدًا.
وصنّف كتاب «الخلاصة» ، وغير ذَلِكَ.
وفي ذُريّته علماء وأكابر.
مات في جُمادي الآخرة [1] .
287- أسعد بْن المهذّب [2] بْن زكريّا بن ممّاتي.
__________
[1] ومن شعره:
ولما رأت فقري وشيبي تنكّرت ... وصدّت وساءت حين ساءت بي الحال
وكيف بمثلي أن يحبّ وليس لي ... شفيع إليها، لا شباب ولا مال
(تاريخ إربل 1/ 243) .
[2] انظر عن (أسعد بن المهذّب) في: خريدة القصر للعماد (القسم المصري)
1/ 10، ومعجم الأدباء 2/ 244- 256، وإنباه الرواة 1/ 231- 234 رقم 143،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 180 رقم 1107، ووفيات الأعيان 1/ 210، رقم
191، والجامع المختصر 9/ 301- 305، وبغية الطلب 4/ 53 رقم 464، وعنوان
المرقصات 69، والمغرب في حلى المغرب 269- 272، ومسالك الأبصار 12/ ورقة
58، وسير أعلام النبلاء 21/ 485، 486 رقم 249، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة
41، 42، والبداية والنهاية 13/ 53، وبدائع البدائه 150، 152، 230،
ونهاية الأرب 29، 51، 52، والوافي بالوفيات 9/ 19 رقم 3936، و 18/ 479
رقم 502، ومرآة الجنان 4/ 13، 14، والسلوك ج 1 ق 1/ 173، والمواعظ
والاعتبار 3/ 260، 261، وعقد الجمان 17/ ورقة 317- 320، والمقفى الكبير
2/ 83- 87 رقم 742، والنجوم الزاهرة 6/ 178، وحسن المحاضرة 1/ 242،
243، و 2/ 386، 436، وسلّم الوصول لحاجي خليفة، ورقة 180، 181، وشذرات
الذهب 5/ 20، وديوان الإسلام 4/ 286 رقم 2052، وهدية العارفين 1/ 205،
ودائرة المعارف الإسلامية 3/ 886، وعلم التاريخ عند المسلمين 164،
والأعلام 1/ 302، ومعجم المؤلفين 2/ 249، 250، وكشف الظنون 776، 1015،
1215.
(43/201)
القاضي الرئيس أَبُو المكارم المصريّ،
الكاتب، الشاعر، صاحب الدّيوان الشعر، فمنه:
تُعَاتِبُني وتَنْهَى عَنْ أمور ... سبيل النَّاسِ أَنْ يَنْهَوْكَ
عنْها
أَتَقْدِرُ أَنْ تَكُونَ كَمِثْلِ عَيْنِي ... وحقِّك مَا عَليَّ
أَضَرَّ مِنْها [1]
تُوُفّي بحلب وقد هرب إليها خائفا من الوزير ابن شُكْر في سَلْخ جُمادي
الآخرة وله اثنتان وستّون سنة.
وقد سَمِعَ من: أَبِي طاهر السِّلَفيّ، وغيره.
وله مجاميعُ مفيدة، ونَظَمَ «سيرة صلاح الدّين» ، ونظم كتاب «كليلة
ودِمنة» .
وقد أسلم، وكان نصرانيّا، في أول الدّولة الصّلاحيَّة، وولي ديوان
الجيش، وغير ذَلِكَ.
ومرض، فطلب من جُويرية لَهُ توتية أن تُصْلِحَ لَهُ شيئا يُوافق،
فعدَّد لها أنواع المرورات، فَضَجِرَت وقالت: لا يقدر أحد عَلَى
مَرْضاتِك في مَرَضَاتِك.
وذُكر أَنَّهُ اختصر «اللُّمَع» في النَّحْو لابن جني في ورقةٍ واحدة
مُجَدْوَلة.
288- إسْمَاعيل بْن عليّ بْن حَمَك [2] .
أَبُو الفضل المُغِيثِي الحمكيّ، الخراسانيّ.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن إسْمَاعيل الفارسيّ، ووجيها الشّحّاميّ.
289- إسماعيلُ بْنُ عُمَر [3] بْن نعمة بْن شبيب.
__________
[1] البيتان في وفيات الأعيان 1/ 210 وقال ابن خلكان: له ديوان شعر
رأيته بخط ولده ونقلت منه مقاطيع.
[2] انظر عن (إسماعيل بن علي بن حمك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 196
رقم 1133، والمشتبه 2/ 607، وتوضيح المشتبه 2/ 437 و 8/ 237.
و «حمك» : بالحاء المهملة المفتوحة وبعدها ميم مفتوحة وكاف.
[3] انظر عن (إسماعيل بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 171، 172
رقم 1091،
(43/202)
الأديب أَبُو الطّاهر الرؤبيّ [1] ،
الحنبليّ، المصريّ، العطّار.
لَهُ شعر وتصانيف وأدب.
تُوُفّي في المحرَّم كهْلًا.
[حرف الحاء]
290- الحَسَن بْن مُحَمَّد [2] بْن الحَسَن بْن عليّ.
القاضي أَبُو عليّ الأمويّ، المصريّ، الشّافعيّ، العدل، الورّاق،
المعروف بابن مروان- يعني مروان بْن الحَكَم [3] .
سَمِعَ من عَبْد الله بن رفاعة في سنة خمسين وخمسمائة.
ومولده في سنة تسع عشرة وخمسمائة.
حَدّثَ عَنْهُ الزّكيّ عَبْد العظيم وغيره. وكان بارعا في الشروط،
صَنَّف فيها كتابين مشهورين.
وتُوُفّي في رجب.
291- الحَسَن بْن المبارك [4] بْن أبي سعد ابن البوّاب.
أبو عليّ الحريميّ.
__________
[ () ] والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 48 رقم 226، وتاريخ ابن الفرات 5
ق 1/ 99، والمقفى الكبير 2/ 106 رقم 756، وبغية الوعاة 1/ 452، وشذرات
الذهب 5/ 19.
[1] الرؤبيّ: بضم الراء المهملة وسكون الواو وباء موحّدة مفتوحة هكذا
قيّده المنذري، وقال في ترجمة أبيه «عمر بن نعمة» : «وكان ولده أبو
الحرم يذكر أنه منسوب إلى رؤبة ويذكر نسبا متصلا به، ويقول: هو صحابيّ.
ولست أعرف رؤية هذا ولا رأيت من ذكره. وقال بعض شيوخنا: إن رؤبة بلد
بالشام» . (التكملة 1/ 99) .
وقد تصحفت هذه النسبة إلى «الرومي» في: الذيل على طبقات الحنابلة،
وبغية الوعاة، وشذرات الذهب.
[2] انظر عن (الحسن بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 183 رقم
1112.
[3] طوّل المنذري في نسبه، وقال: شاهدت هذا النسب بخطه.
[4] انظر عن (الحسن بن المبارك) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921)
ورقة 17، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 171 رقم 1090.
(43/203)
حدّث عن: أبي الوقت، وسعيد ابن البنّاء.
وتُوُفّي في المحرم.
[حرف الراء]
292- رَشِيد [1] .
مولى الأمير صندل المقتفويّ.
روى عَنِ: ابن البَطِّيّ.
[حرف العين]
293- عَبْد اللَّه بْن يَحْيَى [2] بْن عليّ بْن أحمد ابن الخَرّاز
الحريميّ.
تُوُفّي بساوة.
سَمِعَ: أحمدَ بْن عليّ ابن الأشقر، وسَعْدَ الخيرِ، وعمّ أَبِيهِ أبا
عليّ أَحْمَد بْن أَحْمَد.
294- عَبْد الله بْن عَبْد الله الشّنترينيّ [3] الزّاهد.
قَالَ الأبّار: صحِب أبا عَبْد الله ابن المجاهد الزّاهد دهرا وسلك
طريقته، وكان فقيها مُفْتيًا عابِدًا، وَكَانَ يبيع الزّيت.
بقي إِلى سنة ستّ [4] .
__________
[1] انظر عن (رشيد المقتفوي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة
51، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 194 رقم 1131.
[2] انظر عن (عبد الله بن يحيى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 178 رقم
1104، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1773، والمختصر المحتاج إليه 2/ 176
رقم 18.، والمشتبه 1/ 161، وتوضيح المشتبه 2/ 347.
[3] انظر عن (عبد الله الشنتريني) في: تكملة الصلة 2/ 878.
[4] الّذي في التكملة: حكى عنه أبو بكر بن قسوم، وسمع منه بداره في شهر
ربيع الأول سنة 606.
(43/204)
295- عبد الرحيم بْن عَبْدِ الرزّاق [1]
ابْن الشَّيْخ عَبْد القادر الجيليّ، أَبُو القَاسِم.
تُوُفّي ببغداد في ربيع الأول.
وقد سمع من: أبي الفتح ابن البطّيّ، وغيره.
296- عَبدُ السّلام بْن مُحَمَّد [2] بْن بكروس.
أَبُو الفتح القَيَّارِي [3] الحَمَّامي.
شيخ بغداديّ مسند. سمع من: إسماعيل ابن السمرقندي، وأبي سعد أحمد بن
محمد البغدادي، وأبي الفتح الكُرُوخيّ.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والضّياء، وغيرهما. وأجاز للفخر ابن
البخاريّ، وغيره.
تُوُفّي في ذي القعدة.
297- عَبْد العزيز بْن الخطير بْن مَمّاتيّ [4] .
ويُعرف بالقاضي الأسعد.
شاعر جيدُ النَّظْم، روى عَنْه الشهاب القُوصيّ، وقال: تُوُفّي بحلب
سنة ستّ.
وقد قدّمناه بلقبه.
298- عَبْد الهادي بْن يوسف بْن محمد بْن قدامة المقدسيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن عبد الرزاق) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 135، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 174 رقم 1096، وقلائد
العقيان للتادفي 46، 47.
[2] انظر عن (عبد السلام بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 142، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 188 رقم 1124، وتكملة إكمال
الإكمال لابن الصابوني 280، 281، والمختصر المحتاج إليه 3/ 39 رقم 809،
وفيه «عبد الرحمن» ، والمشتبه 2/ 415.
[3] القيّاري: بالقاف والياء آخر الحروف وبعد الألف راء مهملة. نسبة
إلى درب القيّار ببغداد.
[4] هو: أسعد بن المهذّب بن ممّاتي، الّذي تقدّمت ترجمته برقم (287) .
(43/205)
ولد في حدود الأربعين وخمسمائة.
وحدّث بالإِجازة عَنِ ابن البَطَّيّ. وسَمِعَ من جماعة.
وهو والد العماد عَبْد الحميد، وغيره.
روى عَنْهُ: الضّياء.
ومات بالجبل.
299- عُثْمَان بْن يوسف بْن مِقدام المقدسيّ، المقرئ.
شيخ صالح عابد، ابن عمِّه الحافظ الضّياء.
يروي عَنِ ابن صابر.
روى عَنْهُ: الضّياء، وغيرهُ.
تُوُفّي في شهر ربيع الأول قبل عَبْد الهادي بشهر.
300- عَفِيفَة بنت أَبِي بَكْر [1] أَحْمَد بْن عَبْد الله بْن
مُحَمَّد.
أمّ هانئ الفارقانيَّة [2] ، الأصبهانيَّة.
شيخة مُعَمَّرة مشهورة، وُلِدَتْ سنة عشر وخمسمائة.
وسَمِعَتْ مِن صاحب أَبِي نُعَيْم الحافظ عَبْد الواحد الدَّشْتَج، وهي
آخر من حَدّثَ فِي الدّنيا عَنْهُ بالسّماع. وتروي عَنْ: أَبِي عليّ
الحدّاد، وأبي سعد ابن الطّيوريّ، وأبي الغنائم ابن المهتدي باللَّه،
وأبي عليّ ابن المهديّ، وأبي طالب ابن يوسف البغداديّ، وأبي الحَسَن
بْن مرزوق الزَّعفرانيّ، بالإِجازة.
وسمعت أيضا من حمزة بْن الْعَبَّاس العَلَويّ، وجَعْفَر بْن عَبْد
الواحد الثقفيّ، وفاطمة الجوزدانية.
روى عنها: أَبُو مُوسَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ،
والضّياء محمد، والرفيع
__________
[1] انظر عن (عفيفة بنت أبي بكر) في: التقييد لابن نقطة 500، 501 رقم
687، والمعين في طبقات المحدّثين 187 رقم 1984، والإعلام بوفيات
الأعلام 249، وسير أعلام النبلاء 21/ 485 دون ترجمة، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 317، والعبر 5/ 17، ومرآة الجنان 4/ 6، والنجوم الزاهرة
1/ 200، وشذرات الذهب 5/ 19، 20.
[2] الفارقانية: نسبة إلى فارقان، قرية من قرى أصبهان.
(43/206)
إِسْحَاق والد الأبَرْقُوهيّ، وجماعة.
وأجازت لأحمد بْن أبي الخير، وللفخر عليّ، وللبرهان إبراهيم ابن
الدَّرَجيّ، وللشيخ شمس الدّين، وللكمال عَبْد الرّحيم، ولخديجة بنتِ
الشهاب بْن راجح، ولأحمد بْن شيبان.
وسمعت مِن فاطمة «المعجم الكبير» كلَّه، و «المعجم الصغير» للطّبرانيّ،
و «الفتن» لنُعَيم بْن حمّاد.
قَالَ ابنُ نقطة [1] : سمعنا منها «المعجم الكبير» و «الفتن» لنُعَيم،
وغير ذَلِكَ.
تُوُفّيت في ربيع الآخر، قاله الضّياء، وقال: مولدها في ذي الحجَّة سنة
عشر.
نقلت إجازة البغاددة لها مِن خَطِّ شيخنا المِزّيّ.
301- عليّ بْن المبارك [2] .
ابن أخي الحَرِيص البغداديّ، الخَبّاز.
روى عن: سعيد ابن البنّاء.
تُوُفّي فيها ظنّا.
302- عُمَرُ بنُ مُحَمَّد [3] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن بَيْبش.
أَبُو حفص البكريّ، الدّانيّ، المعروف بابن أَبِي رطلة.
سَمِعَ بدانية من أبي الحسن ابن عِزّ النّاس، وأبي بَكْر بْن جماعة.
وأخذ القراءات عَن أَبِي عَبْد الله بن حميد. ورحل إِلى مالَقة، فأخذ
القراءاتِ عَنِ القَاسِم بْن دحمان، أَبِي العَبَّاس البَلَنسيّ.
وسَمِعَ منهم، ومن: السّهيليّ، وأبي الحسن ابن جامع. وأجاز لَهُ أَبُو
عَبْد الله بْن سعادة، وجماعة.
__________
[1] في التقييد 500.
[2] انظر عن (علي بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 196 رقم
1134، والمختصر المحتاج إليه 3/ 141، 142 رقم 1053، وتاريخ ابن الدبيثي
(كمبرج) ورقة 164.
[3] انظر عن (عمر بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 3/ ورقة 49،
50.
(43/207)
وأقرأ وحدّث، وكان مُضَعَّفًا إلّا أنّه
كَانَ صدوقا فيما رواه. وتُوُفّي في شوّال. قَالَ ذَلِكَ الأبّار.
[حرف الفاء]
303- فارس بْن أَبِي البركات [1] .
أَبُو المظفَّر الحربيّ، المشاهر.
روى عَنْ: ابن الطّلّاية، وغيره.
روى عَنْهُ: عيسى ابن الموفّق، وأبو موسى ابن الحافظ وأخوه أَبُو
سُلَيْمَان، وعبد الله بْن أَبِي عُمَر الخطيب، والضّياء مُحَمَّد.
تُوُفّي في رجب.
أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ بِنْتُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا أَبِي مِنْ
لَفْظِهِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ وَسِتِّمَائَةٍ حُضُورًا،
أَخْبَرَنَا فَارِسُ بْنُ أَبِي الْبَرَكَاتِ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
مَظَفَّرٍ، وَمُظَفَّرُ بْنُ جَحْشُوَيْهِ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ حَازِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي نَصْرٍ بِالْحَرْبِيَّةِ، قَالُوا:
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو
شِهَابٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وسلم: «إِذَا أَشَارَ الْمُسْلِمُ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ
لَعَنَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ»
[2] . فَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَكْرَهُ أَنْ يُنَاوِلَ الرَّجُلَ
إِبْرَةً.
وَأَخْبَرَنِيهِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ
بْنُ أبي الجود، أخبرنا أحمد بن أبي غالب، فذكره.
__________
[1] انظر عن (فارس بن أبي البركات) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 183
رقم 1113.
[2] وأخرجه أحمد 2/ 256 و 505، ومسلم (2616) ، والترمذي (2162) من طرق
عن محمد ابن سيرين عن أبي هريرة، وفي الباب عن عائشة عن أحمد 6/ 266،
وعن أبي بكرة عند الطيالسي (884) .
(43/208)
304- فتحُ بْن مُحَمَّد [1] بْن عليّ.
الفقيه أَبُو المنصور الدِّمياطيّ، الشّافعيّ، نجيب الدّين.
والد الزّين الكاتب المشهورِ.
عُمِّرَ دهرا. وسَمِعَ من: أَبِي طاهر السِّلَفِيّ، وأبي الطاهر بْن
عوف، وجماعة.
وحدَّث، وله شعر حَسَن، وتصانيفُ حسنة في فنون.
تُوُفّي في مستَهلّ المحرّم.
[حرف الميم]
305- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] بن عبد الملك بن عَبْد العزيز.
أَبُو عَبْد الله اللَّخْميّ، الباجيّ، ثُمَّ الإِشبيليّ.
روى عَنْ: أَبِيهِ، وأبي عَبْد الله ابن المجاهد، وابن الجدّ وبه
تفقّهَ.
وولي قضاء إشبيلية.
وتُوُفّي في شوّال.
306- مُحَمَّد بْن أعزّ [3] بْن عُمَر بْن مُحَمَّد.
أَبُو عَبْد الله التيَّميّ، البكريّ، السُّهرورديّ، ثُمَّ البغداديّ.
وُلِدَ سنةَ سبع وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: إسماعيل ابن السمرقندي، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي،
وغيرهما. وسَمِعَ من جدّه عُمَر بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْد اللَّه بْن
سَعْد السُّهرورديّ الصّوفيّ عمّ أَبِي النّجيب، حدّثه عَنْ عاصم بْن
الحَسَن، وغيره.
ومات سنة اثنتين وثلاثين، وهو ممّن كتب عنه السّلفيّ.
__________
[1] انظر عن (فتح بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 170، 171 رقم
1088، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 99، 100.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 579.
[3] انظر عن (محمد بن أعزّ) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية)
ورقة 12، وتاريخ ابن الدبيثي 1/ 179، 180، ومشيخة النجيب عبد اللطيف،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 188 رقم 1123، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم
2376.
(43/209)
روى عَنْ مُحَمَّد هذا: أَبُو عبد الله
الدُّبَيْثِيّ، والنّجيبُ عَبْد اللّطيف.
وتُوُفّي في شوّال.
ومات أَبُوهُ وكان يروي عَنِ ابن نبهان سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
307- مُحَمَّد بْن سعيد [1] بْن مُحَمَّد.
أَبُو عَبْد الله المُراديّ، المُرْسيّ، المقرئ.
أخذَ القراءاتِ عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن هُذيل، وأبي علي بن عريب. وسمع
منهما، ومِن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن سعادة، وأبي محمد بن عاشر،
وجماعة.
وكان خَيِّرًا فاضلا، أقرأ القراءاتِ، وروى الحديث، وحَمَلَ النّاسُ
عَنْهُ الكثير. وممّن قرأ عَلَيْهِ القراءات عَلَم الدّين القَاسِم بْن
أَحْمَد اللّورقيّ نزيل دمشق.
وقال الأبّار [2] : وُلِدَ سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وتُوُفّي
بمُرسية إِلى رحمة الله ليلة الجمعةِ الحادي والعشرين من رمضان سنة
ستّ.
308- مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي يَحْيَى [3] بن مطروح.
أَبُو عَبْد الله التُّجِيبِي، السّرقسطيّ.
سمع من: أبي الحسن ابن النّعمة.
قَالَ الأبار: كَانَ إخباريا حلوَ النّادرة والفكاهة، جمع شِعر أَبِي
بَكْر يَحْيَى بْن محمد ابن الْجَزّار السَّرقُسطِيّ.
روى عَنْهُ: ابنُه عبدُ الله، وأبو عبد الله ابن أبي البقاء.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سعيد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 578،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 6/ 213، 214، والعبر 5/ 18،
ومعرفة القراء الكبار 2/ 594 رقم 552، وغاية النهاية 2/ 145.
وقد سقطت هذه الترجمة بكاملها من المطبوع من تاريخ الإسلام 18/ 230
(طبعة مصر) .
[2] في التكملة 2/ 578.
[3] انظر عَنْ (مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يحيى) في:
تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 579.
(43/210)
309- محمدُ بنُ عُبَيْد الله [1] بْن
الحُسَيْن.
أَبُو عَبْد الله البُرُوجِرْدِيّ.
سَمِعَ بأصبهان مِن أَحْمَد بن عبد الله بن مرزوق. وقدِم بغداد فتفقّه
بها للشّافعيّ، وسَمِعَ من: أبي عبد الله ابن السّلال، وعبد الصَّبور
الهَرَويّ.
وتُوُفّي بِبُرُوجِرْد- وهي عَلَى يومين من هَمَذَان- في العشرين من
ربيع الأول.
310- مُحَمَّد بْن عليّ بْن يَحْيَى [2] بن عليّ ابن الطّرّاح.
أَبُو جَعْفَر البغداديّ، المدير.
من أولاد المحدّثين. وكان شروطيّا مديرا [3] عَلَى أبواب الحُكّام.
سَمِعَ من: أَبِي الفضل الأُرْمَويّ، وأبي عَبْد الله الرُّطَبِيّ،
وأبي الوَقْت.
قَالَ ابنُ النجّار: كتبتُ عَنْهُ ولا بأسَ بِهِ، تُوُفّي في سادس
رمضان [4] .
311- مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الحُسَيْن [5] بن الحسن بن عليّ.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبيد الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (شهيد عليّ
1870) ورقة 59، 60، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 175، 176 رقم 1098،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 66، وذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي 2/ 36، 37 رقم 246.
[2] انظر عن (محمد بن علي بن يحيى) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد
لابن الدبيثي 2/ 142، 143 رقم 377، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 189 رقم
1125، والمختصر المحتاج إليه 1/ 98.
[3] قال المنذري: والمدير نسبة لمن يدير السجلّات التي يحكم بها الحكام
على الشهود حتى يكتبوا فيها شهادتهم، واشتهر بهذه النسبة جدّ أبيه أبو
الحسن علي ومن بعده من ولده.
[4] مولده سنة 541 هـ. وقال المنذري: وكان وكيلا بباب القضاة هو،
وأبوه، وجدّه، وجدّ أبيه، وهو آخرهم.
وحدّث هو، وأبوه، وجدّه، وجدّ أبيه، وأختاه: عزيزة، وسيّدة الكتبة
نعمة.
[5] انظر عن (محمد بن عمر بن الحسن) في: الكامل في التاريخ 12/ 288،
والتاريخ المظفري لابن أبي الدم، ورقة 230، وتاريخ الحكماء 291- 293،
ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 542، 543، وعقود الجمان لابن الشعار 6/ ورقة 54-
60، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 186، 187 رقم 1121، وذيل الروضتين 68،
وعيون الأنباء 3/ 34- 45، والجامع المختصر 9/ 306، 307، وتاريخ مختصر
الدول 240، ووفيات الأعيان
(43/211)
العلَّامة فخر الدّين، أَبُو عَبْد الله
القُرشيّ، البكْريّ، التَّيْمِيّ، الطَّبرَستانيُّ الأصلِ، الرّازيّ،
ابن خطيب الرّيّ، الشّافعيّ، المفسّر، المتكلّم، صاحب التّصانيف.
__________
[4] / 248، 252، وتاريخ الزمان لابن العبري 249، وآثار البلاد وأخبار
العباد 377- 379، وتلخيص مجمع الآداب 3/ 357، وتاريخ إربل 1/ 329،
والمختصر في أخبار البشر 3/ 112، ونهاية الأرب 29/ 51، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 316، والإعلام بوفيات الأعلام 249، وسير أعلام النبلاء
21/ 500، 501 رقم 261، وميزان الاعتدال 3/ 340 رقم 6686 (الفخر بن
الخطيب) ، والمغني في الضعفاء 2/ 508 رقم 4889، ودول الإسلام 2/ 112،
113، والعبر 5/ 18، 19، وتاريخ ابن الوردي 2/ 127، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 5/ 33- 40 (8/ 81- 96) ، ومرآة الجنان 4/ 7- 11، والوافي
بالوفيات 4/ 284- 259، والبداية والنهاية 13/ 55، 56، وطبقات الشافعية
لابن كثير، ورقة 154 أ، 155 ب، وطبقات الشافعية للمطري، ورقة 194 ب،
والوفيات لابن قنفذ 308 وفيه «ابن الخطيب الرازيّ» ، وطبقات الشافعية
للإسنويّ 2/ 260، 261، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 74، 75، وتاريخ
الخميس 2/ 410، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 396- 398 رقم 366،
وطبقات النحاة واللغويين، له ورقة 48، والعسجد المسبوك 332 وفيه مولده
سنة 543 هـ.، 332، 333 وفيه مولده سنة 544 هـ. ولم يتنبّه المحقّق
للكتاب إلى أن صاحب الترجمة قد تكرّر في السنتين، وهما واحد، ولسان
الميزان 4/ 426- 429 رقم 1311، وعقد الجمان 17/ ورقة 322- 324، وتاج
التراجم 93، والنجوم الزاهرة 6/ 197، 198، مفتاح السعادة 1/ 445، وكشف
الظنون 61، 67، 83، 94، 120، 204، 224، 962، 333، 354، 359، 447، 449،
454، 515، 605، 633، 725، 730، 739، 760، 954، 989، 993، 1035، 1113،
1141، 1186، 1312، 1445، 1467، 1561، 1577، 1578، 1614، 1615، 1616،
1697، 1714، 1726، 1727، 1756، 1774، 1819، 1840، 1864، 1905، 1973،
1986، 1988، 2002، وشذرات الذهب 5/ 31، وروضات الجنات 190- 192، وهدية
العارفين 2/ 107، 108، وإيضاح المكنون 2/ 569، وديوان الإسلام 2/ 338-
340 رقم 1005، وطبقات الشافعية لابن هداية الله 216، 217، وطبقات
المفسّرين للسيوطي 39، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 47، 48،
وتاريخ ابن سباط (بتحقيقنا) 1/ 248، وفهرس مخطوطات الظاهرية للعش 6/
249، وفهرس المخطوطات المصورة 1/ 233، 237، 238، 251، 253، وفهرست
الخديوية 1/ 173، 213- 216 و 5/ 158، 159، 370 و 6/ 105، والخالدون
العرب لطوقان 69- 76، والأعلام 7/ 203، والمجدّدون في الإسلام للصعيدي
224- 228، ومعجم المؤلفين 11/ 79، 80، ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين
282 رقم 550.
(43/212)
ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
اشتغل عَلَى والده الإِمام ضياء الدّين عُمَر، وكان مِن تلامذة مُحيي
السُّنَّة أَبِي مُحَمَّد البَغَويّ.
قَالَ الموفّق أَحْمَد بْن أَبِي أُصَيبعة فِي «تاريخه» : انتشرت في
الآفاق مصنّفاتُ فخر الدّين وتلامذته. وكان إذَا رَكِبَ، مشى حوله نحو
ثلاثمائة تلميذ فقهاء، وغيرهم، وكان خُوارزم شاه يأتي إِلَيْهِ، وكان
شديدَ الحرص جدّا في العلوم الشرعيَّة والحكمية، حادَّ الذّهن، كثيرَ
البراعة، قويَّ النّظر في صناعة الطّبّ، عارفا بالأدب، لَهُ شِعر
بالفارسيّ والعربيّ، وكان عبلَ البدن، رَبْعَ القامة، كبيرَ اللّحية،
في صوته فخامة. كانوا يقصِدُونه من البلاد عَلَى اختلاف مطالبهم في
العلوم وتفنّنهم، فكان كلُّ منهم يجد عنده النهاية القصوى فيما يرومه
منه. قرأ الحكمةَ عَلَى المجد الجِّيليّ بمراغة، وكان المجدُ من كبار
الفضلاء وله تصانيف [1] .
قلت: يَعنِي بالحكمة: الفلسفةَ.
قَالَ القاضي شمس الدّين ابن خَلِّكان فيه: فريدُ عصره ونسيجُ وَحْدهِ.
وشهرته تُغني عَنِ استقصاء فضائله [2] ، ولَقَبُه فخر الدّين.
وتصانيفه في عِلم الكلام والمعقولات سائرة في الآفاق، وله «تفسير» كبير
لم يتمّمه. ومن تصانيفه في عِلم الكلام: «المطالب العالية» ، وكتاب
«نهاية العقول» ، وكتاب «الأربعين» ، وكتاب «المحصّل» ، وكتاب «البيان
والبرهان في الردّ عَلَى أهل الزّيغ والطُّغيان» ، وكتاب «المباحث
العماديّة في المطالب المعادية» ، وكتاب «المحصول» في أصول الفقه،
وكتاب «عيون المسائل» ، وكتاب «تأسيس التّقديس في تأويل الصّفات» ،
وكتاب «إرشاد
__________
[1] انظر عيون الأنباء في طبقات الأطباء 3/ 34.
[2] العبارة حتى هنا غير موجودة في المطبوع من (وفيات الأعيان) .
(43/213)
النُّظّار إِلى لطائف الأسرار» ، وكتاب
«أجوبة المسائل البخاريَّة» [1] ، وكتاب «تحصيل الحقّ» ، وكتاب
«الزُّبدة» ، وكتاب «المعالم» في أصول الدّين، وكتاب «الملخّص» في
الفلسفة، وكتاب «شرح الإشارات» ، وكتاب «عيون الحكمة» [2] ، وكتاب
«السرّ المكتوم في مخاطبة النّجوم» ، وشرح أسماء الله الحسنى.
ويقال: إنّه شرحَ «المفصّل» للزّمخشريّ، وشرح «الوجيز» للغزاليّ، وشرح
«سقْط الزّنْد» لأبي العلاء. وله مختصر في الإِعجاز ومؤاخذات جيّدة
عَلَى النُّحاة، وله طريقة في الخلاف. وصَنّف في الطّبّ «شرح الكلّيات
للقانون» وصَنّف في عِلم الفراسة. وله مصنّف في مناقب الشّافعيّ. وكلّ
تصانيفه ممتعة، ورُزق فيها سعادة عظيمة، وانتشرت في الآفاق، وأقبل
النّاسُ عَلَى الاشتغال فيها، ورفضوا كُتُبَ المتقدّمين.
وله في الوعظ باللّسانين مرتبة عالية، وكان يلحقه الوجدُ حالَ وعْظه،
ويحضر مجلسَه أربابُ المقالات والمذاهب ويسألونه. ورجع بسببه خلق كثير
من الكرّامية وغيرهم إِلى مذهب أهل السُّنَّة، وكان يُلقّب بهَرَاة:
شيخ الإِسلام.
اشتغل عَلَى والده إِلى أن مات، ثُمَّ قصد الكمال السّمنانيّ، واشتغل
عَلَيْهِ مدَّةً، ثُمَّ عاد إِلى الرّيّ، واشتغل عَلَى المجد الجيليّ
صاحب مُحَمَّد بْن يَحْيَى الفقيه النّيسابوريّ، وتوجّه معه إلى مراغة
لمّا طُلِبَ إليها.
ويقال: إنّه كَانَ يحفظ كتاب «الشّامل» في عِلم الكلام لإمامِ
الحَرَمين، ثُمَّ قصد خُوارزم وقد تمهَّر في العلوم، فجرى بينَه وبينَ
أهلها كلام فيما يرجع إِلى المذهب والعقيدة، فأُخْرِجَ من البلد، فقصد
ما وراء النّهر، فجرى لَهُ أيضا ما جرى بخوارزم، فعاد إلى الرّيّ، وكان
بها طبيب حاذق، له ثروة ونعمة،
__________
[1] تصحف في وفيات الأعيان 4/ 249 إلى «التجارية» .
[2] في وفيات الأعيان «شرح عيون الحكمة» .
(43/214)
وله بنتان، ولفخر الدّين ابنان، فمرض
الطّبيبُ، فزوّج بنتيه بابني الفخر، ومات الطّبيبُ فاستولى الفخر عَلَى
جميع أمواله، ومن ثُمَّ كانت لَهُ النّعمةُ.
ولمّا وصل إِلى السّلطان شهاب الدّين الغُوريّ، بالغ في إكرامه
والإِنعام عَلَيْهِ، وحصلت لَهُ منه أموال عظيمة، وعاد إِلى خُراسان
واتّصل بالسّلطان خُوارزم شاه مُحَمَّد بْن تكش، وحظي عنده، ونال أسمى
المراتب.
وهو أول مَنِ اخترع هذا التّرتيبَ في كتبه، وأتى فيها بما لم يُسبق
إِلَيْهِ.
وكان يُكثر البكاءَ حالَ الوعظ. وكان لمّا أثرى، لازم الأسفار
والتّجارة، وعامل شهابَ الدّين الغوريّ في جملةٍ من المال، ومضى
إِلَيْهِ لاستيفاء حقّه، فبالغ في إكرامه، ونال منه مالا طائلا.
إِلى أن قَالَ ابن خَلِّكان: ومناقُبه أكثر من أن تُعَدّ وفضائله لا
تُحصى ولا تُحَدّ. واشتغل بعلوم الأصول عَلَى والده، وأبوه اشتغل عَلَى
أَبِي القَاسِم الأنصاريّ صاحب إمام الحرمين، واسمه سليمان ابن ناصر.
وقال أبو المظفّر سبط ابن الجوزيّ [1] ، وأَبُو شامة [2] : اعتنى
الفخرُ الرّازيّ بكتب ابن سيناء وشَرَحها. وكان يعظ وينالُ من
الكرّامية، وينالون منه سبّا وتكفيرا.
وقيل: إنّهم وضعوا عَلَيْهِ مَنْ سقاه السُّمَّ فمات، وكانوا يَرْمُونه
بالكبائر.
ولا كلامَ في فضله، وإنّما الشناعات قائمة عَلَيْهِ بأشياء.
منها: أَنَّهُ قَالَ: قَالَ مُحَمَّد التّازيّ [3] وقال مُحَمَّد
الرّازيّ، يعني النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونفسه،
والتّازي: هو العربيّ.
__________
[1] في مرآة الزمان 8/ 542- 543.
[2] في ذيل الروضتين، ص 68.
[3] في المرآة: «النادي» وهو تحريف.
(43/215)
ومنها أَنَّهُ كَانَ يقرّر مسائلَ الخصوم
وشُبَهَهُمْ بأتمّ عبارة، فإذا جاء بالأجوبة، قَنِعَ بالإِشارة [1] .
ولعلّه قصد الإِيجاز، ولكن أين الحقيقة من المجاز. وقد خالف الفلاسفة
الّذين أخذ عنهم هذا الفنّ فَقَالَ في كتاب «المعالم» : أطبقت الفلاسفة
عَلَى أنّ النّفس جوهر وليست بجسم، قَالَ: وهذا عندي باطل لأنّ الجوهر
يمتنع أن يكون لَهُ قرب أو بُعد من الأجسام [2] .
قَالَ الإِمام أَبُو شامة [3] : وقد رأيتُ جماعة من أصحابه قدِموا
علينا دمشق، وكُلُّهُمْ كَانَ يعظّمه تعظيما كبيرا، ولا ينبغي أن يُسمع
فيمن ثبتت فضيلتُه كلامٌ يستبشع [4] ، لعلّه مِن صاحب غرض مِن حسدٍ، أو
مخالفة في مذهب أو عقيدة.
قَالَ: وبلغني أَنَّهُ خلَّف من الذَّهب ثمانين ألف دينار سوى الدّوابّ
والعقارِ، وغير ذَلِكَ. وخلّف ولَدَيْنِ كَانَ الأكبر منهما قد تجنَّد
في حياة أَبِيهِ، وخدم السّلطان خُوارزم شاه.
قلت: ومن تلامذته مصنِّف «الحاصل» تاج الدّين مُحَمَّد بْن الحُسَيْن
الأُرْمَويّ، وقد تُوُفّي قبل وقعة بغداد، وشمس الدّين عَبْد الحميد
بْن عيسى الخُسْرُوشاهي، والقاضي شمس الدّين الخُوَيّي، ومحيي الدّين
قاضي مرند.
وتفسيره الكبير في اثنتي عشرة مجلَّدةٍ كِبار سماه «فتوح الغيب» أو
«مفاتيح الغيب» . وفسّر «الفاتحة» في مجلَّدٍ مستقلّ. وشرح نصف
«الوجيز»
__________
[1] حتى هنا في ذيل الروضتين.
[2] قال سبط ابن الجوزي معقبا على هذا: «قلت: اتفاقهم على أنها ليست
داخلة في البدن ولا خارجة عنه يدل على عدم الجسمية وما ادعوا على أن
للجوهر قربا ولا بعدا عن الأجسام وإنما ادعوا ذلك في ذات الجوهر لا في
غيره. وليست النفس كذلك، ولهذا توقفوا عن الجواب في معنى الجوهر الفرد،
ولهم في هذا مذاهب موصوفة ومآرب معروفة» .
[3] في ذيل، ص 68.
[4] في ذيل الروضتين: «شنع» .
(43/216)
للغزاليّ. وله كتاب «المطالب العالية» في
ثلاث مجلّدات، ولم يتمَّه، وهو من آخر تصانيفه، وله كتاب «عيون الحكمة»
فلسفة، وكتاب في الرمل، وكتاب في الهندسة، وكتاب «الاختبارات العلائية»
فيه تنجيم، وكتاب «الاختبارات السّماوية» تنجيم، وكتاب «المِلَل
والنِّحَل» ، وكتاب في النَّبْض، وكتاب «الطّبّ الكبير» ، وكتاب
«التّشريح» لم يتمّه، ومصنّفات كثيرة ذكرها الموفّق ابن أَبِي أصيبعة
[1] ، وقال: كَانَ خطيب الرّيّ، وكان أكثر مقامه بها، وتوجّه إلى
خوارزم ومرض بها، وامتدّ مرضه أشهرا، ومات بهَرَاة بدار السّلطنة.
وكان علاء المُلك العلويّ وزير خُوارزم شاه قد تزوّج بابنته. وكان لفخر
الدّين أموال عظيمة ومماليك تُرْك وحَشَم وتجمُّل زائد، وعلى مجلسه
هيبة شديدة.
ومن شِعره:
نِهَايَةُ إقْدَامِ العُقُولِ عِقَالُ ... وأَكْثَرُ سَعْي
العَالَمِينَ ضَلالُ
وأَرْوَاحُنا في وحْشَةٍ مِن جُسُومِنَا ... وَحَاصِلُ دُنيانَا أذى
وَوَبَالُ
ولَمْ نَسْتَفِدْ مِن بَحْثِنَا طُولَ عُمْرِنَا ... سِوى أَنْ
جَمَعْنَا فِيهِ قِيلَ وَقَالُوا
وَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِنْ رِجَالٍ وَدَوْلَةٍ ... فَبَادُوا جَمِيعًا
مُسْرِعِينَ وزَالُوا
وَكَمْ مِنْ جِبَالٍ قَدْ عَلَتْ شُرُفَاتهَا ... رِجَالٌ فَزالُوا
والجِبَالُ جِبَالُ [2]
حكى الأديبُ شرفُ الدّين مُحَمَّد بْن عُنَين أَنَّهُ حضر درسَ فخر
الدّين في مدرسته بخوارزم، ودرسُه حافل بالأفاضل، واليومُ شاتٍ، وقد
وقع ثلج كثير، وبرد خوارزم شديد، فسقطت بالقربِ منه حمامة، وقد طردها
بعضُ الجوارح، فلمّا وقعت، رجع عنها الجارحُ، وخاف، فلم تقدر الحمامة
عَلَى الطّيران من الخوف ومن البرد، فلمّا قام فخرُ الدّين من الدّرس،
وقف عليها، ورقّ لها وأخذها. فقلت في الحال:
__________
[1] في عيون الأنباء 3/ 44- 45.
[2] الأبيات في: وفيات الأعيان 4/ 250، 251، وعيون الأنباء 3/ 40،
والمختصر في أخبار البشر 3/ 112، وتاريخ ابن الوردي 2/ 127.
(43/217)
يا ابْنَ الكِرَام المُطْعِمِينَ إذَا
شَتَوْا ... في كلّ مسغبة وثلج خَاشِفِ [1]
العَاصِمِينَ إذَا النُّفُوسُ تَطَايَرَتْ ... بَيْنَ الصَّوَارِمِ
والوَشِيجِ الرَّاعِفِ
مَن نبَّأ الوَرْقَاءَ أنَّ مَحَلَّكُم ... حَرَمٌ وأنَّكَ مَلْجَأ
لِلخائِفِ؟
وفَدَتْ عَلَيْكَ وقد تَدَانَى حَتْفُهَا ... فَحَبوْتَهَا
بِبَقَائِهَا المُسْتَأْنَفِ
وَلَو أنَّها تُحْبى بِمَالٍ لانْثَنَتْ ... مِنْ رَاحَتَيْكَ
بِنَائِلٍ مُتَضَاعِفِ
جَاءَتْ سُلْيمَانَ الزَّمانَ بِشَكْوهَا ... والمَوْتُ يَلْمَعُ مِنْ
جَنَاحَيْ خَاطِفِ
قَرْمٍ لَوَاهُ القُوتُ حَتَّى ظِلُّه ... بِإزَائِه يَجْرِي بِقَلْبٍ
وَاجِفِ
وله فيه:
مَاتَتْ بِهِ بِدَعٌ تَمَادَى عُمْرُهَا ... دَهْرًا وَكَادَ
ظَلَامُهَا لا يَنْجَلِي
فَعَلا بِهِ الإِسْلَامُ أَرْفَعَ هَضْبَةِ ... وَرَسَا سِوَاهُ في
الحَضِيضِ الأسْفَلِ
غَلِطَ امرُؤٌ بأبي عَليٍّ قَاسَهُ ... هَيْهَات قَصَّرَ عَنْ هُداه
[2] أبو علي
لو أن رسطاليس يسمع لَفْظَةً ... مِنْ لَفْظِهِ لَعَرَتْهُ هِزَّةُ
أَفْكَلِ
ولَحَار بطلميوس لَوْ لَاقَاهُ مِن ... بُرْهَانِهِ في كُلِّ شَكْلٍ
مُشْكلِ
ولَو أنَّهُم جَمَعُوا لَدَيْه تَيَقَّنُوا ... أنَّ الفَضِيلَة لَمْ
تَكُنْ لِلأوَّلِ
ومِن كلام فخر الدّين قَالَ:
[رأيت الأصلحَ والأصوبَ طريقة القرآن، وهو تركُ الرّبّ، ثمّ ترك
التّعمّق، ثُمَّ المبالغة في التّعظيم مِن غير خوضٍ في التّفاصيل،
فأقرأ في التّنزيه قوله: وَالله الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَراءُ 47:
38 [3] ، وقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ 42: 11 [4] ، وقُلْ هُوَ
الله أَحَدٌ 112: 1 [5] ، وأقرأ في الإثبات: الرَّحْمنُ عَلَى
الْعَرْشِ 20: 5
__________
[1] الخاشف: الذاهب في الأرض.
[2] في وفيات الأعيان: «مداه» .
[3] سورة محمد، الآية 38.
[4] سورة الشورى، الآية 11.
[5] أول سورة الإخلاص.
(43/218)
اسْتَوى/ [1] ، ويَخافُونَ رَبَّهُمْ من
فَوْقِهِمْ 16: 50 [2] ، وإِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ 35:
10 [3] ، وأقرأ في أنّ الكلّ من الله قوله: قُلْ كُلٌّ من عِنْدِ الله
4: 78 [4] ، وفي تنزيهه عَنْ ما لا ينبغي: مَا أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ
فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ من سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ 4: 79 [5]
وعلى هذا القانون فقس. وأقولُ مِن صميم القلب من داخل الروح: إنّي
مُقِرٌّ بأنَّ كُلَّ ما هو الأكملُ الأفضلُ الأعظم الأجلّ، فهو لك،
وكلّ ما فيه عيب ونقص، فأنت مُنَزَّه عَنْهُ. [وأقول: إنّ عقلي وفهمي
قاصرٌ عَنِ الوصول إِلى كُنْه صفة ذَرَّةٍ من مخلوقاتك [6]] .
قَالَ الإِمام أَبُو عَمْرو بْن الصّلاح: حدّثني القطْبُ الطُّوغانيّ
مرّتين أنّه سَمِعَ الفخر الرّازيّ يَقُولُ: ليتني لم أشتغل بالكلام،
وبكى.
وقيل: إنّ الفخر الرّازيّ وعظ مرَّةً عند السّلطان شهاب الدّين
فَقَالَ: يا سلطان العالم لا سلطانك يبقى، ولا تلبيس الرازي يبقى
وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى الله 40: 43 [7] فأبكى السّلطانَ.
وقد ذكرنا في سنة خمسٍ وتسعين الفتنةَ الّتي جرت لَهُ مَعَ مجد الدّين
عبد المجيد ابن القدوة بهَرَاة.
من كلام فخر الدّين: إنْ كنتَ ترحم فقيرا، فأنا ذاك، وإن كنتَ ترى
معيوبا، فأنا ذاك المعيوب، وإن كنت تُخَلِّصُ غريقا، فأنا الغريق في
بحر الذّنوب. [وإن كنتَ أنت أنت، فأنا أَنَا لَيْسَ غير النّقص
والحرمان والذّلّ والهوان [8]] .
__________
[1] سورة طه، الآية 5.
[2] سورة النحل، الآية 50.
[3] سورة فاطر، الآية 10.
[4] سورة النساء، الآية 78.
[5] سورة النساء، الآية 79.
[6] ما بين الحاصرتين كتبه المؤلف- رحمه الله- على هامش النسخة.
[7] سورة غافر، الآية 43.
[8] ما بين الحاصرتين كتب على هامش الأصل.
(43/219)
وصيته
أوصى بهذه الوصيَّة لمّا احتضر لتلميذه إِبْرَاهيم بْن أبي بَكْر
الأصبهانيّ:
«يَقُولُ العبد الراجي رحمة ربَّه، الواثقُ بكرم مولاه، مُحَمَّد بْن
عُمَر بْن الحُسَيْن [1] الرازيّ، وهو أوَّلُ عهده بالآخرة، وآخرُ عهده
بالدّنيا، وهو الوقتُ الّذي يلينُ فيه كُلّ قاسٍ، ويتوجَّه إِلى مولاه
كلُّ آبق: أحَمَد الله تَعَالَى بالمحامد الّتي ذكرها أعظم ملائكته في
أشرف أوقات مَعارِجهم، ونطق بها أعظمُ أنبيائه في أكملِ أوقات
شهاداتهم، وأحمده بالمحَامد الّتي يستحقّها، عَرَفْتُها أو لم أعرفها،
لأنّه لا مناسبة للتّراب مَعَ ربِّ الأرباب. وصلاته [2] عَلَى الملائكة
[3] المقرّبين، والأنبياء والمرسلين، وجميع عباد الله الصّالحين.
ثُمَّ [4] اعلموا إخواني في الدّين وأخِلائي [5] في طلب اليقين، أنّ
الناس يقولون: إنّ الإِنسان إذَا مات انقطع عملهُ، وتعلُقُه عَنِ
الخلق، وهذا مخصَّص من وجهين: الأول: [أَنَّهُ] [6] بَقَى منه عمل صالح
صار ذَلِكَ سببا للدّعاء، والدّعاء لَهُ عند الله أثر، الثّاني: ما
يتعلَّق بالأولاد، وأداءِ الجنايات.
أمّا الأوّلُ: فاعلموا أنّني [7] كنتُ رجلا مُحِبًّا للعلم، فكنتُ
أكتُبُ في [8] كلّ شيء شيئا لأقف عَلَى كَمِّيته وكَيْفِيَّته، سواء
كَانَ حقّا أو باطلا، إلّا أنّ
__________
[1] في طبقات السبكي: «الحسن» ، ولعله من وهم الطبع، ولكن ورد الاسم في
أول الترجمة هناك: «محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين» وهو وهم صحيحه
تقديم «الحسين» على «الحسن» في نسبه.
[2] في طبقات السبكي: وصلواته.
[3] في السبكي: ملائكته.
[4] ليست في السبكي.
[5] في السبكي: أخلائي في الدين وإخواني ...
[6] زيادة في طبقات السبكي.
[7] في السبكي: أني.
[8] في السبكي: من.
(43/220)
الّذي نظرته [1] في الكتب المعتبرة أنّ
العالم المخصوصَ تحت تدبير مُدَبِّر مُنَزَّهٍ [2] عَنْ مماثلةِ
المُتَحَيَّزات [3] ، موصوفٍ بكمال القدرة والعلم والرحمة.
ولقد اختبرتُ الطُّرق الكلاميَّة، والمناهجَ الفلسفيَّة، فَما رأيتُ
فيها فائدة تساوي الفائدة الّتي وجدتها في القرآن، لأنّه يسعى في تسليم
العظمة والجلالة [4] للَّه، ويمنع عَنِ التّعمُّق في إيراد المعارَضات
والمناقَضات، وما ذاك إلّا للعلم بأنّ العقولَ البشريَّة تتلاشى في
تِلْكَ المضايق العميقة، والمناهج الخفيّة، فلهذا أقول: كلّ ما ثبت
بالدّلائل الظّاهرة، مِن وجوب وجوده، ووَحْدته، وبراءته عَنِ الشركاء
في [5] القِدَم، والأزليَّةِ، والتّدبير، والفعاليَّة، فذلك هُوَ الّذي
أقولُ بِهِ، وألْقَى الله بِهِ. وأمّا ما انتهى [6] الأمرُ فيه إِلى
الدِّقة والغُموض، وكلُّ ما ورد في القرآن والصِّحاح، المتعَيّن للمعنى
الواحد، فهو كما هُوَ [7] ، والّذي لم يكن كذلك أقول: يا إله العالمين،
إنّي أرى الخَلْقَ مُطْبِقينَ عَلَى أنّك أكرمُ الأكرمين، وأرحمُ
الراحمين، فلك ما مَدَّ بِهِ [8] قلمي، أو خطر ببالي فاسْتَشْهِد
وأقول: إنْ عَلِمْتَ منّي أنّي أردتُ بِهِ تحقيقَ باطل، أو إبطالَ
حَقٍّ، فافعل بي ما أَنَا أهلُه، وإن عَلِمْتَ منّي أنّي ما سعيتُ إلّا
في تقريرٍ [9] اعتقدتُ أَنَّهُ الحقّ، وتصورّتُ أَنَّهُ الصِّدق، فلتكن
رحمتُكَ مَعَ قصدي لا مَعَ حاصِلِي، فذاك جُهْدُ المُقِلِّ، وأنت أكرمُ
مِنْ أن تُضايقَ الضَّعيفَ الواقعَ في زَلَّةٍ، فأغِثني، وارحَمْني،
واستُرْ زلَّتي، وامْحُ حَوْبتي، يا من لا يَزيدُ ملكَه عِرفان
العارِفين، ولا ينقص ملكه بخطإ المجرمين.
__________
[1] في السبكي: إلا أن الّذي نطق به.
[2] في السبكي: مدبرة المنزه.
[3] في السبكي: التحيزات.
[4] في السبكي: الجلال.
[5] في السبكي: كما في.
[6] في السبكي: ينتهي.
[7] في السبكي: فهو كما قال.
[8] في السبكي: فكل ما مده.
[9] في السبكي: تقديس.
(43/221)
وأقول: ديني متابعةُ الرسول محمد صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكتابي القرآن العظيم، وتَعْويلي في طلب
الدّين عليهما، اللَّهمّ يا سامِعَ الأصوات، ويا مُجيب الدَّعَوات، ويا
مُقِيلَ العَثَرات، أَنَا كنتُ حَسَنَ الظَّنِّ بك، عظيمَ الرجاء في
رحمتك، وأنتَ قلتَ: «أَنَا عند ظنّ عبدي بي» ، وأنت قَلتَ: أَمَّنْ
يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ 27: 62 [1] ، فهَبْ أنّي ما جئتُ
بشيءٍ، فأنت الغنيّ الكريم، وأنا المحتاج اللّئيم [2] ، فلا تخيّب
رجائي، ولا تَرُد دعائي، واجعلني آمنا من عذابك قبلَ الموت، وبعدَ
الموت، وعندَ الموت، وسَهِّلْ عليَّ سكراتِ الموت فإنّك أرحمُ
الراحمين.
وأمّا الكتب الّتي صنّفتها، واستكثَرْتُ فيها من إيراد السّؤالات،
فَلْيَذكرني مَنْ نظر فيها بصالح دعائه، عَلَى سبيل التّفضُّل
والإِنعام، وإِلا فَلْيَحذِف القولَ السّيّئ، فإنّي ما أردتُ إلّا
تكثيرَ البحثِ، وشحذَ الخاطر، والاعتماد في الكلِّ عَلَى الله.
الثّاني، وهو إصلاح أمرِ الأطفال، والاعتماد فيه عَلَى الله» .
ثُمَّ إنّه سَرَد وصيّته في ذَلِكَ [3] ، إِلى أن قَالَ: «وأمرت
تلامذتي، ومَن لي عَلَيْهِ حقٌ إذَا أَنَا مِتُّ، يبالغون في إخفاء
موتي، ويدفنوني عَلَى شرط الشّرع، فإذا دفنوني قرءوا عليَّ ما قَدَرُوا
عَلَيْهِ من القرآن، ثُمَّ يقولون: يا كريمُ، جاءك الفقيرُ المحتاج،
فأحسِن إليه» .
سمعت وصيّته كلها من الكمال عُمَر بْن إلياس بْن يونس المَراغي،
أَخْبَرَنَا التّقيّ يوسف بْن أَبِي بَكْر النَّسائيّ بمصر،
أَخْبَرَنَا الكمال محمود بْن عُمَر الرازيّ، قَالَ: سَمِعْتُ الإِمام
فخر الدّين يوصي تلميذه إِبْرَاهيم بن أبي بكر، فذكرها.
__________
[1] سورة النمل، الآية 63.
[2] «وأنا المحتاج اللئيم» لم ترد عند السبكي.
[3] انظر: عيون الأنباء 3/ 42.
(43/222)
قلت: توفّي يوم عيد الفطر بهراة [1] .
__________
[1] وقال القزويني في (آثار البلاد وأخبار العباد) : حكي أن فخر الدين
الرازيّ ورد بخارى، وحضر حلقة رضيّ الدين النيسابورىّ، وكان في حلقته
أربعمائة فاضل مثل ركن الدين العميدي، وركن الدين الطاووسيّ، ومن كان
من طبقاتهم ومعه كان دونهم، واستدلّ [أي الرازيّ] في ذلك المجلس فلم
يبق من القوم إلا من أورد عليه سؤالا أو سؤالين، فأعادها كلها، فلما
قال: والاعتداد عن هذه الفوائد، قال رضي الدين: لا حاجة إلى الجواب
فإنه لا مزيد على هذا، وتعجّب القوم ضبطه وإعادته وترتيبه.
وحكي أنه قبل اشتهاره ذهب إلى خوارزم مع رسول، فقال أهل خوارزم للرسول:
سمعنا أن معك رجلا فاضلا نريد أن نسمع منه فائدة، وكانوا في الجامع يوم
الجمعة بعد الصلاة، فأشار الرسول إلى فخر الدين بذلك، فقال فخر الدين:
أفعل ذلك بشرط أن لا يبحثوا إلّا موجها. فالتزموا ذلك. فقال: من أي علم
تريدون؟ قالوا: من علم الكلام فإنه دأبنا.
قال: أي مسألة تريدون؟ اختاروا مسألة شرع فيها وقرّرها بأدنى زمان،
وكان هناك من العوامّ خلق كثير، وعوامّ خوارزم متكلّمة لعلّهم عرفوا أن
فخر الدين قرّر الدليل وغلبهم كلهم، فأراد مرتّب القوم أن يخفي ذلك
محافظة لمحفل الرئيس فقال: قد طال الوقت وكثرت الفوائد. اليوم تقتصر
على هذا، وتمامه في مجلس آخر في حضرة مولانا. فقال فخر الدين: أيها
الخوارزميّ إن مولانا لا يقوم من هذا المجلس إلا كافرا أو فاسقا لأني
ألزمته الحكم بالحجّة، فإن لم يعتقد فهو كافر على زعمه، وإن اعتقد ولم
يعترف به فهو فاسق على زعمه.
وحكي أنه ورد بخارى، وسمع أن أحدا من أهل بخارى ذكر إشكالات على إشارات
أبي علي [يعني ابن سينا] ، فلما ورد فخر الدين بخارى أوصى لأصحابه أن
لا يعرضوا ذلك على فخر الدين، فقال فخر الدين لأحد من أصحاب الرجل:
أغزني ليلة واحدة. ففعل، فضبطها كلها في ليلة واحدة، وقام وذهب إليه
أول النهار وقال له: سمعت أنك أوردت الإشكالات على أبي عليّ، فمعنى
كلام أبي عليّ هذا كيف تورد عليه الإشكال، حتى أتى على جميعها، ثم قال
له: أما تتّقي الله فهو كلام الرجل ما تعرف وتفسّرها من عندك تفسيرا
فاسدا وتورد عليه الإشكال؟ فقال الرجل: أظن أن الفخر الرازيّ! فقال: ما
أخطأت في هذا الظن. وقام وخرج.
وحكي أنه كان يعظ على المنبر بخوارزم وعوامّ خوارزم كلهم متكلّمة
يبحثون بحثا صحيحا. وكان يأتي بمسألة مختلفة بين المعتزلة والأشاعرة،
ثم يقرّرها تقريرا تاما ويقول: أئمّة المعتزلة لا يقدرون على مثل هذا
التقرير. ويقول لهم: أما هذا تقرير حسن؟
يقولون: نعم. فيقول: اسمعوا إبطاله. فيبطله بأدلّة أقوى منها،
فالمعتزلة عزموا على ترك الاعتزال لأن الواجب عليهم اتباع الدليل، فقال
لهم مشايخهم: لا تخالفوا مذهبكم فإن هذا رجل أعطاه الله في التقرير
قوّة عجيبة، فإنّ هذا لقوّته لا لضعف مذهبكم.
وحكي أنه كان على المنبر فنقل شيئا من التوراة فقالوا: كيف عرفت أنه في
التوراة؟ فقال:
(43/223)
312- مُحَمَّد بْن قسُّوم [1] بْن عَبْد
الله بْن قسُّوم.
أَبُو عَبْد الله الفهْميّ، الإِشبيلي، الزّاهد.
قال الأبّار: صحب أبا عبد الله ابن المجاهد واختصّ بِهِ، وكان مؤذّن
مسجده، وخَلَفَه بعد وفاته، وسَمِعَ منه «الموطأ» وحدَّث بِهِ عنه، و
«بمسند» أبي بكر بن أبي شيبة، و «رسالة» ابن أَبِي زيد. وكان فقيها
ورعا مُنْقَبِضًا عَنِ النّاس، نحْويًا ماهرا. حَدّثَ عَنْهُ عَبْدُ
الله بْن مُحَمَّد الطَّلَبِيّ. وتُوُفّي فِي ربيع الآخر وَلَهُ خمسٌ
وثمانون سنة. وحدّث عَنْهُ أيضا صاحبنا أبو بكر ابن سيّد النّاس.
313- مُحَمَّد بْن وهْب [2] بْن سلمان بن أحمد ابن الزّنف [3] .
أبو المعالي ابن الفقيه أَبِي القَاسِم السُّلَمِيّ، الدّمشقيّ.
وُلد سنة ثلاثٍ وثلاثين.
وسَمِعَ من: الفقيه نصر الله بْن مُحَمَّد المِصِّيصِيّ، وأبي الدُّرّ
ياقوت الروميّ، وابن البُنّ الأسديّ.
وحدّث بدمشق وبغداد لَمَّا حج منها، وأجاز له أبو الأسعد هبة الرحمن
ابن القشيريّ.
__________
[ () ] أيّ سفر شئتم عيّنوا حتى أقرأه عليكم! وجاءته حمامة خلفها باشق
يريد صيدها، فدخلت الحمامة خلف ظهر الشيخ، فقال بعض الحاضرين:
جاءت سليمان الزمان بشجوها ... والموت يلمع من جناح الخاطف
من عرّف الورقاء أنّ جنابكم ... حرم، وأنّك مأمن للخائف؟
[1] انظر عن (محمد بن قسّوم) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 578.
[2] انظر عن (محمد بن وهب) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
154، 155، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 184، 185 رقم 1115، وتاريخ إربل
1/ 164، 165 رقم 768 والمختصر المحتاج إليه 1/ 153، 154، وسير أعلام
النبلاء 21/ 506 رقم 263، والوافي بالوفيات 5/ 177 رقم 2218.
[3] الزّنف: بفتح الزاي وسكون النون وبعدها فاء. (المنذري) ، وقد
قيّدها محقّق (تاريخ إربل 1/ 164) بفتح النون.
(43/224)
روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل،
والضّياء، وابن أخيه الفخر عليّ، والزّكيّ عَبْد العظيم، والشّهاب
القُوصيّ، وآخرون.
لَقَبُه تاج الدّين.
تُوُفّي في العشرين من شعبان [1] .
314- المباركُ بن محمد [2] بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد
الشّيبانيّ.
__________
[1] وقال ابن المستوفي: ورد إربل حاجّا في شوال من سنة خمس وستمائة
وحدّث بها، وحضر للسماع عليه الفقير أبو سعيد كوكبوري بن علي بالدار
التي أنشأها ووقفها على أصحاب الحديث، وصله بآخرة الحج دنانير مصرية.
(تاريخ إربل 1/ 164) .
[2] انظر عن (المبارك بن محمد) في: معجم الأدباء 17/ 1، - 77 رقم 23،
وإكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 7، 8، والكامل في التاريخ
12/ 288، وإنباه الرواة 3/ 257، 260، وعقود الجمان لابن الشعار 6/ ورقة
15- 18، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 191، 192 رقم 1129، وذيل الروضتين
69، والجامع المختصر 9/ 299- 301، ووفيات الأعيان 4/ 141- 143، وتلخيص
مجمع الآداب 5/ رقم 439، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة، ورقة 109،
والمختصر في أخبار البشر 3/ 112، 113 والمختصر المحتاج إليه 3/ 175،
176 رقم 1150، والمعين في طبقات المحدّثين 187 رقم 1990، والإعلام
بوفيات الأعلام 249، والإشارة إلى وفيات الأعيان 316، ودول الإسلام 2/
113، والعبر 5/ 19، وسير أعلام النبلاء 21/ 488- 491 رقم 252، وتلخيص
ابن مكتوم، ورقة 241، وتاريخ ابن الوردي 2/ 127، ومرآة الجنان 4/ 11-
13، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 153، 154، وطبقات الشافعية
للإسنويّ 1/ 130، والبداية والنهاية 13/ 54، والوفيات لابن قنفذ 303
رقم 606، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 166، وطبقات الشافعية لابن
قاضي شهبة 2/ 392، 393 رقم 361، وطبقات النحاة واللغويين، له، ورقة
254- 256، وتاريخ الخميس 2/ 410، والألقاب لابن حجر، ورقة 3، وعقد
الجمان للعيني 17/ ورقة 72، والعسجد المسبوك 2/ 332، وتاريخ ابن الفرات
5 ق 1/ 100- 103، وبغية الوعاة 2/ 274، 275، والنجوم الزاهرة 6/ 198،
وشذرات الذهب 5/ 22، 23، وديوان الإسلام 1/ 166، 167 رقم 246، وتاريخ
إربل 1/ 133، 136، ومفتاح السعادة 1/ 110، 179 و 2/ 17، وكشف الظنون
182، 219، 236، 256، 535، 618، 789، 1207، 1383، 1623، 1683، 1711،
1989، وإيضاح المكنون 2/ 468، وهدية العارفين 2/ 2، 3، وفهرس المخطوطات
المصورة 1/ 113، وفهرس الأزهرية 1/ 402، وفهرست الخديوية 1/ 294- 296،
وفهرس مخطوطات الموصل 55، ومعجم المؤلفين 8/ 174، والفهرس التمهيدي 76،
77، والرسالة المستطرفة 156، والأعلام 6/ 152.
(43/225)
العلّامة مجد الدّين أبو السّعادات ابن
الأثير الْجَزَرِيّ، ثُمَّ المَوْصلي، الكاتب البليغ.
مصنّف «جامع الأُصول» ، ومصنّف «غريب الحديث» ، وغير ذَلِكَ.
وُلِدَ بجزيرة ابنِ عُمَر في سنة أربعٍ وأربعين وخمسمائة في أحد
الربيعين، وبها نشأ، وانتقل إِلى المَوْصِلِ، فسمع بها من يَحْيَى بْن
سعدون القُرطبيّ وخطيب الموصل، واتَّصل بخدمة الأميرِ الكبير مجاهد
الدّين قايماز الخادم إِلى أن أُهْلِكَ، فاتّصل بخدمة صاحب المَوْصِل
عزّ الدّين مسعود، وولي ديوان الإنشاء، وتوفّرت حرمته.
وكان بارعا في التَّرَسُّل لَهُ فيه مُصَنَّف.
وعرض لَهُ مرضٌ مزمن أبطل يديه ورِجليه، وعجز عَنِ الكتابة، وأقام
بداره. وأنشأ رباطا بقرية من قرى المَوْصِل، ووقف أملاكَه عَلَيْهِ.
وله شِعر يسير [1] .
تُوُفّي في آخر يوم من السّنة ودُفن برباطه.
ذكره أَبُو شامة في تاريخه [2] ، فَقَالَ: قرأ الحديثَ والأدبَ
والعلمَ.
وكان رئيسًا مشاورا، صنّف «جامع الأصول» و «النّهاية في الغريب» [3] ،
وصنّف «شرح مُسْنَد الشّافعيّ» . وكان بِهِ نقْرِسٌ، فكان يُحمل في
مِحَفَّة.
قرأ النّحو على أبي محمد سعيد ابن الدّهّان، وأبي الحَرم مكِّيّ
الضّرير.
وَسَمِعَ من: ابن سعدون، والطّوسيّ. وسَمِعَ ببغداد لمّا حجَّ من ابن
كُلَيْب، وحدّث وانتفع بِهِ النّاس. وكان ورِعًا عاقلا بهيّا، ذا بِرٍّ
وإحسان. وأخواه:
__________
[1] ورد شعره في: معجم الأدباء، وعقود الجمان لابن الشعار، ووفيات
الأعيان، وتاريخ ابن الفرات.
[2] ذيل الروضتين 69.
[3] قال ياقوت بعد أن ذكر أسماء مؤلّفاته: وشرح غريب الأحاديث ومعانيها
وأحكامها ووصف رجالها، ونبّه على جميع ما يحتاج إليه منها. أقطع قطعا
أنه لم يصنّف مثله قطّ ولا يصنّف. (معجم الأدباء 17/ 76) .
(43/226)
ضياء الدّين [1] مصنّف «المثل السّائر» ،
والآخر عزّ الدّين عليّ [2] صاحب «التّاريخ» .
وقال ابن خَلِّكان [3] : لَهُ كتاب «الإِنصاف في الجمع بين الكشف
والكشّاف» تفسيريّ الثّعلبيّ والزَّمَخْشَريّ، وله كتاب «المصطفى
المختار في الأدعية والأذكار» ، وكتاب لطيف في صنعة الكتابة، وكتاب
«البديع في شرح الفصول في النّحْو لابن الدّهّان» ، وله «ديوان رسائل»
رحمه الله [4] .
قلتُ: روى عَنْهُ ولدُه، والشّهابُ القُوصيّ، وغيرُ واحد. وعاش ثلاثا
وستّين سنة، سنّ نبيّنا مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وسنّ خير هذه الأمّة بعد نبيّها بشهادة أمير المؤمنين عليّ- رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ- لهما وهما أَبُو بَكْر وعمر- رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-.
آخر من روى عَنْهُ بالإِجازة فخر الدّين ابن البخاريّ [5] .
قَالَ ابن الشّعَّار [6] : كَانَ كاتبَ الإِنشاء لدولة صاحب المَوْصِلِ
نور الدّين أرسلانَ شاه بْن مسعود بْن مودود. وكان حاسبا كاتبا ذكيّا.
إلى أن قال: ومن
__________
[1] هو أبو الفتح نصر الله المتوفى سنة 637 هـ.
[2] هو صاحب «الكامل» المتوفى سنة 603 هـ.
[3] في وفيات الأعيان 4/ 141.
[4] وزاد ابن خلّكان في ترجمته: وحكى أخوه عز الدين أبو الحسن علي أنه
لما أقعد جاءهم رجل مغربيّ، والتزم أنه يداويه ويبرئه مما هو فيه، وأنه
لا يأخذ أجرا إلّا بعد برئه، فملنا إلى قوله، وأخذ في معالجته بدهن
صنعه، فظهرت ثمرة صنعته ولانت رجلاه وصار يتمكّن من مدّهما، وأشرف على
كمال البرء، فقال لي: أعط هذا المغربي شيئا يرضيه واصرفه، فقلت له:
لماذا وقد ظهر نجع معاناته؟ فقال: الأمر كما تقول، ولكني في راحة مما
كنت فيه من صحبة هؤلاء القوم والالتزام بأخطارهم، وقد سكنت روحي إلى
الانقطاع والدعة، وقد كنت بالأمس وأنا معافى أذل نفسي بالسعي إليهم،
وها أنا اليوم قاعد في منزلي، فإذا طرأت لهم أمور ضرورية جاءوني
بأنفسهم لأخذ رأيي، وبين هذا وذاك كثير، ولم سبب هذا إلّا هذا المرض،
فما أرى زواله ولا معالجته، ولم يبق من العمر إلّا القليل، فدعني أعيش
باقيه حرّا سليما من الذّل وقد أخذت منه بأوفر حظ. قال عز الدين:
فقبلت قوله وصرفت الرجل بإحسان.
[5] هو صاحب المشيخة المشهورة، توفي سنة 690 هـ.
[6] في عقود الجمان 6/ ورقة 15.
(43/227)
تصانيفه كتاب «الفروق في الأبنية» ، وكتاب
«الأذواء والذّوات» ، وكتاب «الأدعية» و «المختار في مناقب الأخيار» و
«شرح غريب الطّوال» . وكان من أشدّ النّاس بُخْلًا [1] .
315- محمود بْن أَحْمَد [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن.
أَبُو عَبْد الله المُضَرَيّ، الثّقفيّ، الأصبهانيّ.
إمام جامع أصبهان.
ولد سنة سبع عشرة وخمسمائة.
وسَمِعَ من: مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ الصالحاني، والحسين بن
عبد الملك الخلال، وزاهر [3] ، وسعيد بْن أَبِي الرجاء الصَّيْرفيّ.
روى عَنْهُ: ابنُ خليل، والضّياء، وابن نُقْطَة، وجماعة. وأجاز للشيخ
شمس الدين، وللفخر علي، وللكمال عَبْد الرحيم، ولابنِ شيبان، وغيرهم.
وتُوُفّي في جُمادي الآخرة.
قَالَ ابن نُقْطَة [4] : كَانَ صحيحَ السّماع، (ثقيل السّمع) [5] .
__________
[1] وقال أخوه عز الدين المؤرّخ: كان عالما في عدة علوم مبرّزا فيها،
منها: الفقه، والأصولان، والنحو، والحديث، واللغة، وله تصانيف مشهورة
في التفسير، والحديث، والنحو، والحساب، وغريب الحديث، وله رسائل
مدوّنة، وكان كاتبا مفلقا يضرب به المثل، ذا دين متين، ولزوم طريق
مستقيم، رحمه الله ورضي عنه، فلقد كان من محاسن الزمان، ولعلّ من يقف
على ما ذكرته يتّهمني في قولي، ومن عرفه من أهل عصرنا يعلم أني مقصّر.
(الكامل 12/ 288) .
[2] انظر عن (محمود بن أحمد) في: التقييد لابن نقطة 443 رقم 591،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 182 رقم 1110، والمشتبه 2/ 595، والإشارة
إلى وفيات الأعيان 316، وسير أعلام النبلاء 21/ 485، والنجوم الزاهرة
6/ 198.
[3] يعني: ابن طاهر الشحامي.
[4] في التقييد 443.
[5] ما بين القوسين ليس في المطبوع من التقييد. وفيه قوله: سمعنا منه
«مسند» أحمد بن منيع، بسماعه من سعيد الصيرفي، والألف السباعيات عن
زاهر.
(43/228)
316- محمود ابن المُحْتَسِب عَبْد الباقي
[1] بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهيم ابن النَّرْسِيّ [2] .
أَبُو عليّ البغداديّ، الأزَجيّ.
وُلد سنة ثلاثٍ وثلاثين.
وسَمِعَ من: أَبِيهِ أَبِي البركات.
روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وقال: تُوُفّي في جُمادي الأولى،
والضّياء المقدسيّ.
317- محمود بْن عليّ [3] بْن شُعَيْب.
أَبُو الشُّكر البغداديّ ابن الدّهّان، أخو مُحَمَّد الفَرَضيّ.
سَمِعَ: ابنَ ناصر، والمبارك بْن أَحْمَد الكِنْدِيّ.
وعنه: الدُّبَيْثِيّ، وغيره.
تُوُفّي في ذي الحِجة.
وروى عَنْهُ ابن النّجّار وقال: كَانَ يَكتُب الحمير [4] ويزوّقها.
318- محمود بْن عُبَيْد الله [5] بْن صاعد.
العلّامة أَبُو المحامد الحارثيّ، المَرْوَزيّ، الفقيه الحنفيّ.
من كبار الحنفيّة وأئمّتهم.
__________
[1] انظر عن (محمود بن عبد الباقي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 179
رقم 1105، والمختصر المحتاج إليه 3/ 183 رقم 1173.
[2] النّرسي: بفتح النون وسكون الراء المهملة وبعدها سين مهملة. نسبة
إلى نرس: نهر بين الكوفة والحلّة عليه عدّة قرى.
[3] انظر عن (محمود بن علي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 190، 191 رقم
1127، والمختصر المحتاج 3/ 183 رقم 1174.
[4] يقال: كتب الدابّة يكتبها، إذا جمع بين شفريها بحلقة أو سير.
[5] انظر عن (محمود بن عبيد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 175
رقم 1097، وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1644، والمختصر المحتاج إليه 3/
182 رقم 1171 وفيه:
«محمود بن عبد الله» ، والجواهر المضية 2/ 159، 160، والطبقات السنية
3/ ورقة 876، 877 والفوائد البهية 209.
(43/229)
ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: نصر بْن سَيّار، وأبي سَعْد ابن السّمعانيّ، ومسعود بن
محمد المَسْعوديّ.
ويقال لَهُ الطّايْكَانيّ، نسبة إِلى طايكان، ويقال طايقان، بُليدة
بنواحي بَلْخ.
حَجَّ، وحدَّث بمكَّة، والمدينة، وبغداد. وكان ذا جاه وحِشْمة.
روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن النّجّار.
تُوُفّي بمَرْو في تاسع عشر ربيع الأول.
319- مسعود بْن محمود [1] بْن مسعود بْن حَسَّان.
أَبُو سعيد المَنِيعيّ، النَّيْسَابُورِيُّ.
سَمِعَ: أبا الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشميهني، وعمر بْن أَحْمَد
الصَفّار الفقيه.
وكان شيخا مُعَمَّرًا، فإنّه ولد سنة أربع عشرة وخمسمائة، وتُوُفّي في
رمضانَ بنيسابور [2] .
320- مسعود، المَلِك المؤيَّد [3] ابن السُّلطان صلاح الدِّين يوسُف بن
أيّوب.
كَانَ أخوه السّلطان المَلِك الظّاهر قد بعثه من حلب إلى الملك العادل،
__________
[1] انظر عن (مسعود بن محمود) في: التقييد لابن نقطة 446 رقم 597،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 185، 186 رقم 1118.
[2] وقال ابن نقطة: سمعت منه، وكان سماعه صحيحا.
[3] انظر عن (مسعود الملك المؤيّد) في: الكامل في التاريخ 12/ 171،
ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 541، وذيل الروضتين 67، والتاريخ المنصوري 60،
ومفرّج الكروب 3/ 198، 199، ونهاية الأرب 29/ 50، 51، والدرّ المطلوب
168 و 170، 171 (في وفيات سنة 608 هـ.) ، والمختصر في أخبار البشر 3/
112، وتاريخ ابن الوردي 2/ 127، والبداية والنهاية 13/ 55.
(43/230)
وهو يُحاصر سنجار، يشفع إِلَيْهِ في أهل
سنجار وصاحبها يومئذٍ قُطْب الدّين مُحَمَّد بْن زنكي بْن مودود بْن
زنكي فلم يُشفِّعهُ، ومات المؤيَّد برأس عين في نصف شعبان، وذلك
أَنَّهُ نام في بيت مَعَ ثلاثةِ أنفس، وفيه مِنْقَل نار، ولا مَنْفَذ
في البيت، فانعكس البخارُ، فأخذ عَلَى أنفاسهم وهم نيام، فماتوا جميعا.
قاله أَبُو شامة [1] .
وقال ابن واصل [2] : دخل بيتا مجصَّصًا، وكان يوما شديدَ البرد، فأشعل
لَهُ نار وسدّدوا الطّاقات، فاختنق المؤيّد وجماعة، وسلم اثنان وُجد
فيهما حياة ضعيفة. وتحدَّث النّاس بأنّه سُقي سُمًّا، وحُمِل في تابوت
إِلى حلب، وحزن عَلَيْهِ أخوه، وغُلّقت حلب سبعة أيام.
321- معتوق بْن منيع [3] الخطيب.
أَبُو المواهب الأديب، خطيب قَيْلُويةَ.
قرأ الآداب عَلَى أَبِي مُحَمَّد ابن الخَشَّاب، والكمال الأنْبَاريّ.
وله شِعر وخُطَب.
تُوُفّي في شعبان بقريته، وحُمِلَ إِلى بغداد.
322- المؤيَّد بْن عَبْد الله [4] بْن عَبْد الرّزّاق بْن أَبِي
القَاسِم عَبْد الكريم بْن هَوَازن.
أَبُو عبد الله القشيريّ، النّيسابوريّ.
__________
[1] في ذيل الروضتين 67.
[2] في مفرج الكروب 3/ 198.
[3] انظر عن (معتوق بن منيع) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 185 رقم
1116، والجامع المختصر 9/ 296، 297، والبداية والنهاية 13/ 53، وطبقات
النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 250، وعقد الجمان 17/ ورقة 321.
[4] انظر عن (المؤيد بن عبد الله) في: التقييد لابن نقطة 456 رقم 608،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 186 رقم 1119.
(43/231)
حَدّثَ عَنْ: عَبْد الجبّار بْن مُحَمَّد
الخُواريّ، ووجيه الشّحّاميّ، وعبد الله بْن الفَرَاويّ، وغيرهم.
قَالَ المنذريّ [1] : تُوُفّي في سابع عشر رمضان ظنّا.
قلت: ولد في حدود الثّلاثين وخمسمائة [2] .
روى عَنْهُ: أَبُو رشيد الغزّال، وغيره.
323- المؤيَّد بْن عَبْد الرحيم [3] بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد ابن
الإِخوة.
أَبُو مسلم البَغْدَادِيّ، ثُمَّ الأصبهانيّ، المُعَدَّل.
واسمه الأصليّ: هشام.
وُلِدَ سنةَ سبعٍ وعشرين وخمسمائة.
وعُني بِهِ أَبُوهُ المحدّث أَبُو الفضل، وسَمَّعَهُ حضورا من:
مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ الصّالحانيّ، وزاهر بْن طاهر، وسعيد
بْن أَبِي الرجاء، والحسين بن عبد الملك الخلال، ومحمد بْن إِبْرَاهيم
بْن سعدوَيه، وغانم بْن خالد، وخلْق، وسَمِعَ مِن بعضهم. وسَمِعَ
بهَمَذان من: أبي بكر هبة الله بن الفرج، ونصر بْن المظفّر البرمكيّ.
وببغداد من: أَبِي الفضل الأُرْمَويّ، وأبي القَاسِم الحاسب، وهذه
الطّبقة.
__________
[1] في التكملة 2/ 186 وعبارته: «وفي السابع عشر من شهر رمضان، وقيل في
السابع عشر من شوال» .
وقال ابن نقطة: وكان شيخا صالحا صحيح السماع، سمعت منه بنيسابور، وتوفي
بعد خروجي منها بأيام في سابع عشر رمضان من سنة ست وستمائة. (التقييد)
.
[2] قاله المنذري في تكملته. وقال ابن نقطة: نقلت من خط المطهر بن سديد
الخوارزمي أن مولده في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة. (التقييد) .
[3] انظر عن (المؤيد بن عبد الرحيم) في: ذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي
5/ 357 وفيه:
«المؤيد بن عبد الرحمن» ، والتقييد لابن نقطة 457 رقم 610، والكامل في
التاريخ 12/ 288، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 181، 182 رقم 1109، والعبر
5/ 19، والإشارة إلى وفيات الأعيان 316، والمختصر المحتاج إليه 3/ 198،
199 رقم 1224، وسير أعلام النبلاء 1/ 484، 485 رقم 248، والنجوم
الزاهرة 6/ 198، وشذرات الذهب 5/ 23.
(43/232)
ومن مسموعاته: «مسند» الرّويانيّ، و «مسند»
أبي يعلى، و «مسند» العَدَنيّ سمعه من سعيد الصَّيرفيّ.
وكان صحيحَ السّماعِ ثقة.
حدّث ببغدادَ، وأصبهان.
روى عَنْهُ ابنُ نقطة [1] ، وابنُ خليل، والضّياء، والتّقيّ أَحْمَد
بْن العزّ، وجماعة. وروى عَنْهُ بالإِجازة الشيخ شمس الدّين عبد
الرحمن، والبرهان ابن الدَّرَجيّ، والفخر عليّ، والكمال عَبْد الرحيم،
وآخرون.
عاش ثلاثا وسبعين سنة، وتُوُفيّ فِي الخامس والعشرين من جُمَادَى
الآخرة.
[حرف الْيَاءِ]
324- يَحْيَى بْن أَحْمَد [2] بْن سُليمان بْن أَحْمَد بْن مرزوق.
المقرئ أَبُو زكريّا الْجُذاميّ، الإِشبيليّ، المعروف بابن مُورين.
أَخَذَ القراءات عَنْ أَبِي الْحَسَن شُرَيْح، وأبي العَبَّاس بْن
عَيشون، وشُعيب بْن عيسى، وأبي العَبَّاس بْن حرب، وجماعة. وأخذ
العربية عَنْ أَبِي الحَسَن بْن مُسْلم.
وتصدُّر ببلده للإِقراء، وتفرّد عَنْ أقرانه.
ذكره الأبّار، فَقَالَ [3] : كَانَ متقنا مُجوِّدًا، أسره العدوّ، وله
في تخليصه قصّة غريبة.
__________
[1] وقال في تقييده: قال لنا: اسمي هشام والمؤيّد لقب لي وهو بلقبه
أشهر. (457) .
ولهذا أعاد ذكره باسم «هشام» في: التقييد 480، 481 رقم 652 وقال: وكان
مكثرا صحيح السماع، له أصول بخط والده، وكان أبوه من الحفّاظ الأثبات.
[2] انظر عن (يحيى بن أحمد) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبّار 3/
ورقة 132، وصلة الصلة لابن الزبير 191، وبرنامج شيوخ الرعينيّ 21، 22،
ومعرفة القراء الكبار 2/ 601، 602 رقم 563، وغاية النهاية 2/ 366 رقم
3824 وفيه اسمه دون ترجمة.
[3] في التكملة: 3/ الورقة 134.
(43/233)
أخذ عنه أبو العبّاس ابن النّباتيّ، وأبو
بكر ابن سيّد النّاس. وعُمِّر وأَسَنَّ ومُتِّعَ بحواسّه، وجازَ
التّسعين. مولده سنة خمس عشرة وخمسمائة، وتُوُفّي في ذي القعدة سنة
ستٍّ.
325- يَحْيَى بْن الحُسَيْن [1] بْن أَحْمَد.
أَبُو زكريّا الأوانيّ [2] ، الضّرير، المقرئ، المعروف بابن حُمَيْلة
[3] .
وُلد في حدود سنة خمس عشرة وخمسمائة أو قبلها.
وقرأ القرآن بالروايات الكثيرة عَلَى أَبِي الكَرَم الشَّهرُزوريّ،
ودعوان بْن عليّ، وجماعة. وقرأ بواسط عَلَى محفوظ بْن عَبْد الباقي،
وكان يَقُولُ: إنّه قرأ عَلَى أَبِي مُحَمَّد سِبط الخيّاط. وسَمِعَ
بواسط من القاضي أَبِي عَبْد الله الجلّابيّ. وسَمِعَ ببغداد من أَبِي
الفضل الأُرْمَويّ، وجماعة. وسماعه في واسط سنة إحدى وأربعين [4] .
ذكره ابن نُقطة [5] ، فَقَالَ: سَمِعَ من الأرمويّ، وابن الدّاية، وأبا
محمد
__________
[1] انظر عن (يحيى بن الحسين) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية)
ورقة 23، 24، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 173، 174، رقم 1095 وفيه:
«يحيى بن الحسن» وهو خطأ، ومعجم البلدان 1/ 396، والجامع المختصر 9/
291- 293، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 100، 101، وتلخيص مجمع
الآداب 4 ق 1/ 380 رقم 534، والعبر 5/ 20، والمختصر المحتاج إليه 3/
240 رقم 1340، ومعرفة القراء الكبار 2/ 591 رقم 549، والمشتبه 1/ 34،
والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 254، 255 رقم 197، ونكت الهميان 207،
وغاية النهاية 2/ 368 رقم 3832 وفيه: «يحيى بن الحسن» ، وتوضيح المشتبه
1/ 278 و 2/ 442، 450، وتبصير المنتبه 1/ 51، ولسان الميزان 6/ 247 رقم
875، وشذرات الذهب 5/ 23.
[2] الأواني: بفتح الهمزة وواو مخفّفة مفتوحة وبعد الألف نون وألف.
نسبة إلى: أوانا، بلدة على مسيرة يوم من بغداد مما يلي الموصل.
(المنذري) .
وقد تصحّفت في (لسان الميزان) إلى: «الأوامي» .
[3] حميلة: بضم الحاء المهملة وبعد الميم المفتوحة ياء آخر الحروف ولام
وتاء تأنيث. (المنذري) .
وقد تحرّف في (لسان الميزان) إلى: «جميلة» بالجيم.
[4] أي سنة 541 هـ.
[5] في إكمال الإكمال، ورقة 23.
(43/234)
عبد الله ابن بنت الشيخ، وهو مكثر صحيح
السّماع. ثُمَّ قَالَ: وقرأ القرآن عَلَى عُمَر بْن ظَفَر، ودعوان،
والشّهرُزوريّ، وعليّ بْن محمُويه الأزْديّ، وهبة الله بن وفاء ابن
النّيّار الواسطيّ، وأبي العلاء الهَمَذانيّ. وكان قد قرأ عَلَى شيخه
أَبِي محمد عَبْد اللَّه بْن عليّ عدَّة ختمات بكُتُب كثيرة كتبها لَهُ
في جزء فسقط منه، وكان قد أراه لجماعةٍ منهم: شيخه أَبُو الكَرَم،
وعمّه المغازليّ، فكتبا لَهُ بما رأياه.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [1] : كَانَ فيه تساهل في الإِقراء والرواية [2] .
قلت: روى عَنْهُ: اليَلْدانيّ، والدُّبَيْثِيّ، والضّياء، وابنُ خليل،
والنَّجيب بْن الصَّيْقَل، ومحمد بْن أَبِي الدِّينَة، وعبد الرَّحْمَن
بْن عُمَر بْن اللَّمش شَيْخَا الفَرَضيّ.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ: وُجد في مسجدٍ ميّتا في الثّالث والعشرين من صفر
[3] .
قلت: وأجاز للشيخ شمس الدّين، وللفخر عليّ، ولجماعة.
326- يَحْيَى بْن الربيع [4] بْن سُلَيْمَان بْن حرّاز.
__________
[1] انظر: المختصر المحتاج إليه 3/ 240.
[2] وقال ابن النجار: قدم بغداد في صباه، وتلقّن بها القرآن وأتقنه،
وقرأ بالقراءات الكثيرة على المشايخ، ولازم مجالس العلم، وحصّل النسخ
والأصول، ولم يزل في التحقيق والتجويد وضبط القراءات والإتقان حتى صار
أحد القراء المشار إليهم ... وحدّث كثيرا، سمعت منه، ولم يكن ثقة ولا
مرضيّا في دينه ولا في روايته، فإنه كان مرتكبا للفواحش والمنكرات في
المساجد رأيته مرارا يبول في بالوعة المسجد ويخلّ بالصلوات. وكان يدّعي
أنه قرأ على أبي محمد ابن بنت الشيخ بجميع ما عنده ويروي عنه ولم يكن
بيده خطه، ولم يذكر أحد من تلامذة أبي محمد أنه رآه عنده قط.
(المستفاد) .
[3] وقع في غاية النهاية 2/ 368 أنه مات سنة ست عشرة وستمائة وقد جاوز
التسعين.
[4] انظر عن (يحيى بن الربيع) في: التقييد لابن نقطة 487، 488 رقم 665،
والكامل في التاريخ 12/ 288، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 388،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 189، 190 رقم 1126، وذيل الروضتين 69،
والجامع المختصر 9/ 297- 299، وإنسان العيون لابن أبي عذيبة، ورقة 154،
ودول الإسلام 2/ 113، والعبر 5/ 20، والمختصر المحتاج إليه 3/ 240، 241
رقم 1341، وسير أعلام النبلاء 21/ 486، 487 رقم 250، وطبقات الشافعية
للإسنويّ 2/ 548، 549، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي
(43/235)
العلّامة مجد الدّين العُمريّ، الواسطيّ،
الشافعيّ، أَبُو عليّ ابن الفقيه أَبِي الفضل.
وُلد بواسط سنة ثمانٍ وعشرين وخمسمائة.
وقرأ القرآن عَلَى جدّه، وأبي يَعْلى مُحَمَّد بْن سَعْد بْن تُرْكان
بالقراءات.
وعَلَّق الخلاف عَنِ القاضي أَبِي يَعْلى بْن أَبِي خازم ابن الفرّاء
بواسط لمّا ولي قضاءَها، ثُمَّ قدِم أَبُو عليّ بغداد وتفقّه
بالنّظاميَّة عَلَى مدرّسها الإِمام أَبِي النّجيب السّهرَورديّ،
وتفقّه أولا عَلَى والده، وعلى أبي جعفر هبة الله ابن البُوقيّ. ثُمَّ
رحل إِلى نَيسابور، فتفقّه عَلَى الإِمام مُحَمَّد بْن يَحْيَى صاحب
الغزاليّ، وبقي عنده سنتين ونصفا. وسَمِعَ الكثيرَ بواسط من أبي الكرم
نصر الله بن مخلد ابن الْجَلَخْت، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن
عَلِيّ الْجُلابيّ، وأحمد بْن عُبَيْد الله الآمِديّ. وببغداد من عَبْد
الخالق اليُوسُفيّ، وابن ناصر، وأبي الوَقْت. وبنيسابور من شيخه
مُحَمَّد، ومن عَبْد اللَّه بْن الفَرَاويّ، وَعَبْد الخالق بْن زاهر.
وروى الكثيرَ ببغداد، وبهَرَاة، وغَزْنة لمّا مضى إليها رسولا من
الدّيوان العزيز في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة فلمّا عاد وَلِيَ تدريس
النّظاميَّة، ورُزق الجاه والحِشْمَة.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [1] : كَانَ ثقة، صحيحَ السّماع، عالما بمذهب
الشافعيّ،
__________
[5] / 165 (8/ 393- 395) ، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 157 أ،
والبداية والنهاية 13/ 53، 54، وذكره قبل ذلك في وفيات سنة 600 هـ.
(13/ 40) ، وطبقات الشافعية للمطري، ورقة 195 ب، والعقد المذهب لابن
الملقن، ورقة 76، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة و 288، 289 (ذكره
مرتين، في وفيات سنة 600 ووفيات سنة 606 هـ.) ، وغاية النهاية 2/ 370،
والنجوم الزاهرة 6/ 199، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 106،
وطبقات المفسرين للسيوطي 43، وشذرات الذهب 5/ 23، 24، والأعلام 9/ 156،
ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 299 رقم 680.
[1] في ذيل تاريخ بغداد 15/ 388.
(43/236)
وبالخلاف، والحديثِ، والتّفسير، كثيرَ
الفنون. قرأ بالعشرة عَلَى ابن تُركان، وكان أَبُوهُ مِن الصّالحين.
ويقال: إنّهم من وَلَدِ عُمَر بْن الخطّاب- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
وقال أَبُو شامة [1] : كَانَ مجدُ الدين عالما، عارفا بالتفسير والمذهب
والأصولين والخلاف، دَيِّنًا صَدُوقًا.
وقال الموفّقُ عَبْد اللّطيف: كان معيد ابن فَضلان، وكان أبرعَ من ابن
فَضْلان، وأقْوَمَ بالمذهب، وعِلْم القرآن، وكان بينَهما صُحْبَة
جَميلة دائمة لم أرَ مثلها بين اثنين قطُّ، فكنّا نسمع الدّرسَ من
الشّيخ، فلا نفهمه لكثرة فراقعه، ثمّ نقوم إلى ابن الربيع، فكما نسمعه
منه نفهمه. وكانت الفُتْيا تأتي الشّيخ، فلا يضع خطّه حتّى يشاور ابن
الربيع. ثمّ إنّ ابن الربيع أخذ في تدريس النّظاميَّة، وسُيّر في رسالة
إلى خراسان، فمات في الطّريق.
قلت: روى عَنْهُ الدُّبَيْثِيّ، والضّياءُ، وابنُ خليل، وآخرون. وله
إجازة من زاهر الشّحَّاميّ. وتُوُفّي أواخر ذي القعدة. وأجاز للشيخ
شمسِ الدّين عبدِ الرَّحْمَن، والفخر عليّ.
327- يَحْيَى بْن أَبِي بَكْر المبارك [2] بْن مُحَمَّد بن يحيى.
أبو زكريّا ابن الزّبيدي، المؤدّب.
أخو الحسن [3] والحسين [4] اللّذين رويا «الصّحيح» .
ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: عَبْد الوهَّاب الأنماطيّ، وعبد المَلِك بن أبي القاسم
الكروخيّ.
__________
[1] في ذيل الروضتين 69.
[2] انظر عن (يحيى بن المبارك) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 173 رقم
1094، والجامع المختصر 9/ 290، 291، والعبر 5/ 20، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 250 رقم 1963.
[3] سيأتي في وفيات 629 هـ.
[4] سيأتي في وفيات 631 هـ.
(43/237)
روى عنه: الدبيثي، والضياء، وابن خليل،
وجماعة.
تُوُفّي في صفر.
328- يَحْيَى بْن محاسن [1] بْن يَحْيَى بْن رفاعة.
أَبُو زكريّا الطّائيّ، المعروف بابن زَنْفل [2] الحنفيّ، الفقيه.
روى عَنْ: أَبِي الفتح عبد الله ابن البَيْضاويّ، وأبي الحَسَن بْن
صِرْما، وعبد الوَّهاب الأنماطيّ، ورُسْتُم بْن سرهنك.
وُلِدَ سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وتُوُفّي في ثالث عشر رمضان.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والضّياء.
329- يوسف بْنُ إِبْرَاهيم [3] بْن وهْبون.
أَبُو الحَجّاج الكَلاعيّ، الإِشبيليّ.
من عدول بلده، وكان مُقَدّمًا في عِلم الشّروط.
سَمِعَ جزءا من القاضي أبي بكر ابن العربيّ.
وعاش خمسا وتسعين سنة.
330- يوسف ابن الفقيه إسماعيل [4] بن عبد الرحمن.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن محاسن) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 185 رقم
1117، والجامع المختصر 9/ 296، 297، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 4/ 750،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 252 رقم 1369، والجواهر المضية 2/ 415.
[2] زنفل: لقب لجدّه يحيى. (المنذري) .
[3] وضع المؤلّف- رحمه الله- ترجمة «يوسف بن إبراهيم» بعد ترجمة «يوسف
بن إسماعيل» التالية، ثم كتب حرف «م» بجانبها بعد ذلك ليدلّ على أنه
يقتضي تقديمها نظرا لترتيب الحروف، ولهذا قدّمتها هنا.
[4] انظر عن (يوسف بن إسماعيل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 179، 180
رقم 1106، والجامع المختصر 9/ 295، والمختصر المحتاج إليه 3/ 231، 232
رقم 1311، والبداية والنهاية 13/ 53، والجواهر المضية 2/ 215، وعقد
الجمان 17/ ورقة 320، 321، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/ 457،
والطبقات السنية 1/ ورقة 592.
(43/238)
أَبُو يعقوب اللَّمْغَانيّ [1] الحنفيّ.
شيخ بغداديّ فقيه، وقد ذُكِرَ أخوه عبدُ السّلام [2] .
تفقّه عَلَى أَبِيهِ وعَمّيه مُحَمَّد، ونصر الله. وسَمِعَ من
الحُسَيْن بْن الحَسَن المقدسيّ.
ومات في جُمادي الأولى.
331- يوسف بنُ يعقوب [3] بْن يوسف بْن عُمَر بْن الْحُسَيْن.
أَبُو يعقوب الحربيّ.
من بيت عِلم ورواية وقرآن.
حدّث عَنْ: أَبِي محمد ابن المادح، وهبة الله الشّبليّ.
وكان ذا صلاح وديانة.
تُوُفّي في شَوَّال.
وفيها وُلِد
الشّمسُ مُحَمَّد بْن هاشم العبّاسيّ.
والشّمس عبد الرحمن ابن الزّين.
والرشيدُ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر العامريّ.
والجمالُ عُمَر بْن إِبْرَاهيم العَقِيميّ.
والعماد مُحَمَّد ابن القاضي شمس الدّين محمد ابن الشّيرازيّ.
والشّمس مظفّر بن عبد الصّمد ابن الصّائغ.
والبدر أَبُو بَكْر بْن نصر الله بن رسلان البعلبكّيّ.
__________
[1] تحرّفت في (البداية والنهاية) إلى: «اللمغاني» بالغين المعجمة.
[2] في وفيات السنة السابقة، برقم (239) .
[3] انظر عن (يوسف بن يعقوب) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 187 رقم
1122، والمختصر المحتاج إليه 3/ 237 رقم 1331.
(43/239)
وفخر الدّولة إِبْرَاهيم بْن فراس بْن عليّ
العسقلانيّ.
وناصرُ الدين شاهنشاه بْن عَبْد الرّزّاق العامريّ الذّهبيّ.
وصفيَّة بنت تاج الأمناء أَحْمَد بْن عساكر.
والعماد يَحْيَى بْن تمّام الحِمْيَريّ: الدِّمشقيّون [1] .
والتّاج مُحَمَّد بْن عَبْد المنعم بْن حواري الصّرخديّ، الشّاعر.
والجمال يوسف بْن جامع القفصيّ الضّرير الحنبليّ المقرئ، شيخ بغداد.
وأَبُو القَاسِم بْن عَبْد الغنيّ بْن فخر الدين بْن تيميَّة
الحرّانيّ.
والنّحْويّ أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه
التِّلمسانيّ، عُرف بحافي رأسه.
والمُحبّ عليّ بْن أَبِي الفتح السّنجاريّ بسنجار.
وأبو المظفّر يوسف ابن الفخر الفارسيّ ثُمَّ المصريّ.
ومحيي الدّين عُمَر بْن موسى قاضي غزَّة.
والفخر إسْمَاعيل بْن إِبْرَاهيم بْن قريش الفَرَضيّ، في ذي القعدة
بمصر.
__________
[1] هذا يعني أن جميع المذكورين قبله من الدمشقيين.
(43/240)
سنة سبع وستّمائة
[حرف الألف]
332- أرسلان شاه [1] ابن السُّلطان عزَّ الدّين مسعود بن مودود ابن
أتابك زنكي بن آق سنقر.
السّلطان المَلِك العادل نور الدّين أَبُو الحارث، صاحب الموصل وابن
صاحبها.
تملّك الموصل ثمان عشرة سنة، وولي الموصل بَعْدَه ابنهُ السّلطان عزّ
الدّين مسعود.
قَالَ أَبُو المظفّر سِبطُ ابن الجوزيّ [2] : كَانَ ملكا جَبّارًا
سافكا للدّماء بخيلا.
__________
[1] انظر عن (أرسلان شاه) في: الكامل في التاريخ 12/ 291- 293،
والتاريخ الباهر 189- 201، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 546، والتكملة لوفيات
النقلة 2/ 210 رقم 612، وذيل الروضتين 70، وتاريخ مختصر الدول 229،
وتاريخ الزمان لابن العبري 249، ومفرّج الكروب لابن واصل 3/ 202- 205،
وتاريخ إربل 1/ 57، وبغية الطلب (تراجم السلاجقة) 302- 304 رقم 31،
ووفيات الأعيان 1/ 193، 194، والأعلاق الخطيرة 3 ق 1/ 135، 185- 190،
192، 229، 231، والدرّ المطلوب 169 و 172- 174 في وفيات سنة 609 هـ.،
والمختصر في أخبار البشر 3/ 113، والإعلام بوفيات الأعلام 250، ودول
الإسلام 2/ 113، والعبر 5/ 21، وسير أعلام النبلاء 21/ 496، 497 رقم
256، وتاريخ ابن الوردي 2/ 128، ومرآة الجنان 4/ 13، 14، والوافي
بالوفيات 8/ 341 رقم 3769، والبداية والنهاية 13/ 57 و 61، وطبقات
الشافعية لابن كثير، ورقة 152 أ، ب، والعسجد المسبوك 2/ 334، 335،
والسلوك ج 1 ق 1/ 172، والنجوم الزاهرة 6/ 200، وتاريخ ابن سباط
(بتحقيقنا) 1/ 249، وشذرات الذهب 5/ 24، وتاريخ ابن الفرات 9/ ورقة 48،
وعقد الجمان 17/ ورقة 333.
[2] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 546.
(43/241)
وقال ابن خَلِّكان [1] : كَانَ ملكا شهما،
عارفا بالأمور، وانتقل إِلى مذهب الشّافعيّ، ولم يكن في بيته شافعيّ
سواه. وبنى المدرسة المعروفة بِهِ بالموصل للشّافعيَّة قَلَّ أن توجد
مدرسة في حُسنها. تُوُفّي في التّاسع والعشرين من رجب.
قَالَ أَبُو شامة [2] : وفيها كَانَ إمْلاكُ صاحب المَوْصِلِ نور
الدّين أرسلان شاه عَلَى ابنةِ السّلطان المَلِك العادل بقلعة دمشق
عَلَى صداق ثلاثين ألف دينار، وكان العقد مع وكيله، ثُمَّ انكشف الأمرُ
أَنَّهُ قد مات من أيامٍ بالموصل.
وقال ابنُ الأثير [3] : كَانَ مرضُه قد طال، ومزاجُه قد فسد، وكان
مدَّةُ ملكه سبعَ عشرة سنة وأحد عشر شهرا. وكان شهما شجاعا ذا سياسة
للرعايا، شديدا عَلَى أصحابه، فكانوا يخافونه خوفا شديدا، وكانت لَهُ
همَّة عالية، أعاد ناموسَ البيت الأتابكيّ وحُرمته. سَمِعْتُ مِن أخي
أَبِي السّعادات [4] ، وكان مِن أكثر الناسِ اختصاصا بِهِ، يَقُولُ: ما
قلتُ لَهُ يوما في فِعْلِ خَيْرٍ فامتنع منه بل بادر إِلَيْهِ.
وقال عزُّ الدّين ابن الأثير [5] : وكان سريعَ الحركة في طلب المُلْك،
إلّا أَنَّهُ لم يكن لَهُ صبرٌ، فلهذا لم يتّسع ملكُه، ولمّا احتضر
أمرَ أن يُرتّب في المُلْك ولده المَلِك القاهر مسعود، وأعطى ولَدَهُ
عمادَ الدّين زنكي قلعتين، وجعل تدبيرَ مملكتهما إِلى فتاه بدرِ الدّين
لؤلؤ.
333- أسعد بْن سعيد [6] بْن محمود بْن مُحَمَّد بن روح.
__________
[1] في وفيات الأعيان 1/ 193، 194.
[2] في ذيل الروضتين 76.
[3] في الكامل 12/ 291.
[4] هو المبارك بن محمد بن عبد الكريم الّذي تقدّمت ترجمته في وفيات
606 هـ. برقم (314) .
[5] في الكامل 12/ 291.
[6] انظر عن (أسعد بن سعيد) في: التقييد لابن نقطة 215 رقم 256،
والتكملة لوفيات النقلة
(43/242)
أَبُو الفخر بْن أَبِي الفتوح الأصبهانيّ
التّاجر.
مُسْنِد أصبهان، ويُعرف بابن رَوْح، وهو جَدُّ جدّه.
مولده سنة سبع عشرة وخمسمائة.
سَمِعَ مِن فاطمة الْجُوزدانيَّة «المعجم الكبير» بِفَوْتٍ من أثناء
ترجمة عمران بن حصين، وجميع «المعجم الصّغير» ، وهو آخر مَنْ حَدّث
عنها، وسَمِعَ أيضا من سعيد بْن أَبِي الرجاء، وزاهر بن طاهر.
قرأت بخطّ ابن نُقْطَة، قَالَ [1] : أَبُو الفخر أسعد بْن سعيد بْن
محمود بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن رَوْح بْن الفَرَج
الأصبهانيّ التّاجر. أخرج إلينا مولده وهو في ثاني ذي الحِجَّة من سنة
سبع عشرة وخمسمائة. وكان شيخا صالحا، صحيحَ السّماع.
قلتُ: روى عنه: ابن نقطة، والضّياء، والتّقيّ ابن العزّ، والجمال
أَحْمَد بْن عُمَر بْن أَبِي بَكْر. وأجاز لإبراهيم بْن إسْمَاعيل
الدَّرَجيّ، وشمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، والفخر علي، والكمال
عبد الرحيم، وأحمد بن شيبان، والشّمس عبد الرحمن ابن الزّين، والتّقيّ
إبراهيم ابن الواسطيّ.
وتُوُفّي في رابع ذي الحجَّة بأصبهان.
وكان ابْنُ الواسطيّ آخرَ من روى حديث الطَبرانيّ بالإِجازة العالية
فيما علمتُ.
334- إسماعيلُ بْن حمزة [2] بن المبارك.
__________
[2] / 215 رقم 1175، والإشارة إلى وفيات الأعيان 317 وفيه: «أسعد بن
روح» ، ودول الإسلام 2/ 113، والعبر 5/ 21، 22، وسير أعلام النبلاء 21/
491، 492 رقم 253، والنجوم الزاهرة 6/ 203، وشذرات الذهب 5/ 24، 25.
[1] في التقييد 256.
[2] انظر عن (إسماعيل بن حمزة) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921)
ورقة 171، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 205 رقم 1154، والمختصر المحتاج
إليه 1/ 240 رقم 481،
(43/243)
أبو البركات ابن الطَّبّال الأَزَجَيّ.
سَمِعَ في الكهولة، وسَمِعَ ابنه وحَدَّث عَنْ أَبِي حكيم
النَّهروانيّ، وابن البَطِّيّ.
وجاوز الثّمانين.
وقد سَمِعَ ابنُه أَحْمَد مِن ابْن شاتيل.
335- إسماعيلُ بنُ مُحَمَّد [1] بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن.
أَبُو النُّجْح الحنفيّ، البزّاز.
روى عَنْ: أَبِي الفضل الأُرمَويّ، وعبد الصَّبور الهَرَويّ.
ومات في شعبان ببغداد.
أجاز لفاطمة بنت عساكر.
336- أفضل بْن أَبِي الحَسَن [2] بْن محفوظ.
أَبُو مُحَمَّد الحَرْبيّ، الحَفَّار.
يروي عَنِ ابن الطّلّاية [3] .
337- الملك الأوحد أيّوب [4] ابن العادل.
__________
[ () ] والوافي بالوفيات 9/ 115 رقم 4029 وفيه: «إسماعيل بن حمزة بن
عثمان بْن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن» .
[1] انظر عن (إسماعيل بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921)
ورقة 248، 249، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 12 رقم 1167، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 246، والجواهر المضية 1/ 160، والطبقات السنية 1/ ورقة
605.
[2] انظر عن (أفضل بن أبي الحسن) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921)
ورقة 272، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 211 رقم 1165، والمختصر المحتاج
إليه 1/ 256، ولسان الميزان 1/ 465 رقم 1431.
[3] في ترجمته بياض في لسان الميزان، وهو ينقل عن ابن النجار قوله:
سمعت منه وكان شيخا لا بأس به بلغني أنه [خلّط] قبل موته.
وما بين الحاصرتين موضعه بياض. أضفته لاقتضاء السياق.
[4] سيأتي ترجمة (الملك الأوحد أيوب) في وفيات سنة 609 هـ. برقم (439)
وسأذكر مصادرها هناك.
(43/244)
صاحب خِلاط ومَيّافارقين.
ذكر ابنُ واصل [1] وفاته في سنة سبْعٍ هذه، وقد ذكرتُه في سنة تسعٍ،
فيُحرَّر أمرُه.
[حرف التاء]
338- تقيَّة بنتُ أَبِي سعيد [2] مُحَمَّد بْن آموسنان.
أمّ ليلى، أخت جَعْفَر.
تُوُفّيت في رجب بأصبهان، وكانت مُسِنَّة عالية الرواية.
حدّثت عَنْ: أبي عَبْد الله الخلّال، وغانم بْن خالد.
روى عَنْها: الضّياءُ المقدسيّ، وابنُ نقطة. وأجازت للشيخ شمس الدّين،
وللفخر عليّ.
تُوُفّيت في رجب [3] .
[حرف الجيم]
339- جَعْفَر بْن أَبِي سعيد [4] مُحَمَّد بْن أَبِي مُحَمَّد.
المعروف جدُّه بآمُوسان، أَبُو مُحَمَّد الأصبهانيّ الواعظ.
وُلِد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: غانمِ بْن خالد، وفاطمةَ بنت مُحَمَّد البغداديّ،
وإسماعيلَ الحماميّ، وجماعة. وسَمِعَ ببغدادَ من ابن البَطِّيّ.
ثُمَّ حجّ سنة ستّ وستّمائة. وحدّث ببغداد، وأملى بالمدينة.
__________
[1] في مفرّج الكروب 3/ 208.
[2] انظر عن (تقية بنت أبي سعيد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 210 رقم
1164، والعبر 5/ 22، وشذرات الذهب 5/ 25.
[3] سبق أن ذكر المؤلف- رحمه الله- وفاتها في أول الترجمة، فكأنه ذهل.
[4] انظر عن (جعفر بن أبي سعيد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921)
ورقة 296، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 197 رقم 1135، والمختصر المحتاج
إليه 1/ 273، 274، والعبر 5/ 22، والنجوم الزاهرة 6/ 202، وتاريخ ابن
الفرات 5 ق 1/ 114، 115، والإشارة إلى وفيات الأعيان 317، وشذرات الذهب
5/ 25.
(43/245)
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والزّكيّ عَبْد
العظيم، والضّياء مُحَمَّد. وأجاز لابن أَبِي الخير، وللبرهان
الدَّرَجيّ، وللكمال عَبْد الرحيم، وللفخر.
قَالَ الدُّبَيْثِيّ [1] : كَانَ صحيحَ السّماع، مشهورا بالثّقة، لَهُ
معرفة بالوعظ.
حجّ ورَدّ، فأدركه أجلُه بالمدينة النبويّة في خامس المحرّم.
وقد استملى عَلَيْهِ زكيُّ الدّين مجلسا [2] .
وقال ابن النّجّار: لقيتُه بمكّة، فانتخبتُ مِن أصوله جزءا قرأته
عَلَيْهِ، وسَمِعَ ببغداد من أبي المظفّر هبة الله ابن الشّبليّ. وكانت
لَهُ معرفة بالحديث، وفيه دِين وصدق، وتلطُّف كلام. كتب الكثيرَ،
وحَصَّل الأصولَ، وهو معروف بآموسان.
340- جمعة بنت أَبِي سعد [3] رجاء بْن أَبِي نصر بْن سُلَيْم.
أمّ الفخر.
تروي عَنْ زاهر الشّحّاميّ «فوائد الحاجّ» .
تُوُفّيت بأصبهان في جُمادي الأولى.
روى عنها الضّياءُ مُحَمَّد. وأجازت للشيخ شمس الدّين، وللفخر عليّ.
وتُوُفّيت في ربيع الآخر [4] .
[حرف الحاء]
341- الحُسَيْن ابن الوزير [5] أبي القاسم عليّ بن صدقة.
__________
[1] في تاريخه، ورقة 296.
[2] وهو قال: وكان مكثرا متيقظا. (التكملة 2/ 197) .
[3] انظر عن (جمعة بنت أبي سعد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 204 رقم
1150 وقد اكتفى المنذري بذكر تاريخ وفاتها في الثالث من جمادى الأولى،
وذكرها دون ترجمة.
[4] هكذا بخط المؤلف- رحمه الله-.
[5] انظر عن (الحسين بن الوزير) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 199، 200
رقم 1141،
(43/246)
أَبُو طاهر البغداديّ.
شيخ مُسِنّ قديم المولد، عاش ثمانيا وثمانين سنة.
وحدّث عَنْ: الوزير أَبِي المظفّر بْن هُبَيرة، وعمر بْن ظَفَر
المغازليّ.
وتُوُفّي في ربيع الأول.
342- الحُسَيْن بْن أَبِي بَكْر [1] بْن الحُسَيْن الحريميّ، الخَبّاز.
شيخ مُعَمَّر، يروي عَنْ أَبِي عليّ الرحبيّ.
تُوُفّي في رجب.
343- حَيّان بْن عَبْد الله [2] بْن مُحَمَّد بْن هشام بْن حَيّان.
أَبُو البقاء الأنصاريّ، الأوسيّ، الأندلسي، البَلَنْسيّ.
أخذ القراءات عَنْ أبي الحسن ابن النّعمة. وسَمِعَ بسبتة من نَجَبة بْن
يَحْيَى، وأبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله. وتأدّب بأبي الحَسَن بْن سعد
الخير.
قَالَ الأبّار [3] : كَانَ نحويّا، لُغويًّا، أديبا، شاعرا، حسنَ
الخطّ. وقد أقرأ النّاس وقتا، وسمعت مذاكرته. وتُوُفّي سنة سبع [4] .
[حرف الخاء]
344- خالد بن عليّ [5] ابن الوقاياتيّ [6] القصّار.
__________
[ () ] والمختصر المحتاج إليه 2/ 40 رقم 621.
[1] انظر عن (الحسين بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 210 رقم
1163.
[2] انظر عن (حبّان بن عبد الله) في: التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار
1/ 287، 288، والوافي بالوفيات 13/ 225 رقم 270، وبغية الوعاة 1/ 549.
[3] في تكملة الصلة 2/ 287.
[4] تحرّفت في تكملة الصلة، وبغية الوعاة إلى: «تسع» والمثبت يتفق مع:
«الوافي بالوفيات 13/ 225.
[5] انظر عن (خالد بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة
41، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 219 رقم 1179، والمختصر المحتاج إليه 2/
55 رقم 642.
[6] قال المنذري: الوقاياتي- بكسر الواو وفتح القاف وبين الألفين ياء
آخر الحروف مفتوحة وتاء ثالث الحروف- نسبة إلى الوقاية وهي المقنعة،
ويقال لمن يبيعها: الوقاياتي (التكملة
(43/247)
أَبُو مُحَمَّد الأزَجيّ.
روى عَنْ: أَبِي بَكْر ابن الزّاغونيّ.
345- خَلَف بْن عليّ [1] الغَرَّاد الظَّفَريّ.
أَبُو محمد ابن الأمين.
روى عن: عُمَر بْن ظَفَر المغازليّ، والمبارك بْن كامل الخَفّاف.
وتُوُفّي في ذي الحِجَّة.
[حرف الدال]
346- درة بنت صالح [2] بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف.
أجاز لها الأرموي.
[حرف الزاي]
347- زاهر بْن أَبِي طاهر [3] أحمدَ بْن أَبِي غانم [4] حامد بْن
أَحْمَد بْن محمود.
أَبُو المجد الثقفيّ، الأصبهانيّ.
وُلِد في ربيع الأول سنة إحدى وعشرين، واستجاز لَهُ أَبُوهُ من جماعة
في هذه السنة، وسَمَّعَه حضورا من جَعْفَر بْن عَبْد الواحد الثقفيّ.
__________
[2] / 1179) .
[1] انظر عن (خلف بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 44،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 216 رقم 1177.
[2] انظر عن (درّة بنت صالح) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 209، 210
رقم 161، 1، والمختصر المحتاج إليه 3/ 261 رقم 1400.
[3] انظر عن (زاهر بن أبي طاهر) في: التقييد لابن نقطة 273 رقم 337،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 214 رقم 1173، والمعين في طبقات المحدّثين
187 رقم 1987، والإشارة إلى وفيات الأعيان 317، والإعلام بوفيات
الأعلام 250، ودول الإسلام 2/ 113، والعبر 5/ 22، وسير أعلام النبلاء
21/ 493، 494 رقم 254، والنجوم الزاهرة 6/ 202، وشذرات الذهب 5/ 25،
وديوان الإسلام 2/ 369 رقم 1042.
[4] تصحفت في الإشارة إلى: «عاصم» .
(43/248)
وسَمِعَ من: مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي
ذَرّ، وسعيدِ بْن أَبِي الرجاء، وزاهرِ بْن طاهر، والحسين بْن عَبْد
المَلِك، وقوامِ السُّنَّة إسْمَاعيل بْن مُحَمَّد الحافظ.
وحدّث بالكثير.
وسَمِعَ «مسند أبي يعلى» و «مسند الرُّوياني» من الحُسَيْن بْن عَبْد
المَلِك الخلّال.
روى عَنْهُ: ابن نُقْطَة، والضّياءُ، وابنُ خليل، والتّقي ابن العزّ،
وأحمد بْن عُمَر بْن أَبِي بَكْر، وطائفة سواهم.
ذكره ابن نقطة فَقَالَ [1] : كَانَ شيخا صالحا أضَرَّ عَلَى كِبَرٍ،
وكان صبورا للطّلبة [2] ، مُكرِمًا لهم.
قلت: وأجاز للشيخ شمسِ الدّين، وللكمال عَبْد الرحيم، ولابن شيبان،
وللفخر عليّ، وللبرهان ابن الدّرجيّ، وللتّقيّ ابن الواسطيّ، وغيرهم.
وتُوُفّي فِي الثاني والعشرين من ذِي القعدة.
لَهُ إجازة من المعُمَرَّة فاطمة الجوزدانية.
348- زُهَيْر بْن إِبْرَاهيم [3] .
أَبُو الأزهر الحمّاميّ، الحربيّ.
روى عن: ابن الطّلّاية، وسعيد ابن البنّاء.
وتوفّي في ذي الحجّة.
__________
[1] في التقييد 273.
[2] في التقييد: «بالطلبة» .
[3] انظر عن (زهير بن إبراهيم) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 56، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 214، رقم 1174، والمختصر إليه 2/
75 رقم 674.
(43/249)
[حرف السين]
349- سُكَينة بنت مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر المقدسيَّة.
أمّ عَبْد العزيز.
روت بالإِجازة عَنْ: ابن البَطِّيّ، وأحمد بْن المقرّب.
وكان مولدها في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وتُوُفّيت في ربيع
الأول.
وكانت امرأة خيِّرة، روى عنها الحافظ الضّياء.
350- سُلَيْمَان بْن أَحْمَد [1] بن محمد.
أبو القاسم ابن الطّيلسان الأنصاريّ، القُرطُبيّ.
روى عَنْ: أَبِي خالد المروانيّ، وأبي القَاسِم الشّراط.
روى عَنْه: ابن أخيه القَاسِم بْن مُحَمَّد الحافظ.
وذكره الأبّار [2] ، فَقَالَ: كَانَ حافظا للحديث وللأدب، صوّاما
قَوّامًا كثير التّلاوة جدّا. وتُوُفّي في تاسعٍ وعشرين رمضان [3] عَنْ
أربع وستّين سنة [4] .
[حرف العين]
351- عائشة بنت الحافظ معمر [5] بن الفاخر.
__________
[1] انظر عن (سليمان بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار، رقم 1989،
والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 4/ 58، 59 رقم 137.
[2] في تكملة الصلة، رقم 1989.
[3] في الذيل والتكملة للأنصاريّ 4/ 59: توفي في عاشر شوال.
[4] قال أبو القاسم ابن أخيه: قرأت بمتعبّده من الجامع بقرطبة «الغريب»
المصنّف لأبي عبيد، و «الأمثال» له، ونحو ربع «أمالي» القالي، وكان
يحفظ هذه الكتب أو أكثرها.
مولده سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
[5] انظر عن (عائشة بنت معمر) في: التقييد لابن نقطة 499 رقم 684،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 203، 204 رقم 1149، والإشارة إلى وفيات
الأعيان 317، والعبر 5/ 22، 23، وسير أعلام النبلاء 21/ 499، 500 رقم
260، والنجوم الزاهرة 6/ 202، وشذرات الذهب 5/ 25.
(43/250)
أُمّ حبيبة الأصبهانيَّة.
سَمِعْتُ حضورا مِن فاطمة الْجُوزدانيَّة، وسماعا من زاهر بْن طاهر،
وسعيد ابن أَبِي الرجاء.
روى عنها: ابنُ نقطة، والضّياء.
قَالَ ابن نقطة [1] : سمعنا منها «مُسْنِد أَبِي يَعلى» بسماعها من
سعيد الصَّيرفيّ. وكان سماعُها صحيحا بإفادة أبيها.
قلت: وأجازت للشيخ شمس الدّين عَبْد الرَّحْمَن، ولابنِ شيبان، وللكمال
عَبْد الرحيم، وللفخر عليّ.
وتُوُفّيت في ربيع الآخر.
352- عبدُ الجليل بْن عَبْد الكريم بْن عُثْمَان.
بهاء الدّين الموقانيّ.
قال ابنُه مُحَمَّد [2] : تُوُفّي بالقدس في جُمادي الآخرة. وروى عن
أبي طاهر السّلفيّ، والحافظ ابن عساكر. وعاش ستّا وستّين سنة.
353- عَبْدُ الرَّحْمَن بن هبة اللَّه [3] بْن عَبْد الملك ابن غريب
الخال.
أَبُو القَاسِم الحريميّ.
روى عن إسماعيل بن السَّمَرْقَنْديّ، واستبعدوا سماعه منه، وقال بعضهم:
إنَّ الّذي سَمِعَ إنّما أخوه عُبَيْد الله.
وجدّهم غريب: هُوَ خالُ المقتدر.
354- عَبْدُ الرَّحْمَن بْن هبة الله بْن أَبِي نصر [4] الحربيّ،
المقرئ.
__________
[1] في التقييد 499.
[2] سيأتي في المتوفين سنة 664 هـ.
[3] انظر عن (عبد الرحمن بن هبة الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 129، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 204 رقم 1151، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 21 رقم 777.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن هبة الله بن أبي نصر) في: إكمال الإكمال
لابن نقطة (الظاهرية)
(43/251)
الضّرير، المعروف بابن دَقِيقة.
وُلِدَ سنة سبعٍ وعشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن يوسف، وأبي البدر الكرْخيّ.
روى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ.
وتُوُفّي في ذي الحِجَّة.
وقال ابن نقطة [1] : سمعت منه كتاب «المغازي» لابن إسحاق.
355- عبد الوهّاب ابن الأمين أَبِي منصور [2] عليّ بْن عليّ بْن
عُبَيْد الله.
الإِمام المحدّث العالم، مُسْنِد العراق وشيخها ضياء الدّين، أَبُو
أَحْمَد البغداديّ، الصّوفيّ، الشّافعيّ، الأمين، المعروف بابن
سُكَيْنة.
وسُكَيْنة: هي جدّته أمّ أبيه.
__________
[ () ] مادة «دقيقة» ، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 129،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 215 رقم 1176، والمختصر المحتاج إليه 3/ 21
رقم 778.
[1] في إكمال الإكمال، مادة (دقيقة) .
[2] انظر عن (عبد الوهاب ابن الأمين أبي منصور) في: التقييد لابن نقطة
373 رقم 478، والكامل في التاريخ 12/ 295، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 156، 157، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة
64- 66، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 201، 202 رقم 1146، وذيل الروضتين
70، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 101- 105، وأخبار الزهاد لابن
الساعي، ورقة 92- 94، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 354- 368 رقم
220، وتاريخ إربل 1/ 150، 283، 417، والمعين في طبقات المحدّثين 187،
رقم 1985، والإعلام بوفيات الأعلام 249، والإشارة إلى وفيات الأعيان
317، والعبر 50/ 23، 24، ودول الإسلام 2/ 113، وسير أعلام النبلاء 21/
502- 505 رقم 262، ومعرفة القراء الكبار 2/ 582- 584 رقم 542، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 58، 59 رقم 846، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 60، رقم
647، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 136 (8/ 324، 325) ومرآة الجنان
4/ 15، والبداية والنهاية 13/ 61، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 153
أ، والعقد المذهب لابن الملقّن، ورقة 165، وطبقات الشافعية لابن قاضي
شهبة 2/ 390، 391 رقم 359، وغاية النهاية 1/ 480 رقم 1998، والعسجد
المسبوك 2/ 335، 336، وعقد الجمان 17/ ورقة 329- 331، والنجوم الزاهرة
6/ 201، وشذرات الذهب 5/ 25، 26، وديوان الإسلام 3/ 125 رقم 1213.
(43/252)
ولد في شعبان سنة تسع عشرة وخمسمائة.
وسَمِعَ الكثيرَ من: أَبِيهِ، وأبي القَاسِم بْن الحُصَيْن، وأبي غالب
مُحَمَّد بْن الْحَسَن المَاوَرْديّ، وزاهر بْن طاهر الشّحَّاميّ،
والقاضي أَبِي بَكْر الأنصاريّ، والزّاهد مُحَمَّد بْن حمّويه
الْجُوَينيّ بإفادة ابن ناصر. ثمّ لازم أبا سعد ابن السَّمْعانيّ لمّا
قِدم وسَمِعَ معه الكثير من أَبِي منصور بْن زُرَيق القزّاز، وأبي
القَاسِم ابن السَّمَرْقَنْديّ، وابن تَوْبة، وجدِّه لأمّه الشّيخ
أَبِي البركات إسْمَاعيل بْن أَحْمَد، وهذه الطّبقة. وقرأ القراءاتِ
عَلَى أَبِي مُحَمَّد سِبْط الخياط، والحافظ أَبِي العلاء الهَمَذانيّ،
وأبي الحَسَن عليّ بْن أَحْمَد بْن محمويه. وقرأ مذهبَ الشّافعيّ
والخلاف على أبي منصور سعيد ابن الرَّزَّاز، وغيره. وقرأ العربيةَ
عَلَى أَبِي مُحَمَّد ابن الخشّاب، ولبس خرقة التّصوّف من جدّه أَبِي
البركات وصحِبه. وأخذ معرفةَ الحديث عَنِ ابن ناصر، ولَزِمَهُ، وقرأ
عَلَيْهِ الكثيرَ، وحَفِظَ عَنْهُ الكثير من النُّكَت والفوائدِ
الغريبة، والمعاني الدّقيقة.
وطال عمره، ورحل إليه.
قال الحافظ ابن النّجّار [1] : ابن سُكَينة شيخ العراق في الحديث
والزّهد وحُسن السَّمْت وموافقة السُّنَّة والسَّلف [2] ، عُمِّر [3]
حتّى حدَّث بجميع مَرْويّاته. وقصده الطّلابُ من البلاد. وكانت أوقاته
محفوظة، فلا تمضي لَهُ ساعة إلّا في تلاوَةٍ أو ذِكر أو تهجُّد أو
تسميع. وكان إذَا قُرئ عَلَيْهِ الحديثُ منع أن يُقام لَهُ أو لِغيره.
وكان كثيرَ الحجّ والمجاورة والطّهارة، لا يخرج من بيته إلّا لحضور
جمعة أو عيد أو جنازة. ولا يحضر دُورَ أبناء الدّنيا ولا الرؤساء في
هناءٍ ولا في عزاء. وكان يُديم الصّيام غالبا عَلَى كبر سِنّه، ويستعمل
السُّنَّة في مدخله ومخرجه وملبسه وأموره، ويحبّ الصّالحين، ويُعظِّم
العلماء، ويتواضع لجميع النّاس. وكان دائما يقول: أسأل الله أن
__________
[1] في ذيل تاريخ بغداد 1/ 354 مع اختلاف في الألفاظ.
[2] إلى هنا في الذيل 1/ 354.
[3] من هنا في الذيل 1/ 359 بتصرّف.
(43/253)
يُميتنا مسلمين. وكان ظاهرَ الخشوع، غزيرَ
الدّمعة، وكان يعتذِرُ من البكاء، ويقول: قد كَبِرَتْ سنّي، وَرَقَّ
عظْمي، فلا أملك عَبْرَتي، يَقُولُ ذَلِكَ خوفا من الرياء. وكان الله
قد ألْبَسهُ رداء جميلا من البهاء، وحُسْن الخِلْقة، وقبول الصُّورة
ونور الطّاعة وجلالة العبادة. وكانت لَهُ في القلوب منزلة عظيمة يُحبّه
كلُّ أحدٍ، وإذا رآهُ ينتفع برؤيته قبلَ كلامه، فإذا تكلَّم، كَانَ
البهاءُ والنّورُ عَلَى ألفاظه، ولا يُشْبَعُ مِن مجالسته. ولقد طفت
شرقا وغربا، ورأيتُ الأئمَّة والزُّهّاد، فما رأيتُ أكملَ منه، ولا
أكثر عبادة، ولا أحسن سَمْتًا، صحِبْته قريبا مِن عشرين سنة ليلا
ونهارا، وتأدّبتُ بِهِ وخدمته، وقرأتُ عَلَيْهِ القرآن بجميع رواياته،
وسمعتُ منه أكثر مَرْويّاته. وكان ثقة حُجَّة نبيلا، عَلَمًا مِن أعلام
الدّين. سَمِعَ منه الحُفّاظ: عليّ بْن أَحْمَد الزَّيْدي، والقاضي
عُمَر بْن عليّ، وأَبُو بَكْر الحازميّ، وخلق، ورووا عنه وهو حيّ [1] .
وسمعت أبا محمد ابن الأخضر غيرَ مَرَّةٍ يَقُولُ: لم يبق ممّن طلب
الحديث وعُنِيَ بِهِ غيرُ عَبْد الوهّاب بْن سُكينة. وسمعتُه يَقُولُ:
كَانَ شيخنا ابنُ ناصر يجلس في داره عَلَى سريرٍ لطيف، فكلّ مَن حضَرَ
عنده يجلس تحتَ سريره كابن شافع والباقداريّ وأمثالهم، وما رأيته
أجْلَسَ معه أحدا عَلَى سريره إلّا ابن سُكينة [2] .
قَالَ ابن النّجّار [3] : وأنبأنا القاضي يَحْيَى بنُ القَاسِم مدرّس
النّظاميَّة في ذكر مشايخه: أَبُو أحمد ابن سُكينة، كَانَ عالما عاملا،
دائمَ التّكرار لكتاب «التّنبيه» في الفقه، كثير الاشتغال «بالمهذّب» و
«الوسيط» في الفقه، لا يُضيّع شيئا من وقته. وكنّا إذَا دخلنا عَلَيْهِ
يَقُولُ: لا تزيدوا عَلَى «سَلام عليكم» مسألة، لكثرة حرصه عَلَى
المباحثة وتقرير الأحكام.
__________
[1] في ذيل تاريخ بغداد 1/ 361: «وهو حجّة» .
[2] ذيل تاريخ بغداد 1/ 366، 367.
[3] في ذيل تاريخ بغداد 1/ 367.
(43/254)
وقال الدُّبَيْثِيّ [1] : سَمِعَ بنفسه،
وحَصَّل المسموعات، وسَمِعَ أَبَاهُ، وخلقا كثيرا، سمّى منهم: أبا
البركات عُمَر بْن إِبْرَاهيم العلويّ، وأبا شجاع البسطاميّ. وحدّث
بمصر، والشام، والحجاز. وكان ثقة فَهمًا، صحيح الأُصول، ذا سكينة
ووقار.
قلت: روى عنه: الشّيخ الموفّق، وأبو موسى ابن الحافظ عبد الغنيّ، وأبو
عمر ابن الصّلاح، وابنُ خليل، والضّياء، وابنُ النّجّار،
والدُّبَيْثِيّ، ومحمد بْن عَبْد الله بْن غَنِيمة الإِسْكاف، ومحمد بن
عسكر الطّبيب، والعماد محمد ابن شهاب الدّين السّهرورديّ، وأحمد بْن
هبة الله السّاوجيّ البغداديّ، وأحمد بن يحيى النّجّار، وبكر بن محمد
القزوينيّ، والحسن بن عبد الرحمن بْن عُمَر الباذرائيّ، وسعد الله بْن
عَبْد الرَّحْمَن الطّحّان، وعامر بْن مكّيّ الضّرير، وأَبُو الفتح
عَبْد الله بْن عليّ بْن أَبِي الدِّينيّ وأخوه عَبْد الرَّحْمَن، وعبد
الله بْن مقبل، والموفّق عَبْد الغافر بْن مُحَمَّد القاشانيّ، وعبد
الغنيّ بْن مكّيّ المُعَدَّل، وعبد اللطيف بْن سالم البَعْقُوبيّ،
وعثمان بْن أَبِي بَكْر الغَرَّاد المقرئ، وعمر بْن عَبْد العزيز بْن
دلف، ومكّيّ بن عثمان ابن الهُبْرِيّ، ونوح بْن عليّ الدُّوريّ، ويونس
بْن جَعْفَر الأزَجيّ، والنّجيب عَبْد اللّطيف الحرّانيّ، وابن عَبْد
الدّائم المقدسيّ، وعامّتهم شيوخ شيخنا الدّمياطيّ [2] .
وروى عنه بالإجازة: الفخر عليّ ابن البُخَاريّ، وأحمد بْن شيبان،
وجماعة آخرهم موتا المُسْنَد المُعَمَّر كمال الدّين عَبْد الرحمِّن
بْن عبد اللّطيف ابن الرقّام شيخ المستنصرية، عاش بعده تسعين سنة.
وَرَد ابن سُكينة دمشق رسولا وحدّث بها في سنة خمس وثمانين وخمسمائة،
فسمع منه التّاج القرطبيّ وطبقته.
__________
[1] في ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد، الورقة 156- 157 (باريس 5922) .
[2] عبد المؤمن بن خلف المتوفى سنة 705 وصاحب المشيخة المشهورة. انظر:
معجم شيوخ الذهبي 336- 338 رقم 483، والمعجم المختص بالمحدّثين، للذهبي
95، 96 رقم 112 وفيه مصادر ترجمته.
(43/255)
قَالَ الإمام أَبُو شامة [1] : وفيها
تُوُفّي ضياء الدّين عَبْد الوهَّاب بْن سُكينة، وحضره أرباب الدّولة،
وكان يوما مشهودا. ثُمَّ قَالَ: وكان من الأبدال.
قَالَ ابنُ النّجّار [2] وغيرهُ: تُوُفّي في تاسع عشر ربيع الآخر، وكان
يوما مشهودا.
356- عليّ بْن أَحْمَد بْن سعيد [3] .
الإِمام أبو الحسن ابن الدّبَّاس الواسطيّ، المقرئ، المُعَدَّل.
قرأ بواسط القراءات الكثيرة عَلَى عبدِ الرَّحْمَن بْن الحُسَيْن
الدَّجاجيّ، وعلى المبارك بْن أَحْمَد بْن زُريق. وارتحل إِلى هَمَذان
فقرأ القراءات عَلَى الحافظ أَبِي العلاء العَطَّار. وارتحل إِلى
الموصل، فقرأ عَلَى يَحْيَى بْن سعدون القرطبيّ. ثُمَّ ذكر أَنَّهُ قرأ
عَلَى أَبِي الكَرَم الشّهرُزوريّ فأنكروا عَلَيْهِ.
وقد أقرأ بجامع واسط صدرا به مَعَ أبي بكر ابن الباقِلّاني، ثُمَّ
استوطن بغدادَ، وأقرأ بها، وحدَّث عن أبي طالب ابن الكَتّانيّ بما لم
نعرفه من روايته.
قاله الدُّبَيْثِيّ [4] .
قَالَ [4] : فَسَمِعَ منه عَبْدُ العزيز بْن هلالة ذَلِكَ، فلمّا تبيّن
لَهُ ضربَ عَلَى السّماع منه.
قَالَ [4] : وقال لي عبدُ العزيز بن عبد الملك الشيبانيّ الدّمشقيّ:
وقفت
__________
[1] في ذيل الروضتين 70.
[2] في ذيل تاريخ بغداد 1/ 368.
[3] انظر عن (علي بن أحمد بن سعيد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 214، 215، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 58- 62 رقم 561،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 209 رقم 1160، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد
178، 179 رقم 134، والمختصر المحتاج إليه 3/ 116 رقم 979، ومعرفة
القراء الكبار 2/ 595- 597 رقم 554، وميزان الاعتدال 3/ 113 رقم 5780،
وغاية النهاية 1/ 519 رقم 2146، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي
شهبة، ورقة 203، 204، ولسان الميزان 4/ 197 رقم 528.
[4] في تاريخه، ورقة 215.
(43/256)
عَلَى رقعة فيها خطٌّ مزوَّر عَلَى خطِّ
أَبِي الكَرَم الشَّهرزوريّ بقراءة ابن الدّبّاس عَلَيْهِ.
وقد حدّث عَنْ عليّ بْن نغوبا، ومحمد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي زَنبقة،
وأنشدنا أبياتا.
قلتُ: آخر من روى عَنْهُ بالإِجازة الكمال الفويره شيخ المستنصرية.
وقال ابن النّجّار [1] : ذكر أَنَّهُ قرأ عَلَى أَبِي الكرم، وأبي
الحَسَن بْن محمويه، وعبد الوهَّاب الصّابونيّ الخفّاف، ويوسف بْن
المبارك. وقَدِم بغداد عَند عُلُوِّ سِنِّه، ورُتّب لإِقراء النّاس،
فأكثروا عَنْهُ. وكان عالما بالقراءات وعِللها، قَيِّمًا بحفظ أسانيدها
وطُرقها، وله معرفة جيّدة بالنّحْو. وكان متواضعا حسنَ الأخلاق، كتبتُ
عَنْهُ.
وذكر لي مُحَمَّد بْن سعيد الحافظ: أنّ أبا الحسن ابن الدّبّاس حَدَّثَ
بكتاب «الحُجة» لأبي عليّ الفارسيّ، سماعا عَنْ أَبِي طالب ابن
الكَتّانيّ، بإجازته من أَبِي الفضل بْن خيرون، وما علِمنا له من ابن
خيرون إجازة، ولم نشاهد ابن الدّبّاس عند أَبِي طالب قطّ، ولا ذكر لنا
أحد أَنَّهُ رآه عنده، ولم يصحّ أَنَّهُ قرأ عَلَى ابن الشّهرزوريّ [2]
.
قَالَ ابنُ النّجّار [3] : سألتُ ابن الدّبّاس عَنْ مولده، فَقَالَ: في
سنة سبع وعشرين وخمسمائة، دخلتُ بغداد سنة تسعٍ وأربعين. وتُوُفّي في
السابع والعشرين من رجب [4] .
__________
[1] في ذيل تاريخ بغداد 3/ 59.
[2] ذيل تاريخ بغداد 3/ 61.
[3] في الذيل 3/ 61، 62.
[4] وقع في: غاية النهاية 1/ 519 أنه توفي سنة سبع وثلاثمائة! ووقع في
لسان الميزان 4/ 197 أنه توفي سنة سبع وخمسين وستمائة! ومن شعر علي بن
أحمد بن الدباس:
لهفي على عمري لقد أفنيته ... في كل ما أرضى ويسخط مالكي
(43/257)
357- عليّ بْن أَبِي الأزهر [1] البغداديّ
المعروف بابن البُتَتِيّ [2]- بضمّ الباء الموحَّدة-.
مقرئ فصيح، سريعُ القراءة إِلى الغاية لا يكاد يُجارَى.
قَالَ ابنُ الدُّبَيْثِيّ [3] : قرأ هذا عَلَى شيخنا أَبِي شجاع ابن
المقرون في يومٍ واحد من طلوع الشمس إِلى غروبها ثلاثَ خِتَم، وقرأ في
الرابعة إلى سورة الطّور [4] بمشهدٍ من جماعة من القرّاء وغيرهم، ولم
يخف شيئا من قراءته، وذلك في رجب سنةَ ثمان وخمسين وخمسمائة. وما سمعنا
أنّ أحدا قبلَه بلغ هذه الغايةَ. تُوُفّي في ثامن رمضان [5] .
وقال ابنُ النّجّار: أَبُو الحَسَن عَلِيِّ بْن عَبْد اللَّهِ بْن
عَلِيّ بْن إِبْرَاهيم بْن يَحْيَى بْن طاهر بْن يوسف بْن إِبْرَاهيم
بْن الحَسَن بن شاذان القصّار [6] ابن
__________
[ () ]
ويلي إذا عنت الوجوه لربّها ... ودعيت مغلولا بوجه حالك
ورقيب أعمالي ينادي شامتا: ... يا عبد سوء أنت أول هالك
لم يبق من بعد الغواية فنزل ... إلا الجحيم وسوء صحبة مالك
[1] انظر عن (علي بن أبي الأزهر) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة
175، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 193، 194 رقم 677، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 211 رقم 1166 وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 61،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 149، 150 رقم 1076، ومعرفة القراء الكبار 2/
597 رقم 555، والمشتبه 1/ 117، 118، وغاية النهاية 1/ 526 رقم 2174،
وتوضيح المشتبه 2/ 72.
[2] البتتيّ: بضم الباء الموحّدة، وفتح التاء المثناة الأولى، وكسر
الثانية.
وقد ذكره المؤلّف الذهبي- رحمه الله- في المشتبه باسم: «أبي الحسن علي
بن عبد الله بن شاذان بن البتتي القصار» . (1/ 117، 118) .
وفي التكملة لوفيات النقلة للمنذري 2/ 211: أبو الحسن علي بن أبي
الأزهر الأجمي» .
[3] في ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد (كمبرج) ورقة 175.
[4] فتكون أربع ختم إلا ثمنا.
[5] وقع في ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 194: توفي علي بن أبي
الأزهر في يوم الخميس الثامن عشر من ربيع الأولى سنة ثمان وعشرين
وستمائة، ودفن بباب حرب، وقد قارب الثمانين» .
ووقع في (المشتبه 1/ 118) أنه توفي سنة 671 وقد قيّده بالأرقام!
[6] الّذي في ذيل تاريخ بغداد لابن النجار 1/ 193: «علي بن أبي الأزعر
بن علي بن أبي
(43/258)
البُتَتِيّ، أحد القرّاء المجوّدين. سألتُه
[1] عَنْ مولده، فقال: ولدت سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. وأجاز لي. وسمع
«الحِلْية» من يَحْيَى بْن عَبْد الباقي الغزّال. وذكر لي أَنَّهُ قرأ
في يومٍ ثلاث ختمات والرابعة إِلى «الطّور» ، إِلى آخرها، بمجمعٍ كبيرٍ
من القرّاء، وأخذ خطوطَهم بذلك، وأنّه لم يُخِلَّ بالتّشديدات والمدّات
وإفهام التّلاوة على أبي شجاع ابن المقرون. وذكر أَنَّهُ ختم في شهر
رمضان اثنتين وستّين ختْمة. إِلى أن قَالَ: وكان حسنَ الأخلاق،
متودّدا، محِبًّا لأهل العِلم، متشيّعا غاليا في التّشيّع.
358- عُمَر بْنُ مُحَمَّد بْن مُعَمّر [2] بْن أَحْمَد بْن يَحْيَى بْن
حَسّان.
المُسِنَد الكبير، رحلة الآفاق، أَبُو حفص بْن أَبِي بَكْر البغداديّ،
الدّارَقَزّيّ، المؤدّب، المعروف بابن طَبَرْزَد.
والطَّبَرْزَد: هُوَ السُّكَّر.
وُلِدَ في ذي الحجّة سنة ستّ عشرة وخمسمائة.
__________
[ () ] خليفة، أبو الحسن العطار» !
[1] من هنا إلى آخر الترجمة غير موجود في المطبوع من ذيل تاريخ بغداد.
[2] انظر عن (عمر بن محمد بن معمر) في: معجم البلدان 2/ 422، والتقييد
لابن نقطة 397، 398 رقم 521، والكامل في التاريخ 12/ 295، وتاريخ ابن
الدبيثي (باريس 5922) ورقة 200- 202، والتاريخ المجدّد لابن النجار
(بارس) ورقة 119، 120، وذيل تاريخ بغداد، له 15/ 292، والتكملة لوفيات
النقلة 2/ 207، 208 رقم 1158، وذيل الروضتين 70، 71، ووفيات الأعيان 3/
452، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 106- 109، والمستفاد من ذيل تاريخ
بغداد 210- 213 رقم 162، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 537، وتكملة إكمال
الإكمال لابن الصابوني 29، وتاريخ إربل 1/ 159- 162 رقم 65، وتلخيص
مجمع الآداب 1/ 286، 563 و 3/ 234 و 5/ رقم 2020، والمعين في طبقات
المحدّثين 187 رقم 1987، والإعلام بوفيات الأعلام 249، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 317، وسير أعلام النبلاء 21/ 507- 512 رقم 266، وميزان
الاعتدال 3/ 223، والعبر 5/ 24، ودول الإسلام 2/ 113، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 106، 107 رقم 954، والبداية والنهاية 13/ 61، وعقد الجمان 17/
ورقة 331، والعسجد المسبوك 2/ 336، 337، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 115،
116، ولسان الميزان 4/ 329، والنجوم الزاهرة 6/ 201، وشذرات الذهب 5/
26، وديوان الإسلام 3/ 251، 252 رقم 1389، والأعلام 5/ 61.
(43/259)
وسَمِعَ الكثير بإفادة أخيه المحدّث أَبِي
البقاء مُحَمَّد، ثُمَّ بنفسه. وحَصَّل الأُصولَ، وحفظها إِلى وقت
الحاجة إِلَيْهِ، وكان أكثرُها بخطّ أخيه. سَمِعَ من:
أَبِي القَاسِم بْن الحُصَيْن، وأبي غالب ابن البَنّاء، وأبي القَاسِم
هِبة الله الشُّرُوطيّ، وأبي الحسن عليّ ابن الزّاغونيّ، وأبي المواهب
أَحْمَد بْن مُلوك، وهبة الله ابن الطّبر الحريريّ، وأبي بَكْر
الْأَنْصَارِيّ، وأبي مَنْصُور القزّاز، وأبي منصور ابن خيرون، وعبد
الخالق بْن عَبْد الصّمد بْن البدن، ومحمد وعُمَر ابنَيْ أَحْمَد بْن
دحروج، وأبي غالب مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن قُريش، وأحمد بن منصور
الغزّال، وإسماعيل ابن السّمرقنديّ، وأبي الفضل محمد ابن المهتدي
باللَّه، وأبي البدر إِبْرَاهيم بْن مُحَمَّد الكرْخيّ، وأبي الفتح
مفلح الدُّوميّ، والوزير عليّ بْن طِرَاد، وأبي الفتح الكُرُوخيّ، وأبي
سعد أَحْمَد بْن مُحَمَّد الزَّوزنيّ، وغيرهم.
روى عَنْهُ خلقٌ لا يُمكن حصرُهم، منهم: ابن النّجّار، والضّياء،
والزّكيّ المنذريّ، والصَّدر البكريُّ، وأخوه الشرف مُحَمَّد، والكمال
عُمَر بْن أَبِي جرادة [1] ، وأخوه مُحَمَّد، ومحمد بن الحسن ابن
الحافظ ابن عساكر، والجمال مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عمرون النحْويّ،
والشّهاب القُوصيّ وأخوه عُمَر، والمجد مُحَمَّد بن إسماعيل ابن عساكر،
والجمال عَبْد الرَّحْمَن بْن سلمان البغداديّ الحنبليّ، والموفّق
مُحَمَّد بْن عُمَر خطيب بيت الأبَّار، وأحمد بنُ هِبة الله الكهفيّ،
والتّقيّ إسماعيل ابن أبي اليسر، والقطب أحمد بن عبد السلام بْن أَبِي
عصرون، والفقيه أَبُو العَبَّاس أَحْمَد بْن نعمة بْن أَحْمَد
المقدسيّ، والشّمس إِسْحَاق بن محمود ابن بلكُويه الكاتب نزيل مصر،
والمؤيَّد أسعد بْن المظفّر ابن القلانِسيّ، والبهاء حسن بْن سالم بْن
صَصْرَى التّغلبيّ، وأَبُو الفَرَج طاهر بْن مُحَمَّد الكحّال، والجمال
يحيى ابن الصَّيرفيّ، والشّيخ أَبُو الفَرَج عَبْد الرَّحْمَن بْن
أَبِي عُمَر، وأَبُو الغنائم المُسَلْم بْن علّان، والكمال عبد الرحيم
بن عَبْد المَلِك، وأحمد بْن شِيبان، وغازي الحَلَاويّ،
__________
[1] يعني ابن العديم صاحب «بغية الطلب» .
(43/260)
وخديجة بنت ابن راجح، وصفيَّة بنت مسعود
بْن شُكر، وشاميَّة بنت الصَّدر البكريّ، وزينت بنت مكّيّ، وفاطمة بنت
المَلِك المحسن، وفاطمة بنت العماد عليّ بن عساكر، وعبد الرحيم بن يوسف
ابن خطيب المزّة، والفخر عليّ بن أحمد ابن البخاريّ وهو آخر من سَمِعَ
منه. وآخر من روى عنه بالإجازة: الكمال عبد الرحمن المُكبِّر شيخ
المستنصرية.
وقال ابن نُقطة [1] : سَمِعَ «سُنن أَبِي داود» من أَبِي البدر
الكرْخيّ بعضها، وبعضها من مُفلح الدّوميّ بروايتهما، كما بُيّنَ، عَنْ
أَبِي بَكْر الخطيب. وسَمِعَ كتاب التِّرْمِذيّ من أَبِي الفتح
الكَرْوخيّ. قَالَ: هُوَ مكثِر صحيح السّماع، ثقة في الحديث، تُوُفّي
في تاسع رجب، ودُفِنَ بباب حرب.
وقرأتُ بخطّ عمر ابن الحاجب، قَالَ: ورد- يعني ابن طَبَرْزَد- دمشق
وحَدَّثَ بها وازدحمت عَلَيْهِ الطّلبة. تفرّد بعدَّة مشايخ وأجزاء
وكتب. وكان مسِند أهل زمانه.
وقال لي ابن الدُّبَيْثِيّ [2] : كَانَ سماعه صحيحا عَلَى تخليطٍ فيه.
سافر إِلى الشام، وحَدَّثَ في طريقه بإربل والمَوْصِلِ، وحَرّان، وحلب،
ودمشق، وغيرها من القرى، وعاد إِلى بغداد قبل وفاته وحدّث بها. وجمعت
له «مشيخة» عن ثلاثة وثمانين شيخا، وحَدَّثَ بها مِرارًا، وأملى علينا
مجالسَ بجامع المنصور، وعاش تسعين سنة وسبعة أشهر.
قلت: يشيرُ ابن الدُّبَيْثِيّ إِلى أنّ أبا البقاء أخاه كَانَ ضعيفا
وأكثرُ سماعه، فبقراءة أخيه أَبِي البقاء، فاللَّه أعلم.
وقال الإمام أَبُو شامة [3] : وفيها تُوُفّي ابن طَبَرْزَد. وكان خليعا
ماجنا.
سافر بعد حنبل إِلى الشّام، وحَصَل لَهُ مالٌ بسبب الحديث، وعاد حنبل
إِلى
__________
[1] في التقييد 397.
[2] ذكر ذلك في تاريخه، الورقة 201 (باريس 5922) .
[3] في ذيل الروضتين 71.
(43/261)
بغداد، فأقام يعمل تجارة بما حَصَل لَهُ.
قَالَ: فسلك ابن طبرزد طريق حنبل في استعمال كاغَد وعَتّابي، فمرض
مُدَّةً ومات، ورجَعَ ما حصل لَهُ إِلى بيت المال كحنبل.
سمعت شيخنا أبا العبّاس ابن الظّاهريّ الحافظ يَقُولُ: كَانَ ابنُ
طبرزد يُخِلُّ بالصّلوات.
قلت: ورأيت بخطّ ابن طبرزد كتاب «طبقات الحنابلة» لأبي الحسين ابن
الفرّاء. وهو آخِرُ مَن روى عَنِ ابن الحُصَيْن، وجماعة.
وقال المنذريّ [1] : حدّث ابن طبرزد هُوَ وأخوه مَعًا في سنة تسعٍ
وثلاثين وخمسمائة [2] .
__________
[1] عبارته في التكملة 2/ 208: «لقيته بدمشق وسمعت منه كثيرا من الكتب
الكبار والأجزاء والفوائد، وقرأت عليه في التاسع عشر من ذي الحجة سنة
ثلاث وستمائة (الغيلانيات) وهي أحد عشر جزءا، وكان في الأصل طبقة عليه
وعلى أخيه أبي البقاء محمد في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة فكان بين
قراءتي عليه وقراءتهم عليه أربع وستون سنة» .
[2] وقال ابن نقطة: سمعت بعض أصحابنا يلعنه ويقع فيه، فسألت عن سبب
ذلك؟ فأخبرت أنه أدخل للشيخ جزءا في جزء وأراد أن يقرأ عليه الجزءين
معا، ففطن له فقال: أتستغفلني وتفعل بي مثل هذا أم لا أسمعك شيئا، قم
عنّي! وما أسمعه شيئا حتى مات. (التقييد 397) .
وقال ابن النجار: طلب من الشام للسماع عليه فتوجّه إلى هناك، وحدّث
بإربل، والموصل، وحرّان، وحلب، وأقام بدمشق مدة طويلة، وروى أكثر
مسموعاته. وحصّل مالا حسنا، وعاد إلى بغداد وأقام بها يحدّث إلى حين
وفاته. وكان يعرف شيوخه ويذكر مسموعاتهم. وكانت أصول سماعاته بيده،
وأكثرها بخط أخيه. وكان يكتب خطا حسنا، وكان متهاونا بأمور الدين.
رأيته غير مرة يبول من قيام، فإذا فرغ من إراقة بوله أرسل ثوبه وقعد من
غير استنجاء. وكنا نسمع منه أجمع، فنصلّي ولا يصلّي معنا، ولا يقوم
لصلاة، وكان يطلب الأجر على الرواية، إلى غير ذلك من سوء طريقته.
(المستفاد 211) .
وقال ابن المستوفي: كان سبب وروده إربل أن الفقير أبا سعيد كوكبوري بن
علي، لما بنى دار الحديث لم يكن بإربل من يسمّع بها، فمرّت على ذلك
مدّة، فأنهيت هذا الحال إليه، فقال: كيف الطريق إلى ذلك؟ فقلت: إحضار
مشايخ من بغداد عندهم حديث يسمع عليهم، ثم عيّنته وعيّنت حنبلا لسماع
المسند. فكتب كتابا إلى الديوان العزيز- أجلّه الله- يطلبهما، وأنفذ
لهما نفقة تامة، فوصلا في سنة اثنتين وستمائة، فنزلا بدار الحديث
(43/262)
359- عيسى بْن عَبْد العزيز [1] بْن
يَلَلْبَخت [2] بْن عيسى.
العلّامة أَبُو موسى الْجُزُوليّ، اليَزْدكنْتِيّ [3] البربريّ،
المَرّاكُشيّ، المغربيّ، النّحْويّ.
حجّ ولزِم العلّامة أبا مُحَمَّد عَبْد الله بْن برّيّ بمصر فأخذ
عَنْهُ العربيَّة واللّغة. وسَمِعَ من أبي مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله
«صحيح البخاريّ» . وصَدَر من رحلته فتصدّر للإِفادة بالمَرِية
وبالجزائر عمل ببِجّاية دهرا. وأخذ العربية عَنْهُ جماعة.
وكان إماما لا يُشقُّ غباره في العربية ولا يُجارى، مَعَ جودة التّفهيم
وحُسْن العِبارة، وإليه انتهت الرئاسة في علم النّحو، ولقد أتى في
«مقدّمته» بالعجائب الّتي لا يُسبق إليها، فكلّها حدود وإشارات ولقد
يكون الشخص
__________
[1] انظر عن (عيسى بن عبد العزيز) في: إنباه الرواة 2/ 378، وصلة الصلة
لابن الزبير 53، وتكملة الصلة لابن الأبار 3/ ورقة 85 و (المطبوع 2/
رقم 1932) ، ووفيات الأعيان 3/ 488- 491، ودول الإسلام 2/ 113، والعبر
5/ 24، 25، وسير أعلام النبلاء 21/ 497 رقم 257، وتاريخ مختصر الدول
229، وبغية الطلب (المصوّر) 2/ 236، 237 رقم 1879، والمختصر في أخبار
البشر 3/ 115، وتاريخ ابن الوردي 2/ 132 وفيه وفاته سنة 610 هـ.، ومرآة
الجمان 4/ 19، 20 وفيه وفاته سنة 610 هـ.، والبداية والنهاية 13/ 67،
والوفيات لابن قنفذ 307، 308 رقم 616، والسلوك ج 1 ق 1/ 172، وعقد
الجنان 17/ ورقة 333، وتاريخ ابن الفرات 9/ ورقة 48، والنجوم الزاهرة
6/ 200، وكشف الظنون 111، 605، 811، 1800، 1801، وشذرات الذهب 5/ 24،
وديوان الإسلام 2/ 89 رقم 682، وروضات الجنات 508، وهدية العارفين 1/
807، والأعلام 5/ 104، ومعجم المؤلفين 8/ 27، ودائرة المعارف الإسلامية
6/ 499، وسيعاد في وفيات 610 هـ. برقم (532) .
[2] يللبخت: بفتح الياء المثنّاة من تحتها واللام وسكون اللام الثانية
وفتح الباء الموحّدة وسكون الخاء المعجمة وبعدها تاء مثنّاة من فوقها.
قال ابن خلكان: وهو اسم بربري.
(وفيات الأعيان 3/ 490) .
[3] هكذا في الأصل مجوّدة بخطّ المؤلّف الذهبي رحمه الله- بتقديم النون
على التاء، أما ابن خلكان فقيّدها بتقديم التاء على النون، فقال: بفتح
الياء المثناة من تحتها وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وسكون الكاف
وفتح التاء المثناة من فوقها وبعدها نون. هذه النسبة إلى فخذ من جزولة.
(43/263)
يعرف المسألة من النّحو معرفة جيّدة، فإذا
قرأها من «الْجُزُولية» دار رأسه واشتغل فكره، واسم هذه المقدّمة
«القانون» اعتنى بها جماعة من أذكياء النُّحاة وشرحوها.
قال القاضي شمس الدّين ابن خلِّكان [1] : بلغني أَنَّهُ كَانَ إذَا
سُئل عَنْ هذه المقدّمة: أمِن تصنيفك هي؟ قَالَ: لا. وكان رجلا ورِعًا،
فيقال: إنّها نتائج بحوثه عَلَى ابن برّيّ كَانَ يُعَلِّقها. ثُمَّ رجع
إِلى المغرب، واشتغل مدَّةً بمدينة بِجاية، ورأيت جماعة من أصحابه.
وتُوُفّي سنة عشرٍ بمراكش.
وقال أبو عَبْد الله الأبّار [2] : لَهُ مجموع في العربية عَلَى
«الْجُمَل» كثير الفائدة، متداوَل يُسمَّى بالقانون، وقد نُسِبَ إِلى
غيره، أخذ عَنْهُ جِلَّة. وتُوُفّي بآزمور من ناحية مَرّاكُش سنةَ سبع
وستّمائة، قاله أبو عبد الله ابن الضّرير.
قَالَ الأبّار: وقال غيره: سنةَ ستّ. وولي خطابة مَرّاكُش، وكان إماما
في القراءات أيضا.
و «يللبخت» جدّه رجل بربريّ، وهو ابن عيسى ابن يُومارِيليّ.
وجُزُولة: بطن من البربر، وجيمها ممزوجة بالكاف.
وقرأت بخطّ مُحَمَّد بْن عَبْد الجليل المُوقانيّ: إنّه- أعني
الْجُزُوليّ- قرأ أصولَ الدّين، وأنّه قاسي بمدَّة مقامه بمصر كثيرا من
الفَقْر ولم يدخل مدرسة، وكان يخرج إِلى الضِّياع يؤمُّ بقومٍ، فيحصل
ما ينفعه عَلَى غاية الضّيق. ورجع إِلى المغرب فقيرا مُدقعًا، فلمّا
وصل إِلى المَرِية أو نحوها رهنَ كتاب ابن السّرّاج الّذي قرأه عَلَى
ابن برّي وعليه خطّه، فأنهى المرتهن أمره إِلى الشيخ أَبِي العَبَّاس
المَرِيّيّ، أحد الزُّهّاد بالمغرب وكان يُصاحب بني عَبْد المؤمن،
فأنهى أَبُو العَبَّاس ذَلِكَ إِلى السّلطان، فأمر بإحضاره، وقدّمه
وأحسنَ إِلَيْهِ، وجعله أحد مَن يحضر مجلسه. وصَنّف كتابا في شرح
«أصول» ابن السّرّاج،
__________
[1] وفيات 3/ 489- 490.
[2] في تكملة الصلة 2/ رقم 1932.
(43/264)
والمقدّمة المشهورة، وقصد بها التّحشية
عَلَى «الْجُمَل» .
قلت: وممّن أخذ عَنْهُ أَبُو عليّ الشَّلَوْبِينيّ، وزين الدّين
يَحْيَى بْن مُعطي.
وقال القِفْطِيّ [1] : قرأ مذهبَ مالك وأصوله عَلَى ظافر المالكيّ
بمصر، وبلغني: أَنَّهُ كَانَ يتورّع عَنْ نسبة «المقدّمة» إِلَيْهِ
لكونها نتائج بحوثه وبحوث رُفقائه عَلَى عَبْد الله بْن برّي. قَالَ:
وأخبرني صديقنا النّحْويّ اللّورقيّ- يعني عَلَم الدّين [2]- أَنَّهُ
اجتاز بالْجُزُوليّ، قَالَ: فأتيتُه فخرج إليَّ في هيئة متألِّه،
فسألتُه عَنْ مسألة في التّعجّب من «مقدّمته» وذلك في سنة إحدى
وستمائة.
قَالَ القِفْطيّ [3] : وقد شرح العَلَم هذا مقدّمته وأجاد، وشرحها
أَبُو عليّ الشَّلَوبينيّ ولم يُطِل، وشرحها شابٌّ من أهل جَيَّان،
ومتصدّر بحلب، وأحسن في الإِيجاز.
قلت: يعني بِهِ الشيخ جمال الدّين بْن مالك.
[حرف القاف]
360- قُثَم بْن طلحة [4] بْن عليّ بْن أَبِي الغنائم.
الشريف نقيب النّقباء أبو القاسم ابن النّقيب أَبِي أَحْمَد الهاشميّ،
العبّاسيّ، الزَّينبيّ.
كَانَ صدرا مُعَظَّمًا، عالما بالنّسب والتّواريخ.
سَمِعَ من: أبي الفتح ابن البطّي، وأحمد بن المقرّب.
__________
[1] في إنباه الرواة 2/ 378- 379.
[2] تحرفت «العلم» في الإنباه إلى «المعلم» .
[3] في الإنباه 2/ 379.
[4] انظر عن (قثم بن طلحة) في: معجم الأدباء 17/ 11، 12 رقم 5،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 206، 207 رقم 1157، والجامع المختصر 9/ 120،
140، 147- 149، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 284/ 2 والمختصر المحتاج
إليه 3/ 161 رقم 1108.
(43/265)
وتُوُفّي في سادس رجب ببغداد، وله سبْعٌ
وخمسون [1] .
[حرف الميم]
361- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن قُدَامة [2] بن مقدام بن
نصر.
الإِمام القدوة الزّاهد، أَبُو عُمَر المقدسيّ، الْجَمّاعيليّ- رحمة
الله عَلَيْهِ.
قَالَ ابن أُخته الحافظ ضياء الدّين [3] : مولده في سنة ثمانٍ وعشرين
وخمسمائة بجمَّاعيل، شاهدته بخطّ والده. سَمِعَ الكثير بدمشق من:
والده، ومن أَبِي المكارم عَبْد الواحد بن هلال، وأبي تميم سلمان بن
علي الرحبيّ، وأبي الفهم عبد الرحمن ابن أَبِي العجائز الأزْديّ، وأبي
نصر عَبْد الرَّحيم بن
__________
[1] وقال ياقوت: تولّى فثم نقابة العباسيين مرتين: أولاهما في أيام
المستضيء بأمر الله في سنة ست وستين وخمسمائة، وعزل في ذي الحجة سنة
ثمان وستين. والثانية في صفر سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة في أيام
الناصر، وعزل في سابع عشر ذي الحجة سنة تسعين، وولي بعد ذلك حجابة باب
النوبي يوم الخميس خامس عشر ذي القعدة سنة ستمائة، فوقعت فتنة ببغداد
بين أهل باب الأزج والمأمونية فركب ليسكّن الفتنة فلم تسكن، فأخذ بيده
حربة وحمل على إحدى الطائفتين ونادى: يا لهاشم، وتداركه الشحنة حتى
سكنت (الفتنة) فعيب عليه وقيل: أردت خرق الهيبة، لو ضربك أحد العوامّ
فقتلك، فعزل عن حجبة الباب في ثالث عشر من شهر رمضان سنة إحدى وستمائة،
ولم يستخدم بعد ذلك.
وكان فيه فضل وتميّز ومعرفة بالعلم وحرص عليه جدا، خصوصا ما يتعلّق
بالأنساب والأخبار والأشعار، وجمع في ذلك جموعا بأيدي الناس، وكتب
الكثير بخطّه المليح إلّا أن خطه لا يخلو من السقط مع ذلك. (معجم
الأدباء) .
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/
546- 553، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 202، 203 رقم 1147، وذيل الروضتين
71- 75، ودول الإسلام 2/ 114، والعبر 5/ 25، والمعين في طبقات
المحدّثين 187 رقم 1989، وسير أعلام النبلاء 22/ 5- 9 رقم 1، والإشارة
إلى وفيات الأعيان 317، والإعلام بوفيات الأعلام 249، ومرآة الجنان 4/
15، والبداية والنهاية 13/ 58- 61، والوافي بالوفيات 2/ 116 رقم 453،
والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 52- 61 رقم 229، والمقفى الكبير للمقريزي
5/ 272- 274 رقم 1828، وعقد الجمان 17/ ورقة 331، وتاريخ ابن الفرات ج
5 ق 1/ 116، والنجوم الزاهرة 6/ 201، 202، وشذرات الذهب 5/ 27، وديوان
الإسلام 3/ 295 رقم 1451، والأعلام 5/ 319، ودائرة المعارف الإسلامية
3/ 866.
[3] في جزء له ضمن مجموع بالظاهرية، رقم 83، ورقة 39- 43.
(43/266)
عَبْد الخالق اليُوسُفيّ، وخلْق يطول
ذِكرهم. وبمصر من: عَبْد اللَّه بْن بَرّيّ النّحْويّ، وإسماعيل بْن
قاسم الزّيّات، وغيرهما.
قلت: روى عَنْهُ: أخوه الشّيخ الموفّقُ، وولداه الشرف عَبْد الله،
والشمس عَبْد الرَّحْمَن، والضّياء مُحَمَّد، والزّكيّ عَبْد العظيم،
والشمس ابن خليل، والشّهاب القوصيّ، والزّين ابن عَبْد الدّائم، والفخر
عليّ. وآخرون.
قَالَ الضّياء: بَابُ في اجتهاده.
كَانَ لا يكادُ يسمع دعاء إلّا حفِظه ودَعا بِهِ، ولا يسمع ذِكرَ صلاةٍ
إلّا صَلَّاها، ولا يسمع حديثا إلّا عَمِلَ بِهِ. وكان يُصلّي بالنّاس
في نصف شعبان مائة ركعة وهو شيخ كبير، وكان أنشطَ الجماعة، وكان لا
يترك قيامَ اللّيل من وقت شُبُوبِيته، سافرتُ معه إِلى الغزاة فأراد
بعضُنا يسهر، ويحرسنا، فَقَالَ لَهُ الشيخ أَبُو عُمَر: نَم. وقام هُوَ
يُصلّي. وكذا حَدَّثَني عَنْهُ أَحْمَد بْن يونس المقدسيّ أَنَّهُ قام
في سَفَرٍ يُصلّي ويحرسهم.
وسمعتُ آسية بنت مُحَمَّد، وهي الّتي كانت تُلازمه في مرضه، تَقُولُ:
إنّه قلَّل الأكل قبلَ موته في مرضه حتّى عاد كالعود. وقالت: مات وهو
عاقد عَلَى أصابعه، يعني يُسَبِّح، وسمعتُها تحدّث عَنْ زوجته أمّ
عَبْد الرَّحْمَن، قالت: كَانَ يقوم باللّيل فإذا جاءه النّوم عنده
قضيب يضرب بِه رِجله، فيذهب عَنْهُ النّوم، وكان كثيرَ الصّيام سَفَرًا
وحَضَرًا.
وحدّثني ولده عَبْد الله: أَنَّهُ في آخر عمره سَردَ الصّوم، فلامه
أهله، فَقَالَ:
إنّما أصوم أغتنم أيّامي، لأنّي إنْ ضعفت، عجزت عَنِ الصّوم، وإنْ متَ،
انقطع عملي. وكان لا يكاد يسمع بجنازة إلّا حضرها قريبة أو بعيدة، ولا
مريضا إلّا عاده، ولا يكاد يسمع بجهاد إلّا خرج فيه. وكان يقرأ في كلّ
ليلة سُبعًا من القرآن مرتّلا في الصّلاة، ويقرأ في النّهار سُبعًا بين
الظُّهر والعصر، وإذا صلّى الفجر وفرغ من الدّعاء والتّسبيح قرأ آياتِ
الحرس وياسين والواقعة وتبارك، وكان قد كتب في ذَلِكَ كرّاسة وهي
معلّقة في المحراب، ربّما قرأ فيها خوفا من النُّعاس، ثُمَّ يُقرئ
ويلقّن إِلى ارتفاع النّهار، ثُمَّ يُصلّي الضُّحي صلاة طويلة.
(43/267)
وسمعتُ ولدَه أبا مُحَمَّد عَبْد الله
يَقُولُ: كَانَ يسجد سجدتين طويلتين:
إحداهما في اللّيل والأخرى في النّهار يُطيل فيهما السُّجود، ويُصلّي
بعد أذان الظُّهر قبل سُنّتها في كلّ يومٍ ركعتين يقرأ في الأولى أول
«المؤمنين» ، وفي الثّانية آخر «الفُرقان» من عقيْب سجدتها، وكان
يُصلّي بين المغرب والعشاء أربع ركعات يقرأ فيهنّ «السّجدة» و «ياسين»
و «تبارك» و «الدّخان» ، ويُصلّي كلّ ليلة جمعة بين العشاءين صلاة
التّسبيح ويُطيلها، ويصلّي يوم الجمعة ركعتين بمائة قُلْ هُوَ الله
أَحَدٌ 112: 1 [1] . وحكى ولده عَنْ أهله: أَنَّهُ كَانَ يُصلّي في كلّ
يوم وليلة اثنتين وسبعين ركعة نافلة.
ثُمَّ أورد عَنْهُ أورادا كثيرة من الأذكار.
قَالَ الضّياء: وكان يزور المقابرَ كُلَّ جمعة بعد العصر، ولا يكاد
يأتي إلّا ومعه شيء من الشّيح في مِئزره أو شيء من نبات الأرض، وكان
يقرأ كلّ ليلة بعد عشاء الآخرة آيات الحَرسَ لا يكاد يتركُها. وسمعتُ
أَنَّهُ كَانَ إذَا دخل منزله قرأ «آية الكرسيّ» وعَوَّذ بكلمات، وأشار
بيده إِلى ما حوله من الدُّور والجبل يحوطها بذلك، ولا ينام إلّا عَلَى
وضوء، وإنْ أحْدَثَ توضّأ، وإذا أوى إِلى فراشه قرأ «الحمد» و «آية
الكرسيّ» و «الواقعة» و «تبارك» وقُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ 109: 1
[2] ، وربّما قرأ «ياسين» ، ويُسَبّح ثلاثا وثلاثين ويُحَمِّد ثلاثا
وثلاثين، ويُكَبِّر أربعا وثلاثين، ويقول: «اللَّهمّ أسلمت نفسي إليك
... » الحديثَ، وغير ذَلِكَ، وكان يَقُولُ بين سُنَّة الفجر والفرض
أربعين مرَّة: «يا حيُّ يا قَيومُ لَا إله إلَّا أنتَ» .
وسمعتُ آسية بنت مُحَمَّد ابنة بنته تَقُولُ: كَانَ سَيّدي لا يترك
الغُسْلَ يوم الجمعة ولا يكاد يومئذ يخرج إلّا ومعه شيء يتصدّق بِهِ-
رحمه الله تَعَالَى.
سَمِعْتُ خالي الإِمام موفّق الدّين يَقُولُ: لمّا قدِمْنا من أرضِ بيت
__________
[1] أول سورة الإخلاص.
[2] أول سورة الكافرين.
(43/268)
المقدس كُنّا نتردّد مَعَ أخي نسمع درس
القاضي ابن عصرون في الخلاف ثُمَّ إننا انقطعنا، فلقي القاضي لأخي
يوما، فَقَالَ: لِمَ انقطعت عَنِ الاشتغال؟
فَقَالَ لَهُ أخي: قَالُوا: إنّك أشعريّ. فَقَالَ: ما أَنَا أشعريّ،
ولكن لو اشتغلت عليّ سنة ما كَانَ أحد يكون مثلك، أو قَالَ: كنت تصير
إماما.
قَالَ الضّياء: وكان رحمه الله يحفظ الخِرَقيّ ويكتبه من حفظه. وكان قد
جمع الله لَهُ معرفةَ الفقه والفرائض والنّحو، مَعَ الزُّهْد والعمل
وقضاء حوائج النّاس. وكان يَحمل هَمَّ الأهل والأصحاب، ومن سافر منهم
يتفقّد أهاليهم، ويدعو للمسافرين، ويقوم بمصالح النّاس، وكان النّاس
يأتون إِلَيْهِ في الخصومات والقضايا، فيُصلح بينهم، ويتفقّد الأشياءَ
النّافعة كالنّهر والمصانع والسّقاية، وكانت لَهُ هيبة في القلوب.
وسألت عَنْهُ الإِمام موفّق الدّين، فَقَالَ فيه: أخي وشيخنا ربّانا
وعَلَّمنا وحَرَصَ علينا، وكان للجماعة كوالدهم يَحْرَصُ عليهم، ويقوم
بمصالحهم، ومن غاب عن أهله قام هُوَ بهم، وهو الّذي هاجر بنا، وهو
الّذي سَفّرنا إِلى بغداد، وهو الّذي كَانَ يقوم في بناء الدَّير، وحين
رجعنا من بغداد، زوَّجنا، وبنى لنا دُورنا الخارجة عَنِ الدَّير. وكان
مُسارعًا إِلى الخروج في الغزوات قلّ ما يتخلّف عَنْ غزاة.
سَمِعْتُ ولده أبا مُحَمَّد عَبْد الله يَقُولُ: إنّ الشيخ جاءته
امرأة، فشكت إِلَيْهِ أنّ أخاها حُبِس، وأوذي، فسقط مغشِيًّا عَلَيْهِ.
ولمّا جرى للحافظ عَبْد الغنيّ مَعَ أهل البِدَع وفعلوا ما فعلوا، جاءه
الخبر، فخرّ مَغِشِيًّا عَلَيْهِ، فلم يُفِقْ إلّا بعد ساعة، وذلك
لرقَّة قلبه وشدَّة اهتمامه بالدّين وأهله.
وسمعتُ ولده يَقُولُ: إنّه كَانَ يؤثر بما عنده لأقاربه وغيرهم، وكان
كثيرا ما يتصدّق ببعض ثيابه، ويبقى مُعْوزًا، ويكون بِجُبَّةٍ في
الشّتاء بغير ثوب من تحتها يتصدّق بالتّحتانيّ، وكثيرا من وقته بلا
سراويل. وكانت عمامته قطعة بطانة، فإذا احتاج أحد إِلى خرقة أو مات
صغيرٌ قطع منها لَهُ، ويلبس الخشن، وينام عَلَى الحصير، وربّما
تَصَدَّق بالشّيء وأهله محتاجون إِلَيْهِ أكثر ممّن أخذه.
(43/269)
قَالَ الضّياء: وكان ثوبه إِلى نصف ساقه
وكمّه إِلى رُسغه.
سَمِعْتُ والدتي تَقُولُ: مكثنا زمانا لا يأكل أهل الدّير إلّا من بيت
أخي، تطبخ عمّتك ويأكل الرجال جميعا والنّساء جميعا.
قَالَ: وكان إذَا جاء شيء إِلى بيته، فرّقوه عَلَى الخاصّ والعامّ.
وسمعت محمود بْن همام الفقيه يَقُولُ: سَمِعْتُ أبا عُمَر يَقُولُ:
النّاس يقولون: لا علم إلّا ما دخل مع صاحبه الحمّام. وأنا أقول: لا
علمَ إلّا ما دخل مع صاحبه القبر. ومن كلامه: إذَا لم تتصدّقوا لم
يتصدَّق أحدٌ عنكم، والسائل إن لم تعطوه أنتم أعطاه غيرُكم. وكان يُحبّ
اللّبن إذَا صُفّي بخِرْقة، فعُمِل لَهُ مرّة فلم يأكله، فقالوا لَهُ
في ذَلِكَ، فَقَالَ: لحُبّي إيّاه تركتُه. ولم يذقه بعد ذَلِكَ.
سَمِعْتُ أبا العَبَّاس أَحْمَد بْن يونس بْن حسن، قَالَ: كُنّا نزولا
عَلَى بيت المقدس مَعَ الشّيخ أَبِي عُمَر وقتَ حصار المسلمين لها مَعَ
صلاح الدّين، وكان لنا خيمة، وكان الشيخ أَبُو عُمَر قد مضى إِلى موضع،
وجعل يُصلّي فيها في يومٍ حارّ. فجاء المَلِك العادل فنزل في خيمتنا،
وسأل عَنِ الشيخ، فمضينا إِلى الشيخ وعَرَّفناه، فَقَالَ: أيشٍ أعمل
بِهِ؟! ولم يجيء إِلَيْهِ فمضى إِلَيْهِ عُمَر بْن أَبِي بَكْر وألحَّ
عَلَيْهِ، فَما جاء، وأطال العادل القعودَ، قَالَ: فرجعت إِلى الشيخ،
فَقَالَ: أنْزَل لَهُ شيئا، قَالَ: فوضعت لَهُ ولأصحابه أقراصا كانت
معنا، فأكلوا وقعدوا زمانا ولم يترك الشيخ صلاته، ولا جاء.
سَمِعْتُ أبا إِسْحَاق إِبْرَاهيم بْن مُحَمَّد بْن الأزهر يَقُولُ: ما
رأيتُ أحدا قطّ لَيْسَ عنده تكلُّف غير الشيخ أَبِي عُمَر.
سَمِعْتُ شيخنا أبا إِسْحَاق إِبْرَاهيم بْن عَبْد الواحد، قَالَ:
سَمِعْتُ أخي الحافظ يَقُولُ: نحن إذَا جاء إنسان اشتغلنا بِهِ عَنْ
عملنا، وأمّا خالي أَبُو عُمَر فيه للدّنيا وللآخرة يخالط النّاس وهو
في أوراده لا يخليها.
سَمِعْتُ أبا أَحْمَد عَبْد الهادي بْن يوسف يَقُولُ: كَانَ الشيخ
أَبُو عُمَر يقرأ بعضَ اللّيالي فربّما غشي عَلَى بعض النّاس من
قراءته.
(43/270)
وأمّا خُطَبه، فكان إذا خطب تَرِقُ
القلوبُ، ويبكي بعض النّاس بكاء كثيرا، وكان ربّما أنشأ الخطبة وخطب
بها. وكان يُسَمِّعنا ويقرأ لنا قراءة سريعة من غير لحن. ولا يكاد أحد
يقدم من رحلة إلّا قرأ عَلَيْهِ شيئا من مسموعاته.
وكتب الكثيرَ بخطّه المليح من المصاحف والكتب مثل «الحِلْية» لأبي
نعيم، و «الإبانة» لابن بطّة، و «تفسير» البغويّ، و «المغني» لأخيه [1]
.
وسمعته يَقُولُ: ربّما كتبت في اليوم كرّاسين بالقطع الكبير. وكان يكتب
لأهله المصاحفَ وللنّاسِ «الخِرَقيّ» بغير أجر.
وقد سَمِعْتُ أنّ النّاس كانوا يأتون إِلَيْهِ يقولون: اكتُبْ لنا إِلى
فلان الأمير. فيقول: لا أعرفه. فيقال: إنّما نريد بركةَ رقعتك. فيكتب
لهم فتُقْبَل رقعتُه. وكان يكتب كثيرا إِلى المعتمد الوالي وإلى غيره،
فَقَالَ لَهُ المعتمد:
إنّك تكتب إلينا في قومٍ لا نريد أن نقبل فيهم شفاعة، ونشتهي أن لا
نردّ رقعتك. فَقَالَ: أمّا أَنَا، فقد قضيتُ حاجتي، إنّي قضيتُ حاجة
مَن قصدني، وأنتم إن أردتم أن تقبلوا رقعتي وإلّا فلا، فَقَالَ لَهُ:
لا نردها، أو كما قَالَ.
وكان الناسُ قد احتاجوا إِلى المطر، فطلع إِلى مغارة الدَّم ومعه جماعة
من محارمه النّساء، فصلّى بهن، ودعا في المطر حينئذٍ، وجرت الأودية
شيئا لم نره من مُدَّة.
وسمعت أبا عَبْد الله بْن راجح يَقُولُ: كَانَ لِنور الدّين أخ استعان
بالفرنج عَلَى أخيه، ونور الدّين مريض، فجاء الفرنج، فخرجنا مَعَ الشيخ
أبي عُمَر إِلى مغارة الدّم وقرأنا عشرة آلاف مرة قُلْ هُوَ الله
أَحَدٌ 112: 1 وإِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ 97: 1 [2]
ودعونا، فجاء مطر عظيم عَلَى الفرنج أشغلهم بنفوسهم وردّوا.
__________
[1] يعني موفق الدين.
[2] أول سورة القدر.
(43/271)
سَمِعْتُ عَبْد الله بْن أَبِي عُمَر،
حَدَّثَني ابن الصُّوريّ، صديق والدي، قَالَ: جئنا يوما إِلى والدك
ونحن جياع وكنّا ثلاثة، فأخرج لنا سكرجة فيها لبن، وسكرجة فيها عسل
وكُسَيْرات، فأكلنا وشبعنا، فنظرت إِلَيْهِ كأنّه لم ينقص.
قلتُ لخالي أَبِي عُمَر: أشتهي أن تهبني جزءا بخطّك من الأجزاء الّتي
سمعناها عَلَى أَبِي الفرج الثّقفيّ، فأرسل الأجزاء إليَّ، وقال لي: خذ
لك منها جزءا، واترك الباقي عندك، فأخذت جزءا ورددتها، فبعدَ موته
سألتُ عنها فَما وجدت بقي منها إلّا جزء أو جزءان، فندمتُ إذ لم أسمع
منه.
سَمِعْتُ الإمام مُحَمَّد بْن عُمَر بْن أَبِي بَكْر يَقُولُ: دعاني
الشيخ أَبُو عُمَر ليلة، وكنت أخاف من ضرر الأكل، فابتدأني وقال: إذَا
قرأ الإنسان قبل الأكل شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ 3:
18 [1] ولِإِيلافِ قُرَيْشٍ 106: 1 [2] ثُمَّ أكل فإنه لا يَضُرُّه.
وسمعت الإمام أبا بَكْر بْن أَحْمَد بْن عُمَر البغداديّ، قَالَ: جاء
الشيخ أَبُو عُمَر فَقَالَ: تمضي معي إِلى كفربطْنا، وكنت مشتغلا
بقراءة القرآن فقلت في نفسي: أمشي معه، فأشتغل عَنِ القراءة بالحديث في
الطّريق. فلمّا خرجنا من البلد، قال: تعال أنا وأنت نقرأ حتّى لا نشغلك
عَنِ القراءة.
سَمِعْتُ الإمام أبا بَكْر عَبْد اللَّهِ بْن الحَسَن بْن الحسن ابن
النّحّاس يَقُولُ:
كَانَ والدي يحبّ الشيخ أبا عُمَر، فَقَالَ لي يوم جمعة: أَنَا أُصلّي
الجمعة خلف الشيخ، ومذهبي أنّ «بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 1:
1» من الفاتحة، ومذهبه أنّها ليست من الفاتحة، وأخاف أن يكون في صلاتي
نقص، فقلت لَهُ: اليوم قد ضاق الوقت، قال: فبعد هذا مضينا إِلى المسجد
فوجدناه، فسَلّم عَلَى والدي وعانقه ثُمَّ قَالَ: يا أخي صلِّ وأنت
طيّبُ القلب فإنّني ما تركت «بسم الله
__________
[1] سورة آل عمران، الآية 18.
[2] أول سورة قريش.
(43/272)
الرحمن الرحيم» في فريضة ولا نافلة مذ
أَمَمْتُ بالنّاس. فالتفت إليَّ والدي، وقال: احفظْ.
سمعت أبا غالب مظفّر بن أسعد ابن القلانسيّ، قَالَ: كَانَ والدي يُرسل
إِلى الشيخ أَبِي عُمَر شيئا كلّ سنة، فأرسل إليه مرَّة دينارين
فردّهما، قَالَ:
فضاق صدري، ثُمَّ فكّرتُ، فوجدتها من جهة غير طيبة، قَالَ: فبعث
إِلَيْهِ غيرهما من جهة طيّبة، فقبلهما، أو كما قَالَ.
حدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ عُمَر، قَالَ: حكت
زوجته- يعني أمّ عَبْد الرَّحْمَن آمنة بنت أَبِي موسى- أنّها لم تحمل
بولدٍ قطّ إلّا علمت من كلامه وحاله ما حَمْلُها من ذكر أو أنثى،
فمرَّةً أتاه رجلٌ بغنمه هدية، فَقَالَ:
هذه نتركها حتّى تِلدي ونشتري أخرى ونذبحها عقيقة. قالت: ويجيء لنا
ابن؟
فضحك، فولد لَهُ بعد أيام ابنه سُلَيْمَان. وفي مرَّة أخرى حملتُ،
فَقَالَ: كَانَ اسم أَبِي أَحْمَد ففي هذه النّوبة أُسمي ابْنَهُ
أَحْمَد، فولدتُ لَهُ ابنَهُ أَحْمَد. ومرة أخرى حملتْ ورآها وهي
تُخاصم بنتها، فَقَالَ: هذا حالك وهي واحدة، فكيف إذَا صارت اثنتين؟
فولَدَتْ بنتا. وأمثال ذَلِكَ.
وسمعت أَحْمَد بْن عَبْد المَلِك بْن عُثْمَان، قَالَ: جاء أَبُو رضوان
وآخر إِلى الشيخ أَبِي عُمَر، فقالا لَهُ: إنّ قُراجًا قد أخذ فلانا
وحبسه، فادعُ عَلَيْهِ، فباتا عند الشيخ، فلمّا كَانَ الغد، قَالَ:
قُضِيَتْ حاجتكم، فلمّا كَانَ بعد ساعة إذَا جنازة قُراجا عابرة.
سَمِعْتُ أبا مُحَمَّد عَبْد الرّزّاق بْن هبة الله بْن كتائب، قَالَ:
سَمِعْتُ رجلا صالحا يَقُولُ: أقام الشيخ أَبُو عُمَر قطبا ستّ سنين.
ثُمَّ ذكر الضّياء حكايتين في أنّ أبا عُمَر صار القطب في أواخر عمره،
وقال: سمعت أبا بكر بن أَحْمَد بْن عُمَر المقرئ يَقُولُ: إنّه رأى
رجلا من اليمن بمكّة، فذكر أنّهم يستسقون بالشيخ أَبِي عُمَر وأنّه من
السبعة، أو كما قَالَ.
سَمِعْتُ الزّاهد أَحْمَد بْن سلامة النّجّار، حدّثنا الفقيه عبد
الرّزّاق ابن أبي
(43/273)
الفهم: أنّ رجلا مغربيّا جاء إِلى دمشق،
فسأل عَنْ جبل قاسيون، فدُلّ عَلَيْهِ، فجاء إِلى الشيخ أَبِي عُمَر،
فَقَالَ: ما قدمتُ من الغرب إلّا لزيارتك وأنا عائد إِلى الغرب، فقيل
لَهُ: أيشٍ السبب؟ فامتنع فألحّوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: كَانَ لي شيخ
بالمغرب لا يخرج إلّا لصلاةٍ ثُمَّ يعود إِلى البيت، فسألتُ عَنْهُ بعض
اللّيالي فقيل: لَيْسَ هُوَ هنا، فلمّا أصبحتُ، قلت: أين كنت البارحة،
قَالَ: إنّ الشيخ محمدا بجبل قاسيون أُعطي القطابة، فمشينا إِلى تهنئته
البارحة. أو ما هذا معناه.
ثُمَّ ذكر الضّياء حكايتين أيضًا في أنّه قطب، ثُمَّ قَالَ: فحكيتُ
لأبي مُحَمَّد عَبْد الله بْن أَبِي عُمَر شيئا من هذا، فَقَالَ: جاء
إِلى والدي جماعة من المشايخ فاستأذنوا عَلَيْهِ، وسلّموا عَلَيْهِ،
ثُمَّ خرجوا، ثُمَّ جماعة آخرون، ووصفَ كثرة مَن جاء إِلَيْهِ في
ذَلِكَ اليوم، فقلت لَهُ: تعرفهم؟ فَقَالَ: لا، وأنا أتفكّر إِلى اليوم
في كثرتهم- يعني فكأنّه أشار إِلى أَنَّهُ قطب ذَلِكَ الوقت.
كَانَ أَبُو عُمَر- رحمه الله- لا يكاد يسمع بشيء لا يجوز قد عُمِلَ
إلّا اجتهد في تغييره، وإنْ كَانَ بعض الملوك قد فعله، كتب إِلَيْهِ،
حتّى سمعنا عَنْ بعض ملوك الشام قَالَ: هذا الشيخ شريكي في ملكي. أو
كما قَالَ.
وكان لَهُ هيبة عظيمة حتّى إنْ كَانَ أحدنا ليشتهي أن يسأله عَنْ شيء
فَما يَجسُر أن يسأله، وإذا دخل المسجد، سكتوا وخفضوا أصواتهم، وإذا
عَبَر في طريق والصّبيان يلعبون هربوا، وإذا أمَرَ بشيءٍ لا يجسر أحد
أن يخالفه.
وسمعت خالي موفّق الدّين بعد موته يَقُولُ: كَانَ أخي يكفينا أشياء
كثيرة ما نقوى لما يفعل.
وكان الله قد وضع للشيخ المحبَّة في قلوب الخَلْق. وكان لَيْسَ
بالطّويل ولا القصير، أزرق العينين وليس بالكثير، يميل إلى الشّقرة،
عاليَ الجبهة، حسنَ الثَّغْرِ، صبيحَ الوجه، كثَّ اللّحية، نحيفَ
الجسم. أول زوجاته: عمّتي فاطمة، وكانت أسنّ منه كَبِرَتْ وأُقعدت
وماتت قبله بأعوام، وولدت لَهُ:
(43/274)
عُمَر، وخديجة، وآمنة، وأولادا غيرهم ماتوا
صغارا. وتزوَّج عليها طاووس، امرأة من بيت المقدس، وولدت ابنتين، فماتت
هي وبناتها في حياته. ثُمَّ تزوج فاطمة الدّمشقيَّة فولدت لَهُ: عَبْد
الله، وزينب، وماتت قبل أمّ عُمَر. ثُمَّ تزوَّج آمنة بنت أَبِي موسى
فولدت لَهُ جماعة كبر منهم: أَحْمَد، وعبد الرَّحْمَن، وعائشة، وحبيبة،
وخديجة الصُّغرى.
ومن شِعره:
ألمْ يَكُ مَنْهَاة عَن الزَّهْوِ أَنَّني [1] ... بَدَا لِي شَيْبُ
الرَّأْس والضَّعْفُ والأَلَمْ
ألمَّ بي الخَطْبُ الَّذي لَوْ بَكَيْتُه ... حَيَاتِي حَتَّى يَنْفَدَ
[2] الدَّمعُ لم أُلَمْ
وله مَرْثيَّة في ابنه عُمَر. وله هذه الأرجوزة، وهي طويلة فمنها:
إنِّي أقُولُ فَاسْمَعُوا بياني ... يا مَعْشَرَ الأصْحَابِ
والإِخْوَانِ
أُوصِيكُم بالعَدْلِ والإِحْسَانِ ... والبِرِّ والتَّقْوى مَعَ
الإِيمَانِ
فَاسْتَمْسِكُوا بَطَاعةِ الرِّحْمن ... واجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ
الأَوْثَانِ
سَمِعْتُ آسيةَ بنت مُحَمَّد بْن خَلَف تَقُولُ: لمّا كَانَ اليوم
الّذي تُوُفّي فيه سيّدي، وَصَّانا فيه، واستقبل القِبلة وقال: اقرءوا
«ياسين» ، وكان يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا
تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ 2: 132 [3] اللَّهمّ ثبّتكم
عَلَى الكتاب والسُّنَّة.
وسمعت أهلنا يقولون: إنّ الماء الّذي كَانَ يخرج من تغسيله من السّدْر
وغيره نَشَّفَهُ النّاس في خِرقهم ومقانعهم.
وسمعت أبا إِسْحَاق إِبْرَاهيم بْن مُحَمَّد بْن الأزهر غير مرَّةٍ
يَقُولُ: حزرتُ مَن حضر جنازة الشيخ أبي عمر عشرين ألفا.
__________
[1] في المقفى الكبير للمقريزي:
ألم يك ملهاة عن اللهو أنني
[2] في المقفى: «يجف» .
[3] سورة البقرة، الآية 132.
(43/275)
وسمعت مُحَمَّد بْن طَرْخان بْن أَبِي
الحَسَن الدّمشقيّ ومسعود بْن أَبِي بَكْر المقدسيّ، أنّ عَبْد الوليّ
بْن مُحَمَّد حدّثهم: أَنَّهُ كَانَ يقرأ عند قبر الشيخ أبي عمر سورة
البقرة، وكان وحده، فبلغ إلى بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ 2: 68 [1]
قال:
فقلت: لا ذَلُولٌ 2: 71 يعني غلط، قَالَ: فَرَدّ عليَّ الشيخ أَبُو
عُمَر من القبر، قَالَ: فخفتُ وفزعتُ وارتعدتُ وقمت. وهذا لفظ حكاية
مُحَمَّد بْن طَرخان عن ولده عبد الوليّ. قَالَ والده: وبقي بعد ذَلِكَ
أياما ثُمَّ مات. وهذه الحكاية مشتهرة.
سَمِعَت عليّ بْن ملاعب العراقيّ المؤدّب، قال: قرأت سورة الكهف عند
قبر الشيخ أَبِي عُمَر، فسمعته من القبر يَقُولُ: «لا إله إلا الله» .
ثُمَّ ذكر الشيخ الضّياء بابا في زيارة قبره، فذكر في ذَلِكَ ثلاثة
منامات، ثُمَّ ذكر منامات رُئيت لَهُ بعد موته، ثُمَّ ذكر قصيدة ابن
سعد يرثيه بها وهي أربعة وثلاثون بيتا، ثُمَّ أخرى لَهُ اثنا عشر بيتا،
ثُمَّ قصيدة لأبي الفضل أَحْمَد بْن أسعد بْن أَحْمَد المزدقانيّ ستة
وثلاثون بيتا. وقال: تُوُفّي عشيَّة الاثنين من الثّامن والعشرين من
ربيع الأول.
وقال أبو المظفّر الواعظ [2] : حَدَّثَني الزّاهد أَبُو عُمَر، قَالَ:
هاجرنا من بلادنا، ونزلنا بمسجد أَبِي صالح بظاهر باب شرقيّ، فأقمنا
بِهِ مدَّة ثُمَّ انتقلنا إِلى الجبل، فَقَالَ النّاس: الصّالحية
الصّالحية! ينسبونا إِلى مسجد أَبِي صالح لا أنّنا صالحون، ولم يكن
بالجبل عمارة إلّا دير الحورانيّ [3] وأماكن يسيرة.
قَالَ أَبُو المظفّر [4] : كَانَ معتدل القامة، حسن الوجه، عَلَيْهِ
أنوار العبادة، لا يزال متبسِّمًا، نحيلَ الجسم من كثرة الصّلاة
والصّيام. صلّيت
__________
[1] الآية 68.
[2] في مرآة الزمان 8/ 546- 547.
[3] تحرفت في مرآة الزمان إلى: الحواري.
[4] مرآة الزمان 8/ 547، 548- 549.
(43/276)
الجمعة في سنة ستٍّ والشيخ عَبْد الله
اليونينيّ [1] إِلى جانبي، فلمّا كَانَ في آخر الخطبة والشيخ أَبُو
عُمَر يخطب نهض الشيخ عَبْد الله مُسرعًا وصعد إِلى مغارة توبة [2] ،
وكان نازلا بها، فظننتُ أَنَّهُ احتاج إِلى وضوء أو آلمه شيء، فصلّيت
وطلعت وراءه وقلت لَهُ: خير ما الّذي أصابك؟ فَقَالَ: هذا أَبُو عُمَر
ما تحلّ خلفه صلاة، يَقُولُ عَلَى المنبر المَلِك العادل وهو ظالم فَما
يَصْدُق.
قلت: إذَا كانت الصّلاة خلفه لا تصحّ فخلف مَنْ تَصِحّ؟ فبينا نحن في
الحديث إذ دخل الشيخ وسَلّم وحل مئزره وفيه رغيف وخيارتان، فكسر
الجميع، وقال: بسم الله الصلاة، ثُمَّ قَالَ ابتداء: قد روي في
الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: «وُلِدْتُ في زَمَنِ الملِكِ العادِلِ كِسْرى» [3] . فنظر إليَّ
الشيخ عَبْد الله وتبسّم وأكل وقام الشيخ أَبُو عُمَر فنزل، فَقَالَ لي
الشيخ عَبْد الله: ماذا إلّا رَجُل صالح.
قَالَ أَبُو المظفّر [4] : وأصابني قولنج فدخل عليّ أَبُو عُمَر وبيده
خَرُّوب [5] مدقوق فَقَالَ: استفّ [6] هذا، وعندي جماعة، فقالوا: هذا
يزيد القولنج ويضرّه، فَما التفتُّ إِلى قولهم، وأكلته، فبرأت في
الحال. وقلت لَهُ يوما- وما كَانَ يردّ أحدا في شفاعة- وقد كتب رقعة
إِلى المَلِك المُعَظَّم:
كيف تكتب هذا والملك المُعَظَّم عَلَى الحقيقة هُوَ الله؟ فتبسّم ورمى
إليَّ الورقة، وقال: تأمّلها، وإذا قد كتب المعَظِّم وكسر الظّاء،
فعجبت من ورعه.
قلت [7] : وفي هذا ومثله إنّما يُلحظ العلميّة لا الصّفة مثل: عليّ،
__________
[1] اليوناني: نسبة إلى بلدة يونين القريبة من بعلبكّ.
[2] تحرفت في المطبوع من المرآة إلى: موبة.
[3] هذا حديث باطل لا أصل له، نبّه على بطلانه غير واحد من المحدثين
انظر «المقاصد الحسنة» للسخاوي ص 454.
[4] في مرآة الزمان 8/ 549- 550.
[5] في المرآة: «خرنوب» .
[6] في المرآة: «اشتف» وهو تصحيف.
[7] القول للذهبي المؤلف- رحمه الله-.
(43/277)
ورافع، والحكم، مَعَ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يرخّص في التّسمية لما قَلَّ
استعماله في العَلَمِيَّة إذَا لُمح فيه النعتُ مثل: برة، أمّا إذَا
شاع استعماله وغلب، فلا يسبق إِلى الذّهن إلّا العَلَمية.
وقال الإمام أَبُو شامة [1] : أوّل ما زرتُ قبره- يعني أبا عُمَر- وجدت
بتوفيق الله رقَّة عظيمة وبكاء، وكان معي رفيق فوجد مثل ذَلِكَ. قَالَ:
وأخبرني بعضُ الثّقات: أنّه رأى الإِمام الشافعيّ في المنام فسأله:
إِلى أين تمضي؟ قَالَ: أزور أَحْمَد بْن حنبل، قَالَ: فاتّبعتُه انظر
ما يصنع، فدخل دارا فسألت: لمن هي؟ فقيل: للشيخ أَبِي عُمَر- رحمه
الله-.
قلت: وله آثار حميدة، منها مدرسته بالجبل وهي وقف عَلَى القرآن والفقه،
وقد حفظ فيها القرآن أمم لا يحصيهم إلّا الله.
ومن أولاده: الخطيب الإِمام شرف الدّين عَبْد الله خطبَ بالجامع
المظفّريّ مدَّة طويلة، وهو والد الإمامين: العلّامة الزاهد العابد
العزّ إِبْرَاهيم بْن عَبْد الله، وفي أولاده علماء وصلحاء، وقاضي
القضاة شرف الدّين حسن بْن عَبْد الله.
ومن أحفاده: الجمال أَبُو حمزة بن عمر ابن الشيخ أَبِي عُمَر وهو جدّ
شيخنا شيخ الجبل، وقاضي القضاة ومُسند الشّام تقيّ الدّين سُلَيْمَان
بْن حمزة. وآخر مَن مات من أولاد الشيخ- رحمه الله- ولده الإِمام
العلّامة شيخ الإِسلام شمس الدّين أَبُو الفَرَج- رَضِيَ الله عنهم
أجمعين وأثابهم الجنَّة-.
362- مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن سُلَيْمَان [2] بْن حَوْط الله.
أَبُو القَاسِم الأنصاريّ.
سمع أباه [3] ومات شابّا.
__________
[1] في ذيل الروضتين ص 75.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن سليمان) في: التكملة لكتاب الصلة
لابن الأبار 2/ 581.
[3] وسمع غيره أيضا كما في تكملة ابن الأبار.
(43/278)
263- مُحَمَّد بْن هِبة الله [1] بْن كامل.
أَبُو الفَرَج البغدادي الوكيل عند القضاة.
وكان ماهرا في الحكومات، لَهُ القبول والشهرة.
وُلِدَ سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وأجاز لَهُ أَبُو القَاسِم بْن الحُصَيْن. وسَمِعَ من: أَبِيهِ، وأبي
غالب أَحْمَد بْن البَنَّاء، وأبي القَاسِم هِبة الله بْن عَبْد الله
الشُّرُوطيّ، وأبي منصور بْن خَيْرون، وبدر بْن عَبْد اللَّه
الشِّيحيّ.
وعمّر، وروى الكثير، وروى عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ،
والضّياءُ الحنبليّ، والتّقيّ اليلدانيّ، والعز عبد العزيز ابن
الصَّيْقَلِ، وآخرون. وأجاز للفخر عليّ، ولأحمد بْن شيبان، وللكمال
عَبْد الرَّحْمَن المُكَبِّر.
وتُوُفّي في خامس رجب.
364- مُحَمَّد بْن هِبة الله بْن حُسين [2] .
أَبُو منصور التّميميّ الكوفيّ.
سَمِعَ: أبا الحَسَن بْن غبرة، وأحمد بْن ناقة.
ومات في خامس صفر.
365- المبارك بن أنوشتكين [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن هبة الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 171، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 105، والتكملة لوفيات النقلة
2/ 205، 206 رقم 1156، والمختصر المحتاج إليه 1/ 157، والعبر 5/ 26،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 317، وسير أعلام النبلاء 22/ 10، 11 رقم 3،
والوافي بالوفيات 5/ 154 رقم 2180، والنجوم الزاهرة 6/ 202، وشذرات
الذهب 5/ 30.
[2] انظر عن (محمد بن هبة الله بن حسين) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5921) ورقة 170، 171، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 198 رقم 1137،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 157، والوافي بالوفيات 5/ 151، 152 رقم 2175.
[3] انظر عن (المبارك بن أنوشتكين) في: التقييد لابن نقطة 441 رقم 588،
وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 335، والتكملة لوفيات النقلة 2/
198، 199 رقم 1138،
(43/279)
أَبُو القَاسِم النَّجْمِيّ [1] البغداديّ
العَدْل.
سَمِعَ: أبا المظفّر محمد ابن التّريكيّ، وأبا محمد ابن المادح. وأخذ
العربية عن أبي محمد ابن الخشّاب، وأبي الحسن ابن العَصّار.
وكان أديبا فاضلا حسن الطّريقة.
تُوُفّي في صفر [2] .
366- المبارك بْن صَدَقة [3] بْن حُسَيْن.
أبو بكر ابن الباخَرزيّ، المقرئ، البغداديّ.
قرأ القراءات عَلَى أَبِي المعالي ابن السّمين. وسَمِعَ من أَبِي الفضل
الأُرْمَوي، وأبي الفتح الكُرُوخيّ.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والضّياء، وغيرهما [4] .
وباخَرْز: اسم لناحية من أعمال نيسابور.
تُوُفّي في جمادى الآخرة [5] .
كان حيسوبا.
__________
[ () ] والمختصر المحتاج إليه 3/ 168 رقم 1124، والذيل على طبقات
الحنابلة 2/ 52551 رقم 228.
[1] قال المنذري: وهو منسوب إلى ولاء خادم يقال له: نجم مملوك السيدة
أخت المستنجد باللَّه أمير المؤمنين.
[2] وقال ابن نقطة: سمعت منه وكان عالما فاضلا ثقة صدوقا، توفي- رحمه
الله- حادي عشر صفر سنة سبع وستمائة.
ونقل ابن رجب عن القادسي أنه توفي يوم السبت رباع عشر صفر.
ومولده بعد الأربعين وخمسمائة بقليل.
[3] انظر عن (المبارك بن صدقة) في: التقييد لابن نقطة 441 رقم 587 وفيه
«المبارك بن صدقة بن يوسف» ، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 336،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 204، 205 رقم 1153، والمختصر المحتاج إليه
3/ 169، 170 رقم 1129.
[4] وقال ابن نقطة: سمع الجامع لأبي عيسى من أبي الفتح الكروخي، سمعته
منه، وكان سماعه صحيحا.
[5] وقال ابن نقطة: وذكر لنا أن مولده في شعبان من سنة اثنتين وعشرين
وخمسمائة.
(43/280)
367- محمود بْن مُحَمَّد [1] بْن الحَسَن
بْن عَبْد الباقي.
أَبُو الفضل البغدادي الكَوّاز [2] .
شيخ صالح. روى عَنْ ابن ناصر، وغيره.
روى عنه بعضهم، قَالَ: حَدَّثَنَا عليّ بْن هبة الله بْن زهمُويه
الأَزَجي، أَخْبَرَنَا أَبُو نصر الزّينبيّ، فذكر حديثا.
تُوُفّي في ربيع الأول [3] .
368- المُسَلّم بْن حمّاد بْن محفوظ بْن ميسرة الأمين المرتضى.
عفيف الدّين أَبُو الغنائم الأزْدي، الدّمشقيّ.
أحد العدول المعتبرين. سَمِعَ من الوزير الفَلَكيّ، والحافظ ابن عساكر
فأكثر.
وحَدَّثَ ب «صحيح البخاريّ» .
روى عَنْهُ: الشّاب القُوصيّ، والزّكيّ البِرْزاليّ.
تُوُفّي فِي ربيع الآخر عَنْ أربعٍ وسبعين سَنَة.
وهو جدّ المحدّث مجد الدّين ابن الحلوانية.
369- المطهّر بْن أَبِي بَكْر [4] بْن الحَسَن.
أبو روح البيهقيّ، الصّوفيّ، نزيل القاهرة.
وكان صالحا متواضعا، إمام مسجد.
تُوُفّي بطريق مكَّة راجعا.
سَمِعَ: أبا الأسعد هبة الرحمن ابن القشيريّ، وأبا بكر محمد بن عليّ
__________
[1] انظر عن (محمود بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 199 رقم
1139، والمختصر المحتاج إليه 3/ 183، 184 رقم 1177.
[2] الكوّاز: بفتح الكاف وتشديد الواو وفتحها وبعد الألف زاي، نسبة إلى
عمل الكيزان من الخزف. (المنذري) .
[3] ومولده سنة 528 هـ.
[4] انظر عن (المطهر بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 197،
198 رقم 1136.
(43/281)
الطّوسيّ، وأبا طاهر السِّلَفي.
ووُلد سنة خمسٍ وثلاثين وخمسمائة.
روى عَنْهُ: الزّكيّ المنذريّ، والكمال عليّ بْن شجاع الضّرير، وجماعة.
تُوُفّي في صفر.
وأجاز لابن مَسْدِي.
370- المظفّر بْن أَبِي مُحَمَّد [1] بْن شاشير [2] .
أَبُو منصور الواعظ.
كَانَ يَعِظ في الأعْزِيَة، وفي تُرَب الرُّصافة من بغداد. وحدّث عَنْ
أَبِي الوقت السِّجْزِيّ.
وكان ظريفا مطبوعا ماجنا، قام إِلَيْهِ رَجُل فَقَالَ: أَنَا مريض
جائع، فَقَالَ: نيك وقد تعافيت.
ومَرّ يوما عَلَى لَحّام وعنده لحم هزيل وهو ينادي: يا مَنْ حلفت لا
يُغْبنُ، فَقَالَ: حتّى تحنثه.
وقال: خرجت إلى بعقوبا فتكلّمت في جامعها، فَقَالَ واحد: عندي
نِصْفِيَّة للشيخ، وقال آخر: عندي نِصْفِيَّة، إِلى أن عَدُّوا خمسين
نصفية، فقلت في نفسي: استغنيت! فلمّا أصبحنا إذَا في زاوية المسجد كارة
شعير، فَقَالَ لي واحد: النّصفيَّة كيل شعير.
وجلستُ يوما بباجسرى فجمعوا شيئا ما علمتُ ما هُوَ، فأصبحنا وإذا في
جانب المسجد صوف وقرون جاموس، فقام واحد ينادي: مَن يشتري صوف الشيخ
وقرونه! فقلت: ردّوا صوفكم وقرونكم لا حاجة لي فيه.
__________
[1] انظر عن (المظفر بن أبي محمد) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 553، 554،
وذيل الروضتين 77، والبداية والنهاية 13/ 61، 62.
[2] تصحفت في المرآة، والبداية والنهاية إلى: «ساسير» بالسينين
المهملتين.
(43/282)
تُوُفّي ببغداد في رجب عَنْ نَيِّفٍ
وثمانين سنة.
371- مظفرُ بْن إِبْرَاهيم [1] بْن مُحَمَّد.
أَبُو منصور ابن البَرْني [2] ، الحربيّ، القارئ.
حدّث عَنْ: جدِّه لأمّه عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ بْن الأشقر، وأبي
الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء، وكان سماعُه صحيحا. وذكر أَنَّهُ
سَمِعَ من القاضي أبي بكر.
روى عنه: الدبيثي، والضّياء المقدسيّ، وابنُ خليل، وآخرون.
وهو آخر مَن حَدَّثَ عَنِ ابن الفرّاء. وأجاز للشيخ شمسِ الدّين عَبْد
الرَّحْمَن، وللفخر عليّ.
وتُوُفّي في الحادي والعشرين من شوّال. وكان مولده في سنة خمس عشرة
وخمسمائة.
وهو والد إِبْرَاهيم.
وقد مَرَّ أخوه ذاكر الله في سنة إحدى وستّمائة. أسنّ هذا [3] .
372- معالي بْن أَبِي بَكْر [4] بْن صالح.
أَبُو الخير الأزجيّ، الدّقّاق.
__________
[1] انظر عن (مظفر بن إبراهيم) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية)
ورقة 51، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 212، 213 رقم 1170، والعبر 5/ 26،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 192 رقم 1206، وتوضيح المشتبه 1/ 417، وشذرات
الذهب 5/ 30، 31.
[2] البرني: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وكسر النون.
وتصحفت في العبر إلى:
«البرتي» بالتاء المثناة، وقال محققه في الحاشية: بكسر الباء وسكون
الراء وتاء، نسبة إلى برت قرية بنواحي بغداد. وهو يستند إلى «اللباب»
لابن الأثير، فلم يصب في تحقيقه لأن صاحب الترجمة ليس منسوبا إلى برت.
كما تصحفت النسبة في شذرات الذهب إلى:
«البزني» .
[3] كتب المؤلّف الذهبي- رحمه الله- هذا السطر في آخر الورقة 58 من
النسخة، والصحيح أن موضعه هنا.
[4] انظر عن (معالي بن أبي بكر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 199 رقم
1140.
(43/283)
سمع سعيد ابن البَنّاء.
وتُوُفّي في ربيع الأول.
[حرف النون]
373- نصر الله بْن أَبِي نوح الحَسَن بْن عَبْد الله.
أَبُو الفتح المصريّ.
شيخ فاضل، سمع من أبي طاهر السلفي، وحدث عنه في هذه السنة بدمشق
بالصّالحيَّة.
روى عَنْهُ: الشيخ شمس الدّين، والفخر عليّ، وغيرهما.
[حرف الهاء]
374- هِبة الله بْن سلامة [1] بْن المُسَلَّم.
القاضي أَبُو الفضائل أمين الدّولة اللَّخْميّ، المصريّ، الشافعيّ،
والد بهاء الدّين عليّ أَبن بنت الْجُمَّيزيّ.
تُوُفّي في شوّال بمصر.
وقد سَمِعَ مَعَ ابنه من: شُهْدة، والسِّلَفيّ، وجماعة.
[حرف الياء]
375- يَحْيَى بْن المظفّر [2] بْن عليّ بْن نُعَيم.
أَبُو زكريّا البدريّ.
من محلّة البدرية ببغداد.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن سلامة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 212 رقم
1269.
[2] انظر عن (يحيى بن المظفر) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية)
ورقة 82، والتقييد، له 487 رقم 664، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/
395، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 218 رقم 1178، والجامع المختصر 9/ 248،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 250، 251 رقم 1365، والمشتبه 1/ 63، والذيل
على طبقات الحنابلة 2/ 62، 63 رقم 231، وتوضيح المشتبه 1/ 349، وشذرات
الذهب 5/ 31.
(43/284)
سَمِعَ: ابن ناصر، وأبا الوَقْت.
ومات في ذي الحجَّة [1] .
376- يَحْيَى بْن أَبِي الفتح [2] بْن عمر ابن الطّبّاخ.
أَبُو زكريّا الضّرير، الفقيه.
تُوُفّي بحرَّان. وقد تفقّه ببغداد. وسَمِعَ من أَبِي مُحَمَّد ابن
الخشّاب، وشُهْدَة، وأبي الحُسَيْن عَبْد الحقّ. وقرأ بواسط القراءاتِ،
وسَمِعَ من أَبِي طالب الكَتّانيّ.
وحَدَّثَ.
377- يُلدق، مخلص الدّين المُعظّميّ الأمير.
تُوُفّي بدمشق.
وفيها وُلِد من الكبار
الشّمس مُحَمَّد ابن الكمال، في ذي الحجّة.
__________
[1] قال ابن نقطة: سمع البخاري من عبد الأول وحدّث عنه ببعضه. وكان
سماعه صحيحا، وكان شيخا صالحا. (التقييد) .
وقال ابن رجب. وكان يسافر في التجارة إلى الشام، ثم انقطع في بيته
بالبدرية.. وكان كثير العبادة، حسن الهيئة والسمت، كثير الصلاة والصيام
والنسك ذا مروءة وتفقّد للأصحاب وتودّد إليهم.
وذكر أبو الفرج بن الحنبلي: أنه كان في السفر إذا نزل الناس واستقروا
توضأ للصلاة، وتنحّى قليلا عن القافلة، وبسط سجّادة له، واستقبل القبلة
حتى يدخل الوقت فيصلّي.
قال: وكان كثير العبادة، ملازما لمنزله، لا يخرج منه إلى مسجده إلا
لتأدية الفرائض، ثم يرجع. وأثنى على مودّته ومروءته. وأثنى عليه ابن
نقطة وغيره بالصلاح، وانتفع به جماعة من مماليك الخليفة. ويثبت له دكة
في آخر عمره بأمر الخليفة بجامع القصر لقراءة الحديث عليها.
[2] انظر عن (يحيى بن أبي الفتح) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 554- 555،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 213، 214 رقم 1172، والذيل على طبقات
الحنابلة 2/ 2، رقم 230، وعقد الجمان 17/ ورقة 332، وشذرات الذهب 5/
31.
(43/285)
والسيف عَبْد الرَّحْمَن بْن محفوظ
الرسْعَنيّ.
والشمس مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن عليّ بْن عون الدّين ابن هبيرة.
والوجيه منصور بن سليم ابن العماديَّة الإِسكندريّ.
والنّفيس هبة الله بْن مُحَمَّد بْن جرير الزَّبدانيّ.
والمعين عليّ بْن أَبِي العَبَّاس، نائب الحكم بالإسكندرية.
وناصر الدّين مُحَمَّد بْن عرب شاه المحدّث.
ومهلهل الشَّقْراويّ، شيخ رَوى عَنِ الموفق.
والسيف أَبُو بَكْر بردويل بْن إسْمَاعيل بْن بردويل الفرّاء
بدمشق.
(43/286)
سنة ثمان وستمائة
[حرف الألف]
378- أَحْمَد بْن الْحَسَن بْن أَبِي البقاء [1] بْن الْحَسَن.
أَبُو العَبَّاس العَاقُوليّ، البغداديّ، المقرئ.
وُلِد يوم عاشوراء سنة ستٍّ وعشرين وخمسمائة.
وقرأ القراءاتِ عَلَى أَبِي الكَرَم الشَّهرُزوريّ، وغيره. وسَمِعَ
بإفادة أخيه من: أَبِي منصور القزّاز، وأبي منصور بن خيرون، وأبي
الْحَسَن بْن عَبْد السلام، وأبي سعد أحمد بن محمد البغداديّ.
وروى الكثيرَ، وأقرأ النّاس، وعَجَزَ قبل موته، وانقطع. وكان
صدوقا، قانعا، متعفّفا، حَسَنَ الأخلاقِ، طَيِّبَ الصّوتِ بالقرآن.
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، والضّياء، وابن عبد الدّائم، والنّجيبُ
عَبْد اللّطيف، وجماعة.
وتُوُفّي يوم التّروية.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن الحسن بن أبي البقاء) في: إكمال الإكمال لابن
نقطة (الظاهرية) ورقة 56، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
167، 168، وتاريخ بغداد للبنداري، ورقة 28، والتكملة لوفيات النقلة
2/ 234، 235 رقم 1217، ومشيخة النجيب عبد اللطيف، ورقة 110- 112،
وتاريخ إربل 1/ 288، والإعلام بوفيات الأعلام 250، والإشارة إلى
وفيات الأعيان 318، والمختصر المحتاج إليه 1/ 179، والمشتبه 1/ 85،
والعبر 5/ 27، وسير أعلام النبلاء 22/ 21 رقم 15، ومعرفة القراء
الكبار 2/ 598 رقم 557، وتلخيص مجمع الآداب 1/ 530، ومرآة الجنان
4/ 16، وتوضيح المشتبه 1/ 561 و 4/ 14، وغاية النهاية 1/ 45، 46
رقم 189، والنجوم الزاهرة 6/ 205، وشذرات الذهب 5/ 32.
(43/287)
وآخر من روى عنه بالإجازة الكمال عبد
الرَّحْمَن المكبِّر.
قَالَ ابنُ نُقْطَة [1] : يلقّب بالبَطِي- بتخفيف الطّاء- صحيح
القراءات والسّماع.
379- أَحْمَد بْن عَبْد السّخيّ، العُمَريّ، الواسطيّ.
سَمِعَ أبا الفتح بْن شاتيل. وقَدِم دمشق، وحَدَّثَ بها في سنة
ثمانٍ هذه.
سَمِعَ منه النّجيبُ الصَّفَّار.
380- أَحْمَد بْن عَبْد الودود [2] بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عليّ.
أَبُو القَاسِم بْن سَمَجون الهلاليّ، الأندلسيّ، المُنكَّبِيّ [3]
، القاضي.
سَمِعَ أَبَاهُ، وأبا بَكْر ابن الخلوف. وأجاز له أبو بكر ابن
العربيّ وغيرهُ.
وخطب بجامع قرطبة.
قَالَ الأبّار [4] : وكان فقيها ديِّنًا، ناظما ناثرا، بارعَ
الخطّ، واسعَ الحظّ مِن العلم. حدَّثَ عَنْهُ جماعة، وفاتني
السّماع منه. وتُوُفّي فُجاءةً بغَرناطة في ربيع الآخر، وله ثمانون
سنة.
قَالَ ابْن مَسْدي: كَانَ أحدَ أعيان الأندلس عِلمًا وحَسَبًا،
وعَيْن المُتَمَيِّزين فضلا وأدبا، فاقَ الأقران نَظْمًا ونَثْرًا،
وطار خَبَرًا وخُبْرًا، وكانت الرِّحْلَة إِلَيْهِ. وهو آخِرُ مَنْ
روى بالسّماع عَنْ يَحْيَى بْن الخَلُوف المقرئ. سَمِعْتُ منه بعضَ
«صحيح» مُسْلم، ومات ببلدته المُنكَّب في رابع جُمادي الآخرة [5]
سنة سبع.
__________
[1] في إكمال الإكمال، ورقة 56.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد الودود) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/
100، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 1/ 271، 272 رقم 351.
[3] المنكبيّ: بضم الميم وفتح النون وتشديد الكاف وفتحها والباء
الموحّدة. نسبة إلى:
المنكّب، بلد على ساحل الأندلس من أعمال ألبيرة.
[4] في تكملة الصلة 1/ 100.
[5] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: توفي بغرناطة فجأة بعد صلاة
العشاء من ليلة الأحد الرابعة عشرة من ربيع الآخر سنة ثمان
وستمائة. قال أبو القاسم الملاحي: فارقته عند المغرب بسوق العطارين
بغرناطة فنعي لي عند الصبح. ودفن إثر صلاة العصر من يومه بروضة
(43/288)
كذا أرّخه الحافظ ابن مَسديَ، ثُمَّ قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَحْمَد، قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى سنة إحدى
وأربعين، أَخْبَرَنَا الطّبريّ بمكَّة، أخبرنا عبد الغافر
الفارسيّ، من «مُسْلم» [1] .
381- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه.
أَبُو بَكْر الفارفانيّ، الأصبهانيّ، الأعرج، ابن أخي عفيفة.
روى عَنْ إسْمَاعيل الحمّاميّ. وعاش نيِّفًا وستّين سنة.
سَمِعَ منه الضّياءُ المقدسي. وقال: لم يكن مَرْضيًّا. تُوُفّي في
رمضان.
382- إِبْرَاهيمُ بْن مُحَمَّد بْن فارس [2] بْن شاكلة.
أَبُو إِسْحَاق السُّلميّ، الذَّكْوانيّ [3] ، الصّعيديّ، الأسود.
سكن مَرَّاكُشَ، ودخل الأندلسَ، وكان شاعرا محسنا ذكيّا. أقرأ
«المقامات» تفهّما.
__________
[ () ] سلفه بمقبرة باب ألبيرة، وكان الحفل في جنازته عظيما،
والثناء عليه جسيما.
[1] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان من أهل الفضل التام وحسن
العشرة وكرم الصحبة وبراعة الخط والمعرفة الكاملة بطرق الرواية
والحذق بعلم الأدب، وكان أغلب عليه مع وفور الحظ من علوم شتى يقرض
نفيس الشعر ويجيد إنشاء الخطب والرسائل، ومنظومه كثير في الزهد
وغيره، ومنه ما كتب به شافعا في حق بعض طلبة العلم إلى أحد أصدقائه
من أهل الأدب:
أهل الأصالة لا يضيع لديهم ... رجل حسيب قد توشّح بالأدب
وموصّل المكتوب إن باحثته ... جمع الصيانة والتعفّف والطلب
واستقضي بالمنكّب وغيرها من بنيّات غرناطة، وكان من بيت علم وقضاء،
تردّد منهم في ثمانية عشر قاضيا من سلفه وشهر بالعدل والنزاهة
والطهارة وتمشية الحق والإنصاف إلى أن أسنّ وضعف عن تقليد القضاء
فلازم إقراء الحديث وإفادة العلم وعلق روايته لعلوّ سنّة فتنوفس في
الأخذ عنه وعرف بالثقة والعدالة. مولده صبيحة اليوم المنجلي عن
الليلة الثانية عشرة من صفر ثمان وعشرين وخمسمائة.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد بن فارس) في: تكملة الصلة لابن
الأبار 1/ 177، والوافي بالوفيات 6/ 120 رقم 2725 وفيه: «إبراهيم
بن يعقوب الكاتمي» ، والمقفى الكبير للمقريزي 1/ 317 رقم 375.
[3] وقع في تكملة الصلة «الذكراني» .
(43/289)
تُوُفّي في هذه السنة أُو سنة تسعٍ.
383- أسياه مير [1] بْن مُحَمَّد بْن نعمان.
أَبُو عَبْد الله الجيليّ، الحنبليّ.
تفقّه عَلَى الشيخِ عبد القادر. وحدّث عن أبي محمد ابن المادح،
وغيرِه [2] .
[حرف الباء]
384- بزغُش [3] ، الأمير صارم الدّين العادليّ.
تُوُفّي بدمشق، وله تربةٌ غربيّ جامع الجبل.
[حرف الجيم]
385- جهاركس [4] ، الأمير الكبير فخر الدّين الصّلاحيّ.
__________
[1] انظر عن (أسياه مير) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة
78، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 223 رقم 1188، والذيل على طبقات
الحنابلة 2/ 63 رقم 232، وشذرات الذهب 5/ 33.
[2] وقال ابن النجار: كان شيخا صالحا، مشتغلا بالعلم والخير، مع
علوّ سنّه، وأظنّه ناطح المائة. (الذيل على طبقات الحنابلة) .
[3] انظر عن (بزغش الأمير) في: ذيل الروضتين 80، والمقفى الكبير
للمقريزي 2/ 411 رقم 920 وفيه، «برغش» بالراء المهملة، وهو تحريف،
وعقد الجمان 17/ ورقة 337.
[4] انظر عن (جهاركس) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 558 وفيه اسمه
«شركس» ، وذيل الروضتين 79 وفيه «سركس» ، بسينين مهملتين، ووفيات
الأعيان/ 381 رقم 146، والمختصر في أخابر البشر 3/ 113 وفيه وفاته
سنة 607 هـ.، ونهاية الأرب للنويري 29/ 54، والدر المطلوب 170،
والإعلام بوفيات الأعلام 250، والعبر 5/ 27، وتاريخ ابن الوردي 2/
130 (وفيه وفاته سنة 607 هـ.) ، والبداية والنهاية 13/ 63، والوافي
بالوفيات 11/ 205، 206 رقم 303، والسلوك ج 1 ق 1/ 171 وفيه وفاته
سنة 607 هـ.، وعقد الجمان 17/ ورقة 332، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/
122، والمنهل الصافي لابن تغري بردي 4/ 208، 209 رقم 810، والدليل
الشافي، له 1/ 233 رقم 808، وشذرات الذهب 5/ 32، والدارس في تاريخ
المدارس 1/ 496، ومنادمة الأطلال 163، وتاريخ الصالحية لابن طولون
1/ 135.
(43/290)
أعطاه العادل بانياس، وتِبْنِين [1] ،
والشَّقِيف [2] فأقام بها مُدَّة، وتُوُفّي في رجب، ودُفِنَ بتربته
بسفح قاسيون. وأقرّ العادلُ ولدَهُ عَلَى ما كَانَ لأبيه، ثُمَّ لم
تَطُلْ حياتُه بعدَ أَبِيهِ.
وله بالقاهرة قَيساريَّة مشهورة كُبرى. وكان أكبر مَن بقي من أمراء
صلاح الدّين وابنه المَلِك العزيز.
وقيل: مات في سنة سبْع.
[حرف الحاء]
386- الحَسَن بْن مُحَمَّد [3] بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن
حَمْدُون.
أَبُو سعد [4] البغداديّ، الكاتب، المنشئ.
ولد سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
وسَمِعَ الكثيرَ من والده أَبِي المعالي بْن حَمْدُون، وأبي
جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد العبّاسيّ، وابن البَطِّيّ، وجماعة.
وكتب بخطّه الكثيرَ، وجمعَ فوائد.
وبيته مشهور بالكتابة والرئاسة ببغداد، وهو ابن مصنّف «التّذكرة»
[5] .
__________
[1] تبنين: بكسر التاء المثناة وسكون الموحّدة. قرية من قرى صور
بجنوب لبنان.
[2] بلدة وقلعة بجنوب لبنان.
[3] انظر عن (الحسن بن محمد) في: معجم الأدباء 9/ 184، والكامل في
التاريخ 12/ 199، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 6، وذيل
الروضتين 79، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 220، 221 رقم 1182،
والمختصر المحتاج إليه 2/ 23 رقم 591، والعبر 5/ 27، والوافي
بالوفيات 12/ 221، 222 رقم 206، والبداية والنهاية 13/ 62، 63،
والعسجد المسبوك 2/ 339، 340، وشذرات الذهب 5/ 32.
[4] تصحّفت في معجم الأدباء 9/ 184 إلى: «أبو سعيد» .
[5] نسبه أبو شامة اليه في (ذيل الروضتين 79) وقال المنذري: والده
أبو المعالي محمد أحد الكتّاب الفضلاء سمع من غير واحد، وحدّث، وهو
مصنّف كتاب التذكرة المشهور، وقد أجاد فيه وأحسن. (التكملة لوفيات
النقلة 2/ 221) .
ونسبه ابن كثير في البداية والنهاية 13/ 62 إلى صاحب الترجمة،
فغلط.
(43/291)
وجدُّه أَبُو سعد هُوَ أحدُ الكُتاب
النُّبلاء لَهُ تصنيفٌ في معرفة الأعمال والتَّصرُّف.
وكان تاجُ الدّين أَبُو سعد فاضلا بارعا، مُغْرًى بجمع الكتب،
وَليَ المارستان العضُديّ، وتأدَّب عَلَى ابن العصّار.
387- الحسين ابن العلّامة أَبِي مُحَمَّد عَبْد السّلام [1] بْن
عتيق السَّفاقُسيّ.
الفقيه، أَبُو عليّ.
روى عَنْ: أَبِي مُحَمَّد العثمانيّ.
وتُوُفّي في ربيع الأول.
[حرف الخاء]
388- خُسْروشاه [2] بْن قليج.
صاحب الروم.
فيها تُوُفّي- قاله أَبُو شامة.
389- الخَضِرُ بْن عليّ [3] بْن مُحَمَّد الإِربليّ.
المجاور بمكَّة.
روى عن: نصر بن نصر العكبريّ [4] .
__________
[1] انظر عن (الحسين بن عبد السلام) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
222 رقم 1186.
[2] انظر عن (خسروشاه) في: ذيل الروضتين 80، والبداية والنهاية 13/
63.
[3] انظر عن (الخضر بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 42، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 225 رقم 1195، وتاريخ إربل 1/
185- 187 رقم 90، وتلخيص مجمع الآداب 3/ 167، و 4/ رقم 2092،
والمختصر المحتاج إليه 2/ 56 رقم 643، وإتحاف الورى لابن فهد 3/
ورقة 63.
[4] وقال ابن المستوفي: ولما وصل أبو عبد الله محمد الدبيثي إربل
وجدته قد ذكره في تاريخه وذكر أنه أجاز له وعرّفني إنه المقيم
بمكة، وكان الفقير إلى الله تعالى أبو سعيد كوكبوري بن على يصله في
كل سنة بجائزة سنية ويشركه مع نوابه الذين تنفذ على أيديهم الصدقات
المألوفة إلى مكة في تفريقها على أهلها. (تاريخ إربل 1/ 186) .
(43/292)
390- الخضر بْن كامل [1] بْن سالم بْن
سُبَيْع [2] .
أَبُو العَبَّاس الدّمشقيّ، السُّرُوجيّ، الخاتونيّ، الدّلّال،
المعَبّر.
ولد في رمضان سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ مِن: الفقيه نصر الله المِصِّيصِيّ، وأبي الدّرّ ياقوت
الروميّ، وقَدِمَ بغداد مَعَ أَبِيهِ، فَسَمِعَ من الحُسَيْن بْن
عليّ سبط الخَيّاط.
وطال عمره، روى الكثير، روى عنه: ابن خليل، والضّياء، والزّكيّ
البرزاليّ، والزّكيّ المنذريّ، والشّهاب القُوصيّ، والتّقيّ
اليَلْدانيّ، والفخر عليّ، وآخرون.
وتُوُفّي في الثّاني والعشرين من شوّال.
[حرف الراء]
391- رِضوان بْن رفاعة [3] بْن غارات المَصْرِيّ، الشّارعي [4] .
المقرئ، الشافعيّ.
سَمِعَ: مُحَمَّد بْن رسلان، ومحمد بْن أحمد ابن البنّاء. وكان
مشهورا بالورع والصّلاح.
تُوُفّي في صفر.
__________
[1] انظر عن (الخضر بن كامل) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 42، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 232، 233 رقم 1213، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 57 رقم 645، والإعلام بوفيات الأعلام 250،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 318، والعبر 5/ 27، وسير أعلام النبلاء
22/ 11 رقم 4، والنجوم الزاهرة 9/ 205، وشذرات الذهب 5/ 33.
[2] سبيع: بضم السين المهملة وفتح الباء الموحّدة وسكون الياء آخر
الحروف. (المنذري) .
[3] انظر عن (رضوان بن رفاعة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 221
رقم 1184، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 230.
[4] قال المنذري: الشارعي بالشارع ظاهر القاهرة.
(43/293)
وكان يَؤُمُّ بمسجد سعدِ الدّولة بقلعة
الجبل [1] .
[حرف الشين]
392- شُكر بْن صَبْرة [2] بْن سلامة بْن حامد.
أبو الثّناء السُّلَميّ، العَوْفي، الإِسكندرانيّ، المقرئ.
قرأ القراءاتِ عَلَى اليسَع بْن حَزْم الغافقيّ، وسَمِعَ مِن
السِّلَفيّ، وجماعة.
وأقرأ النّاسَ مدَّةً، وكان بارعا في القراءات، مُجَوِّدًا، عارفا
بالأنساب، قديمَ المولد.
تُوُفّي بالإِسكندرية في سادس ربيع الأوّل.
[حرف الصاد]
393- صدقةُ بْن عليّ [3] بْن صدقة.
أَبُو مُحَمَّد الأزَجيّ، الكَيَّال.
سَمِعَ من: أَبِي الوقت، وأبي جَعْفَر أَحْمَد بْن مُحَمَّد
العبّاسيّ، وغيرهما.
تُوُفّي في ذي الحِجَّة.
__________
[1] وقال المنذري: اجتمعت معه ولم يتفق لي السماع منه.
[2] انظر عن (شكر بن صبرة) في: إكمال الإكمال لابن نقطة، (دار
الكتب المصرية) مادّة «صبرة» ، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 222، 223
رقم 1187، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني 223، والمشتبه 2/
207، وتوضيح المشتبه 5/ 404، وغاية النهاية 1/ 328 رقم 1430.
و «صبرة» : بفتح الصاد المهملة وسكون الباء الموحّدة وبعدها راء
مهملة وتاء تأنيث.
(المنذري) .
[3] انظر عن (صدقة بن عليّ) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 83، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 235 رقم 1218، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 112 رقم 729، وتاج العروس 2/ 507.
(43/294)
[حرف العين]
394- عَبْد الجليل بْن موسى [1] بْن عَبْد الجليل القصريّ [2] .
الإِمام القُدوة شيخ الإسلام أَبُو مُحَمَّد الأنصاريّ، الأوسيّ،
الأندلسيّ، القُرطُبيّ.
وشُهِرَ بالقصريّ لنزوله قصَر عَبْد الكريم، وهو قصر كُتامة.
حمل «الموطّأ» عَنْ أَبِي الحَسَن بْن حُنَيْن الكِنانِيّ محدّث
فاس. وصَحِبَ الشيخ أبا الحَسَن بْن غالب الزّاهد بالقصر ولازمه.
وكان رأسا في العلم والعمل، منقطعَ القرين، فارغا عَنِ الدّنيا.
صَنَّف «التّفسير» وشَرَحَ الأسماء الحُسْنى. وله كتاب «شُعَب
الإِيمان» وكلامه في العرفان بديع مُقَيَّدٌ بظواهر الأثر.
ذكره ابنُ الزّبير، فبالغ في وصفه، وقال: كلامه في طريقة التّصوّف،
سهلٌ محرَّر، مضبوطٌ بظاهر الكتاب والسُّنَّة. وله مشاركةٌ في
علومٍ شَتَّى، وتصرُّفٌ في العربية. ختم به بالمغرب التّصوّف عَلَى
الطّريقةِ الواضحة، ورُزقَ من عَلِيِّ الصّيتِ والذِّكْرِ الجميل
ما لم يُرزق كبيرُ أحَدٍ من النّاس. مات بسبتةَ في سنة ثمان
وستمائة.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو عَبْد الله الأزْديّ، وأَبُو الحسن
الغافقيّ، وغيرهما.
__________
[1] انظر عن (عبد الجليل بن موسى) في: تكملة الصلة لابن الأبار 654
(3/ ورقة 42 من نسخة الأزهر) ، وسير أعلام النبلاء 21/ 420، 421
رقم 215 ولم يؤرّخ هنا لوفاته، و 22/ 11، 12 رقم 5 وأرّخ وفاته
هنا، والوافي بالوفيات 18/ 51 رقم 49، وطبقات المفسرين للسيوطي 16،
وطبقات المفسرين للداوديّ 1/ 159، ونيل الابتهاج للتنبكتي 184،
ومعجم طبقات الحفاظ والمفسرين 245 رقم 250.
[2] أورد المؤلّف الذهبي- رحمه الله- ترجمة له في وفيات سنة 601
وهي السنة التي أجاز فيها عبد الجليل بن موسى لأبي موسى لأبي محمد
بن حوط الله، فاعتبر أنه بقي إلى تلك السنة، وهكذا فعل في (سير
أعلام النبلاء 21/ 420، 421) ، وحين وقف على تاريخ وفاته، أعاده
ثانية هنا، وكتب بجانب ترجمته الأولى: «يحوّل» ثم أضاف إلى آخر
الترجمة: «مات سنة ثمان» .
(43/295)
395- عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الله [1]
.
أَبُو القَاسِم الروميّ، عتيق أَحْمَد بْن عُمَر بْن باقا.
قرأ القرآن عَلَى أَبِي الكَرَم الشّهرُزوريّ. وسَمِعَ من: أَبِي
الوقت السِّجْزِيّ، وأحمد بْن المقرّب، وأبي طاهر السِّلَفيّ،
وجماعة.
وحَدَّثَ بمصر والثّغر. وكان شيخا صالحا حَدَّثَ «بصحيح البخاريّ»
قبل موته، روى عَنْهُ «الصّحيح» الحافظ زكيّ الدّين المنذريّ [2] .
وروى عَنْهُ: جَعْفَر بْن عليّ القمّوديّ الإِسكندريّ، والحسن بْن
موسى بْن فَيّاض المالكي، وسيف بْن سَند الضّرير، وجماعة من شيوخ
شيخنا الدّمياطيّ.
وكان تاجرا سَفَّارًا، حكى ابن مَسْدي عَنِ الأسعد بْن مقرّب،
قَالَ:
خرجت في جماعةٍ نتفرّج، فرأينا قافلة، فنظرت إِلى شيخٍ حَسَن
الشَّيبة والبزَّة، فقلت: ما أحسنَ هذا الشيخَ لو كَانَ عنده سماع،
فَقَالَ: وما يدريك إذ يكون عنده، فَقَالَ ابن مقرّب لَهُ: ممّن؟
قَالَ: من أَبِي الوقت، ومعي بعضُ ذَلِكَ.
فتركتُ الفُرجة، ورجعتُ في خدمته إِلى البلد- يعني الإسكندرية.
وتُوُفّي في الحادي والعشرين من ذي القعدة.
396- عَبْد الرشيد بْن مُحَمَّد [3] بْن عليّ.
أَبُو مُحَمَّد المَيْبُذِيّ.
محدّث سَمِعَ الكثيرَ بأصبهان، وصَحِبَ أبا موسى المدينيّ، وأكثر
عنه.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن عبد الله) في: التقييد لابن نقطة 344
رقم 424، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 119، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 234 رقم 1215، والعبر 5/ 28، وحسن المحاضرة 1/
176، وشذرات الذهب 5/ 33، 34.
[2] وقال المنذري: قرأت عليه جميع صحيح البخاري في مدة قريبة، وكان
شيخا صالحا.
(التكملة) .
[3] انظر عن (عبد الرشيد بن محمد) في: معجم البلدان 5/ 240، وتاريخ
ابن الدبيثي باريس 5922) . ورقة 181، والتكملة لوفيات النقلة 2/
236، 237 رقم 1221، وسيعاد في السنة التالية برقم 453.
(43/296)
وقَدِمَ بغداد، فَسَمِعَ من ابن بَوْش،
وابن كليب وطائفة، وحدّث عن أَبِي العَبَّاس التُّرك.
ومْيبّذ: بُليدة قريبة من يزد بنواحي أصبهان.
397- عَبْدُ السّلام بْن شعيب [1] بْن طاهر.
أَبُو القَاسِم الهَمَذَانيّ، الوطيسيّ.
من بقايا الشيوخ بِهَمَذَانَ. سَمِعَ من: أَبِي بَكْر بن هبة
اللَّه بْن الفَرَج ابن أخت الطويل، ونصر بْن المظفّر، وشهردار بْن
شيرُوَيه، وجماعة، ورحل إِلى أصبهان، وسَمِعَ بها، وحَدَّثَ.
والوَطيسُ: التَّنُّور.
أجاز للفخر عليّ، وغيره [2] .
وتُوُفّي في أواخر شعبان.
398- عَبْدُ الصّمد بْن أَبِي الفتح سُلطان [3] بْن أَحْمَد بْن
الفَرَج الْجُذاميّ الصّويتيّ، النّحْويّ، الطّبيب.
معتمد الدّين أَبُو مُحَمَّد بْن قراقيش.
ولد سنة أربعين وخمسمائة.
وقرأ القرآن عَلَى الشريف الخطيب أَبِي الفُتوح، وقرأ العربية على
سناء
__________
[1] انظر عن (عبد السلام بن شعيب) في: التقييد لابن نقطة 354 رقم
444، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 230 رقم 1207.
[2] وقال ابن نقطة: وكان شيخا صالحا ثقة، يكتب طباق السماع في
الأجزاء على البرمكي قبل الخمسين وخمسمائة، وسماعه من أبي بكر ابن
أخت الطويل في سنن أبي داود في سنة ثمان وسنة تسع وثلاثين وخمسمائة
... سمعت منه سنن أبي داود وغير ذلك بهمذان. (التقييد) .
[3] انظر عن (عبد الصمد بن سلطان) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
225، 226 رقم 1196، ومعرفة القراء الكبار 2/ 597، 598 رقم 556،
والوافي بالوفيات 18/ 445 رقم 468، وغاية النهاية 1/ 388 رقم 1657،
وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 186، وحسن المحاضرة
1/ 498، وبغية الوعاة 2/ 96.
(43/297)
المُلك أسعد بْن عليّ الحسينيّ،
الجوَّانيّ. وكان إماما بارعا في العربية والطّبّ، وكان مِن أعيان
الأطبّاء.
399- عَبْد المؤمن بْن مُحَمَّد [1] بْن أَبِي مَنْصُور
الْمُبَارَك بْن مُحَمَّد، القاضي أَبُو الفضل المدائنيّ، قاضي
المدائن.
وَلِيَ القضاءَ بعد أخيه عَبْد الحميد [2] ، وكان أبوهما قاضي
المدائن أيضا.
مات في المحرّم.
400- عبدُ الواحد بْن عَبْد الوهّاب [3] بْن عَلِيّ بْن عَلِيّ ابن
سكينة.
ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
وسَمِعَ من ابن البَطّيّ، وأبي زُرْعَة، وجماعة.
وسافر الكثيرَ، ودخل إِلى مصر، والشّام، وتُوُفّي بجزيرة قيس [4] .
قَالَ أَبُو شامة [5] : هُوَ معينُ الدّين ابن سُكينة. سافر إِلى
الشام في أيام المَلِك الأفضل، فَبَسَطَ لسانَه في الدّولة
العباسية، فأرسلوا إِلَيْهِ مَنْ يقتلُه، فوثبَ عَلَيْهِ مَن يقتله
غيرَ مرَّة بدمشق ويَسْلَمُ. ثُمَّ كتب إِلى الخليفة كتابا فيه
التّنصُّلُ ممّا رُمي بِهِ، ويسألُ العفو، فَعُفِيّ عَنْهُ. ثُمَّ
قدِم بغداد، فولّوه مشيخة الشيوخ، ثُمَّ بعثه الخليفة رسولا إِلى
جزيرة قيس في جماعة صوفية، فَغَرقُوا في البحر في شعبان [6] .
__________
[1] انظر عن (عبد المؤمن بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 144، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 221 رقم 1183، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 44 رقم 819.
[2] توفي سنة 598.
[3] انظر عن (عبد الواحد بن عبد الوهاب) في: الكامل في التاريخ 12/
298، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 174، وذيل تاريخ بغداد
لابن النجار 1/ 256- 258 رقم 141، وذيل الروضتين 79، وتلخيص مجمع
الآداب 5/ رقم 1471، والمختصر المحتاج إليه 3/ 77 رقم 888، والعسجد
المسبوك 2/ 339، وعقد الجمان 17/ ورقة 337، والنجوم الزاهرة 6/
203، 204.
[4] ويقال لها أيضا: «كيش» . انظر: معجم البلدان 4/ 215، 216.
[5] في ذيل الروضتين 79.
[6] وقال ابن النجار: قرأ القرآن، وتفقّه، وقرأ الأدب وسافر، فأقام
في الغربة نحوا من
(43/298)
401- عُبَيْد الله بْن خُطْنطاش [1]
التّركيّ.
أَبُو مُحَمَّد.
من شيوخ الصّعيد. شيخ صالح مشهور، انتفع بِهِ جماعةٌ وصحِبوه.
وتُوُفّي بإخميم، وتُوُفّي [2] في آخر جُمادي الآخرة.
حكى عَنْهُ من كلامه الحافظُ عبدُ العظيم.
402- عقيلُ بْن عطيَّة.
أَبُو طالب وأَبُو المجد القُضاعيّ، الأندلسيّ، الطّرطوشيّ، ثُمّ
المَرّاكُشيّ.
روى عَنْ: أَبِي القَاسِم بْن بَشْكُوَال، وأبي القَاسِم بْن
حُبيش، وأبي نصر فتح بْن مُحَمَّد، وجماعة. وولي قضاءَ غَرناطة.
وقد ذكره الأبَّارُ، فَقَالَ: كَانَ مُقدّمًا في صناعةِ الحديث،
وله رَدٌّ عَلَى أَبِي عُمَر بْن عَبْد البرّ في بعض تواليفه،
وتنبيهٌ عَلَى غلطاته.
__________
[ () ] عشرين سنة يتردّد ما بين الحجاز، والشام، ومصر، والجزيرة،
وسميساط، وغيرها، ويخالط ملوكها، وتولى المشيخة برباط بيت المقدس
ثم بخانكاه خاتون بظاهر دمشق، ثم عاد إلى بغداد في سنة أربع
وستمائة وتلقّى من الديوان التعظيم والاحترام، وتولّى المشيخة
برباط جدّه شيخ الشيوخ، ولقّب بلقبه. وكان غزير الفضل، كامل العقل،
رجلا من الرجال، قد حنّكته التجارب ومارس الأمور، وصحب المشايخ
الكبار والصالحين. وله النظم والنثر، ويحفظ من الحكايات والأناشيد
شيئا كثيرا. وكان من ظراف الصوفية ومحاسن الناس، وألطفهم خلقا.
وأرقّهم طبعا، وأكثرهم تواضعا، وكان خطّه في غاية الرداءة لا يمكن
أن يقرأ.
أنشدني أبو الفتوح عبد الواحد بن عبد الوهاب بن علي شيخ الشيوخ
لنفسه:
دع العذّال ما شاءوا يقولوا ... فأين السمع مني والعذول
أتوا بدقيق عذلهم ليمحو ... هوى جللا له خطر جليل
وسمعي عنهم في كل شغل ... يوجد شرحه شرح يطول
تمكّن في شغاف القلب حتى ... غدا ورسيسه فيه دخيل
(ذيل تاريخ بغداد 1/ 257، 258) .
[1] انظر عن (عبيد الله بن خطنطاش) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
227 رقم 1199.
[2] هكذا كرّرها المؤلّف- رحمه الله-، فكأنه أضافها في وقت لاحق.
(43/299)
سمع منه أبو جعفر ابن الدّلّال، وأَبُو
الحَسَن بْن منخل الشاطبيّ. وولي بأخَرةٍ قضاءَ سجلماسة، وتُوُفّي
بها في صفر وقد قارب السّتّين.
403- عليّ بْن أَحْمَد بْن عمر [1] بن حسين.
أبو القاسم ابن القَطِيعِيّ، الصَفَّار، أخو المحدّث أَبِي
الحَسَن.
سَمِعَ من: أبي بكر ابن الزّاغونيّ، وأبي الوقت، وجماعة. وحَدَّثَ.
وهو منسوب إِلى قطيعة العجم بباب الأزَج، وكان أَبُوهُ من كبار
الحنابلة [2] .
404- عليّ بْن عَبْد الرّزّاق [3] بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن علي
أبو الحسن بن الجوزيّ، الدّهّان.
سمّعه عمّه الإمام أَبُو الفَرَج من أَبِي الفضل الأُرمَويّ، وعمر
بْن عَبْد الله الحربيّ.
روى عَنْهُ: ابنُ الدُّبَيْثِيّ، وابن النّجّار وقال: كَانَ ساكنا
مهيبا، يُزَوِّق الدُّور.
405- عليّ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي قوة [4] .
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد بن عمر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 215، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 3/ 122- 124 رقم
613، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 224، 225 رقم 1194، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 116 رقم 980.
[2] وقال ابن النجار: كتبت عنه، وكان شيخا لا بأس به.. (ذيل تاريخ
بغداد 3/ 122) .
[3] انظر عن (علي بن عبد الرزاق) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج)
ورقة 144، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 223 رقم 1189، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 128 رقم 1013، والمشتبه 1/ 189، وتوضيح المشتبه 2/
520.
[4] هو «علي بن أبي قوة بن إبراهيم بن سلمة الأزدي» . انظر عنه في:
تكملة الصلة لابن الأبار، رقم 1881، وتحفة القادم 107، والذيل
والتكملة على كتابي الموصول والصلة 5 ق 1/ 154- 157 رقم 313.
وسيعيده المؤلف- رحمه الله- في وفيات سنة 609 هـ. باسمه الصحيح،
ولكن الصواب وفاته هذه السنة 608 هـ. كما في المصادر.
(43/300)
أَبُو الحَسَن الأزْديّ، الدّانيّ.
أخذ القراءاتِ عَنْ أَبِيهِ، وأبي القَاسِم بْن حُبيش، وأبي
الحَسَن بْن كوثر.
وكان مقرئا حاذقا، أديبا شاعرا. كتب عَنْهُ أَبُو القَاسِم كثيرا
من نظمه.
قاله الأبّار [1] .
406- عليّ بْن منصور [2] بْن المظفّر.
أَبُو الحَسَن الأزَجيّ، الجوهريّ، المعروف بابن الزّاهدة.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِي الوَقْت السِّجْزِيّ، وغيره.
تُوُفّي في ذي الحجّة [3] .
__________
[1] في تكملة الصلة، رقم 1881.
وقال ابن عبد الملك الأنصاري: وكان محدّثا مكثرا، ثقة، ضابطا عاقدا
للشروطي، مبرّزا في العدالة، زكيا فاضلا، بارع النظم والنثر، رائق
الخط قويّه، وله ردّ على ابن غرسية اللعين في رسالته الشعوبية،
وغير ذلك من المنشئات، واستقضي بقصر كتامة.
وأنشدت على شيخنا أبي علي الماقري وكتب لي من كتابه قال:
أنشدنا الفقيه أبو الحسن بن أبي قوة- رضي الله عنه- لنفسه:
أردنا طلاب العلم مع طلب الغنى ... ولم نقتصر في الجانبين على قسم
ففازت ذوو الشأنين كلّ بشأنه ... فلا نحن في مال ولا نحن في علم
وأنشدت عليه أيضا، وقد كتب لي من كتابه، قال: أنشدنا أبو الحسن
أيضا لنفسه:
أرواحنا هي أجناد مجنّدة ... بالبعد تنكر أو بالقرب تعترف
فما تناكر منها فهو مختلف ... وما تعارف منها فهو مؤتلف
قال المصنّف عفا الله عنه: نظم فيه معنى الحديث المرويّ عن النبي
صلّى الله عليه وسلم: «القلوب جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف
وما تناكر منها اختلف» .
توفي بمراكش سنة ثمان وستمائة، وقد أدركت بها بعض عقيبه، ثم
انقرضوا، رحمهم الله.
[2] انظر عن (علي بن منصور) في: تاريخ ابن الدبيثي وكمبرج) ورقة
167، والتاريخ المجدّد لابن النجار (باريس) ورقة 48، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 234 رقم 1216، والمختصر المحتاج إليه 3/ 144 رقم
1060.
[3] وقال المنذري: لنا منه إجازة كتب بها إلينا من بغداد في شهر
رمضان سنة سبع وستمائة.
(التكملة) .
(43/301)
407- عليّ بْن يوسف [1] بْن أَحْمَد.
القاضي أَبُو الفضائل الآمديّ، ثُمَّ الواسطيّ.
تُوُفّي كهلا في ربيع الأول. وكان مجموعَ الفضائل ولي قضاء واسط
[2] .
__________
[1] انظر عن (علي بن يوسف) في: الكامل في التاريخ 12/ 298، وطبقات
الشافعية للإسنويّ 2/ 549، 550، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 221،
222 رقم 1185 ووفيات الأعيان 3/ 397- 399 رقم 479. وفيه قال محقّقه
«سيد كسروي حسن» إن في الأصل وردت سنة الوفاة (806) .
وقال: وأظنه اضطراب في وضع الأرقام نتيجة السهو. وعند ما أثبت في
المتن تاريخ الوفاة جعله (سنة 860) فأخطأ في ذلك، كما أخطأ في ذكر
مصادر الترجمة، فذكر في الحاشية:
هدية العارفين، والضوء اللامع للسخاوي، وإيضاح المكنون، ومعجم
المؤلفين، وهو ينقل عنه، وعرّف بصاحب الترجمة أنه: فقيه أصولي نحوي
فرضي ناظم مشارك في بعض العلوم أقام بمكة وأقرأ وتوفي بعد سنة 860
بقليل! ثم ذكر مجموعة من مؤلفاته.
ويقول خادم العلم وطالبه محقق هذا الكتاب «عمر عبد السلام تدمري» :
لقد أخطأ السيد «سيد كسروي حسن» مرتين: الأولى عند ما غيّر تاريخ
الوفاة من 806 إلى 860.
والثانية عند ما ذكر مصادر الترجمة نقلا عن (معجم المؤلفين) 7/ 264
ولم يتنبّه أن المذكور في المعجم هو «علي بن يوسف بن أحمد المصري،
ثم المكيّ، ثم اليمني، الشافعيّ، ويعرف بالغزولي» وهو توفي سنة 860
هـ. وهو غير المذكور في المتن:
الإمام المحدث الواسطي أبو الفضائل. فليصحّح.
[2] وقال ابن خلكان: هو من بيت معروف بواسط بالصلاح والرواية
والعدالة، قدم بغداد وأقام بها مدة متفقها على مذهب الإمام
الشافعيّ، رضي الله عنه، على الشيخ أبي طالب المبارك بن المبارك
صاحب ابن الخلّ، ثم من بعده على أبي القاسم يعيش بن صدقة الفراتي،
وأعاد له درسه بالمدرسة الثقتية بباب الأزج، وكان حسن الكلام في
المناظرة، وسمع الحديث من جماعة كبيرة ببلده وببغداد، وتولى القضاء
بواسط في أواخر صفر سنة أربع وستمائة، وصار إليها في شهر ربيع
الأول من السنة المذكورة، وأضيف إليها أيضا الإشراف بالأعمال
الواسطية. وكان له معرفة بالحساب، وله أشعار رائقة، فمن ذلك
الأبيات السائرة وهي:
واها له ذكر الحمى فتأوّها ... ودعا به داعي الصّبا فتولّعا
هاجت بلابله البلابل فأنثنت ... أشجانه تثني عن الحلم النهى
فشكا جوى وبكى أسى وتنبّه ... الوجد القديم ولم يزل متنبّها
(43/302)
408- عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن
أَبِي نصر الأديب البارع، أَبُو حفص الأصبهانيّ، ثُمَّ
المَوْصِليّ، عرف بابنِ الشِّحنة، الشاعر.
تلا بالسَّبع عَلَى يَحْيَى بْن سعدون، وأخذ الأدبَ عَنْ عليّ بْن
العَصَّار اللُّغَويّ.
وكان سليطَ اللّسان، كثيرَ الهِجاء للرؤساء، معاقرا للكأس. قصد
السّلطانَ صلاحَ الدّين بالشّام ومدحه. سجنه صاحب المَوْصِل نور
الدّين أرسلان شاه بْن مسعود، فسجنه [1] حتّى مات في شوّال.
409- عُمَر بْن مسعود [2] بْن أَبِي العزّ.
أَبُو القَاسِم البغداديّ، الزّاهد، العابد، ويعرف بالشيخ عمر
البزّاز.
__________
[ () ]
قالوا وهي جلدا ولو علق الهوى ... بيلملم يوما تأوّه أو وهى
لا تكرهوه على السلوّ فطائعا ... حمل الغرام فكيف يسلو مكرها
يا عتب لا عتب عليك فسامحي ... وصلي فقد بلغ السقام المنتهى
علمت بأن الجزع ميل غصونه ... لما خطرت عليه في حلل البها
ومنحت غنج اللحظ غزلان النّقا ... فلذاك أحسن ما يرى عين المها
لولا دلالك لم أبت متقسّم ... العزمات مسلوب الرقاد قتيّها
لي أربع شهداء في صدق الولا ... دمع وحزن مفرط وتدلّها
وبلابل تعتادني لو أنها ... في يذبل يوما لأصبح كالسّها
لام العواذل في هواك وما ارعوى ... ونهاه عنك اللائمون وما انتهى
قالوا اشتهاك وقد رآك مليحة ... عجبا وأيّ مليحة لا تشتهي
أنا أعشق العشاق فيك ولا أرى ... مثلي ولا لك في الملاحة مشبّها
وله غيرها أشعار رقيقة. (وفيات الأعيان 3/ 397، 398) .
[1] هكذا كرّر المؤلف- رحمه الله- الكلمة دون مبرّر.
[2] انظر عن (عمر بن مسعود) في: الكامل في التاريخ 12/ 299، وتاريخ
ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 204، والتاريخ المجدّد لابن النجار
(باريس) ورقة 123، ومشيخة النعال 145، 146، والتكملة لوفيات النقلة
2/ 231، 232 رقم 1210، وأخبار الزهاد لابن الساعي، ورقة 102، 103،
وسير أعلام النبلاء 21/ 496 ذكره دون أن يترجم له، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 110 رقم 963، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 123،
وقلائد العقيان للتادفي 120، 121.
(43/303)
صحِب الشّيخ عَبْد القادر، وسَمِعَ من:
أَبِي الفضل الأُرْمَوِيّ، وابن ناصر، وأبي الوقت.
وحَدَّثَ. وكان مِن بقايا المشايخ الكبار ببغداد.
قَالَ الحافظُ عبدُ العظيم [1] : تُوُفّي في رابع عشر رمضان.
قَالَ: وكان يُؤثر الفقراء، وبنى لنفسه رباطا. وله قبولٌ عند
النّاس يُغْشَى ويُزار، موصوف بالزُّهد والعبادة، وحُسْن الطّريقة-
رحمه الله-. ولد في حدود سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
قلت: روى عَنْهُ أَبُو عَبْد الله الدُّبَيْثِيّ.
[حرف الغين]
410- غالب بنُ عَبْد الخالق [2] بْن أسد بن ثابت.
الشيخ أبو الحسين ابن المحدث الفقيه أَبِي مُحَمَّد
الطَّرابُلُسيّ، الأصل، الدمشقيّ، الحنفيّ، البزّاز.
سَمِعَ من: الوزير أَبِي المظفَّر سعيدِ بْن سهل الفَلَكيّ،
ووالدِه، وأبي يَعْلى ابن الحُبُوبِيّ، وجماعة.
روى عَنْهُ: ابنُ خليل، والضّياء، والزّكيّ عبدُ العظيم [3] ،
والشهاب القُوصيّ، والفخر عليّ، وآخرون.
وفُقِدَ بداريّا في هذه السنة.
قَالَ القُوصيّ: قُتِلَ الشهابُ غالب الحنفيّ بداريّا عَلَى يد
أقوام كَانَ لَهُ عليهم ديون فاغتالوه، وأخذوا الوثائق.
__________
[1] في التكملة 2/ 231، 232.
[2] انظر عن (غالب بن عبد الخالق) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
237 رقم 1223، والحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور
الوسطى (تأليفنا) 310، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان
الإسلامي (تأليفنا) ق 2 ج 3/ 131 رقم 835.
[3] وقال عنه: حدّث الفقيه بدمشق، وسمعت منه.
(43/304)
وقيل: قتله بأرض ماردين ولدُه الشرف
إِبْرَاهيم، قتلته المكاريَّة، وكان معه تجارة.
وكان شهاب الدّين من كبار أهلِ مذهبه، ووُلِد سنة تسعٍ وأربعين.
[حرف الميم]
411- مُحَمَّد بْن أيّوب [1] بْن مُحَمَّد بْن وهْب بْن مُحَمَّد
بْن وهْب بْن نوح.
الإِمام العلّامة أَبُو عَبْد الله ابن الشيخ الجليل أَبِي
مُحَمَّد بْن أَبِي عَبْد الله الغافقيّ، الأندلسيّ، البَلَنْسي.
سَرَقُسطيّ الأصلِ، وُلد ببلنسية في سنة ثلاثين وخمسمائة.
أَخَذَ القراءاتِ عَنْ أَبِي الْحَسَن بْن هُذَيْل، وسَمِعَ منه،
ومن أَبِي الحَسَن عليّ بْن النِّعْمة، وأبي عَبْد اللَّه بْن
سعادة، ومحمد بن عبد الرحيم ابن الفَرَس، ووالده أَبِي مُحَمَّد.
ذكره الأبّار، فَقَالَ [2] : تفقّه بأبي بَكْر يَحْيَى بْن عِقَال،
واستظهر عَلَيْهِ «المُدَوَّنَة» . وأخذ النّحو عَنْ شيخه ابن
النّعمة. وأجاز له أبو مروان ابن قزمان، وأبو طاهر السّلفيّ،
وجماعة. وكان الدّراية أغلبَ عَلَيْهِ من الرواية مَعَ وفور حَظِّه
منها وميلِه فيها إِلى الأعلام المشاهير دون اعتبار العُلوِّ.
وَلِيَ خطَّة الشُّورى في حياة شيوخه، وزاحمَ الكبار بالحفظ
والتّحصيل في صِغره. قَالَ:
ولم يكن في وقته بشرق الأندلس له نظير تفنّنا واستبحارا، وكان من
الراسخين
__________
[1] انظر عن (محمد بن أيوب) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 582-
584 رقم 1556، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 233 رقم 1214، والإعلام
بوفيات الأعلام 250، والإشارة إلى وفيات الأعيان 318، والعبر 5/
28، وسير أعلام النبلاء 21/ 18، 19 رقم 11، ومعرفة القراء الكبار
2/ 594، 595 رقم 553، ومرآة الجنان 4/ 16، 17، والوفيات لابن قنفذ
304 رقم 608، والوافي بالوفيات 2/ 239، وغاية النهاية 2/ 103،
والنجوم الزاهرة 6/ 204، وبغية الوعاة 1/ 58، 59، وشذرات الذهب 5/
34.
[2] في التكملة 2/ 582- 584 رقم 1556.
(43/305)
في العلم وصدرا في المشاورين، بارعا في علم
اللّسان والفقه والفُتيا والقراءات. وأمّا عقدُ الشروط، فإليه
انتهت الرئاسة فيه، وبه اقتدى مَن بعده.
ولو عُنِيَ بالتأليف، لأرْبَى عَلَى من سلف. وكان كريمَ الخُلُقِ،
عظيمَ القدر، سَمْحًا جوادا. خطب بجامع بَلَنْسية، وامْتُحْنَ
بالولاة والقضاة، وكانوا يستعينون عَلَيْهِ، ويجدون السبيلَ
إِلَيْهِ بفضل دُعابةٍ كانت فيه مَعَ غلبة السلامة عَلَيْهِ في
إعْلانه وإسراره [1] وكثرة التّلاوة. أقرأ القرآن، وأسمعَ الحديثَ،
ودرَّس الفقه، وعلَّمَ العربيةَ، ورحل النّاسُ إِلَيْهِ، وسَمِعَ
منه جِلَّة، وطال عمره حتّى أخذ عَنْهُ الآباءُ والأبناءُ. وتلوت
عَلَيْهِ بالسَّبْع. وهو أغزر مَن لقيتُ علما، وأبعدُهم صيتا.
تُوُفّي في سادس شَوَّال، ورُثي بمراثٍ كثيرة.
قلتُ: وقد أطنب الأبار في وصفه بأضعاف ما هنا. وممّن قرأ عَلَيْهِ
القراءات عَلَم الدّين القَاسِم شيخ شيوخنا، وأَبُو جَعْفَر
أَحْمَد بْن عليّ ابن الفَحَّام المالقيّ.
412- مُحَمَّد بْن عَبْد الله بْن طاهر [2] .
القاضي أَبُو عَبْد الله الفاسي.
أخذ عَنْ أَبِي إِسْحَاق بْن قُرْقول، وغيره.
وكان محدّثا حافظا إماما، ولي قضاء مَرّاكُش. وكان موته بإشبيليّة
أرَّخه الأبّار.
413- مُحَمَّد بْن عُثْمَان [3] بْن سعيد.
أَبُو عَبْد الله الفاسيّ، الفقيه المعروف بابن تقميش [4] .
حمل «مختصر الأحكام» لعبد الحقّ عَنِ المصنّف، وحَدَّثَ بِهِ. وكان
مُفتيًا، إماما، أصوليّا.
__________
[1] في التكملة: «أسواره» وهو تصحيف.
[2] انظر عن (محمد بن عبد الله بن طاهر) في: تكملة الصلة لابن
الأبار 2/ 683.
[3] انظر عن (محمد بن عثمان) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 683.
[4] في التكملة: «بتيميس» .
(43/306)
414- مُحَمَّد بْن عُثْمَان بْن مُحَمَّد
[1] بْن يَحْيَى بن مسلم.
أبو عبد الله ابن الزَّبِيدِيّ، الصّوفيّ، البغداديّ.
ابن عمّ سراج الدّين الحُسَيْن.
تُوُفّي في شعبان بجزيرة كيش، وهي جزيرة قيس.
وكان يروي عَنْ أَبِي الفتح ابن البطّي، وشُهْدَة. وصحِب
الصّوفيَّة.
415- مُحَمَّد بْن عليّ بن نصر الكرمانيّ.
ولد سنة ثلاث وعشرين.
وروى حضورا عَنْ: الحُسَيْن بْن عَبْد المَلِك الخلّال، وجعفر بْن
مُحَمَّد بْن رَوْح.
روى عنه: الضياء، وغيره، وبالإجازة الشيخ شمس الدّين.
تُوُفّي بأصبهان.
416- مُحَمَّد بْن عليّ [2] بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ حسنون.
المعمّر، المقرئ أَبُو بَكْر البيّاسيّ.
شيخ القرّاء ببيّاسة، وقاضيها، وخطيبها، ومفتيها، وأديبها. عُمِّرَ
حتّى ألحق الأحفادَ بالأجدادِ، وسوَّى بين الأوائل والأواخر مَعَ
الثّقة والعلم.
أخذ عَنْ أَبِيهِ القراءات. وسمع من القاضي شريح، وتلا عليه
بالسّبع وأجازه. وسمع من: الحافظ أبي بكر ابن العجوز، ومن أَبِي
القَاسِم أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن ورد، ويوسف بْن أَبِي عَبْد
المَلِك السّاحليّ وتفرَّد عَنْهُ، ومن يوسف بْن بحر القُضاعيّ.
وأجاز لَهُ يَحْيَى بْن خَلَف القَيسيّ، وجماعة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عثمان بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (شهيد
علي 1870) ورقة 76، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 230 رقم 1206، وذيل
تاريخ مدينة السلام بغداد لابن الدبيثي 2/ 106 رقم 320، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 87.
[2] تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 604 هـ. برقم (209) ولكن المؤلّف-
رحمه الله- عاد فكتب هذه الترجمة بحاشية نسخته بخط غليظ، وكأنه
استدرك تاريخ وفاته.
وقد ذكرت هناك مصادر الترجمة والتعليق عليها.
(43/307)
ترجمه ابن مَسْدي، وقال: كتب إليَّ مِن
بيّاسة في سنة خمس وستّمائة.
أكثر النّاسُ عنه ورحلوا إليه. توفّي سنة ثمان وستمائة.
أَنْبَأَنَا، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُرَيح سنة أربعٍ وثلاثين، فذكر
حديثا من البخاريّ. وأنبأنا، قَالَ: أَخْبَرَنَا القاضي أبو بكر
ابن العربيّ سنة 534 [1] ، أَخْبَرَنَا ابنُ الطُّيوريّ، من
التِّرْمِذيّ.
قلت: مَرَّ سنة أربعٍ كما أرّخه الأبّار [2] .
417- مُحَمَّد بْن عيسى [3] بْن أَحْمَد بْن عليّ.
أَبُو عيسى القُرشيّ، العبْدريّ، المَرُّذيّ، البَنْجَدِيهيّ.
حَدَّثَ ببغداد عَنْ جدّه أَحْمَد بْن عليّ، وإسماعيل بن محمد
الفاشانيّ [4] . وحدّث بالحرمين، وأخذ عنه الزّكيّ عَبْد العظيم.
وتُوُفّي شهيدا في رمضان عَنْ إحدى وأربعين سنة [5] .
418- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد ابن النّاعم [6] .
كمال الدّين، أَبُو جَعْفَر البغداديّ.
أَحد حجّاب الخلافة.
روى عن أبي محمد ابن المادح.
ضُرِبَ في ذي الحِجَّة حتّى مات تحت الضَّرب، ورُمي في دجلة. وكان
ظالما، ولي ولاية، وعَسَفَ وصادر جماعة، وقتلهم تحتَ الضّرب،
فعاقبه الله، وظهرت لَهُ أموالٌ عظيمة.
__________
[1] هكذا قيدها المؤلف- رحمه الله- بالرقم.
[2] وهناك قال المؤلف إن ابن مسدي غلط حينما ذكر وفاته سنة 608
(رقم 209) .
[3] انظر عن (محمد بن عيسى) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي 2/ 157 رقم 395، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 230، 231 رقم
1208.
[4] انظر: توضيح المشتبه 7/ 23.
[5] مولده سنة 567 هـ.
[6] انظر عن (محمد بن محمد بن الناعم) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/
558، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 236 رقم 1220.
(43/308)
419- مُحَمَّد بْن أَبِي تمّام [1]
مُحَمَّد بْن عليّ بْن المبارك.
الشريف أَبُو الرضا الهاشميّ، الحريميّ، المعروف بابن لزُّوا- وهو
لَقَبُ جدّه عليّ.
وهو مِن ذُريَّة المأمون.
سَمِعَ من: أَبِي القاسم إسماعيل ابن السَّمَرْقَنْديّ، ومن أَبِي
الوقت.
وكان يُمْكِنُه السَّمَاعُ من ابن الحُصيْن، فإنه وُلِدَ سنة تسع
عشرة وخمسمائة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ، وغيره، وابن
النّجّار، وقال: مات في شعبان.
420- مُحَمَّد بْن يوسف [2] بْن مُحَمَّد.
أَبُو عَبْد الله النَّيْسَابُورِيُّ، ثُمَّ البغداديّ، الكاتب،
المعروف بابن المنتجب.
قرأ الأدبَ عَلَى الحَسَن بْن عليّ بْن عُبيدة الكرْخيّ.
وكان أَبُوهُ صوفيّا فَقِيهَ مكتب، فنشأ لَهُ سعدُ الدّين أَبُو
عَبْد الله هذا، ويرع في الخطّ حتّى كَانَ جماعةٌ من الفضلاء
يفضِّلون خطّه في النَّسْخ عَلَى ابن البوّاب.
قَالَ ابنُ النّجّار: كَانَ أديبا فاضلا، لَهُ معرفة بالنّحْو،
وكان ضنينا بخطّه جدّا، وكتب الخطَّ المنسوبَ، وكتب النّاسُ
عَلَيْهِ. وتُوُفّي في ذي الحجّة شابّا.
__________
[1] انظر عن (محمد بن أبي تمام) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5921) ورقة 130، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 229 رقم 1204.
[2] انظر عن (محمد بن يوسف) في: الكامل في التاريخ 12/ 298، 299،
وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 174، والمختصر المحتاج إليه
1/ 159، 160، والوافي بالوفيات 5/ 252 رقم 2330 والمحمدون للصفدي،
ورقة 139، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 18.
(43/309)
421- مُحَمَّد بْن يُونُس [1] بْن مُحَمَّد
بْن مَنَعة [2] بْن مالك.
العلّامة عماد الدّين أَبُو حامد بْن يونس الإِربلّيّ الأصل،
المَوْصليّ، الفقيه، الشّافعيّ.
ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.
وتفقَّه بالمَوْصِلِ عَلَى والده، ثُمَّ سار إِلى بغداد، وتفقّه
بها بالنّظاميَّة عَلَى السّديد مُحَمَّد السَّلماسيّ، وأبي
المحاسن يوسف بْن بُندار الدّمشقيّ، وسَمِعَ الحديثَ من أَبِي حامد
مُحَمَّد بْن أَبِي الربيع الغَرناطيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن
مُحَمَّد الكُشْمِيهَنيّ. وعاد إِلى المَوْصِل، ودرَّس بها في
عدَّة مدارس، وعلا صِيتُه، وشاع ذِكرُه، وقصده الفقهاءُ مِن
البلاد، وتخرَّج بِهِ خلْق.
قَالَ القاضي شمس الدّين ابن خَلِّكان [3] : كَانَ إمامَ وقته في
المذهب والأُصول والخلاف، وكان لَهُ صِيتٌ عظيم في زمانه، صنّف
«المحيط» وجمع فيه بين «المهذّب» و «الوسيط» ، وشرح «الوجيز» ،
وصنّف جدلا، وعقيدة،
__________
[1] انظر عن (محمد بن يونس) في: الكامل في التاريخ 12/ 298، وتاريخ
ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 176، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 558،
559، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 226، 227 رقم 1198، وذيل الروضتين
80، ووفيات الأعيان 4/ 253- 255، وتلخيص مجمع الآداب 4/ ق 2/ 856
رقم 1263، وتاريخ إربل 1/ 51، 117، 119- 121، 169، والمختصر في
أخبار البشر 3/ 178، وذيل مرآة الزمان 3/ 14، والعبر 5/ 28، 29،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 162، وسير أعلام النبلاء 21/ 498، رقم
258، وتاريخ ابن الوردي 2/ 131، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 569،
570، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 45 (8/ 109- 113) ، ومرآة
الجنان 4/ 16، والبداية والنهاية 13/ 62، وطبقات الشافعية لابن
كثير، ورقة 155 ب، 156 أ، والوافي بالوفيات 5/ 292 رقم 2350،
والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 75، 76، وطبقات الشافعية لابن
قاضي شهبة 2/ 398، 399 رقم 367، والعسجد المسبوك 2/ 338، 339، وعقد
الجمان 17/ ورقة 335، والفلاكة والمفلوكين 84، والنجوم الزاهرة 6/
342، ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 68، وشذرات الذهب 5/
34، وإيضاح المكنون 1/ 75، وهدية العارفين 2/ 479، وديوان الإسلام
4/ 412 رقم 2231، والأعلام 7/ 332، ومعجم المؤلفين 13/ 51.
[2] تصحفت في الكامل 12/ 298 إلى: «ميعة» .
[3] وفيات 4/ 253، 254.
(43/310)
وغير ذَلِكَ وتوجّه رسولا إِلى الخليفة غير
مرَّة، وولي قضاءَ المَوْصِلِ خمسة أشهر ثُمَّ عُزل، وذلك في صفر
سنة ثلاثٍ وتسعين. فولي بعده ضياء الدّين القاسمُ بْن يَحْيَى
الشّهرزوريّ. وكان شديدَ الورع والتَّقَشُّف، فيه وسوسةٌ لا يمسُّ
القلمَ لِلكتابة إلّا ويغسِلُ يده. وكان لطيفَ الخلوة، دمثَ
الأخلاق، كثير المباطنة لنور الدّين صاحبِ المَوْصِلِ يرجع
إِلَيْهِ، ويُشاوره، فلم يزل معه حتّى نقله مِن مذهب أَبِي حنيفة
إِلى مذهب الشافعيّ، فلمّا تُوُفّي توجّه الشيخُ عمادُ الدّين،
وذلك في سنة سبع الماضية، إلى بغداد وأخذ السّلطنة للملك القاهر
مسعود ابن نور الدّين، وأتى بالتقليد والخلعة.
قَالَ [1] : وكان مكمَّل الأدوات، غير أَنَّهُ لم يُرزق سعادة في
تصانيفه، فإنّها ليست عَلَى قدر فضائله. تُوُفّي في سَلْخ جُمادي
الآخرة بالمَوْصِلِ.
وقال مظفّر الدّين صاحب إربل: رأيتُه في النّوم، فقلت لَهُ: ما
مُتَّ؟
قَالَ: بَلَى ولكنّي مُحْترم [2] .
وحفيده مُصَنِّف «التّعجيز» هُوَ تاج الدّين عَبْد الرحيم بْن
مُحَمَّد، يأتي سنة سبعين.
242- مسعود بْن بركة [3] بْن إسْمَاعيل.
أَبُو الفتحِ البغداديّ، الحلاويّ، البَيِّع، المعروف بابن
الْجُرَذ [4] .
وُلِدَ سنة ستٍّ وعشرين وخمسمائة.
وسَمِعَ من: قاضي المارستان أَبِي بَكْر، وغيره.
__________
[1] يعني ابن خلكان.
[2] أورد له ابن المستوفي فتوى سؤال عن النقط والشكل والأعشار، فمن
يعتقد ذلك في القرآن كافر أم لا؟ (تاريخ إربل 1/ 119- 121) .
[3] انظر عن (مسعود بن بركة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 232 رقم
1221، وقد تصحفت في المطبوع من (تاريخ الإسلام) (الطبقة الحادية
والستون) ص 282 إلى «بكرة» .
[4] قيده المنذري، فقال: والجرذ بضم الجيم وفتح الراء المهملة
وبعدها ذال معجمة (التكملة: 2/ 232) .
(43/311)
روى عَنْهُ: الدُّبَيْثِيّ، وغيرُ واحد،
وابنُ النّجّار، وقال: كَانَ إنسانا صالحا، حسنَ الأخلاق. تُوُفّي
في رمضان.
423- منصور بْن أَبِي المعالي [1] عَبْد المنعم بْن أَبِي البركات
عَبْد اللَّه ابن فقيه الحَرَم أَبِي عَبْد الله مُحَمَّد بْن
الفضل.
المُسْنَد الأصيل أَبُو الفتح، وأَبُو القَاسِم الفرَاويّ،
الصّاعديّ، النَّيْسَابُورِيُّ، المُعَدَّل.
وُلِدَ في رمضان سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
سَمِعَ مِن: جدّ أَبِيهِ، وجدِّه، وأبيه، ومِن: عبد الجبار بن محمد
الخواري، ومحمد بن إسْمَاعيل الفارسيّ، ووجيه بْن طاهر الشّحّاميّ،
وغيرهم. وكان مكثِرًا عَنْ جدّ أَبِيهِ.
قَالَ ابن نُقْطَة [2] : كَانَ مكثرا، ثقة، صدوقا. سَمِعْتُ منه
«صحيح» البخاريّ، بسماعه من وجيه الشّحّاميّ، وأبي الفُتُوح عَبْد
الوهّاب بْن شاه، عَنِ الحفصيّ، ومن أَبِي المعالي الفارسيّ، عَنِ
العَيّار. وسمعت منه «صحيح» مسلم، وكان يَقُولُ لنا: سمعتُه
مِرارًا، وكان لنا عدَّةُ نُسَخ نُهِبَتْ في وقعة الغُزِّ. ورأيتُ
سماعَه بالمجلّد الأول والثّاني والثّالث من «صحيح» مسلم في سنة
ثمانٍ وعشرين، وهو ابنُ أربع سنين وخمسة أشهر، نقل السّماعَ عَلَى
المجلّدات الثّلاث أحمدُ بنُ مُحَمَّد بْن خَوْلة الغَرناطيّ وقال:
ولعلّ المجلّد
__________
[1] انظر عن (منصور بن أبي المعالي) في: معجم البلدان 4/ 245
(فراوة) ، والتقييد لابن نقطة 454- 456 رقم 607، وذيل تاريخ بغداد
لابن الدبيثي 15/ 353، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 228 رقم 1202،
وذيل الروضتين 80، وتاريخ إربل 1/ 296، والمستفاد من ذيل تاريخ
بغداد 233 رقم 178، وله ذكر في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 758، والمعين
في طبقات المحدّثين 187 رقم 1991، والإشارة إلى وفيات الأعيان 318،
والعبر 5/ 29، والمختصر المحتاج إليه 3/ 191 رقم 1203، ودول
الإسلام 2/ 114، وسير أعلام النبلاء 21/ 494- 496 رقم 255،
والبداية والنهاية 13/ 63، وعقد الجمان 17/ ورقة 335، والنجوم
الزاهرة 6/ 204، وشذرات الذهب 5/ 34.
[2] في التقييد 454، 455.
(43/312)
الرابع أيضا مسموعٌ لَهُ، ولم أَقِفْ
عَلَيْهِ، لأنّه ضاع. وخبر الأصل بمجلّد غيره.
قَالَ ابن نقطة [1] : ورأيتُ بخطّ المطهَّر بْن سديد الخُوارزميّ،
وكان طالبا ثقة، يقولُ: منصورُ بن عَبْد المنعم سَمِعَ «صحيح» مسلم
من جدّه أَبِي عَبْد الله الفرَاويّ. وحدّثني رفيقنا أَبُو محمد
ابن هلالة لمّا رجع مِن خُراسان، قَالَ: كَانَ شيخنا منصور يروي
«غريبَ الحديث» عَنْ جدّه بفوات، فقرأناه عَلَيْهِ، فلمّا دخلتُ
إِلى سَمَرقند- أو قَالَ بخارى- وجدت بعضَ نسخةٍ عند فقيه «بغريبِ»
الخطّابيّ وفيها القدرُ الّذي يفوت منصور، وفيه سماعهُ بغير تِلْكَ
القراءة وغير التّاريخ، فكمل لَهُ سماعُ جميعه، وهذا ممّا يدلّ
عَلَى صدقه وأنّه كَانَ يسمع الشّيء من جدّه غير مَرَّةٍ. وسَمِعَ
جميع «تفسير» الثّعلبيّ من عبّاسة العصاريّ. وقال لي ابنُ هلالة:
رأيتُ أصل البيهقيّ «بالسُّنَن الكبير» وقد ذهبت منه أجزاء
متفرّقة، فجميع ما وَجَد من الأصل كان فيه سماع منصور ابن
الفُراويّ من أَبِي المعالي الفارسيّ، فقرأتُ عَلَيْهِ جميعَ
الكتاب بسماعه الموجود والباقي إجازة إنْ لم يكن سماعا. ومولده في
رمضان سنة ثلاثٍ وعشرين.
قلت: قَدِمَ بغداد حاجّا مَعَ أَبِيهِ فحدَّث بها، وروى عَنْهُ:
ابن نُقْطَة، والحافظ أَبُو عَبْد الله البِرْزاليّ، والإِمام
أَبُو عمرو ابن الصّلاح، وأَبُو عَبْد الله المُرسيّ، وأَبُو
مُحَمَّد عَبْد العزيز بْن هِلالة، وأَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهيم بْن
مُضَر الواسطيّ، وآخرون. وأجاز لأبي الغنائم بْن علّان، وللفخر
عليّ، وللزّكيّ عَبْد العظيم، وللجمال يَحْيَى بْن الصّيرفيّ،
وآخرين سواهم.
وتُوُفّي في ليلة ثامن شعبان. وقرأت بخطّ الضّياء- رحمه الله-
قَالَ:
ليلة دخلت إِلى نيسابور توفّي منصور الفراويّ [2] .
__________
[1] في التقييد 455.
[2] قال المنذري: والفراوي بفتح الفاء وقيل بضمّها، والأول أكثر،
نسبة إلى فراوة، بليدة مما يلي خوارزم.
(43/313)
[حرف الهاء]
424- هارون بْن الحُسَيْن [1] بْن كُرج بْن هارون.
الأمير أَبُو الرأي.
قَالَ المنذريّ: كَانَ يسمّى شيخَ الجماعة لِما عنده مِن العقل
والحزم.
وله شِعر يسير [2] .
وسَمِعَ من: المبارك بْن طاهر الخُزاعيّ، ونصر الله بْن سلامة
الهيتيّ، وغيرهما.
425- هبة الله بن جعفر ابن سناء المُلك [3] أَبِي عَبْد الله
مُحَمَّد بْن هبة الله.
القاضي السّعيد سناء المُلك، أَبُو القَاسِم المصريّ، الأديب،
الشاعر المشهور.
قرأ القرآن عَلَى الشّريف أَبِي الفُتوح الخطيب. وقرأ النّحْو
عَلَى العلّامة ابن بَرِّي. وسَمِعَ بالإِسكندرية من أَبِي طاهر
بْن سِلَفَة.
وله مصنّفات مشهورة في الأدب و «ديوان» مشهور. وشعره في الذّروة
العليا. كتب في ديوان الإنشاء مدّة.
__________
[1] انظر عن (هارون بن الحسين) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 232
رقم 1212.
[2] وزاد المنذري: حدّث بشيء منه.
[3] انظر عن (هبة الله بن جعفر ابن سناء الملك) في: خريدة القصر
(قسم شعراء مصر) 1/ 64 وما بعدها، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 231
رقم 1209، ومعجم الأدباء ج 1/ 265، والمرقصات 60، ومفرّج الكروب 2/
137، 145، 160، 234 و 3/ 49، 77، ووفيات الأعيان 6/ 61، والمغرب في
حلى المغرب 273- 289، والمختصر في أخبار البشر 3/ 114، والإشارة
إلى وفيات الأعيان 318، والعبر 5/ 29، 30، وسير أعلام النبلاء 21/
480، 481 رقم 245، وتاريخ ابن الوردي 2/ 131، ومرآة الجنان 4/ 17،
18، وعقد الجمان 17/ ورقة 335، 336، والنجوم الزاهرة 6/ 204، وكشف
الظنون 696، وحسن المحاضرة 1/ 565، ومسالك الأبصار 12/ ورقة 61،
وشذرات الذهب 5/ 35، 36، وبدائع الزهور ج 1 ق 1/ 257، وهدية
العارفين 2/ 506، وديوان الإسلام 3/ 129 رقم 1219، والأعلام 8/ 71،
ومعجم المؤلفين 13/ 135.
(43/314)
قَالَ الشّهابُ القُوصيّ- وهو ممّن روى
عَنْهُ-: كان مبتكرا للمعاني بثاقب فِكره، آخذا لمجامع القلوب
بحلاوة شِعره.
وذكره ابن خلّكان [1] ، فقال: هبة الله ابن القاضي الرشيد أبي
الفضل جعفر ابن المعتمد سَناء المُلك مُحَمَّد بْن هبة الله بْن
مُحَمَّد السَّعديّ. كَانَ أحدَ الرؤساء النُّبلاء، وكان كثير
التّخصّص والتّنعّم، وافر السّعادة، محفوظا من الدّنيا، لَهُ
رسائلُ دائرة بينَه وبينَ القاضي الفاضل، وهو القائل في الفاضل:
ولو أبْصرَ النَّظَّامُ جَوْهرَ ثَغْرِهَا ... لَمَا شَكَّ فِيهِ
أَنَّهُ الْجَوْهَرُ الفَرْدُ
ومَنْ قَالَ إنَّ الخَيْزُرَانَةَ قَدُّها ... فَقُولُوا لَهُ:
إيَّاكَ أَنْ يَسْمَعَ القَدُّ [2]
وله:
يا عَاطِلَ الْجِيدِ إلَّا مِنْ مَحَاسِنِه ... عَطَّلْتُ فِيكَ
الحَشَا إلا مِنَ الحَزَنِ
في سِلْكِ جَفْنِيَ دُرُّ الدَّمْعِ مُنْتَظِمٌ ... فَهَلْ
لِجيدِكَ في عِقْدٍ بِلا ثَمَنِ
لا تَخْشَ مِنِّي فإنّي كالنّسيم ضَنى ... ومَا النَّسِيمُ
بمخْشِيٍّ عَلَى الغُصُنِ [3]
وله:
ولم يودعوه السّجن إلّا مخالفة ... من العين أن تسطو عَلَى ذَلِكَ
الحُسْنِ
وقَالُوا كَمْ [4] شَارَكْتَ في الحُسْنِ يُوسُفًا ... فَشَارِكْه
أيضا في الدُّخُولِ إِلى السّجن [5]
وله:
ومليّة بالحسن يخسر وجهها ... بالبدر يهزأ ريقها بالقرقف
__________
[1] في وفيات الأعيان 6/ 61، 62.
[2] البيتان في ديوان ابن سناء الملك 225، 226 ووفيات الأعيان 6/
62.
[3] الأبيات في: ديوانه 855، ووفيات الأعيان 6/ 64، والمغرب في حلى
المغرب 289.
[4] في الوفيات: وقالوا له..
[5] الأبيات في: ديوانه 783، ووفيات الأعيان 6/ 63، والمغرب 283.
(43/315)
لا أَرْتَضِي بالشَّمْسِ تَشْبِيهًا بِهَا
[1] ... والبَدْرِ بَلْ لا أَكْتَفِي بالمُكْتَفِي
تَتْلُو مَلَاحَتَها مَحَاسِنُ وَجْهِهَا ... فتريك معجز آية في
الزُّخْرُفِ
فَبَحُسْنِ عَطْفِكَ يا مَلِيحَةُ أَحْسِني ... وَبِعَطْفِ
حُسْنِكِ يَا نَحِيلَةُ فَاعْطِفي [2]
وتَقُولُ [3] :
مَنْ هذَا وقَدْ سَفَكَتْ دَمِي ظُلمًا ... وَتَسْأَلُ عَنْ
فُؤَادِي وَهِي في
لا شَيءَ أَحْسَنُ [4] مِنْ تَلَهُّبِ خَدِّهَا ... بالمَاءِ إلَّا
حُسْنُها وتَعَفُّفِي
ماذَا لَقِيتُ مِنَ الصَّدُودِ لأننيِ ... ألْقَى خُشُونَته
بِقَلْبٍ مُتْرَفِ
والقَلْبُ يَحْلِفُ أنْ سَيَسْلُو ثُمَّ لَا ... يسلو ويَحْلِفُ
أَنَّهُ لَمْ يَحْلِفِ [5]
ووصف نقص النّيل، فَقَالَ: «وأمْرٌ ما أمْرُ [6] الماء، فإنَّه
نضبت مشارِعُه، وتقطّعت أصابعُه، وتيمّم العودُ لِصلاة الاستسقاء،
وهَمّ المقياسُ مِن الضّعف بالاستلقاء» .
تُوُفّي في أوائل رمضان.
قَالَ الحافظ عَبْد العظيم [7] ، سَمِعْتُ شيئا من شعره من أصحابه.
وكان مولده سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
[حرف الْيَاءِ]
426- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ [8] بْنِ عبد المنعم.
__________
[1] في الديوان: لها.
[2] في الديوان:
فبحق حسنك يا مليحة أحسني ... وبعطف قدّك يا نحيلة أعطفي
[3] في الديوان: فتقول.
[4] في الديوان: «أعجب» .
[5] الأبيات من قصيدة طويلة في مدح السلطان صلاح الدين وتهنئته
بالمعافاة من المرض.
والديوان بتحقيق الدكتور حسين نصار، ومحمد إبراهيم.
[6] في وفيات ابن خلكان 6/ 64: «وما أمر النيل» .
[7] في التكملة 231.
[8] انظر عن (يحيى بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبار 3/
ورقة 136، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 400.
(43/316)
أَبُو زكريّا الصِّقلِّيّ الأصل، الفاسي،
الدّمشقيّ، الشافعيّ، القَيسيّ، المعروف بالأصبهانيّ، لدخوله
أصبهان.
وُلِد بدمشق. ودخل أصبهان فبقي بها خمس سنين، فقرأ الخلافيّات
والنّظر، وغير ذَلِكَ. وسَمِعَ أبا بَكْر بْن ماشاذة، وأبا رشيد
بْن خالد البيِّع، وعبد الله بْن عُمَر بْن عَبْد الله العَدْل.
وسَمِعَ بالثّغر من أَبِي طاهر السِّلَفِيّ.
وأخذ ببِجاية عَنِ الحافظ عَبْد الحقّ الإِشبيليّ، وتجوَّل في بلاد
الأندلس، واستوطَن غَرناطة.
قَالَ الأبّار [1] : كَانَ فقيها شافعيّا، عارفا بالأصول
والتَّصّوف، زاهدا ورِعًا، كثير الصّدقة، واعظا مُذَكِّرًا. أسمع
الحديث، ولم يكن بالضّابط. وله كتابُ «الروضة الأنيقة» من تأليفه.
حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو جَعْفَر بن عميرة الضّبّيّ، وأبو محمد، وأبو
سليمان ابنا حوط الله، وأبو القاسم الملاحيّ، وأبو الربيع ابن
سالم، وغيرهم. وسمع منه أبو جعفر ابن الدَّلّال كتاب «مَعَالم
السُّنَن» للخطّابيّ، قرأه جميعَه عَلَيْهِ.
وقال ابن مُسْدي: قُحِطْنَا بغَرناطة، فنزل أميرُها إِلى شيخنا
أَبِي زكريا فَقَالَ: تُذكّرُ النّاس، فلعلّ الله أن يفرّج عَنِ
المسلمين، فوعَظَ، فوَرَدَ عليه وارد سقط، وحُمِلَ، فمات بعدَ
ساعة، فلمّا كُفِّنَ، وأُدخل حفرته، انفتحت أبوابُ السّماء، وسالت
الأودية أياما.
تُوُفّي في سادس شوّال، يومَ وفاة ابنِ نوح الغافقيّ، وله ستّون
سنة.
وروى عَنْهُ أَبُو بَكْر ابن مُسْدي، فَقَالَ: أَخْبَرَنَا
الإِمامُ مجد الدّين أَبُو زكريّا القَيْسيّ الواعظ، نزيل غَرناطة
سنةَ خمس وستّمائة، أَنْبَأَنَا أَبُو رشيد عَبْد الله بْن عُمَر،
أَخْبَرَنَا القاسمُ بْن الفضل الثّقفيّ. فذكر حديثا.
وقال في «معجمه» : أَخْبَرَنَا أَبُو زكريّا، أخبرنا مسعود
الثّقفيّ سنة ستّين
__________
[1] في تكملة الصلة 3/ ورقة 136.
(43/317)
بأصبهان، فذكر من «جزء لُوَيْن» . وقال في
وصفه: شيخٌ محمود النّقيبة مباركُ الشيبة، آثارهُ مشكورة، وكراماته
مسطورةٌ. دخل أصبهان قبل الستّين وخمسمائة، وسَمِعَ من مسعود، ومن
فورجة، وإسماعيل بْن غانم البَيِّع، وعدَّة. وسَمِعَ سنة اثنتين
وسبعين من السِّلَفِيّ. ثُمَّ غَرَّبَ فسمع من عَبْد الحقِّ
ببِجاية. ثُمَّ دخل الأندلس فأكثروا عَنه عَلَى رأس الثّمانين.
قَالَ لنا: جُلتُ عشرين سنة، دخلت أصبهان، وأذربيجان، والروم،
والإسكندرية، وبِجاية، وفاس، وشرق الأندلس، وثِنتان بدمشق،
وقَرَرْتُ بأصبهان. ولمّا نزل بغَرناطة ترك الوعظ ولزِم بيته. وله
تعليقة في الخلاف بين الشافعيّ وأبي حنيفة، غيرَ أنّ أهل الأندلس
أنكروا عَلَيْهِ روايته عَنْ مسعود الثقفيّ، قَالُوا: هذا يروي
عَنِ الخطيب. واستبعدوا هذا، فلم يسمعوا منه شيئا عَنْ مسعود. وكان
أَبُو الربيع بْن سالم قد كتب إِلى أَبِي الحَسَن بْن المفضّل قبل
السُتِّمائة أنْ يأخذ لَهُ إجازةَ مَنْ يَرْوِي عَنِ الخطيب،
فأجابه: لَيْسَ ببلادنا مَن يروي ذَلِكَ، وفي هذا القول من أَبِي
الحَسَن ما فيه.
قلتُ: الظّاهر أَنَّهُ عَنَى بقوله «بلادنا» الثّغر ومصر، وإلّا،
فكان في الشّام، والعراق ذَلِكَ موجودا، وأحسب أنّ ابن المقدسيّ لم
يَفْطِنْ إِلى ذا، فإنّه ما رَحَلَ، ولا رأى الطّلبةَ، أو كَانَ
ذَلِكَ وقد فَتَرَ عَنِ الطّلب، واشتغل بالفروع.
ثُمَّ قَالَ ابن مُسْدي: فلمّا وصل كتابةَ إِلى ابن سالم، أطبق
عَلَى مسعود الثقفيّ، وأنكر أن تكون لَهُ إجازةُ الخطيب. فأخرجتُ
لَهُ خطَّ الكِنْديّ، بسماعه من القزّاز، عَنِ الخطيب، فقال: هذا
أوهى من الأول، كيفَ يكتبُ أَبُو الحَسَن بانقراض هذا الإِسناد،
ونقبل ما يأتي بعد السّتّمائة؟
قلت: ابنُ سالم حافظ، وقد خَفِيَ عَنْهُ هذا، واعتمد بظاهرِ ما
عندهم من النزول، بل كان بعد الستمائة وُجِدَ ما هُوَ أعلى من
روايات الخطيب، كَانَ بأصبهان مَن يروي عَنْ رَجُل، عَنِ الحافظ
أَبِي نُعَيْم الّذي هُوَ من شيوخ الخطيب، وكان بالعراق مَن يروي
عَنْ رجلٍ، عن ابن غيلان، وبخراسان من يَروي عَنْ رجلٍ، عَنْ عَبْد
الغافر.
(43/318)
قَالَ ابن مُسْدي: كنتُ كثير التَّوَلُّج
عَلَى شيخنا أَبِي زكريّا لِجواره، فَقَالَ: يا بُنيّ، عندي جزء
يُسمّى «عروس الأجزاء» سمعتُه بأصبهان، فَقَرَأه عليَّ، وقال لي:
أنت تكونُ لك رحلة وجولان. فهذا من كراماته.
427- يونس بْن يَحْيَى [1] بْن أَبِي البركات بْن أحمد.
أبو الحسن، وأبو مُحَمَّد الهاشميّ، الأزَجيّ، القَصّار، المجاور
بمكَّة.
وُلِد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وسمع من: أَبِي الفضل الأُرْمَوِيّ، وابن ناصر، وابن الطّلّاية،
وأبي الكرَم الشّهرزوريّ، وأبي الوقت، وسعيد بْن البنّاء، وجماعة
كثيرة.
وسافر إِلى الشّام، ومصر، وجاور مدَّةً. وحَدَّثَ بأماكن، روى عنه:
ابن خليل، والزّكيّ، البرزاليّ، والزّكيّ المنذريّ، والضّياء
المقدسيّ، ويعقوب بن أبي بكر الطّبريّ، والتّاج عليّ ابن
القسطلانيّ.
وروى «صحيح» البخاريّ بمكَّة، وتُوُفّي بها في صفر، وقيل: في
شعبان.
وقال ابن مُسْدي: في ثامن صفر. وقال: كَانَ ذا عناية بالرواية [2]
.
وفيها وُلِد هَؤُلَاءِ
القاضي شمسُ الدّين ابن خلّكان.
والنّجم عبد المنعم ابن النّجيب عبد اللّطيف ابن الصّيقل.
__________
[1] انظر عن (يونس بن يحيى) في: التقييد لابن نقطة 490 رقم 668،
وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 397، والتكملة لوفيات النقلة 2/
228، 229 رقم 1203، والعبر 5/ 305، والمختصر المحتاج إليه 3/ 254
رقم 1375، وسير أعلام النبلاء 22/ 12، 13 رقم 6، وذيل التقييد
للفاسي 2/ 335 رقم 1746، وإتحاف الورى لابن فهد 3/ ورقة 63، وشذرات
الذهب 5/ 36
[2] وقال ابن نقطة: شيخ ثقة، صحيح السماع، لم أسمع منه شيئا.
(التقييد 490) .
(43/319)
والشّرف عبد الله ابن شيخ الشيوخ تاج
الدّين ابن حمّويه.
والعماد أحمد ابن الشيخ العماد إبراهيم بن عبد الواحد.
والكاتب نجم الدّين محمد بن عثمان ابن السَّابِق.
والشرف مُحَمَّد بْن عَبْد الحَكَم بْن حسن بْن عقيل بْن شريف بْن
رفاعة.
والبرهان إبراهيم بن محمد ابن النَّشْو.
والنَّجْم نعمة بْن مُحَمَّد بْن نعمة المقدسيّ.
والبدرُ مروان بْن عَبْد الله بْن فيرو الفارقيّ، بها.
(43/320)
سنة تسع وستّمائة
[حرف الألف]
428- أَحْمَد بنُ سلطان [1] بْن أَحْمَد الظَّفَريّ.
من محلَّة الظَّفَريَّة.
سمع ابنَ البَطِّيّ، وعبد الواحد بْن الحُسَيْن البارزيّ.
وحَدَّثَ.
وتُوُفّي في جُمادي الآخرة.
429- أَحْمَدُ بْن عَبْد السّلام [2] الجراويّ، الشّاعر.
نزيل مَرّاكُش.
شاعر مُحْسِنٌ لَهُ «ديوان» ، وله «حماسة» أجاد فيها.
روى عَنْهُ: سهلُ بْنُ مالك، ومحمد بْن عَبْد الجبّار.
وتُوُفّي بإشبيليّة عَنْ سنٍّ عالية.
وقيل: تُوُفّي قبل الستمائة كما مَرَّ.
430- أحمدُ بْن عليّ بْن يَحْيَى [3] بْن عَون الله.
أَبُو جَعْفَر الأنصاريّ، الأندلسيّ الدّانيّ، المعروف بالحصّار،
نزيل بلنسية.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن سلطان) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 252 رقم
1247.
[2] انظر عن (أحمد بن عبد السلام) في: تكملة الصلة لابن الأبار
128، والوافي بالوفيات 7/ 61 رقم 2996.
[3] انظر عن (أحمد بن علي بن يحيى) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/
100، 101، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 1 ق 1/ 342- 344
رقم 431، وتذكرة الحفاظ 4/ 1390، ومعرفة القراء الكبار 2/ 593، 594
رقم 551، والإشارة إلى وفيات الأعيان 318، والإعلام بوفيات الأعلام
250، والعبر 5/ 30، وميزان الاعتدال 1/ 122، وسير أعلام النبلاء
22/ 16، 17 رقم 9، وغاية النهاية 1/ 90 رقم 404، ونهاية الغاية،
ورقة 21، وشذرات الذهب 5/ 36.
(43/321)
قرأ القرآن عَلَى أَبِي إِسْحَاق
إِبْرَاهيم بْن حسين بْن محارب صاحب أَبِي عَبْد الله محمد ابن
غلام الفَرَس. وقرأ القراءاتِ ببَلَنْسية عَلَى أَبِي الحسن ابن
هذيل، وسمع منه، ومن أبي الحسن ابن النّعمة، وأبي عَبْد الله
مُحَمَّد بْن يوسف بْن سعادة. وأجاز لَهُ أَبُو عَبْد الله
مُحَمَّد بْن عَبْد الرحيم الغَرناطيّ، والحافظ عَبْد الحقّ
الإِشبيليّ.
وتَصَدَّر للإِقراء، ورَأس في ذَلِكَ أهلَ عصره.
قَالَ الأبَّار [1] : كانت الرحلة إِلَيْهِ في وقته، ولم يكن أحد
يُدانيه في الضّبط والتّجويد والإِتقان، وتصدَّر في حياة شيوخه،
أخذ عَنْهُ الآباء والأبناء، واضطرب بأخَرَةٍ في روايته، فأسند
عَنْ جماعةٍ أدركهم، وكان بعضُ شيوخنا يُنكر عَلَيْهِ ذَلِكَ مَعَ
صحَّةِ روايته عَنِ المذكورين قَبْلُ وإكثارِه عنهم، حتَّى لقد
انفرد بقراءة تأليف أبي الحسن ابن النّعمة في التّفسير المترجم ب
«رَيّ الظّمآن» .
قلت: فعلى هذا تكون روايته للقراءات عَنْ أبي عبد الله ابن غلام
الفَرَس مزلزلة، ولهذا لم يذكرها الأبّار.
ثُمَّ قَالَ: أخذ عَنْهُ والدي القراءاتِ، وأخذتها عَنْهُ بعد
ذَلِكَ بمُدَّة، وسمعتُ منه جُملة. وتُوُفّي في ثالث صفر قبل
الكائنةِ العظمى عَلَى المسلمين بوقعة العقاب من ناحية جَيَّان
بأيام، وقد قاربَ الثّمانين.
قلتُ: قرأتُ للسّبعة عَلَى شيخنا برهان الدّين الإِسكندرانيّ، عَنْ
قراءته عَلَى عَلَم الدّين القَاسِم بْن أَحْمَد الأندلسيّ، وقال
لَهُ: قرأتُ القراءاتِ وقرأت «التّيسير» عَلَى جماعةٍ منهم: أَبُو
جَعْفَر أحمد بْن عليّ ويُعرف بالحَصّار، وكتبَ لَهُ الحَصّارُ
بخطّ يده أنّه رواه، يعني «التّيسير» عَنْ أبي عَبْد الله محمد بن
الحسن ابن غُلام الفَرَس، وقال الحِصّار: لم ألق مثلَه في
الإِقراء، ومنه أخذتُ التّجويد، وقرأ عَلَى أَبِي داود، وابن
الدُّشّ، ثُمَّ قَالَ: وقرأ
__________
[1] في تكملة الصلة 1/ 100، 101.
(43/322)
الحصّار أيضا بِهِ عَلَى ابن هُذَيل. وممّن
قرأ عَلَى الحَصّار أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مشليون،
وأَبُو جَعْفَر أَحْمَد بْن عليّ بْن الفَحّام المالَقيّ، وأَبُو
عَبْد الله مُحَمَّد بْن إِبْرَاهيم بْن جوبر البَلَنسيّ.
قَالَ ابن مُشِلُيون: كَانَ ينسخ «التّيسير» في السّبوع ويبيعه
ويقتاتُ بذلك، فيرغب الطّلبة في كتابته لإتقانه- رحمه الله-.
431- أَحْمَد بْن مبشّر [1] بْن زيد.
أَبُو العَبَّاس الواسطيّ، المقرئ.
وُلِدَ سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
وسمع بواسط من أبي الفرج ابن السّواديّ، وعليّ بْن المبارك.
وسَمِعَ ببغداد من أَبِي الوقْت، وأبي جَعْفَر الْعَبَّاسي، وأحمد
بْن قَفَرْجل، وجماعة.
وبالكوفة من أَبِي الحَسَن بْن غَبْرة. وبالبصرة من إِبْرَاهيم بْن
عطيَّة المقرئ.
وكان صاحبا لصَدَقَة بْن الحُسَيْن، ومعه قدِم إِلى بغداد.
وتُوُفّي في جُمادي الآخرة.
432- أَحْمَد بْن هارون [2] بْن أَحْمَد بْن جَعْفَر بْن عات.
أبو عمر النّفزيّ [3] ، الشّاطبيّ.
__________
[1] انظر عن (أحمد بن مبشر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921)
ورقة 32، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 250 رقم 1245، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 221.
[2] انظر عن (أحمد بن هارون) في: المرتبة العليا للنباهي 116،
وتكملة الصلة لابن الأبار 1/ 101، 102، والتكملة لوفيات النقلة 2/
242، 243 رقم 1232، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 1 ق 2/
556- 562 رقم 858، والروض المعطار 416، وتذكرة الحفاظ 4/ 1389،
1390، والعبر 5/ 31، وسير أعلام النبلاء 22/ 13، 14 رقم 7، ومرآة
الجنان 4/ 18، والديباج المذهب 58، ونفح الطيب 3/ 357، وشذرات
الذهب 5/ 36، 37، وإيضاح المكنون 1/ 205 و 2/ 341، وكشف الظنون 940
وفيه «ابن الفات» ، ومعجم المؤلفين 2/ 197.
[3] النّفزي: بفتح النون وسكون الفاء وفتح الزاي وبعدها تاء تأنيث.
نسبة إلى نفزة: قبيلة كبيرة. (المنذري) .
وقد تصحفت في مرآة الجنان 4/ 18 إلى: «البغوي» ، وفي معجم المؤلفين
إلى: «النّقري» .
(43/323)
ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
وكان من بقايا الحُفّاظ.
ذكره الأبّار [1] ، فَقَالَ: سَمِعَ أَبَاهُ العلّامة أبا
مُحَمَّد، وأبا الحَسَن بْن هُذَيل، وعُليم بْن عَبْد العزيز
الحافظ. وحجَّ، فَسَمِعَ من أَبِي طاهر السِّلَفي، وإسماعيل بْن
عَوف.
وزاد المنذريّ [2] أَنَّهُ سَمِعَ أبا عَبْد الله مُحَمَّد بْن
يوسف بْن سعادة، والحافظ عاشر بْن مُحَمَّد، ومخلوف بْن عليّ بْن
جارة، وجماعة. وكان مشهورا بكثرة الحِفظ، وكان شيخُنا أَبُو
الحَسَن بْن المفضّل يذكره بكثرة الحفظ، والمَيل إِلى تحصيل
المعارف.
قَالَ الأبّار [3] : وكان أحدَ الحُفّاظ يَسْرُدُ المتون ويحفظ
الأسانيد عَنْ ظهر قلب لا يُخلّ منها بشيء، موصوفا بالدّراية
والرواية، غالبا عَلَيْهِ الورع والزُّهد عَلَى منهاج السَّلَف،
يأكل الْجَشِب [4] ويلبس الخشن، وربّما أذّن في المساجد. وله
تواليف دالَّة عَلَى سعة حفْظه [5] ، مَعَ حظّ من النَّظْم والنّثر
[6] .
حدّثونا عَنْهُ وأجاز لي. توجّه غازيا فشهد وقعة العقاب [7] الّتي
أفضت إِلى خراب الأندلس بالدّائرة عَلَى المسلمين فيها، فَعُدِمَ
في صفر.
433- إِبْرَاهيم بْن مُحَمَّد [8] بْن أَبِي بكر بن هراوة.
__________
[1] في تكملة الصلة 1/ 101، 102.
[2] في تكملته 2/ 243.
[3] في تكملة الصلة 1/ 102.
[4] الجشب: الطعام الغليظ.
[5] من مؤلفاته: «النزهة في التعريف بشيوخ الوجهة» ، وهو كتاب حفيل
جامع، و «ريحانة النفس وراحة الأنفس في ذكر شيوخ الأندلس» ، وهو
على مقدار النصف من النزهة.
(الذيل والتكملة 1 ق 2/ 559) .
[6] له قصيدة رثاء في الذيل والتكملة 1 ق 2/ 561.
[7] انظر عن (وقعة العقاب) في: الروض المعطار للحميري 416.
[8] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 561،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 247 رقم 237، وذيل الروضتين 82،
والمشتبه 2/ 533، والبداية والنهاية 13/ 64،
(43/324)
الفقيه، المحدّث، أَبُو إِسْحَاق
القَفْصِيّ، الشّافعيّ، نزيل دمشق.
سَمِعَ ببغداد من عَبْد المنعم بْن كُلَيب، وبمصر من عَبْد الله
بْن أَبِي مُحَمَّد يَعْلى، وبدمشق من القَاسِم بْن عساكر، وعمر
بْن طبرزَد، والكِنْديّ، وجماعة. وكتبَ وحَصَّل، وعُني بهذا الشأن.
وتُوُفّي في ربيع الأول.
قَال المنذري [1] : قَفْصَة بفتح الصّاد: مدينة بقرب القيروان.
434- إِبْرَاهيم بْن أَبِي نِزار [2] المبارك بْن عُبَيْد الله.
أَبُو إِسْحَاق البغداديّ الصّوفيّ، البزّاز.
حَدَّثَ عَنْ: نصر بْن نصر العُكْبَريّ، وأبي الوقت.
تُوُفّي في ذي الحجَّة.
435- إِسْحَاق بْن إبراهيم [3] بن يغمور [4] .
أبو إبراهيم الجابريّ [5] ، الأندلسي، نزيل مدينة فاس.
سَمِعَ بسَبْتة من: أَبِي مُحَمَّد بْن عُبَيْد الله الحجْريّ.
وتفقّه بمُرْسِيَة عند أَبِي عبد الله بْن عَبْد الرحيم. وولي قضاء
فاس وسبتة. وكان بصيرا بمذهب مالك.
قِيلَ: إنّه كَانَ يستظهر «المدوَّنة» . ثُمَّ ولي قضاء بَلَنْسية
في سنّ ستٍّ وستّمائة.
وعُدِمَ في كائنة العقاب في صفر.
__________
[ () ] وتوضيح المشتبه 7/ 241، والمقفى الكبير للمقريزي 1/ 294 رقم
341، وعقد الجمان 17/ ورقة 340.
[1] في التكملة 2/ 247.
[2] انظر عن (إبراهيم بن أبي نزار) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5921) ورقة 266، 267، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 263، 264 رقم
1274، والمختصر المحتاج إليه 1/ 39.
[3] انظر عن (إسحاق بن إبراهيم) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/
194.
[4] في التكملة: «يعمر» محرف.
[5] في التكملة: «المجابري» - بالميم- محرف أيضا.
(43/325)
436- أفضل بْن أَحْمَد [1] بْن مسعودِ بْن
عَبْد الواحد الهاشميّ.
الشريف أَبُو مُحَمَّد، أخو أكمل [2] .
مِن أولاد الشيوخ والسّيادة ببغداد.
روى عَنْ: أَبِي الوقت، وغيره.
وتُوُفّي في المحرّم.
437- أفضلُ [3] بن أبي بكر مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد الْعَزِيز.
أَبُو مُحَمَّد الدَّارَقَزّيَّ السِّمّذيّ، ابن أخت عُمَر بْن
طَبَرْزَد.
وُلِدَ سنة أربعينَ وخمسمائة.
وسمع من: أحمد ابن الطّلّاية، وأحمد بن أحمد ابن الخرّاز.
438- أيّوب بْن عَبْد الله [4] بْن أَحْمَد.
أَبُو الصَّبْر الفِهْريّ، السَّبْتيّ.
سَمِعَ أَبَا: مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه، وأبا القَاسِم بْن
حُبَيْش. ودخل الأندلس فسمع أبا القَاسِم بْن بَشْكُوَال، وأبا
القَاسِم السُّهَيْليّ. وحجَّ وسَمِعَ بمكَّة من عليّ بْن عَمّار،
وعمر المَيَانشيّ، وبمصر من عَبْد الله بْن برّي، وغيرهم، واستوسع
في الرواية.
قَالَ الأبّار: كَانَ صوفيّا معروفا بالزُّهد، أخذ عَنْهُ أَبُو
مُحَمَّد، وأَبُو سُلَيْمَان ابْنَا حوط الله، وأبو الحسن ابن
القطّان. واستشهد في وقعة العقاب.
__________
[1] انظر عن (أفضل بن أحمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 272، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 239، 240 رقم 1226، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 256.
[2] سيأتي في وفيات سنة 617 هـ.
[3] هكذا سمّاه المؤلف- رحمه الله- هنا، وسيعيده باسم «محمد» وهو
الصحيح. برقم (479) ، وسأذكر مصادر ترجمته هناك.
[4] انظر عن (أيوب بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/
202.
(43/326)
439- أيّوب، الملك الأوحد [1] نجم الدّين
أيّوب ابن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بَكْر بْن أيوب بْن
شادي، صاحب خِلاط.
مَلَك خِلاط نحوا من خمس سنين، وسفكَ دماء الأمراء بخلاط، وظلمَ
وعَسَفَ، فابتُلِيَ بأمراضٍ مزمنة حتّى تمنَّى الموت، وتملّك بعدَه
أخوه السّلطان الملك الأشرف موسى، فأحسن إِلى أهل خِلاط فأحبّوه.
تُوُفّي في ربيع الأول.
[حرف الجيم]
الْجَلْخ بْن عيسى بْن مُحَمَّد.
أَبُو بَكْر. يأتي بكنيته [2] .
[حرف الراء]
440- ربيعة بْن الْحَسَن [3] بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى.
__________
[1] انظر عن (الملك الأوحد أيوب) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 561،
562، وذيل الروضتين 81، 82، ومفرّج الكروب 3/ 208، والأعلاق
الخطيرة ج 3 ق 2/ 454، 455، وتاريخ المسلمين لابن العميد 127،
والدر المطلوب 175، والمختصر في أخبار البشر 3/ 113، ونهاية الأرب
29/ 62، والعبر 5/ 22، 35، وسير أعلام النبلاء 22/ 131، 132 رقم
86، ودول الإسلام 2/ 114، ومرآة الجنان 4/ 6 (في المتوفين 606 هـ.)
، و 4/ 61، وتاريخ ابن الوردي 2/ 130، والوافي بالوفيات 10/ 36- 38
رقم 4479، والبداية والنهاية 13/ 64، والعسجد المسبوك 2/ 341،
وتاريخ الخميس 2/ 410، والسلوك ج 1 ق 1/ 171، والنجوم الزاهرة 6/
207، وتاريخ ابن الفرات 5 ق 1/ 105، وشفاء القلوب 273- 275، وشذرات
الذهب 5/ 37، وترويح القلوب 60.
[2] برقم (492) .
[3] انظر عن (ربيعة بن الحسن) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 251،
252 رقم 1246، والمعين في طبقات المحدّثين 187 رقم 1992، والعبر 5/
31، والإعلام بوفيات الأعلام 250، والإشارة إلى وفيات الأعيان 318،
وتذكرة الحفاظ 4/ 1393، 1394، وسير أعلام النبلاء 22/ 14- 16 رقم
8، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 501، 502، وطبقات الشافعية الكبرى
للسبكي 5/ 55 (8/ 144، 145) ، ومرآة الجنان 4/ 18، 19، وطبقات
الشافعية لابن كثير، ورقة 152 ب، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة
165، والنجوم
(43/327)
أَبُو نزار الحضرميّ، اليمنيّ،
الصَّنْعَانيّ، الذِّماريّ، الشافعيّ، المحدّث.
ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة، فتفقّه بظَفار عَلَى الفقيه مُحَمَّد
بْن عَبْد الله بْن حَمّاد، وغيره. وركب في البحر دخل كيش،
والبصرة، وبغداد، وهمذان، وأصبهان، فأقام بأصبهان مدَّة طويلة،
وتفقّه عَلَى الإمام أَبِي السّعادات الشافعيّ، وسَمِعَ أبا
المطهَّر القَاسِم بْن الفضل الصَّيْدلانيّ، وأبا الفضائل مُحَمَّد
بْن سهل المقرئ، ورجاء بْن حامد المعدانيّ، وعبد الله بْن عليّ
الطّامذيّ، وإسماعيل بْن شهريار صاحب رزق الله التَّمِيمِيّ، وعبد
الجبّار بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ الصّالحانيّ، وهبة
الله بْن مُحَمَّد بْن حَنّه، ومعمر بْن الفاخر، وأبا مسعود عبد
الرحيم ابن أَبِي الوفاء، وأبا موسى المَدينيّ، ومحمد بْن أَبِي
نصر القاسانيّ، ومحمد بْن عَبْد الواحد الصّائغ.
وأتى بغداد، فلقي بها الإمام أبا محمد ابن الخشّاب وطبقته، وحجّ،
فسمع من المبارك بْن عليّ الطّبَاخ، وقَدِمَ مصر سنة اثنتين وسبعين
وخمسمائة، وسَمِعَ بها من جماعة. وسَمِعَ من السِّلَفيّ، وغيره.
وحدّث بدمشق، ومصر.
روى عَنْهُ الزّكيّان: البِرْزاليّ، والمنذريّ، والضّياء، وابن
خليل، والتّقيّ اليَلْدانيّ، والشّهاب القوصيّ، ومحمد بن عليّ ابن
النّشبيّ، وأهل مصر فإنّه سكنها بأَخَرةٍ.
قَالَ المنذريّ [1] : كتبتُ عَنْهُ قطعة صالحة، وكانت أُصولُه
أكثرُها باليمن، وهو أحدُ من لقيته ممّن يفهم هذا الشّأنَ، وكان
عارفا باللّغة معرفة حسنة، كثيرَ التّلاوة للقرآن، كثيرَ التّعبُّد
والانفراد.
وقرأت بخطّ عمر ابن الحاجب: كَانَ إماما عالما حافظا، ثقة، أديبا
__________
[ () ] الزاهرة 6/ 207، وبغية الوعاة 1/ 566، 567، وتاريخ ابن
الفرات ج 5 ق 1/ 131- 133 وفيه: «ربيعة بن الحسين» ، وشذرات الذهب
5/ 37.
[1] في التكملة 2/ 252.
(43/328)
شاعرا، حَسَنَ الخطّ، ذا دينٍ وورع. ووُلد
بحضرموت بشبام [1] ، من قرى حضرموت.
وقال القُوصيّ: أنشدنا أَبُو نزار لنفسه:
بِبَيْتِ لِهيَا [2] بَسَاتِينٌ مُزَخْرَفَةٌ ... كَأَنَّها
سُرِقَتْ مِنْ دَارِ رِضْوَانِ
أَجْرَتْ جَدَاوِلُه ذَوْبَ اللُّجَيْنِ عَلَى ... حَصى مِنَ
الدُّرّ مَخْلوطٍ بِعِقْيَانِ
والطّير تهتف في الأغصان صادحة ... كضاربات مزامير وعيدان
وبعد هذا لسان الحال قائلة: ... ما أطيب العيش في أمن وإيمان
توفّي في ثاني عشر جمادى الآخرة.
وقد أجاز لأحمد بن أبي الخير، وللفخر عليّ.
[حرف الزاي]
441- زاهر بن رستم [3] بن أبي الرجاء.
أبو شجاع الأصبهانيّ الأصل، البغداديّ، الفقيه الشّافعيّ، المقرئ،
الرجل الصّالح.
قرأ القراءات على أبي محمد عبد الله سبط الخيّاط، وعلى أبي الكرم
الشّهرزوريّ. وسمع منهما، ومن: أبي الفتح الكروخيّ، وأبي الفضل
__________
[1] شبام: بكسر الشين المعجمة. (مراصد الاطلاع 4/ 779) .
[2] بيت لها: بكسر اللام. قرية مشهورة بغوطة دمشق.
[3] انظر عن (زاهر بن رستم) في: التقييد لابن نقطة 273، 274 رقم
338، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 187، والتكملة لوفيات
النقلة 2/ 260، 261 رقم 1268، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 1665،
والإعلام بوفيات الأعلام 250، والإشارة إلى وفيات الأعيان 318،
والعبر 5/ 31، 32، والمختصر المحتاج إليه 2/ 74 رقم 672، وتذكرة
الحفاظ 4/ 1390، ومعرفة القراء الكبار 2/ 599 رقم 558، وسير أعلام
النبلاء 22/ 17، 18 رقم 10، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 146،
والوافي بالوفيات 14/ 166، 167 رقم 228، والعقد المذهب لابن
الملقن، ورقة 235، وغاية النهاية 1/ 288 رقم 1281، والعقد الثمين
للفاسي 4/ 426، 427، والنجوم الزاهرة 6/ 207، واتحاف الورى لابن
فهد 3/ ورقة 65، وشذرات الذهب 5/ 37.
(43/329)
الأرمويّ، وأبي غالب محمد بن عليّ ابن
الدّاية، وغيرهم. وتفقّه، وصحب الصّوفيّة والصّلحاء وجاور، وأمّ
بمقام إبراهيم مدّة، ثمّ عجز وانقطع.
وحدّث بمكة، وبغداد، وواسط.
قال ابن نقطة [1] : كان ثقة صحيح الأخذ للقراءات والحديث.
قلت: روى عنه: ابن خليل، والدّبيثيّ، والبرزاليّ، والضّياء محمد،
والنّجيب عبد اللّطيف، وآخرون.
قال الزّكيّ عبد العظيم [2] : لم يتّفق لي السّماع منه، وأجاز لنا.
وتوفّي في ذي القعدة.
442- زنكي بن أبي الوفاء واثق بن أبي القاسم.
أبو القاسم البيهقيّ، نزيل مرو.
شيخ صالح كان يخيّط، ويأكل من كسب يده على كبر السّنّ، ويؤذّن.
توفّي في شوّال بمرو.
ويسمّى أيضا محمودا.
سمع: محمد بن إسماعيل اليعقوبيّ، وعبد السّيد بن أبي بكر البنّاء
الطّاقيّ، والقاسم بن عمر الفصّاد حدّثاه عن العميريّ، وأبا
العبّاس عبد المعزّ بن بشر المزنيّ، ونصر بن سيّار الكناني حدّثاه
عن نجيب الواسطيّ، وأبا الوقت السّجزيّ، وغيرهم.
روى عنه: الزّكيّ البرزاليّ، والضّياء المقدسيّ. وأجاز للفخر عليّ،
ولجماعة.
443- زهير ابن الحافظ أَبِي عبد الله محمد [3] بْن عَبْد الله بْن
محمود.
__________
[1] في التقييد 274.
[2] في التكملة 2/ 261.
[3] انظر عن (زهير بن محمد) في: التقييد لابن نقطة 274 رقم 340،
وفيه قال محققه «كمال يوسف الحوت» بالحاشية: «لم نعثر عليه» ،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 247، 248 رقم 1238.
(43/330)
أبو سعد الطّائيّ، البوشنجيّ.
ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة ببوشنج.
سمع من الزّاهد يوسف بن أيّوب الهمذانيّ.
وحدّث بهراة، روى عنه الحافظ الزّكيّ البرزاليّ، وغيره. وأجاز
للفخر عليّ.
وتوفّي في ربيع الأوّل [1] .
[حرف السين]
444- سليمان بن سلطان [2] بن خليفة.
أبو الربيع المنذريّ، المصريّ، الشافعيّ، البنّاء.
سمع من أبي طاهر السّلفيّ، وإسماعيل بن قاسم الزّيّات.
وأمّ النّاس بمصر بالمسجد المعروف به.
روى عنه الزّكيّ المنذريّ.
وتوفّي في ذي القعدة.
[حرف العين]
445- عاتكة بنت الحافظ أَبِي العلاء الْحَسَن [3] بْن أَحْمَد بْن
الحسن بن أحمد الحنبليّ، الهمذانيّ، العطّار.
__________
[1] هكذا بخط المؤلف- رحمه الله-، وفاته أن المنذري قال: وفي
الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر توفي ... ولنا منه إجازة كتب
بها إلينا من خراسان في السادس عشر من شهر ربيع الآخر المذكور.
(التكملة 2/ 247 و 248) .
وقال ابن نقطة: سمع منه أصحابنا، وذكره إبراهيم بن محمد الصريفيني
فأثنى عليه بالخير والصلاح، وقال لي: توفي بهراة في سنة تسع
وستمائة في أواخر صفر أو أول ربيع الأول.
[2] انظر عن (سليمان بن سلطان) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 261
رقم 1269.
[3] انظر عن (عاتكة بنت الحسن) في: التقييد لابن نقطة 500 رقم 686،
وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 405، والتكملة لوفيات النقلة 2/
254، 255 رقم 1253، والمختصر المحتاج إليه 3/ 268 رقم 1423،
والوافي بالوفيات 16/ 561 رقم 592، وأعلام النساء 3/ 201.
(43/331)
سمعت من: أبي بكر هبة اللَّه بْن الفَرَج
ابن أخت الطويل، ونصر بن المظفر البرمكيّ، وأبي حفص عمر بن أحمد
الصفّار، وأبي الوقت.
وروت الكثير بهمذان، وبغداد، وقدمت على ولدها القاضي عليّ بن عبد
الرشيد قاضي الجانب الغربيّ ببغداد. وكان سماعها صحيحا، وهي شيخة
صالحة.
روى عنها: أبو عبد الله الدّبيثي. وأجازت للشيخ شمس الدّين عبد
الرحمن، وللكمال عبد الرحيم، ولأحمد بن شيبان، وللفخر عليّ.
وتوفّيت فجاءة ببغداد في رجب ساجدة.
446- عائشة بنت أَبِي الفتح أَحْمَد [1] بْن أَبِي غالب مُحَمَّد
بن محمد بن محمد بن السّكن.
حدّثت عن: سعيد ابن البنّاء.
وتوفّيت في ربيع الأول ببغداد.
وعنها: ابن النّجّار.
447- عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن [2] بْن أَحْمَد بْن
مُحَمَّد بْن عبد القاهر ابن الطّوسيّ، ثمّ الموصليّ.
ولد سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وهو من بيت العلم والرواية.
قَالَ المُنْذريُّ [3] : تُوُفّي فِي هذه السنة، ولنا منه إجازة.
__________
[1] انظر عن (عائشة بنت أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 243،
244 رقم 1234، والمختصر المحتاج إليه 3/ 266 رقم 1415.
[2] انظر عن (عبد الله بن عبد الرحمن) في: التكملة لوفيات النقلة
2/ 265 رقم 1276، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 133.
[3] في التكملة 2/ 265.
(43/332)
448- عبد الله بن هبة الله [1] بن أبي
القاسم.
أبو محمد ابن الحلّيّ، الدّلّال، البزّاز.
حدث عن: أبي محمد سبط الخيّاط، وأحمد بن الأشقر، وأبي الفضل
الأرمويّ.
وقيل: بل الّذي سمع من هؤلاء أخ له مات شابّا واسمه باسمه.
449- عبد الرّحمن بن أحمد [2] بن مواهب بن الحسن.
أبو محمد البغداديّ، ابن غلام العلبيّ [3] سمع: أباه، وأبا الوقت،
وجماعة.
ومات في ذي القعدة.
450- عبد الرحمن بن شجاع [4] بن الحسن بن الفضل.
الفقيه أبو الفرج البغداديّ، الحنفيّ.
ولد سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
وتفقّه على والده. وسمع من ابن ناصر، وأحمد بن ناقة.
وكان إماما فقيها مفتيا مدرسا، درّس بمشهد أبي حنيفة [5]- رحمه
الله- نيابة عن المدرّس. وكان أبوه من كبار الحنفية.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن هبة الله) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 112، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 239 رقم 1225، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 176 رقم 817، وقد سقط من طبعة (تاريخ الإسلام)
المصرية 1 ج 18/ 354 «بن هبة الله» .
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
262 رقم 1271، والمختصر المحتاج إليه 2/ 192 رقم 839.
[3] العلبي: بضم العين المهملة وسكون اللام وبعدها باء موحّدة
مكسورة. قال المنذري:
وفتح بعضهم اللام، والأكثر التسكين. (التكملة 2/ 262) .
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن شجاع) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 7118 والتكملة لوفيات النقلة 2/ 256 رقم 1257، وتلخيص
مجمع الآداب 4/ رقم 244، والجامع المختصر 9/ 208، والمختصر المحتاج
إليه 2/ 199، 200 رقم 851، والجواهر المضية 2/ 379، 380، والوافي
بالوافي بالوفيات 18/ 152 رقم 190، والطبقات السنية 2/ ورقة 429،
والفوائد البهية 88.
[5] وذلك في سنة 594 (الجامع المختصر 9/ 208) .
(43/333)
توفّي هو في شعبان.
451- عبد الرحمن بن أبي الفضائل [1] عبد الوهّاب بن أبي زيد صالح
بن محمد.
الفقيه، أبو الفضل ابن المعزّم [2] الهمذانيّ.
ولد سنة ستّ وعشرين وخمسمائة بهمذان.
وسمع: من أبيه، ومن أبي جعفر محمد بن أبي عليّ الحافظ، ونصر بن
المظفّر البرمكيّ، وأبي صابر عبد الصّبور بن عبد السّلام. وقيل:
إنّه آخر من حدّث بهمذان «بجامع التّرمذيّ» عن عبد الصّبور، وهو
آخر من حدّث عن أبي جعفر الحافظ، وأبي منصور عبد الكريم بن محمد
الخبّاز.
وكان جدّه أبو زيد إمام جامع همذان قد سمع من أبي إسحاق
الشّيرازيّ.
وقال الضّياء المقدسيّ: هو أيضا آخر من روى عن أبي الحسن العجليّ،
وكان إمام جامع همذان.
روى عَنْهُ: ابن نقطة، والرفيع إسحاق بن محمد الهمذانيّ، والشّرف
المرسيّ، والصّدر البكريّ، وغيرهم. وأجاز للفخر عليّ.
قال ابن نقطة [3] : سمع «صحيح الْبُخَارِيّ» من أَبِي جَعْفَر
مُحَمَّد بْن أبي عليّ، وكان سماعه صحيحا. وقال لي إسحاق بن محمد
بن المؤيّد: إنّه قرأ عليه كتاب «المتحابّين في الله» لأبي بكر بن
لال، بسماعه من البديع أحمد بن
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي الفضائل) في: التقييد لابن نقطة
344 رقم 423، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 246 رقم 1327، وتاريخ إربل
1/ 248، وتلخيص مجمع الآداب 2/ رقم 561، والعبر 5/ 32، وسير أعلام
النبلاء 22/ 20، 21 رقم 14، وتذكرة الحفاظ 4/ 1390، وشذرات الذهب
5/ 37.
[2] المعزّم: بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد الزاي وكسرها
بعدها ميم. (المنذري) .
[3] في التقييد 344.
(43/334)
سعد العجليّ، أخبرنا عليّ بن عبد الحميد
البجليّ، عنه، وأنه سمع كتاب «مكارم الأخلاق» لابن لال أيضا، من
هبة الله ابن أخت الطّويل، أخبرنا البجليّ، عن ابن لال.
قال الحافظ عبد العظيم [1] : توفّي في ثامن عشر ربيع الآخر.
452- عبد الرحمن بن أبي الفوارس [2] بن أحمد بن شيران.
أبو الفتوح البغداديّ، السّمسار.
سمع من: أبي غالب ابن الدّاية، وأبي الفضل الأرمويّ، وابن ناصر.
وحدّث، وكان شيخا صالحا.
توفي في رجب.
453- عبد الرشيد [3] بن محمد بن عليّ.
أبو بكر [4] الميبذي.
وميبذ: بليدة عند يزد.
سمع أبا العبّاس التّرك وطبقته. وقرأ الكثير، وحصّل الأصول.
لقيته [5] ببغداد.
ولد سنة 562 [6] ، ومات في صفر بيزد.
454- عبد الصّمد بن يوسف [7] .
__________
[1] في التكملة 2/ 246.
[2] انظر عن (عبد الرحمن بن أبي الفوارس) في: التكملة لوفيات
النقلة 2/ 255 رقم 1254، والمختصر المحتاج إليه 3/ 22، 23 رقم 781.
[3] تقدّمت ترجمته في السنة الماضية برقم (396) .
[4] في ترجمته السابقة كنيته: «أبو محمد» .
[5] القول ليس للمؤلّف الذهبي- رحمه الله- قطعا.
[6] هكذا كتبها بالأرقام.
[7] انظر عن (عبد الصمد بن يوسف) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 177، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 253 رقم 1250، وتلخيص
مجمع الآداب 4/ رقم 712، والمختصر المحتاج إليه 3/ 80 رقم 897.
(43/335)
أخو الموفّق عبد اللّطيف بن يوسف
البغداديّ.
أظنّه روى عن أبي الوقت، وغيره.
وتوفّي في جمادى الآخرة [1] .
455- عبد الملك بن أبي عليّ [2] المبارك بن عبد الملك بن الحسن.
القاضي أبو منصور الحريميّ، العدل، المعروف والده بابن القاضي.
ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أبي منصور عبد الرحمن بن محمد الشيبانيّ، وأبي البدر
إبراهيم بن محمد الكرخيّ، وأبي الفتح الكروخيّ، وابن الطّلّاية،
وجماعة.
وتوفّي في العشرين من ذي الحجّة.
قال ابن النّجّار [3] : كتبت عنه وكان صدوقا.
456- عبدان [4] الفلكيّ.
الأجلّ عزّ الدّين، صاحب الدّار والحمّام تجاه دار الحديث
النّوريّة بدمشق.
ورّخ موته أبو شامة.
457- عليّ بن أحمد بن عليّ [5] ابن الصّيّاد الواسطيّ.
__________
[1] وقال ابن الدبيثي: وكان فيه عسر في الرواية، سمعنا فيه، ولعلّه
ما روى لغيرنا، والله أعلم.
[2] انظر عن (عبد الملك بن أبي علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 139، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة 20،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 262، 263 رقم 1272، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 34 قم 799، والذيل على طبقات الحنابلة 1/ 208 (في ترجمة
والده) .
[3] في التاريخ المجدّد، ورقة 20.
[4] انظر عن (عبدان) في: ذيل الروضتين 81 وفيه: «عبيدان» .
[5] انظر عن (علي بن أحمد بن علي) في: التقييد لابن نقطة 419 رقم
560، وإكمال الإكمال، له (الظاهرية ورقة 18، ومعجم البلدان 1/ 196،
وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 215، والمشتبه 1/ 18،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 116، 117 رقم 981، وتوضيح المشتبه 1/ 187
وسيعاد قريبا برقم (463) .
(43/336)
أبو السّعادات ابن أبي الكرم المقرئ،
الضّرير.
تفقّه بالنّظاميّة. وسمع من أبي الوقت، وجماعة.
وتوفّي في جمادى الآخرة.
وولي خطابة قرية الأرحاء، وهي قريبة من واسط.
458- عليّ بن أحمد بن أبي نصر [1] .
أبو الهيجاء العبّاسيّ، الشريف.
حدث «بصحيح البخاريّ» عن أبي الوقت.
وكان يلعب بالحمام، وادّعى سماع أشياء، وخلّط [2] .
459- عليّ بن أحمد بن يوسف [3] بن مروان بن عمر.
أبو الحسن الأندلسيُّ.
من أهلِ مدينة وادي آش.
روى عن: إبراهيم بن عبد الرحمن القيسيّ، وعبد المنعم بن الفرس.
قال الأبّار [4] : وكان صاحب فنون وتصانيف، منها: كتاب «الوسيلة في
الأسماء الحسنى» ، وكتاب «التّرصيع في تأصيل مسائل التّفريع» ،
وكتاب «اقتباس السّراج في شرح مسلم» ، وكتاب «نهج المسالك في شرح
موطّأ مالك» في عشر مجلّدات. سمع منه شيخنا أبو جعفر ابن الدّلّال،
وغيره.
وتوفّي وله ستّون سنة.
__________
[1] انظر عن (علي بن أحمد بن أبي نصر) في: تاريخ ابن الدبيثي
(باريس 5922) ورقة 215، 216، والتاريخ المجدّد لابن النجار
(الظاهرية) ورقة 181، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 254 رقم 1252،
وتاريخ إربل 1/ 170، 171 رقم 75، والمختصر المحتاج إليه 3/ 117 رقم
982، وميزان الاعتدال 3/ 114 رقم 5782، والمغني في الضعفاء 2/ 442
رقم 4212، ولسان الميزان 4/ 198 رقم 530، وفيه وفاته سنة 659 وهو
غلط.
[2] قال ابن النجار: «ولم يكن يفهم هذا الشأن، ولا له به عناية، بل
كان سيء الطريقة يلعب بالحمام» ، الورقة 181 (ظاهرية) .
[3] انظر عن (علي بن أحمد بن يوسف) في: تكملة الصلة لابن الأبار
675، 676، ومعجم المؤلفين 7/ 32.
[4] في تكملته 675، 676.
(43/337)
460- عليّ بن أحمد بن أبي قوة [1] .
الأزديّ، الدّانيّ، الشاعر.
أخذ القراءات عن أبيه، وابن كوثر، وأبي القاسم بن حبيش.
أخذ عنه أبو القاسم الملّاحيّ.
461- عليّ بن الحسين بن عليّ [2] بن نصر ابن البل [3] .
أبو الحسن الدّوريّ [4] ، المجلّد.
ولد سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
وسمع من: أحمد ابن الطّلّاية، وابن ناصر، وأبي الوقت، وجماعة.
روى عنه: الدّبيثيّ [5] ، وقال: مات في جمادى الأولى.
462- عليّ بن حمزة [6] بن عليّ ابن البزوريّ، الكرخيّ.
روى حضورا عن سعيد ابن البنّاء.
ومات في ذي القعدة.
463- عليّ بن أبي الكرم [7] بن عليّ.
أبو السّعادات الأرحائيّ، الواسطيّ.
والأرحاء: من قرى واسط.
__________
[1] تقدّمت ترجمته في وفيات سنة 608 هـ. برقم (405) ومصادره هناك.
[2] انظر عن (علي بن الحسين بن علي) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 41، وتاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة 138، 139،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 248، 249 رقم 1241، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 124 رقم 1000، والمشتبه 1/ 115، وتوضيح المشتبه 2/ 55.
[3] البلّ: بفتح الباء الموحدة وتشديد اللام.
[4] الدوري: نسبة إلى الدور بلدة بين تكريت وسامراء.
[5] انظر تاريخه، ورقة 139، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 260 رقم
1267.
[6] انظر عن (علي بن حمزة بن علي) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج)
ورقة 139، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 260 رقم 1267.
[7] تقدّم قبل قليل برقم (457) وانظر مصادر ترجمته هناك.
(43/338)
سمع «صحيح البخاريّ» من أبي الوقت.
قال ابن نقطة [1] : كتبت عنه بواسط، مات في جمادى الآخرة.
464- علي بْن مُحَمَّد بْن علي [2] بْن مُحَمَّد.
أبو الحسن ابن خروف.
من كبار النّحاة بالأندلس.
حضر من إشبيلية. أخذ القراءات عن أبي محمد ابن الزّقّاق، وأبي بكر
ابن صاف. وسمع من أبي عبد الله بن مجاهد، وأبي بكر بن خير، وجماعة.
وأخذ العربية عن أبي إسحاق بن ملكون، وابن طاهر الخدبّ.
وكان إماما في العربية، مدقّقا، محقّقا، ماهرا، مشاركا في علم
الكلام والأصول، صنّف شرحا «لكتاب» سيبويه جليل الفائدة، وصنّف
شرحا
__________
[1] في التقييد 419.
[2] انظر عن (علي بن محمد بن علي) في: معجم الأدباء 15/ 75، 76 رقم
16 وفيه:
«علي بن محمد بن يوسف بن خروف» ، والتكملة لكتاب الصلة لابن الأبار
(نسخة الأزهر) 3/ ورقة 71 (والمطبوع رقم 1484) ، وبرنامج شيوخ
الرعينيّ 81، والغصون اليانعة لابن سعيد 138- 144، ووفيات الأعيان
3/ 335، وإنباه الرواة 4/ 186 رقم 969 وفيه «ابن خروف النحويّ
الأندلسي» دون ذكر اسمه، وأنه عاش إلى قريب من سنة تسعين وخمسمائة
تقديرا، وصلة الصلة لابن الزبير 122، وجذوة الاقتباس 207، والذيل
والتكملة لكتابي الموصول والصلة 5 ق 1/ 319- 323 رقم 635، والمغرب
في حلى المغرب 1/ 136- 139 رقم 69 وفيه «علي بن يوسف بن خروف» ،
ومسالك الأبصار 11/ ورقة 28 ب، وعقود الجمان للزركشي 225 أ، والبدر
السافر 28 ب، وسير أعلام النبلاء 22/ 26 رقم 20، وتذكرة الحفاظ 4/
1390، والمختصر في أخبار البشر 3/ 115، وتاريخ ابن الوردي 2/ 132
(في وفيات سنة 610 هـ.) ، ومرآة الجنان 4/ 21 (وفيات 610 هـ.) ،
والبداية والنهاية 13/ 53، والوافي بالوفيات 22/ 89- 94 رقم 40،
والوفيات لابن قنفذ 304، 305 رقم 609، ولسان الميزان 4/ 257 رقم 2،
7، وفيه:
مات سنة تسع وخمسين وستمائة، وهو غلط، وملء العيبة للفهري 2/ 210،
232، 297، 308، والبلغة في تاريخ أئمة اللغة 124، وبغية الوعاة 2/
203 رقم 1793، والعسجد المسبوك 2/ 341، 342، وتاريخ ابن الفرات ج 5
ق 1/ 144، وحاشية على شرح بانت سعاد 1/ 629، والأعلام 5/ 151،
ومعجم المؤلفين 7/ 221 وفيه وفاته 606 هـ.
(43/339)
«لجمل» الزجّاج، وكتابا في الفرائض. وله
كتاب «الردّ» في العربية على أبي زيد السّهيليّ، وعلى جماعة.
قال الأبّار [1] : وله كتاب في الردّ على أبي المعالي الجوينيّ،
ولم يصب في ردّه، وكانت العربية بضاعته وصناعته. أقرأ النّحو بعدّة
بلاد، ثمّ اختلّ عقله، وتوفّي بعد مدّة.
465- عليّ بن محمد [2] ابن الوزير عون الدّين يحيى بن هبيرة.
سمع من ابن البطّي.
وكان يتردّد إلى الشام، وقدم آمد فأدركه أجله بها في جمادى الأولى.
466- عليّ بن أبي الفرج [3] المبارك بن صافي.
أبو الحسن البغداديّ، الصّوفيّ.
شيخ صالح.
ولد سنة خمس وثلاثين.
وسمع من: جدّه صافي بن عبد الله، ومن أبي الوقت، وأبي المظفّر
الشّبليّ. وصحب شيخ الشيوخ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي سعد.
وكان جدّه مولى القاضي أبي جعفر ابن الخرقيّ، فأعتقه وزوّجه ابنته.
توفّي في رمضان.
467- عليّ بن منصور بْن الْحَسَن بْن القَاسِم بْن الفضل الثّقفيّ،
الأصبهانيّ.
إمام فاضل فقيه، من بيت الحديث والحشمة.
__________
[1] في تكملة الصلة 3/ ورقة 71 (المطبوع، رقم 1484) .
[2] انظر عن (علي بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج) ورقة
159، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 248 رقم 1239.
[3] انظر عن (علي بن أبي الفرج) في: تاريخ ابن الدبيثي (كمبرج)
ورقة 164، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 258 رقم 1261، والمختصر
المحتاج إليه 3/ 142 رقم 1054.
(43/340)
ذكر أنّه ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة.
والعجب أنّه لم يسمع من جعفر بن عبد الواحد الثّقفيّ، وفاطمة
الجوزدانية وطبقتهما. وسمع من زاهر الشّحّاميّ، وغيره.
ولقبه: كمال الدّين.
روى عنه: أبو إسحاق الصّريفينيّ، وغيره. وأجاز للشيخ شمس الدّين
ابن أبي عمر، وللفخر عليّ، وللكمال عبد الرحيم، ولأحمد بن شيبان،
وغيرهم.
ورّخ الضّياء وفاته في هذه [السنة] [1] . ووجدت بخطّ الحافظ ( ...
) [2] أنّه توفّي سنة ستّ وستمائة، فاللَّه أعلم.
468- عليّ بن عبد الله [3] بن فرج الغسّانيّ.
المعروف بالزّيتونيّ، الغرناطيّ.
لازم أبا عبد الله بن عروس، وبرع في القراءات والنّحو.
عظّمه ابن الزّبير [4] ، وقال: عرض «الموطّأ» و «كتاب» سيبويه،
وأكثر «صحيح» البخاريّ. قعد للإقراء وعقد الوثائق.
روى عنه: أبو عليّ بن سمعان.
توفّي سنة تسع.
[حرف الفاء]
469- الفضل بن عمر [5] بن منصور.
__________
[1] إضافة على الأصل يقتضيها السياق.
[2] في الأصل بياض مقدار كلمة.
[3] انظر عن (علي بن عبد الله) في: صلة الصلة لابن الزبير 121،
وتكملة الصلة لابن الأبار، رقم 2351، والذيل والتكملة لكتابي
الموصول والصلة 5 ق 1/ 236 رقم 472، وبغية الوعاة 2/ 172.
[4] في صلة الصلة 121.
[5] انظر عن (الفضل بن عمر) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 252 رقم
1248، والمختصر
(43/341)
أبو منصور الأزجيّ، الكاتب، المعروف بابن
الرّائض المقرئ.
قرأ القراءات العَشْر عَلَى أَبِي الْحَسَن عَلِيّ بْن عساكر
البطائحيّ. وسمع من خديجة بنت النّهروانيّ، وغيرها.
وحدّث، وكتب الخطّ المنسوب على طريقة ابن البوّاب في غاية الحسن.
وتوفّي في جمادى الآخرة، وله سبع وخمسون سنة.
[حرف القاف]
470- قايماز [1] ، عتيق شهردار.
ابن الحافظ شيرويه الهمذانيّ.
روى عن: أبي الخير محمد بن أحمد الباغبان.
روى عنه: الشيخ الضّياء، وغيره.
توفّي في جمادى الآخرة بهَمَذَان.
[حرف الميم]
471- مُحَمَّد بْن أَحْمَد [2] بْن خَلَف بن عَيَّاش.
أبو عبد الله الأنصاريّ، الخزرجيّ، القرطبيّ، المعروف
بالشّنتياليّ.
سمع الكثير من أبي القاسم بن بشكوال، وناوله كتب خزانته. وأخذ
القراءات والنّحو عن صهره أبي القاسم بن غالب، وسمع من السّهيليّ،
وأبي بكر ابن خير، وجماعة.
قال الأبّار: كان عالما عاملا، صالحا، متواضعا، عارفا بالقراءات،
مجوّدا متقنا، له بصر بالحديث والفقه، ومشاركة في الفرائض. أقرأ
وأسمع
__________
[ () ] المحتاج إليه 3/ 157 رقم 1099، وغاية النهاية 2/ 10.
[1] انظر عن (قايماز) في: إكمال الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة
38، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 250 رقم 1244.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 586.
(43/342)
دهرا، وأخذ عنه أبو القاسم ابن الطّيلسان،
وابنه أبو بكر عيّاش. وتوفّي في شعبان في عشر الثّمانين.
472- محمد بن إبراهيم [1] .
أبو عبد الله الحضرميّ، القرطبيّ، الفقيه، قاضي اليسّانة [2]
وخطيبها.
له مؤلّف في «رجال الموطّأ» [3] . وروى عن ابن بشكوال.
واستشهد يوم العقاب.
473- محمد بن إسماعيل [4] بْن عليّ.
الفقيه أبو عَبْد اللَّه اليمنيّ، الشافعيّ، المعروف بابن أبي
الصّيف.
كان عارفا بالمذهب. حصّل كثيرا من الكتب، وسمع بمكة من أبي نصر عبد
الرحيم بن عبد الخالق اليوسفي، وعليّ بن عمّار الطّرابلسيّ، والحسن
بن عليّ البطليوسيّ، والمبارك ابن الطّبّاخ، وعبد المنعم بن عبد
الله الفراويّ، وطبقتهم.
__________
[1] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
585، ومعجم المؤلفين 8/ 197.
[2] اليسّانة: من عمل قرطبة. ويقال: اليشانة، بالمعجمة. انظر: نزهة
المشتاق في اختراق الآفاق للإدريسي 2/ 537، ويقال: هي مدينة اليهود
2/ 571.
[3] اسمه «الدرّة الوسطى في السلك المنظوم» كما قال ابن الأبار.
[4] انظر عن (محمد بن إسماعيل) في: الكامل في التاريخ 12/ 300،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 264 رقم 1275، والمشتبه 1/ 320، ورحلة
ابن جبير 132، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 295 رقم 745، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 19، والبداية والنهاية 13/ 64، والعقد
الثمين للفاسي 1/ 415، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/ 395 رقم
364، والديباج المذهب 301، والمقفى الكبير للمقريزي 5/ 563، 564
رقم 2094، والعسجد المسبوك 2/ 341 وفيه: «محمد بن علي بن إسماعيل»
، وطبقات الخواص 141، وكشف الظنون 1278، وهدية العارفين 2/ 108،
وديوان الإسلام 3/ 214 رقم 1340، وفهرس الفهارس 2/ 118، والرسالة
المستطرفة 77، والأعلام 6/ 261، ومعجم المؤلفين 9/ 57 وفيه وفاته
سنة 607 هـ.
وسيعاد في وفيات سنة 619 هـ. اعتمادا على ما ذكره المنذري في
التكملة حيث أورده مرتين فوهم، وتابعه المؤلف- رحمه الله- في وهمه
أيضا، ونبّه إلى ذلك القاضي تقي الدين الفاسي في (العقد الثمين 1/
415) ، وسأذكر ذلك عند إعادته ثانية في وفيات سنة 619 هـ.
(43/343)
وجمع أربعين حديثا عن أربعين شيخا، من
أربعين مدينة، سمع من الكلّ بمكّة. وكان على طريقة حسنة، وسيرة
جميلة، وخير.
توفّي بمكّة في ذي الحجّة.
والصّيف: بصاد مهملة.
474- محمد بْن حسن [1] بْن محمد بْن يوسف بن خلف.
أبو عبد الله ابن الحاجّ الأنصاريّ، المالقيّ، ويعرف أيضا بابن
صاحب الصّلاة.
سمع: أبا عبد الله ابن الفخّار، وعبد الحقّ بن بونه، وجماعة. وحجّ
فلقي في طريقه الحافظ أبا محمد عبد الحقّ بن عبد الرحمن ببجاية
فسمع منه، وبالإسكندرية من أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد
الرحمن الحضْرميّ، وبمكة من أبي حفص الميانشيّ. وقفل إلى بلده
مالقة، وحدّث.
أخذ عنه: ابن حوط الله، وأبو القاسم الملاحي، وغيرهما.
استشهد بوقعة العقاب في صفر.
475- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن [2] بْن عَبْد اللَّه بْن عمر بن
هارون.
أبو عبد الله الشّونيّ.
وشون: من عمل إشبيلية.
سمع: أبا الحسن بن هذيل، وأبا الحسن ابن النّعمة، وأبا بكر بن
نمارة.
وكان مشاركا في الفقه، وولي الأحكام ببلنسية، وكتب بخطّه الكثير من
العلوم.
قال الأبّار: وناولني «رسالة» ابن أبي زيد، و «التّيسير» لأبي
عمرو. ولم يكن له بصر بالحديث. توفّي في ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (محمد بن حسن) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 585.
[2] انظر عن (محمد بن الحسين) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 587.
(43/344)
476- محمد بن سعد [1] بن محمد.
أبو الفتح الدّيباجيّ، المروزيّ.
شيخ العربيّة بمرو، ومصنّف كتاب «المحصّل في شرح المفصّل»
للزّمخشريّ.
سمع من: أبي سعد ابن السمعانيّ.
وحدث، وأقرأ النّحو دهرا. وحجّ. وعاش اثنتين وتسعين سنة. وهو مشهور
في تلك الدّيار، ومن أعيان النّحاة.
توفّي بمرو في ثامن عشر صَفَر.
477- مُحَمَّد بْن عَلِيّ [2] بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن.
أبو العلاء ابن الرّاس اليمنيّ، ثمّ البغداديّ، الصّوفيّ.
سَمِعَ مِن: أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن الحسن الفارسيّ،
وأبي المظفّر هبة الله ابن الشّبليّ، وأبي الوقت السّجزيّ، وجماعة.
وعاش نيّفا وثمانين سنة.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ، وغيره.
وتوفّي في ذي القعدة.
ولد لأبيه باليمن وهو في التّجارة، وسمع بمكّة من ابن الكروخيّ.
478- محمد بن علي بن حمزة [3] بن فارس بن محمد بن عبيد.
__________
[1] انظر عن (محمد بن سعد) في: تاريخ ابن الدبيثي (شهيد علي 1870)
ورقة 45، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 241 رقم 1230، وإنباه الرواة
3/ 139، 140، وذيل الروضتين 82، والمختصر المحتاج إليه 1/ 51،
والوافي بالوفيات 3/ 89، 90، والبداية والنهاية 13/ 64، وطبقات
النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 25، وعقد الجمان 17/ ورقة
240، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 133، 134، وبغية الوعاة 1/ 111،
112.
[2] انظر عن (محمد بن علي) في: ذيل تاريخ مدينة السلام بغداد لابن
الدبيثي 2/ 145، 146 رقم 380، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 261، 262
رقم 1270، والمختصر المحتاج إليه 1/ 99.
[3] انظر عن (محمد بن علي بن حمزة) في: ذيل تاريخ مدينة السلام
بغداد لابن الدبيثي
(43/345)
أبو الفرج الحرّانيّ، البغداديّ، ابن
القبّيطيّ [1] ، أخو حمزة.
ولد في صفر سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أبي عبد الله الحسين، وأبي محمد عبد الله سبطي أبي منصور
الخيّاط، وأبي عبد الله ابن السّلّال، وأبي القاسم عليّ ابن
الصّبّاغ، وأبي منصور بن خيرون، وأبي سَعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد
البغداديّ ثُمَّ الأصبهانيّ، وأحمد بن الأشقر، وطبقتهم.
وثّقه أبو عبد الله الدّبيثيّ [2] ، وروى عنه هو، والضّياء،
والجمال يحيى ابن الصّيرفيّ، والمحبّ ابن النّجّار، وآخرون.
وتُوُفّي في الثامن والعشرين من جُمادى الأولى.
وأجاز للفخر عليّ، ولجماعة.
وقد روى الحديث من بيته جماعة منهم: بنوه: عبد اللّطيف، وعبد
العزيز، ونصر.
وكان متيقّظا، حسن الأخلاق، صبورا للطّلبة، جميل الأمر.
سمع منه الجمال ابن الصّيرفيّ كتاب «معرفة الصّحابة» لأبي عبد الله
بن مَنْدَهْ، بسماعه من أبي سعد أحمد بن محمد ابن البغداديّ، عن
أصحاب المؤلّف، لأنّه سمعه ملفّقا على اثنين أو ثلاثة أنفس.
479- محمد بن أبي بكر [3] محمد بن علي بن عبد العزيز.
__________
[2] / 144، 145 رقم 379، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 249، 250 رقم
1243، والإعلام بوفيات الإعلام 250، والإشارة إلى وفيات الأعيان
318، والعبر 5/ 32، والمختصر المحتاج إليه 1/ 99، وسير أعلام
النبلاء 22/ 9، 10 رقم 2، والوافي بالوفيات 4/ 158، 159 رقم 1694،
وشذرات الذهب 5/ 38.
[1] القبيطي: بضم القاف وتشديد الباء الموحدة وفتحها وبعدها ياء
آخر الحروف وطاء مهملة وياء النسبة. (المنذري) .
[2] في ذيل تاريخ مدينة السلام 2/ 144، 145.
[3] انظر عن (محمد بن أبي بكر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921)
ورقة 130، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 240 رقم 1227، والمختصر
المحتاج إليه 1/ 106، 107،
(43/346)
أبو عبد الله ابن السّمّذيّ، البغداديّ،
الدّارقزّيّ، ابن أخت عمر بن طبرزد وزوج ابنته.
سمع بإفادته من أحمد ابن الطّلّاية، وأحمد بن أحمد ابن الخرّاز.
وحدّث.
وكان مولده في سنة أربعين، وتوفّي في المحرّم.
وكانت طريقته غير مرضيّة- قاله ابن النّجّار ولم يسمع منه شيئا.
480- محمد بن محمد بن أبي الفضل [1] .
أبو عبد الله الخوارزميّ.
ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
وسمع بأصبهان من زاهر الشّحّاميّ.
روى عنه الضّياء، وغيره. وبالإجازة الشيخ شمس الدّين عبد الرحمن و
... [2] .
ومات في سلخ ذي الحجّة.
481- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الكريم [3] .
أبو عبد الله ابن الأكّاف [4] الموصليّ.
سمع من خطيب الموصل عبد الله ابن الطّوسيّ. وقدم دمشق، فسمع بها.
وسمع ببغداد من نصر الله القزّاز، وجماعة.
وعني بالجمع والكتابة. وحدّث ببلده، وأقام مجاورا بجامع الموصل
العتيق مقبلا على العبادة والخير- رحمه الله-.
__________
[ () ] وقد تقدّم باسم «أفضل» برقم (437) والصواب: «محمد» كما هنا.
[1] انظر عن (محمد بن محمد بن أبي الفضل) في: العبر 5/ 32، وسيعيده
المؤلف- رحمه الله- بعد قليل، رقم 483 فكأنه ذهل ولم ينبّه إلى
تكراره.
[2] في الأصل بياض مقدار كلمتين.
[3] انظر عن (محمد بن محمد بن عبد الكريم) في: تاريخ ابن الدبيثي
(باريس 5921) ورقة 130، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 265 رقم 1277،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 127.
[4] الأكّاف: بفتح الهمزة وتشديد الكاف وفتحها وبعد الألف فاء.
نسبة إلى عمل أكاف الدوابّ. (المنذري) .
(43/347)
482- محمد بن مسعود [1] بن حسن
النّيسابوريّ.
قال الحافظ الضّياء: توفّي بنيسابور في ذي الحجّة، ومولده سنة عشر
وخمسمائة.
قلت: أجاز للفخر. وذكره المنذريّ في سنة عشر، ووصفه بالزّهد، وقال:
يعرف بالكوف.
483- محمد بن محمد بن أبي الفضل [2] .
أبو عبد الله الخوارزميّ، ثمّ الأصبهانيّ.
من شيوخ الحافظ الضّياء، قال: توفّي في آخر سنة تسع، وولد سنة أربع
وعشرين وخمسمائة.
484- المبارك بن سعد الله [3] بن المبارك بن بركة.
أبو الرضا الواسطيّ الأصل، البغداديّ، الظّفريّ، الطّحّان.
سمع من: ابن ناصر، وعبد الملك بن عليّ الهمذانيّ.
توفّي في رمضان. وقيل: توفّي سنة عشر.
روى عنه: الدّبيثيّ.
485- محمود بن عثمان [4] بن مكارم النّعّال.
الرجل الصّالح.
توفّي ببغداد في صفر برباطه.
__________
[1] انظر عن (محمد بن مسعود) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 269 رقم
1284.
[2] ذهل المؤلف- رحمه الله- فذكره هنا، بعد أن ذكره قبل قليل، رقم
480 ولم يتنبّه إلى ذلك.
[3] انظر عن (المبارك بن سعد الله) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
259 رقم 1263.
[4] انظر عن (محمود بن عثمان) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 562، 563،
وفيه: «محمد بن مسعود بن مكارم» ، وذيل الروضتين 82، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 240، 241 رقم 1228، والبداية والنهاية 13/ 64،
والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 63، 64 رقم 233، وعقد الجمان 17/
ورقة 340، والنجوم الزاهرة 6/ 207، وقلائد العقيان للتادفي 118،
وشذرات الذهب 5/ 38، 39.
(43/348)
وكان شيخا صالحا زاهدا، أمّارا بالمعروف،
نهّاء عن المنكر.
روى عن: أبي الفتح ابن البطّيّ، وغيره.
قال أبو شامة في «تاريخه» [1] : انتفع به خلق كثير ببغداد. قال:
وكان شيخا عابدا، مهيبا لطيفا باسما، يَصُومُ الدَّهْرَ وَيَخْتِمُ
الْقُرْآنَ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ.
وكان لا يتقوّت إلّا من غزل عمّته. بنى رباطا بباب الأزج يأوي إليه
طلبة العلم من المقادسة وغيرهم. وله رياضات ومجاهدات، قد ساح في
بلاد الشّام. وكان مولده في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة [2] .
روى عنه: الضّياء محمد، وغيره. وروى عنه ابن النّجّار، وقال: كان
صالحا زاهدا عابدا، ورعا، ناهيا عن المنكر، كثير الخير.
486- محمود بن مسعود [3] البغداديّ.
المكبّر بجامع القصر.
__________
[1] في ذيل الروضتين 82.
[2] وقال ابن رجب: وكان يطالع الفقه والتفسير، ويجلس في رباطه
للوعظ. وكان رباطه مجمعا للفقراء وأهل الدين، وللفقهاء الحنابلة
الذين يرحلون إلى أبي الفتح بن المنّي للتفقّه عليه، فكانوا ينزلون
به، حتى كان الاشتغال فيه بالعلم أكثر من الاشتغال بسائر الدروس.
وكان الرباط شعث الظاهر، عامرا بالفقهاء والصالحين. سكنه الشيخ
موفق الدين المقدسي، والحافظ عبد الغني، وأخوه الشيخ العماد،
والحافظ عبد القادر الرهاوي وغيرهم من أكابر الرحالين لطلب العلم.
قال أبو الفرج الحنبلي: ولما قدمت بغداد سنة اثنتين وسبعين نزلت
الرباط ولم يكن فيه بيت خال، فعمّرت به بيتا وسكنته. وكان الشيخ
محمود وأصحابه ينكرون المنكر، ويريقون الخمور، ويرتكبون الأهوال في
ذلك. حتى إنه أقام أنكر على جماعة من الأمراء، وبدّد خمورهم، وجرت
بينه وبينهم فتن، وضرب مرات، وهو شديد في دين الله، له إقدام
وجهاد. وكان كثير الذكر، قليل الحظ من الدنيا، وكان يسمّى شحنة
الحنابلة.
ذكر ذلك ابن الحنبلي وقال: كان يهذّبنا ويؤدّبنا، وانتفعنا به
كثيرا.
وقال غيره: كان صالحا خيّرا، موصوفا بالزهد والصلاح والظرافة،
وكانت له قصص في إنكاره. (الذيل على طبقات الحنابلة) .
[3] انظر عن (محمود بن مسعود) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 260
رقم 1266، والمختصر المحتاج إليه 3/ 185 رقم 1181.
(43/349)
روى عن: أبي الفتح ابن البطّي، وأبي
المعالي الباجسرائيّ.
وتوفّي في شوّال.
روى عنه: الدّبيثيّ، وابن النّجّار.
487- مرتفع بن جبريل [1] بن قراتكين بن عبد الله بن شجاع.
أبو العوّالي الكنانيّ، المصريّ، الشافعيّ، المُقرئ.
قرأ القراءات عَلَى أَبِي الْجُيوشِ عساكرِ بن عليّ، وأبي الفوارس
فارس ابن تركيّ، وأبي الجود غياث اللّخميّ. وسمع من أبي طاهر
السّلفيّ.
وحدّث، وأقرأ، وانتفع به خلق. وكان إماما فاضلا صالحا.
توفّي بالقاهرة في ثاني شعبان، وله ثلاث وستّون سنة.
[حرف النون]
488- نصر الله بن أبي بكر [2] بن باباه [3] الأسعرديّ الشّاعر.
المعروف بمادح الرحمن، نزيل دمشق.
يقال: إنّه لم يمدح أحدا من المخلوقين، بل قصر شعره على ذكره الله
والثّناء عليه.
روى عنه الشّهاب القوصيّ وغيره من شعره.
وتوفّي في جمادى الأولى، ودفن بمقبرة باب الفراديس.
489- نصر ابن الرئيس أبي بكر منصور [4] ابن الأجل أبي القاسم نصر
بن منصور بن الحسين ابن العطّار.
__________
[1] انظر عن (مرتفع بن جبريل) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 255،
256 رقم 1255.
[2] انظر عن (نصر الله بن أبي بكر) في: ذيل الروضتين 81، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 249، رقم 1242، وتلخيص مجمع الآداب 5/ رقم 36،
وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 134.
[3] في تاريخ ابن الفرات: «باب» من غير هاء.
[4] انظر عن (نصر بن منصور) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 253، 254
رقم 1251، والمختصر المحتاج إليه 3/ 213، 214 رقم 1259.
(43/350)
أبو القاسم، الحرّانيّ الأصل، البغداديّ.
وُلِد سنة خمس وخمسين.
وسَمِعَ من أَبِي الفتح ابن البطّيّ، وأبي زرعة، وجماعة. ودخل
دمشق، ومصر.
وقيل: إنّه لم يحدّث بشيء.
وكان أبُوهُ ظهير الدّين من كبار الرؤساء، وقد ذكرناه.
[حرف الياء]
490- يحيى بن سالم [1] بن مفلح.
أبو زكريّا البغداديّ.
حدث بالموصل عن أبي الوقت السّجزيّ.
وتوفي في رمضان بالموصل.
491- يَحْيَى بْن مُحَمَّد [2] بْن عَبْد اللَّه بْن غنيمة.
الإمام أبو زكريّا ابن حواوا الخيّاط، المقرئ.
قرأ بالروايات الكثيرة على أصحاب البارع والمزرقيّ، وبالغ في ذلك
حتّى صار من أكمل قرّاء زمانه. ونظر في العربية. وتفقّه لأحمد.
وسمع الكثير من ابن شاتيل، ونصر الله القزّاز.
ختم عليه خلق. وكان صالحا، حسن الطّريقة.
وثّقه ابن النّجّار وروى عنه، وقال: مات في شعبان سنة تسع فجاءة.
[الكنى]
492- أبو بكر بن عيسى [3] بن محمد بن خلف الحربيّ.
__________
[1] انظر عن (يحيى بن سالم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 259، 260
رقم 1264، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 64، 65 رقم 234، وشذرات
الذهب 5/ 39.
[2] انظر عن (يحيى بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 256 رقم
1256.
[3] انظر عن (أبي بكر بن عيسى) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 257
رقم 1259، وتاريخ ابن
(43/351)
المعروف بالجلخ.
سَمِعَ من هبة اللَّه بْن أَحْمَد الشِّبْلي. وحدّث.
توفّي في رمضان.
روى عنه ابن النّجّار ووصفه بالصّلاح [1] .
493- أبو منصور ابن الصّوفيّ [2] .
الكلابيّ، الدّمشقيّ.
لم أظفر باسمه.
قال المنذريّ: تُوُفّي في الخامس والعشرين مِن ذي الحجة. حدّث
بداريّا عن الحافظ أبي طاهر السّلفي. توفّي بدمشق، ودفن بمقابر باب
الصّغير.
وفيها ولد
أبو بكر محمد ابن الحافظ إسماعيل ابن الأنماطيّ.
والكمال أحمد بن محمد ابن النّصيبيّ الحلبيّ.
والصّدر إبراهيم بن أحمد بن عقبة البصرويّ.
والشرف مظفّر بن محمد بن قصيبات التّاجر بدمشق.
والشرف يحيى بن أحمد ابن الصّوّاف الإسكندرانيّ.
والمحيي يوسف بن حسن ابن القابسيّ الإسكندرانيّ.
والنّجم عبد اللّطيف بن نصر بن سعيد الشيخيّ، الّذي روى عن ابن
روزبه.
__________
[ () ] الدبيثي (باريس 5921) ورقة 198، 199، والمختصر المحتاج إليه
1/ 275.
[1] وقال المنذري: «ولنا منه إجازة كتب بها إلينا من بغداد في شوال
سنة ثمان وستمائة، وهو بكنيته مشهور، ويعرف بالجلخ- بفتح الجيم
وسكون اللام وبعدها خاء معجمة (التكملة 2/ 257) ، وقال ابن الدبيثي
في تاريخه: «جلخ بن عيسى.. من أهل الحربية، هكذا كان اسمه في «شيوخ
الحربية» تخريج أحمد بن سلمان المعروف بالسكر، وهو بكنيته معروف،
وأظن جلخ لقبا له جعله السّكّر اسما له» (الورقة 298 باريس 5921) .
[2] انظر عن (أبي منصور ابن الصوفي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
263 رقم 1273.
(43/352)
والفخر يوسف بن كرم البغداديّ الصّائغ،
يروي عن الفتح بن عبد السّلام.
والكمال عليّ بن عبد الله بن إبراهيم المتيجيّ، بالإسكندرية.
وعماد الدّين داود بن محمد بن أبي القاسم، بالقدس في رجب.
والزّكيّ إبراهيم بن عبد الرحمن ابن المعريّ، ببعلبكّ.
وعبد الرحيم بن عبد المنعم ابن الدّميريّ، بمصر تقريبا.
والمحدّث أبو صالح عبيد الله بن عمر ابن العجميّ بحلب.
ومحمد بن عبد الصّمد بن محمد ابن العجميّ، سمعا الافتخار.
وتاج الدّين أحمد بن عبد الكريم ابن الأغلاقيّ.
(43/353)
سنة عشر وستّمائة
[حرف الألف]
494- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن هبة الله [1] .
تاج الأمناء، أبو الفضل الدّمشقيّ، المعدّل.
ابن أخي الحافظ أبي القاسم ابن عساكر، وأحد الإخوة وأكبرهم، ووالد
العزّ النّسّابة.
ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
وسمع من: نصر بن أحمد بن مقاتل، وأبي العشائر محمد بن خليل
القيسيّ، وأبي المظفّر سعيد الفلكيّ، وعمّيه: الصّائن هبة الله،
والثّقة عليّ، وأبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي القاسم ابن
البنّ، وجماعة كبيرة.
وسمع بمكّة من أحمد بن المقرّب، والشيخ أبي النّجيب عبد القاهر
السّهرورديّ.
وخرّج لنفسه مشيخة، وتكلّم على أحاديثها ومواليدها، وكتب وجمع،
وكان فصيحا، صحيح النّقل، محترما جليلا، خدم في مناصب كبار.
__________
[1] انظر عن (أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَسَن بْن هبة الله) في:
التقييد لابن نقطة 181 رقم 202، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 281،
282 رقم 1305، وذيل الروضتين 86، والإعلام بوفيات الأعلام 251،
والإشارة إلى وفيات الأعيان 319، والعبر 5/ 33، وسير أعلام النبلاء
22/ 26، 27 رقم 21، ومرآة الجنان 4/ 19، والبداية والنهاية 13/ 66،
والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 232، وعقد الجمان 17/ ورقة 345،
والنجوم الزاهرة 6/ 210، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 141، 142،
وشذرات الذهب 5/ 40، وديوان الإسلام 3/ 229 رقم 1516، والأعلام 1/
217، ومعجم المؤلفين 2/ 92.
(43/354)
روى عنه: ابنه عزّ الدّين محمد، وابن خليل،
والضّياء محمد، والشّهاب القوصيّ، وأبو الغنائم المسلّم بن علّان،
ومحمد بن عليّ ابن النّشبيّ، وغيرهم.
توفّي في ثاني رجب، ودفن بتربتهم عند مسجد القدم.
495- أحمد بن محمد بن إبراهيم [1] بن يحيى.
أبو جعفر الحميريّ، الكتاميّ، القرطبيّ، المعمّر، خطيب قرطبة.
سمع: أبا عبد الله بن مكّيّ، وأبا مروان بن مسرّة، وأبا عبد الله
بن نجاح الذّهبيّ، وأخذ القراءات عن أبي بكر عيّاش بن فرج، وعبد
الرحيم الحجّاريّ. وأخذ النّحو واللّغة عن أبي بكر بن سمجون، وأبي
الحجّاج المراديّ، وأجاز له الإمام أبو عبد الله المازريّ وتفرّد
بالرواية عنه.
وتصدّر للإقراء بجامع قرطبة دهرا، ودرّس علوم اللّسان.
قال الأبّار [2] : وكان حافظا لها بصيرا بها. طال عمره، وأخذ الناس
عنه وتوفّي في صفر وقد جاوز الثّمانين.
وقال المنذريّ [3] : إنّه يعرف بابن الوزغيّ، وأنّه روى عن أبي
الحسن يونس محمد بن مغيث، وشريح بن محمد الرّعينيّ، وأبي عبد الله
جعفر بن محمد بن مكّيّ بن أبي طالب القيسيّ- يعني بالإجازة.
وذكره ابن مسدي في «مشيخته» بالإجازة، وقال: تفرّد بالسّنن
والإسناد وكلّ فضيلة تستفاد، وتصرّف من المعارف في فنون مع براعة
في المنثور
__________
[1] انظر عن (أحمد بن محمد بن إبراهيم) في: تكملة الصلة لابن
الأبار 1/ 102، 103، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 290، 291 رقم 1325،
والمعجب 379 (القاهرة 1963) ، والمغرب 1/ 215، والذيل والتكملة
لكتابي الموصول والصلة ج 1 ق 1/ 394- 397 رقم 564، وسير أعلام
النبلاء 22/ 27 رقم 22، وغاية النهاية 1/ 99، 100 رقم 456، وبغية
الوعاة 1/ 355.
[2] في تكملة الصلة 1/ 102.
[3] في التكملة لوفيات النقلة 2/ 290، 291.
(43/355)
والموزون. وكان في القراءة والآداب إماما
غير منازع في هذا الباب مع سموّ قدر ونزاهة ذكر.
ويعرف بالوزغيّ [1]- بسكون الزّاي- وقيل: وزغة من قرى قرطبة.
سَمِعَ من: جعفر بن محمد بن مكّيّ، وعبد العزيز بن خلف بن مدير،
وعبد الرحيم بن قاسم، وعيّاش بن فرج، ويوسف بن إسماعيل، ومحمد بن
يوسف التّميميّ. وهو آخر من روى في الدّنيا عنهم بالسّماع. ولم يزل
مقرئا للقراءات وتواليفها، ملقيا للآداب وتصاريفها. إلى أن قال:
كتب إلينا أبو جعفر بن يحيى من قرطبة، أخبرنا عبد العزيز بن خلف،
أخبرنا محمد بن سعدون القرويّ، أخبرنا عليّ بن منير الخلّال- فذكر
حديثا. وأنبأنا، قال:
أخبرنا جعفر بن محمد، أخبرنا عبد الملك بن سراج- فذكر حديثا.
قِيلَ مولده قبل العشرين وخمسمائة بيسير [2] .
496- أحمد بن محمد بن عمر [3] .
__________
[1] وقال ابن عبد الملك الأنصاري في هذه النسبة: وهي أشهرها وكان
يكرهها ويقلق لها.
(الذيل والتكملة 1 ق 1/ 394) .
[2] وقال ابن عبد الملك الأنصاري: مولده فيما بين سنتي أربع وثمان
وعشرين وخمسمائة.
وقال: وكان قد امتدح بشعره بعض ملوك عصره ثم نزع عن ذلك واستغفر
الله منه وفي رفضه ذلك يقول:
ولما رأيت الناس طرا تكالبوا ... ولم يسمحوا إلا بكذب من الوعد
ولم يجد مديحهم فتيلا وزادني ... غناء وحار القصد عن سنن القصد
نبذت لهم نبذا وعذت بخالقي ... ويا فوز من قد عاذ بالصمد الفرد
بمن يملك الأشياء لا رب غيره ... ويرضى بإلحاح السؤال عن العبد
فيا خالتي عطفا عليّ ورحمة ... يعوذ بها من لا يعيد ولا يبدي
(الذيل والتكملة 1 ق 1/ 397)
[3] انظر عن (أحمد بن محمد بن عمر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5921) ورقة 222، 223، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 564، 565، وذيل
الروضتين 84، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 274 رقم 1289، والمستفاد
من ذيل تاريخ بغداد 78، 79، رقم 49، والوافي بالوفيات 8/ 72 رقم
3493، وعقد الجمان 17/ ورقة 346.
(43/356)
أبو بكر الأزجيّ، المؤدّب، المفيد، موفّق
الدّين.
سمع من: ذاكر بن كامل، وعبد الخالق ابن الصّابونيّ، ويحيى بن بوش،
وابن كليب، وطبقتهم.
وقدم دمشق فقيرا واجتمع بالملك الظّاهر بحلب، وقال: قد بعث لك
الخليفة معي إجازة، وكذب، فخلع عليه وأعطاه خمسين دينارا، ودار على
ملوك البلاد وحصّل منهم ثلاث مائة دينار.
قال شمس الدّين أبو المظفّر الواعظ [1] : اجتمعت به وقلت له: فعلت
ما فعلت، فلا تقرب بغداد، فقال: «أتتك بحائن [2] رجلاه» ! فقلت: ما
أخوفني أن يصحّ المثل فيك. فكان كما قلت، قدم بغداد فلمّا أمسى دقّ
عليه الباب، فخرج فسحبه رجل، وضربه بسكّين قتله، ثمّ صاح على أخته:
اخرجي خذي أخاك وما معه، فخرجت فإذا هو مقتول، فأخذت المال الّذي
معه ودفنته.
قلتُ: رَوَى عَنْهُ القاضي شمسُ الدّين أَبُو نصر ابن الشيرازيّ في
«مشيخته» . وقتل في سادس عشر ربيع الآخر [3] .
497- أحمد بن مسعود [4] بن عليّ.
__________
[1] في مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 564، 565.
[2] يقال: حان الرجل، إذا هلك، وأحانه الله.
[3] من شعره:
أحبّه قلبي طال شوقي إليكم ... وعزّ دوائي ثم لم يبق لي صبر
أحنّ إليكم والحنين يذيبني ... وأشتاقكم عمري وينصرم العمر
فو الله ما اخترت البعاد ملالة ... ولا عن قلى يا سادتي فلي العذر
ولكن قضى ربّي بتشتيت شملنا ... له الحمد فيما قد قضى وله الشكر
فصبر لعلّ الله يجمع بيننا ... نعود كما كنا ويصفو لنا الدهر
(المستفاد)
[4] انظر عن (أحمد بن مسعود) في: الكامل في التاريخ 12/ 302،
وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 229، وذيل الروضتين 84،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 217، والعبر 5/ 34، والبداية والنهاية
13/ 65، والجواهر المضية 1/ 125، والوافي بالوفيات
(43/357)
أبو الفضل التّركستانيّ، الفقيه الحنفيّ.
قدم بغداد وتفقّه، وبرع في المناظرة، وانتهت إليه الرئاسة في
المذهب.
ودرّس بمشهد أبي حنيفة. وحدّث بالإجازة عن الإمام الناصر لدين
الله، وليس ذلك من العلو في شيء، فإنّ في زماننا لو روى شخص عن
النّاصر بالإجازة لما عدّ ذلك في العوالي، فكيف الرواية عنه من
أكثر من مائة سنة وفي حياته؟! وإنّما ذلك من الكبر والتّعاظم بلا
مستند.
وقد صدر أبو الفضل رسولا إلى النّواحي.
وتوفّي في ربيع الآخر.
498- إبراهيم بن سنقر [1] البزاز.
بغداديّ حدّث عن عبد الملك بن عليّ الهمذانيّ.
توفّي في حدود هذه السنة.
499- إبراهيم بن محمد [2] بن عبد العزيز.
أبو إسحاق الحضرميّ، الإشبيليّ، ويعرف بابن حصنيّ [3] .
حجّ وسمع من: أبي طاهر السّلفيّ، وابن عوف المالكيّ.
قال الأبّار [4] : وكان مجتهدا في العبادة، منقطع القرين في الخير.
توفّي في جمادى الأولى [5] .
__________
[8] / 178 رقم 3600، ومرآة الجنان 4/ 19، وعقد الجمان 17/ ورقة
344، والطبقات السنية 1/ ورقة 505، 506، وسلّم الوصول لحاجي خليفة،
ورقة 150، وشذرات الذهب 5/ 40، ومهام الفقهاء للأدرنوي، ورقة 30.
[1] انظر عن (إبراهيم بن سنقر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921)
ورقة 259، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 292، رقم 1330، وتلخيص مجمع
الآداب رقم 1904.
[2] انظر عن (إبراهيم بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/
164، والمقفى الكبير للمقريزي 1/ 407 رقم 364.
[3] في تكملة الصلة: «حصن» .
[4] في التكملة 1/ 164.
[5] وذكر ابن الأبار أنه توفي في السابع والعشرين من الشهر.
(43/358)
500- إبراهيم بن نصر [1] بن عسكر.
القاضي ظهير الدّين، قاضي السّلاميّة.
تفقّه للشّافعيّ على الْإِمَام أَبِي عَبْد اللَّه الْحُسَيْن بْن
نصر بن خميس، وسمع منه. وارتحل إلى بغداد، وسمع بها، وتأدّب على
أبي البركات الأنباريّ.
وولي قضاء السّلاميّة، وهي من كبار قرى الموصل.
وله شعر جيّد [2] .
توفّي في ربيع الآخر.
501- إسماعيل بن عَبْد الجبّار [3] بْن يوسف بْن عَبْد الجبّار بن
شبل.
القاضي أبو الطّاهر بن القاضي الأكرم أبي الحجّاج الجذاميّ،
الصّويتيّ، المقدسيّ الأصل، المصريّ، علم الدّين.
ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
وقرأ الأدب على العلّامة ابن برّي وصحبه مدّة. وصحب شيخ الدّيوان
يومئذ السّديد أبا القاسم كاتب ناصر الدّولة، وانتفع بصحبته. وسمع
بالإسكندرية من السّلفيّ.
وولي ديوان الجيش للسّلطان صلاح الدّين ثمّ للملك العزيز ابنه
وللأفضل. ثمّ ولي للملك العادل إلى أن صرف منه.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن نصر) في: معجم البلدان 3/ 234، وخريدة
القصر (قسم الشام) 2/ 346، وعقود الجمان لابن الشعار 1/ ورقة 22،
ووفيات الأعيان 1/ 19، وتاريخ إربل 1/ 395 (في ترجمة ابنه إسماعيل)
رقم 297، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 61، والبداية والنهاية 13/
63، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 139- 141.
[2] انظر شعره في عقود الجمان لابن الشعار، والبداية والنهاية،
وتاريخ ابن الفرات.
[3] انظر عن (إسماعيل بن عبد الجبار) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
287، 288 رقم 1318، وتلخيص مجمع الآداب 4 ق 1/ 568 رقم 524، وبغية
الطلب (المصوّر) 4/ 184 رقم 519، والوافي بالوفيات 9/ 141، 142 رقم
3043، والمقفى الكبير للمقريزي 2/ 116، 117 رقم 766، وتاريخ ابن
الفرات ج 5 ق 1/ 142، 143.
(43/359)
وكان شاعرا مترسّلا.
ومن الاتّفاقات الغريبة: أنّ العلم هذا ووالده عاشا عمرا واحدا:
إحدى وستّين سنة، وماتا في ذي القعدة، وولي كلّ واحد منهما ديوان
الجيوش عشرين سنة.
وكان أبوه من كبار الكتّاب المصريّين. وولد جدّه أبو الحجّاج
بالقدس، وقدم مصر وهو شابّ، فاشتغل بالفقه، وولي القضاء بالغربية،
وكان فقيها صالحا خيّرا.
وللعلم ولدان فاضلان وهما: محمد ويوسف، رويا الحديث وسيأتيان- إن
شاء الله-.
502- إسماعيل بن عليّ [1] بن الحسين.
فخر الدّين الأزجيّ، الرفّاء، المأمونيّ، الحنبليّ، الفقير،
المتكلّم، المعروف بغلام ابن المنّي.
ولد في صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
وتفقّه على شيخه الإمام أبي الفتح نصر ابن المنّي، وسمع منه، ومن
شهدة الكاتبة، ولاحق بن كاره.
ودرّس بعد شيخه في مسجده بالمأمونية. وكانت له حلقة بجامع القصر
__________
[1] انظر عن (إسماعيل بن علي) في: مرآة الزمان ج 8 ق 2/ 565- 567،
وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5921) ورقة 246، والتكملة لوفيات النقلة
2/ 272، 273 رقم 1287، وذيل الروضتين 84، 85، وتلخيص مجمع الآداب
4/ رقم 1993، وتاريخ إربل 1/ 348، والإشارة إلى وفيات الأعيان 319،
والمختصر المحتاج إليه 1/ 244، والعبر 5/ 34، وسير أعلام النبلاء
22/ 28- 30 رقم 24، والوافي بالوفيات 9/ 157- 159 رقم 4069، والذيل
على طبقات الحنابلة 2/ 66- 68 رقم 237، والبداية والنهاية 13/ 65،
ولسان الميزان 1/ 323، 324، وعقد الجمان 17/ ورقة 344، والنجوم
الزاهرة 6/ 210، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 142، والألقاب
للسخاوي، ورقة 117، وشذرات الذهب 6/ 40، 41، والتاج المكلل للقنوجي
222، 223، ومعجم المؤلفين 2/ 280.
(43/360)
للمناظرة، وكان بارعا في الفقه، والجدل،
ومسائل الخلاف، فصيحا، مناظرا. صنّف تعليقة في الخلاف، وكان يقرئ
العلوم في منزله.
ورتّب ناظرا في ديوان المطبّق، فذمّت سيرته، فحبس وعزل، وبقي خاملا
متحسّرا على الرئاسة إلى أن توالت أمراض فهلك، ولم يكن في دينه
بذاك- قاله ابن النّجّار.
وقال: ذكر لي ولداه: أنّه قرأ الفلسفة على ابن مرقّش النّصرانيّ.
قال:
وسمعت من أثق به: أنّه صنّف كتابا سماه «نواميس الأنبياء» يذكر فيه
أنّهم كانوا حكماء كهرمس وأرسطاطاليس، فسألت بعض تلامذته عن ذلك
فسكت، وقال: كان متسمّحا في دينه، متلاعبا به.
قال ابن النّجّار: وكان دائما يقع في الحديث وأهله ويقول: هم جهّال
لا يعرفون العلوم العقلية. ولم أكلّمه قطّ.
قال أبو المظفّر ابن الجوزي [1] : صنّف له طريقة وجدلا، وكان فصيحا
له عبارة، وصوت رفيع. ولّاه الخليفة ضياع الخاصّ، فظلم الرعيّة،
وجمع الأموال، فعزل وأقام في بيته خاملا فقيرا يعيش من صدقات
النّاس إلى أن مات في ربيع الأول. وولده الشّمس محمد قدم الشّام
بعد سنة عشرين وتعانى الوعظ، وكان فاسقا مجاهرا، خبيث اللّسان،
ومعه جماعة مردان من أبناء النّاس يزعم أنهم مماليكه، وبدت منه
هنات قبيحة. وكان يضرب الزّغل [2] ، وهجا قاضي دمشق ابن الخويّي،
ومحتسبها الصّدر البكريّ، والنّاصح ابن الحنبليّ، وكان يؤذي النّاس
ويفتري. ثمّ عاد إلى بغداد فقطع الخليفة [3] لسانه، وطوّف به،
فتكلّم وهذي، ثمّ عاد إلى السّعاية بالنّاس، فنفي إلى واسط، وألقي
في مطمورة حتّى مات.
__________
[1] في مرآة الزمان 8 ق 2/ 565- 567.
[2] في الأصل: «الرغل» بالراء المهملة. والمثبت عن: مرآة الزمان،
وذيل الروضتين، والمراد النقود المزيّفة.
[3] هو المستنصر باللَّه.
(43/361)
وقال الحافظ الضّياء إسماعيل أبو محمد
الفقيه- صاحب ابن المنّي-:
كان يضرب به المثل في المناظرة، وتوفّي في ربيع الآخر. سمعت عليه
من شعره حسب. وقد سمع من شهدة.
قلت: توفّي في ثامن ربيع الآخر، وأخذ عنه أئمّة منهم: العلّامة مجد
الدّين ابن تيميّة.
503- آيدغمش [1] ، السّلطان صاحب همذان وأصبهان والري.
كان قد تمكّن وعظم أمره، وبعد صيته، وكثر جيشه إلى أن حصر ابن
أستاذه أبا بكر ابن البهلوان صاحب أذربيجان، فلمّا كان في سنة ثمان
وستّمائة خرج عليه منكلي ونازعه في البلاد، وأطاعته المماليك
البهلوانية، فهرب آيدغمش إلى بغداد، فأنعم عليه الخليفة وأعطاه
الكوسات، وسيّره على سلطنة همذان في سنة تسع، وقتل في سنة عشر.
لقبه: شمس الدّين.
[حرف التاء]
504- تاج العلى [2] ، الشّريف النّسّابة الحسنيّ، الرّمليّ،
الرافضيّ، الّذي كان بآمد.
توفّي بحلب.
__________
[1] انظر عن (آيدغمش) في: الكامل في التاريخ 12/ 301، والتكملة
لوفيات النقلة 2/ 291 رقم 1328، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 567،
والمختصر في أخبار البشر 3/ 115، ودول الإسلام 2/ 114، والعبر 5/
34، وتاريخ ابن الوردي 2/ 132، والوافي بالوفيات 9/ 487، 488 رقم
4451، والعسجد المسبوك 2/ 342، والنجوم الزاهرة 6/ 208، وشذرات
الذهب 5/ 41.
[2] انظر عن (تاج العلى) في: ذيل الروضتين 86، والوافي بالوفيات
10/ 373، 374 رقم 4867، ولسان الميزان 1/ 449، 450 رقم 1402، وعقد
الجمان 17/ ورقة 345، وأعيان الشيعة 12/ 403- 408، ومعجم المؤلفين
2/ 303، 302، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق 2
ج 1/ 410، 411 رقم 291.
(43/362)
وكان قد اجتمع هو وأبو الخطّاب ابن دحية،
فقال له: إنّ دحية لم يعقب، فتكلّم فيه ابن دحية ورماه بالكذب، وهو
كذلك.
واسم تاج العلى: الأشرف بن الأعزّ [1] بن هاشم العلويّ الحسنيّ.
ذكره يحيى بن أبي طيِّئ في «تاريخه» ، فقال: هو شيخنا العلّامة
الحافظ النّسّابة الواعظ الشّاعر. قدم علينا وصحبته وقرأت عليه
«نهج البلاغة» وكثيرا من شعره، وأخبرني أنّه ولد بالرملة في غرّة
المحرّم سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وعاش مائة وثمانيا وعشرين
سنة، قال لي: واستهلّت عليّ سنة إحدى وعشرين وخمسمائة بعسقلان،
وفيها اجتمعت بالقاضي أبي الحسن عليّ بن عبد العزيز الصّوريّ
الكنانيّ، وسمعت عليه «مجمل اللّغة» وعمره يومئذ خمس وتسعون سنة،
قال: قدم علينا مدينة صور أبو الفتح سليم الرّازيّ [2] سنة أربعين
وأربعمائة، ونزل عندنا، وسمعت عليه جميع «المجمل» بقراءته على
مصنّفه [3] . قال: واستهلّ عليّ هلال المحرّم سنة إحدى وثلاثين
وخمسمائة بالإسكندرية، ولقي ابن الفحّام، وقرأ عليه بالسّبع بكتابه
الّذي صنّفه. قال: وكنت هذه السّنة بالبصرة، وسمعت من لفظ ابن
الحريريّ خطبة «المقامات» الّتي صنّفها. ثمّ ذكر أنّه دخل المغرب،
وأنّه سمع سنة سبع وأربعين من الكروخيّ كتاب التّرمذيّ، ودخل دمشق،
والجزيرة، واستقرّ بحلب في سنة ستّ وستمائة بعد أن أخذه ابن شيخ
السّلامية وزير صاحب
__________
[1] في لسان الميزان، ومعجم المؤلفين «الأغر» بالغين المعجمة
والراء المهملة.
[2] توفي سليم في طريق عودته من الحج سنة 447 هـ. انظر ترجمته
ومصادرها التي حشدتها في وفيات تلك السنة، برقم 205.
[3] يظهر أن النص هنا ناقص، ويتّضح ذلك من النص في (لسان الميزان)
ففيه: «وقال اجتمعت بالقاضي علي بن عبد العزيز الصوري فسمعت عليه
مجمل اللغة لابن فارس وعمره يومئذ خمس وتسعون سنة وهو يفهم صحيح
السمع والبصر مع تضعضع في أعضائه. قال: وذكر لي حال القراءة عليه
أن ابن فارس قدم عليهم صور سنة أربع وأربعين فأفرد له الشيخ
الشافعيّ أبو الفتح سليم الرازيّ دارا وسمع عليه المجمل من أوله
إلى آخره.
(43/363)
آمد، وبنى في وجهه حائطا، ثمّ خلّص بشفاعة
الظّاهر صاحب حلب، لأنّه هجا ابن شيخ السّلامية، وأقام بحلب، وجعل
له صاحبها كلّ يوم دينارا صوريّا، وفي الشهر عشرة مكاكي حنطة ولحم.
وأخبرني أنّه صنّف كتاب «نكت الأنباء» في مجلّدين، وكتاب «جنّة
النّاظر وجنّة المناظر» خمس مجلّدات في تفسير مائة آية ومائة حديث،
وكتابا في «تحقيق غيبة المنتظر» وما جاء فيها عن النّبيّ- عليه
السّلام- وعن الأئمّة، ووجوب الإيمان بها، و «شرح القصيدة البائية»
للسيّد الحميريّ، وغير ذلك. فسألته أن يأذن لي في نسخ هذه الكتب
وقراءتها، فاعتذر بالتّقيّة، وأنه مسترزق من طائفة النّصب.
قال: وكان هذا الأشرف من نوادر الدّهر علما وحفظا وأدبا وظرفا
ونادرة وكرما، كان يعطي ويهب ويخلع، قدح عينيه ثلاث مرّات. وحكى
لي: أنّه لا يطيق ترك النّكاح، ورزق بنتا في سنة تسع قبل موته
بسنة، ولم يفقد شيئا من أعضائه، لكن قلّ بصره، وأنشدني لنفسه
كثيرا. مات بحلب في تاسع وعشرين صفر. وقد كانت العامّة تطعن عليه
عند السّلطان، ولا يزداد فيه إلّا رغبة، فلمّا مات قال: هاتوا
مثله، ولا تجدونه أبدا!.
قلت: ما كان هذا إلّا وقحا جريئا على الكذب، انظر كيف ادّعى هذا
السّنّ، وكيف كذب في لقاء ابن الفحّام، والحريريّ.
[حرف الحاء]
505- حسام الدّمنهوري [1] .
أبو المهنّد.
سمع من: أبي طاهر السّلفيّ.
وتوفّي في رابع ذي القعدة.
__________
[1] انظر عن (حسام الدمنهوري) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 287
رقم 1317.
(43/364)
506- الحسين بن سعيد [1] بن الحسين بن شنيف
[2] بن محمد.
أبو عبد الله الدّارقزّيّ، الأمين.
ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أبيه، وهبة الله بن أحمد ابن الطبر، وقاضي المارستان،
وعبد الملك، وعليّ ابني عبد الواحد بن زريق القزّاز، وإسماعيل ابن
السّمرقنديّ، وجماعة.
وكان أمين القضاة بمحلّته وما يليها هو، وأبوه. وكان أبوه حنبليّا
صالحا.
قال الدّبيثيّ [3] : كان ثقة من بيت حديث. ثمّ قال: قرأت عليه ونعم
الشيخ كان، أخبركم ابن الطّبر- فذكر حديثا. توفّي في ثالث عشر
المحرّم.
قلت: وروى عنه: الضّياء محمد، والنّجيب عبد اللّطيف، وخطيب دار
القزّ أشرف بن محمد الهاشميّ المعروف بابن قارون، وجماعة. وأجاز
للفخر عليّ، ولجماعة آخرهم موتا الكمال عبد الرحمن المكبّر.
وشنيف: هو ابن محمد بن عبد الواحد بْن عَبْد الله بن عليّ بن فصيح
بن عون بن سليمان بن أسوار بن بحتر بن الدّيلم بن عتيد بن جونة بن
طخفة بن ربيعة- ثمّ ساق نسبه إلى خصفة بن قيس بن عيلان.
507- الحسين بن عبد العزيز [4] بن الحسين.
__________
[1] انظر عن (الحسين بن سعيد) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) ورقة 13، وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 25،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 267، 268 رقم 1280، وتلخيص مجمع الآداب
5/ 330، والمختصر المحتاج إليه 2/ 34، 35، والعبر 5/ 35، والإعلام
بوفيات الأعلام 251، والإشارة إلى وفيات الأعيان 319.
[2] بضم الشين المعجمة وفتح النون وسكون الياء آخر الحروف.
[3] ذيل، الورقة 25 (باريس 5922) .
[4] انظر عن (الحسين بن عبد العزيز) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 26، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 277، 278 رقم 1296،
والمختصر المحتاج إليه 2/ 35، 36 رقم 611.
(43/365)
أبو عبد الله الكوفيّ، ثمّ الواسطيّ،
المعروف بابن الوكيل البزّاز.
سمع: أبا الكرم نصر الله بن مخلد ابن الجلخت، وسعد بن عبد الكريم
الغندجانيّ، وأحمد بن بختيار المندائيّ. وقدم بغداد وسكنها.
روى عَنْهُ: ابن النجّار، وأَبُو عبد الله الدُّبَيْثي، وقال: كان
أبوه من وكلاء الحكّام.
ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة، وتوفّي في جمادى الأولى.
قلت: لم أر للرحالة عنه رواية.
[حرف الزاي]
508- زينب بنت الفقيه إبراهيم [1] بن محمد بن أحمد بن إسماعيل.
الحاجّة أمّ الفضل القيسيّة، زوجة الخطيب أبي القاسم عبد الملك
الدّولعيّ خطيب دمشق.
سمعت من: نصر الله المصّيصيّ. وأجاز لها الفراويّ، وزاهر
الشّحاميّ، وعبد المنعم ابن القشيريّ، والقاضي أبو بكر الأنصاريّ،
وهبة الله بن الطّبر، وآخرون.
وكان أبوها جنديّا، ثمّ تفقّه وقرأ القرآن.
روى عنها: الضّياء، والتّقيّ اليلدانيّ، والشّهاب القوصيّ، والفخر
عليّ، وأبو الفتح يوسف بن يعقوب ابن المجاور، وجماعة.
وكان مولدها بعد العشرين وخمسمائة. وتوفّيت في الحادي والعشرين من
ربيع الأول.
__________
[1] انظر عن (زينب بنت إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 272
رقم 1286، والعبر 5/ 35، وشذرات الذهب 5/ 42.
وذكرها المؤلف- رحمه الله- في: سير أعلام النبلاء 22/ 22 ولم يترجم
لها.
(43/366)
[حرف السين]
509- ستّ الكتبة [1] بنت أبي البقاء يحيى بن عليّ بن الحسن، أمّ
عبد الرّحمن.
أخت أبي الحسن محمد بن يحيى الهمذانيّ، ثمّ البغداديّ.
شيخة معمّرة، سمعت في سنة خمس وعشرين وخمسمائة شيئا نازلا من ثابت
بن المبارك الكيليّ، أخبرنا مالك البانياسيّ.
روى عنها: الدّبيثيّ، وغيره.
وتوفّيت في جمادى الآخرة.
وروى عنها القوصيّ في «معجمه» إجازة، قالت: أخبرنا ابن الحصين-
فذكر حديثا- وليس القوصيّ بمعتمد، فما علمت أحدا من أصحاب ابن
الحصين عاش إلى هذا العام، والله أعلم! 510- سعيد بن عليّ [2] بن
أحمد بن الحسين.
الوزير معزّ الدّين أبو المعالي الأنصاريّ، البغداديّ، المعروف
بابن حديدة [3] .
__________
[1] انظر عن (ست الكتبة) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 280 رقم
1302، وفيه: «سيدة الكتبة» ، والمختصر المحتاج إليه 3/ 262، 263
رقم 1405.
[2] انظر عن (سعيد بن علي) في: الكامل في التاريخ 12/ 302 وفيه:
«سعد» ، ومرآة الزمان ج 8 ق 2/ 567، 568، وتاريخ ابن الدبيثي
(باريس 5922) ورقة 67، 68، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 275، 276 رقم
1294، وذيل الروضتين 85، والفخري 324، ومختصر التاريخ لابن
الكازروني 250، وخلاصة الذهب المسبوك للإربلي 283 وفيه:
«سعد» ، والمختصر المحتاج إليه 2/ 91، 92 رقم 698، والعبر 5/ 35،
والوافي بالوفيات 15/ 180، 181 رقم 246، وفيه هنا «سعد» ، و 15/
243، 244 رقم 344 وفيه هنا:
«سعيد» ، والبداية والنهاية 13/ 65، 66، والعسجد المسبوك 2/ 344،
345، وعقد الجمان 17/ ورقة 346، والنجوم الزاهرة 6/ 209، وذكره
المؤلف في سير أعلام النبلاء 22/ 22، 23 ولم يترجم له.
[3] تصحف في الكامل 12/ 302 إلى: «حديد» ، وفي خلاصة الذهب المسبوك
283 إلى «جديره» بالجيم والراء المهملة.
(43/367)
ولد سنة ستّ وثلاثين وخمسمائة تقريبا.
وحدّث عن أبي الخير أحمد بن إسماعيل القزوينيّ.
وأصله من كرخ سامرّاء، وسكن بغداد من صباه. وكان ذا مال وجاه
وحشمة. استوزره الإمام النّاصر لدين الله في سنة أربع وثمانين
وخمسمائة.
وكان أبو الفرج ابن الجوزيّ يجلس للوعظ في داره، فلمّا ولي ابن
مهديّ الوزارة، وعزل ابن حديدة بعد أشهر من وزارته قبض عَلَيْهِ
ابن مهديّ وحبسه، وعزم على تعذيبه، فبذل للمترسّمين مالا، وحلق
رأسه ولحيته وخرج في زيّ النّساء، فسافر إلى مراغة، فبقي بها إلى
أن عزل ابن مهديّ، فعاد إلى بغداد.
وكان سمحا جوادا، متواضعا، لازما لبيته إلى أن مات في سادس جمادى
الأولى.
وأثنى عليه ابن النّجّار، وقال: كان جليلا وقورا، حسن السّيرة،
مشكورا على الألسن. وكان مقرّبا للعلماء والصلحاء، كثير البرّ.
دخلت عليه، وسمعت منه، إلّا أنّه كان خاليا من العلم ضعيف الكتابة،
وكان يتشيّع [1] .
__________
[1] وقال ابن الطقطقي: كان رجلا فاضلا متصوّنا موسرا كثير المال.
روي أن نقيب البصرة أبا جعفر محمد بن أبي طالب الشاعر أصعد إلى
بغداد متظلّما إلى هذا الوزير من ناظر البصرة، وأنشده قصيدة، من
جملتها:
وقبائل الأنصار غير قليلة ... لكن بنو غنم هم الأخيار
منهم أبو أيوب حلّ محمد ... في داره واختاره المختار
أنا منه في النسب الصريح وأنت من ... ذاك القبيل فلي بذاك جوار
ولقد نزلت عليك مثل نزوله ... في دار جدّك والنزيل يجار
فعلام أظلم، والنبيّ محمد ... أنمى إليه، وقومك الأنصار
قالوا: فلما سمعها الوزير رقّ له وبكى وخلع عليه ووصله وقضى حوائجه
وأنصفه من ناظر البصرة وعزله. ومات الوزير المذكور معزولا في سنة
ست عشرة وستمائة. (الفخري 324) .
أقول: هكذا ورد في المطبوع وهو خطأ، والصواب سنة عشر وستمائة. وقد
أقحمت «ست» فليحرّر.
(43/368)
[حرف الشين]
511- شجاع بن سالمِ [1] بْن عَلِيّ بْن سلامة ابْن البيْطار
الحريميّ.
ويعرف بابن خضير، الشيخ الصالح أبو الفضل.
سمع حضورا من أحمد بن عليّ ابن الأشقر، وسمع من: أحمد ابن الطلّاية
الزّاهد، وأبي الفضل الأرمويّ، وأبي الوقت، وجماعة.
وهو أخو ظفر، وياسمين.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو عَبْد اللَّه الدُّبِيثيّ [2] ، وغيره.
وتوفّي في شعبان.
أجاز للفخر عليّ ابن البخاريّ، ولأحمد بن شيبان.
[حرف الصاد]
512- صالح بن أحمد [3] بن طاهر.
أبو البقاء السّجستانيّ، نزيل حرّان.
سمع من: أبي طاهر السّلفيّ، وأبي المعالي منجب المرشديّ.
وحدّث بالرّها، وهو والد أحمد الّذي روى عنه محمد بن يوسف
الإربليّ، وغيره.
[حرف الطاء]
513- طاووس بن أحمد [4] بن الحسين.
__________
[1] انظر عن (شجاع بن سالم) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 77، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 283 رقم 1308، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 100، 101 رقم 714.
[2] في تاريخه، الورقة 77.
[3] انظر عن (صالح بن أحمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 289، 290
رقم 1322.
[4] انظر عن (طاووس بن أحمد) في: إكمال الإكمال لابن نقطة
(الظاهرية) مادة: «الحسن» ، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 275 رقم
1293، والمشتبه 1/ 235، وتوضيح المشتبه 3/ 232.
(43/369)
أبو الحسن [1] البغداديّ الأزجي الصوفي
الدقاق.
ولد سنة تسع وثلاثين.
وسمع من: أبي المعمّر عبد الله ابن الهاطر المعروف بخزيفة،
والمبارك بن خضير.
وكان اسمه أيضا: عبد المحسن.
مات في غرّة جمادى الأولى.
كنيته قيّدها ابن نقطة [2] .
[حرف الظاء]
514- ظافر بن قاسم [3] بن ملاعب الحربيّ.
سمع: هبة الله بن أحمد الشبليّ.
روى عنه: ابن الدّبيثيّ، وغيره.
وتوفّي فِي ذي الحِجّة.
[حرف العين]
515- عَبْد اللَّه بن رافعِ بن مرتفع.
الفقيه أبو محمد.
ولد سنة خمسين وخمسمائة.
وسمع: من السّلفيّ.
روى عنه: القوصيّ، وقال: مات بغزّة في السنة.
__________
[1] هكذا قيّده المنذري، وابن نقطة وغيرهما بضم الحاء المهملة
وسكون السين المهملة أيضا.
[2] في إكمال الإكمال: «الحسن» .
[3] انظر عن (ظافر بن قاسم) في: التكملة لوفيات النقلة 22/ 289 رقم
1321، وتلخيص مجمع الآداب 4/ ق 1/ 176 رقم 212، والمختصر المحتاج
إليه 2/ 125، 126 رقم 751.
(43/370)
516- عَبْد اللَّه بن المبارك [1] بن
أَحْمَد بن الحسين ابن سكّينة.
الصّالح أبو محمد البغداديّ.
سمع من: أبي محمد سبط الخيّاط، وعبد الخالق بن أحمد اليوسفيّ، وابن
ناصر. وسمع بهمذان من نصر بن المظفّر البرمكيّ، وأجاز له يحيى بن
الحسن ابن البنّاء.
روى عنه: الدّبيثيّ، والضّياء، والنّجيب الحرّانيّ.
وتوفّي في شعبان عن نيّف وثمانين سنة.
وكان أبوه إمام المسترشد باللَّه، فقتل معه لمّا قتلته الملاحدة
بمراغة في سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وسكّينة: مثقّل.
517- عبد الجليل بن أبي غالب [2] بن أبي المعالي بن محمد بن الحسين
بن مندويه.
أبو مسعود الأصبهانيّ، السّريجاني [3] ، المقرئ، الصّوفيّ، نزيل
دمشق.
ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وسمع وهو كبير من نصر بن المظفّر البرمكيّ، وأبي الوقت السّجزيّ.
__________
[1] انظر عن (عبد الله بن المبارك) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 107، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 283، 284 رقم 1309،
وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1088، و 5/ رقم 774، والمختصر المحتاج
إليه 2/ 167، 168 رقم 806، والمشتبه 21/ 364، وتوضيح المشتبه 5/
129.
[2] انظر عن (عبد الجليل بن أبي غالب) في: التقييد لابن نقطة 390،
391 رقم 508، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 278، 279 رقم 1298، وذيل
الروضتين 89، والمعين في طبقات المحدّثين 188 رقم 1994، والإعلام
بوفيات الأعلام 251، والإشارة إلى وفيات الأعيان 319، والعبر 5/
35، وسير أعلام النبلاء 22/ 21، 22 رقم 16، والنجوم الزاهرة 6/
210، وشذرات الذهب 5/ 42.
[3] تصحفت في ذيل الروضتين إلى: «الشيرجاني» .
(43/371)
روى عنه: الزّكيّ البرزاليّ، والزكي
المنذريّ، وابن خليل، والضّياء، واليلدانيّ، والشّهاب القوصيّ،
وأبو الغنائم بن علّان، والفخر عليّ، والمحيّي عمر بن محمد بن أبي
عصرون، وأبو بكر بن عمر بن يونس المزّيّ، وأبو الحسن عليّ بن أبي
بكر بن صصريّ، وآخرون. وآخر من روى عنه بالإجازة شيخنا عمر ابن
القوّاس.
قال ابن نقطة [1] : كان ثقة صالحا صحيح السّماع، سمعت منه في
الرحلة الأولى. وتوفّي يوم الجمعة سابع عشر جمادى الأولى.
وذكره القوصيّ في «معجمه» ، فقال: هو الإمام شيخ القرّاء، بقيّة
السّلف.
قلت: وحدثه ب «صحيح البخاريّ» غير مرّة. وقيّد بعضهم السّريجانيّ
بضمّ السّين وكسر الراء ونون ساكنة ثمّ جيم [2] .
518- عبد الخالق بن أبي طاهر [3] يحيى بن مقبل بن أحمد بن بركة بن
الصّدر الحريميّ.
أبو الفضل ويعرف أيضا بابن الأبيض.
من بيت الرواية، حدّث عن أبي الفتح ابن البطّي، وغيره.
وتوفّي في المحرّم كهلا.
519- عَبْد الرَّحْمَن بْن طاهر [4] بْن محمد بْن طاهر الشّيبانيّ،
البغداديّ.
أبو طاهر.
توفّي في جمادى الآخرة، وله تسعون سنة.
__________
[1] في التقييد 390، 391.
[2] انظر التكملة للمنذري 2/ 279.
[3] انظر عن (عبد الخالق بن أبي طاهر) في: تاريخ ابن الدبيثي
(باريس 5922) ورقة 153، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 268 رقم 1281،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 56 رقم 839.
[4] انظر عن (عبد الرحمن بن طاهر) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 118، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 281 رقم 1304، والمختصر
المحتاج إليه 2/ 200 رقم 852.
(43/372)
روى عن: سعد الخير بن محمد.
520- عبد الرحيم بن أبي النّجم [1] المبارك بن الحسن بن طراد.
أبو الفضل الأزجيّ، القطيعيّ، المعروف بابن القابلة.
سمع من: عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ، والأثير أبي المعالي
الفضل بن سهل، وابن ناصر.
وحدّث. وله إجازة من قاضي المارستان بمسموعه خاصّة.
روى عنه الدّبيثيّ [2] ، وقال: توفّي في رمضان.
521- عبد الرشيد بْن مُحَمَّد [3] بْن مُحَمَّد بْن أحمد.
أَبُو جعفر الطّرقيّ [4] الأصبهانيّ.
توفّي بأصبهان في صفر- قاله الضّياء وروى عنه.
وله إجازة من زاهر الشّحّاميّ.
522- عبد السّلام بن أحمد [5] بن أَبِي نصر بن الْأسود.
أَبُو الفضل الحريميّ.
سمع من: أبي العبّاس أحمد بن الطّلّاية.
523- عبد الكريم بن حسن [6] بن جعفر بن خليفة.
__________
[1] انظر عن (عبد الرحيم بن أبي النجم) في: تاريخ ابن الدبيثي
(باريس) ورقة 135، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 286 رقم 1313،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 27 رقم 788، وذكره ياقوت في: معجم
البلدان 1/ 330 في مادة: «باماورد» .
[2] في تاريخه، ورقة 135.
[3] انظر عن (عبد الرشيد بن محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
269 رقم 1285.
[4] الطّرقي: بفتح الطاء وسكون الراء المهملتين وقاف. نسبة إلى
قرية بلد أصبهان.
(المنذري) .
[5] هذه الترجمة ساقطة من الطبعة المصرية لتاريخ الإسلام، بتحقيق
الدكتور بشار (18/ 396) .
[6] انظر عن (عبد الكريم بن حسن) في: كشف الظنون 2/ 1789 وفيه
وفاته سنة 600 هـ، وهدية العارفين 1/ 609، ومعجم المؤلفين 5/ 315
وفيه «عبد الكريم بن الحسين» ، وفيه
(43/373)
العلّامة اللّغويّ، صفيّ الدّين أبو طالب
البعلبكّيّ.
من كبار الأدباء.
عاش خمسا وستّين سنة.
سوّد شرحا «للمقامات» . وله جزء سؤالات وقعت في السّيرة، سأل عنها
الحافظ عبد الغنيّ.
قال الشّيخ الفقيه: كان مليئا بعلم اللّغة، ثقة.
وقال شرف الدّين شيخ الشيوخ بحماة: شرحه «للمقامات» في غاية
الجودة. وكتب بخطّه سبعمائة مجلّدة.
مات في أواخر السنة [1] .
524- عبد اللطيف ابن الإمام أَبِي النجيب عَبْد القاهر [2] بْن
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بن عمويه.
أبو محمد السّهرورديّ، الفقيه الشافعيّ.
ولد سنة أربع وثلاثين.
وتفقّه على أبيه، وغيره، ولقي بخراسان جماعة من العلماء، وسمع من
__________
[ () ] أيضا وفاته سنة 600 هـ.، والأدب في بلاد الشام للدكتور عمر
موسى باشا، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي
(تأليفنا) ق 2 ج 2/ 231 رقم 574.
[1] وكتب لنفسه الجزء الرابع من كتاب «الإكمال» لابن ماكولا، وقال:
آخر حروف الراء يتلوه في الّذي يليه حرف الزاي إن شاء الله، كتبه
لنفسه عبد الكريم.. نفعه الله به وغفر له ولوالديه ولمن قرأه ولمن
سمعه ولجميع المسلمين، ووافق الفراغ منه في غرة شعبان سنة 591
والحمد للَّه وصلواته على سيدنا محمد نبيّه وآله وصحبه وسلامه.
وحسبنا الله ونعم الوكيل. (الإكمال 4/ 157) .
[2] انظر عن (عبد اللطيف بن عبد القاهر) في: التقييد لابن نقطة
381، 382 رقم 493، وذيل تاريخ بغداد لابن الدبيثي 15/ 266، وإكمال
الإكمال لابن نقطة (الظاهرية) ورقة 29، والتكملة لوفيات النقلة 2/
276، 277 رقم 1295، والمختصر المحتاج إليه 3/ 64، رقم 858، وتاريخ
إربل 1/ 171، 172 رقم 76، وطبقات الشافعية للإسنويّ 2/ 66، وطبقات
الشافعية الكبرى للسبكي 5/ 132 (8/ 312) ولسان الميزان 4/ 54، 55
رقم 158، والعقد المذهب لابن الملقن، ورقة 149.
(43/374)
أبي الفضل الأرمويّ، وعليّ ابن الصّبّاغ،
وعبد الملك بن عليّ الهمذانيّ، وأبي الوقت، وغالب سماعه بالحضور.
قدم على الملك النّاصر صلاح الدّين، فولّاه قضاء كلّ بلد افتتحه من
السّواحل وغيرها. ثمّ عاد إلى إربل، وسكنها إلى حين وفاته.
وله إجازة من قاضي المارستان. وَكَانَ كثير الأسفار.
وَقِيلَ: إِنَّهُ حدّث عن قاضي المارستان بالسّماع، فتكلّم فيه
لذلك [1] .
روى عنه: ابن خليل، والضّياء.
وتوفّي في جمادى الأولى [2] .
__________
[1] قال ابن نقطة: وكان له أخ أكبر منه فخرّج له بعض أصحاب الحديث
جزءا من مسموعاته عن شيوخه، منهم القاضي أبو بكر وغيره، فحدّث به
عبد اللطيف بإربل، ولا يحتمل سنّة السماع من قاضي المارستان فإنه
توفي في رجب سنة خمسين وثلاثين وعبد اللطيف له من العمر سنة واحدة.
قال لي أبو العباس أحمد بن علي بن عبد الرحمن المقرئ الأندلسي: دخل
جماعة من القادسية إلى إربل من طلبة الحديث، فقالوا لي: احذر أن
تقرأ على الشيخ هذا الجزء فإنه من مسموعات أخيه، فسألته عن مولده
فتكاره بذلك، وقال: ما أدري أيش مقصود أصحاب الحديث يسألون الإنسان
عن ولده كأنهم يتهمونه، ثم ذكر لي مولده حسبت أنه ليس من سماعاته.
قلت: لما دخلت إلى إربل كان هذا الجزء قد أخفي فلم أظفر به، وكان
لشيخنا هذا إجازة صحيحة من القاضي أبي بكر فلعلّه قد حدّث عنه
بالإجازة والله أعلم. (التقييد) .
[2] وقال ابن المستوفي: شيخ فيه دين وعنده سكون. وكان في مبدإ عمره
يتظاهر بسمت النّسّاك ويفعل فعل الفتّاك. خرج من بغداد في صباه
هاربا إلى خراسان. أخبرني بذلك الثقة، ثم عاد إلى بغداد وجرى بينه
وبين أخ له واقعة، فخرج من بغداد واتصل بالسلطان أبي المظفر يوسف
بن أيوب- رحمه الله- فأكرمه واحترمه وولّاه قضاء كل بلد افتتحه من
بلاد الفرنج. فكان أبو محمد يستنيب في كل موضع نائبا.
ورد إربل وأقام بها وهو مراعى، له إيجاب تام من الفقير أبي سعيد
كوكبوري بن علي، وتعهد كثير، وصلات جمّة، إلى أن توفي بإربل عصر
يوم الخميس التاسع من جمادى الأولى من سنة عشر وستمائة. ودفن لوقته
في مقبرة الصوفية، وشيّع جنازته- أدام الله سلطانه- وحضر تربته
ثلاثة أيام، في بكرة كل يوم، وحضر أعيان البلد وصدوره، فأقام
لأولاده اليتامى بعده ما يحتاجون إليه.
ثم ذكر لقاء ابن نقطة له بإربل.
(43/375)
525- عثمان بن إبراهيم [1] بن فارس بن
مقلّد.
أبو عمرو السّيبيّ [2] ، ثمّ البغداديّ، الأزجيّ، الخباز، نزيل
الموصل.
سمع من: أحمد ابن الأشقر، وأبي محمد عبد الله سبط الخيّاط، وأبي
الفضل الأرمويّ، وجماعة.
وهو أخو إسماعيل.
توفّي حادي عشر جمادى الأولى بالموصل [3] .
526- عليّ بن أحمد بن هلال [4] .
أبو الحسن الحربيّ، المستعمل، المعروف بابن العريبيّ [5] .
__________
[ () ] وقال: ألّف كتابا في معاني الحقيقة، وقرأ عليه معظمه، وحضر
سماعه الفقير بو سعيد كوكبوري بدار حديثه بإربل، وحضر فقهاء البلد،
وجرت بينهم مباحثات، كان أبو محمد لا يجري معهم فيها، وكان بخطه-
وهو مغلق- فقرأته ولم أتلعثم فيه، فعجب من ذلك، وكان أبدا يذكره
أين حضر. ونالته آخر عمره آفات من أمراض مختلفة منها القولنج، وإنه
كان ينوبه في الساعات بحيث يستغيث منه. وكان به عدة أمراض سواه،
وكان السلطان أبو سعيد يوكل الأطباء بمعالجته ويوصيهم على تمريضه.
وسمع عليه «المنتخب» من مسند عبد بن حميد الكشّي، بسماعه من أبي
الوقت عبد الأول ابن شعيب، بشهادة محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن
عبد الرحمن المقدسي، بسماعه على الكتاب في مجالس آخرها جمادى
الآخرة سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. (تاريخ إربل 1/ 171، 172) .
[1] انظر عن (عثمان بن إبراهيم) في: التقييد لابن نقطة 400 رقم
540، وذيل تاريخ بغداد لابن النجار 2/ 192، 193 رقم 416، وتاريخ
ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 209، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 287
رقم 1297.
[2] السّيبي: بكسر السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وباء
موحّدة. نسبة إلى السيب، قريته كانت بقرب بغداد. (المنذري) .
[3] وقال ابن نقطة: سمعنا منه أجزاء بالموصل.. وسماعه صحيح.
وقال ابن النجار: خرج من بغداد وسكن الموصل، وحدّث بها، كتبت عنه،
وكان شيخا حسنا متيقّظا فهما صالحا، أضرّ في آخر عمره.
[4] انظر عن (علي بن أحمد بن هلال) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس
5922) ورقة 216، والتاريخ المجدّد لابن النجار (الظاهرية) ورقة
181، وذيل تاريخ بغداد، له 3/ 171، 172 رقم 650، والتكملة لوفيات
النقلة 2/ 282 رقم 1306، والمختصر المحتاج إليه 3/ 117 رقم 984.
[5] العريبي: بضم العين وسكون الياء المثناة من تحتها.
(43/376)
روى: عن المبارك بن أحمد الكنديّ، وأحمد
ابن الطّلّاية، وسعيد ابن البنّاء.
روى عنه: الدّبيثيّ، وغيره، وابن النّجّار [1] .
وكان شيخا حسنا كثير التّلاوة، وله ثروة.
توفّي في الثّالث والعشرين من رجب.
527- عليّ بن أحمد بن عليّ [2] بن عبد المنعم.
مهذّب الدّين أبو الحسن البغداديّ، المعروف بابن هبل [3] الطّبيب،
ويعرف أيضا بالخلاطيّ.
ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة ببغداد.
ولو سَمِعَ الحديث في صغره، لكان أسند أهل زمانه، وإنّما سَمِعَ من
أَبِي القاسم إسماعيل ابن السَّمَرْقَنْدِيّ.
وقرأ الأدب، والطّبّ، وبرع في الطّبّ وصنّف فيه كتابا حافلا، وكان
من أذكياء العالم، وأضرّ بأخرة.
__________
[1] وهو قال: كتبتُ عَنْهُ وَكَانَ شيخا حَسنًا لَا بأسَ به، كانت
له ثروة حسنة، وكان يسافر في طلب الكسب. (ذيل تاريخ بغداد 3/ 171)
.
[2] انظر عن (علي بن أحمد بن علي) في: الكامل في التاريخ 12/ 302،
وتاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922) ورقة 216، وذيل تاريخ بغداد لابن
النجار 3/ 117- 119 رقم 608، وتاريخ الحكماء للقفطي 235، وإنباه
الرواة 2/ 231، وتاريخ مختصر الدول 240 وفيه وفاته 619 هـ.،
والتكملة لوفيات النقلة 2/ 266، 267 رقم 1279، وعيون الأنباء في
طبقات الأطباء 2/ 334، 335، وتكملة إكمال الإكمال لابن الصابوني
157، والإعلام بوفيات الأعلام 251، والإشارة إلى وفيات الأعيان
319، والعبر 5/ 36، وتذكرة الحفاظ 4/ 1395، والمشتبه 2/ 539،
والمختصر المحتاج إليه 3/ 173 رقم 983، وتاريخ إربل 1/ 316، تلخيص
ابن مكتوم، ورقة 127، ونكت الهميان 205، 206، والبداية والنهاية
13/ 66، 67، والعسجد المسبوك 2/ 343، وعقد الجمان 17/ ورقة 344،
345، والنجوم الزاهرة 6/ 209، وكشف الظنون 1622، وتاريخ ابن الفرات
ج 5 ق 1/ 143، 144، وشذرات الذهب 5/ 42، وديوان الإسلام 4/ 327 رقم
2154، وهدية العارفين 1/ 704، والأعلام 4/ 256، ومعجم المؤلفين 7/
21، والدارس في تاريخ المدارس 2/ 130.
[3] هبل: بفتح الهاء والباء الموحّدة المفتوحة ولام. (المنذري) .
(43/377)
روى عنه: الزّكيّ البرزاليّ، وابن خليل،
والنّجيب عبد اللّطيف، وجماعة. وأجاز للفخر عليّ ابن البخاريّ.
وقال أحمد بن أبي أصيبعة في «تاريخه» [1] : كان أوحد وقته، وعلّامة
زمانه في صناعة الطّبّ، وفي العلوم الحكميّة، متميّزا في صناعة
الأدب، وله شعر حسن، وألفاظه [2] بليغة. وكان متقنا لحفظ القرآن.
وأقام مدّة بخلاط عند صاحبها شاه أرمن، وحصل له من جهته مال عظيم.
قال: وحدّثني عفيف الدّين عليّ بن عدلان النّحويّ أنّ مهذب الدّين
قبل رحيله من خلاط، بعث ماله من المال العين إلى الموصل إلى مجاهد
الدّين قايماز الزّينيّ وديعة عنده، وكان ذلك نحو مائة وثلاثين ألف
دينار. ثمّ أقام ابن هبل بماردين عند بدر الدّين لؤلؤ والنّظام إلى
أن قتلهما صاحب ماردين ناصر الدّين ابن أرتق، وكان بدر الدّين لؤلؤ
مزوّجا بأمّ ناصر الدّين. قال:
وعمّي مهذّب الدّين بماء نزل في عينيه عن ضربة، وكان عمره إذ ذاك
خمسا وسبعين سنة. ثمّ توجّه إلى الموصل، وحصلت له زمانة، فلزم
منزله بسكّة أبي نجيح، وكان يجلس على سرير، ويقصده طلبة الطّبّ.
حدّثنا الحكيم أبو العزّ يوسف ابن أبي محمد بن مكّيّ ابن
السّنجاريّ الدّمشقيّ، حدّثنا أبو الحسن ابن هبل، أخبرنا إسماعيل
بن أحمد السّمرقنديّ، أخبرنا عبد العزيز الكنانيّ- فذكر حديثا [3]
.
قال: وكان ابن هبل في أوّل أمره قد اجتمع بأبي محمد ابن الخشّاب،
وقرأ عليه شيئا من النّحو، وتردّد إلى النّظاميّة، وتفقّه، ثمّ
اشتهر بعد ذلك بالطّبّ، وفاق أكثر أهل زمانه. ثمّ ذكر أبياتا من
شعره وقطعا، منها:
__________
[1] عيون الأنباء 2/ 334، 335.
[2] في عيون الأنباء: «ألفاظ» .
[3] هو حديث «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» .
(43/378)
لقد سبتني غداة الخيف [1] غانية ... قد
حازت الحسن في دلّ لها [2] وصبا
قامت تميس كخوط البان غازلة ... مع الأصائل ريحي شمأل وصبا
يكاد من دقّة [3] خصر تدلّ به ... يشكو إلى ردفها من ثقله وصبا
لو لم يكن أقحوان الثّغر مبسمها ... ما هام قلبي بحبّيها هوى وصبا
[4]
وله كتاب «المختار في الطّبّ» [5] وهو كتاب جليل يشتمل على علم
وعمل، وكتاب «الطّبّ الجماليّ» صنّفه لجمال الدّين محمد الوزير
الملقّب بالجواد.
وخلّف من الأولاد شمس الدّين أحمد بن عليّ، وكان من فضلاء
الأطبّاء. ولد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، توفّي في خدمة الملك
الغالب صاحب الروم كيكاوس بن كيخسرو، وخلّف ولدين فاضلين بالموصل.
وتوفي مهذّب الدّين بالموصل في ثالث عشر المحرّم، ودفن بمقبرة
المعافى بن عمران. انتهى قول ابن أبي أصيبعة [6] .
528- عليّ بن موسى [7] بن شلوط.
__________
[1] في عيون الأنباء: «الحيف» بالمهملة، خطأ.
[2] في عيون الأنباء: بها.
[3] في عيون الأنباء: رقة.
[4] الأبيات في: عيون الأنباء 2/ 336.
[5] طبع بحيدرآباد سنة 1362- 1364 هـ. في أربعة مجلدات باسم
«المختارات في الطب» .
[6] وقال ابن النجار: قرأ علم الطب حتى برع فيه، وخرج من بغداد
ودخل بلاد الروم وصار طبيب السلطان هناك وكثر ماله وارتفع، ثم إنّه
سكن خلاط مدّة، ثم إنه عاد إلى الموصل واستوطنها إلى حين وفاته،
وأضرّ في آخر عمره، ثم زمن فلم يقدر على الحركة، فكان الناس
يقصدونه في منزله ويشتكون إليه أمراضهم ويقرءون عليه علم الطب. وله
مصنّفات في الطب حسنة. دخلت عليه داره بالموصل وقرأت عليه جزءا كان
سمعه من ابن السمرقندي، وكانت له معرفة بالأدب حسنة، واليد الطولى
في علم الطبيعيات، وكان ديّنا حسن الطريقة، مليح الشيبة عليه وقار،
وله هيبة، إلا أنه كان عسرا في الرواية لا يفهم شيئا من الحديث.
[7] انظر عن (علي بن موسى) في: تكملة الصلة لابن الأبار 3/ ورقة 71
(المطبوع، رقم
(43/379)
أبو الحسن البلنسيّ.
حجّ وسمع بمكّة من عليّ بن حميد بن عمّار الطّرابلسيّ. واستوطن
تلمسان، واحترف بالطّب.
قال الأبّار [1] : قرأت عليه بعض «صحيح البخاريّ» ، وتوفّي نحو سنة
عشر.
529- عليّ بن محمد بن خروف [2] .
نحويّ المغرب.
توفّي في هذا العام في قول، وقد مرّ في سنة تسع.
530- عمر بْن أَحْمَد [3] بْن مُحَمَّد بْن عُمَر.
أبو البركات العلويّ، الحسينيّ، الزّيديّ النّسب.
ولد سنة ثلاث وأربعين.
وسمع بإفادة أخيه الزّاهد المحدّث عليّ بن أحمد من: أبي بكر ابن
الزّاغونيّ، وأحمد بن هبة الله ابن الواثق، وأبي محمد ابن المادح،
وجماعة.
وتوفّي فجأة في العشرين من جمادى الأولى.
531- عمر بن محمد [4] بن هارون.
أبو حفص الواسطيّ، المقرئ.
قرأ القرآن بواسط على جماعة، ولقّن القرآن.
__________
[1885] ، والذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة 5 ق 1/ 413 رقم
699 وفيه:
«علي بن موسى بن محمد بن شلوط» .
[1] في تكملة الصلة، رقم 1885.
[2] تقدّمت ترجمة ابن خروف برقم (464) .
[3] انظر عن (عمر بن أحمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 192، 193، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 279، والمختصر المحتاج
إليه 3/ 97، 98 رقم 935.
[4] انظر عن (عمر بن محمد) في: تاريخ ابن الدبيثي (باريس 5922)
ورقة 202، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 285، 286 رقم 1312، وتلخيص
مجمع الآداب 4 ق 3/ 270 رقم 2269، والمختصر المحتاج إليه 3/ 107
رقم 955.
(43/380)
وكان خيّرا صالحا، حدّث عن أبي الوقت.
وتوفّي في رمضان.
532- عيسى الجزوليّ [1] النّحويّ.
ذكر هنا وفاته ابن خلّكان، وقد مرّ في سنة سبع.
533- عين الشمس [2] بنت أحمد بن أبي الفرج.
أمّ النّور الثّقفية، الأصبهانيّة.
سمعت حضورا في سنة أربع وعشرين وخمسمائة من إسماعيل ابن الإخشيذ
السّرّاج، وسمعت من مُحَمَّد بْن عليّ بْن أَبِي ذَرّ الصّالحانيّ،
وهي آخر من حدّث عنهما.
روى عنها الضّياء محمد، والتّقيّ ابن العزّ، والزّكيّ البرزاليّ،
وعامّة الرحّالة. وبالإجازة: الفخر عليّ، والشيخ شمس الدّين عبد
الرحمن، والبرهان إبراهيم ابن الدّرجيّ، وشمس الدّين عبد الواسع
الأبهريّ، وآخرون.
وكانت شيخة صالحة عفيفة، من بيت رواية وحديث.
توفّيت في نصف ربيع الآخر.
[حرف اللام]
534- لبّ بن الحسن [3] بن أحمد.
أبو عيسى التّجيبيّ، البلنسيّ، المقرئ.
__________
[1] تقدّمت ترجمته برقم (359) .
[2] انظر عن (عين الشمس) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 273 رقم
1288، والمعين في طبقات المحدّثين 188 رقم 1993، والإعلام بوفيات
الأعلام 251، والعبر 5/ 36، والإشارة إلى وفيات الأعيان 319، وسير
أعلام النبلاء 22/ 23، 24 رقم 17، ومرآة الجنان 4/ 20، والعسجد
المسبوك 2/ 345، والنجوم الزاهرة 6/ 209، وشذرات الذهب 5/ 42.
[3] انظر عن (لب بن الحسن) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 351،
وغاية النهاية 2/ 34.
(43/381)
أخذ القراءات عن أبي بكر بن نمارة، وأبي
الحسن بن النّعمة، وأخذ قراءة نافع عن أبي الحسن [1] بن هذيل.
وعلّم بالقرآن. وكان صالحا عابدا، يشار إليه بإجابة الدّعوة.
أخذ عنه: أبو بكر بن محرز، وأبو محمد بن مطروح، وأبو القاسم ابن
الوليّ.
وتوفّي بدانية [2] .
قاله الأبّار.
[حرف الميم]
535- محمد بن إبراهيم [3] بن أبي بكر ابن خلّكان.
الفقيه أبو عبد الله بهاء الدّين الإربليّ، الشّافعيّ.
ولد في حدود سنة سبع وخمسين.
وتفقّه بالموصل، وسمع بها من يحيى الثّقفيّ، ودخل بغداد، وتفقّه
بها على ابن فضلان. وسمع من يحيى بْن بَوْش، وابن كُلَيْب، وطائفة.
وحدّث بإربل، ودرّس بها أيضا بالمدرسة المظفّرية.
وهو أخو ركن الدّين الحسين، ونجم الدّين عمر، ووالد قاضي الشام
أحمد [4] .
536- محمد بن سعيد [5] بن النّديّ.
__________
[1] في التكملة: «عن الحسن بن» وهو وهم.
[2] قال الأبار: قبل سنة عشر وستمائة. (التكملة 1/ 351) .
[3] انظر عن (محمد بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 284،
285 رقم 1311، وطبقات الشافعية للإسنويّ 1/ 496، وطبقات الشافعية
الكبرى للسبكي 8/ 44، وطبقات الشافعية لابن كثير، ورقة 153 ب، 154
أ، والعقد المذهب لابن الملقن 167.
[4] هو صاحب كتاب «وفيات الأعيان» .
[5] انظر عن (محمد بن سعيد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 291 رقم
1327، وطبقات
(43/382)
أبو بكر الموصليّ، الجزريّ، الفقيه.
دخل جزيرة ابن عمر، ودرّس بها، ووزر لصاحبها محمود بن سنجر شاه،
ثمّ سافر إلى إربل، واتّصل بصاحبها، ثمّ عاد إلى الجزيرة، ولازم
بيته إلى أن مات.
وهو والد المحيي الجزريّ، وأخيه العماد.
537- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [1] بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيِّ بن مفرّج.
أبو عبد الله بن غطّوس الأنصاريّ، الأندلسيّ، البلنسيّ، النّاسخ.
قال الأبّار [2] : انفرد في وقته بالبراعة في كتابة المصاحف
ونقطها، فيقال: إنّه كتب ألف مصحف، ولم يزل الملوك والكبار
يتنافسون فيها إلى اليوم. وكان قد آلى على نفسه أن لا يكتب حرفا من
غير القرآن، وخلف أباه وأخاه في هذه الصّناعة، مع الخير والصّلاح
والانقطاع. توفّي حول سنة عشر، وكان يغلب عليه الغفلة [3] .
538- محمد بن عبد الملك [4] بن أبي نصر [5] .
أبو بكر الأندلسيّ، نزيل المريّة.
أخذ عن أبي القاسم بن بشكوال، وأبي القاسم بن حبيش، وجماعة.
وأجاز له أبو الحسن بن هذيل.
وولي قضاء المريّة وخطابتها. وكان عارفا بالفقه، والقراءات،
والحديث، أقرأ وحدّث.
__________
[ () ] الشافعية الكبرى للسبكي 8/ 62، والوافي بالوفيات 3/ 105 رقم
1044، والعقد المذهب، ورقة 163، وتاريخ ابن الفرات ج 5 ق 1/ 152،
ومعجم الشافعية لابن عبد الهادي، ورقة 40.
[1] انظر عن (محمد بن عبد الله) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
593، والوافي بالوفيات 3/ 351، 352 رقم 1431.
[2] التكملة 2/ 593.
[3] في التكملة: «الفضلة» ، وهو تحريف.
[4] انظر عن (محمد بن عبد الملك) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
593، 594.
[5] في التكملة: «نضير» وهو تحريف.
(43/383)
وتوفّي معزولا عن القضاء سنة عشر هذه أو
بعيدها.
539- مُحَمَّد بْن عَبْد الملك بْن يُوسُف [1] بْن قرين [2] .
أبو عبد الله البلنسيّ، اللّريّ.
من أهل لريّة، ولي الأحكام بها. وسمع من أبي الحسن بن هذيل، وابن
النّعمة، وأجاز له السّلفيّ.
وحدّث.
540- مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن [3] بْن علي بْن محمد بن
سليمان.
الحافظ أبو عبد الله التّجيبيّ، المرسيّ، نزيل تلمسان.
أخذ القراءات عن نسيبه أبي أحمد بن معط، وأبي الحجّاج الثّغريّ،
وأبي عبد الله ابن الفرس، وسمع منهم، ومن أبي محمد بن عبيد الله.
وحجّ وطوّل الغيبة، وكتب عن نحو مائة وثلاثين شيخا منهم السّلفيّ،
وأكثر عنه، وقال: دعا لي بطول العمر، وقال لي: تكون محدّث المغرب
إن شاء الله.
وسمع بمكّة من عليّ بن حميد الطّرابلسيّ، وسمع ببجاية من عبد الحقّ
الإشبيليّ.
وحدّث بسبتة في سنة أربع وسبعين في حياة شيوخه. ثُمَّ سكن تلمسان،
وحدّث، وجمع، ورحل إليه النّاس، وأكثروا عنه.
قال الأبّار [4] : وكان عدلا خيّرا، حافظا للحديث ضابطا، وغيره
أضبط منه. روى عنه أكابر أصحابنا وبعض شيوخنا لعلوّه وعدالته،
وأجاز لي.
__________
[1] انظر عن (محمد بن عبد الملك بن يوسف) في: تكملة الصلة 2/ 591.
[2] في المطبوع من التكملة: «فرين» .
[3] انظر عن (محمد بن عبد الرحمن) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/
588- 591، والوافي بالوفيات 13/ 243 رقم 1242، وغاية النهاية 2/
164 رقم 3112، ونفح الطيب 5/ 231.
[4] في التكملة 2/ 589.
(43/384)
ومعجم شيوخه في مجلّد كبير [1] . وألّف
«أربعين حديثا في المواعظ» ، و «أربعين حديثا في الفقر وفضله» ، و
«أربعين في الحبّ في الله تعالى» ، و «أربعين في الصَّلَاةُ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» ، وتصانيف أخر. ولد
في حدود الأربعين وخمس مائة، وتوفّي في جمادى الأولى.
541- محمد بن فارس [2] بن حمزة المغربيّ الأصل، المحلّيّ.
الشاعر أبو عبد الله.
له شعر جيّد [3] .
ولقبه رضيّ الدّين.
وخدم في الدّواوين.
روى عنه قصائد من شعره الشهاب القوصيّ.
542- محمد بن محمد [4] بن سليمان بن عبد العزيز.
أبو عبد الله الأنصاريّ، الأندلسيّ، البلنسيّ، النّحويّ، المعروف
بابن أبي البقاء- وهو خاله.
سمع من: أبي العطاء بن نذير، وأبي بكر بن أبي جمرة، وجماعة من شيوخ
الأبّار كابن نوح الغافقيّ، وغيره، وأجاز له أبو محمد ابن الفرس،
وأبو ذرّ الخشنيّ النّحويّ.
__________
[1] قال الأبار: «على حروف المعجم» . أكثر فيه من الآثار والحكايات
والأخبار، ووقع إليّ بخطّه في سنة 640 بتونس، فكتبته على الانتخاب
والاقتضاب، وضمنت هذا الكتاب منه ما نسبته إليه.
[2] انظر عن (محمد بن فارس) في: الوافي بالوفيات 4/ 313 رقم 1856،
والمقفى الكبير للمقريزي 6/ 500، 3000.
[3] منه ملغزا في الشطرنج:
وما اسم ثلاثة أخماسه ... هي النصف منه ومن غيره
وباقيه إن رمت معكوسه ... قطعت رجاءك من خيره
[4] انظر عن (محمد بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 587،
588، والوافي بالوفيات 1/ 215 رقم 143، وبغية الوعاة 1/ 224.
(43/385)
قال الأبار [1] : وروى بالإجازة العامّة عن
أبي مروان بن قزمان، وأبي طاهر السّلفيّ لإجازته لأهل الأندلس.
وكان شديد العناية بالسّماع والرواية مع الحظّ الوافر من المعرفة،
وكان يتحقّق بعلم العربية، عاكفا على إقرائها، مليح الخط. سمعت
منه، وأجاز لي. وكان شاعرا مجوّدا. توفّي في ربيع الأول كهلا.
543- محمد بن مكّيّ [2] بن أبي الرجاء.
أبو عبد الله الأصبهانيّ، الحنبليّ، الحافظ.
أحد من عني بهذا الشأن وطلبه، وأكثر منه.
سمع: مسعود بن الحسن الثّقفيّ، وأبا الخير الباغبان، وأبا عبد الله
الرستميّ، ومحمود بن عبد الكريم فورجة، وطبقتهم.
روى عنه: الزّكيّ البرزاليّ، والضّياء المقدسيّ، وجماعة من
الرحّالين.
وأجاز للفخر عليّ، وللكمال عبد الرحيم، ولأحمد بن شيبان، وللبرهان
إبراهيم ابن الدّرجيّ، وغيرهم.
وتوفّي في المحرّم.
544- محمد بن يعقوب [3] بن يوسف بن عبد المؤمن بن عليّ.
__________
[1] في تكملة الصلة 2/ 587، 588.
[2] انظر عن (محمد بن مكي) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 268 رقم
1282، وتاريخ إربل 1/ 296، والعبر 5/ 37، وتذكرة الحفاظ 4/ 1395،
والإعلام بوفيات الأعلام 251، وسير أعلام النبلاء 22/ 110، 111 رقم
79، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 65، 66 رقم 236، وشذرات الذهب 5/
42، 43.
[3] انظر عن (محمد بن يعقوب) في: المعجب 307- 323، والمختصر في
أخبار البشر 3/ 115، ونهاية الأرب 24/ 343، ودول الإسلام 2/ 115،
والعبر 5/ 36- 38، وسير أعلام النبلاء 22/ 337- 339 رقم 206،
وتاريخ ابن الوردي 2/ 132، ومرآة الجنان 4/ 19، والأنيس المطرب
164، والاستقصاء 1/ 189- 194، وتاريخ ابن خلدون 6 ج 246، والحلل
الموشية 122، والعسجد المسبوك 2/ 343، 344، وشرح رقم الحلل 191،
192، 202، 208، 217.
(43/386)
السّلطان الملك النّاصر أبو عبد الله
القيسيّ، المغربيّ، الملقّب بأمير المؤمنين.
وأمّه أمة روميّة اسمها زهر.
بويع بعهد أبيه إليه عند وفاته، وكان قد جعله وليّ عهده، وله عشر
سنين في سنة ستّ وثمانين، وبويع بالأمر في صفر سنة خمس وتسعين
وخمسمائة.
وكان أبيض أشقر أشهل، أسيل الخدّين، حسن القامة، كثير الإطراق،
طويل الصّمت، بعيد الغور، بلسانه لثغة. وكان شجاعا، حليما، فيه بخل
بالمال، وعفّة عن الدّماء، وقلة خوض فيما لا يعنيه.
وله من الأولاد: يوسف وليّ عهده، ويحيى وتوفّي في حياته، وإسحاق.
استوزر أبا زيد عبد الرحمن بن يوجّان وزير أبيه، ثمّ عزله واستوزر
أخاه إبراهيم ابن السلطان يعقوب، وهو كان أولى بالملك منه.
قال عبد الواحد بن عليّ المرّاكشيّ [1] : وكان إبراهيم لي محبّا،
وصل إليّ منه أموال وخلع جمّة أيام نيابته على إشبيلية، ولي فيه
هذه:
لكم على هذا الورى التّقديم ... وعليهم التفويض والتسليم
الله أعلاكم وأعلى أمره ... بكم وأنف الحاسدين رغيم
أحييتم «المنصور» فهو كأنه ... لم تفتقده معالم ورسوم
ومنابر ومحارب ومحابر ... وحمى يحاط وأرمل ويتيم
وبلغني موت إبراهيم في سنة سبع عشرة وستّمائة.
قال: وكان لأبي عبد الله من كتّاب الإنشاء: أبو عبد الله محمد بن
__________
[1] في المعجب 309.
(43/387)
عبد الرحمن بن عيّاش، وأبو الحسن عليّ بن
عيّاش بن عبد الملك بن عيّاش، وأبو عبد الله بن يخلفتن الفازازيّ.
وولي له القضاء: أبو القاسم أحمد بن بقيّ، ثمّ عزله بأبي عبد الله
بن مروان، ثمّ ولي القضاء محمد بن عبد الله بن طاهر الواعظ
الصّوفيّ، الأصوليّ الّذي يذكر أنّه علويّ، وكان قد اتّصل بوالده
فحظي عنده، وسمعته مرّة يقول: جملة ما وصل إليّ من أمير المؤمنين
المنصور أبي يوسف تسعة عشر ألف دينار سوى الخلع والمراكب والإقطاع،
ومات على القضاء سنة ثمان وستّمائة. ثمّ ولي بعده القضاء أبو عمران
موسى بن عيسى بن عمران الّذي كان أبوه قاضيا لأبي يعقوب موسى بن
عبد المؤمن.
وكان الّذي قام ببيعة محمد أبو زيد عبد الرحمن بن عمر بن عبد
المؤمن الوزير، وعبد الواحد ابن الشيخ أبي حفص عمر. ثمّ أخذ أولا
في تجهيز الجيوش إلى إفريقية، لأنّ يحيى بن إسحاق بن غانية كان قد
استولى على أكثر بلادها، واستعمل عليهم أبا الحسن عليّ بن عمر بن
عبد المؤمن، فسار فالتقى هو وابن غانية بين بجاية وقسنطينة [1] ،
فانهزم الموحّدون، ورجع عليّ في حالة سيّئة، فانتدب أبو عبد الله
للحرب الوزير أبا زيد المذكور، فسار حتّى بلغ قسنطينة [2] ، ثمّ
استعمله على إفريقية، ولمّا بلغه أنّ ابن غانية استولى على مدينة
فاس، تجهّز في جيوشه، وسار إلى فاس، وأراد أن يبعث مراكب إلى
ميورقة يستأصل شأفة بني غانية، واستعمل على الأسطول عمّه أبا
العلاء إدريس بن يوسف، وأبا سعيد عثمان بن أبي حفص، فسارا،
وافتتحاها عنوة، وقتلا أميرها عبد الله بن إسحاق بن غانية، قتله
المقدّم عمر الكرديّ.
قيل: إنّه لمّا نازلوه خرج على باب ميورقة وهو سكران فقتل، وذلك في
سنة تسع وتسعين وانتهبوا أمواله، وسبوا حريمه، وقدموا بهم مرّاكش.
__________
[1] في الأصل: «قسطنطينية» والمثبت هو المحفوظ.
[2] في الأصل: «قسطنطينية» .
(43/388)
قال: وقد كان قبل هذا أقام بالسّوس رجل من
جزولة اسمه يحيى بن عبد الرّحمن ابن الجزّارة، فاجتمع عليه خلائق،
فسارت إليه عساكر الموحّدين فهزمهم غير مرّة، ثمّ إنّه قتل بعد أن
كاد أن يملك ويظهر، وكان يلقّب بأبي قصبة.
وفي سنة إحدى وستّمائة قصد السّلطان أبو عبد الله بلاد إفريقية،
وقد كان ابن غانية استولى عليها خلا بجاية وقسنطينة، فأقام أبو عبد
الله على المهديّة أربعة أشهر يحاصرها وبها ابن عمّ ابن غانية،
فلمّا طال عليه الحصار سلّم البلد، وفرّ إلى ابن عمّه ثمّ رأى
الرجوع إلى الموحّدين، فتلقّوه أحسن ملتقى، وقدّموا له تحفا سنية،
ثمّ سار إليهم سير أخو ابن غانية فأكرموه أيضا.
قال: وبلغني أنّ جملة ما أنفقه أبو عبد الله في هذه السّفرة مائة
وعشرون حمل ذهب. ورجع إلى مرّاكش في سنة أربع وستّمائة، وبقي بها
إلى سنة سبع، ففرغ ما بينه وبين الإذفنش ملك الفرنجة من المهادنة،
فسار وعبر إلى إشبيلية، ثمّ تحرّك في أول سنة ثمان وقصد بلاد
الروم- لعنهم الله- فنزل على قلعة لهم، فافتتحها بعد حصار طويل
ورجع، فدخل الإذفنش إلى قاصية الروم يستنفر الفرنج حتّى اجتمعت له
جموع عظيمة من الأندلس ومن الشام حتّى بلغ نفيره إلى القسنطينة،
وجاء معه البرشنونيّ صاحب بلاد أرغن، فبلغ أمير المؤمنين محمد،
فاستنفر الناس في أول سنة تسع، فالتقوا بموضع يعرف بالعقاب، فحمل
الإذفنش على المسلمين وهم على غير أهبة. فانهزموا وقتل من
الموحّدين خلق كثير. وأكبر أسباب الهزيمة اختلاف نيّات الموحّدين
وغضبهم على تأخير أعطياتهم، فبلغني عن جماعة منهم أنّهم لم يسلّوا
سيفا، ولا شرعوا رمحا، بل انهزموا، وثبت أبو عبد الله ثباتا
كلّيّا، ولولا ثباته، لاستؤصلت تلك الجموع قتلا وأسرا، وذلك في
صفر. ورجع الملاعين بغنائم عظيمة، وافتتحوا في طريقهم بياسة عنوة،
فقتلوا وسبوا، فكانت هذه أشدّ على المسلمين من الهزيمة.
ونقل أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الْجَزَري في
«تاريخه» : أنّ الناصر أبا عبد الله محمد بن يعقوب بن يوسف القيسيّ
الكوميّ صاحب المغرب توفّي
(43/389)
في هذه السنة، سنة عشر. قال: والمغاربة
يقولون: إنّه كان قد أوصى عبيده وحرسه أنّ من ظهر لكم باللّيل، فهو
مباح الدّم، ثمّ إنّه أراد أن يختبر قدر أمره لهم، فسكر، وجعل يمشي
في بستانه، فلمّا رأوه، جعلوه غرضا لرماحهم، فجعل يقول: أنا
الخليفة! أنا الخليفة! فلم يمكنهم استدراك الفائت وتلف. وقام
بالأمر بعده ابنه المستنصر باللَّه أبو يعقوب يوسف، ولم يكن في بني
عبد المؤمن أحسن من يوسف ولا أفصح، إلّا أنّه كان مشغوفا بالراحة،
وضعفت دولتهم في أيامه.
وأمّا عبد الواحد بن عليّ المرّاكشيّ، فإنّه يقول في كتابه
«المعجب» : إنّ أبا عبد الله مرض بالسّكتة في أول شعبان، ومات في
خامسه. وهذا هو الصّحيح، لأنّه أدرك موته، وكان شاهدا.
545- محمود بن أيدكين [1] الشّرفيّ البوّاب البغداديّ.
سمع من: عليّ بن عبد العزيز ابن السّماك، وابن ناصر، وصدقة بن
المحلبان، وجماعة.
وتوفّي في شوّال عن بضع وثمانين سنة.
ونسبته إلى شرف الدّين نوشروان بن خالد الوزير. وفي الرّواة:
الشّرفيّ، نسبة إلى شرف الدّين عليّ بن طراد الوزير، والشّرفيّ،
نسبة إلى الشرف، موضع.
روى عنه: الدّبيثيّ، والنّجيب عبد اللّطيف.
546- المسلّم بن سعيد [2] بن المسلّم ابن العطّار، أبو محمد
الحرّانيّ، ثمّ البغداديّ، التّاجر.
ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
__________
[1] انظر عن (محمود بن أيدكين) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 286،
287 رقم 1315 وفيه «محمود بن أيتكين» ، والمختصر المحتاج إليه 3/
181، 182 رقم 1169
[2] انظر عن (المسلّم بن سعيد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 289
رقم 1320، والمختصر المحتاج إليه 3/ 197 رقم 1220.
و «المسلّم» بتشديد اللام وفتحها.
(43/390)
وسمع من: أبي محمد سبط الخيّاط.
روى عنه: الدّبيثيّ، وغيره.
وتوفّي في خامس ذي القعدة [1] .
547- ميمون القصريّ [2] .
الأمير الكبير فارس الدين الصلاحي.
قال ابن واصل [3] : هو آخر من بقي من الأمراء الصلاحية. توفي بحلب.
وعتق في الليلة التي مات فيها مائة مملوك وزوّجهم. وخلّف أموالا
كثيرة. توفي في رمضان.
[حرف النون]
548- ناصر بن عبد السيّد [4] بن عليّ.
__________
[1] هكذا في الأصل، وهو وهم، والصواب: «ذي الحجة» كما في تكملة
المنذري، والمختصر المحتاج إليه.
[2] انظر عن (ميمون القصري) في: مفرّج الكروب 3/ 220، ونهاية الأرب
29/ 64، والمختصر في أخبار البشر 3/ 115، وتاريخ ابن الوردي 2/
132، وعقد الجمان 17/ ورقة 346.
[3] في مفرّج الكروب 3/ 220.
[4] انظر عن (ناصر بن عبد السيد) في: معجم الأدباء 19/ 212، 213
رقم 73، وإنباه الرواة 3/ 339، وإشارة التعيين لليمني، ورقة 55،
56، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 279، 280 رقم 1300، ووفيات الأعيان
5/ 369- 370، والمختصر المحتاج إليه 3/ 215 رقم 1262، وسير أعلام
النبلاء 22/ 28 رقم 23، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 237، 238 رقم
183، وتلخيص ابن مكتوم، ورقة 260، والجواهر المضية 2/ 190،
والبداية والنهاية 13/ 54، ومرآة الجنان 4/ 20، 21، وطبقات النحاة
واللغويين لابن قاضي شهبة، ورقة 256، وبغية الوعاة 2/ 402 رقم
2054، وتاج التراجم لابن قطلوبغا 79، ومفتاح السعادة 1/ 126، 127،
والعسجد المسبوك 2/ 333 (في وفيات سنة 607 هـ.) و 344 (سنة 610
هـ.) ، والطبقات السنية 3/ ورقة 1033- 1308، وطبقات الحنفية للزيله
لي، ورقة 220، والفوائد البهية للكنوي 218، 219، وكشف الظنون 139،
1708، 1747، 1789، وروضات الجنات 4/ 222، 223، وهدية العارفين 2/
488، وديوان الإسلام 4/ 185، 186 رقم 1917، وفهرست الخديوية 4/
189، 190، والأعلام 7/ 348، ومعجم المؤلفين 13/ 71.
(43/391)
أبو الفتح الخوارزميّ، الحنفيّ، المطرّزيّ،
النّحويّ الأديب.
ولد بخوارزم سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وكان من رءوس المعتزلة، وله معرفة تامّة بالعربيّة، واللّغة،
والشعر.
له تصانيف في الأدب، وشعر كثير.
وكان حنفيّ المذهب.
تُوُفِّيَ فِي الحادي والعشرين من جُمَادَى الأولى بخوارزم.
وكان أبوه أبو المكارم من كبار الفضلاء.
ولناصر كتاب «شرح المقامات» ، وكتاب «المغرب» تكلّم فيه على
الألفاظ الّتي يستعملها الفقهاء من الغريب، فهو للحنفية ككتاب
الأزهريّ للشّافعيّة. وله «الإقناع في اللّغة» ، «مختصر إصلاح
المنطق» ، و «مقدّمة» لطيفة في النّحو مشهورة. ذكر ذلك ابن خلّكان
[1] ، وأنّه قدم بغداد حاجّا سنة إحدى وستمائة، وأخذ عنه بها بعض
الفضلاء. وكان يقال: هو خليفة الزّمخشريّ، فإنّه ولد في العام
الّذي مات فيه الزّمخشريّ. ولمّا مات المطرّزيّ رثوه بأكثر من
ثلاثمائة قصيدة بالعربيّ وبالعجميّ.
والمطرّزيّ: نسبة إلى تطريز الثّياب [2] .
كذا قيل: إنّ هذا مؤلّف «المقدّمة» المطرّزيّة وليس بصحيح، بل
مؤلّفها دمشقيّ قديم، وهو أبو عبد الله محمد بن عليّ السّلميّ
المطرّز المتوفّى سنة ستّ وخمسين وأربعمائة [3] ، فلعلّ هذا
الخوارزميّ له «مقدّمة» أخرى؟ نعم، له، وتسمّى «المصباح» شهيرة
ينتفع بها [4] .
__________
[1] وفيات: 5/ 370- 371.
[2] انتهى إلى هنا نقل المؤلف عن ابن خلكان، وقال ابن خلكان مقيدا
اللفظ بالحروف: بضم الميم وفتح الطاء المهملة وتشديد الراء وكسرها
وبعدها زاي.. ولا أعلم هل كان يتعاطى ذلك بنفسه، أم كان في آبائه
من يتعاطى ذلك، فنسب له، والله أعلم.
[3] انظر ترجمة (محمد بن علي السلمي المطرّزي) في: وفيات 456 هـ.
برقم 176 وذكرت مصادر ترجمته هناك من هذا الكتاب.
[4] في معجم الأدباء 19/ 213 له «المقدّمة المطرّزية في النحو» و
«المصباح في النحو أيضا مختصر» .
(43/392)
[حرف الهاء]
549- هبة الله ابن الإمام الفقيه إبراهيم [1] بن عليّ بن إبراهيم
بن محفوظ بن منصور بن معاذ.
أبو القاسم السّلميّ، الآمديّ، ثمّ البغداديّ، المعروف بابن
الفرّاء.
سمع من: هبة الله بن هلال الدّقّاق، وابن البطّي، وجماعة.
وحدث.
وأبوه ممن رحل إلى محمد بن يحيى وتفقّه عليه بنيسابور.
توفّي هبة الله في ذي القعدة.
550- هبة الله بن حامد [2] بن أحمد بن أيّوب.
أبو منصور الحلّيّ، الأديب النّحويّ.
قرأ الأدب على أبي محمد ابن الخشّاب، وأبي الحسن عليّ ابن العصّار.
وَأقرأ بالحلّة، وانتفع به النّاس.
وتوفّي في حدود هذه السنة.
551- هلال بن محفوظ [3] بن هلال الرّسعنيّ، الفقيه.
تفقّه ببغداد، وسمع من شهدة الكاتبة.
وحدّث برأس العين.
__________
[1] انظر عن (هبة الله بن إبراهيم) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
288، 289 رقم 1319، والمختصر المحتاج إليه 3/ 220 رقم 1281.
[2] انظر عن (هبة الله بن حامد) في: معجم الأدباء 19/ 264 رقم 101،
وإنباه الرواة 3/ 357، والتكملة لوفيات النقلة 2/ 292 رقم 1331،
وتلخيص مجمع الآداب 4/ رقم 1435، وطبقات النحاة واللغويين لابن
قاضي شبهة، ورقة 361، 362، وبغية الوعاة 2/ 322.
[3] انظر عن (هلال بن محفوظ) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 290،
رقم 1324، والذيل على طبقات الحنابلة 2/ 68 رقم 239، وشذرات الذهب
5/ 44.
(43/393)
[حرف الواو]
552- واجب بن مُحَمَّد [1] بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن واجب.
أبو محمد القيسيّ، البلنسيّ.
سمع: أبا الحسن بن هذيل، وأبا الحسن بن النّعمة.
وولي القضاء بأماكن.
روى عنه: أبو عبد الله الأبّار، وغيره.
[حرف الياء]
553- يحيى بن أبي محمد [2] بن عليّ بن المعمّر.
أبو زكريّا القطيعيّ، الأزجيّ، المعروف بابن جرادة.
روى عن: أبي الوقت.
روى عنه: الدّبيثيّ.
توفّي في شعبان.
[الكنى]
554- أبو نصر بن عبد السّلام [3] بن أحمد بن الأسود الحريميّ.
حدّث عن الزّاهد أحمد ابن الطّلّاية.
وتوفّي في ربيع الآخر.
__________
[1] انظر عن (واجب بن محمد) في: تكملة الصلة لابن الأبار 3/ ورقة
126.
[2] انظر عن (يحيى بن أبي محمد) في: التكملة لوفيات النقلة 2/ 284
رقم 1310، والمختصر المحتاج إليه 3/ 253 رقم 1373.
[3] انظر عن (أبي نصر بن عبد السلام) في: التكملة لوفيات النقلة 2/
274، 275 رقم 1291 وفيه: «أبو نصر بن أبي الفضل عَبْد السَّلَام بن
عُثْمَان بن أَبِي نصر بن الأسود» .
(43/394)
[وفيها وُلِدَ]
العزّ إسماعيل بن عبد الرحمن ابن الفرّاء.
والزّين أبو بكر بن محمد بن طرخان.
والنّجم محمد بن محمد السّبتيّ نزيل دمشق.
والنّور محمود بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عصرون.
والكمال أحمد بن يوسف بن شاذي الفاضليّ.
والكمال عليّ بن محمد ابن الأعمى صاحب «المقامة» .
والتاجُ مُحَمَّد بْن عَبْد السلام بْن أَبِي عصرون.
والتقيّ عليّ بن عبد العزيز الإربليّ المقرئ نزيل بغداد.
والظّهير محمد بن عمر بن محمد البخاريّ الحنفيّ مدرّس الشبليّة.
وجبريل بن أبي الحسن العسقلانيّ.
والنّجم أَحْمَد بْن عَبْد العزيز بن أَحْمَد بْن باقا.
وأبو العزّ مظفّر ابن المحدّث عليّ ابن النّشبيّ.
وعبد المحسن بن هبة الله ابن الفوّيّ الأديب.
وأسد الدّين إبراهيم بن اللّيث الأغريّ.
والتاج أحمد ابن الأغلاقيّ، أو في الّتي قبلها.
وكافور الصّوّاف عتيق ابن الفوّيّ.
والعماد حسين بن عليّ بن القاسم ابن عساكر.
والشّرف محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن المجير الكتبيّ المحدّث.
والتّاج يحيى بن محمد بن أحمد ابن الحبوبيّ محتسب دمشق.
والعماد أحمد بن منعة الصّالحيّ.
والعفيف سليمان بن عليّ التّلمسانيّ، الشّاعر.
(43/395)
ذكر من توفي بعد الستّمائة تقريبا وإلى سنة
عشر
[حرف الميم]
555- موسى بن ميمون [1] .
أبو عمران اليهوديّ، القرطبيّ.
رئيس اليهود وعالمهم وحبرهم بالدّيار المصريّة.
قال الموفّق ابن أبي أصيبعة [2] : هو أوحد زمانه في صناعة الطّبّ،
متفنّن في العلوم، وله معرفة جيّدة بالفلسفة. طبّ السّلطان صلاح
الدّين ثمّ ولده الأفضل عليّا.
وقيل: إنّه أسلم بالمغرب، وحفظ القرآن، فلمّا أن قدم مصر ارتدّ.
وقد مدحه القاضي السّعيد ابن سناء الملك بأبيات.
وله تصانيف في الطّبّ، وكتاب كبير في دين اليهود- لعنهم الله-.
وهو والد إبراهيم الطّبيب أحد أطبّاء الكامل. ومات إبراهيم بعد سنة
ثلاثين وستّمائة.
[حرف العين]
556- عبد المنعم بن عمر [3] ، أبو الفضل الغسّانيّ، الأندلسيّ،
الجليانيّ، الطّبيب، المعروف بحكيم الزّمان.
__________
[1] انظر عن (موسى بن ميمون) في: أخبار العلماء للقفطي 209، 210،
وتاريخ مختصر الدول لابن العبري 239، وعيون الأنباء 2/ 194.
[2] في عيون الأنباء 2/ 194.
[3] تقدم في وفيات سنة 603 برقم (135) .
(43/396)
كان علّامة في الطّبّ والكحل. قدم إلى دمشق
وسكنها، وعمّر دهرا.
وكان يجيد الشّعر. وكانت له دكّان في اللّبّادين للطّبّ. وصنّف
كتبا كثيرة.
وكان السّلطان صلاح الدّين يرى له ويحترمه، وله هو في صلاح الدّين
مدائح. وكان يتعانى الكيمياء.
وهو والد عبد المؤمن كحّال الملك الأشرف ابن العادل المتوفّى
بالرّها قبل الثلاثين وستمائة.
[حرف السين]
557- سليمان بن عبد الله [1] بن عبد المؤمن بن عليّ.
أبو الربيع القيسيّ، متولّي سجلماسة وأعمالها لابن عمّه السّلطان
يعقوب بن يوسف.
قال تاج الدّين شيخ الشيوخ: اجتمعت به حين قدم لمتابعة محمد بن
يعقوب وزرته، فرأيت شيخا بهيّ المنظر، حسن المخبر، فصيح العبارة
باللّغتين. بلغني أنّه كان يملي على كاتبه الرسائل الصّنيعة بغير
توقّف، ويخترع بلا تكلّف، وكذلك في اللّغة البربريّة، وقّع إلى
عامل له قد تظلّموا منه: «قد كثرت فيك الأقوال، وإغضائي عنك رجاء
أن تتيقظ، فتنصلح الحال، وفي مبادرتي إلى ظهور الإنكار عليك نسبة
إلى سوء الاختبار، وعدم الاختيار، فاحذر فإنّك على شفا جرف هار» .
وله شعر يروق، فله في ابن عمّه:
هبّت بنصركم الرّياح الأربع ... وخرّت بسعدكم النّجوم الطّلّع
وأمدّك الرّحمن بالفتح الّذي ... ملأ البسيطة نوره المتشعشع
لم لا وأنت بذلت في مرضاته ... نفسا تفدّيها الخلائق أجمع
__________
[1] انظر عن (سليمان بن عبد الله) في: المعجب للمراكشي 346، 375،
378، والغصون اليانعة لابن سعيد 131، والوافي بالوفيات 15/ 396 رقم
544، والأعلام 3/ 190.
(43/397)
وجريت في نصر الإله مصمّما ... بعزيمة
كالسّيف بل هي أقطع
للَّه جيشك والصّوارم تنتضى ... والخيل تجري والأسنّة تلمع
من كلّ من تقوى الإله سلاحه ... ما إن له غير التّوكّل مفزع
لا يسلمون إلى النّوازل جارهم ... يوما إذا أضحى الجوار يضيّع
أين المفرّ ولا مفرّ لهارب ... والأرض تنشر في يديك وتجمع
وهي طويلة.
[حرف العين]
558- عَبْد الواحد ابْن الشَّيْخ أَبِي حفص عُمَر بن يحيى
الهنتاتيّ.
الأمير، زعيم هنتاتة وسيّدها، ولد صاحب ابن تومرت.
كان أبوه أحد الرجال العشرة الخواصّ الّذين لزموا صحبة ابن تومرت
وتقدّموا في أيامه.
وكان عبد الواحد أكبر أشياخ الموحّدين، وأميرهم رتبة وفضلا ودراية،
وأطوعهم في قومه. وكان له حذق في السّياسة وتدبير الحروب والشجاعة
مشهورة عنه، وكان مدبّر الملك، فقام ببيعة الأمير محمد بن يعقوب
وبذل الأموال.
وفي أولاده نجباء وأمراء تملّكوا إفريقية وغيرها.
[الكنى]
559- أبو العبّاس السّبتيّ الزّاهد.
شيخ المغرب في عصره: أحمد بن جعفر الخزرجيّ، صاحب الأحوال
والمقامات والكرامات.
قال تاج الدّين ابن حمّويه: أدركته بمرّاكش في سنة أربع وتسعين وقد
ناهز الثّمانين. وهو شيخ نورانيّ، بهيّ المنظر، عظيم المخبر، سليم
الحواسّ، ذكيّ الفطرة، كامل الأخلاق الحسنة، دائم البشر، مسلوب
(43/398)
الغضب، عديم الحسد، لا يطلب الدّنيا، ولا
يلتفت إلى أهلها، وإذا جاءه المال، فرّقه في الحال. ورأيت النّاس
على قدر ميزتهم يختلفون فيه، فمن قائل: ساحر وكاهن، ومن قائل:
زنديق وممخرق، ومن قائل: مجذوب يتكلّم على الخواطر، ويتصرّف في
البواطن والظّواهر. فتوقّفت عن الدخول إليه سنة، ثمّ ألحّ عليّ
صديق فمضيت إليه، فإذا به في دار قوراء بهية ذات مجالس وأروقة
ومفارش، وفي وسط الدّار ماء جار وأشجار كأنّها من دور الملوك،
وحوله فقهاء وصلحاء وبعض متميّزي البلد، فسلّمنا وجلسنا، فكان
يفسّر في آيات في البرّ والصّدقة، ورأيت على عينيه خرقة زرقاء
فحسبت أنّها لرمد وإذا هي عادة له. فلمّا فرغ، عاد لمحادثتي، وسأل
عن اسمي وبلدي، وفاوضته في مسائل في التّصوّف، فكان يأتي بالأجوبة
الغريبة السّديدة، والكلام المنقّح، ثمّ شرع في الحديث معي على ما
جرت به العادة مع القادم.
ثمّ لازمت زيارته وزارني، وخرجت معه إلى البساتين والضّواحي، وكان
يحبّ الخضرة، والمياه الجارية، وبلغني أنّه كان يلازم العزلة
والخلوة، ثمّ خالط النّاس. وكانت مجالسه مجالس وعظ وتذكير وأدعية،
ومعظم كلامه في الحثّ على الصّدقة وفعل الخير وذمّ الشحّ.
وأمّا الّذي صحّ عنه من الكرامات، وصحّة الفراسات، والدّعوات
المستجابات، فمشهور متداول مستفيض، إلّا أنّهم يرجمون الظّنون في
أسباب ذلك الحصول وطريقته في الوصول، وكان لصاحبي الجمال محمد
القسطلانيّ أخ قد سافر بتجارة إلى غانة، وهي قاعدة مملكة السودان،
فبعث إليه بضاعة فخرج الحراميّة، فأخذوا تلك القافلة فردّ التّجّار
إلى سجلماسة، وخرج الوالي، فأمسك بعض الحرامية، وبعض الأموال، فدخل
محمد معي إلى الشيخ فحكى له ما جرى، فقال: كم تسوى بضاعتك؟ قال:
ستّمائة دينار.
فتبسّم، وقال: لعلّ رأس مالها عليك العشر أو أقلّ، فكأنكم طمعتم في
اقتناص أموال الحضر، فصادها البربر من المدر، فقلت أنا: يا سيدي
فهل يرجى لما ذهب عود؟ قال: إن تصدق بستمائة درهم، أخلف الله عليه
ذلك.
فأخرج دراهم، فوضعها بين يديه فعدت، فكانت مائة وثمانية دراهم.
فلمّا
(43/399)
كان بعد شهر، دخل إليّ محمد القسطلانيّ
ومعه كتب وردت من أصحابه يذكرون أنّ الوالي أحضر ما استردّ، فقال
للتّجّار: ليأخذ كلّ من تحقّق له عين ماله، وحضر القاضي والعدول،
وشهد التّجّار بعضهم لبعض، فظهرت صرّة فيها تبر من عين ماله، مكتوب
عليها اسم أخيه، وأخرج لي الصّرّة من كمّه، وقال: يا ما أعجب شأن
هذا الرجل- يعني السّبتيّ- أتذكر قوله، وحديث العشر والصّدقة، هذا
التّبر وزنه مائة وعشرة مثاقيل! فمضينا إلى زيارته، وقبّل محمد يده
وحكى ما جرى، فلم يكترث بما جرى.
قلت: ثمّ حكى له ثلاث كرامات أخر، وقال: خرجت من البلاد بعد
الستّمائة، وتركته حيّا يرزق. وكان يقول إذا جرى ذكر الدّولة: إنّ
دولة هؤلاء تختلّ بعد وفاتي وتضمحلّ- يعني بني عبد المؤمن- فظهر
ذلك بعد وفاته، واختلفوا، واقتتلوا، وفسد أمرهم.
[حرف الألف]
560- إبراهيم بن يعقوب [1] أبو إسحاق الكانميّ الأسود، النّحويّ،
الشاعر.
وكانم: بليدة بنواحي غانة إقليم السودان.
قال تاج الدّين ابن حمّويه: رأيته وقد قدم إلى مرّاكش في أيام
السّيد يعقوب بن يوسف، ومدح كبراء الدّولة، واختلط بسادتهم. وكانت
العجمة في لسانه، غير أنّه بارع النّظم. وقد تردّد إليّ كثيرا
وذاكرني.
وله في إبراهيم بن يعقوب بن يوسف:
ما بعد باب أبي إسحاق منزلة ... يسمو إليها فتى مثلي ولا شرف
أبعد ما بركت عيسى بساحته ... وصرت من بحرة اللّجّيّ أغترف
همّوا بصرفي وقد أصبحت معرفة ... فكيف ذلك واسمي ليس ينصرف
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن يعقوب) في: معجم البلدان 4/ مادة «كانم»
دون أن يسمّيه، والوافي بالوفيات 6/ 170، 171.
(43/400)
وأنشدني ابن خميس له:
وقائل لم لا تهجو فقلت له ... لأنّني لا أرى من خاف من هاجي
فليس ذمّ كرام النّاس من شيمي ... وليس ذمّ لئام النّاس منهاجي
وله في بعض الأمراء:
أزال حجابه عنّي وعيني ... تراه من المهابة في حجاب
وقرّبني تفضّله ولكن ... بعدت مهابة عند اقترابي
وكان يحفظ «الجمل» في النّحو، وكثيرا من أشعار العرب. وذكر لي أنّه
اشتغل في بلد غانة، وتخرّج بها مع أنّها بلد كفر وجهل.
قلت: وهي أكثر من شهر عن سجلماسة في جهة الجنوب وبينهما مفاوز، وما
عرفت شاعرا من أرضه سواه.
[حرف الميم]
561- محمد بن الحافظ أبي سعد السمعانيّ.
أخو أبي المظفّر عبد الرّحيم.
سيأتي في آخر ترجمة أخيه [1] .
[حرف الياء]
562- يحيى بْن عقيل بْن شريف بْن رفاعة بْن غدير.
أبو الحسن السّعديّ، المصريّ.
سمع من جدّه لأمّه عبد الله بن رفاعة الفرضيّ.
وكان خيّرا صالحا، كثير الحجّ والمجاورة. حدّث بدمشق وبالمدينة.
روى عنه: بدل التّبريزيّ، والتّاج محمد بن أبي جعفر، وأبو القاسم
بن صصريّ، والحافظ عبد العظيم.
__________
[1] في وفيات سنة 617.
(43/401)
توفّي مجاورا بالمدينة بعد سنة سبع
وستمائة.
[حرف الميم]
563- محمد بن أبي غالب.
أبو عبد الله ابن النزّال.
سمع من: أبي بكر قاضي المارستان.
روى عنه: عبد الصّمد بن أبي الجيش.
564- محمد ابن المعزّ [1] .
أبو عبد الله الميورقيّ.
أخذ القراءات ببلده عن عليّ بن سعيد، وخلف بن عبد الله. وأجاز له
ابن هذيل. وولي قضاء بلده.
توفّي بعد سنة سبع وستمائة وقد قارب المائة.
لا أعرف شيخيه، وإن عنى الأبّار بعليّ بن سعيد أبا الحسن الميورقيّ
صاحب ابن حزم، فذاك كان ببغداد سنة نيّف وتسعين وأربعمائة.
565- محمد بن أحمد بن يربوع [2] الجيانيّ.
أخذ عن: السّهيليّ، وابن الفخّار، وطائفة.
وكان مقرئا، نحويّا، مؤدّبا.
توفّي في حدود سنة عشر [3] .
__________
[1] انظر عن (محمد بن المعزّ) في: تكملة الصلة لابن الأبار 2/ 582.
و «المعزّ» بفتح الميم كما أثبته ابن الأبار.
[2] انظر عن (محمد بن أحمد بن يربوع) في: تكملة الصلة لابن الأبار
2/ 592، وبغية الوعاة 1/ 49.
[3] جاء في تكملة الصلة، وبغية الوعاة- نقلا عن: صلة الصلة لابن
الزبير، أنه كان حيا سنة 603 وأنه كان له برنامج. وجاء في هامش
إحدى نسخ التكملة قول لابن مسدي يفيد أنه أجاز له، وأنه مات سنة
618 هـ.
(43/402)
566- محمد بن أحمد بن مرزوق اليعمريّ،
السّبتيّ، المحدّث.
أبو عبد الله.
رحل إلى المشرق، وأكثر عن البوصيريّ، والقاسم بن عساكر، وطبقتهما.
بقي إلى سنة ثمان وستمائة.
[حرف العين]
567- عبد الرحمن بن داود [1] الواعظ.
زكيّ الدّين المصريّ، الزّرزاريّ، ويلقّب بالزّرزور [2] .
دخل الأندلس ووعظ بها، وحدّث في سنة ثمان وستمائة.
قال الأبّار [3] : ادّعى الرواية عن أبي الوقت والسّلفي وجماعة لم
يلقهم!.
قليل الحياء أفّاك مفتر [4] .
__________
[1] انظر عن (عبد الرحمن بن داود) في: تكملة الصلة لابن الأبار 3/
ورقة 18، وميزان الاعتدال 2/ 557- 559 رقم 4858، والمغني في
الضعفاء 2/ 379 رقم 3560، ولسان الميزان 3/ 413- 415 رقم 1626،
والكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث 257 رقم 428.
[2] في الكشف الحثيث 257 «وكان يلعب بالزرزور» .
[3] في تكملة الصلة 3/ ورقة 18.
[4] هذه العبارة للمؤلّف الذهبي- رحمه الله-، وهو قد ذكره في ميزان
الاعتدال وطوّل ترجمته، فقال: دخل المغرب وحدّث بصحيح البخاري عن
أبي الوقت في سنة ثمان وستمائة.
ليس بثقة. اتهمه أبو عبد الله بن الأبار، وكان يلقّب بالزرزور.
قال الشيخ الضياء: رأيته بالقاهرة على المنبر، ورأيت له الأربعين
في قضاء الحوائج موضوعة قد ركب لها أسانيد من طرق البخاري وأبي
داود وغيرهما.
قلت: هو أبو البركات المصري الزرزاري الملقب بالزرزور، صحيح السماع
من السلفي، وخطيب الموصل. كذّبه ابن الأبّار، وابن مسدي، والناس.
قال ابن مسدي في معجمه: ذكر أنه لقي أبا النجيب السهروردي بالري،
وأنه سمع منه الرسالة بسماعه من أبي القاسم القشيري، وأنه سمع
بهمذان من عفيفة امرأة زعم أنه قرأ عليها «حلية الأولياء» تفرّدت
به عن أحمد بن سعيد القاساني، عن أبي نعيم. وقدم علينا
(43/403)
568- عَلِيّ بْن مُحَمَّد [1] بن يحيى بن
أبي العافية.
أبو الحسن الأنصاريّ، السّرقسطيّ، الدّورقيّ.
ودورقة من عمل سرقسطة.
__________
[ () ] غرناطة سنة سبع وستمائة فسمعوا منه وسمعت منه، وكان يقول:
مولدي بالموصل على رأس الثلاثين وخمسمائة.
وقد ذكر لي بعض المصريين أنه من أهل دمياط، وكذلك أبوه. ومن عجائب
تركيباته أنه حدّث بالجمع بين الصحيحين للحميدي، عن أبي الوقت عبد
الأول، وزعم أنه لقيه بمكة.
وهذا كذب صراح، ما دخل أبو الوقت مكة.
قال: وأعجب من هذا أن عليّ بن أحمد الكوفي كان قد سمع من السلفي،
ودخل الأندلس، وسمع من ابن بشكوال، وخرّج أربعين مسلسلات، ثم قصد
الدولة وقدم ختمة بخط أبي عبد الله السوسي القائم بالدولة، فقيل
له: من أين لك هذه؟ قال: إني تزوّجت بمصر بنت بنته، فكأنهم أظهروا
ما له القبول وولّوه قضاء مالقة، وقصدها فلما حلّ بسبتة ليركب
البحر إلى مالقة احتاط متولّي سبتة بها، وجعله في مركب، وأنفذه إلى
الإسكندرية، فسمع منه أبو البركات الواعظ أربعينه وكتبها، فوقعت
على الأصل الّذي فيه سماعه منه، فلما غرّب أبو البركات أسقط ذكر
الكوفي مؤلّفها وادّعاها لنفسه. وبها افتضح بالأندلس فإنه حدّث
فيها عن مشايخ الأندلس، وحدّث بغريب الحديث لأبي عبيد، عن أبي عبد
الله ابن المتقنة، عن أبي منصور الرزاز، عن نافع الخراساني، عن
معالي بن عديّ، عن أبي عبيد، وهذا كله اختلاف.
وحدّث بالشهاب عن رجل، عن القضاعي، نعوذ باللَّه من الخذلان.
قلت: وذكره ابن فرتون في «ذيل الصلة» ، وأنه روى عن أبي النجيب
رسالة القشيري، عن مؤلّفها، وبالجهد أن يكون سمعها أبو النجيب من
أصحاب القشيري. روى عنه أبو العباس بن مفرج النباتي، وأبو القاسم
بن الطيلساني.
قال ابن فرتون: وأخبرني أبو البركات هذا بفاس حين قدمها بأنه قرأ
كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي على شهدة، وأنه لما ودّعها
أنشدته:
إن عبد الرحمن أودع قلبي ... حسرات بالبعد بعد التلاقي
زارني زورة شفت سقم ... القلب شفاء السليم بالدرياق
ابن الطيلسان أبو القاسم، أنشدنا أبو البركات بقرطبة، أنشدنا
السلفي مما قاله بآمد:
أهدى لنا ليلة أبو حسن ... فراخ طير مشويّة وسمك
فقلت: تبّا له وفخزية ... لمن يلوم يا سيدي وسمك
وقال وقع البلاء من رفع ... السبع الطباق العلا لنا وسمك
توفي أبو البركات بتونس.
[1] انظر عن (علي بن محمد) في: تكملة الصلة 3/ ورقة 71، 72.
(43/404)
روى عن: أبي القاسم بن حبيش، والسّهيليّ.
روى عنه: ابن أخته أبو عبد الله بن حازم.
وصنّف كتابا جمع فيه بين «صحيح» مسلم و «سنن» أبي داود.
[حرف الياء]
569- يوسف بن سوار بن عبيد.
الشيخ شرف الدّين، أبو العزّ البلويّ، المصريّ.
روى عن: يوسف بن آدم بن محمد، وأحمد بن أبي الوفاء الصائغ، وأبي
حامد محمد بن عبد الرحيم بن سليمان الغرناطيّ، وأبي المعالي مسعود
بن محمد النّيسابوريّ، وطائفة.
حدّث بدنيسر في سنة أربع وستمائة، سمع منه: ولده أبو النّضر
إبراهيم، والمحدّث عمر ابن اللّمش، وجماعة. وأجاز لعبد الرحمن ابن
اللّمش.
ترجمه الفرضيّ.
وَهُوَ مستفاد مَعَ صاحبنا يُوسُف بن سوار البدويّ المَصْرِيّ
الحَنْبَلِيّ.
سَمِعَ من الفخر عليّ، وجماعة.
[حرف الميم]
570- مسعود بن إسماعيل بن إبراهيم الجندانيّ، القاضي.
من رواة «المعجم الصغير» عن فاطمة الجوزدانية، سمعه منها، كذا وجدت
تحت اسمه في الإجازات.
أجاز للشيخ شمس الدّين عبد الرحمن ابن أبي عمر، ولابن البخاريّ،
ولفاطمة بنت عساكر. وتاريخ الإجازة في سنة إحدى وستمائة.
وقرأت بخطّ الحافظ ضياء الدّين أنّه سمع من هذا وكنّاه أبا الفتح
الأصبهانيّ، وقال: مولده سنة ستّ عشرة وخمسمائة في المحرّم.
(43/405)
571- محمد بن أبي عاصم أحمد بن أبي ثابت
الحسين بن هبة الله بن زينة الأصبهانيّ.
أبو بكر.
من رؤساء أصبهان.
ولد سنة ستّ وعشرين وخمسمائة.
وسمع من ابن أبي ذرّ الصّالحانيّ حضورا كتاب «التّوبة والمتابة»
لابن أبي عاصم، أخبرنا ابن عبد الرحيم، أخبرنا القباب عنه، وكتاب
«السبق والرمي» لأبي الشيخ برواية ابن عبد الرحيم عنه، و «نسخة»
بكر بن بكّار، عن ابن عبد الرحيم، عن القبّاب، عن الحيرانيّ، عنه.
وسمع من زاهر الشّحّاميّ، والحسين بن عبد الملك الخلّال.
أجاز للشيخ شمس الدّين ابن أبي عمر، وفاطمة بنت عساكر، وجماعة في
سنة إحدى وستمائة، وأجاز لأحمد بن شيبان، وإسماعيل العسقلانيّ،
وابن النّجّار.
[حرف الألف]
572- إبراهيم بن خلف [1] بن منصور.
الشّيخ أبو إسحاق الغسّانيّ، الدّمشقيّ، السّنهوريّ.
وسنهور: من بلاد مصر.
يروي عن: عبد المنعم الفراوي، والخشوعي، والقاسم، وأبي أحمد ابن
سكينة، والمؤيّد الطّوسيّ، وعدّة.
ويلقّب بالناسك.
روى عنه: أبو جعفر النّباتيّ، والخزفيّ، وغيرهما.
وسافر إلى الأندلس، وقدم إشبيلية سنة ثلاث وستمائة.
__________
[1] انظر عن (إبراهيم بن خلف) في: تكملة الصلة لابن الأبار 1/ 176.
(43/406)
قال ابن العديم: كان حزميّا، ناظر ابن دحية
مرّة، فشكاه إلى الكامل، فضرب، وعزّر على جمل ونفي. وقد أسر في
البحر، فبقي في الأسر مدّة، ثمّ إنّه عاد إلى دمشق سنة تسع
وستمائة.
قال قطب الدّين الحلبيّ: قال العماد عليّ بن القاسم بن عليّ ابن
عساكر: كان يشتغل في كلّ علم، والغالب عليه فساد الذّهن، لم ينجح
طلبه، وكان متسمّحا فيما ينقله ويرويه.
وقيل: كان الحامل له على الأسفار يطلب حشيشة الكيمياء.
وقال أبو الحسن العطّار: قدم علينا ثمّ أسر، قال: يظهر في حديثه عن
نفسه تجازف وكذب.
سنهور: من عمل المحلّة.
(43/407)
(بعون الله وتوفيقه، تمّ تحقيق هذه الطبقة
من «تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام» لمؤرّخ الإسلام
الحافظ شمسُ الدين مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْن عثمان بن قايماز
الذهبي الدمشقيّ المتوفى سنة 748 هـ، وضبط النص، وخرّج أشعاره،
وأحال إلى المصادر، وعلّق على المتن بقدر ما فتح الله عليه، طالب
العلم وخادمه، والفقير إلى الله تعالى، الحاج الأستاذ الدكتور أبو
غازي عمر عبد السلام تدمري، الطرابلسي مولدا وموطنا، الحنفيّ
مذهبا، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، وعضو الهيئة
العربية العليا لإعادة كتابة تاريخ الأمة في اتحاد المؤرخين العرب.
وكان الانتهاء من هذا الجزء قبيل منتصف الليل من مساء الثلاثاء
السادس عشر من شهر شعبان سنة 1415 هـ/ الموافق للسابع عشر من شهر
كانون الثاني (يناير) سنة 1995 م، وذلك بمنزلة بساحة السلطان
الأشرف خليل ابن المنصور قلاوون- النجمة سابقا- من مدينة طرابلس
الشام المحروسة، حماها الله وأبقاها ثغرا ورباطا للإسلام
والمسلمين. وبه توفيقي، وعليه اعتمادي) .
(43/408)
|