تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ط التوفيقية
المجلد التاسع
أحداث الطبقة الخامسة عشرة: الحوادث من سنة
241 إلى 250
أحداث سنة إحدى وأربعين ومائة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
أحداث الطبقة الخامسة عشرة
الحوادث من سنة 241 إلى 250
أحداث سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ 1:
فِيهَا تُوُفِّيَ أَسْمَاءُ بن عبيد وَالِدُ جُوَيْرِيَةَ بْنِ
أَسْمَاءَ، وَأَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ الْكُوفِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ
رَاشِدٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ، وَالْحُسَيْنُ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَسَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيُّ أَخُو يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ
الشَّيْبَانِيُّ سُلَيْمَانُ بْنُ فَيْرُوزَ، وَسُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ
قَاضِي الْمَدَائِنِ بِخُلْفٍ فِيهِ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ فِي قَوْلِ
الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ، وَعُثْمَانُ الْبَتِّيُّ فِي قَوْلٍ،
وَالْقَاسِمُ بْنُ الوليد الهمداني الْكُوفِيُّ، وَمُوسَى بْنُ
عُقْبَةَ صَاحِبُ الْمَغَازِي، وَمُوسَى بْنُ كَعْبٍ أَمِيرُ دِيَارِ
مِصْرَ.
وَفِيهَا كَانَ ظُهُورُ الرَّاوَنْدِيَّةِ.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ: هُمْ قوم مِنْ خُرَاسَانَ
عَلَى رَأْيِ أَبِي مُسْلِمٍ الخراساني صاحب الدعوة، ويقولون فِيمَا
زَعَمَ بِتَنَاسُخِ الأَرْوَاحِ، فَيَزْعُمُونَ أَنَّ رَوْحَ آدَمَ
-عَلَيْهِ السَّلامُ- حَلَّتْ فِي عُثْمَانَ بْنِ نَهِيكٍ، وَأَنَّ
الْمنُصَوِّرَ هُوَ رَبُّهُمُ الَّذِي يُطْعِمُهُمْ وَيَسْقِيهِمْ
وَأَنَّ الْهَيْثَمَ بْنَ مُعَاوِيَةَ هُوَ جِبْرِيلُ. قَالَ:
فَأَتَوْا قَصْرَ الْمَنْصُورِ فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ
وَيَقُولُونَ: هَذَا، فَقَبَضَ الْمَنْصُورُ مِنْهُمْ عَلَى نَحْوِ
الْمِائَتَيْنِ مِنَ الْكِبَارِ، فَغَضِبَ الْبَاقُونَ وَقَالُوا:
عَلامَ حُبِسُوا؟ ثُمَّ عَهِدُوا إِلَى نَعْشٍ2 فَخَفُّوا بِهِ،
يُوهَمُونَ أَنَّهَا جِنَازَةٌ قَدِ اجْتَمَعُوا لَهَا، ثُمَّ
إِنَّهُمْ مَرُّوا بِهَا عَلَى بَابِ السِّجْنِ فَعِنْدَهُ شَدُّوا
عَلَى النَّاسِ بِالسِّلاحِ وَاقْتَحَمُوا السِّجْنَ فَأَخْرَجُوا
أَصْحَابَهُمُ الَّذِينَ قَبَضَ عَلَيْهِمُ الْمَنْصُورُ، وَقَصَدُوا
نَحْوَ الْمَنْصُورِ، وَهُمْ نَحْوٌ مِنْ سِتِّمِائَةٍ، فتَنَادَى
النَّاس، وأغلقت المدينة، وخرج المنصور من قصره ماشيا لم يجد فرسا،
فَأُتِيَ بِدَابَّةٍ وَهُوَ يُرِيدُهُمْ، فَجَاءَهُ معِنْ بْنِ
زَائِدَةَ فَتَرَجَّلَ لَهُ وَعَزَمَ عليه وأخذ
__________
1 وانظر: تاريخ الطبري "7/ 505"، وتاريخ خليفة "ص/ 275"، وتاريخ ابن
الأثير "5/ 508"، والبداية "10/ 75"، والنجوم الزاهرة "1/ 436"، وصحيح
التوثيق "6/ 41".
2 وهو ما يحمل عليه الميت.
(9/3)
بِلِجَامِ الدَّابَّةِ، وَقَالَ: إِنَّكَ
تُكْفَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. وَجَاءَ مَالِكُ بْنُ الْهَيْثَمِ
فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْقَصْرِ، ثُمَّ قَاتَلُوهُمْ حَتَّى
أَثْخَنُوهُمْ.
وَجَاءَ خازم بْنُ خُزَيْمَةَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
أقْتُلُهُمْ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى أَلْجَأَهُمْ
إِلَى الْحَائِطِ، فَكَرُّوا عَلَى خَازِمٍ فَهَزَمُوهُ، ثُمَّ كَرَّ
عَلَيْهِمْ هُوَ وَالْهَيْثَمُ بْنُ شُعْبَةَ بِجُنْدِهِمَا،
وَأَحَاطُوا بِهِمْ، وَوَضَعُوا فِيهِمُ السَّيْفَ فَأَبَادُوهُمْ،
فَلا رَحِمَهُمُ الله.
وقد جاء يَوْمَئِذٍ عُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ فَكَلَّمَهُمْ، فَرَمَوْهُ
بِنَشَّابَةٍ1، فَمَرِضَ مِنْهَا وَمَاتَ، فَاسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورَ
مَكَانَهُ عَلَى الْحَرَسِ أَخَاهُ عِيسَى بْنُ نَهِيكٍ. وَكَانَ هَذَا
كُلُّهُ فِي الْمَدِينَةِ الْمُلَقَّبَةِ بِالْهَاشِمِيَّةِ وَهِيَ
بِقُرْبِ الْكُوفَةِ.
ثُمَّ إِنَّ الْمَنْصُورَ قَدِمَ سَمَاطًا بَعْدَ الْعَصْرِ وَبَالَغَ
فِي إِكْرَامِ مَعْنٍ.
وَرَوَى الْمَدَائِنِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذْلِيِّ قَالَ: إِنِّي
لَوَاقِفٌ بباب القصر إذا أُطْلِعَ رَجُلٌ إِلَى الْمَنْصُورِ فَقَالَ:
هَذَا رَبُّ الْعِزَّةِ الَّذِي يَرْزُقُنَا وَيُطْعِمُنَا. قَالَ:
فحدَّثْتُ الْمَنْصُورَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا هُذَلِيُّ
يُدْخِلُهُمُ اللَّهُ النَّارَ فِي طَاعَتِنَا وَنَقْتُلُهُمْ، أَحَبُّ
إِلَيْنَا مِنْ أن يدخلهم الْجَنَّةَ فِي مَعْصِيَتِنَا.
وَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ
الْمَنْصُورَ يَقُولُ: أَخْطَأْتُ ثَلاثَ خَطْآتٍ وَقَى اللَّهُ
شَرَّهَا: قَتَلْتُ أَبَا مُسْلِمٍ وَأَنَا فِي خِرَقٍ2، وَمَنْ
حَوْلِي يُقَدِّمُ طَاعَتَهُ وَيُؤْثِرُهَا وَلَوْ هُتِكَتِ الْخِرَقُ
لَذَهَبْتُ ضَيَاعًا. وَخَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ وَلَوِ اخْتَلَفَ
سَيْفَانِ بِالْعِرَاقِ ذَهَبَتِ الْخِلافَةُ ضَيَاعًا.
وَقِيلَ: كَانَ معْنِ بْنِ زَائِدَةَ مِمَّنْ قَاتَلَ الْمُسَوِّدَةَ
مَعَ ابْنِ هُبَيْرَةَ، فَلَمَّا قَامَتْ دَوْلَةُ الْمُسَوِّدَةُ
اخْتَفَى مَعْنٌ إِلَى أن ظهر يوم الراوندية، فأبى يَوْمَئِذٍ
وَبَرَّزَ حَتَّى كَانَ النَّصْرُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ اخْتَفَى
كَمَا هُوَ، فَتَطَلَّبَهُ الْمَنْصُورُ وَنُودِيَ بِأَمَانِهِ
فَأُتِيَ بِهِ فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ جَلِيلٍ وَوَلاهُ الْيَمَنَ.
وَفِيهَا أَمَّرَ الْمَنْصُورُ ابْنَهُ الْمَهْدِيَّ وَجَعَلَهُ
وَلِيَّ عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ3 وَبَعَثَهُ عَلَى خُرَاسَانَ
__________
1 النشاب: هو النبل. واحدته: نشابة، والنشاب: صانع النشاب "ج" نشابة.
2 الخرق: الثقب في الحائط وغيره "ج" خروق.
3 راجع: تاريخ خليفة "ص/ 275"، وتاريخ الطبري "7/ 505-507"، وتاريخ
الأثير "5/ 506-509"، والبداية "1/ 75-77"، والنجوم الزاهرة "1/
436-437".
(9/4)
وَأَنْ يَنْزِلَ الرَّيَّ، فَفَعَلَ،
وَبَلَغَ الْمَنْصُورَ أَنَّ أَمِيرَ خُرَاسَانَ عَبْدَ الْجَبَّارِ
الأَزْدِيَّ يَقْتُلُ رُؤَسَاءَ الْخُرَاسَانِيِّينَ، فَقَالَ لِأَبِي
أَيُّوبَ الْخُوزِيِّ: إِنَّ هَذَا قد أفنى شيعتنا ولم نفعل هَذَا إِلا
وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَخْلَعَ الطَّاعَةَ.
فَقَالَ: اكْتُبْ إِلَيْهِ أَنَّكَ تُرِيدُ غَزْوَ الرُّومِ
فَلْيُوَجِّهْ إِلَيْكَ الْجُنْدَ وَالْفُرْسَانَ، فَإِذَا خَرَجُوا
بَعَثْتَ إِلَيْهِ مَنْ شِئْتَ، فَلَيْسَ بِهِ امْتِنَاعٌ، فَكَتَبَ
إِلَيْهِ بِذَلِكَ فَكَانَ جَوَابُهُ أَنَّ التُّرْكَ قَدْ جَاشَتْ،
وَإِنْ فُرِّقَتِ الْجُنُودُ ذَهَبَتْ خُرَاسَانُ، فَكَتَبَ
الْمَنْصُورُ إِلَيْهِ بِمَشُورَةِ أَبِي أَيُّوبَ: إِنَّ خُرَاسَانَ
أَهَمُّ مِنْ غَيْرِهَا، وَإِنِّي مُوَجِّهٌ إِلَيْكَ جَيْشًا مَدَدًا
مِنْ عِنْدِي، يُرِيدُ الْمَنْصُورُ بِهَذَا أَنَّ عَبْدَ الْجَبَّارِ
إِنْ هَمَّ بِالْخُرُوجِ وَثَبُوا عَلَيْهِ، فَكَانَ جَوَابُهُ: إِنَّ
خُرَاسَانَ مُجْدِبَةٌ وَأَخَافُ مِنَ الْغَلاءِ عَلَى الْجُنْدِ.
فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ الْمَنْصُورُ: هَذَا رَجُلٌ قَدْ أَبْدَى
صَفْحَتَهُ وَقَدْ خَلَعَ فَلا تُنَاظِرْهُ، فَوَجِّهْ إِلَيْهِ
خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ. قال: فجهر الْمَهْدِيُّ مِنَ الرَّيِّ
خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ لِحَرْبِهِ مَقْدِمَةً، ثُمَّ سَارَ
الْمَهْدِيُّ إِلَى أَنْ قَدِمَ نَيْسَابُورَ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ
أَهْلَ مَرْوَ الرُّوذِ سَارُوا إِلَى عَبْدِ الْجَبَّارِ فَقَاتَلُوهُ
فَهَزَمُوهُ، فَالْتَجَأَ إِلَى مَكَانٍ، فَعَبَرَ إِلَيْهِ
الْمُجَشِّرُ بْنُ مُزَاحِمٍ بجند مرو الروذ فأسره، ثم أتى به خَازِمَ
بْنَ خُزَيْمَةَ فَأَلْبَسَهُ عَبَاءَةً وَأَرْكَبَهُ بَعِيرًا
مَقْلُوبًا وَسَيَّرَهُ إِلَى الْمَنْصُورِ فِي طَائِفَةٍ مِنْ
أَصْحَابِهِ وَأَوْلادِهِ، فَبَسَطَ عَلَيْهِمُ الْعَذَابَ،
وَاسْتَخْرَجَ مِنْهُمُ الأَمْوَالَ، ثُمَّ قَتَلَ عَبْدَ الْجَبَّارِ
وَسَيَّرَ أَوْلادَهُ إِلَى جَزِيرَةِ دَهْلَكٍ بِبَحْرِ الْيَمَنِ،
فَلَمْ يَزَالُوا بِهَا حَتَّى أَغَارَتِ الْهِنْدُ عَلَيْهِمْ
فَأَسَرُوهُمْ وَنَجَا مِنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَلَدُ عَبْدِ
الْجَبَّارِ، فَجَاءَ فَكَتَبَ فِي الدِّيوَانِ وَبَقِيَ بِمِصْرَ
حَيًّا إِلَى سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَفِيهَا انْتَهَى بِنَاءُ مَدِينَةِ الْمِصِّيصَةِ بِتَوَلِّي
جِبْرِيلَ بْنِ يَحْيَى الْخُرَاسَانِيِّ.
وَفِيهَا افْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ طَبَرِسْتَانَ وَغَنِمُوا غَنَائِمَ
عَظِيمَةً بَعْدَ حُرُوبٍ جَرَتْ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ
اللَّهِ. ثُمَّ وَلِيَ الْمَدِينَةَ محمد بن خالد بن عبيد اللَّهِ
الْقَسْرِيُّ، وَوَلِيَ مَكَّةَ الْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
الْعَتَكِيُّ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ الشَّامِ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ
الْعَبَّاسِيُّ.
وَفِيهَا اسْتَنَابَ الْمَهْدِيُّ عَنْهُ عَلَى خراسان الأمير أسد بن
عبد الله.
(9/5)
أحداث سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ 1:
فِيهَا تُوُفِّيَ أَسْلَمُ الْمِنْقَرِيُّ، وَحَبِيبُ بْنُ أَبِي
عَمْرَةَ الْقَصَّابُ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَالْحَسَنُ
بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ، وَأَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ
الْخَوْلانِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ فِي قَوْلٍ.
وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَسَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبٍ فِي
قَوْلٍ، وَالأَمِيرُ سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ بِخُلْفٍ،
وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْمُعْتَزِلِيُّ فِيهَا أَوْ فِي سَنَةِ
ثَلاثٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيُّ، وَهَارُونُ
بْنُ عَنْتَرَةَ.
وَفِيهَا نَزَعَ الطَّاعَةَ مُتَوَلِّي السِّنْدِ عُيَيْنَةُ بْنُ
مُوسَى بْنِ كَعْبٍ فَخَرَجَ الْمَنْصُورُ بِالْجَيْشِ فَنَزَلَ
الْبَصْرَةَ وَجَهَّزَ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْعَتَكِيُّ مُحَارِبًا
وَمُتَوَلِّيًا عَلَى السِّنْدِ وَالْهِنْدِ فَسَارَ حَتَّى غَلَبَ
عَلَى السِّنْدِ وَاسْتَوْثَقَ لَهُ الأَمْرُ.
وَفِيهَا نَقَضَ إِصْبَهَبْذُ طَبَرِسْتَانَ وَقَتَلَ مَنْ بِبِلادِهِ
مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَانْتُدِبَ لَهُ خَازِمُ بْنُ خُزَيْمَةَ
وَرَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ وَأَبُو الْخَصِيبِ مَرْزُوقٌ مَوْلَى
الْمَنْصُورِ, فَحَاصَرُوهُ فِي قَلْعَتِهِ وَطَالَ الْحِصَارُ وَلَمْ
يزالوا إلى أَنِ احْتَالَ مَرْزُوقٌ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:
اضْرِبُونِي وَاحْلِقُوا رَأْسِي وَلِحْيَتِي فَفَعَلُوا ذَلِكَ
فَلَحِقَ بِالإِصْبَهَبْذِ فَفَتَحَ فَدَخَلَ إِلَيْهِ: فَقَالَ:
إِنَّمَا فَعَلُوا بِي مَا رَأَيْتَ تُهْمَةً مِنْهُمْ لِي بِأَنَّ
هَوَايَ مَعَكَ, وَأَخْبَرَهُ بِأَنَّهُ مَعَهُ فَإِنَّهُ يَدُلُّهُ
عَلَى عَوْرَةِ الْعَسْكَرِ، فَوَثِقَ بِهِ وَقَرَّبَهُ. وَكَانَ بَابُ
قَلْعَتِهِ حَجَرًا، فَلَمْ يَزَلْ يُظْهِرْ لَهُ النَّصِيحَةَ
وَالإِصْبَهَبْذُ يغتر إِلَى أَنْ صَيَّرَهُ أَحَدَ مَنْ يَتَوَلَّى
الْبَابَ فَرَأَى مِنْهُ مَا يُحِبُّ: ثُمَّ نَفَّذَ مَرْزُوقٌ إِلَى
الْعَسْكَرِ فِي نَشَّابَةٍ وَوَعَدَهُمْ لَيْلَةً مُعَيَّنَةً فِي
فَتْحِ بَابِ الْحِصْنِ، ثُمَّ فَعَلَ ذَلِكَ، وَدَخَلُوا وَقَتَلُوا
الْمُقَاتِلَةَ وَسَبُوا2 الْحَرِيمَ، فَمَصَّ الإِصْبَهَبْذُ سُمًّا
فِي خَاتَمِهِ فَهَلَكَ مِنْ جُمْلَةِ السَّبْيِ شَكْلَةُ وَالِدَةُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ مِنْ بَنَاتِ الأُمَرَاءِ وَوَالِدَةُ
مَنْصُورِ بْنِ الْمَهْدِيِّ الْمَعْرُوفَةِ بِالْخَيِّرَةِ مِنْ
بَنَاتِ الْمُلُوكِ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ إمرأة مِصْرَ نَوْفَلُ بْنُ الْفُرَاتِ
بِمُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ، ثُمَّ عُزِلَ مُحَمَّدٌ وَأُعِيدَ
نَوْفَلٌ ثُمَّ عُزِلَ ثانيًا فوليها حميد بن قحطبة.
__________
1 وراجع: تاريخ خليفة "ص/ 275"، وتاريخ الطبري "7/ 512-515"، وتاريخ
ابن الأثير "5/ 510-512"، والبداية والنهاية "10/ 79-80"، وصحيح
التوثيق "6/ 43-44".
2 وسبوا الحريم: يعني أسروهم.
(9/6)
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ إِسْمَاعِيلُ
بْنُ عَلِيٍّ. وَقِيلَ: فِيهَا اسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ أَخَاهُ
عَبَّاسًا عَلَى بِلادِ الْجَزِيرَةِ وَالثَّغْرِ.
وَفِيهَا كَانَ تَوَثُّبُ الْعَبِيدِ بِالْبَصْرَةِ فَانْتُدِبَ لَهُمْ
صَاحِبُ الشُّرْطَةِ فَقَتَلَهُمْ.
وَفِيهَا وَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُيَيْنَةَ بْنِ الْمُهَلَّبِ
بْنِ أَبِي صُفْرَةِ الْبَحْرَ فَنَزَلَ مَدِينَةَ قَيْسٍ، وَهِيَ
جَزِيرَةٌ فِي الْبَحْرِ، فَجَاءَتْهُ مَرَاكِبُ الْهُنُودِ فَلَمْ
يخرج إليهم، فخرج ابنه فقتل وَقُتِلَ مَعَهُ طَائِفَةٌ، ثُمَّ هَرَبَ
مُحَمَّدٌ مِنْهَا فدخلها العدو فخربوها.
قال خليفة بن خياط1: فَهِيَ خَرَابٌ إِلَى الْيَوْمِ.
قُلْتُ: هِيَ الْيَوْمُ عَامِرَةٌ يُسَافِرُ إِلَيْهَا التُّجَّارُ
وَهِيَ جَزِيرَةُ كَيْشٍ كذا ينطقون بها.
__________
1 تاريخ خليفة بن خياط "ص/ 419"، "حوادث سنة 141هـ".
(9/7)
أحداث سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ 1:
فِيهَا تُوُفِّيَ حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الصَّوَّافُ،
وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَلَى الصَّحِيحِ، وَحُيَيُّ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْمُعَافِرِيُّ، وَخَطَّابُ بْنُ صَالِحٍ الْمَدَنِيُّ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ عَطَاءٍ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ مَيْمُونَ الْمَدَنِيُّ بِمِصْرَ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ
مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ. وَلَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ فِي قَوْلٍ،
وَمُطَرِّفُ بْنِ طَرِيفٍ فِي قَوْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيُّ.
وَفِيهَا سَارَ أَبُو الأَحْوَصِ الْعَبْدِيُّ فِي سِتَّةِ آلافِ
فَارِسٍ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَفْرِيقِيَّةِ فَنَزَلَ بَرْقَةَ ثُمَّ
الْتَقَى هُوَ وَأَبُو الْخَطَّابِ الإِبَاضِيُّ فَانْهَزَمَ أَبُو
الأَحْوَصِ، فَسَارَ أَمِيرُ مِصْرَ بِنَفْسِهِ وَجُيُوشُهُ وَهُوَ
مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ فَالْتَقَى هُوَ وَالإِبَاضِيَّةُ فَقُتِلَ
فِي الْمَصَافِّ أَبُو الْخَطَّابِ، وَانْهَزَمُوا2.
وَفِيهَا بَلَغَ الْمَنْصُورُ أَنَّ الدَّيْلَمَ قَدْ أَوْقَعُوا
بِالْمُسْلِمِينَ وقتلوا مِنْهُمْ خَلائِقَ فَنَدَبَ3 النَّاسَ
لِلْجِهَادِ4.
__________
1 وانظر: تاريخ الطبري "7/ 515"، وابن الأثير "5/ 510-512"، وتاريخ
خليفة "ص/ 275"، والبداية "10/ 79-80".
2 تاريخ خليفة "420".
3 فندب الناس ... يعني دعى الناس.
4 تاريخ الطبري "7/ 515".
(9/7)
وَفِيهَا عُزِلَ الْهَيْثَمُ عَنْ مَكَّةَ
بِالسَّرِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْعَبَّاسِ
الْعَبَّاسِيِّ فَأُتِيَ بِكِتَابٍ عَهِدَهُ وَهُوَ فِي الْيَمَامَةِ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَنْ مِصْرَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ وَأُعِيدَ
نَوْفَلٌ ثَالِثًا، ثُمَّ عُزِلَ نَوْفَلٌ وَوَلِيَهَا يَزِيدُ بْنُ
حَاتِمٍ الأَزْدِيُّ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ
الْهَاشِمِيُّ أَمِيرُ الْكُوفَةِ.
وَفِي هَذَا الْعَصْرِ شَرَعَ عُلَمَاءُ الإِسْلامِ فِي تَدْوِينِ
الْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ وَالتَّفْسِيرِ، فَصَنَّفَ ابْنُ جُرَيْجٍ
التَّصَانِيفَ بِمَكَّةَ، وَصَنَّفَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ،
وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَغَيْرُهُمَا بِالْبَصْرَةِ، وَصَنَّفَ
الأَوْزَاعِيُّ بِالشَّامِ، وَصَنَّفَ مَالِكٌ الْمُوَطَّأَ
بِالْمَدِينَةِ، وَصَنَّفَ ابْنُ إِسْحَاقَ الْمُغَازِيُّ، وَصَنَّفَ
مَعْمَرٌ بِالْيَمَنِ، وَصَنَّفَ أَبُو حَنِيفَةَ وَغَيْرُهُ الْفِقْهَ
وَالرَّأْيَ بِالْكُوفَةِ، وَصَنَّفَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ كِتَابَ
"الْجَامِعِ"، ثُمَّ بَعْدَ يَسِيرٍ صَنَّفَ هُشَيْمٌ كُتُبَهُ،
وَصَنَّفَ اللَّيْثُ بِمِصْرَ وَابْنُ لَهِيعَةَ ثُمَّ ابْنُ
الْمُبَارَكِ وَأَبُو يُوسُفَ وابْنُ وَهْبٍ. وَكَثُرَ تَدْوِينُ
الْعِلْمِ وَتَبْوِيبُهُ، وَدُوِّنَتْ كُتُبُ الْعَرَبِيَّةِ
وَاللُّغَةِ وَالتَّارِيخِ وَأَيَّامُ النَّاسِ. وَقَبْلَ هَذَا
الْعَصْرِ كَانَ سَائِرُ الأَئِمَّةِ يَتَكَلَّمُونَ عَنْ حِفْظِهِمْ
أَوْ يَرْوُونَ الْعِلْمَ مِنْ صُحُفٍ صَحِيحَةٍ غَيْرَ مُرَتَّبَةٍ.
فَسَهُلَ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ تَنَاوُلُ الْعِلْمِ، وَأَخَذَ الحفظ
يتناقص، فلله الأمر كله.
(9/8)
أحداث سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ 1:
فِيهَا تُوُفِّيَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ
أَحَدُ الضُّعَفَاءِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ فِي قَوْلٍ،
وَأُسَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفِلَسْطِينِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ
الرَّحِيمِ خَالِدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ، وَسَعِيدٌ
الْجُرَيْرِيُّ. وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ فِي قَوْلٍ. وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ فِي قَوْلٍ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَبِي سَبْرَةَ الْمَدَنِيُّ. وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُبْرُمَةَ
الْفَقِيهُ. وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ الأَيْلِيُّ. وَعَبْدُ الأَعْلَى
بْنُ السَّمْحِ الْفَقِيهُ بِمِصْرَ. وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فِي
قَوْلٍ. ومجالد بن سَعِيد. وَهِلالُ بْنُ حُبَابٍ. وَوَاصِلُ بْنُ
السَّائِبِ الرَّقَاشِيُّ. وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ
الدِّمَشْقِيُّ.
وَفِيهَا غَزَا مُحَمَّدُ بْنُ السَّفَّاحِ الدَّيْلَمَ بِجَيْشِ
الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وواسط والجزيرة.
__________
1 وراجع: تاريخ الطبري "7/ 517-552"، وتاريخ خليفة ص/ 276"، والنجوم
الزاهرة "1/ 446"، والبداية "10/ 80"، وصحيح التوثيق "6/ 45".
(9/8)
وَفِيهَا قَدِمَ الْمَهْدِيُّ مِنْ
خُرَاسَانَ فَدَخَلَ بِابْنَةِ عَمِّهِ رَيْطَةَ بِنْتِ السَّفَّاحِ.
وَفِيهَا حَجَّ الْمَنْصُورُ وَخَلَفَ عَلَى الْعَسَاكِرِ خَازِمُ بْنُ
خُزَيْمَةَ فَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ
الْمُرِّيَّ وَعَزَلَ مُحَمَّدًا الْقَسْرِيَّ.
وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ أَهَمَّهُ شَأْنُ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ
ابْنَيْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ لِتَخَلُّفِهِمَا عَنِ الْحُضُورِ عِنْدَهُ مَعَ
الأَشْرَافِ، فَقِيلَ: إِنَّ مُحَمَّدًا ذَكَرَ أَنَّ الْمَنْصُورَ
لَمَّا حَجَّ فِي حَيَاةِ أَخِيهِ السَّفَّاحِ كَانَ مِمَّنْ بَايَعَ
لَهُ لَيْلَةَ اشْتَوَرَ بَنُو هَاشِمٍ بِمَكَّةَ فِيمَنْ يَعْقِدُونَ
لَهُ الْخِلافَةَ حِينَ اضْطَرَبَ أَمْرُ بَنِي أُمَيَّةَ فَسَأَلَ
الْمَنْصُورُ زِيَادًا مُتَوَلِّي الْمَدِينَةَ عَنِ ابْنَيْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ. فَقَالَ: مَا يَهِمُّكَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَمْرِهِمَا أَنَا آتِيكَ بِهِمَا، فَضَمَّنَهُ
إِيَّاهُمَا فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ.
قَالَ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ الْمَنْصُورُ لَمْ يَكُنْ هَمُّهُ إِلا
طَلَبَ محمد والمسألة عنه بكل طريق، فدعا بني هَاشِمٍ وَاحِدًا
وَاحِدًا كُلُّهُمْ يُخْلِيهِ وَيَسْأَلُهُ عَنْهُ فَيَقُولُونَ: يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمَ أَنَّكَ قَدْ عَرَفْتَهُ بِطَلَبِ
هَذَا الشَّأْنِ قَبْلَ الْيَوْمِ فَهُوَ يَخَافُكَ وَهُوَ الآنَ لا
يُرِيدُ لَكَ خِلافًا وَلا مَعْصِيَةً. وَأَمَّا حَسَنُ بْنُ زَيْدٍ
فَأَخْبَرَهُ بِأَمْرِهِ وَقَالَ: لا آمَنُ أَنْ يَخْرُجَ. فَذَكَرَ
يَحْيَى الْبَرْمَكِيُّ أَنَّ الْمَنْصُورَ اشْتَرَى رَقِيقًا مِنْ
رَقِيقِ الأَعْرَابِ فَكَانَ يُعْطِي الرَّجُلَ مِنْهُمُ الْبَعِيرَ
وَالْبَعِيرَيْنِ وَفَرَّقَهُمْ فِي طَلَبِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله
بأطرف الْمَدِينَةِ يَتَجَسَّسُونَ أَمْرَهُ وَهُوَ مُخْتَفٍ.
وَذَكَرَ السِّنْدِيُّ مَوْلَى الْمَنْصُورِ قَالَ: رَفَعَ عُقْبَةُ
بْنُ مُسْلِمٍ الأَزْدِيُّ عِنْدَ الْمَنْصُورِ وَاقِعَةً وَذَلِكَ
أَنَّ عُمَرَ بْنَ حَفْصٍ أَوْفَدَ مِنَ السِّنْدِ وَفْدًا فِيهِمْ
عُقْبَةُ فَأَعْجَبَ الْمَنْصُورَ هَيْئَتُهُ فَاسْتَخْلَى بِهِ
وَقَالَ: إِنِّي لأَرَى لَكَ هَيْئَةً وَمَوْضِعًا وَإِنِّي
لَأُرِيدُكَ لِأَمْرٍ وَأَنَا بِهِ مُعَنًّى لَمْ أَزَلْ أَرْتَادُ
لَهُ رَجُلا عَسَى أَنْ تَكُونَ، فَإِنْ كَفَيْتَنِيهِ رَفَعْتُكَ.
فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ أُصَدِّقَ ظَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فِيَّ.
قَالَ: فَاخْفِ شَخْصَكَ وَاسْتُرْ أَمْرَكَ وأتني يَوْمَ كَذَا،
فَأَتَاهُ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ. فَقَالَ له: إن بني عمنا هؤلاء
قد أبو إِلا كَيْدًا لِمُلْكِنَا وَاغْتِيَالا لَهُ وَلَهُمْ شِيَعَةٌ
بِخُرَاسَانَ بِقَرْيَةِ كَذَا يُكَاتِبُونَهُمْ وَيُرْسِلُونَ
إِلَيْهِمْ بِصَدَقَاتِ أَمْوَالِهِمْ فَاخْرُجْ إِلَيْهِمْ بِكِسْوَةٍ
وَأَلْطَافٍ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ بكتاب مبتكر تكتبه عن أهل هذه
الْقَرْيَةِ، ثُمَّ تَسِيرُ إِلَى بِلادِهِمْ فَإِنْ كَانُوا قَدْ
نَزَعُوا عَنْ رَأْيِهِمْ فَأَحبِبْ وَاللَّهِ بِهِمْ وَأَقْرِبْ
وَإِنْ كَانُوا عَلَى رَأْيِهِمْ عَلِمْتُ ذَلِكَ وكنت حذر على
فَاشْخَصْ حَتَّى تلقَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ مُتَقَشِّفًا
مُتَخَشِّعًا فَإِنْ جَبَهَكَ
(9/9)
-وَهُوَ فَاعِلٌ- فَاصْبِرْ حَتَّى
يَأْنَسَ بِكَ وَيُلِينُ لَكَ نَاحِيَتَهُ. فَإِذَا ظَهَرَ لَكَ مَا
فِي قَلْبِهِ فَاعْجَلْ عَلَيَّ.
قَالَ: فَشَخَصَ عُقْبَةُ حَتَّى قَدِمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ
فَلَقِيَهُ بِالْكِتَابِ فَأَنْكَرَهُ وَانْتَهَرَهُ وَقَالَ: مَا
أَعْرِفُ هَؤُلاءِ، فَلَمْ يَزَلْ يَنْصَرِفْ وَيَعُودُ إِلَيْهِ
حَتَّى قَبِلَ الْكِتَابَ وَأَلْطَافَهُ وَأَنِسَ بِهِ فَسَأَلَهُ
عُقْبَةُ الْجَوَابَ. فَقَالَ: أَمَّا الْكِتَابُ فَإِنِّي لا أَكْتُبُ
إِلَى أَحَدٍ، وَلَكِنْ أَنْتَ كِتَابِي إِلَيْهِمْ، فَسَلِّمْ
عَلَيْهِمْ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ ابْنَيَّ خَارِجَانِ لِوَقْتِ كَذَا
وَكَذَا. فَأَسْرَعَ عُقْبَةُ بِهَذَا إِلَى الْمَنْصُورِ.
وَقِيلَ: كَانَ مُحَمَّدٌ وَإِبْرَاهِيمُ ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ
مَنْهُومَيْنِ بِالصَّيْدِ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: قَدِمَ مُحَمَّدٌ الْبَصْرَةِ مُخْتَفِيًا
فِي أَرْبَعِينَ رَجُلا فَأَتَى عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عُثْمَانَ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِشَامٍ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ: أَهْلَكْتَنِي وَشَهَّرْتَنِي فَانْزِلْ عِنْدِي
وَفَرِّقْ أَصْحَابَكَ، فَأَبَى عَلَيْهِ فَقَالَ: أَنْزِلْ فِي بَنِي
رَاسِفٍ، فَفَعَلَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: أَقَامَ مُحَمَّدٌ يَدْعُو النَّاسَ سِرًّا.
وَقِيلَ: نَزَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُفْيَانَ الْمُرِّيِّ،
ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ فَسَارَ الْمَنْصُورُ حَتَّى
نَزَلَ الْجِسْرَ.
وَكَانَ الْمَنْصُورُ لَمَّا حَجَّ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
أَكْرَمَ عَبْدَ اللَّهِ بن الحسن, ثم قال لعقبة: تراآى لَهُ, ثُمَّ
قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ عَلِمْتُ مَا أَعْطَيْتَنِي مِنَ
الْعُهُودِ أَنْ لا تَبْغِيَ سُوءًا. قَالَ. فَأَنَا عَلَى ذَلِكَ،
فَاسْتَدَارَ لَهُ عُقْبَةُ حَتَّى قَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَعْرَضَ
عَنْهُ فَأَتَاهُ مِنْ وَرَائِهِ فَغَمَزَهُ بِأَصْبُعَيْهِ فَرَفَعَ
رَأْسَهُ بَغْتَةً فَمَلأَ عَيْنَهُ مِنْهُ فَوَثَبَ حَتَّى جَلَسَ
بَيْنَ يَدَيِ الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: أَقِلْنِي يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ أَقَالَكَ اللَّهُ. قَالَ: لا أَقَالَنِي اللَّهُ إِنْ
أَقَلْتُكَ ثُمَّ سَجَنَهُ.
وَجَاءَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّ الْمَنْصُورَ أَقْبَلَ عَلَى عَبْدِ
اللَّهِ، فَقَالَ: أَرَى ابْنَيْكَ قَدِ اسْتَوْحَشَا مِنِّي وَإِنِّي
لَأُحِبُّ أَنْ يَأْنَسَا بِي وَأَنْ يَأْتِيَانِي فَأُخْلِطُهُمَا
بِنَفْسِي، فَقَالَ: وَحَقِّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ما لي بهما
وَلا بِمَوْضِعِهِمَا وَلَقَدْ خَرَجَا عَنْ يَدِي فَبَقِيَ فِي سِجْنِ
الْمَنْصُورِ ثَلاثَةَ أَعْوَامٍ.
وَقِيلَ: إِنَّ مُحَمَّدًا وَإِبْرَاهِيمَ هَمَّا بِاغْتِيَالِ
الْمَنْصُورِ بِمَكَّةَ وَوَاطَأَهُمَا قَائِدٌ كَبِيرٌ مِنْ
قُوَّادِهِ فَنُمِيَ الْخَبَرُ إِلَى الْمَنْصُورِ، فَاحْتَرَزَ
وَطَلَبَ الْقَائِدَ فَهَرَبَ، وَأَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ
يُلِحُّ فِي طَلَبِ مُحَمَّدٍ حَتَّى أَعْيَاهُ وَجَعَلَ زِيَادُ بْنُ
عُبَيْدِ اللَّهِ يُدَافِعُ عَنْ مُحَمَّدٍ، فَقَبَضَ
(9/10)
الْمَنْصُورُ عَلَى زِيَادٍ وَاسْتَأْصَلَ
أَمْوَالَهُ وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَدِينَةِ مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ
الْقَسْرِيَّ وَأَمَرَهُ بِبَذْلِ الأَمْوَالِ فِي طَلَبِ مُحَمَّدٍ
وَأَخِيهِ، فَبَذَلَ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ فَلَمْ
يَصْنَعْ شَيْئًا وَلا قَدِرَ عَلَيْهِمَا فَاتَّهَمَهُ الْمَنْصُورُ،
فَعَزَلَهُ، وَوَلَّى رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ
الْمُرِّيَّ، فَدَعَا الْقَسْرِيَّ فَسَأَلَهُ عَنِ الأَمْوَالِ،
فَقَالَ: هَذَا كَاتِبِي وهو أعلم بها فقال: أسألك وتحليني عَلَى
كَاتِبِكَ: فَأَمَرَ بِهِ رِيَاحٌ فُوجِئَتْ عُنُقُهُ وَضُرِبَ
أَسْوَاطًا ثُمَّ بُسِطَ الْعَذَابُ عَلَى كَاتِبِهِ وَعَلَى مَوْلاهُ
فَأَسْرَفَ وَجَدَّ فِي طَلَبِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
فَأَخْبَرَ أَنَّهُ فِي شِعَبٍ مِنْ شِعَابِ رَضْوَى وَهُوَ جَبَلُ
جُهَيْنَةَ مِنْ أَعْمَالِ يَنْبُعَ. قَالَ: فَاسْتَعْمَلَ عَلَى
يَنْبُعَ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ الْجُهَنِيَّ وَأَمَرَهُ بِتَطَلُّبِ
مُحَمَّدٍ، فَخَرَجَ عَمْرٌو إِلَيْهِ لَيْلَةً بِالرِّجَالِ فَفَزِعَ
مُحَمَّدٌ وَفَرَّ مِنْهُمْ، فَانْفَلَتَ، وَلَهُ ابْنٌ صَغِيرٌ،
وُلِدَ لَهُ هُنَاكَ مِنْ جَارِيَةٍ فَوَقَعَ الطِّفْلُ مِنَ الْجَبَلِ
مِنْ يَدِ أُمِّهِ فَتَقَطَّعَ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ:
مُنْخَرِقُ السِّرْبَالِ يَشْكُو الْوَجَى ... تَنْكُبُهُ أَطْرَافُ
مَرْوٍ حِدَادْ
شَرَّدَهُ الْخَوْفُ وَأَزْرَى بِهِ ... كَذَاكَ مَنْ يَكْرَهُ حَرَّ
الْجِلادْ
قَدْ كَانَ فِي الْمَوْتِ لَهُ رَاحَةٌ ... وَالْمَوْتُ حَتْمٌ فِي
رِقَابِ الْعِبَادْ
فَلَمَّا طَالَ أمْرُ الأَخَوَيْنِ عَلَى الْمَنْصُورِ أَمَرَ رِيَاحًا
بِأَخْذِ بَنِي حَسَنٍ وَحَبْسِهِمْ، فَأَخَذَ حَسَنًا وَإِبْرَاهِيمَ
ابْنَيْ حَسَنٍ بْنِ حَسَنٍ, وَحَسَنَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ حَسَنِ بْنِ
حَسَنٍ، وَسُلَيْمَانَ وَعَبْدَ اللَّهِ ابْنَيْ دَاوُدَ بْنَ حَسَنِ
بْنِ حَسَنٍ، وَأَخَاهُ عَلِيًّا الْعَابِدَ، ثُمَّ قَيَّدَهُمْ
وَجَهَرَ عَلَى الْمِنْبَرِ بِسَبِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
وَأَخِيهِ فَسَبَّحَ النَّاسُ وَعَظَّمُوا مَا قَالَ، فَقَالَ رِيَاحٌ:
أَلْصَقَ اللَّهُ بِوُجُوهِكُمُ الْهَوَانَ لأَكْتُبَنَّ إِلَى
خَلِيفَتِكُمْ غِشَّكُمْ وَقِلَّةَ نُصْحِكُمْ، فَقَالُوا: لا سمع منك
يا بن الْمَحْدُودَةِ1 وَبَادَرُوهُ يَرْمُونَهُ بِالْحَصَى، فَنَزَلَ
وَاقْتَحَمَ دَارَ مَرْوَانَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ، فَحَفَّ بِهَا
النَّاسُ فَرَمَوْهُ وَشَتَمُوهُ، ثُمَّ أَنَّهُمْ كَفُّوا، ثُمَّ
إِنَّ آلَ حَسَنٍ حُمِلُوا فِي أَقْيَادِهِمْ إِلَى الْعِرَاقِ،
وَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمْ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ وَهَمَّ يَخْرُجُ
بِهِمْ مِنْ دَارِ مَرْوَانَ جَرَتْ دُمُوعُهُ عَلَى لِحْيَتِهِ، ثُمَّ
قَالَ: وَاللَّهِ لا تُحْفَظُ لِلَّهِ حُرْمَةٌ بَعْدَ هَؤُلاءِ،
وَأُخِذَ مَعَهُمْ أَخُوهُمْ مِنْ أُمِّهِمْ مُحَمَّد بْن عَبْد
اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ ابْنُ
فَاطِمَةَ بِنْتُ الْحُسَيْنِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَنَا رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ
وَأَهْلَ بَيْتِهِ يَخْرُجُونَ مِنْ دَارِ مروان
__________
1 وفي تاريخ الطبري "7/ 537"، "لا نسمع منك يابن المحدود".
(9/11)
وَهُمْ فِي الْحَدِيدِ فَيُجْعَلُونَ فِي
الْمَحَامِلِ عُرَاةً لَيْسَ تَحْتَهُمْ وِطَاءٌ1 وَأَنَا يَوْمَئِذٍ
قَدْ رَاهَقْتُ الاحْتِلامَ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي
-وَأُخِذَ مَعَهُمْ يَوْمَئِذٍ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ نَفْسٍ
مِنْ جُهَيْنَةَ وَمُزَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ، فَأَرَاهُمْ بِالرَّبَذَةِ
مُلْتَفِّينَ فِي الشَّمْسِ- وَسُجِنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حَسَنٍ فَوَافَى الْمَنْصُورَ الرَّبَذَةَ مُنْصَرِفًا مِنَ الْحَجِّ,
فَسَأَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ مِنَ الْمَنْصُورِ أَنْ يَأْذَنَ
لَهُ فِي الدُّخُولِ فَامْتَنَعَ، ثُمَّ دَعَانِي الْمَنْصُورُ مِنْ
بَيْنِهِمْ فَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ عَمُّهُ عِيسَى بْنُ
عَلِيٍّ فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: لا سَلَّمَ اللَّهُ
عَلَيْكَ، أَيْنَ الْفَاسِقَانِ ابْنَا الْفَاسِقِ، فَقُلْتُ: هَلْ
يَنْفَعُنِي الصِّدْقُ يا أمير المؤمنين؟ قال: وما ذاك؟ قلت: امرأتي
طالق وعلي وإن كُنْتُ أَعْرِفُ مَكَانَهُمَا، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنِّي،
وَأَقَمْتُ بَيْنَ الْعِقَابَيْنِ، فَضَرَبَنِي أَرَبَعَمِائَةِ
سَوْطٍ، فَغَابَ عَقْلِي وَرُدِدْتُ إِلَى أَصْحَابِي، ثُمَّ أُحْضِرَ
الدِّيبَاجُ وَهُوَ محمد بن بن عَبْدِ اللَّهِ الْعُثْمَانِيُّ
فَسَأَلَهُ عَنْهُمَا فَحَلَفَ لَهُ، فَلَمْ يَقْبَلْ، وَضَرَبَهُ
مِائَةَ سَوْطٍ، وَجَعَلَ فِي عُنُقِهِ غِلا فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْنَا
وَقَدْ لَصَقَ قَمِيصَهُ عَلَى جِسْمِهِ مِنَ الدِّمَاءِ، ثُمَّ سُيِّر
بِنَا إِلَى الْعِرَاقِ. فَأَوَّلُ مَنْ مَاتَ بِالْحَبْسِ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ حَسَنٍ، فَصَلَّى عَلَيْهِ أخوه حسن، ثُمَّ مَاتَ حسن
بعده فصلى عَلَيْهِ الديباج، ثم مات الديباج فَقُطِعَ رَأْسُهُ
وَأُرْسِلَ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الشِّيعَةِ لِيَطُوفُوا بِهِ
بِخُرَاسَانَ وَيْحِلُفوا أَنَّ هَذَا رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوهِمُونَ النَّاسَ أَنَّهُ رَأْسُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ الله بن حسن الذي يَجِدُونَ فِي الْكُتُبِ خُرُوجَهُ
فِيمَا زَعَمُوا عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ.
وَقِيلَ: لَمَّا أُتِيَ بِهِمُ الْمَنْصُورُ نَظَرَ إِلَى مُحَمَّدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَنٍ فَقَالَ: أَنْتَ الدِّيبَاجُ
الأَصْفَرُ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لأَقْتُلَنَّكَ
قَتْلَةً مَا قُتلها أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ، ثُمَّ أَمَرَ
بِاسْطُوَانَةٍ فَنُقِرَتْ، ثُمَّ أُدْخِلَ فِيهَا ثُمَّ شُدَّ
عَلَيْهِ وَهُوَ حَيٌّ، وَكَانَ مُحَمَّدُ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ
صُورَةً.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ قَتَلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ
الدِّيبَاجَ وَجَاءَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ قَتَلَهُ فَاللَّهُ
أَعْلَمُ.
وَرَوَى عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ. قَالَ: مَا
كُنَّا نَعْرِفُ فِي الْحَبْسِ أَوْقَاتِ الصَّلاةِ إِلا بِأَجْزَاءٍ
كان يقرؤها علي بن الحسن.
__________
1 الوطاء: المهاد الوطئ، والفراش اللين.
(9/12)
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ أَمَرَ
بِقَتْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ سِرًّا.
وَقَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: سَمِعْتُ مَوْلًى لِبَنِي دَارِمٍ قَالَ:
قُلْتُ لِبَشِيرٍ الرَّحَّالِ: مَا تَسَرُّعُكَ إِلَى الْخُرُوجِ عَلَى
هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالَ: إِنَّهُ أَرْسَلَ إِلَيَّ بَعْدَ أَخْذِهِ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ، فَأَتَيْتُهُ، فَأَمَرَنِي بِدُخُولِ
بَيْتٍ فَدَخَلْتُهُ فَإِذَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ مَقْتُولا،
فسقطت مغشيًا علي، فلما أَعْطَيْتُ اللَّهَ عَهْدًا أَنْ لا يَخْتَلِفَ
فِي أَمْرِهِ سَيْفَانِ إِلا وَكُنْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ
لِلرَّسُولِ الَّذِي مَعِي مِنْ قِبَلِهِ: لا تُخْبِرُهُ بِمَا
أَصَابَنِي فَيَقْتُلَنِي.
وَيُقَالُ: إِنَّ الْمَنْصُورَ سَقَى السم غير واحد منهم.
(9/13)
أحداث سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ:
تُوُفِّيَ فِيهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ،
وَأَخُوهُ إِبْرَاهِيمُ قَتْلا، وَالأَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ،
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وَأُنَيْسُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ،
وَحَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَالْحَسَنُ
بْنُ ثَوْبَانَ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ فِي سِجْنِ الْمَنْصُورِ،
وَرُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ التَّمِيمِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
حَرْمَلَةَ الأَسْلَمِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ
الْكُوفِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى عَفْرَةَ،
وَعَمْرُو بْنُ ميمون بن مهران الجريري، محمد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الدِّيبَاجُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وَهِشَامُ
بْنُ عُرْوَةَ فِي قَوْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ،
وَنَصْرُ بْنُ حَاجِبٍ الخراساني، ويحيى بن سعيد أبو حيان التميمي.
وَفِيهَا بَالَغَ رِيَاحٌ وَالِي الْمَدِينَةِ فِي طَلَبِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى أَخْرَجَهُ. فَعَزَمَ عَلَى الظُّهُورِ،
فَدَخَلَ مَرَّةً الْمَدِينَةَ خُفْيَةً.
فَعَنِ الْفَضْلِ بْنِ دُكَيْنٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ عُبَيْدَ
اللَّهِ بْنَ عُمَرَ وَابْنَ أَبِي ذِئْبٍ وَعَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ
جَعْفَرٍ قَدْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا: مَا تَنْتَظِرُ
بِالْخُرُوجِ، وَاللَّهِ مَا نَجِدُ فِي هَذِهِ الْبَلْدَةَ أَشْأَمَ
عَلَيْهَا مِنْكَ، مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَخْرُجَ، أخْرُجْ وَحْدَكَ،
فَكَانَ مِنْ قِصَّتِهِ أَنَّ رِيَاحًا طَلَبَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ
وَبَنِي عَمِّهِ وَجَمَاعَةً مِنْ وُجُوهِ قُرَيْشٍ لَيْلَةً، قَالَ
رَاوِي الْقِصَّةِ: إِنَّا لَعِنْدَهُ، إِذْ سَمِعْتُ التَّكْبِيرَ
فَقَامَ رِيَاحٌ فَاخْتَفَى وَخَرَجْنَا نَحْنُ فَكَانَ ظُهُورُ
مُحَمَّدٍ بِالْمَدِينَةِ فِي مِائَتَيْ رَجُلٍ وَخَمْسِينَ رَجُلا،
فَمَرَّ بِالسُّوقِ ثُمَّ مَرَّ بِالسِّجْنِ، فَأَخْرَجَ مَنْ فِيهِ،
وَدَخَلَ دَارَهُ وَأَتَى عَلَى حِمَارِهِ وَذَلِكَ في أول رجب، ثم أمر
بِرِيَاحٍ وَابْنَيْ مُسْلِمٍ فَحُبِسُوا بَعْدَ أَنْ مَانَعَ
أَصْحَابُ رِيَاحٍ بَعْضَ الشَّيْءِ. وَلَمَّا خَطَبَ مُحَمَّدٌ حَمِدَ
اللَّهَ تَعَالَى،
(9/13)
ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ
كَانَ مَنْ أَمْرِ هَذَا الطَّاغِيَةِ عَدُوِّ اللَّهِ أَبِي جَعْفَرٍ
مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكُمْ مِنْ بِنَائِهِ الْقُبَّةَ الْخَضْرَاءَ
الَّتِي بَنَاهَا مُعَانَدَةً لِلَّهِ فِي مُلْكِهِ وَتَصْغِيرًا
لِكَعْبَةِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا أَخَذَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ حِينَ
قَالَ: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: 24] إِنَّ أَحَقَّ
النَّاسِ بِالْقِيَامِ فِي هَذَا الدِّينِ أَبْنَاءُ الْمُهَاجِرِينَ
وَالأَنْصَارِ، اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ قَدْ فَعَلُوا وَفَعَلُوا
فَاحْصِهِمْ عَدَدًا وَاقْتُلْهُمْ بَدَدًا وَلا تُغَادِرْ مِنْهُمْ
أَحَدًا1.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: كَانَ الْمَنْصُورُ يَكْتُبُ إِلَى
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عن أحسن قُوَّادُهُ يَدْعُونَهُ إِلَى
الظُّهُورِ وَيُخْبِرُونَهُ أَنَّهُمْ مَعَهُ فَكَانَ مُحَمَّدٌ
يَقُولُ: لَوِ الْتَقَيْنَا لَمَالَ إِلَيَّ القواد كلهم, وقد خرج معه
مثل ابن عجلان وعبد الحميد بن جعفر.
قال مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: خَرَجَ ابْنُ عَجْلانَ مَعَهُ فَلَمَّا
قُتِلَ وَوَلِيَ الْمَدِينَةَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَتَوْهُ
بِابْنِ عَجْلانَ فَكَلَّمَهُ جَعْفَرٌ كَلامًا شَدِيدًا وَقَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ الْكَذَّابِ وَأَمَرَ بِقَطْعِ يَدِهِ. فلم ينطق إلا أنه
حرك شفتيه، فقال مَنْ حَضَرَ مِنَ الْعُلَمَاءِ فَقَالُوا: أَصْلَحَ
اللَّهُ الأَمِيرَ، إِنَّ ابْنَ عَجْلانَ فَقِيهُ الْمَدِينَةِ
وَعَابِدُهَا، وَإِنَّمَا شُبِّهَ عَلَيْهِ وَظَنَّ أَنَّهُ
الْمَهْدِيُّ الَّذِي جَاءَتْ فِيهِ الرِّوَايَةُ، وَلَمْ يَزَالُوا
يَرْغَبُونَ إِلَيْهِ حَتَّى تَرَكَهُ، وَلَزِمَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ ضَيْعَةً لَهُ وَاعْتَزَلَ فِيهَا، وَخَرَجَ أَخَوَاهُ عَبْدُ
اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَلَمْ
يُقْتَلا، عَفَا عَنْهُمَا الْمَنْصُورُ. وَاخْتَفَى جَعْفَرٌ
الصَّادِقُ وَذَهَبَ إِلَى مَالٍ لَهُ بِالْفَرْعِ مُعْتَزِلا
لِلْفِتْنَةِ2 رَحِمَهُ اللَّهُ، ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّدًا اسْتَعْمَلَ
عُمَّالَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَلَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهُ مِنَ
الْوُجُوهِ إِلا نَفَرٌ، مِنْهُمُ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مُنْذِرٍ الْخُرَّمِيَّانِ، وَخُبَيْبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
قَالَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَخْبَرَنِي
غَيْرُ وَاحِدٍ أَنَّ مَالِكًا اسْتُفْتِيَ فِي الْخُرُوجِ مَعَ
مُحَمَّدٍ, وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ فِي أعناقنا بيعة للمنصور، فقال: إنما
بايعتم مكروهين وَلَيْسَ عَلَى مُكْرَهٍ يَمِينٌ، فَأَسْرَعَ النَّاسُ
إِلَى مُحَمَّدٍ وَلَزِمَ مَالِكٌ بَيْتَهُ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ السجستاني: كان سفيان الثوري يَتَكَلَّمُ فِي
عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ لِخُرُوجِهِ مَعَ مُحَمَّدٍ
وَيَقُولُ: إِنْ مَرَّ بِكَ الْمَهْدِيُّ وَأَنْتَ فِي الْبَيْتِ فَلا
تَخْرُجْ إِلَيْهِ حَتَّى يجتمع عليه الناس.
__________
1 راجع تاريخ الطبري "7/ 558".
2 يعني بالفتنة هنا: هذا البلاء أو الابتلاء، وفي القرآن الكريم يقول
الله جل وعلا: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} .
(9/14)
وَذَكَرَ سُفْيَانُ صِفِّينَ فَقَالَ: مَا
أَدْرِي أَخْطُأوا أَمْ أَصَابُوا.
وَقِيلَ: أَرْسَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى إِسْمَاعِيلَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وقد شاخ ليبايعه فقال: يا ابن أَخِي،
أَنْتَ وَاللَّهِ مَقْتُولٌ، كَيْفَ أُبَايِعُكَ؟ فَارْتَدَعَ النَّاسُ
عَنْهُ قَلِيلا، فَأَتَتْهُ حَمَّادَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ فَقَالَتْ: يَا عَمِّ، إِنَّ إِخْوَتِي قَدْ أَسْرَعُوا إِلَى
ابْنِ خَالِهِمْ فَلا تُثَبِّطْ عَنْهُ النَّاسَ فَيُقْتَلَ ابْنُ
خَالِي وَإِخْوَتِي، فَأَبَى إِلا أَنْ يَنْهَى عَنْهُ، فَيُقَالُ:
إِنَّهَا قَتَلَتْهُ، فَأَرَادَ مُحَمَّدٌ الصَّلاةَ عَلَيْهِ، فَقَالَ
ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ: يُقْتَلُ أَبِي وَتُصَلِّي عَلَيْهِ،
فَنَحَّاهُ الْحَرَسُ وَصَلَّى مُحَمَّدٌ. ثُمَّ إِنَّهُ اسْتَعْمَلَ
عَلَى مَكَّةَ الْحَسَنَ بْنَ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
جَعْفَرٍ، وَعَلَى الْيَمَنِ الْقَاسِمَ بْنَ إِسْحَاقَ، فَقُتِلَ
الْقَاسِمُ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهَا، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى
الشَّامِ مُوسَى بْنَ عَبْدَةَ لِيَذْهَبَ إِلَيْهَا وَيَدْعُو إِلَى
مُحَمَّدٍ, فَقُتِلَ مُحَمَّدٌ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ مُوسَى. وَكَانَ
مُحَمَّدٌ شَدِيدَ الأَدَمَةِ1 جَسِيمًا فِيهِ تَمْتَمَةٌ2.
وَرَوَى عَبَّاسُ بْنُ سُفْيَانَ عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُ قَالُوا: لَمَّا
ظَهَرَ مُحَمَّدٌ قَالَ الْمَنْصُورُ لِإِخْوَتِهِ: إِنَّ هَذَا
الأَحْمَقُ -يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ، وَكَانَ فِي
سِجْنِهِ- لا يزال يطلع له الرأي الجيد فَادْخُلُوا عَلَيْهِ
فَشَاوِرُوهُ وَلا تُعْلِمُوهُ أَنِّي أَمَرْتُكُمْ، فَدَخَلُوا
عَلَيْهِ جَمِيعًا، فَلَمَّا رَآهُمْ قَالَ: لِأَمْرٍ مَا جِئْتُمْ
وَمَا جَاءَ بِكُمْ جَمِيعًا وَقَدْ هَجَرْتُمُونِي مِنْ دَهْرٍ؟
قَالُوا: اسْتَأْذَنَّا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَذِنَ لَنَا. قَالَ:
لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ فَمَا الْخَبَرُ؟ قَالُوا: خرج مُحَمَّد. قال:
فما ترون ابن سلامة صانعا، يعني المنصور، قَالُوا: لا نَدْرِي. قَالَ:
إِنَّ الْبُخْلَ قَدْ قَتَلَهُ فَمُرُوهُ أَنْ يُخْرِجَ الأَمْوَالَ
وَيُعْطِي الأَجْنَادَ فَإِنْ غَلَبَ فَمَا أَوْشَكَ أَنْ يَعُودَ
إِلَيْهِ مَالُهُ.
قَالَ: وَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ عِيسَى بْنَ مُوسَى لِحَرْبِ مُحَمَّدٍ
وَكَتَبَ إِلَيْهِ: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} إِلَى قوله: {إِلَّا
الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} [المائدة:
33-34] الآيَةَ. وَلَكَ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ وَذِمَّتُهُ
وَذِمَّةُ رَسُولِهِ إِنْ تُبْتَ وَرَجَعْتَ أُؤَمِّنُكَ وَجَمِيعَ
أَهْلِ بَيْتِكَ وَأَفْعَلُ لَكَ وَأُعْطِيكَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ
وَمَا سَأَلْتَ مِنَ الْحَوَائِجِ3، فَكَتَبَ جَوَابَهُ إِلَى
الْمَنْصُورِ: مِنَ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ {طسم،
تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ، نَتْلُوا عَلَيْكَ} إِلَى
قَوْلِهِ {مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ} [القصص: 1-5] وَأَنَا أَعْرِضُ
عَلَيْكَ مِنَ الأَمَانِ مِثْلَ مَا عَرَضْتَ علي، فإن
__________
1 شديد الأدمة: يعني شديد السمرة فهو آدم.
2 يعني يتردد في الكلام ولا يكاد يفهم.
3 ولمزيد من البيان راجع: تاريخ الطبري "7/ 566".
(9/15)
الْحَقَّ حَقُّنَا، وَإِنَّمَا
ادَّعَيْتُمْ هَذَا الأَمْرَ بِنَا، ثُمَّ ذَكَرَ شَرَفَهُ
وَأُبُوَّتَهُ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: فَأَنَا ابْنُ أَرْفَعِ النَّاسِ
دَرَجَةً فِي الْجَنَّةِ، وَابْنُ أَهْوَنِهِمْ عَذَابًا فِي النَّارِ،
وَأَنَا ابْنُ خَيْرِ الأَخْيَارِ، وَابْنُ خَيْرِ الأَشْرَارِ،
وَابْنُ خَيْرِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَابْنُ خَيْرِ أَهْلِ النَّارِ،
وَأَنَا أَوْفَى بِالْعَهْدِ مِنْكَ لِأَنَّكَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ
الْعَهْدِ وَالأَمَانِ مَا أَعْطَيْتَهُ رِجَالا قَبْلِي، فَأَيَّ
الأَمَانَاتِ تُعْطِينِي! أَمَانُ ابْنِ هُبَيْرَةَ، أَمْ أَمَانُ
عَمِّكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، أَمْ أَمَانُ أَبِي مُسْلِمٍ.
فَأَجَابَهُ الْمَنْصُورُ1: جَلَّ فَخَرَكَ بِقَرَابَةِ النِّسَاءِ،
لِتَضِلَّ بِهِ الْغَوْغَاءُ، لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ النِّسَاءَ
كَالْعُمُومَةِ بَلْ جَعَلَ الْعَمَّ أَبًا، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ
مِنْ كَذَا فَأَمْرُهُ كَذَا, وَلَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَلَهُ أَعْمَامٌ أَرْبَعَةٌ
فَأَجَابَ اثْنَانِ، أَحَدُهُمَا أَبِي, وَأَبَى اثنان، أحدهم أَبُوكَ،
فَقَطَعَ اللَّهُ وِلايَتَهُمَا مِنْهُ، وَلا يَنْبَغِي لَكَ وَلا
لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَفْخَرَ بِأَهْلِ النَّارِ. وَفَخْرُكَ بِأَنَّكَ
لَمْ تَلِدْكَ أَمَةٌ فَتَعَدَّيْتَ طَوْرَكَ وفخرت على من هو خير منك
إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-وَمَا خِيَارُ بَنِي أَبِيكَ إِلا بَنُو إِمَاءٍ، مَا وُلِدَ
فِيكُمْ بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- أَفْضَلُ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَهُوَ لأُمِّ
وَلَدٍ وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ جَدِّكَ، وَمَا كَانَ فِيكُمْ بَعْدَهُ
مِثْلُ ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَدَّتُهُ أَمُّ وَلَدٍ،
وَهُوَ خَيْرٌ مِنْ أَبِيكَ، وَلا مِثْلُ ابْنِهِ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، وَهُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّكُمْ بَنُو
رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَإِنَّ اللَّهَ
قَالَ فِي كِتَابِهِ {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ
رِجَالِكُمْ} [الأحزاب: 40] وَلَكِنَّكُمْ بَنُو ابْنَتِهِ، وَأَمَّا
مَا فَخَرْتَ بِهِ مِنْ عَلِيٍّ، وَسَابِقَتِهِ، فَقَدْ حَضَرَتْ
رَسُولَ اللَّهِ الْوَفَاةُ فَأَمَّرَ غَيْرَهُ بِالصَّلاةِ، ثُمَّ
أَخَذَ الناس رجل بعد رجل فلم يأخذوه، كان فِي سِتَّةِ أَهْلِ
الشُّورَى فَتَرَكُوهُ، ثُمَّ قُتِلَ عُثْمَانُ وَهُوَ بِهِ مُتَّهمٌ،
وَقَاتَلَهُ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، وَأَبَى سَعْدٌ بَيْعَتَهُ
وَأَغْلَقَ دُونَهُ بَابَهُ، ثُمَّ طَلَبَهَا بِكُلِّ وَجْهٍ،
وَقَاتَلَ عَلَيْهَا، وَتَفَرَّقَ عَنْهُ عَسْكَرُهُ، وَشَكَّ فِيهِ
شِيعَتُهُ قَبْلَ الْحُكُومَةِ، ثُمَّ حَكَّمَ حَكَمَيْنِ رَضِيَ
بِهِمَا وَأَعْطَاهُمَا عَهْدَهُ وَمِيثَاقَهُ، فَاجْتَمَعَا عَلَى
خَلْعِهِ، ثُمَّ قَامَ بَعْدَهُ حَسَنٌ فَبَاعَهَا مِنْ مُعَاوِيَةَ
بِدَرَاهِمَ وَثِيَابٍ وَلَحِقَ بِالْحِجَازِ، وَأَسْلَمَ شِيعَتَهُ
بِيَدِ مُعَاوِيَةَ وَدَفَعَ الأَمْرَ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ، وَأَخَذَ
مَالا مِنْ غَيْرِ وَلائِهِ2، فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فِيهَا شَيْءٌ
فَقَدْ بِعْتُمُوهُ. ثم خرج الحسين بن عَلِيٍّ عَلَى ابْنِ مَرْجَانَةَ
فَكَانَ النَّاسُ مَعَهُ عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلُوهُ, ثُمَّ خَرَجْتُمْ
عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ فَقَتَلُوكُمْ وَصَلَّبُوكُمْ حَتَّى قُتِلَ
يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ بْنِ عَلِيٍّ بِخُرَاسَانَ، وَقَتَلُوا
رِجَالَكُمْ وَأَسَرُوا الصِّبْيَةَ وَالنِّسَاءَ، وَحَمَلُوكُمْ بِلا
وِطَاءٍ فِي الْمَحَامِلِ إلى الشام حتى
__________
1 وانظر تاريخ ابن الأثير "5/ 538".
2 يعني عبيد الله بن زياد، وأمه مرجانة.
(9/16)
خَرَجْنَا عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ
فَطَلَبْنَا بِثَأْرِكُمْ وَأَدْرَكْنَا بِدِمَائِكُمْ وَفَضَّلْنَا
سَلَفَكُمْ فَاتَّخَذْتُمْ ذَلِكَ عَلَيْنَا حُجَّةً. وَظَنَنْتُ
إِنَّمَا ذَكَرْنَا أَبَاكَ وَفَضَّلْنَاهُ لِلتَّقْدِمَةِ مِنَّا لَهُ
عَلَى حَمْزَةَ وَالْعَبَّاسِ وَجَعْفَرٍ، وَلَيْسَ كَمَا ظَنَنْتُ،
وَلَقَدْ خَرَجَ هَؤُلاءِ مِنَ الدُّنْيَا سَالِمِينَ، مُجْتَمَعٌ
عَلَيْهِمْ بِالْفَضْلِ، وَابْتُلِيَ أَبُوكُمْ بِالْقِتَالِ
وَالْحَرْبِ، فَكَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ تَلْعَنُهُ كَمَا تَلْعَنُ
الْكَفَرَةَ فِي الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ فَاحْتَجَجْنَا لَهُ
وَذَكَرْنَا فَضْلَهُ –رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَكَانَ مُحَمَّدٌ قَدْ أَخْرَجَ مِنَ السِّجْنِ بِالْمَدِينَةِ
مُحَمَّدَ بْنَ خَالِدٍ الْقَسْرِيَّ, فَرَأَى الْقَسْرِيُّ أَنَّ
الأَمْرَ ضَعِيفٌ، فَكَتَبَ إِلَى الْمَنْصُورِ فِي أَمْرِهِ، فَبَلَغَ
مُحَمَّدًا فَحَبَسَهُ.
قَالَ ابن عسار: ذَبَحَ ابْنُ حُضَيْرٍ أَحَدُ أَعْوَانِ مُحَمَّدٍ
رِيَاحَ بْنَ عُثْمَانَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ. وَأَمَّا ابْنُ
مُعَاوِيَةَ فَلَمَّا مَضَى إِلَى مَكَّةَ كَانَ فِي سَبْعِينَ
رَاكِبًا وَسَبْعَةِ أَفْرَاسٍ فَقَاتَلَ السَّرِيَّ أَمِيرَ مَكَّةَ
فَقُتِلَ سَبْعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ السَّرِيِّ، فَانْهَزَمَ السَّرِيُّ
وَدَخَلَ ابْنُ مُعَاوِيَةَ مَكَّةَ فَخَطَبَ وَنَعَى إليهم المنصور،
ودعا لمحمد، ثم بعد أيام أتاه كتاب محمد يأمره باللحاق به، فجمع جموعًا
تقدم بها على محمد، فَلَمَّا كَانَ بقَدِيدَ بَلَغَهُ مَصْرَعُ
مُحَمَّدٍ فَانْهَزَمَ إلى البصرة فلحق بإبراهيم بن عَبْدِ اللَّهِ
حَتَّى قَتَلَ إِبْرَاهِيمَ.
وَنَدَبَ الْمَنْصُورُ لقتال محمد ابن عَمِّهِ عِيسَى بْنِ مُوسَى
وَقَالَ فِي نَفْسِهِ: لا أُبَالِي أَيُّهُمَا قَتَلَ صَاحِبَهُ،
فَجَهَّزَ مَعَ عِيسَى أَرْبَعَةَ آلافِ فَارِسٍ، وَفِيهِمْ مُحَمَّدُ
بْنُ السَّفَّاحِ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى "فَنْدَ" كَتَبَ إِلَى أَهْلِ
الْمَدِينَةِ فِي خِرَقِ الْحَرِيرِ يَتَأَلَّفُهُمْ، فَتَفَرَّقَ عَنْ
مُحَمَّدٍ خَلْقٌ، وَسَارَ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِتَلَقِّي عيسى والتحيز
إليه، فاستشار محمد بْنِ جَعْفَرٍ فَقَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِضَعْفِ
جَمْعِكَ وَقِلَّتِهِمْ، وَبِقُوَّةِ خَصْمِكَ وَكَثْرَةِ جُنْدِهِ،
وَالرَّأْيُ أَنْ تَلْحَقَ بِمِصْرَ، فَوَاللَّهِ لا يَرُدُّكَ عَنْهَا
رَادٌّ فَيُقَاتِلُ الرَّجُلُ بِمِثْلِ رِجَالِهِ وَسِلاحِهِ، فَصَاحَ
جُبَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ
الْمَدِينَةِ وَقَدْ وَرَدَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- قَالَ: "رَأَيْتُنِي فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ فَأَوَّلْتُهَا
الْمَدِينَةَ" 1. ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّدًا اسْتَشَارَ: هل يخندق على
نفسه،
__________
1 "إسناده صحيح": أخرجه أحمد في مسنده "1/ 271" من طريق سريج عن ابن
أبي الزناد عن أبيه عن الأعمى عُبَيْد الله بْن عَبْد الله بْن عُتْبَة
بن مسعود عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تَنَفَّلَ رَسُولُ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَيْفَهُ ذَا الْفَقَارِ يَوْمَ
بَدْرٍ، وَهُوَ الَّذِي رَأَى فِيهِ الرُّؤْيَا يوم أحد فقال: "رأيت في
سيفي ذي الفقار فلا، فأولته فلا يكون فيكم، ورأيت أني مردف كبشًا،
فأولته كبش الكتيبة، ورأيت أني في درع حصينة، فأولتها المدينة،
وَرَأَيْتُ بَقَرًا تُذْبَحُ، فَبَقَرٌ وَاللَّهِ خَيْرٌ. فَبَقَرٌ
والله خير، فكان الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء "6/ 411".
(9/17)
فَاخْتَلَفَ عَلَيْهِ رَأْيُ أَصْحَابِهِ،
فَلَمَّا تيَقَّنْ قُرْبَ عِيسَى بْنِ مُوسَى مِنْهُ، حَفَرَ خَنْدَقَ
رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وَحَفَرَ فِيهِ بِيَدِهِ تَأَسِّيًا
بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَعَنْ عُثْمَانَ الزُّبَيْرِيِّ قَالَ: اجْتَمَعَ مَعَ مُحَمَّدٍ
جَمْعٌ لَمْ أَرَ أَكْثَرَ مِنْهُ، إِنِّي لأَحْسَبُنَا قَدْ كُنَّا
مِائَةَ أَلْفٍ، فَلَمَّا دنا منا عِيسَى خَطَبَنَا مُحَمَّدٌ فَقَالَ:
إِنَّ هَذَا الرَّجُلُ قَدْ قَرُبَ مِنْكُمْ فِي عَدَدٍ وَعُدَدٍ،
وَقَدْ حَلَلْتُكُمْ مِنْ بَيْعَتِي، فَمَنْ أَحَبَّ فَلْيَنْصَرِفْ،
قَالَ: فَتَسَلَّلُوا حَتَّى بَقِيَ فِي شِرْذِمَةٍ1. وَخَرَجَ
النَّاسُ من المدينة بأولادهم إلى الأَعْوَصِ وَالْجِبَالِ، فَلَمْ
يَتَعَرَّضْ لَهُمْ عِيسَى، بَلْ جَهَّزَ خَمْسَمِائَةٍ إِلَى ذِي
الْحَلِيفَةِ يُمْسِكُونَ طَرِيقَ مَكَّةَ عَلَى مُحَمَّدٍ، ثُمَّ
رَاسَلَهُ يَدْعُوهُ إِلَى الطَّاعَةِ وَأَنَّ الْمَنْصُورَ قَدْ
أَمَّنَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ: إِيَّاكَ أَنْ يَقْتُلَكَ مَنْ
يَدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ فَتَكُونَ شَرَّ قَتِيلٍ، أَوْ تَقْتُلُهُ
فَيَكُونَ أَعْظَمَ لِوِزْرِكَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عِيسَى: لَيْسَ
بَيْنَنَا إِلا الْقِتَالُ، فَإِنْ أَبَيْتَ إِلا الْقِتَالَ
نُقَاتِلُكَ عَلَى ما قاتل عليه خير آبائك، علي طلحة وَالزُّبَيْرُ
عَلَى نَكْثِ بَيْعَتِهِمْ لَهُ2.
وَعَنْ "مَاهَانَ" مولى قحطبة قال: لما سرنا إِلَى الْمَدِينَةِ
أَتَانَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُصْعَبٍ طَلِيعَةً فَطَافَ
بِعَسْكَرِنَا حَتَّى حَزَّرَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ عَنَّا فَرُعْبِنَا
مِنْهُ، حَتَّى جَعَلَ عِيسَى وَحُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ يَقُولانِ:
فَارِسٌ وَاحِدٌ يَكُونُ طَلِيعَةً لِأَصْحَابِهِ! فَلَمَّا كَانَ
عَنَّا مَدَّ الْبَصَرَ نَظَرْنَا إِلَيْهِ مُقِيمًا لا يَزُولُ،
فَقَالَ حُمَيْدٌ: وَيْحَكُمُ انْظُرُوا، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ
فَارِسَيْنِ، فَوَجَدَا دَابَّتَهُ عَثُرَتْ بِهِ فَتَقَوَّسَ
الْجَوْشَنُ فِي عُنُقِهِ فَقَتَلَهُ، فأخذ اسلبه وَرَجَعَا بِتَنُّورٍ
مُذَهَّبٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ. قِيلَ كَانَ لِمُصْعَبٍ جَدَّهُ أَمِيرُ
الْعِرَاقِ. ثُمَّ إِنَّ عِيسَى أَحَاطَ بِالْمَدِينَةِ فِي أَثْنَاءِ
شَهْرِ رَمَضَانَ، ثُمَّ دَعَا مُحَمَّدٌ إِلَى الطَّاعَةِ ثَلاثَةَ
أَيَّامٍ، ثُمَّ سَاقَ بِنَفْسِهِ فِي خَمْسِمِائَةٍ فَوَقَفَ بِقُرْبِ
السُّورِ فَنَادَى: يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ
حَرَّمَ دِمَاءَ بَعْضِنَا عَلَى بَعْضٍ، فَهَلُمُّوا إِلَى الأَمَانِ،
فَمَنْ جَاءَ إِلَيْنَا فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَهُ أَوِ
الْمَسْجِدَ أَوْ أَلْقَى سِلاحَهُ فَهُوَ آمِنٌ، خَلُّوا بَيْنَنَا
وَبَيْنَ صَاحِبِنَا فَإِمَّا لَنَا وَإِمَّا لَهُ، قَالَ فَشَتَمُوهُ،
فَانْصَرَفَ يَوْمَئِذٍ فَفَعَلَ مِنَ الْغَدِ كَذَلِكَ، ثُمَّ عَبَّأَ
جَيْشَهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَزَحَفَ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ
ظَهَرَ عَلَى الْمَدِينَةِ، وَلَمَّا الْتَحَمَ الْحَرْبُ نَادَى: يَا
مُحَمَّدُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَمَرَنِي أَنْ لا أُقَاتِلَ
حَتَّى أَعْرِضَ عَلَيْكَ الأَمَانَ، فَلَكَ الأَمَانُ عَلَى نَفْسِكَ
وَمَنِ اتَّبَعَكَ، وَتُعْطَى مِنَ الْمَالِ كَذَا وَكَذَا، فَصَاحَ:
أَلْهُ عَنْ هَذَا، فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لا يُثْنِينِي عَنْكُمْ
فزع،
__________
1 انظر المصدر السابق في السير للمصنف.
2 راجع تاريخ الطبري "7/ 585"، وسير أعلام النبلاء "6/ 412".
(9/18)
ولايقربني مِنْكُمْ طَمَعٌ، ثُمَّ
تَرَجَّلَ. قَالَ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ: فَإِنِّي
لأَحْسَبُهُ قَتَلَ يَوْمَئِذٍ بِيَدِهِ سَبْعِينَ رَجُلا1.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: دَعَا عِيسَى عَشَرَةً مِنْ آلِ
أَبِي طَالِبٍ مِنْهُمُ الْقَاسِمِ بْنُ حَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ
حَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: فَجِئْنَا سُوقَ الْحَطَّابِينَ،
فَدَعَوْنَاهُمْ فَسَبُونَا وَرَشَقُونَا بِالنَّبْلِ، وَقَالُوا:
هَذَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
مَعَنَا وَنَحْنُ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُمُ الْقَاسِمُ: وَأَنَا ابْنُ
رَسُولِ اللَّهِ، وَأَكْثَرُ مَنْ ترَوْنَ مَعِي بَنُو رَسُولِ
اللَّهِ، وَنَحْنُ نَدْعُوكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَحَقْنِ
دِمَائِكُمْ، وَرَجَعْنَا، فَأَرْسَلَ عِيسَى حُمَيْدَ بْنَ قَحْطَبَةَ
فِي مِائَةٍ2. وَجَعَلَ مُحَمَّدٌ سُتُورَ الْمَسْجِدَ دَرَائِعَ
لِأَصْحَابِهِ، وَكَانَ مَعَ الأَفْطَسِ عَلَمٌ أَصْفَرُ فِيهِ صُورَةٌ
حَيَّةٌ.
وَقَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ: كُنَّا يَوْمَئِذٍ مَعَ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عِدَّةَ أَصْحَابِ بَدْرٍ، ثُمَّ لَقِينَا
عِيسَى فَتَبَارَزَ جَمَاعَةٌ.
وَعَنْ مَسْعُودٍ الرَّحَّالِ قَالَ: شَهِدْتُ مَقْتَلَ مُحَمَّدٍ
بِالْمَدِينَةِ، فَإِنِّي لأَنْظُرُ إِلَيْهِمْ عِنْدَ أَحْجَارِ
الزَّيْتِ3، وَأَنَا مُشْرِفٌ مِنْ سَلْعٍ، إِذْ نَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ
مِنْ أَصْحَابِ عِيسَى قَدْ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ فَدَعَا إِلَى
الْبِرَازِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ رَاجِلٌ عَلَيْهِ قَبَاءُ أَبْيَضُ،
فَنَزَلَ إِلَيْهِ الْفَارِسُ، فَقَتَلَهُ الرَّاجِلُ وَرَجَعَ، ثُمَّ
بَرَزَ آخَرُ مِنْ أَصْحَابِ عِيسَى، فَبَرَزَ لَهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ،
فَقَتَلَهُ، ثُمَّ بَرَزَ ثَالِثٌ فَقَتَلَهُ، فَاعْتَوَرَهُ أَصْحَابُ
عِيسَى يَرْمُونَهُ، فَأَثْبَتُوهُ، فَأَسْرَعَ فَمَا وَصَلَ إِلَى
أَصْحَابِهِ حَتَّى خَرَّ صَرِيعًا، وَدَامَ الْقِتَالُ مِنْ بَكْرَةٍ
إِلَى الْعَصْرِ، وَطَمَّ أَصْحَابُ عِيسَى الْخَنْدَقَ، وَجَاءَتِ
الْخَيْلُ، وَذَهَبَ مُحَمَّدٌ يَوْمَئِذٍ قَبْلَ الظُّهْرِ،
فَاغْتَسَلَ وَتَحَنَّطَ، ثُمَّ جَاءَ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
جَعْفَرٍ، فَقُلْتُ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، مَالَكَ بِمَا
تَرَى طَاقَةٌ، فَاخْرُجْ تَلْحَقْ بِالْحَسَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ
بِمَكَّةَ، فَإِنَّ مَعَهُ جُلَّ أَصْحَابِكَ، فَقَالَ: لَوْ رُحْتُ
لَقُتِلَ هَؤُلاءِ، فَوَاللَّهِ لا أَرْجِعُ حَتَّى أَقْتُلُ أَوْ
أُقْتَلُ، وَأَنْتُ مِنِّي في سعة فاذهب حيث شئت4.
__________
1 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 412".
2 تاريخ الطبري "7/ 587".
3 وقال ياقوت في معجم البلدان: أحجار الزيت: موضع بالمدينة قريب من
الزوراء، وهو موضع صلاة الاستسقاء.
وقال العمراني: أحجار الزيت: موضع بالمدينة داخلها.
4 تاريخ الطبري "7/ 589-591".
(9/19)
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ:
رَأَيْتُ مُحَمَّدًا عَلَيْهِ جُبَّةٌ مُمَشَّقَةٌ وَهُوَ عَلَى
بِرْذَوْنٍ، وَابْنُ خُضَيْرٍ يُنَاشِدُهُ اللَّهَ إِلا مَضَى إِلَى
الْبَصْرَةِ، وَمُحَمَّدٌ يَقُولُ: وَاللَّهِ لا تُبْلَوُنَّ بِي
مَرَّتَيْنِ، وَلَكِنِ اذْهَبْ فَأَنْتَ فِي حِلٍّ1.
فَقَالَ: وَأَيْنَ الْمَذْهَبُ عَنْكَ؟ ثُمَّ مَضَى فَأَحْرَقَ
الدِّيوَانَ وَقَتَلَ رِيَاحًا فِي الْحَبْسِ، ثُمَّ لَحِقَ مُحَمَّدًا
بِالثَّنِيَّةِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.
وَقِيلَ: قَتَلَ مَعَ رِيَاحٍ أَخَاهُ عَبَّاسَ بْنَ عُثْمَانَ،
وَكَانَ مُسْتَقِيمَ الطَّرِيقَةِ، فَعَابَ النَّاسُ ذَلِكَ عَلَيْهِ،
ثُمَّ إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى الْعَصْرَ وَعَرْقَبَ فَرَسَهُ،
وَعَرْقَبَ بَنُو شُجَاعٍ دَوَابَّهُمْ، وَكَسَرُوا أَجْفَانَ
سُيُوفِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: قَدْ بَايَعْتُمُونِي وَلَسْتُ
بِمُبَايِعٍ حَتَّى أُقتَلَ، ثُمَّ أَنَّهُ حَمَلَ وَهَزَمَ أَصْحَابَ
عِيسَى مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ جَاءَ أَصْحَابُ عِيسَى مِنْ نَاحِيَةِ
بَنِي غِفَارٍ، وَجَاءُوا مِنْ خَلْفِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ،
فَنَادَى مُحَمَّدٌ حُمَيْدَ بْنَ قَحْطَبَةَ: إِنْ كُنْتَ فَارِسًا
فَابْرُزْ، فَلَمْ يبرزَ له، وجعل حميد يدعو بن خُضَيْرٍ إِلَى
الأَمَانِ، وَيَشُحُّ بِهِ عَنِ الْمَوْتِ، وَهُوَ يَشُدُّ عَلَى
النَّاسِ بِسَيْفِهِ مُتَرَجِّلا، وَخَالَطَ النَّاسَ، فَجَاءَتْهُ
ضَرْبَةٌ عَلَى أَلْيَتِهِ، وَأُخْرَى عَلَى عَيْنِهِ فَخَرَّ،
وَقَاتَلَ مُحَمَّدٌ عَلَى جُثَّتِهِ حَتَّى قُتِلَ، وَعَهِدَ
الَّذِينَ دَخَلُوا الْمَدِينَةَ مِنْ نَاحِيَةِ بَنِي غِفَارٍ
فَنَصَبُوا عَلَمًا أَسْوَدَ عَلَى الْمَنَارَةِ، وَدَخَلَ حُمَيْدُ
بْنُ قَحْطَبَةَ فِي زُقَاقٍ أَشْجَعَ، فَهَجَمَ عَلَى مُحَمَّدٍ
فَقَتَلَهُ وَهُوَ غَافِلٌ، وَأَخَذَ رَأْسَهُ، وَقَتَلَ مَعَهُ
جَمَاعَةً.
وَقِيلَ: جَاءَتْ مُحَمَّدًا ضَرْبَةٌ عَلَى أُذُنِهِ، فَبَرَكَ
وَجَعَلَ يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ بِسَيْفِهِ وَيَقُولُ: وَيْحَكُمْ
إِنَّ نَبِيَّكُمْ مَظْلُومٌ، فنزل حميد فحز رأسه.
وقيل: كان مُحَمَّدٍ سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- ذُو الْفَقَارِ2، فَقَدَّ النَّاسُ بِهِ، وَجَعَلَ لا
يُقَارِبُهُ أَحَدٌ إِلا قَتَلَهُ، فَجَاءَهُ سَهْمٌ فَوَجَدَ
الْمَوْتَ، فَكُسِرَ السَّيْفُ.
وَرَوَى عَمْرٌو مَوْلَى الْمُتَوَكِّلِ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تَخْدِمُ
فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ، قَالَ: كَانَ مَعَ مُحَمَّدٍ يَوْمَئِذٍ
ذُو الْفَقَارِ، فلما أحسن الْمَوْتَ أَعْطَى السَّيْفَ رَجُلا كَانَ
لَهُ عَلَيْهِ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ، وَقَالَ: خُذْ هَذَا
السَّيْفَ فَإِنَّكَ لا تَلْقَى أَحَدًا مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ إِلا
أَخَذَهُ مِنْكَ وَأَعْطَاكَ حَقَّكَ، فَبَقِيَ السَّيْفُ عِنْدَهُ
حَتَّى وَلِيَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدِينَةَ فأخبر عنه،
__________
1 وراجع تاريخ ابن الأثير "5/ 547".
2 سَيْفُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذو
الفقار: بفتح الفاء: سمي بذلك لأنه كانت فيه حفر صغار حسان، والسيف
المفقر: الذي فيه حزوز مطمئنة عن متنه.
(9/20)
فَدَعَاهُ وَأَعْطَاهُ أَرْبَعَمِائَةِ
دِينَارٍ وَأَخَذَ السَّيْفَ، ثُمَّ صَارَ إِلَى مُوسَى فَجَرَّبَهُ
عَلَى كَلْبٍ، فَانْقَطَعَ السَّيْفُ1.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: رَأَيْتُ الرَّشِيدَ بِطُوسَ مُتَّقلِدًا
سَيْفًا فَقَالَ: أَلا أُرِيكَ ذَا الْفَقَارِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:
أَسْلُلُ سَيْفِي هَذَا قَالَ: فَرَأَيْتُ فِيهِ ثَمَانِيَ عَشْرَة
فَقَارَةَ.
وَكَانَ مَصْرَعُ مُحَمَّدٍ عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ بَعْدَ
الْعَصْرِ يَوْمَ الإِثْنَيْنِ فِي رَابِعَ عَشَرَ رَمَضَانَ سَنَةَ
خَمْسٍ هَذِهِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَاشَ ثَلاثًا وَخَمْسِينَ سَنَةً.
وَقِيلَ: أَذِنَ عِيسَى فِي دَفْنِهِ، وَأَمَرَ بِأَصْحَابِهِ
فَصُلِبُوا مَا بَيْنَ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ إِلَى دَارِ عُمَرَ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقِيلَ: لَمَّا خَرَجَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مَعَ مُحَمَّدٍ، كَانَ جَعْفَرٌ
الصَّادِقُ يَنْهَاهُ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ مَعَ مُحَمَّدٍ،
وَكَانَ جَعْفَرٌ يَقُولُ لَهُ: هُوَ وَاللَّهِ مَقْتُولٌ.
وَبَعَثَ عِيسَى بْنُ مُوسَى بِالرَّأْسِ إِلَى الْعِرَاقِ، ثُمَّ
طِيفَ بِهِ فِي الْبُلْدَانِ، وَقَبَضَ عِيسَى عَلَى أَمْوَالِ بَنِي
الْحَسَنِ.
وَحَدَّثَ أَيُّوبُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: لَقِيَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
رُدَّ عَلَيَّ قَطِيعَتِي عَيْنِ أَبِي زِيَادٍ آكُلُ مِنْهَا، قَالَ:
إِيَّايَ تُكَلِّمُ هَذَا الْكَلامَ! وَاللَّهِ لَأُزْهِقَنَّ
نَفْسَكَ. قَالَ: فَلا تَعْجَلْ عَلَيَّ، فَقَدْ بَلَغْتُ ثَلاثًا
وَسِتيِّنَ سَنَةً، وَفِيهَا مَاتَ أَبِي وَجِدِّي وَعَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِرْقَ لَهُ، فَلَمَّا مَاتَ
الْمَنْصُورُ رَدَّ الْمَهْدِيُّ عَلَى أَوْلادِ أَبِي جَعْفَرٍ عَيْنِ
أَبِي زِيَادٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الزُّبَيْرِيُّ: لَمَّا قُتِلَ
مُحَمَّدٌ، مَضَى أَخُوهُ مُوسَى وَأَبِي وَأَنَا وَرَجُلٌ مِنْ
مُزَيْنَةَ، فَأَتَيْنَا مَكَّةَ، ثُمَّ سِرْنَا إِلَى الْبَصْرَةِ،
فَدَخَلْنَاهَا لَيْلا، فَمُسِكْنَا وَأُرْسِلْنَا إِلَى الْمَنْصُورِ،
فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى أَبِي قَالَ: هِيهِ أَخَرَجْتَ مَعَ مُحَمَّدٍ؟
قَالَ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ، فَأَمَرَ بِهِ، فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ، وَهُوَ
عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ثُمَّ أَمَرَ
بِمُوسَى فَضُرِبَ بِالسِّيَاطِ، ثُمَّ أَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِي،
فَكَلَّمَهُ فِيَّ عَمُّهُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ وَقَالَ: ما
__________
1 راجع: تاريخ الطبري "7/ 596".
(9/21)
أَحْسَبُهُ بَلَغَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، كُنْتُ غُلامًا تَبَعًا لِأَبِي، فَضُرِبْتُ خَمْسِينَ
سَوْطًا، ثُمَّ حُبِسْتُ حَتَّى أَخْرَجَنِي الْمَهْدِيُّ.
وَقِيلَ: بَلْ قَتَلَ عُثْمَانُ لِأَنَّهُ سَأَلَهُ أَيْنَ الْمَالُ؟
قَالَ: دَفَعْتُهُ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ
اللَّهُ، فَسَبَّهُ، فَجَاوَبَهُ عُثْمَانُ، فَضَرَبَ عُنُقَهُ1.
وَقِيلَ: قَالَ لَهُ: أَنْتَ الْخَارِجُ عَلَيَّ؟ قَالَ: بَايَعْتُ
أَنَا وَأَنْتَ رَجُلا بِمَكَّةَ، فَوَفَّيْتُ أَنَا، وَغَدَرْتَ
أَنْتَ.
وَاسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ عَلَى الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
الرَّبِيعِ الْحَارِثِيَّ، فَثَارَتْ عَلَيْهِ السُّودَانُ
بِالْمَدِينَةِ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ بَعْضَ جُنْدِهِ انْتَهَبَ شَيْئًا مِنَ
السُّوقِ، فَاجْتَمَعَ الرُّؤَسَاءُ إِلَى ابْنِ الرَّبِيعِ
فَكَلَّمُوهُ، فَلَمْ يُنكِرْ وَلا غَيَّرَ، ثُمَّ اشْتَرَى جُنْدِيٌّ
مِنْ لَحَّامٍ وَأَبَى أَنْ يُوَفِّيهِ الثَّمَنَ وَشَهَرَ سَيْفَهُ
عَلَى اللَّحَّامِ، فَطَعَنَهُ اللَّحَّامُ بِشَفْرَتِهِ فِي
خَاصِرَتِهِ فَسَقَطَ، فَتَنَادَى الْجَزَّارُونَ وَالسُّودَانُ عَلَى
الْجُنْدِ وَهُمْ يَذْهَبُونَ إِلَى الْجُمْعَةِ، فَقَتَلُوهُمْ
بِالْعُمُدِ، فَهَرَبَ ابْنُ الرَّبِيعِ بِاللَّيْلِ، وَهَذَا تَمَّ
فِي آخِرِ الْعَامِ2.
وكان رؤوس السُّودَانِ ثَلاثَةٌ: وَثِيقٌ وَيَعْقِلُ وَرَمَقَةَ،
فَخَرَجَ ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ مِنَ السِّجْنِ، فَخَطَبَ وَدَعَا
النَّاسَ إِلَى الطَّاعَةِ، فَسَكَنَ النَّاسُ، وَرَجَعَ ابْنُ
الرَّبِيعِ وَقَطَعَ يَدَ وَثِيقٍ وَأَيْدِي ثَلاثَةٍ مَعَهُ.
بِنَاءُ بَغْدَادَ:
فِي هَذِهِ السَّنَةِ أُسِّسَتْ مَدِينَةُ السَّلامِ "بَغْدَادُ"
وَهِيَ الَّتِي تُدْعَى مَدِينَةُ الْمَنْصُورِ.
سَارَ الْمَنْصُورُ يَطْلُبُ مَوْضِعًا يَتَّخِذُهُ بَلَدًا، فَبَاتَ
لَيْلَةً، وَكَانَ فِي مَوْضِعِ الْقَصْرِ بَيْعَةُ قِسٍّ، فَطَابَ
لَهُ الْمَبِيتُ، وَأَقَامَ يَوْمًا فَلَمْ يَرَ إِلا ما يجب، فقال: ها
هنا ابْنُوا فَإِنَّهُ طَيِّبٌ، وَتَأْتِيهِ مَادَّةُ الْفُرَاتِ
وَدِجْلَةَ وَالأَنْهَارِ، فَخَطَّ بَغْدَادَ، وَوَضَعَ أَوَّلَ
لَبِنَةٍ بِيَدِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، وَبِاللَّهِ، وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ، ابْنُوا على بركة الله، وذلك بعد أن بعث رِجَالا لَهُمْ
فَضْلٌ يَتَطَلَّبَانِ مَوْضِعًا، ثُمَّ وَقَعَ الاخْتِيَارُ عَلَى
هَذِهِ الْبُقْعَةِ، وَسَأَلَ رَاهِبًا هُنَاكَ عن أمر
__________
1 تاريخ الطبري "7/ 607".
2 وراجع: تاريخ خليفة "ص/ 276"، وتاريخ الطبري "7/ 517-552"، والنجوم
الزاهرة "1/ 446"، والبداية والنهاية "10/ 80".
(9/22)
الأَرْضِ وَصِحَّتِهَا وَقَالَ: هَلْ
تَجِدُونَ فِي كُتُبِكُمْ أنه يبنى ها هنا مَدِينَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ
يَبْنِيهَا مِقْلاصٌ، قَالَ: فَأَنَا كنت أدعى بذلك لما بنى مدينة
"الرَّافِقَةُ" قَالَ لَهُ رَاهِبٌ: إِنَّ إِنْسَانًا يَبْنِي هُنَا
مَدِينَةً يُقَالُ لَهُ مِقْلاصٌ، قَالَ: أَنَا هُوَ، فَبَنَاهَا عَلَى
نَحْوٍ مِنْ بَغْدَادَ، لَكِنَّهَا أَصْغَرُ.
وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُجَالِدٍ قَالَ: أَحْضَرَ الْمَنْصُورُ
الصُّنَّاعَ وَالْفَعَلَةَ مِنَ الْبِلادِ، وَأَحْضَرَ
الْمُهَنْدِسِينَ وَالْحُكَمَاءَ وَالْعُلَمَاءَ، وَكَانَ مِمَّنْ
أَحْضَرَ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَرُسِمَتْ
لَهُ بِالرَّمَادِ، بِسُورِهَا، وَأَبْوَابِهَا، وَأَسْوَاقِهَا، ثُمَّ
أَمَرَ أَنْ يُعْمَلَ عَلَى ذَلِكَ الرَّسْمِ.
وَرَوَى مِنْ وَجْهٍ آخَرَ أَنَّ المنصور قال لذلك الراهب: أيرد أَنْ
أَبْنِي هُنَا مَدِينَةً، فَقَالَ: إِنَّمَا يَبْنِيهَا مَلِكٌ يُقَالُ
لَهُ: أَبُو الدَّوَانِيقِ، فَضَحِكَ وَقَالَ: أَنَا هُوَ،
وَاخْتَطَّهَا وَوَكَّلَ بِهَا أَرْبَعَةَ قُوَّادٍ، وَوَلَّى أَبَا
حَنِيفَةَ الْقِيَامَ بِعَمَلِ الآجُرِّ.
وَقِيلَ: كَمُلَ سُورُهَا فِي أَرْبَعِ سِنِينَ. وَكَانَتِ الْبُقْعَةُ
مَزْرَعَةً تُدْعَى الْمُبَارَكَةُ، لِسِتِّينَ نَفْسًا، فَعَوَّضَهُمُ
الْمَنْصُورُ وَأَعْطَاهُمْ فَأَرْضَاهُمْ، وَجَدُّوا فِي الْبِنَاءِ
بَعْدَ انْقِضَاءِ فِتْنَةِ ابْنِ حَسَنٍ.
وَقِيلَ: لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مَدِينَةٌ مُدَوَّرَةٌ سِوَاهَا،
عَمَلَ فِي وَسَطِهَا دَارَ الْمَمْلَكَةِ بِحَيْثُ أَنَّهُ إِذَا
كَانَ فِي قَصْرِهِ كَانَ جَمِيعُ أَطْرَافِ الْبَلَدِ إِلَيْهِ
سَوَاءً، وَقَدْ تَمَّ بِنَاؤُهَا الْمُهِمُّ فِي عَامٍ، وَسَكَنَهَا
وَنَقَلَ إِلَيْهَا خَزَائِنَهُ وَبُيُوتَ الْمَالِ.
وَقِيلَ: سِعَتُهَا مِائَةٌ وثلاثون جريبًا، وأنفق عَلَيْهَا
ثَمَانِيَةَ عَشْرَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
قَالَ بَدْرٌ الْمُعْتَضِدِيُّ: قَالَ لَنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ:
انْظُرُوا كَمْ سِعَةُ مَدِينَةِ الْمَنْصُورِ، فَحَسَبْنَا فَإِذَا
هِيَ ميلين مكسرين في ميلين.
وقيل مسافة مَا بَيْنَ كُلِّ بَابٍ وَبَابٍ أَلْفٌ وَمِائَتَا ذِرَاعٍ،
وَكَانَ فِي هَذَا الْوَقْتِ رَخَاءُ الأَسْعَارِ بِالْعِرَاقِ حَتَّى
بِيعَ الْكَبْشُ بِدِرْهَمٍ وَالْحَمَلُ بِأَرْبَعَةِ دَوَانِيقَ1،
وَالتَّمْرُ سِتُّونَ رَطْلا بِدِرْهَمٍ، وَالزَّيْتُ سِتَّةَ عَشَرَ
رَطْلا بِدِرْهَمٍ، وَالسَّمْنُ ثَمَانِيَةٌ بِدِرْهَمٍ.
قَالَ أبو نعيم: أنا رأيت ينادى في جباية كِنْدَةَ: لَحْمُ الْغَنَمِ
سِتُّونَ رَطْلا بِدِرْهَمٍ، وَالْعَسَلُ عشرة بدرهم.
__________
1 الدانق: سدس الدرهم "ج" دوانق: وداونيق.
(9/23)
وَقَالَ غَيْرُهُ: كُلُّ بَغْدَادَ
مَبْنِيَّةٌ بِالآجُرِّ، اللَّبِنَةُ ذِرَاعٌ فِي ذِرَاعٍ، زِنَتُهَا
مِائَةُ رَطْلٍ وَسَبْعَةَ عَشَرَ رَطْلا، وَلَهَا أَرْبَعَةُ
أَبْوَابٍ، بَيْنَ الْبَابِ وَالْبَابِ ثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ
بُرْجًا، وَعَلَيْهَا سُورَانِ، ثُمَّ بُنِيَ الْجَامِعُ وَالْقَصْرُ،
وَكَانَ فِي صَدْرِ الْقَصْرِ إيوان طوله عشرون ذراعًا، وعليه
الْقُبَّةُ الْخَضْرَاءُ ارْتِفَاعُهَا ثَمَانُونَ ذِرَاعًا. سَقَطَ
رَأْسُهَا لَيْلَةَ مَطَرٍ وَرَعْدٍ عَظِيمٍ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وعشرين
وثلاثمائة.
وكان يَدْخُلُ هَذِهِ الْمَدِينَةِ أَحَدٌ رَاكِبًا سِوَى الْمَنْصُورِ
وَابْنِهِ.
قَالَ الصُّولِيُّ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ: ذَرْعُ
بَغْدَادَ يَعْنِي الْجَدِيدَةَ قَالَ: ذَرْعُ الْجَانِبَيْنِ ثَلاثَةٌ
وَخَمْسُونَ أَلْفَ جَرِيبٍ. وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرَى مِنْ غَيْرِ
رِوَايَةِ الصُّولِيِّ: إِنَّهَا مِنَ الْجَانِبَيْنِ ثَلاثَةٌ
وَأَرْبَعُونَ أَلْفَ جُرَيْبٍ وَسَبْعُمِائَةٍ.
ثُمَّ قال الصولي: وذكر ابن طَاهِرٍ أَنَّ عَدَدَ حَمَّامَاتِهَا
كَانَتْ ذَلِكَ الْوَقْتِ سِتِّينَ أَلْفًا. وَقَالَ أَقَلُّ مَا
يُدَبَّرُ كُلَّ حَمَّامٍ خَمْسَةُ أَنْفُسٍ، وَذَكَرَ أَنَّ بِإِزَاءِ
كُلِّ حمام خمسة مساجد.
فلت: كَذَا نَقَلَ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ1، وَمَا أَعْتَقِدُ أَنَا
هَذَا قَطُّ وَلا عُشْرَ ذَلِكَ.
ثُمَّ قَالَ الْخَطِيبُ: حَدَّثَنِي هِلالُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ:
كُنْتُ بِحَضْرَةِ جَدِّي إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِلالٍ الصَّابِي، فَقَالَ
تَاجِرٌ فَذَكَرَ أَنَّ بِبَغْدَادَ الْيَوْمَ ثَلاثَةُ آلافِ
حَمَّامٍ، فَقَالَ جَدِّي: سُبْحَانَ اللَّهِ! هَذَا سُدُسُ مَا كُنَّا
عَدَدْنَاهُ وَحَصَرْنَاهُ زَمَنَ الْوَزِيرِ الْمُهَلَّبِيِّ، ثُمَّ
كَانَتْ فِي دَوْلَةِ عَضُدِ اللَّهِ خَمْسَةَ آلافٍ وَكَسْرًا.
وَنَقَلَ ابْنُ خِلِّكَانَ2 أَنَّ اسْتِكْمَالَ بَغْدَادَ كَانَ فِي
سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَهِيَ بَغْدَادُ الْقَدِيمَةُ
الَّتِي بِالْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ عَلَى دِجْلَةِ، وَبَغْدَادُ
الْيَوْمَ هِيَ الْجَدِيدَةُ الَّتِي فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ،
وَفِيهَا دَارُ الْخِلافَةِ، وَقَدْ كَانَ السَّفَّاحُ بَنَى عِنْدَ
الأَنْبَارِ مَدِينَةَ الْهَاشِمِيَّةَ وَسَكَنَهَا، ثُمَّ انْتَقَلَ
إِلَى الأَنْبَارِ وَبِهَا تُوُفِّيَ.
* خُرُوجُ إِبْرَاهِيمَ. وَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن
حسن، أَخُو مُحَمَّدٍ الْمَذْكُورِ بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ مُطَهِّرُ بْنُ الْحَارِثِ: أَقْبَلْنَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ مِنْ
مَكَّةَ نُرِيدُ البصرة، ونحن عشرة
__________
1 تاريخ الأعيان "1/ 117".
2 يعني في وفيات الأعيان "2/ 154-290".
(9/24)
أَنْفُسٍ، فَدَخَلْنَاهَا، ثُمَّ نَزَلْنَا
عَلَى يَحْيَى بْنِ زِيَادِ بْنِ حَسَّانٍ النَّبَطِيِّ1.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: اضْطَرَّنِي الطَّلَبُ بِالْمَوْصِلِ
حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى مَوَائِدَ أَبِي جَعْفَرٍ، وَكَانَ قَدْ
قَدِمَهَا يَطْلُبُنِي، فَتَحَيَّرْتُ، وَلَفَظَتْنِي الأَرْضُ،
فَجَعَلْتُ لا أَجِدُ مَسَاغًا، وَوَضَعَ عَلَيَّ الطَّلَبَ
وَالأَرْصَادَ، وَدَعَا يَوْمًا النَّاسَ إِلَى غَدَائِهِ، فَدَخَلْتُ
فِي النَّاسِ، وَأَكَلْتُ، ثُمَّ خَرَجْتُ وَقَدْ كَفَّ الطَّلَبُ2.
وَقَدْ جَرَتْ لِإِبْرَاهِيمَ أُمُورٌ فِي اخْتِفَائِهِ، وَرُبَّمَا
وَقَعَ بِهِ بَعْضُ الأَعْوَانِ فَيَصْطَنِعَهُ وَيُطْلِقَهُ لِمَا
يَعْلَمُ مِنْ جَبَرُوتِ أَبِي جَعْفَرٍ، ثُمَّ اخْتَفَى
بِالْبَصْرَةِ، فَجَعَلَ يَدْعُو النَّاسَ فَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ
لِشَدَّةِ بُغْضِهِمْ لِلْمَنْصُورِ لِبُخْلِهِ وَعَسْفِهِ.
قَالَ ابْن سَعْدٍ3: لَمَّا ظَهَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
وَغَلَبَ عَلَى الْحَرَمَيْنِ وَجَّهَ أَخَاهُ إِبْرَاهِيمَ إِلَى
الْبَصْرَةِ فَدَخَلَهَا فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ
فَغَلَبَ عَلَيْهَا، وَبَيَّضَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ وَنَزَعُوا
السَّوَادَ، وَخَرَجَ مَعَهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ جماعة كثيرة. ثُمَّ
تَأَهَّبَ لِحَرْبِ الْمَنْصُورِ.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ: بَايَعَهُ نُمَيْلَةُ بْنُ مُرَّةَ،
وَعَفُوُّ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ،
وَعُمَرُ بْنُ سَلَمَةَ الْهُجَيْمِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
يَحْيَى الرَّقَاشِيُّ، وَنَدَبُوا لَهُ النَّاسَ، فَأَجَابَ طَائِفَةٌ
حَتَّى قَارَبُوا أَرْبَعَةَ آلافٍ، وَشُهِرَ أَمْرُهُ، وَقَالُوا
لَهُ: لَوْ نَهَضْتَ إِلَى وَسَطِ الْبَصْرَةِ أَتَاكَ مَنْ أَتَاكَ،
فَنَزَلَ فِي دَارِ أَبِي مَرْوَانَ النَّيْسَابُورِيِّ.
قَالَ عَفُوُّ اللَّهِ بْنُ سُفْيَانَ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ يَوْمًا
وَهُوَ مَرْعُوبٌ، فَأَخْبَرْتُهُ بِكِتَابِ أَخِيهِ أَنَّهُ ظَهَرَ
بِالْمَدِينَةِ، وَأَنَّهُ يَأْمُرُهُ بِالْخُرُوجِ، فَوَجَمَ لَهَا
وَاغْتَمَّ، فَأَخَذْتُ أُسَهِّلُ عَلَيْهِ وَأَقُولُ: قَدِ اجْتَمَعَ
لَكَ أَمْرُكَ، مَعَكَ مَضَّاءُ التَّغْلِبِيُّ وَالطُّهَوِيُّ
وَالْمُغِيرَةُ، وَأَنَا وَجَمَاعَةٌ، فَنَخْرُجُ إِلَى السِّجْنِ فِي
اللَّيْلِ فَنَفْتَحُهُ، وَيُصْبِحُ مَعَكَ خَلْقٌ مِنَ النَّاسِ،
فَطَابَتْ نَفْسُهُ، وَبَلَغَ ذَلِكَ الْمَنْصُورَ فَجَهَّزَ جَيْشًا
إِلَى الْبَصْرَةِ، ثُمَّ سَارَ فَنَزَلَ الْكُوفَةَ لِيَكْتَفِي شَرَّ
الشِّيعَةِ وَفَتْقَهُمْ.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْحَذَّاءُ: أَلْزَمَ الْمَنْصُورُ النَّاسَ
بِالسَّوَادِ، فَكُنْتُ أَرَاهُمْ يَصْبُغُونَ ثِيَابَهُمْ
بِالْمِدَادِ، يَعْنِي السُّوقَةَ، ثُمَّ جَعَلَ يَحْبِسُ أَوْ
يَقْتُلُ كُلَّ مَنْ يَتَّهِمُهُ بِالْكَوْفَةِ. وَكَانَ ابْنُ ماعز
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 413".
2 انظر المصدر السابق "6/ 413".
3 في الطبقات الكبرى "5/ 441".
(9/25)
الأَسَدِيُّ يُبَايِعُ لِإِبْرَاهِيمَ
بِالْكَوْفَةِ سِرًّا. وَقَتَلَ الْمَنْصُورُ جَمَاعَةً كَثِيرَةً
عَسْفًا وَظُلْمًا. وَكَانَ بِالْمَوْصِلِ أَلْفَا فَارِسٍ لِمَكَانِ
الْخَوَارِجِ، فَطَلَبَهُمُ الْمَنْصُورُ، فَلَمَّا كَانُوا
بَبَاخَمْرًا اعْتَرَضَ أَهْلُهَا الْعَسْكَرَ، وَقَالُوا: لا
نَدَعُكُمْ تُجَاوِزُونَا لِتَنْصُرُوا أَبَا جَعْفَرٍ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ، فَقَاتِلُوهُمْ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ خَمْسُمِائَةٍ1.
وَأَمَّا أَمِيرُ الْبَصْرَةِ سُفْيَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَتَهَاوَنَ
فِي أَمْرِ إِبْرَاهِيمَ حَتَّى عَجَزَ، وَاتَّسَعَ الْخَرْقُ،
فَبَقِيَ كُلَّمَا قِيلَ لَهُ: إِبْرَاهِيمُ خَارِجٌ لَمْ يُعَرِّجْ
عَلَى قَوْلِ أَحَدٍ, فَلَمَّا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ جَعَلَ أَصْحَابُهُ
يُنَادُونَ سُفْيَانَ وَهُوَ مَحْصُورٌ: اذْكُرْ بَيْعَتَكَ فِي دَارِ
الْمَخْزُومِيِّينَ، فَيُقَالُ: كَانَ مُدَاهِنًا لِإِبْرَاهِيمَ
مِمَّا فِي قَلْبِهِ عَلَى الْمَنْصُورِ.
وَكَانَ ظُهُورُ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ رَمَضَانَ فِي اللَّيْلِ،
فَصَارَ إِلَى مَقْبَرَةِ بَنِي يَشْكُرَ فِي بِضْعَةَ عَشَرَ
فَارِسًا، وَقَدِمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ أَبُو حَمَّادٍ الأَثْرَمُ فِي
أَلْفَيْنِ، فَنَزَلَ الرَّحْبَةَ، فَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَوَّلَ
شَيْءٍ أَصَابَ دَوَابَّ أُولَئِكَ الْعَسْكَرِ وَأَسْلِحَتَهُمْ،
فَتَقَوَّى بِهَا، ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ الصُّبْحَ فِي الْجَامِعِ،
فَتَحَصَّنَ مِنْهُ سُفْيَانُ فِي دَارِ الإِمَارَةِ، وَأَقْبَلَ
الْخَلْقُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَيْنِ نَاصِرٍ وَنَاظِرٍ: ثُمَّ
نَزَلَ إِلَيْهِ سُفْيَانُ بِالأَمَانِ، وَدَخَلَ إِبْرَاهِيمُ
الدَّارَ، وَعَفَا عَنِ الْجُنْدِ، وَقَيَّدَ سُفْيَانَ بِقَيْدٍ
خَفِيفٍ، فَأَقْبَلَ لِحَرْبِهِ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَأَخُوهُ
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فِي سِتِّمِائَةٍ، فَنَدَبَ إِبْرَاهِيمُ
مَضَّاءَ بْنَ جَعْفَرٍ فِي خَمْسِينَ مِنْ بَيْنِ فَارِسٍ وَرَاجِلٍ،
فَهَزَمَهُمْ مَضَّاءٌ، وَجُرِحَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَوَجَدَ
إِبْرَاهِيمُ فِي بَيْتِ الْمَالِ سِتَّمِائَةِ أَلْفٍ أَوْ أَكْثَرَ،
فَفَرَّقَهَا عَلَى أَصْحَابِهِ خَمْسِينَ خَمْسِينَ، وَجَهَّزَ
الْمُغِيرَةَ فِي خَمْسِينَ مُقَاتِلا إِلَى الأَهْوَازِ، فَقَدَّمَهَا
وَقَدْ صَارَ مَعَهُ نَحْوُ الْمِائَتَيْنِ. وَكَانَ عَلَى الأَهْوَازِ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، فَالْتَقَى الْمُغِيرَةَ فَانْكَسَرَ
ابْنُ الْحُصَيْنِ، وَغَلَبَ الْمُغِيرَةُ عَلَى الأَهْوَازِ. ثُمَّ
أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ الْمَسِيرَ إِلَى الْكُوفَةِ، وَبَعَثَ إِلَى
فَارِسٍ عَمْرَو بْنَ شَدَّادٍ، فَسَارَ إِلَيْهِ مِنْ رَامَهُرْمُزَ
يَعْقُوبُ بْنُ الْفَضْلِ، فَاتَّفَقَا وَغَلَبَا عَلَى إِقْلِيمِ
فَارِسٍ، فَلَوْ تَوَجَّهَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى إِقْلِيمِ فَارِسٍ
لَتَمَّ لَهُ الأَمْرُ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى وَاسِطٍ هَارُونَ بْنَ
سَعْدٍ الْعِجْلِيَّ عِنْدَمَا قَدِمَ إِلَيْهِ مِنَ الْكُوفَةِ
فَسَارَ إِلَى وَاسِطٍ، فَجَهَّزَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ عامر بن
إسماعيل المسلمي فِي خَمْسَةِ آلافٍ، فَكَانَ بَيْنَهُمَا حَرْبٌ
وَوَقْعَاتٌ2. وَقَدْ قُتِلَ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ وَالْبَصْرَةِ فِي
هَذِهِ الْكَائِنَةِ عَدَدٌ كَثِيرٌ، ثُمَّ تَوَادَعَ الْفَرِيقَانِ
وَكَلُّوا، فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيمُ كَمَا سَيَأْتِي، سَارَ هارون
بن
__________
1 ذكره في سير أعلام النبلاء "6/ 414".
2 راجع تاريخ الطبري "7/ 637"، وتاريخ ابن الأثير "5/ 564".
(9/26)
سَعْدٍ الْعِجْلِيُّ رَاجِعًا إِلَى
الْبَصْرَةِ، فَتُوُفِّيَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا، نَعَمْ، وَبَقِيَ
إِبْرَاهِيمُ سَائِرَ شَهْرِ رَمَضَانَ يُنْفِذُ عُمَّالَهُ إِلَى
الْبِلادِ، حَتَّى أَتَاهُ نَعْيُ1 أَخِيهِ مُحَمَّدٍ بِالْمَدِينَةِ،
قَبْلَ الْعِيدِ بِثَلاثٍ، فَفُتَّ فِي عَضُدِهِ وبُهِتَ لِذَلِكَ،
وَخَرَجَ يَوْمَ العيد إلى الْمُصَلَّى فَصَلَّى بِالنَّاسِ، يُعْرَفُ
فِيهِ الْحُزْنُ وَالانْكِسَارُ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا بَلَغَهُ خُرُوجُ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ: مَا أَدْرِي مَا أَصْنَعُ، مَا فِي عَسْكَرِي إِلا أَلْفَا
رَجُلٍ! فَرَّقْتُ عَسَاكِرِي، مَعَ ابْنِي بِالرَّيِّ ثَلاثُونَ
أَلْفًا، وَمَعَ مُحَمَّدِ بْنِ أَشْعَثَ بِأَفْرِيقِيَّةَ أَرْبَعُونَ
أَلْفًا، وَمَعَ عِيسَى بْنِ مُوسَى بِالْحِجَازِ سِتَّةُ آلافٍ،
وَلَئِنْ سَلِمْتُ مِنْ هَذِهِ لا يُفَارِقُنِي ثَلاثُونَ أَلْفَ
فَارِسٍ، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ أَنْ قَدِمَ عَلَيْهِ عِيسَى مِنَ
الْحِجَازِ مَنْصُورًا، فَوَجَّهَهُ عَلَى النَّاسِ لِحَرْبِ
إِبْرَاهِيمَ، وَكَتَبَ إِلَى سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ فَقَدِمَ
إِلَيْهِ مِنَ الرَّيِّ.
قَالَ سَلْمٌ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ قَالَ لِي: خَرَجَ
ابْنَا عَبْدِ اللَّهِ، فَاعْمِدْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ، وَلا يُرْعِبُكَ
جَمْعُهُ فَوَاللَّهِ إِنَّهُمَا جَمَلا بَنِي هَاشِمٍ الْمَقْتُولانِ
فَابْسُطْ يَدَكَ وَثِقْ2.
وَكَتَبَ سَلْمٌ إِلَى الْبَصْرَةِ يُلاطِفُهُمْ فَلَحِقَتْ بِهِ
بَاهِلَةُ، فَاسْتَحَثَّ الْمَنْصُورُ ابْنَهُ لِيُجَهِّزَ خَازِمَ
بْنَ خُزَيْمَةَ إِلَى الأَهْوَازِ، فَسَارَ بِأَرْبَعَةِ آلافِ
فَارِسٍ، فَفَرَّ مِنْهُ الْمُغِيرَةُ إِلَى الْبَصْرَةِ، وَدَخَلَ
خَازِمٌ الأَهْوَازَ فَأَبَاحَهَا ثَلاثًا، لِكَوْنِهِمْ نَزَعُوا
الطَّاعَةَ، وكث الْمَنْصُورُ لا يَأْوِي إِلَى فِرَاشِهِ نَيِّفًا
وَخَمْسِينَ ليلة.
قال حجاج بن قتيبة بن مسلم: دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ تِلْكَ
الأَيَّامِ وَقَدْ جَاءَهُ فَتْقُ الْبَصْرَةِ وَفَارِسَ وَوَاسِطَ
وَالْمَدَائِنِ وَهُوَ مُطْرِقٌ يَتَمَثَّلُ:
وَنَصَّبْتُ نَفْسِي لِلرَّمَاحِ دَرِيَّةً
إِنَّ الرَّئِيسَ لِمِثْلِ ذَاكَ فَعُولُ
وَمَا أَظُنُّهُ يَقْدِرُ عَلَى السِّلاحِ، لِلْفُتُوقِ الْمُحِيطَةِ
بِهِ، وَلِمِائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ كَامِنَةٍ يَنْتَظِرُونَ صَيْحَةً
فَيَثِبُونَ، فَوَجَدْتُهُ صَقْرًا أَحْوَذِيًّا3 مُشَمِّرًا، قَدْ
قَامَ إِلَى مَا نَزَلَ بِهِ من النوائب يمرسها ويعركها.
__________
1 نعي أخيه: يعني موته.
2 انظر تاريخ الطبري "7/ 639".
3 الأحوذي: يعني المشمر في الأمور القاهر لها لا يند عليها منها شيء
والسريع في كل ما أخذ فيه، والعالم بالأمر.
(9/27)
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ
الْمَدِينِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ إِبْرَاهِيمَ إِلَى بِاخَمْرَا1
فَعَسْكَرْنَا بِهَا، فَأَتَانَا لَيْلَةً، فَقَالَ: انْطَلِقْ بِنَا
نَطُوفُ فِي عَسْكَرِنَا، قَالَ: فَسَمِعَ أَصْوَاتِ طَنَابِيرَ
وَغِنَاءً، فَرَجَعَ، ثُمَّ أَتَانِي لَيْلَةً أُخْرَى، فَانْطَلَقْنَا
فَسَمِعْنَا مِثْلَ ذَلِكَ فَرَجَعَ وَقَالَ: مَا أَطْمَعُ فِي نَصْرِ
عَسْكَرٍ فِيهِ مِثْلُ هَذَا.
وَعَنْ دَاوُدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَحْصَى
دِيوَانَ إِبْرَاهِيمَ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ مِائَةُ أَلْفِ
مُقَاتِلٍ.
وَقَالَ آخَرُ: بَلْ كَانَ مَعَهُ عَشَرَةُ آلافٍ، وَهَذَا أَشْبَهُ.
وَكَانَ مَعَ عِيسَى بْنِ مُوسَى خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا، وَعَلَى
طَلائِعِهِ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ فِي ثَلاثَةِ آلافٍ. وَأَمَّا
إِبْرَاهِيمَ فَأَشَارُوا عَلَيْهِ أَنْ يَسْلُكَ غَيْرَ الدَّرْبِ،
فَيَبْغَتَ الْكُوفَةَ، فَقَالَ: بل أبيت عِيسَى.
وَعَنْ هُرَيْمٍ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِيمَ: إِنَّكَ غَيْرُ ظَاهِرٍ
عَلَى الْمَنْصُورِ حَتَّى تَأْتِي الْكُوفَةَ، فَإِنْ صَارَتْ لَكَ
بَعْدَ تَحَصُّنِهِ بِهَا، لَمْ تَقُمْ لَهُ بَعْدَهَا قَائِمَةٌ،
وَإِلا فَدَعْنِي أَسِيرُ إِلَيْهَا فَأَدْعُو إِلَيْكَ سِرًّا، ثُمَّ
أَجْهَرُ، فَإِنَّهُمْ إِنْ سَمِعُوا دَاعِيًا أَجَابُوهُ، وَإِنْ
سَمِعَ الْمَنْصُورُ هَيْعَةً بِأَرْجَاءِ الْكُوفَةِ طَارَ إِلَى
حُلْوَانَ، فَقَالَ: لا نأمن أن تجيبك مِنْهُمْ طَائِفَةٌ فَتَطَأُ
خَيْلُ الْمَنْصُورِ الصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ، فَتَكُونُ قَدْ
تَعَرَّضَتْ لِمَأْثَمٍ2، فَقُلْتُ: خَرَجْتَ لِقِتَالِ الْمَنْصُورِ،
وَأَنْتَ تَتَوَقَّى قَتْلَ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ؟ أَلَيْسَ قَدْ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُوَجِّهُ
السَّرِيَّةَ فَتُقَاتِلُ، فَيَكُونُ فِي ذَلِكَ نَحْوُ مَا كَرِهْتَ
فَقَالَ: أُولَئِكَ مُشْرِكُونَ، وَهَؤُلاءِ أَهْلُ قِبْلَتِنَا.
وَلَمَّا نَزَلَ "بَاخَمْرَا" كَتَبَ إِلَيْهِ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ:
إِنَّكَ قَدْ أَصْحَرْتَ وَمِثْلُكَ أَنْفَسُ بِهِ عَلَى الْمَوْتِ،
فَخنْدِقْ عَلَى نَفْسِكَ، فَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَفْعَلْ، فَقَدْ
أَعْرَى الْمَنْصُورُ عسكره، فخف في طائفة حتى تأتيه فتأخذه بِقَفَاهُ،
فَعَرَضَ ذَلِكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى قُوَّادِهِ فَقَالُوا: نُخَنْدِقُ
عَلَى نُفُوسِنَا وَنَحْنُ ظَاهِرُونَ عَلَيْهِمْ وَاللَّهِ لا
نَفْعَلُ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَنَأْتِيهِ وَهُوَ فِي أيْدِينَا مَتَى
أَرَدْنَا؟ وَقَالَ آخَرُ: لَمَّا الْتَقَى الْجَمْعَانِ قُلْتُ
لِإِبْرَاهِيمَ: إِنَّ الصَّفَّ إِذَا انْهَزَمَتْ تَعْبِئَتُهُ
تَدَاعَى، فَاجْعَلْنَا كَرَادِيسَ، فَإِنِ انْهَزَمَ كُرْدُوسٌ ثَبَتَ
كُرْدُوسٌ، فَتَنَادَى أَصْحَابُهُ: لا لا، إِلا تَعْبِئَةَ أَهْلِ
الشَّامِ وَقِتَالِهِمْ {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
__________
1 إلى باخمرا: قال ياقوت في معجم البلدان: باخمرا موضع بين الكوفة
وواسط وهو إلى الكوفة أقرب. قالوا: بين باخمرا والكوفة سبعة عشرى
فرسخًا، بها كانت الوقعة بين أصحاب أبي جعفر المنصور وإبراهيم بن عبد
الله بْنُ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ- فقتل إبراهيم هناك.
2 سير أعلام النبلاء "6/ 416"، وتاريخ الطبري "7/ 644".
(9/28)
الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ
صَفًّا} [الصف: 4] .
وَقَالَ آخَرُ: أَتَيْتُ إِبْرَاهِيمَ فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ مُصْبِحُوكَ
بِمَا يَسُدُّ عَلَيْكَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ فِي السِّلاحِ
وَالْكُرَاعِ، وَإِنَّمَا مَعَكَ رِجَالٌ عُرَاةٌ، فَدَعْنَا
نُبَيِّتُهُمْ، فَقَالَ: إِنِّي أَكْرَهُ الْقَتْلَ. فَقُلْتُ: تُرِيدُ
الْمُلْكَ وَتَكْرَهُ القتل، والتقوا بـ"باخمرا"، وَهِيَ عَلَى
يَوْمَيْنِ مِنَ الْكُوفَةِ، فَاشْتَدَّ الْحَرْبُ، وَالْتَحَمَ
الْقِتَالُ، فَانْهَزَمَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ، وَكَانَ عَلَى
الْمُقَدِّمَةِ، فَانْهَزَمَ الْجَيْشُ، فَنَاشَدَهُمْ عِيسَى بْنُ
مُوسَى اللَّهَ تَعَالَى، وَمَرَّ النَّاسُ، فَثُبِتَ عِيسَى فِي
مِائَةِ فَارِسٍ مِنْ خَوَاصِّهِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ تَنَحَّيْتَ
فَقَالَ: لا أَزُولُ حَتَّى أُقْتَلَ أَوْ أَفْتَحَ، وَلا يُقَالُ
انْهَزَمَ.
وَعَنْ عِيسَى قَالَ: لَمَّا رَأَى الْمَنْصُورُ تَوْجِيهِي إِلَى
إِبْرَاهِيمَ قال: إن المنجمين يزعمون إنك لاقيه ثُمَّ يَفِيءُ
إِلَيْكَ أَصْحَابُكَ فَكَانَ كَمَا قَالَ؛ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَمَا
مَعِي ثَلاثَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ, فَقَالَ غُلامِي: عَلامَ تَقْفُ؟
فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا يَنْظُرُ إِلَيَّ أَهْلُ بَيْتِي مُنْهَزِمًا،
ثُمَّ كَانَ أَكْثَرُ مَا عِنْدِي أَنْ أَقُولَ لِمَنْ مَرَّ بِي مِنَ
الْمُنْهَزِمِينَ: أَقْرِئُوا أَهْلَ بَيْتِي السَّلامَ، وَقُولُوا:
إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِدَاءً أَفْدِيكُمْ بِهِ أَعَزَّ عَلَيَّ مِنْ
نَفْسِي، وَقَدْ بَذَلْتُهَا، لَكُمْ فأنا لكذلك، إِذْ عَمَدَ ابْنَا
سُلَيْمَانَ لِإِبْرَاهِيمَ فَخَرَجَا مِنْ وَرَائِهِ فَنَظَرَ
أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ فَإِذَا الْقِتَالُ مِنْ وَرَائِهِمْ،
فَكَرُّوا، فَرَكِبْنَا أَعْقَابَهُمْ فَلَوْلا ابْنَا سُلَيْمَانَ
بْنِ عَلِيٍّ لافْتَضَحْنَا، وَكَانَ مِنْ صُنْعِ اللَّهِ أَنَّ
أَصْحَابَنَا لَمَّا انْهَزَمُوا اعْتَرَضَ لَهُمْ نَهْرٌ دُونَ
ثِنْيَتَيْنِ عَالِيَتَيْنِ، فَحَالَتَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ
الْفُرَاتِ، وَلَمْ يَجِدُوا مَخَاضَةً، فَكَرُّوا رَاجِعِينَ
بِأَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ انْهَزَمَ أَصْحَابُ إِبْرَاهِيمَ، فَثَبَتَ
هُوَ فِي نَحْوٍ مِنْ خَمْسِمِائَةٍ. وَقِيلَ: بَلْ ثَبَتَ فِي
سَبْعِينَ رَجُلا، ثُمَّ حَمَلَ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ فِي
طَائِفَةٍ مَعَهُ، وَقَاتَلُوا قِتَالا شَدِيدًا، حَتَّى إِنَّ
الْفَرِيقَيْنِ قَتَلُوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَجَعَلَ حُمَيْدٌ
يَبْعَثُ بالرؤوس إِلَى بَيْنِ يَدَيْ عِيسَى، وَثَبَتُوا عَامَّةَ
يَوْمِهِمْ يَقْتَتِلُونَ، إِلَى أَنْ جَاءَ سَهْمُ غَرْبٍ لا يُدْرَى
مَنْ رَمَى بِهِ، فَوَقَعَ فِي حَلْقِ إِبْرَاهِيمَ، فَتَنَحَّى عَنْ
مَوْقِفِهِ، فَأَنْزَلُوهُ، وَهُوَ يَقُولُ: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ
قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب: 38] . أَرَدْنَا أمرًا وأراد الله غيره،
فاجتمع عليه أصحاب يَحْمُونَهُ، فَأَنْكَرَ حُمَيْدٌ اجْتِمَاعَهُمْ،
وَأَمَرَ فَحَمَلُوا عَلَيْهِ، فقاتلوا أشد قتلا يَكُونُ، حَتَّى
انْفَرَجُوا عَنْ إِبْرَاهِيمَ، فَنَزَلَ أَصْحَابُ حُمَيْدٍ،
فَاحْتَزُّوا رَأْسَ إِبْرَاهِيمَ، وَأُتِيَ بِهِ عِيسَى، فَنَزَلَ
وَسَجَدَ لِلَّهِ، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى الْمَنْصُورِ، وَذَلِكَ
لِخَمْسِ بَقَيْنَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ، وَعُمْرُهُ ثمان وأربعون
سنة1.
__________
1 تاريخ الطبري "7/ 646-647".
(9/29)
وَقِيلَ: كَانَ عَلَيْهِ قَبَاءٌ زَرَدٌ،
فَآذَاهُ الْحَرُّ، فَحَلَّ إِزَارَهُ، وَحَسَرَ عَنْ صَدْرِهِ،
فَأَصَابَتْ صَدْرَهُ نَشَّابَةٌ، فَاعْتَنَقَ فَرَسَهُ، وَكَرَّ
رَاجِعًا، وَوَصَلَ أَوَائِلُ الْمُنْهَزِمِينَ مِنْ عَسْكَرِ
الْمَنْصُورِ إِلَى الْكُوفَةِ، فَتَهَيَّأَ الْمَنْصُورُ لِلْهَرَبِ،
وَأَعَدَّ النَّجَائِبَ لِيَذْهَبَ إِلَى الرَّيِّ، فَيُقَالَ: إِنَّ
نُوبِخْتَ الْمُنَجِّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: الظَّفَرُ لَكَ،
وَسَيُقْتَلُ إِبْرَاهِيمُ، فَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ، فَقَالَ:
احبِسْنِي عِنْدَكَ، فَإِنْ لَمْ يُقْتَلْ إِبْرَاهِيمُ وَإِلا
فَاقْتُلْنِي، فَبَاتَ طَائِرَ اللُّبِّ، فَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ
أُتِيَ بِرَأْسِ إِبْرَاهِيمَ، فَتَمَثَّلَ بَيْتَ مُعَقِّرٍ
الْبَارِقِيِّ:
فَأَلْقَتْ عَصَاهَا وَاسْتَقَرَّ بِهَا النَّوَى
كَمَا قَرَّ عَيْنًا بِالإِيَّابِ الْمُسَافِرُ1
قَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: صَلَّى إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْعِيدَ بِالنَّاسِ أَرْبَعًا، وَخَرَجَ مَعَهُ أَبُو خَالِدٍ
الأَحْمَرُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ
وَهُشَيْمٌ ويزيد ابنا هَارُونَ فِي طَائِفَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ
وَلَمْ يَخْرُجْ مَعَهُ شُعْبَةُ، وَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يُجَاهِرُ
فِي أَمْرِهِ وَيَأْمُرُ بِالْخُرُوجِ2.
وَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ يَقُولُ: مَا كَانَ
بِالْبَصْرَةِ أَحَدٌ إِلا وَقَدْ تَغَيَّرَ أَيَّامَ إِبْرَاهِيمَ
إِلا ابْنَ عَوْنٍ.
وَحَدَّثَنِي مَيْسُورُ بْنُ بَكْرٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ الْوَارِثِ
يَقُولُ: فَأَتَيْنَا شُعْبَةَ فَقُلْنَا: كَيْفَ ترى؟ قال: أرى أَنْ
تَخْرُجُوا وَتُعِينُوهُ، فَأَتَيْنَا هِشَامَ بْنَ أَبِي عَبْدِ
اللَّهِ فَلَمْ يُجِبْنَا بِشَيْءٍ، فَأَتَيْنَا سَعِيدَ بْنَ أَبِي
عَرُوبَةَ فَقَالَ: مَا أَرَى بَأْسًا أَنْ يَدْخُلَ رَجُلٌ
مَنْزِلَهُ، فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ قَاتَلَهُ.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ: ثنا خلاد بن يزيد الْبَاهِلِيُّ سَمِعَ
شُعْبَةَ بْنَ الْحَجَّاجِ يَقُولُ: بَاخَمْرَا بَدْرٌ الصُّغْرَى3.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ: هِيَ وَقْعَةُ إِبْرَاهِيمَ،
وَهِيَ بِإِزَاءِ هَزَابَانَ دَاخِلَ الصَّحْرَاءِ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيمُ، هَرَبَ أَهْلُ
الْبَصْرَةِ بَحْرًا وَبَرًّا، وَاسْتَخْفَى النَّاسُ، وَقُتِلَ مَعَهُ
بَشِيرٌ الرَّحَّالُ الأَمِيرُ، وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ: خَرَجَ مع
إبراهيم خلق، وجميع أهل واسط،
__________
1 البيت من البحر الطويل وهو منسوب لمعقر بن أوس بن حمار البارقي ابن
دريد كما في الاشتقاق "ص/ 481"، والآمدي في المؤتلف والمختلف "128".
2 راجع تاريخ خليفة "422".
3 سير أعلام النبلاء "6/ 417".
(9/30)
وَابْنَا هُشَيْمٍ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الطَّحَّانُ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَغَيْرُهُمْ.
وَفِيهَا خَرَجَتِ التُّرْكُ الْخَزَرِيَّةُ1، وَهُمْ أَهْلُ صَحْرَاءِ
الْقُفْجَاقِ مِنْ بَابِ الأَبْوَابِ، وَقَتَلُوا بِأَرْمِينِيَّةَ
خَلْقًا كَثِيرًا وَسَبُوا الْحَرِيمَ.
__________
1 وهم من الأجناس التركية.
(9/31)
أحداث سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ 1:
فِيهَا تُوُفِّيَ أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحُمْرَانِيُّ،
وَالْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ
الْمَدَنِيِّ.
وَحَبِيبُ بْنُ الشهيد بخلف. وسنان الرهاوي. وعبيد اللَّهِ بْنُ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ الْمَدَنِيُّ. وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ.
وَمُحَمَّدُ بْنُ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ. وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَلَى الصَّحِيحِ.
وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ
الرُّهَاوِيُّ.
وَفِي صَفَرٍ مِنْهَا، تَحَوَّلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ،
فَنَزَلَ بِبَغْدَادَ قَبْلَ اسْتِتْمَامِ بِنَائِهَا. وَكَانَ خَالِدُ
بْنُ بَرْمَكٍ مِمَّنْ أَشَارَ عَلَيْهِ بِإِنْشَائِهَا، وَنَقَلَ
إِلَيْهَا خَمْسَةَ أَبْوَابٍ كَانَتْ عَلَى وَاسِطٍ، عَظِيمَةً،
فَعَمِلَ لِبَغْدَادَ أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ، كُلُّ بَابٍ دَاخِلُهُ
بَابٌ آخَرُ. وَبُنِيَتْ مُسْتَدِيرَةً، وَأُنْشِئَتْ دَارُ
الإِمَارَةِ فِي وَسَطِهَا، وَعَمِلُوا لَهَا سُورَيْنِ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ هُوَ الَّذِي اخْتَطَّ
جَامِعَهَا، فَقِيلَ: إِنَّ قِبْلَتَهَا مُنْحَرِفَةً، وَكَانَ لا
يَدْخُلُ أَحَدٌ الْمَدِينَةَ رَاكِبًا، فَشَكَا إِلَى الْمَنْصُورِ
عَمَّهُ عِيسَى بْنَ عَلِيٍّ أَنَّ الْمَشْيَ يَشُقُّ عَلَيْهِ، فَلَمْ
يَأْذَنْ لَهُ، ثُمَّ بَعْدَ مُدَّةٍ أَمَرَ الْمَنْصُورُ بِإِخْرَاجِ
الأَسْوَاقِ مِنَ الْمَدِينَةِ خَوْفًا مِنْ مَبِيتِ صَاحِبٍ خَبَرٍ
بِهَا، فَبُنِيَتِ الْكَرْخُ وَبَابُ الْمُحَوَّلِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ.
وَظَهَرَ شُحُّ الْمَنْصُورِ فِي بِنَاءِ بَغْدَادَ، وَبَالَغَ فِي
الْمُحَاسَبَةِ، حَتَّى قَالَ خَالِدُ بْنُ الصَّلْتِ -وَكَانَ عَلَى
بِنَاءِ رَبْعٍ مِنْ بَغْدَادَ: رَفَعْتُ إليه الحساب فبقيت علي خمسة
عشر درهمًا فحبسني حَتَّى أَدَّيْتُهَا.
فَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ أَنَّ
الْمَنْصُورَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ قَصْرِهِ بِالْمَدِينَةِ،
طَافَ بِهِ، فَأَعْجَبَهُ، لَكِنَّهُ اسْتَكْثَرَ النَّفَقَةَ، فَقَالَ
لِي: أَحْضِرْ بَنَّاءً فَارِهًا، فَأَحْضَرْتُ بناءً
__________
1 وراجع: تاريخ خليفة "ص/ 278"، وتاريخ الطبري "7/ 650"، والكامل "5/
572"، والبداية "10/ 97-102"، وصحيح التوثيق "6/ 45-47".
(9/31)
فقال: كيف لَنَا فِي هَذَا الْقَصْرِ؟
وَكَمْ أَخَذْتَ لِكُلِّ أَلْفِ آجُرَّةِ؟ فَبَقِيَ الْبَنَّاءُ لا
يَقْدِرُ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ مَخَافَةَ الْمُسَيِّبِ الَّذِي كَانَ
عَلَى العمل، فقال: ما لك سَاكِتٌ؟ قَالَ: لا عِلْمَ لِي، قَالَ:
وَيْحَكَ قُلْ وَأَنْتَ آمِنٌ، قَالَ: وَاللَّهِ لا أَقِفُ عَلَيْهِ
وَلا أَدْرِيهِ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ: تَعَالَ لا علمك اللَّهُ
خَيْرًا، وَأَدْخَلَهُ الْحُجْرَةَ الَّتِي اسْتَحْسَنَهَا، وَقَالَ:
ابْنِ لِي طَاقًا يَكُونُ شَبِيهًا بِالْبَيْتِ لا تَدْخُلُ فِيهِ
خَشَبًا، قَالَ: نَعَمْ، فَأَقْبَلَ عَلَى الْبَنَّاءِ، ثُمَّ أَقْبَلَ
يُحْصِي جَمِيعَ مَا يَدْخُلُ فِي الطَّاقِ مِنَ الآجُرِّ وَالْحَصَى،
فَفَرَغَ فِي يَوْمَيْنِ، وَدَعَا الْمُسَيِّبَ فَقَالَ: ادْفَعْ
إِلَيْهِ أَجْرَهُ عَلَى حِسَابِ مَا عَمِلَ مَعَكَ، فَأَعْطَاهُ
خَمْسَةَ دَرَاهِمَ، فَاسْتَكْثَرَ ذَلِكَ الْمَنْصُورُ، فَقَالَ: لا
أَرْضَى بِذَلِكَ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى نَقَصَهُ دِرْهَمًا، ثُمَّ
إِنَّهُ أَخَذَ الْوُكَلاءَ وَالْمُسَيِّبُ بِحِسَابِ مَا أَنْفَقُوا
عَلَى نِسْبَةِ ذَلِكَ، حَتَّى فَضَّلَ عَلَى الْمُسَيِّبِ سِتَّةَ
آلافِ دِرْهَمٍ، فَأَخَذَهَا مِنْهُ، فَانْظُرْ إِلَى هَذَا الْبُخْلِ
وَالْحِرْصِ مِنْ مَلِكِ الدُّنْيَا فِي زَمَانِهِ.
وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ الْمَدِينَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الرَّبِيعِ
وَوَلِيَهَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: فِيهَا غَزَوْتُ قُبْرُسَ مَعَ
العباس بن سفيان الخثعمي، والله أعلم1.
__________
1 وانظر المراجع السابقة.
(9/32)
أحداث سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ:
فِيهَا تُوُفِّيَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ، وَحَبِيبُ
بْنُ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ قَاضِي
حِمْصٍ، وَالصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامٍ الْكُوفِيُّ، وَطَلْحَةُ بْنُ
يَحْيَى التَّيْمِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
هِنْدَ فِي قَوْلٍ، وَعَمُّ الْمَنْصُورِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ،
وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مَيْمُونَ بْنِ مَهْرَانَ، وَعَبْدُ العزيز
بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِيُّ،
وَعُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ بِخُلْفٍ، وَعُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ
الأَزْدِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَيْوِيلٍ،
وَهِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ بِالْبَصْرَةِ، وَأَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ
يَحْيَى بْنُ أَبِي حَيَّةَ فِي قول، ويزيد ين حَازِمٍ أَخُو جَرِيرٍ.
وَفِيهَا بَدَّعَتِ التُّرْكُ بِنَاحِيَةِ أَرْمِينِيَّةِ، وَقَتَلُوا
أُمَمًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَدَخَلُوا تَفْلِيس1، وَكَانَ حَرْبُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّاوُنْدِيُّ الَّذِي تُنْسَبُ إِلَيْهِ
الْحَرْبِيَّةُ مِنْ بَغْدَادَ، مُقِيمًا بِالْمَوْصِلِ
__________
1 وهي قصبة ناحية جُرْزان قرب باب الأبواب بأرمينية الأولى "ياقوت 2/
35".
(9/32)
فِي أَلْفَيْنِ، لِمَكَانِ الْخَوَارِجِ
الَّذِينَ بِالْجَزِيرَةِ، وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ وَجَّهَ إِلَى
الْمَوْصِلِ جِبْرِيلَ بْنَ يَحْيَى فِي عَسْكَرٍ، فَانْضَمُّوا
كُلُّهُمْ وَقَصَدُوا التُّرْكَ فَالْتَقَوْا، فَانْهَزَمَ جِبْرِيلُ،
وَقُتِلَ حَرْبٌ1.
وَذَكَرَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيُّ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ
الْمَنْصُورَ حَجَّ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ2.
وَعَزَلَ عَنِ الْكُوفَةِ عِيسَى بْنَ مُوسَى، وَطَلَبَهُ إِلَى
بَغْدَادَ، فَدَفَعَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ سِرًّا،
ثُمَّ قَالَ: يَا عِيسَى، إِنَّ هَذَا أَرَادَ أَنْ يُزِيلَ
النِّعْمَةَ عَنِّي وَعَنْكَ، وَأَنْتَ وَلِيُّ عَهْدِي بَعْدَ
الْمَهْدِيِّ، وَالْخِلافَةُ صَائِرَةٌ إِلَيْكَ، فَخُذْهُ
وَاقْتُلْهُ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَخُورَ أَوْ تَضْعُفَ، وَسَلِّمْهُ
إِلَيْهِ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ مِنْ طُرُقِ الْحَجِّ
يَسْأَلُهُ: مَا فَعَلْتَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: قَدْ أَنْفَذْتَ مَا
أَمَرْتَ بِهِ، فَلَمْ يَشُكَّ أَنَّهُ قَتَلَهُ، وَكَانَ عِيسَى قَدْ
سَتَرَهُ عِنْدَهُ، وَدَعَا كَاتِبَهُ يُونُسَ بْنَ فَرْوَةَ فَقَالَ:
مَا تَرَى؟ قَالَ: أَمَرَكَ بِقَتْلِهِ سِرًّا، وَيَدَّعِيهِ عَلَيْكَ
عَلانِيَةً، ثُمَّ يُقَيِّدُكَ بِهِ. قَالَ: فَمَا الرَّأْيُ؟ قَالَ:
أُستُرْهُ وَاخْفِهِ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَنْصُورَ دَسَّ إِلَى
عُمُومَتِهِ مَنْ يُحَرِّكُهُمْ عَلَى مَسْأَلَةِ عَمِّهِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ، فَكَلَّمُوا الْمَنُصوَر، فَقَالَ: عَلَيَّ
بعيسى، فأتاه، فقال: عَلِمْتَ أَنِّي دَفَعْتُ إِلَيْكَ عَمِّي
لِيَكُونَ فِي مَنْزِلِكَ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَ: قَدْ
كَلَّمَنِي فِيهِ أَعْمَامِي، فَرَأَيْتُ الصَّفْحَ عَنْهُ، فَقَالَ:
أَوَ لَمْ تَأْمُرْنِي بِقَتْلِهِ؟ قَالَ: لا، قَالَ: قَدْ أَمَرْتَنِي
بِقَتْلِهِ!. قَالَ: كَذَبْتَ، فَقَالَ لِعُمُومَتِهِ: إِنَّ هذا قد
أمر لَكُمْ بِقَتْلِ أَخِيكُمْ, قَالُوا: فَادْفَعْهُ إِلَيْنَا
نَقْتُلُهُ بِهِ, قَالَ: فَشَأْنُكُمْ بِهِ، فَأَخْرَجُوهُ إِلَى
الرَّحْبَةِ، واجتمع الناس، وشهر الأمر، فقام أحدكم وَشَهَرَ سَيْفَهُ،
فَقَالَ لَهُ عِيسَى: أَفَاعِلٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: لا
تَعْجَلُوا، ثُمَّ أَحْضَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ وَقَالَ
لِلْمَنْصُورِ: شَأْنُكَ بِعَمِّكَ، قَالَ: فَأَدْخِلُوهُ حَتَّى أَرَى
فِيهِ رَأْيِي، فَجَعَلَهُ فِي بَيْتٍ، ثُمَّ كَانَ أَمْرُهُ مَا
كَانَ.
وَفِيهَا خَلَعَ الْمَنْصُورُ قَبْلَ ذَلِكَ مِنْ وِلايَةِ الْعَهْدِ
بَعْدَهُ عِيسَى بْنَ مُوسَى، الَّذِي حَارَبَ لَهُ الأَخَوَيْنَ
إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدًا، وَظَفَرَ بِهِمَا، وَتَوَطَّدَ مُلْكُ
الْمَنْصُورِ بِهِمَّةِ عِيسَى، فَكَافَأَهُ وَخَلَعَهُ مُكْرَهًا مِنْ
وِلايَةِ الْعَهْدِ، وَقَدَّمَ عَلَيْهِ وَلَدَهُ الْمَهْدِيَّ،
فَقِيلَ إِنَّهُ أَرْضَى عِيسَى بِأَنْ جَعَلَهُ وَلِيَّ الْعَهْدِ
بَعْدَ ابْنِهِ الْمَهْدِيِّ.
وَكَانَ السَّفَّاحُ لَمَّا احْتَضَرَ جَعَلَ الْخِلافَةَ
لِلْمَنْصُورِ، ثُمَّ بَعْدَهُ لِعِيسَى، وَقَدْ لاطَفَهُ
الْمَنْصُورُ، وَكَلَّمَهُ بِأَلْيَنِ الْكَلامِ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَكَيْفَ بالأيمان والعهود
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 7"، وابن الأثير "5/ 577".
2 راجع تاريخ خليفة "424".
(9/33)
وَالْمَوَاثِيقِ الَّتِي عَلَيَّ وَعَلَى
الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا رَأَى الْمَنْصُورُ امْتِنَاعَهُ تَغَيَّرَ
لَهُ، وَأَعْرَضَ عَنْهُ، وَجَعَلَ يُقَدِّمُ الْمَهْدِيَّ عَلَيْهِ
فِي الْمَجَالِسِ، ثُمَّ شَرَعَ الْمَنْصُورُ يَدُسُّ مَنْ يَحْفُرُ
عَلَيْهِ بَيْتَهُ لِيَسْقُطَ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يَتَحَفَّظُ
وَيَتَمَارَضُ.
وَقِيلَ: بَلْ سَقَاهُ الْمَنْصُورُ فَاسْتَأْذَنَ فِي الذَّهَابِ
إِلَى الْكُوفَةِ لِيَتَدَاوَى، وَكَانَ الَّذِي جَرَّأَهُ عَلَى
ذَلِكَ طَبِيبُهُ بَخْتَيَشُوعُ، وَقَالَ لَهُ: وَاللَّهِ مَا أَجْسُرُ
عَلَى مُعَالَجَتِكَ، وَمَا آمَنُ عَلَى نَفْسِي، فَأَذِنَ لَهُ
الْمَنْصُورُ، وَبَلَغَتِ الْعِلَّةُ مِنْ عِيسَى كُلَّ مَبْلَغٍ،
حَتَّى تَمَعَّطَ شَعْرُهُ، ثُمَّ إِنَّهُ نَصَلَ مِنْ عِلَّتِهِ،
ثُمَّ سَعَى مُوسَى وَلَدُ عِيسَى بْنُ مُوسَى فِي أَنْ يُطِيعَ
أَبُوهُ الْمَنْصُورَ، خَوْفًا عَلَيْهِ مِنْهُ وَعَلَى نَفْسِهِ،
وَدَبَّرَ حِيلَةً أَوْحَاهَا إِلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: مُرْ
بِخَنْقِي قُدَّامَ أَبِي إِنْ لَمْ يَخْلَعْ نَفْسَهُ، قَالَ:
فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ، مَنْ فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ، فَصَاحَ أَبُوهُ
وَأَذْعَنَ بِخَلْعِ نَفْسِهِ، وَقَالَ: هَذِهِ يَدِي بِالْبَيْعَةِ
لِلْمَهْدِيِّ، وَأُشْهِدُكَ أَنَّ نُسْوَانِي طَوَالِقُ، وَعَبِيدِي
أَحْرَارٌ، وَمَا أَمْلِكُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا أراد البيعة لِلْمَهْدِيِّ
بِالْعَهْدِ، تَكَلَّمَ الْجُنْدُ فِي ذَلِكَ فَكَانَ عِيسَى إِذَا
رَكِبَ يُسْمِعُونَهُ مَا يَكْرَهُ، فَشَكَاهُمْ إِلَى الْمَنْصُورِ،
فَلَمْ يَمْنَعْ فِي الْبَاطِنِ، وَمَنَعَ فِي الظَّاهِرِ،
فَأَسْرَفُوا، حَتَّى خَلَعَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ.
وَقِيلَ: إِنَّ خَالِدَ بْنَ بَرْمَكٍ مَضَى إِلَيْهِ فِي ثَلاثِينَ
نَفْسًا بِرِسَالَةِ الْمَنْصُورِ، فَامْتَنَعَ، فَجَاءَ خَالِدٌ
وَقَالَ: قَدْ خَلَعَ نَفْسَهُ، وَاسْتَشْهَدَ أُولَئِكَ الثَّلاثِينَ،
فَشَهِدُوا عَلَيْهِ.
وَقِيلَ: بَلْ بَذَلَ لَهُ الْمَنْصُورُ عَلَى خَلْعِ نَفْسِهِ
خَمْسَمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ حَتَّى فَعَلَ.
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ مُحَمَّدَ بْنَ السَّفَّاحِ عَلَى
الْبَصْرَةِ، فَاسْتَعْفَى مِنْهَا، فَأَعْفَاهُ، وَانْصَرَفَ إلى
بغداد فمات بها.
(9/34)
أحداث سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ 1:
فِيهَا تُوُفِّيَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ، وَسُلَيْمَانُ
الأَعْمَشُ، وَشِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ مُقْرِئُ مَكَّةَ، وَزَكَرِيَّا
بْنُ أَبِي زَائِدَةَ فِي قَوْلٍ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ
الْفَقِيهُ بِمِصْرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ،
وَعَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ حُمَيْدٍ الْيَحْصُبِيُّ، وَعَمَّارُ بْنُ
سَعْدٍ الْمِصْرِيُّ، وَالْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ
عَجْلانَ الْمَدِينِيُّ الْفَقِيهُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ
الزُّبَيْدِيُّ الفقيه، ونعيم بن حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَأَبُو
زُرْعَةَ يَحْيَى السَّيْبَانِيُّ.
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ جَعْفَرُ بْنُ الْمَنْصُورِ، وَتَوَجَّهَ
حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ إِلَى ثَغْرِ أَرْمِينِيَّةَ، فَلَمْ يَلْقَ
بَأْسًا، وَتَوَطَّدَتِ الْمَمَالِكُ لِلْمَنْصُورِ، وَعَظُمَتْ
هَيْبَتُهُ فِي النُّفُوسِ، وَدَانَتْ لَهُ الأَمْصَارُ، وَلَمْ يَبْقَ
خَارِجًا عَنْهُ سِوَى جَزِيرَةِ الأَنْدَلُسِ فَقَطْ، فَإِنَّهَا
غَلَبَ عَلَيْهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الدَّاخِلُ
الْمَرْوَانِيُّ، لَكِنَّهُ لَمْ يَتَلَّقَبَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
بَلْ بِالأَمِيرِ فقط، وكذلك بنوه.
__________
1 تاريخ خليفة "ص/ 379"، وتاريخ الطبري "8/ 28"، والكامل "5/ 589-591"،
والنجوم الزاهرة "2/ 12-17"، والبداية والنهاية "10/ 105-106".
(9/35)
أحداث سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ:
فِيهَا تُوُفِّيَ ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ بِخُلْفٍ، وَزَكَرِيَّا بْنُ
أَبِي زَائِدَةَ فِي قَوْلٍ، وَسَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ
الْبَاهِلِيُّ الأَمِيرُ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ يَزِيدَ
الْجُذَامِيُّ، وكهمس بن الحسن التميمي، وَالْمُثَنَّى بْنُ
الصَّبَّاحِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ الْقَائِدُ،
وَالْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ، وَأَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ بِخَلَفٍ،
وَمَعْرُوفُ بْنُ سُوَيْدٍ الْجُذَامِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَيَعْقُوبُ
بْنُ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلٍ.
وَفِيهَا غَزَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَرْضَ الرُّومِ، وَمَعَهُ
الْحَسَنُ بْنُ قحطبة، ومحمد بن الأشعث، فمات محمد في الطَّرِيقِ.
وَفِيهَا تَكَمَّلَ بِنَاءُ مَدِينَةِ بَغْدَادَ وَخَنْدَقِهَا.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ الإِمَامِ إِبْرَاهِيمَ، وَوَلِيَ
مَكَّةَ، وَصَرَفَ عَنْهَا عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ عَلِيٍّ.
(9/35)
أحداث سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ 1:
فِيهَا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ
فِي قَوْلٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ الْمَنْصُورِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ،
وَفَقِيهُ مَكَّةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
جُرَيْجٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الْقَدَّاحُ
وَعُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ بِخُلْفٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ
بِخُلْفٍ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الْعُمَرِيُّ، وَأَبُو
حَنِيفَةَ النُّعْمَانُ الإِمَامُ، وَأَبُو حَزْرَةَ يَعْقُوبُ بْنُ
مجاهد بخلف.
__________
1 وانظر: تاريخ خليفة "ص/ 279"، وتاريخ الطبري "8/ 29-32"، والبداية
والنهاية "10/ 106-107"، والكامل "5/ 591-594"، والنجوم الزاهرة "2/
17"، وصحيح التوثيق "6/ 49".
(9/35)
وَفِيهَا كَانَ خُرُوجُ أُسْتَاذِسِيسَ فِي
جُمُوعِ أَهْلِ هَرَاةَ وَسِجِسْتَانَ وَبَاذَغِيسَ، وَتَجَمَّعَ
مَعَهُ جَيْشٌ لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِه قَطُّ، حَتَّى قِيلَ: كَانَ فِي
نَحْوٍ مِنْ ثَلاثِمِائَةِ أَلْفِ مُقَاتِلٍ، وَغَلَبَ عَلَى عَامَّةِ
خُرَاسَانَ، وَاسْتَفْحَلَ الْبَلاءُ، فَخَرَجَ لِقِتَالِهِمُ
الأَجْثَمُ المروروذي بأهل مرو الروذ، فاقتتلوا أشد قتال، فَقُتِلَ
الأَجْثَمُ، وَكَثُرَ الْقَتْلُ فِي جَيْشِهِ، فَبَعَثَ الْمَنْصُورُ
خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ إِلَى ابْنِهِ الْمَهْدِيِّ مُحَارَبَتِهِمْ،
فَسَارَ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى مَيْمَنَتِهِ
الْهَيْثَمَ بْنَ شُعْبَةَ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ نَهَارَ بْنَ
حُصَيْنٍ، وَعَلَى الْمُقَدِّمَةِ بَكَّارَ بْنَ سَلْمٍ
الْعُقَيْلِيَّ، ثُمَّ خَنْدَقَ عَلَى عَسْكَرِهِ وَالْتَقَى
الْجَمْعَانِ، وَثَبَتَ الْفَرِيقَانِ، وَتَفَاقَمَ الأَمْرُ إِلَى
أَنْ نَزَلَ النَّصْرُ، فَهَزَمَهُمُ الْمُسْلِمُونَ بِخَدِيعَةٍ
عَمِلُوهَا، وَكَثُرَ الْقَتْلُ فِي جَيْشِ أُسَتَاذِسِيسَ، وَقُتِلَ
مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَأُسِرَ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا،
وَهَرَبَ أُسْتَاذِسِيسُ إِلَى جَبَلٍ فِي طَائِفَةٍ، ثُمَّ ضُرِبَتْ
أَعْنَاقُ الأَسْرَى كُلِّهِمْ، وَحَاصَرُوا أُسْتَاذِسِيسَ
وَأَصْحَابَهُ، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ أَبِي عَوْنٍ أَحَدِ
الْقُوَّادِ، فَحَكَمَ بِتَقْيِيدِ أُسْتَاذِسِيسَ وَأَوْلادِهِ،
وَأَنْ يُطْلِقَ الْبَاقُونَ، وَهُمْ نَحْوٌ مِنْ ثَلاثِينَ أَلْفًا،
فَكَسَاهُمْ وَمَنْ عَلَيْهِمْ.
وَقِيلَ: كانت الوقعة فِي عَامِ أَحَدٍ وَخَمْسِينَ.
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَنْصُورُ جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ عَنِ
الْمَدِينَةِ وَوَلَّى الْحَسَنَ بْنَ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيَّ. وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ عَبْدُ
الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
(9/36)
تَرَاجِمُ أَهْلِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى
الْحُرُوفِ:
"حَرْفُ الألف":
1- أبان بن تغلب1، -م4- أَبُو سَعْدٍ, وَقِيلَ: أَبُو أُمَيَّةَ
الرِّبْعِيُّ الْكُوفِيّ المقريء الشيعي.
رَوَى عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ
وَفُضَيْلٍ الْفُقَيْمِيِّ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ إِدْرِيسُ بْنُ يزيد الأودي وابنه عبد الله إِدْرِيسَ
وَشُعْبَةُ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَآخَرُونَ.
وَقَدْ أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرَضًا عَنْ عَاصِمٍ وَطَلْحَةَ بْنِ مصرف
وتلقى من الأعمش.
وحديثه نحو مِائَةِ حَدِيثٍ، وَهُوَ صَدُوقٌ فِي نَفْسِهِ مُوَثَّق
لكنه يتشيع.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 453"، وتهذيب التهذيب "1/ 93"، والبداية والنهاية
"10/ 77".
(9/36)
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
2- أَبَانُ بْنُ أبي عياش البصري1، -د- الزاهد أبو إسماعيل بن فيروز.
رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَالْحَسَنِ
الْبَصْرِيِّ وخليد العصري.
وعنه روى عِمْرَانُ الْقَطَّانُ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ وَيَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضُّبَعِيُّ وَآخَرُونَ.
وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَدْ سُقْتُ مِنْ أَخْبَارِهِ فِي
كِتَابِ الْمِيزَانِ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَالَ شُعْبَةُ: رِدَائِي وَحِمَارِي فِي
الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ أَبَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ
يَكْذِبُ فِي الْحَدِيثِ. قُلْتُ لَهُ: فَلِمَ سَمِعْت مِنْهُ؟ قَالَ:
وَمَنْ يَصْبِرْ عَنْ ذَا الْحَدِيثِ! يَعْنِي حَدِيثَهُ عَنْ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ فِي الْقُنُوتِ، وَقَدْ رَوَاهُ خَلادُ
بْنُ يَحْيَى عَنِ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبَانٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ
عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا قَالَتْ:
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَنَتَ
فِي الْوِتْرِ قَبْلَ الرُّكُوعِ2.
وَعَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لأَنْ أَشْرَبَ مِنْ بَوْلِ حِمَارِي حَتَّى
أُرْوَى أَحَبُّ إلي من أن أقول: حدثني أبان ابن أَبِي عَيَّاشٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: لأَنْ
أَزْنِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْوِي عَنْ يَزِيدَ
الرَّقَاشِيِّ.
قَالَ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ: ذَكَرْتُ هَذَا لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ
فَقَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ هَذَا فِي أَبَانٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: إِنَّمَا تَرَكْتُ أَبَانَ لِأَنَّهُ
رَوَى عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا، فَقُلْتُ لَهُ: عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَقَالَ: وَهَلْ يَرْوِي أَنَسٌ إِلا
عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!.
وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ: أَتَيْتُ شُعْبَةَ فَقُلْتُ: يَا
أَبَا بَسْطَامٍ تُمْسِكُ عَنْ أَبَانٍ! فَقَالَ: مَا أَرَى السُّكُوتَ
يَسَعُنِي.
وَقَالَ عَفَّانُ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ: مَا بَلَغَنِي حَدِيثٌ
لِلْحَسَنِ إِلا أَتَيْتُ بِهِ أَبَانَ بن أبي عياش، فقرأه علي.
__________
1 الميزان "1/ 15"، والمجروحين "1/ 96"، المعرفة والتاريخ "1/ 346".
2 وانظر ميزان الاعتدال "1/ 15".
(9/37)
قَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى وَابْنُ
مَهْدِيٍّ لا يحدثان عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ.
3- إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَدَّانِ الْعُذْرِيُّ الدِّمَشْقِيُّ1.
عَنْ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ. وعنه الوليد بْن مسلم ومحمد بْن شعيب.
قَالَ الْوَلِيدُ: كَانَ أَعْبَدَ أَهْلِ الشَّامِ فِي زَمَانِهِ.
وَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَا أُصِيبَ أَهْلُ دِمَشْقَ بِأَعْظَمِ مِنْ
مُصِيبَتِهِمْ بِهِ وَبِأَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ.
4- إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَان الأَفْطَسُ الدِّمَشْقِيُّ2 -ت ق-
ثِقَةٌ صَدُوقٌ.
عَنْ مَكْحُولٍ وَالْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الحمن الْجُرَشِيِّ. وَعَنْهُ
يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ
سُمَيْعٍ. وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ.
5- إِبْرَاهِيمُ بْنُ شُعَيْبٍ الْمَدَنِيُّ3.
عَنْ عبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ. وَعَنْهُ ابْنُ وَهْبٍ
وَالْوَاقِدِيُّ وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ ابن معين ليس بشيء.
وذكره الْبُخَارِيُّ فَقَالَ: ابْنُ شُعَيْبٍ بِمُوَحَّدَةٍ
وَالصَّوَابُ بِمُثَلَّثَةٍ.
6- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ الْمَدَنِيُّ4 -م د ن ق- أَخُو مُوسَى
وَمُحَمَّدٌ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ.
رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ وَكُرَيْبٍ. وعنه
السفيانان وابن المبارك.
وثقه النسائي. قال علي بن المديني: له عشرة أحاديث.
7- إبراهيم بن العلاء أبو هارون الغنوي5.
__________
1 تاريخ أبي زرعة الدمشقي "1/ 72"، وفيه "ابن جدار".
2 التاريخ الكبير "1/ 289"، وتهذيب ابن عساكر "2/ 216"، الجرح "2/
102".
3 الجرح والتعديل "2/ 105"، وميزان الاعتدال "1/ 37".
4 تهذيب التهذيب "1/ 145"، وخلاصة التهذيب "20".
5 طبقات ابن سعد "7/ 261"، وميزان الاعتدال "1/ 49"، والمعرفة والتاريخ
"3/ 231".
(9/38)
عن حطان الرقاشي وأبي مجلز وعكرمة. وعنه
شعبة وحماد بن سلمة ويزيد بن زريع وابن المبارك. وثقه أبو زرعة. وقال
أبو حاتم: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إِلَى الصِّدْقِ أَقْرَبُ.
8- ابْنُ هَرْمَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ
عَامِرٍ1 الْفِهْرِيُّ المدني الشاعر البليغ المعروف بابن هرامة أَبُو
إِسْحَاقَ.
كَانَ مِنْ شُعَرَاءِ الدَّوْلَتَيْنِ، مدح الوليد بن يزيد، ثم أبا
جعفر المنصور، وكان شيخ شعراء زمانه، وكان منقطعًا إلى الطالبيين.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: هُوَ مُقَدَّمٌ فِي شُعَرَاءِ
الْمُحْدَثِينَ، قَدَّمَهُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَشَّارُ بْنِ بُرْدٍ
وَعَلَى أَبِي نُوَاسٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَالَ لِي رَجُلٌ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ
فَقَصَدْتُ مَنْزِلَ ابْنِ هَرْمَةَ فَإِذَا بُنَيَّةٌ لَهُ صَغِيرَةٌ
تَلْعَبُ بِالطِّينِ، فَقُلْتُ لَهَا: مَا فَعَلَ أَبُوكِ؟ قَالَتْ:
وَفَدَ إِلَى بَعْضِ الْمُلُوكِ، فَمَا لَنَا بِهِ عِلْمٌ مُنْذُ
مُدَّةٍ، فَقُلْتُ: انْحَرِي لِي نَاقَةً فَأَنَا ضَيْفُكِ. قَالَتْ:
وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَشَاةً، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا
عِنْدَنَا، قُلْتُ: فَدَجَاجَةً، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا،
قُلْتُ: فَهَاتِي بَيْضَةً، قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدَنَا، قُلْتُ:
فَبَطُلَ مَا قَالَ أَبُوكِ:
كَمْ نَاقَةٍ قَدْ وَجَأْتُ مِنْحَرَهَا ... بِمُسْتَهَلِّ
الشُّؤْبُوبِ أَوْ حَمَلِ
قَالَتْ: فَذَاكَ الْفِعْلُ مِنْ أَبِي هُوَ الَّذِي أَصَارَنَا إِلَى
أَنْ لَيْسَ عِنْدَنَا شَيْءٌ، وَتَمَّامُ الشِّعْرِ:
لا أُمْتِعُ الْعُوذَ2 بِالْفِصَالِ وَلا ... أَبْتَاعُ إِلا قَصِيرَةَ
الأَجَلِ
إِنِّي إِذَا مَا الْبَخِيلُ أَمَّنَهَا ... بَاتَتْ ضَمُورًا مِنِّي
عَلَى وَجَلِ
قَالَ الْغِلابِيُّ: أَنَا ابْنُ عَائِشَةَ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ
هَرْمَةَ عَلَى الْمَنْصُورِ فَمَدَحَهُ، فَأَعْطَاهُ عَشَرَةَ آلافِ
دِرْهَمٍ وَقَالَ: يَا بْنَ هَرْمَةَ إِنَّ الزَّمَانَ ضَيَّقَ
بِأَهْلِهِ، فَاشْتَرِ بِهَذِهِ إِبِلا عَوَامِلَ، وَإِيَّاكَ أَنْ
تَقُولَ: كُلَّمَا مَدَحْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَعْطَانِي
مِثْلَهَا، هَيْهَاتَ وَالْعَوْدُ إِلَى مِثْلِهَا.
وَمِنْ شعره:
__________
1 البداية والنهاية "10/ 169"، والنجوم الزاهرة "2/ 84"، وتاريخ بغداد
"6/ 127".
2 العوذ: الحديثات النتاج من الظباء والإبل والخيل، واحداتها: عائذ.
(9/39)
وللنفس تارات ويحل بِهَا الْعُرَى ...
وَتَسْخُو عَنِ الْمَالِ النُّفُوسُ الشَّحَائِحُ
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَنْفَعْكَ حَيًّا فَنَفْعُهُ ... أَقَلُّ إِذَا
انْضَمَّتْ عَلَيْهِ الصَّفَائِحُ
لِأَيَّةِ حَالٍ يَمْنَعُ الْمَرْءُ مَالَهُ ... غداُ فَغَدًا
وَالْمَوْتُ غَادٍ وَرَائِحُ
وَلَهُ:
كَأَنَّ عَيْنَيَّ إِذَا وَلَّتْ حُمُولُهُمْ ... عَنَّا جَنَاحَا
حَمَامٍ صَادَفَتْ مَطَرَا
أَوْ لُؤْلُؤٌ سِلْسٌ فِي عِقْدِ جَارِيَةٍ ... خَرْقَاءَ نَازَعَهَا
الْوِلْدَانُ فَانْتَثَرَا
9- إبراهيم بن محمد بن المنتشر1 -خ م.
ابن الأجدع، ابْنِ ابْنِ أَخِي مَسْرُوقٍ الْكُوفِيُّ. ثِقَةٌ زَاهِدٌ
جَلِيلٌ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَأَبُو
عَوَانَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ جَعْفَرُ الأَحْمَرُ: كَانَ مِنْ أَفْضَلِ مَنْ رَأَيْنَاهُ
بِالْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ.
10- إبراهيم بن مسلم الهجري الكوفي –ق- أبو إسحاق2.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَعَنْ أَبِي الأَحْوَصِ
عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَالْمُحَارِبِيُّ وَعَلِيُّ
بْنُ عَاصِمٍ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
11- إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونَ أَبُو إِسْحَاقَ النَّحَّاسُ
الْخَيَّاطُ3.
عَنْ أَبِيهِ وَعُرْوَةُ بْنُ فَائِدٍ وَسَعْدُ بْنُ سَمُرَةَ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ
الْمُبَارَكِ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
12- إِبْرَاهِيمُ بن يزيد القرقسي -ت ق-4.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 320"، وتهذيب التهذيب "1/ 157"، والمشاهير "164".
2 التاريخ لابن معين "2/ 13-14 "1322"، وميزان الاعتدال "1/ 65 "216".
3 التاريخ الكبير "1/ 325"، وتهذيب التهذيب "1/ 173".
4 ميزان الاعتدال "1/ 75"، والوافي "6/ 169"، والخلاصة "23"، وطبقات
ابن سعد "5/ 363".
(9/40)
مولى عمر بن عبد العزيز ويعرف
بِالْخُوزِيِّ أَبُو إِسْمَاعِيلَ سَكَنَ شِعْبَ الْخُوزِ بِمَكَّةَ،
فَنُسِبَ إِلَيْهِ.
رَوَى عَنْ طَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ
جَعْفَرٍ. وعنه وكيع وزيد بن الحباب وعبد الرزاق. وهو ضعيف. توفي سنة
خمسين ومائة. وقال ابن سعد: توفي سنة إحدى وخمسين.
قال سفيان بن عبد الملك المروزي: سألت ابن المبارك عَنْ حَدِيثٍ
لِإِبْرَاهِيمَ الْخُوزِيِّ فَأَبَى أَنْ يُحَدِّثَنِي.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ لا
يُحَدِّثَانِ عَنْهُ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ
الْبُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ.
13- أَبْيَنُ بْنُ سُفْيَانَ1.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ وَأَبِي حَازِمٍ وَضِرَارِ بْنِ
عَمْرٍو. وَعَنْهُ مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
سَعِيدٍ الشَّامِيُّ وَكَثِيرُ بْنُ مَرْوَانَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ:
حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ كُلُّهُ.
قُلْتُ:
14- "أَبَانُ بْنُ سُفْيَانَ" إِنْسَانٌ آخَرُ أَصْغَرُ مِنْ هَذَا.
يَرْوِي عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، ضَعِيفٌ أَيْضًا.
15- أَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُجَيَّةَ الْكِنْدِيُّ
الْكُوفِيُّ 2 -4- يُقَالُ اسْمُهُ يَحْيَى.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ وَيَزِيدَ
بْنِ الأَصَمِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ
وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ شَيْبَانُ النَّحْوِيُّ وَشُعْبَةُ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهٍر وَابْنُ إِدْرِيسَ وَعِدَّةٌ.
قال ابن معين وغيره: لا بأس به.
__________
1 لسان الميزان "1/ 129".
2 البداية والنهاية "10/ 96"، وتهذيب التهذيب "1/ 189"، وشذرات الذهب
"1/ 216".
(9/41)
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي
صَدُوقٌ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ إِلا أَنَّهُ يُعَدُّ فِي الشِّيعَةِ،
يُكْنَى أَبَا حُجَيَّةَ.
وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ: الأَجْلَحُ مُفْتَرٍ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ
خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
16- أَحْمَدُ بْنُ خَازِمٍ الْمُعَافِرِيُّ الْمِصْرِيُّ1. تُوُفِّيَ
بِالأَنْدَلُسِ، وَهُوَ أَقْدَمُ مَنْ فِي كِتَابِنَا مِمَّنِ اسْمُهُ
أَحْمَدُ.
سَمِعَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ
وَغَيْرُهُمَا.
وَعَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ وَالْوَاقِدِيُّ. أَحَادِيثُهُ
مُسْتَقِيمَةٌ، وَلَهُ نُسْخَةٌ مَعْرُوفَةٌ سَمِعْنَاهَا، وَأَبُوهُ
بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ.
17- أَخْضَرُ بْنُ عَجْلانَ الشَّيْبَانِيُّ 2 -4- بَصْرِيٌّ، وَهُوَ
أَخُو شُمَيْطٍ الزَّاهِدِ.
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ عَنْ أَنَسٍ، رَوَى عَنْهُ
عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَالأَنْصَارِيُّ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
18- إِدْرِيسُ بْنُ سِنَانٍ3 أَبُو إِلْيَاسَ الصَّنْعَانِيُّ. أَحَدُ
الضُّعَفَاءِ.
رَوَى عَنْ جَدِّهِ لأُمِّهِ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، وَعَنْهُ ابْنُهُ
عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ
وَالْمُحَارِبِيُّ وَأَبُو حُذَيْفَةَ الْبُخَارِيُّ.
19- أَدْهَمُ بْنُ طَرِيفٍ السَّدُوسِيُّ4. أَبُو بِشْرٍ. بَصْرِيٌّ.
عَنْ مُطَرِّفِ بن الشخير وعبد الله بن بريدة وسلمان أَبِي عَبْدِ
اللَّهِ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَبِشْرُ بْنُ
الْمُفَضَّلِ، وَثَّقَهُ أَحَمْدُ.
20- إِسْحَاقُ بْنُ أُسَيْدٍ5 الأَنْصَارِيُّ الْخُرَاسَانِيُّ -د ق-
نَزِيلُ مِصْرَ.
عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَنَافِعٌ مَوْلَى ابن عمرو وأبي حفص
الدمشقي.
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 95"، وجذوة المقتبس "120"، تاريخ علماء الأندلس
"23".
2 تاريخ الدوري "2/ 20"، والجرح والتعديل "2/ 340"، وتقريب التهذيب "1/
63".
3 تهذيب التهذيب "1/ 194"، والخلاصة "24".
4 التاريخ لابن معين "2/ 21 "4139".
5 التاريخ الكبير "1/ 38"، وتقريب التهذيب "1/ 68".
(9/42)
وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ
وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ وَلا يُشْتَغَلُ بِهِ.
قُلْتُ بَلْ هُوَ صالح الأمر.
21- إسحاق بن عبيد اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ الْمَدَنِيّ1 -د ت ق-
مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
وَلَهُ إِخْوَةٌ مِنْهُمْ: صَالِحٌ وَيَحْيَى وَإِبْرَاهِيمُ وَيُونُسَ
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ وَعَلِيٌّ وَعَبْدُ الْحَكِيمِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ
وَعُمَرُ وَدَاوُدَ وَعِيسَى وَعَمَّارُ، فَعِدَّتُهُمْ ثَلاثَةَ
عَشَرَ أَخًا.
رَوَى إِسْحَاقُ عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ وَالأَعْرَجِ وَعَمْرِو
بْنِ شُعَيْبٍ وَنَافِعٍ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ
عَيَّاشٍ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لهيعة وأحمد بن شعيب ويحيى بْنُ شُعَيْبٍ
وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَخَلْقٌ؛
مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ. قَدْ سُقْتُ أَخْبَارَهُ فِي كِتَابِي
الْمُلَقَّبِ بِالْمِيزَانِ.
قَالَ أَحْمَدُ بن حنبل: لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثَ.
وَقَال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ
أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ؛ وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ حَدِيثُ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ إسحاق بن عبد اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعًا: "لا يُعْجِبُكُمْ إِسْلامَ امْرِئٍ
حَتَّى تَعْلَمُوا مَا عَقَدَهُ عَقْلُهُ".
22- إِسْرَائِيلُ بْنُ مُوسَى2 –خ د ت ن- بَصْرِيٌّ نَزَلَ الْهِنْدَ
مُدَّةً.
لَهُ عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ.
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَحُسَيْنٌ
الْجُعْفِيُّ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وغيره. وهو مقل.
23- أسلم المنقري3 –د- أبو سعيد. كوفي.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 396"، وتهذيب التهذيب "1/ 240"، وتهذيب ابن عساكر
"2/ 446"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 310".
2 التهذيب "1/ 266"، وميزان الاعتدال "1/ 208"، وتقريب التهذيب "1/
75"، والثقات "6/ 79".
3 التاريخ الكبير "2/ 24"، والجرح والتعديل "2/ 307"، والخلاصة "31".
(9/43)
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ وَابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْد الرَّحْمَن بن أبزى وعطاه بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَبْثَرَ بْنِ الْقَاسِمِ
وَابْنِ فُضَيْلٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ
وَالنَّسَائِيُّ.
24- أَسْمَاءُ بْنُ عبيد1 –م- أبو المفضل الضبعي البصري. والد جويرية
ابن أَسْمَاءَ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي السَّائِبِ مَوْلَى
هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ. وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَسَلامُ بْنُ
أَبِي مُطِيعٍ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَابْنُهُ جُوَيْرِيَةُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
25- إِسْمَاعِيلُ بْنُ أمية بن الأشدق2 –ع- عمرو بن سعيد بن العاص
الأموي المكي ابْنُ عَمِّ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى.
رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَنَافِعٍ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وأبي طوالة
وطائفة.
وعنه ابه عيينة وبشر بن المفضل وأبو إسحاق والغز ويحيى بن سليم وآخرون،
وكان ثقة سريا كبير القدر، اختلف في وفاته، الأصح في سنة أربع وأربعين
ومائة، وقيل: بل توفي سنة تسع وثلاثين ومائة. مات في سن الكهولة.
* إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان -د ت- قَدْ تَقَدَّمَ.
26- إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ الْبَجَلِيُّ –ع- مَوْلاهُمُ
الْكُوفِيُّ3، أَحَدُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
سَمِعَ أَبَا جُحَيْفَةَ وَابْنَ أَبِي أَوْفَى وَقَيْسَ بْن أَبِي
حَازِمٍ وَطَارِقَ بْن شِهَابٍ وَالشَّعْبِيَّ وَزِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ
وعمرو بن حريث وقيس بن عائذ، ولها أَيْضًا صُحْبَةُ.
رَوَى عَنْهُ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ -مَعَ تقدمه- وَشُعْبَةُ
وَالسُّفْيَانَانِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وأبو أسامة ومحمد ابن
بِشْرٍ وَوَكِيعٌ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
__________
1 المشاهير "94، 153"، والوافي "9/ 62".
2 التاريخ لابن معين "631"، ومشاهير علماء الأمصار "145".
3 البداية والنهاية "10/ 96"، وتهذيب الأسماء واللغات للنووي "1/ 121"،
طبقات خليفة "167".
(9/44)
وكان ثقة حجة، وكان طَحَّانًا، وَلَهُ
إِخْوَةٌ لَمْ يَشْتَهِرُوا وَهُمْ: أَشْعَثُ وَخَالِدٌ وَسَعِيدٌ
وَالنُّعْمَانُ.
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ
شَرِبَ الْعِلْمَ شُرْبًا.
وَرَوَى مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: إِسْمَاعِيلُ يَزْدَرِدُ
الْعِلْمَ ازْدِرَادًا.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: حُفَّاظُ
النَّاسِ ثَلاثَةٌ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَعَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيُّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الله العجلي: إسماعيل بن أبي خالد
الأحمسي مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَكَانَ طَحَّانًا ثِقَةً ثَبْتًا رُبَّمَا
أَرْسَلَ الشَّيْءَ عَنِ الشَّعْبِيِّ، فَإِذَا وَقَفَ أَخْبَرَ.
وَكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ، وَهُوَ رَاوِيَةُ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ
وَحَدِيثُهُ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِمِائَةِ حَدِيثٍ.
قُلْتُ: حَدِيثُهُ يَقَعُ عَالِيًا فِي الْغَيْلانِيَّاتِ، مَاتَ
قَبْلَ الأَعْمَشِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ أَوْ سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
27- إِسْمَاعِيلُ بْنُ رافع المدني1 -ت ق- أبو رافع القاص نَزِيلُ
الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَسَعِيدِ الْمَقْبُرِيِّ. وَعَنْهُ
بَقِيَّةُ وَالْمُحَارِبِيُّ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمَكِّيِّ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو عَاصِمٍ وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ:
مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
28- إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَرْبِيٍّ الْكُوفِيُّ2.
عَنْ أَبِيهِ وَالشَّعْبِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي
بُرْدَةَ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَحَفْصُ بْنُ
غِيَاثٍ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ. ذكره أبو حاتم ولم
يلينه.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ.
29- إِسْمَاعِيلُ بن سلمان3 بن أبي المغيرة –ق- التميمي الكوفي الأزرق.
عَنْ أَنَسٍ وَالشَّعْبِيِّ وَدِينَارِ بْنِ عُمَرَ الأَسَدِيِّ
الْبَزَّارِ. وَعَنْهُ إِسْرَائِيلُ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
موسى وعدة.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 354"، وميزان الاعتدال "1/ 227"، وتهذيب ابن
عساكر "3/ 21" 2 الجرح والتعديل "2/ 170".
3 الضعفاء والمتروكين "17"، والجرح والتعديل "2/ 176"، والتقريب "1/
82".
(9/45)
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
30- إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُمَيْعٍ الْحَنَفِيُّ الْكُوفِيُّ1، أَبُو
مُحَمَّدٍ بَيَّاعٌ السَّابِرِيُّ.
عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ ومالك بن عمير وغيرهما. وعن الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَمَرْوَانُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ.
31- إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ2،
الْعَبَّاسِيُّ.
عَمُّ الْمَنْصُورِ، وَلِيَ إِمْرَةَ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ كَبِيرَ
الْقَدْرِ عِنْدَ الْمَنْصُورِ. مَاتَ كَهْلا سَنَةَ سَبْعٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
32- إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَشِيطٍ الْعَامِرِيُّ3.
عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَجَمِيلِ بْنِ عُمَارَةَ وَوَهْبِ بْنِ
مُنَبِّهٍ. وَعَنْهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
33- أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي4 –د- الفلسطيني الرملي.
عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَفَرْوَةَ بْنِ مُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ. وَثَّقَهُ
يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَلاثِينَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
34- أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرٍ الْحَدَّانِيُّ5 -4-
وحدان: بطن من الأزد، الْبَصْرِيُّ الأَعْمَى.
رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَالْحَسَنِ. وعنه معمر
وشعبة ويحيى القطان والأنصاري وجماعة.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 356"، والجرح والتعديل "2/ 171".
2 تهذيب ابن عساكر "3/ 39"، والمعرفة والتاريخ "1/ 118"، والوافي
بالوفيات "9/ 156".
3 لسان الميزان "1/ 440"، والمتروكين "18"، والجرح والتعديل "2/ 201".
4 التهذيب "1/ 346"، وتهذيب ابن عساكر "3/ 61".
5 التقريب "1/ 90"، والجرح والتعديل "2/ 273"، والزرقاني "47".
(9/46)
وثقه النسائي وهو جد نصر بن علي الجهضمي
لأمه، وهو أشعث البصري وأشعث الأعمى وأشعث الأزدي وأشعث الجملي. وهو
صالح الحديث. وحديثه عَنْ أَنَسٍ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ.
35- أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحُمْرَانِيُّ1 -4- أَبُو
هَانِئٍ الْبَصْرِيُّ. مَوْلَى حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ
عَفَّانَ.
رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ وَطَائِفَةٍ.
وَهُوَ مِنْ كبار أصحاب الحسن ومن أفقههم.
روى عن خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَأَبُو عَاصِمٍ وَرَوْحُ وَيَحْيَى
الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَحَمَّادُ بْنُ
مُسْعَدَةَ وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: هُوَ عِنْدِي ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، مَا
أَدْرَكْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ بَعْدَ
ابْنِ عَوْنٍ أَثْبَتَ مِنْهُ. قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ أَيْضًا
الأَنْصَارِيُّ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَشْعَثُ عَنِ الْحَسَنِ ثَلاثَةٌ أَحَدُهُمُ
الْحُمْرَانِيُّ، وَهُوَ ثِقَةٌ، وَأَشْعَثُ الْحُدَّانِيُّ يُعْتَبَرُ
بِهِ، وَأَشْعَثُ بْنُ سَوَّارٍ كُوفِيٌّ يُعْتَبَرُ بِهِ، وَهُوَ
أَضْعَفُهُمْ.
قُلْتُ: ذَكَرَ ابْنُ سَوَّارٍ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَشْعَثُ الْحُمْرَانِيُّ كَانَ
صَاحِبَ سُنَّةٍ، وَكَانَ عَالِمًا بِمَسَائِلِ الْحَسَنِ الدقاق، وهو
مِنْ بَابَةِ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ. قُلْتُ: تُوُفِّيَ
الْحُمْرَانِيُّ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
36- أُمَيُّ الصَّيْرَفِيُّ2: هُوَ أُمَيُّ بْنُ رَبِيعَةَ
الْمُرَادِيُّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ مِنَ الثِّقَاتِ
الَّذِينَ لَمْ يقع حديثهم في الكتب الستة.
روى عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ وَطَاوُسٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالْعَلاءِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَدْرٍ وَآخَرِينَ.
وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَوَكِيعٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ
وَجَمَاعَةٌ. وثقه يحيى بن معين وغيره.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 431"، والنجوم الزاهرة "2/ 6"، والخلاصة "39".
2 تهذيب التهذيب "1/ 369"، وتاريخ الدوري "2/ 452"، والثقات "6/ 84".
(9/47)
37- أَنَسُ بْنُ أُنَيْسٍ الْعُذْرِيُّ،
الدِّمَشْقِيُّ المقرئ1.
روى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْخَشْخَاشِ، وَعَنْهُ الْوَلِيدُ
بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ.
صَالِحُ الأَمْرِ.
38- أُنَيْسُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأسلمي المدني2 -د ت.
وعن أَبِيهِ وَإِسْحَاقُ بْنُ سَالِمٍ. وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى وَحَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. وَثَّقَهُ
النَّسَائِيُّ.
وقال الْحَاكِمُ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ عَلَى الصَّحِيحِ.
39- أَيُّوبُ بْنُ عَائِذٍ الْكُوفِيُّ3 -خ م ت ن.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وبكير الأَخْنَسِ وَقَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ. وَعَنْهُ
السُّفْيَانَانِ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ
بْنُ زِيَادٍ وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمَدَنِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
لَهُ نَحْوُ عشرة أحاديث. وثقه النسائي وغيره. وقال الْبُخَارِيُّ:
كَانَ يَرَى الإِرْجَاءَ.
"حرف الْبَاءِ":
40- بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ أَبُو خَالِدٍ الْخَبَايِرِيُّ4 -4-
السَّحُولِيُّ الْحِمْصِيُّ.
أَحَدُ الأَثْبَاتِ.
رَوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَمَكْحُولٍ. وعنه معاوية بن صالح
وإسماعيل بن عياش ومحمد بن حرب وبقية ومحمد بن حمير.
وثقه دحيم والنسائي.
قال بقية: استهداني شعبة أحاديث بحير بن سعد فبعثت بها إليه فمات قبل
أن تصل إليه.
__________
1 تهذيب ابن عساكر "3/ 137"، والمعرفة والتاريخ "2/ 202".
2 التاريخ الكبير "2/ 42"، وتهذيب التهذيب "1/ 380"، والنجوم الزاهرة
"2/ 4".
3 الضعفاء الصغير للبخاري "18"، والجرح والتعديل "2/ 252"، والخلاصة
"43".
4 التاريخ لابن معين "2/ 53 "4519"، والجرح "2/ 412".
(9/48)
وسئل أحمد: أيما أَصَحُّ عَنْ خَالِدِ بْنِ
مَعْدَانَ ثَوْرٌ أَوْ بَحِيرٌ؟ قَالَ: بَحِيرٌ.
41- الْبَخْتَرِيُّ بْنُ أَبِي الْبَخْتَرِيّ1 -م ن، مختار بن رويح
العبدي الكوفي مِنْ أَجْدَادِ أَحْمَدَ بْنِ الْمُعَدَّلِ فَقِيهُ
الْمَالِكِيَّةِ.
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى وأبي بكر بن عمارة وعبد
الرحمن بن مسعود اليشكري.
وعنه سفيان وشعبة ووكيع وحفيده المعدل بن غيلان وابن ابن أخيه محمد بن
بشر العبدي.
قال البخاري: يخالف في حديثه، ووثقه غيره. وقال ابن عدي: لا أَعْلَمُ
لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
وَقَالَ شُعْبَةُ: كَانَ لَخَيْرَ الرِّجَالِ. وَقَالَ الْفَلاسُ:
مَاتَ سَنَةَ ثمان وأربعين.
42- بدر بن الخليل2 أبو الخليل الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَسَلْمُ بْنُ عَطِيَّةَ وَجَمَاعَةٌ. وَعَنْهُ
شَرِيكٌ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُمَامَةَ
وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
قال أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
43- بَدْرُ بْنُ عُثْمَانَ الْكُوفِيُّ3 -م د ت- مَوْلَى عُثْمَانَ
بْنِ عَفَّانَ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَالْخُرَيْبِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
44- بُرَيْدُ بْن عَبْد الله بْن أبي بُرْدَة4 -ع- بْنُ أَبِي مُوسَى
الأَشْعَرِيُّ أَبُو بُرْدَةَ الْكُوفِيُّ.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 103"، والخلاصة "46".
2 الجرح والتعديل "2/ 412".
3 خلاصة التذهيب "46"، والجرح والتعديل "2/ 413".
4 تقريب التهذيب "1/ 104"، وابن الجنيد "84"، والعلل "1/ 210"، وتاريخ
الثقات "78".
(9/49)
عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ وَالْحَسَنِ
وَعَطَاءٍ، وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ
وَخَلْقٌ. وَهُوَ صَدُوقٌ مُوَثَّقٌ، إِلا أَنَّ أَبَا حَاتِمٍ قَالَ:
لا يُحْتَجُّ بِهِ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
45- بِشْرُ بْنُ الْعَلاءِ بْنُ زَبْرٍ الدِّمَشْقِيُّ أَخُو عَبْدِ
اللَّهِ1.
رَوَى عَنْ نَافِعٍ وَحِزَامِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ سَعْدٍ صَاحِبِ أَبِي
ذَرٍّ، قَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَابْنُ
شُعَيْبٍ.
46- بِشْرُ بْنُ نُمَيْرٍ الْقُشَيْرِيّ –ق- بَصْرِيٌّ وَاهٍ2.
يَرْوِي عَنْ مَكْحُولٍ وَالْقَاسِمِ أَبِي عَبْد الرحمن. وعنه أبو
عوانة ويزيد بن زريع وحماد بن زيد ويزيد بن هارون وابن وهب وطائفة.
قال أحمد: ترك الناس حديثه، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
47- بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْغَنَوِيُّ الْكُوفِيُّ3 –م4.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَالْحَسَنِ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ
وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحَمْدَ الزُّبَيْرِيُّ
وَجَمَاعَةٌ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا
يُحْتَجُّ بِهِ.
48- بَكْرُ بْنُ عَمْرٍو الْمُعَافِرِيُّ4 -سِوَى ق- إِمَامِ جَامِعِ
مِصْرَ.
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَمُشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ.
وَعَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَحْيَوَةَ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ
لَهِيعَةَ. وَكَانَ لَهُ فَضْلٌ وَعِبَادَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ، وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ فِي
خِلافَةِ الْمَنْصُورِ.
49- بُكَيْرُ بْنُ عامر البجلي5 –د- أبو إسماعيل الكوفي.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَالْنَّخَعِيِّ وَقَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ
وَأَبِي زُرْعَةَ وَغَيْرِهِمْ، وَعَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ووكيع
والخريبي وأبو نعيم.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 79".
2 تهذيب التهذيب "1/ 460"، وميزان الاعتدال "1/ 325".
3 المعرفة والتاريخ "3/ 123"، والخلاصة "50"، والجرح "2/ 378".
4 ميزان الاعتدال "1/ 347"، وتهذيب ابن عساكر "3/ 289".
5 تهذيب الأسماء "1/ 135"، والخلاصة "52".
(9/50)
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ
أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
50- بَهْزِ بْنِ حَكِيمِ1 -4- بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ
الْقُشَيْرِيُّ الْبَصْرِيُّ أَبُو عَبْدِ الْمَلِكِ.
لَهُ نُسْخَةٌ حَسَنَةٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، وله عن زرارة بن
أوفى، وعن الْحَمَّادَانِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ
وَرَوْحٌ وَأَبُو عاصم والأنصاري ومكي بن إيراهيم وَخَلْقٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِيٍن وَابْنُ الْمَدِينِيِّ وَالنَّسَائِيُّ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَحَادِيثُهُ صِحَاحٌ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ:
صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَرَوَى أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: هُوَ
عِنْدِي حُجَّةٌ فَقِيلَ لِأَبِي دَاوُدَ: فَعَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ
حُجَّةٌ؟ قَالَ: لا وَلا نِصْفُ حُجَّةٍ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ:
يَخْتَلِفُونَ فِي بَهْزٍ. وَقَالَ الْحَاكِمُ: إِنَّمَا تُرِكَ مِنَ
الصحيح لأنه نُسْخَةٌ شَاذَّةٌ يَنْفَرِدُ بِهَا.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يُخْطِئُ كَثِيرًا، فَأَمَّا أَحْمَدُ
وَإِسْحَاقُ فَيَحْتَجَّانِ به، وتركه جماعة من أئمتنا، ولولا حديث
"إِنَّا آخِذُوهَا وَشَطْرَ إِبِلِهِ عَزْمَةً من عَزَمَاتِ رَبِّنَا
"لأَدْخَلْنَاهُ فِي الثِّقَاتِ وَهُوَ مِمَّنْ أَسْتَخِيرُ الله فيه.
قلت: علي بن حاتم البستي في قوله هذا مأخوذات:
إِحْدَاهَا- قَوْلُهُ: "كَانَ يُخْطِئُ كَثِيرًا" وَإِنَّمَا يُعْرَفُ
خَطَأُ الرَّجُلِ بِمُخَالَفَةِ رِفَاقِهِ لَهُ، وَهَذَا فَانْفَرَدَ
بِالنُّسْخَةِ الْمَذْكُورَةِ وَمَا شَارَكَهُ فِيهَا، وَلا لَهُ فِي
عَامَّتِهَا رَفِيقٌ، فَمِنْ أَيْنَ لَكَ أَنَّهُ أَخْطَأَ.
الثَّانِي- قَوْلُكَ: تَرَكَهُ جَمَاعَةٌ، فَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا
تَرَكَهُ أَبَدًا، بَلْ قَدْ يَتْرُكُونَ الاحْتِجَاجَ بِخَبَرِهِ،
فَهَلا أَفْصَحْتَ بِالْحَقِّ.
الثَّالِثُ- وَلَوْلا حَدِيثُ: إِنَّا آخِذُوهَا، فَهُوَ حَدِيثٌ
انْفَرَدَ بِهِ بَهْزٌ أَصْلا وَرَأْسًا، وَقَالَ بِهِ بَعْضُ
الْمُجْتَهِدِينَ، وَيَقَعُ بَهْزٌ غَالِبًا فِي جُزْءِ
الأَنْصَارِيِّ، وَمَوْتُهُ مُقَارِبٌ لِمَوْتِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
وَحَدِيثُهُ قَرِيبٌ مِنَ الصحة.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 142"، تهذيب التهذيب "1/ 498"، والتقريب "1/
117"، تاريخ الدوري "2/ 64".
(9/51)
"حرف التَّاءِ":
51- تَمَّامُ بْنُ نُجَيْحٍ الأَسَدِيُّ -د ت- شَامِيٌّ1.
عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَابْنُ سِيرِينَ وَبَقِيَّةٌ
وَمُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ
وَغَيْرُهُ، وَوَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ معين.
قَالَ البخاري: فِيهِ نظر. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا
يَرْوِيهِ لا يتابع عليه.
وقال ابن حيان: يَرْوِي أَشْيَاءَ مَوْضُوعَةً عَنِ الثِّقَاتِ
كَأَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ لَهَا، مَوْلِدُهُ بِمَلَطْيَةَ، وَسَكَنَ
حَلَبَ.
52- تَمِيمُ بْنُ عَطِيَّة الْعَنْسِيُّ الدَّارَانِيّ2 -ت.
عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ وَمَكْحُولٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ
مُسْلِمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحَلُّهُ الصِّدْقُ، وَلَهُ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ
يَدُلُّ عَلَى ضَعْفٍ شَدِيدٍ.
"حرف الثَّاءِ":
53- ثَابِتُ بْنُ سَرْجٍ الدِّمَشْقِيُّ3.
عَنْ أَبِي وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وَرَوَى عَنْ سَالِمِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ، وَعَنْهُ الوليد بن مسلم ومحمد بن شُعَيْب بْنِ
شَابُورٍ.
54- ثَابِتُ بْنُ أَبِي صَفِيَّةَ أَبُو حمزة الثمالي4 –ت- الأزدي
الكوفي.
عن أنس وعكرمة والشعبي وأبي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَعَنْهُ شَرِيكٌ
وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ:
لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ إِلَى الضعف أقرب.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 157"، وتهذيب ابن عساكر "3/ 346"، والمعرفة
والتاريخ "3/ 365".
2 ميزان الاعتدال "1/ 360"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 73".
3 تهذيب ابن عساكر "3/ 368".
4 تقريب التهذيب "1/ 121-122"، وأحوال الرجال "15"، والمجروحين "1/
206".
(9/52)
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ مِنْ
مَوَالِي الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، كَثِيرُ الْوَهْمِ، حَتَّى
خَرَجَ عَنْ حَدِّ الاحْتِجَاجِ بِهِ مَعَ غُلُوٍّ فِي تَشَيُّعِهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ، وَكَانَ ضَعِيفًا.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ عَنِ
ابْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ يَزِيدَ بْنَ
هَارُونَ يَقُولُ: أَبُو حَمْزَةَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ.
55- ثَابِتُ بْنُ عُمَارَةَ الْحَنَفِيُّ1 -د ت ن- بَصْرِيٌّ يُكْنَى
أَبَا مَالِكٍ.
رَوَى عَنْ غُنَيْمِ بْنِ قَيْسٍ وَزُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى وَأَبِي
الْحَوْرَاءِ رَبِيعَةَ السعدي وأبي تميمة الهجيمي.
وعنه ابن المبارك وخالد بن الحارث وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ ويحيى بن كثير العنبري، وخلق
سواهم.
قال النسائي: لا بَأْسَ بِهِ.
56- ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو السُّرِّيِّ الأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ2.
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونَ وَأَبِي بُرْدَةَ. وَعَنْهُ شَرِيكٌ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ، ضَعَّفَهُ
ابن معين.
قال أَبُو حَاتِمٍ، لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. قُلْتُ: أَمَّا:
* ثَابِتُ بن يزد الأَحْوَلُ فَثِقَةٌ مِنْ طَبَقَةِ زَائِدَةَ.
"حرف الْجِيمِ":
57- جَابِرُ بْنُ صُبْحٍ أَبُو بِشْرٍ الرَّاسِيُّ الْبَصْرِيّ3 -د ت
ن.
عَنْ خِلاسِ بْنِ عَمْرٍو وَالْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْخُزَاعِيِّ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَيَحْيَى
الْقَطَّانُ، وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 166"، وتاريخ الدوري "2/ 69".
2 ميزان الاعتدال "1/ 368"، والخلاصة "57"، والجرح والتعديل "2/ 459".
3 التاريخ الكبير "2/ 207"، والجرح "2/ 500"، والخلاصة "59".
(9/53)
58- جَارِيَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ
الْمَدَنِيُّ الزَّاهِدُ1.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ لَهُ قَدْرٌ وَعِبَادَةٌ وَرِوَايَةٌ
لِلْعِلْمِ بِالْمَدِينَةِ، مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ وَلَهُ أَرْبَعٌ وَسَبْعُونَ سَنَةً.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ: لَوْ قِيلَ لِجَارِيَةَ: إِنَّ
الْقِيَامَةَ تَقُومُ غَدًا مَا كَانَ فِيهِ مَزِيدُ عَمَلٍ.
59- جِبْرِيلُ بْنُ أَحْمَرَ الْبَصْرِيُّ، أَبُو بَكْرٍ2.
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ. وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ
وَالْمُحَارِبِيُّ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَيْخٌ.
60- الجراح بن الضحاك بن قيس الكندي3 -ت.
الكوفي ثم الرازي أَخُو عِيسَى بْنُ الضَّحَّاكِ. رَوَى عَنْ أَبِي
شَيْبَةَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ
وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ وَسَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ
الأَبْرَشُ وجماعة.
قال أبو حاتم: صالح لا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي
جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ.
61- الْجَعْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المدني4 -سوى ق- ويقال له
الجعيد.
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَيَزِيدَ بْنِ حُصَيْفَةَ وَعَائِشَةَ
بِنْتِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى
الْمَرْوَزِيُّ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
62- جَعْفَرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَارَةَ الْمَخْزُومِيُّ -د ت ق- 5عن
أبيه.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 521"، ولسان الميزان "2/ 91".
2 التاريخ الكبير "2/ 253"، وتهذيب التهذيب "2/ 60"، والجرح والتعديل
"2/ 549".
3 تهذيب التهذيب "2/ 65"، والخلاصة "61".
4 تاريخ أبي زرعة "1/ 223"، والمعرفة والتاريخ "1/ 213"، والخلاصة
"62".
5 تقريب التهذيب "1/ 134"، والكاشف "1/ 796"، والعلل "1/ 130".
(9/54)
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ
عُيَيْنَةَ وَأَبُو عَاصِمٍ النبيل، ثقة حجازي.
63- جعفر الصادق -م4- 1وَهُوَ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنِ
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أبي طالب الإِمَامُ
الْعَلَمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ
الْحُسَيْنِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَهُوَ سِبْطُ الْقَاسِمِ بْنِ
مُحَمَّدِ، فَإِنَّ أُمَّهُ هِيَ أُمُّ فَرْوَةَ ابْنَةُ الْقَاسِمِ،
وَأُمُّهَا أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ،
وَلِهَذَا كَانَ جَعْفَرٌ يَقُولُ: وَلَدَنِي الصِّدِّيقُ مَرَّتَيْنِ.
يُقَالُ: مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ
رَأَى سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ وَغَيْرَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ2.
يَرْوِي عَنْ جَدِّهِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: وَلَمْ أَرَ لَهُ
عَنْ جَدِّهِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ شَيْئًا، وَقَدْ أَدْرَكَهُ وَهُوَ
مُرَاهِقٌ.
وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَطَاءٍ وَنَافِعٍ
وَالزُّهْرِيِّ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَلَهُ أَيْضًا عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، فَيُمْكِنُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَابْنُ جُرَيْجٍ وَشُعْبَةُ
وَالسُّفْيَانَانِ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ
وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَابْنُ إِسْحَاقَ وَمَالِكٌ وَوُهَيْبٌ
وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ،
آخِرُهُمْ وَفَاةً أبو عاصم النبيل3.
ومن جلة ما رَوَى عَنْهُ وَلَدُهُ مُوسَى الْكَاظِمُ، وَقَدْ حَدَّثَ
عَنْهُ مِنَ التَّابِعِينَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ
وَيَزِيدُ بْنُ الْهَادِ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَالشَّافِعِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ لا يسأل عن مثله.
روى عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: مُجَالِدٌ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
قُلْتُ: لَمْ يُتَابِعِ الْقَطَّانُ عَلَى هَذَا الرَّأْيِ، فَإِنَّ
جَعْفَرًا صَدُوقٌ، احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ، وَمُجَالِدُ ليس بعمدة.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 135"، مشاهير علماء الأمصار "127"، تاريخ اليعقوبي
"2/ 115"، شذرات الذهب "1/ 220".
2 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 438".
3 انظر السابق.
(9/55)
رَوَى عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ عَنِ ابْنِ
مَعِينٍ قَالَ: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَعَنْ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنْ جَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ. وَقَالَ هَيَّاجُ بْنُ بَسْطَامٍ: كَانَ جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ يُطْعِمُ حَتَّى لا يَبْقَى لِعِيَالِهِ شَيْءٌ.
وَقَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاق الرَّاشِدِيِّ
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَالِمٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ أَنَّهُ
سَمِعَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ
تَفْقِدُونِي، فَإِنَّهُ لا يُحَدِّثُكُمْ بَعْدِي بِمِثْلِ حَدِيثِي.
وَقَالَ ابْنُ عُقْدَةَ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُسَيْنِ
بْنِ حَازِمٍ حَدَّثَنِي أَبُو نُجَيْحٍ إبراهيم بن مُحَمَّدٍ،
سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ زِيَادٍ الْفَقِيهَ، سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ
وَسُئِلَ: مَنْ أَفْقَهُ مَنْ رَأَيْتَ؟ فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا
أَفْقَهُ مِنْ جَعْفَرٍ، لَمَّا أَقْدَمَهُ الْمَنْصُورُ الْحِيرَةَ
بَعَثَ إِلَيَّ فَقَالَ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ إِنَّ النَّاسِ قَدْ
فُتِنُوا بجعفر بن محمد، فهييء لَنَا مِنْ مَسَائِلِكَ الصِّعَابَ،
فَهَيَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَسْأَلَةً، ثُمَّ بَعَثَ إِلَيَّ
الْمَنْصُورُ فَأَتَيْتُهُ، فَدَخَلْتُ، وَجَعْفَرٌ جَالِسٌ عَنْ
يَمِينِهِ، فَلَمَّا بَصُرْتُ بِهِمَا دَخَلَنِي لِجَعْفَرٍ مِنَ
الْهَيْبَةِ مَا لَمْ يَدْخُلْنِي لِلْمَنْصُورِ، ثُمَّ الْتَفَتَ
إِلَيُّ جَعْفَرٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، أَتَعْرِفُ
هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ, هَذَا أَبُو حَنِيفَةَ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا: قَدْ
أَتَانَا، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا حَنِيفَةَ هَاتِ مِنْ مَسَائِلِكَ
فَاسْأَلْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَابْتَدَأْتُ أَسْأَلُهُ، فَكَانَ
يَقُولُ فِي الْمَسْأَلَةِ: أَنْتُمْ تَقُولُونَ فِيهَا كَذَا وَكَذَا،
وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا، وَنَحْنُ -يُرِيدُ
أَهْلَ الْبَيْتِ- نَقُولُ كَذَا وَكَذَا، فَرُبَّمَا تَابَعْنَا،
وَرُبَّمَا تَابَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَرُبَّمَا خَالَفْنَا مَعًا،
حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى أربعين مَسْأَلَةٍ، مَا أَخْرِمُ فِيهَا
مَسْأَلَةً، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو حَنِيفَةَ: أَلَيْسَ قَدْ رَوِينَا
أَنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بالاختلاف1.
ابن أبي خثيمة ثنا مُصْعَبٌ: سَمِعْتُ الدَّرَاوَرْدِيُّ يَقُولُ: لَمْ
يَرْوِ مَالِكٌ عَنْ جَعْفَرٍ حَتَّى ظَهَرَ أَمْرُ بَنِي العباس، ثم
قال مصعب: كان لا يَرْوِي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ حَتَّى
يَضُمُّهُ إِلَى آخِرٍ مِنْ أُولَئِكَ الرُّقَعَاءِ، ثُمَّ يجعله بعده.
ابْنُ عُقْدَةَ ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاق الرَّاشِدِيِّ عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَالِمٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أبي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ
جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ: سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي،
فَإِنَّهُ لا يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي مِثْلَ حَدِيثِي.
وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ عن زهير بن محمد قال: قال لجعفر بن
محمد: إن لي
__________
1 ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء "6/ 440".
(9/56)
جَارًا يَزْعُمُ أَنَّكَ تَبْرَأُ مِنْ
أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ فَقَالَ جَعْفَرٌ: بَرِيءَ اللَّهُ مِنْ
جَارِكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِيَ اللَّهُ
بِقَرَابَتِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَلَقَدِ اشْتَكَيْتُ شِكَايَةً
فَأَوْصَيْتُ إِلَى خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ1.
أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ أَنَا ابْنُ
مُلاعِبٍ أَنَا الأَرْمَوِيُّ أَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ ابْنُ
الْمَأْمُونِ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ ثنا يَعْقُوبُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَزَّارُ ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ثنا محمد
بن فضل عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا
جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَابْنَهُ جَعْفَرًا عَنْ أَبِي
بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالا: يَا سَالِمُ: تولهما وابرأ من عدوهما فإنهما
كانا إمامي هُدًى، وَقَالَ لِي جَعْفَرٌ: يَا سَالِمُ أَيَسُبُّ
الرَّجُلُ جَدَّهُ! أَبُو بَكْرٍ جَدِّي فَلا نَالَتْنِي شَفَاعَةُ
مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنْ لَمْ أَكُنْ أَتَوَلاهُمَا وَأَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّهِمَا. هَذَا
إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَسَالِمٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ شِيعِيَّانِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَبِيبِيُّ: ثنا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ ثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ
مُحَمَّدٍ يَقُولُ: مَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ عَلِيٍّ شَيْئًا إِلا
وَأَنَا أَرْجُو مِنْ شَفَاعَةِ أَبِي بَكْرٍ مِثْلَهُ.
وَقَالَ الحبيبي: ثنا مجلد بن أبي قريش عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ
الْعَبَّاسِ الْهَمْدَانِيُّ أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَتَاهُمْ
وَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَرْتَحِلُوا مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ:
إِنَّكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ صَالِحِي أَهْلِ مِصْرَ،
فَأَبْلِغُوهُمْ عَنِّي مَنْ زَعَمَ أَنِّي إِمَامٌ مُفْتَرِضُ
الطَّاعَةِ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَمَنْ زَعَمَ أَنِّي أَبْرَأُ
مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ.
وَرَوَى حِبَّانُ بْنُ سُدَيْرٍ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وَسُئِلَ
عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَالَ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي عَنْ
رَجُلَيْنِ قَدْ أَكَلا مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ.
قُلْتُ: يَعْنِي إِنْ صَحَّ هَذَا عَنْهُ أَنَّهُمَا مِمَّنْ
أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ تُعَلَّقُ مِنْ ثِمَارِ
الْجَنَّةِ.
قَالَ مَعْبَدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ معوية بْنِ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ:
سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: لَيْسَ
بِخَالِقٍ وَلا مَخْلُوقٍ وَلَكِنَّهُ كَلامُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ قَالَ: وَاللَّهِ لا نَعْلَمُ كُلَّ مَا تسألونا عنه ولغيرنا
أعلم منا.
__________
1 المصدر السابق.
(9/57)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ
أَبِي لَيْلَى عَنْ مُسْلِمَةَ بْنِ جَعْفَرٍ الأَحْمَسِيِّ قَالَ:
قُلْتُ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ: إِنَّ قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنَّ
مَنْ طَلَّقَ ثَلاثًا بِجَهَالَةٍ رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ يجعلونها
واحدة، ويروونها عَنْكُمْ؟ فَقَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ مَا هَذَا مِنْ
قَوْلِنَا، مَنْ طَلَّقَ، ثَلاثًا فَهُوَ كَمَا قَالَ. قُلْتُ:
مُسْلِمَةُ ضَعِيفٌ.
وَعَنْ عِيسَى صَاحِبِ الدِّيوَانِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ
جَعْفَرٍ قَالَ: سُئِلَ جَعْفَرٌ: لِمَ حَرَّمَ اللَّهُ الرِّبَا؟
قَالَ: لِئَلا يَتَمَانَعَ النَّاسُ بِالْمَعْرُوفِ.
وَقَالَ هَارُونُ بْنُ أَبِي الْهِنْدَامِ: ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ
قَالَ: قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ سَمِعْتُ سُفْيَانَ
الثَّوْرِيِّ يَقُولُ: قَدِمْتُ مَكَّةَ فَإِذَا أَنَا بِجَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ قد أناخ بالأبطح، فقلت: يا ابن رَسُولِ اللَّهِ، لِمَ جُعِلَ
الْمَوْقِفُ مِنْ وَرَاءِ الْحَرَمِ وَلَمْ يُصَيَّرْ فِي الْمَشْعَرِ
الْحَرَامِ؟ فَقَالَ: الْكَعْبَةُ بَيْتُ اللَّهِ، وَالْحَرَمُ
حِجَابُهُ، وَالْمَوْقِفُ بَابُهُ، فَلَمَّا قَصَدُوهُ أَوْقَفَهُمْ
بِالْبَابِ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَمَّا أَذِنَ لَهُمْ بِالدُّخُولِ،
أَدْنَاهُمْ مِنَ الْبَابِ الثَّانِي، وَهُوَ الْمُزْدَلِفَةُ،
فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى كَثْرَةِ تَضَرُّعِهِمْ وَطُولِ اجْتِهَادِهِمْ
رَحِمَهُمْ، فَلَمَّا رَحِمَهُمْ أَمَرَهُمْ بِتَقْرِيبِ
قُرْبَانِهِمْ، فَلَمَّا قَرَّبُوا قُرْبَانَهُمْ، وَقَضَوْا
تَفَثَهُمْ، وَتَطَهَّرُوا مِنَ الذُّنُوبِ أَمَرَهُمْ بِالزِّيَارَةِ
لِبَيْتِهِ. قَالَ لَهُ: فَلِمَ كُرِهَ الصَّوْمُ أَيَّامَ
التَّشْرِيقِ؟ قَالَ: لِأَنَّهُمْ فِي ضِيَافَةِ اللَّهِ وَلا يُحِبُّ
لِلضَّيْفِ أَنْ يَصُومُ.
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَمَا بَالُ النَّاسِ يَتَعَلَّقُونَ
بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ وَهِيَ خِرَقٌ لا تَنْفَعُ شَيْئًا؟ فَقَالَ:
ذَلِكَ مِثْلُ رَجُلٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ آخَرَ جُرْمٌ، فَهُوَ
يَتَعَلَّقُ بِهِ وَيَطُوفُ حَوْلَهُ رَجَاءَ أَنْ يَهَبَ لَهُ
جُرْمَهُ.
وَذَكَرَ هِشَامُ بْنُ عَبَّادٍ أَنَّهُ سَمِعَ جَعْفَرَ بْنَ
مُحَمَّدٍ يَقُولُ: الْفُقَهَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ، فَإِذَا
رَأَيْتُمُ الْفُقَهَاءَ قَدْ رَكَنُوا إِلَى السَّلاطِينِ
فَاتَّهِمُوهُمْ.
وَعَنْ عَنْبَسَةَ الْخَثْعَمِيِّ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ
يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَالْخُصُومَةَ فِي الدِّينِ فَإِنَّهَا تُشْغِلُ
الْقَلْبَ وَتُورِثُ النِّفَاقَ.
وَعَنْ عَائِذِ بْنِ حَبِيبٍ قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ: لا
زَادٌ أَفْضَلُ مِنَ التَّقْوَى، وَلا شَيْءٌ أَحْسَنُ مِنَ الصَّمْتِ،
وَلا عَدُوٌّ أَضَلُّ مِنَ الْجَهْلِ وَلا دَاءٌ أَدْوَى مِنَ
الْكَذِبِ.
قُلْتُ: مَنَاقِبُ جَعْفَرٍ كَثِيرَةٌ، وَكَانَ يَصْلُحُ لِلْخِلافَةِ
لِسُؤْدُدِهِ وَفَضْلِهِ وَعِلْمِهِ وَشَرَفِهِ -رَضِيَ اللَّهُ عنهم،
وَقَدْ كَذَبَتْ عَلَيْهِ الرَّافِضَةُ وَنَسَبَتْ إِلَيْهِ أَشْيَاءَ
لَمْ يَسْمَعْ بِهَا، كَمِثْلِ كِتَابِ الْجَفْرِ،
(9/58)
وَكِتَابِ اخْتِلاجِ الأَعْضَاءِ، وَنُسَخٍ
مَوْضُوعَةٍ وَكَانَ يَنْهَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حَسَنٍ عَنِ الْخُرُوجِ وَيَحُضُّهُ عَلَى الطَّاعَةِ وَمَحَاسِنُهُ
جَمَّةٌ.
تُوُفِّيَ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ وَلَهُ ثَمَانٌ وَسِتُّونَ سَنَةً.
64- جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ
الْمَخْزُومِيُّ، الْمَكِّيُّ1.
عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ مَعْمَرٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بن
سمول. وثقه أبو دَاوُدَ.
65- جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونَ التَّمِيمِيُّ الأَنْمَاطِيُّ2 -4-.
رَوَى عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ وَأَبِي عُثْمَانَ
النَّهْدِيِّ وَأَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَيَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَغُنْدَرٌ وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ ضَعِيفَ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: جَعْفَرُ بْنُ مَيْمُونَ
لَيْسَ بِثِقَةٍ.
قُلْتُ: مِنْ مَنَاكِيرِهِ حَدِيثُ وُهَيْبٍ ثنا جَعْفَرُ بْنُ
مَيْمُونَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ
النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَهُ أَنْ
يُنَادِي: لا صَلاةَ إِلا بِقِرَاءَة فَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَمَا
زَادَ.
66- جَوَيْبِرُ بْنُ سعيد أبو القاسم الأزدي3 –ق- البلخي. نَزِيلُ
بَغْدَادَ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالضَّحَّاكِ وَأَبِي صَالِحٍ
السَّمَّانِ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَمَعْمَرُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ
وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وغيره:
لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ أَصْلَحُ حَالا مِنَ
الْكَلْبِيِّ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى وَابْنُ مَهْدِيٍّ لا يُحَدِّثَانِ
عَنْ جُوَيْبِرٍ وَكَانَ سُفْيَانُ يُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: قُلْتُ ليحيى: كيف حديثه؟ قال: ضعيف.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 199"، والجرح والتعديل "2/ 487".
2 ميزان الاعتدال "1/ 418"، وتهذيب التهذيب "2/ 108"، والجرح والتعديل
"2/ 489".
3 التاريخ الكبير "2/ 257"، والضعفاء الصغير "27"، والتقريب "1/ 139".
(9/59)
"حرف الحاء":
67- حاتم بن أبي صغيرة1 –ع- أبو يونس القشيري مَوْلاهُمْ. بَصْرِيٌّ
ثِقَةٌ نَبِيلٌ وَلَيْسَ بِالْمُكْثِرِ.
لَهُ عطاء وابن أبي ملكية وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ
وَخَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَرَوْحٌ وَمُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ.
تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
68- الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ2، أَبُو النُّعْمَانِ الأَزْدِيُّ
الْكُوفِيُّ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَعِكْرِمَةَ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ
وَابْنُ نُمَيْرٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: خَشَبِيٌّ ثِقَةٌ، يَنْسِبُونَ إِلَى
خَشَبَةَ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ الَّتِي صُلِبَ عَلَيْهَا.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لَهُ خَبَرُ
حَدِيثٍ مُنْكَرٍ. قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ
الأَدَبِ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ: رَأَيْتُ شَيْخًا
طَوِيلَ السُّكُوتِ مُنْطَوِيًا عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ.
69- الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي ذباب -م ت ن ق-3
الدوسي المدني المؤذن.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَبُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ وَالأَعْرَجُ
وَجَمَاعَةٌ. وَعَنْهُ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَصَفْوَانُ بن عيسى ومحمد
بن فليج وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ:
ضَعِيفٌ، ذَكَرَهُ فِي الْمُحَلَّى.
70- الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ4، أَبُو الْجُودِيِّ الأَسَدِيُّ
شَامِيٌّ نزل واسطًا.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 141"، وتاريخ الدوري "2/ 91"، والعلل "1/ 163".
2 تهذيب التهذيب "2/ 140"، وميزان الاعتدال "1/ 432".
3 المشاهير "129"، والجرح والتعديل "3/ 79"، والخلاصة "68".
4 المجروحين "1/ 223"، والجرح والتعديل "3/ 83".
(9/60)
رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
وَنَافِعٍ وَسَعِيدِ بْنِ مُهَاجِرٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ
وَعَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
71- الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ الليثي1.
روى عَنْ خَالِهِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
وَطَاوُسٍ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ عُمَارَةَ الْكُلاعِيُّ وَنُوحُ بْنُ
قَيْسٍ الْحَدَّانِيُّ وَجُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ وَثَابِتُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. قُلْتُ: وَمِمَّنْ رَوَى
عَنْهُ سَمِيِّهِ الْحَارِثِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ
الْبَزَّارِ بِبَغْدَادَ، وَسَوْفَ يَذْكُرُ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ.
72- حَارِثَةُ بْنُ أبي الرجال -ت ق-2، محمد بن عبد الرحمن الأنصاري
المدني أَخُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَالِكٍ.
رَوَى عَنْ جَدَّتِهِ عَمْرَةَ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَعَبْدَةُ وَابْنُ نُمَيْرٍ
وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي
الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
73- حَبِيبُ بْنُ أَبِي الأَشْرَسِ3 –حَسَّانُ- مِنْ مَشْيَخَةِ
الْكُوفَةِ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَأَبِي الضُّحَى وَعَطَاءِ
بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى وَالْقَاسِمُ بْنُ
الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ
بِثِقَةٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: هُوَ جَدُّ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ جَزَرَةُ.
74- حَبِيبُ بْنُ جَرْيٍ الْعَبْسِيُّ الكوفي العبد الصالح4.
__________
1 الضعفاء والمتروكين "30"، والضعفاء الصغير "28"، وميزان الاعتدال "1/
444".
2 التاريخ الكبير "3/ 94"، والجرح والتعديل "3/ 255"، والمجروحين "1/
268".
3 التاريخ الكبير "2/ 313"، والضعفاء الصغير "30"، والجرح والتعديل "3/
98".
4 التاريخ الكبير "2/ 314"، ورجال الطوسي "172"، والجرح والتعديل "3/
97".
(9/61)
رَوَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ
وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ. وَعَنْهُ وَكِيعٍ وَالْخُرَيْبِيِّ
وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرِهِمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: رَجُلٍ صَالِحٍ.
75- حَبِيبُ بْنُ الشَّهِيدِ الْبَصْرِيُّ1 –ع- مَوْلَى قَرِيبَةَ.
كُنْيَتُهُ أَبُو شَهِيدٍ, وَقِيلَ: أَبُو مُحَمَّدٍ.
أَرْسَلَ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
وَلَهُ عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وميمون بن مهران وعمرو
بن شعيب وطائفة.
وعنه ابنه إبراهيم وابن علية ويحيى القطان وأبو أسامة وروح بن عبادة
والأنصاري وخلق كثير.
وكان من سادة الأئمة، له نحو من مائة حديث.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ سِتٌّ وَسِتُّونَ سَنَةً.
76- حَبِيبُ بْنُ صَالِحٍ الطَّائِيُّ الْحِمْصِيُّ2 -د ت ق- وهو حبيب
من أبي موسى.
رَوَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيِّ وَيَحْيَى بْنِ
جَابِرٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ
وَبَقِيَّةُ وَآخَرُونَ.
وَكَانَ مِنْ ثِقَاتِ الشَّامِيِّينَ، مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
77- حَبِيبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ3.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ جَعْفَرُ الأَحْمَرُ وَعَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ: مَا أَدْرِي أَحَادِيثَهُ، كَأَنَّهُ ضعفه.
__________
1 المشاهير "152"، والجرح والتعديل "3/ 102" وتقريب التهذيب "152-153".
2 تقريب التهذيب "1/ 153"، والثقات "6/ 182".
3 لسان الميزان "2/ 171"، وميزان الاعتدال "1/ 455".
(9/62)
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ
بِالْقَوِيِّ.
78- حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الْقَصَّابُ الْكُوفِيُّ1 -سِوَى د-
مَوْلَى بَنِي حِمَّانَ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ وَمُجَاهِدٍ
وَالطَّبَقَةِ.
وَعَنْهُ جَرِيرٌ الضَّبِّيُّ وَأَبُو بكر بن بْنُ عَيَّاشٍ وَحَفْصُ
بْنُ غِيَاثٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ
النَّسَائِيُّ وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الله.
توفي سنة اثنتين وأربعين ومائة.
79- حبيب المعلم2 –ع- أبو محمد. مَوْلَى مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، مِنْ
ثِقَاتِ الْبَصْرِيِّينَ، وَاسْمُ أَبِيهِ أَبُو قَرِيبَةَ دِينَارٌ.
رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وعنه حماد بن سلمة ويزيد بن زريع وعبد الوهاب الثقفي وغيرهم. وبلغنا
أَنَّ يَحْيَى الْقَطَّانَ كَانَ لا يروي عنه.
80- حجاج بن أرطأة3، -ع م- مقرونًا، ابن ثَوْرٍ بْنِ هُبَيْرَةَ أَبُو
أَرْطَأَةَ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ
عَلَى لِينٍ فِي حَدِيثِهِ.
لَهُ عَنِ الشَّعْبِيِّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ وَعَنِ الْحَكَمِ وَعَطَاءٍ
وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ جُبَيْرٍ الطَّائِيِّ وَرَبَاحِ
بْنِ عُبَيْدَةَ وَعِكْرِمَةَ وَمَكْحُولٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَالْحَمَّادَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ
وحفص بن غياث وغندر وعبد الرزاق وآخرون وقد حَدَّثَ عَنْهُ مَنْصُورُ
بْنُ الْمُعْتَمِرِ وَهُوَ مِنْ شُيُوخِهِ.
وَلِيَ حَجَّاجٌ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ وَلَهُ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً،
وَكَانَ فِيهِ بَأْوٌ وَتِيهٌ وَمَحَبَّةٌ لِلسُّؤْدُدِ
وَالتَّجَمُّلِ، فَكَانَ يَقُولُ: أَهْلَكَنِي حُبُّ الشَّرَفِ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: هُوَ وَابْنُ إِسْحَاقَ عِنْدِي سَوَاءٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ يُدَلِّسُ عن الضعفاء.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 322"، وتهذيب التهذيب "2/ 188"، والمشاهير "164".
2 تهذيب التهذيب "2/ 194"، وميزان الاعتدال "1/ 456"، والجرح والتعديل
"3/ 101".
3 وترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء "7/ 56"، وميزان الاعتدال "1/
458"، والكاشف "1/ 147، وتذكرة الحفاظ "1/ 186".
(9/63)
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: ثنا حَمَّادُ
بْنُ زَيْدٍ قَالَ: كَانَ حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ أَسْرَدَ
لِلْحَدِيثِ مِنَ الثَّوْرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ:
حَجَّاجٌ صَدُوقٌ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ يُدَلِّسُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ يَعْنِي
فَيُسْقِطُ مُحَمَّدًا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَيْضًا: إِذَا قَالَ حَدَّثَنَا فَهُوَ صَالِحٌ
لا يُرْتَابُ فِي صِدْقِهِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ
مُدَلِّسٌ. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ: رَأَيْتُ حَجَّاجَ
بْنَ أَرْطَأَةَ يُخَضِّبُ بِالسَّوَادِ. وَقَالَ سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْرَفُ بِمَا يَخْرُجُ مِنْ
رَأْسِهِ مِنْ حَجَّاجٍ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا
يَأْتُونَ أَحَدًا أَحْفَظَ مِنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ.
وَقَالَ آخَرُ: لَهُ سِتُّمِائَةِ حَدِيثٍ أَوْ نَحْوُهَا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ يَكَادُ لِحَجَّاجٍ حَدِيثٌ
إِلا وَفِيهِ زِيَادَةٌ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: قَدِمَ عَلَيْنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ
فَأَتَيْنَاهُ وَتَذَاكَرْنَا فَقَالَ: ثنا قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ
الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ ثُمَّ لَبِثْنَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ
قَدِمَ عَلَيْنَا حَجَّاجٌ وَلَهُ إِحْدَى وَثَلاثُونَ سَنَةً،
فَرَأَيْتُ عَلَيْهِ مِنَ الزِّحَامِ مَا لَمْ أَرَهُ عَلَى حَمَّادِ
بْنِ أبي سليمان، رأيت عنه مَطَرًا الْوَرَّاقَ وَدَاوُدَ بْنَ أَبِي
هِنْدَ وَيُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ جُثَاةً عَلَى أَرْجُلِهِمْ
يَقُولُونَ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ مَا تَقُولُ فِي كَذَا، يَا أَبَا
أَرْطَأَةَ مَا تَقُولُ فِي كَذَا1.
قَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ يَقُولُ: مَا
خَصَمْتُ قَطُّ وَلا جَلَسْتُ إِلَى قَوْمٍ يَخْتَصِمُونَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: سَمِعَ حَجَّاجٌ مِنْ مَكْحُولٍ، وَقَالَ ابْنُ
إِدْرِيسَ: سَمِعْتُ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ يَقُولُ: لا تَتِمُّ
مُرُوءَةَ الرَّجُلِ حَتَّى يَدَعَ الصَّلاةَ فِي جَمَاعَةٍ.
قُلْتُ: هَذِهِ كَلِمَةٌ مَقِيتَةٌ بَلْ لا تَتِمُّ مُرُوءَةُ
الرَّجُلِ وَدِينُهُ حَتَّى يَلْزَمَ الصَّلاةَ فِي جَمَاعَةٍ. وَهَذَا
قَالَهُ حَجَّاجٌ لِمَا فِي طِبَاعِهِ مِنَ الْبَذَخِ وَالرِّيَاسَةِ
فَإِنَّهُ يَرَى أَنَّ صَلاتَهُ فِي جَمَاعَةٍ وَمُزَاحَمَتِهِ
لِلسُّوقَةِ فِي الصُّفُوفِ يُنَافِي مَا فِيهِ مِنَ التِّيهِ
وَالتَّرَفِ فَاللَّهُ يُسَامِحُهُ.
وَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ أَبِي حَنِيفَةَ الإِمَامِ فِي الْعِلْمِ، لَكِنْ
رَفَعَ اللَّهُ أبا حنيفة بالورع
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 85".
(9/64)
وَالْعِبَادَةِ وَلَمْ يَنَلْ حَجَّاجَ
بْنَ أَرْطَأَةَ تِلْكَ الرِّفْعَةُ فَرَحِمَهُمَا اللَّهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَذْكُرُ
أَنَّ حَجَّاجًا لم ير الزهري، وكان سيء الرَّأْيِ فِيهِ جدا ما
رَأَيْتُهُ أَسْوَأَ رَأْيًا فِي أَحَدٍ مِنْهُ فِي حَجَّاجٍ وَابْنِ
إِسْحَاقَ وليث همام، لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُرَاجِعُهُ
فِيهِمْ1.
وَقَالَ هُشَيْمٌ: قَالَ لِي حَجَّاجٌ لَمْ أَرَ الزُّهْرِيَّ لَكِنْ
لَقِيتُ رَجُلا جَيِّدَ الأَخْذِ عَنْهُ فَأَخَذْتُ عَنْهُ.
وَسُئِلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَيُحْتَجُّ بِحَجَّاجٍ؟ قَالَ: لا،
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: رَأَيْتُ حَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ
عَلَيْهِ قَمِيصٌ أَسْوَدُ وَرِدَاءٌ أَسْوَدُ قَدْ خُضِّبَ
بِالسَّوَادِ مُتَّكِئًا عَلَى مَرَافِقٍ حُمْرٍ، قَالَ يَزِيدُ:
فَكَانَ يَقُولُ: أَبَعْدَ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ وَشُرَطِ الْكُوفَةِ،
وَكَانَ يَقْضِي بِالْبَصْرَةِ ثُمَّ يَقُولُ: هَذَا قَضَاءُ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ وَوَلِيَ قَضَاءَهَا ثَلاثَةَ أَشْهُرٍ، قَالَ:
وَجَلَسَ يُفْتِي بِمَسْجِدِ الْكُوفَةِ وَلَهُ عِشْرُونَ سَنَةً،
وَكَانَ الْحَكَمُ يَجْلِسُ إِلَيْهِ وَهُوَ الَّذِي أَجْلَسَهُ
لِلْفُتْيَا.
وَقَالَ الأَشَجُّ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَسْوَدِ الْحَارِثِيُّ
قَالَ: كان الحجاج بن أرطأة يقيم على رؤوسنا غلامًا أسود وقال: مَنْ
رَأَيْتُهُ يَكْتُبُ، يَعْنِي فِي مَجْلِسِهِ، فَجَرَّ بِرِجْلِهِ،
فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا أَرْطَأَةَ سَوْأَةٌ لَكَ يَأْتِيكَ
نُظَرَاؤُكَ وَأَبْنَاءُ نُظَرَائِكَ مِنْ أَبْنَاءِ الْقَبَائِلِ
ثُمَّ تَأْمُرُ هَذَا الأَسْوَدَ بِمَا تَأْمُرُهُ؟ قَالَ: فَلَمْ
يَأْمُرْهُ بَعْدَ ذَلِكَ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كُنَّا لا نَكْتُبُ عِنْدَ حَجَّاجٍ،
كَانَ لَهُ غِلْمَانُ يَطُوفُونَ فِي الْحَلَقَةِ، فَمَنْ رَأَوْهُ
يَكْتُبُ أَقَامُوهُ.
وَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ عُصَيْمٍ: جَاءَ ابْنُ شُبْرُمَةَ وَحَجَّاجُ
بْنُ أَرْطَأَةَ إِلَى الأَعْمَشِ فَقَالَ لَهُ حَجَّاجٌ: يَا هَذَا
لَمْ تَنْتَهِ حَتَّى مَشَتْ إِلَيْكَ الأَشْرَافُ! قَالَ: إِذًا
يَرْجِعُونَ بِغَيْرِ حَوَائِجِهِمْ، ثُمَّ دَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ
فِي وُجُوهِهِمْ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ثنا أَبِي عَنْ
جَدِّي قَالَ: قُلْتُ لِلْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ مَا رَأَيْتُ أحدًا
أحسن أصابع مِنْكَ، قَالَ: إِنَّهَا مَدَارِجُ الْكَرَمِ.
وهَب بْنُ بَقِيَّةَ: سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ:
دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ الْمَسْجِدَ فَقِيلَ لَهُ: ها هما
يَا بْنَ أَرْطَأَةَ فَقَالَ: أَنَا صَدْرُ حَيْثُمَا جلست.
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 59".
(9/65)
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: قَالَ
حَجَّاجٌ لِسَوَّارٍ الْقَاضِي: أَهْلَكَنِي حُبُّ الشَّرَفِ، فَقَالَ
لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ تَشْرُفْ.
مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الطَّلْحِيُّ ثنا أَبُو مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ قَالَ: دَخَلَ
حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَقَدْ حَجَّ عِيسَى
بْنُ مُوسَى يَعْنِي وَلِيُّ الْعَهْدِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ،
فَأَقْبَلَ الْحَجَّاجُ لِيُسَلِّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ لَهُ
بَعْضُهُمْ: ارْتَفِعْ يَا أَبَا أَرْطَأَةَ إِلَى صَدْرِ الْحَلَقَةِ،
فَقَالَ: حَيْثُ جَلَسْتُ أَنَا صَدْرُهَا. فَقَالَ عِيسَى: جُرُّوا
بِرِجْلِهِ وَأَخْرِجُوهُ وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: كُنَّا نَأْتِي
الْحَجَّاجَ بْنَ أَرْطَأَةَ فَنَجْلِسُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ
فَلا يَخْرُجْ إِلَى صَلاةِ جَمَاعَةٍ فَتَرَكْتُهُ.
وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ الْحَجَّاجُ: أَلا
تُصَلِّي فِي جَمَاعَةٍ؟ فَقَالَ: أُصَلِّي مَعَ هَؤُلاءِ!
يَزْحُمُونِي، وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ قَالَ: خَرَجَ
حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ وَمَعَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَمَرَّ
بِمَسَاكِينَ فِي الطُّرُقِ فَسَلَّمَ صَاحِبُهُ عَلَى الْمَسَاكِينَ
فَقَالَ الْحَجَّاجُ: إِنَّهُ لا يُسَلِّمُ عَلَى أَمْثَالِ هَؤُلاءِ،
وَقَدْ خَرَّجَ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ لِلْحَجَّاجِ فَقَرَنَهُ
بِآخَرَ.
تُوُفِّيَ بِالرَّيِّ مَعَ الْمَهْدِيِّ سَنَةَ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي سَنَةِ خَمْسٍ.
81- حَجَّاجُ بْنُ حَجَّاجٍ الْبَاهِلِيُّ1.
قَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ.
وذكر الْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ أَنَّهُ هُوَ
"حَجَّاجٌ الأَسْوَدُ" فَوَهِمَ بَلْ حَجَّاجٌ الأَسْوَدُ هُوَ
الْقَسْمَلِيُّ رَجُلٌ صَالِحٌ عَابِدٌ يُقَالُ لَهُ: زِقُّ الْعَسَلِ.
حَدَّثَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ وَأَبِي
نَضْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ
وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
82- حَجَّاجُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ الرُّعَيْنِيُّ.
وَلِيَ إِمْرَةَ بِلادِ زُوَيْلَةَ مِنْ أَعْمَالِ مصر. وله وَاحِدٌ
عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ. رَوَى عَنْهُ الليث وابن وهب.
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 461"، والجرح والتعديل "3/ 157".
(9/66)
83- حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ
الصَّوَّافُ الْبَصْرِيُّ1 –ع- عَنِ الْحَسَنِ وَأَبِي الزُّبَيْرِ
وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَأَبُو عَاصِمٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ وَوَصَفَهُ التِّرْمِذِيُّ بِالْحِفْظِ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
84- حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ
الْمَدَنِيُّ2.
عَنْ وَلَدِي جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمَا مُحَمَّدُ وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ وَعَنِ الأَعْرَجِ وَغَيْرُ وَاحِدٍ.
وَعَنْهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ وَمُسْلِمٌ الزنجي وحاتم بن إسماعيل.
قال الشافعي الروية عَنْ حَرَامِ حَرَامٌ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ
وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ مَالِكٌ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قُلْتُ لِحَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ: عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ وَمُحَمَّدٌ وَأَبُو عَتِيقٍ هُمْ وَاحِدٌ؟
قَالَ: إِنْ شِئْتُ جَعَلْتَهُمْ عَشَرَةً.
قَالَ الزُّبَيْريّ: كَانَ حرام يتشيع.
85- حَرْمَلَةُ بْنُ قَيْسٍ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ3.
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ وَأَبِي زُرْعَةَ الْبَجَلِيِّ. وَعَنْهُ
مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو
نُعَيْمٍ.
قَالَ يحيى بن معين: ثبت.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 375"، وتاريخ خليفة "2/ 645"، والعبر "1/ 194"،
وشذرات الذهب "1/ 211".
2 ميزان الاعتدال "1/ 468"، والجرح والتعديل "3/ 282"، والمجروحين "1/
269"، والتاريخ لابن معين "2/ 104".
3 التاريخ الكبير "3/ 68".
(9/67)
86- حُرَيْثُ بْنُ أَبِي مَطَرٍ
الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ -ت ق-1.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَمُدْرِكِ بْنِ عُمَارَةَ. وَعَنْهُ شَرِيكٌ
وَوَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ. ضَعَّفَهُ الْفَلاسُ وَغَيْرُهُ.
87- الحسن بن ثوبان بن عامر الهمداني2 –ق- ثم الهوزني المصري.
عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ. وَعَنْهُ
اللَّيْثُ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَمُفَضَّلُ
بْنُ فَضَالَةَ وَغَيْرُهُمْ. وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى ثَغْرِ رَشِيدٍ
لِمَرْوَانَ الْحَمَّارِ. وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ، وَكَانَ ذَا
صَلاحٍ وَتَعَبُّدٍ.
88- الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ3 –ق- أَخُو عَبْدِ اللَّهِ وَإِبْرَاهِيمَ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
لَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةُ بِنْتُ
الْحُسَيْنِ.
رَوَى عَنْهُ عُبَيْدُ بْنُ وَسِيمٍ الْجَمَّالُ وَعُمَرُ بْنُ شَبِيبٍ
الْمُسْلِمِيُّ وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ.
مَاتَ فِي سِجْنِ الْمَنْصُورِ يُقَالُ: فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ
خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
89- الْحَسَنُ بْنُ الحكم النخعي الكوفي -4د ت ق-.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَأَبِي
سَبْرَةَ النَّخَعِيِّ. وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو
أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
90- الْحَسَنُ بْنُ ذكوان5 -خ د ت ق- أبو سلمة. بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيُّ وَطَاوُسٍ وابن سيرين. وعنه
المبارك وصفوان بن
__________
1 تهذيب التهذيب "2/ 234"، والضعفاء الصغير "36"، وتاريخ أبي زرعة "1/
461".
2 الجرح والتعديل "3/ 3"، والخلاصة "76".
3 تقريب التهذيب "1/ 166"، وطبقات ابن سعد "9/ 199", والمشاهير "62"،
مقاتل الطالبين "185".
4 التاريخ الكبير "2/ 291"، والمجروحين "1/ 223".
5 الخلاصة "78"، والضعفاء والمتروكين "34"، وميزان الاعتدال "1/ 489".
(9/68)
عِيسَى وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَبْدُ
الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ
ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ صَاحِبَ أَوَابِدَ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ: أَحَادِيثُهُ أَبَاطِيلُ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ:
ضَعِيفٌ. وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي الثِّقَاتِ.
وَرَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ.
91- الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ –د-1 أَخُو
عَبْدِ اللَّهِ وَعَمْرُو وَمُحَمَّدٌ.
رَوَى عَنْ جَدِّهِ وَأَبِيهِ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ حُسَيْنُ الْقَاضِي
وَمُحَمَّدُ وَأَخَوَاهُ -عَبْدُ اللَّهِ وَعُمَرُ- وَابْنُ إِسْحَاقَ
وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ. ضَعَّفَهُ أَبُو
حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
92- الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيُّ2، الْكُوفِيُّ -خ د ن ق-.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ وَالْحَكَمِ. وَعَنْهُ
الثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَحَفْصُ بْنُ
غِيَاثٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ به.
وقال خليفة: مات في سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَالْحَسَنُ أَخُو فُضَيْلٍ.
* الحسن بن عمرو التميمي الفقيه الْكُوفِيُّ3 -خ د ن ق- عَنْ مُجَاهِدٍ
وَإِبْرَاهِيمَ.
93- الحسن بن عقبة، أبو كيران المرادي الكوفي.
عن عبد خير والشعبي والضحاك وغيرهم. وعنه وكيع وأبو نعيم وعبيد الله بن
موسى.
روى عباس عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: أَبُو كبران ثقة.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 301"، وميزان الاعتدال "1/ 503"، والمجروحين "1/
234".
2 تهذيب التهذيب "2/ 310"، وطبقات ابن سعد "6/ 341".
3 تاريخ أبي زرعة "1/ 484"، والمعرفة والتاريخ "3/ 83".
(9/69)
94- الحسن بن يزيد-ق1- أبو يونس القوي
المكي العبد الصالح، سكن الكوفة.
وحدث عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَطَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَمْرِو بْنِ
شُعَيْبٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَوَكِيعٌ وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ
وَأَبُو عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: أَجْمَعُوا عَلَى ثِقَتِهِ. وَقَالَ
آخَرُونَ: سُمِّيَ الْقَوِيُّ لِقُوَّتِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ.
قَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: أَبُو يُونُسَ ومن أبو يونس بكى عُمِيَ
وَصَلَّى حَتَّى حَدِبَ وَطَافَ حَتَّى أُقْعِدَ.
وَقَالَ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ: وَكَانَ أَبُو يُونُسَ الْقَوِيُّ
يَطُوفُ فِي الْيَوْمِ سَبْعِينَ أُسْبُوعًا فَقَدَّرْنَا ذَلِكَ
فَإِذَا هُوَ ثَمَانِيَةُ فَرَاسِخَ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ وَقَعَ لِي
مُوَافَقَةٍ عَالِيَةٍ.
95- الْحُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ –ع-2 الْمُعَلِّمُ الْعَوْذِيُّ
الْبَصْرِيُّ الْمُكْتِبِ.
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ وَعَطَاءٍ وَبُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ
وَقَتَادَةَ وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ
وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ. وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَابْنُ
الْمُبَارَكِ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَغُنْدَرٌ
وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ وَالنَّاسُ، وَقَدْ
أَوْرَدَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ بِلا مُسْتَنَدٍ
فَقَالَ فِيهِ: مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ
وَذَكَرَ أَحَادِيثَ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ فَقَالَ: فِيهِ اضْطِرَابٌ.
96- الحسين بن عبد الله3 -ت ق- بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ
بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِيُّ
الْعَبَّاسِيُّ الْمَدَنِيُّ.
__________
1 ميزان الاعتدال "1/ 527"، والتاريخ لابن معين "2/ 117، "1314".
2 التاريخ الكبير "2/ 387"، والجرح والتعديل "3/ 52"، وتاريخ خليفة
"424"، وتذكرة الحفاظ "1/ 174".
3 تقريب التهذيب "1/ 176-177"، والجرح والتعديل "3/ 57"، طبقات ابن سعد
"9/ 149".
(9/70)
عَنْ كُرَيْبٍ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ
الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ
وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أبو زرعة وغيره: ليس بقوي. وقال النسائي: متروك.
وقال ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعِينَ أَوْ إِحْدَى
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ قَالَ: وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ وَلَمْ
أَرَهُمْ يَحْتَجُّونَ بِحَدِيثِهِ.
97- الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ1 -ت ن- أَخُو أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَأَخِيهِ وَوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ. وعنه ابناه
عبيد الله ومحمد, وموسى بن عقبة وابن المبارك.
قال النسائي: ثقة. ويقال: كان أشبه أولاد أخيه بأبيه في التعبد
والتأله.
98- الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي –ن-2 الكوفي.
عَنْ أَبِيهِ وَشُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ. وَعَنْهُ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَالْخُرَيْبِيُّ
وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَبَعْضُهُمْ يُلَيِّنُهُ
قَلِيلا.
99- حُكَيْمُ بْنُ رُزَيْقٍ الْفَزَارِيُّ3، مَوْلاهُمُ الأَيْكِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ وَابْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَيْرُوزَ
الدَّيْلَمِيِّ. وَعَنْهُ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ وَابْنُ
الْمُبَارَكِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
100- حَلامُ بْنُ صَالِحٍ الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ4.
عَنْ مَسْعُودِ بْنِ خِرَاشٍ أَخِي رِبْعِيٍّ وَسَالِمِ بْنِ رَبِيعَةَ
وَسُلَيْمَانَ بْنِ شِهَابٍ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ
وَابْنُ نُمَيْرٍ وَسَعِيدُ بن محمد الوراق وآخرون. صدوق.
__________
1 رجال الطوسي "86"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 627"، والوافي بالوفيات "12/
429 "384".
2 التاريخ الكبير "2/ 338"، والجرح والتعديل "3/ 123".
3 التاريخ الكبير "3/ 95"، وتهذيب ابن عساكر "4/ 427".
4 الجرح والتعديل "3/ 308".
(9/71)
101- حَمَّادُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ زَيْدٍ
الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ1 –ق-.
عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَمَيْمُونِ بْنِ سِيَاهٍ. وَعَنْهُ
الضَّحَّاكُ بْنُ حَمْزَةَ الْوَاسِطِيُّ وَمَرْزُوقٌ الشَّامِيُّ
وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ غَيْرَ حَدِيثَيْنِ. وَقَالَ
ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
102- حَمَّادُ بْنُ أَبِي الدَّرْدَاءِ الأَنْصَارِيُّ2.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ
وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ:
صَالِحٌ.
103- حَمَّادُ الرَّاوِيَةُ3، هُوَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي
لَيْلَى، كُوفِيٌّ إِخْبَارِيٌّ شَهِيرٌ وَاسِعُ الرِّوَايَةِ، حَمَلَ
عَنِ الْفَرَزْدَقِ وَطَبَقَتِهِ.
وَعَنْهُ الهيثم بن عدي وعبد الله الأَجْلَحِ وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ
يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي سَعَةِ مَا يُحْفَظُ، ثُمَّ ظَفِرْتُ
بِوَفَاتِهِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فَيُؤَخَّرُ.
104- حَمْزَةُ بْنُ أبي حمزة –ت-4 ميمون الجعفي النصيبي الجزري.
عن ابن مُلَيْكَةَ وَمَكْحُولٍ وَنَافِعٍ وَأَبِي الزُّبَيْرِ
وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وَبَكْرُ بْنُ مُضَرَ وَشَبَابَةُ بْنُ
سَوَّادٍ وَعَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ وَغَسَّانُ بْنُ
عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ. وَهُوَ وَاهٍ بِاتِّفَاقٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ
الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَا يَرْوِيهِ مَوْضُوعٌ
وَالْبَلاءُ مِنْهُ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ فِي "ت "مِنْ رِوَايَةِ شَبَابَةَ عَنْهُ،
مَتْنُهُ تَرِّبُوا الْكِتَابَ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: اسْمُ أَبِيهِ عَمْرٌو فَوَهِمَ بَلْ هُوَ
مَيْمُونُ.
105- حُمَيْدُ بْنُ تِيرَوَيْهِ الطويل، -ع-5 أبو عبيدة بن أبي حميد
البصري.
__________
1 تهذيب التهذيب "3/ 5"، والجرح والتعديل "3/ 134".
2 التاريخ الكبير "3/ 19"، والجرح والتعديل "3/ 137"، والمعرفة
والتاريخ "3/ 176".
3 مرآة الجنان "1/ 329"، وفيات الأعيان "2/ 206-210".
4 تهذيب التهذيب "3/ 28"، وميزان الاعتدال "1/ 606"، والخلاصة "93".
5 طبقات الفقهاء "90"، وطبقات ابن سعد "7/ 17"، وطبقات خليفة "219"،
ومشاهير علماء الأمصار "93".
(9/72)
سَمِعَ أَنَسًا وَالْحَسَنَ وَبَكْرَ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ
شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَالْحَمَّادَانِ وَابْنُ
عُلَيَّةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ
السَّهْمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ
وَالأَنْصَارِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَكَانَ أَحَدُ الثِّقَاتِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هُوَ وَقَتَادَةُ أَكْبَرُ أَصْحَابِ
الْحَسَنِ. وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: فِي حَدِيثِهِ شَيْءٌ وَهُوَ
ثِقَةٌ.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَخَذَ حُمَيْدٌ كُتُبَ الْحَسَنِ
فَنَسَخَهَا ثُمَّ رَدَّهَا عَلَيْهِ.
وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ قَالَ: رَأَيْتُ حُمَيْدًا وَكَانَ طَوِيلَ
الْيَدَيْنِ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ عَنْ شُعْبَةَ: لَمْ يَسْمَعْ
حُمَيْدٌ مِنْ أَنَسٍ إِلا أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ حَدِيثًا
وَالْبَاقِي سَمِعَهَا مِنْ ثَابِتٍ أَوْ ثَبَّتَهُ فِيهَا ثَابِتٌ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ: سَمِعَ شُعْبَةَ
يَقُولُ: سَمِعْتُ حَبِيبَ بْنَ الشَّهِيدِ يَقُولُ لِحُمَيْدٍ وَهُوَ
يُحَدِّثُنِي: انظر ما يُحَدِّثُ بِهِ شُعْبَةُ فَإِنَّهُ يَرْوِيهِ
عَنْكَ، ثُمَّ يقول هو: إِنَّ حُمَيْدًا رَجُلٌ نَسِيٌّ فَانْظُرْ مَا
يُحَدِّثُكَ بِهِ، وَرَوَى عَفَّانُ عَنْ حَمَّادٍ قَالَ: جَاءَ
شُعْبَةُ إِلَى حُمَيْدٍ فَحَدَّثَهُ فَقَالَ: أَسَمِعْتَ هَذَا مِنْ
أَنَسٍ؟ قَالَ: احْسِبْ، فَقَالَ شُعْبَةُ بِيَدِهِ هَكَذَا، فَلَمَّا
ذَهَبَ قَالَ حُمَيْدٌ: سَمِعْتُهُ مِنْ أَنَسٍ كَذَا كَذَا مَرَّةٍ
وَلَكِنِّي لَمَّا شَدَّدَ عَلَيَّ أَحْبَبْتُ أَنْ أُشَدِّدَ
عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: كَانَ
حُمَيْدٌ إِذَا ذَهَبْتُ تَقْفُهُ عَلَى بَعْضِ حَدِيثِهِ عَنْ أَنَسٍ
يُشَكُّ فِيهِ.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَانَ عِنْدَنَا شَابٌّ
بَصْرِيٌّ يُقَالُ لَهُ: دَرَسْتُ، فَقَالَ لِي إِنَّ حُمَيْدًا قَدِ
اخْتَلَطَ عَلَيْهِ مَا سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ وَمِنْ ثَابِتٍ وَمِنْ
قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ إِلا شَيْئًا يَسِيرًا فَكُنْتُ أَقُولُ لَهُ:
أَخْبِرْنِي بِمَا شِئْتَ عَنْ غَيْرِ أَنَسٍ، فَأَسْأَلُ حُمَيْدًا
عَنْهَا فَيَقُولُ: سَمِعْتُ أَنَسًا وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى
الْمُحَارِبِيُّ: طَرَحَ زَائِدَةُ حَدِيثَ حُمَيْدٍ الطَّوِيلَ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَكْبَرُ مَا يُقَالُ فِيهِ إِنَّ مَا لَمْ
يَسْمَعْهُ مِنْ أَنَسٍ كَانَ يُدَلِّسُهُ عَنْهُ, وَقَدْ سَمِعَهُ
مِنْ ثَابِتٍ.
وَقِيلَ: كَانَ حُمَيْدٌ مُصْلِحَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ إِذَا تَنَازَعَ
الرَّجُلانِ فِي مَالٍ.
(9/73)
وَقَالَ إِيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
لِرَجُلٍ: إِذَا أَرَدْتَ الصُّلْحَ فَعَلَيْكَ بِحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ،
وَتَدْرِي مَا يَقُولُ لَكَ؟ خُذِ الْبَعْضَ وَدَعِ الْبَعْضَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ: مَاتَ أَبِي سَنَةَ ثَلاثٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ عَنْ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: رَأَيْتُهُ وَلَمْ يَكُنْ بِطَوِيلٍ، وَلَكِنْ
كَانَ طَوِيلَ الْيَدَيْنِ1.
وَقِيلَ: بَلْ كَانَ فِي جِيرَانِهِ رَجُلٌ قَصِيرٌ سَمِيُّهُ فَقَالَ
الْجِيرَانُ: حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ تَمْيِيزًا لَهُ مِنْ سَمِيِّهِ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: لَمْ يَدَعْ حُمَيْدٌ لِثَابِتٍ عِلْمًا
إِلا وَعَاهُ عنه وسمعه منه.
وقيل: عامة ما يرويه حميد عَنْ أَنَسٍ سَمِعَهُ مِنْ ثَابِتٍ. قُلْتُ:
لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ جُمْلَةُ أَحَادِيثَ عَنْ أَنَسٍ، وَبَلَغَنَا
أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا يُصَلِّي فَسَقَطَ مَيِّتًا وَذَلِكَ فِي آخِرِ
سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَلَمْ يَرْوِ عَنْهُ زَائِدَةُ لِكَوْنِهِ لَبِسَ سَوَادَ
الْعَبَّاسِيِّينَ وَهَذَا غُلُوٌّ، حُمَيْدٌ عَدْلٌ صَدُوقٌ. وَكَذَا
رُوِيَ عَنْ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: مَرَرْتُ بِحُمَيْدٍ
وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ سُودٌ، وَقَالَ لِي أَخِي: مَا تَسْمَعُ مِنْهُ،
فَقُلْتُ: اسْمَعْ مِنْ شُرَطِيٍّ.
وَقَالَ عَفَّانُ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: ذَكَرَ رَجُلٌ
حُمَيْدًا فَعَابَهُ فَقَالَ: يَأْتِي سُلَيْمَانَ بْنَ عَلِيٍّ
الأَمِيرَ وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ، فَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ:
كَثَّرَ اللَّهُ فِينَا مِثْلَ حُمَيْدٍ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: كَانَ حُمَيْدٌ يُصَلِّي قَائِمًا
فَمَاتَ، فَذَكَرُوهُ لابْنِ عَوْنٍ، وَجَعَلُوا يَذْكُرُونَ مِنْ فضله
فقال: اختاج حُمَيْدٌ إِلَى مَا قَدَّمَ.
وَقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ
قَالَ: ذَهَبْتُ بحميد وأبان ابن أَبِي عَيَّاشٍ إِلَى أَنَسٍ
فَلَزَمَاهُ وَتَرَكْتُهُ.
106- حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ أَبُو صَخْرٍ2 -م د ت ق- وَهُوَ فِي
الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ يَنْبَغِي أَنْ يُحَوَّلَ إِلَى هُنَا.
وَيُقَالُ: حُمَيْدُ بْنُ صَخْرٍ، وَهُوَ حُمَيْدُ بْنُ أَبِي
الْمُخَارِقِ الْمَدِينِيُّ صَاحِبُ العباء.
__________
1 وراجع سير أعلام النبلاء "6/ 376".
2 التاريخ الكبير "2/ 350"، وميزان الاعتدال "1/ 612"، وتهذيب التهذيب
"3/ 41"، والتقريب "1/ 202".
(9/74)
سَكَنَ مِصْرَ وَحَدَّثَ عَنْ كُرَيْبٍ
وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ
وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَابْنِ نَافِعٍ وَرَأَى
سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ. وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ
وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ وَهْبٍ
وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ
عِنْدِي صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: هُوَ
ضَعِيفٌ.
وَأَظُنُّ أَنَّ حُمَيْدَ بْنَ صَخْرٍ الْمَدَنِيُّ آخَرُ، رَوَى عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَهُوَ الَّذِي قَالَ فِيهِ
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ضَعِيفٌ.
107- حُمَيْدُ بْنُ هَانِئ أَبُو هَانِئ الْخَوْلانِيُّ1 –م4-
مِصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ عَلِيِّ بن رباح وأبي عبد الرحمن الحبلي وشفي بْنِ مَانِعٍ
وَعَمْرِو بْنِ مَالِكٍ الْجَنْبِيِّ وَغَيْرِهِمْ.
وعنه حيوة بن شريخ وَاللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَابْنُ وَهْبٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ يُونُسَ:
مَاتَ في سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: إِنَّ إِسْحَاقَ بْنَ الْفُرَاتِ حَدَّثَ عَنْهُ وَمَا
أَرَاهُ أَدْرَكَهُ.
108- حُمَيْدٌ الأَعْرَجُ الْكُوفِيُّ القاص2 –ت-.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُكْتِبِ صَاحِبٍ لابْنِ
مَسْعُودٍ. وَعَنْهُ خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو
يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ، وَحَدِيثُهُ فِي جُزْءِ ابْنِ
عَرَفَةَ بِعُلُوٍّ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ نَعْلاهُ
مِنْ جِلْدِ حِمَارٍ غَيْرِ ذَكِيٍّ.
109- حَنْبَلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ3.
شَيْخٌ رَوَى عَنِ الْهِرْمَاسِ بن زياد -رضي الله عنه.
__________
1 تهذيب التهذيب "3/ 50"، والجرح والتعديل "3/ 231"، وطبقات خليفة
"295".
2 التاريخ الكبير "2/ 354"، والضعفاء والمتروكين "33"، وميزان الاعتدال
"1/ 617".
3 تهذيب التهذيب "3/ 62"، ولسان الميزان "2/ 368".
(9/75)
110- حَنْظَلَةُ بْنُ صَفْوَانَ أَبُو
حَفْصٍ الْكَلْبِيُّ1.
أَحَدُ الأشراف، ولي إمرة لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَغَيْرِهِ
وَإِمْرَةَ الْمَغْرِبِ وَشَهِدَ حِصَارَ دِمَشْقَ مَعَ
الْمُسَوَّدَةِ. رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ شَابُورٍ. وَكَانَ
دَيِّنًا مَحْمُودُ السِّيرَةِ.
111- حنظلة السدومي2 -ت ق-، أبو عبد الرحيم شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
حَدَّثَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ
وَعِكْرِمَةَ. وعنه شعبة والحمادان وابن المبارك وابن علية وعلي بن
عاصم.
قال أبو حاتم: ليس بقوي.
112- حيي بن عبد الله المعافري3 -4- أبو عبد الله مصري صالح الحديث.
روى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ. وَعَنْهُ اللَّيْثُ
وَابْنُ لَهِيعَةَ وَابْنُ وَهْبٍ.
قَالَ النسائي: ليس بقوي مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
"حرف الْخَاءِ":
113- خَالِدُ بْنُ دِينَارٍ الشَّيْبَانِيُّ النِّيلِيُّ4 –ق- مِنْ
مَدِينَةِ النِّيلِ قَرِيبَةٍ مِنْ وَاسِطٍ، يُكْنَى أَبَا الْوَلِيدِ.
رَوَى عَنْ سَالِمٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ
عُبَيْدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
114- خَالِدُ بْنُ رَبَاحٍ5، أَبُو الْفَضْلِ الْهُذْلِيُّ. شَيْخٌ
بَصْرِيٌّ.
فَأَمَّا أَبُو خَلْدَةَ خَالِدُ بن دينار فسيأتي.
__________
1 تهذيب ابن عساكر "5/ 15"، أنساب الأشراف "5/ 142".
2 تقريب التهذيب "1/ 204"، وتاريخ الدوري "2/ 139"، والثقات "3/ 91".
3 ميزان الاعتدال "1/ 623"، والضعفاء والمتروكين "35"، والمشاهير
"188".
4 التاريخ الكبير "3/ 147"، وطبقات ابن سعد "7/ 275".
5 تهذيب الأسماء "1/ 172"، والمجروحين "1/ 281"، ولسان الميزان "2/
375".
(9/76)
عَنِ الْحَسَنِ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي
السَّوَّارِ الْعَدَوِيِّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
وَأَبُو عَاصِمٍ. وَثَّقَهُ ابن معين.
115- خالد بن عبيد –ق1- أَبُو عصام الْعَتَكِيُّ الْبَصْرِيُّ نَزِيلُ
مَرْوٍ.
لَهُ عَنْ أَنَسٍ وَابْنِ بُرَيْدَةَ والحسن. وعنه ابن المبارك والعلاء
بن عمران والفضل السيناني وأبو نميلة يحيى بن واضح وآخرون.
قال أحمد بن سيار: كان شيخا نبيلا أحمر الرأس واللحية -يعني يخضب- وكان
العلماء في ذلك الزمان يعظمونه ويكرمونه قَالَ: وَكَانَ ابْنُ
الْمُبَارَكِ رُبَّمَا سَوَّى عَلَيْهِ ثِيَابَهُ إِذَا رَكِبَ.
وَقَالَ البخاري: في حديثه نظر. وقال ابْنُ حِبَّانَ: حَدَّثَ
بِأَحَادِيثَ مَوْضُوعَةٍ عَنْ أَنَسٍ.
116- خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ التُّجِيبِيّ2 -م د ت ن- قَاضِي
أَفْرِيقِيَّةَ. قَدْ مَرَّ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ
وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ وَأَنَّهُ يَرْوِي عَنْ عُرْوَةَ بْنِ
الزُّبَيْرِ وَطَبَقَتِهِ.
وَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَرْجَمَتِهِ أَنَّهُ رَوَى
عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَهَذَا خَطَأٌ، بَلْ رَوَى
عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ التَّابِعِيُّ
الْمَعْرُوفُ.
117- خَالِدُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ الأَصْبَهَانِيُّ -ن ق-3.
الإسكاف نَزِيلُ الْكُوفَةِ. رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ
قُرَّةَ وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ
وَالسُّفْيَانَانِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَوَكِيعٌ
وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أحمد.
118- خالد بن مهران4، -ع- أبو المنازل البصري الحذاء أَحَدُ
الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ.
رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَرَوَى عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
بَكْرَةَ وَابْنِ سِيرِينَ وَأَخَوَيْهِ حَفْصٍ وَأَنسٍ وَأَبِي
الْعَالِيَةِ.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 161"، وتهذيب التهذيب "3/ 105"، وميزان الاعتدال
"1/ 634".
2 تقريب التهذيب "1/ 214"، والجرح والتعديل "3/ 345"، والخلاصة "102".
3 التاريخ الكبير "3/ 168"، وذكر أخبار أصبهان "1/ 305"، والجرح
والتعديل "3/ 349".
4 تهذيب التهذيب "3/ 120"، والجرح والتعديل "3/ 352"، تاريخ أبي زرعة
"1/ 475"، وطبقات خليفة "420".
(9/77)
وَعَنْهُ شَيْخُهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ
وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ
وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الطَّحَّانُ وَشُعْبَةُ وَمُعْتَمِرٌ وَخَلْقٌ، آخِرُهُمْ
مَوْتًا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَيُقَالُ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
وَثَّقَهُ أَحَمْدُ وَابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ
حَدِيثُهُ وَلا يُحْتَجُّ بِهِ1.
وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ: أَرَادَ شُعْبَةُ أَنْ يَضَعَ فِي
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ فَأَتَيْتُهُ أَنَا وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ فقلنا
له: مالك أجننت أنت أعلم وتهددناه فأمسك.
وقال يحيى بن آدم: قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ: مَا لِخَالِدٍ
الْحَذَّاءِ فِي حَدِيثِهِ؟ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا قَدْمَةً مِنَ
الشَّامِ فَكَأَنَّا أَنْكَرْنَا حِفْظَهُ2.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قِيلَ
لابْنِ عُلَيَّةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: كَانَ خَالِدٌ
يَرْوِيهِ فَلَمْ نَكُنْ نَلْتَفِتْ إِلَيْهِ. ضَعَّفَ ابْنُ عُلَيَّةَ
أَمْرَهُ يَعْنِي خَالِدًا الْحَذَّاءَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: ثنا عَبْدُ اللَّهُ بْنُ نَافِعٍ
الْقُرَشِيُّ أَبُو شِهَابٍ قَالَ: قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ
بِحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُمَا
حَافِظَانِ وَاكْتُمْ عَلَيَّ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ فِي خَالِدٍ
وَهِشَامٍ.
قُلْتُ: وَلَمْ يَكُنْ حَذَّاءً بَلْ كان فِي سُوقِ الْحَذَّائِينَ
أَحْيَانًا فَاشْتَهَرَ بِالْحَذَّاءِ، قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ.
وَقَالَ فَهْدُ بْنُ حَيَّانَ: لَمْ يَحْذِ خَالِدٌ قَطُّ وَإِنَّمَا
كَانَ يَقُولُ: أُحْذُ عَلَى هَذَا النَّحْوِ فَلُقِّبَ الْحَذَّاءُ
وَكَانَ حَافِظًا مَهِيبًا لَيْسَ لَهُ كِتَابٌ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: قَالَ خالد: ما كتب شَيْئًا قَطُّ إِلا حَدِيثًا
طَوِيلا فَلَمَّا حَفِظْتُهُ مَحَوْتُهُ.
خَالِدٌ الطَّحَّانُ: سَمِعْتُ خَالِدَ الْحَذّاءَ يَقُولُ مَا
حَذَوْتُ نَعْلا وَلا بِعْتُهَا وَلَكِنْ تَزَوَّجْتُ امرأة من بني
مجاشع فنزلت عليها والحذاؤون ثم نسبت إِلَيْهِمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ خَالِدٌ عَلَى العشور.
__________
1 راجع: سير أعلام النبلاء "6/ 393".
2 انظر السابق.
(9/78)
119- خالد بن أبي يزيد -د ن-1 أبو عبيد
الرحيم الحراني مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَعَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بَخْتٍ وَأَكْثَرَ
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ.
رَوَى عَنْهُ ابْنُ أُخْتِهِ مُحَمَّدُ بن سلمة ووكيع وشبابة وحجاج
الأعور. وقال أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
مَاتَ في سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
120- خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكِ بن مالك الغفاري -خ ن-2 المدني.
عن أبيه وسلميان بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ
وَحَمَّادُ بْنُ زيد وحاتم بن إسماعيل والفضل بْنُ مُوسَى
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَلَيَّنَهُ بَعْضُهُمْ.
121- الْخَصِيبُ بْنُ جَحْدَرٍ الْبَصْرِيُّ3.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: كُوفِيٌّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ
السَّمَّانِ وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ وَابْنِ سِيرِينَ وَعَمْرِو
بْنِ دِينَارٍ. وَعَنْهُ الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ وَالْحَسَنُ
بْنُ دِينَارٍ وَجَمَاعَةٌ.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَانَ مِنَ
الْفُقَهَاءِ لَكِنَّهُ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ كَذَّبَهُ ابْنُ
مَعِينٍ.
122- خَلَفُ بْنُ حَوْشَبٍ4، أَبُو بُرَيْدٍ الْكُوفِيُّ.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَطَلْحَةِ بْنِ مُصَرِّفٍ
وَإِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
وَآخَرُونَ. وَهُوَ صَدُوقٌ صَالِحُ الأَمْرِ.
"حرف الدَّالِ":
123- دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَوْدِيُّ5 -4-
الزَّعَافِرِيُّ أَبُو الْعَلاءِ الكوفي.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 218"، والجرح والتعديل "3/ 361".
2 طبقات ابن سعد "5/ 253"، والميزان "1/ 650"، والجرح والتعديل "3/
388".
3 الضعفاء والمتروكين "37"، والمجروحين "1/ 287"، والجرح والتعديل
"3/ 396".
4 التاريخ الكبير "3/ 193"، وتهذيب التهذيب "3/ 149"، والخلاصة
"105".
5 ميزان الاعتدال "2/ 10"، والخلاصة "110"، والتهذيب "3/ 191".
(9/79)
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ وَأَبِي وَبَرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ وَوَكِيعٌ
وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وغيره، وضعفه ابن معين مرة وقواه أُخْرَى وَلا
بَأْسَ بِهِ.
124- دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ أَبُو الْجَحَّافِ الْكُوفِيُّ -ت
ن ق-1.
من رؤوس الشِّيعَةِ وَمُحَدِّثِيهِمْ. لَهُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ
الأَشْجَعِيِّ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ -صاحب لأبي ذر-
وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ وَعَامِرُ بْنُ السِّمْطِ وَتَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ فِي فَضَائِلِ أَهْلِ
الْبَيْتِ وَهُوَ عِنْدِي لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: كَانَ مُرْضِيًا. وَوَثَّقَهُ جماعة وفيه
شَيْءٌ.
125- دَاوُدُ بْنُ عِيسَى النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ2.
حدث بدمشق عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ مرسلا وعن سعيد بن
جبير وعمرو بن دينار وسماك وطائفة. وعنه إسماعيل بن عيّاش وسُوَيْد
بن عبد العزيز ويحيى بن حمزة القاضي ولم أر لهم فيه كلاما بتوثيق
ولا تليين فهو صالح.
126- داود بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي3 -ت ق- الكوفي الأعرج.
عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي وَائِلٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ
وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ
وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ الْمَوْصِلِيُّ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وآخرون. ضعفه
أحمد.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثَقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لا أروي عنه وكان أبوه ثبتًا. وقال
ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: قَالَ لِي
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: شُعْبَةُ يَرْوِي عَنْ دَاوُدَ بن يزيد
الأودي! قال: تعجبًا منه.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 230"، وطبقات ابن سعد "6/ 327"، والمعرفة
والتاريخ "2/ 670، 3/ 97".
2 التاريخ الكبير "3/ 242"، وتهذيب ابن عساكر "5/ 215".
3 تهذيب التهذيب "3/ 205"، والمجروحين "1/ 289"، والجرح والتعديل
"3/ 427".
(9/80)
127- دَاوُدُ أَبُو الْيَمَانِ.
رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي أَوْفَى. وَعَنْهُ
حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
نُمَيْرٍ. صالح الحال.
128- دينار أبو عمر1.
سمع الحسن الْبَصْرِيُّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَمَرْوَانُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ وَآخَرُونَ. لا بَأْسَ بِهِ.
"حرف الرَّاءِ":
129- رَاشِدُ بْنُ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ
الْبَرْسَمِيُّ -ن-2.
عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ وَأَبِي أَسْمَاءَ
الرَّحَبِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ الأَشْعَرِيِّ. وَعَنْهُ يَحْيَى
بْنُ حَمْزَةَ وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو مُطِيعٍ
مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى وَآخَرُونَ.
رَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ. وقال الدارقطني: ضعيف.
130- راشد بن كيسان3 –ق- أبو فزارة العبسي الكوفي.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَمَيْمُونِ بْنِ
مِهْرَانَ وَيَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ. وَعَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ
بَرْقَانَ وَالثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَعَلِيُّ بْنُ عَبَّاسٍ
وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ:
حَدِيثُهُ لَيْسَ بِصَحِيحٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
131- رَاشِدٌ أَبُو سَلَمَةَ الْفَزَارِيُّ4.
عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَزَيْدٍ
الأَحْمُوسِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو
نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
صويلح.
__________
1 تهذيب التهذيب "3/ 216"، وميزان الاعتدال "2/ 30"، والجرح
والتعديل "3/ 434".
2 التاريخ الكبير "3/ 279"، وتهذيب التهذيب "3/ 225"، والمشاهير
"187".
3 المعرفة والتاريخ "3/ 72، 230"، وميزان الاعتدال "2/ 35".
4 التاريخ الكبير "3/ 298"، والجرح والتعديل "3/ 485".
(9/81)
132- راشد بن نجيج –ق-1 أبو محمد الحماني
البصري.
شيخ مقل من الرواية، ما علمت به بأسًا بل قال بعضهم: صدوق. وروى
عَنْ أَنَسٍ وَغَيْرِهِ: وَكَانَ أَحَدَ الَّذِينَ نَظَرُوا فِي
الْمَصَاحِفِ زَمَنَ الْحَجَّاجِ. رَوَى عَنْهُ حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ وَشِهَابُ بْنُ شَرْنَفَةَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
عَطَاءٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
وَأَمَّا أَحْمَدُ بن أبي خثيمة فَسَمَّاهُ رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ
مَوْلَى بَنِي عُطَارِدٍ فَلَعَلَّهُمَا اثْنَانِ.
133- الرَّبِيعُ بْنُ حَيْظَانِ2 ويُقَالُ ابْنُ حظيان، شيخ بصري.
روى عَنْ عَكْرِمَةَ وَالْحَسَنِ وَمَكْحُولٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ
الْوَاحِدِ وَعَبْدُ الْمَلِكِ الصَّنْعَانِيُّ الدَّمَاشِقَةُ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
134- الرَّبِيعُ بْنُ سَعْدٍ الْجُعْفِيُّ3.
عَنْ عبد الرحمن بن باسط. وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَوَكِيعٌ
وَابْنُ نُمَيْرٍ وحسين الجعفي وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
135- رِزَامُ بْنُ سَعِيدٍ الضَّبِّيُّ4.
عَنْ خَوَّاتٍ التَّيْمِيِّ وَأَبِي الْمَعَارِكِ وَوَحْشِيَّةَ
بِنْتِ عَمَّارٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَالْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ
وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ. وَثَّقَهُ
الإِمَامُ أَحْمَدُ.
136- رِشْدِينُ بْنُ كُرَيْبٍ –ق-5، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَبُو
كُرَيْبٍ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ وَعَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ،
وَرَأَى ابْنَ عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَابْنُ فُضَيْلٍ
وَالْمُحَارِبِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَعِدَادُهُ في الضعفاء.
__________
1 تقريب التهذيب "1/ 240"، والخلاصة "113".
2 لسان الميزان "2/ 444"، وميزان الاعتدال "2/ 39".
3 التاريخ الكبير "3/ 275"، والتاريخ لابن معين "2/ 161".
4 تهذيب التهذيب "2/ 272"، والجرح والتعديل "3/ 523".
5 الخلاصة "117"، والتقريب "1/ 246"، علل ابن المديني "113"،
والكامل "3/ 149".
(9/82)
137- رزين بن حبيب الْكُوفِيُّ
الأَنْمَاطِيّ –ت-1.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَسَلْمَى الْبَكْرِيَّةِ. وَعَنْهُ أَبُو
خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو
نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
138- رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ التَّمِيمِيُّ الرَّاجِزُ2، مِنْ
أَعْرَابِ الْبَصْرَةِ.
سَمِعَ أَبَاهُ وَالنَّسَّابَةَ الْبَكْرِيَّ، وَعَنْهُ النَّضْرُ
بْنُ جَمِيلٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ
بْنُ الْمُثَنَّى وَأَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ لُغَوِيًّا علامة. له وفادة على وِفَادَةٌ عَلَى
الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ شَابٌّ ثُمَّ طَالَ
عُمْرُهُ إِلَى هَذَا الْوَقْتِ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: حَدَّثَنِي رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ
حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ مَا تَقُولُ
فِي هَذَا الرَّجَزِ:
طَافَ الْخَيَالانِ فَهَاجَا سَقَمَا ... خَيَالٌ تُكْنَى
وَخَيَالٌ تُكْتَمَا
قَامَتْ تُرِيكَ خِيفَةً أَنْ تُصْرَمَا ... سَاقًا بَخَنْدَاةً
وَكَعْبًا أَدْرَمَا
فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَانَ يَحْدِي بِنَحْوِ هَذَا ومثل
هَذَا رَسُول اللَّه -صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ- ولا
يَعِيبُهُ.
وَقَالَ خَلَفٌ الأَحْمَرُ: سَمِعْتُ رُؤْبَةَ يَقُولُ: مَا فِي
الْقُرْآنِ أَغْرَبُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {فَاصْدَعْ بِمَا
تُؤْمَرُ} [الحجر: 94] .
وقال النسائي: ليس رؤبة بالقوي. وقال غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ
خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ3.
139- رَوْحُ بْنُ جَنَاحٍ الدِّمَشْقِيُّ4 -ت ق- أَخُو مَرْوَانَ
بْنِ جَنَاحٍ مَوْلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
__________
1 ميزان الاعتدال "2/ 51"، والجرح والتعديل "3/ 522".
2 عيون الأخبار "2/ 118، 166" خزانة الأدب "1/ 43"، والمؤتلف
والمختلف "175"، ونزهة الألباء "48، 144".
3 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 399".
4 تهذيب ابن عساكر "5/ 338"، والضعفاء والمتروكين "40"، والجرح
والتعديل "3/ 494".
(9/83)
رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَشَهْرِ بْنِ
حَوْشَبٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ الْوَلِيدُ
بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَغَيْرُهُمَا. قَالَ
النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ:
ضَعِيفٌ.
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ رَوْحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ:
بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَا وَعَطَاءٌ
وَطَاوُسٌ وَعِكْرِمَةُ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي كلما
بلت تبعه الماء الدافق، قلنا يَكُونُ مِنْهُ الْوَلَدُ؟ قَالَ:
نَعَمْ، قُلْنَا: عَلَيْكَ الْغُسْلُ، فَوَلَّى الرَّجُلُ وَهُوَ
يُرَجِّعُ. وَعَجَّلَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي صَلاتِهِ فَلَمَّا
سَلَّمَ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَفْتَيْتُمُوهُ بِهِ عَنْ
كِتَابِ اللَّهِ؟ قُلْنَا: لا، قَالَ: فَعَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ
اللَّهِ؟ قُلْنَا: لا، قَالَ: فَعَمَّنْ؟ قُلْنَا: عَنْ رَأْيِنَا.
فَقَالَ: لِذَلِكَ يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ
مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ"1. ثُمَّ قَالَ لَهُ: إِذَا كَانَ هَذَا
مِنْكَ تَجِدُ شَهْوَةً فِي قَلْبِكَ؟ قَالَ: لا، قال: فَهَلْ
تَجِدُ خَدَرًا فِي جَسَدِكَ؟ قَالَ: لا، قال: إنما هذه ابرده
يُجْزِئُكَ مِنْهُ الْوُضُوءُ.
140- رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو غياث2 -خ م د ن ق-. التميمي
العنبري البصري.
عَنْ قَتَادَةَ وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ
وَمَنْصُورٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ يزيد بن زريع فأكثر وَابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ عُلَيَّةَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ سَوَّاءٍ وعبد الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ
وَآخَرُونَ.
مَاتَ فِي الْكُهُولَةِ وَكَانَ أَحَدَ الْحُفَّاظِ
الْمُجَوِّدِينَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. ظَهَرَ لَهُ مِائَةٌ
وَخَمْسُونَ حَدِيثًا، وَإِنَّمَا طَلَبَ الْعِلْمَ وَهُوَ
كَبِيرٌ.
قَالَ نَصْرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ أَرَ
أَحَدًا طَلَبَ الْحَدِيثَ وَهُوَ مُسِنٌّ أَحْفَظُ مِنْ رَوْحِ
بْنِ القاسم.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه الترمذي "2681"، وابن ماجه "222"، والطبراني
في الكبير "11/ 78"، والديلمي في مسنده "4398"، وراجع تحقيقنا لهذا
الحديث في جامع بيان العلم وفضله "89" لابن عبد البر رحمه الله
تعالى.
2 التاريخ الكبير "3/ 309"، وتهذيب التهذيب "3/ 289"، والمشاهير
"156"، وسير أعلام النبلاء "6/ 538".
(9/84)
"حرف الزَّايِ":
141- الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ1، أَبُو بَكْرٍ
الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ السَّرَّاجُ.
رَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ.
وَعَنْهُ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو
أُسَامَةَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ.
142- الزِّبْرِقَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ2، أَبُو وَرْقَاءَ
الْعَبْدِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنِ الضَّحَّاكِ وَكَعْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَعَنْهُ
سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَإِسْرَائِيلُ وشريك وغيرهم. صالح الأمر،
وهو أقدم من السراج.
143- زجلة الدمشقية3.
عن أُمِّ الدَّرْدَاءِ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَسَالِمِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا. وَعَنْهَا صَدَقَةُ
بْنُ خَالِدٍ والوليد بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ. لَمْ يُضَعِّفْهَا
أَحَدٌ.
144- زُرْعَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ4.
عَنْ عَطَاءٍ وَخَالِدِ بْنِ اللَّجْلاجِ وَوَضَّاحٍ أَبِي
مَرْوَانَ مَوْلَى الْوَلِيدِ.
وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
145- زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زائدة الهمذاني5 –ع- أبو يحيى قَاضِي
الْكُوفَةِ.
أَخَذَ عَنِ الشَّعْبِيِّ وَخَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ
أَبِي بُرْدَةَ وَمُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ ابْنُه يَحْيَى وَشُعْبَةُ وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ
الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ
بن موسى وأبو نعيم.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 610".
2 التاريخ الكبير "3/ 435"، وميزان الاعتدال "2/ 66".
3 الجرح والتعديل "2/ 624".
4 لسان الميزان "2/ 475".
5 طبقات ابن سعد "6/ 400"، والمشاهير "170"، وشذرات الذهب "1/
224".
(9/85)
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ حُلْوُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صُوَيْلِحٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ:
لَيِّنُ الْحَدِيثِ يُدَلِّسُ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
146- زَكَرِيَّا بْنُ سَلامٍ1 أَبُو يَحْيَى الْعُتْبِيُّ
الأَصَمُّ نَزِيلُ الرَّيِّ.
عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ وَالسُّدِّيِّ وَالْعَلاءِ بْنِ
بَدْرٍ.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
الدَّشْتَكِيُّ الرَّازِيُّونَ وَغَيْرُهُمْ.
هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَهُوَ أَخْبَرُ بِهِ
لِأَنَّهُ يُكَذِّبُهُ.
وَأَمَّا أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ فَقَالَ: رَوَى عَنْ أَبِي
وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ
وَسَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ الثَّوْرِيِّ وَالْعَلاءِ بْنِ بَدْرٍ.
وَعَنْهُ هَارُونُ بْنُ الْمُثَنَّى وَحَكَّامٌ وَإِسْحَاقُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ.
قُلْتُ: فَمَا أَحْسَبُهُ لَقِيَ أَبَا وَائِلٍ وَكَذَا فِي
نَفْسِي مَنْ لَقِيَ إِسْحَاقَ بْنَ سُلَيْمَانَ لَهُ، صَدُوقٌ.
147- زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ2، الْكِنْدِيُّ
الْكُوفِيُّ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ
وَأَبُو أُسَامَةَ وَآخَرُونَ. ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ زَكَرِيَّا أَبُو يَحْيَى الْكُوفِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ:
مَنْ زَكَرِيَّا هَذَا! لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ أَيْضًا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فَقَالَ: زَكَرِيَّا
بْنُ يَحْيَى الْبَدِّيُّ وأنه روى عن عكرمة.
روى عنه يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى
الْبَدِّيُّ لَيْسَ بِثِقَةٍ، قال: أحسب أن الحميري والبدي، فالله
أعلم.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 423-424"، والجرح والتعديل "3/ 598".
2 الجرح والتعديل "3/ 600".
(9/86)
148- زنفل العرفي المكي1.
روى عن أبي ملكية وَنَجِيحِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَرَفِيِّ.
وَعَنْهُ أَبُو دَاوُدَ الدباغ ومحمد بن عمير الْمُعَيْطِيُّ
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِيِّ وَمُحَمَّدُ
بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ غير واحد وقال ابن عدي: لا يتايع عَلَى حَدِيثِهِ.
149- زِيَادُ بْنُ أَبِي حَسَّانٍ النَّبَطِيُّ بَصْرِيٌّ2.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُلَيَّةَ وَعَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ وَقُرَّةُ بْنُ
حَبِيبٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ
الْبُخَارِيُّ: كَانَ شُعْبَةُ يَتَكَلَّمُ فِيهِ. وَقِيلَ: هُوَ
وَاسِطِيٌّ.
150- زِيَادُ بْنُ أَبِي زياد الْجَصَّاصِ3 أَبُو مُحَمَّدٍ،
بَصْرِيٌّ، وَقِيلَ وَاسِطِيٌّ.
عَنْ أَنَسٍ وَالْحَسَنِ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ. وَعَنْهُ
هُشَيْمٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
عَطَاءٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ
الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ
فَذَكَرَهُ فِي الثِّقَاتِ.
151- زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ الْكُوفِيُّ –م4-.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَسَعْدٍ أَبِي
مُجَاهِدٍ الطَّائِيِّ وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ. وَعَنْهُ زُهَيْرُ
بْنُ مُعَاوِيَةَ وَهُشَيْمٌ وَوَكِيعٌ وَأَبُو بَدْرٍ
السَّكُونِيُّ. وَثَّقَهُ أبو داود وغيره.
152- زياد بن سعد-ع-5 أبو عبد الرحمن الخراساني.
نَزِيلُ مَكَّةَ وَشَرِيكُ بْنُ جُرَيْجٍ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إلى
قرية عك باليمن.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 451"، والضعفاء والمتروكين "43"، والتقريب
"1/ 258"، والكامل "2/ 95".
2 التاريخ الكبير "3/ 350"، وتهذيب ابن عساكر "5/ 402"، والجرح
والتعديل "3/ 530".
3 تهذيب التهذيب "3/ 368"، وميزان الاعتدال "2/ 89"، والخلاصة
"124".
4 التاريخ الكبير "3/ 351"، وتهذيب التهذيب "3/ 364".
5 المعرفة والتاريخ "1/ 643"، ومشاهير علماء الأمصار "146"،
والوافي بالوفيات "15، 16 "16".
(9/87)
رَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ وَعَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ وَعَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ الْجُنْدِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ ابن عيينة: كان عالمًا بحديث
الزهري. وقال النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ. قُلْتُ: مَاتَ فِي
الْكُهُولَةِ.
153- زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ1، بْنِ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
بْنِ أَبِي سُفْيَان بْنِ حَرْبٍ الأُمَوِيُّ.
سَجَنَهُ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ لِقِيَامِهِ مَعَ الْوَلِيدِ
بْنِ يَزِيدَ فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ مَرْوَانَ أَطْلَقَهُ ثُمَّ
حَبَسَهُ ثُمَّ أَطْلَقَهُ.
وَقَدْ خَرَجَ بِقُنَّسْرَيْنِ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ وَتَبِعَهُ
أُلُوفٌ مِنَ النَّاسِ وَقَالُوا: هُوَ السُّفْيَانِيُّ.
ثُمَّ إِنَّهُ عَسْكَرَ وَحَارَبَ بَنِي الْعَبَّاسِ فِي أَوَّلِ
دَوْلَتِهِمْ فَالْتَقَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ فَهَزَمَهُ
عَبْدُ اللَّهِ فَتَسَحَّبَ وَاخْتَفَى بالمدينة مدة ثم قتل
دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ.
154- زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَارِثِيُّ2. الأَمِيرُ
مِنْ أَخْوَالِ السَّفَّاحِ.
وَلِيَ إِمْرَةَ الْمَوْسِمِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ ثُمَّ
وَلِيَ إِمْرَةَ الْحَرَمَيْنِ لِلْمَنْصُورِ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: طَلَبَ زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي ذِئْبٍ لِيَسْتَعْمِلَهُ فَأَبَى عَلَيْهِ فَحَلَفَ زِيَادٌ
لَيُسْتَعْمَلَنَّ فَحَلَفَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ لا يُعْمَلُ.
فَأَمَرَ زِيَادٌ بِسَجْنِهِ وَقَالَ: يَا بْنَ الْفَاعِلَةِ
فَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: وَاللَّهِ مَا مِنْ هَيْبَتِكَ
تَرَكْتُ الرَّدَّ عَلَيْكَ وَلَكِنْ لله تعالى، ثم كلموه زِيَادًا
فِيهِ فَاسْتَحْيَا وَنَدِمَ، وَأَرَادَ تَطْيِيبَ قَلْبِهِ،
وَأَخَذَ يَتَحَيَّلُ فِي رِضَاهُ حَتَّى تَوَصَّلَ وَأَهْدَى
لابْنِ أَبِي ذِئْبٍ جَارِيَةً عَلَى يَدِ أَخِيهِ مِنْ حَيْثُ لا
يَشْعُرُ مُحَمَّدٌ فَهِيَ أُمُّ وَلَدِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ.
155- زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ3. أَبُو الْجَارُودِ الثَّقَفِيُّ
أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ.
يَرْوِي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ
وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَأَكْبَرُ مَشْيَخَتِهِ أَبُو
الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ.
رَوَى عَنْهُ عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ
سُلَيْمَانَ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ.
__________
1 معجم بني أمية "42".
2 تهذيب ابن عساكر "5/ 404"، والوافي بالوفيات "15/ 14".
3 التاريخ الكبير "3/ 371"، والضعفاء والمتروكين "45"، والجرح
والتعديل "3/ 545".
(9/88)
قَالَ أَحَمْدُ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ أَبُو
زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَافِضِيٌّ
يَضَعُ الْحَدِيثَ فِي الْمَثَالِبِ وَفِي مَنَاقِبِ أَهْلِ
الْبَيْتِ. وَقَالَ الدارقطني وغيره: مَتْرُوكٌ.
156- زَيْدُ بْنُ جَبِيرَةَ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ1 -ت ق-.
عَنْ أَبِيهِ جَبِيرَةَ بْنِ مَحْمُودٍ وَدَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ
وَأَبِي طُوَالَةَ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَاللَّيْثُ. وَسُوَيْدُ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدُ بن حمير. تركه أبو حاتم والبخاري.
وقال النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
157- زَيْدُ بْنُ رَبَاحٍ الْمَدَنِيُّ2 -خ ت ق-.
عَنْ أَبِي عَبْدِ الله الأغر. وعنه مالك وحده.
سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا أَرَى بِحَدِيثِهِ بَأْسًا.
158- زَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ3، بْنِ زَيْدِ بْنِ
الْخَطَّابِ.
عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَنْ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعِيسَى بْنُ
يُونُسَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَآخَرُونَ.
زَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ الدمشقي4. قد مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ
الْمَاضِيَةِ.
159- زَيْدٌ أَبُو أُسَامَةَ الْحَجَّامُ –ن-5 مَوْلَى بَنِي
ثَوْرٍ، كُوفِيٌّ صَدُوقٌ.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ. وعنه أبو أسامة وأبو نعيم.
وثقه أبو حاتم.
"حرف السين":
160- سابق البربري6 له أشعار مليحة في الزهد.
__________
1 ميزان الاعتدال "2/ 99"، والتقريب "1/ 273".
2 تهذيب التهذيب "3/ 412"، وميزان الاعتدال "2/ 103".
3 التاريخ الكبير "3/ 401"، والضعفاء الصغير "47"، والجرح والتعديل
"3/ 567".
4 وراجع مشاهير علماء الأمصار "179 "1420"، والوافي بالوفيات "15/
46 "56"، وتهذيب ابن عساكر "9/ 38".
5 تهذيب التهذيب "3/ 429"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 457".
6 الوافي بالوفيات "15/ 69 "91"، والأغاني "6/ 57".
(9/89)
روى عن مكحول وعمر بن عبد العزيز. وعنه
موسى بن أعين والمعافى بن عمران وشجاع بن الوليد وغيرهم. وهو من
مولي بني أمية، سكن الرقة ويقال: إن سابقا الرقي تأخر.
161- سالم بن عبد الله الخياط1 -ت ق- بصري نزل مكة.
وروى عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وعطاء، وعنه زهير بن محمد
وعبيد الله بن موسى وأبو عاصم النبيل.
قال أحمد: ما أرى به بأسا وكذلك قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، وَضَعَّفَهُ
آخَرُونَ.
162- سالم بن عبد الله –ق- هو سالم بن أبي المهاجر الرقي2.
عَنْ مَكْحُولٍ وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ. وَعَنْهُ مَعْمَرُ
بْنُ سُلَيْمَانَ وَخَالِدُ بْنُ حَيَّانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ بُومَةُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: إِنَّمَا
قَدَّمْتُهُ عَنْ طَبَقَتِهِ يَسِيرًا لأُمَيِّزَ مَا بَيْنَهُ
وَبَيْنَ الْخَيَّاطِ الَّذِي قَبْلَهُ.
163- سَالِمٌ أَبُو غِيَاثٍ الْعَتَكِيُّ3.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَبَكْرِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ. وعنه النضر بن شميل وعبيد بْنُ مُوسَى.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ.
164- سَالِمُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَبُو الْعَلاءِ
الْمُرَادِيُّ4 –ت- الكوفي الضرير.
عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ خِرَاشٍ وَعَمْرِو بْنِ هَرَمٍ. وَعَنْهُ
وَكِيعٌ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يَكْتُبُ حَدِيثَهُ.
165- سَالِمُ بْنُ غَيْلانَ التجيبي المصري5 -د ت ن-.
__________
1 الضعفاء والمتروكين "47"، والخلاصة "131".
2 التاريخ الكبير "4/ 117"، والمعرفة والتاريخ "1/ 149".
3 ميزان الاعتدال "2/ 113"، والجرح والتعديل "4/ 190".
4 تقريب التهذيب "1/ 274"، وتاريخ الثقات "174".
5 ميزان الاعتدال "2/ 113"، والجرح والتعديل "4/ 187".
(9/90)
عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ التُّجِيبِيِّ
وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ.
وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَابْنُ وَهْبٍ
وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ:
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ.
166- السَّرِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ1
–ق-.
عَنِ ابْنِ عَمِّهِ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ وَقَيْسِ بْنِ أَبِي
حَازِمٍ. وَعَنْهُ جَرِيرٌ الضَّبِيُّ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَمَكِّيُّ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ وآخرون. تركه ابن المبارك.
وقال أَبُو دَاوُدَ: ضَعِيفٌ مَتْرُوكٌ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ:
وَلِيَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ.
167- سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ
الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ2 -4-.
عَنْ أَبِيهِ وعن عمه عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
وَأَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ وَعَمَّتِهِ زَيْنَبِ بِنْتِ
كَعْبٍ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَأَبُو ضُمْرَةَ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
168- سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ3 -د ت ن-
زَوْجُ ابْنَةِ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ.
رَوَى عَنْ مُصَدِّعٍ وَزِيَادِ بْنِ كُسَيْبٍ وَأَنَسِ بْنِ
سِيرِينَ. وَعَنْهُ حُمَيْدُ بْنُ مِهْرَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ
دِينَارٍ الطَّاحِيُّ وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَاحِدِ
الْحَدَّادُ وَآخَرُونَ.
169- سَعْدُ بْنُ أَوْسٍ أبو الْحَسَنِ الْعَبْسِيُّ4، -4-
الْكُوفِيُّ الْكَاتِبُ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَبِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ. وَعَنْهُ
وَكِيعٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صالح الحديث وضعفه الأزدي.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 176"، والجرح والتعديل "4/ 282"، وميزان "2/
117"، والمعرفة والتاريخ "3/ 39".
2 تهذيب التهذيب "3/ 466"، والمشاهير "136".
3 الخلاصة "34"، والتاريخ لابن معين "2/ 190 "1366".
4 تهذيب التهذيب "3/ 467"، والجرح والتعديل "4/ 80".
(9/91)
170- سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ1 –م4- أَخُو
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدِينِيُّ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَسَعْدِ
بْنِ مُرْجَانَةَ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَإِسْمَاعِيلُ
بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو
أُسَامَةَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ وَوَثَّقَهُ غَيْرُهُ.
171- سَعْدُ بْنُ طَارِقِ بْنِ أَشْيَمَ –م4- أبو مالك الأشجعي
الكوفي2.
لأبيه صحبة. روى عن أبيه وعن ابن أَبِي أَوْفَى وأنس بن مالك وموسى
بن طلحة وأبي حازم الأشجعي وربعي بن خراش.
وعنه الثوري وأبو عوانة وحفص بن غياث وأبو معاوية وخلف بن خليفة
ويزيد بن هارون وعبيدة بن حميد وآخرون.
قال النسائي: ليس به بأس، وقد استشهد به البخاري.
172- سعد بن طريف الحنظلي الكوفي الحذاء3 -ت ق-.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَالأَصْبَغِ بْنِ نَبَاتَةَ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنِ
عُلَيَّةَ وَآخَرُونَ. وَهُوَ شِيعِيٌّ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
رَوَى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: لا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ
يَرْوِي عَنْهُ: وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عندهم.
173- سعيد بن إياس4 –ع- أبو مسعود الجريري البصري أحد علماء
الحديث.
لَهُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ وَأَبِي نَضْرَةَ وَابْنِ
بُرَيْدَةَ وَعَدَدٍ كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ
عُلَيَّةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَمَاتًا
مُحَمَّدُ بن عبد الله الأنصاري.
__________
1 المعرفة والتاريخ "3/ 411"، والوافي بالوفيات "15/ 181".
2 ميزان الاعتدال "2/ 122"، والمعرفة والتاريخ "3/ 38".
3 تقريب التهذيب "1/ 280".
4 سير أعلام النبلاء "5/ 184"، وتقريب التهذيب "1/ 279"، والمشاهير
"153".
(9/92)
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ
مُحَدِّثُ الْبَصْرَةِ. وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: هُوَ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: تَغَيَّرَ حِفْظُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ: لا نَكْذِبُ اللَّهَ
سَمِعْنَا مِنَ الْجُرَيْرِيِّ وَهُوَ مُخْتَلِطٌ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: سَمِعْتُ مِنَ الْجُرَيْرِيِّ
سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَهِيَ أَوَّلُ
دُخُولِي الْبَصْرَةَ وَلَمْ نُنْكِرْ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ
قِيلَ لَنَا: إِنَّهُ اخْتَلَطَ، وَقَدْ سَمِعَ مِنْهُ إِسْحَاقُ
الأَزْرَقُ بَعْدَنَا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لِعِيسَى
بْنِ يُونُسَ: سَمِعْتُ مِنَ الْجُرَيْرِيِّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، لا
تَرْوِ عَنْهُ، وَقَالَ أَحَمْدُ: سَأَلْتُ ابْنَ عُلَيَّةَ:
أَكَانَ الْجُرَيْرِيُّ اخْتَلَطَ؟ فَقَالَ: لا، كَبُرَ الشَّيْخُ
فَرَقَّ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: أتيت
الجريري فسمعته يَقُولُ: ثنا ابْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ وَقَالَ: بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ فَلَمَّا
خَرَجْتُ قَالَ لِي رَجُلٌ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مُغَفَّلٍ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ فَقَالَ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ.
وَرَوَى ابْنُ عُلَيَّةَ عَنْ كَهْمَسٍ قَالَ: أَنْكَرْنَا
الْجُرَيْرِيَّ قَبْلَ الطَّاعُونِ.
174- سَعِيدُ بْنُ حَسَّانٍ الْمَخْزُومِيُّ1 -م د ن ق- قَاضِي
مَكَّةَ.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. وَعَنْهُ ابْنُ
عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
175- سَعِيدُ بْنُ صَالِحٍ الأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ الأَشَجُّ2.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي مَعْشَرٍ زِيَادِ بْنِ
كُلَيْبٍ. وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو
نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
176- سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ3 بْنِ رُقَيْشٍ
الأَسَدِيُّ –د- أَسَدُ خُزَيْمَةَ الْمَدَنِيُّ حليف بني عبد شمس.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 464"، والوافي بالوفيات "15/ 208"، والجرح
والتعديل "4/ 12".
2 الجرح والتعديل "4/ 34"، والمعرفة والتاريخ "3/ 175".
3 تهذيب التهذيب "4/ 58"، والخلاصة "140".
(9/93)
رَوَى عَنْ خَالِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
أَبِي أَحْمَدَ بْنِ جَحْشٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي
الأَسْوَدِ الدَّيْلِيِّ وَشُيُوخٍ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ
عَوْفٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَفُلَيْحٌ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ
وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ
وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شَيْخٌ ثِقَةٌ.
177- سَعِيدُ بْنُ عبيد الطائي الكوفي1 -سوى ق- أبو الهذيل.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَبَشِيرِ
بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو
نَعِيمٍ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ.
178- سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ2. أَبُو الْعَنْبَسِ
التَّيْمِيُّ مولى أبي بكر الصديق الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ
الْمُلائِيُّ.
عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ
وَوَالِدِهِ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَيَعْلَى
بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ
وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ
ثِقَةٌ. قُلْتُ: لم يخرجوا له في الْكُتُبَ.
179- سُفْيَانُ بْنُ دِينَارٍ الْكُوفِيُّ التَّمَّارُ3 -خ ن-.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ
وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ. وَقِيلَ: إِنَّ لَهُ سَمَاعًا مِنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ.
رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَمَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَبُو
بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو زرعة وغيره.
180- سفيان بن زياد الكوفي4 –خ4- أبو الورقاء العصفري.
عَنْ أَبِيهِ وَشُرَيْحٍ الْقَاضِي وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ أَبُو
أسامة ومروان بن معاوية وأبو بكر
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 46"، والمعرفة والتاريخ "2/ 774".
2 التاريخ الكبير "3/ 509"، والخلاصة "142".
3 تهذيب التهذيب "4/ 109"، والخلاصة "145"، والجرح والتعديل "4/
220".
4 ميزان الاعتدال "2/ 169"، وتقريب التهذيب "1/ 302".
(9/94)
ابن عَيَّاشٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ
وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو زُرْعَةَ.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا وَالَّذِي قَبْلَهُ وَاحِدٌ،
فوهم. فأما:
181- سفيان بن زياد فآخر يروي عن أنس. وعنه الأَوْزَاعِيِّ. لَيْسَ
بِالْمَعْرُوفِ.
182- وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْمَرْوَزِيُّ1 صاحب الْمُبَارَكِ
صَدُوقٌ قَدِيمُ الْوَفَاةِ.
183- وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
سَمِعَ مِنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وطبقته. وكان حافظًا، ويعرف
بِالرَّأْسِ مَاتَ قَبْلَ الْمِائَتَيْنِ. كَتَبَ عَنْهُ أَبُو
حَفْصٍ الْفَلاسُ.
184- وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الرُّؤَاسِيُّ2.
عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ. أَخَذَ عَنْهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا.
185- وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ الْمَخْرَمِيُّ ثُمَّ
الرَّصَافِيُّ3.
عَنْ عيسى بن يونس. وعنه تمام وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ. ثِقَةٌ.
186- وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ4.
عَنْ فَيَّاضِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيِّ. وَعَنْهُ عُثْمَانُ
بْنُ خُرَّزَاذَ فَلَعَلَّهُ الرَّصَافِيُّ.
187- وَسُفْيَانُ بْنُ زِيَادٍ5 شَيْخٌ لابْنِ مَاجَهْ يُقَالُ
لَهُ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ.
سَمِعَ أَبَا عَاصِمٍ النَّبِيلَ. وتأخرت وفاته إلى حدود السبعين
ومائتين. رَوَى عَنْهُ إِمَامُ الأَئِمَّةِ ابْنُ خُزَيْمَةَ.
188- السَّكَنُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ6، بْنِ زَيْدٍ أَبُو
عُثْمَانَ التُّجِيبِيُّ الْمِصْرِيُّ.
عَنْ أُمِّهِ وَحَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ. وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ وَحْيَوَةُ بن شريح وابن لهيعة وغيرهم.
__________
1 انظر السابق.
2 ميزان الاعتدال "2/ 168".
3 المصدر السابق في ترجمته.
4 تهذيب التهذيب "4/ 111".
5 ميزان الاعتدال "2/ 169".
6 لم أقف له على ترجمة.
(9/95)
مَاتَ عَامَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
فَأَمَّا:
189- السَّكَنُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ الْوَاسِطِيُّ1 فشَيْخٌ.
يَرْوِي عَنْ محمد بن عبادة. وعنه وطيع وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ
الْمُزَنِيُّ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبِ: وَهِمَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو
حَاتِمٍ فَجَعَلاهُمَا وَاحِدًا.
190- سلم ابن الأَمِيرِ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَاهِلِيُّ2
الأَمِيرُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِيُّ.
خَدَمَ فِي الدَّوْلَتَيْنِ الأُمَوِيَّةِ وَالْعَبَّاسِيَّةِ،
وَوَلِيَ الْبَصْرَةَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، ثُمَّ
نَفَقَ عَلَى الْمَنْصُورِ وَوَلِيَ لَهُ الْبَصْرَةَ وَكَانَ
حَازِمًا عَاقِلا جَوَّادًا مُمَدَّحًا.
وَمِنْ كَلامِهِ قال: لا تتم مرؤة الرَّجُلِ حَتَّى يَصْبِرَ عَلَى
مُنَاجَاةِ الشُّيُوخِ.
وَقَدْ روى عن أبيه وعمه وعبد الرحمن ومحمد بن سيرين.
وروى عنه شعبة وأبو عاصم النبيل وغيرهما.
مات بالري سنة تسع وأربعين ومائة وصلى عليه المهدي.
191- سلمة بن نبيط بن شريك –د ن ق- الأشجعي، أبو فراس.
روى عن أبيه عَنْ أَبِيهِ فِيمَا قِيلَ وَعَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي
هِنْدَ وَالضَّحَّاكِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ
وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَالْخُرَيْبِيُّ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَوَكِيعٌ.
وَكَانَ وَكِيعٌ يَفْتَخِرُ بِلَقِيِّهِ وَيُوَثِّقُهُ. وَقَالَ
الْبُخَارِيُّ: يُقَالُ إِنَّهُ اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ.
192- سليمان بن سحيم3 -م د ن ق- أبو أيوب المدني.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ
وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِعبَدِ بْنِ عَبَّاسٍ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَابْنُ عيينة والدراوردي.
وثقه النسائي.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 180"، والجرح والتعديل "4/ 288".
2 التاريخ لابن معين "2/ 223 "3507"، وتقريب التهذيب "1/ 305".
3 الجرح والتعديل "4/ 119"، والمشاهير "143"، والمعرفة والتاريخ
"2/ 701".
(9/96)
193- سليمان بن زيد1، -بخ- أبو آدم الكوفي.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى.
وَعَنْهُ مُعَاوِيَةَ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَوَكِيعٌ وَعُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَآخَرُونَ.
رَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: لَيْسَ بِثِقَةٍ
كَذَّابٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا.
194- سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ أَبُو سَلَمَةَ الْكَلْبِيُّ2 -4-
مَوْلاهُمُ الْحِمْصِيُّ قَاضِي حِمْصٍ.
عن عبد الرحمن بن جبير وعمرو بن شعيب وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَبَقِيَّةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ
الْقُدُّوسِ. وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَيُقَالُ: لَمْ يَكُنْ بِحِمْصٍ أَعْبَدَ مِنْهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَكَذَا
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وأبو داود.
195- سليمان بن طرخان التيمي -ع-3 أبو المعتمر القيسي البصري
أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ وَلَمْ يَكُنْ تَيْمِيًّا بَلْ
نَزَلَ فِيهِمْ.
سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَعُثْمَانَ النَّهْدِيَّ وَطَاوُسًا
وَالْحَسَنَ وَيَزِيدَ بْنَ الشِّخِّيرِ وَأَبَا نَضْرَةَ وَبَكْرَ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَطَائِفَةً سِوَاهُمْ. زعنه شُعْبَةُ
وَالسُّفْيَانَانِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ
وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونُ وَالأَنْصَارِيُّ وَهَوْذَةُ بْنُ
خَلِيفَةَ وَخَلْقٌ.
قَالَ شُعْبَةُ: مَا رَأَيْتُ أَصْدَقَ مِنْ سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيِّ، كَانَ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَغَيَّرَ لَوْنُهُ. وقال المعتمر
بْنُ سُلَيْمَانَ: مَكَثَ أَبِي أَرْبَعِينَ سَنَةً يَصُومُ
يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا وَيُصَلِّي صَلاةَ الْفَجْرِ بِوُضُوءِ
الْعِشَاءِ وَعَاشَ أَبِي سَبْعًا وَتِسْعِينَ سَنَةً.
قُلْتُ: كَانَ عَابِدَ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَأَحَدَ الْعُلَمَاءِ
بِهَا وَحَدِيثُهُ نَحْوُ الْمِائَتَيْنِ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ أَخْوَفَ لِلَّهِ مِنْهُ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ: كَانَ سُلَيْمَانُ
التَّيْمِيُّ يُسَبِّحُ فِي كل سجدة أو ركعة سبعين تسبيحة.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 14"، والجرح والتعديل "4/ 117".
2 تهذيب تاريخ ابن عساكر "6/ 279", وتاريخ أبي زرعة "1/ 628"،
والمشاهير "111".
3 تقريب التهذيب "1/ 315"، وتاريخ الدوري "2/ 232".
(9/97)
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: مَا
أَتَيْنَا سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ فِي سَاعَةٍ يُطَاعُ اللَّهُ
فِيهَا إِلا وَجَدْنَاهُ مُطِيعًا فَكُنَّا نَرَى أَنَّهُ لا يحسن
يعصي الله تَعَالَى.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ: زَعَمَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ
الْحَمِيدِ أَنَّ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ لَمْ تَمُرَّ سَاعَةٌ
قَطُّ إِلا تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ صَلَّى
رَكْعَتَيْنِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ
قَالَ: كَانَ عَامَّةُ دَهْرِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ يُصَلِّي
الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ وَكَانَ يُسَبِّحُ
بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى الْمَغْرِبِ وَيَصُومُ الدَّهْرَ.
روى عباس ين الْوَلِيدِ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ قَالَ: خَرَجَ
سُلَيْمَانُ إِلَى مَكَّةَ فَكَانَ يُصَلِّي الصُّبْحَ بِوُضُوءِ
عِشَاءِ الآخِرَةِ.
وَقَالَ الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَوْ
غَيْرِهِ إِنَّ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ أَقَامَ أَرْبَعِينَ
سَنَةً إِمَامَ جَامِعِ الْبَصْرَةِ يُصَلِّي الْعِشَاءَ
وَالصُّبْحَ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ.
وَعَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: لَمْ يَضَعْ جَنْبَهُ
بِالأَرْضِ عِشْرِينَ سَنَةً.
وَقَالَ الْقَطَّانُ: كَانَ الثَّوْرِيُّ لا يُقَدِّمُ عَلَى
سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ أَحَدًا مِنَ الْبَصْرِيِّينَ.
وَرَوَى مِرْدَوَيْهِ الصَّائِغُ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ
قَالَ: قِيلَ لِسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ: أَنْتَ أَنْتَ وَمَنْ
مِثْلُكَ؟ فَقَالَ: لا أَدْرِي مَا يَبْدُو لِي مِنْ رَبِّي إِنِّي
سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ
يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر: 47] .
قَالَ ضُمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ: مَا رُؤِيَ سُلَيْمَانُ
التَّيْمِيُّ مُنْصَرِفًا مِنْ صَلاةٍ قَطُّ.
قَالَ ضُمْرَةُ عَنْ صَدَقَةٍ: سَمِعْتُ التَّيْمِيَّ يَقُولُ:
لَوْ سُئِلْتُ أَيْنَ عَرْشُ اللَّهِ لَقُلْتُ فِي السَّمَاءِ،
فَلَوْ قِيلَ: فَأَيْنَ كَانَ عَرْشُهُ قَبْلَ السَّمَاءِ؟ قُلْتُ:
عَلَى الْمَاءِ، فَإِنْ قِيلَ لِي: أَيْنَ كَانَ عَرْشُهُ قَبْلَ
الْمَاءِ؟ قُلْتُ: لا أَدْرِي.
وَقَالَ غَسَّانُ بْنُ الْمُفَضَّلِ الْغِلابِيُّ: حَدَّثَنِي
ثِقَةٌ قَالَ: كَانَ بَيْنَ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ وَبَيْنَ
رَجُلٍ خِصَامٌ فَتَنَاوَلَ الرَّجُلُ سُلَيْمَانَ فَغَمَزَ
بَطْنَهُ فَجَفَّتْ يَدُ الرَّجُلِ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ مَائِلا
إِلَى عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَرَوَى ابْنُ الْمُبَارَكِ وَجَرِيرُ عَنْ رَقَبَةَ بْنِ
مُصْقَلَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَبَّ الْعِزَّةِ فِي الْمَنَامِ
فَقَالَ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لَأُكْرِمَنَّ مَثْوَى سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيِّ.
وَرَوَى سَعِيد الْكُرَيْزِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ:
مَرِضَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ فَبَكَى
(9/98)
فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: مَرَرْتُ
عَلَى قَدَرِي فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَأَخَافُ الْحِسَابَ
عَلَيْهِ.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: ثنا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ قَالَ: رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ شَيْخًا
كَبِيرًا فِي كُمِّهِ صُحُفٌ يَطْلُبُ الْعِلْمَ فَأَخْبَرُونِي
أَنَّهُ كَانَ مِنَ المصلين وكانت له درجة ثمانين مرقاة فكان
يَصْعَدُهَا فَإِذَا انْتَهَى يَقِفُ يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ
يَقْعُدَ.
وَعَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ أَنْعَمَ
عَلَى النَّاسِ عَلَى قَدْرِهِ وَطَلَبَ مِنْهُمُ الشُّكْرَ عَلَى
قَدْرِهِمْ.
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
فَضْلُ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- بِسَبْعِينَ مَنْقَبَةٍ لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهَا
أَحَدٌ.
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ السَّكَنِ: ثنا مُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ
ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيَّ يَقُولُ:
أَتَيْتُ الْكُوفَةَ فَأَتَيْتُ مَجْلِسَ الأَعْمَشِ فَقَالُوا
لَهُ: هَذَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ سَمِعَ مِنْ أَنَسٍ،
فَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ: أَنْتَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ؟
قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مَا أَعْجَبَكَ، سَمِعْتَ مِنْ خَادِمُ
رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ
تَجِيءُ تَجْلِسُ إِلَيَّ، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَجْلِسَ فِي
أَقْصَى الْكُوفَةِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيكَ، هَاتِ حَدِّثْنِي
عَنْ أَنَسٍ، فَقَلْتُ فِي نَفْسِي: لَأُحَدِّثَنَّكَ بِمَا
تَكْرَهُ فَقُلْتُ: ثنا أَنَسٌ قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عَلَى
عُمُومَتِي أَسْقِيهِمْ، فَقَالَ: لا أُرِيدُ هَذَا فأعدته
ثَانِيًا ثُمَّ حَدَّثْتُهُ، رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.
الأَصْمَعِيُّ: ثنا مُعْتَمِرٌ قَالَ: كَانَ عَلَى أَبِي دَيْنٌ
وَكَانَ يَدْعُو بِالْمَغْفِرَةِ فَقُلْتُ: لَوْ أَنَّكَ دَعَوْتَ
اللَّهَ أَنْ يَقْضِيَ عَنْكَ دَيْنَكَ، قَالَ: إِذَا غُفِرَ لِي
قَضَى دَيْنِي.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ ثنا
اللَّبَّانُ أَنَا الْحَدَّادُ أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا أَبُو
الشَّيْخِ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ ثنا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى
سَمِعْتُ مَهْدِيَّ بْنَ هِلالٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيَّ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ وَيَزِيدَ
بْنَ زُرَيْعٍ وَبِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ وَأَصْحَابَنَا
الْبَصْرِيِّينَ فَكَانَ لا يُحَدِّثُ أَحَدًا حَتَّى يَمْتَحِنَهُ
فَيَقُولُ لَهُ: الزِّنَا بِقَدَرٍ؟ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ
اسْتَحْلَفَهُ أن هذا دينك فإن حلف حدثه أَحَادِيثَ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ ثَلاثٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
196- سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ السُّلَمِيُّ1. بصري مقبول.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 25" والجرح والتعديل "4/ 129".
(9/99)
رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ
النَّاجِيِّ وَعَنْ خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
197- سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاس1
–ق- بن عبد المطلب العباسي.
أَحَدُ أَعْمَامِ الْمَنْصُورِ. رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ.
وعنه ابنه جعفر بن سليمان وعافية القاضي وسلام بن أبي عمرة ومحمد
بن راشد المكحولي الأصمعي وآخرون، منهم ابنته زينب.
وكان شريفا كبيرا جوادا ممدحا، وقيل: إنه كان يعتق في عشية عرفة
مائة مملوك، وبلغت صلاته مرة في الموسم خمسة آلاف ألف درهم.
ولي البصرة للمنصور، ويقال: إنه سَمِعَ مِنْ سَطْحِ دَارِهِ
نِسْوَةً يَغْزِلْنَ يَقُلْنَ: لَيْتَ الأَمِيرَ اطَّلَعَ
عَلَيْنَا فَأَغْنَانَا، فَرَمَى إِلَيْهِنَّ جَوْهَرًا له قيمة
ودهبًا.
مَاتَ فِي جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
198- سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو عُكَاشَةَ الرِّبْعِيُّ
الْبَصْرِيُّ2 -م ن ق-.
عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي الْجَوْزَاءِ أَوْسٍ الرَّبَعِيِّ وَأَبِي
الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
199- سُلَيْمَانُ بْنُ فيروز –ع-3.
وَيُقَالُ ابْنُ خَاقَانَ، وَهُوَ سُلَيْمَان بْنُ أَبِي سليمان
أبو إسحاق الشيباني مولاهم الكوفي أحد العلماء الثِّقَاتِ.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ
وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
شَدَّادٍ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ وَعِدَّةٍ. وعنه شعبة
وسفيان وَالسُّفْيَانَانِ وَجَرِيرٌ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهَرٍ
وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ
وَهُشَيْمٌ وَأَبُو عَوَانَةَ وجعفر بن عون وخلق.
__________
1 تهذيب التهذيب "4/ 211"، وتهذيب ابن عساكر "6/ 283"، فوات
الوفيات "2/ 70 "177"، المعارف "164".
2 الجرح والتعديل "4/ 131"، والخلاصة "154".
3 المعرفة والتاريخ "3/ 75"، وطبقات خليفة "165"، وتذكرة الحفاظ
"1/ 153".
(9/100)
اتَّفَقُوا عَلَى ثِقَتِهِ. وَقَدْ رَوَى
عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ اثْنَتَيْنِ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْفَلاسُ وَالتِّرْمِذِيُّ:
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلاثِينَ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو
مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُمْ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلاثِينَ
وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ الأَعْمَشِ.
200- سُلَيْمَانُ بْنُ الْقَاسِمِ الثَّقَفِيُّ1 كُوفِيٌّ صَدُوقٌ.
رَوَى عَنْ أُمِّهِ زَيْنَبَ وَعَنِ الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ عَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَوَكِيعٌ وَالْخُرَيْبِيُّ وَمُحَمَّدُ
بْنُ رَبِيعَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معين.
201- سليمان بن مهران، -ع-2.
الأعمش الإمام أبو محمد الأسدي مَوْلاهُمُ الْكَاهِلِيُّ
الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ الْمُقْرِئُ أَحَدُ الأَئِمَّةِ
الأَعْلامِ.
يُقَالُ وُلِدَ بِقَرْيَةٍ مِنْ عَمَلِ طَبَرِسْتَانَ يُقَالُ
لَهَا أَمَهٌ، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ، وَقَدْ
رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَرَآهُ يُصَلِّي وَلَمْ يَثْبُتْ
أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ مَعَ أَنَّ أَنَسًا لَمَّا تُوُفِّيَ كَانَ
لِلأَعْمَشِ نَيِّفٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً، وَكَانَ يُمْكِنُهُ
السَّمَاعُ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ.
وَقَدْ رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَأَبِي
وَائِلٍ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ
وَخَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ
وَمُجَاهِدٍ وَأَبِي صَالِحٍ وَسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ
وَأَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَالشَّعْبِيِّ وَهِلالِ بْنِ
يَسَافٍ وَيَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ وَأَبِي الضُّحَى وَسَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ وَخَلْقٍ كَثِيرٍ مِنْ كِبَارِ التَّابِعِينَ.
حَدَّثَ عَنْهُ أُمَمٌ لا يُحْصَوْنَ مِنْهُمُ الْحَكَمُ بْنُ
عُتَيْبَةَ وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ -وهما من شيوخه- وشعبة
والسفيانان وجرير وشعبة وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ وَجَرِيرُ بْنُ
عَبْدِ الْحَمِيدِ وَزَائِدَةُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ
وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُوسَى وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَالْخُرَيْبِيُّ وَابْنُ
الْمُبَارَكِ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَعَبْدُ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ
وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 137".
2 التاريخ الكبير "4/ 37"، وتهذيب التهذيب "4/ 222"، والحلية "5/
46"، والوافي بالوفيات "15/ 429".
(9/101)
وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَعِيسَى بْنُ
يُونُسَ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَحْيَى
الْقَطَّانُ وَيَحْيَى بْنُ عِيسَى الرَّمْلِيُّ وَيَعْلَى بْنُ
عُبَيْدٍ وَأَبُو نعيم.
قال ابن المديني: له نحو من ألف وثلاثمائة حديث1.
وقال ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ الأَعْمَشُ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ
اللَّهِ وَأَحْفَظَهُمْ لِلْحَدِيثِ وَأَعْلَمَهُمْ
بِالْفَرَائِضِ.
وَقَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: كَانَ يُسَمَّى الْمُصَحِّفُ مِنْ
صِدْقِهِ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: هُوَ عَلامَةُ الإِسْلامِ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: بَقِيَ الأَعْمَشُ قَرِيبًا مِنْ سَبْعِينَ
سَنَةً لَمْ تَفُتْهُ التَّكْبِيرَةُ الأُولَى.
وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا خَلَفَ الأَعْمَشُ أَعْبَدَ مِنْهُ،
وَكَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- صَاحِبَ سُنَّةٍ.
وَقَدْ قَرَأَ الأَعْمَشُ الْقُرْآنَ عَلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ
عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ.
وَكَانَ مَعَ جَلالَتِهِ فِي الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ صَاحِبَ مُلَحٍ
وَمُزَاحٍ، قِيلَ: إِنَّهُ جَاءَهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ يَوْمًا
فَخَرَجَ فَقَالَ: لَوْلا أَنَّ فِي مَنْزِلِي مَنْ هُوَ أَبْغَضُ
إِلَيَّ مِنْكُمْ مَا خَرَجْتُ إِلَيْكُمْ. رَوَاهَا وَكِيعٌ
عَنْهُ.
وَقَدْ سَأَلَهُ دَاوُدُ الْحَائِكُ: مَا تَقُولُ يَا أَبَا
مُحَمَّدٍ فِي الصَّلاةِ خَلْفَ الْحَائِكِ؟ فَقَالَ: لا بَأْسَ
بها على غير وضوء، قيل: فم شَهَادَةِ الْحَائِكِ؟ قَالَ: تُقْبَلُ
مَعَ عَدْلَيْنِ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: سَبَقَ الأَعْمَشُ أَصْحَابَهُ بِخِصَالٍ:
كَانَ أَقْرَأَهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَحْفَظَهُمْ لِلْحَدِيثِ
وَأَعْلَمَهُمْ بِالْفَرَائِضِ.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ثِقَةً ثَبْتًا كَانَ مُحَدِّثَ
الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ، ويقال: ظهر له أربعة آلاف حديث، لم
يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ وَكَانَ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ رَأْسًا فِيهِ
وَكَانَ فَصِيحًا وَكَانَ أَبُوهُ مِهْرَانُ مِنْ سبي الديلم. قال:
وكان الأعمش عسرًا سيئ الْخُلُقِ وَكَانَ لا يَلْحَنُ حَرْفًا
وَكَانَ عَالِمًا بِالْفَرَائِضِ. قَالَ: وَكَانَ فِيهِ تَشَيُّعٌ.
كَذَا قَالَ، وليس هذا بصحيح عنه بلى، كان صاحب سنة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 420".
(9/102)
قَالَ: وَلَمْ يَخْتِمْ عَلَيْهِ إِلا
ثَلاثَةُ أَنْفُسٍ طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ -وَكَانَ أَسَنَّ
مِنْهُ وَأَفْضَلَ- وَأَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ
بْنُ مَعْنٍ. قُلْتُ: وَقَرَأَ عَلَيْهِ كَمَا ذَكَرْنَا
الزَّيَّاتُ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: لَمْ نَرَ نَحْنُ مِثْلَ الأَعْمَشِ،
وَمَا رَأَيْتُ الأَغْنِيَاءَ أَحْقَرَ مِنْهُمْ عِنْدَهُ مع فقره
وحاجته.
وروى علي بن عثمان عن أبيه قال: قيل للأعمش أَلا تَمُوتُ
فَنُحَدِّثُ عَنْكَ، فَقَالَ: كَمْ مِنْ حُبِّ أَصْبَهَانِيٍّ قَدِ
انْكَسَرَ عَلَى رَأْسِهِ كِيزَانٌ كَثِيرَةٌ، وَقَدْ جَاءَ أَنَّ
الأَعْمَشَ قَرَأَ عَلَى زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَزِرٍّ
وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَأَنَّهُ عَرَضَ أَيْضًا عَلَى
أَبِي الْعَالِيَةِ وَجَمَاعَةٍ.
وَأَخْبَرَنَا بِيبَرْسُ التُّرْكِيُّ بِحَلَبٍ وَأَيُّوبُ
الأَسَدِيُّ بِدِمَشْقَ قَالا: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ
بِبَغْدَادَ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُقَرِّبِ أَنَا طَرَّارٌ
أَنَا عَلِيٌّ الْعِيسَوِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو
الرَّزَّازُ ثنا الْعُطَارِدِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ
عَنِ الأَعْمَشِ قَالَ: رَأَيْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ بَالَ
فَغَسَلَ ذَكَرَهُ غُسْلا شَدِيدًا ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى
خُفَّيْهِ فَصَلَّى بِنَا وَحَدَّثَنَا فَجَاءَ بَيْتَهُ. هَذَا
حَدِيثٌ صَالِحُ الإِسْنَادِ1.
وَرَوَى أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ
قَالَ: أَعْطَيْتُ امْرَأَةَ الأَعْمَشِ، خِمَارًا فَكُنْتُ إِذَا
جِئْتُ أَخَذْتُ بِيَدِهِ فَأَخْرَجْتُهُ إِلَيَّ فَقُلْتُ لَهُ:
إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، قَالَ: مَا هِيَ؟ قُلْتُ: إِنْ لَمْ
تَقْضِهَا فَلا تَغْضَبْ عَلَيَّ، قَالَ: لَيْسَ قَلْبِي فِي
يَدِي، قُلْتُ: أَمْلِ عَلَيَّ، قَالَ: لا أَفْعَلُ.
وَقَالَ عَلَيُّ بْنُ سَعِيدٍ النَّسَوِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ
بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: مَنْصُورٌ أَثْبَتُ أَهْلِ الْكُوفَةِ
فَفِي حديث الأعمش اضطرب كَثِيرٌ2.
وَذَكَرَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْبَاغَنْدِيِّ أَنَّهُ رَأَى
النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي النّوم فقلت:
يا رسول اللَّه أيّما أَثْبَتُ فِي الْحَدِيثِ مَنْصُورٌ أَوِ
الأَعْمَشُ؟ فَقَالَ: مَنْصُورٌ مَنْصُورٌ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: لَوْلا الشُّهْرَةَ
لَصَلَّيْتُ الْفَجْرَ ثُمَّ تَسَحَّرْتُ.
قُلْتُ: هَذَا كَانَ مَذْهَبُ الأَعْمَشِ وَهُوَ عَلَى الَّذِي روى
النسائي في حَدِيثِ عَاصِمٍ عَنْ زِرٍّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ:
تَسَحَّرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- فَكَانَ هُوَ النَّهَارُ إِلا أَنَّ الشَّمْسَ لم تطلع.
__________
1 أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه "9/ 4"، وانظر سير أعلام
النبلاء "6/ 4".
2 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 426".
(9/103)
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: أَرْسَلَ
عِيسَى بْنُ موسى الْهَاشِمِيُّ أَمِيرُ الْكُوفَةِ إِلَى
الأَعْمَشِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ وَصَحِيفَةٍ لِيَكْتُبَ لَهُ فِيهَا
حَدِيثًا فَكَتَبَ فِيهَا: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُ الصَّمَدُ" إِلَى آخرها ثم وجه بها فَبَعَثَ إِلَيْهِ: يَا
بْنَ الْفَاعِلَةِ أَظَنَنْتَ أَنِّي لا أُحْسِنُ كِتَابَ اللَّهِ،
فَبَعَثَ إِلَيْهِ: وَظَنَنْتَ أَنِّي أَبِيعُ الْحَدِيثَ! 1.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: أَتَى الأَعْمَشَ أَضْيَافٌ
فَأَخْرَجَ إِلَيْهِمْ رَغِيفَيْنِ فَأَكَلُوهُمَا فَدَخَلَ
فَأَخْرَجَ لَهُمْ نِصْفَ حَبْلٍ مِنْ قَتٍّ عَلَى الْخُوَانِ
وَقَالَ: أَكَلْتُمْ قُوتُنَا فَهَذَا قُوتُ شَاتِي فَكُلُوهُ.
قَالَ عِيسَى: وَخَرَجْنَا فِي جِنَازَةٍ وَرَجُلٌ يَقُود
الأَعْمَشُ فَلَمَّا رَجَعْنَا عَدَلَ بِهِ فَلَمَّا أَصْحَرَ بِهِ
قَالَ: أَتَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ في جبانة كذا وكذا ولا أراك حَتَّى
تَمْلأَ أَلْوَاحِي حَدِيثًا، قَالَ: اكْتُبْ، فَلَمَّا مَلأَ
الأَلْوَاحَ رَدَّهُ، فَلَمَّا دَخَلَ الْكُوفَةَ دَفَعَ
أَلْوَاحَهُ لِإِنْسَانٍ، فَلَمَّا انْتَهَى الأَعْمَشُ إِلَى
بَابِهِ تَعَلَّقَ بِهِ وَقَالَ: خُذُوا الأَلْوَاحَ مِنَ
الْفَاسِقِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ فَاتَ، فَلَمَّا
أَيِسَ مِنْهُ قَالَ: كُلُّ مَا حَدَّثْتُكَ بِهِ كَذِبٌ، قَالَ:
أَنْتَ أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ تَكْذِبَ2.
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: قُلْتُ لِلأَعْمَشِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ
مَا يَمْنَعُكَ مِنْ أَخْذِ شَعْرِكَ؟ قَالَ: كَثْرَةُ فُضُولِ
الْحَجَّامِينَ قُلْتُ: فَإِنِّي أَجِيئُكَ بِحَجَّامٍ لا
يُكَلِّمُكَ حَتَّى يَفْرُغَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ جُنَيْدًا
الْحَجَّامَ وَكَانَ مُحَدِّثًا فَأَوْصَيْتُهُ فَقَالَ: نَعَمْ
فَلَمَّا أَخَذَ نِصْفَ شَعْرِهِ قَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ
كَيْفَ حَدِيثُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ فِي الْمُسْتَحَاضَةِ؟
قَالَ: فَصَاحَ الأَعْمَشُ صَيْحَةً وَقَامَ يَعْدُو وَبَقِيَ
نِصْفُ شَعْرِهِ أَيَّامًا غَيْرَ مَجْزُوزٍ، رَوَاهَا عَلِيُّ
بْنُ خُشْرُمٍ عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: خَرَجَ الأَعْمَشُ فَإِذَا
بِجُنْدِيٍّ فَسَخَّرَهُ لِيَعْبُرَ بِهِ نَهْرًا فَلَمَّا رَكِبَ
الأَعْمَشُ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا
كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} [الزخرف: 13] فَلَمَّا تَوَسَّطَ بِهِ
الأَعْمَشُ فِي الْمَاءِ قَالَ: {وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي
مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ} [المؤمنون:
29] ثُمَّ رَمَى بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: رَأَيْتُ الأَعَمَشَ لَبِسَ فَرْوًا
مَقْلُوبًا وَبَتًّا تَسِيلُ خُيُوطُهُ عَلَى رِجْلَيْهِ فَقَالَ:
لَوْلا أَنِّي تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ مَا كَانَ يَأْتِينِي أَحَدٌ
وَلَوْ كُنْتُ بَقَّالا كان يقذرني الناس أن يشتروا مني.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 سير أعلام النبلاء "6/ 427".
(9/104)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ
الطَّنَافِسِيُّ: جَاءَ رَجُلٌ نَبِيلٌ كَبِيرُ اللِّحْيَةِ إِلَى
الأَعْمَشِ فَسَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ خَفِيفَةٍ مِنَ الصَّلاةِ
فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا الأَعْمَشُ فقال: انظروا إليه لحيته تحتمل
حفظ أربعة آلاف حديث ومسألته صِبْيَانِ الْكُتَّابِ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ الأَعْمَشُ مِنَ النُّسَّاكِ
وَكَانَ مُحَافِظًا عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ
الْحَرَّانِيُّ ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ
يَقُولُ: كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ يَمُرُّ بِي طَرَفي النَّهَارِ
فَأَقُولُ: لا أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ جِئْتُ إِلَى
الْحَجَّاجِ حَتَّى وَلاكَ، قَالَ: ثُمَّ نَدِمْتُ فَصِرْتُ
أَرْوِي عَنْ رَجُلٍ عنه، رَوَاهَا أَبُو نُعَيْمٍ فِي
الْحِلْيَةِ1.
وَقَدْ ذَكَرْنَا بِالإِسْنَادِ أَنَّهُ صَلَّى خَلَفَ أَنَسَ بْنَ
مَالِكٍ وَدَخَلَ إِلَيْهِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ: سَمِعَ الأعمش من عبد الله بن
أبي أَوْفَى وَأَنَسٍ.
وَقَالَ مُسَدَّدٌ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ثنا الأَعْمَشُ قَالَ:
رَأَيْتُ أَنَسًا يُصَلِّي في المسجد الحرام إذا رفع مِنَ
الرُّكُوعِ رَفَعَ صُلْبَهُ حَتَّى يَسْتَوِي بَطْنُهُ.
دَاوُدُ بْنُ مِخْرَاقٍ وَمُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ قَالا: ثنا
الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى أَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ فَمَرَّ عَلَى شَجَرَةٍ يَابِسَةٍ
فَضَرَبَهَا بِعَصًا فَتَنَاثَرَ الْوَرَقُ فَقَالَ: إِنَّ
"سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
وَاللَّهُ أَكْبَرُ" يُسَاقِطْنَ الذُّنُوبَ كَمَا تُسَاقِطُ
هَذِهِ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا2.
وَلِلأَعْمَشِ عَنْ أَنَسٍ أَحَادِيثَ سَاقَهَا صَاحِبُ
الْحِلْيَةِ، لَكِنَّ الأَعْمَشَ مُدَلِّسٌ فَقَالَ فِيهَا عَنْ
فَلا تُحْمَلُ عَلَى الاتِّصَالِ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الأَعْمَشَ وُلِدَ بِطَبَرِسْتَانَ
وَقَدِمَتْ بِهِ أُمُّهُ طِفْلا وَيُقَالُ حَمْلا إِلَى
الْكُوفَةِ، وَمَاتَ بِهَا فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ ثَمَانٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.
وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ بِإِجَازَةٍ.
202- سُلَيْمَانُ بْنُ يسير أبو الصباح الكوفي3 –ق-.
__________
1 راجع حلية الأولياء "5/ 46 وما بعدها".
2 "صحيح": أخرجه الترمذي "3544"، وأبو نعيم في الحلية "6339"،
ورواه أحمد ورجاله رجال الصحيح كما قال الحافظ المنذري في "الترغيب
والترهيب" "2239".
3 تهذيب التهذيب "4/ 230"، وميزان الاعتدال "2/ 228".
(9/105)
عَنْ مَوْلاهُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ
وَهَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ وَقَيْسِ بْنِ رُومِيٍّ. وَعَنْهُ
شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَعُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ:
لَيْسَ بِالْمَتْرُوكِ. وَضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
203- سُلَيْمَانُ النَّاجِيُّ الْبَصْرِيُّ الأَسْوَدُ1 -د ت-.
عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ. وَعَنْهُ
شُعْبَةُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وَوُهَيْبٌ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ
وَالأَنْصَارِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ ابن معين.
204- سهيل بن حسان أبو السمحاء الْكِلابِيُّ الْمِصْرِيُّ2،
الزَّاهِدُ.
عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمُعَافِرِيِّ وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ.
وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَضَمَّامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ وَهْبٍ
وَخَالِدِ بْنِ حُمَيْدٍ وَآخَرُونَ.
وعظ مرة أمير الاسكندرية. وَكَانَ كَبِيرَ الْقَدْرِ مُتَأَلِّهًا.
قَالَ النَّضْرُ بْنُ عبد الجبار: ثنا ضمام عن أب السمحاء قَالَ:
نَزَلْتُ بِشِعْبٍ مِنْ مَنَاهِلِ الْحِجَازِ فَإِذَا صاحب المنهل
قد أتى بهدية إلى فُسْطَاطٍ فِيهِ الأَوْزَاعِيُّ وَابْنُ أَبِي
عَبْلَةَ صَاحِبُ خَاتَمِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ
فَأَتَيْتُهُمَا فَقُلْتُ لَهُمَا: أَلَيْسَ تَعْرِفَانِ لِمَنْ
كَانَ هَذَا الْمَالُ، وَإِلَى مَنْ صَارَ؟ قَالا: بَلَى، قُلْتُ:
فِلَمَ فبلتما وَالنَّاسُ قَدْ نَظَرُوا إِلَيْكُمَا! فَقَالا:
لَوْ رَدَدْنَاهَا كَانَ أَعْظَمَ مِمَّا تُرِيدُ، قَالَ ضَمَّامٌ:
قَبِلاهَا خَوْفًا عَلَى أَنْفُسِهِمَا وَهُمَا يَكْرَهَانِ
ذَلِكَ.
وَقَالَ ابن يونس: يقال: مات أبو السمحاء سَنَةَ سَبْعٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ.
205- سُهَيْلُ بْنُ ذَكْوَانَ3، أَبُو السِّنْدِيِّ الْمَكِّيُّ.
عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ هُشَيْمٌ
وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ: سَمِعْتُ
عَبَّادَ بْنَ الْعَوَّامِ يَرْمِيهِ بِبَلاءٍ، قَالَ الْهَرَوِيُّ
كَانَ بِوَاسِطَ وكان كذابًا.
__________
1 لم أقف له ترجمة فيما تحت يدي من مصادر.
2 التاريخ لابن معين "2/ 241"، والجرح والتعديل "4/ 248".
3 الجرح والتعديل "4/ 246"، والتاريخ لابن معين "2/ 242 "2486".
(9/106)
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ،
وَالنَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ تَرَكَاهُ. وَمِمَّا نُقِمَ
عَلَيْهِ قَوْلُهُ: رَأَيْتُ عَائِشَةَ وكانت سوداء مشربة حمرة.
206- بْنُ نَجِيحٍ أَبُو قَطْبَةَ1.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ
وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَكَانَ جَارًا لِلأَعْمَشِ.
207- سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَخْزُومِيُّ2، -سِوَى ت-
مَوْلاهُمُ الْمَكِّيُّ.
سَمِعَ مُجَاهِدًا وَقَيْسَ بْنَ سَعْدٍ وَعَمْرَو بْنَ دِينَارٍ
وَجَمَاعَةً. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَأَبُو
عَاصِمٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَزَيْدُ
بْنُ الْحُبَابِ. وَكَانَ ثِقَةً فِي نَفْسِهِ إِلا أَنَّ يَحْيَى
بْنَ مَعِينٍ رَمَاهُ بِالْقَدَرِ. قُلْتُ: بَقِيَ إِلَى سَنَةِ
خَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَفِيهَا أَرَّخَ ابْنُ سَعْدٍ مَوْتَهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ.
208- سَيْفُ بْنُ وَهْبٍ، أَبُو وَهْبٍ3.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ وَأَبِي حَرْبِ
بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَرِبْعِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْجَارُودِ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ
وَأَبُو عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ
بِثِقَةٍ.
"حرف الشِّينِ":
209- شِبْلُ بْنُ عباد المكي4 -خ د ن- القارئ صَاحِبُ ابْنِ
كَثِيرٍ.
حَدَّثَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وعمرو بن
دينار وعدة، وتلا على ابن كثير.
__________
1 المعرفة والتاريخ "3/ 176"، والجرح والتعديل "4/ 236".
2 التاريخ الكبير "4/ 171"، والصغير "2/ 113"، وطبقات خليفة "283"،
ومشاهير علماء الأمصار "147".
3 الجرح والتعديل "4/ 275".
4 تقريب التهذيب "1/ 333"، والعلل "1/ 68"، والثقات "8/ 312".
(9/107)
وتصدر للإقراء فقرأ عليه إسماعيل القسط
وعكرمة بن سليمان وابنه داود بن شبل وأبو الإخريط وهب وغيرهم.
وحدث عنه ابن عيينة وأبو أسامة وروح بن عبادة ويحيى بن أبي كثير
وأبو حذيفة النهدي وعدد كثير.
بلغني أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
وَمَا أَحْسَبُهُ صَحِيحًا فَإِنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ إِنَّمَا
سَمِعَ الْحَدِيثَ سَنَةَ بِضْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ. وَشِبْلٌ
قَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ مُجَاهِدٍ: كَانَتْ رِيَاسَةُ الإِقْرَاءِ بَعْدَ
وَفَاةِ ابْنِ كَثِيرٍ لِشِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ وَقَدْ عَرَضَ
الْقُرْآنَ أَيْضًا عَلَى ابْنِ مُحَيْصِنٍ.
210- شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ1 -ت ق- بَصْرِيٌّ.
لَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعِكْرِمَةَ. وعنه أحمد بن بشير
وإسرائيل وعنبسة بن عبد الرحمن وأبو عاصم. وقال أبو عاصم: لين
الحديث. وقال ابن مهدي: ثقة.
211- شبيل بن عزرة2 –د- أبو عمرو البصري الضبعي. أَحَدُ عُلَمَاءِ
الْعَرَبِيَّةِ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ. وَعَنْهُ
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَشُعْبَةُ. وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ
الضَّبْعِيُّ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابن معين ويقال: كَانَ مِنَ الْخَوَارِجِ.
212- شَدَّادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيُّ3،
الدِّمَشْقِيُّ الضَّرِيرُ أَبُو مُحَمَّدُ. وَيُقَالُ أَبُو
هِنْدَ وَيُعْرَفُ بِابْنِ الأَحْنَفِ.
أَرْسَلَ عَنْ أَبِي الدرداء، وروى عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَولاني
وأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ.
وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ بن
شابور وآخرون. وكان صدوقا.
213- شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ المدني4 -خ م
د ن ق-.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 231"، وتهذيب التهذيب "4/ 306".
2 الجرح والتعديل "4/ 381"، والخلاصة "163".
3 تهذيب ابن عساكر "6/ 294".
4 تهذيب التهذيب "4/ 337"، وميزان الاعتدال "2/ 269"، والمشاهير
"81"، تاريخ خليفة "419".
(9/108)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ وَكُرَيْبٍ وَعَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَر وَغَيْرُهُمْ.
وَجَاءَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ عَنْهُ. وَذَلِكَ فِي رِوَايَةِ الْكِبَارِ عَنِ
الصِّغَارِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَالنَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَفِي
رِوَايَةٍ عَنْهُمَا لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَذَكَرَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فَوَهَّاهُ وَاتَّهَمَهُ
بِالْوَضْعِ. وَهَذَا جَهْلٌ مِنِ ابْنِ حَزْمٍ، فَإِنَّ هَذَا
الشَّيْخَ مِمَّنِ اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَى
الاحْتِجَاجِ بِهِ، نَعَمْ غَيْرُهُ أَوْثَقُ مِنْهُ وَأَثْبَتُ،
وَهُوَ رَاوِي حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ وَانْفَرَدَ فِيهِ بِأَلْفَاظٍ
غَرِيبَةٍ مِنْهَا "وَدَنَا الْجَبَّارُ فَتَدَلَّى حَتَّى كَانَ
مِنْهُ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى".
214- شَقِيقُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ شَيْخٌ كُوفِيٌّ1.
لَهُ حَدِيثٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ
خَالِدِ بْنِ عَرْفَطَهَ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَآخَرُونَ. وَهُوَ صَدُوقٌ.
215- شُمَيْطُ بْنُ عَجْلانَ الْبَصْرِيُّ الْعَابِدُ2. أَحَدُ
زُهَّادِ الْبَصْرَةِ وَهُوَ أَخُو خِضْرِ بْنِ عجلان الشيباني.
أسند شيئًا يسيرًا عن التابعين وله مواعظ نافعة وقصص، وفروى
سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُمَيْطٍ أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ: عَجَبًا لابْنِ آدَمَ بَيْنَمَا قَلْبُهُ
فِي الآخِرَةِ إِذْ حَلَّهُ بَرْغُوثٌ أَوْ قَمْلَةٌ فَنَسِيَ
الآخِرَةَ.
وَعَنْ شُمَيْطٍ قَالَ: الْمُنَافِقُ يَبْكِي مِنْ رَأْسِهِ
فَأَمَّا مِنْ قَلْبِهِ فَلا.
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ: سَمِعْتُ شُمَيْطًا يَقُولُ:
رَأْسُ مَالِ الْمُؤْمِنِ دِينُهُ، لا يُفَارِقُهُ وَلا يَخْلُفُهُ
فِي الرِّحَالِ وَلا يَأْتَمِنُ عَلَيْهِ الرِّجَالُ.
وَعَنْ شُمَيْطٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ وَسَمَ الدُّنْيَا
بِالْوَحْشَةِ لِيَكُونَ أُنْسُ الْمُنْقَطِعِينَ بِهِ.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 372".
2 المشاهير "153".
(9/109)
وَعَنْهُ قَالَ: حَمَلْتُ عَلَى قَلْبِكَ
هَمَّ السِّنِينَ وَالْغَلاءَ وَالرُّخْصَ وَالشِّتَاءَ وَالْحَرَّ
قَبْلَ مَجِيئِهِ فَمَاذَا أبقيت من قبلك الضعيف لِآخِرَتِكَ؟.
سُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلانَ فَقَالَ: لا
بَأْسَ بِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
216- شَيْبَةُ بْنُ نَعَامَةَ1. أَبُو نَعَامَةَ الضَّبِيُّ
الْكُوفِيُّ.
عن سعيد جبير بن موسى بْنِ طَلْحَةَ وَفَاطِمَةَ بِنْتِ
الْحُسَيْنِ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وشريك وهشيم وجرير وإبراهيم
ابن الْمُخْتَارِ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
"حرف الصَّادِ":
217- صَاعِدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الْعَلاءِ الْيَشْكُرِيُّ2،
كُوفِيٌّ وَاهٍ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ
وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ
وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ مِنْ مَوَالِي الشَّعْبِيِّ قال ابن معين: ليس بشيء. وقال
أبو زُرْعَةَ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
218- صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ الْقُرَشِيُّ الْكُوفِيُّ3.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ وَعُرْوَةَ
وَمَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ. وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَأَبُو
يُوسُفَ الْقَاضِي وَأَبُو أُسَامَةَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ
وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ:
ضَعِيفٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
قُلْتُ: مَالَهُ فِي الْكُتُبِ شَيْءٌ وَلَهُ حَدِيثٌ فِي قَتْلِ
مَنْ سَبَّ نَبِيًّا.
219- صَالِحُ بْنُ دِرْهَمٍ أَبُو الأَزْهَرِ الْبَاهِلِيُّ4، شيخ
بصري.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 242"، وميزان الاعتدال "2/ 286"، والتاريخ
لابن معين "2/ 268".
2 التاريخ الكبير "4/ 334"، وميزان الاعتدال "2/ 287".
3 الجرح والتعديل "4/ 398"، والمعرفة والتاريخ "3/ 218".
4 الخلاصة "170"، والتقريب "1/ 344".
(9/110)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَسَمُرَةَ بْنِ
جُنْدُبٍ وَأَبِي سَعِيدٍ وَابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ
وَوَلَدُهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ صَالِحٍ وَمُسْلِمَةُ بْنُ صَالِحٍ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَهُوَ آخِرُ شَيْخٍ لَقِيَهُ الْقَطَّانُ.
هَكَذَا ذَكَرَ تَرْجَمَتَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَذَكَرَهُ ابْنُ
حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
220- صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ الثوري –ع-1 الهمذاني
الكوفي. أَحَدُ الثِّقَاتِ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَسَلَمَةَ بْنِ
كُهَيْلٍ وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ وغيرهم. وعنه ولداه الحسن وعلي
وشعبة السفيانان وَهُشَيْمٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَكَثِيرًا مَا يَقُولُونَ: صَالِحُ
بْنُ حُيَيٍّ، يَنْسُبُونَهُ إِلَى جَدِّهِ حُيَيٍّ وَاسْمُهُ
حَيَّانُ.
وَقِيلَ: هُوَ صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيَّانَ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثنا صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حيي، كان
خَيْرًا مِنِ ابْنَيْهِ.
وَرَوَى حَرْبُ الْكِرْمَانِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ
قَالَ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
221- صَالِحُ بن كيسان المدني2 –ع- المؤدب، أَدَّبَ أَوْلادَ
عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ زَمَانَ إِمْرَتِهِ عَلَى
الْمَدِينَةِ.
رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَسَمِعَ عُرْوَةَ وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ وَنَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ وَسَالِمًا وَنَافِعًا
مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ والأعرج والزهري وطائفة.
وعنه ابن جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَأَنَسُ
بْنُ عِيَاضٍ وَمَالِكٌ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَإِبْرَاهِيمُ
بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَخَلْقٌ. وَيُقَالُ: إِنَّهُ
عَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ وَإِنَّمَا طَلَبَ الْعِلْمَ كَهْلا. سُئِلَ
عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فَقَالَ: بَخٍ بَخٍ. وَكَنَّاهُ
بَعْضُهُمْ أَبَا مُحَمَّدٍ وَبَعْضُهُمْ أَبَا الْحَارِثِ،
وَوَلاؤُهُ لِدَوْسٍ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ صَالِحٌ جَامِعًا بَيْنَ
الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ وَالْمُرُوءَةِ. وَقَالَ يَحْيَى بن معين:
كان أسن من الزهري.
__________
1 تاريخ أبي زرعة "1/ 660"، والتهذيب "4/ 393".
2 تقريب التهذيب "1/ 346"، وتاريخ الثقات "226".
(9/111)
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ
صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ مُؤَدِّبُ ابْنَ شِهَابٍ فَرُبَّمَا ذَكَرَ
صَالِحٌ الشَّيْءَ فَيَرُدُّ عَلَيْهِ ابْنُ شِهَابٍ وَيَحْتَجُّ
بِالأَحَادِيثِ فَيَقُولُ لَهُ صَالِحٌ: تُكَلِّمُنِي وَأَنَا
أَقَمْتُ أَوَدَ لِسَانِكَ!.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ صَالِحٌ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: قُلْتُ لِأَبِي: كَيْفَ
رِوَايَةُ صَالِحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ؟ قَالَ: هُوَ أَكْبَرُ مِنَ
الزُّهْرِيِّ قَدْ رَأَى ابْنَ عُمَرَ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ:
ثِقَةٌ قَدْ سَمِعَ مِنِ ابْنِ عُمَرَ. وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ
شَيْبَةَ: صَالِحٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ عُقَيْلٍ لِأَنَّهُ حِجَازِيٌّ وَهُوَ
أَسَنُّ يُعَدُّ فِي التَّابِعِينَ1.
قَالَ الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَاتَ صَالِحُ بْنُ
كَيْسَانَ وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَنَيِّفٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.
قُلْتُ: هَذَا غَلَطٌ لا رَيْبَ فِيهِ. وَعَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ
كَانَ يُذْكَرُ مَعَ الصَّحَابَةِ.
قَالَ: وَتَلَقَّنَ الْعِلْمَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَهُوَ ابْنُ
تِسْعِينَ سَنَةً. وَكَذَا وَهِمَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ فِي
قَوْلِهِ: مَاتَ فِي زَمَنِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ. قُلْتُ:
قَدْ رُمِيَ صَالِحٌ بِالْقَدَرِ وَلَمْ يَصِحَّ عَنْهُ.
222- صَالِحُ بن محمد بن زائدة2 -د ت ق- أبو واقد الليثي المدني.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَابْنِ أَرْوَى الدَّوْسِيُّ
وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ وَسَالِمٍ وَابْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ
وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَعَبْدُ
الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ:
ضَعِيفٌ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ تَرَكَهُ
سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا
أَرَى بِهِ بَأْسًا.
قِيلَ: مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
223- صَبَّاحُ بن ثابت البجلي3.
__________
1 وانظر سير أعلام النبلاء "6/ 235".
2 تهذيب التهذيب "4/ 401"، والضعفاء الصغير "58"، والجرح والتعديل
"4/ 411".
3 التاريخ الكبير "4/ 313".
(9/112)
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَسَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ
وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ يحيى ابن مَعِينٍ.
224- صُبَيْحُ بْنُ قَاسِمٍ أَبُو الْجَهْمِ الْكُوفِيُّ1.
عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ
الثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ
بِهِ.
225- صَدَقَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْحَنَفِيُّ وَالِدُ الْمُفَضَّلِ2.
يَرْوِي عَنْ جَمِيعِ بْنِ عُمَيْرٍ وَمُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ.
وعنه زَائِدَةُ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَأَبُو بكر بن
عياش وأيوب بن جابر. قال أبو حاتم: شيخ.
226- صدقة بن عبد الله بن كثير3، الداري المكي. قَرَأَ عَلَى
وَالِدِهِ.
أَخَذَ عَنْهُ الْحُرُوفُ مُطَرِّفُ بْنُ مَعْقِلٍ وَالْحَارِثُ
بْنُ قُدَامَةَ، وَحَدَّثَ عَنْهُ سُفْيَانُ بْنُ عيينة.
قال ابن أبي حاتم: هو صَاحِبُ حُرُوفِ مُجَاهِدٍ يُكْنَى أَبَا
الْهُذَيْلِ. قُلْتُ: وذكر الداني أنه سمع من الزهري.
227- صداقة بْنُ أَبِي عِمْرَانَ الْكُوفِيُّ4 -م ق- قَاضِي
الأَهْوَازِ.
عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ
وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبُرَيْدِ وَأَبُو أُسَامَةَ
وَسَعِيدُ بْنُ يَحْيَى اللَّخْمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ
الْبُرْسَانِيِّ وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ
صَالِحٌ.
228- صَدَقَةُ بن المثنى5 -د ن ق- بن رباح بن الحارث النخعي
الكوفي.
عن جده رباح عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ فِي ذِكْرِ الْعَشَرَةِ.
وَعَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ
وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو أُسَامَةَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو داود.
__________
1 المعرفة والتاريخ "2/ 642".
2 ميزان الاعتدال "2/ 310".
3 الجرح والتعديل "4/ 433".
4 تقريب التهذيب "1/ 349"، والخلاصة "173".
5 ميزان الاعتدال "2/ 312"، والتهذيب "4/ 417".
(9/113)
229- الصَّلْتُ بْنُ بَهْرَامٍ1، أَبُو
هَاشِمٍ الْكُوفِيُّ.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالنَّخَعِيِّ. وَعَنْهُ
السُّفْيَانَانِ وَأَبُو أُسَامَةَ وَالْخُرَيْبِيُّ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ:
كَانَ أَصْدَقَ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
230- الصلت بن دينار2، أبو شعيب المجنون الأزدي الْبَصْرِيُّ.
عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ
وَابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي نَضْرَةَ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشُعْبَةُ وَمُعْتَمِرٌ وَوَكِيعٌ
وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَطَائِفَةٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. ضَعَّفُوهُ.
"حرف الضَّادِ":
231- ضُبَارَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مالك3 -د ن ق- بْنُ أَبِي
السَّلِيكِ الْحَضْرَمِيُّ وَيُقَالُ: الأَلْهَانِيُّ الْحِمْصِيُّ
نَزِيلُ اللاذِقِيَّةِ.
عَنْ أَبِيهِ وَدُوَيْدِ بْنِ نَافِعٍ وَأَبِي الصَّلْتِ
السَّامِيِّ.
ومنهم من نسبه إلى جَدّه الأعلى، ومنهم من جعلهم ثلاثة.
رَوَى عَنْهُ بَقِيَّةُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَوَلَدُهُ
مُحَمَّدُ بْنُ ضُبَارَةَ.
ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ وَسَاقَ لَهُ أَحَادِيثَ
تُنْكَرُ. وَقَالَ الْجُوزْجَانِيُّ: رَوَى حَدِيثًا مُعْضِلا.
وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يُعْتَبَرُ حَدِيثُهُ مِنْ رِوَايَةِ
الثِّقَاتِ عَنْهُ.
232- الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرحمن بن أبي حوشب4 –ن- أو ابن حوشب
أبو زرعة الأنصاري الدمشقي.
وقيل: يكنى أبا بشر.
رَأَى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ مَخْضُوبًا بِالْحِنَّاءِ،
وَرَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَمُسْلِمِ بْنِ مُشْكَمٍ وَعَطَاءٍ
الْخُرَاسَانِيِّ وغيرهم. وعنه الوليد بن مسلم والوليد بن مزيد
وابن شابور وعيسى بن يونس.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 438"، تهذيب ابن عساكر "4/ 446".
2 التهذيب "4/ 434"، وطبقات ابن سعد "7/ 279".
3 ميزان الاعتدال "2/ 322".
4 ميزان الاعتدال "2/ 324"، والوافي بالوفيات "16/ 354"، وتهذيب
التهذثيب "4/ 446".
(9/114)
قال أبو حاتم: هو من أجل أهل الشام. وقال
دحيم: ثقة ثبت. قلت: روى له النسائي حديثا عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ
الْمُسَيِّبِ أَنَّ عمر قال لصهيب: ما لي أَرَى عَلَيْكَ خَاتَمَ
الذَّهَبِ! قَالَ: قَدْ رَآهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: وَهَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
233- ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ
الْكُوفِيُّ1 -م د ت ن-.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَأَبِي صَالِحٍ وَالضَّحَّاكِ بْنِ
مُزَاحِمٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ وَمُحَارِبِ بْنِ دَثَّارٍ. وَعَنْهُ ابْنُ
الْمُبَارَكِ وَهُشَيْمٌ وَوَكِيعٌ وَعِدَّةٌ, وَكَانَ مِنَ
الْعَبَّادِ الْبَكَّائِينَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كُوفِيٌّ ثَبْتٌ. وَقَالَ أَبُو
حَاتِمٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ
ثَلاثِينَ حَدِيثًا، وَكَانَ ضِرَارٌ صَدِيقًا لِمُحَمَّدِ بْنِ
سُوقَةَ.
"حرف الطَّاءِ":
234- طَارِقُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَجَلِيُّ الْكُوفِيُّ2
–ع-.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَقَيْسِ
بْنِ أَبِي حَازِمٍ وَالشَّعْبِيِّ وَجَمَاعَةٍ. وَقِيلَ: أَنَّهُ
رَوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى. وَعَنْهُ
الأَعْمَشُ مَعَ أَنَّهُ مِنْ أَقْرَانِهِ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ
وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ
وَوَكِيعٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: وَغَيْرُهُ لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ أَحْمَدُ
بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِذَاكَ. وَقَالَ الْقَطَّانُ:
هُوَ عِنْدِي كإبراهيم بن مهاجر.
235- طريف بن شهاب3 -ت ق- وَقِيلَ: ابْنُ سَعْدٍ، وَقِيلَ: ابْنُ
سُفْيَانَ أَبُو سفيان السعدي ابن الأشل.
عَنِ الْحَسَنِ وَأَبِي نَضْرَةَ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ
سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَابْنُ
فُضَيْلٍ وجماعة.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 339"، وتهذيب التهذيب "4/ 457".
2 الجرح والتعديل "4/ 485"، والمعرفة والتاريخ "3/ 90".
3 تقريب التهذيب "1/ 359"، والعلل "1/ 181".
(9/115)
قال أحمد: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ
النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمَا: ضَعِيفٌ.
236- طَلْحَةُ بْنُ الأَعْلَمِ أَبُو الْهَيْثَمِ الْحَنَفِيُّ
الْكُوفِيُّ1.
عَنِ الشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرُ الضَّبِيُّ
وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ نَزَلَ الرَّيَّ.
237- طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأيلي2 –خ4- عن القاسم بن
محمد وزريق بْنِ حَكِيمٍ الأَيْلِيِّ. وَعَنْهُ وَلَدُ أَخِيهِ
الْقَاسِمُ بْنُ مَبْرُورٍ الأَيْلِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ -وهو من أقرانه- وَمَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ وَيَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ الْقَطَّانُ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ.
238- طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طلحة3 –م4- بن عبيد الله القرشي
التيمي الكوفي.
عَنْ عَمِّهِ إِسْحَاقَ وَعَائِشَةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد
الله وعروة بْنِ الزُّبَيْرِ وَمُجَاهِدٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ
وَالْخُرَيْبِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: حَسَنُ
الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
أَبُو نُعَيْمٍ: ثنا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ
طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دُعِيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى جِنَازَةِ غُلامٍ مِنَ
الأَنْصَارِ لِيُصَلِّي عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ
طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ فَقَالَ: يَا
عَائِشَةَ أَوْ غَيْرُ هَذَا. وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، أَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ والنَّسائي مِنْ وُجُوهٍ عَنْ طَلْحَةَ
تَفَرَّدَ بِهِ.
تُوُفِّيَ طَلْحَةُ فِي سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وأربعين ومائة.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 349"، والجرح والتعديل "3/ 482".
2 التاريخ لابن معين "2/ 278"، وتارخ أبي زرعة "1/ 503".
3 تهذيب التهذيب "5/ 27"، وطبقات ابن سعد "6/ 251".
(9/116)
"حرف الْعَيْنِ":
239- عَاصِمُ بْنُ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ الْكِنْدِيُّ
الْفِلَسْطِينِيُّ1 -د ت ق-.
عَنْ أَبِيهِ وَمَكْحُولٍ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَدَاوُدَ بْنِ
جَمِيلٍ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ وَوَكِيعٌ وَأَبُو
نُعَيْمٍ وَالْخُرَيْبِيُّ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
240- عاصم بن سليمان الأحول2 –ع- الحافظ أبو عبد الرحمن البصري
قَاضِي الْمَدَائِنِ.
رَوى عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَرْجِس وَأَنَسٍ وَأَبِي الْعَالِيَةِ
وَسُعَادَةَ الْعَدَوِيَّةِ وعكرمة وجماعة.
وعنه شعبة وابن المبارك وابن عيينة وأبو معاوية وابن علية ويزيد بن
هارون وخلق سواهم.
ولي حسبة الكوفة مدة وولي قضاء المدائن وكان من أئمة العلم.
روى علي بن مسهر عَنِ الثَّوْرِيِّ قَالَ: حُفَّاظُ النَّاسِ
أَرْبَعَةٌ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ
بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ3 وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
أَبِي سُلَيْمَانَ، قُلْتُ: الثَّوْرِيُّ وَالأَعْمَشُ؟ فَأَبَى
أَنْ يَحْفَظَهُ مَعَهُمْ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ لا يُحَدِّثُ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ
يَسْتَضْعِفُهُ. وَقَالَ عَفَّانُ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ عَنْ
أَنَسٍ أَنَّ عُمَرَ نَهَى أَنْ يُجْعَلَ فِي الْخَاتَمِ فَصٌّ
مِنْ غَيْرِهِ، قَالَ عَاصِمٌ: فَلَمَّا أَخْبَرَنِي كَانَ فِي
يَدِي فَصٌّ فَقَلَعْتُهُ، قَالَ حَمَّادٌ: فَقُلْتُ لِحُمَيْدٍ:
حَدَّثَنِي عَاصِمٌ عَنْكَ بِكَذَا وَكَذَا فَلَمْ يَعْرِفْ
ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ: سَمِعْتُ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: رَأَيْتُ عَاصِمًا الأَحْوَلَ
وَالِي السُّوقِ وَهُوَ يَقُولُ: اضْرِبُوا رَأْسَ هَذَا
النَّبَطِيِّ لا أَرْوِي عَنْهُ شَيْئًا.
وَرَوَى ابْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ:
لَمْ يَكُنْ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ بِالْحَافِظِ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ،
وَقَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ وَاحْتَجُّوا به في صحاحهم.
__________
1 التهذيب "5/ 41"، وميزان الاعتدال "2/ 350"، والمشاهير "183".
2 تهذيب التهذيب "5/ 42"، والجرح والتعديل "6/ 474"، وتذكرة الحفاظ
"1/ 149"، خلاصة تذهيب الكمال "182".
3 وانظر: سير أعلام النبلاء "6/ 263".
(9/117)
* عَامِرٌ الأَحْوَلُ1. قَدِيمُ الْمَوْتِ.
قَدْ ذُكِرَ.
241- عَامِرُ بن عبيد الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيُّ2 –خَتٌّ- قَاضِي
الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي الْمُلَيْحِ الْهُذَلِيِّ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَيَزِيدُ بْنُ مُغَلِّسٍ وَأَبُو أُسَامَةَ
وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَعَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ.
242- عَبَّادُ بْنُ الرَّيَّان3 أَبُو طُرْفَةَ اللَّخْمِيُّ
الْحِمْصِيُّ.
سَمِعَ الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-
وَمَكْحُولا وَعُرْوَةَ بْنَ رُوَيْمٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ
حَمْزَةَ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ
مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيُّ مَا عَلِمْتُ فِيهِ جُرْحًا فَهُوَ صَالِحُ
الْحَدِيثِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
243- عَبْدُ الأعلى بن الحجاج السفلي4.
عَنْ أَخِيهِ قَيْسٍ. وَعَنْهُ ابْنُ وَهْبٍ وَسَعْدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْمُعَافِرِيُّ وَمُوسَى بْنُ سَلَمَةَ.
تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
244- عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ السَّمْحِ أَبُو الْخَطَّابِ
الْمُعَافِرِيُّ5.
مَوْلاهُمُ الْفَقِيهُ رَأْسُ الإِبَاضِيَّةِ. وَهُمْ صِنْفٌ مِنَ
الْخَوَارِجِ خَرَجُوا بِالْمَغْرِبِ، وَدُعِيَ لَهُ بِالْخِلافَةِ
فِي هَذَا الْعَصْرِ وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُهُ وَكَانَ لَهُ شَأْنٌ،
فَنَدَبَ الْمَنْصُورُ لِحَرْبِهِ مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ
الْخُزَاعِيُّ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ
فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ حَرْبٌ شَدِيدَةٌ. وَفِي آخِرِ الأَمْرِ
قُتِلَ عَبْدُ الأَعْلَى، وَكَانَتْ أَيَّامُهُ أَرْبَعَ سِنِينَ.
245- عَبْد الأَعْلَى بْنُ مَيْمُونَ بْنِ مِهْران6.
عَن أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ
جَعْفَرُ بْنُ برقان وعمرو بن الحارث
__________
1 وراجع: تهذيب التهذيب "5/ 77"، وميزان الاعتدال "2/ 362".
2 التاريخ الكبير "6/ 455"، وتهذيب التهذيب "5/ 79".
3 تهذيب ابن عساكر "7/ 219".
4 التاريخ الكبير "6/ 73"، والجرح والتعديل "6/ 28".
5 النجوم الزاهرة "1/ 386".
6 الجرح والتعديل "6/ 27"، وتارخ أبي زرعة "1/ 623".
(9/118)
وَغَيْرُهُمَا. وَكَثِيرًا مَا يُرْسِلُ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وأربعين ومائة.
246- عبد الله بن حسن1 -4- ابن السيد الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ
الْمَدَنِيُّ.
أَبُو مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ اللَّذَيْنِ خَرَجَا عَلَى
الْمَنْصُورِ، وَأُمُّهُ هِيَ فَاطِمَةُ ابْنَةُ الْحُسَيْنِ
الشَّهِيدِ.
يَرْوِي عَنْ أَبَوَيْهِ. وعن عبد الله بن جعفر -وله صحبة- وعن
إبراهيم بْنِ طَلْحَةَ وَهُوَ عَمُّهُ لِلأُمِّ وَعَنِ الأَعْرَجِ
وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَرَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ
وَابْنُ عُلَيَّةَ وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَمَالِكٌ
وَآخَرُونَ.
قَالَ الْوَاحِدِيُّ: كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ وَكَانَ لَهُ شَرَفٌ
وَعَارِضَةٌ وَهَيْبَةٌ وَلِسَانٌ شَدِيدٌ، وَفَدَ عَلَى
السَّفَّاحِ بِالأَنْبَارِ. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ
الْجُمَحِيُّ: كَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ فِي خِلافَتِهِ ثُمَّ أَكْرَمَهُ السَّفَّاحُ وَوَهَبَ
لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ. وَقَالَ
الْوَاقِدِيُّ: عَاشَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً. وَقَالَ
الْحَاكِمُ: سُمَّ بِبَابِ الْقَادِسِيَّةِ وَهُوَ بِهَا مَدْفُونٌ
وَلَهُ بِهَا آيَاتٌ تُذْكَرُ. وَقَالَ الْوَاقِدِيّ: أَخْبَرَنِي
حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَنَّ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ قَدِمَ
عَلَى السَّفَّاحِ فَبَالَغَ فِي إِكْرَامِهِ وَدَعَا بِسِفْطِ
جَوْهَرٍ فَقَالَ: إِنَّ هَذَا وَصَلَ إِلَيَّ مِنْ بَنِي
أُمَيَّةَ فَأَعْطَاهُ نِصْفَهُ.
وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ أَنَّ الْمَنْصُورَ آذَاهُ
وَسَجَنَهُ مِنْ أَجْلِ وَلَدَيْهِ. وَمَاتَ فِي أَوَاخِرِ سنة
أربع وأربعين ومائة.
247- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ2 –ع- الفزاري
مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ أَبُو بَكْرٍ.
عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي أُمَامَةَ بْنِ
سَهْلٍ وَالأَعْرَجِ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
جَعْفَرٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَغُنْدَرٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقُ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ:
صَالِحُ الْحَدِيثِ يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ. وَضَعَّفَهُ أبو حاتم
والعمل على الاحتجاج به.
__________
1 المشاهير "127"، وتهذيب التهذيب "5/ 186".
2 التهذيب "5/ 239"، والجرح والتعديل "5/ 70".
(9/119)
مَاتَ نَحْوًا مِنْ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ.
248- عَبْدُ اللَّهِ بن سعيد بن أبي سعيد كيسان1 -ت ق- المقبري
المديني أبو عباد.
عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ. وَعَنْهُ أَخُوهُ سَعْدٌ وَهُشَيْمٌ
وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ. وَأَبُو ضُمْرَةَ
وصفوان ابن عيسى وآخرون. متفق على ضعفه. وقال الْبُخَارِيُّ:
تَرَكُوهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا يُكْتَبُ حديثه.
249- عبد الله بن شبرمة2 -م د ن ق- ابن الطُّفَيْلِ بْنُ حَسَّانٍ
أَبُو شُبْرُمَةَ الضَّبِّيُّ الْكُوفِيُّ.
الفقيه عالم أهل الكوفة مَعَ الإِمَامُ أَبِي حَنِيفَةَ. وَهُوَ
عَمُّ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ وَعُمَارَةُ أسن منه وأوثق.
روى ابن شبرمة عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ الله وبن
شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ وَأَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ
وَاثِلَةِ وَأَبِي زُرْعَةَ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ
وَالشَّعْبِيِّ وَخَلْقٍ.
وعنه شعبة والسفيانان وشريك وهشيم حماد بْنُ زَيْدٍ وَأَحْمَدُ
بْنُ بَشِيرٍ وَشُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ
وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حنبل وغيره.
قال أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ عَفِيفًا صَارِمًا عَاقِلا
يُشْبِهُ النُّسَّاكَ، وَكَانَ شَاعِرًا جَوَّادًا كَرِيمًا وَهُوَ
قَلِيلُ الْحَدِيثِ لَهُ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِينَ حَدِيثًا3.
قَالَ ابْنُ فُضَيْلٍ: سَمِعْتُ ابْنَ شُبْرُمَةَ يَقُولُ: كُنْتُ
إذا اجتمعت أنا والحارث العلكي على مسألة لم نبال من خالفنا.
قال عبد الوارث: ما رأيت أحدا أسرع جوابا من ابن شبرمة.
قال معمر: رأيت ابن شبرمة إذا قَالَ لَهُ الرَّجُلُ جُعِلْتُ
فِدَاكَ، يَغْضَبُ وَيَقُولُ: قُلْ غَفَرَ الله لك.
وقال محمد بن السماك على ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: مَنْ بَالَغَ فِي
الْخُصُومَةِ أثم ومن
__________
1 الضعفاء والمتروكين "65"، وميزان الاعتدال "2/ 429".
2 تقريب التهذيب "1/ 399"، والعلل "1/ 59".
3 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 500".
(9/120)
قَصَّرَ فِيهَا خَصِمَ، وَلا يَطِيقُ الحق
مَنْ بالى على من دار الأمر1.
قال ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ قَالَ: عَجِبْتُ
لِلنَّاسِ يَحْتَمُونَ مِنَ الطَّعَامِ مَخَافَةَ الدَّاءِ وَلا
يَحْتَمُونَ مِنَ الذُّنُوبِ مَخَافَةَ النَّارِ2.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ عِيسَى بْنُ مُوسَى لا
يَقْطَعُ أَمْرًا دُونَ ابْنِ شُبْرُمَةَ فَبَعَثَ أَبُو جَعْفَرٍ
إِلَى عِيسَى بِعَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ لِيَحْبِسَهُ
ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ: اقْتُلْهُ فَاسْتَشَارَ ابْنَ شُبْرُمَةَ
فَقَالَ لَهُ: لَمْ يُرِدِ الْمَنْصُورُ غَيْرَكَ.
وكان عيسى ولي عهد الْمَنْصُورِ، فَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ
احْبِسْهُ وَاكْتُبْ إِلَيْهِ أَنَّكَ قَتَلْتَهُ، فَفَعَلَ
فَجَاءَ إِخْوَتُهُ إِلَى عِيسَى فَقَالَ لَهُمْ: كَتَبَ إِلَيَّ
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ أَقْتُلَهُ وَقَدْ قَتَلْتُهُ،
فَرَجَعُوا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ، فقال: كذب أقيدنه بِهِ،
فَارْتَفَعُوا إِلَى الْقَاضِي، فَلَمَّا حَقَّقُوا عَلَيْهِ
طَرَحَهُ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: قَتَلَنِي اللَّهُ
إن لم أقتل الأعرابي فإن عيسى لا يعرف هذا، فمازال ابْنُ
شُبْرُمَةَ مُخْتَفِيًا حَتَّى مَاتَ بِخُرَاسَانَ، سَيَّرَهُ
إِلَيْهَا عِيسَى بْنُ مُوسَى3.
وَرَوَى ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ ابْنُ
شُبْرُمَةَ وَمُغِيرَةُ والحارث العتكي يَسْهَرُونَ فِي الْفِقْهِ
فَرُبَّمَا لَمْ يَقُومُوا حَتَّى يُنَادَى بِالْفَجْرِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَالْمَدَائِنِيُّ: مَاتَ ابْنُ شُبْرُمَةَ
سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
250- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَصَمِّ. عَنْ
يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ4.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ
وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَبَدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
251- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الْقُرَشِيُّ
الْبَصْرِيُّ. أَخُو خَالِدِ بن أبي عثمان.
حدث ع ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَمُحَمَّدُ بن عبد الله الأنصاري وغيرهم.
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 انظر السابق.
3 انظر السابق.
4 تهذيب التهذيب "5/ 280"، والجرح والتعديل "5/ 91".
(9/121)
قال أبو حاتم: صدوق لَا بأس به.
252- عَبْدُ اللَّهُ بْنُ عَلِيٍّ أَبُو أَيُّوبَ الأَفْرِيقِيُّ1
–ت- ثم الكوفي الأزرق.
عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَالزُّهْرِيِّ وَصَفْوَانَ بْنِ
سُلَيْمٍ وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ وَطَائِفَةٍ. وَعَنْهُ يَحْيَى
بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو
يُوسُفَ الْقَاضِي وَغَيْرُهُمْ. لَيَّنَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
253- عَبْدُ اللَّهِ بْن عليّ بْن عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس2، بْنِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْهَاشِمِيُّ عَمُّ الْمَنْصُورِ
وَالسَّفَّاحِ.
أَحَدُ دُهَاةِ الرِّجَالِ وَمِنَ الشُّجْعَانِ الأَبْطَالِ.
وَهُوَ الَّذِي انْتُدِبَ لِمُلْتَقَى مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ
فَهَزَمَ مروان ولج في طلبه وطوى الممالك حَتَّى نَازَلَ دِمَشْقَ
وَحَاصَرَهَا وَتَمَلَّكَهَا وَافْتَتَحَهَا بِالسَّيْفِ، وَعَمِلَ
كَمَا تَعْمَلُ التَّتَارُ، وَأَسْرَفَ فِي قَتْلِ بَنِي أُمَيَّةَ
وَلَمْ يَرْقُبْ فِيهِمْ إِلا وَلا ذِمَّةً، وَلا رَعَى فِيهِمْ
رَحْمَةً وَلا قَرَابَةً. ثم جهز أخاه داود إِلَى دِيَارِ مِصْرَ
فِي طَلَبِ مَرْوَانَ فَأَدْرَكَهُ بِبُوصِيرَ فَبَيَّتَهُ
وَقَتَلَهُ وَلَمَّا مَاتَ السَّفَّاحُ وَهَذَا بِالشَّامِ دَعَا
إِلَى نَفْسِهِ وَزَعَمَ أَنَّ عَلَى مِثْلِ هَذَا بَايَعَ ابْنُ
أَخِيهِ، فَبَايَعَهُ أَهْلُ الشَّامِ بِالْخِلافَةِ وَبَايَعَ
النَّاسُ الْمَنْصُورَ بِعَهْدٍ مِنْ أَخِيهِ، فَجَهَّزَ
الْمَنْصُورُ لِحَرْبِ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ
صَاحِبِ الدَّعْوَةً أَبَا مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيَّ، فَسَارَ
كُلٌّ مِنْهُمَا يَقْصِدُ الآخَرَ، فَكَانَ الْمَصَافُّ
بَيْنَهُمَا بِنَصِيبِينَ، فَعَظُمَ الْقِتَالُ وَاشْتَدَّ
الْبَلاءُ، ثُمَّ انْهَزَمَ جَيْشُ عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَ
الظَّفَرُ لِأَبِي مُسْلِمٍ، فَسَاقَ عَبْدَ اللَّهِ فِي طَائِفَةٍ
مِنْ مَوَالِيهِ وقصد البصرة، وبها أخوه، فأخفاه عنده مدة، ثم لم
نزل المنصور بِهِ حَتَّى بعثه إِلَيْهِ فَسَجَنَهُ، ثُمَّ عَمِلَ
عَلَى قَتْلِهِ سِرًّا. فَقِيلَ: إِنَّهُ حَفَرَ أَسَاسَ الْحَبْسِ
وَأَرْسَلَ عَلَيْهِ الْمَاءَ فَوَقَعَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ
وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة. وقد مَرَّ مِنْ
أَخْبَارِهِ فِي الْحَوَادِثِ3.
254- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ4 -د ت ق- ابْنُ
أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو مُحَمَّدَ الهاشمي
الطالبي المدني.
أمه هِيَ زَيْنَبُ الصُّغْرَى بِنْتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب.
__________
1 تهذيب التهذيب "5/ 325".
2 تاريخ بغداد "10/ 8"، والمحبر "485"، مروج الذهب "4/ 138"،
وتاريخ الطبري "3/ 92".
3 وانظر سير أعلام النبلاء "6/ 373 وما بعدها".
4 ترجم له الذهبي "6/ 403" كما في السير، وفي ميزان الاعتدال "2/
484"، والكاشف "2/ 113"، والمغني في الضعفاء "1/ 354".
(9/122)
رَوَى عَنْ جَابِرٍ وَابْنِ عُمَرَ
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَالطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَعَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ وَخَالِهِ محمد بن الحنيفة وَالرُّبَيِّعِ بِنْتِ
مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ وَسَعِيدِ بْنِ المسيب.
وعنه زائدة وفليح بْنُ سَلَمَةَ وَالسُّفْيَانَانِ وَزُهَيْرُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَعُبَيْدُ اللَّهُ بْنُ
عَمْرٍو وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَآخَرُونَ.
احْتَجَّ بِهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ. وَضَعَّفَهُ
ابْنُ مَعِينٍ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ
ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ لِسُوءِ حِفْظِهِ. وَقَالَ
أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ:
كَانَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَالْحُمَيْدِيُّ يَحْتَجُّونَ
بِحَدِيثِهِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ مُقَارِبُ الحديث. وقال
بعقوب التَّيْمِيُّ: ثنا ابْنُ عُقَيْلٍ قَالَ: كُنَّا نَأْتِي
جابر بن عبد الله فنسأله عن سُنَن رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَكْتُبُهَا.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيفَةُ: مَاتَ بَعْدَ الأَرْبَعِينَ
ومائة.
255- عبد الله بن المستور1 أَبُو ضُمْرَةَ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى
الأَنْصَارِ.
رَأَى أَنَسًا وروى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لبينة.
وعنه مجمع بن يعقوب وأبو أسامة ومحمد بن عبيد الطنافسي وغيرهم.
قال ابن معين: صالح.
256- عبد الله بن مسلم بن هرمز المكي2 –ق- عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيِّبِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ
وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ وَمُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ
وَأَبُو عَاصِمٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حاتم: ليس
بالقوي يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَكَنَّاهُ شَبَّابٌ الْعُصْفُرِيُّ:
أَبَا الْعَجْفَاءِ.
257- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُقَفَّعِ3: أَحَدُ الْمَشْهُورِينَ
بِالْكِتَابَةِ والبلاغة والترسل
__________
1 الجرح والتعديل "5/ 170".
2 التاريخ الكبير "5/ 190"، والجرح والتعديل "5/ 164"، والمجروحين
"2/ 32".
3 سير أعلام النبلاء "6/ 406"، والفهرست "118"، والوزراء والكتاب
"109"، وأخبار الحكماء "148"، والبداية والنهاية "10/ 96".
(9/123)
والبراعة. وكان فارسيًا فَأَسْلَمَ عَلَى
يَدِ عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ عَمِّ السَّفَّاحِ وَهُوَ كَهْلٌ، ثُمَّ
كَتَبَ لَهُ وَاخْتَصَّ به.
ومن كلام ابن المثفع قَالَ: شَرِبْتُ مِنَ الْخُطَبِ رَيًّا وَلَمْ
أَضْبُطْ لَهَا رَوِيًّا فَغَاضَتْ ثُمَّ فَاضَتْ، فَلا هِيَ هِيَ
نِظَامًا، وَلا هِيَ غَيْرُهَا كَلامًا.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: صَنَّفَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ "الدُّرَّةَ
الْيَتِيمَةَ" الَّتِي لَمْ يُصَنَّفْ مِثْلُهَا فِي فَنِّهَا،
وَقَدْ سُئِلَ: مَنْ أَدَّبَكَ؟ قَالَ: نَفْسِي، كُنْتُ إِذَا
رَأَيْتُ مِنْ غَيْرِي حُسْنًا أَتَيْتُهُ، وَإِذَا رَأَيْتُ
قَبِيحًا أَبَيْتُهُ.
وَيُقَالُ: كَانَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ عِلْمُهُ أَكْثَرُ مِنْ
عَقْلِهِ. وَهُوَ الَّذِي وَضَعَ كِتَابَ "كَلِيلَةَ وَدِمْنَةَ"
فِيمَا قِيلَ، وَالأَصَحُّ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي عَرَّبَهُ مِنَ
الْفَارِسِيَّةِ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: جَاءَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ إِلَى
عِيسَى بْنِ عَلِيٍّ فقال: أريد أن أسلم على يديك، فَقَالَ:
لِيَكُنْ ذَلِكَ بِمَحْضَرٍ مِنْ وُجُوهِ النَّاسِ غَدًا، ثُمَّ
جَلَسَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ وَهُوَ يَأْكُلُ وَيُزَمْزِمُ عَلَى
دِينِ الْمَجُوسِيَّةِ فَقَالَ لَهُ عِيسَى: أَتُزَمْزِمُ وَأَنْتَ
تُرِيدُ أَنْ تُسْلِمَ قَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَبِيتَ عَلَى غَيْرِ
دِينٍ. وَكَانَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ يُتَّهَمُ بِالزَّنْدَقَةِ1.
وَعَنِ الْمَهْدِيِّ قَالَ: مَا وَجَدْتُ كِتَابَ زَنْدَقَةٍ إِلا
وَأَصْلُهُ ابْنُ الْمُقَفَّعِ.
وَقِيلَ: إِنَّ ابْنَ الْمُقَفَّعِ كَانَ يَنَالُ مِنْ مُتَوَلِّي
الْبَصْرَةِ سُفْيَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ
الْمُهَلَّبِ وَيُسَمِّيهِ ابْنَ الْمُغْتَلِمَةِ، فَحَنَقَ
عَلَيْهِ وَقَتَلَهُ بِإِذْنِ الْمَنْصُورِ، وَلِكَوْنِهِ كَتَبَ
فِي تَوَثُّقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ مِنَ الْمَنْصُورِ
يَقُولُ: وَمَتَى غَدَرَ بِعَمِّهِ فَنِسَاؤُهُ طَوَالِقُ،
وَعَبِيدُهُ أَحْرَارٌ، وَدَوَابُّهُ حُبُسٌ، وَالْمُسْلِمُونَ فِي
حِلٍّ مِنْ بَيْعَتِهِ. فَلَمَّا وَقَفَ الْمَنْصُورُ عَلَى ذَلِكَ
عَظُمَ عَلَيْهِ وَكَتَبَ إِلَى سُفْيَانَ يَأْمُرُهُ بِقَتْلِهِ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: دَخَلَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ عَلَى
سُفْيَانَ وَقَالَ: أَتَذْكُرُ مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي أُمِّي؟
قَالَ: أُنْشِدُكَ اللَّهَ أَيُّهَا الأَمِيرُ فِي نَفْسِي،
فَأَمَرَ لَهُ بتنور فَسُجِّرَ ثُمَّ قَطَّعَ أَرْبَعَتَهُ ثُمَّ
سَائِرَ أَعْضَائِهِ وَأَلْقَاهَا فِي التَّنُّورِ، وَهُوَ
يَنْظُرُ، وَقَالَ: لَيْسَ عَلَيَّ فِي الْمُثْلَةِ بِكَ حَرَجٌ
لِأَنَّكَ زِنْدِيقٌ قَدْ أَفْسَدْتَ النَّاسَ، فَسَأَلَ
سُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ وَعِيسَى عَنْهُ فَقِيلَ: إِنَّهُ دَخَلَ
دَارَ سُفْيَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ سَلِيمًا وَلَمْ يَخْرُجْ،
فَخَاصَمَاهُ إِلَى الْمَنْصُورِ وَأَحْضَرَاهُ مُقَيَّدًا
فَشَهِدَ شُهُودٌ بِالْحَالِ فَقَالَ الْمَنْصُورُ: أَرَأَيْتُمْ
إِنْ قَتَلْتُ سُفْيَانَ، فَخَرَجَ ابْنُ المقفع من هذا المجلس
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "6/ 406".
(9/124)
أَأَقْتُلُكُمْ بِسُفْيَانَ؟ فَنَكَلُوا
عَنِ الشَّهَادَةِ كُلُّهُمْ وَعَلِمُوا أنه بِرِضَا الْمَنْصُورِ.
وَيُقَالُ: إِنَّ ابْنَ الْمُقَفَّعِ عَاشَ سِتًّا وَثَلاثِينَ
سَنَةً. وَحَكَى الْبَلاذْرِيُّ أَنَّ سُفْيَانَ ألقاه في بئر.
قيل: أَدْخَلَهُ حَمَّامًا وَأَغْلَقَهُ عَلَيْهِ. وَقِيلَ: إِنَّ
قَتْلَهُ كَانَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: فِي نَحْوِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ.
وَكَانَ اسْمُ أَبِيهِ دَاذَوَيْهِ، وَكَانَ كَاتِبًا، وَلِيَ
لِلْحَجَّاجِ خَرَاجَ فَارِسٍ فَخَانَ وَأَخَذَ مِنَ الأَمْوَالِ
فَعَذَّبَهُ الْحَجَّاجُ فَتَقَفَّعَتْ يَدُهُ فَلُقِّبَ
الْمُقَفَّعَ. وَقِيلَ: بَلِ الَّذِي عَذَّبَهُ يُوسُفُ بْنُ
عُمَرَ الثَّقَفِيُّ الأَمِيرُ.
وَالْمُقَفَّعُ: بِفَتْحِ الْفَاءِ، الصَّحِيحُ.
وَقَالَ ابْنُ مَكِّيٍّ فِي كِتَابِ تَثْقِيفِ اللِّسَانِ:
يَقُولُونَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ، وَالصَّوَابُ بِكَسْرِ الْفَاءِ
لِأَنَّهُ كَانَ يَعْمَلُ الْقِفَاعَ وَيَبِيعُهَا وَهِيَ قِفَافُ
الْخُوصِ.
258- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ1 –ق- أَبُو عَبْدِ
الْجَلِيلِ. وَيُقَالُ: أَبُو إِسْحَاقَ. وَيُقَالُ: أبو ليلى.
وقال أبو أحمد الحاكم: روى عَنْ مُجَاهِدٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَبِي حُرَّةَ. وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ
الْوَاسِطِيُّ وَوَكِيعٌ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
259- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بن فنطس الهذلي2. مدني مقل.
له عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ. وعنه ابن
أبي ذئب والثوري وحاتم بن إسماعيل وعلي ابن ثابت. قال ابن معين:
صالح.
260- عبد الله بن يزيد بن آدم الدمشقي3.
عَنْ أَبِي أُمَامة وواثلة بْن الأسقع وأنس بن مالك وَحَدَّثَ
بِالْجَزِيرَةِ.
رَوَى عَنْهُ فَيَّاضُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ وَكَثِيرُ بْنُ
مَرْوَانَ وَطَلْحَةُ بْنُ يَزِيدَ الرَّقِّيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أَحَادِيثُهُ مَوْضُوعَةٌ. قدم
بغداد أيام المنصور.
__________
1 تهذيب التهذيب "6/ 48"، والجرح والتعديل "5/ 178"، والمجروحين
"2/ 32"، والمتروكين "66".
2 لسان الميزان "6/ 485"، والجرح "5/ 197".
3 ميزان الاعتدال "2/ 526".
(9/125)
261- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ
الثَّقَفِيُّ1.
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَسَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ
وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمُحَمَّدُ بْنُ
يَزِيدَ الْوَاسِطِيَّانِ.
262- عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ حُمَيْدٍ أَبُو مَالِكٍ
الْيَحْصُبِيُّ2 –ن- المصري.
عَنِ الزُّهْرِيِّ وَأَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ
عَجْلانَ -وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ- وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَابْنُ
وَهْبٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسَ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
263- عَبْدُ الْجَلِيلِ بن عطية أبو صالح القيسي البصري3 -د ن-
عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَابْنِ بُرَيْدَةَ وَجَعْفَرِ بْنِ
مَيْمُونَ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَجَمَاعَةٌ. وَسَيَأْتِي فِي
الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
264- عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ وَاصِلٍ أَبُو وَاصِلٍ
الْبَاهِلِيُّ4.
أَرْسَلَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وله عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ -مَعَ
تَقَدُّمِهِ- وَشُعْبَةُ وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْحَرَّانِيُّ
وَعَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ. قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
265- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بن
الحارث القرشي5 –م4- العامري المدني.
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. يُقَالُ لَهُ: عَبَّادٌ. وَقِيلَ: بَلْ هُمَا
أَخَوَانِ.
رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وعبد الله بن يزيد
مولى المنبعث وأبي عبيدة بن محمد بن عمار. وعنه يَزِيدُ بْنُ
زُرَيْعٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وابن علية وعبد الله بن رجاء
المكي لا الْغُدَانِيُّ.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 232".
2 تقريب التهذيب "1/ 435"، والثقات "8/ 421".
3 ميزان الاعتدال "2/ 535"، والجرح والتعديل "6/ 33" والتاريخ لابن
معين "2/ 341".
4 التاريخ الكبير "6/ 45"، والجرح والتعديل "6/ 45".
5 تهذيب التهذيب "6/ 137"، والتاريخ لابن معين "2/ 344".
(9/126)
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِهِ
بَأْسٌ. وقال أبو داود: هو عباد.
وقال ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ آخَرُ: كَانَ كَثِيرَ الْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ شَاعِرًا
فَصِيحًا مُفَوَّهًا.
وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ قَدَرِيًّا فَنَفَاهُ
أَهْلُ الْمَدِينَةِ.
266- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الله بن
عياش1 -4- بن أبي ربيعة المخزومي وَأَبُو الْحَارِثِ الْمَدَنِيُّ.
وَهُوَ وَالِدُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهُ.
عَنْ طَاوُسٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُهُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ
بِلالٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وَابْنُ وَهْبٍ
وَجَمَاعَةٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شيخ.
267- عبد الرحمن بن حرملة2 –م4- بن عمرو وَأَبُو حَرْمَلَةَ
الأَسْلَمِيُّ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَحَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ
وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ
جَعْفَرٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ وَخَلْقٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حاتم: لا
يحتج به. وضعفه يَحْيَى الْقَطَّانُ وَلَيَّنَهُ الْبُخَارِيُّ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
268- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ
الْجَيْشَانِيُّ3، أَبُو سَلَمَةَ.
وَلِيَ قَضَاءَ مِصْرَ وَالْقِصَصَ ثُمَّ عُزِلَ وَوَلِيَ دِيوَانَ
الْجُنْدِ. وَجَدُّهُ مِنْ فُضُلاءِ الْمِصْرِيِّينَ اسْمُهُ
سُفْيَانُ بْنُ هَانِئٍ الْمُعَافِرِيُّ حَلِيفُ بَنِي جَيْشَانَ.
مَاتَ عَبْدُ الرحمن في سنة ثلاث وأربعين ومائة.
__________
1 التهذيب "6/ 155"، وميزان الاعتدال "2/ 554".
2 الضعفاء الصغير "70"، والمشاهير "137".
3 انظر: كتاب "الولاة والقضاة" "ص/ 353".
(9/127)
* عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ
نِسْطَاسٍ الثَّعْلَبِيُّ الْعَامِرِيُّ1، أَبُو يَعْفُورٍ،
يَأْتِي فِي الْكُنَى.
269- عَبْدُ الرحمن بن عطية المدني2 –د- صَاحِبُ الشَّارِعَةِ
أَرْضٌ بِالْمَدِينَةِ.
رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ. وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَسُلَيْمَانُ
بْنُ بِلالٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ
النَّسَائِيُّ. وَهُوَ مُقِلٌّ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
270- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ قَيْسٍ الْعَتَكِيُّ3، أَبُو رَوْحٍ.
بَصْرِيٌّ.
عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكٍ وَيَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ. وَعَنْهُ
صَالِحٌ أَبُو عَامِرٍ الْخَزَّازُ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَهْبُ
بْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ مَهْدِيٍّ.
271- عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَبُو أُمَيَّةَ السِّنْدِيُّ4. مَوْلَى
سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الملك وكاتب عُمَرَ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ.
رَوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَسَكَنَ فِلَسْطِينَ بِنَابُلْسَ.
رَوَى عَنْهُ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ وَسَوَّارُ بْنُ عُمَارَةَ
الرَّمْلِيَّانُ وَعِرَاكُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
272- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَرْزُوقٍ الدِّمَشْقِيُّ5.
عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَنَافِعٍ
وَغَيْرِهِمْ. وعنه سعيد بن أبي أيوب والهيثم بن حُمَيْدٍ. لا
أَعْلَمُ بِهِ بَأْسًا.
273- عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ6 -د ت ق- مِنْ مَوَالِي أهل
المدينة. سكن مصر. ويقال: اسمه يحيى.
__________
1 التهذيب "6/ 225".
2 الجرح والتعديل "5/ 272".
3 التاريخ الكبير "5/ 339"، والجرح والتعديل "5/ 378".
4 الجرح والتعديل "5/ 305".
5 تهذيب التهذيب "6/ 268".
6 ميزان الاعتدال "2/ 607".
(9/128)
رَوَى عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ
الْجُهَنِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي
أَيُّوبَ وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ زَاهِدًا عَابِدًا مُجَابَ الدَّعْوَةِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
274- عَبْدُ السَّلامِ بْنُ أَبِي الْجَنُوبِ الْمَدَنِيّ1 –ق-.
عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَابْنِ شِهَابٍ. وَعَنْهُ ابْنُ
إِسْحَاقَ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَأَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ وَعِيسَى
بْنُ يُونُسَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ
أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.
275- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْن عَبْد اللَّه بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ2، الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ
الْمَدَنِيُّ.
وَالِدُ الزَّاهِدِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ. رَوَى عَنْ
عَمِّهِ سالم وأبي بكر بن حزم. وعن ابْنُهُ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ
وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
وَكَانَ أَحَدَ مَنْ قَامَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ حَسَنٍ، فَلَمَّا قُتِلَ مُحَمَّدٌ أَتَوْا بِهَذَا
مُقَيَّدًا إِلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ صِلْ رَحِمِي وَاعْفُ عَنِّي وَاحْفَظْ فِيَّ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَعَفَا عَنْهُ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: كَانَ نَبِيهًا وَجِيهًا مِنْ
أَحْسَنِ الرِّجَالِ وَأَبْرَعَهُمْ جَمَالا.
276- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بن عبد العزيز3 –ع- بن مروان
الأموي أبو محمد.
حَدَّثَ بِالْكُوفَةِ عَنْ أَبِيهِ وَمُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ
وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَعَلِيُّ بْنُ
مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَخَلْقٌ. وَكَانَ مِنْ
ثِقَاتِ الْعُلَمَاءِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ عَلَى الصَّحِيحِ.
277- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ قَرِيرٍ4 الْعَبْدِيُّ البصري –بخ-
أخو عبد الملك له عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وعطاء. وعنه
الثوري ورواد بن الجراح وضمرة.
__________
1 تهذيب التهذيب "6/ 351"، والتاريخ لابن معين "2/ 364".
2 الجرح والتعديل "5/ 386"، وتهذيب التهذيب "6/ 344".
3 التاريخ الكبير "6/ 21"، وتاريخ أبي زرعة "6/ 569".
4 التاريخ الكبير "6/ 18"، والجرح والتعديل "5/ 392"، والخلاصة
"241".
(9/129)
قال ربيعة وآخرون: وثقه النسائي. وكان
بعسقلان. ووثقه أيضا ابن معين. وقال أبو حاتم: كانوا يظنون قديما
أَنَّ رِوَايَةَ مَالِكِ بْنِ عبد الملك بن قرير وَهْمٌ وَإِنَّمَا
سَمِعَ مِنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ قَرِيرٍ الْبَصْرِيِّ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: رَوَى مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ قَرِيرٍ وَإِنَّمَا هو ابن قريب.
قال الأصمعي: سمع من مالك، ولما سمع هذا يَحْيَى بْنَ بُكَيْرٍ
قَالَ: غَلَطَ ابْنُ مَعِينٍ.
278- عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ وَهْبٍ1 -4- وَهُوَ عَبْدُ الْمَجِيدِ
بْنُ أَبِي بُرَيْدٍ الْعُقَيْلِيُّ الْعَامِلِيُّ أَبُو عَمْرٍو.
عَنِ الْعَدَّاءِ بْنِ خَالِدٍ الصَّحَابِيِّ. وَعَنْهُ عَبَّادُ
بن ليث الراسي وَوَكِيعٌ وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ
وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
279- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بَشِيرٍ الْبَصْرِيُّ2 -د ت ن-
نَزَلَ الْمَدَائِنَ.
رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسَاوِرٍ وَحْفَصَةَ
بِنْتِ سِيرِينَ. وعنه الثوري وزهير بن معاوية وعبد الرحمن
المحاربي وجماعة وثقوه.
280- عبد الملك بن سعيد بن حيان3 -م د ن- بن أبجر الهمذاني الكوفي.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ بْنِ وَاثِلَةَ وَالشَّعْبِيِّ
وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ وجماعة. كان ثِقَةً صَالِحًا
خِيَارًا لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِينَ حَدِيثًا، بَلَغَنَا أَنَّ
رَجُلا قَالَ لَهُ: أَشْتَهِي أن أمرض، فقال: كل سمكًا مالحًا
وَاشْرَبْ نَبِيذًا مَرِيًّا وَاقْعُدْ فِي الشَّمْسِ
وَاسْتَمْرِضِ اللَّهَ تَعَالَى. إِسْنَادُهَا صَحِيحٌ.
وَهُوَ وَالِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
قَالَ زهير بن معاوية قَالَ لي ابن أبجر: إِذَا أكلت الجزر نيئا
أكلك ولم تأكله، وَإِذَا أكلته مطبوخا لم تأكله ولم يأكلك، وَإِذَا
أكلته مشويا أكلته ولم يأكلك.
__________
1 تهذيب التهذيب "6/ 383"، والجرح والتعديل "6/ 63".
2 المعرفة والتاريخ "2/ 638"، والجرح والتعديل "5/ 344".
3 التاريخ الكبير "5/ 416"، والتهذيب "6/ 394".
(9/130)
281- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي
سُلَيْمَانَ1 –م4- وَاسْمُ أَبِيهِ مَيْسَرَةُ الْعَرْزَمِيُّ
الْكُوفِيُّ، أَحَدُ الْحُفَّاظِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ
عَبْدِ الْحَمِيدِ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ
وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ شُعْبَةُ يُعْجَبُ
مِنْ حِفْظِ عَبْدِ الْمَلِكِ بن أبي سليمان.
وقال أحمد والنسائي: ثقة. واستشهد به البخاري. وقد أنكر عليه
شُعْبَةُ حَدِيثَهُ فِي الشُّفْعَةِ وَهُوَ حَدِيثٌ صَالِحُ
الإِسْنَادِ2.
تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ إِلا أَنَّهُ رَفَعَ أَحَادِيثَ عَنْ
عَطَاءٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَدِيثُهُ فِي الشُّفْعَةِ أَنْكَرَهُ
عَلَيْهِ النَّاسُ ولكنه ثِقَةٌ لا يُرَدُّ عَلَى مِثْلِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ.
وَقَالَ أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ: قُلْتُ لِشُعْبَةَ: مَالَكَ لا
تُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ؟ قَالَ:
تَرَكْتُ حَدِيثَهُ، قُلْتُ: تُحَدِّثُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَرْزَمِيِّ وَتَدَعُهُ وَقَدْ كَانَ حَسَنَ
الْحَدِيثِ! قَالَ: مِنْ حُسْنِهَا فَرَرْتُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ أَيْضًا: كَانَ ثِقَةً.
282- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جُرَيْجٍ -ع-
أبو الوليد وأبو خالد الرومي، مولى بني أمية وعالم أَهْلِ مَكَّةَ.
وَكَانَ أَحَدَ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ. وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ
التَّصَانِيفَ فِي الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ
وطاوس وعمرو بن شعيب ونافع
__________
1 تهذيب التهذيب "6/ 396"، وميزان الاعتدال "2/ 256"، وتاريخ خليفة
"423"، والمجروحين "1/ 290".
2 قلت: وهو حديث "الجار أحق بشفعة جاره، ينتظر بها وإن كان غائبًا،
إذا كان طريقهما واحدًا".
وهو حديث صحيح: أخرجه أبو داود "8/ 35"، والترمذي "1369"، وابن
ماجه "2494".
(9/131)
وَالزُّهْرِيِّ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ
أُمَيَّةَ وَالْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ وَابْنِ طَاوُسٍ وَعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ مُسَافِعٍ وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وَالْقَاسِمِ
بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَنَافِعٍ وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَعَبَدَةَ
بْنِ أَبِي لُبَابَةَ وَابْنِ أَبِي مكية وَخَلْقٍ مِنَ
التَّابِعِينَ وَأَتْبَاعِهِمْ.
وَكَانَ مَوْلِدُهُ بَعْدَ سنة سبعين. وعنه السُّفْيَانَانِ
وَابْنُ عُلَيَّةَ، وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَابْنُ وَهْبٍ
وَحَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو عَاصِمٍ وَرَوْحُ بْنُ
عُبَادَةَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ وَخَلْقٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ جُرَيْجٌ أَحَدَ أَوْعِيَةِ
الْعِلْمِ.
قَالَ أَبُو غَسَّانَ رُبَيْحٌ: سَمِعْتُ جَرِيرًا يَقُولُ: كَانَ
ابْنُ جُرَيْجٍ يَرَى الْمُتْعَةَ، تَزَوَّجَ بِسِتِّينَ
امْرَأَةً.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ:
كُنْتُ أَتَتَبَّعُ الأَشْعَارَ الْعَرَبِيَّةَ وَالأَنْسَابَ،
فَقِيلَ لِي: لَوْ لَزِمْتَ عَطَاءً، قَالَ: فَلَزِمْتُهُ ثمانية
عشر عامًا.
قال يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنِ ابْنُ جُرَيْجٍ عِنْدِي
بِدُونِ مَالِكٍ فِي نَافِعٍ. وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَمْ
يَكُنْ فِي الأَرْضِ أَعْلَمَ بِعَطَاءٍ مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
وَبَلَغَنَا أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ مَا سَمِعَ مِنَ الزُّهْرِيِّ
شَيْئًا إِنَّمَا أَخَذَ عَنْهُ مُنَاوَلَةً وَإِجَازَةً. قُلْتُ:
وَسَمِعَ مِنْ مُجَاهِدٍ حَرْفَيْنِ مِنَ الْقِرَاءَاتِ وَسَمِعَ
مِنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ لا مِنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ، عَلَى أَنَّ أَبَا عِيسَى التِّرْمِذِيَّ رَوَى حَدِيثًا
مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عِكْرِمَةَ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَلاةً
مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيّ: ثنا
بَكْرُ بْنُ كُلْثُومٍ السُّلَمِيُّ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا ابْنُ
جُرَيْجٍ الْبَصْرَةَ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَحَدَّثَ
عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ بِحَدِيثٍ فَأَنْكَرَهُ عَلَيْهِ
النَّاسُ فَقَالَ: مَا تُنْكِرُونَ عَلَيَّ فِيهِ لَزِمْتُ عَطَاءً
عِشْرِينَ سَنَةً فَرُبَّمَا حَدَّثَنِي عَنْهُ الرَّجُلُ
بِالشَّيْءِ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ.
قَالَ الْعَيْشِيُّ: سُمِّيَ ابْنُ جُرَيْجٍ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ
مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ غَنْدَرًا فَإِنَّهُ بَقِيَ يُكْثِرُ
الشَّغَبَ عَلَيْهِ فَقَالَ: اسْكُتْ يَا غُنْدَرُ، وَأَهْلُ
الْحِجَازِ يسمون المشغب غندرًا.
قال ابْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَلْقَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَهْبَ بْنَ
مُنَبِّهٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ: لَمْ يَسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَبِي
الزِّنَادِ وَلا سَمِعَ مِنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ زَكَاةَ مَالِ
الْيَتِيمِ. قُلْتُ: مَعَ اتِّفَاقِهِمْ عَلَى ثِقَةِ ابْنِ
جُرَيْجٍ كَانَ رُبَّمَا دَلَّسَ. وَكَانَ صَاحِبَ تَعَبُّدٍ
وَخَيْرٍ، وَمَا زَالَ يَطْلُبُ الْعِلْمَ حَتَّى شَاخَ. وَقِيلَ:
إِنَّهُ جَاوَزَ الْمِائَةَ، وَلَمْ يَصِحَّ ذَلِكَ بَلْ وَلا
جَاوَزَ الثمانين.
(9/132)
قَالَ خَالِدُ بْنُ نَزَارٍ الأَيْلِيُّ:
خَرَجْتُ بِكُتُبِ ابْنِ جُرَيْجٍ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ
فَوَجَدْتُهُ قَدْ مَاتَ.
قُلْتُ: فِيهَا أَرَّخَ مَوْتَهُ الْوَاقِدِيُّ وَزَادَ فَقَالَ:
فِي عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ مِنْهَا. وَكَذَا أَرَّخَهُ فِيهَا
جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ: أَبُو نُعَيْمٍ وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ
وَابْنُ سَعْدٍ وَخَلِيفَةُ. وَأَمَّا ابْنُ الْمَدِينِيِّ
فَقَالَ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ، وَهَذَا وَهْمٌ.
283- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ1 -د ت ن- بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْرَمَةَ أَبُو نَوْفَلٍ القرشي العامري
المدني.
عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ وَأَبِي عِصَامٍ
الْمُزَنِيِّ. وَعَنْهُ أَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ يَحْيَى وَابْنُ
عُيَيْنَةَ وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الأَزْدِيُّ صَاحِبُ الْفُتُوحِ وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
284- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ المكي2 -خ م ن- مَوْلَى
بَنِي مَخْزُومٍ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَابْنِ أَبِي
مُلَيْكَةَ وَأَبِي بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ. وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَوَكِيعٌ
وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى. وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ
ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ
النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
285- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ الْقُرَشِيُّ3 -م ت ن-.
عَنْ عَمِّهِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ
مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَهُوَ أكبر منه وَعَبْدُ الْعَزِيزِ
وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَغَيْرُهُمَا. صَدُوقٌ مُقِلٌّ.
286- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ الْمَدَنِيُّ4 –ق4-.
عَنْ ذَكْوَانَ مَوْلَى عَائِشَةَ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ
وسعد بن إبراهيم. وعنه عبد العزيز
__________
1 تهذيب التهذيب "6/ 428"، والجرح والتعديل "5/ 372".
2 تهذيب التهذيب "6/ 433"، والمعرفة والتاريخ "1/ 543-544".
3 تهذيب التهذيب "6/ 434"، والجرح والتعديل "6/ 20".
4 تقريب التهذيب "1/ 487"، وتاريخ بغداد "11/ 5".
(9/133)
ابن الماجشون والراوردي وَغَيْرُهُمَا.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. لَهُ أَحَادِيثُ
قَلِيلَةٌ.
287- عُبَيْدُ الله بن الأخنس1 –ع- أبو مالك النخعي الكوفي الجزار.
عن ابن بريدة وابن ملكية وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَنَافِعٍ.
وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وروح بن عبادة بْنُ بَكْرٍ
السَّهْمِيُّ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
288- عُبَيْدُ الله بن عمر بن حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ2.
الإِمَامُ الثَّبْتُ أَبُو عُثْمَانَ الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ
الْمَدَنِيُّ أَحَدُ عُلَمَاءِ الْمَدِينَةِ. وَهُوَ أَخُو عَبْدِ
اللَّهِ وَعَاصِمٍ وَأَبِي بَكْرٍ.
روى عن أم خالد بنت سَعِيدٍ الصَّحَابِيَّةِ، وَعَنِ الْقَاسِمِ
وَسَالِمٍ وَعَطَاءٍ وَالْمَقْبُرِيِّ ونافع والزهري ووهب بن كيسان
وطائفة. عنه شُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَالسُّفْيَانَانِ وَبِشْرُ
بْنُ الْمُفَضَّلِ وَأَبُو أُسَامَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَعَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَخَلْقٌ
كَثِيرٌ.
وَكَانَ سَيِّدًا شَرِيفًا، صَالِحًا، متعبدًا، ثِقَةً، حُجَّةً
بِالإِجْمَاعِ، وَاسِعَ الْعِلْمِ. اعْتَزَلَ فِتْنَةَ ابن حَسَنٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ:
عُبَيْدُ اللَّهِ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ الذَّهَبُ
الْمُشَبَّكُ بِالدُّرِّ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
289- عُبَيْدُ اللَّهِ بن أبي زياد المكي3 -د ت ق- القداح أبو
الحصين.
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ وَسَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَشَهْرٍ وَالْقَاسِمِ وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَيَحْيَى
الْقَطَّانُ وَأَبُو عَاصِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ
الْبَرْسَانِيُّ وَآخَرُونَ.
قَالَ أحمد: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صالح. ولينه بعضهم.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 373"، والمعرفة والتاريخ "3/ 36".
2 تاريخ أبي زرعة "1/ 182"، ومشاهير علماء الأمصار "132"، وتذكرة
الحفاظ "1/ 160".
3 ميزان الاعتدال "3/ 8"، وتقريب التهذيب "1/ 533".
(9/134)
وقال ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ بِهِ
شَيْئًا مُنْكَرًا.
قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ
وَمِائَةٍ.
290- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَيْزَارِ الْمَازِنِيُّ1.
بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
لَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ومعاذ الْعَدَوِيَّةِ والقاسم بن
محمد. وعنه يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ
ويحيى القطان. وثقه غير واحد.
291- عبيد الله بن الوليد الوصافي2 -ت ق- إسماعيل الكوفي.
أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ. رَوَى عَنْ طَاوُسٍ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي
رَبَاحٍ وَعَطِيَّةَ. وَعَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ
وَالْمُحَارِبِيُّ وَوَكِيعٌ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ
مَتْرُوكٌ.
292- عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ، الْهَاشِمِيُّ3.
أَخُو عُمَرَ وعبد الله وجعفر وَأُمُّ كُلْثُومٍ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَخَالَيْهِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيٍّ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَابْنُ الْمُبَارَكِ
وَأَبُو يُوسُفَ وَآخَرُونَ. وَلَهُ عِدَّةُ أَوْلادٍ.
وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ جُرْحَةً. وَلا رِوَايَةً لَهُ فِي الْكُتُبِ
السِّتَّةِ.
293- عُبَيْدُ بْنُ أبي أمية الطنافسي4 –ت- الكوفي اللحام أبو
الفضل.
وَالِدُ الْمُحَدِّثِينَ عُمَرَ وَمُحَمَّدٍ وَيَعْلَى
وَإِبْرَاهِيمَ وَإِدْرِيسَ.
يروي عن الشعبي وأبي بردة وأبي بكر ابني أبي موسى وَالْحَكَمِ بْنِ
عُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ عُمَرُ وَيَعْلَى
وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ.
قال أبو زرعة: ليس به بأس.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 394"، والجرح والتعديل "5/ 330".
2 التهذيب "7/ 55"، والجرح والتعديل "5/ 336".
3 تقريب التهذيب "1/ 500"، والثقات "7/ 151".
4 التاريخ الكبير "5/ 441"، والتهذيب "7/ 59".
(9/135)
294- عبيدة بن معتب الضبي الكوفي1 -د ت ق-.
عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ
شُعْبَةُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ وَسَعْدُ بْنُ
الصَّلْتِ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ. ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ
وَالنَّسَائِيُّ. وَلَمْ يُتْرَكْ.
295- عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ2 الْهَمْدَانِيُّ -4- أَبُو
الْعَبَّاسِ الأُرْدُنِيُّ الطَّبَرَانِيُّ.
سَمِعَ مَكْحُولا وَعُبَادَةُ بْنُ نَسِيٍّ وَقَتَادَةُ، سَمِعَ
مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى فَلَعَلَّهُمَا
اثْنَانِ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَبَقِيَّةُ وَابْنُ شَابُورٍ
وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ مَرْوَانُ
الطَّاطَرِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ مِنْ أَهْلِ الأُرْدُنِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ وَآخَرُ عَنِ ابْنِ معين: ثقة. وروى ابن أبي
خثيمة عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَكَذَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَ
دُحَيْمٌ: لا أَعْلَمُهُ إِلا مُسْتَقِيمَ الْحَدِيثِ.
وَعَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ لَيَّنَهُ.
296- عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب3، بْنِ الْحَارِثِ
الْقُرَشِيُّ الْجُمَحِيُّ.
مَدَنِيٌّ نَزَلَ الْكُوفَةَ. رَأَى ابْنَ عُمَرَ يحفي شاربه
وَأَجْلَسَهُ ابْنُ عُمَرَ فِي حِجْرِهِ.
رَوَى عَنْ جَدِّهِ وَعَنْ أُمِّهِ عَائِشَةَ بِنْتِ قُدَامَةَ
بْنِ مَظْعُونٍ. وَعَنْهُ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَمَرْوَانُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، قَدْ رَوَى عَنْهُ
ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَحَادِيثُ مُنْكَرَةٌ.
297- عُثْمَانُ بن الأسود الجمحي4 –ع- مَوْلاهُمُ الْمَكِّيُّ.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَطَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ المبارك
__________
1 التقريب "1/ 510"، وتاريخ الدوري "2/ 388"، وأبو زرعة الرازي
"680"، والكامل "5/ 353".
2 التقريب "2/ 6"، أحوال الرجال "309"، والثقات "7/ 271"، وتاريخ
الدوري "2/ 389".
3 التاريخ الكبير "6/ 212"، ميزان الاعتدال "3/ 30".
4 ميزان الاعتدال "3/ 59"، خلاصة تذهيب الكمال "262"، شذارت الذهب
"1/ 230".
(9/136)
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو عَاصِمٍ
وَالْخُرَيْبِيُّ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَخَلْقٌ.
وَثَّقَهُ الْقَطَّانُ.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوَ عِشْرِينَ حَدِيثًا. قَالَ
خَلِيفَةُ: مات سنة وَأَرْبَعِينَ. وَقِيلَ: سنة خمسين ومائة.
298- عُثْمَانُ بْنُ عمر بن موسى1 -د ق- بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ مَعْمَرٍ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ وسالم مولى
ابن مطيع والقاسم بن مُحَمَّد.
وَعَنْهُ ابنه عُمَر وَعَبْد الواحد بن زياد وَمُحَمَّدِ بْنِ
رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيِّ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ.
وَوَلِيَ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ مَرْوَانَ، ثُمَّ
وَلاهُ الْمَنْصُورُ قَضَاءَهُ فَكَانَ مَعَهُ حَتَّى مَاتَ
بِالْحِيرَةِ قَبْلَ أَنْ تُبْنَى بَغْدَادُ، وَكَانَ صَدُوقًا.
299- عُثْمَانُ بْنُ عُمَيْرٍ2 -د ت ق- أبو اليقظان الكوفي الأعمى.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي وَائِلٍ وَإِبْرَاهِيمَ
النَّخَعِيِّ وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ.
وعن الأَعْمَشُ وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ
وَشَرِيكٌ وَغَيْرُهُمْ، وَهُوَ ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ
الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ يُؤْمِنُ بِالرَّجْعَةِ. وَقَالَ
النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ:
رَدِيءُ الْمَذْهَبِ غَالٍ فِي التَّشَيُّعِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ الأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ،
وَأَنَا أَسْتَبْعِدُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَوْ تَأَخَّرَ لَحَمَلَ
عَنْهُ مِثْلُ وَكِيعٍ وَأَبِي مُعَاوِيَةَ.
300- عَدِيُّ بْنُ حَنْظَلَةَ3، أَبُو طَلْقٍ الزُّهْرِيُّ
الأَعْمَى.
عَنْ جَدَّتِهِ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَحَفْصُ بْنُ
غِيَاثٍ والخريبي وآخرون.
__________
1 التقريب "2/ 16"، والجرح والتعديل "6/ 159".
2 المجروحين "2/ 95"، والميزان "3/ 50"، والجرح والتعديل "6/ 161".
3 التاريخ الكبير "7/ 45"، والجرح "7/ 3".
(9/137)
301- عَرِيفُ بْنُ دِرْهَمٍ أَبُو
هُرَيْرَةَ1، الْكُوفِيُّ النَّبَّالُ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَجَبَلَةَ
بْنِ سُحَيْمٍ. وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ
وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ
أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ لَيْسَ بِالْمَتِينِ عِنْدَهُمْ.
302- عُزْرَةُ بْنُ قَيْسٍ2، شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
رَوَى عَنْ أُمِّ الْفَيْضِ أَنَّهَا سَأَلْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ.
رَوَى عَنْهُ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ وَمُسْلِمُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ.
303- عسل بن سفيان3 -د ت- أبو قرة اليربوعي البصري.
عَنْ عَطَاءٍ وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ.
قَالَ النِّسَائِيُّ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
304- عِصَامُ بْنُ بَشِيرٍ الْكَعْبِيُّ الْحَارِثِيُّ4، أَبُو
الْغَلْبَاءِ الْجَزَرِيُّ.
عَنْ أَنَسٍ وَعَنْ وَالِدِهِ. وَعَنْهُ سَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ
الرَّهَاوِيُّ وَعُمَيْرَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ الرَّهَاوِيُّ
وَالْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: بَلَغَ عَشْرًا وَمِائَةَ سنة، وذكره ابْنُ
حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
وَقِيلَ: بَلَغَ مِائَةً وَسِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً. لَهُ حَدِيثٌ
فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.
305- عَطِيَّةُ بْنُ الْحَارِثِ أَبُو رَوْقٍ الْهَمْدَانِيُّ
الْكُوفِيُّ5 -د ن ق.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ
وَالشَّعْبِيِّ وَالضَّحَّاكِ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَشَرِيكٌ
وَسَيْفٌ التَّمِيمِيُّ وَأَبُو أُسَامَةَ وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ. وَقَالَ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ:
لَيْسَ به بأس.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 44".
2 ميزان الاعتدال "3/ 65".
3 تهذيب التهذيب "7/ 193".
4 التاريخ الكبير "7/ 70"، وتقريب التهذيب "2/ 24"، والجرح "7/
25".
5 تهذيب التهذيب "7/ 224".
(9/138)
306- عُقْبَةُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ
الْكُوفِيُّ1.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. وَعَنْهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
307- عُقَيْلُ بن خالد بن عقيل الإيلي2 –ع- أبو خالد مَوْلَى
عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ زِيَادٍ وَعِرَاكِ بْنِ خَالِدٍ
وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعِكْرِمَةَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ. سَأَلَهُمْ مَسَائِلَ.
وَرَوَى عَنِ الزُّهْرِيِّ فَأَجَادَ وَعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ
وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ وَابْنُ أَخِيهِ سَلامَةُ بْنُ
رَوْحٍ وَاللَّيْثُ وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَابْنُ لَهِيعَةَ
وَمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ الْمِصْرِيُّونَ.
كَانَ إِمَامًا حَافِظًا ثَبْتًا ثِقَةً لازَمَ الزُّهْرِيَّ
حَضَرًا وَسَفَرًا زَمِيلا لَهُ فِي الْمَحْمَلِ.
قَالَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ الأَيْلِيُّ: مَا أَحَدٌ أَعْلَمُ
بِحَدِيثِ الزُّهْرِيِّ مِنْ عُقَيْلٍ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ: عُقَيْلٌ أَقَلُّ خَطَأً مِنْ يُونُسَ. وقال ابْنُ
مَعِينٍ: عُقَيْلٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: قَالَ لِي
الْمَاجِشُونُ: عُقَيْلٌ كَانَ جِلْوَاذًا. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ: ذُكِرَ عِنْدَ يَحْيَى الْقَطَّانِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
سَعْدٍ وَعُقَيْلٌ فَجَعَلَ كَأَنَّهُ يَضَعُهُمَا.
قال أحمد: أيش ينفع هذا هَؤُلاءِ ثِقَاتٌ لَمْ يُخْبِرُهُمَا
يَحْيَى. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: عُقَيْلٌ لَمْ يَكُنْ
بِالْحَافِظِ كَانَ صَاحِبَ كِتَابٍ مَحَلُّهُ الصِّدْقُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
308- عَقِيلٌ –بالفتح- بن معقل بن منبه اليماني3 -د.
عَنْ عَمَّيْهِ وَهْبٍ وَهَمَّامٍ. وَعَنْهُ ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ
وَابْنُ أَخِيهِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ وَهِشَامُ بْنُ
يُوسُفَ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ. وَكَانَ قَدْ قَرَأَ التَّوْرَاةَ
وَالإِنْجِيلَ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ وهو قليل الحديث.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 312".
2 المشاهير "183"، وطبقات خليفة "295"، وشذرات الذهب "1/ 216".
3 التاريخ الكبير "7/ 53"، وتهذيب التهذيب "7/ 255"، والمشاهير
"192".
(9/139)
309- الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ1،
أَبُو عَوْنٍ الْيَامِيُّ الْكُوفِيُّ الزَّاهِدُ.
عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ وَمُجَاهِدٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
سَابِطٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَوَكِيعٌ وَأَبُو
نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو حَاتِمٍ. وَهُوَ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ،
وَكَانَ مِنَ الْخَائِفِينَ.
قِيلَ لَهُ مَرَّةً: مَا هُوَ إِلا عَفْوُ اللَّهِ أَوِ النَّارِ،
فَصَاحَ وَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ.
يُقَالُ: مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
310- الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ الْقُرَشِيُّ2، مَوْلاهُمُ
الإِسْكَنْدَرَانِيُّ الْمِصْرِيُّ الزَّاهِدُ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ
وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ لَهِيعَةَ وَضَمَّامُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ وَرِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ.
عَمِلَ اللَّيْثُ لِلْمَنْصُورِ فَهَجَرَهُ حَتَّى تَابَ.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْمَهْدِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ
مُطَّلِبٍ وَغَيْرِهِ أَنَّ الْعَلاءَ بْنَ كَثِيرٍ كَانَ لا
يَلْقَى أَحَدًا إِذَا قَدِمَ الإِسْكَنْدَرِيَّةَ غَيْرَ
اللَّيْثِ، فَبَلَغَ الْعَلاءَ أَنَّهُ وَلِيَ وَإِنَّمَا وَلِيَ
مَصْلَحَةً للمسلمين، فلما قدم يَتَلَقَّهُ وَمَنَعَ أَصْحَابَهُ.
قَالَ فَدَخَلَ اللَّيْثُ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يَقُمْ لَهُ أَحَدٌ،
فَجَلَسَ إِلَى الْعَلاءِ فَقَالَ: يَا لَيْثُ وُلِّيتَ! فَقَالَ
خِفْتُ عَلَى دَمِي، فَقَالَ: لَسَحَرَةُ فِرْعَوْنَ كَانُوا
أَقْرَبَ عَهْدًا بِالْكُفْرِ مِنْكَ، وَلَهُمْ كَانُوا أَعْلَمَ
بِاللَّهِ مِنْكَ حِينَ قَالُوا: اقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ، قَالَ:
فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ، فَقَالَ الْعَلاءُ لِإِخْوَانِهِ:
خُذُوا بِيَدِ أَخِيكُمْ.
قُلْتُ: وَقَدْ وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَلا شَيْءَ لَهُ فِي
الْكُتُبِ. وَأَصْلُهُ فَارِسِيٌّ وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي
سَهْمٍ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ: قَالَ الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ:
لو أن الدُّنْيَا وضعتني درجة لأحببت أن أبادرها إلى درجة أخرى.
قال علي بن مطلب: كَانَ العلاء بن كثير حَسَنُ الصَّوْتِ
بِالْقُرْآنِ، فَإِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ اسْتَيْقَظَ لَهُ
الْجِيرَانُ لِحُسْنِ صَوْتِهِ، فَخَافَ الْفِتْنَةَ، فَدَعَا
اللَّهَ، فَذَهَبَ صَوْتُهُ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ الْعَلاءُ بْنُ كثير بالإسكندرية
سنة أربع وأربعين ومائة.
__________
1 التاريخ لابن معين "2/ 415"، والمعرفة والتاريخ "3/ 93".
2 تهذيب التهذيب "8/ 190".
(9/140)
311- الْعَلاءُ بْنُ كَثِيرٍ
الدِّمَشْقِيُّ1.
مَوْلَى بَنِي أُمَيَّةَ. نزل الكوفة وحدث عن مكحول. وعنه يَحْيَى
بْنُ حَمْزَةَ وَمُصْعَبُ بْنُ سَلامٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ النَّخَعِيُّ وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
312- الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ الأَسَدِيُّ
الْكُوفِيُّ2 -ع.
عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَإِبْرَاهِيمَ
النَّخَعِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ. وَعُبَيْدُ بْنُ
الْقَاسِمِ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
وَابْنُ فُضَيْلٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
313- عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ3 بْنِ
عَلِيِّ بْن أبي طالب، الْعَلَوِيُّ.
الْمُلَقَّبُ بِالسَّجَّادِ لِفَضْلِهِ وَاجْتِهَادِهِ
وَتَعَبُّدِهِ. وَهُوَ وَالِدُ حُسَيْنٍ الْمَقْتُولُ بِفَخٍّ
وَإِخْوَتُهُ، وَكَانَ يُقَالُ: لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ زَوْجَانِ
أَعْبَدَ مِنْهُ وَمِنْ زَوْجَتِهِ، وَهِيَ بِنْتُ عَمِّهِ
زَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ.
تُوُفِّيَ عَلِيٌّ فِي سَجْنِ الْمَنْصُورِ سَنَةَ خَمْسٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
314- عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ سَالِمُ بْنُ مُخَارِقٍ4 -م د ن
ق- مَوْلَى الْعَبَّاسِ، أَبُو الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ
الْجَزَرِيُّ نَزِيلُ حِمْصٍ.
رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَأَبِي الْوَدَاكِ جَبْرِ بْنِ نَوْفٍ
وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ.
وعنه الثوري ومعاوية بن صالح وفرج بن فضالة وطائفة.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو داود: كان
له رأي سوء كان يرى السيف.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 520"، الضعفاء الصغير "91"، وتهذيب التهذيب
"8/ 191".
2 ميزان الاعتدال "3/ 105"، وطبقات ابن سعد "6/ 243".
3 التاريخ الكبير "6/ 269"، والجرح والتعديل "6/ 179".
4 تاريخ بغداد "11/ 429"، والمشاهير "182"، وميزان الاعتدال "3/
134".
(9/141)
قلت: فقد روى مُعَاوِيَة بْن صالح عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ نَفْسِهِ
فَذَكَرَ تَفْسِيرًا فِي جُزْءٍ كَبِيرٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: رَوَى التَّفْسِيرَ عَنِ ابْنِ عباس
ولم يره.
قال أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: كُنْيَتُهُ أَبُو الْحَسَنِ،
وَقِيلَ: أَبُو طَلْحَةَ، لَيْسَ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَى
تَفْسِيرِهِ الذي يروى عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْهُ.
315- عَلِيُّ بْنُ عبد الأعلى بن عامر الثعلبي1 –ع- الكوفي الأحول
أبو الحسن.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَكَثِيرِ بْنِ
زِيَادٍ. وعنه إبراهيم بن طهمان وهشيم وحكام بن سلم وشجاع بن
الوليد.
قال أحمد: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ
بقوي.
316- علي بن عروة القرشي2 –ق- الدمشقي.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالْمَقْبُرِيِّ وَعَاصِمِ بْنِ
قَتَادَةَ. وَعَنْهُ خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الرَّقِّيُّ
وَمُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الطَّرَائِفِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
تَرَكُوهُ حَتَّى إِنَّ صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ جَزَرَةً قَالَ:
حَدِيثُهُ كَذِبٌ كُلُّهُ.
317- عَمَّارُ بن سعد المرادي3 –د- وقيل: التجيبي المصري.
عن أبي صالح الغفاري عن علي. وله حَدِيثٌ أَرْسَلَهُ عَنْ عُمَرَ.
وَعَنْهُ حَيْوَةُ بْنُ شريح ويحيى وأيوب وابن لهيعة وجماعة. وكان
الْعُلَمَاءِ بِمِصْرَ فِي زَمَانِهِ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
318- عُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ4 -م د
ت ق- بن الخطاب العمري المدني.
عَنْ عَمِّهِ سَالِمٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ
وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ
__________
1 التاريخ الكبر "6/ 286".
2 ميزان الاعتدال "3/ 154"، والجرح والتعديل "6/ 198".
3 التاريخ الكبير "7/ 27"، وتهذيب التهذيب "7/ 401".
4 المشاهير "136"، والميزان "3/ 192".
(9/142)
مُعَاوِيَةَ وَأَحْمَدُ بْنُ بَشِيرٍ
وَأَبُو أُسَامَةَ. وَهُوَ صالح الحديث وقد احتج به مسلم.
قال النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
319- عُمَرُ بْنُ سُوَيْدِ بْنِ غَيْلانَ الثقفي1 –د- وقيل:
العجلي.
عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ وَسَلامَةَ بْنِ سَهْمٍ. وَعَنْهُ
ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ
وَآخَرُونَ. وَهُوَ صَدُوقٌ مُوَثَّقٌ.
320- عُمَرُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ2.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ. وَعَنْهُ
مُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ ووكيع وأبو نعيم. فرق بينهما بعض الحفاظ
وهو إن شاء الله الذي قبله.
321- عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ3 -د ت- مولى غفرة.
أدرك ابن عباس وقد حدث عَنْهُ فَمَا أَدْرِي سَمَاعًا أَمْ لا.
وَلَهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
وَأَبِي الأَسْوَدِ الدَّيْلِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ
وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ ابْنُ لَهِيعَةَ وَبِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ
وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَعَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ
شُعَيْبٍ بْنِ شَابُورٍ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: ليس به بأس لكن أكثر حديثه مراسيل.
قال ابن سعد: كثير الحديث ثقة لا يَكَادُ يُسْنَدُ، كَانَ يُرْسِلُ
حَدِيثَهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَلَهُ
حَدِيثٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَذَاكَ مُرْسَلٌ.
وَهُوَ ابْنُ خَالَةِ رَبِيعَةَ الرائي.
322- عمر بن محمد بن زيد4 -خ م د ن ق- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ العدوي العمري المدني نَزِيلُ عَسْقَلانَ.
عَنْ جَدِّهِ وَحَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ونافع وجماعة. وعنه شعبة
والسفيانان وابن
__________
1 تهذيب التهذيب "7/ 458".
2 التاريخ الكبير "6/ 162"، وتهذيب التهذيب "7/ 458"، والجرح
والتعديل "6/ 113".
3 الضعفاء والمتروكين "81"، والمعرفة والتاريخ "3/ 379".
4 ميزان الاعتدال "3/ 220"، التاريخ لابن معين "2/ 434"، والجرح
والتعديل "6/ 131".
(9/143)
وَهْبٍ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ
الدِّمَشْقِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ وَآخَرُونَ. وَلَهُ عِدَّةُ
إِخْوَةٍ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً وَلَمْ يُعَقِّبْ. وَقَالَ
عَبْدُ الله بن داود الْخُرَيْبِيِّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا قَطُّ
أَطْوَلَ مِنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ كَانَ
يَلْبَسُ دِرْعَ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَكَانَ
يَسْحَبُهَا.
قُلْتُ: كَانَ الْعَبَّاسُ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ
مِنْ بَابَةِ عُمَرَ فِي الطُّولِ الْمُفْرِطِ.
قَالَ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مِنْ
أَفْضَلِ أَهْلِ زَمَانِهِ قَدْرًا وَجَلالَةً، قَدِمَ بَغْدَادَ
وَالْكُوفَةَ وَحَدَّثَ عَنِ ابْنِ عَدِيٍّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ
خَمْسِينَ وَمِائَةٍ بَعْدَ أَخِيهِ أَبِي بَكْرٍ بِقَلِيلٍ.
قُلْتُ: إِخْوَتُهُ أَبُو بَكْرٍ وَعَاصِمٌ وَزَيْدٌ وَوَاقِدٌ.
وَالْخَمْسَةُ قَدْ رَوَوُا الْحَدِيثَ.
323- عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ1 -سِوَى ت.
سَمِعَ أَبَاهُ وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ
وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ
وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: ثَبْتٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ، وَلا
يَحْتَجُّونَ بِهِ.
324- عُمَرُ بْنُ نَافِعٍ الثَّقَفِيُّ2.
عَنْ أَنَسٍ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ
وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو خَبَّابٍ
الْوَلِيدُ بْنُ بُكَيْرٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
325- عُمَرُ بْنُ نُبَيْهٍ الْكَعْبِيُّ3 -م ن.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَاظِ وَجَمْهَانَ الأَسْلَمِيِّ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَأَبُو ضُمْرَةَ.
قَالَ الْقَطَّانُ: لَمْ يكن به بأس.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 199"، والمشاهير "138"، والمعرفة والتاريخ
"1/ 647".
2 تهذيب التهذيب "7/ 500".
3 تقريب التهذيب "2/ 70"، وعلل ابن المديني "268".
(9/144)
326- عُمَرُ بْنُ نَبْهَانٍ الْغُبَرِيُّ1.
عَنِ الْحَسَنِ وَسَلامِ وأبي عِيسَى وَقَتَادَةَ. وَعَنْهُ
جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو قُتَيْبَةَ وَأَبُو سُفْيَانَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ:
لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ. وَغَيْرُهُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
327- عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ الشَّنِّيُّ، أَبُو سَلَمَةَ
الْعَبْدِيُّ الْبَصْرِيُّ2.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَشِهَابِ بْنِ عَبَّادٍ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْهُ
وَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ. قال الفلاس لم يحدثنا عَنْهُ يحيى
القطان. وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ. وَكَذَا قَالَ أَبُو
حاتم وغيره. قلت: عامة حديثه عَنْ عِكْرِمَةَ مَقَاطِيعُ.
328- عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ النَّصْرِيُّ3.
دِمَشْقِيٌّ رَوَى عَنْ أَبِي سَلامٍ الأَسْوَدِ وَالزُّهْرِيِّ
وَعَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ وَنُمَيْرِ بْنِ أَوْسٍ.
وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ وَالْهَيْثَمُ بْنُ
عِمْرَانَ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ. وَثَّقَهُ
دُحَيْمٌ.
قال الْعُقَيْلِيُّ: يُخَالِفُ فِي حَدِيثِهِ.
329- عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ4 -م د ت ن- أبو عبيدة السدوسي
البصري. لَهُ عشرة أحاديث.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كَانَ أَصْدَقَ النَّاسِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: عمران بخ بخ ثقة. وروى شعبة عَنْ
عِمْرَانَ قَالَ: مَا دَخَلْتُ الْحَمَّامَ مُنْذُ ثَلاثِينَ
سَنَةٍ وَلا ادَّهَنْتُ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ أَبُو
قَطَنٍ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ شَقِيقٍ وَأَبَا عثمان النهدي
وأبا مجلز وجماعة.
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 227"، والتهذيب "7/ 500".
2 التاريخ الكبير "6/ 203"، والجرح والتعديل "6/ 139".
3 المجروحين "2/ 88"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 72".
4 التاريخ الكبير "6/ 425"، تهذيب التهذيب "8/ 125".
(9/145)
وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَمُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ وَوَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعُثْمَانُ بْنُ
الْهَيْثَمِ. ثِقَةٌ.
330- عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ الْكُوفِيُّ1.
عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّعْبِيِّ وَجَعْفَرِ بْنِ عُمَرَ بْنِ
حُرَيْثٍ. وَعَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ
وَجَمَاعَةٌ.
* فَأَمَّا: عِمْرَانُ بْنُ مسلم القصير2، فسيأتي في الطبقة
الآتية.
أما هَذَا فَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ: رَافِضِيٌّ
كَأَنَّهُ جَرْوُ كَلْبٍ.
331- عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ
الْعَاصِ3، الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ أخُو أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى.
رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
وعنه ابن جريج وابن علية وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي. وثقه
الحاكم.
332- عمرو بن الحارث بن يعقوب4 -ع.
مَوْلَى قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْخَزْرَجِيُّ
الأَنْصَارِيُّ أَبُو أُمَيَّةَ الْمِصْرِيُّ الْفَقِيهُ أَحَدُ
الأَئِمَّةِ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ وابن
مُلَيْكَةَ وَأَبِي عَشَانَةَ الْمُعَافِرِيِّ وَقَتَادَةَ
وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ وَاللَّيْثُ
وَابْنُ لَهِيعَةَ وبكر بن مضر وابن وهب وخلق. وَوَثَّقَهُ
النَّاسُ.
قَالَ يَعْقُوبُ السَّدُوسِيُّ: كَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ
يُوَثِّقُهُ جِدًّا.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَانَ قَدْ جَعَلَ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ
يَحْفَظَ كُلَّ يَوْمٍ ثَلاثَةَ أَحَادِيثَ. وَقَالَ أَبُو
دَاوُدَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: لَيْسَ فِيهِمْ أَصَحُّ
حَدِيثًا مِنَ اللَّيْثِ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ يُقَارِبُهُ.
وَقَالَ الأْثَرْمُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: قَدْ كَانَ
عِنْدِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ثُمَّ رَأَيْتُ لَهُ أَشْيَاءَ
مناكير.
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 242"، وتقريب التهذيب "2/ 85".
2 التاريخ لابن معين "2/ 439"، والمعرفة والتاريخ "3/ 76".
3 الجرح والتعديل "6/ 305"، وميزان "3/ 243".
4 تهذيب التهذيب "8/ 14"، وتذكرة الحفاظ "1/ 133"، خلاصة تذهيب
الكمال "287"، وحسن المحاضرة "1/ 300".
(9/146)
قال فِي مَوْضِعٍ آخَرَ عَنْ أَحَمْدَ:
عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ حَمَلَ عَلَيْهِ حَمْلا شَدِيدًا وَقَالَ:
يَرْوِي عَنْ قَتَادَةَ أَحَادِيثَ يَضْطَرِبُ فِيهَا وَيُخْطِئُ1.
قُلْتُ: قَدْ وَثَّقَهُ مُطْلَقًا ابْنُ مَعِينٍ وَالْعِجْلِيُّ
وَأَبُو زُرْعَةَ وَآخَرُونَ. قَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ أَحْفَظُ
مِنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.
وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ خَالِهِ قَالَ: كَانَ
عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ فَيَجِدُ
النَّاسَ صُفُوفًا يَسْأَلُونَهُ عَنِ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثِ
وَالْفِقْهِ وَالشِّعْرِ وَالْعَرَبِيَّةِ وَالْحِسَابِ، وَكَانَ
صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ قَدْ جَعَلَ عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ
يُؤَدِّبُ ابْنَهُ الْفَضْلَ فَنَالَ حِشْمَةً بِذَلِكَ2.
قُلْتُ: عُلُومُهُ الْمَذْكُورَةُ هِيَ عُلُومُ الإِسْلامِ ذَلِكَ
الْوَقْتِ مَا كَانَ الْقَوْمُ يَخُوضُونَ فِي سِوَى ذَلِكَ وَلا
يَعْرِفُونَهُ، فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ عَمِلُوا أَصُولَ
الدِّينِ وَالْكَلامً وَالْمَنْطِقِ وَخَاضُوا كَمَا خَاضَتِ
الْحُكَمَاءُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ
أَحْفَظَ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَظِيرٌ فِي
الْحِفْظِ. وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنْ
عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ3.
قُلْتُ: يَقُولُ ابْنُ وَهْبٍ: مِثْلَ هَذَا الْقَوْلِ وَقَدْ
رَأَى مَالِكًا وَاللَّيْثَ وابن جريج.
روى حَرْمَلَةُ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ: اهْتَدَيْنَا بِاثْنَيْنِ
بِمِصْرَ: عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وَاللَّيْثِ وَبِاثْنَيْنِ
بِالْمَدِينَةِ مَالِكٍ وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمَاجُشُونَ
لَوْلا هَؤُلاءِ لَكُنَّا ضَالِّينَ.
وَقَالَ: وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ وَزِيرٍ عَنِ ابْنِ
وَهْبٍ قَالَ: لَوْ بَقِيَ لَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ مَا
احْتَجْنَا إِلَى مَالِكٍ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ: كَانَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ
أَخْطَبَ النَّاسِ وَأَبْلَغَهُمْ وَأَرْوَاهُمْ لِلشِّعْرِ.
وَقَالَ اللَّيْثُ: كُنْتُ أَرَى عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ عَلَيْهِ
أَثْوَابٌ بِدِينَارٍ فَلَمْ تَمْضِ اللَّيَالِي حتى رزيته يَجُرُّ
الْوَشْيَ وَالْخَزَّ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: لَمْ يَكُنْ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ
الْحَارِثِ بِمِصْرَ مِثْلُ اللَّيْثِ بن سعد.
__________
1 راجع سير أعلام النبلاء "6/ 502".
2 المرجع السابق.
3 انظر السابق.
(9/147)
ورورى ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: كَانَ رَبِيعَةُ يَقُولُ: لا
يَزَالُ بِالْمَغْرِبِ فِقْهٌ مَا دَامَ فِيهِمْ ذَاكَ الْقَصِيرُ،
يَعْنِي عَمْرَو بْنَ الْحَارِثِ.
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ رَحِمَهُ
اللَّهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَزَادَ غَيْرُهُ: فِي شَوَّالٍ مِنَ السَّنَةِ. وَقَالَ أَحْمَدُ
بْنُ صَالِحٍ: وُلِدَ عَمْرُو سَنَةَ تِسْعِينَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى أَوِ
اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: عَاشَ ثَمَانِيًا
وَخَمْسِينَ سَنَةً. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ: لَمْ يَكُنْ
بِمِصْرَ بَعْدَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ مِثْلُ اللَّيْثِ.
333- عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْجُمَحِيُّ1 -د ت ن- أَخُو
حَنْظَلَةَ. مَكِّيٌّ.
عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ وَعَنْ أُمَيَّةَ بْنِ صَفْوَانَ. وَعَنْهُ
ابْنُ جُرَيْجٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَجَمَاعَةٌ. ثِقَةٌ.
334- عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ أَبُو بَكْرٍ الأَوْزَاعِيُّ2.
عن أبي سلام ممطور ومغيث بن سمي وَنَوْفٍ الْبِكَالِيِّ. وَعَنْهُ
وَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ وَغَيْرُهُمَا.
335- عَمْرُو بْنُ شُرَاحِيلَ3، أَبُو المغيرة. ويقال: أَبُو
الْجَهْمِ الْعَنْسِيِّ الدَّارَانِيُّ.
عَنْ بِلالِ بْنِ سَعْدٍ وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ وَحَيَّانَ بْنِ
وَبَرَةَ وجماعة. وعنه يزيد بن مصعب وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
أَبِي الْجَوْنِ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ
شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ. لَهُ فِي نُسْخَةِ أَبِي مُسْهِرٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَكَانَ قَدَرِيًّا.
336- عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وهب4 -ن ق- أبو معاوية
النخعي والكوفي.
والد سليمان بن عمرو.
__________
1 تهذيب التهذيب "8/ 41"، والجرح والتعديل "6/ 234".
2 الجرح والتعديل "6/ 236".
3 التاريخ الكبير "6/ 342"، والجرح والتعديل "6/ 240".
4 تهذيب التهذيب "8/ 17"، والتقريب "2/ 74"، والجرح "6/ 243".
(9/148)
لَهُ عَنْ أَبِي عَمْرِو الشَّيْبَانِيِّ
وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَحُسَيْنُ
الْجُعْفِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ. وَأَمَّا ابْنُهُ فَكَذَّابٌ.
ومن آخر من روى عن عمرو وزيد بْنِ الْحُبَابِ.
تُوُفِّيَ فِي حُدُودِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
337- عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ الْمُعْتَزِلِيُّ1، بْنُ بَابٍ أَبُو
عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ الزَّاهِدُ الْعَابِدُ رَأْسُ
الْمُعْتَزِلَةِ.
رَوَى عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَأَبِي قِلابَةَ وَالْحَسَنِ. وعنه
الحمادان وابن عيينة وعبد الوارث ويحيى بن سعيد القطان وعلي بن
عاصم وعبد الوهاب الثقفي وقريش بن أنس وغيرهم.
قال الفلاس: كان يحيى يحدثنا عَنْ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ ثُمَّ
تَرَكَهُ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ السِّجْزِيُّ: أَبُو حُنَيْفَةَ خَيْرٌ مِنْ
أَلْفٍ مِثْلَ عَمْرٍو. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: عَمْرٌو لَيْسَ
بِثِقَةٍ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: مَا لَقِيتُ أَحَدًا أَزْهَدَ مِنْ
عَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَانْتَحَلَ مَا انْتَحَلَ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ يَدْعُو
إِلَى الْقَدَرِ فَتَرَكُوهُ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: سَمِعْتُ عُمَرًا يَقُولُ: إِنْ
كَانَ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] في اللوح المحفوظ
فمالله عَلَى ابْنِ آدَمَ حُجَّةٌ. قَالَ: وَسَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ
عُبَيْدٍ يَقُولُ وَذُكِرَ حَدِيثُ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ
فَقَالَ: لَوْ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ هَذَا لَكَذَّبْتُهُ،
وَلَوْ سَمِعْتُهُ مِنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ لَمَا صَدَّقْتُهُ،
أَوْ قَالَ: لَمَا أَحْبَبْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ
يَقُولُهُ مَا قَبِلْتُهُ، وَلَوْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ هذا لردتته2، وَلَوْ
سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ لَقُلْتُ لَهُ: لَيْسَ على هذا أخذت
ميثاقنا.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 352"، ميزان الاعتدال "3/ 273"، وتاريخ بغداد
"12/ 166-188"، وأمالي المرتضي "1/ 164، 171"، وتهذيب التهذيب "8/
30".
2 سير أعلام النبلاء "6/ 330"، والميزان "3/ 276"، ولفظه "فما لله
على العباد حجه....".
(9/149)
قال ابن عبد الحكيم: سمعت الشافعي ابْنَ
عُيَيْنَةَ يَقُولُ: عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ سَمِعَ الْحَسَنَ
وَأَنَا أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِنْ كَانَ سَمِعَ الْحَسَنَ.
سُئِلَ عَمْرٌو عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِيهَا وقال: هذا مِنْ
رَأْيِ الْحَسَنِ، فَقِيلَ: إِنَّهُمْ يَرْوُونَ عَنِ الحسن خلاف
هذا، قال: إِنَّمَا قُلْتُ هَذَا مِنْ رَأْيِ الْحَسَنِ يُرِيدُ
نَفْسَهُ.
وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ: رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عبيد الله
فِي النَّوْمِ وَفِي حِجْرِهِ مُصْحَفٌ وَهُوَ يَحُكُّ آيَةً مِنْ
كِتَابِ اللَّهِ، فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعُ! قَالَ: أُبَدِّلُ
مَكَانَهَا خَيْرًا مِنْهَا. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى
الزَّمِنُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَبَلَةَ عَنْ ثَابِتٍ
وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بن محمد الحارثي عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْهُ.
وَقَالَ حَزْمٌ الْقَطِيعِيّ: ثنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ قَالَ:
جَلَسْتُ إِلَى قَتَادَةَ فَذَكَرَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ فَوَقَعَ
فِيهِ، فَقُلْتُ: أَلا أَرَى الْعُلَمَاءَ يَقَعُ بَعْضُهُمْ فِي
بعض؟ فقال: يا أحول، أو ما تَدْرِي أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا
ابْتَدَعَ بِدْعَةً فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُذَكِّرَهُ حَتَّى
يَحْذَرَ، فَجِئْتُ مِنْ عِنْدَ قَتَادَةَ وَأَنَا مُغْتَمٌّ لِمَا
رَأَيْتُ مِنْ نُسُكِ عَمْرٍو وَهَدْيِهِ، فَنِمْتُ فَرَأَيْتُهُ
وَالْمُصْحَفُ فِي حِجْرِهِ وَهُوَ يَحُكُّ آيَةً، فَقُلْتُ لَهُ:
سُبْحَانَ اللَّهِ! تَحُكُّ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ! قَالَ:
إني سوف أعيدها. فتركه حَتَّى حَكَّهَا، فَقُلْتُ: أَعِدْهَا،
قَالَ: لا أَسْتَطِيعُ. ورواها ثِقَتَانِ عَنْ حَزْمٍ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجّ: ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ فَقِيهُ الْجَامِعِ نَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ:
كُنْتُ مَعَ أَيُّوبَ وَيُونُسَ وَابْنِ عَوْنٍ فَمَرَّ بِهِمْ
عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَوَقَفَ وَقْفَةً
فَلَمْ يَرُدُّوا -عَلَيْهِ السَّلامَ.
وَقَالَ سُلَيْمَان بْن حَرْب: ثنا حَمَّادُ بْن زَيْدٍ قَالَ:
قِيلَ لِأَيُّوبَ: إِنَّ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ يَرْوِي عَنِ
الْحَسَنِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ عَلَى مِنْبَرِي.
فَاقْتُلُوهُ"1.
قال: كذاب.
وَعَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ عَمْرٍو قَالَ: لا جُمْعَةَ
بَعْدَ عُثْمَانَ.
وَقَالَ عَبْدُ الْوَهَّابِ الْخَفَّافُ: مَرَرْتُ بِعَمْرِو بْنِ
عُبَيْدٍ وَهُوَ وَحْدَهُ فقلت: مالك تركوك! فقال: نهى ابن عون
الناس عنا فانتهوا.
__________
1 "ضعيف": أخرجه بهذا اللفظ الذهبي في الميزان "3/ 277"، وابن حجر
في لسان الميزان "2/ 1037"، وابن عدي في الكامل في الضعفاء "6/
2416"، وذكره الذهب في السير "6/ 331".
(9/150)
وعن عمرو بْنِ النَّضْرِ قَالَ: سُئِلَ
عَمْرُو عَنْ مَسْأَلَةٍ وَأَنَا عِنْدَهُ فَأَجَابَ فَقُلْتُ:
لَيْسَ هَكَذَا يَقُولُ أَصْحَابُنَا، قَالَ: وَمَنْ أَصْحَابُكَ
لا أَبَا لَكَ! فقلت: أَيُّوبُ وَيُونُسُ وَابْنُ عَوْنٍ
وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، قَالَ: وأولئك أَرْجَاسٌ1 أَنْجَاسٌ
أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ. رَوَاهَا يَحْيَى بْنُ حُمَيْدٍ
الطَّوِيلُ عَنْ عُمَرَ بْنِ النَّضْرِ.
وَقَالَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: ثنا الأَصْمَعِيُّ أن عمرو
بن عبيد الله أَتَى أَبَا عَمْرَو بْنَ الْعَلاءِ فَقَالَ: يَا
أَبَا عَمْرٍو اللَّهُ يُخْلِفُ وَعْدَهُ؟ فَقَالَ: لا، فَقَالَ
عَمْرٌو: فَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ
الْمِيعَادَ} [آل عمران: 90] فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: مِنَ
الْعُجْمَةِ أَتَيْتُ الْوَعْدَ غَيْرَ الإِيعَادِ ثُمَّ أَنْشَدَ:
وَإِنِّي إِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفٌ
مِيعَادِي وَمُنْجِزٌ مَوْعِدِي
وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ وَنَصْرُ بْنُ
مَرْزُوقٍ: ثَنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمَةَ الْقَعْنَبِيُّ،
رَأَيْتُ الْحَسَنَ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ فِي الْمَنَامِ بَعْدَمَا
مَاتَ فَقَالَ لِي: أَيُّوبُ وَيُونُسُ وَابْنُ عَوْنٍ فِي
الْجَنَّةِ، فَقُلْتُ: فَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ؟ قَالَ: فِي
النَّارِ. ثُمَّ رَأَيْتُهُ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةِ مِثْلَ
ذَلِكَ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَقَالَ
مِثْلَ ذَلِكَ، وَقَالَ: كَمْ أَقُولُ لَكَ.
وَقَالَ ابْنُ عُلَيَّةَ: أَوَّلُ مَنَ تَكَلَّمَ فِي الاعْتِزَالِ
وَاصِلُ بْنُ عَطَاءٍ الْغَزَّالُ، فَدَخَلَ مَعَهُ فِي ذَلِكَ
عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ، فَأُعْجِبَ بِهِ وَزَوَّجَهُ أُخْتَهُ،
وَقَالَ لَهَا: زَوَّجْتُكِ بِرَجُلٍ مَا يَصْلُحُ إِلا أَنْ
يَكُونَ خَلِيفَةً.
وَقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: قِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: لِمَ
رَوَيْتَ عَنْ سَعِيدٍ وَهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ وَتَرَكْتَ
حَدِيثَ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ وَرَأْيُهُمْ وَاحِدٌ؟ قَالَ: كَانَ
عَمْرٌو يَدْعُو إِلَى رَأْيِهِ وَكَانَا سَاكِتَيْنِ.
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: رَأَيْتُ هَمَّامَ بْنَ
يَحْيَى فِي النَّوْمِ، فَقُلْتُ: مَا صَنَعَ اللَّهُ لَكَ؟ قَالَ
غَفَرَ لِي وَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ، وَأَمَرَ بِعَمْرِو بْنِ
عُبَيْدٍ إِلَى النَّارِ، وَقِيلَ لَهُ: تَقُولُ عَلَى اللَّهِ
كَذَا وَكَذَا وَتُكَذِّبُ بِمَشِيئَتِهِ وَتُمَنِّ بِرَكْعَتَيْنِ
تُصَلِّيهِمَا.
وَرُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ
الْقَاضِي أَنَّهُ رأى عمرو بْنَ عُبَيْدٍ فِي الْمَنَامِ قَدْ
مُسِخَ قِرْدًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَانَ عَمْرٌو بِالْبَصْرَةِ
يُجَالِسُ الحسن مدة، ثم أزاله واصل
__________
1 أرجاس: يعني أقذار.
(9/151)
عَنْ مَذْهَبِ السُّنَّةِ فَقَالَ
بِالْقَدَرِ، وَدَعَا إِلَيْهِ وَاعْتَزَلَ أَصْحَابَ الْحَسَنِ،
وَكَانَ لَهُ سَمْتٌ وَإِظْهَارُ زُهْدٍ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ1: كَانَ عَمْرٌو نَسَّاجًا ثُمَّ
تَحَوَّلَ شُرْطِيًّا لِلْحَجَّاجِ، يَعْنِي فِي صِبَاهُ.
وَرُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: نِعْمَ
الْفَتَى عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ إِنْ لَمْ يُحَدِّثْ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ: أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
أَبِي أَحْمَدَ الْعَسَّالُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ
مُسَبِّحَ بْنَ حَاتِمٍ الْبَصْرِيَّ، سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللَّهِ
بْنَ مُعَاذٍ، سَمِعْتُ أَبِي سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ
يَقُولُ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الصَّادِقِ، فَقَالَ: لَوْ سَمِعْتُ
الأَعْمَشَ يَقُولُهُ لَكَذَّبْتُهُ فَذَكَرَ الْقِصَّةَ كَمَا
تَقَدَّمَ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ إِذَا ذَكَرَ
عَمَرًا قَالَ: مَا فَعَلَ الْمَقِيتُ.
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: مَا جَالَسْتُ عُمَرًا إِلا مَرَّةً
فَتَكَلَّمَ وَطَوَّلَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ نَزَلَ مَلَكٌ مِنَ
السَّمَاءِ مَا زَادَكُمْ عَلَى هَذَا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ
قَالَ: حَجَّ أَيُّوبُ وَعَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ فطاف أيوب حتى أصبح
وخاصم عمر وحتى أَصْبَحَ.
وَعَنْ مَعْمَرٍ قَالَ: مَا عَدَدْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ
عَاقِلا قَطُّ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ2: مَاتَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ بِطَرِيقِ
مَكَّةَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ وَقِيلَ: سَنَةَ
أَرْبَعٍ.
قُلْتُ: قَدْ كَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ يُعَظِّمُ عَمْرَو
بْنَ عبيد ويثني عليه ويقول.
كلكم يمشي رويدكلكم يطلب صيد غير عمرو بن عبيد3.
قال مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: أَخْبَرَنِي الْفُضَيْلُ
بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ
عُمَارَةَ: أَيُّ رَجُلٍ كَانَ فِيكُمْ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ
لَوْلا مَا خَالَفَ فِيهِ الْجَمَاعَةَ، كَانَ رَجُلُ أَهْلِ
الْبَصْرَةِ. قُلْتُ: إِيْ وَاللَّهِ وَرَجُلُ أَهْلِ الدنيا.
__________
1 في المعرفة والتاريخ "1/ 180".
2 في تاريخ بغداد "12/ 186".
3 الخبر مع الرجز في سير أعلام النبلاء "6/ 331"، وميزان الاعتدال
"3/ 279" بنحوه.
(9/152)
قال ابن خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ:
سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: كان عمرو بن عييد من الدهرية،
قلت: وما الدَّهْرِيَّةُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَقُولُونَ النَّاسُ
مِثْلُ الزَّرْعِ، وَكَانَ يَرَى السَّيْفَ.
وَقَالَ سَلامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: لأَنَا لِلْحَجَّاجِ بْنِ
يُوسُفَ أَرْجَى مِنِّي لعمرو بن عبيد.
وقال الْمَدَائِنِيُّ وَابْنُ نُعَيْمٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ
وَأَرْبَعِينَ. وَذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي الْمَعَارِفِ1 أَنَّ
الْمَنْصُورَ رَثَى عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ وَلَمْ يُسْمَعْ
بِخَلِيفَةٍ رثى من دونه سواه، فَقَالَ:
صَلَّى الإِلَهُ عَلَيْكَ مِنْ مُتَوَسِّدٍ ... قَبْرًا مَرَرْتُ
بِهِ عَلَى مَرَّانِ
قَبْرًا تَضَمَّنَ مُؤْمِنًا مُتَحَنِّفًا ... صَدَقَ الإِلَهُ
وَدَانَ بِالْقُرْآنِ
فَلَوْ أَنَّ الدَّهْرَ أَبْقَى صَالِحًا ... أَبْقَى لَنَا حَقًّا
أَبَا عثمان
338- عمرو بن قيس الكوفي2 –م- الملائي البزاز.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَأَبِي إِسْحَاقَ
وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ وَالْمُحَارِبِيُّ وَعُمَرُ بْنُ
شَبِيبٍ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ
وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ وَرِعًا عابدًا حَافِظًا لِحَدِيثِهِ.
قَالَ الثَّوْرِيُّ وَذَكَرَهُ فَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَكَانَ
يَتَبَرَّكُ بِهِ لِزُهْدِهِ وَفَضْلِهِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ:
ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَاتَ بِسِجِسْتَانِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو
عَبْدِ اللَّهِ.
339- عَمْرُو بْنُ مَرْوَانَ أَبُو الْعَنْبَسِ النَّخَعِيُّ
الْكُوفِيَّ3.
عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ وَلَهُ عَنْ أَبِي وَائِلٍ. وَعَنْهُ
حفص بن غياث ووكيع وغيرهما. شيخ.
__________
1 في المعارف "483".
2 تهذيب التهذيب "8/ 92"، وميزان الاعتدال "3/ 284".
3 التاريخ الكبير "6/ 375"، والجرح والتعديل "6/ 261".
(9/153)
340- عمرو بن ميمون بن مهران1 –ع- أبو عبد
الله الجزري. أحد الأئمة الفقهاء.
روى عَنْ أَبِيهِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ وَمَكْحُولٍ.
وعنه الثوري وعباد بن العوام وابن المبارك وأبو معاوية وبشر بن
المفضل ويزيد بن هارون ومحمد بن بشر العبدي وغيرهم.
وكان يَقُولُ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُ بَقِيَ عَلَيَّ حرف مِنَ
السُّنَّةِ بِالْيَمَنِ لأَتَيْتُهَا.
وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْمَيْمُونِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ:
لَمَّا رَأَيْتُ قَدْرَ عَمِّي عَمْرَوِ بْنِ مَيْمُونَ عِنْدَ
الْمَنْصُورِ قُلْتُ لَهُ: لَوْ سَأَلْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
أَنْ يُقْطِعَكَ قَطِيعَةً، فَسَكَتَ، فَأَلَحَحْتُ عَلَيْهِ،
فَقَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَتَسْأَلُنِي أَنْ أَسْأَلَهُ
شَيْئًا قَدِ ابْتَدَأَنِي هُوَ بِهِ غَيْرَ مَرَّةٍ فَلَمْ
أَفْعَلْ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيُّ: سَمِعْتُ أَبِي يَصِفُ عَمْرَو بْنَ
مَيْمُونَ بِالْقُرْآنِ وَالنَّحْوِ، وَقَالَ: لَمْ أَرَهُ
يَغْتَابُ أَحَدًا.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خمس وأربعين، وقيل: سنة تسع
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ: مَاتَ بِالرِّقَّةِ وَكَانَ
يُؤَدِّبُ بِحِصْنٍ مُسْلِمَةَ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ وَخَلِيفَةُ وَأَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ
خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ.
341- عَنْبَسَةُ بْنُ عَمَّارٍ2. نَزَلَ الْكُوفَةَ، وَحْدَث
أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ يُسَلِّمُ عَلَى صِبْيَانِ
الْمُكْتِبِ.
وَروى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَخِيهِ
حُمَيْدٍ. وَعَنْهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ
وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَقَدْ رَوَى
له البخاري في كتاب المسمى بـ "الأدب".
342- عَنْبَسَةُ بْنُ مِهْرَانَ الْحَدَّادُ3. عَنِ الزُّهْرِيِّ
وَمَكْحُولٍ. وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْمَكِّيُّ
وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ أَبُو حاتم: منكر الحديث.
__________
1 التقريب "2/ 80"، وتاريخ خليفة "423"، وتذكرة الحفاظ "1/ 60".
2 التقريب "2/ 89"، والجرح والتعديل "6/ 402".
3 ميزان الاعتدال "3/ 302"، والمجروحين "2/ 177".
(9/154)
343- العوام بن حمزة المازني1. بصري. عن
عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَأَبِي نَضْرَةَ وَبَكْرَ بْنَ عَبْدِ
اللَّهِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ.
وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَغُنْدَرٌ وَالنَّضْرُ بْنُ
شُمَيْلٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ رَاهَوَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
344- الْعَوَّامُ بن حوشب2 –ع- بْنُ يَزِيدَ الشَّيْبَانِيُّ
الرِّبْعِيُّ الْوَاسِطِيُّ أَبُو عِيسَى.
لَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ مِنْهُمْ خِرَاشٌ وَالِدُ شِهَابِ بْنِ
خِرَاشٍ أَسْلَمَ جَدُّهُمْ يَزِيدُ عَلَى يَدِ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ فَجَعَلَهُ عَلَى شُرْطَتِهِ.
رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَمُجَاهِدٍ وَعَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ وسلمة بن كهيل وطائفة.
وعنه ابنه سَلَمَةَ وَابْنُ أَخِيهِ شِهَابٍ وَشُعْبَةُ وَهُشَيْمٌ
وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَهْلُ
بَلَدِهِ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ:
كَانَ صَاحِبَ أَمْرٍ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٍ عَنِ الْمُنْكَرِ.
وَقَالَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
345- عوف الأعرابي3 –ع- ابن أبي جميلة، أبو سهل البصري الأعرابي،
وَلَمْ يَكُنْ بِأَعْرَابِيٍّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: كَانَ عَوْفٌ فِي
بَنِي حِمَّانَ بْنِ كَعْبٍ وَلَمْ يَكُنْ أَعْرَابِيًّا كَانَ
فَارِسِيًّا.
وَقَالَ أحمد بن أبي خثيمة: ثنا هَوْذَةُ ثنا عَوْفٌ
الأَعْرَابِيُّ مِنْ بَنِي سَعْدٍ، ثُمّ قَالَ أَحْمَدُ: سَمِعْتُ
ابْنَ مَعِينٍ يقول: هوذة عن عوف ضعيف وفي اسم أبيه أقوال أحدها
بندويه.
__________
1 تهذيب التهذيب "8/ 163"، والجرح والتعديل "7/ 22"، خلاصة تذهيب
الكمال "295".
2 التاريخ الكبير "7/ 67"، وتهذيب التهذيب "8/ 163"، وشذرات الذهب
"1/ 244".
3 التاريخ لابن معين "2/ 460"، وتاريخ خليفة "266"، تذكرة الحفاظ
"1/ 137".
(9/155)
رَوَى عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ
الرِّيَاحِيِّ وَزُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى وَخِلاسٍ الْهَجَرِيِّ
وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ
وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَغُنْدَرٌ وَرَوْحُ بْنُ
عُبَادَةَ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ
وَعُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَذِّنُ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ أَحَدُ عُلَمَاءِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ:
عَوْفٌ الصَّدُوقُ، وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَاحْتَجَّ بِهِ
أَصْحَابُ الصِّحَاحِ، وَقِيلَ: كَانَ يَتَشَيَّعُ.
وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: قَالَ لِي عَوْفٌ: سَمِعْتُ مِنَ
الْحَسَنِ قَبْلَ وَقْعَةِ ابْنِ الأَشْعَثِ1.
قُلْتُ: وَكَانَ قَدَرِيًّا فَرَوَى بُنْدَارٌ وَغَيْرُهُ عَنْ
يَحْيَى الْقَطَّانِ قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفًا الأَعْرَابِيَّ
وَحَدَّثَ بِحَدِيثِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ، فَقَالَ: كَذَبَ
عَبْدُ اللَّهِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا رَضِيَ عَوْفٌ بِبِدْعَةٍ حَتَّى
كَانَ فِيهِ بِدْعَتَانِ: قَدَرِيٌّ شِيعِيٌّ.
وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: رَأَيْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدَ
يَضْرِبُ عَوْفًا وَيَقُولُ: وَيْلَكَ يَا قَدَرِيُّ.
وَقَالَ بُنْدَارٌ: يَقُولُونَ عَوْفٌ فَوَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ
عَوْفٌ قَدَرِيًّا رَافِضِيًّا.
مَاتَ عَوْفٌ سَنَةَ سِتٍّ، وَقِيلَ: سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ. وَقَعَ لَنَا مِنْ عَوَالِيهِ.
346- عِيسَى بن سنان2 -ت ق- أبو سنان القسملي الحنفي الفلسطيني
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ الْمَقْدِسِيِّ
وَيَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ وَوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ
وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَأَبُو أُسَامَةَ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ
وَيُوسُفَ بْنُ يَعْقُوبَ السَّدُوسِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَلَمْ يَتْرُكْ. هُوَ جَائِزُ
الْحَدِيثِ.
347- عِيسَى بْنُ أَبِي عَطَاءٍ الْكَاتِبُ الشَّامِيُّ3.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَعَنْهُ
الْوَلِيدُ بْنُ سليمان بن أبي السائب
__________
1 وانظر: سير أعلام النبلاء "6/ 525".
2 التاريخ الكبير "6/ 396"، وتهذيب التهذيب "8/ 211".
3 انظر: كتاب الولاة والقضاة "ص83، 86، 354".
(9/156)
والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب وجماعة. وقد
ولي خراج ديار مصر لمروان بن محمد، وما علمت به بأسا.
348- عيسى بن عمرو البصري1. صاحب النحو.
ذكر ابن خلكان أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي الطَّبَقَةِ الْمُقْبِلَةِ.
"حَرْفُ الْغَيْنِ":
349- غَالِبٌ الْقَطَّانُ2 -ع-.
من علماء البصريين، يُكْنَى أَبَا سَلَمَةَ بْنَ أَبِي غَيْلانَ
خَطَّافٍ. واختلف في ضم خطاف وفتحه.
وهو على الأشهر مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كُرَيْزٍ
الْقُرَشِيُّ الأَمِيرُ.
سَمِعَ غَالِبٌ مِنَ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ وَبَكْرٍ
الْمُزَنِيِّ. وَعَنْهُ بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ وَابْنُ
عُلَيَّةَ وَحَزْمُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ. وَأَمَّا ابْنُ مَعِينٍ فَقَالَ:
لا أَعْرِفُهُ.
"حرف الفاء":
350- فايد بن كيسان3 -د ق- أبو العوام الباهلي الجزار القصاب.
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَابْنِ بُرَيْدَةَ. وَعَنْهُ
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ
وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ.
351- الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ الْقَصَّابُ4 -د ت ق- وَاسِطِيٌّ.
عَنِ الْحَسَنِ وابن سيرين وقتادة. وعنه ابن الْمُبَارَكُ
وَوَكِيعٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ وَيَزِيدُ بن
هارون.
__________
1 تهذيب التهذيب "8/ 223"، ونور القيس "46"، وفيات الأعيان "3/
486".
2 التاريخ الكبير "7/ 99"، المشاهير "156"، وخلاصة تذهيب الكمال
"306".
3 التقريب "2/ 107"، والمعرفة والتاريخ "3/ 67".
4 تهذيب التهذيب "8/ 276"، والجرح والتعديل "7/ 61".
(9/157)
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: قَالَ
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: كَانَ الْفَضْلُ بْنُ دَلْهَمٍ عِنْدَنَا
قَصَّابًا شَاعِرًا مُعْتَزِلِيًّا وَكُنْتُ أُصَلِّي مَعَهُ فِي
الْمَسْجِدِ ولا أسمع ذاك منه. وقال أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ وَلا الْحَافِظِ.
352- الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى بْنِ أبان الرقاشي1 –ق- أبو عيسى
البصري الْوَاعِظُ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ
الرَّقَاشِيِّ وَأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وَابْنِ
الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَمُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ وَأَبُو عَاصِمٍ الْعَبَّادَانِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ
النَّبِيلُ وَغَيْرُهُمْ. ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ. وَقَالَ ابْنُ
مَعِينٍ: رجل سوء قدري.
353- الفضل بن مبشر2 –ق- أبو بكر الأنصاري المدني.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ. وَلَعَلَّهُ آخِرُ من روى عَنْ
جَابِرٍ، وَرَوَى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ
وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ بِكُنْيَتِهِ أَشْهَرُ، يَقَعُ حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي
مُسْنَدِ عَبْدِ اللَّهِ. ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
354- الْفَضْلُ بْنُ يَزِيدَ الثُّمَالِيُّ الْكُوفِيُّ3 -ت-.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ
وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
355- فُضَيْلُ بْنُ غزوان4 –ع- بن جرير. مَوْلَى بَنِي ضَبَّةَ
أَبُو مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ.
عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَأَبِي زُرْعَةَ وَعِكْرِمَةَ
وَسَالِمٍ وجماعة. وعن ابنه محمد
__________
1 المجروحين "2/ 210"، والمتروكين "87"، والميزان "3/ 356".
2 التاريخ لابن معين "2/ 475"، والجرح والتعديل "7/ 66".
3 التاريخ الكبير "7/ 116"، والتهذيب "8/ 288".
4 خلاصة تذهيب الكمال "310"، وتهذيب التهذيب "8/ 297".
(9/158)
وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ وَابْنُ
نُمَيْرٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
356- الْفُضَيْلُ بن ميسرة الأزدي1 -ن ق- العقيلي أبو معاذ البصري.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَطَاوُسٍ وَأَبِي حُرَيْزٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْحُسَيْنِ قَاضِي سِجِسْتَانَ.
وَعَنْهُ مُعْتَمِرٌ وَشُعْبَةُ وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ وَيَحْيَى
الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُمْ.
357- فَيَّاضُ بْنُ غَزْوَانَ الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ2. أَحْسَبُهُ
أَخَا فُضَيْلِ بن غزوان.
قرأ القرآن على طلحة بن مصرف وَحَدَّثَ عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ
وَمَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَحَكَّامُ بْنُ مُسْلِمٍ
وَإِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ
الْوَلِيدِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
"حرف الفاء":
358- قابوس بن أبي ظبيان3 -د ت ق- حصين ابن جندب الجنبي الكوفي.
عَنْ أَبِيهِ لَيْسَ إِلا. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وُزَهْيُر بْنُ
مُعَاوِيَةَ وَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ وَعُبَيْدَةُ بْنُ
حُمَيْدٍ وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ. وَقَالَ أَحْمَدُ:
لَيْسَ هُوَ بِذَاكَ. وَقَالَ جَرِيرٌ: لَمْ يَكُنْ مِنَ النَّقْدِ
الْجَيِّدِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
359- القاسم بن عبد الواحد بن أيمن المكي4 -ت ن ق- قدم مر أبوه
آنفًا.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 75"، والتاريخ لابن معين "2/ 476".
2 ميزان الاعتدال "3/ 366".
3 طبقات ابن سعد "6/ 237"، وطبقات الفقهاء "79"، والتقريب "2/
115".
4 تهذيب التهذيب "8/ 324"، والمشاهير "148".
(9/159)
وَهَذَا رَوَى شَيْئًا يَسِيرًا عَنْ أَبِي
حَازِمٍ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عُقَيْلٍ.
وعنه همام بن يحيى وعبد الوارث بن سعيد وداود بن عبد الرحمن
العطار.
قال أبو حاتم: يكتب حديثه. قلت: موته قريب من موت أبيه.
360- القاسم بن الوليد الوليد الهمداني الكوفي1 –ق- الخبذعي.
وَخِبْذَعٌ بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ.
رَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَالشَّعْبِيِّ وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو
وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ وَوَلَدُهُ الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ وَصَاحِبُ
"فُتُوحِ الشَّامِ" أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ وَالْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ
الْعَنْزِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ. وَقِيلَ
بَعْدَ ذَلِكَ.
361- قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ, أَبُو روح العامري -ن ق-
الذهلي. يقال: هو فليت العامري.
روى عن جسرة بنت دجاجة. وعن ابن المبارك, ووكيع، ويحيى القطان،
ويعلى بن عبيد، وآخرون. له حديثان.
362- قدامة بن حماطة الضبي الكوفي.
روى عن عمر بن عبد العزيز، وأبي بردة بن أبي موسى. وعنه سفيان
الثوري وجرير بن عبد الحميد، وسوار الشقري.
363- قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو رَوْحٍ الْعَامِرِيُّ2
–ن ق- الذهلي. يقال: هو فليت العامري.
رَوَى عَنْ جَسَرَةَ بِنْتِ دَجَاجَةَ. وَعَنْهُ ابْنُ
الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَيَعْلَى بْنُ
عُبَيْدٍ. صدوق.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 167"، والتهذيب "8/ 340".
2 تهذيب التهذيب "8/ 364"، والجرح والتعديل "7/ 128".
(9/160)
364- قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل1 –م4-
مقرونًا- ابن ناشرة المعافري المصري.
عن أبيه قَبِيلٍ وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ الزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ- وَهُوَ من أقرانه- وَاللَّيْثُ بْنُ
سَعْدٍ وَابْنُ وَهْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ
وَجَمَاعَةٌ. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ليس
بالقوي.
قَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: سَمِعْتُ شُيُوخَ مِصْرَ
يَقُولُونَ: لَمَّا عَمِلَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ صَاعَهُ
وَمُدَّهُ أَرْسَلَ بِهِمَا إِلَى مِصْرَ فَأَدْخَلَ الصَّاعَ
الْمَسْجِدَ فداروا بِهِ عَلَى حَلَقِ الْمَسْجِدِ، فَلَمَّا
انتهوا به إلى حيوئيل ضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ فرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى
هِشَامٍ فَقَالَ: اسْكُتُوا، فَلَمَّا كَانَ دَوْلَةُ بَنِي
عَبَّاسٍ خَرَجَ وَفْدُ مِصْرَ وَفِيهِمْ قُرَّةٌ، فَقِيلَ: هَذَا
قُرَّةُ كَاسِرُ الصَّاعِ، فَقَالَ الْمَنْصُورُ: هَلْ لَكَ أَنْ
تَكْسِرَ لَنَا مُدًا؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ
بُعِثَ مَوْتَانَا كَسَرْتُ الْمَخْتُومَ وَالصَّاعَ2.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
365- قَطَنُ بْنُ كَعْبٍ الْقُطَعِيُّ الْبَصْرِيُّ3 -خ ن.
عَنِ ابْنِ سِيرِينَ وَأَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ. وَعَنْهُ
شُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ الْوَارِثِ وَمُحَمَّدُ
بْنُ بَكْرٍ الْبَرْسَانِيُّ. وَهُوَ ثِقَةٌ يُكْنَى أَبَا
الْهَيْثَمِ.
366- قَنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيُّ الْكُوفِيُّ4.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ. وَعَنْهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ
وَابْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ ثم
قال: و"قنان بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" آخِرُ مِصْرِيٍّ. رَوَى عَنْهُ
ابْنُ لَهِيعَةَ.
قُلْتُ: رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كتاب "الأدب".
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 125"، والمشاهير "190"، والجرح والتعديل "7/
131".
2 وانظر: المعرفة والتاريخ للفسوي "1/ 410، 640".
3 تهذيب التهذيب "8/ 381"، والجرح والتعديل "7/ 138".
4 التاريخ الكبير "7/ 201"، والمتروكين "89"، وميزان الاعتدال "3/
392".
(9/161)
"حرف الكاف":
367- كثير بن يسار الطفاري1. أَبُو الْفَضْلِ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ يُوسُفَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ وَالشَّعْبِيِّ
وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَرَوْحُ
بْنُ عُبَادَةَ وَأَبُو عَاصِمٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ
وَجَمَاعَةٌ لَمْ يُضَعِّفْ.
368- كهمس بن الحسن2 –ع- أبو الحسن التيمي الحنفي البصري
الْعَابِدُ أَحَدُ الثِّقَاتِ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ
وَأَبِي السُّلَيْلِ ضُرَيْبِ بْنِ نُفَيْرٍ وَيَزِيدَ بْنِ عَبْد
اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ وَابْنِ بُرَيْدة والحسن. وعنه ابن
المبارك ويحيى القطان ومعتمر وَوَكيع ومُعاذ بْن مُعاذ وعبد الرحمن
بْن حماد وأبو عبد الرحمن المقرئ وخلق3.
قال أحمد بن حنبل: ثقة وزيادة. وقال أحمد بن إبراهيم الدروقي:
حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَمَّنْ حَدَّثَهُ.
قَالَ: كهمس يصلي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَ رَكْعَةٍ،
فَإِذَا مَلَّ قَالَ: قُومِي يَا مَأْوَى كُلِّ سُوءٍ فَوَاللَّهِ
مَا رضيتك لله ساعة.
قيل: إِنَّ كَهْمَسَ سَقَطَ مِنْهُ دِينَارٌ فَفَتَّشَ عَلَيْهِ
فَلَقِيَهُ فَلَمْ يَأْخُذْهُ وَقَالَ: لَعَلَّهُ غَيْرُهُ.
وَكَانَ -رَحِمَهُ اللَّهُ- بَارًّا بِأُمِّهِ، فَلَمَّا مَاتَتْ
حَجَّ وَأَقَامَ بِمَكَّةَ حَتَّى مَاتَ. وَكَانَ يَعْمَلُ فِي
الْجِصِّ وَكَانَ يُؤَذِّنُ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْبَصْرِيُّ: اشْتَرَى كَهْمَسٌ
دَقِيقًا بِدِرْهَمٍ فَأَكَلَ مِنْهُ فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ
كَالَهُ فَإِذَا هُوَ كَمَا وضعه.
توفي كهمس سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ
اللَّهُ.
"حرف اللامِ":
9- لَبَطَةُ بْنُ الْفَرَزْدَقِ4. وَاسْمُ الْفَرَزْدَقِ هَمَّامُ
بن غالب البصري أبو غالب.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 213"، والتهذيب "8/ 430".
2 تقريب التهذيب "2/ 137"، وتذكرة الحفاظ "1/ 174"، خلاصة تذهيب
الكمال "322".
3 سير أعلام النبلاء "6/ 480".
4 التاريخ لابن معين "2/ 499"، والجرح والتعديل "7/ 183".
(9/162)
رَوَى عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ ابْنُ
عُيَيْنَةَ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْمُثَنَّى وَوَلَدُهُ
أَعْيَنُ.
خَرَجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ
فَقُتِلَ مَعَهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
370- لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ الْكُوفِيّ1 –4م- مقرونا مَوْلَى
بَنِي أُمَيَّةَ مِنْ عُلَمَاءِ الْكُوفَةِ.
عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ
وَجَمَاعَةٍ سِوَاهُمْ. وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بن عياش وشعبة
وسفيان وَمُعْتَمِرٌ وَابْنُ عُلَيَّةَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ
وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُوَنِيُّ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ فُضَيْلُ
بْنُ عِيَاضٍ: كَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ الْكُوفَةِ بِالْمَنَاسِكِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: كَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ إِنَّمَا
أَنْكَرُوا عَلَيْهِ الْجَمْعَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ بَيْنَ عَطَاءٍ
وَطَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ حَسْبُ. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ:
مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ وَغَيُرُهُ:
لَيِّنٌ لا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ. وَقَالَ عَبْدُ الْوَارِثِ:
كَانَ لَيْثٌ من أوعية العلم. وقال أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ:
كَانَ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ صَلاةً
وَصِيَامًا فَإِذَا وَقَعَ عَلَى شَيْءٍ لَمْ يَرُدُّهُ.
وَرَوَى ابْنُ شَوْذَبٍ عَنْ لَيْثٍ قَالَ: أَدْرَكْتُ الشِّيعَةَ
الأُوَلَ بِالْكُوفَةِ وَمَا يُفَضِّلُونَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ
وَعُمَرَ أَحَدًا، يَعْنِي إِنَّمَا كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ فِي
عُثْمَانَ وَفِي مَنْ قَاتَلَ عَلِيًّا.
قُلْتُ: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ؟ وَمَاتَ
سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الْمِيمِ":
371- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ الْكُوفِيّ2
-م د ن.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ هِلالٍ الْعَبْسِيِّ وَأَبِي الضُّحَى.
وَعَنْهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
نُمَيْرٍ وآخرون.
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 420"، والمتروكين "90"، والمجروحين "2/ 231"،
خلاصة تذهيب الكمال "323".
2 تهذيب التهذيب "9/ 64"، وطبقات ابن سعد "6/ 146".
(9/163)
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. وَلَهُ أَخَوَانِ
عُمَرُ وَإِسْمَاعِيلُ وَاسْمُ أَبِيهِمْ رَاشِدٌ.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ آدَمَ عن شريك قال: أرأيت أَوْلادَ أَبِي
إِسْمَاعِيلَ أَرْبَعَةً وُلِدُوا فِي بَطْنٍ وَاحِدٍ وَعَاشُوا.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ مُحَمَّدٌ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
372- مُحَمَّدُ بْنُ الأَشْعَثِ بْنِ يَحْيَى الْخُزَاعِيُّ1.
الْخُرَاسَانِيُّ.
الأَمِيرُ أَحَدُ قُوَّادُ بَنِي عَبَّاسٍ. وَلِيَ دِمَشْقَ
لِلْمَنْصُورِ بَعْدَ صَالِحِ بْنِ عَلِيٍّ العباسي ثم ولاه إمرة
الديار المص2رية وَدَخَلَ الْقَيْرَوَانِ لِحَرْبِ الإِبَاضِيَّةِ.
وَكَانَ شُجَاعًا حازما مَهِيبًا، هَزَمَ أَبَا الْخَطَّابِ عَبْدَ
الأَعْلَى رَأْسَ الْخَوَارِجِ ثُمَّ ظَفَرَ بِهِ وَقَتَلَهُ.
وَمَاتَ ابْنُ الأشعث هذا سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
373- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْجَعْدِ2.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ كَرِهَ شِرَاءَ تُرَابِ
الصَّاغَةِ بِالْوَرَقِ.
وَيُقَالُ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ الْبَصْرِيُّ.
لَهُ عَنْ عَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ، وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ
مَتْرُوكٌ.
374- قُلْتُ: وَمُحَمَّدُ بْنُ الْجَعْدِ3.
حَدَّثَ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، كَأَنَّهُ
آخَرُ.
375- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ4 -خ م ن- أبو سلمة البصري.
عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَتَادَةَ وَأَبِي حَمْزَةَ الضَّبْعِيِّ.
وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَرَوْحُ بْنُ
عُبَادَةَ وَجَمَاعَةٌ. ثِقَةٌ مَشْهُورٌ، غَيْرُهُ أَثْبَتُ
مِنْهُ.
__________
1 الوافي "2/ 228".
2 الميزان "3/ 502"، والجرح والتعديل "7/ 223".
3 تهذيب التهذيب "9/ 93"، والتقريب "2/ 159"، والجرح والتعديل "7/
223".
4 تهذيب التهذيب "9/ 123"، والجرح والتعديل "7/ 241".
(9/164)
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ
لِيَحْيَى: حَمَلْتُ عَنْ أَبِي حَفْصَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ حَدِيثَهُ
كُلَّهُ ثُمَّ رَمَيْتُ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: هُوَ نَحْوُ صَالِحِ بن
أبي الأخضر. وقال ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ. وَقَالَ مَرَّةً لَيْسَ
بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ فِي "الضُّعَفَاءِ": مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
حَفْصَةَ وَهُوَ ابْنُ مَيْسَرَةَ، ضَعِيفٌ.
376- مُحَمَّدُ بْنُ خالد الضبي الكوفي1 -ت-.
الملقب سؤر الأسد أبو يحيى. ويقال: أبو حي، وَكَانَ قد افترسه
الأسد ثُمَّ نجا وعاش بعد. سمع سعيد بن حبير وَعَطَاءَ بْنَ أَبِي
رَبَاحٍ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو يَحْيَى
الْحِمَّانِيُّ.
ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ وما علمت أحدًا ضعفه بل قَالَ
أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وقد رَوَى أَيْضًا عَنْ
أَنَسٍ. وَعَنْهُ أَيْضًا جَرِيٌر وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَسَعِيدُ
بْنُ خُثَيْمٍ. وَظَفِرْتُ بِقَوْلِ أَبِي الْفَتْحِ الأزدي
بِأُخْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: مُنْكَرُ الحديث.
377- محمد بن ذكوان الطاحي2 –ق- الأزدي مولاهم البصري حمو حماد ابن
زَيْدٍ.
رَوَى عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ وَابْنِ سِيرِينَ ويعلى بن حكيم
وابن أبي مليكة ورجاء بن حيوة.
وعنه شعبة وابن جرير وإبراهيم بن طهمان وعبد الله بن بكر السهمي
وحجاج بن نضير وعبد الصمد بن عبد الوارث وآخرون.
قال شعبة: كان كخير الرجال. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ مُنْكَرُ
الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: على قلة روايته يروي المعضلات
عَنِ الثِّقَاتِ. وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ: وَهُوَ ضَعِيفٌ.
ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ حَدَّثَنِي يَعْلَى بْنُ حَكِيمٍ
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
مَرْفُوعًا "مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ
وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ". وَسُلَيْمَانُ لا
يُدْرَى من هو3.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 241"، وميزان الاعتدال "3/ 536"، والمعرفة
والتاريخ "3/ 114".
2 تقريب التهذيب "2/ 160"، والمعرفة والتاريخ "2/ 514".
3 "ضعيف جدًا": أخرجه الطبراني في الكبير "10/ 94"، وذكر صاحب كشف
الخفا "2832"، والدرر "397"، والموضوعات "2/ 203"، والفوائد
للشوكاني "98"، وتنزيه الشريعة "2/ 157"، وتمييز الطيب من الخبيث
"ص275"، وضعيف الجامع الصغير وزيادته "5873".
(9/165)
ابْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
ذَكْوَانَ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أُبَيٍّ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي آدَمَ أَنَّهُ اشْتَهَى ثِمَارًا
من ثمار الْجَنَّةَ وَلَمَّا مَاتَ غَسَّلَتْهُ الْمَلائِكَةُ
وَصَلَّتْ عَلَيْهِ وكبرت عليه أربعًا.
ورواه يعلى عن ابن إِسْحَاقَ فَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
مَيْمُونَ. وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ
الْحَسَنِ أبي قوله1.
378- محمد بن الزبير التميمي2 –ن- الحنظلي البصري.
عَنْ أَبِيهِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَبِلالِ بْنِ أَبِي
بُرْدَةَ وَالْحَسَنِ وَمَكْحُولٍ.
وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زُبَيْرٍ وَمُعْتَمِرٌ وَعَبْدُ الْوَارِثِ
وَابْنُ عُلَيَّةَ وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ وَعِدَّةٌ.
وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَقْرَانِهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ وَأَخْرَجَ لَهُ حَدِيثًا وَلَمْ
يُقَوِّهِ.
وَقَالَ البخاري: منكر الحديث. قلت: هو راوي حديث عن الحسن عن
عمران مرفوعًا "لا نذر في غضب وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ
يَمِينٍ"3.
379- مُحَمَّدُ بْنُ سَالِمٍ أَبُو سَهْلٍ الْكُوفِيُّ4.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَأَبِي إِسْحَاقَ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَجَرِيرٌ الضَّبِّيُّ وَابْنُ فُضَيْلٍ
وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَغَيْرُهُمْ. مُتَّفَقٌ عَلَى ضعفه.
قال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شِبْهُ مَتْرُوكٍ. وَقَالَ ابْنُ عدي:
الضعف بين على روايته.
__________
1 "خبر ضعيف": أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند "5/ 136"،
وفي السند عنعنة الحسن وهو معروف بالتدليس، وابن ضمرة أيضًا هو في
عداد المجهولين كما في الجرح "7/ 41"، وأخرجه الطبري في تاريخه "1/
160" من طريق ابن إسحاق عن الحسن بن ذكوان عن الحسن البصري عن أبي
به مرفوعًا. وهو ضعيف. لأجل ابن ذكوان وهو يخطئ ويدلس، وقد عنعنه
وفيه ابن إسحاق يدلس والحسن البصري، وقد رواه كلاهما بالعنعنة.
2 ميزان الاعتدال "3/ 547"، والمجروحين "2/ 259".
3 "حديث صعيف": أخرجه النسائي "3851، 3852، 3853"، وأحمد في مسنده
"4/ 433"، والبيهقي في السنن "10/ 70"، وذكره ابن عدي في الكامل
"6/ 2210"، وانظر ضعيف الجامع الصغير وزيادته.
4 تهذيب التهذيب "9/ 176"، وطبقات ابن سعد "6/ 360"، وميزان
الاعتدال "3/ 556".
(9/166)
وقال الْبُخَارِيُّ: هُوَ صَاحِبُ
الْفَرَائِضِ كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ ينهى عنه.
380- محمد بن السائب الكلبي1 –ت- بن بشير بن عمرو وأبو النضر
الكلبي الكوفي الأَخْبَارِيُّ الْعَلامَةُ صَاحِبُ التَّفْسِيرِ.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَأَبِي صَالِحِ بَاذَامٍ وَأَصْبَغَ بْنِ
نَبَاتَةَ وَطَائِفَةٍ.
وعنه ابنه هشام بن الكلبي صاحب النسب وَشُعْبَةُ وَابْنُ
الْمُبَارَكِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَيَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَطَائِفَةٌ سِوَاهُمْ.
وَقَدِ اتُّهِمَ بِالأَخَوَيْنِ: الْكَذِبُ وَالرَّفْضُ، وَهُوَ
آيَةٌ فِي التَّفْسِيرِ وَاسِعُ الْعِلْمِ عَلَى ضَعْفِهِ.
قال زيد بن الحريس: سمعت أبا معاوية الْكَلْبِيَّ يَقُولُ:
حَفِظْتُ مَا لَمْ يَحْفَظْ أَحَدٌ وَنَسِيتُ مَا لَمْ يَنْسَ
أَحَدٌ. حَفِظْتُ الْقُرْآنَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةٍ
وَقَبَضْتُ عَلَى لِحْيَتِي لِآخُذَ مِنْهَا مَا دُونَ الْقَبْضَةِ
فَأَخَذْتُ فَوْقَ الْقَبْضَةِ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَالَ لِي الْكَلْبِيُّ: مَا
حَفِظْتُ شَيْئًا فَنَسِيتُهُ، وَحَضَرَ الْحَجَّامُ فَقَبَضْتُ
قَبْضَةً فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ خُذْ مِنْ هَاهُنَا فَقُلْتُ:
خَذْ مِنْ هَاهُنَا، فَأَخَذَ من فوق القبضة.
قال ابْنُ عَدِيٍّ: لَيْسَ لِأَحَدٍ تَفْسِيرٌ أَطْوَلُ مِنْ
تَفْسِيرِ الْكَلْبِيِّ.
قُلْتُ: يَعْنِي مِنَ الَّذِينَ فَسَّرُوا القرآن في المائة
الثانية، ومن الذين لَيْسَ فِي تَفْسِيرِهِمْ سِوَى قَوْلِهِمْ.
ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لِشُهْرَتِهِ بَيْنَ الضُّعَفَاءِ
يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: أَجْمَعُوا عَلَى تَرْكِ
حَدِيثِهِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: جُوَبْيِرٌ أَمْثَلُ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو عَوَانَةَ: سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَتَكَلَّمُ
بِشَيْءٍ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ كَفَرَ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 101"، وتهذيب التهذيب "9/ 178"، ووفيات
الأعيان "4/ 309"، والعبر "1/ 207"، وطبقات المفسرين "2/ 144"
وغيره.
(9/167)
زُرَيْعٍ: رَأَيْتُ الْكَلْبِيَّ يَضْرِبُ
يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ وَيَقُولُ أَنَا سَبَائِيٌّ أَنَا
سَبَائِيٌّ1.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ أَبَا جُزْءٍ
يَقُولُ: قَالَ الْكَلْبِيُّ: كَانَ جِبْرِيلُ يُوحِي إِلَى
النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَامَ لِحَاجَةٍ
وَجَلَسَ عَلَيَّ فَأَوْحَى جِبْرِيلُ إِلَى عَلِيٍّ. وَقَدْ رَوَى
نَحْوَ هَذَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الْكَلْبِيِّ.
وَقَالَ حَجَّاجٌ الأَعْوَرُ: سَمِعْتُ الْكَلْبِيَّ يَقُولُ:
حَفِظْتُ الْقُرْآنَ فِي سَبْعَةِ أَيَّامٍ. رَوَاهَا أَبُو
عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بن سلام عن الحجاج. وقال الْمُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ: كَانَ الْكَلْبِيُّ كَذَّابًا.
قُلْتُ: أَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ شُعْبَةَ وَتَحَرِّيهِ كَيْفَ
يَرْوِي عَنْ مِثْلِ هَذَا التَّالِفِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى: سَمِعْتُ زَائِدَةَ يَقُولُ:
اطْرَحُوا حَدِيثَ أَرْبَعَةٍ: حجاج وجابر وحميد صاحب مجاهد
الكلبي، فَأَمَّا الْكَلْبِيُّ فَصَمْتًا إِنْ لَمْ أَكُنْ
سَمِعْتُهُ يَقُولُ: نَسِيتُ عِلْمِي فَأَتَيْتُ آلَ مُحَمَّدٍ
فَسَقَوْنِي عَسَلا فَامْتَلَأْتُ عِلْمًا". أَفَتَأْمُرُونِي أَنْ
أُحَدِّثَ عَنْ رَجُلٍ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وروى عَبَّاسٌ عَنْ يَحْيَى قَالَ: الْكَلْبِيُّ لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: مَوْتُ الْكَلْبِيِّ عَلَى رَأْسِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ،
وَقَدْ مَرَّ فِي الْحَوَادِثِ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
381- مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ حسان المصلوب2 -ت ق.
وهو محمد بن أبي قيس وهو محمد بن الطبري وهو القرشي وهو الأزدي وهو
الدمشقي وهو ابن الطبري.
وَقَدْ دَلَّسُوهُ أَلْوَانًا كَثِيرَةً لِئَلا يُعْرَفَ
لِسُقُوطِهِ.
رَوَى عَنْ مَكْحُولٍ وَعُبَادَةَ وَرَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ
وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ وَطَبَقَتِهِمْ. وَعَنْهُ سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ، وَبَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ
عَيَّاشٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَالْمُحَارِبِيُّ وَيَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَطَائِفَةٌ
سِوَاهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ: قَتَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ
الْمَنْصُورُ فِي الزَّنْدَقَةِ. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: صُلِبَ
فِي الزَّنْدَقَةِ وَكَنَّاهُ أبا عبد الرحمن. وقال ابن حاتم: يقال
فيه: محمد بن
__________
1 والسبئية: أتباع عبد الله بن سبأ.
2 التقريب "2/ 164"، والمجروحين "2/ 247"، والميزان "3/ 561"،
والمعرفة والتاريخ "1/ 700".
(9/168)
حسان ومحمد بن أبي حسان. وقال سعيد بن أبي
أيوب عن ابن عجلان عن محمد بن سعيد بن حسان بن قيس فذكر حديثًا.
قال الْعُقَيْلِيُّ: يَقُولُونَ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
زَيْنَبَ وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا وَمُحَمَّدُ بْنُ
أَبِي الْحَسَنِ.
وَيَقُولُونَ: مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانٍ الطَّبَرِيُّ، قَالَ:
وَرُبَّمَا قَالُوا فِيهِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَعَبْدُ الْكَرِيمِ
وَغَيْرُ ذَلِكَ عَلَى مَعْنَى التَّعْبِيدِ لِلَّهِ، وَقَدْ
بَلَغَنَا أَنَّ اسْمَهُ قُلِبَ عَلَى نَحْوِ مِائَةِ لَوْنٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: هُوَ غَيْرُ ثِقَةٍ وَلا مأمون. وقال
مَرَّةً: كَذَّابٌ. وَسَمَّاهُ بَعْضُهُمْ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ
بْنَ أبي شميلة. وقال أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: كَانَ يَضَعُ
الْحَدِيثَ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: ثنا مُحَمَّدُ
بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سَعِيدٍ
يَقُولُ: لا بَأْسَ إِذَا كَانَ كَلامًا حَسَنًا أَنْ يَضَعَ لَهُ
إِسْنَادًا.
الصَّوَابُ مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الأَزْرَقُ. وَرَوَاهَا
دُحَيْمٌ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: دَخَلَ الثَّوْرِيُّ عَلَى مُحَمَّدِ
بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ الأُرْدُنِيِّ فَاحْتَبَسَ
عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا فَقَالَ: هُوَ كَذَّابٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ كَذَّابًا.
وَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ رَشِيقٍ عَنِ النَّسَائِيِّ قَالَ:
الْكَذَّابُونَ الْمَعْرُوفُونَ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ عَلَى رَسُولِ
اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَرْبَعَةٌ: ابْنُ
أَبِي يَحْيَى بِالْمَدِينَةِ، وَالْوَاقِدِيُّ بِبَغْدَادَ،
وَمُقَاتِلٌ بِخُرَاسَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ بِالشَّامِ،
يُعْرَفُ بِالْمَصْلُوبِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ. قُلْتُ:
وَبِإِخْرِاجِ التِّرْمِذِيِّ لِحَدِيثِ الْمَصْلُوبِ
وَالْكَلْبِيِّ وأمثالهما انْحَطَّتْ رُتْبَةٌ جَامِعَةٌ عَنْ
رُتْبَةِ سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَالنَّسَائِيِّ. وَكَانَ صُلْبُ
هَذَا الرَّجُلِ فِي حدود سنة خمسين ومائة.
382- محمد بن سواقة1 –ع- أبو بكر الغنوي الكوفي العابد الصَّالِحُ.
رَوَى عَنْ أَنَسٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وسعيد بن جبير وأبي
صالح السمان ومنذر الثوري وجماعة.
__________
1 تهذيب التهذيب "9/ 209"، وطبقات ابن سعد "6/ 237"، وحلية
الأولياء "5/ 3-14"، صفة الصفوة "3/ 65".
(9/169)
وعنه السفيانان والمحاربي وأبو معاوية وعلي
بن عاصم ويعلى بن عبيد وجماعة.
وكان أحد الثقات، يقال: إنه أنفق في أبواب الخير مائة ألف درهم.
قال ابن عيينة: كان محمد بن سوقة لا يُحْسِنُ أَنْ يعصي الله
تعالى.
وقال النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَرْضِيٌّ.
383- مُحَمَّدُ بْنُ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ الضَّبِّيُّ
الْكُوفِيُّ1 -م-.
عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ وَعَمْرِو بْنِ مُرَّةٍ
وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَجَرِيرُ بْنُ
عَبْدِ الْحَمِيدِ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُمْ.
384- مُحَمَّدُ بْنُ طَحْلاءِ2 -د ن-.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَالأَعْرَجِ
وَمِحْصَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْفَهِيمِيِّ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ
يَعْقُوبُ وَيْحَيى، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ
وَغَيُرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
385- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ
بْنِ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب3 -د ت ن-.
الهاشمي الحسني المدني.
عَنْ نَافِعٍ وَأَبِي الزِّنَادِ. وَعَنْهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ الصَّائِغُ. وقد وَثَّقَهُ
النَّسَائِيُّ، وَابْنُ حِبَّانٍ. وَمَرَّ فِي الْحَوَادِثِ
خُرُوجُهُ وَخُرُوجُ أَخَيه إِبْرَاهِيمَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ
وَأَرْبَعِينَ وَأَنَّهُمَا قتلًا.
فائدة: قال أبو أحمد بْنُ حَزْمٍ: ذَهَبَتْ طَائِفَةٌ مِنَ
الْجَارُودِيَّةِ وَهُمْ غلاة الرافضة إِلَى أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ الْقَائِمِ بِالْمَدِينَةِ حَيٌّ لَمْ
يُقْتَلُ، وَأَنَّهُ لا يَمُوتُ حَتَّى تُمْلَأُ الأَرْضُ عَدْلا،
يَعْنِي كَمَا مُلِئَتْ جُورًا.
وَقَدْ خَلَفَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ الأَوْلادِ
عَبْدَ اللَّهِ الَّذِي قتله هشام بن عمرو في
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 112"، وميزان الاعتدال "3/ 581".
2 تقريب التهذيب "2/ 172"
3 التهذيب "9/ 252"، والجرح والتعديل "7/ 295"، والوافي بالوفيات
"3/ 279" وغيره.
(9/170)
مَصَافٍّ كَانَ بَيْنَهُمَا بِنَاحِيَةِ
بِلادِ الْقَشْمِيرِ، وَخَلَّفَ عَلِيًّا وَمَاتَ فِي السَّجْنِ،
وَحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي خَرَجَ
وَقُتِلَ فِي وَقْعَةِ فَخٍّ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ
زَوْجَةُ ابْنِ عَمِّهَا الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَزَيْنَبُ
الَّتِي دَخَلَ بها محمد بن أبي العباس السفاح لَيْلَةَ قُتِلَ
أَبُوهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَالَ أَبُو عَوَانَةَ: إِبْرَاهِيمُ
وَمُحَمَّدُ خَارِجِيَّانِ.
ثُمّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: بِئْسَ مَا قَالَ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: قَالَ هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ
الْعِجْلِيُّ الشِّيعِيُّ يَعِيبُ خُرُوجَهُ.
يا أيها ذا الذي له كان ذو ال ... نية مِنَّا فِي الدِّينِ
مُتَّبِعَا
أَبَيْنَمَا أَنْتَ مُنْتَهَى أمل ال ... أمة إذ قيل صارمبتدعا
يَا لَهْفَ نَفْسِي عَلَى تَفَرُّقِ مَا ... قَدْ كَانَ مِنْهَا
عَلَيْكَ مُجْتَمِعَا
386- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عُثْمَانَ بْنِ
عَفَّانَ1 –ق- أبو عبد الله الأموي العثماني الملقب بالديباج
لِحُسْنِهِ. كَانَ سَمْحًا جَوَّادًا سَرِيًّا ذَا مُرُوءَةٍ
وَسُؤْدُدٍ.
رَوَى عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ ابْنَةِ الْحُسَيْنِ بن علي ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: "لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى الْمُجَذَّمِينَ" 2.
وَرَوَى عَنْ نَافِعٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَأَبِي
الزِّنَادِ.
وَعَنْهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَغَيْرُهُ. لَيَّنَهُ
الْبُخَارِيُّ. وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا الدَّرَاوَرْدِيُّ
ومُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ الْغِفَارِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ
الطَّائِفِيُّ وَابْنُ أَبِي الزِّنَادِ. وَقَدِمَ الشَّامَ
مَرَّاتٍ. وَهُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ وَالِدُ
الأَخَوَيْنِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ لأُمِّهِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَكَانَ أَبُوهُ يُدْعَى الْمُطَرِّفُ
لِجَمَالِهِ. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ محمد
__________
1 تهذيب التهذيب "9/ 268"، والجرح والتعديل "7/ 301"، وميزان
الاعتدال "3/ 593".
2 "حديث صحيح": وأخرجه الطبراني في الكبير "11193"، وقال الهيثمي
في المجمع "5/ 101"، وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات.
ورواه الطبراني في موضع آخر "2897"، وقال الهيثمي في المجمع "5/
101"، رواه أبو يعلى والطبراني وفي إسناد أبي يعلى الفرج بن فضالة
وثقه أحمد وغيره وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله ثقات، وفي إسناد
الطبراني يحيى الحماني وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات. ورواه ابن عساكر
في تراجم النساء "ص272، 273".
ورواه ابن ماجه "3543"، وقال في الزوائد: رجال إسناده ثقات، وقال
الألباني في الصحيحة "1064"، وبالجملة: فالحديث بمجموع طرقه
وشواهده صحيح.
(9/171)
الديباج أَصْغَرَ وَلَدِ فَاطِمَةَ بِنْتِ
الْحُسَيْنِ، وَكَانَ إِخْوَتُهُ مِنْ أُمِّهِ يَرِقُّونَ عَلَيْهِ
وَيُحِبُّونَهُ، وَكَانَ لا يُفَارِقُهُمْ، فَكَانَ مِمَّنْ أَخَذَ
مَعَ إِخْوَتِهِ بَنِي الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ فَضَرَبَهُ
الْمَنْصُورُ مِنْ بَيْنَ إخوته مائة سوط وسجنه بِالْهَاشِمِيَّةِ
فَمَاتَ فِي حَبْسِهِ. قَالَ: وَكَانَ كَثِيرَ الْحَدِيثِ
عَالِمًا.
وَقَالَ مُسْلِمٌ: كَانَ مُنْكَرَ الْحَدِيثِ. وَكَنَّاهُ
النَّسَائِيُّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَقَالَ: لَيْسَ
بِالْقَوِيِّ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: حَدِيثُهُ قَلِيلٌ
وَمِقْدَارُ مَالَهُ يُكْتَبُ. وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ: رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنِ
بْنِ حَسَنٍ أَتَى أَخَاهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو فَوَجَدَهُ نَائِمًا فَأَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ
انْصَرَفَ وَلَمْ يُوقِظْهُ.
وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ أَبِي السَّائِبِ قَالَ: احْتَجْتُ
إِلَى لَقْحَةٍ فَكَتَبْتُ إِلَى مُحَمَّدٍ الدِّيبَاجِ أَسْأَلُهُ
أَنْ يَبْعَثَ إِلَيَّ بِلَقْحَةٍ، فَإِنِّي لَعَلَى بَابِي إِذَا
أَنَا بِزَاجِرٍ يَزْجُرُ إِبِلا وَإِذَا هُوَ عَبْدٌ يَزْجُرُهَا،
فقلت: يا هذا ليس ها هنا الطَّرِيقُ. قَالَ: أَرَدْتُ دَارَ أَبِي
السَّائِبِ، فَقُلْتُ: أَنَا هُوَ، فَدَفَعَ إِلَيَّ كِتَابَ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَإِذَا فِيهِ: أَتَانِي كِتَابُكَ
تَطْلُبُ لَقْحَةً وَقَدْ جَمَعْتُ مَا كَانَ بِحَضْرَتِنَا
مِنْهَا وَهِيَ تِسْعَ عَشْرَةَ لَقْحَةً وَبَعَثْتُ مَعَهَا
بِعَبْدٍ يَرْعَاهَا. قَالَ فَبَعَت مِنْهَا بِثَلاثِمِائَةِ
دِينَارٍ سِوَى مَا حُبِسَتْ.
وَرَوَى الزُّبَيْرُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْعَبَّاسِ
السَّعْدِيِّ يَمْدَحُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عَمْرٍو:
وَجَدْنَا الْمَحْضَ الأَبْيَضَ مِنْ قُرَيْشٍ ... فَتًى بَيْنَ
الْخَلِيفَةِ وَالرَّسُولِ
أَتَاكَ الْمَجْدُ مِنْ هَذَا وَهَذَا ... وَكُنْتَ لَهُ
بِمُعْتَلِجِ السُّيُولِ
فَمَا للمجد رونك مِنْ مَبِيتٍ ... وَمَا لِلْمَجْدِ دُونَكَ مِنْ
مُقِيلِ
قَالَ الزُّبَيْرُ: قُتِلَ مُحَمَّدٌ الدِّيبَاجُ أَوْ مَاتَ فِي
حَبْسِ الْمَنْصُورِ فِي أَمْرِ مُحَمَّدٍ وَإِبْرَاهِيمَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: أُخِذَ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ
وَزَعَمُوا أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ قَتَلَهُ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي
الْمَوَالِي: أُحْضِرَت فسلمت عَلَى الْمَنْصُورِ، فَقَالَ: لا
سَلَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ ابْنَ الْفَاسِقِينَ يَعْنِي مُحَمَّدًا
وَإِبْرَاهِيمَ، قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، امْرَأَتِي
طَالِقٌ وَعَلَيَّ وَعَليَّ إِنْ كُنْتُ مَكَانَهُمَا، فَقَالَ:
السِّيَاطُ، فَضُرِبْتُ أَرْبَعَمِائَةِ سَوْطٍ، فَمَا عَقِلْتُ
بِهَا حَتَّى رَفَعَ عَنِّي، وَذَكَرَ الْقِصَّةَ إِلَى أَنْ
قَالَ: ثُمَّ مَاتَ
(9/172)
مُحَمَّدٌ الدِّيبَاجُ فَقُطِعَ رَأْسُهُ
فَبُعِثَ بِهِ إِلَى خُرَاسَانَ وَطَافُوا بِهِ، وَجَعَلُوا
يَحْلِفُونَ أَنَّهُ رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلّمَ- يوهمون أَنَّهُ رَأْسُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ حَسَنٍ الَّذِي كَانُوا يَجِدُونَ فِي الرِّوَايَةِ خُرُوجَهُ
عَلَى الْمَنْصُورِ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: ثنا مَعْنُ بْنُ عِيسَى
قَالَ: زَعَمُوا أَنَّ الْمَنْصُورَ قتل محمد الدِّيبَاجَ لَيْلَةَ
جَاءَهُ خُرُوجُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ
بِالْمَدِينَةِ.
387- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ
الْخُزَاعِيُّ مَوْلاهُمْ1.
رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ. وَعَنْهُ
مَالِكٌ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيْحَيَى الْقَطَّانُ
وَآخَرُونَ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
388- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى2 -4-
أَبُو عَبْدِ الرحمن الأنصاري الكوفي وفقيهها وَمُقْرِئُهَا فِي
زَمَانِهِ.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَالْحَكَمِ
وَنَافِعٍ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَعَمْرِو بْنِ مَرَّةَ
وَغَيْرِهِمْ وَلَمْ يُدْرِكِ السَّمَاعَ من أَبِيهِ.
رَوَى عَنْهُ الشعبي وَالسُّفْيَانَانِ وَزَائِدَةُ وَوَكِيعٌ
وَالْخُرَيْبِيُّ وَابْنُهُ عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَأَبُو
نُعَيْمٍ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ حَمْزَةُ
الزَّيَّاتُ وَغَيْرُهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: كان أفقه أهل الدنيا. وقال أحمد
العجيلي: كَانَ فَقِيهًا صَدُوقًا صَاحِبَ سُنَّةٍ جَائِزَ
الْحَدِيثِ قارئًا عالمًا بالقرآن. وقال أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ
هُوَ بِأَقْوَمِ مَا يَكُونُ. وقال أَحْمَدُ: مُضْطَرِبُ
الْحَدِيثِ. وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: مِنْ جَلالَتِهِ أَنَّهُ
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَشَرَةِ شُيُوخٍ.
قُلْتُ: قَرَأَ عَلَى الشَّعْبِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ، وَقَرَأَ
عَلَى أَخِيهِ عِيسَى عَنْ وَالِدِهِمَا، وَقَرَأَ عَلَى
الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ قِرَاءَتِهِ عَلَى سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ، وَكَانَ حَمْزَةُ يَقُولُ: يُعْلِنُهَا جَوْدَةُ
الْقِرَاءَةِ عِنْدَهُ. وَكَانَ مِنْ أَحْسَبِ النَّاسِ، وأحسنهم
خطًا ونقطًا للمصحف، وأجملهم وأنبلهم.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 139"، والجرح والتعديل "7/ 306".
2 التاريخ الكبير "1/ 162"، والمجروحين "2/ 243"، وميزان الاعتدال
"3/ 613"، وتاريخ أبي زرعة الرازي "1/ 297"، وطبقات الفقهاء "84"،
وخلاصة تذهيب الكمال "348" وغيره.
(9/173)
وَرَوَى أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنِ
ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَطَاءٍ فَجَعَلَ
يَسْأَلُنِي، فَكَانَ أَصْحَابُهُ أَنْكَرُوا ذَلِكَ وَقَالَ:
تَسْأَلُهُ؟ قَالَ: وَمَا تُنْكِرُونَ هُوَ أَعْلَمُ مِنِّي.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ: سَمِعْتُ أَبَا يُوسُفَ الْقَاضِي
يَقُولُ: مَا وَلِيَ الْقَضَاءَ أَحَدٌ أَفْقَهُ فِي دِينِ اللَّهِ
وَلا أَقْرَأُ لِكِتَابِ اللَّهِ، وَلا أَقْوَلُ حَقًّا بِاللَّهِ
وَلا أَعَفُّ مِنِ ابْنِ أَبِي ليلى.
وقال ابن معن: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن ابْنِ أَبِي لَيْلَى
مَا رَوَى عَنْ عَطَاءٍ.
وقال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ سَيِّئُ الحفظ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضعيف وقال
النسائي وغيره: ليس بالقوي. وقال الدراقطني: رديء الحفظ كثير
الوهم. وقال أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ
مَقْلُوبَةٌ. وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى الْمُحَارِبِيُّ:
طَرَحَ زَائِدَةُ حَدِيثَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: سألت زائدة عن ابن أَبِي لَيْلَى
فَقَالَ: ذَاكَ أَفْقَهُ النَّاسِ.
وَقَالَ عائذ بْنُ حَبِيبٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى يَقُولُ:
مَا أَقْرَعَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- فهو أحق، وما لم يقرع فَهُوَ قِمَارٌ1.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ: سَأَلْتُ
جَرِيرًا قُلْتُ: مَنْ رَأَيْتَ مِنَ الْمَشَايِخِ يُسْتَثْنَى فِي
إِيمَانِهِ؟ قَالَ: كَانَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى مَنْ أَشَدِّهِمْ
فِي ذَلِكَ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَافِرِينَ: سَأَلْتُ مَنْصُورًا مَنْ
أَفْقَهُ أَهْلِ الْكُوفَةِ؟ قَالَ: قَاضِيهَا، يَعْنِي ابْنَ
أَبِي لَيْلَى.
وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: فُقَهَاؤُنَا
ابْنُ أَبِي لَيْلَى وَابْنُ شُبْرُمَةَ.
وَقَالَ ابن عيينة: كان رزق ابن أَبِي لَيْلَى قَاضِي الْكُوفَةِ
مِائَتَيْ دِرْهَمٍ.
أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَطَاءٍ
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ وَحْيٌ قُلْتُ: نَذِيرُ قَوْمٍ
قَدْ هَلَكُوا أَوْ صَبَّحَهُمُ الْعَذَابُ فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ
فَأَطْيَبُ النَّاسِ نَفْسًا وَأَطْلَقَهُمْ وَجْهًا
وَأَكْثَرُهُمْ ضَحِكًا أَوْ قَالَ: تَبَسُّمًا2.
__________
1 وانظر سير أعلام النبلاء "6/ 479".
2 "هذا حديث منكر" قاله الذهبي في سير أعلام النبلاء "6/ 479"،
ورواه ابن عدي في الكامل في الضعفاء "6/ 187".
(9/174)
أَبُو شِهَابٍ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي
لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: لَيْسَ عَلَى الْفِطْرَةِ مَنْ قَرَأَ
خَلْفَ الإِمَامِ.
تُوُفِّيَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
389- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّيْمِيُّ1 –م4-
مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. كُوفِيٌّ ثِقَةٌ.
رَوَى عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ وَالسَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ
وَكُرَيْبٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ.
وعنه مسعر وشعبة والسفيانان وشريك وإسرائيل وسعد بن الصلت. وقال
ابن عيينة: كان أعلم من عندنا بالعربية. وقال ابن معين: ثقة.
390- محمد بن عبد العزيز الراسبي البصري2 -م ت-.
عَنْ أَبِي الْوَازِعِ جَابِرِ بْنِ عَمْرٍو وَأَبِي الشَّعْثَاءِ
جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ
وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ.
صَالِحُ الْحَدِيثِ مُقِلٌّ استشهد به مسلم. وقال أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ الْحَاكِمُ: أَرَاهُ يَضْطَرِبُ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ كُوفِيٌّ يُعْرَفُ بِالْجَرْمِيِّ، وَقِيلَ: بَلِ
الْكُوفِيُّ آخَرُ.
391- مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ3 –ق-
مَوْلَى آلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَخُو
عَوْنٍ وَعَبْدِ اللَّهِ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَدَاوُدَ بْنِ
الْحُصَيْنِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ ابْنَاهُ مَعْمَرٌ
وَمُغِيرَةُ، وَعَبْدُ الله ابن لَهِيعَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ
عَيَّاشٍ وَعَلِيُّ بْنُ غُرَابٍ وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ فِي عِدَادِ شِيعَةِ الْكُوفَةِ يَرْوِي
أَشْيَاءَ مِنَ الْفَضَائِلِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا.
وقَالَ البخاري: منكر الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء ولا ابنه
معمر.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 184"، وميزان الاعتدال "3/ 620".
2 الجرح والتعديل "8/ 7"، وميزان الاعتدال "3/ 629".
3 المجروحين "2/ 249"، والتقريب "2/ 187".
(9/175)
حيان بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا: إِذَا
طَنَّتْ أُذْنُ أَحَدِكُمْ فَلْيَذْكُرْنِي وَلْيُصَلِّ عَلَيَّ
وَلْيَقُلْ ذَكَرَ اللَّهُ مَنْ ذَكَرَنِي بِخَيْرٍ1، وَبِهِ أَنَّ
النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَتَلَ عَقْرَبًا
وَهُوَ يُصَلِّي2. وَبِهِ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ
يَكْتَحِلُ وَهُوَ صَائِمٌ3.
عَبَّادٌ الرَّوَاجِنِيُّ: أَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
أُوصِي مَنْ آمَنَ بِي بِوَلائِهِ لِعَلِيٍّ، فَمَنْ تَوَلاهُ
وَتَوَلانِي تَوَلَّى اللَّهَ4.
392- مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
سَعِيدٍ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ5 -د-.
عَنْ جَدِّهِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَالْقَاسِمِ بْنِ
مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَصَفْوَانُ بْنُ عِيسَى. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
393- مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ6 –م- متابعة.
مَوْلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ
الْقُرَشِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ الْفَقِيهُ أَحَدُ
الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بن مالك شيئًا وعن أبيه وَنَافِعٍ وَمُحَمَّدِ
بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وسعيد المقبري وعمرو بن شعيب وغيرهم.
وعنه السفيانان وبكر بن مضر وبشر بن المفضل وعبد الله بن إدريس
ويحيى القطان وأبو عاصم والواقدي وخلق سواهم.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه ابن السني "166"، وابن قيم الجوزية في جلاء
الأفهام "ص/ 61، 278"، وذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول "2/
611" وغيره.
2 وذكره الهندي في الكنز "40265".
3 وأورده الزبيدي في إتحاف السادة المتقين "4/ 208"، وابن حجر في
المطالب العلية "987".
4 "ضعيف": "أورده الهندي في الكنز "32953" وعزاه الطبراني وابن
عساكر -عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ
ياسر عن أبيه عن جده" وذكره ابن عدي في الكامل في الضعفاء "6/
2126".
5 التهذيب "9/ 338"، والجرح والتعديل "8/ 33".
6 تهذيب التهذيب "9/ 341"، وميزان الاعتدال "3/ 644"، وطبقات خليفة
"270"، وخلاصة تذهيب الكمال "351"، وغيره.
(9/176)
وثقه ابن عيينة وغيره، وكان أحد من جمع بين
العلم والعمل، وكان له حلقة فِي مسجد النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ فَهَمَّ وَالِي الْمَدِينَةِ جَعْفَرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيُّ أَنْ يَجْلِدَهُ، فَقَالُوا لَهُ:
أَصْلَحَكَ اللَّهُ، لَوْ رَأَيْتَ الحْسَنَ الْبَصْرِيُّ فَعَلَ
مِثْلَ هَذَا كُنْتَ تَضْرِبُهُ؟ قَالَ: لا، قِيلَ: فَابْنُ
عَجْلانَ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِثْلُ الْحَسَنِ فِي أَهْلِ
الْبَصْرَةِ، فَعَفَا عَنْهُ1.
وَرَوَى عَبَّاسُ بْنُ نضر الْبَغْدَادِيُّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ
عِيسَى قَالَ: مَكَثَ ابْنُ عَجْلانَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ ثَلاثَ
سِنِينَ فَشُقَّ بَطْنُهَا فَأُخْرِجَ وَقَدْ نَبَتَتْ
أَسْنَانُهُ. سَمِعَهَا عبد العزيز بن أحمد الغافقي مِنْ
عَبَّاسٍ2.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِ عَلِيٍّ: ثنا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْفَرَّاءُ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ
مُسْلِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِمَالِكٍ: إِنِّي حَدَّثْتُ عَنْ
عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: لا تَحْمِلُ الْمَرْأَةُ فَوْقَ
سَنَتَيْنِ قَدْرَ ظَلِّ مَغْزَلٍ، فَقَالَ: مَنْ يَقُولُ هَذَا؟
هَذِهِ امْرَأَةُ ابْنِ عَجْلانَ جَارُتَنَا امْرَأَةُ صِدْقٍ
وَلَدَتْ ثَلاثَةَ أَوْلادٍ في اثنتي عَشَرَةَ سَنَةٍ تَحْمِلُ
أَرْبَعَ سِنِينَ قَبْلَ أَنْ تَلِدَ3.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ دَاوُدَ الزُّبَيْرِيُّ: أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ يَقُولُ: حُمِلَ بِأَبِي
أَكْثَرَ مِنْ ثَلاثِ سِنِينَ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَسَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: قَدْ يَكُونُ
الْحَمْلُ سَنَتَيْنِ وَأَكْثَرَ أَعْرِفُ مَنْ حُمِلَ بِهِ
كَذَلِكَ، يَعْنِي نَفْسَهُ.
وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ عَنْ شَيْخٍ لَهُ عَنِ ابْنِ
الْمُبَارَكِ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ أَحَدٌ أَشَبْهَ
بِأَهْلِ الْعِلْمِ مِنِ ابْنِ عَجْلانَ كُنْتُ أُشَبِّهُهُ
بِالْيَاقُوتَهِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى
عَلَيْهِ4.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ذَكَرَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ
مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلانَ فَقَالَ: كَانَ لَهُ قَدْرٌ وَفَضْلٌ
بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ مِمَّنْ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدٍ فَأَرَادَ
جَعَفْرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَطْعَ يَدِهِ فَسَمِعَ ضَجَّةً،
وَكَانَ عِنْدَهُ الأَكَابِرُ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذِهِ
ضَجَّةُ أَهْلِ المدينة يدعون لابن
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 481-482".
2 السابق.
3 وانظر السابق.
4 وفي سير أعلام النبلاء "6/ 482"، بدل "عن شيخ له" "عن رجل..".
(9/177)
عَجْلانَ فَلَوْ عَفَوْتَ عَنْهُ،
وَإِنَّمَا غَرَّ وَأَخْطَأَ فِي الرِّوَايَةِ ظَنَّ أَنَّهُ
الْمَهْدِيُّ، فَعَفَا عَنْهُ وَأَطْلَقَهُ.
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلادٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ
يَقُولُ: كَانَ ابْنُ عَجْلانَ مُضْطَرِبَ الْحَدِيثِ فِي حَدِيثِ
نَافِعٍ1.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَأَلْتُ يَحْيَى عَنْ حَدِيثِ ابْنِ عَجْلَانَ
عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلا قَالَ:
"يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ قَاتَلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ" فَأَبَى
أَنْ يُحَدِّثَنِي فَقُلْتُ لَهُ: خَالَفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ: أَحَدَّثَ بِهِ!
أَحَدَّثَ بِهِ! كَانَ يَعْجَبُ2.
وَقَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ أَبِي الْغَمْرِ: ثنا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: قِيلَ لِمَالِكٍ إِنَّ نَاسًا
مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يُحَدِّثُونَ، فَقَالَ: مَنْ هُمْ؟ قِيلَ:
ابْنُ عَجْلانَ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ ابْنُ عَجْلانَ
هَذِهِ الأَشْيَاءَ وَلَمْ يَكُنْ عَالِمًا.
قُلْتُ: هَذَا قَالَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لَمَّا بَلَغَهُ أَنَّ
ابْنَ عَجْلانَ رَوَى حَدِيثَ "خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى
صُورَتِهِ" 3، وَالْحَدِيثُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ
ابْنِ عَجْلانَ، وَلَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ ابْنُ عَجْلانَ، وَقَدْ
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَحَدَّثَ عَنْهُ شُعْبَةُ
وَمَالِكٌ، وَغَيْرُ ابْنِ عَجْلانَ أَقْوَى مِنْهُ.
قَالَ الْحَاكِمُ: أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي كِتَابِهِ ثَلاثَةَ
عَشَرَ حَدِيثًا كُلُّهَا فِي الشَّوَاهِدِ، وَقَدْ تَكَلَّمَ
الْمُتَأَخِّرُونَ مِنْ أَئِمَّتِنَا فِي سُوءِ حِفْظِهِ. قُلْتُ:
وَقَلَّمَا رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ. وَحَدِيثُهُ مِنْ
قَبِيلِ الْحَسَنِ.
مَاتَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
394- مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ أَبُو عَتَّابٍ
السُّلَمِيُّ4.
رَوَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدِ بْنِ
عَبَّاسٍ. وَعَنْهُ هُشَيْمٌ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وجماعة. وكان شيعيًا عراقيًا، وثقه
ابن معين. وقال أبو حاتم:
__________
1 انظر المصدر السابق.
2 انظر السابق.
3 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "6227"، ومسلم "284" وغيرهما.
4 الجرح والتعديل "8/ 26"، والتاريخ لابن معين "3010".
(9/178)
لا بَأْسَ بِهِ. قُلْتُ: لَمْ يُخْرِجُوا
لَهُ.
395- محمد بن عمرو بن علقمة1 -م خ- مقرونًا ابن وقاص أبو الحسن
الليثي المدني أَحَدُ عُلَمَاءِ الْحَدِيثِ.
أَكْثَرَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ
وَعَمْرٍو وَالِدِهِ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ مَالِكٌ وَسُفْيَانُ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ
وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ وَأَبُو أُسَامَةَ
وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَيَزِيدُ بن
هارون ومحمد بن أبي عدي وخلق كَثِيرٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ
وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ
وَسُئِلَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ وَالْعَلاءِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ
وَعَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ: لَيْسَ حَدِيثُهُمْ
بِحُجَّةٍ. قِيلَ لَهُ: فَمُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو؟ قَالَ:
مُحَمَّدُ فَوْقَهُمْ. قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ
مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ وَرَوَى لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً وَرَوَى
عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: ابْنُ عَجْلانَ أوثق مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنِ ابْنِ إِسْحَاقَ.
وَعَنِ ابْنِ الْمَدِينِيِّ أَنَّهُ سَأَلَ يحيى بن سعيد بن
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو فَقَالَ: تُرِيدُ الْعَفْوَ أَوْ
نُشَدِّدُ؟ قُلْتُ: بَلْ شَدِّدْ، قَالَ: لَيْسَ هُوَ مِمَّنْ
تُرِيدُ، قُلْتُ: صَدَقَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ليس هو مثل يحيى
بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ وَحَدِيثُهُ صَالِحٌ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
396- مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الْخُرَاسَانِيُّ –ق-.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاكِ وَنَافِعٍ
مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا وَسَيْفُ بْنُ عُمَرَ
وَيَعْلَى بن عبيد وغيره.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ وأَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: هُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ
النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَليْه وَسَلَّمَ- اسْتَلَمَ الْحَجَرَ
وَوَضَعَ
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 673"، ومشاهير علماء الأمصار "133".
(9/179)
شَفَتَهُ عَلَيْهِ يَبْكِي طَوِيلا ثُمَّ
الْتَفَتَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: "يَا عُمَرُ هَاهُنَا تُسْكَبُ
الْعَبَرَاتُ"1.
سمعته مِنْهُ يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ.
397- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي القاسم الطَّوِيلُ2 -خت د ت.
لَهُ عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ
وَيَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ وَأَبُو سَلَمَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو
حَاتِمٍ وغيره.
398- محمد بن قيس الأسدي3 -خ م د ن- الْوَالِبِيُّ. أَبُو نَصْرٍ
وَيُقَال أَبُو قُدَامَةَ وأَبُو الحكم.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ
وَبِشْرِ بْنِ يَسَارٍ وَالْحَكَمِ وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ
وَأَبُو نُعَيْمٍ وَحَفِيدُهُ وَهْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
مُحَمَّدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ لا يُشَكُّ فِيهِ، وَكِيعٌ أَرْوَى
النَّاسِ عَنْهُ. وقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ وَيَحْيَى
وَجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ.
* مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْحَارِثِيُّ4.
الْعَابِدُ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
يَأْتِي فِي طَبَقَةِ شَرِيكٍ الْقَاضِي.
399- مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ5 ع سوى ت- الحمصي
القاضي أبو الهذيل أَحَدُ الأَئِمَّةِ الثِّقَاتِ.
رَوَى عَنْ أَزْهَرَ بْنِ سعيد الحراني وراشد بن سعد المقري
وَمَكْحُولٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ
والزهري وعمرو بن شعيب وخلق سواهم.
__________
1 "حديث ضعيف جدًا": أخرجه ابن ماجه في سننه "2945"، والحاكم في
مستدركه "1/ 454"، وانظر ضعيف الجامع "6090"، وضعيف ابن ماجه
"639".
2 تهذيب التهذيب "9/ 408"، وميزان الاعتدال "4/ 14".
3 تقريب التهذيب "2/ 202"، وميزان الاعتدال "4/ 16"، والجرح
والتعديل "8/ 61".
4 التاريخ الكبير "2/ 252"، والجرح والتعديل "8/ 110".
5 تهذيب التهذيب "9/ 502" وطبقات ابن سعد "7/ 465"، ومشاهير علماء
الأمصار "182"، وتذكرة الحفاظ "1/ 162".
(9/180)
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ
حَرْبٍ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ
وَمُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ ومحمد بن عيسى بن سميع وخلق، وآخرهم
وَفَاةً يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ أَعْلَمَ أَهْلِ الشَّامِ بِالْفَتْوَى
وَالْحَدِيثِ. قَالَ الزُّبَيْدِيُّ: أَقَمْتُ مَعَ الزُّهْرِيِّ
بِالرَّصَافَةِ عَشْرَ سِنِينَ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ:
سَمِعْتُ الأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: مَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ
الزُّهْرِيِّ أَثْبَتُ مِنَ الزُّبَيْدِيِّ. وَقَدْ قَالَ
الزُّهْرِيُّ مَرَّةً: قَدِ احْتَوَى هَذَا الزُّبَيْدِيُّ عَلَى
مَا بَيْنَ جَنْبِي من العلم. وقال أبو داود: ليس في حديثه خطأ.
وقال النَّسَائِيُّ: حِمْصِيٌّ ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: كَانَ الزُّبَيْدِيُّ عَلَى بَيْتِ
الْمَالِ وَكَانَ الزُّهْرِيُّ بِهِ مُعْجَبًا يُقَدِّمُهُ عَلَى
جَمِيعِ أَهْلِ حِمْصٍ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: الزُّبَيْدِيُّ
أَثْبَتُ مِنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فِي الزُّهْرِيِّ.
تُوُفِّيَ الزُّبَيْدِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ،
وَقِيلَ: فِي الْمَحْرَمِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ،
وَعَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً.
400- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ مَوْلاهُمُ
الْمَدَنِيُّ1.
عَنْ أَبِيهِ وَعِكْرِمَةَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ ابْنَاهُ إِبْرَاهِيمُ وَعَبْدُ اللَّهِ وَابْنُ وَهْبٍ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وأبو ضمرة. وثقه أبو داواد وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
401- مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ الثَّقَفِيُّ
الْفِلَسْطِينِيُّ2 -د ت ق-.
يُقَالُ: أَصْلُهُ كُوفِيٌّ، سَكَنَ مصر مدة، ومن مَوَالِي
الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَهُوَ صَاحِبُ حَدِيثِ الصُّوَرِ.
لَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ونافع وكعب بن علقمة
وعبادة بن نسي وَأَيُّوبَ بْنِ قَطَنٍ.
وَعَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ وَمَعْقِلُ الْجَزَرِيُّ
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ وَغَيْرُهُمْ.
وَقَدْ صَحَّحَ لَهُ التِّرْمِذِيُّ وَتَوَقَّفَ فِيهِ غَيْرُهُ.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 218".
2 تهذيب التهذيب "9/ 524"، وميزان الاعتدال "4/ 67".
(9/181)
402- مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ الْكِنْدِيُّ1. الْمَدَنِيُّ الأَعْرَجُ.
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الْقَطَّانُ.
403- الْمُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ الْيَمَانِيُّ2 -د ت ق- مِنْ
أَبْنَاءِ الْفُرْسِ، نَزَلَ مَكَّةَ.
رَوَى عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَالْمُحَرِّرِ بْنِ أَبِي
هُرَيْرَةَ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ وَابْنِ أَبِي مليكة.
وعنه ابْنُ الْمُبَارَكِ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمَعْقِلُ
بْنُ زِيَادٍ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وعبد
الرزاق، وآخر مَنْ رَوَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ
الْحِمْصِيُّ وَأَحْسَبُهُ لَقِيَهُ فِي الْحَجِّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لين الحديث. وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ:
مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ دَاوُدُ الْعَطَّارُ: لَمْ
أُدْرِكْ فِي الْحَرَمِ أَعْبَدَ منه. وقال: مَاتَ آخِرَ سَنَةِ
تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
404- مُجَالِدُ بن سعيد3 –م4- مقرونًا. ابن عمير بن بسطام الهمذاني
الكوفي.
رَوَى عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وَمُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ
وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي الْوَدَّاكِ وَأَمْثَالِهِمْ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَحَفْصُ بْنُ
غِيَاثٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ
بِشْرٍ وَطَائِفَةٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: وَغَيْرُهُ لا يُحْتَجُّ بِهِ. وَقَالَ
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: يُرْفَعُ كَثِيرًا مِمَّا لا يَرْفَعُ
النَّاسُ، لَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ليس بالقوي.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ: ذَكَرَ رَجُلٌ عُثْمَانَ -رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ- عِنْدَ مُجَالِدٍ فَقَالَ لِغُلامِهِ: جُرَّهُ
وَاطْرَحْهُ فِي الْبِئْرِ. قُلْتُ: هَذِهِ حِكَايَةٌ مُرْسَلَةٌ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ: عَاشَ أَبِي سِتًّا
وَتِسْعِينَ سَنَةً. قُلْتُ: أَدْرَكَ جَمَاعَةً مِنَ الصحابة لكن
ليس له عنهم شيء.
__________
1 التقريب "2/ 221"، والمعرفة والتاريخ "1/ 309".
2 التاريخ الكبير "7/ 419"، والمجروحين "3/ 20"، والتهذيب "10/
35".
3 تقريب التهذيب "2/ 229"، والجرح والتعديل "8/ 361".
(9/182)
تُوُفِّيَ مُجَالِدٌ سَنَةَ أَرْبَعٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
405- مُجْمَعُ بن يحيى1 -م ن- بن يزيد بن جارية الأنصاري الكوفي.
عن أبي أمامة بن سهل بْنِ أَبِي بُرْدَةَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي
رَبَاحٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَحُسَيْنُ الْجُعْفِيُّ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ
الْعَبْدِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَهُوَ ثِقَةٌ.
406- مُحْرِزُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو رَجَاءٍ2.
شَامِيٌّ وَيُقَالُ جَزَرِيٌّ. عَنْ مَكْحُولٍ وَبُرْدُ بْنُ
سِنَانٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ
وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ وَجَمَاعَةٌ.
407- مُخَوَّلُ بْنُ رَاشِدٍ الْكُوفِيُّ3 -ع-.
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ. وَعَنْهُ
شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَأَبُو عَوَانَةَ. وَثَّقَهُ
ابْنُ مَعِينٍ. وَمَاتَ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ.
408- مَرْوَانُ بْنُ جَنَاحٍ الأُمَوِيُّ4 -د ق- مَوْلاهُمُ
الدِّمَشْقِيُّ أَخُو رَوْحِ بْنِ جَنَاحٍ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَبُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَعُمَرَ بْنِ
عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُجَاهِدٍ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ صَدَقَةُ
بْنُ خَالِدٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَابْنُ شَابُورٍ. قَالَ
الدارقطني: لا بَأْسَ بِهِ.
409- مُسَافِرٌ التَّمِيمِيُّ الْجَصَّاصُ5.
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَفُضَيْلٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ
وَأَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُمَا.
410- مُسَافِرٌ الْوَرَّاقُ الْكُوفِيُّ6 –م4-.
عَنْ جعفر بن عمرو بن حريث وابن حُصَيْنٍ الأَسَدِيِّ وَشُعَيْبِ
بْنِ يَسَارٍ. وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ
وَوَكِيعٌ وَطَائِفَةٌ. وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ وَثَّقَهُ ابْنُ
مَعِينٍ. وَلَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ في
__________
1 تهذيب التهذيب "10/ 47"، والجرح والتعديل "8/ 295".
2 تقريب التهذيب "2/ 131".
3 تهذيب التهذيب "10/ 79".
4 ميزان الاعتدال "4/ 90"، تقريب التهذيب "2/ 238".
5 الجرح والتعديل "8/ 411".
6 لم أجد له ترجمة فيما تحت يدي من مصادر.
(9/183)
الْكُتُبِ، وَهُوَ أَنَّ النَّبِيَّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَطَبَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ
سَوْدَاءُ.
411- مُسْلِمُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ1 -4- الْوَاسِطِيُّ
الْعَابِدُ.
رَوَى عَنْ خَالِهِ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ وَرُمَيْحٍ
الْجُذَامِيِّ وَحَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَعَنْهُ
حِبَّانُ وَمِنْدَلٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَحَكَى يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَهَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَنَّهُ
بَقِيَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لا يَضَعُ جَنْبَهُ إِلَى الأَرْضِ،
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لَمْ أشرب الماء منذ خمسة وأربعين
ويومًا.
412- مِسْحَاجُ بْنُ مُوسَى الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ2 -د-.
عَنْ أنس. وعنه مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ
وَمَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ. لَهُ حَدِيثٌ في السنن.
413- مسعر بن حبيب3 -د-. أبو الحارث الجرمي. بَصْرِيٌّ.
عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ الْجَرْمِيِّ. وَعَنْهُ يَحْيَى
الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَعَبْدُ الصَّمَدِ
بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
414- مُسْلِمُ بْنُ صَاعِدٍ النَّحَّاتُ4.
أَرْسَلَ عَنْ عَلِيٍّ وَرَوَى عَنْ مُجَاهِدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ
بْنِ مَعْدَانَ. وَعَنْهُ مَرْوَانُ الْفَزَارِيُّ وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
415- مُشْمَعِلُّ بْنُ إِيَاسٍ5 –ق- وقيل: ابن عمر، بَصْرِيٌّ.
عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ الْقَطَّانُ وَابْنُ مَهْدِيٍّ وَعَبْدُ الصَّمَدِ
التَّنُّورِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ معين.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 184".
2 التهذيب "10/ 107"، وميزان الاعتدال "4/ 96".
3 التقريب "2/ 249"، والثقات "5/ 451".
4 الجرح والتعديل "8/ 186"، وميزان الاعتدال "4/ 104".
5 تقريب التهذيب "2/ 257"، وابن الجنيد "229".
(9/184)
416- مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ1. أَكْبَرُ
شَيْخٍ لابْنِ الْمُبَارَكِ.
حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ. فِيهِ جَهَالَةٌ.
417- مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ بْنِ
الْعَوَّامِ2 -م د ن- وَكَانَ عَرِيفَ بَنِي زُهْرَةَ
بِالْكُوفَةِ.
رَوَى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَوَكِيعٌ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ
وَأَبُو نعيم. وثقه النسائي.
418- مطرف بن طريف3 –ع- الحارثي الكوفي الْعَابِدُ أَحَدُ
الأَثْبَاتِ الْمُجَوِّدِينَ.
رَوَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَالشَّعْبِيِّ
وَالْحَكَمِ وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَعَبْثَرَ بْنِ الْقَاسِمِ وَخَالِدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَمُحَمَّدِ بْنِ فُضَيْلٍ وَعَلِيِّ بْنِ
مُسْهِرٍ وَعَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ وَآخَرُونَ. وثقه سفيان بن عيينة
وكان معجبًا به.
وقال دَاوُدُ بْنُ عُلَيَّةَ: مَا أَعْرِفُ عَرَبِيًّا وَلا
أَعْجَمِيًّا أَفْضَلَ مِنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
419- الْمُطْعِمُ بْنُ المقدام بن غنيم4 –د- الصنعاني الشامي.
عَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ وَابْنِ سِيرِينَ. وَعَنْهُ
الأَوْزَاعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ
عَيَّاشٍ وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ
بْنِ شَابُورٍ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ:
ثِقَةٌ.
420- مُطِيعٌ أَبُو الْحَسَنِ الْغَزَّالِ الْكُوفِيُّ5 -ن-.
عَنْ أَبِيهِ وَأَبِي عُمَرَ الْبَهْرَانِيِّ وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ
وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين.
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 118"، والجرح والتعديل "8/ 304".
2 تقريب التهذيب "2/ 258"، وثقات ابن شاهين "1371".
3 تقريب التهذيب "2/ 260"، والعلل "1/ 135" لابن حاتم الرازي.
4 تهذيب التهذيب "10/ 176"، والجرح والتعديل "8/ 411".
5 التاريخ الكبير "8/ 47"، والتهذيب "10/ 182".
(9/185)
421- مُظَاهِرُ بْنُ أَسْلَمَ
الْمَخْزُومِيُّ1 -د ت ق- مَدَنِيٌّ ضَعِيفٌ لَهُ فِي الطَّلاقِ
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَالثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَاصِمٍ
النَّبِيلُ. ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ.
422- مُعَاوِيَةُ بْنُ مُسْلِمَةَ النَّصْرِيّ2 –ق- كُوفِيٌّ
نَزَلَ دِمَشْقَ.
سَمِعَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ وَالْحَكَمَ وَعَطِيَّةَ
الْعَوْفِيَّ. وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَابْنُ نُمَيْرٍ
وَسَلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَشَنِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ سُمَيْعٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ ثِقَةٌ.
423- مُعَاوِيَةُ بْنُ عُمَرَو بْنِ غَلابٍ الْبَصْرِيّ3 -م د ن-
جَدُّ الْمُفَضَّلِ الْغَلابِيِّ.
رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَالْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ. وَعَنْهُ
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُعَاذُ بْنُ
مُعَاذٍ وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ. وَثَّقَهُ يَحْيَى بن معين.
424- معاوية بن أبي مزرد المدني4 -خ م ن-.
عَنْ عَمِّهِ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ وَوَالِدِهِ
أَبِي مُزْرَدٍ وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ.
وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
وَوَكِيعٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَالْوَاقِدِيُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
425- مُعَلَّى بْنُ جَابِرِ بْنِ مُسْلِمٍ5.
عَنْ عُدَيْسَةَ بِنْتِ أَهْبَانَ وَالأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ
وَمُوسَى بْنِ أَنَسٍ. وَعَنْهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ -وَهُوَ
أَكْبَرُ مِنْ مُعَلَّى- وَيَزِيدُ بن زريع ووكيع ومعتمر بن
سليمان. قال أَبُو حَاتِمٍ.
426- مُعَلَّى بْنُ زِيَادٍ الْقُرْدُوسِيُّ الْبَصْرِيُّ6 –م4-
والقراديس بطن من الأزد.
__________
1 التهذيب "10/ 183"، والميزان "4/ 130".
2 التقريب "2/ 262"، والتاريخ لابن معين "2/ 573".
3 الجرح والتعديل "8/ 385"، والمعرفة والتاريخ "2/ 188".
4 التاريخ الكبير "7/ 335"، وتهذيب التهذيب "10/ 217".
5 الجرح والتعديل "8/ 330".
6 ميزان الاعتدال "4/ 148"، والمعرفة والتاريخ "2/ 85".
(9/186)
عَنِ الْحَسَنِ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ
وَحَنْظَلَةَ السَّدُوسِيِّ. وَعَنْهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ
وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ الضَّبْعِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
427- مَعْمَرُ بن يحيى بن سام1 –أخ- وَيُقَال: مُعَمَّرٌ
بِالتَّثْقِيلِ، الضَّبِيُّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَبِي
جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو
نُعَيْمٍ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
428- مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ2 –م4- أَبُو بَسْطَامٍ النَّبَطِيُّ
الْبَلْخِيُّ الْخَرَّازُ وَهُوَ ابْنُ داول دوز وَهُوَ
بِالْفَارِسِيِّ الْخَرَّازِ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَالضَّحَّاكِ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ
وَعِكْرِمَةَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ومجاهد وابن
بُرَيْدَةَ وَمُسْلِمِ بْنِ هَيْصَمٍ وَخَلْقٍ. وَعَنْهُ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ وَبَكْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَابْنُ
الْمُبَارَكِ وَعُمَرُ بْنُ الرَّمَّاحِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مُحَمَّدٍ المحاربي ومسلمة بن علي الخشني وعيسى غنجار وَخَلْقٌ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ عَلْقَمَةُ بْنُ مرثد وذلك فِي
صَحِيحِ مُسْلِمٍ. وَكَانَ خَيِّرًا نَاسِكًا كَبِيرَ الْقَدْرِ
صَاحِبَ سُنَّةٍ.
هَرَبَ مِنْ خُرَاسَانَ أَيَّامَ أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ
الدَّوْلَةِ إِلَى بِلادِ كَابُلٍ فَدَعَا هُنَاكَ خَلْقًا إِلَى
الإِسْلامِ فَأَسْلَمُوا عَلَى يَدِهِ. وَقَدْ وَثَّقَهُ ابْنُ
مَعِينٍ وَأَبُو دَاوُدَ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. وَقَالَ ابْنُ
عَسَاكِرٍ: لَهُ وِفَادَةٌ عَلَى عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ: مُقَاتِلٌ وَحَسَنٌ وَمُصْعَبٌ
وَيَزِيدُ أَخُوهُ خُطَّتُهُمْ بِمَرْوَ وَتُعْرَفُ بِسِكَّةِ
حَيَّانَ، وَكَانَ حَيَّانُ مِنْ مَوَالِي بَنِي شَيْبَانَ،
وَكَانَ ذَا مَنْزِلَةٍ عِنْدَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ، هَرَبَ
ابْنُهُ مُقَاتِلٌ إِلَى كَابُلٍ فَأَسْلَمَ بِهِ خلق.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 271"، والثقات "7/ 485".
2 التاريخ الكبير "8/ 13"، والصغير "2/ 11"، ومشاهير علماء الأمصار
"195"، وتذكرة الحفاظ "1/ 174".
(9/187)
قَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ: وَالْخَرَّازُ
بِرَاءٍ ثُمَّ زَايٍ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: صَالِحُ
الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ.
وَرَوَى الْكَوْسَجُ عَنْ يَحْيَى: ثِقَةٌ. وَكَذَا وَثَّقَهُ
أَبُو دَاوُدَ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي حُدُودِ الْخَمْسِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ
مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ بِمُدَّةٍ.
* مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُفَسِّرُ فِي الطَّبَقَةِ
الآتِيَةِ.
429- مَنْصُورُ بْنُ دِينَارٍ التَّمِيمِيُّ1.
عَنْ نَافِعٍ وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو فَضْلٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحٌ.
430- مَنْصُورُ بْنُ النُّعْمَانِ2، أَبُو حَفْصٍ الْيَشْكُرِيُّ.
بَصْرِيٌّ، نَزَلَ مَرْوَ وَرَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ وَأَبِي
مِجْلَزٍ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
أَبِي رُزْمَةَ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ
حِبَّانٍ وَعَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ
الأَنْبِيَاءِ.
431- مُوسَى بْنُ دِينَارٍ، أَبُو الْحَسَنِ الْمَكِّيُّ3.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ
وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. وَعَنْهُ يُوسُفُ بْنُ خَالِدٍ
السَّمْتِيُّ والحسن بن حبيب التميمي، وَسَمِعَ مِنْهُ يَحْيَى
الْقَطَّانُ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَلَمْ يُحَدِّثَا عَنْهُ
لِضَعْفِهِ.
كَذَّبَهُ حَفْصٌ.
432- مُوسَى بن عبد الله بن إسحاق4 –ع- طلحة التيمي الطلحي.
عَنْ عَمِّ أَبِيهِ مُوسَى وَأُخْتِهِ عَائِشَةَ ابْنَيْ طَلْحَةَ
وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ،
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانٍ. لَهُ فِي الأَدَبِ.
433- مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيُّ الكُوفِيّ5 -م ت ن
ق-.
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 184"، والجرح والتعديل "8/ 171".
2 تقريب التهذيب "2/ 282"، والثقات "7/ 477".
3 المجروحين "2/ 237"، والجرح والتعديل "8/ 142".
4 تقريب التهذيب "2/ 289"، والجرح والتعديل "8/ 150".
5 التقريب "2/ 289"، والمعجم المشتمل "1069".
(9/188)
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ وَزَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
لَيْلَى وَمُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعَلِيُّ بْنُ
مُسْهِرٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ وَيَعْلَى ابْنَا
عبيد. يكنى عَبْدِ اللَّهِ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ، وَمَا عَلِمْتُ فِيهِ لِينًا
فَلِمَاذَا لَمْ يُخَرِّجْ لَهُ الْبُخَارِيُّ؟ وَكَانَ صَالِحًا
مُتَأَلِّهًا.
قَالَ مِسْعَرٌ: مَا رَأَيْتُهُ إِلا وَهُوَ فِي الْيَوْمِ
الْجَائِي خَيْرٌ مِنْهُ فِي الْيَوْمِ الْمَاضِي.
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: دَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ فَرَأَيْنَا
مُصَلاهُ مِثْلَ مَبْرَكِ الْبَعِيرِ كَانَ صَالِحًا خَيِّرًا.
قَالَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ وَكَانَ
مِنَ الْعُبَّادِ إِنَّمَا كان له خص من قصب، وكان إن مَرِضَ
إِنْسَانٌ عَادَهُ وَإِنْ مَاتَ شَهِدَهُ وَإِلا قَامَ يُصَلِّي
رَحِمَهُ اللَّهُ.
434- مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ1 –ع- بن أبي عياش المدني مَوْلَى آلِ
الزُّبَيْرِ بْنُ الْعَوَّامِ.
أَدْرَكَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ وَحَدَّثَ عَنْ أُمِّ خَالِدِ بِنْتِ
خالد وعن عروة وَكُرَيْبٍ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ وَالأَعْرَجِ وَحَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ وَالزُّهْرِيِّ وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ جُرَيْجٍ وَمَالِكٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ -لقيه في
سنة موته- وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَأَبُو
ضُمْرَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ
الْمَكِّيُّ وَأَبُو بَدْرٍ السَّكُونِيُّ وَعَدَدٌ كَثِيرٌ،
وَكَانَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ فَقِيهًا مفتيًا. وقال أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ: عَلَيْكُمْ بِمَغَازِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ فَإِنَّهُ
ثِقَةٌ.
قُلْتُ: سَمِعْنَا مَغَازِيهِ وَهُوَ مُجَلَّدٌ صَغِيرٌ. وَقَالَ
مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ لَهُ هَيْئَةٌ وَعِلْمٌ.
وَقَالَ مَعْنُ بْنُ عِيسَى: كَانَ مَالِكٌ إِذَا سُئِلَ عَنِ
الْمَغَازِي قَالَ: عَلَيْكَ بِمَغَازِي الرَّجُلِ الصَّالِحِ
مُوسَى.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ: غَزَوْتُ الرُّومَ فِي خِلافَةِ
الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 290"، وتاريخ الدوري "2/ 594"، تاريخ الثقات
"444".
(9/189)
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَجَمَاعَةٌ:
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَقَالَ أَحَمْدُ فِي مُسْنَدِهِ: ثنا سُفْيَانُ عَنْ مُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ سَمِعَ أُمَّ خَالِدٍ قَالَ: وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا
يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- غَيْرَهَا، قَالَ: "سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ
الْقَبْرِ"1. وَقَدْ وَثَّقَهُ ابن معين وأحمد وأبو حاتم.
وروى عنه ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ:
إِنَّمَا كُنْتُ أَجِيءُ إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ أَجْلِ مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ فَلَمَّا مَاتَ تَرَكْتُ الْمَدِينَةَ.
قَالَ سُفْيَانُ: وَكَانَ مُؤَاخِيًا لَهُ. قُلْتُ: وَإِنَّمَا
طَلَبَ مُوسَى الْعِلْمَ وَهُوَ كَهْلٌ.
رَوَى أَحْمَدُ بن صالح: ثنا يحي بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَارِي عَنْ
مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَمُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ إِلَى الزُّهْرِيِّ يَطْلُبَانِ الْعِلْمَ فَقَالَ:
حُبِسْتُمَا حَتَّى إِذَا صِرْتُمَا كَالشَّنَّانِ لا تُمْسِكَانِ
مَاءً جِئْتُمَا تَطْلُبَانِ الْعِلْمَ.
435- مُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ التَّمِيمِيُّ الْكُوفِيُّ2 -ن-.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَعَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو نُعَيْمٍ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى. قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
قُلْتُ:
436- وَمُوسَى بْنُ عُمَيْرٍ الْقُرَشِيُّ الْجَعْدِيُّ3.
عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَغَيْرِهِ. عِدَادُهُ فِي
الضُّعَفَاءِ.
437- مُوسَى بن أبي عيسى الحناط4 -م د ق- أبو هارون المدني الطحان.
أَخُو عِيسَى وَاسْمُ أَبِيهِمَا مَيْسَرَةُ.
رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَاظِ دِينَارٍ وَمُوسَى
بْنِ أَنَسٍ وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَنَافِعٍ
مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْهُ اللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ
وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُمْ. صَدُوقٌ.
قَالَ النَّسَائِيُّ. ثقة.
__________
1 "حديث صحيح" أخرجه البخاري "6364"، "1376" وغيره.
2 التاريخ الكبير "7/ 288"، وتقريب التهذيب "2/ 291"، وتاريخ بغداد
"13/ 21"، والكنى "2/ 171".
3 التقريب "2/ 291"، وتاريخ الدوري "2/ 595".
4 التقريب "2/ 291"، والجرح والتعديل "8/ 156".
(9/190)
438- مُوسَى بْنُ كَعْبٍ التَّمِيمِيُّ
الْمَرْوَزِيُّ1.
الأَمِيرُ، أَحَدُ النُّقَبَاءِ الاثْنَيْ عَشَرَ الْقَائِمِينَ
بِظُهُورِ دَوْلَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ. وَلاهُ الْمَنْصُورُ
إِمْرَةَ مِصْرَ فَوَلِيَهَا سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَمَاتَ. وَكَانَ
الْمَنْصُورُ يُعَظِّمُهُ وَيُجِلُّهُ لِمَا يَرَى مِنْ طَاعَتِهِ
وَنُصْحِهِ لَهُ.
رِوَايَتُهُ عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بْنِ عُيَيْنَةَ. رَوَى عَنْهُ
سَعْدُ بْنُ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الْبَاهِلِيُّ.
وَوَفَاتُهُ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
439- مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ الطَّحَّانُ2 -د ق- كُوفِيٌّ صَدُوقٌ.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ سَابِطٍ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَابْنُ نُمَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ يَحْيَى
بْنُ مَعِينٍ، وَكَانَ يُعْرَفُ بِمُوسَى الصَّغِيرِ.
قَالَ مُسَدَّدٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى الْقَطَّانَ يَقُولُ: كَانَ
مُوسَى الصَّغِيرُ يُصَلِّي فِي الْحِجْرِ فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ فَقَبَضَ رَوْحَهُ وَهُوَ ساجد. ويكنى أَبَا عِيسَى.
440- مُوسَى بْنُ الْمُسَيِّبِ الْكُوفِيُّ الْبَزَّازُ3 -ن ق-.
عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ.
وَعَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ وَعَبَدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ
وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَجَمَاعَةٍ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ:
صَالِحُ الْحَدِيثِ.
441- مُهَنَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَتَكِيُّ4. بَصْرِيٌّ.
لَهُ عَنْ طَاوُسٍ وَعَطَاءٍ وَمُجَاهِدٍ. وعنه شعبة والخليل بن
أحمد صَاحِبُ الْعَرُوضِ وَمَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
442- مَيْمُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ5، أَبُو مَنْصُورٍ
الْجُهَنِيُّ.
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ. وعنه سعد بن
عمرو الرازي ومالك بن
__________
1 راجع كتاب "الولاة والقضاة" "ص/ 106-108".
2 ميزان الاعتدال "4/ 222"، والتهذيب "10/ 372".
3 التهذيب "10/ 372"، وميزان الاعتدال "4/ 223"، وتقريب التهذيب
"2/ 293".
4 التاريخ الكبير "8/ 64".
5 التهذيب "10/ 390"، والميزان "4/ 233".
(9/191)
مغول وسفيان وعبدة وابن فضيل ومروان بْنُ
مُعَاوِيَةَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
"حرف النُّونِ":
443- نصر بن أوس الطائي أبو المنهال1.
شيخ كوفي، روى عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ وَعَلِيِّ
بْنِ الْحُسَيْنِ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو
نُعَيْمٍ. قَالَ أَبُو حاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
قُلْتُ: هذا القول من أبو حَاتِمٍ دَالٌّ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ
بِحُجَّةٍ مَعَ أَنِّي لَمْ أُودِعْ فِي كِتَابَيَّ اللَّذَيْنِ
فِي الضُّعَفَاءِ شَيْئًا مِنْ هَذَا النَّمَطِ، تَبَعْتُ فِي
التُّرْكِ أبا الْفَرَجِ بْنَ الْجَوْزِيِّ وَغَيْرَهُ.
444- نَصْرُ بن حاجب الخراساني2.
عن صفوان بن سيلم وَغَيْرِهِ. وَعَنْهُ عَنْبَسَةُ قَاضِي الرَّيِّ
وَيَزِيدُ بْنُ هارون.
قال أبو داود: ليس بشيء. وقال أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: مَاتَ بِالْمَدَائِنِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
445- النَّضْرُ بن عبد الرحمن3 –ت- أبو عمر الخزاز.
عَنْ عِكْرِمَةَ وَعُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ. وَعَنْهُ إِسْرَائِيلُ
وَوَكِيعٌ وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ وَالْمُحَارِبِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ. وقَالَ أَبُو دَاوُدَ:
أَحَادِيثُهُ بَوَاطِيلُ.
ورَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ يَحِلُّ لِأَحَدٍ أن
يروي عنه.
446- النعمان بن ثابت4 –تم. ن- بن زوطى الإِمَامُ الْعَلَمُ أَبُو
حَنِيفَةَ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ مَوْلَى بني تيم الله بن ثعلبة.
__________
1 المعرفة والتاريخ "3/ 237".
2 الجرح والتعديل "8/ 466"، والميزان "4/ 250".
3 التاريخ الكبير "8/ 91"، والتهذيب "10/ 441".
4 تذكرة الحفاظ "1/ 158"، وطبقات الفقهاء "86"، ومعجم البلدان "1/
417"، والبداية والنهاية "10/ 107"، وخلاصة تذهيب الكمال "402".
(9/192)
وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ، وَرَأَى أَنَسَ
بْنَ مَالِكٍ غَيْرَ مَرَّةٍ بِالْكُوفَةِ إِذْ قَدِمَهَا أَنَسٌ.
قَالَهُ ابْنُ سَعْدٍ فَقَالَ: ثنا سَيْفُ بْنُ جَابِرٍ أنه سمع
أبا حنيفة يقوله.
رورى أَبُو حَنِيفَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَقَالَ:
مَا رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنْهُ.
وَعَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ وَنَافِعٍ وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ
وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ وَقَتَادَةَ
وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزٍ الأَعْرَجِ وَعَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ وَمَنْصُورٍ وأبي الزبير وحماد بن أبي سُلَيْمَانَ
وَعَدَدٍ كَثِيرٍ.
وَتَفَقَّهَ بِحَمَّادٍ وَغَيْرِهِ فَبَرَعَ فِي الرَّأْيِ،
وَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ فِي التَّفَقُّهِ وَتَفْرِيعِ
الْمَسَائِلِ، وَتَصَدَّرَ لِلإِشْغَالِ وَتَخَرَّجَ بِهِ
الأَصْحَابُ. فَمِنْ تَلامِذَتِهِ: زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ
الْعَنْبَرِيُّ، والقاضي أَبُو يوسف يعقوب بْن إِبْرَاهِيم
الأنصاري قاضي القضاة، ونوح بْن أَبِي مريم الْمَرْوَزِيُّ،
وَأَبُو مُطِيعٍ الْحَكِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِيُّ،
وَالْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُؤِيُّ، وَأَسَدُ بْنُ عَمْرٍو،
وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ
وَخَلْقٌ.
وروى عنه معيرة بْنُ مِقْسَمٍ وَمِسْعَرٌ وَسُفْيَانُ وَزَائِدَةُ
وَشَرِيكٌ وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ
وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَإِسْحَاقُ
الأَزْرَقُ وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ وَأَبُو عَاصِمٍ وَعَبْدُ
الرَّزَّاقِ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَالأَنْصَارِيُّ
وَأَبُو نُعَيْمٍ وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ وَجَعْفَرُ بْنُ
عَوْنٍ وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ وَخَلْقٌ كَثِيرٌ1.
وَكَانَ خَزَّازًا يُنْفِقُ مِنْ كَسْبِهِ وَلا يَقْبَلُ جَوَائِزَ
السُّلْطَانِ تَوَرُّعًا، ولهار وَصُنَّاعٌ وَمَعَاشٌ مُتَّسِعٌ،
وَكَانَ مَعْدُودًا فِي الأَجْوَادِ الأَسْخِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ
الأَذْكِيَاءِ، مَعَ الدِّينِ وَالْعِبَادَةِ وَالتَّهَجُّدِ
وَكَثْرَةِ التِّلاوَةِ وَقِيَامِ اللَّيْلِ -رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ.
قَالَ ضِرَارُ بْنُ صُرْدٍ: سُئِلَ يَزِيدُ بْنُ هارون: أيما أفقه:
أبو حنيفة أو الثَّوْرِيُّ؟ فَقَالَ: أَبُو حَنِيفَةَ أَفْقَهُ
وَسُفْيَانُ أَحْفَظُ لِلْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ:
أَبُو حَنِيفَةَ أَفْقَهُ النَّاسِ. وَقَالَ الشَّافِعِيُّ:
النَّاسُ فِي الْفِقْهِ عِيَالٌ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ. وَقَالَ
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَوْرَعَ وَلا
أَعْقَلَ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ
جَزَرَةُ وَغَيْرُهُ: سَمِعْنَا ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: أَبُو
حَنِيفَةَ ثقة.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحْرِزٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ
قَالَ: لا بأس به، لم يهم بِالْكَذِبِ، لَقَدْ ضَرَبَهُ يَزِيدُ
بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ عَلَى الْقَضَاءِ فَأَبَى أَنْ
يَكُونَ قَاضِيًا.
__________
1 انظر سير أعلام النبلاء "6/ 530".
(9/193)
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: رَحِمَ اللَّهُ
مَالِكًا، كَانَ إِمَامًا، رَحِمَ اللَّهُ الشَّافِعِيَّ، كَانَ
إِمَامًا، رَحِمَ اللَّهُ أَبَا حَنِيفَةَ، كَانَ إِمَامًا، سَمِعَ
هَذَا ابن داسة منه.
قال أبو يوسف: قال أبو جنيفة: عِلْمُنَا هَذَا رَأْيٌ وَهُوَ
أَحْسَنُ مَا قَدِرْنَا عَلَيْهِ فَمَنْ جَاءَنَا بِأَحْسَنِ
مِنْهُ قَبِلْنَاهُ. وَعَنْ أَسَدِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ أَبَا
حَنِيفَةَ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوءِ أَرْبَعِينَ
سَنَةً.
وَرَوَى بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ:
بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ أَبِي حَنِيفَةَ إِذْ سَمِعْتُ
رَجُلا يَقُولُ لِآخَرَ: هَذَا أَبُو حَنِيفَةَ لا يَنَامُ
اللَّيْلَ، فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: وَاللَّهِ لا يَتَحَدَّثُ
عَنِّي بِمَا لَمْ أَفْعَلْ فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاةً
وَدُعَاءً وَتَضَرُّعًا، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ أَنَّهُ
خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ1.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ:
رَأَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ شَيْخًا يُفْتِي النَّاسَ بِمَسْجِدِ
الْكُوفَةِ عليه قلنسوة سوداء طويلة، وعن النَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ
قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ جَمِيلَ الْوَجْهِ سَرِيُّ الثَّوْبِ
عَطِرًا، أَتَيْتُهُ فِي حَاجَةٍ وَعَلَيَّ كِسَاءٌ قَوْمِسِيٌّ،
فَأَمَرَ بِإِسْرَاجِ بَغْلَتِهِ وَقَالَ: أَعْطِنِي كِسَاءَكَ
وَخُذْ كِسَائِي، فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لِي: يَا
نَضْرُ، أَخْجَلْتَنِي بِكِسَائِكَ، قُلْتُ: وَمَا أَنْكَرْتَ
مِنْهُ؟ قَالَ: هُوَ غَلِيظٌ. قَالَ النَّضْرُ: وَكُنْتُ
اشْتَرَيْتُهُ بِخَمْسَةِ دَنَانِيرَ وَأَنَا بِهِ مُعْجَبٌ، ثُمَّ
رَأَيْتُهُ مَرَّةً وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ قَوَّمْتُهُ بِثَلاثِينَ
دِينَارًا.
وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ رَبْعَةً، مِنْ
أَحْسَنِ النَّاسِ صُورَةً وَأَبْلَغَهُمْ نُطْقًا، وَأَعْذَبَهُمْ
نَغَمَةً، وَأَبْيَنَهُمْ عَمَّا في نفسه، وعنت حَمَّادِ بْنِ
أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: كَانَ أَبِي جَمِيلا تَعْلُوهُ سُمْرَةً،
حَسَنَ الْهَيْئَةِ، كَثِيرَ الْعِطْرِ، هَيُوبًا، لا يَتَكَلَّمُ
إِلا جَوَابًا، وَلا يَخُوضُ فِيمَا لا يَعْنِيهِ.
وَعَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَوْقَرَ
فِي مَجْلِسِهِ وَلا أَحْسَنَ سَمْتًا وَحِلْمًا مِنْ أَبِي
حَنِيفَةَ.
وَرَوَى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ عَنِ
الْمُثَنَّى بْنِ رَجَاءٍ قَالَ: جَعَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَى
نَفْسِهِ إِنْ حَلَفَ بِاللَّهِ صَادِقًا أَنْ يَتَصَدَّقَ
بِدِينَارٍ وَكَانَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى عِيَالِهِ نَفَقَةً
تَصَدَّقَ بمثلها.
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 534"
(9/194)
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ:
لَقِيَ أَبُو حَنِيفَةَ مِنَ النَّاسِ عَنَتًا لِقَلَّةِ
مُخَالَطَتِهِ، فَكَانُوا يَرَوْنَهُ مِنْ زَهْوٍ فِيهِ وَإِنَّمَا
كَانَ غَرِيزَةً.
وَقَالَ جَبَّارَةُ بْنُ مُغَلِّسٍ: سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ
الرَّبِيعِ يَقُولُ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ وَرِعًا تَقِيًّا على
إخوته.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ: ثنا الْخُرَيْبِيُّ قَالَ: كُنَّا
عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ فَقَالَ رَجُلٌ لَهُ: إِنِّي وَضَعْتُ
كِتَابًا عَلَى خَطِّكَ إِلَى فُلانٍ فَوَهَبَ لِي أَرْبَعَةَ
آلافِ دِرْهَمٍ. فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: إِنْ كُنْتُمْ
تَنْتَفِعُونَ بِهَذَا فَافْعَلُوهُ.
وَعَنْ شَرِيكٍ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ طَوِيلَ الصَّمْتِ
كَثِيرَ الْعَقْلِ.
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: حَدَّثَنِي بَكْرٌ، أَنَا أَبُو
عَاصِمٍ النَّبِيلُ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يُسَمَّى
الْوَتَدُ لِكَثْرَةِ صَلاتِهِ. وَرَوَاهَا يُوسُفُ الْقَطَّانُ
عَنْ أَبِي عَاصِمٍ.
وَرَوَى عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيُّ عَنْ أَبِي
يُوسُفَ قَالَ: كَانَ أَبُو حَنِيفَةَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ
لَيْلَةٍ فِي رَكْعَةٍ1.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ عَنْ
أَبِيهِ أَنَّهُ صَحِبَ أَبَا حَنِيفَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ فَمَا
رَآهُ صَلَّى الْغَدَاةَ إِلا بِوُضُوءِ عِشَاءِ الآخِرَةِ وَكَانَ
يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كل ليلة عند السَّحَرِ2.
وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ كُمَيْتٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ
لِأَبِي حَنِيفَةَ: اتَّقِ اللَّهَ، فَانْتَفَضَ وَاصْفَرَّ
وَأَطْرَقَ وَقَالَ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مَا أَحْوَجُ
النَّاسِ كُلَّ وَقْتٍ إِلَى مَنْ يَقُولُ لَهُمْ مِثْلَ هَذَا3.
وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي
الْمَوْضِعِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ سَبْعَةَ آلافِ مَرَّةٍ.
قَالَ مِسْعَرٌ: رَأَيْتُ أَبَا حَنِيفَةَ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي
رَكْعَةٍ4.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ سَمَّاعَةٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ
عَنِ القاسم بن معن أن أبا حنيفة
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 535"
2 انظر المصدر السابق
3 انظر السابق.
4 انظر السابق.
(9/195)
قَامَ لَيْلَةً يُرَدِّدُ قَوْلَهُ
تَعَالَى {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى
وَأَمَرُّ} 1 وَيَبْكِي وَيَتَضَرَّعُ إِلَى الْفَجْرِ.
وَيُرْوَى أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ ضُرِبَ غَيْرَ مَرَّةٍ عَلَى أَنْ
يَلِيَ الْقَضَاءَ فَلَمْ يَفْعَلْ2.
وَقِيلَ: إِنَّ إِنْسَانًا اسْتَطَالَ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ
-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَقَالَ لَهُ: يَا زِنْدِيقُ، فَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ هُوَ يَعْلَمُ مِنِّي خِلافَ
مَا تَقُولُ.
قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْلَمَ مِنْ
أَبِي حَنِيفَةَ3.
وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ:
إِذَا ارْتَشَى القاضي فَهُوَ مَعْزُولٌ وَإِنْ لَمْ يُعْزَلْ4.
وَرَوَى نُوحٌ الْجَامِعُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ:
مَا جَاءَ عَنِ الرَّسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
فَعَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ وَمَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ
اخْتَرْنَا وَمَا كَانَ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ فَهُمْ رِجَالٌ
وَنَحْنُ رِجَالٌ5.
وَقَال وَكِيعٌ: سَمِعْتُ أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: الْبَوْلُ فِي
الْمَسْجِدِ أَحْسَنُ مِنْ بَعْضِ الْقِيَاسِ.
قَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بن حزم: جميع الحنيفة مُجْمِعُونَ عَلَى
أَنَّ مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّ ضَعِيفَ الْحَدِيثِ أَوْلَى
عِنْدَهُ مِنَ الْقِيَاسِ وَالرَّأْيِ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ يَجْهَرُ فِي أَمْرِ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ جَهْرًا شَدِيدًا فَقُلْتُ:
وَاللَّهِ مَا أَنْتَ بِمُنْتَهٍ حَتَّى تُوضَعَ فِي أَعْنَاقِنَا
الْحِبَالُ.
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُحَدِّثُ
إِلا بِمَا يَحْفَظُهُ مِنْ وَقْتِ مَا سَمِعَهُ.
وَرَوَاهَا أَبُو يوسف عنه. وعنه أَبِي مُعَاوِيَةَ قَالَ: حُبُّ
أَبِي حَنِيفَةَ مِنَ السُّنَّةِ وَهُوَ مِنَ الْعُلَمَاءِ
الَّذِينَ امتُحِنُوا فِي اللَّهِ.
جَاءَ مَنْ طُرُقٍ مُتَعَدِّدَةٍ أَنَّهُ ضُرِبَ أيامًا ليلي
القضاء فأبى.
__________
1 "القمر: 46"، وانظر المصدر السابق.
2 انظر السابق.
3 السابق.
4 انظر المصدر السابق.
5 وانظر المصدر السابق.
(9/196)
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الزُّهْرِيُّ: عَنْ بِشْرِ بْنِ الْوَلِيدِ الْكِنْدِيِّ قَالَ:
طَلَبَ الْمَنْصُورُ أَبَا حنيفة فأراده على القضاء وحلف ليليه
فَأَبَى، وَحَلَفَ أَنْ لا يَفْعَلَ، فَقَالَ الرَّبِيعُ حَاجِبُ
الْمَنْصُورِ: تَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَحْلِفُ وَأَنْتَ
تحلف! قال: أمير المؤمنين كَفَّارَةِ يَمِينِهِ أَقْدَرُ مِنِّي.
فَأُمِرَ بِهِ إِلَى السجن فمات فيه ببغداد1.
وقيل: دفع صَاحِبِ الشُّرْطَةِ حُمَيْدٌ الطُّوسِيُّ فَقَالَ لَهُ:
يَا شَيْخُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْفَعُ إِلَيَّ
الرَّجُلَ فَيَقُولُ لِي: اقْتُلْهُ أَوْ قَطِّعْهُ أَوِ
اضْرِبْهُ، وَلا عِلْمَ لِي بِقِصَّتِهِ، فَمَا أَفْعَلُ؟ فَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ: هَلْ يَأْمُرُكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَمْرٍ
قَدْ وَجَبَ أَوْ بِأَمْرٍ لَمْ يَجِبُ؟ قَالَ: بَلْ بِمَا قَدْ
وَجَبَ، قَالَ: فَبَادِرْ إِلَى الْوَاجِبِ2.
وَعَنْ مُغِيثِ بْنِ بُدَيْلٍ قَالَ: دَعَا الْمَنْصُورُ أَبَا
حَنِيفَةَ إِلَى الْقَضَاءِ فَامْتَنَعَ، فَقَالَ: أَتَرْغَبُ
عَمَّا نَحْنُ فِيهِ! فَقَالَ: لا أَصْلُحُ، قَالَ: كَذَبْتَ،
قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: فَقَدْ حَكَمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
عَلَيَّ أَنِّي لا أَصْلُحُ، فَإِنْ كُنْتُ كَاذِبًا فَلا
أَصْلُحُ، وَإِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَقَدْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنِّي لا
أَصْلُحُ، فَحَبَسَهُ.
قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ
يُونُسَ الْحَاجِبَ يَقُولُ: رَأَيْتُ الْمَنْصُورَ تَنَاوَلَ
أَبَا حَنِيفَةَ فِي أَمْرِ الْقَضَاءِ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا
أَنَا بِمَأْمُونِ الرِّضَا، فَكَيْفَ أَكُونُ مَأْمُونَ
الْغَضَبِ، فَلا أَصْلُحُ لِذَلِكَ، فَقَالَ: كَذَبْتَ بَلْ
تَصْلُحُ، فَقَالَ: كَيْفَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تُوَلِّي مَنْ يكذب3؟
وقال أبو بكر الخطيب: وقيل: إِنَّهُ وَلِيَ الْقَضَاءَ، وَقَضَى
قَضِيَّةً وَاحِدَةً وَبَقِيَ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ اشْتَكَى سِتَّةَ
أَيَّامٍ وَمَاتَ.
وَقَالَ الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّيَمْرِيُّ: لَمْ
يَقْبَلِ الْعَهْدَ بِالْقَضَاءِ فَضُرِبَ وَحُبِسَ وَمَاتَ فِي
السَّجْنِ4.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الصَّبَّاحِ سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ:
قِيلَ لِمَالِكٍ: هَلْ رَأَيْتَ أَبَا حَنِيفَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ
رَأَيْتُ رَجُلا لَوْ كَلَّمَكَ فِي هَذِهِ السارية أن يجعلها
ذهبًا لقام بحجته.
وَقَالَ حِبَّانُ بْنُ مُوسَى: سُئِلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ:
أَمَالِكٌ أَفْقَهُ أَمْ أَبُو حَنِيفَةَ؟ قَالَ: أَبُو حنيفة.
__________
1 وانظر سير أعلام النبلاء "6/ 536"، والانتقاء لابن عبد البر "ص/
126".
2 انظر المصدر السابق.
3 انظر المصدر السابق.
4 انظر السابق.
(9/197)
وَقَالَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا يَقَعُ فِي
أَبِي حَنِيفَةَ إِلا حَاسِدٌ أَوْ جَاهِلٌ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لا نَكْذِبُ اللَّهَ مَا سَمِعْنَا
أَحْسَنَ مِنْ رَأْيِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَقَدْ أَخَذْنَا
بِأَكْثَرِ أَقْوَالِهِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ: لَوْ وُزِنَ عِلْمُ أَبِي حَنِيفَةَ
بِعِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِ لَرَجَحَ عَلَيْهِمْ.
وَقَالَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ: كَلامُ أَبِي حَنِيفَةَ فِي
الْفِقْهِ أَدَقُّ مِنَ الشِّعْرِ لا يَعِيبُهُ إِلا جَاهِلٌ.
وَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ:
شَيْئَانِ مَا ظَنَنْتُهُمَا يُجَاوِزَانِ قَنْطَرَةَ الْكُوفَةِ:
قِرَاءَةُ حَمْزَةَ، وَفِقْهُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَقَدْ بَلَغَا
الآفَاقَ.
وَعَنِ الأَعْمَشِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فقال: إنما يحسن
هَذَا النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ الْخَزَّازُ، وَأَظُنُّهُ بُورِكَ
له في علمه1.
وَقَالَ جَرِيرٌ: قَالَ لِي مِغَيِرَةُ: جَالِسْ أَبَا حَنِيفَةَ
تَفْقَهُ فَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ لَوْ كَانَ حَيًّا
لَجَالَسَهُ2.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَاصِمٍ
يَقُولُ: لَوْ وُزِنَ عَقْلُ أَبِي حَنِيفَةَ بِعَقْلِ نِصْفِ
النَّاسِ لَرَجَحَ بِهِمْ.
قُلْتُ: وَأَخْبَارُ أَبِي حَنِيفَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-
وَمَنَاقِبُهُ لا يَحْتَمِلُهَا هَذَا التَّارِيخُ فَإِنِّي قَدْ
أفردت أخباره في جزأين.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ سَقَاهُ السُّمَّ لقيامه مَعَ
إِبْرَاهِيمَ فَعَلَى هَذَا يَكُونُ قَدْ حَصَّلَ الشَّهَادَةَ
وَفَازَ بِالسَّعَادَةِ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي: كَانَتْ وَفَاتُهُ فِي شَوَّالٍ
سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ وَأَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ وَيَعْقُوبُ
بْنُ شَيْبَةَ: مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسِينَ، وَيُقَالُ:
مَاتَ فِي شَعْبَانَ. وَحَدِيثُهُ يَقَعُ عَالِيًا لابْنِ
طَبَرْزَدَ.
447- النعمان ابن المنذر الدمشقي3 -د ن- أبو الوزير.
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 537".
2 انظر المصدر السابق.
3 ميزان الاعتدال "4/ 266"، والتهذيب "10/ 457".
(9/198)
عَنْ طَاوُسٍ وَمُجَاهِدٍ وَمَكْحُولٍ
وَعَطَاءٍ وَالزُّهْرِيِّ. وَعَنْهُ يَزِيدُ بْنُ السِّمْطِ
وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ
وَالْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ
وَآخَرُونَ.
أَظُنُّهُ مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الماضية. وثقه دحيم وقال: رمي
بالقدر. وقال أَبُو دَاوُدَ: كَانَ دَاعِيَةً إِلَى الْقَدَرِ
صَنَّفَ فِيهِ.
448- نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ الْمَدَائِنِيُّ1 -د-.
عَنْ أبي مريم الثقفي. وعنه أبو عوانة وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
مُوسَى وَشَبَابَةُ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ
ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
449- نَفَاعَةُ بْنُ مُسْلِمٍ2، أَبُو الْخَصِيبِ الْجُعْفِيُّ
كُوفِيٌّ.
عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَجَعْفَرُ بْنُ
عَوْنٍ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَأَبُو نُعَيْمٍ
وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
450- نَوْفَلُ بْنُ الْفُرَاتِ3. أَبُو الْجَرَّاحِ الْعُقَيْلِيُّ
مَوْلاهُمُ الرَّقِّيُّ.
عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالْقَاسِمِ بن محمد. وعنه
الليث بن سعد وَمُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ
وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَقُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ وَآخَرُونَ.
سَكَنَ حَلَبَ ثُمَّ وَلِيَ الْخَرَاجَ بِمِصْرَ فِي سَنَةِ
اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ لِلْمَنْصُورِ. وَمَا عَلِمْتُ بِهِ
بَأْسًا.
451- نَوْفَلُ بْنُ مَسْعُودٍ السَّهْمِيُّ الْمَدَنِيُّ4.
رَأَى ابْنَ عُمَرَ وَسَمِعَ أَنَسًا وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ وَأَنَسُ بْنُ عياض ويحيى القطان وغيرهم.
وثقه النسائي.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 309"، وطبقات ابن سعد "7/ 320"، والتاريخ لابن
معين "2/ 609".
2 التاريخ الكبير "8/ 136"، والجرح والتعديل "8/ 511".
3 المعرفة والتاريخ "1/ 604"، والجرح والتعديل "8/ 488".
4 الجرح والتعديل "8/ 488".
(9/199)
"حرف الْهَاءِ":
452- هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ1 -م-.
عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ وَإِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ
وَأَبِي الضُّحَا وَثُمَامَةَ بْنِ عُقْبَةَ.
وَعَنْهُ سُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَالْمَسْعُودِيُّ وَالْحَسَنُ بْنُ
صَالِحٍ وَشَرِيكٌ وَقَيْسُ بن الربيع.
قال أحمد صَالِحٍ: قَدْ رَوَى عَنْهُ النَّاسُ. وَقَالَ ابْنُ
معين: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: لا بأس به.
خرج مع إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَلَمَّا هُزِمَ
إِبْرَاهِيمُ وَقُتِلَ هَرَبَ هَارُونُ إِلَى وَاسِطٍ فَكَتَبَ
عَنْهُ الواسطيون. وقد شذ حِبَّانَ كَعَوَائِدِهِ فَقَالَ: لا
تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ، كَانَ غَالِيًا فِي الرَّفْضِ،
وَهُوَ رَأْسُ الزَّيْدِيَّةِ مِمَّنْ كَانَ يَعْتَكِفُ عِنْدَ
خَشَبَةِ زَيْدٍ الَّتِي هُوَ مَصْلُوبٌ عَلَيْهَا وَكَانَ
دَاعِيَةً إِلَى مَذْهَبِهِ.
قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ غَالِيًا فِي رَفْضِهِ فَإِنَّ الرَّافِضَةَ
رَفَضَتْ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ وَفَارَقَتْهُ، وَهَذَا قَدْ رَوَى
لَهُ مُسْلِمٌ.
453- هَارُونُ بْنُ عَنْتَرَةَ الشَّيْبَانِيُّ الْكُوفِيّ2 -د ن-.
عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ. وَعَنْهُ
الثَّوْرِيُّ وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ وَأَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ
وَابْنُ فُضَيْلٍ وَابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ
وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو زُرْعَةَ. وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ
بِهِ.
454- هَاشِمُ بْنُ الْبُرَيْدِ3 -د ن ق-.
عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَحُسَيْنِ بْنِ
مَيْمُونَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ.
وَعَنْهُ ابْنُهُ عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ
وَابْنُ نُمَيْرٍ وَالْخُرَيْبِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين وغيره. وهو شيعي جلد.
__________
1 تقريب التهذيب "2/ 316"، وتاريخ الدارمي "854"، والمجروحين "3/
94".
2 تقريب التهذيب "2/ 312"، والجرح والتعديل "9/ 29".
3 تهذيب التهذيب "11/ 16".
(9/200)
455- هاشم بن هاشم بن هاشم1 –ع- بْنُ
عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيُّ المدني.
سمع سعيد بن المسيب وعامر بن سعد وعبد الله بن وهب بن زمعة. وعنه
مالك ومروان بن معاوية وابن نمير وأبو أسامة ومكي بن إبراهيم
وجماعة.
وثقه ابن معين. مات قبل الخمسين فإنه حَدَّثَ سَنَةَ سَبْعٍ
وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
456- هَانِئُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْكُلاعِيُّ الْمِصْرِيُّ2.
عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ الْحَضْرَمِيِّ. وَعَنْهُ ابن لهيعة
وعمرو السبائي. وكان أخباريًا علامة بِالأَنْسَابِ وَأَيَّامِ
الْعَرَبِ. مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة.
457- هشام بن حسان3 –ع- أبو عبد الله الأزدي القردوسي مولاهم
البصري.
وقيل: هُوَ صَرِيحُ النَّسَبِ. لَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ وَابْنِ سيرين
والحسن وحميد بن هلال وجماعة وأبي مجلز لقيه بخراسان قاله يحيى بن
سعيد القطان.
وعنه السفيانان والحمادان وروح بن عبادة وأبو عاصم ومكي بن إبراهيم
والأنصاري وعبد الرزاق وخلق كثير.
قال سفيان بن عيينة: كان أعلم الناس بحديث الحسن، وكان حماد بن
سلمة لا يَخْتَارُ عَلَيْهِ أَحَدًا فِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ.
وَقِيلَ: كَانَ عِنْدَهُ أَلْفُ حَدِيثٍ.
قَالَ أَبُو حَفْصٍ الْفَلاسُ: كَانَ مِنَ الْبَكَّائِينَ.
وَقَالَ أَبُو عَاصِمٍ: رَأَيْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانٍ وَذَكَرَ
النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالْجَنَّةَ
وَالنَّارَ فَبَكَى حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ.
وَعَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: لَيْتَ مَا حَفِظَ عَنِّي
مِنَ الْعِلْمِ فِي أَخْبَثِ تَنُّورٍ بِالْبَصْرَةِ وَكَانَ حظي
منه لا على ولا لي.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 103"، وطبقات خليفة "126"، مشاهير علماء
الأمصار "138"، وخلاصة تذهيب الكمال "408".
2 لم أقف على ترجمة فيما تحت يدي من مصادر.
3 تهذيب التهذيب "11/ 34"، والمشاهير "151"، والجرح والتعديل "9/
54"، وتذكرة الحفاظ "1/ 163".
(9/201)
وَقَالَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ
هِشَامٍ قَالَ: مَا كَتَبْتُ لِلْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ حَدِيثًا
إِلا حَدِيثَ الأَعْمَاقِ لِأَنَّهُ طَالَ عَلَيَّ ثُمَّ
مَحَوْتُهُ وَلهِشَامٍ أَوْهَامٌ لا تُخْرِجُهُ عَنِ الاحْتِجَاجِ
بِهِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ يَحْيَى وَابْنُ مَهْدِيٍّ فِيمَا
حَدَّثَنِي الْفَلاسُ يُحَدِّثَانِ عَنْ هِشَامٍ عَنِ الْحَسَنِ.
وَرَوَى عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: لَمْ يَكُنْ هِشَامٌ بِالْحَافِظِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: ثنا أَبُو شِهَابٍ قَالَ لِي
شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِحَجَّاجٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ فَإِنَّهُمَا
حَافِظَانِ، وَاكْتُمْ عَلَيَّ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ في خالد
يعني الحذاء وهشام. قُلْتُ: بَلْ هَذَيْنِ أَوْثَقُ بِكَثِيرٍ مِنْ
حَجَّاجٍ وَابْنِ إِسْحَاقَ وَلَمْ يُتَابِعْ شُعْبَةُ عَلَى
هَذِهِ الْقَوْلَةِ أَحَدٌ. وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ: مَا
رَأَيْتُ هِشَامَ بْنَ حَسَّانٍ عِنْدَ الْحَسَنِ قَطُّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
يُضَعِّفُ حَدِيثَ هِشَامٍ عَنْ عَطَاءٍ، وَكَانَ أَصْحَابُنَا
يُثَبِّتُونَ هِشَامًا.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ: زَعَمَ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ: كَانَ
شُعْبَةُ يَتَّقِي حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ عَطَاءٍ
وَمُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ.
وَقَالَ وُهَيْبٌ: سَأَلَنِي سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَنْ
أَفِيدَهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ فَقُلْتُ: أَسْتَحِلُّهُ.
قُلْتُ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ مِنَ الثِّقَاتِ، احْتَجَّ بِهِ
أَهْلُ الصِّحَاحِ.
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: مَاتَ فِي أَوَّلِ صَفَرٍ
سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وقال يحيى القطان: سنة سبع وأربعين. قلت: سنة ثمان أصح.
458- هشام بن عائذ1 –ن- بن نصيب أبو كليب الكوفي.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَالشَّعْبِيِّ وَأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ.
وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ
وَعُبَيْدُ اللَّهِ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ وَجَمَاعَةٌ.
459- هشام بن عروة2 –ع- بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ بْنِ
خُوَيْلِدٍ أَبُو المنذر القرشي الأسدي المدني أحد الأئمة الأعلام.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 64"، والتقريب "2/ 319".
2 التهذيب "11/ 48"، والجرح والتعديل "9/ 63"، تهذيب الأسماء "2/
138"، وطبقات خليفة "267".
(9/202)
رَوَى عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ وَأَبِيهِ وَأَخَوَيْهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ وَزَوْجَتُهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ
الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ. وَقَدْ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ابْنُ
عُمَرَ وَدَعَا لَهُ حِفْظَ ذَلِكَ.
رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَمَالِكٌ وَالسُّفْيَانَانِ وَيَحْيَى
الْقَطَّانُ وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ وأبو ضمرة وَجَرِيرٌ
الضَّبِّيُّ وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ وَحَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ
وَالْحَمَّادَانِ وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ وَزَائِدَةُ وَابْنُ
إِدْرِيسَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَابْنُ أَبِي
الزِّنَادِ وَابْنُ أَبِي حَازِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وعيس
بْنُ يُونُسَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ،
وَابْنُ فُضَيْلٍ وَالنَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ وَوَكِيعٌ وَيَحْيَى
بْنُ يَمَانٍ وَيَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ وَيُونُسُ بْنُ
بُكَيْرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى
وَالْخُرَيْبِيُّ وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ وُهَيْبٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ فَكَانَ
مِثْلَ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتًا كَثِيرَ الْحَدِيثِ
حجة. وقال أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ إِمَامٌ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِمِائَةِ
حَدِيثٍ.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: وَضَعَ
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ وَالِدُ الْمَنْصُورِ وَصِيَّتَهُ عِنْدِي.
وَرَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ لِهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
يَا أَبَا الْمُنْذِرِ تَذْكُرُ يَوْمَ دَخَلْتُ عَلَيْكَ أَنَا
وَإِخْوَتِي مَعَ أَبِي وَأَنْتَ تَشْرَبُ سُوَيْقًا بِقَصَبَةِ
يَرَاعٍ فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ أَبُونَا: اعْرَفُوا لِهَذَا
الشَّيْخِ حَقَّهُ فَإِنَّهُ لا يَزَالُ فِي قَوْمِكُمْ بَقِيَّةٌ
مَا بَقِيَ. قَالَ: لا أَذْكُرُ ذَلِكَ يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، فَلامُوهُ فِي ذَلِكَ، وَقَالَ: لَمْ يُعَوِّدْنِي
اللَّهُ فِي الصِّدْقِ إِلا خَيْرًا.
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عن هشام قال: رأيت ابن عم عُمَرَ لَهُ
جُمَّةٌ أَظُنُّهَا تَضْرِبُ أَطْرَافَ مَنْكِبَيْهِ.
وَقَالَ وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرًا وابن عمر
ولكل منها جُمَّةٌ.
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ
الزُّبَيْرِ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ صَفَّنَا خَلْفَهُ فَصَلَّى
بِنَا رَكْعَتَيْنِ، وَرَأَيْتُهُ يَصْعَدُ الْمِنْبَرَ وَفِي
يَدِهِ عَصًا فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَجْلِسُ وَيُؤَذِّنُ
الْمُؤَذِّنُونَ فَإِذَا فَرَغُوا قَامَ فَتَوَكَّأَ عَلَى
الْعَصَا فخطب.
(9/203)
وَرَوَى عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ
الْمُقَدِّمِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَنَّهُ دَخَل عَلَى
الْمَنْصُورِ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اقْضِ عَنِّي
دَيْنِي، قَالَ: وَكَمْ دَيْنُكَ؟ قَالَ: مِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ:
وَأَنْتَ فِي فِقْهِكَ وَفَضْلِكَ تَأْخُذُ دَيْنًا مِائَةَ أَلْفٍ
لَيْسَ عِنْدَكَ قَضَاؤُهَا! قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
شب فتيان فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُبَوِّئَهُمْ وَخَشِيتُ أَنْ
يَنْتَشِرَ عَلَيَّ من أمرهم ما أكره فبوأتهم، واتخذت لهم
مَنَازِلَ وَأَوْلَمْتُ عَنْهُمْ ثِقَةً بِاللَّهِ، ثُمَّ
بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: فَرَدَّدَ عَلَيْهِ مِائَةُ
أَلْفٍ!! اسْتِعْظَامًا لَهَا، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَمَرْنَا لَكَ
بِعَشَرَةِ آلافٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَاعْطِنِي
مَا أَعْطَيْتَ وَأَنْتَ طَيِّبَ النَّفْسِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ
أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ أَعْطَى عَطِيَّةً وَهُوَ بِهَا
طَيِّبُ النَّفْسِ بُورِكَ لِلْمُعْطِي وَالْمُعْطَى "قَالَ:
فَإِنِّي بِهَا طَيِّبَ النَّفْسِ. وَهَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ1.
وروي أن هشامًا أهوى إِلَى يَدِ الْمَنْصُورِ يُقَبِّلُهَا
فَمَنَعَهُ وَقَالَ: يَا ابن عُرْوَةَ إِنَّا نُكْرِمُكَ عَنْهَا
وَنُكْرِمُهَا عَنْ غَيْرِكَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خِرَاشٍ: بَلَغَنِي أَنَّ مَالِكًا
نَقَمَ عَلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ حَدِيثَهُ لِأَهْلِ
الْعِرَاقِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هِشَامٌ ثَبْتٌ لَمْ يُنْكَرْ
عَلَيْهِ إِلا بَعْدَ مَا صَارَ إِلَى الْعِرَاقِ، فَإِنَّهُ
انْبَسَطَ فِي الرِّوَايَةِ وَأَرْسَلَ عَنْ أَبِيهِ بِمَا كَانَ
سَمِعَهُ مِنْ غير أبيه عن أبيه. وقد قال ابْنُ مَعِينٍ
وجَمَاعَةٌ: ثِقَةٌ.
قَالَ جَمَاعَةٌ: مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ وَصَلَّى عَلَيْهِ الْمَنْصُورُ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: سَنَةَ سَبْعٍ. وَقِيلَ: سنة خمس.
وَيُقَالُ: عَاشَ سَبْعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً. وَقِيلَ غَيْرُ
ذَلِكَ.
460- هِلالِ بْنُ خَبَّابٍ2 -4- أَبُو الْعَلاءِ الْبَصْرِيُّ.
مَوْلَى زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ، سَكَنَ الْمَدَائِنَ.
وَرَوَى عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ وَيَحْيَى بْنِ
جَعْدَةَ وَأَبِي عُمَرَ زَاذَانَ وَجَمَاعَةٍ. وَعَنْهُ
الثَّوْرِيُّ وَثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَحْوَلُ وَهُشَيْمٌ
وَعَبَّادُ بْنُ العوام.
__________
1 "مرسل": أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد "4/ 39"، وذكره
الهندي في كنز العمال "16960"، والذهبي في السير "6/ 686".
2 تقريب التهذيب "2/ 323"، والمجروحين "3/ 87".
(9/204)
وثقه ابْنُ مَعِينٍ وَقَدْ مَرَّ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ بِالْمَدَائِنِ فِي آخِرِ سَنَةِ
أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة.
461- هلال بن ميمون الرملي1 –د ن-.
"حرف الْوَاوِ":
462- الْوَازِعُ بْنُ نَافِعٍ الْعُقَيْلِيُّ الْجَزَرِيُّ2.
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَالِمِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِمَا. وَعَنْهُ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ
وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ وَمِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ
سَلَمَةَ وَمُغِيرَةُ بْنُ سِقْلابٍ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ. وَقَالَ
الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ النَّسَائِيُّ
وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ حَدِيثُهُ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- قَالَ: "تَفَكَّرُوا فِي آلاءِ اللَّهِ وَلا
تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ"3.
463- وَاصِلُ بْنُ السَّائِبِ أَبُو يَحْيَى الرَّقَاشِيُّ –ت ق-
بَصْرِيٌّ.
عَنْ عطاء بن أبي رباح وأبي سورة ابن أخي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ.
وَعَنْهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَعِيسَى بْنِ يُونُسَ وَوَكِيعٍ
وَمُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ وَالْقَاسِمِ بْنِ مَالِكٍ
الْمُزَنِيِّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ
وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَلَهُ حَدِيثٌ عَنْ أَبِي سَوْرَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ: رَأَيْتُ
رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَوَضَّأَ
فَخَلَّلَ لِحْيَتَهُ. قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ
وَأَرْبَعِينَ ومائة.
__________
1 التهذيب "11/ 84"، والجرح "9/ 76".
2 التاريخ الكبير "8/ 183"، والمجروحين "3/ 83"، والمتروكين "103".
3 "إسناده ضعيف جدًا، والحديث حسن": أخرجه الطبراني في الأوسط
"6456"، والبيهقي في الشعب "1/ 358"، والعظمة لأبي الشيخ "ص/ 29".
(9/205)
464- وَائِلُ بْنُ دَاوُدَ التَّيْمِيُّ1
-4-.
عَنِ ابْنِهِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ
التَّيْمِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَأَبِي بُرْدَةَ وَالْحَسَنِ
وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ شَرِيكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ وَعُبَيْدُ اللَّهِ
الأَشْجَعِيُّ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ
بْنُ عُبَيْدٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ سَمِعَ مِنْ إِبْرَاهِيمَ.
465- وَبَرُ بْنُ أَبِي دَلِيلَةَ الطَّائِفِيُّ2 -د ن ق-.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَيْمُونَ وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو عَاصِمٍ. ثِقَةٌ.
قَالَهُ ابن معين.
466- الوضين بن عطاء3 -د ق- أبو كنانة لاخزاعي الدمشقي الكفرسوسي.
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ
وَمَكْحُولٍ وَمَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ وَغَيْرِهِمْ. وَعَنْهُ الْحَمَّادَانِ وَبَقِيَّةُ
وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ
السَّهْمِيُّ وَمُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ
أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
قال أبو داود: قدري. وقال ابن سعد: كان ضعيفًا. وقال أَبُو
حَاتِمٍ: يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ. وَقَالَ آخَرُ: كَانَ خطيبًا بليغًا
فَصِيحًا مُفَوَّهًا.
مَاتَ الْوَضِينُ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة.
467- وقاء بن إياس4 –ن- أبو يزيد الوالبي الكوفي.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ وَمُجَاهِدٍ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَمَالِكٌ وَيَحْيَى، وَأَبُو
مُعَاوِيَةَ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ
الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ عِنْدَهُمْ.
468- الْوَلِيدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ5 -د ق- بَصْرِيٌّ صَدُوقٌ.
__________
1 تهذيب التهذيب "11/ 109"، والميزان "4/ 331".
2 التقريب "2/ 330"، والجرح والتعديل "9/ 44".
3 المشاهير "184"، تاريخ أبي زرعة "2/ 701"، وطبقات ابن سعد "7/
466".
4 التاريخ الكبير "8/ 188"، والميزان "4/ 335".
5 الجرح والتعديل "9/ 2"، والتقريب "2/ 332".
(9/206)
عَنْ أَبِي بُرَيْدَةَ وَالضَّحَّاكِ.
وَعَنْهُ زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ
وَوَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
469- الْوَلِيدُ بْنُ عَمْرِو1، بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
مُسَافِعٍ الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ
الزُّبَيْرِ وَيَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ.
وَعَنْهُ مُوسَى بْنُ هَاشِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ وَآخَرُونَ.
"حرف الْيَاءِ":
470- يَحْيَى بْنُ أبي أنيسة2 –ت- أبو زيد الجزري الرهاوي.
طَلَبَ الْعِلْمَ مَعَ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ
وَسَمِعَ نَافِعًا وَعَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ وَابْنَ أَبِي
مُلَيْكَةَ وجماعة، وكأنه أسن من أخيه.
حدث عنه أبو إسحاق الفزاري وأبو معاوية ومحمد بن سلمة الحراني وعبد
الوارث، وعبد الله بن بكر السهمي.
قال الفلاس: صدوق يهم، وَقَالَ أَيْضًا: قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى
تَرْكِ حديثه.
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
عَمْرٍو الرَّقِّيُّ: سَمِعْتُ أَوْ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ
أَبِي أُنَيْسَةَ: لا تَكْتُبُوا عَنْ أَخِي فَإِنَّهُ يَكْذِبُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ يَحْيَى مِمَّنْ يُكْتَبُ
حَدِيثُهُ، قِيلَ: لِمَ يَا أَبَا عبد الله؟ قال: حديثه يدلك عليه.
وقال الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
471- يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَارِيُّ3 -4- أَبُو عمران
الْغَسَّانِيُّ الدِّمَشْقِيُّ إِمَامُ جَامِعِهَا وَشَيْخُ
الْقُرَّاءِ بِهَا، وَذِمَارٌ مِنْ قُرَى الْيَمَنِ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ابن عامر، وقرأ أيضًا فيما بلغنا على
واثلة بن الأسقع، وحدث
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 149"، والجرح والتعديل "9/ 10".
2 التقريب "2/ 343"، والمجروحين "3/ 110"، والتاريخ لابن معين "2/
640".
3 التهذيب "11/ 193"، وطبقات ابن سعد "7/ 168".
(9/207)
عنه وعن سعيد بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي
سَلامٍ مَمْطُورٍ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، وَسَالِمِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَجَمَاعَةٍ سِوَاهُمْ.
قَرَأَ عَلَيْهِ عِرَاكُ بْنُ خَالِدٍ وَأَيُّوبُ بْنُ تَمِيمٍ
وَمُدْرِكُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ
وَحَدَّثُوا أَيْضًا عَنْهُ هُمْ وَالأَوْزَاعِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَسُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ وَصَدَقَةُ السَّمِينُ وَيَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ
وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورٍ وَخَلْقٌ سواهم.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ:
ثِقَةٌ عَالِمٌ بِالْقِرَاءَةِ فِي دَهْرِهِ، مات سنة خمس وأربعين
ومائة. قال: وكان قليل الحديث. وقال ابْن معين وغيره: ليس بِهِ
بأس.
وَرَوَى ابْنُ ذَكْوَانَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ: كَبُرَ
يَحْيَى الذِّمَارِيُّ وَكَانَتْ قِرَاءَتُهُ قِرَاءَةَ الْجُنْدِ،
وَكَانَ يَقِفُ خَلْفَ الأَئِمَّةِ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ لا يستطيع
أن يؤم من الكبر.
وقال بن أَبِي حَاتِمٍ: عَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً.
وَقَالَ سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: سَأَلْتُ يَحْيَى
الذِّمَارِيَّ عَنْ عَدَدِ آيِ الْقُرْآنِ فَقَالَ بِيَدِهِ:
سَبْعَةُ آلافِ وَمِائَتَانِ وَسِتَّةٌ وَعِشْرُونَ.
472- يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ الْبَكْرِيُّ1 –ن- الفلسطيني الرملي.
عَنْ أَبِي قَرْصَافَةٍ جُنْدَرَةٍ وَرَبِيعَةَ بْنِ عَامِرٍ،
وَأَبِي رَيْحَانَةٍ وَلَهُمْ صُحْبَةٌ. وَعَنْهُ إِبْرَاهِيمُ
بْنُ أَدْهَمَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَبِلالُ بْنُ كَعْبٍ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَانَ
شَيْخًا كَبِيرًا حَسَنَ الْفَهْمِ.
قُلْتُ: هَذَا أَكْبَرُ شَيْخٍ لابْنِ المبارك.
473- يحيى بن سعيد بن حيان2 –ع- أبو حيان التيمي تَيْمٌ الرَّبَابُ
أَحَدُ ثِقَاتِ الْكُوفِيِّينَ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ يَزِيدَ الشعبي وأبي زرعة البجلي.
وعنه شعبة وابن علية والقطان ومحمد بن بشر وخلق كثير.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 269"، وتهذيب التهذيب "11/ 198".
2 الجرح والتعديل "9/ 149"، والمعرفة والتاريخ "3/ 19-20".
(9/208)
قال الخريبي: كان الثوري يعظمه، ويوثقه.
وقال أبو حاتم: صالح. وقال العجلي: ثقة مبرز صَاحِبُ سُنَّةٍ:
تُوُفِّيَ سَنَةَ خمس وأربعين ومائة.
474- يحيى بن سعيد1 –ع- بن قيس بن عمرو. وقيل: ابن مهر بدل عَمْرو
الإِمَامُ أَبُو سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ الْقَاضِي
أَحَدُ الأَعْلامِ.
سَمِعَ أَنَسًا وَالسَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ وَأُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ
وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ وَعُرْوَةَ وَأَبَا سَلَمَةَ
وَطَبَقَتَهُمْ.
وَعَنْهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ وَالأَوْزَاعِيُّ وَمَالِكٌ
وَسُفْيَانُ وَشُعْبَةُ وَالْحَمَّادَانِ وَابْنُ جُرَيْجٍ
وَهُشَيْمٌ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَأَبُو أُسَامَةَ وَيَزِيدُ بن
هارون وخلق كثير.
قال أيوب السختنياني: ما رأيت بالمدينة أَفْقَهَ مِنْهُ.
وَرَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَنْ يَحْيَى أَنَّهُ قَدِمَ
دِمَشْقَ فِي صُحْبَةِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ
قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ قال المفضل الغلابي: كذا حدثنا يزيد، وإنما هو
يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل. وَقَالَ مُصْعَبٌ
الزُّبَيْرِيُّ: آلُ قَهْدٍ أَصْهَارُ حمزةَ عَمّ النَّبِيِّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ خَلِيفَةُ
وَغَيْرُهُ: فِي نَسَبِهِ كَمَا قَالَ يَزِيدُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ
عَمْرٍو. وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ بَعْضُهُمُ ابْنُ قَهْدٍ
وَلَمْ يَصِحَّ، وَزَادَ ابْنُ سَعْدٍ: قَدِمَ يَحْيَى الْكُوفَةَ
عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ بِالْهَاشِمِيَّةِ فَاسْتَقْضَاهُ
عَلَى قَضَائِهِ وَكَانَ ثِقَةً كَثِيرَ الْحَدِيثِ حُجَّةً
ثَبْتًا.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ مَأْمُونٌ. وَقَالَ ابن عيينة: هُوَ
وَالزُّهْرِيُّ وَابْنُ جُرَيْجٍ مُحَدِّثُو الْحِجَازِ يَجِيئُونَ
بِالْحَدِيثِ عَلَى وَجْهِهِ. قُلْتُ: وَهِمَ مَنْ زَعَمَ أن يحيى
ولي فضاء بَغْدَادَ.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِر الْخُزَامِيُّ ثنا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيُّ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بن
بلال قال: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَدْ سَاءَتْ حَالُهُ وَأَصَابَهُ
ضِيقٌ شَدِيدٌ وَرَكِبَهُ الدَّيْنُ فَجَاءَ كِتَابُ السَّفَّاحِ
يَسْتَقْضِيهِ فَوَكَّلَنِي يَحْيَى بِأَهْلِهِ وَقَالَ لِي:
وَاللَّهِ مَا خَرَجْتُ وَأَنَا أَجْهَلُ شَيْئًا، فَلَمَّا قَدِمَ
الْعِرَاقَ كَتَبَ إِلَيَّ إِنِّي كُنْتُ قُلْتُ لَكَ ما قلت وأنه
والله لأذل خصمين
__________
1 التهذيب "11/ 221"، والمشاهير "80".
(9/209)
جَلَسَا بَيْنَ يَدَيَّ فَاقْتَضَيَا
شَيْئًا، وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُهُ قَطُّ فَإِذَا جَاءَكَ كِتَابِي
فَسَلْ رَبِيعَةَ واكتب إِلَيَّ بِمَا يَقُولُ وَلا تَعْلَمُهُ.
ابْنُ وَهْبٍ ثنا مَالِكٌ قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: اكْتُبْ
لِي أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثَ ابْنِ شِهَابٍ فِي الْقَضَاءِ،
فَكَتَبْتُ لَهُ ذَلِكَ فِي صَحِيفَةٍ صَفْرَاءَ، قِيلَ لِمَالِكٍ:
أَعَرَضَ عَلَيْكَ؟ قَالَ: هُوَ أَفْقَهُ مِنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ: مَا رَأَيْتُ شَيْخًا
أَنْبَلَ مِنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ:
كَانَ يَحْيَى أَجَلَّ عِنْدَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مِنَ
الزُّهْرِيِّ، ثُمَّ جَعَلَ الْقَطَّانُ يَصِفُ يَحْيَى
وَيُعَظِّمُهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
يُحَدِّثُنِي بِالْحَدِيثِ كَأَنَّهُ يَنْثُرُ عَلَيَّ
اللُّؤْلُؤَ.
وَقَالَ وُهَيْبٌ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا إِلا
وَأَنْتَ تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ غَيْرَ مَالِكٍ وَيَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الطَّالِقَانِيُّ: سَمِعْتُ
أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيُّ أَثْبَتُ النَّاسِ1.
وَقَالَ الواقدي: أنا سليمان بن بلال أن يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ
ذَهَبَ إِلَى أَفْرِيقِيَّةَ فِي طَلَبِ مِيرَاثٍ لَهُ فَقَدِمَ
بِهِ وَهُوَ خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ فَلَمَّا أَتَاهُ رَبِيعَةُ
لِيُسَلِّمَ عَلَيْهِ قَسَّم الْمَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ
نِصْفَيْنِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عبيد بن حساب: ثنا حماد بن زيد عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَتْ حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ
إِحْدَى عَمَّاتِي، وَأَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ
عَمْرٍو.
قُلْتُ: حَبِيبَةُ هِيَ الَّتِي قَالَتْ: لا أَنَا وَلا ثَابِتُ
بْنُ قَيْسٍ. وَقَيْسُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَهْلٍ صَحَابِيٌّ
حَدِيثُهُ فِي السُّنَنِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْفَجْرِ.
وَمِمَّنْ نَصَّ عَلَى أَنَّ جَدَّهُ قَيْسُ بْنُ عَمْرٍو: يَحْيَى
بْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ بْنُ حنبل وطائفة.
قال أحمد بن أبي خثيمة: غَلَطَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ حَيْثُ
يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ سعيد بن قَيْسُ بْنُ قَهْدٍ جَدُّ أَبِي
مَرْيَمَ عَبْدِ الغفّار بْن القاسم الأنصاري الكوفي.
__________
1 سير أعلام النبلاء "6/ 247".
(9/210)
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قُلْتُ
لِيَحْيَى بْنِ سعيد: كم تحفظ؟ قال: ستمائة أو سَبْعَمِائَةِ
حَدِيثٍ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَغَيْرُهُ عن اللَّيْثُ عَنْ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
يُحَدِّثُنَا فَإِذَا طَلَعَ رَبِيعَةُ سَكَتَ إِجْلالا
لِرَبِيعَةَ فَتْلا يَحْيَى يَوْمًا {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ
عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} [الحجر: 21] . فَقَالَ عِرَاقِيٌّ: يَا
أَبَا سَعِيدٍ أَرَأَيْتَ السِّحْرَ، أَمِنْ خَزَائِنِ اللَّهِ
الَّتِي تَنْزِلُ؟ قَالَ يَحْيَى: مَهٍ مَا هَذَا مِنْ مَسَائِلِ
الْمُسْلِمِينَ، وَأَفْحَمَ الْقَوْمَ، فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ
بْنُ أَبِي حَبِيبَةَ: إِنَّ أَبَا سَعِيدٍ لَيْسَ مِنْ أَصْحَابِ
الْخُصُومَةِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ
وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ إِنَّ السِّحْرَ لا يَضُرُّ إِلا
بِإِذْنِ اللَّهِ، فَتَقُولُ أَنْتَ غَيْرَ ذَلِكَ؟ فَسَكَتَ
الرَّجُلُ، فَكَأَنَّمَا كَانَ عَلَيْنَا جَبَلٌ فَوُضِعَ عَنَّا.
قُلْتُ: لَهُ أَخَوَانِ: عَبْدُ رَبِّهِ وَسَعْدٌ مَاتَا قَبْلَهُ
وَمَاتَ هُوَ سَنَةَ ثلاث وأربعين ومائة. قاله القطان وشباب
وجماعة. وقال يزيد والفلاس: سَنَةَ أَرْبَعٍ.
475- يَحْيَى بْنُ صُبَيْحٍ النَّيْسَابُورِيُّ1 -د- كَانَ أَوَّلَ
مَنْ أَخَذَ عَلَى النَّاسِ الْقِرَاءَاتِ بِنَيْسَابُورَ.
رَوَى عَنْ قَتَادَةَ وَعَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، وعنه جريج
وابن عيينة ويحيى القطان. وثقه أبو داود.
476- يحيى بن عبيد الله2 -ت ق- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ
التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ.
أَكْثَرَ عَنْ أَبِيهِ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَابْنُ
فُضَيْلٍ وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ ثُمَّ
تركه القطان.
وقال أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ. قُلْتُ: وَأَبُوه
لا يعرف.
وَقَالَ شُعْبَة: رأيته يسيء صلاته.
477- يَحْيَى بن أبي عمرو وأبو زُرْعَةَ الشَّيْبَانِيُّ
الشَّامِيّ3 -د ن ق- حِمْصِيٌّ.
رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَيْرِيزٍ وَعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ وَأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ والوليد بن
سفيان.
__________
1 التقريب "2/ 375"، تهذيب الكمال "31/ 382"، والجرح والتعديل "9/
158".
2 التقريب "2/ 361"، وتاريخ الدوري "2/ 650".
3 التهذيب "11/ 260"، والجرح والتعديل "9/ 177".
(9/211)
وَعَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ
بْنُ عَيَّاشٍ وَأَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ وَابْنُ شَابُورٍ
وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ.
وَثَّقَهُ دُحَيْمٌ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْعِجْلِيُّ
وَمَاتَ سَنَةَ ثمان وأربعين ومائة.
أرخه ضمرة وقال: عاش خمسًا وثمانين سنة.
478- يَحْيَى بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو الضَّحَّاكِ الْهَمْدَانِيُّ1.
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ وَالشَّعْبِيِّ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ
وَالْحَرْبِيُّ وسيف بن أسلم. ضعفه ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
479- يَحْيَى بْنُ مَيْسَرَةَ2.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو
أُسَامَةَ.
480- يَحْيَى بْنُ أَبِي الْهَيْثَمِ الْعَطَّارُ3. كُوفِيٌّ.
لَهُ عَنْ يُوسُفَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ وَالشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ
وَأَبُو نُعَيْمٍ. صَدُوقٌ.
481- يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ التُّجِيبِيُّ4.
قَاضِي الأَنْدَلُسِ. كَانَ قَدْ بَعَثَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ على قضاء الأندلس. وطالت أيامه إلى أَنْ مَاتَ سَنَةَ
اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
482- يَحْيَى بْنُ يَعْقُوبَ أَبُو طَالِبٍ الأَنْصَارِيُّ
الْقَاصُّ5.
خَالُ أَبِي يُوسُفَ. عَنْ عِكْرِمَةَ وَإِبْرَاهِيمَ
التَّيْمِيِّ. وَعَنْهُ أَبُو تَمِيلَةَ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ
عُيَيْنَةَ. وَثَّقَهُ أَبُو حاتم.
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 409", والتهذيب "11/ 279".
2 التاريخ الكبير "8/ 305"، والمعرفة والتاريخ "2/ 270".
3 الجرح والتعديل "9/ 195".
4 تاريخ علماء الأندلس "2/ 177".
5 ميزان الاعتدال "4/ 415".
(9/212)
483- يَزِيدُ بْنُ حَازِمٍ بَصْرِيٌّ1.
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَعِكْرِمَةَ. وَعَنْهُ أَخُوهُ
جَرِيرٌ وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَعَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
484- يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ2 -ن ق- كُوفِيٌّ
ثِقَةٌ.
لَهُ عَنْ عَمِّهِ عُبَيْدٍ أَخِي سَالِمٍ وَزُبَيْدٍ الْيَامِيِّ
وَالْحَكَمِ. وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ نُمَيْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ
بِشْرٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ. وَثَّقَهُ أَحْمَدُ. وَلَهُ كلام ومعرفة
بالمغازي والأخبار.
485- يَزِيدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ3. أَبُو حَبِيبٍ الدَّبَّاغُ.
رَوَى عَنْ أنس. وعنه عيسى بن يونس ووكيع وأبو عَاصِمٍ وَآخَرُونَ.
وَقَدْ وُثِّقَ. عِدَادُهُ فِي الْبَصْرِيِّينَ. وَلَهُ أَيْضًا
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ.
486- يَزِيدُ بن طهمان4 -ن ق- أبو المعتمر الرقاشي. بَصْرِيٌّ
نَزَلَ الْحِيرَةَ.
رَوَى عَنِ الْحَسَنِ وَابْنِ سِيرِينَ. وعنه الحسن بن حي وشريك
والفضل السيناني ووكيع.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
487- يَزِيدُ بْنُ عُبَيْدَةَ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ
السَّكُونِيُّ5 -ق-.
دِمَشْقِيٌّ صَدُوقٌ. لَهُ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ مُسْلِمِ بْنِ
مُشْكَمٍ وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ. وَعَنْهُ يَحْيَى
بْنُ حَمْزَةَ وَابْنُ شَابُورٍ. وثقه دحيم.
488- يزيد بن أبي عبيد المدني6 -ع-.
عَنْ مَوْلاهُ سَلْمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ وَعُمَيْرِ مَوْلَى أَبِي
اللَّحْمِ. وَعَنْهُ حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى
الْقَطَّانُ وَحَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ وَمَكِّيُّ وَأَبُو
عَاصِمٍ وَغَيْرُهُمْ. وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَحَدِيثُهُ مِنْ
أَعْلَى شَيْءٍ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ. مَاتَ سَنَةَ سبع
وأربعين ومائة.
__________
1 التقريب "2/ 371"، وابن طهمان "348".
2 تاريخ أبي زرعة "1/ 293"، والتهذيب "11/ 328".
3 التاريخ الكبير "8/ 342"، والجرح والتعديل "9/ 272".
4 التهذيب "1/ 350"، والتقريب "2/ 375".
5 الجرح والتعديل "9/ 279"، والمعرفة والتاريخ "3/ 27".
6 المعرفة والتاريخ "1/ 437"، والمشاهير "78".
(9/213)
489- يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ
الْيَشْكُرِيُّ الْكُوفِيُّ1 –م4-.
عَنْ أَبِي حَازِمٍ سَلْمَانَ وَغَيْرِ وَاحِدٍ. وَعَنْهُ
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مِغْرَاءَ وَمُحَمَّدُ وَيَعْلَى ابْنَا
عُبَيْدٍ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
490- يَزِيدُ بْنُ مردانبة2 –ن- الكوفي التَّاجِرُ.
عَنْ أَنَسٍ وَأَبِي بُرْدَةَ وَزِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ. وَعَنْهُ
وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَالْخُرَيْبِيُّ. وَثَّقَهُ ابْنُ
مَعِينٍ.
491- يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الدِّمَشْقِيُّ3 –خ4- أبو عبد
الله مولى مِنْ مَوَالِي الأَنْصَارِ عَنْ عَبَايَةَ بْنِ
رِفَاعَةَ وَأَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ وَمَكْحُولٍ
وَالْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ. ورأى وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ.
رَوَى عَنْهُ الأَوْزَاعِيُّ وَيَحْيَى بن حمزة الوليد بْنُ
مُسْلِمٍ وَصَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ وَابْنُ شَابُورٍ.
وثّقه ابْنُ مَعِينٍ وَأَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُمَا. وَقَالَ أَبُو
زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ. وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَأَلْتُ
الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ بِذَاكَ.
قَالَ دُحَيْمٌ وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: سَأَلْتُ حَمَّادَ بْنَ
يزيد عن موت أَبِيهِ فَقَالَ: بَعْدَ سَنَةِ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ
وَمِائَةٍ.
492- يَعْقُوبُ بْنُ زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ4 بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ التَّيْمِيُّ أَبُو عَرَفَةَ الْمَدَنِيُّ.
عَنِ الْمَقْبُرِيِّ وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ. وَعَنْهُ مَالِكٌ
وَهِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُمَا. وَكَانَ قَاضِيًا بالمدينة.
كأنه مات شابًا.
__________
1 التهذيب "11/ 356"، والجرح والتعديل "9/ 285".
2 التقريب "2/ 380"، وتاريخ الثقات "480".
3 ميزان الاعتدال "4/ 439"، وتاريخ أبي زرعة "1/ 235".
4 التهذيب "11/ 385".
(9/214)
493- يَعْقُوبُ بْنُ الْقَعْقَاعِ1. أَبُو
الْحَسَنِ الْخُرَاسَانِيُّ قَاضِي مَرْوَ.
عَنِ الْحَسَنِ وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ. وَعَنْهُ
الثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وُثِّقَ.
494- يَعْقُوبُ بْنُ قَيْسٍ الْكُوفِيُّ2.
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ.
وَعَنْهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمُحَمَّدُ بْنُ
عُبَيْدٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
495- يَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ3 -م د-.
أبو حررة المدني القاص مولى بني مخزوم. عن القاسم مُحَمَّدٍ
وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ وَعُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ. وَعَنْهُ
حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَحُسَيْنُ
الْجُعْفِيُّ وَجَمَاعَةٌ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ.
496- يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو شَيْبَةَ الْجَوْهَرِيُّ4 -ت
ق-.
بَصْرِيٌّ وَاهٍ. لَهُ عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ عُقْبَةُ بْنُ
خَالِدٍ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: عِنْدَهُ عَجَائِبُ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ:
لا تَحِلُّ الرِّوَايَةُ عَنْهُ.
497- يُوسُفُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْحَدَّادُ5.
عَنِ الْقَاسِمِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَأَبِي جَعْفَرٍ
الْبَاقِرِ. وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ وَأَبُو
نُعَيْمٍ وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ. وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
498- يُوسُفُ بْنُ مَيْمُونَ6. أَبُو خُزَيْمَةَ الصَّبَّاغُ بصري.
__________
1 التقريب "2/ 386"، والجرح والتعديل "9/ 213".
2 الجرح والتعديل "9/ 213".
3 ميزان الاعتدال "4/ 453"، والجرح "9/ 215".
4 التاريخ الكبير "8/ 377"، والتهذيب "11/ 407".
5 الجرح والتعديل "9/ 231".
6 التهذيب "11/ 426"، والميزان "4/ 474".
(9/215)
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ وَأَنَسِ
بْنِ سِيرِينَ وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ. وَعَنْهُ
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَوَكِيعٌ وَأَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ.
449- يُونُسُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ الإِسْكَافُ1 -خ ت ن ق-
بَصْرِيٌّ.
عَنِ الْحَسَنِ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ
الْبَرْسَانِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وغيره. وأما ابن حبان فقال: لا يَجُوزُ
الاحْتِجَاجُ بِهِ لِغَلَبَةِ الْمَنَاكِيرِ فِي حَدِيثِهِ.
"الْكُنَى":
* أبُو الأَشْهَبِ النَّخَعِيُّ. اسْمُهُ جَعْفَرٌ. تقدم.
500- أَبُو بَكْرِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ2 -خ م
ن-.
رَوَى عَنْ عَمِّهِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ. وَعَنْهُ مَالِكٌ
وَالثَّوْرِيُّ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وَأَبُو ضُمْرَةَ. وَكَانَ
ثِقَةً.
* أَبُو بَكْرٍ الْمَدَنِيّ عَنْ جَابِرٍ.
وَاسْمُهُ الْفَضْلُ، مَرَّ.
501- أَبُو الْبِلادِ هُوَ يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ
الْغَطْفَانِيُّ الْكُوفِيُّ3.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ.
وَعَنْهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ وَأَبُو إِسْمَاعِيلَ الْمُؤَدِّبِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
* أَبُو الْجَحَّافِ هُوَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي عَوْفٍ. ذُكِرَ.
502- أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطَمِيُّ الْمَدَنِيُّ4 -4- نَزِيلُ
الْبَصْرَةِ، اسْمُهُ عُمَيْرُ بْنُ يزيد.
__________
1 التقريب "2/ 3859"، والمجروحين "3/ 139".
2 تهذيب التهذيب "12/ 33"، والجرح والتعديل "9/ 343".
3 الجرح والتعديل "9/ 160".
4 التاريخ لابن معين "2/ 457"، والجرح والتعديل "6/ 379".
(9/216)
رَوَى عَنْ خَالِهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ عُقْبَةَ بْنِ الْفَاكِهِ وَعُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ
ثَابِتٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعُمَارَةَ بْنِ عُثْمَانَ
بْنِ حُنَيْفٍ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
وَيُوسُفُ السَّمْتِيُّ وَيَحْيَى الْقَطَّانُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
503- أَبُو جناب الكلبي1 -د ت ق- يحيى بن أبي حية. كُوفِيٌّ.
عَنِ الشَّعْبِيِّ وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاكِ وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ وَكِيعٌ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَجَمَاعَةٌ. وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ:
صَدُوقٌ مُدَلِّسٌ.
ورَوَى عَبَّاسٌ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ به بأس. وقال
أَحْمَدُ: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ.
وقَالَ الْبُخَارِيُّ: كَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ يُضَعِّفُهُ.
504- أَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ2 -4- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ.
عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ
وَقَتَادَةَ. وَعَنْهُ شُعْبَةُ وَعَبْدُ السَّلامِ الْمُلائِيُّ
وَالْمُحَارِبِيُّ وَشُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ. قَالَ أَبُو حاتم:
صدوق.
505- أبو الرحال الأنصاري البصري3 –ت- يُقَالُ اسْمُهُ: خَالِدُ
بْنُ مُحَمَّدٍ وَقِيلَ: مُحَمَّدُ بن خالد.
عن أنس بن مالك وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِي رَجَاءٍ
الْعَطَارِدِيِّ.
وَعَنْهُ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ وَحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ
وَسَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى وَيَحْيَى الْقَطَّانُ وَمَكِّيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ وَيَزِيدُ بْنُ بَيَّانٍ الْعُقَيْلِيُّ وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: عِنْدَهُ عَجَائِبُ. وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ:
مُنْكَرُ الْحَدِيثِ لَيْسَ بِقَوِيٍّ. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ:
فِي حديثه بعض النكرة. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ أَنْ
يُحْتَجَّ بِهِ.
506- أَبُو الرَّحَّالِ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ4 –خت- اسْمُهُ
عقبة بن عبيد وهو أخو سعيد الطائي.
__________
1 الجرح والتعديل "9/ 138".
2 الجرح والتعديل "9/ 277".
3 التاريخ الكبير "9/ 30".
4 الجرح والتعديل "6/ 315".
(9/217)
لَهُ عَنْ أَنَسٍ وَبَشِيرِ بْنِ يَسَّارٍ.
وعنه حفص بن غياث ويحيى القطان وعيسى بن يونس وغيرهم. ليس بحجة.
507- أبو سعد البقال الكوفي الأعور1 -ت ق- اسمه سعيد بن المرزبان
مَوْلَى حُذَيْفَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
رَوَى عَنْ أنس وأبي وائل وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعكرمة. وعنه
شعبة والسفيانان ويعلى بن عبيد ويزيد بن هارون وعبيد الله بن موسى.
تركه الفلاس وهو ضعيف عندهم.
508- أبو سعيد بن عوذ البراد2. مكي. اسمه رجاء بن الحارث.
سمع ابن الزبير وقيل: سَمِعَ مِنْ رَجُلٍ عَنْهُ.
حَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ وَمَرْوَانُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ
وَآخَرُونَ، وَرَوَى أَيْضًا عن مُجَاهِدٍ وَغَيْرُهُ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بأس. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ:
مِقْدَارُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ.
* أَبُو سِنَانٍ الْحَنَفِيُّ الْفِلَسْطِينِيُّ عِيسَى بْنُ
سِنَانٍ.
* أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ.
* أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ نَزِيلُ الرَّيِّ، سَعِيدُ بْنُ
سِنَانٍ.
509- أَبُو السِّنْدِيِّ سُهَيْلُ بْنُ ذَكْوَانَ، مَكِّيٌّ3.
عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ. وَعَنْهُ هُشَيْمٌ
وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ.
كَذَّبَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَتَرَكَهُ غَيْرُهُ وَهُوَ
الَّذِي زَعَمَ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ سَوْدَاءَ فَكَذَبَ
بِمِثْلِ هَذَا.
* أبو شعيب المجنون الصلت.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 62"، والمعرفة والتاريخ "3/ 59".
2 الجرح والتعديل "3/ 501".
3 الجرح والتعديل "4/ 246"، والتاريخ لابن معين "2486".
(9/218)
510- أبو شهاب الحناط1 -خ م ن- الأكبر. هو
موسى بن نافع، كُوفِيٌّ ثِقَةٌ قَدِيمٌ.
رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ. وعنه
الثوري ويحيى القطان وأبو أسامة وأبو نعيم وأبو داود الطيالسي.
وثقه ابن معين، وهو أكبر شيخ لأبي داود.
* أبو الصباح النخعي. -ق-. سليمان بن بشير، مَرَّ.
511- أَبُو عَاتِكَةَ2 –ت-.
عَنْ أَنَسٍ. وَعَنْهُ الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ وَسَلامُ بْنُ
سُلَيْمَانَ وَغَسَّانُ بْنُ عُبَيْدٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
* أَبُو عَبْدِ الرَّحِيمِ هُوَ خَالِدُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ.
قدْ ذُكِرَ.
* أَبُو عُمَرَ الْخَزَّازُ، النَّضْرُ قَدْ ذُكِرَ.
512- أَبُو الْعُمَيْسِ3 -ع-.
هُوَ أَخُو الْمَسْعُودِيِّ وهو عتبة بم عبد الله بن عتبة بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ الْكُوفِيُّ.
رَوَى عَنِ الشَّعْبِيِّ وابن ملكية وقيس بن مسلم وعون بن أبي
جحيفة. وعنه وكيع وأبو أسامة وجعفر بن عون وأبو نعيم وآخرون. وثقه
أحمد وليس هو بالمكثر.
قال عباس الدوري: ثنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ثنا أَبُو الْعُمَيْسِ
عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: مَرَّ الْفُرَاتُ فَجَاءَ بِرُمَّانَةٍ
مِثْلَ الْبَعِيرِ، فَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّهَا مِنَ
الْجَنَّةِ.
* أَبُو الْعَنْبَسِ4.
عَنْ أَبِي عُمَرَ زَاذَانَ. وَعَنْهُ أَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُ.
اسمه سعيد بن كثير.
__________
1 التقريب "2/ 430"، والجرح والتعديل "8/ 165".
2 التهذيب "12/ 141-142"، والجرح والتعديل "4/ 494".
3 الجرح والتعديل "6/ 372".
4 الجرح والتعديل "4/ 56".
(9/219)
513- أَبُو الْعَنْبَسِ1.
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَعَنْ مولى مَوْلَى لأُمِّ
سَلَمَةَ. وَعَنْهُ مِسْعَرٌ وَشُعْبَةُ وَغَيْرُهُمَا. قَدِيمُ
الْمَوْتِ وَإِنَّمَا أَخَّرْتُهُ لِرَفِيقَيْهِ.
أَبُو الْعَنْبَسِ2.
عن أبي وائل. وعنه حفص بن غياث وَوَكِيعٌ اسْمُهُ عَمْرٌو، مَرَّ.
* أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، سَعْدٌ قَدْ ذُكِرَ.
514- أَبُو مِسْكِينَ3، الأَوْدِيُّ الْكُوفِيُّ، اسمه الحر فيما
قيل.
رَوَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ وَهُذَيْلِ بْنِ
شُرَحْبِيلَ. وَعَنْهُ الثَّوْرِيُّ وَأَبُو عَوَانَةَ
وَعُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ وَغَيْرُهُمْ.
515- أَبُو مُصْلِحٍ الْخُرَاسَانِيُّ4. صَاحِبُ الضَّحَّاكِ،
اسْمُهُ نَصْرُ بْنُ مُشَارِسٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ بَشَّارُ بْنُ قِيرَاطٍ وَوَكِيعٌ وَالنَّضْرُ بْنُ
شُمَيْلٍ وَعُمَرُ بْنُ هَارُونَ الْبَلْخِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
* أَبُو الورقاء، فايد5.
516- أبو يعفور الكوفي6 –ع- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ
نِسْطَاسٍ الثَّعْلَبِيُّ العامري.
عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، وَإِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ،
وَأَبِي الضُّحَا مُسْلِمٌ. وَعَنْهُ السُّفْيَانَانِ وَابْنُ
الْمُبَارَكِ وَابْنُ فُضَيْلٍ وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
وَآخَرُونَ. وَهُوَ ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ.
* أَبُو الْيَقْظَانِ هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عمير، مر.
__________
1 التهذيب "12/ 189".
2 التهذيب "12/ 189".
3 التهذيب "12/ 238".
4 التهذيب "12/ 238".
5 التقريب "2/ 466".
6 الجرح والتعديل "5/ 259".
(9/220)
* أَبُو يُونُسَ الْقَوِيُّ هُوَ الْحَسَنُ
بْنُ يَزِيدَ. مَرَّ.
517- ابْنُ مَيَّادَةَ1.
مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ الَّذِينَ أَدْرَكُوا الدَّوْلَتَيْنِ
الأُمَوِيَّةَ وَالْهَاشِمِيَّةَ، وَاسْمُهُ رَمَّاحُ بْنُ
أَبْرَدَ أَبُو شَرَاحِيلَ، ويُقَالُ: أَبُو شُرَحْبِيلَ
الْمُرِّيُّ، وأمه بربرية اسمها ميادة.
ومن قول السَّائِرِ:
وَإِنِّي لِمَا اسْتَوْدَعْتِ يَا أُمَّ مَالِكٍ ... عَلَى قِدَمٍ
مِنْ عَهْدِنَا لَكَتُومُ
أَأُخبِرُ سِرِّي ثُمَّ أَسْتَكْتِمُ الَّذِي ... أُخَبِّرُهُ
إِنِّي إِذَنْ لَلَئِيمُ
آخِرُ الطَّبَقَةِ الْخَامِسَةَ عَشْرَةَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ العالمين.
__________
1 وانظر ترجمته في معجم الأدباء "11/ 143".
(9/221)
|