تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ط التوفيقية
المجلد العاشر
الطبقة السابعة عشرة
حوادث سنة إحدى وستين ومائة
...
الطبقة السابعة عشرة:
حوادث سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَمَا جَرَى فِيهَا مِنْ
كِبَارِ الْحَوَادِثِ:
وَفِيهَا تُوُفِّيَ:
أَرْطَأَةُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ
يُونُسَ، وَحَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ أَبُو الْخَطَّابِ، وَرَجَاءُ بْنُ
أَبِي سَلَمَةَ بالرَّملة، وَزَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، فِي
أَوَّلِهَا، وَسَالِمُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ الرَّقيّ، وَسَعِيدُ
بْنُ أَبِي أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ شُعْبةَ
الثَّوريّ، وَعَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ أَعْيَنَ الْمِصْرِيُّ، وَنَصْرُ
بْنُ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ الأَمِيرُ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
التُّستريّ.
ظُهُورُ عَطَاءٍ المقنَّع:
وفيها ظهور عطاء المقنَّع -لَعَنَهُ اللَّهُ- بِأَعْمَالِ مَرْوَ،
وَكَانَ يَقُولُ بِتَنَاسُخِ الأَرْوَاحِ، حَتَّى عَادَ الأَمْرُ
إِلَيْهِ، وَاسْتَغْوَى خَلْقًا عَظِيمَةً، وتوثّب على بعض ما وراء
النهر، فَانْتُدِبَ لِحَرْبِهِ أَمِيرُ خُرَاسَانَ مُعَاذُ بْنُ
مُسْلِمٍ، وَالأَمْيِرُ جِبْرِيلُ بْنُ يَحْيَى، وَلَيْثُ مَوْلَى
الْمَهْدِيِّ، وَسَعِيدُ الْحَرَشِيُّ، فَجَمَعَ الْمُقَنَّعُ
الأَقْوَاتَ، وَتَحَصَّنَ لِلْحِصَارِ بِقَلْعَةٍ مِنْ أَعْمَالِ
كَشَّ1.
ظَفَرُ نَصْرِ بْنِ الأَشْعَثِ بِابْنِ مَرْوَانَ الْحِمَارِ:
وَفِيهَا ظَفِرَ نَصْرُ بْنُ الأَشْعَثِ الْخُزَاعِيُّ بِعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْخَلِيفَةِ مَرْوَانَ الْحِمَارِ المكنَّى بِأَبِي
الْحَكَمِ، وَهُوَ أَخُو عُبَيْدِ اللَّهِ، وَكَانَ وَلِيَّ عَهْدِ
مَرْوَانَ، فَلَمَّا قُتِلَ بِدِيَارِ مِصْرَ هَرَبًا إِلَى
الْحَبَشَةِ، فَقُتِلَ عُبَيْدُ اللَّهِ، وَنَجَا هَذَا، فَلَمْ يَزَلْ
مُخْتَفِيًا إِلَى السَّاعَةِ، فَأَتَى بِهِ الْمَهْدِيَّ، فَجَلَسَ
لَهُ مَجْلِسًا عَامًّا، فَقَالَ: مَنْ يَعْرِفُ هَذَا؟ فَقَامَ عَبْدُ
الْعَزِيزِ الْعُقَيْلِيُّ إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: أَبُو
الْحَكَمِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي؟ ثُمَّ
الْتَفَتَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: هَذَا هُوَ عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ، فَسَجَنَهُ الْمَهْدِيُّ. ثُمَّ احْتِيلَ
عَلَى عَبْدِ اللَّهِ فَادَّعَى عَمْرُو بْنُ سَهْلٍ الأَشْعَرِيُّ
أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَتَلَ أَبَاهُ، وَقَدَّمَهُ إِلَى مَجْلِسِ
عَافِيَةَ القاضي،
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 135"، والكامل في التاريخ "6/ 51"، والبداية
والنهاية "10/ 133"، وكش: قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على جبل.
(10/3)
فَتَوَجَّهَ عَلَيْهِ الْحُكْمُ، وَأَنْ
يُقَادَ بِهِ وَقَامَتِ البيَّنة، فَجَاءَ عَبْدُ الْعَزِيزِ
الْعُقَيْلِيُّ فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى صَارَ إِلَيْهِ
فَقَالَ: يَزْعُمُ هَذَا أَنَّهُ قَتَلَ أَبَاهُ، كَذَبَ وَاللَّهِ،
مَا قَتَلَ أَبَاهُ غَيْرِي، أَنَا قَتَلْتُهُ بِأَمْرِ الْخَلِيفَةِ
مَرْوَانَ.
فَلَمْ يَتَعَرَّضِ الْمَهْدِيُّ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ لِكَوْنِهِ
قَتَلَ الْمَذْكُورَ بِأَمْرِ مَرْوَانَ1.
تَجْيِيشُ الرُّومِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ:
وَفِيهَا جَاشَتِ الرُّومُ -لَعَنَهُمُ اللَّهُ- فبيَّتوا عَسْكَرَ
الْمُسْلِمِينَ، وَقَتَلُوا خَلْقًا2.
عِمَارَةُ الْمَهْدِيِّ طَرِيقَ مَكَّةَ:
وَفِيهَا أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِعِمَارَةِ طَرِيقِ مَكَّةَ وَبَنَى
بِهَا قُصُورًا، وَأَوْسَعَ مِنَ الْقُصُورِ الَّتِي أَنْشَأَهَا عمُّه
السَّفاح، وعمل البرك، وجدّد للأميال، وَدَامَ الْعَمَلُ فِي ذَلِكَ
حَتَّى تَمَّ عَشْرَ سِنِينَ، وَأَمَرَ بِتَرْكِ الْمَقَاصِيرِ الَّتِي
فِي جَوَامِعِ الإِسْلامِ، وَقَصَّرَ الْمَنَابِرَ وَصَيَّرَهَا عَلَى
مِقْدَارِ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ3.
نَكْبَةُ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ:
وَفِيهَا انْحَطَّتْ رُتْبَةُ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ،
فَإِنَّهُ لَمَّا رَأَى غَلَبَةَ الْمَوَالِي عَلَى الْمَهْدِيِّ
نَظَرَ إِلَى أَرْبَعَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ فَصَيَّرَهُمْ مِنْ
جُلَسَاءِ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ
الْوَزِيرَ كَلَّمَ الْمَهْدِيَّ فِي أَمْرٍ، فَعَرَضَ لَهُ رَجُلٌ
مِنْ هَؤُلاءِ الأَرْبَعَةِ فِي ذَلِكَ الأَمْرِ، فَسَكَتَ الْوَزِيرُ،
ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرَ بِإِبْعَادِهِ عَنِ الْمَهْدِيِّ4.
وَكَانَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ ذَا تيهٍ وكبرٍ بِحَيْثُ أَنَّهُ
لَمَّا قَدِمَ الرَّبِيعُ الْحَاجِبُ مِنَ الْحَجِّ جَاءَهُ
مُسَلِّمًا، فَلَمْ يَنْهَضْ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ لَهُ، فَتَأَلَّمَ
وَلَمْ يَزَلْ يَعْمَلُ عَلَيْهِ، إِلا أَنَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ
كَانَ حَاذِقًا بالتصرُّف، كافيًا، ناصحًا لمخدومه، عفيفًا، ويرمى
بالقدر5.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 135-136"، والكامل في التاريخ "6/ 55".
2 تاريخ خليفة "436"، والكامل في التاريخ "6/ 55"، والبداية والنهاية
"10/ 133".
3 تاريخ الطبري "8/ 136"، والكامل في التاريخ "6/ 55"، والبداية
والنهاية "10/ 133".
4 تاريخ الطبري "8/ 136-137".
5 تاريخ ابن خلدون "3/ 209-210".
(10/4)
ثُمَّ إِنَّ الرَّبِيعَ سَعَى فِي ابْنٍ
لِلْوَزِيرِ، واتَّهمه بِبَعْضِ خَطَايَا الْمَهْدِيِّ إِلَى أَنِ
اسْتَحْكَمَتِ التُّهمة عِنْدَ الْمَهْدِيِّ، فَقَالَ لَهُ: يَا
مُحَمَّدُ، اقْرَأْ، فَذَهَبَ لِيَقْرَأَ، فَاسْتَعْجَمَ عَلَيْهِ
الْقُرْآنُ، فَقَالَ لِأَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ: يَا مُعَاوِيَةُ أَلَمْ
تَزْعُمْ أَنَّهُ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّهُ
نَسِيَ. قَالَ: فَقُمْ فَاقْتُلْهُ، فَذَهَبَ الْوَزِيرُ لِيَقُومَ
فَسَقَطَ مِنْ قَامَتِهِ، فَقَالَ عَبَّاسٌ عَمُّ الْمَهْدِيِّ: إِنْ
رَأَيْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُعْفِيَهُ، فَفَعَلَ،
وَأَمَرَ فَضُرِبَتْ عُنُقُ الْوَلَدِ1.
قَالَ: وَاتَّهَمَهُ الْمَهْدِيُّ فِي نَفْسِهِ، فَقَالَ الرَّبِيعُ:
قَتَلْتَ ابْنَهُ فَلا يَنْبَغِي أَنْ تَثِقَ بِهِ، فَاسْتَوْحَشَ
الْمَهْدِيُّ مِنْهُ2.
اسْتِعْمَالُ الْقُضَاةِ:
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ الْمَهْدِيُّ عَلَى الْقَضَاءِ عَافِيَةَ بْنَ
يَزِيدَ فَكَانَ هُوَ وَابْنُ عُلاثَةَ يَحْكُمَانِ بِالرَّصَافَةِ،
وَكَانَ الْقَاضِي بِالشَّرْقِيَّةِ عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ
الْعَدَوِيُّ3.
اسْتِعْمَالُ الْعُمَّالِ:
وَعَزَلَ عَنِ الْجَزِيرَةِ الْفَضْلَ بْنَ صَالِحٍ الْعَبَّاسِيَّ
بِعَمِّ الْمَنْصُورِ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ4.
وَاسْتُعْمِلَ عَلَى مِصْرَ عِيسَى بْنُ لُقْمَانَ، وَعَلَى
أذْرَبَيْجَانَ بِسْطَامُ بْنُ عَمْرٍو التَّغلبيّ5.
وزَارَةُ يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ:
وَفِيهَا جَعَلَ مَعَ الأَمِيرِ هَارُونَ بْنِ الْمَهْدِيِّ وَزِيرًا
لَهُ، وَهُوَ يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ6.
الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمَ:
وَحَجَّ بِالنَّاسِ موسى بن المهدى7.
__________
1 تاريخ ابن خلدون "3/ 209-210".
2 تاريخ الطبري "8/ 139"، والكامل في التاريخ "6/ 53".
3 تاريخ الطبري "8/ 140"، والكامل في التاريخ "6/ 56"، والبداية
والنهاية "10/ 133".
4 تاريخ الطبري "8/ 140".
5 تاريخ الطبري "8/ 140".
6 تاريخ الطبري "8/ 140"، والكامل في التاريخ "6/ 56".
7 تاريخ خليفة "437"، المعرفة والتاريخ "1/ 149"، تاريخ الطبري "8/
141".
(10/5)
أحداث سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ:
فِيهَا تُوُفِّيَ:
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ الزَّاهِدُ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ
الْمِصْرِيُّ، فِي قَوْلٍ، وَخَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعُمَرِيُّ
الْمَدَنِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ نَصْرٍ الطَّائِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، وَإِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ
بِخِلافٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى
الْمَدَنِيُّ سَحْبَلٌ، وَيَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّستريّ،
بِخِلافٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ الْمَدَنِيُّ،
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ سَبْرَةَ الْقَاضِي، وَأَبُو الأَشْهَبِ
الْعُطَارِدِيُّ، وَاسْمُهُ جَعْفَرٌ.
مَقْتَلُ عَبْدِ السَّلامِ الْيَشْكُرِيِّ:
وَفِيهَا كَانَ مَقْتَلُ عَبْدِ السَّلامِ بْنِ هَاشِمٍ الْيَشْكُرِيِّ
الَّذِي خَرَجَ بِحَلَبَ وَبِالْجَزِيرَةِ، وَكَثُرَتْ جُمُوعُهُ،
وَهَزَمَ الْجُيُوشَ إِلَى أَنِ انْتُدِبَ لِحَرْبِهِ شَبِيبُ بْنُ
وَاجٍ، فَسَارَ فِي أَلْفِ فَارِسٍ مِنَ الأَبْطَالِ وَأُعْطُوا أَلْفَ
أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَفَرَّ مِنْهُمُ الْيَشْكُرِيُّ إِلَى حَلَبَ،
فَلَحِقَهُ بِهَا شَبِيبٌ فَقَتَلَهُ1.
إِجْرَاءُ الأَمْوَالِ عَلَى الْمَجْذُومِينَ:
وَفِيهَا أَجْرَى الْمَهْدِيُّ عَلَى الْمَجْذُومِينَ وَأَهْلِ
السُّجون بِمَمَالِكِهِ مَا يَكْفِيهِمْ2.
وُصُولُ الرُّومِ إِلَى الْحَدَثِ:
وَفِيهَا وَصَلَتِ الرُّومُ إِلَى الْحَدَثِ فَهَدَمُوا سُورَهَا.
غَزْوَةُ الْحَسَنِ بْنِ قَحْطَبَةَ فِي الرُّومِ:
فَغَزَا النَّاسَ غَزْوَةً لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهَا، سَارَ الْحَسَنُ
بْنُ قَحْطَبَةَ فِي ثَمَانِينَ ألف مقاتل
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 142"، والبداية والنهاية "10/ 135".
2 تاريخ الطبري "8/ 142"، والبداية والنهاية "10/ 135".
(10/6)
سِوَى المطَّوَّعة، فَأَغَارَ عَلَى
مَمَالِكِ الرُّومِ وَخَرَّبَ وَأَحْرَقَ، وَلَمْ يَلْقَ بَأْسًا1.
غَزْوَةُ قَالِيقَلا:
وَغَزَا يَزِيدُ السُّلميّ مِنْ نَاحِيَةِ بَابِ قَالِيقَلا،
وَافْتَتَحَ ثَلاثَةَ حُصُونٍ، وَقَدِمَ بالسَّبي2.
وِلايَةُ الْيَمَنِ:
وَفِيهَا وُلِّيَ الْيَمَنَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ3.
وِلايَةُ مِصْرَ:
وَوُلِّيَ إِقْلِيمَ مِصْرَ وَاضِحٌ مَوْلَى الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ
عَزَلَهُ بَعْدَ أَشْهُرٍ بِيَحْيَى الْحَرَشِيِّ4.
ظُهُورُ المحمِّرة:
وَفِيهَا ظَهَرَتِ المحمِّرة بِجُرْجَانَ وَرَأْسُهُمْ عَبْدُ
الْقَهَّارِ، فَغَلَبُوا عَلَى جُرْجَانَ، وَقَتَلُوا وَأَفْسَدُوا،
فَسَارَ لِحَرْبِهِ مِنْ طَبَرِسْتَانَ عُمَرُ بْنُ الْعَلاءِ،
فَقَتَلَ عبد القهّار ورؤوس أصحابه5.
__________
1 تاريخ خليفة "437"، تاريخ الطبري "8/ 143"، والبداية والنهاية "10/
135".
2 تاريخ الطبري "8/ 143".
3 تاريخ الطبري "8/ 143".
4 تاريخ الطبري "8/ 143".
5 تاريخ الطبري "8/ 143"، والبداية والنهاية "10/ 135".
(10/7)
أحداث سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ الْخُرَاسَانِيُّ،
وَأَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِمْصِيُّ، وَبُكَيْرُ بْنُ
مَعْرُوفٍ الْمُفَسِّرُ قَاضِي نَيْسَابُورَ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ
مُحَدِّثُ حِمْصَ، وَحُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ الأَزْدِيُّ، وَسَلَمَةُ
بْنُ العيَّار الدِّمَشْقِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ
الْعَبْدِيُّ، وَشُعَيْثُ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ الْحِمْصِيُّ، بِخِلافٍ،
وَعُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ الْجُذَامِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ
الرَّحِيمِ بْنُ خَالِدٍ الْفَقِيهُ، وَالأَمِيرُ عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ
عَمُّ الْمَنْصُورِ، وَكَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ
الْمَدَنِيُّ،
(10/7)
وَمُوسَى بْنُ سَلَمَةَ الْمِصْرِيُّ،
وَمُوسَى بْنُ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيُّ، وهمَّام بْنُ
يَحْيَى الْعَوْذِيُّ فِي رَمَضَانَ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ
الْغَافِقِيُّ الْمِصْرِيُّ.
مَقْتَلُ الْمُقَنَّعِ:
وَفِيهَا أَلَحَّ سَعِيدٌ الْحَرَشِيُّ فِي حِصَارِ اللَّعِينِ عَطَاءِ
المقنَّع، فَلَمَّا أحسَّ بِالْهَلاكِ مصَّ سُمًّا وَسَقَى نِسَاءَهُ
فَتَلِفُوا، وَسَتَأْتِي تَرْجَمَتُهُ، وَدَخَلَ الْعَسْكَرُ حِصْنَهُ
فَقَطَعُوا رَأْسَهُ1.
ثُمَّ بَعَثُوا بِهِ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَوَافَاهُ وَهُوَ بِحَلَبَ
يُجَهِّزُ الْبُعُوثَ لِغَزْوِ الرُّومِ، وَكَانَتْ غَزْوَةٌ عُظْمَى
أَمَّرَ عليها ولده هارون، وضمّ إليه الربيع الْحَاجِبِ، وَمُوسَى بْنَ
عِيسَى بْنِ مُوسَى، وَالْحَسَنَ بْنَ قَحْطَبَةَ، وَفَتَحَ
الْمُسْلِمُونَ فَتْحًا كَبِيرًا2.
وِلايَةُ الْجَزِيرَةِ:
وَفِيهَا عُزِلَ عَبْدُ الصَّمَدِ عَنِ الْجَزِيرَةِ بزُفَرَ بْنِ
عَاصِمٍ الْهِلالِيِّ3.
قَتْلُ الزَّنَادِقَةِ:
وَفِيهَا قَتَلَ الْمَهْدِيُّ بِحَلَبَ جَمَاعَةً مِنَ الزَّنادقة
وَصَلَبَهُمْ، وَأَحْضَرَ كُتُبَهُمْ فَقُطِعَتْ، وَسَارَ الْمَهْدِيُّ
مشيِّعًا لِجُيُوشِهِ حَتَّى بَلَغَ الدَّرب، ثُمَّ زَارَ بَيْتَ
الْمَقْدِسِ4.
وِلايَةُ هَارُونَ:
وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْمَغْرِبِ كُلِّهِ وَعَلَى أزربيجان
وَأَرْمِينِيَّةَ ابْنَهُ هَارُونَ5.
وِلايَةُ خُرَاسَانَ:
وَعَزَلَ مُعَاذَ بْنَ مُسْلِمٍ عَنْ خُرَاسَانَ بِالْمُسَيَّبِ بْنِ
زُهَيْرٍ6.
وَاسْتَعْمَلَ عَلَى طَبَرِسْتَانَ والرُّويان عُمَرَ بْنَ الْعَلاءِ7.
الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمَ:
وَحَجَّ بِالنَّاسِ عَلِيُّ بْنُ المهديّ.
__________
1 تاريخ خليفة "437"، تاريخ الطبري "8/ 144"، والبداية والنهاية "10/
146".
2 تاريخ خليفة "437"، تاريخ الطبري "8/ 145"، والبداية والنهاية "10/
146".
3 تاريخ الطبري "8/ 147"، والبداية والنهاية "10/ 146".
4 تاريخ الطبري "8/ 148"، المعرفة والتاريخ "1/ 150".
5 تاريخ الطبري "8/ 148".
6 تاريخ خليفة "437"، تاريخ الطبري "8/ 149"، المعرفة والتاريخ "1/
151".
7 تاريخ الطبري "8/ 149".
(10/8)
أحداث سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ: إِسْحَاقُ بن يحيى بن طلحة التَّميميّ، وَخَزْرَجُ بْنُ
صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، وَزِيَادُ بْنُ حَبِيبٍ الْحَضْرَمِيُّ
بِمِصْرَ، وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ، فِي قَوْلٍ، وَسَلامُ بْنُ أَبِي
مُطِيعٍ، فِي قَوْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ
الْعَدَوِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ شُعَيْبٍ بِنِ الْحَبْحَابِ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَيْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ عِيسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ الْمَاجِشُونِ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنِ أَبِي عَبْسٍ
الأَنْصَارِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، فِي قَوْلِ
الْوَاقِدِيِّ، وَعُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
سَعِيدٍ بْنِ يَرْبُوعٍ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ الْمَسْعُودِيُّ،
فِي قَوْلِ خَلِيفَةَ، وَكَامِلُ أَبُو الْعَلاءِ، قَالَهُ
الْوَاقِدِيُّ، وَمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ الْبَصْرِيُّ، وَنَصْرُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَشْعَثِ الأَمِيرُ بِالسِّنْدِ، وَهَمَّامُ
بْنُ يَحْيَى، فِي قَوْلِ مُحَمَّدِ بْنِ المثنَّى.
غَزْوَةُ عَبْدِ الْكَبِيرِ إِلَى الْحَدَثِ:
وَفِيهَا كَانَتْ غَزْوَةُ عَبْدِ الْكَبِيرِ بْنِ عَبْد الْحَمِيدِ
بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيِّ مِنْ
دَرْبِ الْحَدَثِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ مِيخَائِيلُ الْبَطْرِيقُ فِي
تِسْعِينَ أَلْفًا، فَعَجَزَ عَبْدُ الْكَبِيرِ وتقهقر الجيش، فَهَمَّ
الْمَهْدِيُّ بِقَتْلِهِ، ثُمَّ سَجَنَهُ2.
عَطَشُ الْحَجِيجِ:
وَفِيهَا اشْتَدَّ عَطَشُ الْحَجِيجِ حَتَّى عَايَنُوا التَّلف3.
وَأَقَامَ الْمَوْسِمَ صَالِحُ بْنُ الْمَنْصُورِ4.
وِلايَةُ الْبَصْرَةِ وَفَارِسَ:
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَهْدِيُّ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ
عَنِ الْبَصْرَةِ وَفَارِسَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا صالح بن داود بن
عليّ5.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 149".
2 تاريخ خليفة "438"، تاريخ الطبري "8/ 150"، والبداية والنهاية "10/
146".
3 تاريخ الطبري "8/ 150"، والبداية والنهاية "10/ 147".
4 تاريخ خليفة "438"، تاريخ الطبري "8/ 151".
5 تاريخ الطبري "8/ 150".
(10/9)
أحداث سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ،
وَخَالِدُ بْنُ بَرْمَكٍ وَالِدُ الْبَرَامِكَةِ، وَخَارِجَةُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ
الْمَدَنِيُّ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْبَصْرِيُّ،
وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ الزَّاهِدُ، بخلاف، وعبد الله بن العلاء بن زيد،
بِخِلافٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَوْبَانَ، وَمَعْرُوفُ بْنُ
مُشْكَانَ قَارِئُ مَكَّةَ، وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، بِالْبَصْرَةِ،
وَأَبُو الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيُّ، بِخِلافٍ.
غَزْوَةُ هَارُونَ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ:
وَفِيهَا غَزَا هَارُونُ ابْنُ الْخَلِيفَةِ الصَّائِفَةَ، فَوَغَلَ
فِي بِلادِ الرُّومِ، فَافْتَتَحَ مَاجِدَةَ، فَالْتَقَتْهُ الرُّومُ،
عَلَيْهِمْ نَقِيطَا، فَانْهَزَمُوا، فَقُتِلَ نَقِيطَا، وَسَارَ إِلَى
الدُّمستق بِنَقْمُودِيَّةَ، ثُمَّ سَارَ بِالْجُيُوشِ حَتَّى بَلَغَ
خَلِيجَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ1.
ثُمَّ صَالَحَ مَلِكَ الرُّومِ فِي الْعَامِ عَلَى سَبْعِينَ أَلْفَ
دِينَارٍ مُدَّةَ ثَلاثِ سِنِينَ بَعْدَ أَنْ غَنِمَ وَسَبَا،
وَاسْتَنْقَذَ، خَلْقًا مِنَ الأَسْرِ، وَغَنِمَ مَا لا يُوصَفُ مِنَ
الْمَوَاشِي، حَتَّى ابْتِيعَ الْبِرْذَوْنُ بِدِرْهَمٍ، والزَّردية
بِدِرْهَمٍ، وَعِشْرُونَ سَيْفًا بِدِرْهَمٍ، وَقُتِلَ مِنَ الْعَدُوِّ
نحو خمسين ألفًا فللَّه الحمد2.
__________
1 تاريخ خليفة "438"، تاريخ الطبري "8/ 152"، والمعرفة والتاريخ "1/
154".
2 تاريخ الطبري "8/ 152-153"، البداية والنهاية "10/ 147".
(10/10)
أحداث سَنَةَ ستٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا تُوُفِّيَ: خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُرِّيُّ، وَخُلَيْدُ بْنُ
دَعْلَجٍ السَّدوسيّ، وَصَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّمِينُ،
وَعُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيُّ الأَصَمُّ، وَعُقْبَةُ
بْنُ أَبِي الصَّهباء الْبَاهِلِيُّ الْبَصْرِيَّانِ، وَعُقْبَةُ بْنُ
مَعْدَانَ الْحِمْصِيُّ، وَعُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ الْمَعَافِريُّ
الإِسْكَنْدَرَانِيُّ، فِي قَوْلٍ، والصَّواب سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ
وَعَاصِمُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْفِهْرِيُّ، شَيْخٌ لابْنِ وَهْبٍ،
وَمَعْقِلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ
النَّهشليّ، فِي يَوْمِ الْفِطْرِ، وَفِي أَوَّلِهَا دَفَنُوا أَبَا
الأَشْهَبِ الْعُطَارِدِيَّ.
عَوْدَةُ هَارُونَ بِالْغَنَائِمِ:
وَفِيهَا رَجَعَ هَارُونُ بِالْغَنَائِمِ وبالذَّهب مِنَ الرُّومِ1.
قَضَاءُ الْبَصْرَةِ:
وَفِيهَا عُزِلَ عَنْ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْحَسَنِ وَوَلِيَهَا خَالِدُ بْنُ طَلِيقِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ
حُصَيْنٍ، فَلَمْ يُحْمَدْ2.
غَضَبُ الْمَهْدِيِّ عَلَى الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ:
وَفِيهَا غَضِبَ الْمَهْدِيُّ عَلَى الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ
يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ بْنِ طَهْمَانَ، وَكَانَ وَالِدُهُ دَاوُدُ
كَاتِبًا لِنَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ، فَلَمَّا كَانَتْ أَيَّامُ خُرُوجِ
يَحْيَى بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ كَانَ دَاوُدُ
يُنَاصِحُهُ سِرًّا، فَلَمَّا ظَهَرَ أَبُو مُسْلِمٍ صَاحِبُ
الدَّعْوَةِ وطلب بدم يحيى بن زيد وَتَتَبَّعَ قَتَلَتَهُ، كَانَ
دَاوُدُ هَذَا مُطْمَئِنًّا، فَصَادَرَهُ أَبُو مُسْلِمٍ ثمَّ
أَمَّنَهُ، فَخَرَجَ أَوْلادُهُ أُدَبَاءَ فُضَلاءَ، وَلَمْ يَرَوْا
لَهُمْ مَنْزِلَةً عِنْدَ بَنِي الْعَبَّاسِ وَهَلَكَ أَبُوهُمْ، ثُمَّ
إِنَّهُمْ أَظْهَرُوا مَقَالَةَ الزَّيديّة، وانضمُّوا إِلَى آلِ
حَسَنٍ، وَتَرَجَّوْا أَنْ يَقُومَ لَهُمْ دَوْلَةٌ3.
وَكَانَ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ يَجُولُ فِي الْبِلادِ، وَكَتَبَ
أَخُوهُ عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حَسَنٍ وَقْتَ ظُهُورِهِ، فَلَمَّا قُتِلَ إِبْرَاهِيمُ اخْتَفَوْا
مُدَّةً، ثُمَّ ظَفِرَ الْمَنْصُورُ بِهَذَيْنِ الأَخَوَيْنِ،
فَحَبَسَهُمَا حَتَّى مَاتَ، ثُمَّ مَنَّ عَلَيْهِمَا الْمَهْدِيُّ،
وَكَانَ مَعَهُمَا فِي المطبَّق إِسْحَاقُ بْنُ الْفَضْلِ
الْهَاشِمِيُّ، وَكَانَا يَلْزَمَانِهِ، وَبَقِيَ الْمَهْدِيُّ مُدَّةً
يَتَطَلَّبُ عِيسَى بْنَ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْحَسَنَ بْنَ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَدُلَّ عَلَى أَنَّ يَعْقُوبَ بْنَ
دَاوُدَ تَحَصَّلَ لَهُ حَسَنًا، فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِ
عَبَاءَةٌ وَعِمَامَةُ قُطْنٍ، فَفَاتَحَهُ فَوَجَدَهُ رَجُلا كَامِلا
بَارِعًا، فَسَأَلَهُ عَنْ عِيسَى، فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ وَعَدَهُ
بِأَنْ يَدْخُلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ، فَعَظَّمَهُ الْمَهْدِيُّ
وَاخْتَصَّ بِهِ، فَلَمْ يَزَلْ أَمْرُهُ يَرْتَفِعُ لَدَيْهِ حَتَّى
اسْتَوْزَرَهُ، وَفَوَّضَ إِلَيْهِ الأُمُورَ وَتَمَكَّنَ، فَوَلَّى
الزَّيدية
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 154"، البداية والنهاية "10/ 147".
2 تاريخ الطبري "8/ 154".
3 تاريخ الطبري "8/ 154-155".
(10/11)
الْمَنَاصِبَ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ
بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ:
بَنِي أُمَيَّةَ هبُّوا طَالَ نَوْمُكُمُ ... إِنَّ الْخَلِيفَةَ
يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ
ضَاعَتْ خِلافَتُكُمْ يَا قَوْمِ فاطَّلبوا ... خليفة الله بين الدّنّ
وَالْعُودِ
ثُمَّ إِنَّ مَوَالِيَ الْمَهْدِيِّ حَسَدُوا يَعْقُوبَ وَسَعَوْا
بِهِ1.
وَمِمَّا حَظِيَ بِهِ يَعْقُوبُ عِنْدَ الْمَهْدِيِّ أَنَّهُ أَحْضَرَ
لَهُ الْحَسَنَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَجَمَعَ
بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ بِمَكَّةَ، وَدَخَلَ فِي الطَّاعَةِ،
فَاسْتَوْحَشَ أَقَارِبُ حَسَنٍ مِنْ صنيع يعقوب، فعلم أنّه إن كانت
لَهُمْ دَوْلَةٌ لَمْ يُبْقُوهُ، وَعَلِمَ أَنَّ الْمَهْدِيَّ لا
يُنظِرُهُ لِكَثْرَةِ السُّعاة فِي شَأْنِهِ، فَمَالَ إِلَى إِسْحَاقَ
بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ، وَأَقْبَلَ يُرَبِّصُ لَهُ الأُمُورَ،
وَسَعَوْا إِلَى الْمَهْدِيِّ حَتَّى قَالُوا: الْبِلادُ فِي قَبْضَةِ
يَعْقُوبَ وَأَصْحَابِهِ، إِنَّمَا يَكْفِيهِ أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْهِمْ
فَيَثُورُوا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ عَلَى مِيعَادٍ، فَيَمْلُكُوا
الدُّنْيَا، وَيُسْتَخْلَفُ إِسْحَاقُ بْنُ الْفَضْلِ، فَمَلأَ هَذَا
الْقَوْلُ مَسَامِعَ الْمَهْدِيِّ2.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوفليّ: فَذَكَرَ لِي بَعْضُ خَدَمِ
الْمَهْدِيِّ أَنَّهُ كَانَ قَائِمًا عَلَى رَأْسِ المهديّ، إذا دَخَلَ
يَعْقُوبُ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَرَفْتَ
اضْطِرَابِ مِصْرَ، وَأَمَرْتَنِي أَنْ أَلْتَمِسَ لَهَا رَجُلا،
وَقَدْ أَصَبْتُهُ، قَالَ: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: عَمُّكَ إِسْحَاقُ بْنُ
الْفَضْلِ، فَتَغَيَّرَ الْمَهْدِيُّ، وَرَأَى يَعْقُوبُ تغيُّره،
فَقَامَ وَخَرَجَ، وَأَتْبَعَهُ المهديُّ بَصَرَهُ، ثُمَّ قَالَ:
قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْكَ، ثم رفع رأسه وقال لِي:
اكْتُمْ وَيْلَكَ هَذَا3.
وَقِيلَ: كَانَ يَعْقُوبُ قَدْ عَرَفَ مِنَ الْمَهْدِيِّ خُلُقَهُ
وَنُهْمَتَهُ فِي النِّسَاءِ وَالْجِمَاعِ، وَكَانَ يُبَاسِطُهُ فِي
ذَلِكَ، فَذَكَرَ عليّ ابن يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ الْمَهْدِيُّ فَدَخَلْتُ، فَإِذَا هُوَ فِي
مَجْلِسٍ مَفْرُوشٍ فِي غَايَةِ الْحُسْنِ، وَبُسْتَانٍ فِيهِ
أَنْوَاعُ الأَزْهَارِ، وَإِذَا عِنْدَهُ جَارِيَةٌ مَا رَأَيْتُ
مِثْلَهَا، فَقَالَ: كَيْفَ تَرَى؟ قُلْتُ: مَتَّعَ اللَّهُ أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، لَمْ أرَ كَالْيَوْمِ، فَقَالَ: هُوَ لَكَ، خذ
الْمَجْلِسَ بِمَا فِيهِ وَالْجَارِيَةَ. فَدَعَوْتُ لَهُ ثُمَّ قَالَ:
وَلِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ. قُلْتُ: الأَمْرُ لَكَ، فحلَّفني بِاللَّهِ،
فَحَلَفْتُ لَهُ، فَقَالَ: ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِي وَاحْلِفْ.
فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: هَذَا فُلانٌ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ أَحَبُّ
إِلَيَّ أَنْ تُرِيحَنِي منه
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 156"، والبداية والنهاية "10/ 147-148".
2 تاريخ الطبري "8/ 156".
3 تاريخ الطبري "8/ 156".
(10/12)
وَتُسْرِعُ، قُلْتُ: أَفْعَلُ. قَالَ:
فَحَوَّلْتُهُ إِلَيْهِ وَحَوَّلْتُ الْجَارِيَةَ وَالْمَفَارِشَ،
وَأَمَرَ لِي بِمِائَةِ أَلْفٍ.
فَمَضَيْتُ بِالْجَمِيعِ، فَلِشِدَّةِ سُرُورِي بِالْجَارِيَةِ
تَرَكْتُهَا عِنْدِي فِي الْمَجْلِسِ، وَأَدْخَلْتُ عَلِيَّ العلويَّ،
فَأَخْبَرَنِي بجملٍ مِنْ حَالِهِ، فَإِذَا أَلَبُّ النَّاسِ
وَأَحْسَنُهُمْ إِبَانَةً، وَقَالَ لِي: وَيْحُكَ، تَلْقَى اللَّهَ
غَدًا بِدَمِي، وَأَنَا ابْنُ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قُلْتُ: فَهَلْ فِيكَ خَيْرٌ؟ قَالَ: إِنْ
فَعَلْتَ بِي خَيْرًا شَكَرْتُ، ذَلِكَ عِنْدِي دُعَاءٌ واستغفارًا،
قُلْتُ: فَأَيُّ الطَّرِيقِ تُحِبُّ؟ ثُمَّ أَعْطَيْتُهُ مَالا،
وَهَيَّأْتُ مَعَهُ مَنْ يُوصِلُهُ فِي اللَّيْلِ، فَإِذَا
الْجَارِيَةُ قَدْ حَفِظَتْ عليَّ قَوْلِي، فَبَعَثَتْ بِهِ إِلَى
الْمَهْدِيِّ، فَشَحَنَ تِلْكَ الطَّرِيقَ برجالٍ، فَلَمْ يَلْبَثْ
أَنْ جَاءُوهُ بِالْعَلَوِيِّ.
قَالَ: فَلَمَّا طَلَعَ النَّهَارُ طَلَبَنِي الْمَهْدِيُّ، فَدَخَلْتُ
عَلَيْهِ، فَأَحْضَرَ الْعَلَوِيَّ وَالْمَالَ، بَعْدَ أَنْ كَانَ
حلَّفني أَنَّنِي قَتَلْتُهُ، فَحَلَفْتُ، قَالَ: فأُسْقِطَ فِي يَدِي،
فَقَالَ لِي: قَدْ حَلَّ دَمُكَ، ثُمَّ حَبَسَنِي فِي المطبَّق
دَهْرًا، وَأُصِبْتُ بِبَصَرِي، وَطَالَ شَعْرِي حَتَّى اسْتَرْسَلَ،
قال: فإنّي لكذلك، إذا دُعِيَ لِي، فَمَضَوْا بِي إِلَى مَوْضِعٍ،
فَقِيلَ: سلَّم عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ -وَقَدْ عَمِيتُ-
فسلَّمت، فَقَالَ لِي: أيُّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَا؟ قُلْتُ:
الْمَهْدِيُّ، قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ الْمَهْدِيَّ. قُلْتُ:
فَالْهَادِي، قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ الْهَادِي. قُلْتُ: فَالرَّشِيدُ،
قَالَ: نَعَمْ، سَلْ حَاجَتَكَ، قُلْتُ: الْمُجَاوَرَةُ بِمَكَّةَ،
قَالَ: نَفْعَلُ، فَهَلْ غَيْرُ هَذَا؟ قُلْتُ: مَا بَقِيَ فِيَّ
مُسْتَمْتَعٌ لشيءٍ وَلا بَلاغَ، قَالَ: فَرَاشِدًا. فَخَرَجْتُ إِلَى
مَكَّةَ، قَالَ ابْنُهُ: فَلَمْ تَطُلْ أَيَّامُهُ بِهَا حَتَّى
مَاتَ1.
قُلْتُ: مَاتَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَةٍ.
وَعَنْ يَعْقُوبَ الْوَزِيرِ قَالَ: كَانَ الْمَهْدِيُّ لا يُحِبُّ
النَّبِيذَ، لَكِنْ يَتَفَرَّجُ عَلَى غِلْمَانِهِ وَهُمْ يَشْرَبُونَ،
فَأَعِظُهُ فِي سقيهم النّبيذ وفي الطّرب أقول، مَا عَلَى ذَا
اسْتَوْزَرْتَنِي، أَبَعْدَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي الْجَامِعِ
يُشْرَبُ النَّبِيذُ عِنْدَكَ وَتَسْمَعُ السَّمَاعَ؟! فكان يقول: قد
سمعت عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، فَأَقُولُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ
حَسَنَاتِهِ2.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَعْقُوبَ: كَانَ أَبِي قَدْ أَلَحَّ
عَلَى الْمَهْدِيِّ فِي حَسْمِهِ عَنِ السَّمَاعِ حَتَّى ضَيَّقَ
عَلَيْهِ، وَكَانَ أَبِي قَدْ ضَجِرَ مِنَ الْوَزَارَةِ وَتَابَ
وَنَوَى التَّرك، قال: فكنت
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 157-160"، والبداية والنهاية "10/ 148".
2 تاريخ الطبري "8/ 160".
(10/13)
أَقُولُ لِلْمَهْدِيِّ: وَاللَّهِ لَخَمرٌ
أَشْرَبُهُ وَأَتُوبُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْوَزَارَةِ، وَإِنِّي
لأَرْكَبُ إِلَيْكَ، فَأَتَمَنَّى يَدًا خَاطِئَةً تُصِيبُنِي،
فَاعْفِنِي وولِّ مَنْ شِئْتَ، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُسَلِّمَ
عَلَيْكَ أَنَا وَوَلَدِي، فما أتفرّغ، ولَّيتني أُمُورَ النَّاسِ
وَإِعْطَاءَ الْجُنْدِ، وَلَيْسَ دُنْيَايَ عِوَضًا عَنْ آخِرَتِي.
وَقَالَ: فَكَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ غُفْرًا، الَّلهمّ أَصْلِحْ
قَلْبَهُ.
وَقَالَ قَائِلٌ:
فَدَعْ عَنْكَ يَعْقُوبَ بْنَ دَاوُدَ جَانِبًا ... وَأَقْبِلْ عَلَى
صَهْبَاءَ طَيِّبَةِ النَّشر
وَلَمَّا حَبَسَهُ الْمَهْدِيُّ عَزَلَ أَصْحَابَهُ، وَسَجَنَ أَهْلَ
بَيْتِهِ1.
قَضَاءُ الْعَسْكَرِ:
وَفِيهَا سَارَ مُوسَى الْهَادِي إِلَى جُرْجَانَ، وَجَعَلَ عَلَى
قَضَاءِ عَسْكَرِهِ الْقَاضِي أَبَا يُوسُفَ2.
ضَرْبُ الْمَهْدِيِّ الدَّنَانِيرَ وَإِقَامةُ الْبَرِيدِ:
وَفِيهَا تَحَوَّلَ الْمَهْدِيُّ إِلَى قَصْرِ السَّلامِ، وَضَرَبَ
بِهَا الدَّنَانِيرَ، وَأَمَرَ، فَأُقِيمَ لَهُ الْبَرِيدُ مِنَ
الْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، وَمِنَ الْيَمَنِ وَمَكَّةَ إِلَى
الْحَضْرَةِ، بِغَالا وَإِبِلا؟، وَهُوَ أَوَّلُ ما عَمِلَ الْبَرِيدَ
إِلَى الْحِجَازِ مِنَ الْعِرَاقِ3.
وَفِيهَا اضْطَرَبَتْ خُرَاسَانُ عَلَى الْمُسَيَّبِ بْنِ زُهَيْرٍ،
فَصَرَفَهُ الْمَهْدِيُّ بِالْفَضْلِ بْنِ سُلَيْمَانَ الطُّوسيّ،
وَأَضَافَ إِلَيْهِ سِجِسْتَانَ4.
قَتْلُ ابْنِ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ:
وَفِيهَا قَدِمَ وَضَّاحُ الشَّرويّ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَزِيرِ
أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيِّ، وَكَانَ رُمِيَ بالزَّندقة،
فَقَتَلَهُ بِحَضْرَةِ أَبِيهِ، وَأَبَادَ الْمَهْدِيُّ الزَّنادقة5.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 161".
2 تاريخ الطبري "8/ 162".
3 تاريخ الطبري "8/ 162"، البداية والنهاية "10/ 149".
4 تاريخ الطبري "8/ 162-163".
5 تاريخ الطبري "8/ 163"، الكامل لابن الأثير "6/ 73".
(10/14)
أحداث سَنَةَ سبعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ: أَبُو يزيد أَنَسُ بْنُ عِمْرَانَ الرُّعينيّ
الْمِصْرِيُّ، وَكَاتِبُ السِّرِّ لِلْهَادِي أَبَانُ بْنُ صَدَقَةَ،
مَاتَ بِجُرْجَانَ، وبشَّار ابن بُرْدٍ الشَّاعِرُ، قِيلَ: وَالْحَسَنُ
بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْحَفْرِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنُ
حَيٍّ الْفَقِيهُ، وَجَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ، فِي قَوْلٍ،
وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ شَيْخُ الْبَصْرَةِ، وَدَاوُدُ بْنُ
الْفُرَاتِ الْبَصْرِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجُمَحِيُّ
الْبَصْرِيُّ، وَالسَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ
زَيْدٍ الْبَصْرِيُّ أَخُو حَمَّادٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
التَّنوخيّ شَيْخُ دِمَشْقَ.
وَسُوَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَصْرِيُّ، وَسَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ
الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو أُوَيْسٍ عَبْدُ اللَّهِ بن عبد الله المدنيّ،
وعبد الرحمن ابن شُرَيْحٍ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ، وَعُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهباء، فِي
قَوْلٍ، وَالأَمِيرُ عيسى ابن مُوسَى الْعَبَّاسِيُّ بِالْكُوفَةِ، في
ذِي الْحِجَّةِ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الحرَّانيّ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مصرِّف الْكُوفِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ
سَلْمَى، وَأَبُو بَكْر بْن عليّ بْن عطاء بْن مُقَدَّم الْبَصْرِيُّ،
وَأَبُو حَمْزَةَ مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ السُّكّريّ الْمَرْوَزِيُّ،
وَمُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو عُقَيْلٍ يَحْيَى
بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْبَصْرِيُّ، وَأَبُو هِلالٍ مُحَمَّدُ بْنُ
سُلَيْمٍ الرَّاسِبِيُّ الْبَصْرِيُّ، وَمَخْلَدٌ الشَّيبانيّ وَالِدُ
أَبِي عَاصِمٍ النَّبِيلِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ أَشْعَثُ
بْنُ سَعِيدٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ الْكُوفِيُّ، فِي
قَوْلٍ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ الْمُلائِيُّ، وَاسْمُهُ إِسْمَاعِيلُ.
تتبُّع الزَّنَادِقَةِ:
وَجَدَّ المهديُّ فِي تتبُّع الزَّنادقة وَالْبَحْثِ عَنْهُمْ فِي
الآفَاقِ، وَقَتَلَ عَلَى التُّهمة1.
عَزْلُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَزِيرِ:
وَفِيهَا عَزَلَ الْمَهْدِيُّ عَنْ دِيوَانِ الرَّسَائِلِ أَبَا
عُبَيْدِ اللَّهِ الأَشْعَرِيَّ الَّذِي كَانَ وَزِيرَهُ، وولاَّه
الرَّبِيعَ الحاجب، فاستناب سعيد بن واقد2.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 165"، الكامل في التاريخ "6/ 75".
2 تاريخ الطبري "8/ 165"، الكامل في التاريخ "6/ 75".
(10/15)
الطَّاعُونُ بِالْبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ:
وَفِيهَا كَانَ الطَّاعُونُ بِالْبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ1.
الزِّيَادَةُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ:
وَفِيهَا أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِالزِّيَادَةِ الْكُبْرَى فِي
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، فَدَخَلَتْ فِي ذَلِكَ دُورٌ كَثِيرَةٌ،
وَوَلِيَ الْبِنَاءَ يَقْطِينُ الأَمِيرُ2.
الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمَ:
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ الإمام إبراهيم بن يحيى3.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 165"، البداية والنهاية "10/ 149".
2 تاريخ الطبري "8/ 164"، البداية والنهاية "10/ 149".
3 تاريخ خليفة "438"، المعرفة والتاريخ "1/ 154".
(10/16)
أحداث سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا تُوُفِّيَ: أَبُو أُمَيَّةَ أَيُّوبُ بْنُ خَوْطٍ الْبَصْرِيُّ،
وَجَعْفَرٌ الأَحْمَرُ، بِخِلافٍ، وَأَبُو الْغُصْنِ ثَابِتُ بْنُ
قَيْسٍ الْمَدَنِيُّ، وَالأَمِيرُ حَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ السَّيِّدِ
الْحَسَنِ سِبْطِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ السَّرْخَسِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ
بِدِمَشْقَ، وَقِيلَ: سَنَةَ تِسْعٍ، وَأَبُو مَهْدِيٍّ سَعِيدُ بْنُ
سِنَانٍ الْحِمْصِيُّ، وَطُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْجَعْفَرِيُّ
الْكُوفِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْعَنْبَرِيُّ قَاضِي
الْبَصْرَةِ، وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَدَنِيُّ، وَغَوْثُ بْنُ
سُلَيْمَانَ بِمِصْرَ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ،
فِي قَوْلٍ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ الْكُوفِيُّ فِي قَوْلٍ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ التَّمَّارُ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن
عُلاثة الْعُقَيْليُّ، وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكّريّ، فِي قَوْلٍ،
وَمِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنْزِيُّ، فِي قَوْلٍ، ومفضَّل بْنُ
مُهَلْهَلٍ، فِي قَوْلٍ، وَنَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلاعِيُّ
بِمِصْرَ، والنَّضر بْنُ عَرِبيٍّ الْحَرَّانِيُّ، وَيَعْلَى بْنُ
الْحَارِثِ الْمُحَارِبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ،
وَقِيلَ: سَنَةَ ثَلاثٍ.
نَقْضُ الرُّومِ لِلصُّلْحِ:
وَفِيهَا نَقَضَتِ الرُّومُ الصُّلح بَعْدَ فَرَاغِ الْهُدْنَةِ
بِثَلاثَةِ أشهر، فتوجَّه إليهم زيد بن بدر
(10/16)
ابن أَبِي مُحَمَّدٍ الْبَطَّالُ فِي
سَرِيَّةٍ، فَغَنِمُوا وَظَفِرُوا1.
تَجْهِيزُ الْحَرَشِيِّ إِلَى طَبَرِسْتَانَ:
وَفِيهَا جهَّز الْمَهْدِيُّ سَعِيدًا الْحَرَشِيَّ إِلَى
طَبَرِسْتَانَ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا2.
مَوْتُ عَرِّيفِ الزَّنَادِقَةِ:
وَفِيهَا مَاتَ عُمَرُ الْكَلْوَذَانِيُّ عَرِّيفُ الزَّنادقة،
فَوُلِّيَ بَعْدَهُ حَمْدُوَيْهِ الْمَيْسَانِيُّ3.
الْحَجُّ هَذَا الْمَوْسِمَ:
وَأَقَامَ مَوْسِمَ الْحَجِّ عَلِيُّ بْنُ المهديّ4.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 167".
2 تاريخ الطبري "8/ 167".
3 تاريخ الطبري "8/ 167"، الكامل لابن الأثير "6/ 80".
4 تاريخ خليفة "439"، تاريخ الطبري "8/ 167".
(10/17)
أحداث سَنَةَ تسعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ:
فِيهَا مَاتَ: الْقَاضِي أَبُو شَيْبَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ
الْعَبْسِيُّ، وَثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ الأَحْوَلُ الْبَصْرِيُّ،
وَحَرْمَلَةُ بْنُ إِيَاسٍ، وخالد ابن يَزِيدَ الْمَهْرِيُّ،
بِالثَّغْرِ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الدِّمَشْقِيُّ وَالِدُ عِرَاكٍ
الْمُقْرِئِ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، فِي قول، ودحية بن
المغضب بن أصبغ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ،
قُتِلَ بِمِصْرَ.
وَالسَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى، فِي آخِرِهَا، وَسَعِيدُ بن أبي أَيُّوبَ،
بِخِلافٍ، وَشُعَيْبُ بْنُ كَيْسَانَ، وَطُعْمَةُ بْنُ عمرو الكوفيّ في
قول، وعبيد الله بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ الْكُوفِيُّ، وَعُمَارَةُ
بْنُ زَاذَانَ الْبَصْرِيُّ، وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُطِيعُ بْنُ إِيَاسٍ اللَّيثي
الشَّاعِرُ، وَمَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، فِي قَوْلٍ، وَمُوسَى بْنُ
محمد الأنصاريّ، ونافع بن عمر الْجُمَحِيُّ، وَنَافِعُ بْنُ أَبِي
نُعَيْمٍ قَارِئُ الْمَدِينَةِ.
وَوُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ، وَأَبُو إِسْرَائِيلَ
الملائيّ، بخلاف، وأبو سعيد الْمُؤَدِّبُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ.
(10/17)
مَوْتُ الْمَهْدِيِّ وَخِلافَةُ الْهَادِي:
وَفِيهَا: خِلافَةُ الْهَادِي.
فِي المحرَّم سَارَ الْمَهْدِيُّ إِلَى مَاسَبَذَانَ عَازِمًا عَلَى
تَقْدِيمِ ابْنِهِ هَارُونَ فِي وِلايَةِ الْعَهْدِ، وَأَنْ يُؤَخِّرَ
مُوسَى الْهَادِي، فَنَفَّذَ إِلَى مُوسَى فِي ذَلِكَ فَامْتَنَعَ،
فَطَلَبَهُ فَلَمْ يَأْتِ، فهمَّ المهديُّ بِالْمَسِيرِ إِلَى
جُرْجَانَ لِذَلِكَ، فَسَاقَ يَوْمًا خَلْفَ صَيْدٍ فَاقْتَحَمَ
الصَّيد خَرِبةً، وَدَخَلَتِ الْكِلابُ خَلْفَهُ، وَتَبِعَهُمُ
الْمَهْدِيُّ، فَدُقَّ ظَهْرُهُ فِي بَابِ الْخَرِبَةِ مَعَ شِدَّةِ
سَوْقِ الْفَرَسِ، فَهَلَكَ لِسَاعَتِهِ1.
وَقِيلَ: بَلْ أَطْعَمُوهُ السُّم، سَقَتْهُ جَارِيَةٌ لَهُ سُمًّا
اتَّخَذَتْهُ لضرَّتها، فَمَدَّ يَدَهُ، وَفَزِعَتْ أَنْ تَقُولَ: هُوَ
مَسْمُومٌ، وَكَانَ لُبًّا فِيمَا قِيلَ، وَقِيلَ: كَانَ إِنْجَاصًا،
فَأَكَلَ وَصَاحَ: جَوْفِي، وَتَلِفَ مِنَ الْغَدِ، وعلِّقت الْمُسُوحُ
عَلَى قِبَابِ حُرَمِهِ2.
وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ:
رُحْنَ فِي الوشي وأصبحـ ... ـن عليهنّ المسوح
كلُّ نطَّاحٍ من الدّهـ ... ـر له يوم نطوح
لست بالباقي ولو عمـ ... ـرت مَا عمِّر نُوحُ
نُحْ عَلَى نَفْسِكَ يَا مسـ ... ـكين إِنْ كُنْتَ تَنُوحُ
مَاتَ لثمانٍ بَقَيْنَ مِنَ المحرَّم وَلَهُ ثَلاثٌ وَأَرْبَعُونَ
سَنَةً، وَصَلَّى عَلَيْهِ الرَّشِيدُ وَدُفِنَ تَحْتَ جَوْزَةٍ،
وَبَعَثُوا بِالْخَاتَمِ وَالْقَضِيبِ إِلَى مُوسَى الْهَادِي،
فَرَكِبَ مِنْ وَقْتِهِ وَقَصَدَ الْعِرَاقَ، فَوَصَلَهَا فِي بضعةٍ
وَعِشْرِينَ يَوْمًا، وَقِيلَ: فِي أَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ، وَنَزَلَ
بِقَصْرِ الْخُلْدِ3، وَكُتِبَ بِخِلافَتِهِ إِلَى الآفَاقِ.
التَّشْدِيدُ فِي طَلَبِ الزنادقة:
فيها اشْتَدَّ تطلُّب الْهَادِي للزَّنادقة، فَقَتَلَ مِنْهُمْ
جَمَاعَةً كَابْنِ بَاذَانَ، وَعَلِيِّ بْنِ يَقْطِينَ، وَقَتَلَ
يَعْقُوبَ بن الفضل ابن عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ
رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 168-169".
2 تاريخ الطبري "8/ 169-170".
3 تاريخ الطبري "8/ 189".
(10/18)
عبد المطّلب الهاشمّي، وكان أَقَرَّ
بالزَّندقة لِلْمَهْدِيِّ وَقَالَ: لا سَبِيلَ إِلَى أَنْ أُظْهِرَ
مَقَالَتِي وَلَوْ قَرَضْتَنِي بِالْمَقَارِيضِ، فَقَالَ لَهُ:
وَيْلُكَ، لَوْ كُشِفَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَمْرُ كَمَا تَقُولُ،
لَكُنْتَ جَدِيرًا أَنْ تُؤْمِنَ لابْنِ عَمِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، فلولاه مَنْ كُنْتَ؟ وَلَوْلا
أَنِّي عَاهَدْتُ اللَّهَ أَنْ لا أَقْتُلَ هَاشِمِيًّا لَمَا
نَاظَرْتُكَ1.
ثُمَّ أَحْضَرَ الْمَهْدِيُّ وَلَدَ عَمِّهِ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ،
فَاعْتَرَفَ بالزَّندقة -سأل الله الثَّبات- قال الْمَهْدِيُّ
لِوَلَدِهِ الْهَادِي: إِنْ وُلِّيتَ مِنْ بَعْدِي فَلا تُمْهِلْ
هَذَيْنِ، فَمَاتَ ابْنُ دَاوُدَ فِي السِّجْنِ، وَخَنَقَ الْهَادِي
يَعْقُوبَ هَذَا، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَخِيهِ إِسْحَاقَ بْنِ
الْفَضْلِ، وَأَظْهَرَ أَنَّهُ مَاتَ فِي السِّجْنِ، وَظَهَرَتْ
بِنْتُهُ فَاطِمَةُ أَنَّهَا حبلى منه، أكرهها.
وقعة فخ:
فيها فِي أَوَاخِرِ السَّنَةِ وَقْعَةُ فَخٍّ، وَمِنْ خَبَرِهَا أَنَّ
الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ خَرَجَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ آلُ بَيْتِهِ قَدْ
كَفَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَسَكِرَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فحدَّه وَالِي الْمَدِينَةِ فَغَضِبَ
وَفَقَدُوهُ، وَكَانَ الْحُسَيْنُ كَفِيلَهُ2.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ، كَانَ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ قَدْ كَفَّلَ بَعْضَهُمْ بَعْضًا فَكَانَ الْحُسَيْنُ
هَذَا، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ قَدْ كَفَلا
الْحَسَنَ الَّذِي حدَّ، فَتَغَيَّبَ الْحَسَنُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ،
فَطَلَبَهُمَا الأَمِيرُ، فَقَالَ: أَيْنَ الْحَسَنُ؟ قَالا: وَاللَّهِ
مَا نَدْرِي، إِنَّمَا غَابَ مِنْ يَوْمَيْنِ، فَأَغْلَظَ لَهُمَا،
فَحَلَفَ يَحْيَى أَنَّهُ لا يَنَامُ حَتَّى يَأْتِيَهُ بِهِ، أَوْ
يَرُدَّ الْخَبَرَ، فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ:
سُبْحَانَ اللَّهِ مَا دَعَاكَ إِلَى الْيَمِينِ؟ وَمِنْ أَيْنَ نَجِدُ
الْحَسَنَ؟ قَالَ: فَنَخْرُجُ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ الْحُسَيْنُ:
فَيُكْسَرُ بِخُرُوجِنَا اللَّيْلَةَ، مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ
أَصْحَابِنَا مِنَ الْمِيعَادِ، قَالَ: فَمَا الْحِيلَةُ؟ وَقَدْ
كَانُوا تَوَاعَدُوا عَلَى الْخُرُوجِ بِمِنًى فِي الْمَوْسِمِ3.
وَقَدْ كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكُوفِيِّينَ مِنْ شِيعَتِهِمْ، وَمِمَّنْ
بَايَعَ لَهُمْ مُخْتَفِينَ فِي دارٍ، فَمَضَوْا إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا
كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ خَرَجُوا، وَأَقْبَلَ يَحْيَى حَتَّى ضَرَبَ
دَارَ الأَمِيرِ بِالسَّيْفِ، فَلَمْ يَخْرُجْ وَكَأَنَّهُ عَلِمَ
بِأَمْرِهِمْ، فَاخْتَفَى، فَجَاءُوا وَاقْتَحَمُوا الْمَسْجِدَ وَقْتَ
الصُّبح، فَجَلَسَ
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 190".
2 تاريخ الطبري "8/ 192-193".
3 تاريخ الطبري "8/ 193".
(10/19)
الْحُسَيْنُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَجَعَلَ
النَّاسُ يَأْتُونَ لِلصَّلاةِ، فَإِذَا رَأَوْهُمْ رَجَعُوا، فلمَّا
صَلَّى الْغَدَاةَ جَعَلَ النَّاسُ يَأْتُونَهُ وَيُبَايِعُونَهُ،
فَأَقْبَلَ خَالِدٌ الْبَرْبَرِيُّ وَهُوَ نَازِلٌ بِالْمَدِينَةِ
يَحْفَظُهَا مِنْ خُرُوجِ خَارِجٍ، وَمَعَهُ مائتا فارس، فأقبل بهم
السِّلاحِ، وَمَعَهُ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ الْعُمَرِيُّ أَخُو الزَّاهِدِ الْعُمَرِيِّ، وَمَعَهُمُ
الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ
عَلِيٍّ الْحَسَنِيِّ عَلَى حمارٍ فَاقْتَحَمَ خَالِدٌ الْبَرْبَرِيُّ
الرَّحبة، وَقَدْ ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ، وَجَذَبَ السَّيْفَ
وَهُوَ يَصِيحُ: يَا حُسَيْنُ يَا كَشْكَاشُ، قَتَلَنِي اللَّهُ إِنْ
لَمْ أَقْتُلْكَ. وَحَمَلَ عَلَيْهِمْ حَتَّى خَالَطَهُمْ، فَقَامَ
إِلَيْهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَخُوهُ إِدْرِيسُ، فَضَرَبَهُ
يَحْيَى فَقَطَعَ أَنْفَهُ، فَدَخَلَ الدَّمُ فِي عَيْنَيْهِ، فَجَعَلَ
يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ بالسَّيف وَهُوَ لا يُبْصِرُ، فَاسْتَدَارَ لَهُ
إِدْرِيسُ فَضَرَبَهُ فَصَرَعَهُ، ثُمَّ جرِّد وَسُحِبَ إِلَى
الْبَلاطِ، وَانْهَزَمَ عَسْكَرُهُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ: هَذَا كُلُّهُ بِعَيْنِي1.
وَجُرِحَ يَحْيَى، وَشُدُّوا عَلَى المسوِّدة، وَبَيْنَهُمُ الْحَسَنُ
بْنُ جَعْفَرٍ، فَصَاحَ الْحُسَيْنُ: ارْفِقُوا -وَيْلَكُمْ-
بِالشَّيْخِ، ثُمَّ انْتَهَبُوا بَيْتَ الْمَالِ2.
وَكَانَ الْمَنْصُورُ قَدْ أَضْعَفَ أَمْرَ الْمَدِينَةِ إِلَى
الْغَايَةِ، وَأَخْلاهَا مِنَ السِّلاحِ وَالْمَالِ، قَالَ: فَوَجَدُوا
فِي بَيْتِ الْمَالِ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ لَيْسَ إِلا.
وَقِيلَ: وَجَدُوا سَبْعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ.
وَأَغْلَقَ الرَّعِيَّةُ أَبْوَابَهُمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ
تَهَيَّأَ الْجَمْعَانِ لِلْحَرْبِ، فَالْتَقَوْا، وَكَثُرَ
الْجِرَاحُ، وَدَامَ الْقِتَالُ إِلَى الظُّهْرِ، ثُمَّ تَحَاجَزَا،
فَجَاءَ الْخَبَرُ بِالْعَشِيِّ أَنَّ مُبَارَكًا التُّرْكِيَّ نَزَلَ
بِئْرَ المطَّلب، فَانْضَمَّ إِلَيْهِ الْعَسْكَرُ، فَأَقْبَلَ مِنَ
الْغَدِ إِلَى الثَّنية، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ مَوَالِي
الْعَبَّاسِيِّينَ، فَالْتَحَمَ الْقِتَالُ يَوْمَئِذٍ إِلَى الظُّهر،
وَغَفَلَ النَّاسُ عَنْ مُبَارَكٍ، فَانْهَزَمَ عَلَى الْهُجُنِ3.
ثُمَّ تَجَهَّزَ الْحُسَيْنُ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا، وَسَارَ مِنَ
الْمَدِينَةِ وَالرَّعِيَّةُ يَدْعُونَ عَلَيْهِ فِي وَجْهِهِ،
فَإِنَّهُ آذَى النَّاسَ، وَكَانَ أَصْحَابُهُ فَسَقَةً يتغوَّطون فِي
جَوَانِبِ الْمَسْجِدِ، وَمَضَى إِلَى مَكَّةَ، وَتَجَمَّعَ مَعَهُ
خَلْقٌ مِنْ عَبِيدِ مَكَّةَ، فَبَلَغَ خَبَرُهُ الْهَادِي، وَكَانَ
قَدْ حَجَّ تلك
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 193-194".
2 تاريخ الطبري "8/ 194".
3 تاريخ الطبري "8/ 194-195".
(10/20)
اللَّيَالِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
بْنِ عَلِيٍّ، وَأَخُو الْمَنْصُورِ عَبَّاسٌ وَمُوسَى بْنُ عِيسَى
وَمَعَهُمُ الْعُدَدُ وَالْخَيْلُ، فَالْتَقَى الْجَمْعَانِ، فَكَانَتِ
الْوَقْعَةُ بفَخٍّ، بِقُرْبِ مَكَّةَ، فَقُتِلَ فِي الْمَصَافِّ
الْحُسَيْنُ، وَأَرَاحَ اللَّهُ مِنْهُ1.
وَنُودِيَ بِالأَمَانِ فَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ أَبُو الزِّفت مُغْمِضًا عَيْنَهُ، قَدْ
أَصَابَهَا شَيْءٌ مِنَ الْحَرْبِ، فَوَقَفَ خَلْفَ مُحَمَّدِ بْنِ
سُلَيْمَانَ يَسْتَجِيرُ بِهِ فَأَمَرَ بِهِ مُوسَى بْنُ عِيسَى
فَقُتِلَ فِي الحال، فغضب محمد ابن سليمان من ذلك، واحتزّت رؤوس
الْقَتْلَى، فَكَانُوا مِائَةً.
وَغَضِبَ الْهَادِي عَلَى مُوسَى بْنِ عِيسَى لِقَتْلِهِ أَبَا
الزِّفت، فَأَخَذَ أَمْوَالَهُ.
وَغَضِبَ أَيْضًا عَلَى مُبَارَكٍ التُّركيّ، وَأَخَذَ أَمْوَالَهُ،
وصيَّره فِي سَاسَةِ الدَّوابّ2.
بَدْءُ الأُسْرَةِ الإِدْرِيسِيَّةِ بِالْمَغْرِبِ:
وَانْفَلَتَ إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، فَصَارَ إِلَى
مِصْرَ، وَتَوَصَّلَ إِلَى الْمَغْرِبِ، إِلَى أَنِ اسْتَقَرَّ
بِطَنْجَةَ، وَهِيَ عَلَى الْبَحْرِ الْمُحِيطِ، فَاسْتَجَابَ لَهُ
مَنْ هُنَاكَ مِنَ الْبَرْبَرِ، وَأَعَانَهُ عَلَى الْهُرُوبِ نَائِبُ
مِصْرَ وَاضِحٌ الْعَبَّاسِيُّ، وَكَانَ يترفَّض، فَسَيَّرَهُ عَلَى
الْبَرِيدِ، فَطَلَبَ الْهَادِي وَاضِحًا وَصَلَبَهُ3.
وَقِيلَ: بَلْ صَلَبَهُ الرَّشِيدُ، ثُمَّ بَعَثَ الْخَلِيفَةُ
شمَّاخًا الْيَمَامِيَّ دَسِيسَةً، وَكَتَبَ مَعَهُ إِلَى أَمِيرِ
إِفْرِيقِيَّةِ، فَتَوَصَّلَ إِلَى إِدْرِيسَ، وَأَظْهَرَ أَنَّهُ
شِيعِيٌّ مُتَحَرِّقٌ، وَأَنَّهُ يُلِمُّ بِالطِّبِّ، فَأَنِسَ بِهِ
إِدْرِيسُ، ثُمَّ شَكَى إِلَيْهِ وَجَعًا بِأَسْنَانِهِ، فَأَعْطَاهُ
سُنُونًا مَسْمُومًا، وَأَمَرَهُ أَنْ يَسْتَنَّ بِهِ سَحَرًا،
وَهَرَبَ الشَّمَّاخُ فِي اللَّيْلِ، وَاسْتَنَّ إِدْرِيسُ فتلف، فقام
بعده ولده إدريس بْنُ إِدْرِيسَ. فَتَمَلَّكَ هُوَ وَأَوْلادُهُ
بِالْمَغْرِبِ زَمَانًا بِنَاحِيَةِ تَاهِرْتَ، وَانْقَطَعَتْ عَنْهُمُ
الْبُعُوثُ. وَجَرَتْ لِلإِدْرِيسِيَّةِ أُمُورٌ يَطُولُ شَرْحُهَا،
وَبَنَوُا الْقُصُورَ وَالْمَدَائِنَ.
بَعْضُ سيرة الحسين بن علي:
حكى عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوفلي قَالَ: حدثني
يوسف مولى آل حسن
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 195-197"، المعرفة والتاريخ "1/ 159".
2 تاريخ الطبري "8/ 198".
3 تاريخ الطبري "8/ 198".
(10/21)
قَالَ: كُنْتُ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ
عَلِيٍّ الْمَقْتُولِ لما قدم عَلَى الْمَهْدِيِّ، فَأَجَازَهُ
بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَفَرَّقَهَا فِي النَّاسِ بِبَغْدَادَ
وَالْكُوفَةِ، فَوَاللَّهِ مَا خَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلا وَعَلَيْهِ
فَرْوٌ وَمَا تَحْتَهُ قَمِيصٌ، وَكَانَ يَسْتَقْرِضُ فِي الطَّرِيقِ
مِنْ مَوَالِيهِمْ مَا يُمَوِّنُهُمْ1.
قَالَ النَّوفلي: وَحَدَّثَنِي أَبُو بِشْرٍ قَالَ: صَلَّيْتُ
الْغَدَاةَ فِي يَوْمِ خُرُوجِ الْحُسَيْنِ صَاحِبِ فَخٍّ
بِالْمَدِينَةِ، فَصَلَّى بِنَا، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَعَلَيْهِ
قَمِيصٌ أَبْيَضُ، وَعِمَامَةٌ بَيْضَاءُ، قَدْ سَدَلَهَا مِنْ بَيْنِ
يَدَيْهِ، وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ قُدَّامَهُ، إِذْ أَقْبَلَ خَالِدٌ
الْبَرْبَرِيُّ وَأَصْحَابُهُ، فَبَدَرَهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ، فَشَدَّ عَلَيْهِ خَالِدٌ، فَضَرَبَهُ يَحْيَى فَقَتَلَهُ،
فَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ رَجَعَ يَحْيَى فَقَامَ بَيْنَ يَدَيِ
الْحُسَيْنِ، وَسَيْفُهُ يَقْطُرُ دَمًا، فَقَالَ الْحُسَيْنُ فِي
خُطْبَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ، أَنَا ابْنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلِيٌّ منبر رسول الله، يدعوكم إِلَى
كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، فَإِنْ لَمْ أَفِ بِذَلِكَ
فَلا بَيْعَةَ لِي فِي أَعْنَاقِكُمْ2.
وَيُقَالُ: إِنَّ يَقْطِينَ بْنَ مُوسَى لَمَّا قَدِمَ بِرَأْسِ
الْحُسَيْنِ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيِ الْهَادِي قال: كأنكم والله جئتم
برأي طاغوت، إن أقل ما أجزيكم أَنْ أَحْرِمَكُمْ جَوَائِزَكُمْ، فَلَمْ
يُعْطِهِمْ شَيْئًا3.
ثَوْرَةُ ابن مغصّب بصعيد مصر:
فيها ثَارَ بِالصَّعِيدِ دِحْيَةُ بْنُ مُغَصَّبٍ الأُمَوِيُّ،
وَقَوِيَتْ شكوته، ثُمَّ قُتِلَ بِمِصْرَ لِسَنَتِهِ، قَالَهُ ابْنُ
يُونُسَ.
الْعُمَّالُ عَلَى الأَمْصَارِ:
وَفِيهَا كَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
الْعُمَرِيُّ، وَعَلَى مَكَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قُثَمَ، وَعَلى
الْيَمَنِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، وَعَلَى
الْيَمَامَةِ وَالْبَحْرَيْنِ سُوَيْدٌ الْخُرَاسَانِيُّ، وَعَلَى
الْكُوفَةِ مُوسَى بْنُ عِيسَى، وَعَلَى الْبَصْرَةِ مُحَمَّدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، وَعَلَى جُرْجَانَ حَجَّاجٌ مَمْلُوكُ الْهَادِي، وَعَلَى
قُومِسَ حَسَّانٌ وَعَلَى طَبَرِسْتَانَ صَالِحُ بْنُ شَيْخِ بْنِ
عُمَيْرَةَ الأَسَدِيُّ، وَعَلَى إِصْبَهَانَ طَيْفُورٌ مَمْلُوكُ
الْهَادِي، وَعَلَى بَاقِي الْمَدَائِنِ نُوَّابٌ ذُكِرَ كَثِيرٌ
مِنْهُمْ وَقْتَ وِلايَتِهِمْ4.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 199-200".
2 تاريخ الطبري "8/ 200-201".
3 تاريخ الطبري "8/ 203".
4 تاريخ الطبري "8/ 204".
(10/22)
أحداث سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ:
مَاتَ فِيهَا: إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الأُمَوِيُّ،
وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ الْبَصْرِيُّ، وَالرَّبِيعُ بْنُ يُونُسَ
الْحَاجِبُ، وَسَعِيدُ بْنُ حُسَيْنٍ الأَزْدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ جَعْفَرٍ الْمَخْرَمِيُّ الْمَدَنِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ الْمِصْرِيُّ، وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَبُو السِّوار الْمَدَنِيُّ. بِمِصْرَ،
رَوَى عَنْ عِكْرِمَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ
الْمَخْزُومِيُّ الْمَكِّيُّ.
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْخَلِيفَةِ مَرْوَانَ الأُمَوِيُّ، فِي
السِّجْنِ، وَعَمْرُو بْنُ ثَابِتِ الْكُوفِيُّ، وَغِطْرِيفِ بْنِ
عَطَاءٍ مُتَوَلِّي الْيَمَنِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانِ بْنِ صَالِحٍ
الْجُعْفِيُّ، ومحمد بن الزبير المعيطيّ إمام مجسد حَرَّانَ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ، بِخِلافٍ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ الأَنْصَارِيُّ الْحِمْصِيُّ، وَمَهْدِيُّ
بْنُ مَيْمُونٍ، فِي قَوْلٍ، وَمُوسَى الْهَادِي بْنُ المهديّ الخليفة،
وأبو معشر نجيج السَّنديّ الْمَدَنِيُّ، وَأَبُو جَزْءٍ الْقَصَّابُ
نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ، وَيَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الأَزْدِيُّ مُتَوَلِّي
إِفْرِيقِيَّةِ.
مَوَالِيدُ هَذِهِ السَّنَةِ:
وَفِيهَا: وُلِدَ الْمَأْمُونُ، وَالأَمِينُ، وَيَعْقُوبُ الدَّورقيّ،
وَدُحَيْمٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْمِصْرِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ
عَبْدِ الأَعْلَى.
وَفَاةُ الْخَلِيفَةِ الْهَادِي:
وَفِيهَا هَلَكَ الْخَلِيفَةُ مُوسَى الْهَادِي مِنْ قُرْحَةٍ
أَصَابَتْهُ فِي جَوْفِهِ1.
وَقِيلَ: سَمَّتْهُ أُمُّهُ الْخَيْزُرَانُ لَمَّا أَجْمَعَ قَتْلَ
أَخِيهِ الرَّشِيدِ، وَكَانَتْ أَيْضًا حَاكِمَةً مُسْتَبِدَّةً
بِالأُمُورِ الْكِبَارِ فَمَنَعَهَا، وَقَدْ كَانَتِ الْمَوَاكِبُ
تَغْدُو إِلَى بَابِهَا، فَرَدَّهُمْ عَنْ ذَلِكَ، وَكَلَّمَهَا
بِكَلامٍ فَجٍّ، وَقَالَ: إِنْ وَقَفَ بِدَارِكِ أَمِيرٌ لأَضْرِبَنَّ
عُنُقَهُ، أَمَا لَكِ مِغْزَلٌ تَشْغَلُكِ، أَوْ مُصْحَفٌ يُذَكِّرُكِ،
أَوْ سِبْحَةٌ؟ فَقَامَتْ مَا تعقل من الغضب، فقيل: إنه بعث
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 205".
(10/23)
إِلَيْهَا بِطَعَامٍ مَسْمُومٍ،
فَأَطْعَمَتْ مِنْهُ كَلْبًا فَانْتَثَرَ، فَعَمِلَتْ عَلَى قَتْلِهِ
لَمَّا وَعِكَ، بِأَنْ غَمُّوا وَجْهَهُ بِبِسَاطٍ جَلَسُوا عَلَى
جَوَانِبِهِ1.
وَكَانَ يُرِيدُ إِهْلاكَ الرَّشِيدِ لِيُوَلِّيَ الْعَهْدَ وَلَدَهُ
وَهُوَ صَغِيرٌ لَهُ عَشْرُ سِنِينَ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ تَعِيسًا بِأَزَمَاتٍ فِي نِصْفِ رَبِيعٍ
الآخِرِ2.
وَكَانَتْ خِلافَتُهُ سنة وربع، وَعَاشَ سِتًّا وَعِشْرِينَ سَنَةً3،
وَخَلَّفَ سَبْعَةَ بَنِينَ.
وَأَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى وَلِيِّ الْعَهْدِ بَعْدَهُ أَخِيهِ أمير
المؤمنين هارون بن المهدي.
__________
1 تاريخ الطبري "8/ 205-206".
2 تاريخ الطبري "8/ 213".
3 تاريخ الطبري "8/ 213".
(10/24)
رِجَالُ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مرتَّبون عَلَى
الْحُرُوفِ:
"حَرْفُ الأَلِفِ":
1- أَبَانُ بْنُ صَدَقَةَ1.
كَاتِبُ الرَّسَائِلِ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ، وَكَاتِبُ السِّرِّ
لِلرَّشِيدِ فِي حَيَاةِ أَبِيهِ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ عُزِلَ وَوُلِّيَ
كِتَابَةَ الْهَادِي.
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: قَالَ أَبَانٌ: كُنْتُ أَخْلُفُ الرَّبِيعَ
الْحَاجِبَ عَلَى كِتَابَةِ الْمَنْصُورِ.
مَاتَ بِجُرْجَانَ سَنَةَ 167.
2- أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ أَبُو يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ2.
الْحَافِظُ أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَأَبِي عِمْرَانَ
الْجَوْنِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَيَحْيَى اليماميّ، وبديل بن ميسرة.
__________
1 تاريخ خليفة "436"، تاريخ الطبري "6/ 183، 7/ 623، 654"، والكامل في
التاريخ "5/ 609، 6/ 46، 75".
2 الطبقات الكبرى "7/ 284"، التاريخ الكبير "1/ 454"، والجرح والتعديل
"2/ 299"، والثقات لابن حبان "6/ 68"، تهذيب الكمال "2/ 24-26"، سير
أعلام النبلاء "7/ 431-433"، وتهذيب التهذيب "1/ 101-102".
(10/24)
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَمُسْلِمُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ،
وَهُدْبَةُ، وَشَيْبَانُ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبوذكيّ،
وَخَلْقٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ثَبْتًا فِي كُلِّ مَشَايِخِهِ.
وقال ابن معين، والنسائي: ثقة.
وقال أحمد الْعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ، تَرَكَ الْقَدَرَ وَلا يَتَكَلَّمُ
فِيهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ عَنْ أَبَانٍ
وَهَمَّامٍ فقال: كان يحيى القطان يروي عَنْ أَبَانٍ، وَكَانَ أَحَبَّ
إِلَيْهِ مِنْ هَمَّامٍ، وَأَنَا فَهَمَّامٌ أَحَبُّ إِلَيَّ.
قُلْتُ: فَهَذَا يَرُدُّ عَلَى مَا نَقَلَ الْوَاهِي مُحَمَّدُ بْنُ
يُونُسَ الْكَدِيمِيُّ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ الْقَطَّانِ تَلْيِينَهُ
أَبَانًا، وَقَوْلِهِ: لا أُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ أَيْضًا عَبَّاسٌ الدُّوري: حَدَّثَنَا ابْنُ مَعِينٍ قَالَ:
مَاتَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَهُوَ يَرْوِي عَنْ أَبَانِ بْنِ يَزِيدَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ، وَذَكَرَ أَبَانَ بْنَ يَزِيدَ فِي كَامِلِهِ
فَأَسَاءَ بِذِكْرِهِ وَهُوَ مُتَمَاسِكٌ، وَكَتَبَ حَدِيثَهُ.
لَمْ أَظْفَرْ بِوَفَاتِهِ، وَكَأَنَّهَا قَبْلَ السَّبْعِينَ ومائة.
3- إبراهيم بن أدهم1.
ابن مَنْصُورِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، أَبُو إِسْحَاقَ
الْعِجْلِيُّ، وَقِيلَ: التَّمِيمِيُّ الْبَلْخِيُّ الزَّاهِدُ، أَحَدُ
الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَمَنْصُورٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الجمحجّي،
وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَمَالِكِ بْنِ
دِينَارٍ، وَالأَعْمَشِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَهُوَ مِنْ طَبَقَتِهِ، وَشَقِيقٌ
الْبَلْخِيُّ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، وبقية، وضمرة بن
ربيعة، ومحمد ابن حِمْيَرٍ، وَخَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
يُوسُفَ
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 273"، الجرح والتعديل "2/ 87"، والثقات لابن حبان
"6/ 24"، تهذيب التهذيب "1/ 102-103".
(10/25)
الْفِرْيَابِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ
بَشَّارٍ الْخُرَاسَانِيُّ تِلْمِيذُهُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ لِي قُتَيْبَةُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ
أَدْهَمَ تَمِيمِيٌّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ عِجْلِيٌّ.
وَقَالَ المفضَّل بْنُ غَسَّانَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ
الْيَمَامِيُّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ خَرَجَ مَعَ جَهْضَمٍ
مِنْ خُرَاسَانَ هَارِبًا مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ،
فَنَزَلَ الثُّغُورَ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عِجْلٍ.
وَسَاقَ ابْنُ مَنْدَهْ نَسَبَهُ إِلَى بَنِي عِجْلٍ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَمَّاسٍ: سَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ مُوسَى
يَقُولُ: حَجَّ أَدْهَمُ بِأُمِّ إِبْرَاهِيمَ وَهِيَ حُبْلَى،
فَوَلَدَتْ لَهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَجَعَلَتْ
تَطُوفُ بِهِ عَلَى الْخَلْقِ فِي الْمَسْجِدِ وتقول: ادعو لابْنِي
أَنْ يَجْعَلَهُ اللَّهُ عَبْدًا صَالِحًا1.
قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ
البلخيّ، سمعت عبد الله بن محمد الْعَابِدَ، سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ
سُلَيْمَانَ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ
مِنَ الأَشْرَافِ، وَكَانَ أَبُوهُ شَرِيفًا كَثِيرَ الْمَالِ
وَالْخَدَمِ وَالْجَنَائِبِ وَالْبُزَاةِ، بَيْنَمَا إِبْرَاهِيمُ
يَأْخُذُ كِلابَهُ وَبُزَاتَهِ لِلصَّيْدِ وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ
يَرْكُضُهُ، إِذَا هُوَ بِصَوْتٍ مِنْ فَوْقِهِ: يَا إِبْرَاهِيمُ، مَا
هَذَا الْعَبَثُ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا}
[المؤمنون: 115] اتَّقِ اللَّهَ، وَعَلَيْكَ بِالزَّادِ لِيَوْمِ
الْفَاقَةِ، قَالَ: فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَرَفَضَ الدُّنْيَا2.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ الشَّغْرِيِّ، أَنَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ شَاهٍ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ
قَالَ: وَمِنْهُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، كَانَ مِنْ أَبْنَاءِ
الْمُلُوكِ، فَخَرَجَ يَتَصَيَّدُ، وَأَثَارَ ثَعْلَبًا أَوْ أَرْنَبًا
وَهُوَ فِي طَلَبِهِ، فَهَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ: أَلِهَذَا خلقت أم لهذا
أُمِرْتَ؟ فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ وَصَادَقَ رَاعِيًا لِأَبِيهِ،
وَأَخَذَ جُبَّتَهُ الصُّوفَ فَلَبِسَهَا، وَأَعْطَاهُ فَرَسَهُ وَمَا
مَعَهُ، ثُمَّ إِنَّهُ دَخَلَ الْبَادِيَةَ إِلَى أَنْ قَالَ: وَمَاتَ
بِالشَّامِ، وَكَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، مِثْلُ الْحَصَادِ،
وَحِفْظِ الْبَسَاتِينِ وَرَأَى فِي الْبَادِيَةِ رَجُلا عَلَّمَهُ
اسْمَ اللَّهِ الأَعْظَمَ، فَدَعَا بِهِ بَعْدَهُ فَرَأَى الْخَضِرَ
وَقَالَ: إِنَّمَا عَلَّمَكَ أخي داود الاسم الأعظم.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 371".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 368-369"، وابن عساكر في تاريخ دمشق
"5/ 59".
(10/26)
قُلْتُ: أَسْنَدَهَا أَبُو الْقَاسِمِ فِي
رِسَالَتِهِ فَقَالَ: أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
السُّلَمِيُّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَشَّابُ، نَا عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخَزَّازُ،
نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: صَحِبْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ
أَدْهَمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ بُدُوِّ أَمْرِهِ، فَذَكَرَ هَذَا.
قلت: رواها هلال الحفار، عن المصري الواعظ.
وَرَوَى قَرِيبًا مِنْهَا: أَبُو الْفَتْحِ الْقَوَّاسُ، عَنْ أَبِي
طَالِبِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
خَالِدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَشَّارٍ قَالَ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ
بْنَ أَدْهَمَ، فَذَكَرَ نَحْوَهَا، وَزَادَ: فَسَأَلْتُ بَعْضَ
الْمَشَايِخِ عَنِ الْحَلالِ، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَصِرْتُ
إِلَى الْمِصِّيصَةِ، فَعَمِلْتُ بِهَا أَيَّامًا، ثُمَّ قِيلَ لِي:
عَلَيْكَ بِطَرَسُوسَ فَإِنَّ بِهَا الْمُبَاحَاتِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا
أَنَا قَاعِدٌ عَلَى بَابِ الْبَحْرِ جَاءَنِي رَجُلٌ فَاكْتَرَانِي
لِنِظَارَةِ بُسْتَانٍ1.
الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ: سَمِعْتُ أَبَا عُتْبَةَ الْخَوَّاصَ،
سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: مَنْ أَرَادَ
التَّوْبَةَ فَلْيَخْرُجْ مِنَ الْمَظَالِمِ، وَلْيَدَعْ مُخَالَطَةَ
النَّاسِ، وَإِلا لَمْ يَنَلْ مَا يُرِيدُ2.
النَّسَائِيُّ: نَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، سَمِعْتُ خلف
بن تميم، سمعت إبراهيم بن أدهم يَقُولُ: رَآنِي ابْنُ عَجْلانَ
فَسَجَدَ ثُمَّ قَالَ: تَدْرِي لِمَ سَجَدْتُ؟ سَجَدْتُ شُكْرًا
لِلَّهِ حِينَ رَأَيْتُكَ3.
سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ
مَهْدِيٍّ يَقُولُ: قُلْتُ لابْنِ الْمُبَارَكِ: مِمَّنْ سَمِعَ
إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ؟ قَالَ: قَدْ سَمِعَ مِنَ النَّاسِ،
وَلَكِنْ لَهُ فَضْلٌ فِي نَفْسِهِ، صَاحِبُ سَرَائِرَ، مَا رَأَيْتُهُ
يُظْهِرُ تَسْبِيحًا وَلا شَيْئًا مِنَ الْخَيْرِ، وَلا أَكَلَ مَعَ
قَوْمٍ إِلا كَانَ آخِرَ مَنْ يَرْفَعُ يَدَهُ4.
مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْمَوْصِلِيُّ: نَا أَبُو حَاتِمٍ، سَمِعْتُ
أَبَا نُعَيْمٍ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ:
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ كَانَ شِبْهَ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ،
وَلَوْ كان في الصحابة لكان فاضلًا5.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 368".
2 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 175".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 22"، وابن عساكر كما في تاريخ دمشق "2/
175".
4 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 175".
5 أخرجه ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 175".
(10/27)
قَالَ بِشْرٌ الْحَافِي: مَا أَعْرِفُ
عَالِمًا إِلا قَدْ أَكَلَ بِدِينِهِ، سِوَى وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ،
وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، وَسَلَمٍ الْخَوَّاصِ، وَيُوسُفَ بْنِ
أَسْبَاطٍ1.
أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ: نَا عَبْدُ الصَّمَدِ بن يزيد الصايغ،
سمعت شقيق الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ
فِي الشَّامِ، فَقُلْتُ: تَرَكْتَ خُرَاسَانَ قَالَ: مَا تهنَّيت
بِالْعَيْشِ إِلا هُنَا، أَفِرُّ بِدِينِي مِنْ شَاهِقٍ، فَمَنْ رَآنِي
يَقُولُ: مُوَسْوَسٌ، وَمَنْ رَآنِي يَقُولُ: حَمَّالٌ: يَا شَقِيقُ:
لَمْ يَنَبُلْ عِنْدَنَا مَنْ نَبُلَ بِالْجِهَادِ وَلا بِالْحَجِّ
بَلْ مَنْ كَانَ يَعْقِلُ مَا يَدْخُلُ بَطْنَهُ، يَا شَقِيقُ: مَاذَا
أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الْفُقَرَاءِ؟ لا يَسْأَلُهُمْ عَنْ زكاة، ولا
عن جهاد، ولا صِلَةٍ، إِنَّمَا يُسْأَلُ عَنْ هَذَا هَؤُلاءِ
الْمَسَاكِينُ2.
قُلْتُ: هَذَا الْقَوْلُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ -رَحِمَهُ اللَّهُ- لَيْسَ
عَلَى إِطْلاقِهِ، بَلْ قَدْ نَبُلَ بِالْجِهَادِ وَالْقُرْبِ عَدَدٌ
مِنَ الصَّفْوَةِ.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: الزُّهْدُ مِنْهُ فَرْضُهُ، وَهُوَ تَرْكُ
الْحَرَامِ، وَزُهْدٌ بِسَلامٍ وَهُوَ الزُّهْدُ فِي الشُّبُهَاتِ،
وَزُهْدُ فَضْلٍ، وَهُوَ الزُّهْدُ فِي الْحَلالِ3.
قَالَ بَقِيَّةُ: دَعَانِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ إِلَى طَعَامٍ
لَهُ وَجَلَسَ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى تَحْتَ إِلْيَتِهِ،
وَنَصَبَ الْيُمْنَى، وَوَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ:
هَذِهِ جَلْسَةُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
كَانَ يَجْلِسُ جَلْسَةَ الْعَبِيدِ4.
فَلَمَّا أَكَلْنَا قُلْتُ لِرَفِيقِهِ: أَخْبِرْنِي عَنْ أَشَدِّ
شَيْءٍ مَرَّ بِكَ مُنْذُ صَحِبْتَهُ.
قَالَ: نَعَمْ، كُنَّا يَوْمًا صِيَامًا، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ
لَمْ يَكُنْ لَنَا مَا نُفْطِرُ عليه، فلمّا أصبحنا قلت: يَا أَبَا
إِسْحَاقَ، هَلْ لَكَ فِي أَنْ نَأْتِيَ الرَّستن فَنَكْرِي
أَنْفُسَنَا مَعَ الْحَصَّادِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَتَيْنَا بَابَ
الرَّستن، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاكْتَرَانِي بِدِرْهَمٍ فَقُلْتُ:
وَصَاحِبِي، قَالَ: لا حَاجَةَ لِي فيه، أراه ضَعِيفًا، فَمَا زِلْتُ
بِهِ حَتَّى اكْتَرَاهُ بِثُلُثَيْنِ، فَحَصَدْنَا يَوْمَنَا،
وَأَخَذْتُ كِرَائِي، فَأَتَيْتُ بِهِ، فَاشْتَرَيْتُ حَاجَتِي،
وَتَصَدَّقْتُ بِالْبَاقِي، فَهَيَّأْتُهُ، وَقَدَّمْتُهُ إِلَيْهِ،
فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ بَكَى، قُلْتُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أمّا
نحن فقد
__________
1 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 175".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 26"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ
دمشق "2/ 177".
3 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 177".
4 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 177".
(10/28)
اسْتَوْفَيْنَا أُجُورَنَا، فَلَيْتَ
شِعْرِي أَوْفَيْنَا صَاحِبَنَا أَمْ لا؟ قَالَ: فَغَضِبْتُ، قَالَ:
مَا يُغْضِبُكَ؟ أَتَضْمَنُ لِي أنَّا وَفَيْنَاهُ؟ فَأَخَذْتُ
الطَّعَامَ فَتَصَدَّقْتُ بِهِ1.
ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ قَالَ: أَخَافُ أَنْ لا
يَكُونَ لِي أَجْرٌ فِي تَرْكِي أَطَايِبَ الطَّعَامِ؛ لِأَنِّي لا
أَشْتَهِيهِ، وَكَانَ إِذَا جَلَسَ عَلَى طَعَامٍ طَيِّبٍ رَمَى إِلَى
أَصْحَابِهِ، وَقَنَعَ بِالْخُبْزِ وَالزَّيْتُونِ2.
مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَكِّيُّ: ثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: لَوْ
تزوَّجت، فَقَالَ: لَوْ أَمْكَنَنِي أَنْ أطلِّق نَفْسِي لَفَعَلْتُ3.
أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ: ثَنَا هَارُونُ بْنُ الْحَسَنِ، ثَنَا خَلَفُ
بْنُ تَمِيمٍ قَالَ: دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ الْجَبَلَ
بِفَأْسٍ، فَاحْتَطَبَ ثُمَّ بَاعَهُ، وَاشْتَرَى بِهِ نَاطِفًا،
وَقَدَّمَهُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: كُلُوا كأنَّكم تَأْكُلُونَ
فِي رَهْنٍ.
عِصَامُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ: ثَنَا أَبِي قَالَ: كُنْتُ
لَيْلَةً مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِالثَّغْرِ، فَأَتَاهُ
رَجُلٌ بِبَاكُورَةٍ، فَنَظَرَ حَوْلَهُ هَلْ يَرَى مَا يُكَافِيهِ،
فَنَظَرَ إِلَى سَرْجِي فَقَالَ: خُذْ لَكَ ذَاكَ السَّرج، فَأَخَذَهُ،
فَمَا دَاخَلَنِي سُرُورٌ قَطُّ مِثْلُهُ حِينَ عَلِمْتُ أَنَّهُ
صَيَّرَ مَالِي وَمَالَهُ وَاحِدًا4.
عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: كَانَ الْحَصَادُ أحبَّ إِلَى ابن
أَدْهَمَ مِنَ اللِّقَاطِ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ لا يَرَى
بِاللِّقَاطِ بَأْسًا، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَفْقَهَ، وَكَانَ مِنَ
الْعَرَبِ مِنْ بَنِي عِجْلٍ، كَرِيمَ الْحَسَبِ، وَكَانَ إِذَا عَمِلَ
ارْتَجَزَ وَقَالَ:
اتَّخِذِ اللهَ صَاحِبًا ... وَدَعِ النَّاسَ جَانِبًا
وَكَانَ يَلْبَسُ فِي الشِّتَاءِ فَرْوًا بِلا قَمِيصٍ، وَفِي
الصَّيْفِ شِقَّتَيْنِ بِأَرْبَعَةِ دَرَاهِمَ، يَتَّزِرُ بِوَاحِدَةٍ
وَيَرْتَدِي بِأُخْرَى، وَيَصُومُ فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ، وَلا
يَنَامُ اللَّيْلَ، وَكَانَ يتفكّر،
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 379-380"، وابن عساكر كما في تهذيب
تاريخ دمشق "2/ 177-178".
2 أخرجه ابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 178".
3 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 179".
4 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 182".
(10/29)
فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الْحَصَادِ أَرْسَلَ
بَعْضَ أَصْحَابِهِ يحاسب صاحب الزرع، ويجيء بِالدَّرَاهِمِ فَلا
يَمَسُّهَا بِيَدِهِ1.
قَالَ ابْنُ بَكَّارٍ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ:
اذْهَبُوا فَكُلُوا بِهَا -يَعْنِي أُجْرَتَهُ- شَهَوَاتِكُمْ، وَإِذَا
لَمْ يَحْصُدْ أَجَّرَ نَفْسَهُ فِي حِفْظِ الْبَسَاتِينِ
وَالْمَزَارِعِ.
وَكَانَ يَطْحَنُ بيد واحدة مديا مِنْ قَمْحٍ2.
وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ: دَعَا الأَوْزَاعِيُّ
إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، فقصَّر فِي الأَكْلِ، فَقَالَ: لِمَ
قصَّرت؟ قَالَ: رَأَيْتُكَ قَصَّرْتَ فِي الطَّعَامِ3.
بِشْرٌ الْحَافِي: ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ
إِذَا قَعَدَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ، تَحَرَّزَ مِنَ
الْكَلامِ4.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ طَالُوتَ: سَمِعْتُ
إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ قَالَ: مَا صَدَقَ اللَّهَ عَبْدٌ أَحَبَّ
الشُّهْرَةَ5.
مُحَمَّدُ بْنُ عَقِيلٍ الْبَلْخِيُّ: سَمِعْتُ عَبْدَ الصَّمَدِ بْنَ
الْفَضْلِ: سَمِعْتُ مَكِّيَّ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: قِيلَ
لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: مَا يَبْلُغُ مِنْ كَرَامَةِ
الْمُؤْمِنِ عَلَى اللَّهِ؟ قَالَ: أَنْ تَقُولَ لِلْجَبَلِ: تَحَرَّكْ
فَيَتَحَرَّكَ، قَالَ: فَتَحَرَّكَ الْجَبَلُ، فَقَالَ: مَا إِيَّاكَ
عَنَيْتُ6.
عِصَامُ بْنُ رَوَّادٍ: سمعت عِيسَى بْنَ حَازِمٍ الَّنيسابوريّ
يَقُولُ: كُنَّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَنَظَرَ
إِلَى أَبِي قُبَيْسٍ فَقَالَ: لَوْ أَنَّ مُؤْمِنًا مُسْتَكْمِلَ
الإِيمَانِ هَزَّ الْجَبَلَ لَزَالَ، فَتَحَرَّكَ أَبُو قُبَيْسٍ،
فَقَالَ إبراهيم: اسْكُنْ، لَيْسَ إِيَّاكَ أَرَدْتُ7.
يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ: ثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: كُنَّا
مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي الْبَحْرِ، وَهَبَّتْ رِيحٌ
وَهَاجَتِ الأَمْوَاجُ، وَاضْطَرَبَتِ السَّفِينَةُ، وَبَكَى النَّاسُ
فَقُلْنَا: يَا أبا إسحاق
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 373"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ
دمشق "2/ 182".
2 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 182-183"، وأبو نعيم في
الحلية "7/ 373".
3 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 183".
4 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "28/ 185".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 19، 20، 31".
6 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 4".
7 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 4".
(10/30)
مَا تَرَى النَّاسَ فِيهِ؟ فَرَفَعَ
رَأْسَهُ، وَقَدْ أَشْرَفْنَا عَلَى الْهَلاكِ، فَقَالَ: يَا حَيُّ
حِينَ لا حَيَّ، وَيَا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيَا حَيُّ بَعْدَ
كُلِّ حَيٍّ، يَا حَيُّ يَا قيُّوم، يَا مُحْسِنُ، يَا مُجْمِلُ، قَدْ
أَرَيْتَنَا قُدْرَتَكَ فَأَرِنَا عَفْوَكَ، قَالَ: فَهَدَأَتِ
السَّفِينَةُ مِنْ سَاعَتِهِ1.
ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا
الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ
يَجْتَنِي الرُّطب مِنْ شَجَرِ البلُّوط2.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كُلُّ مَلِكٍ لا يَكُونُ عَادِلا فَهُوَ
وَاللِّصُّ سَوَاءٌ، وَكُلُّ عَالِمٍ لا يَكُونُ وَرِعًا فَهُوَ
والذِّئب سَوَاءٌ، وَكُلُّ مَنْ يَخْدُمُ سِوَى اللَّهِ فَهُوَ
وَالْكَلْبُ بمنزلةٍ وَاحِدَةٍ3.
وَقِيلَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ غَزَا فِي الْبَحْرِ مَعَ أَصْحَابِهِ،
فَاخْتَلَفَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا إِلَى الْخَلاءِ
خَمْسًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً، كُلُّ مَرَّةٍ يُجَدِّدُ الْوُضُوءَ،
فَلَمَّا أَحَسَّ بِالْمَوْتِ قَالَ: أوْتِرُوا لِي قَوْسِي، وَقَبَضَ
عَلَى قَوْسِهِ، فَتُوُفِّيَ وَهُوَ فِي يَدِهِ، فَدُفِنَ فِي
جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ فِي بِلادِ الرُّومِ4.
أَخْبَرُونَا عَنِ ابْنِ اللَّتِّيِّ، أَنَا جَعْفَرُ
الْمُتَوَكِّلِيُّ، أَنَا ابْنُ الْعَلافِ، ثَنَا الْجَهَامِيُّ، أَنَا
جَعْفَرُ الْخَلَدِيُّ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ، ثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ الصُّوفِيُّ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ
أَدْهَمَ يَقُولُ: وَأَيُّ دِينٍ لَوْ كَانَ لَهُ رِجَالٌ مِنْ
طَلَبَةِ الْعِلْمِ لِلَّهِ كَانَ الْخُمُولُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ
التَّطَاوِلِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا الْحَيَاةُ بثقةٍ يُرْجَى
نَوْمُهَا، وَلا الْمَنِيَّةُ بِعُذْرٍ فَيُؤْمَنُ غَدْرُهَا، فَفِيمَ
التَّفْرِيطُ وَالتَّقْصِيرُ وَالاتِّكَالُ وَالإِبْطَاءُ، قَدْ
رَضِينَا مِنْ أَعْمَالِنَا بِالْمَعَانِي، وَمِنْ طَلَبِ التَّوْبَةِ
بِالتَّوَانِي، وَمِنَ الْعَيْشِ الْبَاقِي بِالْعَيْشِ الْفَانِي.
وَأَمْسَيْنَا لَيْلَةً مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَلَيْسَ لَنَا شَيْءٌ
نُفْطِرُ عَلَيْهِ، فَرَآنِي حَزِينًا فَقَالَ: يَا ابْنَ بَشَّارٍ،
مَاذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ مِنَ
النَّعِيمِ وَالرَّاحَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؟ لا يَسْأَلُهُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ زَكَاةٍ، وَلا حَجٍّ، وَلا صَدَقَةٍ، وَلا
صِلَةِ رَحِمٍ، لا تَغْتَمَّ، فَرِزْقُ اللَّهِ مَضْمُونٌ،
سَيَأْتِيكَ. نَحْنُ وَاللَّهِ الْمُلُوكُ الأَغْنِيَاءُ، نَحْنُ
وَاللَّهِ الذين تعجلنا الراحة، لا نُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ
أَصْبَحْنَا وَأَمْسَيْنَا إِذَا أَطَعْنَا اللَّهَ. ثُمَّ قَامَ إِلَى
صَلاتِهِ، وَقُمْتُ إلى
__________
1 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 189".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 3"، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق
"2/ 189".
3 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 196".
4 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 199".
(10/31)
صَلاتِي، فَمَا لَبِثْنَا إِلا سَاعَةً،
فَإِذَا بِرَجُلٍ قَدْ جَاءَ بِثَمَانِيَةِ أَرْغِفَةٍ وَتَمْرٍ
كَثِيرٍ، فَوَضَعَهُ، فَقَالَ: كُلْ يَا مَغْمُومُ، فَدَخَلَ سَائِلٌ
فَقَالَ: أطْعِمُونَا فَدَفَعَ إِلَيْهِ ثَلاثَةَ أَرْغِفَةٍ مَعَ
تَمْرٍ، وَأَعْطَانِي ثَلاثَةً وَأَكَلَ رَغِيفَيْنِ1.
وَكُنْتُ مَارًّا مَعَ إِبْرَاهِيمَ، فَأَتَيْنَا عَلَى قَبْرٍ مسنَّم،
فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: هَذَا قَبْرُ حُمَيْدِ بْنِ جَابِرٍ
أَمِيرِ هَذِهِ الْمُدُنِ كُلِّهَا، كَانَ غَرِقَ فِي بِحَارِ
الدُّنْيَا ثُمَّ أَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْهَا2.
بَلَغَنِي أَنَّهُ سُرَّ ذَاتَ يَوْمٍ بِشَيْءٍ وَنَامَ، فَرَأَى
رَجُلا بِيَدِهِ كِتَابٌ، فَنَاوَلَهُ فَفَتَحَهُ، فَإِذَا فِيهِ
كِتَابٌ بِالذَّهَبِ مَكْتُوبٌ: لا تُؤْثِرَنَّ، فَإِنَّنَا عَلَى
بَاقٍ، وَلا تغترَّنّ بِمُلْكِكَ، فَإِنَّ مَا أَنْتَ فِيهِ جَسِيمٌ،
لَوْلا أَنَّهُ عَدِيمٌ، وَهُوَ مُلْكٌ، لَوْلا أَنَّ بَعْدَهُ هَلَكٌ،
وَفَرَحٌ وَسُرُورٌ، لَوْلا أَنَّهُ لَهْوٌ وَغُرُورٌ -وَهُوَ يَوْمٌ
لَوْ كَانَ يُوثَقُ لَهُ بغدٍ، فَسَارِعْ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ،
فَإِنَّ الله قال: {سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ
لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] فَانْتَبَهَ فَزِعًا وَقَالَ: هَذَا
تَنْبِيهٌ مِنَ اللَّهِ وَمَوْعِظَةٌ، فَخَرَجَ مِنْ مُلْكِهِ وَقَصَدَ
هَذَا الْجَبَلَ، فَعَبَدَ اللَّهَ فِيهِ حَتَّى مَاتَ3.
إِسْحَاقُ بْنُ الضَّيْفِ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُعَلِّمُ،
عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ حَصَدَ لَيْلَةً مَا
يَحْصُدُ غَيْرُهُ فِي عَشَرَةِ أَيَّامٍ، فَأَخَذَ أُجْرَتَهُ
دِينَارًا.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الصفَّار: أَنَا يُوسُفُ الْحَافِظُ، أَنَا
عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحدّاد، أنا
أبو نُعَيم، نا إبراهيم ابن عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ السَّراج، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ بَشَّارٍ، قُلْتُ
لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ: كَيْفَ كَانَ بُدُوُّ أَمْرِكَ؟ قَالَ:
غَيْرُ ذَا أَوْلَى بِكَ، قُلْتُ: أَخْبِرْنِي لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ
يَنْفَعَنَا بِهِ يَوْمًا، فَقَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ أَهْلِ بَلْخَ،
وَكَانَ مِنْ مُلُوكِ خُرَاسَانَ الْمَيَاسِيرِ، وحبَّب إِلَيْنَا
الصَّيْدَ، فَخَرَجْتُ رَاكِبًا فَرَسِي وَمَعِي كَلْبِي، فَبَيْنَمَا
أَنَا كَذَلِكَ ثَارَ أَرْنَبُ أَوْ ثَعْلَبٌ، فَحَرَّكْتُ فَرَسِي،
فَسَمِعْتُ نِدَاءً مِنْ وَرَائِي: لَيْسَ لِذَا خُلِقْتَ، وَلا بِذَا
أُمِرْتَ، فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً، فَلَمْ أَرَ
أَحَدًا -فَقُلْتُ، لَعَنَ اللَّهُ إِبْلِيسَ، ثُمَّ حَرَّكْتُ
فَرَسِي، فَأَسْمَعُ نِدَاءً أَجْهَرَ مِنْ ذَلِكَ: يَا إِبْرَاهِيمُ
لَيْسَ لِذَا خُلِقْتَ، وَلا بِذَا أُمِرْتَ، فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ،
فَلا أَرَى أَحَدًا، فَقُلْتُ: لَعَنَ اللَّهُ إِبْلِيسَ، ثُمَّ
حَرَّكْتُ فَرَسِي، فَأَسْمَعُ نِدَاءً مِنْ قربوس سرجس يا إبراهيم ما
لذا خلقت،
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 370"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ
دمشق "2/ 182".
2 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 196".
3 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "2/ 196".
(10/32)
وَلا بِذَا أُمِرْتَ، فَوَقَفْتُ وَقُلْتُ:
انْتَهَيْتُ انْتَهَيْتُ، جَاءَنِي نَذِيرٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ،
وَاللَّهِ لا عَصَيْتُ اللَّهَ بَعْدَ يَوْمِي إِذَا مَا عَصَمَنِي
رَبِّي. فَرَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي، فخلَّيت عَنْ فَرَسِي، ثُمَّ جِئْتُ
إِلَى رُعَاةٍ لِأَبِي، فَأَخَذْتُ مِنْهُ جبَّة وَكِسَاءً،
وَأَلْقَيْتُ ثِيَابِي إِلَيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلْتُ إِلَى الْعِرَاقِ
فَعَمِلْتُ بِهَا أَيَّامًا، فَلَمْ يَصْفُ لِي مِنْهَا الْحَلالُ،
فَقِيلَ لِي: عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَصِرْتُ إِلَى المصِّيصة،
فَعَمِلْتُ بِهَا، فَلَمْ يَصْفُ لِي الْحَلالُ، فَسَأَلْتُ بَعْضَ
الْمَشَايِخِ فَقَالَ: إِنْ أَرَدْتَ الْحَلالَ الصَّافِيَ فَعَلَيْكَ
بِطَرَسُوسَ، فَإِنَّ فِيهَا الْمُبَاحَاتِ وَالْعَمَلَ الْكَثِيرَ،
فَأَتَيْتُهَا، فَعَمِلْتُ بِهَا أَنْظُرُ فِي الْبَسَاتِينِ
وَأَحْصُدُ، فَبَيْنَمَا أَنَا عَلَى بَابِ الْبَحْرِ جَاءَنِي رَجُلٌ
أَنْظُرُ لَهُ، فَكَتَبْتُ فِي الْبُسْتَانِ مُدَّةً، فَإِذَا
بِخَادِمٍ قَدْ أَقْبَلَ وَمَعَهُ أَصْحَابُهُ، فَقَعَدَ فِي
مَجْلِسِهِ فَصَاحَ: يَا نَاظُورُ، اذْهَبْ فَآتِنَا بِأَكْبَرِ
رُمَّانٍ تَقْدِرُ عَلَيْهِ وَأَطْيَبِهِ، فَذَهَبْتُ فَأَتَيْتُهُ
بِأَكْبَرِ رُمَّانٍ، فَكَسَرَ رُمَّانَةً فَوَجَدَهَا حَامِضَةً
فَقَالَ: أَنْتَ عِنْدَنَا كَذَا وَكَذَا تَأْكُلُ فَاكِهَتَنَا
وَرُمَّانَنَا، لا تَعْرِفُ الْحُلْوَ مِنَ الْحَامِضِ، قُلْتُ:
وَاللَّهِ مَا ذُقْتُهَا.
فَأَشَارَ إِلَى أَصْحَابِهِ تَسْمَعُونَ كَلامَ هَذَا، ثُمَّ قَالَ
لِي: أَتَرَاكَ لَوْ أَنَّكَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ زَادَ عَلَى
هَذَا فَانْصَرِفْ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ ذَكَرَ صِفَتِي فِي
الْمَسْجِدِ، فَعَرَفَنِي بَعْضُ النَّاسِ، فَجَاءَ الْخَادِمُ
وَمَعَهُ عُتَقٌ مِنَ النَّاسِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَدْ أَقْبَلَ
اخْتَفَيْتُ خَلْفَ الشَّجَرِ وَالنَّاسُ دَاخِلُونَ، فَاخْتَلَطْتُ
مَعَهُمْ وَهُمْ دَاخِلُونَ وَأَنَا هَارِبٌ1.
رَوَى يُونُسُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبَلْخِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَدْهَمَ نَحْوَهَا.
إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْمَنْصُورِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ
قَالا: نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ، وَأَبُو يُوسُفَ الْغَسُولِيُّ، وَأَبُو
عَبْدِ اللَّهِ السِّنْجَارِيُّ، وَنَحْنُ مُتَوَجِّهُونَ نُرِيدُ
الإِسْكَنْدَرِيَّةَ، فَصِرْنَا إِلَى نَهْرِ الأُرْدُنِ، فَقَعَدْنَا
نَسْتَرِيحُ، فقرَّب أَبُو يُوسُفَ كُسَيْرَاتٍ يَابِسَاتٍ.
فَأَكَلْنَا وَحَمِدْنَا اللَّهَ، وَقَامَ بَعْضُنَا لِيَسْقِيَ
إِبْرَاهِيمَ، فَسَارَعَهُ فَدَخَلَ فِي الْمَاءِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ
ثُمَّ قَالَ: بِسْمِ اللَّهِ وَشَرِبَ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ
خَرَجَ فَمَدَّ رِجْلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا يُوسُفَ: لَوْ
عَلِمَ الْمُلُوكُ وَأَبْنَاءُ الْمُلُوكِ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ
السُّرُورِ وَالنِّعَمِ، إِذًا لجالدونا عليه بأسيافهم2.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 368-369"، وابن عساكر كما في تهذيب
تاريخ دمشق "2/ 172".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 370-371"، وابن عساكر كما في تهذيب
تاريخ دمشق "2/ 179".
(10/33)
ابْنُ بَشَّارٍ: سَمِعْتُ ابْنَ أَدْهَمَ
يَقُولُ: مَا قَاسَيْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، مَا قَاسَيْتُ
مِنْ نَفْسِي، مَرَّةً لِي، وَمَرَّةً عَلَيَّ.
قَالَ عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ: ضَاعَتْ نَفَقَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَدْهَمَ بِمَكَّةَ، فَمَكَثَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا يستفُّ
الرَّمْلَ1.
وَقَالَ بِشْرٌ الْحَافِي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدِ قَالَ:
مَكَثَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ يَأْكُلُ الطِّينَ عِشْرِينَ
يَوْمًا2.
وَقَالَ مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى، عن أبي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ:
أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ أَنَّهُ أَصَابَتْهُ مَجَاعَةٌ
بِمَكَّةَ، فَمَكَثَ أَيَّامًا يَأْكُلُ الرَّمْلَ بِالْمَاءِ3.
وَعَنْ شُعَيْبِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: قَدِمَ ابْنُ أَدْهَمَ مَكَّةَ،
فَإِذَا فِي جِرَابِهِ طِينٌ فَقِيلَ لَهُ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ
طَعَامِي مُنْذُ شَهْرٍ4.
عَنْ سَهْلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: صَحِبْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ
أَدْهَمَ فِي سَفَرٍ، فَأَنْفَقَ عَلَيَّ نَفَقَتَهُ، ثُمَّ مَرِضْتُ،
فَاشْتَهَيْتُ شَهْوَةً، فَبَاعَ حِمَارَهُ وَاشْتَرَى شَهْوَتِي،
فَقُلْتُ: فَعَلَى أَيِّ شيءٍ نَرْكَبُ؟ قَالَ: عَلَى عُنُقِي، قَالَ:
فَحَمَلَهُ ثَلاثَةَ مَنَازِلٍ5.
عصام بن روّاد: سمعت عيسى بن خَارِجَةَ قَالَ: بَيْنَمَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ أَدْهَمَ يَحْصُدُ وَقَفَ عَلَيْهِ رَجُلانِ مَعَهُمَا ثِقْلٌ،
فَسَلَّمَا عَلَيْهِ وَقَالا: أَنْتَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ؟
قَالَ: نَعَمْ، قَالا: فَإِنَّا مَمْلُوكَانِ لِأَبِيكَ وَمَعَنَا
مَالٌ وَوِطَاءٌ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا تَقُولانِ، فَإِنْ
كُنْتُمَا صَادِقَيْنِ فَأَنْتُمَا حُرَّانِ وَالْمَالُ لَكُمَا، لا
تَشْغَلانِي عَنْ عَمَلِي6.
وَعَنْ مَرْوَانَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ سَخِيًّا جِدًّا7.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ
يَقُولُ: رُبَّمَا جَلَسَ إِبْرَاهِيمُ بن
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 381"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ
دمشق "2/ 179-189".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 381".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 381"، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق
"2/ 179".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 381".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 382".
6 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 383".
7 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 384".
(10/34)
أَدْهَمَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إِلَى
آخِرِهِ يُكَسِّرُ الصُّنُوبَرَ فَيُطْعِمُنَا1.
وَغَزَوْتُ مَعَهُ وَلِي فَرَسَانِ وَهُوَ عَلَى رِجْلَيْهِ،
فَأَرَدْتُهُ أَنْ يَرْكَبَ فَأَبَى، فَحَلَفْتُ، فَرَكِبَ حَتَّى
جَلَسَ عَلَى السَّرج، فَقَالَ: قَدْ أَبْرَرْتُ يَمِينَكَ، ثُمَّ
نَزَلَ2.
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّورقي: نَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ،
سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ يَقُولُ: يَجِيئُنِي الرَّجُلُ
بِالدَّنَانِيرِ فَأَقُولُ: ما لي فيها حاجة، ويجيئني بالفرس فأقول: ما
لي فيه حَاجَةٌ، وَيَجِيئُنِي ذَا، فَلَمَّا رَأَى الْقَوْمُ أَنِّي لا
أُنَافِسُهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ أَقْبَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيَّ
كَأَنِّي دَابَّةٌ مِنَ الأَرْضِ، أَوْ كَأَنِّي آيَةٌ، وَلَوْ
قَبِلْتُ مِنْهُمْ لأَبْغَضُونِي، وَلَقَدْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا مَا
كَانُوا يُحْمَدُونَ عَلَى تَرْكِ هَذِهِ الْفُضُولِ.
أحمد الدَّروقي: حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ، حدَّثني
عَلِيُّ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: غَزَا مَعَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
أَدْهَمَ غَزَاتَيْنِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا أَشَدُّ مِنَ
الأُخْرَى، فَلَمْ يَأْخُذْ سَهْمًا وَلا نَفْلا، وَكَانَ لا يأكل من
متاع الروم، نجيء بِالطَّرَائِفِ وَالْعَسَلِ وَالدَّجَاجِ فَلا
يَأْكُلُ مِنْهُ وَيَقُولُ: هُوَ حَلالٌ، لَكِنِّي أَزْهَدُ فِيهِ،
وَكَانَ يَصُومُ، وَغَزَا عَلَى بِرْذَوْنٍ ثَمَنُهُ دِينَارٌ، وَغَزَا
فِي البحر غزاتين3.
الدَّورقيّ: نا خلف تميم، حَدَّثَنِي أَبُو رَجَاءٍ الْخُرَاسَانِيُّ،
عَنْ رَجُلٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ فِي
سَفِينَةٍ فِي غَزَاةٍ، فَعَصَفَتْ عَلَيْهِمُ الرِّيحُ وَأَشْرَفُوا
عَلَى الْغَرَقِ، فَسَمِعُوا هَاتِفًا بِصَوْتٍ عالٍ: تَخَافُونَ
وَفِيكُمْ إِبْرَاهِيمُ4.
وَقَدْ سَاقَ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ عِدَّةَ كَرَامَاتٍ.
قَالَ بِشْرُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَاضِي المصَّيصة: كُنْتُ إِذَا
رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ كَأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ رَوْحٌ،
لَوْ نَفَحَتْهُ الرِّيحُ لَوَقَعَ، قَدِ اسْوَدَّ، مُتَدَرِّعٌ
بِعَبَاءَةٍ، فَإِذَا خَلا بِأَصْحَابِهِ فَمِنْ أَبْسَطِ النَّاسِ5.
مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: نَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: دَخَلَ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أدهم على المنصور
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 385".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 387".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 388".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 6"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "4/
57".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 9".
(10/35)
فَقَالَ: كَيْفَ شَأْنُكُمْ يَا أَبَا
إِسْحَاقَ؟ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ،
نرقِّع دُنْيَانَا بِتَمْزِيقِ دِينِنَا ... فَلا دِينُنَا يَبْقَى
وَلا مَا نرقِّع1
قَالَ ابْنُ بَشَّارٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ
يَتَمَثَّلُ:
لَلُقْمَةٌ بِجَرِيشِ الْمِلْحِ آكُلُهَا ... ألذُّ مِنْ تمرةٍ تُحْشَى
بِزَنْبُورِ2
قَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ
يَقُولُ: مَنْ تَعَوَّدَ أَفْخَاذَ النِّسَاءِ لَمْ يُفْلِحْ3.
يَحْيَى بْنُ آدَمَ: سَمِعْتُ شَرِيكًا يَقُولُ: سَأَلْتُ إِبْرَاهِيمَ
بْنَ أَدْهَمَ عَمَّا كَانَ بَيْنَ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ -رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا، فَبَكَى، فَنَدِمْتُ عَلَى سُؤَالِي إِيَّاهُ،
فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ اشْتَغَلَ بِنَفْسِهِ
عَنْ غَيْرِهِ، وَمَنْ عَرَفَ رَبَّهُ اشْتَغَلَ بِرَبِّهِ عَنْ
غَيْرِهِ4.
وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حبُّ لِقَاءِ النَّاسِ مِنْ حُبِّ
الدُّنْيَا، وَتَرْكُهُمْ تَرْكُ الدُّنْيَا5.
وَقَالَ لِرَجُلٍ: رَوْعَةٌ تَرُوعُكُمْ مِنْ عِيَالِكُمْ أَفْضَلُ
مِمَّا أنا فيه6.
وعن أبي سليمان الدارانيّ قَالَ: صَلَّى إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ
بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ خَمْسَ عَشْرَةَ صَلاةً7.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ
أَدْهَمَ قَالَ: مَنْ حَمَلَ شَاذَّ الْعَمَلِ حَمَلَ شَرًّا
كَبِيرًا8.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: أَوْصَانَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
أَدْهَمَ: اهْرَبُوا مِنَ النَّاسِ كَهَرَبِكُمْ مِنَ السَّبْعِ
الضَّارِي، وَلا تخلَّفوا عن الجمعة والجماعة9.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 10"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ
دمشق "2/ 193".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 10".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 11".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 15".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 19".
6 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 21".
7 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 22"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ
دمشق2/ 179".
8 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 27".
9 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 33"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ
دمشق "2/ 185".
(10/36)
عَنِ الْمُعَانِ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ:
شَكَا الثَّوريّ إلى إبراهيم بن أدهم فقال: نشكو إِلَيْكَ مَا يُفْعَلُ
بِنَا، وَكَانَ سُفْيَانُ مُخْتَفِيًا فَقَالَ: أَنْتَ شَهَرْتَ
نَفْسَكَ بِحَدِّثْنَا وَحَدَّثَنَا1.
عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: عَلَى الْقَلْبِ ثَلاثَةُ أَغْطِيَةٍ:
الْفَرَحُ، وَالْحُزْنُ، وَالسُّرُورُ فَإِذَا فَرِحْتَ بِالْمَوْجُودِ
فَأَنْتَ حَرِيصٌ، وَالْحَرِيصُ مَحْرُومٌ، وَإِذَا حَزِنْتَ عَلَى
الْمَفْقُودِ فَأَنْتَ سَاخِطٌ، وَالسَّاخِطُ مُعَذَّبٌ، وَإِذَا
سُرِرْتَ بِالْمَدْحِ فَأَنْتَ مُعْجَبٌ، وَالْعَجَبُ يُحْبِطُ
الْعَمَلَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا
فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23] 2.
وَعَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ قَائِلا يَقُولُ لِي:
أَيَحْسُنُ بِالْحُرِّ الْمُرِيدِ أَنْ يَتَذَلَّلَ لِلْعَبِيدِ وَهُوَ
يَجِدُ عِنْدَ مَوْلاهُ كلّ ما يريد؟ 3.
وقال النَّسائي: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ أَحَدُ الزُّهاد، ثِقَةٌ
مَأْمُونٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيُّ: ثِقَةٌ.
وَعَنِ الْبُخَارِيِّ أَنَّهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَابْنُ يُونُسَ الْمِصْرِيُّ:
سَنَةَ اثْنَتَيْنِ.
قُلْتُ: سِيرَتُهُ فِي تَارِيخِ دِمَشْقَ، ثَلاثٌ وَثَلاثُونَ
وَرَقَةً، وَهِيَ طَوِيلَةٌ فِي حِلْيَةِ الأَوْلِيَاءِ عَلَيْهِمُ
السَّلامُ.
4- إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ
الأَنْصَارِيُّ الأَشْهَلِيُّ4.
مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ.
يَرْوِي عَنْ: دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ،
وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ.
وَكَانَ صَوَّامًا قَوَّامًا مِنَ الْعَابِدِينَ، لَكِنَّهُ وَاهِي
الْحَدِيثِ عِنْدَهُمْ.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 34".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 34".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 36".
4 الطبقات الكبرى "5/ 412"، التاريخ الكبير "1/ 271-272"، الجرح
والتعديل "2/ 83"، تهذيب الكمال "2/ 42-44"، تهذيب التهذيب "104-105".
(10/37)
رَوَى عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعًا: "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: يَا
يَهُودِيُّ فَاجْلِدُوهُ عِشْرِينَ".
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مُصَلِّيًا عَابِدًا، صَامَ سِتِّينَ
سَنَةً، وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ، قَالَ: وَمَاتَ سَنَةَ خمسٍ
وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: وَقَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِيمَا قِيلَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
5- إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ بْنِ شُعْبَةَ1.
الإِمَامُ، أَبُو سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيُّ: شَيْخُ خُرَاسَانَ.
وُلِدَ بِهَرَاةَ، وَاسْتَوْطَنَ نَيْسَابُورَ، وَجَاوَرَ بِمَكَّةَ
مُدَّةً.
وَرَوَى عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، وَأَبِي جَمْرَةَ
الضُّبعيّ، وَآدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ،
وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ،
وَالأَعْمَشِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَجَّاجِ بْنِ حَجَّاجٍ، وَخَلْقٍ
حَتَّى كَتَبَ عَنْ أَقْرَانِهِ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَحَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
النَّيسابوريّ، وَخَالِدُ بْنُ نِزَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ
الْعَوَقِيُّ، وَأَبُو همَّام مُحَمَّدُ بْنُ مُحَبَّبٍ، وَأَبُو
حُذَيْفَةَ النَّهدي، وَأُمَمٌ سِوَاهُمْ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَأَبُو
حَنِيفَةَ.
وَمِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ: سَعْدُ بْنُ يَزِيدَ الْفَرَّاءُ -وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ.
وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ الأَئِمَّةِ.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي "تَارِيخِ الثِّقَاتِ": مُشْتَبِهٌ، لَهُ
مَدْخَلٌ فِي الثِّقَاتِ، فَإِنَّهُ رَوَى
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 294"، والجرح والتعديل "2/ 107-108"، وتهذيب
التهذيب "1/ 129-131".
(10/38)
أَحَادِيثَ مُسْتَقِيمَةً تُشْبِهُ
أَحَادِيثَ الأَثْبَاتِ، وَقَدْ تَفَرَّدَ عَنِ الثِّقَاتِ بِأَشْيَاءَ
مُعْضِلَةٍ -سَنَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فِي كِتَابِ الْفَصْلِ
بَيْنَ النَّقلة إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْخٍ
تَوَقَّفْنَا فِي أَمْرِهِ مِمَّنْ لَهُ مَدْخَلٌ فِي الثِّقات
وَالضُّعَفَاءِ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ: مَاتَ بِمَكَّةَ سَنَةَ
سِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ
صَحِيحُ الْحَدِيثِ، مَا كَانَ بِخُرَاسَانَ أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثًا
مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شيخان من خراسان ثقتان مرجئانه، أَبُو حَمْزَةَ
السكَّريّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ مُرْجِئًا شَدِيدًا عَلَى
الْجَهْمِيَّةِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ،
فَذُكِرَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَكَانَ مُتَّكِئًا مِنْ
عِلَّةٍ، فَجَلَسَ وَقَالَ: لا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ الصَّالِحُونَ
فيتَّكأ.
قُلْتُ: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الإِرْجَاءَ عِنْدَ أَحْمَدَ
بِدْعَةٌ خَفِيفَةٌ.
وَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: أَنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ لَهُ
عَلَى بَيْتِ الْمَالِ رِزْقٌ، وَكَانَ يَسْخُو بِهِ، قَالَ: فَسُئِلَ
يَوْمًا عَنْ مَسَأَلَةٍ فِي مَجْلِسِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ،
فَقَالَ: لا أَدْرِي، فَقَالُوا لَهُ: يَأْخُذُ فِي الشَّهْرِ كَذَا
وَكَذَا وَلا يُحْسِنُ هَذِهِ! قَالَ: إِنَّمَا آخُذُ عَلَى مَا
أُحْسِنُ، وَلَوْ أَخَذْتُ عَلَى مَا لا أُحْسِنُ لَفَنِيَ بَيْتُ
الْمَالِ، فَأَعْجَبَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ذَلِكَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْمَوْصِلِيُّ:
إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ، كَذَا قَالَ،
وَإِبْرَاهِيمُ حُجَّةٌ.
قَالَ الْحَاكِمُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ
الْكَرَابِيسِيَّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ
الْحَسَنِ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُقَيْلٍ، سَمِعْتُ حَفْصَ بْنَ
عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ طَهْمَانَ يَقُولُ:
وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ، لَقَدْ رَأَى مُحَمَّدٌ ربَّه.
وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ قِيرَاطٍ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ طَهْمَانَ
يَقُولُ: الْجَهْمِيَّةُ كفَّار، وَالْقَدَرِيَّةُ كُفَّارٌ.
قَالَ مَالِكُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْهَرَوِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ
سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
(10/39)
6- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ الْجُمَحِيُّ الْمَدَنِيُّ1.
يَرْوِي عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
دِينَارٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو النَّضر هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَعَلِيُّ بْنُ
حَفْصٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
7- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ2.
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَسَعِيدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ النشتكي، وَأَبُو عَتَّابٍ سَهْلٌ الدَّلالُ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
8- إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْفَضْلِ الْمَخْزُومِيُّ3، أَبُو إِسْحَاقَ
الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: إِسْرَائِيلَ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ،
وَآخَرُونَ.
ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
9- إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ4، أَبُو إِسْحَاقَ الْمَخْزُومِيُّ
الْمَكِّيُّ.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
نَجِيحٍ، وَمُسْلِمِ بْنِ ينَّاق، وَابْنِ طَاوُسٍ.
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الْحُبَابِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ،
وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَهُوَ أكبر شيخ لأبي حذيفة النَّهديّ.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 298-299"، تهذيب الكمال "2/ 122-123"، وتهذيب
التهذيب "1/ 133".
2 التاريخ الكبير "1/ 309"، الجرح والتعديل "2/ 118"، وتهذيب التهذيب
"1/ 145".
3 التاريخ الكبير "1/ 311"، الجرح والتعديل "2/ 376"، تهذيب التهذيب
"1/ 150-151".
4 الطبقات الكبرى "5/ 495"، التاريخ الكبير "1/ 332-333"، الجرح
والتعديل "2/ 140"، تهذيب الكمال "2/ 227-228"، تهذيب التهذيب "1/
174".
(10/40)
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ أَوْثَقَ
شَيْخٍ بِمَكَّةَ.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ حَافِظًا.
10- إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ الْوَعْلانِيُّ1.
وَقِيلَ: الْخَوْلانِيُّ الْمِصْرِيُّ، الْفَقِيهُ الْعَابِدُ، أَبُو
بَكْرٍ.
دَخَلَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ.
وَسَمِعَ مِنْ: نَافِعٍ، والزُّهريّ، وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ.
وَعَنْهُ: اللَّيْثُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ،
وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: غَزَا الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ
سَنَةَ ثمانٍ وَتِسْعِينَ مَعَ مُسْلِمَةَ.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنِ اللَّيْثِ، عَنْهُ قَالَ: لَقَدْ جَاءَنَا
الْقَفْلُ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ تُوُفِّيَ
سُلَيْمَانُ، وإني لِأَطْلُبَ الْفَرْقَ مِنَ الطَّعَامِ بِسَبْعِينَ
دِينَارًا.
قُلْتُ: الْفَرْقُ أَرْبَعَةُ أَرْطَالٍ بِالدِّمَشْقِيِّ، وَلَمْ
أَسْمَعْ بِمِثْلِ هَذَا الْغَلاءِ أَبَدًا، رَوَاهُ سَعِيدٌ
الآدَمِيُّ، وَهُوَ ثقة، وعن ابن وهب.
وقد روى ابن المبارك، إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشِيطٍ، عَنْ رجلٍ: أَنَّهُ
دَخَلَ عَلَى ابْنِ جَزْءٍ، وَهَذَا أَشْبَهُ.
مَاتَ إِبْرَاهِيمُ سَنَةَ إِحْدَى، أَوِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ.
وَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْكِنْدِيُّ، أَنَّهُ تُوُفِّيَ
سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
11- أُبَيُّ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعديّ
الْمَدَنِيُّ2.
أَخُو عَبْدِ الْمُهَيْمِنِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ
حَزْمٍ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَزَيْدُ بْنُ الحباب، والواقديّ.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 331-332"، الجرح والتعديل "2/ 141"، تهذيب
التهذيب "1/ 175".
2 الطبقات الكبرى "5/ 421"، التاريخ الكبير "2/ 40"، الثقات لابن حبان
"4/ 51"، الجرح والتعديل "2/ 290"، تهذيب التهذيب "1/ 186-187".
(10/41)
مَاتَ بَعْدَ السِّتِّينَ وَمِائَةٍ.
وُثِّقَ.
وَقَدْ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدُّولابيّ: ليس القويّ.
وَذَكَرَهُ النَّسائيّ فِي كِبَارِ الضُّعفاء.
وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَوْرَدَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي كِبَارِ الضُّعفاء،
فَذَكَرَ قَوْلَ ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ الأَلْهَانِيِّ السَّكونيّ
الْحِمْصِيِّ.
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا عَتِيقُ بْنُ
يَعْقُوبَ، ثَنَا أُبَيٌّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ
النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَكَرَ الاسْتِنْجَاءَ
فَقَالَ: "أَلا يَكْفِي أَحَدَكُمْ ثَلاثَةُ أَحْجَارٍ حَجَرَانِ
لِلصَّفْحَتَيْنِ، وَحَجَرٌ لِلْمَسْرَبَةِ"1. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ
بِهَذَا اللَّفْظِ سِوَى أُبَيِّ بْنِ عَبَّاسٍ.
12- أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ، أَبُو عَدِيٍّ الأَلْهَانِيُّ
السَّكوني الْحِمْصِيُّ2.
مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ، أَدْرَكَ أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ.
وَسَمِعَ مِنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَسَعِيدِ بْنِ المسيِّب،
وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَكَثِيرِ بْنِ مرَّة، وَأَبِي عَامِرٍ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَابِرٍ الألْهَانِيِّ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعِصَامُ بْنُ خَالِدٍ،
وَأَبُو الْيَمَانِ.
قَالَ ابْنُ حبَّان: ثِقَةٌ، ضَابِطٌ، فَقِيهٌ.
وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: شبَّهت أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ بِأَرْطَأَةَ
بْنِ الْمُنْذِرِ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَقَدْ نَيَّفَ على
التسعين فيما أحسب.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه الدارقطني في سننه "150"، والبيهقي في السنن
الكبرى "1/ 114"، والعقيلي في الضعفاء "1/ 16-17"، وفيه أبي العباس وهو
كما قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لا يُتابع عَلَى شيء مِن أحاديثه، وقد ضعفه
ابن معين وأحمد وغيرهما كما تقدم ذكره.
2 التاريخ الكبير "2/ 57"، الجرح والتعديل "2/ 326-327"، تهذيب التهذيب
"1/ 198".
(10/42)
13- أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ
الْكُوفِيُّ. صَاحِبُ السُّدي1.
رَوَى عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ: والسُّدِّيّ، وَمَنْصُورِ بْنِ
الْمُعْتَمِرِ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ السَّلوليّ، وَعَمْرٌو الْعَنْقَزِيُّ،
وَأَبُو غَسَّانَ النَّهدي وَعَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ، وَعَوْنُ بْنُ
سَلامٍ الْكُوفِيُّونَ.
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وليَّنه أَبُو نُعَيْمٍ الْكُوفِيُّ.
14- إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَبُو يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ
الْكُوفِيُّ. نَزِيلُ الْبَصْرَةِ2.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ،
وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ القاسم، وابن أبي
نجيح، وخالد ابن أَبِي مَالِكٍ، وَيُوسُفَ بْنِ عُبَيْدٍ.
رَوَى عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَعَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ
سُلَيْمَانَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيْمٍ،
وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَطَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ،
وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ مَا لا يُتَابَعُ
عَلَيْهِ، وَأَحَادِيثُهُ غَيْرُ مَحْفُوظَةٍ.
قُلْتُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا لَيَّنَهُ مِنَ الْقُدَمَاءِ، وَكَانَ
جَارًا لِلْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ بِالْبَصْرَةِ.
15- إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَدَنِيُّ الأَعْوَرُ3.
عَنْ أَبِيهِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُنَيْنٍ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ،
وَالْقَعْنَبيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
16- إِسْحَاقُ بْنُ ثَعْلَبَةَ، أَبُو صَفْوَانَ الْحِمْيَرِيُّ
الْحِمْصِيُّ4.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 376"، التاريخ الكبير "2/ 53"، الجرح والتعديل
"2/ 332"، تهذيب التهذيب "1/ 211-212".
2 التاريخ الكبير "2/ 378"، الجرح والتعديل "2/ 207"، تهذيب التهذيب
"1/ 221-222".
3 التاريخ الكبير "2/ 383"، الجرح والتعديل "2/ 215"، تهذيب التهذيب
"1/ 228".
4 الجرح والتعديل "2/ 215".
(10/43)
قِيلَ: وُلّي خَرَاجَ دِمَشْقَ فِي أَوَّلِ
دَوْلَةِ الرشيد.
روى عن: مكحول، عبد اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيِّ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الطَّرائفيّ، وَعَمْرُو بْنُ هِشَامٍ الْحَرَّانِيَّانِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ مَجْهُولٌ.
وَضَعَّفَهُ أبو أحمد الحاكم.
17- إسحاق بن حازم -ح- مهملة، ويقال: ابن أبي حازم المدنيّ1.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
مِقْسَمٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَمَعْنٌ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ
مَخْلَدٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ المعين.
18- إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الأَشْدَقِ2 عَمْرُو بْنُ سَعِيدِ
بْنِ الْعَاصِ الأُمَوِيُّ. الْمَدَنِيُّ، ثُمَّ الْكُوفِيُّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ مَخْلَدٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ وَأَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ
الْمَسْعُودِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
19- إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مليكة3.
يروي عن: قريبه ابن أبي مُلَيْكَةَ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ مُوسَى،
وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهريّ. خَرَّجَ لَهُ ابن ماجه حديثًا
في دعاء الصائم4.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 385"، الجرح والتعديل "2/ 216"، تهذيب التهذيب
"1/ 75".
2 الطبقات الكبرى "6/ 362"، التاريخ الكبير "1/ 391"، الجرح والتعديل
"2/ 220"، تهذيب التهذيب "1/ 233-234".
3 التاريخ الكبير "1/ 398"، الجرح والتعديل "2/ 228-229"، تهذيب
التهذيب "1/ 243".
4 "حديث ضعيف": أخرجه ابن ماجه "1753"، والحاكم في المستدرك "1/ 422"،
وضعفه الشيخ الألباني في الإرواء "921".
(10/44)
20- إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ
بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ التَّيميّ الْمَدَنِيُّ1.
رَأَى السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ، وَسَمِعَ مِنْ: عَمِّهِ إِسْحَاقَ بْنِ
طَلْحَةَ، وَابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَوَكِيعٌ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ،
وَسَعْدَوَيْهِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ.
يكنَّى: أَبَا مُحَمَّدٍ.
ضَعَّفَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَقَالَ النَّسائي: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ عَلِيٌّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ عَنْهُ فَقَالَ: ذَاكَ
شِبْهٌ لا شَيْءَ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ
يَتَكَلَّمُونَ فِي حِفْظِهِ، وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ:
لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
قَالَ أَبُو الْعَبَّاسِ السَّرَّاجُ: مَاتَ سَنَةَ أربعٍ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ.
21- إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ2 بْن أَبِي إسحاق عَمْرو بْن عَبْد الله
الْهَمْدَانِيُّ. السَّبيعيّ الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ، أَبُو يُوسُفَ.
وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ، وَسَمِعَ مِنْ: جَدِّهِ، وَزِيَادِ بْنِ
عِلاقَةَ، وَإِسْحَاقَ بْنِ حَرْبٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ،
وَطَبَقَتِهِمْ، وَأَكْثَرَ عَنْ جَدِّهِ، وَهُوَ ثَبْتٌ فِيهِ.
رَوَى عَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ،
وَالْفِرْيَابِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ،
وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ، وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
رَوَى حَرْبٌ الْكَرْمَانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ:
إِسْرَائِيلُ ثِقَةٌ، وَجَعَلَ يَعْجَبُ مِنْ حِفْظِهِ.
وَسُئِلَ أَبُو نُعَيْمٍ: أَيُّهُمَا أَثْبَتُ: إِسْرَائِيلُ، أَوْ
أَبُو عَوَانَةَ؟ قال: إسرائيل.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 406"، الجرح والتعديل "2/ 236"، تهذيب التهذيب
"2/ 254-255".
2 الطبقات الكبرى "6/ 374"، التاريخ الكبير "2/ 56"، الجرح والتعديل
"2/ 330-331"، تهذيب التهذيب "1/ 261-265".
(10/45)
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ، وَهُوَ
أَثْبَتُ مِنْ شَيْبَانَ فِي أَبِي إِسْحَاقَ، وَكَذَا وَثَّقَهُ
غَيْرُ وَاحِدٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَضْعِفُهُ، وَقَالَ
الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لا يُحَدِّثُ عَنْ إِسْرَائِيلَ
وَكَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْهُ وَقَالَ ابْنُ
الْمَدِينِيِّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ: إِسْرَائِيلُ
فَوْقَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ يَقُولُ: إِسْرَائِيلُ
صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قَالَ غُنْجَارُ فِي تَارِيخِهِ: ثَنَا أبو حفص أحمد بن أَحْمَدُ بْنُ
حَمْدَانَ، ثَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
سَهْلٍ، ثَنَا السَّريّ بْنُ عَبَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنِي
أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَقِيقٍ الْبَلْخِيُّ، الزَّاهِدُ،
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لقيت العلماء وَأَخَذْتُ مِنْ آدَابِهِمْ،
لَقِيتُ سُفْيَانَ الثَّوريَّ فَأَخَذْتُ لِبَاسَ الدُّون مِنْهُ،
رَأَيْتُ عَلَيْهِ إزارًا قدر أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ، وَأَخَذْتُ
الْخُشُوعَ مِنْ إِسْرَائِيلَ بْنِ يُونُسَ، كُنَّا جُلُوسًا حَوْلَهُ
لا يَعْرِفُ مَنْ عَنْ يَمِينِهِ وَلا مَنْ عَنْ شِمَالِهِ مِنْ تفكُّر
الآخِرَةِ، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ لَيْسَ بينه بين
الدُّنْيَا عَمَلٌ، وَأَخَذْتُ قَصْدَ الْمَعِيشَةِ مِنْ وَرْقَاءَ
بْنِ عُمَرَ، طَلَبْنَا مِنْهُ تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ:
بِشَرْطِ أَنْ نَتَغَدَّى وَنَتَعَشَّى عِنْدَهُ، فَكَانَ يُقَدِّمُ
إلينا خبر الشَّعِيرِ وَإِدَامَ الْخَلِّ وَالزَّيْتِ فَقَالَ: هَذَا
لِمَنْ يَطْلُبُ الْفِرْدَوْسَ وَيَهْرُبُ مِنَ النَّارِ، وَأَخَذْتُ
الزُّهد مِنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ، طَلَبْتُ مِنْهُ كِتَابَ
الزُّهْدِ فَقَالَ: اللَّهم اجْعَلْهُ مِنَ الزَّاهِدِينَ فِي
الدُّنْيَا، فَرَجَوْتُ بَرَكَةَ دُعَائِهِ، وَدَخَلْتُ مَنْزِلَهُ
فَإِذَا قدورًا تَغْلِي بَيْنَ حَامِضٍ وَحُلْوٍ، فَأَنْكَرْتُ فَقَالَ
لِي خَادِمُهُ: لا عَلَيْكَ يَا خُرَاسَانِيُّ، إِنَّهُ لَمْ يأكل منه
سَبْعِ سِنِينَ لَحْمًا، وَإِنَّهُ لَيَتَّخِذُ كلَّ يومٍ تِسْعَ
قُدُورٍ يُطْعِمُ الْمَسَاكِينَ وَالْمَرْضَى وَمَنْ لا حِيلَةَ لَهُ،
وَأَخَذْتُ التَّعَاوُنَ والتَّوكل مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ،
كُنَّا عِنْدَهُ فِي رَمَضَانَ، فَأُهْدِيَ إِلَيْهِ سَلَّةُ تِينٍ،
فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى مَسَاكِينَ، فَقُلْنَا: لَوْ تَدَعُ لَنَا
شَيْئًا، قَالَ: أَلَسْتُمْ صوَّام؟، قُلْنا: بَلَى، قَالَ: لَيْسَ
لَكُمْ عِيَالٌ، لَيْسَ لَكُمْ رَوْعَةٌ، أَمَا تَخَافُونَ اللَّهَ
لِطُولِ أَمَلِكُمْ إِلَى الْعَشَاءِ وَسُوءِ ظَنِّكُمْ بِاللَّهِ،
وَذَلِكَ عِنْدَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ، ثُمَّ قَالَ: ثِقُوا
بِاللَّهِ، أَحْسِنُوا الظَّنَّ بِاللَّهِ. وَأَخَذْتُ الْحَلالَ
وَتَرْكَ الشُّبه مِنْ وُهَيْبٍ الْمَكِّيِّ، قَالَ: مُذْ خَرَجَ
السُّودان فَإِنِّي لَمْ آكُلْ مِنْ فَوَاكِهِ مَكَّةَ، فَقِيلَ لَهُ:
فَإِنَّكَ تَأْكُلُ مِنْ طَعَامِ مِصْرَ وَهُوَ خَبِيثٌ! قَالَ:
عَلَيَّ عَهْدُ اللَّهِ وَمِيثَاقُهُ أَنْ لا آكُلَ طَعَامًا حَتَّى
تَحِلَّ لِي الْمَيْتَةُ، فَكَانَ يجوِّع نَفْسَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ،
فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ
أَنِّي أَخْشَى ضعف
(10/46)
الْعِبَادَةِ وَإِلا مَا أَكَلْتُهُ،
اللَّهُمَّ مَا كَانَ فيه من خبيث فلا تؤاخذني بِهِ، ثُمَّ يَبُلُّهُ
بِالْمَاءِ فَيَأْكُلُهُ رَحِمَهُ اللَّهُ.
قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ أَرْبَابُ الْكُتُبِ الصِّحاح، وَكَانَ
ثِقَةً حَافِظًا صَالِحًا خَاشِعًا مِنْ أَوْعِيَةِ الْحَدِيثِ، مَاتَ
سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ إِحْدَى.
قَالَ عَبَّاسٌ الدُّوريّ: ثَنَا حُجَيْنُ بن المثنَّنى قَالَ: قَدِمَ
عَلَيْنَا إِسْرَائِيلُ بَغْدَادَ فَقَعَدَ فَوْقَ بَيْتٍ، وَقَامَ
رَجُلٌ وَالنَّاسُ قَدِ اجْتَمَعُوا، فَأَخَذَ دَفْتَرًا، فَجَعَلَ
يَسْأَلُهُ مِنَ الدَّفْتَرِ حَتَّى أَتَى عَلَيْهِ أَوْ عَلَى
عَامَّتِهِ، وَالنَّاسُ قُعُودٌ لا يَنْظُرُونَ فِيهِ، فَقَامَ
الشَّيْخُ وَقَعَدَ النَّاسُ فَكَتَبُوهُ.
وَقَالَ ابْنُ خِرَاشٍ: إِسْرَائِيلُ كَانَ يَحْيَى بْنُ سعيد لا
يرضاه، وكان ابْنُ مَهْدِيٍّ يَرْضَاهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ يَحْيَى لا يُحَدِّثُ عَنْ إِسْرَائِيلَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: كُنَّا نَكْتُبُ عِنْدَهُ مِنْ حِفْظِهِ.
فقال ابن المدينيّ: سمعت ابن مهديّ قَالَ: قَالَ لِي عِيسَى بْنُ
يُونُسَ، قَالَ أخي إسرائيل: أحفظ حديث أبي إسحاق كما احْفَظِ السُّورة
مِنَ الْقُرْآنِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ السَّدوسيّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ
الحرَّانيّ، سمعت عيس بْنَ يُونُسَ يَقُولُ: كَانَ أَصْحَابُنَا
سُفْيَانُ، وَشَرِيكٌ، وغيرهم، وما إِذَا اخْتَلَفُوا فِي حَدِيثِ
أَبِي إِسْحَاقَ يَأْتُونَ أَبِي فَيَقُولُ: اذْهَبُوا إِلَى ابْنِي
إِسْرَائِيلَ، فَهُوَ أَرْوَى عَنْهُ مِنِّي وَأَتْقَنُ لَهَا، وَكَانَ
قَائِدَ جَدِّهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: إِسْرَائِيلُ أَصَحُّ حَدِيثًا مِنْ شَرِيكٍ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ قَالَ ابْنُ
الْمَدِينِيِّ: إِسْرَائِيلُ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثِقَةٌ صَدُوقٌ، وَلَيْسَ
بِالْقَوِيِّ وَلا السَّاقِطِ، فَقَالَ: مُرَّةُ، فِي حَدِيثِهِ لِينٌ.
22- إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ الْمَدَنِيُّ1.
عَنْ: عَائِشَةَ بنت سعيد بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَنَافِعٍ، والزُّهريّ،
وَعَمِّهِ مُوسَى بن عقبة.
__________
1 الطبقات الكبرى "5/ 418-419"، التاريخ الكبير "1/ 341"، والجرح
والتعديل "2/ 152"، ميزان الاعتدال "1/ 215"، تهذيب التهذيب "1/
272-273".
(10/47)
وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَسَعِيدُ بْنُ
أَبِي مَرْيَمَ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
23- إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ1 بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ الْمَدَنِيُّ
أَخُو مُوسَى.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، والثَّوريّ،
وَحَاتِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. شَيْخٌ صَدُوقٌ.
توفّي سنة 169.
24- إسماعيل بن خليفة2، أبو هاني الْكُوفِيُّ. مِنْ مَوَالِي سَعْدِ
بْنِ عُبَادَةَ الْخَزْرَجِيِّ. وَلاهُ الْمَنْصُورُ قَضَاءَ
إِصْبَهَانَ.
يَرْوِي عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَمُجَالِدٍ،
وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
وَعَنْهُ: عَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ،
وَإِبْرَاهِيمُ بن أيوب، وولده سعيد بن أبي هاني.
وَحَدِيثُهُ عِنْدَ الأَصْبَهَانِيِّ.
مَاتَ سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
فَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلِيفَةَ، أَبُو إِسْرَائِيلَ
الْمُلائِيُّ، فَيَأْتِي بِكُنْيَتِهِ.
25- إِسْمَاعِيلُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكَحَّالُ3 بَصْرِيٌّ حَسَنُ
الْحَدِيثِ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ الْخُزَاعِيِّ، وَثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صالح.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 339"، الجرح والتعديل "2/ 151"، تهذيب التهذيب
"1/ 272".
2 الجرح والتعديل "2/ 167"، والثقات لابن حبان "8/ 96".
3 التاريخ الكبير "1/ 358"، والجرح والتعديل "2/ 177"، تهذيب التهذيب
"1/ 304".
(10/48)
26- أَشْرَسُ أَبُو شَيْبَانَ1.
بَصْرِيٌّ عَنِ: الْحَسَنِ، وَثَابِتٍ البنانيّ.
وعنه: يزيد بْن هارون، وعُبَيْد الله بْنُ مُوسَى، وَأَبُو سَلَمَةَ،
وَغَيْرُهُمْ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي تَارِيخِ الثِّقَاتِ.
27- أَشْعَثُ بْنُ بَرَازٍ السَّعْدِيُّ الْهُجيْمِيُّ2. بصريٌّ واهٍ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو عَوْنٍ الزِّيَادِيُّ،
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي سُوَيْدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَاضِي
المصِّيصة، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ الْفلاسُ:
ضَعِيفٌ جِدًّا، وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ
بِشَيْءٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الزِّيَادِيُّ: ثَنَا أَشْعَثُ بْنُ بَرَازٍ،
عَنْ قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
قَالَ: "إِذَا حَدَّثْتُمْ عَنِّي حَدِيثًا فَوَافَقَ الحقَّ، فَخُذُوا
بِهِ"3، هَذَا مُنْكَرٌ، وَلَمْ يَصِحَّ فِي هَذَا شَيْءٌ.
وَآخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ أَشْعَثَ بْنِ بَرَازٍ الْهُجَيْمِيِّ:
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ. وَقَدْ قَالَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ:
مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدًّا.
وَقَالَ النَّسائيّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
28- أَشْعَثُ بْنُ سَعِيدٍ4، أَبُو الرَّبِيعِ السَّمَّانُ
الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي
الزِّنَادِ، وَعَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ الله، وجماعة.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 42"، الجرح والتعديل "2/ 322"، الثقات لابن حبان
"6/ 81".
2 التاريخ الكبير "1/ 428"، الجرح والتعديل "2/ 269-270"، وميزان
الاعتدال "1/ 262-263"، المجروحين لابن حبان "1/ 173".
3 حديث منكر: أخرجه العقيلي في الضعفاء "1/ 33"، والبزار كما في المجمع
"1/ 150"، وقال الهيثمي: وفيه أشعث بن براز ولم أر من ذكره.
4 التاريخ الكبير "1/ 430"، الجرح والتعديل "2/ 272"، تهذيب التهذيب
"1/ 351-352".
(10/49)
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَيَحْيَى بْنُ
حَسَّانٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ، وَكَامِلُ
الْجَحْدَرِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ مُسْلِمٌ: كَانَ يَكْذِبُ،
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْحَافِظِ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ:
هُوَ مَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ:
ضَعِيفٌ، وَقَالَ الدَّارقطنيّ: مَتْرُوكٌ، وَقَالَ أَحْمَدُ:
مُضْطَرِبٌ، لَيْسَ حَدِيثُهُ بِذَاكَ.
وَمِنْ مَنَاكِيرِ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانِ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: نَبَاتُ الشَّعْرِ فِي الأَنْفِ
أَمَانٌ مِنَ الْجُذَامِ1.
29- أَعْيَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ2، أَبُو حَفْصٍ الْعُقَيْلِيُّ
الْبَصْرِيُّ.
عَنِ الْحَسَنِ، وَأَبِي أَبْلَحَ الْهُذَلِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وأميَّة بْنُ خَالِدٍ.
قَالَ الْفلاسُ: هُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي عُقَيْلٍ.
30- أُنَيْسُ بْنُ خَالِدٍ التَّميمّي السَّعديّ3.
عَنْ: عَطَاءٍ، وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، وَالْمُسَيَّبِ بْنِ
رَافِعٍ، وَجَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو
الْوَلِيدِ، وَأَحْمَدُ بْنُ يونس.
قال البخاريّ ليس بذاك، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فِي حَدِيثِهِ شَيْءٌ.
31- أَيُّوبُ بْنُ خَوْطٍ4، أَبُو أُمَيَّةَ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: يَزِيدَ الرَّقاشيّ، وَقَتَادَةَ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ،
وَجَمَاعَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ.
وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيسابوريّ، وَغُنْجَارُ
الْبُخَارِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَجَمَاعَةٌ.
__________
1 حديث موضوع: أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات "1/ 168-169"، وذكره
الشيخ الألباني في ضعيف الجامع "5954"، وقال: موضوع.
2 التاريخ الكبير "2/ 54"، الجرح والتعديل "2/ 325"، الثقات لابن حبان
"6/ 82".
3 التاريخ الكبير "2/ 43"، الجرح والتعديل "2/ 335"، ميزان الاعتدال
"1/ 277".
4 التاريخ الكبير "1/ 414"، الجرح والتعديل "2/ 241"، ميزان الاعتدال
"1/ 286".
(10/50)
قَالَ النَّسائيّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ،
وَقَالَ حَسَنُ بْنُ عِيسَى: تَرَكَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَيُّوبَ بْنَ
خَوْطٍ، وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
32- أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ. قَدْ ذُكِرَ، وَسَيُذْكَرُ، قِيلَ: مَاتَ
سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
33- أَيُّوبُ بْنُ محمد1 العلجيّ، أَبُو الْجَمَلِ الْيَمَامِيُّ.
عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ،
وَقَيْسِ بْنِ طَلْقٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، وَأَبُو عَلِيٍّ
الْحَنَفِيُّ، وَسَهْلُ بْنُ بكارُ، وَصَيْفِيُّ بْنُ رِبْعِيٍّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شَيْءَ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُنْكَرُ
الْحَدِيثِ.
34- أَيُّوبُ بْنُ نَهِيكٍ الْحَلَبِيُّ2.
عَنِ: الشَّعبي، وَمُجَاهِدٍ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وأُبو قَتَادَةَ
الْحَرَّانِيُّ، وَيَحْيَى الْبَابْلُتِّيُّ.
وَامْتَنَعَ أُبو زُرْعَةَ مِنْ رِوَايَةِ حَدِيثِهِ تورُّعًا، وَقَالَ
أُبو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ.
"حرف الْبَاءِ":
35- بَزِيعٌ، أُبو الْهَيْثَمِ الْمَرْوَزِيُّ3. ذَكَرَهُ ابْنُ
حِبَّانَ فِي تَارِيخِ الثَّقات.
فَقَالَ: يَرْوِي عَنْ: أَبِي مِجْلَزٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَنْهُ:
عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، وَعِيسَى غُنْجَارُ.
36- بشار بن برد4.
البصري، أبو معاذ الأعمى، الشاعر البليغ المقدَّم على شعراء المحدثين،
فإنه قَالَ. ثَلاثَةَ عَشَرَ أَلْفَ بَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ الْجَيِّدِ،
وَقَدِمَ بَغْدَادَ وَأَقَامَ بِهَا ومدح الكبار، وهو من
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 423"، الجرح والتعديل "2/ 257"، ميزان الاعتدال
"1/ 292".
2 التاريخ الكبير "1/ 425"، الجرح والتعديل "2/ 259"، ميزان الاعتدال
"1/ 294".
3 التاريخ الكبير "2/ 130-131"، الجرح والتعديل "2/ 420"، الثقات لابن
حبان "6/ 113".
4 سير أعلام النبلاء "7/ 24-25"، الأغاني "3/ 135، 250".
(10/51)
مَوَالِي بَنِي عُقَيْلٍ، وَيُلَقَّبُ
بالمرعَّث؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ فِي أُذُنِهِ وَهُوَ صَغِيرٌ
رَعَاثًا، والرَّعاث: الْحَلَقُ، وَاحِدُهَا رَعْثَةٌ، وَقِيلَ فِي
مَعْنَى لَقَبِهِ غَيْرُ ذَلِكَ.
وَقَدْ وُلِدَ أَعْمَى، وَقَالَ الشِّعْرَ وَلَمْ يَبْلُغْ عَشْرَ
سِنِينَ.
وَعَنْ أَبِي تمُام الطَّائِيِّ قَالَ: أَشْعَرُ النَّاسِ بَعْدَ
الطَّبَقَةِ الأُولَى: بَشَّارٌ، والسُيد الْحِمْيَرِيُّ، وَأَبُو
نُوَاسٍ، وَبَعْدَهُمْ: مُسْلِمُ بْنُ الْوَلِيدِ.
وَلِبَشَّارٍ:
يَا طَلَلَ الحيِّ بِذَاتِ الصَّمد ... بِاللَّهِ خبِّر كَيْفَ كُنْتَ
بَعْدِي
بَدَتْ بخدٍّ وَجَلَتْ عَنْ خدِّ ... ثمَّ انْثَنَتْ بِالنَّفَسِ
المرتدِّ
وَصَاحِبٍ كالدُّمَّل الممدِّ ... حَمَلْتُهُ فِي رُقْعَةٍ مِنْ
جِلْدِي
حَتَّى اغْتَدَى غَيْرَ فَقِيدِ الْفَقْدِ ... وَمَا دَرَى مَا
رَغْبَتِي مِنْ زُهْدِي
الحرُّ يُلْحَى وَالْعَصَا لِلْعَبْدِ ... وَلَيْسَ لِلْمُلْحِفِ
مِثْلُ الرَّدّ
اسْلَمْ وحيِّيت أَبَا الملدِّ ... مِفْتَاحَ بَابِ الْحَدَثِ المنسدِّ
لِلَّهِ أَيَّامُكَ فِي مَعَدِّ ... وَفِي بَنِي قَحْطَانَ غَيْرَ عدِّ
وَهِيَ طَوِيلَةٌ.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
إِذَا كُنْتَ فِي كُلِّ الأُمُورِ مُعَاتِبًا ... خَلِيلَكَ لم تلق
الّذي لا تُعَاتِبُهْ
فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ صِلْ أَخَاكَ فإنِّه ... مُقَارِفُ ذَنْبٍ مرَّةً
وَمُجَانِبُهْ
إِذَا أنْتَ لَمْ تَشْرَبْ مِرَارًا عَلَى الْقَذَى ... ظَمِئْتَ،
وَأَيُّ النَّاسِ تَصْفُو مَشَارِبُهْ؟
وَقَدْ سَأَلَ أَبُو حَاتِمٍ السَّجستانيّ أَبَا عُبَيْدَةَ:
أَمَرْوَانُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أشْعَرُ، أَمْ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ؟
فَقَالَ: حَكَمَ بَشَّارٌ لِنَفْسِهِ بِالاسْتِظْهَارِ؛ لِأَنَّهُ
قَالَ ثَلاثَةَ عَشَرَ أَلْفَ بيت جيّد، ولا يكون لشاعر هذا العد لا في
الجاهلية ولا الإسلام، ومروان أمدح للمولك.
ولبشَّار:
خليليّ ما بال الدُّجى لا يُزحْزَحُ ... وَمَا بَالُ ضَوْءِ الصُّبح لا
يتوضَّح
أَضَلَّ الصَّبَاحُ الْمُسْتَنِيرُ طَرِيقَهُ ... أَمِ الدَّهر لَيْلٌ
كُلُّهُ لَيْسَ يَبْرَحُ
(10/52)
وَقَدْ سَاقَ صَاحِبُ الأَغَانِي
لِبَشَّارٍ ستَّةً وَعِشْرِينَ جَدًّا كُلُّهُمْ أَعَاجِمُ،
وَأَسْمَاؤُهُمْ فَارِسِيَّةٌ، وَقِيلَ: أَصْلُهُ من طخارستان من سبي
الملَّهب بْنِ أَبِي صُفْرَةَ، فَوُلِدَ بشَّار عَلَى الرِّقّ
فَأَعْتَقَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ.
وَكَانَ جَاحِظَ الْحَدَقَتَيْنِ، قَدْ يَغْشَاهُمَا لَحْمٌ أَحْمَرُ،
وَكَانَ عَظِيمَ الْخِلْقَةِ.
وَيُقَالُ: أَنَّهُ مَدَحَ المهديَّ فَاتَّهَمَهُ بالزَّندقة، وَمَا
هُوَ مِنْهَا بِبَعِيدٍ، فَأَمَرَ بِهِ، فَضُرِبَ سبعين سوطًا، فمات
منها.
ويقال عنه: إنّه كان يُفَضِّلُ النَّارَ، ويصوِّب رَأْيَ إِبْلِيسَ فِي
امْتَنَاعِهِ مِنَ السُّجُودِ، وَيَقُولُ شِعْرًا:
الأَرْضُ مُظْلِمَةٌ وَالنَّارُ مُشْرِقَةٌ ... وَالنَّارُ مَعْبُودَةٌ
مُذْ كَانَتِ النَّارُ
وَهُوَ الْقَائِلُ:
هَلْ تَعْلَمِينَ وَرَاءَ الْحُبِّ مَنْزِلَةً ... تُدْنِي إِلَيْكِ
فَإِنَّ الحبَّ أَقْصَانِي
وَلَهُ:
أَنَا وَاللَّهِ أَشْتَهِي سِحْرَ عَيْنَيْكِ ... وَأَخْشَى مَصَارِعَ
الْعُشَّاقِ
وَلَهُ:
يَا قَوْمُ أُذُنِي لِبَعْضِ الحيِّ عَاشِقَةٌ ... وَالأُذْنُ تَعْشَقُ
قَبْلَ الْعَيْنِ أَحْيَانًا
وَلِأَبِي هِشَامٍ الْبَاهِلِيِّ، وَكَتَبَهَا عَلَى قَبْرِ حَمَّادٍ
عَجْرَدٍ، وَبَشَّارٍ:
قَدْ تبع الأعمى قفا عجردٍ ... فأصبحا جارين في دار
صارا جَمِيعًا فِي يَدَيْ مَالِكٍ ... فِي النَّارِ، وَالْكَافِرُ في
النار
قيل: إنّ بشّار قُتِلَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ
ابْنُ نَيِّفٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً.
وَأَخْبَارُهُ تَامَّةٌ فِي كِتَابِ الأَغَانِي.
37- بَكْرُ بْنُ الأَسْوَدِ أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ
الْبَصْرِيُّ1.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَنْهُ: وكيع، وهلال بن فيّاض،
وغيرهما.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 87"، والجرح والتعديل "2/ 382"، ميزان الاعتدال
"1/ 342-343".
(10/53)
رَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ
مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ آخَرُ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ:
ضَعِيفٌ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ، وَقَالَ ابْنُ
حِبَّانَ: غَلَبَ عَلَيْهِ التقشُّف وَالْعِبَادَةُ فَغَفَلَ عَنِ
الْحَدِيثِ حَتَّى غَلَبَ عَلَى حَدِيثِهِ الْمُعْضِلاتُ، وَقَالَ
الْعُقَيْلِيُّ: ثَنَا آدَمُ بْنُ مُوسَى، سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ
قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ كَذَّابٌ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ. قَالَ: أَبُو عُبَيْدَةَ
النَّاجِيُّ: الَّذِي يَرْوِي الْمَوَاعِظَ بَكْرُ بْنُ الأَسْوَدِ،
كَذَّابٌ.
38- بَكْرُ بْنُ الْحَكَمِ، أَبُو بِشْرٍ الْمُزَلِّقُ الْيَرْبُوعِيُّ
الْبَصْرِيُّ1.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، وَعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، وَحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ،
وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
39- بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ الْكُوفِيُّ الْعَابِدُ2.
روى عن: أبيه، وثابت النبانّي، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ،
وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ،
وَإِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو النَّضر هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَآدَمُ بْنُ
أَبِي إِيَاسٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، وَمَعْرُوفٌ
الْكَرْخِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَوَلَدَاهُ حَبِيبٌ،
وَعَبْدُ القدُّوس ابْنَا بَكْرٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ عُبَيْدُ بْنُ
هِشَامٍ الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ غَرًّا صَالِحًا، وَقَالَ الدارقطنيُّ،
وَغَيْرُهُ: متروك الحديث.
وروى عباس، عن ابن معين: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ الْفلاسُ: ثَنَا
يَحْيَى، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، وَهُوَ ضَعِيفٌ.
رَوَى مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ لَيْثٍ،
عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "من أَتَى شَيْئًا مِنَ النِّسَاءِ
فِي أَدْبَارِهِنَّ فَقَدْ كفر" 3. رواه
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 788، 789"، الجرح والتعديل "2/ 383"، تهذيب
التهذيب "1/ 480".
2 التاريخ الكبير "2/ 89"، الجرح والتعديل "2/ 384"، تهذيب التهذيب "1/
481-482".
3 "حديث صحيح لغيره": أخرجه الطبراني في الأوسط "9/ 78"، وقال الهيثمي
في مجمع الزوائد "4/ 299"، أخرجه الطبراني ورجاله ثقات: وصححه الشيخ
الباني فلي صحيح الترغيب والترهيب "3580".
(10/54)
الثَّوريّ، وَمَعْمَرٌ، وَجَمَاعَةٌ، عَنْ
لَيْثٍ، فَلَمْ يَرْفَعْهُ.
قَالَ الْخَطِيبُ: نَزَلَ بَكْرُ بْنُ خُنَيْسٍ بغْدَادَ، قَالَ
يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ مَوْصُوفٌ
بِالْعِبَادَةِ.
40- بُكَيْرُ بْنُ شِهَابٍ الدَّامَغَانِيُّ، أَبُو الْحَسَنِ
الْحَنْظَلِيُّ1.
يَرْوِي عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعِمْرَانَ بْنِ
مُسْلِمٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَبُو طَيْبَةَ الْجُرْجَانِيُّ، وَرَوَّادُ بْنُ
الْجَرَّاحِ الْعَسْقَلانِيُّ، وَأَبُو شَيْبَةَ شَيْخُ أَسْلَمَ بْنِ
سَالِمٍ الْبَلْخِيِّ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، لَمْ أَجِدْ لَهُمْ فِيهِ
كَلامًا، قُلْتُ: أَمَّا.
41- بُكَيْرُ بْنُ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ2، فَقَدِيمٍ،
عِرَاقِيٌّ صَدُوقٌ، وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ الدَّامَغَانِيُّ.
42- بُكَيْرُ بْنُ مَعْرُوفٍ الدَّامَغَانِيُّ3، أَبُو مُعَاذٍ
المفسِّر الْقَاضِي، قَاضِي نَيْسَابُورَ، سَكَنَ دِمَشْقَ، وَرَوَى
عَنْ: أَبِي الزُّبير الْمَكِّيِّ، وَمُقَاتِلِ بْنِ حيان، ويحيى بن
سعيد الأنصاري، وأبي حنيفة، وعبد الكريم بن أبي المخارق.
وعنه: الوليد بن مسلم، ومروان بن محمد، وهشام بن عبيد الله الرزايّ،
وعبد الله بن عثمان عبدان، وحفص ابن عبد الله السُّلميّ، ونوح بن
ميمون، وحماد بن قيراط، ورآه هشام بن عمار.
قال جعفر الفريابيّ: سمعت هشامًا يقول: قدم علينا بُكَيْرُ بْنُ
مَعْرُوفٍ، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ، وَسَمِعْتُ مِنْهُ وَلَمْ
أَكْتُبْ ذَلِكَ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى بِهِ
بَأْسًا، وَكَنَاهُ النَّسائّي أَبَا مُعَاذٍ وَقَالَ: لَيْسَ بِهِ
بَأْسٌ، وقال أحمد ابن أَبِي الْحَوَارِيِّ: ثَنَا مَرْوَانُ، ثَنَا
بُكَيْرُ بْنُ معروف، وكان ثقة.
__________
1 الجرح والتعدبل "2/ 404"، وتهذيب الكمال "4/ 239"، وميزان الاعتدال
"1/ 349-350"، وتهذيب التهذيب "1/ 490".
2 التاريخ الكبير "2/ 114-115"، الجرح والتعديل "2/ 404".
3 التاريخ الكبير "2/ 117"، والجرح والتعديل "2/ 406-407"، والثقات
لابن حبان "8/ 151"، وتهذيب الكمال "4/ 252-254"، وميزان الاعتدال "1/
351"، وتهذيب التهذيب "1/ 495-496".
(10/55)
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس بِهِ، مَا
حَدِيثُهُ بِالْمُنْكَرِ جِدًّا، وَوَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ،
وَيُرْوَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: ذَاهِبُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: خرَّج لَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ مَا رَوَاهُ عَنْ
مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: {مَا
يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة:
7] قَالَ: هُوَ عَلَى الْعَرْشِ وَعِلْمُهُ مَعَهُمْ، وَقَالَ
الْحَاكِمُ: بَلَغَنِي مَوْتُهُ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الثاء":
43- ثابت بن قيس1 -د. س- أبو الغصن الغفاريّ، مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ.
مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ، لَهُ عَنْ: أَنَسٍ، وَسَعِيدِ بْنِ
المسيِّب، وَنَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ
ثَابِتٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ،
وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ،
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ يَحْيَى بن معين، والنّسانيّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ ابْنُ
عَدِيٍّ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: رَأَى جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَنَسًا.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ مَرَّةً: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِذَاكَ، هُوَ
صَالِحٌ، هَذِهِ رِوَايَةُ عَبَّاسٍ الدُّوريّ، عَنْهُ.
قُلْتُ: أَخْطَأَ مَنْ زَعَمَ أنّ أبا الغصن هذا أَبُو الْغُصْنِ
جُحَا.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: عَاشَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مِائَةً وَخَمْسَ
سِنِينَ، وَمَاتَ سنة ثمانٍ وستّين ومائة.
44- ثابت بن زيد الأَحْوَلُ2. الْحَافِظُ، أَبُو زَيْدٍ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: عَاصِمٍ الأحول، وهلال بن خبّاب، وطبقتهما.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 167"، الجرح والتعديل "2/ 456"، والثقات لابن
حبان "4/ 90"، تهذيب الكمال "4/ 373-374"، وتهذيب التهذيب "2/ 13-14".
2 التاريخ الكبير "2/ 172"، والجرح والتعديل "2/ 460"، والثقات لابن
حبان "6/ 132"، وتهذيب التهذيب "2/ 18".
(10/56)
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ،
وَعَفَّانُ، وَغَارِمٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبوذكيّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٌ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ النَّسائيّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الْجِيمِ":
45- جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ الْعِجْلِيُّ الْكُوفِيُّ1.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَزْدِيٌّ، سَكَنَ الْمَوْصِلَ.
وَحَدَّثَ عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَعَامِرٍ الشَّعبيّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ
الْبَاقِرِ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَحَمَّادٍ الْفَقِيهِ،
وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ، والطَّيالسيّ، وَعَفَّانُ، وَالْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ،
وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الْحَافِظُ:
رَأَيْتُهُ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ
رِفَاعَةَ، مَوْصِلِيٌّ يَرْوِي عَنْ مُجَاهِدٍ.
قُلْتُ لَهُ: فِي كِتَابِ النَّسائيّ حَدِيثٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ صَدُوقٌ،
بَقِيَ إِلَى حُدُودِ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ.
46- جَرِيرُ بْنُ حَازِمِ بْنِ يَزِيدَ الأَزْدِيُّ الْعَتَكِيُّ2.
مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ، أَبُو النَّضْرِ، أَخُو يَزِيدَ،
وَمَخْلَدٍ.
رَأَى بِمَكَّةَ لَمَّا حَجَّ أَبَا الطُّفيل، وَلَمْ يسمع منه، وشهد
جنازته.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 210"، والجرح والتعديل "2/ 498"، والثقات لابن
حبان "6/ 142"، تهذيب التهذيب "2/ 51".
2 الطبقات الكبرى "7/ 278"، التاريخ الكبير "2/ 213-214"، الجرح
والتعديل "2/ 404-505"، الثقات لابن حبان "6/ 144"، تهذيب الكمال "4/
524-531"، وسير أعلام النبلاء "7/ 98-103"، التهذيب "2/ 69-72".
(10/57)
وَرَوَى عَنْ: عَمِّهِ جَرِيرِ بْنِ
زَيْدٍ، وَأَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَالْحَسَنِ، وَابْنِ
سِيرِينَ، وَطَاوُسٍ، وَعَطَاءٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَنَافِعٍ،
وَجَمِيلِ بْنِ هِلالٍ، وَقَتَادَةَ، وَأَيُّوبَ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، وَشَيْخُهُ أَيُّوبُ
السِّخْتِيَانِيُّ، والسُّفيانان، وَابْنُ وَهْبٍ، وَحُسَيْنُ بْنُ
مُحَمَّدٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهرانيّ،
وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَخَلْقٌ
سِوَاهُمْ.
وَرَحَلَ فِي الشَّيْخُوخَةِ إِلَى مِصْرَ فَسَمِعَ بِهَا وَأَسْمَعَ.
قَالَ وَهْبٌ: قرأ أبي عَلَى أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ فَقَالَ
لَهُ: أَنْتَ أَفْصَحُ مِنْ مَعَدٍّ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ: هُوَ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ.
قُلْتُ: قَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ وَلَكِنَّهُ تَغَيَّرَ قَبْلَ
مَوْتِهِ، فَحَجَبَهُ ابْنُهُ وَهْبٌ، فَمَا سَمِعَ مِنْهُ أَحَدٌ فِي
اخْتِلاطِهِ، وَلَهُ أَحَادِيثُ يَنْفَرِدُ بِهَا فِيهَا نَكَارَةٌ
وَغَرَابَةٌ، وَلِهَذَا يَقُولُ البخاريّ: ربمّا يهمّ.
وقال ابن المعين: هو قَتَادَةَ ضَعِيفٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ: أَخْطَأَ جَرِيرُ بْنُ
حَازِمٍ فِي حَدِيثِهِ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: "كَانَتْ
قَبَّعَةُ سَيْفِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
عَلَمٌ مِنْ فِضَّةٍ"1 إِنَّمَا صَوَابُهُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ مُرْسَلا.
قَالَ الْمَيْمُونِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: كَانَ حَدِيثُ
جَرِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ غَيْرَ حَدِيثِ النَّاسِ، يُوقِفُ أَشْيَاءَ
وَيُسْنِدُ أَشْيَاءَ، ثُمَّ أَثْنَى أَحْمَدُ عَلَيْهِ وَتَرَحَّمَ
عَلَيْهِ وَقَالَ: رَجُلٌ صَالِحٌ: صَاحِبُ سنَّة وَفَضْلٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسيّ: كَانَ جَرِيرٌ إِذَا قَدِمَ قَالَ
شُعْبَةُ: قَدْ جَاءَكُمْ هَذَا الْحَشَوِيُّ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الذَّارِعُ، ثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ،
وَعَبْدُ الوهاب الثقفيّ تغيّرا، فحجب الناس عنهما.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "2583، 2584، 2585"، والترمذي "1691"،
والنسائي "5389"، والدارمي "2457"، والبيهقي في السنن الكبرى "4/ 143"،
وصححه الشيخ الألباني في الإرواء "3/ 306".
(10/58)
وَقَالَ الْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ:
بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ ذَهَبَ إِلَى
جَرِيرٍ يَعُودُهُ فِي اخْتِلاطِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ، قَالَ:
أَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ.
فَقَالَ: ابْنُ مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سألت يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ،
عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَهُوَ عَنْ
قَتَادَةَ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: كَانَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ يَقُولُ فِي
حَدِيثِ الضَّبع، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ، ثُمَّ جَعَلَهُ بَعْدُ،
عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: اخْتَلَطَ جَرِيرُ بْنُ
حَازِمٍ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِ بَنُوهُ حَجَبُوهُ،
فَلَمْ يُسْمَعْ مِنْهُ شَيْءٌ فِي اخْتِلاطِهِ.
وَعَنْ جَرِيرٍ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ كَانَ لِي
خَمْسُ سِنِينَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: تَغَيَّرَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِسَنَةٍ.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: مَا رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ
سَلَمَةَ يُعَظِّمُ أَحَدًا مَا يُعَظِّمُ جَرِيرَ بْنَ حَازِمٍ.
وَقَالَ وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ: كَانَ شُعْبَةُ يَأْتِي أَبِي
يَسْأَلُهُ.
وَرَوَى وَهْبٌ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى الْحَسَنِ سَبْعَ
سِنِينَ، لَمْ أَخْرِمْ مِنْهَا يَوْمًا وَاحِدًا.
قُلْتُ: قَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ، وَمَاتَ فِي آخِرِ سَنَةِ
سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
47- جَعْفَرُ بْنُ زِيَادٍ الأَحْمَرُ الْكُوفِيُّ1.
عَنْ: مَنْصُورٍ، وَمُغِيرَةَ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَبَيَانِ
بْنِ بشر، وعدّة.
وعنه: ابن مهديّ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ عَامِرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ
حَكِيمٍ، وَيَحْيَى بْنُ بِشْرٍ الْحَرِيرِيُّ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: صَدُوقٌ، وَقِيلَ: كَانَ مِنْ صَالِحِي
الشِّيعَةِ، وَقَدْ سجنه المنصور مدّة.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 383"، التاريخ الكبير "2/ 192"، الجرح والتعديل
"2/ 480"، تهذيب التهذيب "2/ 92-93".
(10/59)
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: فِي النَّفْسِ
مِنْهُ.
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: مَائِلٌ عَنِ الطَّرِيقِ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سبعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
48- جَعْفَرُ بْنُ كَيْسَانَ الْعَدَوِيُّ البصريّ، أبو مَعُروفٍ
الْمُؤَذِّنُ1.
عَنْ: مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةِ، وَعَمْرَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَحُمَيْدِ
بْنِ هِلالٍ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُسْلِمٌ،
وَحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
49- جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبير بْنِ
الْعَوَّامِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ2.
عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
50- جُمَيْعُ من ثُوَّبٍ السُّلميّ الرَّحبي الْحِمْصِيُّ3. أَحَدُ
الضُّعَفَاءِ.
عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَحَبِيبِ بْنِ عُبَيْدٍ، وَيَزِيدَ بْنِ
خُمَيْرٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ
الْوُحَاظِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ
الْخَبَائِرِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقِيلَ فِيهِ: جُمَيْعٌ، بالضّمّ.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 198"، الجرح والتعديل "2/ 486"، الثقات لابن حبان
"6/ 138".
2 التاريخ الكبير "2/ 189-190"، الجرح والتعديل "2/ 487"، ميزان
الاعتدال "1/ 416".
3 التاريخ الكبير "2/ 243"، الجرح والتعديل "2/ 550-551"، ميزان
الاعتدال "1/ 422".
(10/60)
51- جُوَيْرِيَةُ بْنُ بَشِيرٍ
الْهُجَيْمِيُّ1.
سَمِعَ الْحَسَنَ، وَغَيْرَهُ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَمُسْلِمٌ، والتَّبوذكيّ، وَعَلِيُّ
بْنُ عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
52- جَمِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الطَّائِيُّ2، أَبُو النَّضر
الْبَصْرِيُّ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
وَلَيْسَ هَذَا بِجَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ.
"حرف الْحَاءِ":
53- الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ3، أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيُّ
الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجود، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى التَّبوذكيّ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعُشِّيُّ، وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ،
وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال
النسائي: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ
بِشَيْءٍ.
54- حبَّان بْنُ يَسَارٍ4، أَبُو رَوْحٍ الْكِلابِيُّ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
وَعَنْهُ: عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ، وَأَبُو غَسَّانَ
النَّهدي، وأبو سلمة التَّبوذكي، وآخرون.
__________
1 الجرح والتعديل "2/ 531"، الثقات لابن حبان "6/ 153".
2 التاريخ الكبير "2/ 216"، الجرح والتعديل "2/ 519"، الثقات لابن حبان
"6/ 147".
3 التاريخ الكبير "2/ 84"، الجرح والتعديل "3/ 91-92"، تهذيب التهذيب
"2/ 158-159".
4 التاريخ الكبير "3/ 85-88"، الجرح والتعديل "3/ 270"، الثقات لابن
حبان "6/ 239"، تهذيب التهذيب "2/ 175-176".
(10/61)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ،
وَأَوْرَدَهُ ابْنُ حبَّان فِي الثِّقَاتِ.
55- حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ يَزِيدُ الْجَرْمِيُّ1 الْبَصْرِيُّ
الأَنْمَاطِيُّ.
سَمِعَ: الْحَسَنَ، وَعَمْرَو بْنَ هَرِمٍ، وَقَتَادَةَ، وَخَالِدَ
بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقُثْيَرِيَّ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ
الْمِنْقَرِيُّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ،
وَدَاوُدُ بْنُ شَبِيبٍ، وَوَلَدُهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ.
فِيهِ لِينٌ مَا، قَدْ غَمَزَهُ أَحْمَدُ، وَقَدَحَ فِيهِ يَحْيَى
الْقَطَّانُ. وَنَهَى يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ كِتَابَةِ حَدِيثِهِ.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ وَغَيْرُهُ.
56- حُبَيِّبُ بْنُ حُجْرٍ الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ2، مُصَغَّرُ
الاسْمِ.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَبِي المهزَّم.
وَعَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَمُسْلِمٌ، وَإِبْرَاهِيمُ
بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ. مَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا بَعْدُ.
57- الْحَارِثُ بْنُ غُصَيْنٍ، أَبُو وَهْبٍ الثَّقفيّ3.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَمَنْصُورٍ، وَحُصَيْنٍ.
وَعَنْهُ: شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ، وَحُسَيْنُ الْجُعْفيُّ، وَيَعْلَى
بْنُ عُبَيْدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِيُّ.
58- حَجَّاجُ بْنُ تَمِيمٍ الْجَزَرِيُّ4.
سَمِعَ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ،
وَحِبَّانُ بْنُ المغلَّس.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 315"، الجرح والتعديل "3/ 99"، الثقات لابن حبان
"6/ 178"، التهذيب "2/ 180".
2 التاريخ الكبير "2/ 316-317"، الجرح والتعديل "3/ 308-309"، الثقات
لابن حبان "6/ 179".
3 التاريخ الكبير "2/ 278"، الثقات لابن حبان "8/ 181".
4 الثقات لابن حبان "6/ 204"، تهذيب الكمال "5/ 428-429"، ميزان
الاعتدال "1/ 461".
(10/62)
ضَعَّفَهُ ابْنُ عَدِيٍّ، وَقَالَ
النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثَانِ فِي -ق.
59- حَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ الْمَدَنِيُّ1.
عَنْ: أُسَيْدِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ، وَأَبِيهِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو ضَمْرَةَ، وَالْقَعْنَبِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: صَدُوقٌ.
وَضَعَّفَهُ الأَزْدِيُّ.
60- الْحَارِثُ بْنُ النُّعمان بْنِ سَالِمٍ اللَّيثيّ2.
عَنْ: خَالِهِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وطاوس.
وعنه: الحارث بن سالم البزاز سميُّه، وَسَعِيدُ بْنُ عُمَارَةَ،
وَثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّاهِدُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَقَالَ الْبُخَارِيُّ:
مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
61- حَرْبُ بْنُ سُرَيْجٍ الْمِنْقَرِيُّ الْبَصْرِيُّ الْبَزَّازُ3.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَنَافِعٍ، وَمُحَمَّدِ
بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَطَالُوتُ
بْنُ عَبَّادٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ.
قَالَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَقَالَ ابْنُ حبَّان:
لا يُحْتَجُّ بِهِ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ، وَقَالَ
ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: يكنَّى أَبَا سُفْيَانَ، وَيُقَالُ هُوَ أَيْضًا: حَرْبُ بْنُ
أبي العالية.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 379"، الجرح والتعديل "3/ 162-163"، ميزان
الاعتدال "1/ 463".
2 التاريخ الكبير "2/ 284"، الجرح والتعديل "3/ 91"، ميزان الاعتدال
"1/ 444"، تهذيب التهذيب "2/ 159-160".
3 التاريخ الكبير "3/ 63"، الجرح والتعديل "3/ 250"، ميزان الاعتدال
"1/ 469-470"، تهذيب التهذيب "2/ 224".
(10/63)
62- حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ1، أَبُو
الْخَطَّابِ الْيَشْكُرِيُّ الْبَصْرِيُّ الْحَافِظُ.
عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ
أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو دَاوُدَ،
وَعَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ لا يُحَدِّثُ عَنْهُ.
قُلْتُ: قَدْ عُلِمَ تعنُّت يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فِي الرِّجَالِ،
وَبَعْدَ هَذَا فَيَرْوِي عَنْ مُجَالِدٍ وَيُقَوِّيهِ.
مَاتَ حَرْبُ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
* حَرْبُ بْنُ أَبِي الْعَالِيَةِ. فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ.
63- حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ2، أَبُو الْخَطَّابِ الأَنْصَارِيُّ
الْبَصْرِيُّ الأَكْبَرُ، مَوْلَى النَّضر بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
رَوَى عَنْ: مَوْلاهُ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَأَيُّوبَ
السِّخْتِيَانِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ، وَبَدَلُ بْنُ المحبَّر،
وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَالْحُسَيْنُ بن حفص، ويونس المؤدب، وعبد
الله ابن رَجَاءٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَلَيَّنَهُ غَيْرُهُ.
قَالَ البخاريّ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: كَانَ أَكْذَبَ
الْخَلْقِ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ليِّن.
64- حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ. صَاحِبُ الأَغْمِيَةِ.
هَذَا أَصْغَرُهُمْ، سَيَأْتِي فِيمَا بَعْدُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 62"، الجرح والتعديل "3/ 250-251"، ميزان
الاعتدال "1/ 470"، تهذيب التهذيب "2/ 224".
2 التاريخ الكبير "3/ 65"، تهذيب الكمال "5/ 531-532"، ميزان الاعتدال
"1/ 470"، تهذيب التهذيب "2/ 225".
(10/64)
65- حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ
قُرَادٍ1، أَبُو حَفْصٍ التُّجيبيّ الْمِصْرِيُّ. هُوَ جَدُّ
حَرْمَلَةَ صَاحِبِ الشَّافِعِيِّ.
رَوَى عَنْ جَمَاعَةٍ.
قَدْ ذُكِرَ.
66- حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبْرٍ2، أَبُو عُثْمَانَ الرَّحبيّ
الْمَشْرِقِيُّ الْحِمْصِيُّ الْحَافِظُ، ويكنَّي أَيْضًا أَبَا
عَوْنٍ، مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ.
سَمِعَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ، وَخَالِدَ بْنَ
مَعْدَانَ، وَرَاشِدَ بْنَ سَعْدٍ، وَحَبِيبَ بْنَ عُبَيْدٍ، وَعَبْدَ
الْوَاحِدِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ النَّضْرِيَّ، وَعَبْدَ الرَّحَمْنِ
بْنَ مَيْسَرَةَ، وَعِدَّةً.
وعنه: بقّية، ويحيى القطان، يحيى بن سعيد الْعَطَّارِ الْحِمْصِيُّ،
وَحَجَّاجُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَخَلْقٌ
كَثِيرٌ.
وَحَدِيثُهُ نَحْوُ الْمِائَتَيْنِ، وَكَانَ فِيهِ نَصْبٌ.
وَقَدْ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يَصِحُّ عِنْدِي مَا يُقَالُ عَنْهُ
فِي رَأْيِهِ، وَلا أَعْلَمُ بِالشَّامِ أَثْبَتَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو الْيَمَانِ: كَانَ يَتَنَاوَلُ مِنْ رَجُلٍ ثُمَّ تَرَكَ
ذَلِكَ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَشَدُّ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْهُ
يَقُولُ: لَنَا أَمِيرٌ وَلَكُمْ أَمِيرٌ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "لا
أُحِبُّ مَنْ قَتَلَ لِي جَدَّيْنِ".
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْفَسَوِيُّ: بَلَغَنِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ
عَيَّاشٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ يَقُولُ لِرَجُلٍ:
وَيْحَكَ، تَزْعُمُ أَنِّي أَشْتُمُ عَلِيًّا، وَاللَّهِ مَا
شَتَمْتُهُ قَطُّ.
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ: لا أَحْسَبُنِي رَأَيْتُ شَامِيًّا
أَفْضَلَ مِنْهُ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ يَكْرَهُ عَلِيًّا -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 68-69"، الجرح والتعديل "3/ 273-274"، تهذيب
التهذيب "2/ 229".
2 التاريخ الكبير "3/ 103-104"، الجرح والتعديل "3/ 289"، ميزان
الاعتدال "1/ 475"، تهذيب التهذيب "2/ 217-241".
(10/65)
قَالَ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ فِي
تَارِيخِهِ: أَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
حمُّويه الْهَمْدَانِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الشِّيرَازِيُّ، أَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُؤْنِسٍ
بِبِغْدَادَ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ
الْمَالِكِيُّ، ثنا عبد الوهاب ابن الضَّحَّاكِ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ عَيَّاشٍ، سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ قَالَ: هَذَا الَّذِي
يَرْوِيهِ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ: "أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ
هَارُونَ مِنْ موسى" 1 حقّ، ولكن أخطأ السامع، إنّماء هُوَ: "أَنْتَ
مِنِّي مَكَانَ قَارُونَ مِنْ مُوسَى"2، قُلْتُ: عَنْ مَنْ تَرْوِيهِ؟
قَالَ: سَمِعْتُ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ يَقُولُهُ عَلَى
الْمِنْبَرِ.
قَالَ الْخَطِيبُ: عَبْدُ الْوَهَّابِ كَذَّابٌ.
ابْنُ جَوْصَاءَ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو الْكَلاعِيُّ، ثَنَا
حَرِيزٌ، قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ: هَلْ كَانَ فِي رأس
رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَعَرَاتٌ بِيضٌ؟ قَالَ: نَعَمْ،
فَإِذَا ادَّهَنَ تَغَيَّرَ3.
قُلْتُ: هَذَا أَعْلَى شَيْءٍ عِنْدَ ابْنِ جَوْصَاءَ، فَهُوَ
ثُلاثِيٌّ لَهُ، كَمَا هُوَ ثُلاثِيٌّ لِلْبُخَارِيِّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى فِي تَارِيخِ حِمْصَ: لَمْ
يَكُنْ لِحَرِيزٍ كتاب، إنّماء كَانَ يَحْفَظُ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَمَانِينَ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ثَنَا حَرِيزٌ قَالَ: رَأَيْتُ
ابْنَ بُسْرٍ وَأَنَا غُلامٌ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ: ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّحَبِيُّ، سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ
يَقُولُ: لا تُعَادِ أَحَدًا حَتَّى تَعْلَمَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ
اللَّهِ، فَإِنْ يَكُنْ مُحْسِنًا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُسْلِمُهُ
لِعَدَاوَتِكَ، وَإِنْ يَكُنْ مُسِيئًا فَأَوْشَكَ بِعَمَلِهِ أَنْ
يَكْفِيَكَهُ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ: جَمَعْنَا حَدِيثَ حَرِيزٍ فِي دِفْتَرٍ
وَأَثْبَتْنَاهُ بِهِ نَحْوَ مِائَتَيْ حَدِيثٍ، فَتَعَجَّبَ وَقَالَ:
هَذَا كُلُّهُ عَنِّي؟!
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "3706"، ومسلم "2404"، والترمذي "3724"،
وابن ماجه "115-121"، وأحمد في المسند "1/ 173، 177، 179، 185"، وعبد
الرزاق في المصنف "20390"، والحميدي في مسنده "71"، وابن حبان في صحيحه
"6926"، وغيرهم.
2 "حديث موضوع": وهو مرسل من كلام الوليد بن عبد الملك وفيه عبد الوهاب
كذاب كما قال الخطيب.
3 "حديث صحيح": أخرجه أحمد في المسند "4/ 187، 188، 190".
(10/66)
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لَيْسَ
بِالشَّامِ أَثْبَتُ مِنْ حَرِيزٍ إِلا أَنْ يَكُونَ بَحِيرُ بْنُ
سَعْدٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ الْمُغِيرَةِ: قَالَ جَرِيرٌ: إِنَّ حَرِيزًا
كَانَ شَتَمَ عَلِيًّا -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَلَى الْمِنْبَرِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ. قَالَ: عَادَلْتُ
حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ مِنْ مِصْرَ إِلَى مَكَّةَ، فَجَعَلَ يَسُبُّ
عَلِيًّا وَيَلْعَنُهُ1.
وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْحِمْصِيُّ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَبَائِرِيُّ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
عَيَّاشٍ قَالَ: زَامَلْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ، فَسَمِعْتُهُ
يَقَعُ فِي عَلِيٍّ، فَقُلْتُ: مَهْلا يَا أَبَا عُثْمَانَ، ابْنُ
عَمِّ نَبِيِّكَ، وَتَزَوَّجَ ابْنَتَهُ، فَقَالَ: اسْكُتْ يَا رَأْسَ
الْحِمَارِ لا أُلْقِيكَ مِنَ الْجَمَلِ2.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَلْعَنُ عَلِيًّا، فَعَاتَبُوهُ،
فَقَالَ: هُوَ الْقَاطِعُ رَأْسَ أجدادي بالفؤوس3.
وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ يَحْكِي أَنَّهُ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ الآمِلِيُّ: سَمِعْتُ يَحْيَى
بْنَ صَالِحٍ، أَنَّ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ لَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ،
صَلَّيْتُ مَعَهُ الْفَجْرَ سَبْعَ سِنِينَ، فَكَانَ لا يَخْرُجُ مِنَ
المجسد حتى يلعن علّيًا سبعين مَرَّةً كُلَّ يَوْمٍ4.
قُلْتُ: صَحَّحَ عَنْهُ أَنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ، وَجَاءَ عَنْ غَيْرِ
وَاحِدٍ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ هَارُونَ رُئِيَ فِي النُّوم فَقَالَ:
غَفَرَ لِي رَبِّي وَعَاتَبَنِي فِي رِوَايَتِي عَنْ حَرِيزٍ5.
عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ
عَيَّاشٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ عُثْمَانَ الرَّحَبِيَّ
يَقُولُ لِرَجُلٍ: وَيْحَكَ، أَمَا تَتَّقِي الله تزعم أنّي شتمت
عليًّا، ولا وَاللَّهِ مَا شَتَمْتُ عَلِيًّا قَطُّ6.
وَقَالَ الْحُلْوَانِيُّ: ثَنَا شَبَابَةُ، سَمِعْتُ حَرِيزَ بْنَ
عُثْمَانَ، قَالَ له رجل: بلغني أنّك لا
__________
1 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "4/ 117".
2 أخرجه ابن حبان في المجروحين "1/ 269".
3 أخرجه ابن حبان في المجروحين "1/ 268".
4 أخرجه ابن عساكر كما في تهذيب تاريخ دمشق "4/ 118".
5 أخرجه الخطيب في تاريخه "8/ 267"، وابن عساكر كما في تهذيب تاريخ
دمشق "4/ 118".
6 أخرجه ابن معين في تاريخه "2/ 106".
(10/67)
تَتَرَحَّمُ عَلَى عَلِيٍّ؟ فَقَالَ:
اسْكُتْ، مَا أَنْتَ وَهَذَا، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَقَالَ:
رَحِمَهُ اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ1.
قَالَ الْوُحَاظِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ حَرِيزٌ سَنَةَ ثَلاثٍ
وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ سُلَيْمَانُ الْخَبَائِرِيُّ: سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ.
قَالَ الْخَطِيبُ: هَذَا خَطَأٌ.
67- حِزَامُ بْنُ هِشَامٍ الْخُزَاعِيُّ الْقُدَيْدِيُّ2. مِنْ
بَادِيَةِ الْحِجَازِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى
النَّيسابوريّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَأَبُوهُ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، يُقَالُ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنْ عُمَرَ.
68- حُسَامُ بْنُ مِصَكٍّ3. أَبُو سَهْلٍ الْبَصْرِيُّ الأَزْدِيُّ.
عَنِ: الْحَسَنِ: وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ،
وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَحَجَّاجٌ الأَعْوَرُ،
وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَجَمَاعَةٌ.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: شُعْبَةُ، وَهُوَ أَقْدَمُ مَوْتًا مِنْهُ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ.
وَقَالَ النَّسائيّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الدَّارقطني: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، لَمْ يُخَرِّجُوا
لَهُ.
69- حَسَّانُ بْنُ نُوحٍ النَّضْرِيُّ الْحِمْصِيُّ4. عَنْ: أَبِي
أُمَامَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرْدٍ.
__________
1 أخرجه الخطيب في تاريخه "8/ 269".
2 التاريخ الكبير "3/ 116"، الجرح والتعديل "3/ 298"، الثقات لابن حبان
"6/ 247".
3 الطبقات الكبرى "7/ 284"، التاريخ الكبير "3/ 135"، الجرح والتعديل
"3/ 317".
4 التاريخ الكبير "3/ 33"، الجرح والتعديل "3/ 234"، تهذيب التهذيب "2/
252، 253".
(10/68)
وَعَنْهُ: مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَعِصَامُ بْنُ
خَالِدٍ، وَآخَرُونَ.
لَهُ حَدِيثٌ فِي النَّهي عَنْ صَوْمِ يَوْمِ السَّبْتِ، أَخْرَجَهُ
النَّسائيّ، وَإِسْنَادُهُ صَالِحٌ.
70- الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ1 الْجُفْرِيُّ الْبَصْرِيُّ. أَبُو
سَعِيدٍ.
عَنْ: نَافِعٍ، وَأَبِي الزُّبير، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ، وأبو داود، ومسلم بْن
إِبْرَاهِيم، وأبو عمر الْحَوْضِيُّ، وَمُوسَى التُّبوذكيّ.
قَالَ الْفَلاسُ: صَدُوقٌ، مُنْكَرُ الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
قلت: تُوُفِّيَ سَنَةَ 167.
71- الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ الْبَصْرِيُّ2. وَيُقَالُ: هُوَ الْحَسَنُ
بْنُ وَاصِلٍ التَّمِيمِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ. مُحَدِّثٌ مُكْثِرٌ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ سِيرِينَ، وَكُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ، وَعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: الثَّوري، وَشَيْبَانُ النَّحويّ، وَزُهَيْرُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَسَعْدُ بْنُ يَزِيدَ
الْفَرَّاءُ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَدَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ،
وَآخَرُونَ.
قَالَ عَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ: كَانَ عِنْدَ شَيْبَانَ بْنِ
فَرُّوخٍ، عَنْهُ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ حَدِيثٍ.
قَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا شيء.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 284"، التاريخ الكبير "2/ 288"، الجرح والتعديل
"3/ 29"، تهذيب التهذيب "2/ 260-261".
2 الطبقات الكبرى "7/ 279"، التاريخ الكبير "3/ 292"، الجرح والتعديل
"3/ 11-12"، ميزان الاعتدال "1/ 487-489"، تهذيب التهذيب "2/ 275-276".
(10/69)
وَكَذَّبَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: تَرَكَهُ يَحْيَى، وابن مَهْدِيٍّ.
وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ، عَلَى أَنِّي لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا
قَدْ جَاوَزَ الْحَدَّ.
سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ
يَقُولُ: أَمَّا الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ يَرَى الْقَدَرَ، وَكَانَ
يَحْمِلُ كُتُبَهُ إِلَى بُيُوتِ النَّاسِ وَيُخْرِجُهَا مِنْ يَدِهِ
كَيْ يُحَدِّثَ مِنْهَا، وَكَانَ لا يَحْفَظُ.
قُلْتُ: كَانَ الصَّدْرُ الأَوَّلُ لا يُخْرِجُونَ أُصُولَهُمْ مِنْ
أَيْدِيهِمْ مَخَافَةَ أَنْ يُدَسَّ فِيهَا شَيْءٌ مَا سَمِعُوهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: الْحَسَنُ بْنُ دِينَارِ بْنِ وَاصِلٍ
التَّمِيمِيُّ، تَرَكَهُ وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ.
72- الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ1 بْنِ السَّيِّدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
الأَمِيرُ، أَبُو مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِيُّ الْفَاطِمِيُّ الْمَدَنِيُّ،
وَالِدُ السَّيِّدَةِ الْعَابِدَةِ نفسية الْمَدْفُونَةِ بِظَاهِرِ
مِصْرَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ جَعْفَرٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، وَوَكِيعٌ، وَمَالِكٌ، وَزَيْدُ
بْنُ الْحُبَابِ، وَغَيْرُهُمْ.
كَانَ مِنْ سَرَوَاتِ بَنِي هَاشِمٍ وَأَجْوَادِهِمْ. وُلِّيَ
الْمَدِينَةَ لِلْمَنْصُورِ خَمْسَ سِنِينَ، ثُمَّ عَزَلَهُ
وَحَبَسَهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ الْمَنْصُورُ أَخْرَجَهُ الْمَهْدِيُّ
وَأَكْرَمَهُ وَأَعْطَاهُ أَمْوَالَهَا، وَلَمْ يَزَلْ فِي
صَحَابَتِهِ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ قَضَى عَنْ وَالِدِهِ زَيْدٍ أَرْبَعَةَ آلافِ
دِينَارٍ.
وَكَانَ ذَا قُعْدُدٍ فِي النَّسب فَإِنَّهُ مُوَازٍ لِأَبِي جَعْفَرٍ
الْبَاقِرِ.
وَقَدْ مَدَحَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ فِي الشِّعْرِ.
وَخَرَّجَ لَهُ النَّسائيّ حَدِيثًا وَاحِدًا.
مَاتَ بِالْحَاجِرِ وَهُوَ يُرِيدُ الْحَجَّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ وَلَهُ خَمْسٌ وَثَمَانُونَ سنة.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 294"، الجرح والتعديل "3/ 14-15"، تهذيب التهذيب
"2/ 279".
(10/70)
رَوَى ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْحَسَنِ
بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ النَّبِيَّ
صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ.
73- الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ1.
الْفَقِيهُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ
الْعَابِدُ، أَحَدُ الأَعْلامِ، أَخُو عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ، وَهُمَا
ابْنَا صَالِحِ بْنِ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ بْنِ شُفَيِّ بْنِ هُنَيٍّ
الثَّوريّ.
وَقِيلَ: هُوَ صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بن حّيان، قاله
البخاريّ.
وقيل: صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ.
ولد الحسن سنة مائة، روى عَنْ: سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَسِمَاكِ بْنِ
حَرْبٍ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّديّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
الْعُمَرِيِّ، وَبَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، وَوَالِدِهِ صَالِحٍ، وَعَاصِمِ
بْنِ بَهْدَلَةَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
رُفَيْعٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ،
وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَقَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، وَعَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَيَحْيَى بْنُ فُضَيْلٍ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَقَبِيصَةُ،
وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَتَبْتُ عَنْ ثَمَانِمِائَةِ مُحَدِّثٍ، فَمَا
رَأَيْتُ أَفْضَلَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: يُكْتَبُ رَأْيُ
الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ وَرَأْيُ الأَوْزَاعِيِّ، هَؤُلاءِ ثِقَاتٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: اجْتَمَعَ فِي الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ إِتْقَانٌ
وَفِقْهٌ وَزُهْدٌ.
وَكَانَ وَكِيعٌ يُعَظِّمُهُ وَيُشَبِّهُهُ بِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: نَا الحسن بن صالح: وما دُونَ الثَّوْرِيِّ
فِي الْوَرَعِ وَالْفِقْهِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ: قُلْنَا لِلْحَسَنِ بْنِ
صَالِحٍ: صِفْ لَنَا غُسْلَ الْمَيِّتِ، فَمَا قَدَرَ عَلَيْهِ من
البكاء.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 295"، الجرح والتعديل "3/ 18"، حلية الأولياء "7/
327-392"، تهذيب التهذيب "2/ 285-289".
(10/71)
وَقَالَ عَبْدُهُ بْنُ سُلَيْمَانَ: إِنِّي
أَرَى اللَّهَ يستحيي أَنْ يُعَذِّبَ الْحَسَنَ بْنَ صَالِحٍ.
وَقَالَ أَبُو غَسَّانَ: هُوَ خَيْرٌ مِنْ شَرِيكٍ، مِنْ هُنَا إِلَى
خُرَاسَانَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا إِلا وَقَدْ غَلَطَ فِي
شَيْءٍ، غَيْرَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَمْ أَرَ لَهُ حَدِيثًا مُنْكَرًا مُجَاوِزًا
الْمِقْدَارَ، هُوَ عِنْدِي مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: هُوَ عِنْدِي إِمَامٌ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ لا
يَتَرَحَّمُ عَلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ وَكِيعٌ: أَتَتَرَحَّمُ أَنْتَ
عَلَى الْحَجَّاجِ؟ قُلْتُ: هَذِهِ سَقْطَةٌ مِنْ وَكِيعٍ، شَتَّانَ
مَا بَيْنَ الْحَجَّاجِ وَبَيْنَ عُثْمَانَ، عُثْمَانُ خَيْرُ أَهْلِ
زَمَانِهِ، وَحَجَّاجٌ شَرُّ أَهْلِ زَمَانِهِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ثِقَةٌ، حَافِظٌ،
مُتْقِنٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ وَكِيعٌ: كَانَ الْحَسَنُ وَعَلِيٌّ وأمُّهما قَدْ جزَّأوا
اللَّيْلَ ثَلاثَةَ أَجْزَاءٍ لِلْعِبَادَةِ، فَمَاتَتْ أمُّهما،
فقسَّما بَيْنَهُمَا اللَّيْلَ، ثُمَّ مَاتَ عَلِيٌّ، فَقَامَ
اللَّيْلَ كُلَّهُ الْحَسَنُ1.
وَعَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارانيّ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا
أَكْوَفَ أَظْهَرَ عَلَى وَجْهِهِ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، قَامَ
لَيْلَةً بِـ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [النبأ: 1] فغشي عليه، فلم يختمها
إلى الفجر2.
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ: نَا إِسْحَاقُ بْنُ جَبَلَةَ
قَالَ: دَخَلَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ السُّوقَ يَوْمًا وَأَنَا
مَعَهُ، فَرَأَى هَذَا يَخِيطُ وَهَذَا يَصْبَغُ، فَبَكَى ثُمَّ قَالَ:
أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَتَعَلَّلُونَ حَتَّى يَأْتِيَهُمُ الْمَوْتُ.
وَعَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: فتَّشنا
الْوَرَعَ فَلَمْ نَجِدْهُ فِي شيءٍ أقلَّ مِنْهُ فِي اللِّسَانِ3.
وَعَنِ ابْنِ حَيٍّ أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَظَرَ إلى المقبرة يصرخ ويغشى
عليه.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 327-328"، وابن الجوزي في صفة الصفوة
"3/ 152".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 328".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 329".
(10/72)
وَقَالَ حُمَيْدٌ الرُّؤَاسِيُّ: كُنْتُ
عِنْدَ ابْنِ صَالِحٍ وَرَجُلٌ يَقْرَأُ: {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ
الْأَكْبَرُ} [الأنبياء: 103] ، فَالْتَفَتَ عَلِيٌّ إِلَى أَخِيهِ
الْحَسَنِ وَقَدِ اخضرَّ واصفرَّ، فَقَالَ: يَا حَسَنُ: إِنَّهَا
أَفْزَاعٌ فَوْقَ أفزاع، ورأيت الحسن أراد أن يَصِيحُ، ثُمَّ جَمَعَ
ثَوْبَهُ فَعَضَّ عَلَيْهِ حَتَّى سَكَنَ عَنْهُ1.
وَعَنِ ابْنِ حَيٍّ قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَفْتَحُ لِلْعَبْدِ
تِسْعَةً وَتِسْعِينَ بَابًا مِنَ الْخَيْرِ، يُرِيدُ بِهِ بَابًا مِنَ
السُّوء2.
أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ: ثَنَا يَحْيَى
بْنُ آدَمَ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ لِي أَخِي
وَكُنْتُ أُصَلِّي: يَا أَخِي اسْقِنِي، قَالَ: فَلَمَّا قَضَيْتُ
صَلاتِي أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَقَالَ: قَدْ شَرِبْتُ السَّاعَةَ،
قُلْتُ: وَمَنْ سَقَاكَ وَلَيْسَ فِي الْغُرْفَةِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ؟
قَالَ: أَتَانِي السَّاعَةَ جِبْرِيلُ بماءٍ فَسَقَانِي، وَقَالَ:
أَنْتَ وَأَخُوكَ وَأُمُّكَ {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ} [النساء: 69] ، الآيَةَ، وَخَرَجَتْ نَفْسُهُ3.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ: تَرَكَ الْحَسَنُ
بْنُ صَالِحٍ الْجُمُعَةَ، فَجَاءَ فُلانٌ فَجَعَلَ يُنَاظِرُهُ
لَيْلَةً إِلَى الصَّبَاحِ، فَذَهَبَ الْحَسَنُ إِلَى تَرْكِ
الْجُمُعَةِ مَعَهُمْ وَإِلَى الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ، وَلِهَذَا
يَقُولُ أَبُو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ زَائِدَةَ يَقُولُ: إِنَّ ابْنَ
حَيٍّ هَذَا قَدِ اسْتُصْلِبَ مُنْذُ زَمَانٍ، وَمَا يَجِدُ أَحَدًا
يَصْلِبُهُ.
يَعْنِي لَوْ عَلِمَ بِهِ أَهْلُ الدَّوْلَةِ أَنَّهُ يرى السيف
لقتلوه.
قال أبو أُسَامَةُ: أَتَيْتُ الْحَسنَ بْنَ صَالِحٍ، فَجَعَلَ
أَصْحَابُهُ يَقُولُونَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، لا إِلَهَ إِلا
اللَّهُ، فَقُلْتُ: مَا لِي كَفَرْتُ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ يَنْقِمُونَ
عَلَيْكَ مَحَبَّةَ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، وَزَائِدَةَ، فَقُلْتُ: لا
جَلَسْتُ إِلَيْكَ أَبَدًا.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ذُكِرَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عِنْدَ
الثَّوري فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ يَرَى السَّيْفَ عَلَى الأُمَّةِ.
وَعَنِ الثَّوري أَنَّهُ كَانَ يَنْقِمُ عَلَى ابْنِ حَيٍّ تَرْكَ
الْجُمُعَةِ.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ حَيٍّ يَرَى
السيف.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 330".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 330".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 329"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/
153".
(10/73)
وقال يحيى القطّان: كان سفيان يسيء
الرَّأْيَ فِي الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ.
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ: كَانَ زَائِدَةُ يَجْلِسُ فِي
الْمَسْجِدِ يُحَذِّرُ النَّاسَ مِنِ ابْنِ حَيٍّ وَأَصْحَابِهِ،
قَالَ: وَكَانُوا يَرَوْنَ السَّيف.
أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ: سَمِعْتُ ابْنَ إِدْرِيسَ يَقُولُ: مَا أَنَا
وَابْنُ حَيٍّ، لا نَتْرُكُ جُمْعَةً وَلا جِهَادًا.
قَالَ أَبُو مَعْمَرٍ الْقَطِيعِيُّ: كُنَّا عِنْدَ وَكِيعٍ، فَكَانَ
إِذَا حَدَّثَ عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ أَمْسَكْنَا فَلَمْ نكتب،
فقال: ما لكم؟ فقال له أَخِي بِيَدِهِ هَكَذَا: يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ
يَرَى السَّيْفَ، فَيَسْكُتُ وَكِيعٌ.
وَقَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: كَانَ زَائِدَةُ يَسْتَتِيبُ مَنْ أَتَى
حَسَنَ بْنَ صَالِحٍ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تسعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ
الْفُقَهَاءِ.
لَهُ أَقْوَالٌ تُحْكَى فِي الْخِلافِيَّاتِ.
74- الْحُسَيْنُ بْنُ مُطَيْرٍ1.
مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ، مَدَحَ الدَّوْلَتَيْنِ، وَلَهُ مَدَائِحُ
فِي الْمَهْدِيِّ، وَشِعْرُهُ فِي الذِّروة، وَكَانَ أعرابيَّ
الْهَيْئَةِ وَاللِّبَاسِ، وَهُوَ مِنْ مَوَالِي بَنِي أَسَدٍ.
وَهُوَ الْقَائِلُ:
فَوَاعَجَبًا لِلنَّاسِ يَسْتَشْرِفُونَنِي ... كَأَنْ لَمْ يَرَوْا
بَعْدِي مُحِبًّا وَلا قَبْلِي
يَقُولُونَ لِي: اصْرِمْ يَرْجِعِ الْعَقْلُ كلُّه ... وَصَرْمُ
حَبِيبِ النَّفْسِ أَذْهبُ لِلْعَقْلِ
فَيَا عَجَبًا مِنْ حبِّ مَنْ هُوَ قَاتِلِي ... كَأَنِّي أُجَازِيهِ
المودَّة عَنْ قَتْلِي
وَمِنْ بيِّنات الْحُبِّ أَنْ صَارَ أَهْلُهَا ... أحبَّ إِلَى قَلْبِي
وَعَيْنِي مِنْ أَهْلِي
قَالَ أَبُو عِكْرِمَةَ الضَّبِّيّ: نَا سُلَيْمَانُ قَالَ: خَرَجَ
الْمَهْدِيُّ يَوْمًا يَتَصَيَّدُ، فلقيه الحسين بن مطير فأنشده:
أضحت يمينك من جودٍ مصوَّرةً ... لا، بل يمينك منها صورة الجود
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 81-82"، الأغاني "16/ 17-27"، تهذيب تاريخ
دمشق "4/ 365-367".
(10/74)
من حسن وجهك تضحي الأرض مشرقة ... ومن
بَنَانِكَ يَجْرِي الْمَاءُ فِي الْعُودِ
فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: كَذَبْتَ يَا فَاسِقُ، وَهَلْ تَرَكْتَ
مَوْضِعًا لأحدٍ مع قولك في معن بن زائدة:
ألما بمعنٍ ثم قولا لقبره ... سقتك الغوادي مربعا ثُمَّ مَرْبَعًا
فَيَا قَبْرَ معنٍ كُنْتَ أَوَّلَ حفرةٍ ... من لأرض خَطَّتْ
لِلْمَكَارِمِ مَضْجَعًا
وَيَا قَبْرَ معنٍ كَيْفَ واريت جوده ... وقد كان منه البرُّ والبحر
مترعا
ولكن حويت الجود والجود ميِّت ... ولو كَانَ حَيًّا ضِقْتَ حَتَّى
تصدَّعا
وَمَا كَانَ إلاَّ الجود صورة وجهه ... فعاش ريبعًا، ثُمَّ وَلَّى
فودَّعا
فَلَمَّا مَضَى مَعْنٌ مَضَى الْجُودُ والنَّدا ... وَأَصْبَحَ
عِرْنِينُ الْمَكَارِمِ أَجْدَعَا
فَأَطْرَقَ ابْنُ مُطَيْرٍ ثُمَّ قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ:
وهل معن إلا حسنة من حسناتك، فرضي عَنْهُ وَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفَيْ
دِينَارٍ.
رَوَى حَمَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَوْصِليُّ، عَنْ أَبِيهِ،
لِلْحُسَيْنِ بْنِ مُطَيْرٍ:
أَيَا كَبِدًا مِنْ لَوْعَةِ الحبِّ كُلَّمَا ... ذُكِرَتْ وَمِنْ
رَفْضِ الْهَوَى حَيْثُ يَرْفُضُ
وَمِنْ زفرةٍ تَعْتَادُنِي بَعْدَ زفرةٍ ... تقصَّف أَحْشَائِي لَهَا
حِينَ يَنْهَضُ
فَمِنْ حُبِّهَا أَبْغَضْتُ مَنْ كُنْتُ وَامِقًا ... وَمِنْ حُبِّهَا
أَحْبَبْتُ مَنْ كُنْتُ أَبْغَضُ
إِذَا مَا صَرَفْتُ الدَّهْرَ عَنْهَا بِغَيْرِهَا ... أَتَى حُبُّهَا
مِنْ دُونِهِ يتعرَّض
وَمِنْهَا مِمَّا لَمْ يَرْوِهِ الْمَوْصِلِيُّ فِيهَا:
قَضَى الحبُّ يَا أَسْمَاءُ أَنْ لَسْتُ زَائِلا ... أحُّبك حَتَّى
يُغمِضَ الْعَيْنَ مُغْمِضُ
فحُّبك بَلْوَى غَيْرَ أَنْ لا يسرُّني ... وَإِنْ كَانَ بَلْوَى
أَنَّنِي لَكِ مُبْغِضُ
فَيَا لَيْتَنِي أَقْرَضْتُ جَلْدًا صَبَابَتِي ... وَأَقْرَضَنِي
صَبْرًا عَلَى النَّاسِ مُقْرِضُ
وَلَهُ:
أحبُّك يَا سَلْمَى عَلَى غَيْرِ ريبةٍ ... وَلا بَأْسَ فِي حبٍّ تعفُّ
سَرَائِرُهْ
أحبُّك حُبًّا لا أُعَنَّفُ بَعْدَهُ ... مُحِبًّا وَلَكِنِّي إِذًا
لِيمَ عَاذِرُهْ
(10/75)
وَقَدْ مَاتَ قَبْلِي أوَّل الْحُبِّ
مَرَّةً ... وَلَوْ متُّ أَضْحَى الحبُّ قَدْ مَاتَ آخِرُهْ
وأيُّ طبيبٍ يُبْرِئُ الحبَّ بَعْدَمَا ... تشرَّبه بَطْنُ الْفُؤَادِ
وَظَاهِرُهْ
75- الْحَسَنُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ الْكُوفِيُّ1.
عَنِ: الشَّعبيّ، وَأَبِي الْفَضْلِ بَيَّاعِ الْخُمُرِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدٌ، وَوَكِيعٌ، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ. مَا رَأَيْتُ أَحَدًا تَكَلَّمَ فِيهِ.
76- الْحُسَيْنُ بْنُ عُقَيْلٍ. الْعُقَيْلِيُّ الْكُوفِيُّ2.
عَنْ: عَائِشَةَ بِنْتِ بَجْدَانَ، وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَخَلادُ
بْنُ يَحْيَى، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
77- حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ3، أَبُو مُكْرَمٍ الأَشْجَعِيُّ
الْكُوفِيُّ.
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ،
وَسُرَيْجُ بْنُ النُّعمان، وَعاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسائيّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: رُوِيَ عَنِ ابْنِ جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ،
أَنّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لِأَبِي
بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ: "هَؤُلاءِ الْخُلَفَاءُ بَعْدِي"4،
وَلَمْ يُتَابِعْ عَلَى هَذَا؛ لِأَنَّ عُمَرَ وَعَلِيًّا قَالا: لَمْ
يستخلف النبي -صلى الله عليه وسلم.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 309"، الجرح والتعديل "3/ 45"، الثقات لابن حبان
"8/ 172".
2 التاريخ الكبير "2/ 389"، الجرح والتعديل "3/ 61"، الثقات لابن حبان
"8/ 184".
3 الطبقات الكبرى "6/ 384"، التاريخ الكبير "3/ 117"، الجرح والتعديل
"3/ 296"، وتهذيب الكمال "6/ 506-509"، وميزان الاعتدال "1/ 551"،
تهذيب التهذيب "2/ 377-378".
4 "حديث ضعيف": أخرجه ابن أبي عاصم في السنة "1157"، والعقيلي في
الضعفاء "1/ 297" وضعفه الشيخ الألباني في السنة لابن أبي عاصم "1157".
(10/76)
قُلْتُ: رَوَاهُ الْعُقَيْلِيُّ، عَنِ
الصَّائِغِ، وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ، عَنْ أَبِي يَعْلَى، كِلاهُمَا
قَالا: ثَنَا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، نَا حَشْرَجٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُمْهَانَ، عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَسْجِدُ وَضَعَ فِي
الْبِنَاءِ حَجَرًا، وَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: "ضَعْ حَجَرَكَ إِلَى
جَنْبِ حَجَرِي" ثُمَّ قَالَ لِعُمَرَ: "ضَعْ حَجَرَكَ إِلَى جَنْبِ
حَجَرِ أَبِي بَكْرٍ"، ثُمَّ قَالَ لِعُثْمَانَ: "ضَعْ حَجَرَكَ إِلَى
جَنْبِ حَجَرِ عُمَرَ"، ثُمَّ قَالَ: "هَؤُلاءِ الْخُلَفَاءُ مِنْ
بَعْدِي".
وَقَدْ قَالَ فِيهِ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
78- الْحَكَمُ بْنُ الصَّلت1 الْمَدَنِيُّ الْمُؤَذِّنُ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُطِيعٍ، كَذَا قِيلَ، وَهُوَ خَطَأٌ، بَلِ الأَصْوَبِ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ،
وَالْقَعْنَبِيُّ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو حَاتِمٍ.
وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: هُوَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الصَّلت، لَمْ
يخرِّجوا لَهُ شَيْئًا.
79- الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ الْبَصْرِيُّ2:
نَزِيلُ الْكُوفَةِ.
عَنْ: قَتَادَةَ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ الْبَجَلِيُّ، وَسُرَيْجُ بْنُ
النُّعمان، وَمَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهديّ، وَبُشَيْرُ بْنُ
الْوَلِيدِ.
قَالَ النَّسائيّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَقَالَ أبو داود: منكر
الحديث.
وقال ابن المعين: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ
قَتَادَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: "مَنْ
كَتَمَ عِلْمًا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهِ لِجَامٌ مِنْ
نَارٍ" 3. وهذا حديث عليّ
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 339"، الجرح والتعديل "3/ 117-118"، والثقات لابن
حبان "6/ 185"، وتهذيب التكمال "7/ 98-99"، تهذيب التهذيب "2/ 427".
2 التاريخ الكبير "2/ 340"، الجرح والتعديل "3/ 122-123"، تهذيب الكمال
"7/ 110-112"، ميزان الاعتدال "1/ 576-577"، وتهذيب التهذيب "2/
431-432".
3 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "3658"، والترمذي "2649"، وابن ماجه
"261"، وأحمد في المسند "2/ 263، 305"، والحاكم في المستدرك "1/ 101"،
وابن حبان في صحيحه "95"، وفي الباب عن عبد الله بن عمرو وصححه الشيخ
الألباني في صحيح الجامع "6517".
(10/77)
ابن الْحَكَمِ الْبُنَانِيِّ، عَنْ
عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَرَوَاهُ أَيْضًا حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَطَاءٍ، وَأَقْوَى
مِنْ ذَلِكَ رِوَايَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ
حَرْبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا.
80- الْحَكَمُ بْنُ الْوَلِيدِ الْوُحَاظِيُّ الْحِمْصِيُّ1.
مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ، فَإِنَّهُ سَمِعَ: عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
بُرْدٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَبْدِ الْجَبَّارِ الْخَبَائِرِيُّ، وقد تفرّد عنه الخبائريّ بحديثه
عن أبي بُسْرٍ قَالَ: بَعَثَتْنِي أُمِّي بِقِطْفِ عِنَبٍ إِلَى
النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ
بَعْدُ إِذَا رَآنِي قَالَ: غُدَرْ، غُدَرْ2.
وَقَدْ رَوَى أَيْضًا عَنْ أَبِي قَتِيَلَةَ الْكَلاعِيِّ، وَسُلَيْمِ
بْنِ عَامِرٍ. وَرَأَى أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
81- حِمَّانُ بْنُ الجعد3. شيخ بصريّ.
عن: قتادة، ثابت، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي أَسْلَمَ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ النَّسائيّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ. وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ:
حَسَنُ الْحَدِيثِ مَعَ ضَعْفِهِ.
وَقَالَ أبو حاتم: ما بحديثه بأس.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 339"، والجرح والتعديل "30/ 129-130"، والثقات
لابن حبان "4/ 1046"، وميزان الاعتدال "1/ 582".
2 "حديث ضعيف": أخرجه البخاري في تاريخه "2/ 339"، وابن عدي في الكامل
"2/ 631"، وذكره الهيثمي في المجمع "4/ 147"، وقال: رواه الطبراني في
الكبير وفيه الحكم بن الوليد ذكره ابن عدي في الكامل، وذكر له هذا
الحديث وقال: لا أعرف هذا عن عبد الله بن بسر.
3 التاريخ الكبير "3/ 29"، الجرح والتعديل "3/ 134"، تهذيب الكمال "7/
226-229"، ميزان الاعتدال "1/ 589"، تهذيب التهذيب "3/ 4-5".
(10/78)
82- حمّاد بن سلمة بن دينار1. مولى
رَبِيعَةَ. وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ فِي وَلائِهِ.
الْعَلَمُ، أبو سلمة البزّاز الْخِرَقِيُّ الْبَطَائِنِيُّ، شَيْخُ
أَهْلِ الْبَصْرَةِ، سَمِعَ: خَالَهُ حميدًا الطويل، وثابتًا البنانيّ،
وابن أبي مُلَيْكَةَ بِمَكَّةَ، وَقَتَادَةَ، وَأَنَسَ بْنَ سِيرِينَ،
وَمُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ الْقُرَشِيَّ، وَأَبَا حَمْزَةَ الضُّبعيّ،
وَسِمَاكَ بْنَ حَرْبٍ، وَسَعِيدَ بْنَ جُمْهَانَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ،
وَسُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَثِيرٍ
الدَّارِيَّ الْمُقْرِئُ، وَأَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، وَعَمَّارَ
بن أبي عمّار، وأبا غالب حزوّرا، وخلق سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَابْنُ
مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ،
وَهُدْبَةُ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَشَيْبَانُ، وَخَلْقٌ
كَثِيرٌ.
وَرَوَى الْحُرُوفَ عَنِ: ابْنِ كَثِيرٍ، وَعَنْ عَاصِمٍ، قَالَهُ
أَبُو عَمْرٍو الدَّانِيُّ.
وَحَمَلَ عَنْهُ الْقِرَاءَةَ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَحَرَمِيُّ
بْنُ عُمَارَةَ.
قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يُفِيدُنِي عَنْ
عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ.
وَقَالَ وُهَيْبُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: سَيِّدُنَا
وَأَعْلَمُنَا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ، وَأَثْبَتُ النَّاسِ فِي حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ أَعْلَمُ مِنْ غَيْرِهِ بِحَدِيثِ عَلِيِّ
بْنِ زَيْدٍ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ
ضُرَيْسٍ، مِنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَشَرَةُ آلافِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ الْكَوْسَجُ: قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: هُوَ عِنْدِي حُجَّةٌ فِي رِجَالٍ،
وَهُوَ أَعْلَمُهُمْ بِثَابِتٍ، وَبِعَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 282"، التاريخ الكبير "3/ 22-23"، الثقات لابن
حبان "6/ 216"، حلية الأولياء "6/ 249-257"، ميزان الاعتدال "1/
590-595"، تهذيب التهذيب "3/ 11".
(10/79)
قُلْتُ: وَلِهَذَا احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ
فِي الأُصُولِ بما رواه عن ثابت، وفي الشَّوَاهِدِ بِمَا رَوَاهُ عَنْ
غَيْرِ ثَابِتٍ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ: نَا الحمَّادان،
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِينَارٍ، وَحَمَّادُ بْنُ زيد بن درهم،
وفضل حمّاد ابن سَلَمَةَ عَلَى الآخَرِ كَفَضْلِ الدِّينَارِ عَلَى
الدِّرْهَمِ.
قلت: يشير إلى اسْمَيْ جدَّيهما.
وَقَالَ شِهَابُ بْنُ مَعْمَرٍ الْبَلْخِيُّ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ يُعَدُّ مِنَ الأَبْدَالِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ إِمَامًا رَاسِيًا فِي الْعَرَبِيَّةِ،
فَقِيهًا، فَصِيحًا، بَلِيغًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، شَدِيدًا عَلَى
الْمُبْتَدِعَةِ، صَاحِبَ أَثَرٍ وسنَّة، لَهُ تَصَانِيفُ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: مَا كُنَّا نَرَى أَحَدًا بنيَّة غَيْرَ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَمَا نَرَى الْيَوْمَ مَنْ يُعْلَمُ بنيَّة
غَيْرَهُ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: مَنْ تَكَلَّمَ فِي حَمَّادِ بْنِ
سلمة فاتَّهموه.
وقال مسلم بن إبراهيم: أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: كُنْتُ
أَسْأَلُ حَمَّادَ بن أبي سليمان عن أحايث مُسْنَدَةٍ، وَالنَّاسُ
يَسْأَلُونَهُ عَنْ رَأْيِهِ، وَكُنْتُ إِذَا جِئْتُهُ قَالَ: لا جَاءَ
اللَّهُ بِكَ.
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبوذكي: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ
يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَثْقُلُ حَتَّى يَخِفَّ.
وَقَالَ عَفَّانُ: نَا حَمَّادٌ قَالَ: قَدِمْتُ مَكَّةَ فِي رَمَضَانَ
وَعَطَاءٌ بَاقٍ، فَقُلْتُ: إِذَا أَفْطَرْتُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ،
فَمَاتَ فِي رَمَضَانَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَمَّادٌ أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ.
وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ
يَغْمِزُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فاتَّهمة عَلَى الإِسْلامِ، فَإِنَّهُ
كَانَ شَدِيدًا عَلَى الْمُبْتَدِعَةِ.
وَقَدْ رَثَاهُ اليزيديُّ حَيْثُ يَقُولُ:
يَا طَالِبَ النحَّو أَلا فَابْكِهِ ... بَعْدَ أَبِي عَمْرٍو
وَحَمَّادِ.
(10/80)
قَالَ يُونُسُ النَّحويّ: مِنْ حَمَّادِ
بْنِ سَلَمَةَ تَعَلَّمْتُ الْعَرَبِيَّةَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: لَوْ قِيلَ لِحَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ: إِنَّكَ تَمُوتُ غَدًا مَا قَدَرَ أَنْ يَزِيدَ فِي
الْعَمَلِ شَيْئًا1.
وَقَالَ عَفَّانُ: مَا قَدْ رَأَيْتُ مَنْ هُوَ أَعْبَدُ مِنْ حَمَّادِ
بْنِ سَلَمَةَ، وَلَكِنْ مَا رَأَيْتُ أشدَّ مُوَاظَبَةً عَلَى
الْخَيْرِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالْعَمَلِ لِلَّهِ مِنْهُ2.
وَقَالَ التَّبوذكي: لَوْ قلت لكم: إني ما رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ
سَلَمَةَ ضَاحِكًا لَصَدَقْتُ، كَانَ مَشْغُولا، إِمَّا يُحَدِّثُ،
أَوْ يَقْرَأُ، أَوْ يَنْسَخُ، أَوْ يُصَلِّي، قَدْ قسَّم النَّهَارَ
عَلَى ذَلِكَ، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ3.
وَقَالَ يُونُسُ الْمُؤَدِّبُ: مَاتَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَهُوَ
فِي الصَّلاةِ4.
وَقَالَ سِوَارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ: ثَنَا أَبِي
قَالَ: كُنْتُ آتِي حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فِي سُوقِهِ، فَإِذَا
رَبِحَ فِي ثَوْبٍ حَبَّةً أَوْ حبَّتين شَدَّ جَوْنَتَهُ5 وَلَمْ
يَبِعْ شَيْئًا، فَكُنْتُ أَظُنُّ ذَلِكَ يَقُوتُهُ6.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: سَمِعْتُ حَمَّادًا يَقُولُ: إِذَا
دَعَاكَ الأَمِيرُ أَنْ تقرأ عليه: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
[الإخلاص: 1] فَلا تَأْتِهِ7.
وَرُوِيَ أَنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ قِيلَ لَهُ: أَلا تَأْتِي
السُّلْطَانَ، فَقَالَ: أَحْمِلُ لِحْيَةً حَمْرَاءَ إِلَيْهِمْ8.
وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاعِ: سَمِعْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ
يَقُولُ: مَنْ طَلَبَ الحديث لغير الله مكر به9.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 250"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/
361".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 250".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 250"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/
362".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 250"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/
363".
5 جونته: هي سليلة مستديرة مغشاة بالجلد يحفظ العطار فيها الطيب.
6 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 250"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/
362".
7 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 251".
8 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 251".
9 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 251".
(10/81)
وَقَالَ حَمَّادٌ: مَا كَانَ مِنْ نِيَّتِي
أَنْ أُحَدِّثَ حَتَّى قَالَ لِي أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ فِي
النَّوْمِ: حَدِّثْ1.
قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ: كَتَبْتُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ
بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا.
وقال حجّاج بن منهال: أنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: وَكَانَ مِنْ
أَئِمَّةِ الدِّينِ.
وَرُوِيَ أَنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ تَزَوَّجَ سَبْعِينَ امْرَأَةً
وَلَمْ يُولَدْ لَهُ، كَانَ عَقِيمًا.
قَالَ الْبُخَارِيّ: ثَنَا آدَمُ قَالَ: شَهِدْتُ حَمَّادَ بْنَ
سَلَمَةَ وَدَعَاهُ الدَّوْلَةُ.
فَقَالَ: أَحْمِلُ لِحْيَةً حَمْرَاءَ إِلَى هَؤُلاءِ، لا وَاللَّهِ لا
فَعَلْتُ.
وَقِيلَ: كَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ مُجَابَ الدَّعوة.
قَالَ أبو دواد: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ إِلا كِتَابَ قَيْسِ بْنِ
سَعْدٍ الْمَكِّيِّ، يَعْنِي كَانَ حَافِظًا يَرْوِي مِنْ حِفْظِهِ.
وَأَعْلَى مَا عِنْدِي مِنْ عَالِي حَدِيثِهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ
حَدِيثًا.
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ، وَعَبْدُ الْحَافِظِ بْنُ
بَدْرَانَ قَالا: أَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، ثَنَا سَعِيدُ
بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْبُنْدَارُ، أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُخْلِصُ، ثَنَا عَبْدُ الله،
أبو نصر التّمّار، ثناه حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبُ، عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ
لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 6] قَالَ: "يَقُومُونَ حَتَّى
يَبْلُغَ الرَّشْحُ أَطْرَافَ آذَانِهِمْ" 2. رَوَاهُ مُسْلِمٌ، عَنْ
أَبِي نَصْرٍ، فَوَافَقْنَاهُ بِعُلُوٍّ.
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الأَسَدِيُّ، أَنَا ابْنُ خَلِيلٍ، أَنَا
اللَّبَّانُ، أَنَا الْحَدَّادُ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
التَّاجِرِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ:
سَمِعْتُ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ: عَادَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
سُفْيَانَ الثَّوريّ فَقَالَ: يَا أَبَا سَلَمَةَ: أَتَرَى اللَّهَ
يَغْفِرُ لِمِثْلِي؟ فَقَالَ حَمَّادٌ: وَاللَّهِ لَوْ خيِّرت بين
محاسبة الله تعالى
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 251".
2 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "2862"، وأحمد في المسند "2/ 70"، من الطريق
الذي أتى به المصنف، وللحديث طرق أخرى عن ابن عمر أخرجه البخاري
"4938"، ومسلم "2862"، والترمذي "2422".
(10/82)
لِي وَبَيْنَ مُحَاسَبَةِ أبويَّ،
لاخْتَرْتُ مُحَاسَبَةَ اللَّهِ تَعَالَى؛ لِأَنَّهُ أَرْحَمُ بِي مِنْ
أَبَوَيَّ1.
وَبِهِ إِلَى أَبِي نُعَيْمٍ: نَا أَبُو أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ، نَا
عَبَّاسٌ الشَّكليّ، نَا إِسْحَاقُ بْنُ الْجَرَّاحِ، نَا مُحَمَّدُ
بْنُ الحجَّاج قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَسْمَعُ مَعَنَا عِنْدَ حَمَّادِ
بْنِ سَلَمَةَ، فَرَكِبَ إِلَى الصِّينِ، فَلَمَّا رَجَعَ أَهْدَى
إِلَى حَمَّادٍ، فَقَالَ: إِنْ قَبِلْتُهَا لَمْ أُحَدِّثْكَ
بِحَدِيثٍ. وَإِنْ لَمْ أَقْبَلْهَا حَدَّثْتُكَ، قَالَ: لا
تَقْبَلْهَا وَحَدِّثْنِي2.
قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنِ الْقَطَّانِ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ،
عَنْ زِيَادٍ الأَعْلَمِ، وَقَيْسِ بْنِ سَعْدٍ: لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَدْ بتَّ كَذَا الدُّولابيّ فَقَالَ في كتاب الضُّعفاء: أنا محمد بن
شجاع بن الثّلجي، أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن مَهْدِيٍّ قَالَ: كَانَ
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ لا يَعْرِفُ بِهَذِهِ الأَحَادِيثِ، يَعْنِي
أَحَادِيثَ فِي الصِّفَةِ، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَى عبَّادان، فَجَاءَ
وَهُوَ يَرْوِيهَا، فَلا أَحْسَبُ إِلا شَيْطَانًا خَرَجَ إِلَيْهِ
مِنَ البحر فألقاها إليه، ثم قال ابن البخليّ: وَسَمِعْتُ حَمَّادَ
بْنَ صُهَيْبٍ يَقُولُ: إِنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ كَانَ لا
يَحْفَظُ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّهَا دسَّت فِي كُتُبِهِ.
وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ ابْنَ أَبِي الْعَوْجَاءِ كَانَ رَبِيبَهُ،
فَكَانَ يَدُسُّ فِي كُتُبِهِ هَذِهِ الأَحَادِيثَ.
قُلْتُ: مَا ابْنُ شُجَاعٍ بمصدَّق عَلَى حَمَّادٍ، فَقَدْ رُمِيَ
بِأَمْرٍ عَظِيمٍ، وَكَانَ يَتَجَهَّمُ وَأَمَّا حَمَّادٌ -رَضِيَ
اللَّهُ عنه، فما كان لَهُ كُتُبٌ، بَلْ كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَى
حِفْظِهِ، فربَّما وَهِمَ كَمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ
الْحَاكِمُ، قَدْ قِيلَ فِي سُوءِ حِفْظِهِ وَجَمْعِهِ بَيْنَ
جَمَاعَةٍ فِي إِسْنَادٍ وَاحِدٍ بِلَفْظٍ.
وَلَمْ يُخْرِجْ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الأُصُولِ إِلا عَنْ ثَابِتٍ.
قُلْتُ: مَنِ اتَّهَمَ حَمَّادًا فَهُوَ متَّهم عَلَى الإِسْلامِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: تُوُفِّيَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حِينَ بَقِيَ
مِنْ سَنَةِ سَبْعٍ وَسِتِّينَ أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا.
83- حَمَّادُ بْنُ أَبِي لَيْلَى3.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 251".
2 أخرجه أبوم نعيم في الحلية "6/ 251".
3 سير أعلام النبلاء "7/ 157-158"، ولسان الميزان "2/ 352"، وشذرات
الذهب "1/ 239".
(10/83)
وَاسْمُ أَبِي لَيْلَى مَيْسَرَةُ،
وَقِيلَ: سَابُورُ، أَبُو الْقَاسِمِ، الأَدِيبُ الإِخْبَارِيُّ،
مَوْلًى لِبَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، وَهُوَ حَمَّادٌ الرَّاوِيَةُ.
مَرَّ فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ، وَإِنَّمَا أَعَدْتُهُ؛ لِأَنَّهُ
بَلَغَنَا أَنَّهُ مَاتَ لِتِسْعٍ بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة.
84- حَمَّادُ عَجْرَدٍ1.
مَرَّ أَيْضًا فِي الطَّبَقَةِ الْمَاضِيَةِ، وَقِيلَ: إِنَّهُ
تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
85- حمّاد بن يزيد المقرئ2. أبو يزيد.
عَنْ أَبِيهِ، وُمَحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة،
وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
وَيُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ.
وَهُوَ شَيْخٌ لَمْ يضعَّف.
86- حَمْزَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَشِيطٍ3 الْمَخْزُومِيُّ
الْكُوفِيُّ. الْعَابِدُ.
رَوَى عَنْ: سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ الْحُرِّ،
وَعَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَجَمَاعَةٍ.
وعنه: ابن أخيه عبد الله بن محمد بْنِ الْمُغِيرَةِ، ذَلِكَ الَّذِي
نَزَلَ مِصْرَ، وَهَاشِمُ بن القاسم، وأبو أسامة، وسليمان ابن أَبِي
شَيْخٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ
بَأْسٌ.
قُلْتُ: هَذَا مَاتَ كَهْلا وَلَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ فِي الْكُتُبِ
السِّتَّةِ.
87- حَيَّانُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ4. أَبُو زُهَيْرٍ البصريّ.
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 156-157"، ولسان الميزان "2/ 349".
2 التاريخ الكبير "3/ 21"، والجرح والتعديل "3/ 151"، والثقات لابن
حبان "6/ 219".
3 التاريخ الكبير "3/ 47"، الجرح والتعديل "3/ 214"، وتهذيب التهذيب
"3/ 33".
4 التاريخ الكبير "3/ 58"، والجرح والتعديل "3/ 246"، والثقات لابن
حبان "6/ 130"، وميزان الاعتدال "1/ 623".
(10/84)
عن: أبي مِجْلَزٍ لاحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ،
وَالضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، وَأَبِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
حَيَّانَ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى الْمِنْقَرِيُّ،
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَلَهُ مَنَاكِيرُ وَغَرَائِبُ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا وَهَّاهُ.
"حرف الْخَاءِ":
88- خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ الله بن سليمان بن زيد1 ثَابِتٍ
الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ -ت-ن.
عَنْ: نَافِعٍ، وَيَزِيدُ بْنُ رُومَانَ، وَعَامِرُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ الزُّبير.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى،
وَالْوَاقِدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا بَأْسَ بِهِ عِنْدِي.
وَقَالَ أَحْمَدُ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ، هَكَذَا وَجَدْتُ فِي
كِتَابِ الْمُغْنِي، وَهُوَ مَنْقُولٌ مِنْ كَلامِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ.
وَقَدِ احْتَجَّ بِهَذَا الرَّجُلِ النَّسَائِيُّ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي
عَاصِمٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
89- خَارِجَةُ بْنُ مصعب2 بن خارجة -ت- ق. أبو الحجّاج الضّبعيّ
السّرخسيّ.
عَالِمُ أَهْلِ خُرَاسَانَ عَلَى لِينٍ فِيهِ. رَحَلَ فِي طَلَبِ
الْعِلْمِ وَهُوَ كَبِيرٌ فَسَمِعَ الْكَثِيرَ.
وَرَوَى عَنْ: بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وعبد
الملك بن عمير، وأيوب، ويونس، وعمرو بن دينار القهرمان، وشريك بن أبي
نمر، وعمرو بن يحيى المازنيّ، وعدّة.
__________
1 الطبقات الكبرى "9/ 465"، التاريخ الكبير "3/ 204-205"، الجرح
والتعديل "3/ 374"، الثقات لابن حبان "6/ 273"، تهذيب التهذيب "3/ 76"،
وميزان الاعتدال "1/ 625".
2 الطبقات الكبرى "7/ 371"، التاريخ الكبير "3/ 205"، الجرح والتعديل
"3/ 922-927"، تهذيب الكمال "8/ 16-23"، ميزان الاعتدال "625-626"،
تهذيب التهذيب "3/ 76".
(10/85)
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وعيسى غنجار،
ووكيع، وحفص بن عبد الله السلمي، ويحيى بن يحيى التَّميميّ، ونعيم بن
حماد، ويزيد بن صالح، وآخرون.
روى مسلم، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى قَالَ: هُوَ مُسْتَقِيمُ
الْحَدِيثِ عِنْدَنَا، وَلَمْ يُنْكَرْ مِنْ أَحَادِيثِهِ إِلا مَا
كَانَ يُدَلِّسُ عَنْ غِيَاثٍ -فَإِنَّا كُنَّا نَعْرِفُ تِلْكَ
الأَحَادِيثَ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: هُوَ فِي نَفْسِهِ ثِقَةٌ،
يَعْنِي أَنَّهُ لَيْسَ بمتَّهم.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٌ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يَغْلَطُ وَلا يَتَعَمَّدُ.
وَعَنْ خَارِجَةَ قَالَ: قدمت على الزُّهريّ وهو صاحب الشرطة
للمروانيَّة، لم أَسْمَعْ مِنْهُ ثُمَّ قَدِمْتُ، فَسَمِعْتُ مِنْ
يُونُسَ، عَنْهُ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: كَانَ خَارِجَةُ يُطْعِمُ أَصْحَابَ الحديث ويزري على من لا
يَأْكُلُ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ليس بثقة.
وقال عبد الله بن أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: نَهَانِي أَبِي أَنْ
أَكْتُبَ أَحَادِيثَ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: تَرَكَ النَّاسُ حَدِيثَهُ واتَّقوه.
وَقَالَ النَّسائيّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: يُرْمَى بِالإِرْجَاءِ.
قَالَ مُصْعَبُ بْنُ خَارِجَةَ: تُوُفِّيَ أَبِي سَنَةَ ثمانٍ
وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي ذِي الْقِعْدَةِ، وَلَهُ ثَمَانٍ وَسَبْعُونَ
سَنَةً.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ التَّميميّ، وَزَيْنَبُ
بِنْتُ عُمَرَ الْكِنْدِيَّةُ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي الْقَاسِمِ الْقَارِئَ
أَخْبَرَهَا سَنَةَ إِحْدَى وَثَلاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ، أَنَا عَبْدُ
الْغَافِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ سَنَةَ ثمانٍ وَأَرْبَعِينَ وأربعمائة، أنا
بشر بن أحمد الإسفرايينيّ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَثَلاثِمِائَةٍ،
نَا دَاوُدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، نَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنَا
خَارِجَةُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
وَعْلَةَ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنِّي أَغْزُو
الْمَغْرِبَ فَنَجِدُ لَهُمْ أَسْقِيَةً يَشْرَبُونَ فِيهَا مِنْ
جُلُودِ الْمَيْتَةِ، فَقَالَ: مَا أَدْرِي ما تقول،
(10/86)
أَلَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كُلُّ إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ
طَهُرَ" 1. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَرْبَابُ السَّنن، مِنْ حَدِيثِ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
90- خَالِدُ بْنُ بَرْمَكَ2، أَبُو الْعَبَّاسِ، جدُّ الْبَرَامِكَةِ،
صَدْرٌ معظَّم، وَزَرَ فِي أَوَّلِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ
لِلسَّفَّاحِ.
وَذَكَرَ الصُّولِيُّ أَنَّهُ كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيٍّ الإِمَامِ وَالِدِ السَّفَّاحِ، ثُمَّ مِنْ بَعْدِهِ إِلَى
ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ إِنَّهُ وَزَرَ لِلْمَنْصُورِ نَحْوًا
مِنْ سَنَتَيْنِ، ثُمَّ عَزَلَهُ، وَاسْتَوْزَرَ أَبَا أَيُّوبَ
الْمُورْيَانِيَّ، وَعَقَدَ لِخَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ عَلَى إِمْرَةِ
فَارِسَ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعِينَ، وَكَانَ بَرْمَكُ مَجُوسِيًّا مِنَ
الْفُرْسِ، وَقَدِ اتُّهِمَ خَالِدٌ بِالْبَقَاءِ عَلَى
الْمَجُوسِيَّةِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
مَاتَ سَنَةَ خمسٍ وستِّين وَمِائَةٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ النَّجَّارِ فَقَالَ: ذَكَرَ الصُّوليّ قَالَ: لَمَّا
اسْتُخْلِفَ السَّفَّاحُ بَايَعَهُ خَالِدٌ وَتَكَلَّمَ، فَأَعْجَبَهُ
وَظَنَّهُ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قَالَ:
مَوْلاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْعَجَمِ، أَنَا خَالِدُ
بْنُ بَرْمَكَ وَأَبِي وَأَهْلِي فِي مُوَالاتِكُمْ وَالْجِهَادِ
عَنْكُمْ. فَأُعْجِبَ بِهِ وَقَدَّرَهُ فِي دِيوَانِ الْجُنْدِ، إِلَى
أَنْ قَالَ: ثُمَّ وَزَرَ لِلسَّفَّاحِ، فَلَمَّا وَلِيَ الْمَنْصُورُ
أَمَّرَهُ مُدَيْدَةً، ثُمَّ أَمَّرَهُ عَلَى فَارِسَ. وَمَدَحَتْهُ
الشُّعَرَاءُ، ثُمَّ وَلِيَ الرَّيَّ، فَكَانَ بِهَا مَعَ
الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ وَلِيَ الْمَوْصِلَ وَفَارِسَ مَعًا زَمَنَ
الْمَهْدِيِّ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الْغَمْرَاوِيُّ: مَا بَلَغَ مَبْلَغَ خالدٍ
أَحَدٌ مِنْ أَوْلادِهِ، وَمَا تَفَرَّقَ فِيهِمُ اجْتَمَعَ فِيهِ،
كَانَ فَوْقَ يَحْيَى بْنِ خَالِدٍ فِي الرَّأْيِ وَالْحُكْمِ،
وَفَوْقَ الْفَضْلِ فِي السَّخَاءِ، وَفَوْقَ جَعْفَرٍ فِي
الْكِتَابَةِ وَالْفَصَاحَةِ، وَفَوْقَ مُحَمَّدٍ فِي أنيَّته وَحُسْنِ
آلَتِهِ، وَفَوْقَ مُوسَى فِي شَجَاعَتِهِ.
وَكَانَ يَحْيَى يَقُولُ: مَا أَنَا إِلا شَرَارَةٌ مِنْ نَارِ أَبِي
العبّاس.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "366"، وأبو داود "4123"، والترمذي "1718"،
والنسائي "4252"، وابن ماجه "3609"، ومالك في الموطأ "1073"، وأحمد في
المسند "1/ 219، 227، 237، 270، 279، 280، 314، 328، 343، 365، 372"،
وابن حبان في صحيحه "1287".
2 الأغاني "3/ 173، 184، 185"، سير أعلام النبلاء "7/ 228، 229"،
النجوم الزاهرة "2/ 50".
(10/87)
فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ
الصُّوليّ: مَا فِي وُزَرَاءِ بَنِي الْعَبَّاسِ مِثْلُ خَالِدٍ فِي
فَضَائِلِهِ وَكَرَمِهِ.
وَعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ قَالَ: لَوْ كَانَتْ دَوْلَتُنَا
صُورَةً لَكَانَ قَحْطَبَةُ قَلْبَهَا، وَأَبُو جَهْمٍ بَدَنَهَا،
وَعُثْمَانُ بْنُ نَهِيكٍ يَدَهَا، وَخَالِدُ بن برمك غذاؤها
وَقُوتَهَا.
وَقِيلَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ همَّ بِهَدْمِ إِيوَانِ كِسْرَى، فَقَالَ:
لا تَفْعَلْ فَإِنَّهُ آيَةٌ لِلإِسْلامِ، وَإِذَا رَآهُ النَّاسُ
عَلِمُوا أَنَّ مَنْ هَذَا بِنَاؤُهُ لا يُزِيلُ أَمْرَهُ إِلا
الأَنْبِيَاءُ وَمَوْرَثَتُهُ أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِ، قَالَ: أَبَيْتَ
إِلا مَيْلا إِلَى الأَعْجَمِيَّةِ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَدْمِهِ،
فَهُدِمَتْ مِنْهُ ثُلْمَةٌ غَرِمُوا عَلَيْهِ جُمْلَةً فَأَضْرَبَ
عَنْ هَدْمِهِ وَقَالَ: يَا خَالِدُ قَدْ صِرْنَا إِلَى إِرَادَتِكَ.
قَالَ: أَنَا غَيَّرْتُ، أَرَى هَدْمَهُ لَيْلا لِئَلا يُقَالَ:
عَجَزْتُ عَنْهُ.
91- خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ1 بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، الْعَدَوِيُّ الْعُمَرِيُّ
الْمَدَنِيُّ. -ت.
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وعمَّي أَبِيهِ سَالِمٍ، وَحْمَزَةَ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْفَرَوِيُّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفيليّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَعَنِ الْبُخَارِيِّ قَالَ: لَهُ مَنَاكِيرُ.
92- خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ، الْمَهْرِيُّ الْمِصْرِيُّ2.
عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، وَحُمَيْرِ بْنِ هَانِي
الخولانيّ، وخالد بن يزيد الجمحيّ، وعمر مَوْلَى غُفْرَةَ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى
الْخَوْلانِيُّ، وَرَوْحُ بْنُ صَلاحٍ، وَآخَرُونَ.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 323"، تهذيب الكمال "8/ 33-34"، الثقات لابن حبان
"6/ 254"، ميزان الاعتدال "1/ 628"، تهذيب التهذيب "3/ 81-82".
2 التاريخ الكبير "3/ 144"، الجرح والتعديل "3/ 325-326"، تهذيب الكمال
"8/ 39-41"، تهذيب التهذيب "3/ 83".
(10/88)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَانَ وَاعِظًا عَالِمًا كَبِيرَ الْقَدْرِ.
قُلْتُ: خَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الأَدَبِ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ تسعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
93- خَالِدُ بْنُ زِيَادٍ، الأَزْدِيُّ1، التِّرْمِذِيُّ -ت. ن.
عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى عَمْرٍو، وَأَبِي الصِّدِّيق النَّاجِيِّ،
وَمُقاتِلِ بْنِ حيَّان، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: اللَّيث بْنُ خَالِدٍ الْبَلْخِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ
سَعِيدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَرْوَزِيُّ،
وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التِّرْمِذِيُّ.
قُلْتُ: صَدُوقٌ إن شاء الله.
94- خالد بن ميسرة2 -د. ن- أبو حاتم، بَصْرِيٌّ صُوَيْلِحٌ.
رَوَى عَنْ: مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ.
وعنه: العقدي، وعبد الصمد بن حسان، وغيرهما.
وكان عطارا.
95- خالد بن إلياس3 -ت. ق- أبو الهيثم العدويّ المدنيّ.
عَنْ: يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، وَصَالِحٍ
مَوْلَى التَّوءمة، وَالْمَقْبُرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو أَحْمَدَ الزُّبيديّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ،
وَالْقَعْنَبِيُّ، وَالْوَاقِدِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، ضعيف.
وقال النَّسائيّ: متروك.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 151"، الجرح والتعديل "3/ 332"، تهذيب الكمال "8/
65-66"، تهذيب التهذيب "3/ 90".
2 التاريخ الكبير "3/ 175-176"، والجرح والتعديل "3/ 352"، تهذيب
التهذيب "3/ 122-123".
3 الطبقات الكبرى "9/ 421"، التاريخ الكبير "3/ 140"، الجرح والتعديل
"3/ 321"، تهذيب التهذيب "3/ 80-81".
(10/89)
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ يَؤُمُّ
بِمَسْجِدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَحْوًا
مِنْ ثَلاثِينَ سَنَةً.
وَقِيلَ: اسْمُهُ خَالِدُ بْنُ إِيَاسِ بْنِ صَخْرٍ الْعَدَوِيُّ.
لَهُ أَيْضًا عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
وَطَائِفَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، يُكتَبُ حَدِيثُهُ زَحْفًا.
وَقَالَ أَبُو زرعة: سمعت أبا نعيم يقول: لا يساوي حَدِيثُهُ
فَلْسَيْنِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَحَادِيثُهُ كلُّها أَفْرَادٌ، وَمَعَ
ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
96- خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ1، أَبُو هَاشِمٍ المرِّيّ الدِّمشقي -ن. ق.
قَاضِي الْبَلْقَاءِ، وَوَالِدُ عِرَاكٍ الْقَارِئِ.
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ صَالِحِ بْنِ صُبَيْحٍ الْمُرِّيِّ، وَسَالِمِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَارِبِيِّ، وَمَكْحُولٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بن مسلم، ومروان الطّاطريّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ،
وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، وَمَا أَظُنُّ نُعَيْمًا لَقِيَهُ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى
ابْنِ عَامِرٍ، وَعَاشَ تِسْعِينَ سَنَةً.
قَرَأَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
97- خَطَّابُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ2، الْخُزَاعِيُّ
الْقُمِّيُّ -ن.
سَمِعَ: أَبَاهُ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّدِّيَّ، وَعَطَاءَ بْنَ
السَّائِبِ.
وَعَنْهُ: عَامِرُ بْنُ إبراهيم، والحسين بن حفص الأصبهانيان.
وثّقة ابن حبّان.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 181-182"، الجرح والتعديل "3/ 358-359"، تهذيب
التهذيب "3/ 125-126".
2 الجرح والتعديل "3/ 386"، الثقات لابن حبان "8/ 232"، تهذيب التهذيب
"3/ 145".
(10/90)
98- خَلادُ بْنُ سُلَيْمَانَ1،
الْحَضْرَمِيُّ الْمِصْرِيُّ.
عَنْ: نَافِعٍ، وَدَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، وَخَالِدِ بْنِ أَبِي
عِمْرَانَ.
وعنه: ابن وهب، وَسَعِيد بن أبي مريم، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ،
وَجَمَاعَةٌ.
وَقَدْ أَدْرَكَ أَيَّامَ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِيمَا قِيلَ.
كُنْيَتُهُ: أَبُو سُلَيْمَانَ، مَاتَ بَعْدَ السِّتِّينَ.
وَثَّقَهُ الْحَافِظُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ
الرَّازِيُّ.
99- خَلَفُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْبَصْرِيُّ2، أَبُو الْمُنْذِرِ.
عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
100- خَلَفُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ3، الْخُزَاعِيُّ.
عَنْ: أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
رَوَى عَنْهُ: طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَأَبُو كَامِلٍ،
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ.
101- خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ4، السَّدُوسِيُّ، الْبَصْرِيُّ، ثُمَّ
الْمَوْصِلِيُّ.
نَزِيلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ، وَثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَأَبُو الجماهر محمد بن عثمان، وأبو جعفر
النّقيليّ، وَمُنَبَّهُ بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو تَوْبَةَ
الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ.
قال أحمد: ضعيف الحديث.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 188-189"، الجرح والتعديل "3/ 365-366"، تهذيب
التهذيب "3/ 172-173".
2 التاريخ الكبير "3/ 194"، الجرح والتعديل "3/ 370"، الثقات لابن حبان
"6/ 271".
3 التاريخ الكبير "3/ 196-197"، الجرح والتعديل "3/ 373"، الثقات لابن
حبان "6/ 271".
4 التاريخ الكبير "3/ 199"، الجرح والتعديل "3/ 384"، تهذيب الكمال "8/
307-309"، ميزان الاعتدال "1/ 663"، تهذيب التهذيب "3/ 158-159".
(10/91)
وقال حَاتِمٍ: صَالِحٌ، لَيْسَ
بِالْمَتِينِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَكَتَبَهُ: خُلَيْدٌ أَبُو حَلْبَسٍ.
وَيُقَالُ: أَبُو عُبَيْدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَمْرٍو، وَيُقَالُ:
أَبُو عُمَرَ.
قَالَ النُّفَيْلِيُّ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
102- خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ1. هُوَ ابْنُ حَسَّانٍ، يُكَنَّى: أَبَا
حَسَّانٍ، وَهُوَ بَصْرِيٌّ نَزَلَ بُخَارَى، وَحَدَّثَ عَنِ:
الْحَسَنِ، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ دينار. وعنه: حازم بْنُ خُزَيْمَةَ،
وَحُصَيْنُ بْنُ مُخَارِقٍ، وَصَالِحٌ الْمُرِّيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَفِي كِبَارِ التَّابِعِينَ: خُلَيْدٌ الْعَصَرِيُّ: شَيْخُ
قَتَادَةَ.
103- خَلِيفَةُ بْنُ غَالِبٍ اللَّيْثِيُّ2، أَبُو غَالِبٍ، بَصْرِيٌّ.
صَدُوقٌ.
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ الْعُمَرِيِّ، وَأَبِي
غَالِبٍ الشَّامِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو
الْوَلِيدِ، وَعَفَّانُ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ
شَيْئًا.
104- الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ3، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
الأَزْدِيُّ، الْفَرَاهِيدِيُّ، الْبَصْرِيُّ، صَاحِبُ الْعَرَبِيَّةِ
وَالْعَرُوضِ، أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: أَيُّوبَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَالْعَوَّامِ بْنِ حرشب،
وَغَالِبٍ الْقَطَّانِ، وَطَائِفَةٍ.
أَخَذَ عَنْهُ: سِيبَوَيْهِ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَالنَّضْرُ بْنُ
شُمَيْلٍ، وَهَارُونُ بْنُ مُوسَى النَّحْوِيُّ، وَوَهْبُ بْنُ
جَرِيرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 198"، الجرح والتعديل "3/ 384"، الثقات لابن حبان
"6/ 271".
2 التاريخ الكبير "3/ 191"، الجرح والتعديل "3/ 377"، تهذيب التهذيب
"3/ 161-162".
3 التاريخ الكبير "3/ 199-200"، الجرح والتعديل "3/ 380"، سير أعلام
النبلاء "7/ 429-431".
(10/92)
وَكَانَ رَاسِيًا فِي عِلْمِ اللِّسَانِ،
خَيِّرًا مُتَوَاضِعًا، ذَا زُهْدٍ وَعَفَافٍ.
يُقَالُ: إِنَّهُ دَعَا بِمَكَّةَ أَنْ يَرْزُقَهُ اللَّهُ عِلْمًا
لَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهِ، فَرَجَعَ إِلَى الْبَصْرَةِ وَقَدْ فُتِحَ
لَهُ بِعِلْمِ الْعَرُوضِ، فَصَنَّفَ فِيهِ، وَصَنَّفَ أَيْضًا كِتَابَ
الْعَيْنِ فِي اللُّغَةِ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ فِي كِتَابِ الثِّقَاتِ
فَقَالَ: يَرْوِي الْمَقَاطِيعَ.
وَكَانَ مِنْ خِيَارِ عِبَادِ اللَّهِ الْمُتَقَشِّفِينَ فِي
الْعِبَادَةِ، وَهُوَ الْقَائِلُ:
إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكَ لَحْمٌ ... كَفَاكَ خَلٌّ وَزَيْتُ
إِنْ لا يَكُنْ ذَا وَلا ... ذَا فَكِسْرَةٌ وَبَيْتُ
تَظَلُّ فِيهِ وَتَأْوِي ... حَتَّى يَجِيئَكَ مَوْتُ
هَذَا لَعَمْرِي كَفَافٌ ... لَكِنْ تَضُرُّكَ لَيْتُ
وَقِيلَ: كَانَ لِلْخَلِيلِ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ
الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ وَالِي فَارِسَ رَاتِبٌ، فَأَرْسَلَ
إِلَيْهِ لِيَفِدَ عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْخَلِيلُ:
أَبْلِغْ سُلَيْمَانَ أَنِّي عَنْهُ فِي شُغُلٍ ... وَفِي غِنًى غَيْرَ
أَنِّي لست ذا مال
سخي بنفسي، أنّي لا أَرَى أَحَدًا ... يَمُوتُ هَزْلا وَلا يَبْقَى
عَلَى حَالِ
الرِّزْقُ عَنْ قَدَرٍ لا الضَّعْفُ يَنْقُصُهُ ... وَلا يَزِيدُ فِيهِ
حَوْلُ مُحْتَالِ
وَالْفَقْرُ فِي النَّفْسِ لا فِي الْمَالِ تَعْرِفُهُ ... وَمِثْلُ
ذَاكَ الْغِنَى فِي النَّفْسِ لا الْمَالِ
قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: أَقَامَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ فِي
خُصٍّ بِالْبَصْرَةِ لا يُقَدَّرُ عَلَى فَلْسَيْنِ، وَتَلامِذَتُهُ
يَكْتَسِبُونَ بِعِلْمِهِ الأَمْوَالَ.
وَكَانَ كَثِيرًا مَا يَتَمَثَّلُ بِبَيْتِ الأَخْطَلِ:
وَإِذَا افْتَقَرْتَ إِلَى الذَّخَائِرِ لَمْ تَجِدْ ... ذُخْرًا
يَكُونُ كَصَالِحِ الأَعْمَالِ.
وَقَدْ كَانَ الْخَلِيلُ آيَةً فِي قُوَّةِ الذَّكَاءِ.
قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ فِي الْمَشَايِخِ أَشَدَّ
تَوَاضُعًا مِنْكَ يَا خَلِيلُ بْنَ أَحْمَدَ، لا ابْنَ عَوْنٍ، وَلا
غَيْرَهُ.
وَيُقَالُ: بَرَزَ مِنْ أَصْحَابِ الْخَلِيلِ أَرْبَعَةٌ: النَّضْرُ،
وَسِيبَوَيْهِ، وَعَلِيُّ بن نصر،
(10/93)
وَمُؤَرِّجُ بْنُ عَمْرٍو السَّدُوسِيُّ،
وَكَانَ أَبْرَعُهُمْ فِي النَّحْوِ: سِيبَوَيْهِ، وَغَلَبَ عَلَى
النَّضْرِ اللُّغَةُ، وَعَلَى مُؤَرِّجٍ الشِّعْرُ وَاللُّغَةُ،
وَعَلَى عَلِيٍّ الْحَدِيثُ.
وَلِلْخَلِيلِ كِتَابُ الْعَيْنِ وَهُوَ نَفِيسٌ مَشْهُورٌ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحَارِثِ الْكِنْدِيُّ، فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ
الطَّحَاوِيُّ، عَنْ أَبِي شِمْرٍ، قَالَ: لَقِيَنِي الْخَلِيلُ بْنُ
أَحْمَدَ فَقَالَ: قَدْ وَضَعْتُ كِتَابًا أَجْمَعُ فِيهِ بَيْنَ
الْمُخْتَلِفِينَ، فَقُلْتُ: إِنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَمَا شَيْءٌ بَعْدَ
الْقُرْآنِ أَنْفَعَ مِنْهُ، قَالَ: فَعَرَضَهُ عليّ فإذا هو أبعد شيء
مِمَّا سَمَّى، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ آتَاكَ عِلْمًا لَهُ
لَهَجُهُ، فَلا تَخْلِطْ مَا لا تَعْلَمُ مِمَّا تَعْلَمُ، فَيُذْهِبَ
مَا لا تَعْلَمُ بَهْجَةَ مَا تَعْلَمُ.
وَيُقَالُ: كَانَ سَبَبُ مَوْتِ الْخَلِيلِ أَنَّهُ قَالَ: أُرِيدُ
أَنْ أَعْمَلَ نَوْعًا مِنَ الْحِسَابِ تَمْضِي بِهِ الْجَارِيَةُ
إِلَى الْفَامِيِّ1 فَلا يُمْكِنُهُ أَنْ يَظْلِمَهَا، فَدَخَلَ
الْمَسْجِدَ وَهُوَ يُعْمِلُ فِكْرَهُ، فَصَدَمَتْهُ سَارِيَةٌ وَهُوَ
غَافِلٌ فَانْصَرَعَ، فَمَاتَ مِنْ ذَلِكَ.
وَقِيلَ: بَلْ صَدَمَتْهُ السَّارِيَةُ وَهُوَ يُقَطِّعُ بَحْرًا مِنَ
الْعَرُوضِ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ مِائَةٍ، وَمَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ،
وَقِيلَ: سَنَةَ بِضْعٍ وَسِتِّينَ، وَقِيلَ: سَنَةَ سِتِّينَ،
وَسَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
"حرف الدَّالِ":
105- دَاوُدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ. -د. ت. ق. - قَدْ
مَرَّ.
106- دَاوُدُ بْنُ سِنَانٍ2، الْقُرَظِيُّ الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَمَيْسُورِ
بْنِ رِفَاعَةَ.
وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، وَعَبْدُ
الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: لا بَأْسَ بِهِ.
__________
1 الفامي: البقال.
2 التاريخ الكبير "3/ 237"، الجرح والتعديل "3/ 414، 415"، الثقات لابن
حبان "6/ 283"، الميزان "2/ 9".
(10/94)
107- دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ1،
الْكِنْدِيُّ الْمَرْوَزِيُّ، ثُمَّ الْبَصْرِيُّ -خ. ت. س. ق.
عَنْ: عَبْدِ الله بن بريدة، وإبراهيم الصَّائِغِ، وَأَبِي غَالِبٍ
صَاحِبِ أَبِي أُمَامَةَ، وَعَلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ.
وَعَنْهُ: حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، وَعَفَّانُ، وَشَيْبَانُ،
وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَجَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سبعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
108- دَاوُدُ الطَّائِيُّ2.
هُوَ أَبُو سُلَيْمَانَ، دَاوُدُ بْنُ نُصَيْرٍ، الطَّائِيُّ
الْكُوفِيُّ، الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ، أَحَدُ الأَعْلامِ.
رَوَى عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَحُمَيْدٍ، وَالأَعْمَشِ،
وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عليَّة، وَزَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُصْعَبُ بْنُ
الْمِقْدَامِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ السَّلول، وَأَبُو
نُعَيْمٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِ الرَّأْيِ، لَكِنَّهُ آثَرَ الْخُمُولَ
وَالإِخْلاصَ، وفرَّ بِدِينِهِ.
سَأَلَهُ رَجُلٌ مرَّة عَنْ حَدِيثٍ فَقَالَ: دَعْنِي، فَإِنِّي
أُبَادِرُ خُرُوجَ نَفْسِي3.
وَكَانَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: أَبْصَرَ دَاوُدُ أَمْرَهُ4.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: هَلِ الأَمْرُ إِلا مَا كَانَ عَلَيْهِ
دَاوُدُ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ يُجَالِسُ
أَبَا حنيفة، ثم إنّه عمد إلى كتبه
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 236"، الجرح والتعديل "3/ 419"، ميزان الاعتدال
"2/ 19"، تهذيب التهذيب "3/ 197".
2 الطبقات الكبرى "6/ 367"، الجرح والتعديل "3/ 426"، حلية الأولياء
"7/ 335-367"، تهذيب الكمال "8/ 455-461"، ميزان الاعتدال "2/ 21"،
تهذيب التهذيب "3/ 203".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 335-336".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 336".
(10/95)
فَغَرَّقَهَا فِي الْفُرَاتِ، وَأَقْبَلَ
عَلَى الْعِبَادَةِ وَتَخَلَّى1.
وَكَانَ زَائِدَةُ صَدِيقًا لَهُ، فَأَتَاهُ يَوْمًا فَقَالَ: يَا
أَبَا سُلَيْمَانَ: {الم، غُلِبَتِ الرُّومُ} [الروم: 1-2] ، قَالَ:
وَكَانَ يُجِيبُ فِي هَذِهِ الآيَةِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا الصَّلت،
انْقَطَعَ الْجَوَابُ، وَقَامَ وَدَخَلَ بَيْتَهُ2.
رَوَاهَا ابْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، وَزَادَ فِيهَا: كَانَ
دَاوُدُ مِمَّنْ عَلِمَ وَفَقِهَ وَنَفَذَ فِي الْكَلامِ قَالَ:
وَأَخَذَ حَصَاةً فَحَذَفَ بِهَا إِنْسَانًا، فَقَالَ لَهُ أَبُو
حَنِيفَةَ: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، طَالَ لِسَانُكَ وَطَالَتْ يَدُكَ،
فَاخْتَلَفَ بَعْدَ ذَلِكَ سَنَةً لا يُسْأَلُ وَلا يُجِيبُ3.
وقيل: كان داود يعالج نفسه بالصَّمت، فأراد أَنْ يُجَرِّبَ نَفْسَهُ
هَلْ يَقْوَى عَلَى الْعُزْلَةِ، فَقَعَدَ فِي مَجْلِسِ أَبِي
حَنِيفَةَ سَنَةً لَمْ يَنْطِقْ، ثُمَّ اعْتَزَلَ النَّاسَ4.
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: جِئْتُ أَنَا وَابْنُ عُيَيْنَةَ إِلَى دَاوُدَ
الطَّائِيِّ، فَقَالَ: جِئْتُمَانِي مرَّةً فَلا تَعُودَا إليَّ5.
وَعَنِ الرَّبِيعِ الأَعْرَجِ قَالَ: كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ لا
يَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ حَتَّى يَقُولَ الْمُؤَذِّنُ: قَدْ قَامَتِ
الصَّلاةُ، فَإِذَا سَلَّمَ الإِمَامُ أَخَذَ نَعْلَهُ وَدَخَلَ
مَنْزِلَهُ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَوْصِنِي، قَالَ: اتَّق اللَّهَ،
وَبِرَّ وَالِدَيْكَ، ثُمّ قَالَ: وَيْحَكَ، صُمِ الدُّنْيَا،
وَاجْعَلِ الْفِطْرَ الْمَوْتَ، وَاجْتَنِبِ النَّاسَ غَيْرَ تاركٍ
لِجَمَاعَتِهِمْ6.
وَعَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ: قُلْتُ لِدَاوُدَ: أَوْصِنِي، قَالَ: أَقْلِلْ
مِنْ مَعْرِفَةِ النَّاسِ، قُلْتُ: زِدْنِي، قَالَ: ارْضَ بِالْيَسِيرِ
مَعَ سَلامَةِ الدِّينِ، كَمَا رَضِيَ أَهْلُ الدُّنْيَا بِالدُّنْيَا
مَعَ فَسَادِ الدِّينِ7.
وَعَنْهُ قَالَ: كَفَى بِالْيَقِينِ زُهْدًا، وَكَفَى بالعلم عبادة،
وكفى بالعبادة شغلًا8.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 336"، والخطيب في تاريخه "8/ 348".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 336"، والخطيب في تاريخه "8/ 348".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 336"، والخطيب في تاريخه "8/ 347-348".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 342"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/
131".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 342"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/
131".
6 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 342-343"، والبيهقي في الزهد "142".
7 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 343".
8 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 343".
(10/96)
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الدَّورقيّ: نَا أَبُو نعيم قال: رأيت داود -وكان من أَفْصَحَ النَّاسِ
وَأَعْلَمَهُمْ بِالْعَرَبِيَّةِ، يَلْبَسُ قَلَنْسُوةً سَوْدَاءَ
طَوِيلَةً مِمَّا يَلْبَسُ التُّجّار1.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ: قَالَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ
لِسُفْيَانَ: إِذَا كُنْتَ تَشْرَبُ الْمَاءَ الْمُبَرَّدَ، وَتَأْكُلُ
اللَّذيذ الطَّيِّب، وَتَمْشِي فِي الظِّلّ الظَّليل، فَمَتَى تُحِبُّ
الْمَوْتَ2؟..
وَقِيلَ: إنّ محمد بن قحطبة الأمير قدم إلى الْكُوفَةَ فَقَالَ:
أَحْتَاجُ إِلَى مُؤَدِّبٍ يُؤَدِّبُ أَوْلادِي، حافظٍ لِكِتَابِ
اللَّهِ، عالمٍ بسنَّة رَسُولِ اللَّهِ، وَبِالأَثَرِ، وَالْفِقْهِ،
والنَّحو، وَالشِّعْرِ، وَأَيَّامِ النَّاسِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا
يَجْمَعُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا إِلا دَاوُدُ الطَّائِيُّ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ: نَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ
قَالَ: كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ قَدْ وَرِثَ مِنْ أُمِّهِ
أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَمَكَثَ يتقوَّت بِهَا ثَلاثِينَ عَامًا،
فَلَمَّا نَفِدَتْ، جَعَلَ يَنْقُضُ سُقُوفَ الدُّويرة فَيَبِيعُهَا،
حَتَّى بَاعَ الْبَوَارِيَ واللَّبن، حَتَّى بَقِيَ فِي نِصْفِ
سَقْفٍ3.
قَالَ عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ الْحَلَبِيُّ: عَاشَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ
عِشْرِينَ سَنَةً بِثَلاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ4.
وَقِيلَ: مَرِضَ دَاوُدُ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ خَرَجْتَ إِلَى الرَّوْحِ
تفرح قلبك، قال: إنّي لأستحيي مِنْ نَفْسِي أَنْ أَنْقِلَ قَدَمِي
إِلَى مَا فِيهِ رَاحَةٌ لِبَدَنِي5.
وَيُقَالُ: عُوتِبَ فِي التَّزْوِيجِ فَقَالَ: كَيْفَ بقلبٍ ضعيفٍ لا
يَقْوَى بِهَمِّهِ، عَلَيْهِ هَمَّانِ6.
قَالَ إِسْحَاقُ السَّلوليّ: حدَّثتني أُمُّ سَعِيدٍ قَالَتْ: كَانَ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ جِدَارٌ قَصِيرٌ، وَكُنْتُ
أَسْمَعُ حَنِينَهُ عَامَّةَ اللَّيْلِ لا يَهْدَأُ، فَمِمَّا
سَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ هَمُّكَ عطّل عليّ الهموم، وحالف
بَيْنِي وَبَيْنَ السُّهاد، وشوَّقني إِلَى النَّظَرِ إِلَيْكَ،
وَمَنَعَ مِنِّي الشَّهَوَاتِ، فَأَنَا فِي سِجْنِكَ أَيُّهَا الكريم
مطلوب7.
__________
1 أخرجه ابن سعد في طبقاته "6/ 367".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 346"، والبيهقي في الزهد "213".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 346"، والخطيب في تاريخه "8/ 348"،
وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 139".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 347".
5 أخرجه البيهقي في الزهد "155"، وأبو نعيم في الحلية "7/ 355".
6 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 356".
7 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 356"، والخطيب في تاريخه "8/ 351".
(10/97)
قالت: وربّما ترنّم بالسَّحر بالقرآن، فأرى
أنّ جَمِيعَ نَعِيمِ الدُّنْيَا خَرَجَ فِي ترنُّمه تِلْكَ
السَّاعَةَ1.
وَكَانَ يَقُولُ: فِي الظُّلمة لا يُسْرَجُ.
وَعَنْ سَنْدَوَيْهِ قَالَ: قِيلَ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ: أَرَأَيْتَ
مَنْ دَخَلَ عَلَى الأُمَرَاءِ فَأَمَرَهُمْ وَنَهَاهُمْ، قَالَ:
أَخَافُ عَلَيْهِ السَّوط، قَالَ: إِنَّهُ يَقْوَى، قَالَ: أخاف عليه
السيف، قال: إنه يقوى، أَخَافُ عَلَيْهِ الدَّاءَ الدَّفِينَ،
الْعُجْبَ2.
رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ: ثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَالَ
ابْنُ السَّمَّاكِ: أَصْبَحَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ جَالِسًا عَلَى بَابِ
دَارِهِ، فَأَتَاهُ جِيرَانُهُ فَقَالُوا: يَا أَبَا سُلَيْمَانَ، مَا
بَدَا لَكَ الْيَوْمَ فِي الْجُلُوسِ هُنَا؟ قَالَ: إِنَّ أُمِّي
مَاتَتْ، فَجَلَسْتُ لأُصْلَحَ مِنْ أَمْرِهَا فَأَعَانُوهُ عَلَى
دَفْنِهَا.
وَتَرَكَتْ لَهُ جَارِيَةً بَاعَهَا بِعِشْرِينَ دِينَارًا3.
وَيُقَالُ: إِنَّ ابْنَ قَحْطَبَةَ الأَمِيرَ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ
دَاوُدَ الطَّائِيَّ، فَكَلَّمَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ حَمَّادِ بْنِ أَبِي
حَنِيفَةَ أَنْ يَحْمِلَ إِلَيْهِ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقَالَ: لا
يَقْبَلُهَا، قَالَ: تلطَّف، فَجَاءَ دَاوُدَ فكلَّمه وَقَالَ: قَدْ
عَلِمْتُ مَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْحَسَنِ بْنِ قحطبة من القرابة، وقد
أَحَبَّ أَنْ يَصِلَكَ، فَغَضِبَ وَقَالَ: لَوْ غَيْرُكَ فَعَلَ هَذَا
مَا كَلَّمْتُهُ أَبَدًا، قُلْ لَهُ يَرُدُّهَا عَلَى أَهْلِهَا،
فَهُمْ أحقُّ بِهَا.
وَرَوَى شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ وَغَيْرُهُ: أَنَّ دَاوُدَ الطَّائِيَّ
قِيلَ لَهُ: أَلا تسرِّح لِحْيَتَكَ، وَكَانَتْ مُفَتَّلَةً، قَالَ:
أَنَا عَنْهَا لَمَشْغُولٌ4.
مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ الثَّلجيّ: نَا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ:
أَتَيْتُ وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ دَاوُدَ الطَّائِيَّ،
وَبَلَغَهُ عَنْهُ فَاقَةٌ، فَأَخْرَجَ لَهُ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ
وَتَلَطَّفَ بِهِ، فَقَالَ: مَا لِي إِلَيْهَا حَاجَةٌ، وَلَوْ
قَبِلْتُ شَيْئًا لَقَبِلْتُهَا.
أَبُو دَاوُدَ الْحَفْرِيُّ، قَالَ لِي دَاوُدُ الطَّائِيُّ: أَلَيْسَ
كُنْتَ تَأْتِينَا إِذْ كنّا ثمَّ؟ ما أحب أن تأتيني.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 356-357"، والخطيب في تاريخه "8/ 352"،
وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 141".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 358"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/
142".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 347".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 339"، والخطيب في تاريخ بغداد "8/
350".
(10/98)
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ
الْعَبْدِيُّ: جَاءَ دَاوُدُ فِي قُبَاءَ أَصْفَرَ، فَكُنَّا نَضْحَكُ
مِنْهُ، فَوَاللَّهِ مَا مَاتَ حَتَّى سَادَنَا.
أَخْبَرَنَا نَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّالِحِيُّ سَنَةَ
اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنَا أَبُو مُوسَى عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْغَنِيِّ، أَنَا خَلِيلُ بْنُ بَدْرٍ
الدَّارَانِيُّ، أَنا أَبُو عَلِيٍّ الْمُقْرِيُّ، أَنا أَبُو نُعَيْمٍ
الْحَافِظُ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبرانيّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ
شُعَيْبٍ النَّسائيّ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، نَا مُصْعَبُ بْنُ
الْمِقْدَامِ، عن داود الطّائيّ، عن الأعمش، شَقِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ
قَالَتْ: "مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلا شَاةً وَلا بَعِيرًا وَلا
أَوْصَى"1.
قُلْتُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخْرِجُوهُ فِي
الْكُتُبِ السِّتَّةِ، وَدَاوُدُ صَدُوقٌ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَدْ كَانَتْ جِنَازَتُهُ مَشْهُورَةً.
قَالَ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِيُّ: اشْتَكَى دَاوُدُ الطَّائِيُّ،
وَكَانَ سَبَبُ عِلَّتِهِ أَنَّهُ مَرَّ بآيةٍ فِيهَا ذِكْرُ النَّارِ
فكرّرها فأصبح مريضًا، فوجدوه قد مات ورأسه على لبنة، ففتحوا الدَّارِ،
وَدَخَلَ نَاسٌ مِنْ إِخْوَانِهِ وَجِيرَانِهِ، وَمَعَهُمُ ابْنُ
السَّمَّاكِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى رَأْسِهِ قَالَ: يَا دَاوُدُ:
فَضَحْتَ الْقُرَّاءَ، فَلَمَّا حَمَلُوهُ إِلَى قَبْرِهِ شَيَّعَهُ
خَلْقٌ حَتَّى خَرَجَ ذَوَاتُ الْخُدُورِ، فَقَالَ ابْنُ السَّمَّاكِ:
يَا دَاوُدُ سَجَنْتَ نَفْسَكَ قَبْلَ أَنْ تُسْجَنَ، وَحَاسَبْتَهَا
قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبَ، الْيَوْمَ تَرَى ثَوَابَ مَا كُنْتَ تَرْجُو،
وَلَهُ كُنْتَ تَنْصَبُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ:
اللَّهُمَّ لا تَكِلْهُ إِلَى عَمَلِهِ، فَأَعْجَبَ النَّاسَ ما قال
أبو بكر2.
وقال بعبد الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: بَلَغَنِي أَنَّ دَاوُدَ
الطَّائِيَّ لَمَّا دُفِنَ، أَخَذَ النَّاسُ يُثْنُونَ، فَقَالَ أَبُو
بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ: اللَّهُمَّ لا تَكِلْهُ إِلَى عَمَلِهِ، قَالَ
أَحْمَدُ الدَّوْرَقِيُّ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الوابشّي
قال: رأيت الناس ههنا بَاتُوا ثَلاثَ لَيَالٍ مَخَافَةَ أَنْ
تَفُوتَهُمْ جِنَازَةُ داود.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "1635"، وأبو داود "2863"، والنسائي "3623"،
وابن ماجه "2695"، وأحمد في المسند "6/ 44"، وابن حبان في صحيحه
"6606"، والبيهقي في الدلائل "7/ 274".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 340"، والخطيب في تاريخه "8/ 355"،
وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 146".
(10/99)
وَرَأَيْتُ النَّاسَ كُلَّهُمْ يَبْكُونَ،
مَا شَبَّهْتُهُ إِلا بِيَوْمِ الْخُرُوجِ1.
قَالَ الدَّوْرَقِيُّ: وَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ:
شَهِدْتُ جِنَازَةَ دَاوُدَ الطَّائِيِّ، وَحَضَرْتُهُ عِنْدَ
الْمَوْتِ، فَمَا رَأَيْتُ أَشَدَّ نَزْعًا مِنْهُ، أتيناه من العشيّ
ونحن نَسْمَعُ نَزْعَهُ قَبْلَ أَنْ نَدْخُلَ، ثُمَّ غَدَوْنَا
عَلَيْهِ وَهُوَ بَعْدُ فِي النَّزْعِ، فَلَمْ نَبْرَحْ حَتَّى مَاتَ2.
قَالَ: وَثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حُمِلَ دَاوُدُ
الطَّائِيُّ عَلَى سَرِيرَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ، تَكَسَّرَ مِنْ زِحَامِ
النَّاسِ عَلَيْهِ، فَيُغَيَّرُ السَّرِيرُ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ كَذَا
كَذَا مَرَّةٍ، وَحَضَرْتُ جِنَازَتَهُ3.
أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلامَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَاغَدِيِّ، أَنَا
أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نعيم، نا محمد بن الفتح الحنبليّ، أنا
ابْنُ صَاعِدٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، نَا ابْنُ عُلَيَّةَ،
نَا دَاوُدُ الطَّائِيُّ، عَنْ عَبْدِ الملك ابن عُمَيْرٍ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: وَقَعَ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ
فِي سَعْدٍ عِنْدَ عُمَرَ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا يُحْسِنُ أَنْ
يُصَلِّيَ، فَقَالَ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي صَلاةُ رَسُول
اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَلا أَخْرِمُ عنها أركد
في الأوليين وأحذف في الآخرين، قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ أَبَا
إِسْحَاقَ، رَوَاهُ شُعْبَةُ وَالنَّاسُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ.
مَاتَ دَاوُدُ -رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ- سَنَةَ اثْنَتَيْنِ
وَسِتِّينَ، وَقِيلَ: خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَمَا يُذْكَرُ مِنْ قِصَّةِ لِبْسِ الْخِرْقَةِ، وَأَنَّ دَاوُدَ
الطَّائِيَّ صَحِبَ حَبِيبًا الْعَجَمِيَّ فَخَطَأٌ، لَمْ يَصْحَبْهُ،
وَلا عَرَفْنَا لِدَاوُدَ رَوَاحًا إِلَى الْبَصْرَةِ، وَلا لِحَبِيبٍ
قُدُومًا إِلَى الْكُوفَةِ.
ثُمَّ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: إِنَّ مَعْرُوفًا الْكَرْخِيَّ
أَخَذَهَا مِنْ دَاوُدَ، فَمَا عَلِمْنَا أَنَّ دَاوُدَ وَمَعْرُوفًا
اجْتَمَعَا وَلا الْتَقَيَا، والله أعلم.
"حرف الراء":
109- رافع بن سلمة بن زياد4 بن أبي الجعد، الأشجعي، البصري -د. ن.
عَنْ: جَدِّهِ زِيَادٍ، وَحَشْرَجِ بْنِ زِيَادٍ، وثابت البنانيّ.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 341".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 341".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 341".
4 التاريخ الكبير "3/ 305-306"، الجرح والتعديل "3/ 481"، تهذيب
التهذيب "3/ 230".
(10/100)
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ،
وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَشَاذُ بْنُ فَيَّاضٍ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
110- رَبَاحُ بْنُ يَزِيدَ اللَّخْمِيُّ، الإِفْرِيقِيُّ
الْمَغْرِبِيُّ.
الزَّاهِدُ الْعَابِدُ.
قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: لَهُ أَخْبَارٌ تَطُولُ فِي ذِكْرِ
عِبَادَتِهِ.
وَهُوَ بِالْمَغْرِبِ يَضْرِبُونَ بِعِبَادَتِهِ الْمَثَلَ، رَحِمَهُ
اللَّهُ.
مَاتَ فِي إِمْرَةِ يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ عَلَى الْمَغْرِبِ.
111- الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ1، أَبُو بَكْرٍ الْجُمَحِيُّ،
مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ -م. د. ت.
عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ.
وَعَنْهُ: حَفِيدُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَكْرٍ شَيْخُ مُسْلِمٍ،
وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ. وَمِنَ الْقُدَمَاءِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الْقَطَّانُ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
112- الرَّبِيعُ بْنُ يُونُسَ2 بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ
الْعَبَّاسِيُّ، مَوْلاهُمُ.
الأَمِيرُ الْحَاجِبُ، أَبُو الْفَضْلِ، مِنْ كِبَارِ الْمُلُوكِ،
وَلِيَ حِجَابَةَ الْمَنْصُورِ، ثُمَّ وَلِيَ وِزَارَتَهُ، وَحَجَبَ
لِلْمَهْدِيِّ، وَوَلِيَ ابْنُهُ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ حِجَابَةَ
الرَّشِيدِ، وَوَلِيَ حَفِيدُهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ حِجَابَةَ
الأَمِينِ.
حَدَّثَ الرَّبِيعُ عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ،
وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ، وَمُوسَى بْنُ سُهَيْلٍ.
وَكَانَ مِنْ رِجَالِ الدَّهْرِ حَزْمًا وَرَأْيًا وَدَهَاءً.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، مِنْ عَسَلٍ مَسْمُومٍ سَقَاهُ
الْخَلِيفَةُ الْهَادِي، وَقَدْ كَانَ الْمَنْصُورُ كَثِيرَ الْوُثُوقِ
بِالرَّبِيعِ، مُعْتَمِدًا عَلَيْهِ إِلَى الغاية.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 275"، الجرح والتعديل "3/ 469"، تهذيب التهذيب
"3/ 251".
2 تاريخ خليفة "436"، سير أعلام النبلاء "7/ 335".
(10/101)
ويقال: إنّ الربيع لم يكن يُعْرَفْ لَهُ
أَبٌ، فَدَخَلَ هَاشِمِيٌّ عَلَى الْمَنْصُورِ وَأَخَذَ يُذَكِّرُهُ
وَالِدَ الرَّبِيعِ وَيَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ الرَّبِيعُ:
كَمْ ذَا تَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ بِحَضْرَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ،
فَقَالَ الْهَاشِمِيُّ: يَا رَبِيعُ أَنْتَ مَعْذُورٌ لا تَعْرِفُ
مِقْدَارَ الآبَاءِ، فَخَجِلَ مِنْهُ.
وَقَطِيعَةُ الرَّبِيعِ مَحِلَّةٌ كَبِيرَةٌ بِبَغْدَادَ تُنْسَبُ
إِلَيْهِ.
113- رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ1 - م. ن.
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ التَّنُّورِيُّ، وَعَفَّانُ، وَيَحْيَى
الْقَطَّانُ، وَمُسْلِمٌ الْقَصَّابُ، وَمُسْلِمٌ التَّبُوذَكِيُّ،
وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
114- رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، أَبُو الْمِقْدَامِ2 -ن. ق.
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، نَزَلَ الرَّمْلَةَ فَقِيلَ لَهُ:
الْفِلَسْطِينِيُّ، اسْمُ أَبِيهِ مِهْرَانُ.
رَوَى عَنْ: رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ،
وَالزُّهْرِيِّ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: الْحَمَّادَانِ، وَضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَزَيْدُ بْنُ
الْحُبَابِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ.
زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: نَا رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، حَدَّثَنِي
عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: لا نَفْلَ
بَعْدَ رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَرُدُّ قويَّ
الْمُسْلِمِينَ عَلَى ضَعِيفِهِمْ.
قُلْتُ: عَاشَ سَبْعِينَ سَنَةً، تُوُفِّيَ سَنَةَ إِحْدَى وستّين
ومائة.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 276"، التاريخ الكبير "3/ 291"، ميزان الاعتدال
"2/ 45"، تهذيب التهذيب "2/ 263".
2 التاريخ الكبير "3/ 313"، الجرح والتعديل "3/ 502"، حلية الأولياء
"6/ 92-93"، تهذيب التهذيب "3/ 267".
(10/102)
115- رَجَاءُ بْنُ صُبَيْحٍ1،
الْبَصْرِيُّ، أَبُو يَحْيَى -ت.
صَاحِبُ السَّقْطِ، مِنْ مَوَالِي وَرْشٍ.
أَخَذَ عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَمُسَافِعِ بْنِ
شَيْبَةَ.
وعنه: يزيد بن زريع، وعارم، وموسى بن إِسْمَاعِيلَ، وَهُدْبَةُ بْنُ
خَالِدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
116- رُسْتُمُ، أَبُو يَزِيدَ الطَّحَّانُ2.
كُوفِيٌّ، مُقِلٌّ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَمَكْحُولٍ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَحَّالُ،
وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ،
وَغَيْرُهُمْ.
سُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ عَنْهُ فَقَالَ: شَيْخٌ.
117- رَيْطَةُ ابْنَةُ السَّفَّاحِ3 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيَّةُ. زَوْجَةُ الْمَهْدِيِّ، مَاتَتْ سَنَةَ
سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الزَّايِ":
118- زَائِدَةُ. هُوَ أَبُو الصَّلْتِ، زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ4،
الثَّقَفِيُّ، الْكُوفِيُّ الْحَافِظُ. أَحَدُ الأعلام.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 314"، الجرح والتعديل "3/ 502" تهذيب الكمال "9/
165-166"، تهذيب التهذيب "3/ 268".
2 التاريخ الكبير "3/ 336"، الجرح والتعديل "3/ 516"، الثقات لابن حبان
"4/ 243".
3 تاريخ خليفة "401-409"، الكامل في التاريخ "5/ 513".
4 الطبقات الكبرى "6/ 378"، التاريخ الكبير "3/ 432"، الجرح والتعديل
"3/ 613"، تهذيب التهذيب "3/ 306-307".
(10/103)
عَنْ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسِمَاكِ
بْنِ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَالسُّدِّيِّ، وَسَعِيدِ
بْنِ مَسْرُوقٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَأَبِي طُوَالَةَ،
وَطَبَقَتِهِمْ.
وما أحسبه رحل، وكان إمامًا حجّة، صاحب سُنَّةٍ وَاتِّبَاعٍ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، وَحُسَيْنٌ الجعفيّ، ومعاوية بن عمرو،
وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
سابق، وأبو الوليد، وعبد الله بن رجاء، وطلق بن غنّام، وأحمد بن يونس،
وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كَانَ زائدة لا يحدّث صاحب
بِدْعَةً.
مَاتَ مُرَابِطًا بِأَرْضِ الرُّومِ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ، وَهُوَ أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ، وَكَانَ عَرَضَ حَدِيثَهُ عَلَى
الثَّوْرِيِّ وَقَالَ: شَيْخٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: كَانَ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ وَأَبَرِّهِمْ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
119- زُرَيْكُ بْنُ أَبِي زُرَيْكٍ الْعُطَارِدِيُّ1، أَبُو نَضْرَةَ،
الْبَصْرِيُّ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَشَيْبَانُ بْنُ
فَرُّوخٍ، وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
كَنَّاهُ الْبُخَارِيُّ.
120- زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ2، الْحَبَطِيُّ، الْكُوفِيُّ.
عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَابْنِ رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ سِوَارٍ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بن الريّان.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 451"، الجرح والتعديل "3/ 624"، الثقات لابن حبان
"6/ 348".
2 التاريخ الكبير "3/ 421-422"، الجرح والتعديل "3/ 596"، ميزان
الاعتدال "2/ 72".
(10/104)
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: تَرَكَ
النَّاسُ حَدِيثَهُ.
وقال ابن حيان: لا يَجُوزُ أَنْ يُحْتَجَّ بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ: ثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي
رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لا تَقُولُوا: قَوْسُ قُزَحَ،
فَإِنَّ قُزَحَ هُوَ الشَّيْطَانُ، وَلَكِنْ قُولُوا: قَوْسُ اللَّهِ،
أَمَانٌ لِأَهْلِ الأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ.
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
121- زَكَرِيَّا بْنُ زَيْدٍ الأَشْهَلِيُّ1.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ.
رَوَى عَنْهُ الْوَاقِدِيُّ، وَغَيْرُهُ.
مَجْهُولٌ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
122- زَكَرِيَّا بْنُ سِيَاهٍ، أَبُو يَحْيَى الثَّقَفِيُّ
الْكُوفِيُّ2.
رَوَى الْحُرُوفَ عَنْ: عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، وَحَدَّثَ عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ
زِيَادٍ اللُّؤْلُؤِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
123- زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي الْعَتِيكِ3، الكوفيّ.
واسم أبيه حكيم، فأظنُّه الحبطيّ.
__________
1 الجرح والتعديل "3/ 595".
2 التاريخ الكبير "3/ 423"، الجرح والتعديل "3/ 595"، الثقات لابن حبان
"6/ 336".
3 التاريخ الكبير "3/ 419-420"، الجرح والتعديل "3/ 595"، الثقات لابن
حبان "6/ 335".
(10/105)
روى عن أبي معشر زياد بْنِ كُلَيْبٍ،
وَعَنِ الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: هُشَيْمٌ، وَمَعْمَرٌ أَوْ مُعْتَمِرٌ، وَحَسَّانُ بْنُ
حَسَّانٍ.
124- زهير بن محمد، التميمي1، أبو المنذر الخرقي، بالفتح -ع.
وَخَرَقُ مِنْ قُرَى مَرْوَ، وَقِيلَ: إِنَّ أَصْلَهُ هَرَوِيٌّ،
نَزَلَ الشَّامَ ثُمَّ الْحِجَازَ.
وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ،
وَزَيْدِ بْن أَسْلَمَ، وَسُهَيْلِ بْن أَبِي صَالِحٍ.
وَقِيلَ: إنّه أخذ عن ابن أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ،
فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
روى عنه: عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود الطيالسي، وروح بن عبادة،
والعقدي، وعمرو بن أبي سلمة، والوليد بن مسلم، وآخرون.
وقيل: إن الذي يروي عنه عمرو، والوليد، آخر صَاحِبُ مَنَاكِيرَ
وَبَوَاطِيلَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: وَالظَّاهِرُ أَنَّهُمَا وَاحِدٌ.
بَلْ قَوْلُ أَحْمَدَ: كَأَنَّهُ آخَرُ غَيْرُهُ، يَعْنِي مَا يَأْتِي
بِهِ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: زُهَيْرُ بْنُ محمد، أبو المنذر الخراسانيّ،
سكن مكّة، ثم الشام، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ،
وَصَالِحٍ مَوْلَى التَّوءمة، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبيعيّ، وَمُوسَى
بْنِ وَرْدَانَ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: زُهَيْرُ بْنُ محمد الخراساني، أبو المنذر، كناه
آدم، روى عَنْهُ: أَهْلُ الشَّامِ أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ، وَقَالَ:
قَالَ أَحْمَدُ: كَأَنَّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَهْلُ الشَّامِ
زُهَيْرٌ آخَرُ، فَقَلَبَ اسْمَهُ.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ:
زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ مُتَقَارِبُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: زُهَيْرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ خُرَاسَانِيٌّ، ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: ثقة له أغاليط.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 427-428"، الجرح والتعديل "3/ 589-590"، تهذيب
الكمال "9/ 414-418"، ميزان الاعتدال "2/ 84-85"، تهذيب التهذيب "3/
348".
(10/106)
وَرَوَى عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ، عَنْ
يَحْيَى: ثِقَةٌ.
وَكَذَا رَوَى أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْهُ، قَالَ:
وَسُئِلَ عَنْهُ مَرَّةً أُخْرَى.
فَقَالَ: صَالِحٌ. وَرَوَى الْجَوْزَجَانِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ: مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى حَنْبَلٌ، عَنْ أَحْمَدَ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحِلُّهُ الصِّدق، وَفِي حِفْظِهِ سُوءٌ،
وَمَا حَدَّثَ مِنْ كُتُبِهِ فَهُوَ صَالِحٌ ومحلُّه الصِّدق،
وَحَدِيثُهُ بِالشَّامِ أَنْكَرُ.
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: جَائِزُ الْحَدِيثِ، وَذَكَرَهُ أَبُو زُرْعَةَ
فِي أَسَامِي الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ النَّسائيّ أَيْضًا: ضَعِيفٌ، وَقَالَ مَرَّةً ثَالِثَةً:
لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
عِنْدَ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْهُ مَنَاكِيرُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَعَلَّ أَهْلَ الشَّامِ أَخْطَأُوا عَلَيْهِ،
ثُمّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ قَانِعٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: لَهُ مَنَاكِيرُ فَلْيُحْذَرْ مِنْهَا.
125- زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلاثَةَ الحرَّاني1- ق.
نَابَ فِي الْقَضَاءِ عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
وروى عن: أبيه، وموسى بن محمد التَّميميّ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ
الْجَزَرِيِّ.
وَعَنْهُ: أَخُوهُ، وَأَبُو كَامِلٌ مظفرَّ بْنُ مُدْرِكٍ، وَأَبُو
النَّضر هَاشِمٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَهُوَ مُقِلٌّ، مَا عَلِمْتُ فِيهِ
مَطْعَنًا.
126- زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ2، الزِّياديّ،
الْبَصْرِيُّ.
وَالِدُ مُحَمَّدٍ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ، وحميد الطّويل.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 324"، الجرح والتعديل "3/ 537"، تهذيب الكمال "9/
490-492"، تهذيب التهذيب "3/ 377-378".
2 الثقات لابن حبان "6/ 329"، تهذيب الكمال "9/ 496-497"، تهذيب
التهذيب "3/ 379".
(10/107)
وَعَنْهُ: حَكِيمُ بْنُ مُعَاوِيَةَ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الْجُبَيْرِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ
المحبَّر.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
127- زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ1، أَبُو الْجَارُودِ، الْكُوفِيُّ،
الأَعْمَى –ت.
أَحَدُ الْمَتْرُوكِينَ.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَأَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي
مُوسَى، وَأَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَأَبِي
جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ، وَأَبِي الْجَحَّافِ دَاوُدَ، وَعَطِيَّةَ
الْعَوْفِيِّ.
وَعَنْهُ: عمّار ابن أُخْتِ الثَّوري، وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ
الشَّيْبَانِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ الْوَرَّاقُ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كذَّاب.
وَقَالَ النَّسائيّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ رَافِضِيًّا يَضَعُ الْحَدِيثَ فِي
الْمَثَالِبِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ موسى التوبختيّ فِي مَقَالاتِ الرَّافِضَةِ:
وَالْجَارُودِيَّةُ هُمْ أَصْحَابُ أَبِي الْجَارُودِ، زِيَادِ بْنِ
الْمُنْذِرِ، يَقُولُونَ: عَلِيٌّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَفْضَلُ
الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَيَبْرَأُونَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
قَالَ الْبُخَارِيُّ فِي الضُّعَفَاءِ: إِنَّهُ ثَقَفِيٌّ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ كَذَّابٌ خَبِيثٌ.
ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيُّ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ،
نَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، نَا عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ، نَا عليّ بن
قادم، عن زياد بن منذر، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ: "لا تَزُولُ قَدَمَا عبدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ
عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ
مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَعَنْ حبنا أهل البيت"2.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 371"، الجرح والتعديل "3/ 545-546"، ميزان
الاعتدال "2/ 93"، تهذيب التهذيب "3/ 386-387".
2 حديث باطل بهذا اللفط: أخرجه الطبراني في الكبير "11177" من طريق ابن
عباس وفيه الحسين الأشقر، وقد ضعفه الجمهور ورماه بعضهم بالكذب وهو
شيعي غال كمال في الضعيفة "1922".
قلت: وقد صح بدون ذكر لفظة: "وعن حبنا أهل البيت": أخرجه الترمذي
"2417"، والدارمي "537"، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة "946".
(10/108)
وَذَكَرَ الدُّولابيّ: إِنَّ مَرْوَانَ
بْنَ مُعَاوِيَةَ، رَوَى عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ
أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَمَرَ عَلِيًّا
أَنْ يَثْلِمَ الْحِيطَانَ1.
128- زَيْدُ بْنُ السَّائِبِ2، أَبُو السَّائِبِ، الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، وَخَارِجَةَ
بْنِ زَيْدٍ.
وَعَنْهُ: مَعْنٌ الْقَزَّازُ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو
جَعْفَرٍ النُّفيليّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
"حرف السِّينِ":
129- سالم بن دينار3 -د.
ويقال: ابن راشد، أبو جميع التّميميّ مولاهم، البصريّ، القزّاز.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ، وَثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدٌ الطَّبَّاعُ، وَمُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، ومسدِّد.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
130- سَالِمُ بْنُ أَبِي الْمُهَاجِرِ4، عَبْدُ اللَّهِ الرَّقّيّ -ق.
عَنْ مَكْحُولٍ وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، وَمَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ
الرَّقِّيَّانِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بُومَهْ.
وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
__________
1 "حديث موضوع": وفيه أبو الجارود وهو كذاب كما تقدم، وهو أيضًا مرسل.
2 التاريخ الكبير "3/ 396"، الجرح والتعديل "3/ 564"، الثقات لابن حبان
"6/ 317".
3 التاريخ الكبير "4/ 112"، الجرح والتعديل "4/ 180، 181"، ميزان
الاعتدال "2/ 114"، تهذيب التهذيب "3/ 434-435".
4 التاريخ الكبير "4/ 117"، الجرح والتعديل "4/ 185"، ميزان الاعتدال
"2/ 577"، تهذيب التهذيب "3/ 440".
(10/109)
قبل: مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ.
131- سَالِمٌ، أَبُو حَمَّادٍ1، الْكُوفِيُّ، الصَّيرفيّ.
سَمِعَ: عَطِيَّةَ الْعَوْفِيَّ، وَإِسْمَاعِيلَ السُّديّ.
وَعَنْهُ: كَرْمَانِيُّ بْنُ عَمْرٍو، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ صُبَيْحٍ
الْيَشْكُرِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.
132- سَالِمٌ، أَبُو غَيَّاثٍ الْعَتَكِيُّ2.
بَصْرِيٌّ، سَمِعَ أَنَسًا فِيمَا قِيلَ، وَالْحَسَنَ، وَحُمَيْدَ بْنَ
هِلالٍ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَسَلامٌ.
133- سرَّار بْنُ مجشَّر3، أَبُو عُبَيْدَةَ، الْبَصْرِيُّ -ن.
عَنْ: ثَابِتٍ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَعَطَاءٍ السَّليميّ،
وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ.
وَعَنْهُ: سَيْفُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَرْمِيُّ، وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وأميَّة بْنُ خَالِدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
مَحْبُوبٍ الْبُنَانِيُّ.
134- السَّريّ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِيَاسِ بْنِ حَرْمَلَةَ4، أَبُو
الْهَيْثَمِ، الشَّيبانيّ الْبَصْرِيُّ -ن.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَثَابِتٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو دَاوُدَ،
وَالأَصْمَعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وآخرون.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 114-115"، الجرح والتعديل "4/ 192"، ميزان
الاعتدال "2/ 113".
2 التاريخ الكبير "4/ 118"، الجرح والتعديل "4/ 190-191"، الثقات لابن
حبان "4/ 309"، ميزان الاعتدال "2/ 113".
3 التاريخ الكبير "4/ 215"، تهذيب الكمال "10/ 213-214"، تهذيب التهذيب
"3/ 455-456".
4 الطبقات الكبرى "7/ 277"، التاريخ الكبير "4/ 175-176"، الجرح
والتعديل "4/ 283-284"، التهذيب "3/ 460-461".
(10/110)
قال أحمد: ثقة ثِقَةٌ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ.
135- السَّري بْنُ يَنْعُمَ1، الْجُبْلانِيُّ، الْحِمْصِيُّ-ن.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَامِرِ بْنِ جَشِيبٍ، وَحُمَيْدِ بْنِ رَبِيعَةَ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
حَرْبٍ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ القدُّوس.
وَكَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ، رَحِمَهُ اللَّهُ.
136- سَعْدُ بْنُ طَالِبٍ2، أَبُو غَيْلانَ، الشَّيبانيّ.
عَنْ: حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَكَثِيرِ النَّوا، وَعَفَّانَ
بْنِ جُبَيْرٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو الأَحْوَصِ سَلامٌ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ.
لَيَّنَهُ أَبُو حَاتِمٍ قليلًا.
137- سعيد بن أبي أيّوب3، المصريّ الفقيه -ع.
وَاسْمُ أَبِيهِ مِقْلاصٌ، مِنْ مَوَالِي خُزَاعَةَ، أَبُو يَحْيَى
الْمُحَدِّثُ.
وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِي عَقِيلٍ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، وَعُقَيْلٍ
الأَيْلِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مَيْمُونٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ
رَبِيعَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَكَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ،
وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، مَعَ تقدُّمه، وَابْنُ الْمُبَارَكِ،
وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَرَوْحُ
بْنُ صَلاحٍ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
مات سنة إحدى وستّين ومائة.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 174-175"، الجرح والتعديل "4/ 284"، تهذيب
التهذيب "3/ 461-462".
2 الجرح والتعديل "4/ 87-88"، الثقات لابن حبان "6/ 378"، ميزان
الاعتدال "2/ 122".
3 التاريخ الكبير "3/ 458"، الجرح والتعديل "4/ 66"، الثقات لابن حبان
"6/ 362-363".
(10/111)
138- سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ1، أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، الأَزْدِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ -ع. وَقِيلَ:
الدِّمشقيّ، وَإِنَّمَا رَحَلَ بِهِ أَبُوهُ إِلَى الْبَصْرَةِ.
رَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ،
وَأَبِي الزُّبير.
وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَإِسْحَاقُ بْنُ
أَرْكُونَ، وَأَبُو الْجَمَاهِرِ الْكَفَرْسُوسِيُّ، وَيَحْيَى
الْوُحَاظِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ بِلالٍ، وَخَلْقٌ
كَثِيرٌ.
وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَكُنْ فِي بَلَدِنَا أَحَدٌ أَحْفَظَ
مِنْهُ، وَهُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحِلُّهُ الصِّدق.
قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ: كَيْفَ هَذِهِ الْكَثْرَةُ له عن
قتادة؟ قالت: كَانَ أَبُوهُ شَرِيكَ أَبِي عَرُوبَةَ، فَأَقْدَمَ
ابْنَهُ سَعِيدًا الْبَصْرَةَ، فَبَقِيَ بِهَا يَطْلُبُ الْحَدِيثَ
مَعَ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ قَدَرِيًّا.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ بَقِيَّةُ: سَأَلْتُ ابْنَ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
بَشِيرٍ فَقَالَ: ذَاكَ صَدُوقُ اللِّسَانِ، قَالَ بَقِيَّةُ:
فَحَدَّثْتُ بِهَذَا سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: بثَّ
هَذَا -رَحِمَكَ اللَّهُ- فِي جُنْدِنَا، كَانَ النَّاسُ قَدْ
تَكَلَّمُوا فِيهِ.
قَالَ مَرْوَانُ الطَّاطَرِيّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ
عَلَى جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ يَقُولُ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ
وَكَانَ حَافِظًا.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ النَّضريّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: مَا تَقُولُ فِي
سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ؟ قَالَ: أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِهِ، قَدْ حَدَّثَ
عَنْهُ أَصْحَابُنَا وَكِيعٌ، وَالأَشْهَبُ.
وَقَالَ دُحَيْمٌ: يُوثَقُ بِهِ، كَانَ حَافِظًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ ابن مهدي يحدث عنه ثم تركه.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 468"، التاريخ الكبير "3/ 460"، الجرح والتعديل
"4/ 6، 7"، تهذيب الكمال "10/ 348-356"، ميزان الاعتدال "2/ 128-130"،
تهذيب التهذيب "4/ 8-10".
(10/112)
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَحِلُّهُ
الصِّدْقُ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ فِي الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يَتَكَلَّمُونَ فِي حِفْظِهِ.
وَرَوَى جَمَاعَةٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَكَذَا تبِعَهُ
النَّسائيّ.
أَبُو زُرْعَةَ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: أَتَيْتُ أَنَا،
وَابْنُ شَابُورَ، سَعِيدَ بن بشير فقال: والله لا أَقُولُ: إِنَّ
اللَّهَ يُقَدِّرُ عَلَى الشَّرِّ وَيُعَذِّبُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَرَدْتُ الْخَيْرَ فَوَقَعْتُ فِي الشَّرِّ.
أَنْبَأَنِي قَتَادَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا
أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا}
[مريم: 83] قَالَ: تُزْعِجُهُمْ إِلَى الْمَعَاصِي إِزْعَاجًا.
ثُمَّ قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: قَدِ اعْتَذَرَ مِنْ كَلِمَتِهِ
وَاسْتَغْفَرَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَقُلْتُ لِأَبِي الْجَمَاهِرِ: كَانَ سَعِيدُ
بْنُ بَشِيرٍ قَدَريًّا، قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ، وَحَدَّثَنِي أَنَّهُ
مَاتَ سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَكَذَا ورَّخه مُحَمَّدُ
بْنُ بَكَّارٍ.
وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وهشام بن عمّار: ستة تسعٍ وستّين
ومائة.
139- سعيد بن حسين، الأَزْدِيُّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ، لَمْ يَذْكُرْهُ ابْنُ أَبِي
حَاتِمٍ.
140- سَعِيدُ بْنُ خَالِدٍ1 الْخُزَاعِيُّ، الْمَدَنِيُّ- د.
عَنِ: ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عُقَيْلٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ.
وَعَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِرْمَانِيُّ، ويعقوب
الحضرميّ، وعبد الملك الحدّيّ، وجماعة.
141- سَعِيدُ بْنُ رَاشِدٍ2، أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَازِنِيُّ،
الْبَصْرِيُّ، السمّاك.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 469"، الجرح والتعديل "4/ 16"، المجروحين لابن
حبان "1/ 324"، التهذيب "4/ 21-22".
2 التاريخ الكبير "3/ 471"، الضعفاء للعقيلي "2/ 105"، الجرح والتعديل
"4/ 19-20"، المجروحين لابن حبان "1/ 324"، ميزان الاعتدال "2/ 135".
(10/113)
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ،
وَالْحَسَنِ، والزُّهريّ.
وَعَنْهُ: الأَنْصَارِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ، وَخَلَفُ
الْبَزَّارُ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسائيّ: مَتْرُوكٌ.
وَهُوَ أَسَنُّ شيخٍ لِخَلَفِ بْنِ هِشَامٍ.
142- سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ الْخُزَاعِيُّ1 –ت.
بَصْرِيٌّ، عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى،
وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ.
ويكنَّى أَبَا مُعَاوِيَةَ العبَّادانيّ، كَذَا قَالَ الْبُخَارِيُّ،
وَأَبُو الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، فَوَهِمَا، بَلْ كُنْيَتُهُ أَبُو
عُبَيْدَةَ، فَقَدْ قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ الْعَبَّادَانِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ
الْبَصْرِيُّ.
قال النَّسائيّ: ليس بثقة.
وقال أبو حاتم: عنده عجائب من المناكير.
وقال الدارقطني: ضعيف.
143- سعيد بن زيد2 درهم -م. ع.
أَخُو حَمَّادِ بْنِ زِيَادٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، أَبُو
الْحَسَنِ.
عَنِ: الزُّبَيْرِ بْنِ الخرِّيت، وَالْجَعْدِ أَبِي عُثْمَانَ،
وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ، وَابْنِ جُدْعَانَ.
وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُوسَى
بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَعَارِمٌ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابن معين.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 473"، الجرح والتعديل "4/ 23-24"، ميزان الاعتدال
"2/ 136"، التهذيب "4/ 28-29".
2 الطبقات الكبرى "7/ 287"، التاريخ الكبير "3/ 472"، ميزان الاعتدال
"2/ 138-139"، الجرح والتعديل "4/ 21".
(10/114)
وقال أحمد: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وليَّنه الدَّارَقُطْنِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ: سَمِعْتُ يَحْيَى ضَعَّفَ سَعِيدَ بْنَ
زَيْدٍ، وقال: ما يساوي هَذِهِ.
وَعَنِ ابْنِ مَعِينٍ أَيْضًا تَضْعِيفُهُ.
مَاتَ سَنَةَ سبعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
144- سَعِيدُ بْنُ سَابِقٍ الرَّازِيُّ1.
وَالِدُ مُحَمَّدٍ.
عَنْ: لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ،
وَمِسْعَرٍ.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ،
وَهَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ حَسَنَ الْفَهْمِ بِالْفِقْهِ.
قُلْتُ: هُوَ صَالِحُ الرِّوَايَةِ.
145- سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمٍ الضَّبِّيّ2.
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ،
وَغَيْرُهُمَا.
وَيُقَالُ: الضُّبَعِيُّ.
قَالَ الأَزْدِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَكَذَا ضعَّفه ابْنُ عَدِيٍّ.
146- سَعِيدُ بْنُ سنان3، أبو مهديّ الحمصيّ.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 481"، الجرح والتعديل "4/ 30-31"، الثقات لابن
حبان "6/ 361".
2 التاريخ الكبير "3/ 480"، الجرح والتعديل "4/ 30"، الثقات لابن حبان
"4/ 281"، ميزان الاعتدال "2/ 142-143".
3 التاريخ الكبير "3/ 477-478"، الجرح والتعديل "4/ 28-29"، ميزان
الاعتدال "2/ 143-144"، التهذيب "4/ 46-47".
(10/115)
عَنْ: أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ حُدَيْرِ بْنِ
كُرَيْبٍ، وَرَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ: وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ
النُّفَيْلِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: كُنَّا نَسْتَمْطِرُ بِهِ، وَذَكَرَ مِنْ
فَضْلِهِ وَعِبَادَتِهِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ النَّسائيّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي الزَّاهريّة،
عَنْ كَثِيرِ بْنِ مرَّة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرَأَيْتَ الأَرْضَ عَلَى مَا
هِيَ؟ قَالَ: "عَلَى الْمَاءِ" قَالَ: أَرَأَيْتَ الْمَاءَ عَلَى مَا
هُوَ؟ قَالَ: "عَلَى صَخْرَةٍ خَضْرَاءَ، وَهِيَ عَلَى ظَهْرِ حُوتٍ
تَلْتَقِي طَرَفَاهُ بِالْعَرْشِ" قَالَ: أَرَأَيْتَ الْحُوتَ عَلَى
مَا هُوَ؟ قَالَ: "عَلَى كَاهِلِ مَلَكٍ قَدَمَاهُ فِي الهواء"1.
147- سعيد بن عبد العزيز2 - م. ع.
أَبُو مُحَمَّدٍ، وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنوخيّ،
الدمشقيّ، الإِمَامُ، عَالِمُ أَهْلِ دِمَشْقَ فِي عَصْرِهِ،
وَمُفْتِيهِمْ بَعْدَ الأَوْزَاعِيِّ.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى: ابْنِ عَامِرٍ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي
مَالِكٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ: نَافِعٍ، وَمَكْحُولٍ، وَرَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ،
وَالزُّهْرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ أسلم،
__________
1 "حديث ضعيف جدًّا": أخرجه ابن عدي في الكامل "3/ 1197-1198"، وابن
حبان في المجروحين "1/ 322"، وفيه صاحب الترجمة وقال عنه البخاري: منكر
الحديث، وقال النسائي: متروك.
2 الطبقات الكبرى "7/ 468"، التاريخ الكبير "3/ 497-498"، الجرح
والتعديل "4/ 42-43"، الثقات لابن حبان "6/ 369"، حلية الأولياء "8/
274-276"، تهذيب التهذيب "4/ 59-61".
(10/116)
وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ،
وَعُمَيْرِ بْنِ هَانِي، وَقَتَادَةَ، وَبِلالِ بْنِ سَعْدٍ، وَعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ،
وَخَلْقٍ، وَسَأَلَ عَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَابْنُ
الْمُبَارَكِ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَبَقِيَّةُ، وَيَحْيَى بْنُ
حَمْزَةَ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُو
عَاصِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَيَحْيَى بْنُ
بَشِيرٍ الْحَرِيرِيُّ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ تِسْعِينَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَسْمَعْ سَعِيدُ
بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ عَطَاءٍ غَيْرَ هَذَا، قَالَ: قَدِمْنَا
مَكَّةَ فَدَهِشْنَا عَنِ الْهَرْوَلَةِ، فَسَأَلْتُ عَطَاءً: مَا
سَمِعَ مِنْ عَطَاءٍ غَيْرَ ذَلِكَ؟ يَعْنِي، فَقَالَ: لا شَيْءَ
عَلَيْكُمْ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَالْعَلاءُ بْنُ زبْرٍ،
عَنْ أَبِيهِ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى مَكْحُولٍ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ مَعَنَا، فَكَانَ فِي الْمَجْلِسِ يَسْقِينَا الْمَاءَ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: نَا سَعِيدٌ قَالَ: كُنْتُ أُجَالِسُ
بِالْغَدَاةِ ابْنَ أَبِي مَالِكٍ، وَبَعْدَ الظُّهْرِ إِسْمَاعِيلَ
بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ مَكْحُولا.
مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ
يَقُولُ: مَا كَتَبْتُ حَدِيثًا قَطُّ.
وَكَذَا رَوَى عَنْهُ أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: لا
يُؤْخَذُ الْعِلْمُ مِنْ صَحَفِيٍّ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ أَبُو مُسْهِرٍ يُقَدِّمُ سَعِيدَ بْنَ
عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الأَوْزَاعِيِّ.
قَالَ أَبُو زرعة الدّمشقيّ: قلت لا بن مَعِينٍ، وَذَكَرْتُ لَهُ مَنِ
الْحُجَّةُ، فَقُلْتُ: ابْنُ إِسْحَاقَ مِنْهُمْ، فَقَالَ: كَانَ
ثِقَةً، إِنَّمَا الْحُجَّةُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَمَالِكٌ،
وَالأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي الْمُسْنَدِ: لَيْسَ بِالشَّامِ
رَجُلٌ أَصَحَّ حَدِيثًا مِنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: سَعِيدٌ لِأَهْلِ الشَّامِ كَمَالِكٍ لِأَهْلِ
الْمَدِينَةِ فِي التَّقَدُّمِ وَالْعِفَّةِ وَالأَمَانَةِ.
قَالَ أَبُو النَّضْرِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: كُنْتُ أَسْمَعُ
وَقْعَ دُمُوعِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْحَصِيرِ فِي
الصَّلاةِ.
وقال أحمد بن أبي الحواريّ: أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَسَدِيُّ
قَالَ: قُلْتُ لِسَعِيدِ بن
(10/117)
عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا هَذَا الْبُكَاءُ
الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي الصَّلاةِ؟ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، وَمَا
سُؤَالُكَ عَنْ ذَلِكَ؟ قُلْتُ: لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنِي
بِهِ، فَقَالَ: مَا قُمْتُ إِلَى صَلاةٍ، إِلا مَثُلَتْ لِي
جَهَنَّمُ1.
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هُوَ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ مَشَايِخِنَا، عَنِ
الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
يُحْيِي اللَّيْلَ، فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ جَدَّدَ وُضُوءَهُ،
وَخَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ.
وَعَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ سَعِيدًا ضَحِكَ وَلا
تَبَسَّمَ وَلا شَكَا شَيْئًا قَطُّ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ، قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ
أَنْ يَقْتَصِرَ عَلَى عِلْمِ أَهْلِ بَلَدِهِ وَعَلَى عِلْمِ
عَالِمِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي أَقْتَصِرُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، فَمَا أفْتَقِرُ مَعَهُ إِلَى أَحَدٍ.
وَقَالَ يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ: سَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ
الْعَزِيزِ عَنْ حَدِيثٍ، فَامْتَنَعَ عَلَيَّ، وَكَانَ عَسِرًا.
ابْنُ مَعِينٍ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: كَانَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ قَدِ اخْتَلَطَ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَكَانَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ
قَبْلَ الْمَوْتِ، وَكَانَ يَقُولُ: لا أُجِيزُهَا.
أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ: رَأَيْتُهُمْ يَعْرِضُونَ
عَلَيْهِ حَدِيثَ الْمِعْرَاجِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ
أَنَسٍ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، أَلَيْسَ حَدَّثْتَنَا عَنْ
يَزِيدَ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُنَا، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
نَعَمْ، إِنَّمَا يَقْرَأُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ.
أَبُو مُسْهِرٍ: سَمِعْتُ سَعِيدًا يَقُولُ: لا خَيْرَ فِي الْحَيَاةِ
إِلا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ، صَوْتُ وَاعٍ، وَنَاطِقٌ عَارِفٌ.
عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ: نَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ:
مَنْ أَحْسَنَ فَلْيَرْجُ الثَّوَابَ، وَمَنْ أَسَاءَ فَلا
يَسْتَنْكِرِ الْجَزَاءَ، وَمَنْ أَخَذَ عِزًّا بِغَيْرِ حَقٍّ
أَوْرَثَهُ اللَّهُ ذُلا بِحَقٍّ، وَمَنْ جَمَعَ مَالا بِظُلْمٍ
أَوْرَثَهُ اللَّهُ فَقْرًا بِعَدْلٍ.
الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ قَالَ: سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ عَنِ الْكَفَافِ قَالَ: هُوَ شِبَعُ يَوْمٍ وجوع يوم2.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 274".
2 أخرجه البيهقي في الزهد "175"، وابن عساكر في تاريخه "15/ 581".
(10/118)
أَبُو مُسْهِرٍ: سَمِعْتُ سَعِيدًا
يَقُولُ: لا أَدْرِي لِمَا لا أَدْرِي نِصْفُ الْعِلْمِ.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا كُنْتُ قَدَرِيًّا قَطُّ.
سَمِعْتُ رَجُلا يَقُولُ لَهُ: أَطَالَ اللَّهُ عُمْرَكَ، فَقَالَ:
بَلْ عَجَّلَ اللَّهُ بِي إِلَى رَحْمَتِهِ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ: كَانَ الأَوْزَاعِيُّ إِذَا سُئِلَ
عَنْ مَسْأَلَةٍ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَاضِرٌ، قَالَ:
سَلُوا أَبَا مُحَمَّدٍ، يَفْعَلُهُ تَعْظِيمًا لَهُ.
أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ سَعِيدٌ لا يُجِيبُ حَتَّى يَقُولُ: لا حَوْلَ
وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ، هَذَا رَأْيٌ، وَالرَّأْيُ يُخْطِئُ
وَيُصِيبُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ: رَأَيْتُ سَعِيدَ
بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِذَا فاتته صَلاةٌ فِي جَمَاعَةٍ بَكَى.
قَالَ الْوَلِيدُ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَجَمَاعَةٌ: مَاتَ سَعِيدُ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ ستة سبع وستّين ومائة.
قال ابن عساكر: ووهم من قَالَ: سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ، وَسَنَةَ
أَرْبَعٍ، وَسَنَةَ تِسْعٍ.
148- سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ بَانَكَ1، الْمَدَنِيُّ، أَبُو
مُصْعَبٍ -ن. ق.
عَنْ: عِكْرِمَةَ، وَسَالِمٍ، وَعَمْرَةَ، وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: أبو عامر العقديّ، وخالد بن مخلد، القعنبيّ، وَعَبْدُ
الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.
149- سَعِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ2، الْقُرَشِيُّ، الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
سلَّام.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سليمان.
لوين، محلّه الصّدق.
__________
1 الطبقات الكبرى "9/ 451"، التاريخ الكبير "3/ 514"، الجرح والتعديل
"4/ 64"، التهذيب "4/ 82-83".
2 التاريخ الكبير "3/ 514"، الجرح والتعديل "4/ 64"، الثقات لابن حبان
"6/ 371".
(10/119)
150- سَعِيدُ بْنُ مَيْسَرَةَ،
الْبَكْرِيُّ، الْبَصْرِيُّ1.
عَنْ: أَنَسِ بن مالك.
وعنه: يونس بن بكير، والهثيم بْنُ خَارِجَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ بِحَدِيثٍ عَلَى سَبِيلِ
التَّعَجُّبِ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: "إِنَّ
الشَّيْطَانَ حِينَ أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ رَفَعَ يَدَيْهِ فَوْقَ
رَأْسِهِ"2.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ بَابَةُ عَايِذِ بْنِ
شُرَيْحٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُظْلِمُ الأَمْرِ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ: رَوَى عَنْ أَنَسٍ
أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً.
كَذَّبَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ.
151- سيفان الثّوريّ3 –ع.
سيفان بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ رَافِعِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهِبَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُنْقِذِ بْنِ نَضْرِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَلْكَانَ
بْنِ ثَوْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أَدِّ بْنِ طَابِخَةَ بْنِ
إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارٍ، شَيْخُ الإِسْلامِ، أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ الثَّوْرِيُّ، الْكُوفِيُّ، الفقيه سَيِّدُ أَهْلِ زَمَانِهِ
عِلْمًا وَعَمَلا.
فَهُوَ مِنْ ثَوْرِ مُضَرَ، لا مِنْ ثَوْرِ هَمْدَانَ عَلَى الصحيح،
كذا نسبه ابن سعد، والهثيم بن عديّ، وغيرهما.
__________
1 التاريخ الكبير "3/ 516"، الجرح والتعديل "4/ 63"، ميزان الاعتدال
"2/ 160-161".
2 "حديث موضوع": أخرجه ابن عدي في الكامل "3/ 1224"، وابن حبان في
المجروحين "1/ 316"، وفي إسناده صاحب الترجمة وقد تكلم فيه كما سيذكر.
3 الطبقات الكبرى "6/ 371-374"، التاريخ الكبير "4/ 92-93"، حلية
الأولياء "6/ 356"، الجرح والتعديل "4/ 222-225"، صفة الصفوة "3/
147-152"، تهذيب التهذيب "4/ 111-115".
(10/120)
وَسَاقَ نَسَبَهُ كَمَا ذَكَرْنَا ابْنُ
أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ التَّمِيمِيِّ، لَكِنْ
زَادَ بَيْنَ مَسْرُوقٍ وَبَيْنَ حَبِيبٍ حَمْزَةَ، وَأَسْقَطَ
مُنْقِذًا وَالْحَارِثَ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ.
وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ ثِقَاتِ الْمُحَدِّثِينَ.
وَطَلَبَ سُفْيَانُ الْعِلْمَ وَهُوَ مُرَاهِقٌ، وَكَانَ يَتَوَقَّدُ
ذَكَاءً.
صَارَ إِمَامًا مَنْظُورًا إِلَيْهِ وَهُوَ شَابٌّ، فَإِنَّ يَحْيَى
بْنَ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيَّ قَالَ: ثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى قَالَ:
سَمِعْتُهُمْ بِمَرْوَ يَقُولُونَ: قَدْ جَاءَ الثَّوْرِيُّ، قَدْ
جَاءَ الثَّوْرِيُّ، فَخَرَجْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ
غُلامٌ قَدْ بَقَلَ وَجْهُهُ1.
سَمِعَ الثَّوْرِيُّ مِنْ: عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ
كُهَيْلٍ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَمَنْصُورٍ،
وَحُصَيْنٍ، وَأَبِيهِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وَالأَسْوَدِ بْنِ
قَيْسٍ، وَجَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ، وَزُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ،
وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَأَيُّوبَ،
وَصَالِحٍ مَوْلَى التَّوْءَمَةِ، وَخَلْقٍ لا يُحْصَوْنَ، فَيُقَالُ:
إِنَّهُ أَخَذَ عَنْ سِتِّمِائَةِ شَيْخٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عَجْلانَ، وَأَبُو حنيفة، وابن جريح، وأبي إِسْحَاقَ،
وَمِسْعَرٌ، وَهُمْ مِنْ شُيُوخِهِ، وَشُعْبَةُ، وَالْحَمَّادَانِ،
وَمَالِكٌ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ،
وَابْنُ وَهْبٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الأَشْجَعِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ
آدَمَ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ،
وَقَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ
يُونُسَ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَأُمَمٌ لا
يُحْصَوْنَ.
حَتَّى أَنَّ ابْنَ الْجَوْزِيِّ بَالَغَ وَذَكَرَ فِي مَنَاقِبِهِ
أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ أَكْثَرُ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفًا، وَهَذَا
مَدْفُوعٌ، بَلْ لَعَلَّهُ رَوَى عَنْهُ نَحْوٌ مِنْ أَلْفِ نَفْسٍ.
فَعَنْ وَكِيعٍ أَنَّ وَالِدَةَ سُفْيَانَ قَالَتْ لَهُ: يَا بُنَيَّ
اطْلُبِ الْعِلْمَ وَأَنَا أَعُولُكَ بِمِغْزَلِي، وَإِذَا كَتَبْتَ
عَشَرَةَ أَحْرُفٍ فَانْظُرْ هَلْ تَرَى فِي نَفْسِكَ زِيَادَةً فِي
الْخَيْرِ، فَإِنْ لَمْ تَرَ ذَلِكَ فَلا تتعن.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 360".
(10/121)
قَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ: سَمِعْتُهُ
يَقُولُ: طَلَبْتُ الْعِلْمَ، فَلَمْ تَكُنْ لِي نِيَّةٌ، ثُمَّ
رَزَقَنِي اللَّهُ النِّيَّةَ1.
دَاوُدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ
الثَّوْرِيُّ: لَمَّا هَمَمْتُ بِطَلَبِ الْحَدِيثِ، وَرَأَيْتُ
الْعِلْمَ يُدْرَسُ، قُلْتُ: أَيْ رَبِّ إِنَّهُ لا بُدَّ لِي مِنْ
مَعِيشَةٍ، فَاكْفِنِي أَمَرَ الرِّزْقِ وَفَرِّغْنِي لِطَلَبِهِ،
فَتَشَاغَلْتُ بِالطَّلَبِ، فَلَمْ أَرَ إِلا خَيْرًا إِلَى يَوْمِي
هَذَا.
عَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرُهُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا
اسْتَوْدَعْتُ قَلْبِي شَيْئًا قَطُّ فَخَانَنِي2.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَا رَأَيْتُ صَاحِبَ حَدِيثٍ أَحْفَظَ مِنْ
سُفْيَانَ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: كَانَ الْعِلْمُ يَمْثُلُ بَيْنَ
يَدَيْ سُفْيَانَ، يَأْخُذُ مَا يُرِيدُ، وَيَدَعُ مَا لا يُرِيدُ.
وَقَالَ الأَشْجَعِيُّ: دَخَلْتُ مَعَ الثَّوْرِيِّ عَلَى هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ وَهِشَامُ يُحَدِّثُهُ، فَلَمَّا فَرَغَ
قَالَ: أُعِيدُهَا عَلَيْكَ، فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ وَقَامَ، ثُمَّ
دَخَلَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَطَلَبُوا الإِمْلاءَ، فَقَالَ هِشَامٌ:
احْفَظُوا كَمَا حَفِظَ صَاحِبُكُمْ، قَالُوا: لا نَقْدِرُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ هَاشِمٍ: نَا ضَمْرَةُ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ
إِنَّمَا حَدَّثَ بِعَسْقَلانَ فَيَقُولُ: انْفَجَرَتِ الْعَيْنُ،
انْفَجَرَتِ الْعَيْنُ، يَتَعَجَّبُ مِنْ نَفْسِهِ3.
وَقَالَ شُعْبَةُ، وَابْنُ مَعِينٍ، وَجَمَاعَةٌ: سُفْيَانُ أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: كَتَبْتُ عَنْ أَلْفٍ وَمِائَةِ شَيْخٍ
مَا فِيهِمْ أَفْضَلُ مِنْ سُفْيَانَ.
وَقَالَ وَرْقَاءُ: لَمْ يَرَ الثَّوْرِيُّ مِثْلَ نَفْسِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: لَمْ يَتَقَدَّمْهُ فِي قَلْبِي أَحَدٌ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: مَا رَأَيْتُ أَحْفَظَ مِنَ
الثَّوْرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ أَيْضًا: لا أَعْلَمُ عَلَى وَجْهِ
الأَرْضِ أَعْلَمَ مِنْهُ.
وَقَالَ وكيع: كان بحرًا.
__________
1 أخرجه أحمد في العلل "3/ 235"، وأبو نعيم في الحلية "6/ 367".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 368"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "2/
387".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 370".
(10/122)
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: سَأَلْتُ
يَحْيَى عَنْ رَأْيِ مَالِكٍ فَقَالَ: سُفْيَانُ فَوْقَ مَالِكٍ فِي
كُلِّ شَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ: وَدِدْتُ أَنِّي فِي مِسْلاخِ سُفْيَانَ.
وَقَالَ أَبُو أُمَامَةَ: مَنْ أَخْبَرَكَ أنّه رأى بعينيه مِثْلَ
سُفْيَانَ فَلا تُصَدِّقْهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَمَلٍ
أَخْوَفَ عِنْدِي مِنَ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الثَّوْرِيُّ فِيمَا سَمِعَهُ مِنَ الْفِرْيَابِيِّ: وَدِدْتُ
أَنِّي نَجَوْتُ مِنْ هَذَا الْعِلْمِ كَفَافًا، لا لِي وَلا عَلَيَّ1.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ: كَتَبْتُ عَنْ سُفْيَانَ عِشْرِينَ
أَلْفًا.
وَأَخْبَرَنِي الأَشْجَعِيُّ أَنَّهُ كَتَبَ عَنْهُ ثَلاثِينَ أَلْفًا.
وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَا أُحَدِّثُ مِنْ كُلِّ عَشَرَةٍ
بِوَاحِدٍ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: قَالَ لِي ابْنُ الْمُبَارَكِ: أَقْعُدُ
إِلَى سُفْيَانَ فَيُحَدِّثُ فأقول: ما بقي من عمله شَيْءٌ إِلا وَقَدْ
سَمِعْتُهُ ثُمَّ أَقْعُدُ مَجْلِسًا آخر فأقول: ما سعغت مِنْ عِلْمِهِ
شَيْئًا.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَوْ
قُلْتُ لَكُمْ: إِنِّي أُحَدِّثُكُمْ كَمَا سَمِعْتُ، يَعْنِي
بِاللَّفْظِ، فَلا تُصَدِّقُونِي.
وعن عبد الرّزّاق، عن سفيان قال [37 ب] : مَا أُحَدِّثُ إِلا
بِالْمَعَانِي.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ
يَقُولُ: خِلافُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُرْجِئَةِ ثَلاثٌ،
يَقُولُونَ: الإِيمَانُ قَوْلٌ بِلا عَمَلٍ، وَيَقُولُونَ: الإِيمَانُ
لا يَزِيدُ وَلا يَنْقُصُ، وَيَقُولُونَ بِالاتِّفَاقِ.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: مَنْ
كَرِهَ أَنْ يَقُولَ: أَنَا مُؤْمِنٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَهُوَ
عِنْدَنَا مُرْجِئٌ2 وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: لا يَجْتَمِعُ حُبُّ
عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلا فِي قلوب نبلاء
الرجال3.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 363، 369، 7/ 37، 57، 63"، والفسوي في
المعرفة "1/ 727".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 32-33".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 32".
(10/123)
وعنه قال: أمتعتنا مِنَ الشِّيعَةِ أَنْ
نَذْكُرَ فَضَائِلَ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
وَعَنْهُ قَالَ: الْجَهْمِيَّةُ كُفَّارٌ.
وَعَنْهُ قال: من سمع من متبدع لَمْ يَنْفَعْهُ اللَّهُ بِمَا سَمِعَ.
شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: لا تَنْتَفِعُ بِمَا كَتَبْتَ حَتَّى،
يَكُونَ إِخْفَاءُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فِي
الصَّلاةِ أَفْضَلَ عِنْدَكَ مِنَ الْجَهْرِ.
قَالَ وَكِيعٌ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لا يَعْدِلُ طَلَبَ
الْعِلْمِ شَيْءٌ لِمَنْ أَرَادَ بِهِ اللَّهَ.
وَقَالَ قَبِيصَةُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-
يَقُولُ: الْمَلائِكَةُ حُرَّاسُ السَّمَاءِ، وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ
حُرَّاسُ الأَرْضِ.
وَقَدْ كَانَ سُفْيَانُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَخَافُ مِنْ
تَصْحِيحِ نِيَّتِهِ فِي الْحَدِيثِ لِفَرْطِ غَرَامِهِ بِهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ قَالَ: ما
أَخَافُ عَلَى نَفْسِي أَنْ يُدْخِلَنِي النَّارَ إِلا الْحَدِيثُ1.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنِّي
أَفْلِتُ مِنْهُ كَفَافًا.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أَنَّ
يَدِي قُطِعَتْ، وَأَنِّي لَمْ أَطْلُبْ حَدِيثًا قَطُّ.
وَقَالَ الْقَطَّانُ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا أُنْكِرُ نَفْسِي إِلا
إِذَا طَلَبْتُ الْحَدِيثَ.
وَعَنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: أُرِيدُ
أَنْ أُسْأَلَ غَدًا عَنْ كُلِّ مَجْلِسٍ جَلَسْتُهُ، وَعَنْ كُلِّ
حَدِيثٍ حَدَّثْتُ بِهِ، مَاذَا أَرَدْتُ بِهِ؟ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ: خَافَ الثَّوْرِيُّ عَلَى نَفْسِهِ
مَتْنَ الْحَدِيثِ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ عَنِ الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: فِتْنَةُ
الْحَدِيثِ أَشَدُّ مِنْ فِتْنَةِ الذَّهَبِ2.
وَمِنْ آدَابِهِ وَشَمَائِلِهِ وَتَوَاضُعِهِ وَوَرَعِهِ:
قال مهران الرازيّ: رأيت الثّوريّ إذا خَلَعَ ثِيَابَهُ طَوَاهَا،
وَيَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا طويت رجعت إليها أنفسها3.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 366".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 363".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 63".
(10/124)
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ سُفْيَانُ
إِذَا دَخَلَ الْحَمَّامَ يَخْضِبُ يَسِيرًا.
وَقَالَ قَبِيصَةُ: كَانَ سُفْيَانُ مَزَّاحًا، كُنْتُ أَتَأَخَّرُ
مَخَافَةَ أَنْ يُحَيِّرَنِي بِمُزَاحِهِ، وَلا رَأَيْتُ الأَغْنَيَاءَ
أَذَلَّ وَلا الْفُقَرَاءَ أَعَزَّ مِنْهُمْ فِي مَجْلِسِ سُفْيَانَ1.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رُبَّمَا رَأَيْتُ سُفْيَانَ ضَحِكَ حَتَّى
اسْتَلْقَى.
وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ: كَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ
لِلْمُحَدِّثِينَ: تَقَدَّمُوا يَا مَعْشَرَ الضُّعَفَاءِ2.
وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: رَأَيْتُ سُفْيَانَ فَقَوَّمْتُ
مَا عَلَيْهِ دِرْهَمًا وَأَرْبَعَةَ دَوَانِيقَ3.
يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمَقَابِرِيُّ: ثَنَا مُبَارَكُ أَخُو
سُفْيَانَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سُفْيَانَ بِبَدْرَةٍ -وَكَانَ
أَبُوهُ صَدِيقًا لِسُفْيَانَ جِدًّا- فَقَالَ: أُحِبُّ تَقَبُّلَ
هَذَا الْمَالِ، فَقَبِلَهُ مِنْهُ، فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ لِي:
الْحَقْهُ فَرُدَّهُ، فَفَعَلْتُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، أُحِبُّ
أَنْ تَأْخُذَ هَذَا الْمَالَ، قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي
نَفْسِكَ مِنْهُ شَيْءٌ، قَالَ: لا، فَأَخَذَهُ وَذَهَبَ، فَقُلْتُ:
يَا أَخِي، وَيْحَكَ، أَيُّ شَيْءٍ قَلْبُكَ حِجَارَةٌ؟ عُدَّ أَنَّ
لَيْسَ لَكَ عِيَالٌ، أَمَا تَرْحَمُنِي، أَمَا تَرْحَمُ إِخْوَانَكَ
وصبياننا، قال: يا مبارك، تأكلها وأنت وَأُسْأَلُ عَنْهَا، لا يَكُونُ
أَبَدًا4.
وَعَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ قَالَ: احْتَاجَ سُفْيَانُ بِمَكَّةَ
حَتَّى اسْتَفَّ الرَّمْلَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ5.
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ أَبُو شِهَابٍ
الْحَنَّاطُ: جَلَسْتُ إِلَى سفيان وهو في دبر الكعبة مستلقي،
فَسَلَّمْتُ، فَرَدَّ، فَقُلْتُ: إِنَّ أُخْتَكَ قَدْ بَعَثَتْ
إِلَيْكَ بِشَيْءٍ، فَجَلَسَ وَقَالَ: لَمْ آكُلْ شَيْئًا مُنْذُ
ثَلاثٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالَ أَبُو شِهَابٍ: بَعَثَتْ أُخْتُ سُفْيَانَ
مَعِي بِجِرَابٍ فِيهِ كعك وخشكنانج، فَأَتَيْتُهُ فَقَصَّرَ فِي
سَلامِي، فَعَاتَبْتُهُ فَقَالَ: يَا أَبَا شِهَابٍ: لا تَلُمْنِي،
وَإِنَّ لِي ثَلاثَةَ أيام لم أذق فيها ذواقًا.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 365".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 365".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 365"، والخطيب في تاريخه "9/ 162"،
وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 147".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 3-4"، والخطيب في تاريخه "9/ 161".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 63".
(10/125)
قَالَ بِشْرٌ الْحَافِي: كَانَ
الثَّوْرِيُّ رُبَّمَا أَخَذَ عِبَاءَ الْجِمَالِ فَيُغَطِّي بِهَا
رَأْسَهُ.
وَقَالَ خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ فِي مَكَّةَ
وَقَدْ كثروا عليه، فقال: إنّ لِلَّهِ، أَخَافُ أَنْ تَكُونَ قَدْ
ضُيِّعَتِ الأُمَّةُ حَيْثُ احْتَاجَ النَّاسُ إِلَى مِثْلِي1.
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ بِمِكَّةَ جَالِسًا
فِي السُّوقِ يَأْكُلُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ سُفْيَانُ إِذَا قِيلَ لَهُ:
إِنَّهُ رُئِيَ فِي الْمَنَامِ، قَالَ: أَنَا أَعْرَفُ بِنَفْسِي مِنْ
أَصْحَابِ الْمَنَامَاتِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ: لَوْ لَقِيتَ سُفْيَانَ
فِي طَرِيقِ الْحَجِّ وَمَعَكَ فَلْسَانِ تُرِيدُ أَنْ تَصَّدَّقَ
بِهِمَا وَأَنْتَ لا تَعْرِفُ سُفْيَانَ، لَظَنَنْتَ أَنَّكَ
تَضَعُهُمَا فِي يَدِهِ2.
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ،
حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: أَجَّرَ سُفْيَانُ نَفْسَهُ مِنْ جَمَّالٍ
إِلَى مَكَّةَ، فَأَمَرُوهُ أَنْ يَعْمَلَ لَهُمْ خُبْزَةً فَلَمْ
تَجِئْ جَيِّدَةً، فَضَرَبَهُ الْجَمَّالُ، فَلَمَّا قَدِمُوا مَكَّةَ
دَخَلَ الْجَمَّالُ، فَرَأَى النَّاسَ حَوْلَ سُفْيَانَ، فَسَأَلَ
فَقَالُوا: هَذَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، فَلَمَّا انْفَضَّ النَّاسُ،
تَقَدَّمَ الْجَمَّالُ إِلَى سُفْيَانَ وَاعْتَذَرَ، فَقَالَ: مَنْ
يُفْسِدُ طَعَامَ النَّاسِ يُصِبْهُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيُّ: دَخَلْنَا عَلَى سُفْيَانَ
الثَّوريّ بِمَكَّةَ، قَالَ: مَا جَاءَ بِكُمْ؟ فوالله لأنا إذ لم أركم
خير مِنِّي إِذْ رَأَيْتُكُمْ، قَالَ: ثُمَّ لَمْ نَبْرَحْ حَتَّى
تَبَسَّمَ.
قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: كَثْرَةُ الإِخْوَانِ مِنْ سَخَافَةِ
الدِّينِ.
قَالَ أَبُو أُسَامَةَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَخْوَفَ لِلَّهِ مِنْ
سُفْيَانَ، كَانَ مَنْ رَآهُ كَأَنَّهُ فِي سَفِينَةٍ يَخَافُ
الْغَرَقَ كَثِيرًا، مَا نَسْمَعُهُ يَقُولُ: يَا رَبِّ سَلِّمْ
سَلِّمْ3.
وَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ مَنْصُورٍ: كَلِمَتَانِ لَمْ يَكُنْ
يَدَعُهُمَا سُفْيَانُ فِي مَجْلِسٍ: سَلِّمْ سَلِّمْ، عَفْوَكَ
عَفْوَكَ.
وَقَالَ سُفْيَانُ: وَدِدْتُ أَنِّي انْفَلَتُّ لا عَلَيَّ وَلا لِي،
وَهَذَا مُتَوَاتِرٌ عنه.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 365، 7/ 64".
2 أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 147".
3 أخرجه ابن سعد في طبقاته "6/ 371"، والبيهقي في الزهد "187"، وأبو
نعيم في الحلية "6/ 392".
(10/126)
قَالَ قَبِيصَةُ: كَانَ سُفْيَانُ
كَأَنَّهُ رَاهِبٌ، فَإِذَا فِي الْحَدِيثِ أَنْكَرْتُهُ، يَعْنِي
مِمَّا يَنْشَرِحُ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ يَكُونُ كَأَنَّمَا يَقِفُ
لِلْحِسَابِ، فَيَعْرِضُ بِذِكْرِ الْحَدِيثِ، فَيَذْهَبُ ذَلِكَ
الْخُشُوعُ، فَإِنَّمَا هُوَ حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا1 عَلِيُّ بْنُ
غَنَّامٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: لَقَدْ
خِفْتُ اللَّهَ خَوْفًا، عَجَبًا لِي كَيْفَ لا أَمُوتُ، وَلَكِنْ لِي
أَجَلٌ أَنَا بَالِغُهُ، وَلَقَدْ أَخَافُ أَنْ يَذْهَبَ عَقْلِي مِنْ
شِدَّةِ الْخَوْفِ.
ابْنُ مَهْدِيٍّ: مَا عَاشَرْتُ رَجُلا أَرَقَّ مِنْ سُفْيَانَ، كُنْتُ
أَرْقُبُهُ فِي اللَّيْلِ يَنْهَضُ مَرْعُوبًا يُنَادِي: النَّارَ،
النَّارَ، شَغَلَنِي ذِكْرُ النَّارِ عَنِ النَّوْمِ وَالشَّهَوَاتِ.
قَالَ قَبِيصَةُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ ذِكْرًا لِلْمَوْتِ
مِنْ سُفْيَانَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ سُفْيَانُ يَذْكُرُ الْمَوْتَ فَلا
يُنْتَفَعُ بِهِ أَيَّامًا.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: كَانَ سُفْيَانُ طَوِيلَ الْحُزْنِ،
كَانَ يَبُولُ الدَّمَ مِنْ حُزْنِهِ وَتَكَدُّرِهِ2.
وَقَالَ عِصَامُ بْنُ يَزِيدَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ جَبْرٍ: رُبَّمَا
كَانَ يَأْخُذُ سُفْيَانُ فِي التَّفَكُّرِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ
النَّاظِرُ فَيَقُولُ: مَجْنُونٌ3.
وَقَالَ عَطَاءٌ الْخَفَّافُ: مَا لَقِيتُ سُفْيَانَ إِلا بَاكِيًا،
فَقُلْتُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: أَخَافُ أَنْ أَكُونَ فِي أُمِّ
الْكِتَابِ شَقِيًّا4.
قَالَ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: الْعَالِمُ
طَبِيبُ الدِّينِ، وَالدِّرْهَمُ دَاءُ الدِّينِ، فَإِذَا جَرَّ
الطَّبِيبُ الدَّاءَ إِلَى نَفْسِهِ فَمَتَى يُدَاوِي غَيْرَهُ5؟.
وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَيْسَ طَلَبُ
الْحَدِيثِ مِنْ عدّة الموت لكّنه علّة يتشاغل به6.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 73".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 23"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/
149".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 392".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 51".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 361".
6 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 364".
(10/127)
قُلْتُ: طَلَبُ الْحَدِيثِ قَدْرٌ زَائِدٌ
عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ، وَهُوَ لَقَبٌ لأُمُورٍ عُرْفِيَّةٍ قَلِيلَةِ
الْمَدْخَلِ فِي الْعِلْمِ، فَإِذَا كَانَ فُنُونٌ عَدِيدَةٌ مِنْ علم
الآثار النبويّة بهذه المثابة، فما ظنّك بِطَلَبِ عِلْمِ الْجَدَلِ
والعقليَّات وَالْمَنْطِقِ الْيُونَانِيِّ؟ آهٍ، وَاحَسْرَتَاهْ عَلَى
قِلَّةِ مَنْ يَعْرِفُ دِينَ الإِسْلامِ كَمَا يَنْبَغِي، وَمَا
أَحَلَّ فِي الْقَلِيلِ الْمُتَعَيَّنِ، إِذَا كَانَ مِثْلُ سُفْيَانَ
يَوَدُّ أَنْ يَنْجُوَ مِنْ عِلْمِهِ كَفَافًا، فَمَا نَقُولُ: نَحْنُ؟
وَاغَوْثَاهُ بِاللَّهِ.
قَالَ الْخُرَيْبِيُّ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَيْسَ شَيْءٌ
أَنْفَعَ لِلنَّاسِ مِنَ الْحَدِيثِ.
وَسَمِعَهُ الْفِرْيَابِيُّ يَقُولُ: مَا مِنْ عَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ
طَلَبِ الْحَدِيثِ إِذَا صَحَّتْ فِيهِ النِّيَّةُ.
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: لَمْ يَكُنْ مِثْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي
زَمَانِهِ، وَالشَّعْبِيِّ فِي زَمَانِهِ، وَالثَّوْرِيِّ فِي
زَمَانِهِ1.
وَقَالَ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ: شَبِعَ سُفْيَانُ لَيْلَةً فَقَالَ:
إِنَّ الْحِمَارَ إِذَا زِيدَ فِي عَلَفِهِ، زِيدَ فِي عَمَلِهِ،
فَقَامَ حَتَّى أَصْبَحَ.
وَقَالَ أبو أسامة: مرض سفيان فذهب بِبَوْلِهِ إِلَى الطَّبِيبِ،
فَقَالَ: هَذَا بَوْلُ رَاهِبٍ، قَالَ: بَوْلُ مَنْ أَحْرَقَ الْحُزْنُ
كَبِدَهُ، مَا لِذَا دَوَاءٌ.
قَالَ ضَمْرَةُ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: إِنَّمَا كَانَتِ
الْعِرَاقُ تَجِيشُ عَلَيْنَا بِالْمَالِ وَالثِّيَابِ، ثُمَّ صَارَتْ
تَجِيشُ عَلَيْنَا بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
قَالَ ضَمْرَةُ: وَكَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ: مَالِكٌ لَيْسَ لَهُ
حِفْظٌ.
قَالَ عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ لِي سُفْيَانُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ
لَيَرَى غَدًا مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ، وَهُوَ
يَتَمَنَّى أَنَّهُ لَمْ يُخْلَقْ مِمَّا هُوَ فِيهِ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: لَمَّا قَدِمَ عَلَيْنَا سُفْيَانُ،
طَبَخْتُ لَهُ سكباحًا فأكل، ثم أتنيه بِزَبِيبِ الطَّائِفِ فَأَكَلَ،
ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الرَّزَّاقِ، اعْلِفِ الْحِمَارَ وَكَدِّهِ،
ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى الصَّبَاحِ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ: رَأَيْتُ الثَّوْرِيَّ
سَاجِدًا عِنْدَ الْبَيْتِ، فَطُفْتُ سبعة أسابيع قبل أن يرفع رأسه2.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 356"، والخطيب في تاريخه "9/ 154".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 57".
(10/128)
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ:
قَدِمَ سُفْيَانُ مَكَّةَ، فَكَانَ يُصَلِّي الْغَدَاةَ، وَيَجْلِسُ
يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى ترفع الشَّمْسُ، ثُمَّ يَطُوفُ سَبْعَةَ
أَسَابِيعَ، يُصَلِّي بَعْدَ أُسْبُوعٍ رَكْعَتَيْنِ يُطَوِّلُهُمَا،
ثُمَّ يُصَلِّي إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ إِلَى
الْبَيْتِ، فَيَأْخُذُ الْمُصْحَفَ فَيَقْرَأُ، فَرُبَّمَا نَامَ
كَذَلِكَ، ثُمَّ يَخْرُجُ لِنِدَاءِ الظُّهْرِ، ثُمَّ يَتَطَوَّعُ
إِلَى الْعَصْرِ، فَإِذَا صَلَّى الْعَصْرَ أَتَاهُ أَصْحَابُ
الْحَدِيثِ، فَاشْتَغَلَ مَعَهُمْ إِلَى المغرب فيصلّي، ثم يتنقل إِلَى
الْعِشَاءِ، فَإِذَا صَلَّى فَرُبَّمَا يَقْرَأُ ثُمَّ نام.
أَقَامَ بِمَكَّةَ نَحْوًا مِنْ سَنَةٍ عَلَى هَذَا.
قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، دَفَعَ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ الْخَلِيلِ
كِتَابًا فِيهِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ: حَدَّثَنِي
مُؤَمَّلٌ بِهَذَا.
فِي مَعِيشَتِهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: خَلَّفَ سُفْيَانُ مِائَتَيْ دِينَارٍ
كَانَتْ مَعَ رَجُلٍ يَتَبَضَّعُ بِهَا.
وَقِيلَ: جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، تُمْسِكُ
الدَّنَانِيرَ؟! وَكَانَ فِي يَدِ سُفْيَانَ خَمْسُونَ دِينَارًا،
فَقَالَ: لَوْلاهَا لَتَمَنْدَلَ بِنَا هَؤُلاءِ الْمُلُوكُ1.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: قَالَ الثَّوْرِيُّ: لَوْلا بُضَيْعَتُنَا
تَلاعَبَ بِنَا هَؤُلاءِ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ بِضَاعَةُ سُفْيَانَ أَلْفَيْ
دِرْهَمٍ.
وَقَالَ مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ: كَانَتْ لَهُ مَعِي بِضَاعَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: قَالَ الْوَاقِدِيُّ: كَانَ يَأْتِي الْيَمَنَ
يَتَّجِرُ وَيُفَرِّقُ مَا عِنْدَهُ عَلَى قَوْمٍ يَتَّجِرُونَ لَهُ،
وَيَلْقَاهُمْ فِي الْمَوْسِمِ يُحَاسِبُهُمْ وَيَأْخُذُ الرِّبْحَ2.
قَالَ الْمَرْوَزِيُّ: قُلْتُ لِأَحْمَدَ: لِمَاذَا ذَهَبَ
الثَّوْرِيُّ إِلَى الْيَمَنِ؟ قَالَ: لِلتِّجَارَةِ وَلِلُقِيِّ
مَعْمَرٍ، قُلْتُ: أَكَانَ لَهُ مِائَةُ دِينَارٍ؟ قَالَ: أَمَّا
سَبْعُونَ فَصَحِيحَةٌ.
وَرُوِيَ أَنَّ سُفْيَانَ أَخَذَ مِنْ رَجُلٍ أَرْبَعَةَ آلافِ
دِرْهَمٍ مُضَارَبةً فَاشْتَرَى بِهَا مَتَاعًا مِمَّا يُبَاعُ
بِالْيَمَنِ، فَأَخَذَهُ مَعَهُ، فربح فيه نفقته.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 381".
2 أخرجه ابن سعد في طبقاته "6/ 372"، بسند ضعيف جدًا وفيه الواقدي وهو
متروك.
(10/129)
وَكَانَ الثَّوْرِيُّ يَقُولُ: عَلَيْكَ
بِعَمَلِ الأَبْطَالِ: الْكَسْبُ مِنَ الْحَلالِ، وَالإِنْفَاقُ عَلَى
الْعِيَالِ.
زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: الْحَلالُ
تِجَارَةُ بَرَّةٌ، أَوْ عَطَاءٌ مِنْ إِمَامٍ عَادِلٍ، أَوْ صِلَةٌ
مِنْ أَخٍ مُؤْمِنٍ، أَوْ مِيرَاثٌ لَمْ يُخَالِطْهُ شَيْءٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يقول: يا عبّاد
ارفعوا رؤوسكم، فقد وَضَحَ الطَّرِيقُ، وَلا تَكُونُوا عَالَةً عَلَى
النَّاسِ1.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ: أَكَلْتُ عِنْدَ سُفْيَانَ
خُشْكُنَانِجَ أُهْدِيَ لَهُ.
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: دَخَلْتُ عَلَى سُفْيَانَ وَهُوَ
يَأْكُلُ طَبَاهِجَ بِبَيْضٍ، فَقُلْتُ لَهُ، فَقَالَ: اكْتَسِبُوا
حَلالا وَكُلُوا طَيِّبًا.
وَمِنْ مَوَاعِظِهِ:
قَالَ: الدُّنْيَا كَرَغِيفٍ عَلَيْهِ عَسَلٌ، وَقَعَ عَلَيْهِ
الذُّبَابُ، فَانْقَطَعَ جَنَاحُهُ فَمَاتَ، وَلَوْ سُرَّ بِرَغِيفٍ
يَابِسٍ مَا هَلَكَ2.
قَالَ وَكِيعٌ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ الْيَقِينَ
وَقَعَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يَنْبَغِي لَطَارَ شَوْقًا إِلَى
الْجَنَّةِ وَخَوْفًا مِنَ النَّارِ، وَقَالَ: إِنَّمَا الزُّهد فِي
الدُّنْيَا قِصَرُ الأَمَلِ3.
وَعَنْهُ قَالَ: الْيَقِينُ أَنْ لا تَتَّهِمَ مَوْلاكَ فِي كُلِّ مَا
أصابك، وإيّاك والتَّشبُّه بالجبابرة، وقال بالزُّهد يبصِّرك اللَّهُ
عَوْرَاتِ الدُّنْيَا، وَعَلَيْكَ بِالْوَرَعِ يَخِفُّ حِسَابُكَ،
وَادْفَعِ الشَّكَّ بِالْيَقِينِ يَسْلَمُ دِينُكَ، وَدَعْ مَا
يُرِيبُكَ إِلَى مَا لا يُرِيبُكَ.
وَقَالَ: مَا أُعْطِيَ رَجُلٌ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إلاّ قيل له:
خذه ومثله جرمًا.
وعنه، وقيل لَهُ: السَّلامَةُ أَنْ لا تَعْرِفَ، فَقَالَ: مَا إِلَى
هَذَا سَبِيلٌ، لَكِنِ السَّلامَةُ فِي أَنْ لا تُحِبَّ أَنْ تَعْرِفَ.
وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِذَا أَثْنَى عَلَى الرَّجُلِ جِيرَانُهُ
أَجْمَعُونَ، فَهُوَ رجل سوء، قال:
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 382".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 55".
3 أخرجه البيهقي في الزهد "79"، وأبو نعيم في الحلية "6/ 386".
(10/130)
وَكَيْفَ هَذَا؟ قَالَ: يَرَاهُمْ عَلَى
الْمُنْكَرِ وَلا يُغَيِّرُ عَلَيْهِمْ، وَيَلْقَاهُمْ بوجهٍ طلقٍ1.
وَقَالَ الْفَضْلُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ يَقُولُ: إِذَا رَأَيْتَ
الرَّجُلَ محبَّبًا إِلَى جِيرَانِهِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ مُدَاهِنٌ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غُنْيَةٍ: مَا
رَأَيْتُ رَجُلا أَصْفَقَ وَجْهًا فِي ذَاتِ اللَّهِ مِنْ سُفْيَانَ.
وَقَالَ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ سُفْيَانَ، فَلا
يَكَادُ لِسَانُهُ يَفْتُرُ مِنَ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهي
عَنِ الْمُنْكَرِ.
وَرَوَى يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنْهُ قَالَ: إِنِّي لأَرَى الشَّيء
يَجِبُ عليَّ أَنْ آمُرَ فِيهِ، فَلا أَفْعَلَ فَأَبُولُ دَمًا2.
وَعَنْ عَمْرِو بْنِ حَسَّانٍ قَالَ: كَانَ سُفْيَانُ نِعْمَ
الْمُدَاوِي إِذَا دَخَلَ الْبَصْرَةَ، حَدَّثَ بِفَضَائِلِ عَلِيٍّ،
وَإِذَا دَخَلَ الْكُوفَةَ حَدَّثَ بِفَضَائِلِ عُثْمَانَ3.
وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: هَؤُلاءِ الْمُلُوكُ قَدْ تَرَكُوا لَكُمُ
الآخِرَةَ، فَاتْرُكُوا لَهُمُ الدُّنْيَا.
وَلَقِيَ كَاتِبًا فَقَالَ: حَتَّى مَتَى كُلَّمَا دَعَى ظَالِمٌ
قُمْتَ مَعَهُ، غَدًا فَإِذَا حُوسِبَ حُوسِبْتَ، أَمَا آنَ لَكَ أَنْ
تَتُوبَ؟.
فَصْلٌ من صدق:
قَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ: ثَنَا الْهَيْثَمُ
بْنُ جَمِيلٍ، سَمِعْتُ مُهَلْهَلا يَقُولُ: خَرَجْتُ مَعَ سُفْيَانَ
إِلَى مَكَّةَ، وَحَجَّ الأَوْزَاعِيُّ، وَرَافَقَنَا فِي بَيْتٍ
ثَلاثًا، فَبَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ، دَخَلَ خصيٌّ فَقَالَ: قَدْ
جَاءَ الأَمِيرُ، وَعَلَى النَّاسِ عَبْدُ الصَّمد عَمُّ الْمَنْصُورِ،
فَأَمَّا أَنَا وَالأَوْزَاعِيُّ فَثَبَتْنَا، وَأَمَّا سُفْيَانُ
فَدَخَلَ قَبْرًا، فَدَخَلَ الأَمِيرُ عَبْدُ الصَّمَدِ فَسَلَّمَ
عَلَيْهِ الأَوْزَاعِيُّ، فَقَالَ: أَيْنَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ؟
قُلْنَا: دَخَلَ لِحَاجَتِهِ، وَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: إِنَّهُ
لَيْسَ ببارحٍ حَتَّى تَخْرُجَ، فَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: يَا أَبَا
عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكَ رَجُلُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَعالِمُهُمْ،
بَلَغَنِي قُدُومُكَ فَأَحْبَبْتُ الاقْتِدَاءَ بَكَ، فَأَطْرَقَ
سُفْيَانُ ثُمَّ قَالَ: أَلا أدلُّك على
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 30".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 24".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 26-27".
(10/131)
خيرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟
قَالَ: اعْتَزِلْ مَا أَنْتَ فِيهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ،
تَسْتَقْبِلُ الأَمِيرَ بِهَذَا! قَالَ: فَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَقَالَ:
إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لا يَرْضَى مِنِّي بِهَذَا، وَقَامَ
فَخَرَجَ مُغْضَبًا1.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ النُّعمان بْنِ عَبْدِ السَّلام قَالَ: مَرِضَ
سُفْيَانُ بِمَكَّةَ وَمَعَهُ الأَوْزَاعِيُّ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ
عَبْدُ الصَّمَدِ، فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ، فَقَالَ
الأَوْزَاعِيُّ: إِنَّهُ سَهِرَ الْبَارِحَةَ فَلَعَلَّهُ نَائِمٌ،
فَقَالَ سُفْيَانُ: لَسْتُ بِنَائِمٍ، لَسْتُ بِنَائِمٍ، فَقَامَ
عَبْدُ الصَّمَدِ، فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ لِسُفْيَانَ: أَنْتَ
مُسْتَقْتِلٌ لا يَحِلُّ لأحدٍ أن يصحبك2.
وقال إبراهيم بن أعين: كيف أصبُّ الْمَاءَ عَلَى سُفْيَانَ وَهُوَ
يَتَوَضَّأُ، فَجَاءَ عَبْدُ الصَّمَدِ أَمِيرُ مَكَّةَ فَسَلَّمَ
عَلَى سُفْيَانَ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟.
قَالَ: أَنَا عَبْدُ الصَّمد، قال: كيف أنت؟ اتّق الله، وإذا كَبَّرْتَ
فَأَسْمِعْ3.
يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ وَمَا كَانَ خَلْفَهُ مَنْ
يكبِّر.
زَيْدُ بْنُ أَبِي خُدَاشٍ، أَنَّ الثَّوْرِيَّ لَقِيَ شَرِيكًا
فَقَالَ: بَعْدَ الْفِقْهِ وَالْخَيْرِ تَلِي الْقَضَاءَ! قَالَ: يَا
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَهَلْ لا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ قاضٍ، فَقَالَ
سُفْيَانُ: وَلا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ شُرَطِيٍّ4.
وَقَالَ قَبِيصَةُ: قِيلَ لِشَرِيكٍ: إِنَّ سُفْيَانَ قَالَ: أَيُّ
رَجُلٍ أَفْسَدُوا؟ قَالَ: لَوْ كَانَ لِسُفْيَانَ بَنَاتٌ أَفْسَدُوهُ
أَكْثَرَ مِمَّا أَفْسَدُونِي.
وَلَقِيَ سُفْيَانُ يُونُسَ بْنَ مِسْمَارٍ فَقَالَ: يَا يُوسُفُ:
أَسْمَنْتَ الْبِرْذَوْنَ وَأَهْزَلْتَ الدِّينَ، فَقَالَ: أَنَا
أَنْفَعُ لِلنَّاسِ مِنْكَ، أَتَكَلَّمُ فِي الْمَحْبُوسِ فَيُطْلَقُ،
ويجيء الْمَلْهُوفُ فَأُعِينُهُ، وَأَتَكَلَّمُ فِي الْحَمَّالَةِ،
وَأَسْعَى فِي الأمور، قال: وكان سفيان إذ لَقِيَهُ بَعْدُ سَلَّمَ
عَلَيْهِ.
وَعَنْ سُفْيَانَ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الْقَارِئَ، يَعْنِي
الْمُتَزَهِّدَ، يَلُوذُ بِالسُّلْطَانِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لِصٌّ،
وَإِذَا رَأَيْتَهُ يَلُوذُ بِالأَغْنِيَاءِ فاعلم أنه مرائي،
فَإِيَّاكَ أَنْ تُخْدَعَ بِقَوْلِ: أَرُدُّ مَظْلَمَةً، وَأَدْفَعُ
عَنْ مَظْلُومٍ، فَإِنَّ هَذِهِ خُدْعَةٌ مِنْ إِبْلِيسَ اتَّخذها
فجّار القراء سلَّمًا5.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 39"، والخطيب في تاريخه "9/ 158-159".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 38-39".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 14".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "7/ 47".
5 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 387، 357" مختصرًا.
(10/132)
فَصْلٌ:
قَالَ مُبَارَكٌ أَخُو سُفْيَانَ: رَأَيْتُ عَاصِمَ بْنَ أَبِي
النَّجود: جَاءَ إِلَى سُفْيَانَ يَسْتَفْتِيهِ فَقَالَ: أَتَيْتَنَا
يَا سُفْيَانُ صَغِيرًا، وَأَتَيْنَاكَ كَبِيرًا1.
وَقَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ، سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: مَا قَدِمَ
عَلَيْنَا مِنَ الْكُوفَةِ أَفْضَلُ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوريّ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: أَبْصَرَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبيعيّ
سُفْيَانَ مُقْبِلا فَقَالَ: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم:
12] .
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ كُوفِيًّا أَفْضَلَ مِنْ
سُفْيَانَ.
سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ: ثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، سَمِعَ
أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ: لَوْ كَانَ سُفْيَانُ فِي التَّابِعِينَ
لَكَانَ فِيهِمْ لَهُ شَأْنٌ.
وَعَنْهُ قَالَ: لَوْ حَضَرَ عَلْقَمَةُ وَالأَسْوَدُ لاحْتَاجَا إِلَى
مِثْلِ سُفْيَانَ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَشْبَهَ
بِالتَّابِعِينَ مِنْ سُفْيَانَ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: سُفْيَانُ أَحْفَظُ مِنِّي، إِنَّهُ سَادَ
بِالْوَرَعِ وَالْعِلْمِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ:
سُفْيَانُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَعْلَمَ
بِالْحَلالِ وَالْحَرَامِ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوريّ، ولا أرى هُوَ
مِثْلَ نَفْسِهِ2.
وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا نُعِتَ لِي رَجُلٌ إِلا وَجَدْتُهُ
دُونَ نَعْتِهِ، إِلا الثَّوْرِيَّ.
قُلْتُ: هَذَا الرَّجُلُ وَأَمْثَالُهُ، مَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ
هَذِهِ الْجَلالَةَ فِي الْقُلُوبِ سُدًى، فَحُبُّ سُفْيَانَ مِنَ
الإِيمَانِ.
وَمِنْ شُيُوخِهِ:
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَةَ،
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، وَإِبْرَاهِيمُ
بْنُ مُهَاجِرٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، وَآدَمُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، وإسماعيل بن أميَّة، وابن
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 357"، والخطيب في تاريخه "9/ 163".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 358، 7/ 58"، والخطيب في تاريخه "9/
155-156".
(10/133)
أَبِي خَالِدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ السُّديّ،
وَأَشْعَثُ بْنُ أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَالأَغَرُّ بْنُ الصَّبَّاحِ،
وَأَيَادُ بْنُ لَقِيطٍ.
وَأَيُّوبُ بْنُ مُوسَى، وَبُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَبُكَيْرُ
بْنُ عَطَاءٍ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ وَأَبُو الْمِقْدَامِ ثَابِتُ
بْنُ هُرْمُزَ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَثُوَيْرُ بْنُ أَبِي
فَاخِتَةَ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَجَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ،
وَجَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ
عَمْرٍو الْفَقِيمِيُّ، وَحَمَّادٌ الْفَقِيهُ، وَرَبِيعَةُ الرَّأْيِ،
والزُّبير بْنُ عَدِيٍّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَسِمَاكُ بْنُ
حَرْبٍ، وَسُمَيٌّ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ، وَسُهَيْلٌ، وَصَالِحُ بْنُ
حَيٍّ، وَعَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، وَأَبُو الزِّناد، وَابْنُ طَاوُسٍ،
وَابْنُ عُقَيْلٍ، وَابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، وَابْنُ أَبِي لَبِيدٍ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَابِسٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
الْقَاسِمِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رَفِيعٍ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ
أَبُو أُمَيَّةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي
بُشَيْرٍ، وَعَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ
عُمَرَ، وَأَبُو حُصَيْنٍ عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَتِّيُّ،
وَعَلِيُّ بْنُ الأَحْمَرِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، وَعَلِيُّ
بْنُ بَذِيمَةَ، وَعَلِيُّ بْنُ جُدْعَانَ، وعمارة بن القعقعاع،
وَعَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ، وَفِرَاسٌ الْهَمْدَانِيُّ، وَقَيْسُ
بْنُ مُسْلِمٍ، وَمُحَارِبُ بْنُ دِثَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَأَبُو الزُّبير مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ،
ومطرِّف بْنُ طَرِيفٍ، وَمَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ، وَمُغِيرَةُ بْنُ
مِقْسَمٍ، وَمُغِيرَةُ بْنُ النُّعمان، وَالْمِقْدَامُ بْنُ شُرَيْحٍ،
وَمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، وَمُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ،
وَمَيْسَرَةُ بْنُ حَبِيبٍ، وَمَيْسَرَةُ الأَشْجَعِيُّ، وَأَبُو
حَمْزَةَ مَيْمُونٌ الأَعْوَرُ، وَهِشَامُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَهِشَامُ
بْنُ حَسَّانٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَوَاصِلٌ الأَحْدَبُ،
وَيَحْيَى بْنُ أبِي إِسْحَاقَ، وَيَحْيَى بن هانئ بن عروة، ويزيد بم
أَبِي زِيَادٍ، وَيَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ، وَأَبُو إِسْحَاقَ
الشَّيبانيّ، وَأَبُو بَكْرٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ،
وَأَبُو الْجُوَيْرِيَةِ الْجَرْمِيُّ، وَأَبُو خَالِدٍ الدَّالانِيُّ،
وَأَبُو هَاشِمٍ الرَّماديّ، وَأَبُو يَعْفُورٍ الْعَبْدِيُّ.
وَمِنْ تَلامِذَتِهِ:
أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، شَيْخُ الثُّغُورِ، وَأَحْوَصُ بْنُ
جَوَّابٍ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَابْنُ عليَّة، وَبِشْرُ بن
السَّريّ، وبشر بن منصور السّليميّن وثابت بن محمد بن الْعَابِدُ،
وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ، وَأَبُو
أُسَامَةَ، وَخَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى،
وَرَوْحٌ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، وَسُفْيَانُ بْنُ
عُقْبَةَ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ،
وَضَمْرَةُ، وَالْخُرَيْبِيُّ، وَابْنُ نُمَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ الْوَلِيدِ الْعَدَنِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى،
وَعَلِيُّ بْنُ قَانِعٍ، وَعَمْرٌو الْعَنقَزِيُّ، وَالْقَاسِمُ
الْجَرْمِيُّ، وَأَبُو الهمام الدلال،
(10/134)
وَمُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ،
وَمُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ النَّهديّ،
وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، والنُّعمان بْنُ عَبْدِ السَّلامِ،
وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ،
وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَعْلَى بْنُ
عُبَيْدٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبيريّ، وَأَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ،
وَأَبُو دَاوُدَ الْحَضْرَمِيُّ، وَأَبُو سُفْيَانَ الْمَعْمَرِيُّ،
وَأَبُو عَاصِمٍ الْعَقَدِيُّ.
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ خَلْقٌ لا يُحْصَوْنَ، وَآخِرُ ثِقَةٍ رَوَى
عَنْهُ هُوَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ.
152- سَلامُ بْنُ مِسْكِينٍ1، أَبُو رَوْحٍ الأَزْدِيُّ، النَّمريّ،
الْبَصْرِيُّ. -خ. م. د. س.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَثَابِتٍ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي ظِلالٍ هِلالٍ،
وَأَبِي غَالِبٍ حَزَوَّرٍ وَيَزِيدَ بْنِ الشِّخِّير إِنْ كَانَ
لَقِيَهُ، وَعَنْ بِشْرِ بْنِ حَرْبٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو
نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَلِيُّ
بْنُ الْجَعْدِ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحٌ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُوبٍ: أَنَّهُ مَاتَ
فِي آخِرِ سِنَةِ سبعٍ وَسِتِّينَ.
وَقَدْ وَهِمَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
وَقَدْ رُمِيَ بِالْقَدَرِ، إِلا أَنَّهُ مِنَ الْعَابِدِينَ.
قَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: كَانَ مِنْ أَعْبَدِ أَهْلِ
الْبَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ.
153- سَلَمَةُ بْنُ العيَّار2، الدِّمشقيّ، أَبُو مُسْلِمٍ. -ن-
مَوْلَى بَنِي فَزَارَةَ، وَاسْمُ أَبِيهِ أَحْمَدُ بْنُ حُصَيْنٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِي الزُّبير، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَجَعْفَرِ بْنِ
بُرْقَانَ، وَالأَوْزَاعِيِّ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَمَرْوَانُ
الطَّاطريّ، وعبد الله بن يوسف.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/- 283"، التاريخ الكبير "4/ 134"، الجرح والتعديل
"4/ 258"، تهذيب التهذيب "4/ 286-287".
2 التاريخ الكبير "4/ 84"، الجرح والتعديل "4/ 167"، الثقات لابن حبان
"8/ 284"، التهذيب "4/ 152-153".
(10/135)
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: هُوَ أَثْبَتُ
أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ، مَعَ يَزِيدَ بْنِ السَّمط.
وَكَانَا وَرِعَيْنِ فَاضِلَيْنِ، صَحِيحَيِ الْحِفْظِ، عَلَى حَالِ
تَقَلُّلٍ مِنَ الدُّنْيَا مَا تلبَّسا بِشَيْءٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَهُ نَحْوٌ مِنْ عَشَرَةِ أَحَادِيثَ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ ثلاثٍ، وَقِيلَ: سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ، مَاتَ شَابًّا.
154- سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ1، أَبُو مُعَاذٍ -ت. س- بصريٌّ
مَشْهُورٌ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ،
والزُّهريّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: الزُّهري شَيْخُهُ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَأَسَدُ
بْنُ مُوسَى، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ،
وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، فِيمَا قِيلَ، وَقِيلَ: إِنَّ
الَّذِي وَثَّقَهُ هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُعَاذٍ، وَقِيلَ: ابْنُ
قَرْمٍ. نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ.
وَقَالَ أبو زرعة الرّازيّ: سليمان بن أرقم لَيْسَ بِذَاكَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْمَتِينِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُوَ رَافِضِيٌّ غالٍ يَقْلِبُ الأَخْبَارَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة: ليس يَسْوَى
فَلْسًا.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ
قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ أرقم لا يسوى شيئًا، ولا يُرْوَى عَنْهُ.
وَقَالَ السَّعديّ: سَاقِطٌ.
وَقَالَ الدَّارقطنيّ: مَتْرُوكٌ.
قُلْتُ: مِنْ بَلايَاهُ حَدِيثُهُ عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ
عَائِشَةَ مَرْفُوعًا: "اطلبوا
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 2-3"، الجرح والتعديل "4/ 100-101"، ميزان
الاعتدال "2/ 196"، التهذيب "4/ 168".
(10/136)
الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ،
وتسمَّوا بِخِيَارِكُمْ، وَإِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قومٍ
فَأَكْرِمُوهُ".
155- سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ1، أَبُو دَاوُدَ الْمَازِنِيُّ.
عَنْ: عِمْرَانَ بْنِ زَيْدٍ الْمَدَنِيِّ، وَعَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ
قُدَامَةَ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الغدَّانيّ، وَمُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ.
156- سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، الْحَمْرَاوِيُّ الْمِصْرِيُّ،
الأَفْطَسُ، الْفَقِيهُ، الْعَابِدُ، كَانَ متألِّهًا قَوَّالا
بِالْحَقِّ، فَقِيهًا.
حَمَلَ عَنْهُ: ابْنُ الْقَاسِمِ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
157- سُلَيْمَانُ بْنُ الْقَاسِمِ2، أَبُو الرَّبِيعِ الْجُمَحِيُّ،
الْمِصْرِيُّ، الزَّاهِدُ. أَحَدُ السَّادَةِ الأَوْلِيَاءِ. وُلِدَ
سَنَةَ عشرٍ وَمِائَةٍ، وَأَخَذَ عَنِ التَّابِعِينَ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَقِيهُ: مَا رَأَيْتُ
مِثْلَ سُلَيْمَانَ بْنَ الْقَاسِمِ قَطُّ، هُمَا اثْنَانِ أَقْتَدِي
بِهِمَا فِي دِينِي: سُلَيْمَانُ فِي الْوَرَعِ، وَمَالِكٌ فِي
الْعِلْمِ.
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: كَأَنَّ اللَّهَ قَدْ لَيَّنَ لِسُلَيْمَانَ
ظَهْرَهُ، وَكَانَ مَسْجِدُهُ فِرَاشَهُ، قَالَ سَعِيدٌ الآدَمِيُّ:
خَرَجَ سُلَيْمَانُ بْنُ قَاسِمِ، رَحِمَهُ اللَّهُ، إِلَى مَكَّةَ
فَمَا نَامَ فِي مَحْمَلٍ، وَلا اضْطَجَعَ لنومٍ حَتَّى رَجَعَ.
ابْنُ وَهْبٍ: عَنْ سُلَيْمَانَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [هود: 7] [الملك: 2]
قَالَ: لَمْ يَقُلْ أَكْثَرَ. مَاتَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ
ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
158- سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمِ بْنِ مُعَاذٍ3، أَبُو دَاوُدَ الضَّبيّ.
-م. د. ت. س- وَيُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ، فَيُقَالُ فِيهِ: سُلَيْمَانُ
بْنُ مُعَاذٍ.
كُوفِيٌّ صَالِحُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ الَّذِي وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، لا
ابْنُ أَرْقَمَ، وَلَكِنْ وَهِمَ بعض
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 25"، الجرح والتعديل "4/ 130"، الثقات لابن حبان
"6/ 393".
2 الجرح والتعديل "4/ 137".
3 التاريخ الكبير "4/ 33"، الجرح والتعديل "4/ 136-137"، ميزان
الاعتدال "2/ 219"، التهذيب "4/ 213-214".
(10/137)
الْحُفَّاظِ، وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ
تَرْجَمَةٌ فِي تَرْجَمَةٍ.
رَوَى ابْنُ قَرْمٍ عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ
الْمُنْكَدِرِ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ،
وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرُّوذِيُّ، وَأَبُو الجوَّاب،
وَآخَرُونَ.
وَهُوَ شيعيٌّ مُفْرِطٌ، ضعَّفه ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ خَيْرٌ مَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَرْقَمَ.
قَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سُلَيْمَانُ
بْنُ مُعَاذٍ لَيْسَ بِشَيْءٍ، ثَنَا عَنْهُ الطَّيَالِسِيُّ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ أَيْضًا، عَنْ يَحْيَى قَالَ: سُلَيْمَانُ بْنُ
قَرْمٍ يُحَدِّثُ عَنِ الأَعْمَشِ، كَانَ ضَعِيفًا.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا أَرَى بِهِ بَأْسًا، لَكِنَّهُ
يُفْرِطُ فِي التَّشيُّع.
159- سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ1، الْبَصْرِيُّ -ع.
عَنِ: الزُّهريّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ. وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ وعفَّان، وَأَبُو سَلَمَةَ
التَّبوذكيّ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَعْدَوَيْهِ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ ثِقَةً.
قَالَ النَّسائيّ: لا بَأْسَ بِهِ، يكنَّى: أبا دَاوُدُ، وَعَنِ
الزُّهريّ: فَفِيهِ شَيْءٌ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهليّ: سَكَنَ الْبَصْرَةَ، وَمَا
رَوَى عَنِ الزُّهريّ، فَإِنَّهُ قَدِ اضْطَرَبَ فِي أَشْيَاءَ، وَهُوَ
في غير الزُّهري أثبت.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 33-34"، الجرح والتعديل "4/ 138"، ميزان الاعتدال
"2/ 220"، التهذيب "4/ 215-216".
(10/138)
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: سُلَيْمَانُ بْنُ
كَثِيرٍ الْوَاسِطِيُّ مُضْطَرِبُ الحديث، وروى عن: حُصَيْنٌ،
وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ أَحَادِيثَ لا يُتَابَعُ عَلَيْهَا.
قُلْتُ: قَدْ تَقَرَّرَ أَنَّهُ صَدُوقٌ يُحْتَجُّ بِهِ.
مَاتَ سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ.
160- سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ1.
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَخَالِدِ بْنِ مَيْمُونٍ،
وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بن مخلد الرُّعينيّ، وعمرو بن هشام البيروتيّ،
وغيرهما.
قال ابن عديّ: عامّة أحاديث مَنَاكِيرُ، وَلَمْ أَرَ
لِلْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ كَلامًا.
قُلْتُ: ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَمَا وَثَّقَهُ أَحَدٌ.
161- سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْقَيْسِيُّ2، مَوْلاهُمُ،
الْبَصْرِيُّ، أَبُو سَعِيدٍ، أَحَدُ الأَعْلامِ –ع.
عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، وَثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ،
وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبوذكيّ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى،
وَالْقَعْنَبِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَخَلْقٌ.
قَالَ أَبُو نُوحٍ قُرَادٌ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: سُلَيْمَانُ
بْنُ الْمُغِيرَةِ سَيِّدُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ الْخُرَيْبِيُّ: مَا رَأَيْتُ
بَصْرِيًّا أَفْضَلَ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكَانَ مِنْ
خِيَارِ الرِّجَالِ.
وَسُئِلَ ابْنُ عليَّة عَنْ حُفَّاظِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، فَقَالَ:
سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، وَأَظُنُّهُ سمَّى غَيْرَهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بن معين: حديثه ثقة.
__________
1 الجرح والتعديل "4/ 138"، ميزان الاعتدال "2/ 221-222".
2 الطبقات الكبرى "7/ 280"، التاريخ الكبير "4/ 38"، الجرح والتعديل
"4/ 144-145"، تهذيب الكمال "12/ 69-73"، سير أعلام النبلاء "7/
415-419"، تهذيب التهذيب "4/ 220-221".
(10/139)
قَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ: نَا
وُهَيْبٌ قَالَ: كَانَ أَيُّوبُ يَقُولُ لَنَا: خُذُوا عَنْ
سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَكُنَّا نَأْتِيهِ وَهُوَ فِي
نَاحِيَةٍ، وأبوه في ناحية.
قلت: مَاتَ سُلَيْمَانُ سَنَةَ خمسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
162- سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ1.
زَاهِدُ أَهْلِ الشَّامِ فِي زَمَانِهِ، أَبُو أيّوب، كان أكثر مقامه
بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، وَدَخَلَ بَيْرُوتَ.
حَكَى عَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْفَقِيهُ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ يُوسَفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، وَحُذَيْفَةُ
الْمَرْعَشِيُّ.
قَالَ السَّري السَّقطيّ: أَرْبَعَةٌ كَانُوا قَدْ أَعْمَلُوا
أَنْفُسَهُمْ فِي طَلَبِ الْحَلالِ، وَلَمْ يُدْخِلُوا أَجْوَافَهُمْ
إِلا الحلال: وهيب ابن الْوَرْدِ، وَشُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، وَيُوسُفُ
بْنُ أَسْبَاطٍ، وَسُلَيْمَانُ الخوَّاص، فَنَظَرُوا إِلَى الْوَرَعِ،
فَلَمَّا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأُمُورُ، فَزِعُوا إِلَى التَّعلُّل
أَوْ قَالَ التَّذلُّل.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الخوَّاص: قَالَ لِي بِشْرٌ
الْحَافِي: أَتَمَنَّى أَرْبَعَةً: يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ،
والثَّوريّ، وَسُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ.
وقال الفريابيّ: كنت في مجلس في الأَوْزَاعِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ، فَذَكَرَ الأَوْزَاعِيُّ
الزُّهاد فَقَالَ: أَمَا نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِثْلَهُمْ؟ فَقَالَ
سَعِيدٌ: مَا رَأَيْتُ أَزْهَدَ مِنْ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ، وَلَمْ
يَشْعُرْ سَعِيدٌ بِأَنَّهُ فِي الْمَجْلِسِ، فقنَّع سُلَيْمَانُ
رَأْسَهُ وَقَامَ، فَأَقْبَلَ الأَوْزَاعِيُّ عَلَى سَعِيدٍ فَقَالَ:
لا تَعْقِلْ مَا تَقُولُ؟ تُؤْذِي جَلِيسَنَا، تُزَكِّيهِ فِي
وَجْهِهِ2.
رَوَى أَبُو سَهْلٍ الدِّمَشْقِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصِ،
فَرَأَيْتُهُ جَالِسًا فِي الظُّلْمَةِ وَحْدَهُ، فَكَلَّمْتُهُ فِي
ذَلِكَ فَقَالَ: ظُلْمَةُ الْقَبْرِ أَشَدُّ، فَقُلْتُ: أَلا تَطْلُبُ
لَكَ رَفِيقًا؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ لا أَقُومَ بِحَقِّهِ، قُلْتُ:
هَذَا مَالٌ صَحِيحٌ أَصَبْتُهُ وَأَنَا لَكَ بِهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةَ، خُذْهُ فَأَنْفِقْهُ، قَالَ: يا سعيد إنّ نفسي لن تجبني
إلى ما
__________
1 حلية الأولياء "8/ 276-277"، صفة الصفوة "3/ 273-274"، سير أعلام
النبلاء "8/ 159".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 276".
(10/140)
رَأَيْتَ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لا تَقُولَ،
فَإِنْ أَخَذْتَ مَالَكَ ثُمَّ فَرِغَ فَمَنْ لِي بِمِثْلِهِ
صَحِيحٌ1؟.
فَتَرَكْتُهُ ثُمَّ عُدْتُ مِنَ الْغَدِ فَقُلْتُ: بَلَغَنِي فِي
الْحَدِيثِ أَنَّ؟ الرَّجُلَ لا تُسْتَجَابُ دَعْوَتُهُ فِي
الْعَامَّةِ حَتَّى يَكُونَ نَقِيَّ الْمَطْعَمِ، نقيَّ الْمَلْبَسِ،
فَادْعُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ دَعْوَةً، فَابْتَدَرَ الْبَابَ مُغْضَبًا
ثُمَّ قَالَ: أَنْتَ بِالأَمْسِ تُفَتِّنِّي، وَأَنْتَ الْيَوْمَ
تُشْهِرُنِي؟! فَأَتَيْتُ الأوزاعيَّ، فَقَالَ لِي: يَا سَعِيدُ، دَعْ
سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصَ وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ أدهم فإنهما لو كانا
أَدْرَكَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَكَانَا
مِنْ خِيَارِ الصَّحَابَةِ2.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خيبق، قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ:
ذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أدهم بالذكر، وذهب الْخَوَّاصُ بِالْعَمَلِ.
يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ الأَنْطَاكِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ
الْخَوَّاصِ. وَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ شَكَوْكَ أَنَّكَ تَمُرُّ
فَلا تُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ: فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا ذَاكَ لفضلٍ
أَرَاهُ عِنْدِي، ولكني شبه الحنش إن ثورته ثار، وإن قَعَدْتُ مَعَ
النَّاسِ جَاءَنِي مَا أُرِيدُ وَمَا لا أُرِيدُ3.
وَقَالَ مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ: رَأَى رَجُلٌ كَأَنَّ الْقِيَامَةَ
قَدْ قَامَتْ، وَنُودِيَ: لِيَقُمِ السَّابِقُونَ الأَوَّلُونُ،
فَقَامَ سُفْيَانُ الثَّوريّ، ثُمَّ قَامَ سُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ.
ثُمَّ نُودِيَ: لِيَقُمِ السَّابِقُونَ، فَقَامَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
أَدْهَمَ.
وَعَنْ سُلَيْمَانَ الْخَوَّاصِ قَالَ: كيف آكل الخبز وأنا لا أرى
إجارة الطَّوَاحِينِ4.
قُلْتُ: لَمْ يَرْوِ الْخَوَّاصُ شَيْئًا. مَا ظَفِرْتُ لَهُ
بِوَفَاةٍ، وَلَكِنَّ وَفَاتَهُ قَرِيبَةٌ مِنْ وَفَاةِ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ أَدْهَمَ، رَحِمَهُمَا اللَّهُ.
163- سُهَيْلُ بْنُ أَبِي5 حَزْمٍ الْقُطَعِيُّ، أَبُو بَكْرٍ
الْبَصْرِيُّ -ع. م- وَهُوَ أَخُو حَزْمٍ الْقُطَعِيِّ.
رَوَى عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ،
وثابت البناني.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 277"، وابن الجوزي في صفة الصفوة "3/
273-274".
2 أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة "3/ 273-274".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 277".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 277".
5 التاريخ الكبير "4/ 106"، الجرح والتعديل "4/ 247-248"، تهذيب
التهذيب "4/ 261".
(10/141)
وعنه: ابن المبارك، وزيد بن الحباب، وشعيب
بن محرز، وهدبة بن خالد، وبشر بن الوليد الكندي، وحبان بن هلال.
وسمى حبان والده عبد الله، وقيل: بل اسم أبيه مهران.
وروى إسحاق الكوسج، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قَالَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ. وَكَذَا
قَالَ النَّسَائِيُّ.
164- سَوَادَةُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ الْقَطَّانُ1، وَاسْمُ أَبِيهِ
مُسْلِمٌ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُوسَى التَّبوذكيّ،
وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
165- سُوَيْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ2، أَبُو حَاتِمٍ الْبُسْتِيُّ
الْحَنَّاطُ، بِالنُّونِ، الْعَطَّارُ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَقَتَادَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ.
وعَبْدُ اللَّهِ الْقَطَّانُ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَشَيْبَانُ بْنُ
فرُّوخ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَعِدَّةٌ.
رَوَى الْكَوْسَجُ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: صَالِحُ الحديث.
وروى عثمان الدّاراميّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، أَرْجُو أَنْ لا يَكُونَ
فِيهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُهُ حَدِيثُ أَهْلِ الصِّدق.
وَقَالَ النَّسائيّ فِي الْكُنَى: لَيْسَ ثِقَةً.
وَقَالَ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَلَى الأَثْبَاتِ.
قِيلَ: مات سنة سبعٍ وستين ومائة.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 186"، الجرح والتعديل 4/ 293"، تهذيب التهذيب "4/
265-266".
2 التاريخ الكبير "4/ 148"، الجرح والتعديل "4/ 237"، ميزان الاعتدال
"2/ 247"، التهذيب "4/ 270-271".
(10/142)
"حرف الشِّينِ":
166- شَبِيبُ بْنُ شَبِيبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
الأَهْتَمِ1، أَبُو مَعْمَرٍ التَّمِيمِيُّ الْمِنْقَرِيُّ
الْبَصْرِيُّ -ت.
أَحَدُ الْخُطَبَاءِ الْبُلَغَاءِ والإخباريّين الأَلِبَّاءِ.
رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ: وَابْنِ سِيرِينَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة،
وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَالأَصْمَعِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو سَلَمَةَ الْمِنْقَرِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ
المغلِّس، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَزَرَةٌ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدّارقطنيُّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يُتَشَاغَلُ بِمَا انْفَرَدَ بِهِ.
قُلْتُ: كَانَ إِخْبَارِيًّا عَلامَةً مفوَّهًا وَأَمِيرًا جَلِيلا.
وُلِّيَ إِمْرةَ الرَّيِّ لِلْمَهْدِيِّ.
قَالَ الْمَنْصُورُ لَهُ: عِظْنِي وَأَوْجِزْ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَرْضَ مِنْ نَفْسِهِ لَكَ
أَنْ جَعَلَ فَوْقَكَ أَحَدًا، فَلا تَرْضَ لَهُ مِنْ نَفْسِكَ بِأَنْ
يَكُونَ عَبْدٌ هُوَ أَشْكَرُ مِنْكَ.
قِيلَ لابْنِ الْمُبَارَكِ: تَأْخُذُ عَنْ شَبِيبٍ وَهُوَ يَدْخُلُ
عَلَى الأُمَرَاءِ؟ فَقَالَ: خُذُوا عَنْهُ، فإنّه أشرف من أَنْ
يَكْذِبَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو دَاوُدَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ قَالَ: كُنْتُ فِي
مَوْكِبِ الْمَنْصُورِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
رُوَيْدًا، إِنِّي أَمِيرٌ عَلَيْكَ. فَقَالَ: وَيْلُكَ أَأَمِيرٌ
عليَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ قرَّة: قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَقْطَفُ
الْقَوْمِ دابَّة أميرهم"2.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 232"، الجرح والتعديل "4/ 358"، ميزان الاعتدال
"2/ 262-263"، التهذيب "4/ 307".
2 "حديث ضعيف": وفيه صاحب الترجمة وهو ضعيف.
(10/143)
قَالَ: أَعْطُوهُ دَابَّةً، فَهُوَ
أَهْوَنُ مِنْ أَنْ يَتَأَمَّرَ عَلَيْنَا.
وَقَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ: خَرَجَ شَبِيبٌ
مِنْ دَارِ الْمَهْدِيِّ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَرَكْتَ النَّاسَ؟
قَالَ: تَرَكْتُ الدَّاخِلَ رَاجِيًا، وَالْخَارِجَ رَاضِيًا.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ نيِّفٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
167- شَبِيبُ بْنُ مِهْرَانَ الْقَسْمَلِيُّ1، أَبُو زِيَادٍ.
عَنْ: قَتَادَةَ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، ومعلَّى بْنُ أَسَدٍ،
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، وَغَيْرُهُمْ.
168- شَجَرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ: رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، وَيُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطرّي، وَأَبُو مُسْهِرٍ.
وثَّق.
169- شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ الْحِمْصِيُّ الأُمَوِيُّ2 -ع-
مَوْلاهُمُ الْكَاتِبُ، صَاحِبُ الْخَطِّ الْمَنْسُوبِ، وَأَحَدُ
الأَئِمَّةِ الثِّقات. أَبُو بِشْرِ بْنُ دِينَارٍ.
رَوَى عَنْ: نَافِعٍ، وَعِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، والزُّهريّ، وَعَبْدِ
الْوَهَّابِ بْنِ بُخْتٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَأَبِي
الزِّناد، وَأَبِي طُوَالَةَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ بِشْرٌ، وَبَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَالْوَلِيدُ
بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ،
وَآخَرُونَ.
وَكَتَبَ عَنِ الزُّهري كِتَابًا مِنْ عِلْمِهِ لِأَجْلِ الْخَلِيفَةِ
هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ أَنِيقَ الورَّاقة
وَاضِحَهُمْ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حمير، عن شعيب قال: وافقت الزُّهريّ إِلَى
مَكَّةَ، فَكُنْتُ أَدْرُسُ أَنَا وَهُوَ القرآن جميعًا.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 233"، الجرح والتعديل "4/ 360"، الثقات لابن حبان
"6/ 443"، الميزان "2/ 264".
2 الطبقات الكبرى "7/ 468"، التاريخ الكبير "4/ 222"، الجرح والتعديل
"4/ 344-345"، تهذيب التهذيب "4/ 351".
(10/144)
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ مِثْلُ
عُقَيْلٍ، وَيُونُسَ فِي الزُّهريّ، كَتَبَ عَنِ الزُّهريّ إِمْلاءً
لِلسُّلْطَانِ، كَانَ كَاتِبًا.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بن حنبل: سألت أبي: كيف سَمَاعَ
شُعَيْبٍ مِنَ الزُّهري؟ قَالَ: يُشْبِهُ حَدِيثُهُ الإِمْلاءَ لَكِنَّ
الشَّأْنَ فِيمَنْ سَمِعَ مِنْ شُعَيْبٍ. كَانَ رَجُلا ضَنِينًا فِي
التَّحْدِيثِ.
قُلْتُ: كَيْفَ كَانَ سَمَاعُ أَبِي الْيَمَانِ عَنْهُ؟ فَقَالَ: كَانَ
يَقُولُ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قُلْتُ: فَسَمَاعُ ابْنِهِ بِشْرٍ؟
قَالَ: كَانَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي.
قُلْتُ: فَسَمَاعُ بَقِيَّةَ؟ قَالَ: شَيْءٌ يَسِيرٌ.
ثُمَّ قَالَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ جَمَعَ جَمَاعَةً بَقِيَّةَ،
وَابْنَهُ، فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبِي ارْوُوهَا عَنِّي.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ قَالَ: رَأَيْتُ كُتُبَ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ،
فَرَأَيْتُ كُتُبًا مَضْبُوطَةً مقيَّدة، وَرَفَعَ مِنْ ذِكْرِهِ.
قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ؟.
قَالَ: فَوْقَهُ.
قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنْ عُقَيْلٍ؟ قَالَ: فَوْقَهُ.
قُلْتُ: فَأَيْنَ هُوَ مِنَ الزُّبيدي؟ قَالَ: مِثْلُهُ.
وَقَالَ حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ، سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ
فَقَالَ: كَانَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ قَلِيلَ السَّقط.
وَقَالَ الأَثْرَمُ: قَالَ أَحْمَدُ: لَقَدْ نَظَرْتُ فِي كُتُبِ
شُعَيْبٍ، كَانَ ابْنُهُ قدَّمها إِلَيَّ، فَإِذَا بِهَا مِنَ
الْحُسْنِ والصِّحة مَا لا يُقَدَّرُ -فِيمَا أَرَى- بَعْضُ الشَّبَابِ
أَنْ يَكْتُبَ مِثْلَهَا صحَّة وَشَكْلا وَنَحْوَ ذَا. وَقَالَ
المفضَّل الْغَلابِيُّ: كَانَ عِنْدَ شُعَيْبٍ، عَنِ الزُّهريّ نَحْوُ
ألفٍ وَسَبْعُمِائَةِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: أَثْبَتُ النَّاسِ فِي الزُّهري مَالِكٌ،
وَشُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَسَمَّى جَمَاعَةً.
(10/145)
وَقَالَ دُحَيْمٌ: شُعَيْبٌ ثِقَةٌ ثَبْتٌ،
يُشْبِهُ حَدِيثُهُ حديث عقيل، ثم قَالَ: والزُّبيديّ فَوْقَهُ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمشقيّ: نَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ:
كَانَ شُعَيْبُ عِنْدَنَا مِنْ كِبَارِ النَّاسِ، وَكُنْتُ أَنَا
وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرٍ مِنْ أَلْزَمِ النَّاسِ لَهُ،
وَكَانَ ضَنِينًا بِالْحَدِيثِ، كَانَ يَعِدُنَا الْمَجْلِسَ،
فَنُقِيمُ نَقْتَضِيهِ إِيَّاهُ، فَإِذَا فَعَلَ فَإِنَّمَا كِتَابُهُ
بِيَدِهِ، مَا يَأْخُذُهُ أَحَدٌ، وَكَانَ مِنْ صِنْفٍ آخَرَ فِي
الْعِبَادَةِ. وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ
عَلَى نَفَقَاتِهِ، وَكَانَ الزُّهريّ مَعَهُمْ بالرُّصافة.
وَسَمِعْتُ شُعَيْبًا يَقُولُ لَهُ: يَا أَبَا يَحْمَدَ، قَدْ كَلَّتْ
يَدِي مِنَ الْعَمَلِ، فَقُلْتُ لِعَلِيٍّ: مَا كَانَ يَعْمَلُ؟ قَالَ:
كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ يُعَالِجُهَا بِيَدِهِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ
الْوَفَاةُ قَالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ كُتُبِي، فَعُرِضَ عَلَيْهِ
كِتَابُ نَافِعٍ، وَكِتَابُ أَبِي الزِّناد.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: نَا سُلَيْمَانُ الْكُوفِيُّ قَالَ:
قُلْتُ لِأَبِي الْيَمَانِ: مَا لِي أَسْمَعُكَ إِذَا ذَكَرْتُ
صَفْوَانَ بْنَ عَمْرٍو تَقُولُ: ثَنَا صَفْوَانُ، وَإِذَا ذَكَرْتُ
أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ تَقُولُ: ثَنَا، وَإِذَا ذَكَرْتُ
شُعَيْبًا تَقُولُ: أَخْبَرَنَا، فَغَضِبَ، فَلَمَّا سَكَنَ قَالَ لِي:
مَرِضَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، فَأَتَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
عَيَّاشٍ، وَبَقِيَّةُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ فِي رجالٍ أَنَا
أَصْغَرُهُمْ، فَقَالُوا: كُنَّا نُحِبُّ أَنْ نَكْتُبَ عَنْكَ،
وَكُنْتَ مُمْتَنِعًا فَدَعَا بقفةٍ لَهُ، فَقَالَ: مَا فِي هَذِهِ
إِلا مَا سَمِعْتُهُ مِنَ الزُّهري وَكَتَبْتُهُ وصحَّحته، فَلَمْ
يَخْرُجْ مِنْ يَدِي، فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ فَاكْتُبُوهَا، قَالُوا:
فَنَقُولُ مَاذَا؟ قَالَ: تَقُولُونَ: أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ، أخبرنا
شعيب، وإن أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَكْتُبُوهَا عَنِ ابْنِي فَقَدْ
قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمشقيّ: نَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ:
دَخَلْنَا عَلَى شُعَيْبٍ حِينَ احْتُضِرَ، فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبِي،
فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَلْيَأْخُذْهَا، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ
يَعْرِضَ فَلْيَعْرِضْ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهَا مِنِ ابْنِي
فَلْيَسْمَعْهَا، فَإِنَّهُ قَدْ سَمِعَهَا مِنِّي.
قَالَ يَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَغَيْرُهُ مَاتَ شُعَيْبٌ سَنَةَ ثلاثٍ
وستِّين وَمِائَةٍ.
وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وستِّين.
170- شعيب بن رزيق1 الفلسطينيّ، أبو شيبة.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 217"، الجرح والتعديل "4/ 346"، الثقات لابن حبان
"8/ 308".
(10/146)
سَكَنَ ثَغْرَ طَرَسُوسَ.
وَرَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَجَمَاعَةٍ.
سَيَأْتِي.
171- شُعَيْبُ بْنُ كَيْسَانَ1، الْكُوفِيُّ.
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَحَمَّادِ بْنِ
أبي سليمان، وثابت بن جابان، وغيرهم.
عنه: عُثْمَانُ بْنُ فَايِدٍ، وَعُمَرُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ،
وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى
الْحِمَّانِيُّ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: لا يُعْرَفُ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَنَسٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَلَيَّنَهُ الْعُقَيْلِيُّ.
172- شُعَيْبُ بْنُ مَيْمُونٍ الْبُزُورِيُّ2.
عَنْ: حُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبِي حُبَابٍ، وَأَبِي
هَاشِمٍ الرُّمّاني، وَالْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: مَنْصُورُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، وَشَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ،
وَغَيْرُهُمَا.
قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لَهُ مَنَاكِيرُ، لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.
173- شَيْبَانُ النَّحويّ3 -ع.
هو شيبان بن عبد الرحمن، مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ، أَبُو مُعَاوِيَةَ
الْبَصْرِيُّ، نَزِيلُ الكوفة، وأحد الأئمة المتعيّنين.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 219"، الجرح والتعديل "4/ 351"، الثقات لابن حبان
"4/ 356".
2 التاريخ الكبير "4/ 222"، الجرح والتعديل "4/ 352"، تهذيب التهذيب
"4/ 357".
3 الطبقات الكبرى "6/ 377"، التاريخ الكبير "4/ 354"، الجرح والتعديل
"4/ 355-356"، وسير أعلام النبلاء "7/ 406-408"، تهذيب التهذيب "4/
373-374".
(10/147)
نَزَلَ الْكُوفَةَ فأدَّب بِهَا أَوْلادَ
الأَمِيرِ دَاوُدَ بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيِّ.
وَرَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَالْحَكَمِ، وَهِلالٍ
الْوَزَّانِ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَمَنْصُورِ بْنِ
الْمُعْتَمِرِ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَطَالُوتَ، وقلَّ ما
رَوَى عَنِ الْحَسَنِ.
رَوَى عَنْهُ: الْحَسَنُ الأَشْيَبُ، وَحُسَيْنٌ المرُّوذيّ، وَيُونُسُ
بْنُ مُحَمَّدٍ المؤدِّب، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَآدَمُ
بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقِيلَ فِي نَسَبِهِ النَّحويّ: إِنَّمَا هُوَ إِلَى نَحْوِ بْنِ
شَمْسٍ، بَطْنٍ مِنَ الأَزْدِ. وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ: بَلْ كَانَ أَدِيبًا نَحْوِيًّا.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شَيْبَانُ، ثَبْتٌ فِي كُلِّ المشايخ.
وقال يعقوب ين شَيْبَةَ: كَانَ صَاحِبَ حُرُوفٍ وَقِرَاءَاتٍ
مَشْهُورَةٍ بِذَلِكَ.
قلت: أخذ القراءة عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ.
سَمِعَ مِنْهُ الْحُرُوفَ جَمَاعَةٌ، وَقَدْ سَكَنَ بَغْدَادَ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ أَيْضًا مِنَ الْكِبَارِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ.
وَكَانَ يُؤَدِّبُ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ الْهَاشِمِيَّ.
وَقَدْ سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، كَيْفَ حَالُهُ فِي الأَعْمَشِ؟
فَقَالَ: ثِقَةٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مَعْمَرٍ فِي
قَتَادَةَ.
قُلْتُ: قَدْ وَثَّقَهُ النَّاسُ، وَاحْتَجَّ بِهِ أَهْلُ الصِّحاح.
وَسُئِلَ أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: شَيْبَانُ ثِقَةٌ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: وَوَقَعَ لِي مِنْ طَرِيقِهِ حَدِيثٌ عَالٍ فِي
الْمُخَلِّصَاتِ، عَنِ الْبَغَوِيِّ، عَنِ ابْنِ الْجَعْدِ، كَتَبْتُهُ
فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
174- شَيْبَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَانَ، المطوَّعي الْمَرْوَزِيُّ
الْغَازِي.
(10/148)
يَرْوِي عَنْ: دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ،
وَمَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ صَاحِبِ أَنَسٍ. وَعَنْهُ:
مُصْعَبُ بْنُ بِشْرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ.
كَانَ مِنْ رؤوس الْمُجَاهِدِينَ بِخُرَاسَانَ.
175- شَيْبَانُ الرَّاعِي1.
عَابِدٌ صَالِحٌ زَاهِدٌ قَانِتٌ لِلَّهِ، لا أَعْلَمُ مَتَى
تُوُفِّيَ، وَلا مَنْ حَمَلَ عَنْهُ، وَلا ذَكَرَ لَهُ أَبُو نُعَيْمٍ
فِي الْحِلْيَةِ سِوَى حِكَايَةٍ وَاحِدَةٍ2، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
حَمْزَةَ الرَّبَضِيِّ.
قَالَ: كَانَ شَيْبَانُ الرَّاعِي إِذَا أَجْنَبَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ
مَاءٌ، دَعَا، فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَأَظَلَّتْهُ، فَاغْتَسَلَ
مِنْهَا، وَكَانَ يَذْهَبُ إلى الجمعة، فيخطّ على غنمه، فيجيء
فَيَجِدُهَا عَلَى حَالَتِهَا.
"حرف الصَّادِ":
176- صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ3، الأَزْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ،
الشَّاعِرُ، الْمُتَكَلِّمُ، الْمُتَفَلْسِفُ.
لَهُ شِعْرٌ رَائِقٌ، وَحِكَمٌ، وَوَصَايَا مَا عَلَيْهَا رَوْنقُ
الإِسْلامِ.
وَيُقَالُ: إِنَّ أَبَا الْهُذَيْلِ الْعَلافَ لَحِقَهُ وَنَاظَرَهُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَعِظُ بِالْبَصْرَةِ وَيَقُصُّ.
قَتَلَهُ الْمَهْدِيُّ عَلَى الزَّنْدَقَةِ، فيُرْوَى عَنْ قُرَيْشٍ
الْخُتَّلِيِّ: أَنَّ الْمَهْدِيَّ دَعَانِي يَوْمًا فَذَكَرَ أَنَّهُ
أَمَرَهُ بِالْمَسِيرِ عَلَى الْبَرِيدِ إِلَى الشَّامِ، وَكَتَبَ لَهُ
عَهْدًا أَنَّهُ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ بَلَدٍ يَدْخُلُهُ، حَتَّى
يَخْرُجَ مِنْهُ، وَأَمَرَهُ إِذَا دَخَلَ دِمَشْقَ أَنْ يَأْتِيَ
إِلَى حَانُوتِ عطّار أو حانوت قَطَّانٍ، فَيَلْقَى رَجُلا يُكْثِرُ
الْجُلُوسَ هُنَاكَ، وَهُوَ شَيْخٌ فَاضِلٌ نَاصِلُ الْخِضَابِ.
يُقَالُ لَهُ: صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ، فَسَارَ وَفَعَلَ
وَدَخَلَ الْحَانُوتَ، فَإِذَا بِصَالِحٍ فِيهِ، فَأَخَذَهُ
وَقَيَّدَهُ، فَحَمَلَهُ عَلَى البريد إلى العراق.
__________
1 حلية الأولياء "8/ 317"، وتهذيب تاريخ دمشق "6/ 60"، وصفة الصفوة "4/
348-350".
2 حلية الأولياء "8/ 317"، تاريخ دمشق "15/ 79".
3 الجرح والتعديل "4/ 408"، تهذيب تاريخ دمشق "6/ 373-378"، ميزان
الاعتدال "2/ 297-298".
(10/149)
فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: أَنْتَ فُلانٌ؟
قَالَ: نَعَمْ، أَنَا صَالِحٌ. قَالَ: فَزِنْدِيقٌ؟ قَالَ: لا،
وَلَكِنْ شَاعِرٌ أفسق في شعري، قال: اقرأه، فالتقوى سكنية، قَالَ:
ثُمَّ قَرَأَ كِتَابَ الزَّنْدَقَةِ فَقَالَ: أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ
فَاسْتَبْقِنِي، وَأَنْشَدَهُ لِنَفْسِهِ:
مَا يَبْلُغُ الأَعْدَاءُ مِنْ جَاهِلٍ ... مَا يَبْلُغُ الْجَاهِلُ
مِنْ نَفْسِهِ
وَالشَّيْخُ لا يَتْرُكُ أَخْلاقَهُ ... حَتَّى يُوَارَى فِي ثَرَى
رَمْسِهِ
فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: يَا قُرَيْشُ، امْضِ بِهِ إِلَى الْمُطْبَقِ،
قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَلَمَّا قَرُبْتُ مِنَ الْخُرُوجِ أَمَرَنِي
فَرَدَدْتُهُ، فَقَالَ لَهُ: أَلَسْتَ الْقَائِلَ:
وَالشَّيْخُ لا يَتْرُكُ أَخْلاقَهُ؟
قَالَ: بَلَى، قَالَ: لا تَدَعُ أَخَلاقَكَ حَتَّى تَمُوتَ، خُذُوهُ،
فَضَرَبُوهُ بِأَسْيَافِهِمْ، ثُمَّ وَثَبَ الْمَهْدِيُّ فَضَرَبَهُ
نِصْفَيْنِ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ بَصْرِيُّ.
وَمِنْ شِعْرِهِ:
الْمَرْءُ يَجْمَعُ بِخُطُوبٍ تُفَرِّقُ ... وَيَظَلُّ يَرْقَعُ
وَالزَّمَانُ يُمَزِّقُ
وَلِأَنْ يُعَادِي عَاقِلا خَيْرٌ لَهُ ... مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ
صَدِيقٌ أَحْمَقُ
فَارْغَبْ بِنَفْسِكَ لا تُصَادِقْ أَحْمَقًا ... إِنَّ الصَّدِيقَ
عَلَى الصَّدِيقِ مُصَدِّقُ
وَزِنِ الْكَلامَ إِذَا نَطَقْتَ فَإِنَّمَا ... يُبْدِي عُيُوبَ ذَوِي
الْعُقُولِ الْمَنْطِقُ
لا أَلْفَيَنَّكَ ثَاوِيًا فِي غُرْبَةٍ ... إِنَّ الْغَرِيبَ بِكُلِّ
سَهْمٍ يُرْشَقُ
مَا النَّاسُ إِلا عَامِلانِ، فَعَامِلٌ ... قَدْ مَاتَ مِنْ عَطَشٍ،
وَآخَرُ يَغْرَقُ
وَإِنِ امْرُؤٌ لَسَعَتْهُ أَفْعَى مَرَّةً ... تَرَكَتْهُ حِينَ
يَجُرُّ حَبْلَ يُفَرِّقُ
إِنَّ التَّرَفُّقَ لِلْمُقِيمِ مُوَافِقٌ ... فَإِذَا يُسَافِرُ
فَالتَّرَفُّقُ أَوْفَقُ
بَقِيَ الَّذِينَ إِذَا يَقُولُوا يَكْذِبُوا ... وَمَضَى الَّذِينَ
إِذَا يَقُولُوا يَصْدُقُوا
وَمِنْ شِعْرِهِ:
لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تُخْشَى غَوَائِلُهُ ... وَلا الْعَدُوُّ
عَلَى حَالٍ بمأمون
(10/150)
وَمِنْ شَعْرِهِ:
لا أَبْتَغِي وَصْلَ مَنْ لا يَبْتَغِي صِلَتِي ... وَلا أُوَالِي
حَبِيبًا لا يُبَالِينِي
هَذَا وَلَوْ كَرِهَتْ كَفِّي مُبَايَنَتِي ... لَقُلْتُ إِذْ
كَرِهَتْ كَفِّي لَهَا: بِينِي
وَمِنْ شِعْرِهِ:
وَإِنَّ عَنَاءً أَنْ تُفَهِّمَ جَاهِلا ... فَتَحْسَبُ جَهْلا
أَنَّهُ مِنْكَ أَفْهَمُ
مَتَّى يَبْلُغُ الْبُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ ... إذا كُنْتَ
تَبْنِيهِ وَآخَرُ يَهْدِمُ
وَهَلْ يُفَضَّلُ الْمُثْرِي إذا ظنّ أنّه ... إذا جاد بِالشَّيْءِ
الْيَسِيرِ سَيُعْدَمُ
وَلَهُ:
وَإِذَا طَلَبْتَ الْعِلْمَ فَاعْلَمْ أَنَّهُ ... حِمْلٌ
فَأَبْصِرْ أَيَّ شَيْءٍ تَحْمِلُ
وَإِذَا عَلِمْتَ بِأَنَّهُ مُتَفَاضِلٌ ... فَاشْغَلْ فُؤَادَكَ
بِالَّذِي هُوَ أَفْضَلُ
وَمِنْ قَصِيدَتِهِ الأُولَى:
وَإِنَّ مَنْ أَدَّبْتَهُ فِي الصِّبَى ... كَالْعُودِ يُسْقَى
الْمَاءَ فِي غَرْسِهِ
حَتَّى تَرَاهُ مُورِقًا نَاضِرًا ... بَعْدَ الَّذِي مَا
أَبْصَرْتَ مِنْ يُبْسِهِ
وَالْقَ أَخَا الظَّعْنِ بِإِينَاسِهِ ... لِتُدْرِكَ الْفُرْصَةَ
فِي أُسِّهِ
كَاللَّيْثِ لا يَفْرِسُ أَقْرَانَهُ ... حَتَّى يَرَى الإِمْكَانَ
فِي فَرْسِهِ
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَبَّرِ قَالَ:
رَأَيْتُ صَالِحَ بْنَ عَبْدِ الْقُدُّوسِ فِي الْمَنَامِ
ضَاحِكًا، فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ، وَكَيْفَ نَجَوْتَ
مِمَّا كُنْتَ تُرْمَى بِهِ؟ قَالَ: إِنِّي وَرَدْتُ عَلَى رَبٍّ
لَيْسَ تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، وَإِنَّهُ اسْتَقْبَلَنِي
بِرَحْمَتِهِ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ بَرَاءَتَكَ مِمَّا كُنْتَ
تُعْرَفُ بِهِ.
177- صَالِحُ بْنُ مِرْدَاسٍ1، أَبُو خُزَيْمَةَ الْعَبْدِيُّ،
بَصْرِيٌّ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَطَاوُسٍ، وابن سيرين، وغيرهم.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 289"، الجرح والتعديل "4/ 414"، الثقات لابن
حبان "6/ 462-465"، والميزان "2/ 304".
(10/151)
وَعَنْهُ: ابْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُسْلِمٌ،
وَسَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ.
قَالَ ابْنُ مَعيِنٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقِيلَ: اسْمُهُ نَصْرٌ.
178- صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، أَبُو نَافِعٍ الْبَصْرِيُّ1. -خ.
م. د. ن. ت.
مَوْلَى بَنِي تَمِيمٍ، وَيُقَالُ: مَوْلَى بَنِي هِلالٍ.
عَنْ: أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ،
وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ،
وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وَعَفَّانُ،
وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ ثِقَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ.
قَالَ ابْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ:
إِنَّمَا يُتَكَلَّمُ فِيهِ؛ لِأَنَّهُ يُقَالُ: إِنَّهُ سَقَطَ.
قُلْتُ: لَمْ أَظْفَرْ بِمَوْتِهِ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ مَوْتِ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
179- صَخْرُ بْنُ جَنْدَلَةَ2، الْقَاضِي، أَبُو الْمُعَلَّى
الْبَيْرُوتِيُّ.
سَمِعَ يُونُسَ بْنَ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ،
وَمَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ.
وُثِّقَ.
180- صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ3، الدِّمَشْقِيُّ، السَّمِينُ،
أَبُو معاوية. -م. ن. ق.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 275-276"، والتاريخ الكبير "4/ 312"، والجرح
والتعديل "4/ 427"، الثقات لابن حبان "2/ 142، 6/ 473"، تهذيب
الكمال "13/ 116-119"، سير أعلام النبلاء "7/ 410-411"، تهذيب
التهذيب "4/ 410-411".
2 التاريخ الكبير "4/ 311"، الجرح والتعديل "4/ 427".
3 التاريخ الكبير "4/ 296"، الجرح والتعديل "4/ 429-430"، تهذيب
الكمال "13/ 133-138"، ميزان الاعتدال "2/ 310-311"، سير أعلام
النبلاء "7/ 314-317"، تهذيب التهذيب "4/ 415-416".
(10/152)
رَوَى عَنِ: الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَيَحْيَى بْنِ
يَحْيَى الْغَسَّانِيِّ، وَالْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ،
وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَوَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
يُوسُفَ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَيَحْيَى الْبَابْلُتِّيُّ،
وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَآخَرُونَ.
وَفِيهِ لِينٌ، كَنَّاهُ مُسْلِمٌ، وَقَالَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ: ثَنَا صَدَقَةُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَدِمْتُ الْكُوفَةَ فَأَتَيْتُ
الأَعْمَشَ، فَإِذَا رَجُلٌ غَلِيظٌ مُمْتَنِعٌ، فَجَعَلْتُ
أَتَعَجْرَفُ عَلَيْهِ تَعَجْرُفَ أَهْلِ الشَّامِ، فَأَنْكَرَ
لُغَتِي فَقَالَ: أَيْنَ يَكُونُ أَهْلُكَ؟ قُلْتُ: بِالشَّامِ،
قَالَ: أَيُّ الشَّامِ؟ قُلْتُ: دِمَشْقُ، قَالَ: وَمَا
أَقْدَمَكَ؟ قُلْتُ: جِئْتُ لِأَسْمَعَ مِنْكَ وَمِنْ مِثْلِكَ
الْخَيْرَ، فَقَالَ لِي: وَبِالْكُوفَةِ جِئْتَ تَسْمَعُ
الْحَدِيثَ؟ أَمَا إِنَّكَ لا تَلْقَى فِيهَا إِلا كَذَّابًا
حَتَّى تَخْرُجَ مِنْهَا.
وَقَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ
عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: جَاءَنِي الأَوْزَاعِيُّ فَقَالَ لِي:
مَنْ حَدَّثَكَ بِأَكْثَرِ الْحَدِيثِ؟ قُلْتُ: الثِّقَةُ عِنْدَكَ
وَعِنْدِي، صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: نَظَرْتُ فِي مُصَنَّفَاتِ صَدَقَةَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ السَّمِينِ، وَسَأَلْتُ دُحَيْمًا عَنْهُ فَقَالَ:
مَحِلُّهُ الصِّدْقُ، غير أَنَّهُ كَانَ يَشُوبُهُ الْقَدَرُ،
وَقَدْ ثَنَا بِكُتُبٍ عن ابن جريح، وَابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ،
وَكَتَبَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةِ حَدِيثٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.
قَالَ الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ.
181- صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى1، الْبَصْرِيُّ، الدَّقِيقِيُّ، أَبُو
الْمُغِيرَةِ -د. ت.
عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ،
وَمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ،
وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَالنَّسَائِيُّ.
182- صَدَقَةُ بْنُ هُرْمُزَ2، أبو محمد الزّماني، البصريّ.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 397"، الجرح والتعديل "4/ 432"، ميزان
الاعتدال "2/ 313"، التهذيب "4/ 418".
2 التاريخ الكبير "4/ 296-297"، الجرح والتعديل "4/ 431"، ميزان
الاعتدال "2/ 313".
(10/153)
عَنْ: مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، وَعَمْرِو
بْنِ بَهْدَلَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُوسَى الْمِنْقَرِيُّ،
وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
183- الصَّعِقُ بْنُ حَزْنٍ1، الْبَكْرِيُّ، الْعَيْشِيُّ
وَيُقَالُ: الْعَايِشِيُّ -س- شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، صَدُوقٌ.
لَهُ عَنِ: الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ، وَأَبِي
حَمْزَةَ الضُّبَعِيِّ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَمُوسَى بْنِ
إِسْمَاعِيلَ، وَالأَصْمَعِيِّ، وَيُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ،
وَعَارِمٍ، وَشَيْبَانَ بْنِ فَرُّوخٍ.
قَالَ عَارِمٌ: كَانُوا يَرَوْنَهُ مِنَ الأَبْدَالِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: مَا بِهِ بَأْسٌ.
"حرف الضَّادِ":
184- الضَّحَّاكُ بْنُ نِبْرَاسٍ2، أَبُو الْحَسَنِ
الْجَهْضَمِيُّ، الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ،
وَآخَرُونَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَخَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الأَدَبِ لَهُ.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 330"، الجرح والتعديل "4/ 455-456"، ميزان
الاعتدال "2/ 315"، التهذيب "4/ 424".
2 التاريخ الكبير "4/ 335"، الجرح والتعدل "4/ 460"، ميزان
الاعتدال "2/ 326"، تهذيب التهذيب "4/ 455".
(10/154)
"حرف الطَّاءِ":
185- طُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ الْكُوفِيُّ1 -د. ت.
عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي
ثَابِتٍ، وَعُمَرَ بْنِ بَيَانٍ التَّغْلِبِيِّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأُسَيْدٌ الْجَمَّالُ،
وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِحُجَّةٍ.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ.
186- طَلْحَةُ بْنُ قَيْسٍ، الْجَرِيرِيُّ2.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَالْحَسَنِ، وَابْنِ أَشْوَعَ.
وَعَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ
بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
187- طَلْحَةُ بْنُ النَّضْرِ3، الْحُدَّانِيُّ، البصريّ.
عن: محمد بن سيرين.
عن: ابْنُ أُخْتِهِ أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ الْقيْسِيُّ، وَابْنُ
الْمُبَارَكِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا أَرَى بِهِ بَأْسًا.
"حرف الْعَيْنِ":
188- عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ4 بْنِ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ، الْعَدَوِيُّ، الْعُمَرِيُّ، الْمَدَنِيُّ. -ت. ق.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 361"، الجرح والتعديل "4/ 496-497"، تهذيب
التهذيب "5/ 13".
2 التاريخ الكبير "4/ 349"، الجرح والتعديل "4/ 479"، الثقات لابن
حبان "6/ 488".
3 التاريخ الكبير "4/ 351"، الجرح والتعديل "4/ 479"، الثقات لابن
حبان "6/ 489".
4 الطبقات الكبرى "9/ 638"، التاريخ الكبير "6/ 478-479"، الجرح
والتعديل "6/ 346-347"، ميزان الاعتدال "2/ 355-356"، تهذيب
التهذيب "5/ 51-52".
(10/155)
عن: عبد الله بن دينار، وسهيل بن أَبِي
صَالِحٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ
الصَّائِغُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
أُوَيْسٍ، وجماعة.
قال معوية بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، لَيْسَ
بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
قُلْتُ: هُوَ أَخُو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.
189- عَافِيَةُ الْقَاضِي1.
هُوَ عَافِيَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ، الأَوْدِيُّ،
الْكُوفِيُّ: أحد الأعلام، تفقه على أَبِي حَنِيفَةَ، وَبَرَعَ فِي
الْفِقْهِ، وَحَدَّثَ عَنِ: الأَعْمَشِ، وَابْنِ أَبِي لَيْلَى،
وَمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَمُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، وَأَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَغَيْرُ
وَاحِدٍ.
ذَكَرَهُ الْخَطِيبُ وَقَالَ: كَانَ عَالِمًا زَاهِدًا، وَلِيَ
قَضَاءَ الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ بِبَغْدَادَ، فَحَكَمَ مَرَّةً
عَلَى سَدَادٍ وَصَوْنٍ، ثُمَّ اسْتَعْفَى فَأُعْفِيَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: يكتب حديث.
وَاخْتَلَفَ اجْتِهَادُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِيهِ، فَقَالَ فِي
رِوَايَةِ عَبَّاسٍ: ثِقَةٌ، وَأَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ:
ثِقَةٌ مَأْمُونٌ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ
بْنِ الْجُنَيْدِ: كَانَ ضَعِيفًا فِي الْحَدِيثِ.
وَسَبَبُ فِرَارِهِ مِنَ الْقَضَاءِ أَنَّهُ تَثَبَّتَ فِي
حُكُومَةٍ، فَذَهَبَ أَحَدُ الْخَصْمَيْنِ فَأَهْدَى لَهُ رُطَبًا،
فَرَدَّهُ عَلَيْهِ وَزَجَرَهُ، قَالَ: فَلَمَّا تَحَاكَمَ هُوَ
وَخَصْمُهُ إِلَيْهِ مِنَ الْغَدِ قَالَ: لَمْ يَسْتَوِيَا فِي
قَلْبِي، وَوَجَدْتُ قَلْبِي يَمِيلُ إِلَى نضرة الَّذِي أَرَادَ
أَنْ يُهْدِيَ لِي، ثُمَّ حَكَاهَا لِلْخَلِيفَةِ وَقَالَ: هَذَا
حَالِي وَمَا قَبِلْتُ، فَكَيْفَ لَوْ قَبِلْتُ هَدِيَّتَهُ؟
وَقَدْ سُئِلَ أَبُو دَاوُدَ عَنْهُ، فَقَالَ أَعَافِيةُ يُكْتَبُ
حَدِيثُهُ، وَجَعَلَ يَضْحَكُ ويتعجَّب.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 331"، تهذيب الكمال "14/ 5-10"، سير أعلام
النبلاء "7/ 398-399"، ميزان الاعتدال "2/ 358"، تهذيب التهذيب "5/
60-61".
(10/156)
وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: خَاصَمَ
أَبُو دُلامَةَ رَجُلا إِلَى عَافِيَةَ فَقَالَ:
لَقَدْ خَاصَمَتْنِي غُوَاةُ الرِّجال ... وَخَاصَمْتُهُمْ سَنَةً
وَافِيَهْ
فَمَا أَدْحَضَ اللَّهُ لِي حجَّة ... وَمَا خَيَّبَ اللَّهُ لِي
قَافِيَةْ
فَمَنْ كُنْتُ مِنْ جَوْرِهِ خَائِفًا ... فَلَسْتُ أَخَافُكَ يَا
عَافِيَةْ
فَقَالَ لَهُ عَافِيَةُ: لأشكونَّك إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ،
قَالَ: وَلِمَ؟ قَالَ: لِأَنَّكَ هَجَوْتَنِي، قَالَ: وَاللَّهِ
لَئِنْ شَكَوْتَنِي إِلَيْهِ لَيَعْزِلَنَّكَ؟ قَالَ: وَلِمَ؟
قَالَ: لِأَنَّكَ لا تَعْرِفُ الْهِجَاءَ مِنَ الْمَدِيحِ.
قُلْتُ: قَلَّمَا رَوَى عَافِيَةُ؛ لِأَنَّهُ مَاتَ كَهْلا.
190- عَامِرُ بْنُ شِبْلٍ1، الْجَرْمِيُّ.
عَنْ: أَبِي قِلابَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ،
وَجُوَيْدِ بْنِ الْخَطَفَى الشَّاعِرِ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَعَبْدُ
اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسيّ، وَغَيْرُهُمَا.
وثَّقه أَبُو زُرْعَةَ الدِّمشقيّ.
191- عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، الرَّمليّ، الْفِلَسْطِينِيُّ2 -ق.
عَنْ: فُسَيْلَةَ بِنْتِ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَعُرْوَةَ
بْنِ رُوَيْمٍ، وَابْنِ طَاوُسٍ، والزُّبير بْنِ عَدِيٍّ،
وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ الْيَحْمَدِيُّ، وَمَخْلَدُ
بْنُ يَزِيدَ الحرَّانيّ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفيليّ، وَيَحْيَى
بْنُ يَحْيَى النَّيسابوري، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَحْدَهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسائيّ: مَتْرُوكُ.
__________
1 تاريخ أبو زرعة "1/ 73".
2 التاريخ الكبير "6/ 43"، الجرح والتعديل "6/ 85"، ميزان الاعتدال
"2/ 370"، تهذيب التهذيب "5/ 102-103".
(10/157)
وقال الدُّلابيّ: قَالَ الْبُخَارِيُّ:
عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ الرَّمليّ، فِيهِ نَظَرٌ، وَعَبَّادُ بْنُ
كَثِيرٍ الثَّقفي الْبَصْرِيُّ، سَكَنَ الْبَصْرَةَ، تَرَكُوهُ.
وَكَذَا فَرَّقَ بَيْنَ التَّرْجَمَتَيْنِ، الْعُقَيْلِيُّ،
وَابْنُ حِبَّانَ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ، حَتَّى قَالَ ابْنُ حِبَّانَ:
وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الرَّمليّ لَيْسَ بِالَّذِي كَانَ
بِمَكَّةَ أَنَّ يَحْيَى بْنَ يَحْيَى رَوَى عَنْهُ، وَالَّذِي
كَانَ بِمَكَّةَ مَاتَ قَبْلَ الثَّوريّ، وَلَمْ يَشْهَدْهُ
الثَّوريّ.
قُلْتُ: هَذِهِ حجَّة قَاطِعَةٌ.
192- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُجَيْرٍ1، أَبُو حُمْرَانَ، شَيْخٌ
بَصْرِيٌّ.
عَنِ الْحَسَنِ، وَيَزِيدَ بْنِ الشِّخِّير، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ
قرَّة.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَطَالُوتُ
بْنُ عبَّاد، وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ.
لَهُ رِوَايَةٌ فِي الْمَرَاسِيلِ لِأَبِي دَاوُدَ.
193- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ، الصَّنعائيّ، الْقَاصُّ2 -د. ت.
ق- وَهِمَ مَنْ قَالَ: هُوَ ابْنُ بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ.
وَقَالَ ابْنُ مَاكُولا: أَحْسَبُهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عِيسَى
بْنِ بَحِيرٍ.
فِيهِ ضَعْفٌ.
أَخَذَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرِهِ، وَقَدْ جَاءَ
حَدِيثٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ بَحِيرِ بْنِ رَيْسَانَ الْحِمْيَرِيِّ، وَلَهُ
غَرَايِبٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَاكُولا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ نُسِبَ إِلَى
جَدِّهِ.
قَالَ شَيْخُنَا فِي تَهْذِيبِهِ: وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرِ
بْنِ رَيْسَانَ الْمُرَادِيُّ، أَبُو وَائِلٍ الصَّنعانيّ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ القاصّ، وهانئ مولى
عثمان.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 52"، الجرح والتعديل "5/ 15-16"، الثقات لابن
حبان "7/ 27"، التهذيب "5/ 153".
2 التاريخ الكبير "5/ 49-50"، الجرح والتعديل "5/ 15"، ميزان
الاعتدال "2/ 395"، تهذيب التهذيب "5/ 153-154".
(10/158)
وعنه: إبراهيم بن خالد، وعبد الرّزاق،
وهشام بْنُ يُوسُفَ، وَأَهْلُ صَنْعَاءَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
194- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
الْمُزَنِيُّ1، الْبَصْرِيّ. -د. ت. ق.
عَنْ أَبِيهِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَالْحَسَنِ، وَعَطَاءِ بْنِ
أَبِي مَيْمُونَةَ.
وَعَنْهُ: بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وَعَفَّانُ بْنُ حِبَّانَ،
وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: لَهُ فِي الْكُتُبِ حَدِيثٌ وَاحِدٌ.
195- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ2 بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ نوفل، الزُّهريّ، المخرميّ،
المدنيّ، الفقيه الإمام. -م. ع.
حَدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ، وَسَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَعَمَّتِهِ
والدة أم بكر بنة الْمِسْوَرِ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَالْوَاقِدِيُّ،
وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّميميّ،
وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. وَكَانَ مُفْتِيًا،
عَارِفًا بِالْمَغَازِي.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَدُوقٌ، وَلَيْسَ بِثَبْتٍ.
وَأَمَّا ابْنُ حِبَّانَ، فَإِنَّهُ أَسْرَفَ فِي تَوْهِينِهِ،
وَقَالَ: يَرْوِي عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَسَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ، رَوَى عَنْهُ الْعِرَاقِيُّونَ، وَأَهْلُ
الْمَدِينَةِ. كَانَ كَثِيرَ الْوَهْمِ فِي الأَخْبَارِ، حَتَّى
رَوَى عَنِ الثِّقَاتِ مَا لا يُشْبِهُ حَدِيثَ الأَثْبَاتِ،
فَإِذَا سَمِعَهَا مَنِ الْحَدِيثُ صِنَاعَتُهُ شَهِدَ أَنَّهَا
مَقْلُوبَةٌ، فَاسْتَحَقَّ التَّرك.
قُلْتُ: وَقَدْ كَانَ قَامَ مَعَ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حَسَنٍ، وَاعْتَقَدَ أن محمد بن عبد الله بن
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 52"، الجرح والتعديل "5/ 16"، الثقات لابن
حبان "7/ 26"، تهذيب التهذيب "5/ 163".
2 الطبقات الكبرى "9/ 454"، التاريخ الكبير "5/ 62"، الجرح
والتعديل "5/ 22"، تهذيب التهذيب "5/ 171-173".
(10/159)
حسن هو المهديّ الذي ورد في الحديث ثم ندم،
وَقَالَ: لا غَرَّنِي أَحَدٌ بَعْدَهُ.
وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي الْحَوَادِثِ بَعْضَ ذَلِكَ.
وَقَدْ كَانَ أَحْمَدُ بن حنبل يرجحه على ابن أبي ذئب لفضله مروءته
وَإِتْقَانِهِ.
وَقَدْ وُضِعَ حَدِيثُهُ عَالِيًا فِي الْغِيلانِيَّاتِ.
وَقِيلَ: كَانَ قَصِيرًا جِدًّا.
تُوُفِّيَ سنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
196- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانٍ1، أَبُو الْجُنَيْدِ،
الْعَنْبَرِيُّ، البصري، الملَّقب: عِتْرِيسٌ. د. ت.
يَرْوِي عن جدَّيته: صَفِيَّةَ وَدُحَيْبَةَ، وَعَنْ حِبَّانَ بْنِ
عَاصِمٍ.
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ
الضَّرير، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَائِشَةَ، وَالْمُقْرِئُ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سوَّار بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ.
لَمْ أَرَ بِهِ بَأْسًا.
197- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَّانٍ2، الْقُرْدُوسِيُّ، أَخُو
هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ.
عَنْ: يَحْيَى بْنِ عُقَيْلٍ.
وَعَنْهُ: حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ،
والتَّبوذكي.
198- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ3،
الْمَدَنِيُّ، مَوْلَى مَيْمُونَةَ. -ق.
عَنْ: صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ،
وَشَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ.
وَعَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ،
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 73"، الجرح والتعديل "5/ 40"، تهذيب التهذيب
"5/ 185-186".
2 التاريخ الكبير "5/ 73"، الجرح والتعديل "5/ 40"، الثقات لابن
حبان "8/ 337".
3 التاريخ الكبير "5/ 72"، الجرح والتعديل "5/ 35"، المجروحين لابن
حبان "2/ 16"، تهذيب التهذيب "5/ 187".
(10/160)
199- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دُكَيْنٍ1، أَبُو
عُمَرَ، الْكُوفِيُّ، نَزِيلُ بَغْدَادَ.
عَنْ: كَثِيرِ بْنِ عُبَيْدٍ صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ.
وَعَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ، وَبِشْرُ
بْنُ الوليد، وسعدويه.
خرج له صَاحِبُ الأَدَبِ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: ضَعِيفٌ وَقَالَ غَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
200- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ2. -ت. ن.
مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَحَدُ الإِخْوَةِ.
سَمِعَ أَبَاهُ وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرحمن بن
مهديّ، والقعنبي، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ،
وَهُوَ أَصْلَحُ حَالا مِنْ أَخَوَيْهِ.
201- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَسْلَمِيُّ3،
الْمَدَنِيُّ، الْقُبَائِيّ. -ن. ق.
عَنْ: سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَمُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ خُبَيْبٍ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَأَبُو
عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَمُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الْيَسَارِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
202- عَبْد اللَّه بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيِّ4.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَالِدِ السَّفَّاحِ، وعن الزّهريّ،
وثابت بن ثوبان.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 82"، الجرح والتعديل "5/ 48-49"، ميزان
الاعتدال "2/ 417"، تهذيب التهذيب "5/ 201".
2 الطبقات الكبرى "5/ 413"، التاريخ الكبير "5/ 94"، الجرح
والتعديل "5/ 59"، تهذيب التهذيب "5/ 222-223".
3 التاريخ الكبير "5/ 108"، الجرح والتعديل "5/ 74"، الثقات لابن
حبان "7/ 18".
4 التاريخ الكبير "5/ 108"، الجرح والتعديل "5/ 75"، تهذيب الكمال
"15/ 63-65"، تهذيب التهذيب "5/ 246".
(10/161)
وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ
الصَّنْعَانِيُّ وَحْدَهُ.
فَفِيهِ جَهَالَةٌ، وَوَلِيَ قَضَاءَ صَنْعَاءَ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ
يُوسُفَ، وَالْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ قَالا: أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ القاضي، أنا أحمد ابن مُحَمَّدٍ
الْبَزَّازُ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَرْبِيُّ، نَا
أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الصُّوفِيُّ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ،
نَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ
النَّوْفَلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى عليه وسلم:
"أحبّو اللَّهَ لِمَا يَغْمُرُكُمْ بِهِ مِنْ نِعَمِهِ،
وَأَحِبُّونِي لحبّ الله، وأحبّو أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي"1.
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ
السِّجِسْتَانِيِّ.
وَأَخْرَجَهُ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ الْحَافِظُ
فِي تَارِيخِهِ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيِّ،
كِلاهُمَا عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، فَوَقَعَ بَدَلا لَهُمَا.
* عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو أُوَيْسٍ،
الْمَدِينِيُّ.
يَأْتِي فِي الْكُنَى.
203- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ2،
الْمَدَنِيُّ. -ت.
عَنِ: الزُّهْرِيِّ وَحْدَهُ وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى،
وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ.
سُئِلَ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُ.
204- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ خَالِدٍ3.
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، نَزَلَ الرَّيَّ.
قَالَ ابن حَاتِمٍ: حَدَّثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَحُمَيْدٍ
الطَّوِيلِ، وَأَشْعَثَ بن عبد الملك، وهشام بن حسّان.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه الترمذي "3789"، وضعفه الشيخ الألباني في
ضعيف سنن الترمذي "3789".
2 التاريخ الكبير "5/ 134"، الجرح والتعديل "5/ 98"، الثقات لابن
حبان "7/ 42"، ميزان الاعتدال "2/ 454".
3 الجرح والتعديل "5/ 128".
(10/162)
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ
الدَّشْتَكِيُّ، وَزَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
عِيسَى الدَّامَغَانِيُّ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ.
سَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ، فَقَالَ: صَالِحٌ.
205- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ1، الرِّبْعِيُّ،
أَبُو زَبْرٍ الدِّمَشْقِيُّ. -خ. ع.
عَنْ: بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، وَسَالِمِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعُمَرِيِّ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ،
وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَكْحُولٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: وَلَدُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَشَبَابَةُ، وأبو مسهر، ومروان
الطَّاطَرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ دُحَيْمٌ: كَانَ ثِقَةً، مِنْ أَشْرَافِ أَهْلِ دِمَشْقَ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وُلِدَ أَبِي سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ،
وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ.
وَقَدْ كَنَّاهُ جَمَاعَةٌ: أَبَا زَبْرٍ، وَكَنَّاهُ
الْبُخَارِيُّ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَقَدْ وَثَّقَهُ عِدَّةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: مُقَارِبُ الْحَدِيثِ.
أَنْبَأَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ، أَنَا ابْنُ طَبَرْزَدَ، أَنَا
ابْنُ الْحُصَيْنِ، أَنَا ابْنُ غَيْلانَ، ثَنَا الشَّافِعِيُّ،
أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ، نَا شَبَابَةُ، نَا أَبُو زبر،
أنا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
"أهللت مع رسول الله -صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِعُمْرَةٍ فِي
حَجَّتِهِ" 2.
206- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ3، الْجَمَلِيُّ،
الْكُوفِيُّ. -ق.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَأَبِي هَارُونَ
عنترة.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 468"، التاريخ الكبير "5/ 162"، الجرح
والتعديل "5/ 128-129"، التهذيب "5/ 350-351".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1561"، ومسلم "1211"، وأبو داود
"1783"، والنسائي "5/ 146"، وأحمد في المسند "6/ 245"، وابن حبان
"3912، 3917، 3927".
3 التاريخ الكبير "5/ 154، 155"، الجرح والتعديل "5/ 119"، تهذيب
التهذيب "5/ 340".
(10/163)
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ،
وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَغَسَّانُ بْنُ الرَّبِيعِ،
وَجَمَاعَةٌ.
صَدُوقٌ.
207- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ1 بْنِ عَبَّاسٍ،
الْقِتْبَانِيُّ، أَبُو حَفْصٍ، الْمِصْرِيُّ. -م. ن.
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ، وَأَبِي عُشَّانَةَ
الْمَعَافِرِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو عبد
الرحمن المقري، وَآخَرُونَ.
وَاحْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ، لَيْسَ بِالْمَتِينِ، وَقَالَ
أَيْضًا: هُوَ قَرِيبٌ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
وَضَعَّفَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: هُوَ أَقْوَى مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ.
208- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَيْسَانَ2، الْمَرْوَزِيُّ.
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَمُحَمَّدِ بن زياد
الجمحّي، وثابت النبانيّ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْحَاقُ، وَعِيسَى غُنْجَارُ، وَالْفَضْلُ
بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
شَقِيقٍ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ
فِي الثِّقَاتِ.
كُنْيَتُهُ: أَبُو مُجَاهِدٍ.
209- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ3، أَبُو طِيبَةَ، السُّلَمِيُّ،
الْعَامِرِيُّ، الْمَرْوَزِيُّ، قاضي مرو.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 151"، الجرح والتعديل "5/ 126"، ميزان
الاعتدال "2/ 469"، التهذيب "5/ 351".
2 التاريخ الكبير "5/ 178"، الجرح والتعديل "5/ 143"، تهذيب
التهذيب "5/ 371".
3 التاريخ الكبير "5/ 191"، الجرح والتعديل "5/ 165"، تهذيب
التهذيب "6/ 30".
(10/164)
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ،
وَسَعْدٍ مَوْلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وَغَيْرِهِمَا.
وَعَنْهُ: عِيسَى غُنْجَارُ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو
تُمَيِّلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، وَعَبْدَانُ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ: يُخْطِئُ.
210- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ1 بْنِ وَهْبِ اللَّهِ،
الْمَخْزُومِيُّ، الْعَابِدِيُّ، الْمَكِّيُّ -ق.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ،
وَأَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ.
وَعَنْهُ: الشَّافِعِيُّ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَشُرَيْحُ بْنُ
النُّعْمَانِ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ،
وَآخَرُونَ.
وَوَلِيَ قَضَاءَ مَكَّةَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَوَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ.
وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، وَمُعَاوِيَةُ، عَنِ ابْنِ
مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوْفِيُّ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
الْمُؤَمَّلِ، حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ:
قَدِمْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
مَكَّةَ فَقَالَ: تَمَتَّعُوا فَكَانَ أَحَدُنَا يَتَمَتَّعُ
بِالْمَرْأَةِ مِنَ الرَّوَاحِ إِلَى الْغُدُوِّ، وَمِنَ
الْغُدُوِّ إِلَى الرَّوَاحِ2.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ ومائة.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 209"، الجرح والتعديل "5/ 175"، تهذيب
التهذيب "6/ 46".
2 "حديث ضعيف": وفيه صاحب الترجمة وهو ضعيف وفيه أيضًا تدليس أبو
الزبير.
(10/165)
211- عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ1، أَبُو
رَجَاءٍ، الْهَرَوِيُّ. -ق.
مِنْ عُلَمَاءِ خُرَاسَانَ.
عَنْ: أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ
مَوْلَى الْبَرَاءِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ جُشَمَ،
وَابْنِ عَوْنٍ.
وَعَنْهُ: أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَالْمُحَارِبِيُّ، وَأَبُو
عَبْدِ الرحمن المقري، وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ
الْوَلِيدِ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَعَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ قَالَ: مَا قَدِمَ عَلَيْنَا
خُرَاسَانِيٌّ أَفْضَلُ مِنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُظْلِمُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
وَاقِدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، لَيْسَ بِشَيْءٍ.
212- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ مقسم2، الثّقفيّ، الطّائفيّ. -د.
نزل البصرة وروى عَنْ أَبِيهِ يَزِيدَ بْنِ ضَبَّةَ الشَّاعِرِ،
وَضبَّةَ أُمِّهِ، وَعَنْ عَمَّتِهِ سَارَةَ وَعَنْهُ: يَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو حُذَيْفَةَ
النَّهْدِيُّ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وَآخَرُونَ.
لَهُ فِي السُّنَنِ حَدِيثٌ.
213- عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أَعْيَنَ الشَّيْبَانِيُّ3،
مَوْلاهُمْ. -ق.
عَنْ: نَافِعٍ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ.
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الْحِمْصِيُّ الْعَطَّارُ.
وَهُوَ أَخُو حُمْرَانَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ، وَبِلالٌ الكوفيين.
قال الدّارقطنيّ: ليس بثقة.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 218-219"، الجرح والتعديل "5/ 191"، تهذيب
التهذيب "6/ 64-65".
2 التاريخ الكبير "5/ 227-228"، الجرح والتعديل "5/ 200"، تهذيب
التهذيب "6/ 80".
3 الجرح والتعديل "6/ 38"، ميزان الاعتدال "2/ 529"، تهذيب التهذيب
"6/ 93".
(10/166)
214- عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أَبِي
الْمُسَاوِرِ، الْكُوفِيُّ1، الْفَاخُورِيُّ، الْجَرَّارُ. -ق-
نَزِيلُ الْمَدَائِنِ.
عَنِ: الشَّعْبِيِّ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَطَاءٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: شَبَابَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وصالح بن سلك
الْخَوَارِزْمِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ الْكُلُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
215- عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ الأَيْلِيُّ2، مَوْلَى
عُثْمَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، -ت. ق- عَنْ: نَافِعٍ،
وَالزُّهْرِيِّ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَابْنِ
الْمُنْكَدِرِ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ
أَبِي مَرْيَمَ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَخَلَفُ
بْنُ تَمِيمٍ، وَعِدَّةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَقَالَ: كَانَ يَكُونُ بِإِفْرِيقِيَّةَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَجَمَاعَةٌ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
سَعِيدُ بن أبي مريم: أنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَرَ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ
الرسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ جَاءَهُ رَجُلٌ
فَسَأَلَهُ عَنْ فَارَةٍ وَقَعَتْ فِي وَدَكٍ لَهُمْ، فَقَالَ:
اطْرَحُوهَا وَمَا حَوْلَهَا إِنْ كَانَ جَامِدًا، قَالُوا: يَا
رسول الله، إن كان مائعًا؟
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 74"، الجرح والتعديل "6/ 26-27"، تهذيب
التهذيب "6/ 98".
2 الطبقات الكبرى "6/ 312"، التاريخ الكبير "6/ 108"، الجرح
والتعديل "6/ 31-32"، تهذيب التهذيب "6/ 103-104".
(10/167)
قال: فانتفعوا به ولا تأكلوا"1.
وَرَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ هَكَذَا.
وَتَفَرَّدَ بِهِ شَيْخٌ، عَنْ مَعْمَرٍ.
كَمَا رَوَاهُ مَالِكٌ، وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ،
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ
شَطْرَهُ الأَوَّلَ.
وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَيْمُونَةَ.
وَرَوَاهُ عُقَيْلٌ، عَنِ الزّهريّ، عن عبيد الله مرسلًا.
وراه سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلالٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد:
بلغنا أنّ رسول الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ فَارَةٍ.
وَقَدْ صَحَّحَ الذُّهْلِيُّ خَبَرَ مَعْمَرٍ.
216- عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَبَّاسِ2، الشِّبَامِيُّ،
الْهَمْدَانِيُّ، الْكُوفِيُّ. -ت.
عَنْ: عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ،
وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ
صَالِحٍ، وَأَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَوَكِيعٌ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ، كَانَ
يَتَشَيَّعُ.
وَعَنْ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ: لَمْ يَكُنْ بِالْكُوفَةِ أَكْذَبُ
مِنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كان غالبًا في التّشيّع، تفرد عن الثّقات
بالمقلوبات.
__________
1 "حديث شاذ": أخرجه البيهقي في السنن الكبرى "9/ 354"، والطبراني
في الأوسط كما في المجمع "1/ 287"، كلاهما عن طريق عبد الجبار وقال
البيهقي: لا يحتج به، وفي الباب عن أبي هريرة أخرجه أبو داود
"3842"، والترمذي، تعليقًا بعد الحديث "1798"، والنسائي "7/ 178"،
وأحمد في المسند "2/ 265"، وأشار الترمذي: أنها شاذة.
والصحيح قوله -صلى الله عليه وسلم- في حديث ميمونة: "ألقوا ما
حولها وكلوا": أخرجه البخاري "5538"، وأبو داود "3841"، والترمذي
"1798"، والنسائي "4269".
2 الطبقات الكبرى "6/ 336"، التاريخ الكبير "6/ 108"، الجرح
والتعديل "6/ 31"، التهذيب "6/ 602".
(10/168)
وَأَمَّا رِوَايَةُ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ
مَعِينٍ فَقَالَ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سألت عَنْهُ فَقَالَ: ثِقَةٌ،
قُلْتُ: لا بَأْسَ بِهِ؟ قَالَ: ثِقَةٌ.
قُلْتُ: وَهُوَ قَدِيمُ الْوَفَاةِ، مَاتَ بَعْدَ السِّتِّينَ
وَمِائَةٍ، أَوْ قَبْلَهَا.
217- عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ1، الْمَكِّيُّ، أَخُو
وُهَيْبٍ. -د. ن.
حدّث عن الكبار: عطاء، وابن مُلَيْكَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وَعَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ، وَعَبْدُ
الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَدَاوُدُ بْنُ عُمَرَ، وَالضَّبِّيُّ،
وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَأَبُو دَاوُدَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُخَالِفُ فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ.
218- عَبْدُ الْحَكَمِ بْنُ أَعْيَنَ بْنِ لَيْثٍ2، أَبُو
عُثْمَانَ، الْقُرَشِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمِصْرِيُّ، الْفَقِيهُ.
نَزِيلُ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَهُوَ وَالِدُ الْفَقِيهِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ.
مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
219- عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ3، الْفَزَارِيُّ،
الْمَدَائِنِيُّ. ت. ق.
عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَعَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَرَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ،
وَالْفِرْيَابِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ،
وَأَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ،
وَمَنْصُورُ بْنُ مُزَاحِمٍ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: حَدِيثُهُ عَنْ شَهْرٍ مُقَارِبٌ،
وَهِيَ سَبْعُونَ حَدِيثًا، كَانَ يَحْفَظُهَا كَأَنَّهَا سُورَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حاتم: أحاديثه عن شهر صحاح.
__________
1 الطبقات الكبرى "5/ 489"، التاريخ الكبير "6/ 107"، الجرح
والتعديل "6/ 31"، التهذيب "6/ 105-106".
2 الجرح والتعديل "6/ 36".
3 التاريخ الكبير "6/ 54"، الجرح والتعديل "6/ 98"، الثقات لابن
حبان "7/ 120"، التهذيب "6/ 109-110".
(10/169)
وَوَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
قلت: سَمَاعُهُ مِنْ شَهْرٍ، كَانَ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ
وَتِسْعِينَ، وَمَوْتُهُ قَرِيبٌ مِنْ مَوْتِ حَمَّادِ بْنِ
سَلَمَةَ، عَامَ بِضْعَةٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَفْصٍ الْمَدَائِنِيّ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ
يَقُولُ: نِعْمَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامٍ،
وَلَكِنْ لا تَكْتُبُوا عَنْهُ، فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنْ شَهْرٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى وَلا
ابْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثَانِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ
بَهْرَامٍ شَيْئًا قَطُّ.
220- عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الله بن كثير1، الدّاريّ،
والمكّيّ.
عن: سعيد بن منياء، وأبو القاسم بْنِ أَبِي بَزَّةَ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو عَامِرٍ
الْعَقَدِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
مَحِلُّهُ الصِّدْقُ.
221- عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَطَاءٍ الْخَوْلانِيُّ.
عَنِ: ابْنِ شِهَابٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ لَهِيعَةَ، وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَابْنُ
وَهْبٍ.
وَكَانَ مِنْ كَتَبَةِ الدِّيوَانِ بِمِصْرَ.
مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
مَا عَرَفْتُ فِيهِ جَرْحًا.
222- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ2، الْقَاصُّ.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 51"، الجرح والتعديل "6/ 14-15".
2 التاريخ الكبير "5/ 257"، الجرح والتعديل "5/ 211"، المجروحين
لابن حبان "2/ 60"، الميزان "2/ 545".
(10/170)
سَمِعَ الْعَلاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
وَلَهُ عَنْهُ نُسْخَةٌ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَأَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى
بَنِي هَاشِمٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَفَّانُ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، والنّسائيّ: ليس بالقويّ.
وكان قاصّ أهل المدنية، ومذكر هم.
223- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ1،
الْعُقَيْلِيُّ، الْبَصْرِيُّ. -ن. ق.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَوْسَجَةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ الأَصْمَعِيُّ،
وَدَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ،
وَمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ فِي الْكُتُبِ، وَبَعْضُهُمْ لَيَّنَهُ
شَيْئًا.
224- عَبْدُ الرحمن بن أبي بكر2 عبيد الله بن أبي مليكة، القرشيّ،
التّميميّ، الْمَدَنِيُّ. -ت. ق.
عَنْ: عَمِّهِ، وَعَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَزُرَارَةَ
بْنُ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَابْنِ
الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالشَّافِعِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ،
وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الزُّهْرِيُّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النّسائيّ: ليس بثقة.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 264"، الجرح والتعديل "5/ 216-217"، ميزان
الاعتدال "2/ 549"، التهذيب "6/ 143".
2 الطبقات الكبرى "5/ 495"، التاريخ الكبير "5/ 260"، الجرح
والتعديل "5/ 217-218"، التهذيب "6/ 146".
(10/171)
225- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ
ثَوْبَانَ1، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْسِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ.
-د. ت. ق- الْمُحَدِّثُ الزَّاهِدُ، أَحَدُ الصَّالِحِينَ،
مَوْلِدُهُ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَخَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، وَشَهْرِ بْنِ
حَوَشْبٍ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَعَمْرِو
بْنِ دِينَارٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَزِيَادِ بْنِ أَبِي
سَوْرَةَ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَبَقِيَّةُ، وَبِشْرُ بْنُ
الْمُفَضَّلِ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ
الْعِجْلِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ،
وَخَلْقٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ. وَاخْتَلَفَ قَوْلُ ابْنِ مَعِينٍ فِيهِ،
وَوَثَّقَهُ أَيْضًا دُحَيْمٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَغَيْرُهُ: أَحَادِيثُهُ
مَنَاكِيرُ.
وَقَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: قَدَرِيٌّ صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ عَلَى ضَعْفِهِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ فِيهِ سَلامَةٌ، كَانَ مُجَابَ
الدَّعوة.
أَحْمَدُ بن كثير البغدادي: عن إبراهيم الْجَوْهَرِيِّ قَالَ:
أَغْلَظَ ابْنُ ثَوْبَانَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيِّ
فِي كَلامٍ، فَاسْتَشَاطَ ثُمَّ سَكَنَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ
كَانَ الْمَنْصُورُ حَيًّا مَا أَفَاتَكَ، قَالَ: لا تَقُلْ ذَلِكَ
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَوَاللَّهِ لَوْ كُشِفَ لَكَ عَنِ
الْمَنْصُورِ حَتَّى يخبرك بما لقي ربما عَايَنَ، مَا جَلَسْتَ
مَجْلِسَكَ غَدًا.
الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، أَنَّهُ كَتَبَ
إِلَى ابْنِ ثَوْبَانَ: أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ كُنْتَ بِحَالِ
أَبِيكَ لِي وَخَاصَّةِ مَنْزِلَتِي مِنْهُ عَالِمًا، فَرَأَيْتُ
أَنَّ صِلَتِي إِيَّاهُ وَتَعَاهُدِي إِيَّاكَ بِالنَّصِيحَةِ فِي
أَوَّلِ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ عَنِ الْجُمُعَةِ وَالصَّلَوَاتِ،
فجدَّدت وَلَهَجْتُ، ثُمَّ بَرَرْتُ بِكَ فَوَعَظْتُكَ،
فَأَجَبْتَنِي بِمَا لَيْسَ لَكَ فِيهِ حُجَّةٌ وَلا عُذْرٌ،
وَقَدْ أحببت أن أقرن
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 265"، الجرح والتعدل "5/ 219"، ميزان
الاعتدال "2/ 551"، التهذيب "6/ 150-152".
(10/172)
نَصِيحَتِي إِيَّاكَ عَهْدًا، عَسَى
اللَّهُ أَنْ يُحْدِثَ به خيرًا، وقد بلغنا أَنَّ خَمْسًا كَانَ
عَلَيْهَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وَالتَّابِعُونَ: اتِّبَاعُ السُّنَّة، وَتِلاوَةُ
الْقُرْآنِ، وَلُزُومُ الْجَمَاعَةِ، وَعِمَارَةُ الْمَسْجِدِ،
وَالْجِهَادُ.
وَسَاقَ مَوْعِظَةً طَوِيلَةً يَحُثُّهُ فِيهَا عَلَى حُضُورِ
الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ، كَأَنَّهُ كَانَ يَتَأَثَّمُ مِنَ
الصَّلاةِ خَلْفَ أَئِمَّةِ الْجَوْرِ، وَلا رَيْبَ أَنَّهُ رَأْيُ
الْخَوَارِجَ.
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ: لَمَّا كَانَتِ السَّنَةُ الَّتِي
تَنَاثَرَتْ فِيهَا الْكَوَاكِبُ، خَرَجْنَا لَيْلا إِلَى
الصَّحْرَاءِ مَعَ الأَوْزَاعِيِّ، وَمَعَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ قَالَ: فَسَلَّ سَيْفَهُ وَقَالَ:
إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَدَّ فجدُّوا، قَالَ: فَجَعَلُوا يسبُّونه
وَيُؤْذُونَهُ، فَقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: إِنِّي أَقُولُ أَحْسَنَ
مِنْ قَوْلِكُمْ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدْ رُفِعَ عَنْهُ
الْقَلَمُ، يَعْنِي جُنَّ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلاءِ بْنِ
زَيْدٍ: مَاتَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتٍ سَنَةَ خمسٍ
وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَلَهُ تِسْعُونَ سَنَةً.
226- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ1 بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ.
عَنْ جَدِّهِ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ الزُّهريّ، وَأَنَسُ
بْنُ عِيَاضٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا بَأْسَ بِهِ.
227- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الرُّؤَاسِيُّ2، الْكُوفِيُّ -م. د. ن.
عَنْ: أَبِي الزُّبير، وَأَبِي إِسْحَاقَ السَّبيعيّ، وَمَنْصُورٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ حُمَيْدٌ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو
غَسَّانَ النَّهديّ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 272"، الجرح والتعديل "5/ 224"، الثقات لابن
حبان "7/ 73".
2 التاريخ الكبير "5/ 274"، الجرح والتعديل "5/ 225"، الثقات لابن
حبان "7/ 74"، التهذيب "6/ 165".
(10/173)
228- عبد الرحمن بن شريح1، أبو شريح
المعافري، الإسكندراني، العابد. –ع.
عَنْ: أَبِي هَانِئِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ، وَأَبِي قُبَيْلٍ
الْمَعَافِرِيِّ، وَمُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، وَأَبِي الزُّبير
الْمَكِّيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، وَهَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ،
وَآخَرُونَ.
وَكَانَ ذَا فَضْلٍ وَعِبَادَةٍ وَتَأَلُّهٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ هَانِئُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
عبادة المعافريّ قال: كّنا عند أبي شريح، فكثرت المسائل فقال: قد
درنت قلوبكم، فَقُومُوا إِلَى خَالِدِ بْنِ حُمَيْدٍ الْمَهْدِيِّ،
اشْغَلُوا قلوبكم وتعلّموا هذه الذّخائر الرّقائق، فَإِنَّهَا
تُجَدِّدُ الْعِبَادَةَ، وَتُورِثُ الزَّهَادَةَ، وَتَجُرُّ
الصَّدَاقَةَ، وأقلّو الْمَسَائِلَ، فَإِنَّهَا فِي غَيْرِ مَا
نَزَلَ، تُقَسِّي الْقَلْبَ، وَتُورِثُ الْعَدَاوَةَ.
تُوُفِّيَ أَبُو شُرَيْحٍ فِي شَعْبَانَ، سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
229- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيُّ2،
الدِّمَشْقِيُّ.
حَكَى عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ الْمُقْرِئِ،
وَعَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَرَبِيعَةَ بْنِ
مَزْيَدٍ، وَزُرْعَةَ بْنِ ثُوَّبٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَابْنُ شَابُورَ، وَأَبُو
مُسْهِرٍ عَبْدُ الأَعْلَى.
وَكَانَ قَارِئًا لِكِتَابِ اللَّهِ، عُمِّرَ دَهْرًا.
230- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ3،
العمريّ، الندنيّ. -خ. د. ت. ن.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 516"، التاريخ الكبير "5/ 296"، الجرح
والتعديل "5/ 243-244"، التهذيب "6/ 193-194".
2 تاريخ أبي زرعة "1/ 65، 343-344".
3 الطبقات الكبرى "5/ 423"، التاريخ الكبير "5/ 316"، الجرح
والتعديل "6/ 254"، التهذيب "6/ 206".
(10/174)
سَمِعَ أَبَاهُ، وَزَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ،
وَأَبَا حَازِمٍ الأَعْرَجَ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ الأَشْيَبُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ
التَّنُّورِيُّ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو الْوَلِيدِ،
وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: فِيهِ لِينٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: حَدَّثَ عَنْهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وفي
حَدِيثِهِ عِنْدِي ضَعْفٌ. وَذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي
كَامِلِهِ، بَعْدَ أَنْ سَاقَ لَهُ أَحَادِيثَ تُسْتَنْكَرُ،
وَقَالَ: بَعْضُ مَا يَرْوِيهِ مُنْكَرٌ.
وَهُوَ مِمَّنْ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ.
231- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حَنِيفٍ1، أَبُو أَحْمَدَ
الأَنْصَارِيُّ، الْمَدِينِيُّ، الضَّرِيرُ. -م- عَنِ: الزُّهري.
وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَثِيرُ الْحَدِيثِ، عَالِمٌ بالسِّير.
مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
232- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نُعَيْمٍ2، النَّخَعِيُّ،
الْكُوفِيُّ، أَبُو نُعَيْمٍ الْكَبِيرُ.
عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ عُتْبَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الأَسْوَدِ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهديّ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دكين، وعبد الحمن بْنُ هَانِئٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
233- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ الْيَحْصُبِيُّ3، الدِّمشقيّ.
-خ. م. ن.
عَنِ: الزُّهريّ.
مَا أَعْلَمُ أَحَدًا روى عنه سوى الوليد بن مسلم.
__________
1 الطبقات الكبرى "9/ 467"، والتاريخ الكبير "5/ 320-321"، الجرح
والتعديل "5/ 260"، التهذيب "6/ 220".
2 الجرح والتعدل "5/ 293".
3 التارخ الكبير "5/ 357"، الجرح والتعديل "5/ 295"، تهذيب التهذيب
"6/ 287-288".
(10/175)
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ نُسْخَةٌ،
وَأَحَادِيثُ مُسْتَقِيمَةٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وغيره: ليس بقوي.
234- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ مِسْوَرٍ، أَبُو شيبة،
الصَّدقيّ، مَوْلاهُمُ، الْمِصْرِيُّ. الْكَاتِبُ فِي دِيوَانِ
الْمَنْصُورِ، وَغَيْرِهِ.
وُلِدَ بِإِفْرِيقِيَّةَ، وَحَدَّثَ عَنْ: مُوسَى بْنِ الأَشْعَثِ،
وَحِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ.
وَعَنْهُ: جُشَمُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ بِمِصْرَ سَنَةَ بضعٍ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: ليَّنه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
235- عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ خَالِدٍ الْجُمَحِيُّ1، مَوْلاهُمُ،
الْمِصْرِيُّ، الْفَقِيهُ، أَبُو يَحْيَى.
مَنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِ مَالِكٍ، وَكَانَ مَالِكٌ مُعْجَبًا به
ويفهمه.
وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ أَدْخَلَ مِصْرَ فِقْهَ مَالِكٍ، وَبِهِ
تَفَقَّهَ ابْنُ الْقَاسِمِ قَبْلَ رِحْلَتِهِ إِلَى مَالِكٍ،
وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ.
رَوَى عَنِ: اللَّيث بْنِ سَعْدٍ، وَرِشْدِينَ، وَابْنِ وَهْبٍ.
وَمَاتَ شَابًّا، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
236- عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ كَرْدَمٍ2، الْبَصْرِيُّ، ابْنُ عَمِّ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ.
رَوَى عَنِ: الزُّهريّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
وعنه: أبو أسامة، والعقدي، ومعلَّى بن أسد، وإبراهيم بن الحجَّاج
السامي، قاله أبو حاتم، ثم قال: هو مجهول.
يَعْنِي أَنَّهُ مَجْهُولُ الْعَدَالَةِ عِنْدَهُ، مَا تَبَيَّنَ
له أنه حجَّة.
__________
1 طبقات الفقهاء للشيرازي "149-150".
2 التاريخ الكبير "5/ 101"، الجرح والتعديل "5/ 339"، ميزان
الاعتدال "2/ 606".
(10/176)
237- عَبْدُ السَّلامِ بْنُ حَفْصٍ1، أَبُو
مُصْعَبٍ. م. ت. ن.
شَيْخٌ مَدِينِيٌّ.
لَهُ عَنِ: الزُّهريّ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ
الْقَارِي، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وعبيد الله بن موسى، خالد بْنُ مَخْلَدٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَقِيلَ: عُدَّ لَهُ مَنَاكِيرُ،
فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
238- عَبْدُ السَّلام بْنُ عَجْلانَ2، أَبُو الْخَلِيلِ
الْعَدَوِيُّ.
وَيُقَالُ: اسْمُ أَبِيهِ غَالِبٌ، وَيُعْرَفُ بِصَاحِبِ
الطَّعَامِ.
سَمِعَ عُبَيْدَةَ بْنَ أَبِي تَمِيمٍ.
وَعَنْهُ: بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
وَسَهْلُ بْنُ بَكَّارٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَيُقَالُ كُنْيَتُهُ: أَبُو الْجَلِيلِ، بِالْجِيمِ.
239- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ الدَّمشقيّ3.
لَهُ عِدَّةُ إِخْوَةٍ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، وليث بن أبي
رقيَّة، والوليد بن عبد الرحمن الجرشي.
وعنه: ابنه بكر، والوليد بن مسلم، ومروان الطَّاطريّ، وأبو مسهر
وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وقال أحمد فِي الْمُسْنَدِ: نَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، نَا
سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَتُنْقَضَنَّ عُرَى
الإسلام
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 63-64"، الجرح والتعديل "6/ 45-46"، تهذيب
التهذيب "6/ 317-318".
2 التاريخ الكبير "6/ 65-66"، الجرح والتعديل "6/ 46"، ميزان
الاعتدال "2/ 618".
3 التاريخ الكبير "6/ 21"، الجرح والتعديل "5/ 377"، الثقات لابن
حبان "7/ 110".
(10/177)
عُرْوَةً عُرْوَةً، كُلَّمَا انْتُقِضَتْ
عُرْوةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، فأولهنَّ نَقْضًا:
الْحُكْمُ، وَآخِرُهُنَّ نَقْضًا: الصَّلاةُ" 1.
240- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ2، الْمَدَنِيُّ،
أَبُو مَوْدُودٍ، الْقَاصُّ. د. ت. ن رَأَى أَبَا سَعِيدٍ
الْخُدْرِيَّ، وَجَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، وأنسًا بْنَ
مَالِكٍ.
وَحَدَّثَ عَنِ: السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، ومحمد بن كعب القرظي،
وعبد الرحمن بن أَبِي حَدْرَدٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَزَيْدُ بْنُ
الْحُبَابِ، وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَكَامِلُ
بْنُ طَلْحَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ مِنْ أَهْلِ النُّسُكِ وَالْفَضْلِ،
يَعِظُ وَيُذَكِّرُ، تأخَّر مَوْتُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
241- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ3،
الْمَاجِشُونُ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَدَنِيُّ - ع. الفقيه،
مولى آل الهدير، التَّميميّ، وَوَالِدُ عَبْدِ الْمَلِكِ
الْفَقِيهِ، وَابْنُ عَمِّ يُوسُفَ بْنِ الْمَاجِشُونِ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، وَسَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ، والزُّهريّ، وَوَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، وَعَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو
نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وحجَّاج بْنُ مِنْهَالٍ،
وَعَبْدُ العزيز الأويسيّ، وعليّ ابن الْجَعْدِ، وَيَحْيَى بْنُ
بُكَيْرٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَخَلْقٌ.
وَكَانَ إِمَامًا مُفْتِيًا حجَّة، صَاحِبَ سنَّة.
نَظَرَ مرَّة فِي شَيْءٍ مِنْ كَلامِ جَهْمٍ فَقَالَ: هَذَا هَدْمٌ
بِلا بِنَاءٍ، وَصِفَةٌ بلا معنى.
__________
1 "حديث حسن": أخرجه أحمد في المسند "5/ 251"، والطبراني في الكبير
كمافي المجمع "7/ 281"، وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني
ورجالهما رجال الصحيح.
2 الطبقات الكبرى "9/ 449"، التاريخ الكبير "6/ 15"، الجرح
والتعديل "5/ 384"، تهذيب التهذيب "6/ 340".
3 الطبقات الكبرى "7/ 323"، التاريخ الكبير "6/ 13"، الجرح
والتعديل "5/ 386"، التهذيب "6/ 343-344".
(10/178)
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَجَجْتُ سَنَةَ
ثمانٍ وَأَرْبَعِينَ ومائة، وصائح يصيح: لا يفني النَّاسَ إِلا
مَالِكٌ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمَاجِشُونِ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: كَانَ الْمَاجِشُونُ
أَبُوهُمْ إِصْبَهَانِيًّا سَكَنَ الْمَدِينَةَ، وَإِلَيْهِ
تُنْسَبُ سِكَّةُ الْمَاجِشُونِ، وَكَانَ يَلْقَى النَّاسَ
فَيَقُولُ: جُونِي جُونِي، يَعْنِي يُحَيِّيهِمْ، فلُقِّبَ
بِالْمَاجِشُونِ.
رَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَّ
الْمَهْدِيَّ أَجَازَ أَبَاهُ مَرَّةً بِعَشَرَةِ آلافِ دِينَارٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسيّ: كَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ
يَصْلُحُ لِلْوَزَارَةِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ: لِعَبْدِ الْعَزِيزِ كُتُبٌ
مصنَّفة، رَوَاهَا عَنْهُ ابْنُ وَهْبٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ يكنَّى: أَبَا الأَصْبَغِ.
مَاتَ سَنَةَ أربعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ عَلَى الصَّحِيحِ.
وَقَدْ أَخْبَرَنَا عمُّنا عَبْدُ الْمُنْعِمِ، أَنَا أَبُو
الْيُمْنِ الْكِنْدِيُّ كتابة، أنا عليّ بن هبة الله، أبنا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَقِيهُ قَالَ: وَمِنْهُمْ، يَعْنِي
فُقَهَاءَ الْمَدِينَةِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ.
مَاتَ بِبَغْدَادَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَدُفِنَ فِي
مَقَابِرِ قُرَيْشٍ.
وَأَخْبَرَنَا الْمُسْلِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ إِجَازَةً، أنا زيد بن
الحسن، أنا أبو منصورالسَّيبانيّ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ
قَالَ: اسْمُ أَبِي سَلَمَةَ، مَيْمُونٌ، رَوَى عَنْهُ اللَّيث
بْنُ سَعْدٍ، وَوَكِيعٌ، وسمَّى طَائِفَةً، وَأَوْرَدَ بَعْضَ مَا
قُلْنَا، وَبَيْنَ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ الْحَجَّارِ وَبَيْنَهُ
سِتَّةُ أَنْفُسٍ، وَهَذَا فِي غَايَةِ الْعُلُوِّ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْيُونِينِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ
الْعِمَادِ، وَأَحْمَدُ بْنُ تاج الأمناء، وَنَصْرُ اللَّهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ، وَأَحْمَدُ بْنُ
الْمُجَاهِدِ، وَعَلِيُّ بْنُ بَقَاءٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُؤْمِنٍ،
وَعَبْدُ الدَّايِمِ الْوَزَّانُ، وَآخَرُونَ، قَالُوا: أَنْبَأَ
الْحُسَيْنُ بْنُ الزُّبيديّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ اللَّتيّ،
وَأَنَا عَبْدُ الْحَافِظِ الْمَقْدِسِيُّ، أَنَا ابْنُ
الزُّبيديّ، وَمُوسَى بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ، وَأَنَا أَحْمَدُ
بْنُ إِسْحَاقَ بِمِصْرَ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ
الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ عَسْكَرٍ، وَنَفِيسُ بْنُ
كَرْمٍ، قَالُوا ستَّتهم: أَنَا عَبْدُ الأَوَّلِ السِّجْزِيُّ،
أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أَنَا عَبْدُ
(10/179)
الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا الْعَلاءُ بْنُ مُوسَى إِمْلاءً،
ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ،
بإسنادٍ لَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا عَائِشَةَ لا يَتَمَسَّكُ بِأَدَاءِ
حَقِّكِ بَعْدِي إِلا الصَّابِرُونَ"1، فَهَذَا حَدِيثٌ مُعْضِلُ
الإِسْنَادِ.
242- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ، الْقَسْمَلِيُّ2
مَوْلاهُمُ، الْخُرَاسَانِيُّ ثُمَّ الْبَصْرِيُّ. -خ. م. د. ت. س.
يُكَنَّى أَبَا زَيْدٍ، وَهُوَ أَخُو الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ
السَّرَّاجِ.
عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دِينَارٍ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ،
وَأَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الْقَعْنَبِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ،
وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ
الضَّرِيرُ، وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ: كَانَ مِنَ الْعَابِدِينَ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ: ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ. وَكَانَ
مِنَ الأَبْدَالِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ الْعَيْشِيُّ: مَاتَ سَنَةَ سبعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
243- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ المطَّلب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
حَنْطَبٍ3، الْمَخْزُومِيُّ، الْمَدَنِيُّ. -ت. ن. م.
مُتَابَعَةً - قَاضِي الْمَدِينَةِ، وَيُقَالُ: كَانَ قَاضِيَ
مَكَّةَ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ
أَبِي صَالِحٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَأَبُو
عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وإسماعيل الأويسيّ، وجماعة.
__________
1 "حديث ضعيف": لأنه معضل كما ذكر المصنف.
2 الطبقات الكبرى "7/ 283"، التاريخ الكبير "6/ 28"، الجرح
والتعديل "5/ 394، 395"، التهذيب "6/ 356".
3 الطبقات الكبرى "9/ 460"، التاريخ الكبير "5/ 21"، الجرح
والتعديل "5/ 393"، التهذيب "6/ 357-358".
(10/180)
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَأَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الْمُتَابَعَاتِ لا فِي الأُصُولِ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: رَوَى عَنِ الأَعْرَجِ، وَلا يُتَابَعُ
عَلَيْهِ.
ثَنَاهُ الأَسْفَاطِيُّ، أَنَا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، أَنَا أَبِي،
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ المطلَّب، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ هُرْمُزَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: "مَنْ أُرِيدَ
مَالُهُ ظُلْمًا، فَقَاتَلَ دُونَهُ، فقُتِلَ، فَهُوَ شَهِيدٌ" 1.
244- عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ2 بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ: أَبِيهِ الْوَلِيدِ الْحَرَشِيِّ، وَسُلَيْمَانَ
الْمُحَارِبِيِّ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ.
245- عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ3، أَبُو مَرْيَمَ،
الأَنْصَارِيُّ، الْكُوفِيُّ.
ابْنُ عَمِّ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ العُّمريّ،
وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَكَانَ حَسَنَ الرَّأْيِ فِيهِ، وَلا
أَعْلَمُ فِي شُيُوخِ شُعْبَةَ أَوْهَى مِنْهُ.
وَرَوَى عَنْهُ طَائِفَةٌ، آخِرُهُمْ عَوْنُ بْنُ سَلامٍ
الْكُوفِيُّ.
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال مرة: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الشِّيعَةِ،
مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: حدّث ببلايا في عثمان.
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه ابن ماجه "2582"، وفي الباب عن ابن
عمر: أخرجه أبو داود "4771"، والترمذي "1419-1420"، وأحمد في
المسند "2/ 193-194"، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة "1528".
2 التاريخ الكبير "6/ 121"، الجرح والتعديل "6/ 54".
3 التاريخ الكبير "6/ 122"، الجرح والتعديل "6/ 53-54"، ميزان
الاعتدال "2/ 640".
(10/181)
وقال ابن المدينيّ: كان من يَضَعُ
الْحَدِيثَ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: أَبُو مَرْيَمَ، عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ
الْقَاسِمِ بْنِ قَيْسِ بْنِ قَهْدٍ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ
عِنْدَهُمْ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كَانَ عُبَيْدَةُ إِذَا حَدَّثَنَا عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ،
يَصِيحُ النَّاسُ: لا نُرِيدُ، ثُمَّ تَرَكَهُ عُبَيْدَةُ.
وَقَالَ السَّعديّ: أَبُو مَرْيَمَ زَائِغٌ، سَاقِطٌ.
وَقَالَ النَّسائيّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: نَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ
زِيَادٍ، سَمِعْتُ أَبَا مَرْيَمَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ
مُجَاهِدٍ: {لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} [القصص: 85] قَالَ: يَرُدُّ
مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الدُّنْيَا،
حَتَّى يَرَى عَمَلَ أمَّته، قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ، فَقُلْتُ
لَهُ: كَذَبْتَ مَا حَدَّثَكَ بِهَذَا الْحَكَمُ، قَالَ: اتَّقِ
اللَّهَ، تكذَّبني؟! ثُمّ قَالَ أَبُو دَاوُدَ: أَشْهَدُ أَنَّ
أَبَا مَرْيَمَ كذّاب، وقد سمعت مِنْهُ، وَاسْمُهُ عَبْدُ
الْغَفَّارِ.
246- عَبْدُ القدُّوس بْنُ حبيب1، أبو سعيد الكلاعيّ، الواحاظيّ،
الْحِمْصِيُّ.
عَنِ: الشَّعبيّ، وَمُجَاهِدٍ، وَعِكْرِمَةَ، وَمَكْحُولٍ،
وَعَطَاءٍ، وَنَافِعٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ،
وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَأَبُو الْجَهْمِ الْبَاهِلِيُّ، وأبي
إِسْحَاقَ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
كَانَ ابْنُ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: لأَنْ أَقْطَعَ الطَّرِيقَ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَرْوِيَ عَنْهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: شَامِيٌّ ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: أَحَادِيثُهُ مَقْلُوبَةٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيّ: نَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا
الْبَلْخِيُّ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَعْقُوبَ الطَّالِقَانِيُّ،
ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: اشْتَرَيْتُ بَعِيرَيْنِ،
فَقَدِمْتُ الشَّامَ على عبد القدُّوس الشّاميّ فقال: ثنا
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 119-120"، الجرح والتعديل "6/ 55-56"، ميزان
الاعتدال "2/ 643".
(10/182)
مُجَاهِدٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فَقُلْتُ:
إِنَّ أَصْحَابَنَا يَرْوُونَ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَقَالَ:
ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا رَوَى عَنْهُ مُجَاهِدٌ شَيْئًا، وَكَانَ
مُجَاهِدٌ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، قلَّما يَرْوِي إِلا عَنِ ابْنِ
عُمَرَ، فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ عَلَى
نَفَقَتِي وَبَعِيرِي.
قَالَ النَّسائيّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ
الْبَرْبَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَوَّامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
حَازِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ هاشم العبّاسيّ، وشريح بن محمد، وطائفة،
وقالوا: أَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَنَا عَبْدُ
الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ،
أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي شُرَيْحٍ، أَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا أَبُو الْجَهْمِ الْبَاهِلِيُّ،
ثَنَا عَبْدُ القدُّوس: أَرَاهُ، يَعْنِي ابْنَ حَبِيبٍ،
حَدَّثَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَنِ اطَّلَعَ فِي
كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَكَأَنَّهُ يطَّلع فِي
جَهَنَّمَ.
247- عَبْدُ القدُّوس بْنُ مُسْلِمٍ1، البصريّ.
عن: عمرو بْنِ دِينَارٍ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرُهُمَا.
لا بَأْسَ بِهِ.
248- عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي زُرَيْقٍ2 الْبَصْرِيُّ.
سَمِعَ: الْحَسَنَ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ
اللاحِقِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيالسيّ.
249- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحُسَيْنِ3، أَبُو مَالِكٍ،
النَّخعيّ، الْوَاسِطِيُّ.
وَيُعْرَفُ بِابْنِ ذَرٍّ، وَقِيلَ: بَلِ اسْمُهُ عُمَارَةُ.
رَوَى عَنْ: عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَالأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ،
وَيَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَيَحْيَى بْنُ أبي بكر، ويزيد بن
هارون.
__________
1 الجرح والتعديل "6/ 56".
2 التاريخ الكبير "6/ 111" الجرح والتعديل "6/ 64"، الثقات لابن
حبان "7/ 137".
3 التاريخ الكبير "5/ 411"، الجرح والتعديل "5/ 347"، ميزان
الاعتدال "2/ 653"، التهذيب "12/ 219".
(10/183)
قَالَ الْفَلاسُ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفَ
الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
250- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَسَنِ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ1، أَبُو
مَرْوَانَ، الأُمَوِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ، الأَحْوَلُ.
-ت- عَنْ: عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
وَسَهْمِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ،
وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ،
وَالْعَقَدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
251- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَبْرٍ2، أَبُو
مروان، المدني، البزّاز.
عَنْ: رَبَاحِ بْنِ صَالِحٍ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
أُوَيْسٍ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَجْهُولٌ.
252- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ3، الْجُمَحِيُّ، الْمَدَنِيُّ. -د. س.
عَنْ: عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ،
وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
أُوَيْسٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: تُعْرَفُ وَتُنْكَرُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بالقويّ.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 411"، الجرح والتعديل "5/ 348"، الثقات لابن
حبان "7/ 99"، التهذيب "6/ 391-392".
2 التاريخ الكبير "5/ 406"، الجرح والتعديل "5/ 342"، ميزان
الاعتدال "2/ 651".
3 التاريخ الكبير "5/ 428"، الجرح والتعديل "5/ 362-363"، التهذيب
"6/ 414-415".
(10/184)
253- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ
بْنِ مَعْدَانَ1، الضُّبَعِيُّ، الْبَصْرِيُّ. –ن.
عَنْ: بَدَلِ بْنِ الْمُحَبَّرِ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
وَاقِدٍ، وَأَسَدِ بْنِ مُوسَى، وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ يُونُسَ، وَطَائِفَةٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: فِيهِ نَظَرٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
254- عبد المؤمن بن خالد الحنيفيّ المروزي2، قاضي مرو -د. ت. ن.
عَن: عَبْد الله بْن بُرَيْدَةَ، وَعِكْرِمَةَ، وَالْحَسَنِ،
وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ،
وَأَبُو تُمَيْلَةَ يَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ
حَمَّادٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
255- عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عبيد الله3، أبو عبيدة السّوسيّ،
الْبَصْرِيُّ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَزِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ.
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَلُوَيْنٌ،
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الشاميّ.
وثّقه ابن معين، وخرج لَهُ أَبُو دَاوُدَ فِي كِتَابِ الْقَدَرِ،
لَهُ.
256- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ سُلَيْمٍ الْمَالِكِيُّ4،
الْبَصْرِيُّ. –ت.
عن: عطاء بن أبي رباح، ويزيد الفقير.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 426"، الجرح والتعديل "5/ 373-374"، وتهذيب
التهذيب "6/ 428-429".
2 التاريخ الكبير "6/ 117"، الجرح والتعدل "6/ 66"، والثقات لابن
حبان "7/ 137"، تهذيب التهذيب "6/ 432".
3 التاريخ الكبير "6/ 116"، الجرح والتعدل "6/ 65-66"، تهذيب
الكمال "2/ 865"، وتهذيب التهذيب "6/ 433".
4 التاريخ الكبير "6/ 57"، الجرح والتعديل "6/ 21"، الثقات لابن
حبان "7/ 123"، تهذيب التهذيب "6/ 435-436".
(10/185)
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَعَاصِمُ بْنُ
عَلِيٍّ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ،
وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
257- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ1،
الْمَدَنِيُّ، مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعِكْرِمَةَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
بَكْرَةَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَفَّانُ، وَهُدْبَةُ، وَمُوسَى
التَّبُوذَكِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحٌ، وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
258- عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ الْيَشْكُرِيُّ2.
شَيْخٌ بَصْرِيُّ، مُعَمَّرٌ، رَأَى أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ،
وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ.
وَحَدَّثَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَيَحْيَى الْقَطَّانُ، وَسَهْلُ بْنُ هَاشِمٍ،
وَحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ.
259- عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ عَطَاءِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ3.
عَنِ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ
بْنِ خُثَيْمٍ، وَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو
حذيفة النّهديّ.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 58"، الجرح والتعديل "6/ 22"، والثقات لابن
حبان "7/ 124"، تهذيب التهذيب "6/ 436".
2 التاريخ الكبير "6/ 75"، الجرح والتعديل "6/ 40-41"، والثقات
لابن حبان "5/ 132".
3 التاريخ الكبير "6/ 78"، الجرح والتعديل "6/ 43"، تهذيب الكمال
"2/ 771"، تهذيب التهذيب "6/ 128".
(10/186)
260- عَبْدَةُ بْنُ بَرْزَةَ
السَّجِسْتَانِيُّ1.
عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، وَالصَّلْتِ بْنِ حُكَيْمٍ،
وَعَمْرِو بْنِ أَبِي قَيْسٍ.
وَعَنْهُ: جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَيَحْيَى بْنُ
الْمُغِيرَةِ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَهُ ابْنُ
أَبِي حَاتِمٍ.
261- عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ2، التَّمِيمِيُّ، أَبُو
مَعْمَرٍ.
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ سَكَنَ مِصْرَ وَإِفْرِيقِيَّةَ.
وَرَوَى عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْمُنْكَرَاتِ.
وروى عَنْهُ: مُؤَمَّلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الثَّقَفِيُّ،
وَكَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ الْجَحْدَرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ
سُلَيْمَانَ الْحُفْرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ سِوَاهُمْ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: سَمِعَ أَنَسًا، وَسَعِيدَ بْنَ
جُبَيْرٍ، والحسن البصري، قَالَ أَبِي: ضَعِيفٌ جِدًّا.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ، فَمِنْهَا:
ثَنَا جَبْرُونُ بْنُ عِيسَى بِمِصْرَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ
سُلَيْمَانَ، مَوْلَى قُرَيْشٍ، نَا عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ
الصَّمَدِ، عَنْ أَنَسٍ، سَمِعَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنْ
شَهْرِ رَمَضَانَ، نَادَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، رِضْوَانَ
خَازِنَ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ:
زَيِّنِ الْجِنَانَ لِلصَّائِمِينَ"3، وَسَاقَ حَدِيثًا طَوِيلا
شِبْهَ مَوْضُوعٍ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: عَبَّادٌ يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ مَا لَيْسَ
مِنْ حَدِيثِهِ، وَمَا أَرَاهُ لَقِيَهُ، حدّثنا ابن قتيبة
بعسقلان، أنا غَالِبُ بْنُ وَزِيرٍ الْغَزِّيُّ، ثَنَا
الْمُؤَمَّلُ الثَّقَفِيُّ، ثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ
أَنَسٍ: نُسْخَةٌ أَكْثَرُهَا مَوْضُوعَةٌ، مِنْهَا: "أُمَّتِي
خَمْسُ طَبَقَاتٍ، كُلُّ طَبَقَةٍ أَرْبَعُونَ عَامًا، فَطَبَقَتِي
وَطَبَقَةُ أَصْحَابِي، أَهْلُ الْعِلْمِ وَالإِيمَانِ"، إِلَى
أَنْ قَالَ: "ثُمَّ الَّذِينَ
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 115"، الجرح والتعديل "6/ 90"، والثقات لابن
حبان "8/ 436".
2 التاريخ الكبير "6/ 41"، الجرح والتعديل "6/ 82"، وميزان
الاعتدال "2/ 369".
3 "حديث موضوع": أخرجه العقيلي في الضعفاء "3/ 138-139"، وابن
الجوزي في الموضوعات "2/ 187-188".
(10/187)
يَلُونَهُمْ، إِلَى الْمِائَتَيْنِ، أَهْلُ
الْهَرْجِ، وَتَرْبِيَةُ جَرْوٍ وَكَلْبٍ خَيْرٌ مِنْ تَرْبِيَةِ
وَلَدٍ"1.
وَمِنْهَا: عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ
أَغَاثَ مَلْهُوفًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ثَلاثًا وَسَبْعِينَ
مَغْفِرَةً"2.
قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الطَّائِيِّ، عَنْ
أَبِي النُّعْمَانِ الْكِنْدِيِّ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ الأَدِيبُ، أَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ أَنْجَبَ
التُّسْتَرِيُّ، أَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْحَافِظُ، قَالا: أَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، أَنَا أَحْمَدُ
بْنُ النَّقُّورِ، أَنَا عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ الْبَغَوِيُّ، ثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، ثَنَا
عَبَّادُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
"مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ يُبَاهِي بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَيُمَارِي
بِهِ الشُّغَبَاءَ، أَوْ يَصْرِفُ أَعْيُنَ النَّاسِ إليه، تبوّأ
مقعده مِنَ النَّارِ"3، مَوْقُوفًا.
262- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ4، السَّدُوسِيُّ،
الْكُوفِيُّ، أَبُو السَّلِيلِ. -م. د. ت. ن.
عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ كُلَيْبِ بْنِ وَائِلٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَسَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ،
وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ وَجَعْفَرُ بْنُ حُمَيْدٍ.
وَكَانَ عَرِّيفُ قَوْمِهِ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
قال ابن قانع: بعض روايته صحيفة.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه ابن ماجه "4058" وابن الجوزي في الموضوعات
"3/ 196-197"، وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة "2940"،
وفيه عباد بن عبد الصمد. قال البخاري: منكر الحديث.
2 "حديث موضوع": أخرجه البخاري في التاريخ الكبير "2/ 1/ 320"،
وابن عدي في الكامل "2/ 143"، والخرائطي في مكارم الأخلاق "ص15"،
وابن الجوزي في الموضوعات "2/ 171"، وذكره الشيخ الألباني في
السلسلة الضعيفة "621، 749"، وقال: موضوع.
3 "حديث صحيح لغيره": أخرجه الترمذي "2654"، من حديث كعب بن مالك،
وابن ماجه "253، 260"، من حديث ابن عمر، وأبي هريرة وصححه الشيخ
الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، وفي صحيح الجامع "6382-6383".
4 التاريخ الكبير "5/ 373"، والجرح والتعديل "5/ 307" سير أعلام
النبلاء "7/ 317"، التهذيب "7/ 4".
(10/188)
قُلْتُ: قَدِ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ.
وَمَاتَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ صَالِحُ
الْحَدِيثِ.
263- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُصَيْنِ1،
التَّمِيمِيُّ، الْعَنْبَرِيُّ. -م- قَاضِي الْبَصْرَةِ
وَخَطِيبُهَا، وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ.
وَرَوَى عَنْ: سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ، وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ،
وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ.
وَعَنْهُ: مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ،
وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ ثِقَةً، كَبِيرَ الْقَدْرِ، مَحْمُودًا فِي الْقَضَاءِ،
مِنْ عُقَلاءِ الرِّجَالِ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: لَمَّا طُلِبَ لِلْقَضَاءِ، هَرَبَ،
فَقَالَ أَبُوهُ: يَا بُنَيَّ، إِنْ كُنْتَ هَرَبْتَ لِسَلامَةِ
دِينِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِنْ كُنْتَ هَرَبْتَ لِيَكُونَ
أَحْرَصَ لَهُمْ عَلَيْكَ، فَقَدْ أَصَبْتَ أَيْضًا، قَالَ: ثُمَّ
وَلِيَ الْقَضَاءَ.
قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ فِي الصَّحِيحِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَلِيَ قَضَاءَ الْبَصْرَةِ بَعْدَ سَوَّارِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.
264- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حُمْرَانَ الْعَبْدِيُّ،
الْبَصْرِيُّ2.
سَمِعَ: الْحَسَنَ.
وَعَنْهُ: بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَمُوسَى
بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ.
مَحِلُّهُ الصِّدْقُ.
265- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، الأموي3.
__________
1 التاريخ الكبير "5/ 376"، الطبقات لابن سعد "7/ 285"، الجرح
والتعديل "5/ 312"، تهذيب التهذيب "7/ 7-8".
2 التاريخ الكبير "5/ 378"، الجرح والتعديل "5/ 312"، والثقات لابن
حبان "7/ 145".
3 تاريخ الطبري "7/ 314، 438، 563"، والكامل في التاريخ "5/ 330".
(10/189)
وَيُقَالُ: عَبْدُ اللَّهِ، وَلِيَ عَهْدَ
أَبِيهِ مَرْوَانَ فَلَمَّا قُتِلَ مَرْوَانُ، هَرَبَ هَذَا
وَأَخُوهُ إِلَى بِلادِ النُّوبَةِ، فَقُتِلَ أَحَدُهُمَا، وَعَاشَ
هَذَا مُسْتَخْفِيًا دَهْرًا طَوِيلا، وَظَفِرَ بِهِ الْمَهْدِيُّ
فِي دَوْلَتِهِ فَسَجَنَهُ، فَمَاتَ فِي الْمُطْبَقِ، سَنَةَ
سَبْعِينَ، وقَدْ شَاخَ.
266- عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَلَوِيُّ الْكُوفِيُّ،
الْجَمَّالُ.
وروى عَنْ: حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ
الْعَلَوِيِّ، وَسَلْمَانَ أَبِي شَدَّادٍ، وَعِمْرَانَ بْنِ
مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ،
وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ.
مَا بِهِ بَأْسٌ.
267- عُبَيْدَةُ بْنُ أَبِي رَائِطَةَ1، التَّمِيمِيُّ،
الْمُجَاشِعِيُّ.
كُوفِيٌّ جَلِيلٌ، نَزَلَ الْبَصْرَةَ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي
النَّجُودِ، وعبد الملك بن عمير.
وعنه: عفان، وحبان بن هلال، وموسى بن إسماعيل، وأبو عمر الحوضي.
وثقه ابن معين.
له في الجامع حديث واحد.
وكان حذاء، وليس هو عبيدة بن حميد الحذاء.
268- عتاب بن عبد العزيز الحماني2.
كوفي له عَنِ التَّابِعِينَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ الْجَهْضَمِيُّ، وَيَزِيدُ
بْنُ هَارُونَ، وَأَبُو بكر البكروايّ.
269- عتبة الغلام بن أبان3، البصريّ، العابد.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 84-85"، والجرح والتعديل "6/ 91-92"، والثقات
لابن حبان "7/ 162"، وتهذيب التهذيب "7/ 82-83".
2 التاريخ الكبير "7/ 55"، الجرح والتعديل "7/ 12"، والثقات لابن
حبان "7/ 295"، وتهذيب التهذيب "7/ 92".
3 حلية الأولياء "6/ 266-238"، صفة الصفوة "3/ 370-375"، سير أعلام
النبلاء "7/ 62-63".
(10/190)
عُرِفَ الْغُلامُ بَيْنَ الْعُبَّادِ؛
لِأَنَّهُ تَنَسَّكَ وَهُوَ صَبِيٌّ، وَكَانَ خَاشِعًا قَانِتًا
لِلَّهِ حَنِيفًا. وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو سَعِيدِ بْنُ
الأَعْرَابِيِّ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعْدَانِ
الشَّعْرَانِيُّ قَالَ: قَالَ السَّكَنُ: هُوَ عُتْبَةُ بْنُ
أَبَانِ بْنِ صَمْعَةَ.
قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ، قَالَ عُتْبَةُ الْغُلامُ: كَابَدْتُ
الصَّلاةَ عِشْرِينَ سَنَةً، وَتَنَعَّمْتُ بِهَا عِشْرِينَ
سَنَةً.
قَالَ: وَصَفَّقَ بِيَدَيْهِ حَتَّى تَفَطَّرَتْ أَصَابِعُهُ،
وَلَمْ يَدْرِ بِنَفْسِهِ، وَكَانَ يَقُولُ فِي تَهَجُّدِهِ: إِنْ
عَذَّبْتَنِي فَإِنِّي لَكَ مُحِبٌّ، وَإِنْ تَرْحَمْنِي، فَإِنِّي
لَكَ مُحِبٌّ1.
وَكَانَ يَأْوِي إِلَى الْمَقَابِرِ وَالسَّوَاحِلِ، وَيَدْخُلُ
الْبَصْرَةَ يوم الجمعة.
قال حسين الجفعيّ: قَالَ لِي عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ:
بِمَنْ يُشَبَّهُ حُزْنُ هَذَا الْغُلامِ؟ يَعْنِي عُتْبَةَ،
قُلْتُ: بِحُزْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: مَا أَبْعَدْتَ2.
وَقَالَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: صَحِبْتُ عُتْبَةَ الْغُلامَ،
وَكَانَ يُقَالُ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ
بِالْعَرْشِ فعُتْبَةُ الغلام، قال لنا: اشتروا لي فَرَسًا يَغِيظُ
الْعَدُوَّ3.
وَكَانَ يَخْرُجُ، فَيُقَالُ لَهُ: أَسْتَقْبَلَكَ أَحَدٌ؟
فَيَقُولُ: لا، اشْتِغَالا بِمَا هُوَ فِيهِ.
قَالَ: وَأَصَابَ النَّاسُ ظُلْمَةً، فَخَرَجَ عُتْبَةُ وَيَدَاهُ
عَلَى رَأْسِهِ، وَهُوَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: وَأَنْتَ تَشْتَرِي
التَّمْرَ! وَيُقَالُ: كَانَ عُتْبَةُ يَصُومُ الدَّهْرَ، وكان رأس
ماله فلسًا يَأْخُذُ بِهِ خُوصًا، فَيَعْمَلُهُ وَيَبِيعُهُ،
فَيَأْكُلُ بِفَلْسٍ، وَيَتَصَدَّقُ بِفَلْسٍ، وَيَشْتَرِي خُوصًا،
بِفَلْسٍ.
قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ: إِنَّهُ رَأَى طَائِرًا،
فَقَالَ لَهُ: تَعَالَ، فَجَاءَ حَتَّى نَزَلَ عَلَى يَدِهِ،
فَقَالَ له: طر فطار4.
وقيل: إنّه كان لا يكاد ينقطع بكاؤه.
وَوَرَدَ أَنَّهُ كَانَ يَأْوِي إِلَى مَنْزِلِهِ فَيُصِيبُ فِيهِ
قُوتَهُ، لا يَدْرِي مِنْ أَيْنَ هُوَ.
وكان ربّما غشي عليه من الموعظة.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 235"، وابن الجوزي في صفة الصفوة
"3/ 371".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 226".
3 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 227".
4 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 227"، وابن الجوزي في صفة الصفوة
"3/ 373".
(10/191)
وَقَالَ رَبَاحٌ الْقَيْسِيُّ: بَاتَ
عِنْدِي عُتْبَةُ الْغُلامُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ:
اللَّهُمَّ احْشُرْ عُتْبَةَ مِنْ حَوَاصِلِ الطَّيْرِ، وَبُطُونِ
السِّبَاعِ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَوْنٍ الْخَزَّازُ، نَا مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ:
جَاءَنَا عُتْبَةُ الْغُلامُ، فَقُلْنَا لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ؟
قَالَ: الْغَزْوُ، قُلْتُ: مِثْلُكَ يَغْزُو! قَالَ: إِنِّي
رَأَيْتُ أَنِّي آتِي الْمِصِّيصَةَ فَأَغْزُو فَأَسْتَشْهِدُ،
قَالَ: فَنُودِيَ يَوْمًا فِي الْخَيَّالَةِ، فَنَفَرَ النَّاسُ،
وَجَاءَ عُتْبَةُ، فَاسْتَقْبَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي
فَرَسِي وَسِلاحِي فَإِنِّي قَدِ اعْتَلَلْتُ، قَالَ: نَعَمْ،
فَأَعْطَاهُ، فَسَارَ مَعَ النَّاسِ فَالْتَقَوُا الرُّومَ،
فَكَانَ أَوَّلَ رَجُلٍ اسْتُشْهِدَ1.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْبَصْرِيُّ، سَأَلْتُ عليَّ بْنَ
بَكَّارٍ، أَشَهِدْتَ قَتْلَ عُتْبَةَ الْغُلامِ؟ قَالَ: لا،
وَلَكِنْ شَهِدَهُ مَخْلَدٌ، قُتِلَ فِي قَرْيَةِ الْحُبَابِ2.
وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَطَاءٍ الْيَرْبُوعِيِّ، قَالَ: نَازَعَتْ
عُتْبَةَ الْغُلامَ نَفْسُهُ لَحْمًا، فَقَالَ لَهَا: انْدَفِعِي
عَنِّي إِلَى قَابِلٍ، فَمَا زَالَ يُدَافِعُهَا سَبْعَ سِنِينَ.
وَعَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: لا يُعْجِبُنِي رَجُلٌ لا يَحْتَرِفُ.
وَذَكَرَ مَخْلَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، عُتْبَةَ وَصَاحِبَهُ يَحْيَى
الْوَاسِطِيَّ، فَقَالَ: كَأَنَّمَا ربتَّهم الأَنْبِيَاءُ.
وَعَنْ عُتْبَةَ قَالَ: مَنْ عَرَفَ اللَّهَ أحبَّه، وَمَنْ أحبَّه
أَطَاعَهُ.
وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: رَأَيْتُ عُتْبَةَ الْغُلامَ،
وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّ الطَّير تَجِيئُهُ.
وَقَالَ عَبْدُ الْخَالِقِ الْعَبْدِيُّ: كَانَ لِعُتْبَةَ بَيْتٌ
يتعبَّد فِيهِ، فَلَمَّا خَرَجَ إِلَى الشَّامِ قَفَلَهُ وَقَالَ:
لا تَفْتَحُوهُ حَتَّى يَبْلُغَكُمْ مَوْتِي، فَلَمَّا بَلَغَهُمْ
مَوْتُهُ فَتَحُوهُ، فَوَجَدُوا فِيهِ قَبْرًا مَحْفُورًا، وغلَّ
حَدِيدٍ.
وعن عبد الواحد بن يزيد قَالَ: كَلَّمْتُ عُتْبَةَ الْغُلامَ
لَيَرْفَقَ بِنَفْسِهِ، فَبَكَى وَقَالَ: إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى
تَقْصِيرِي.
270- عُتْبَةُ بْنُ المنذر العبَّادي3 الحمصيّ.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 228".
2 أخرجه أبو نعيم في الحلية "6/ 228".
3 التاريخ الكبير "6/ 527"، الجرح والتعديل "6/ 374"، الثقات لابن
حبان "5/ 251".
(10/192)
مِنْ بَقَايَا التَّابِعِينَ.
سَمِعَ: أَبَا أُمَامَةَ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ العطّار، ويحيى بن صالح الوحاظيّ.
قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: وَلَمْ يُلَيِّنْهُ.
271- عُثْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ1، الْجُذَامِيُّ، الْمِصْرِيُّ. -د.
ن.
عَنْ: يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ عُمَرَ، ويونس الأيليّ، وابن جريح.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ الْفُرَاتِ، وَسَعِيدُ
بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، واللَّيث بْنُ عَاصِمٍ الْقِتْبَانِيُّ.
وَكَانَ فَقِيهًا، زَاهِدًا، كَبِيرَ الْقَدْرِ، عُرِضَ عَلَيْهِ
قَضَاءُ الدِّيار الْمِصْرِيَّةِ فَأَبَى، وَهَجَرَ اللَّيث بْنَ
سَعْدٍ لِكَوْنِهِ تَعَدَّى عَلَيْهِ.
مَاتَ سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ كَهْلا.
272- عُثْمانُ بنُ طَلْحَةَ بْنِ عمر2 بن عبيد الله بن معمر
التَّميميّ.
وَلاهُ الْمَهْدِيُّ قَضَاءَ الْمَدِينَةِ، فَلَمْ يَأْخُذْ عَلَى
الْقَضَاءِ رِزْقًا، وَحُمِدَتْ سِيرَتُهُ، ثُمَّ اسْتَعْفَى،
وَكَانَ من أشراف قريش.
روى عن: مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ. وَغَيْرُهُ.
قِيلَ: إِنَّ مُسْهِرَ بْنَ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيَّ أَدْرَكَهُ،
فَإِنْ كَانَ هَذَا، فَهُوَ مِنْ طَبَقَةِ هُشَيْمٍ فِي الْمَوْتِ.
273- عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عُمَر3 بْن سَعْدِ بْن
أَبِي وَقَّاصٍ، الزَّهري، الْوَقَّاصِيُّ، الْمَدَنِيُّ، أَبُو
عمرو.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 218"، الجرح والتعديل "6/ 148"، الثقات لابن
حبان "8/ 452"، تهذيب التهذيب "7/ 110-111".
2 التاريخ الكبير "6/ 229"، الجرح والتعديل "6/ 155"، الثقات لابن
حبان "8/ 448".
3 التاريخ الكبير "6/ 238-239"، الجرح والتعديل "6/ 157"، ميزان
الاعتدال "3/ 43-45"، تهذيب التهذيب "7/ 133-134".
(10/193)
أحد الضعفاء.
روى عن: عمّة أبي عائشة بنت سعد، وابن أبي ملكية، وَسَعْدٍ
الْمَقْبُرِيِّ، والزُّهريّ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو
الْبَجَلِيُّ، وَحَجَّاجُ بْنُ نَصْرٍ، وَالْهُذَيْلُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: تَرَكُوهُ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ مُرَّةُ:
لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ السَّعديّ: سَاقِطٌ.
وَقَالَ النَّسائيّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ التِّرمذيّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
والتِّرمذيّ يَتَسَاهَلُ فِي الرِّجَالِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ
وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمُعِزِّ بْنُ
مُحَمَّدٍ، أَنَا تَمِيمُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَا
الْكَنْجَرُوذِيُّ، أَنَا ابْنُ حَمْدَانَ، أَنَا أَبُو يَعْلَى،
أَنَا هُذَيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُمَّانِيُّ، نَا عُثْمَانُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهريّ، الْوَقَّاصِيُّ، عَنِ
الزَّهريّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا قَالَ عَبْدٌ: لا إِلَهَ إِلا
اللَّهُ فِي ساعةٍ مِنْ ليلٍ وَنَهَارٍ، إِلا طَمَسَتْ مَا فِي
صَحِيفَتِهِ مِنَ السيِّئات حَتَّى تَسْكُنَ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ
الْحَسَنَاتِ"1، وَالْهُذَيْلُ مُقِلٌّ.
كَانَتْ لَهُ جمَّة، فلقِّب بِالْجُمَّانِيِّ.
274- عُثْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَاجٍ2، الْقُرَشِيُّ،
الْجَزَرِيُّ، مَوْلَى بَنِي أميَّة. -س. عن: سهل بْنِ أَبِي
صَالِحٍ، وَخَصِيفٍ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أميَّة، وعمر بن ثابت،
وابن جريج، وخلق.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه أبو يعلى في مسنده "6/ 294"، وذكره الهيثمي
في المجمع "10/ 82" وقال: أخرجه أبو يعلى وفيه عثمان بن عبد الرحمن
الزهري وهو متروك.
2 الجرح والتعديل "6/ 162"، والثقات لابن حبان "8/ 449"، وميزان
الاعتدال "3/ 49"، وتهذيب التهذيب "7/ 144".
(10/194)
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ
الْقَدَّاحُ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْحَرَّانِيُّ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، وَمُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ، وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ، وَكَانَ قَاصًّا.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يحتجُّ بِهِ.
وَقَوَّاهُ ابْنُ حِبَّانَ.
275- عُثْمَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ بُقْطُرٍ1، الْبَصْرِيُّ، أَبُو
الْخَطَّابِ.
سَمِعَ: الْحَسَنَ، وَعَطَاءَ بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعًا.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَمُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ.
276- عُثْمَانُ بْن مُحَمَّد بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ2.
الْعَدَوِيُّ، أَبُو قُدَامَةَ.
عَنْ: عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ
الدَّارِمِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ.
277- عُثْمَانُ بْنُ مِقْسَمٍ، البرِّيّ3، أَبُو سَلَمَةَ
الْكِنْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ.
أَحَدُ الأَعْلامِ، عَلَى ضعفٍ فِيهِ.
يَرْوِي عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ،
وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَقَتَادَةَ، وَحَمَّادِ بْنِ
أَبِي سُلَيْمَانَ، وَنَافِعٍ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ،
وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ، وَجَمَعَ وَصَنَّفَ.
رَوَى عَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوري مَعَ تقدُّمه، وَسَلْمُ بْنُ
قُتَيْبَةَ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَأَبُو
دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَلامٍ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ يُنْكِرُ الْمِيزَانَ فَيَقُولُ:
وَإِنَّمَا هُوَ الْعَدْلُ.
تَرَكَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 251"، الجرح والتعديل "6/ 170"، الثقات لابن
حبان "7/ 202".
2 التاريخ الكبير "6/ 250"، الجرح والتعديل "6/ 165"، الثقات لابن
حبان "7/ 198".
3 الطبقات الكبرى "7/ 285"، التاريخ الكبير "6/ 252-253"، الجرح
والتعديل "6/ 167-168"، ميزان الاعتدال "3/ 56-58"، سير أعلام
النبلاء "7/ 325-326".
(10/195)
وَقَالَ النَّسائيّ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
ابْنُ الْمَدِينِيِّ: ثَنَا الْقَطَّانُ، سَمِعْتُ البريَّ،
يُحَدِّثُ عَنْ نَافِعٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: عَرَفَةُ
كُلُّهَا مَوْقِفٌ، ثُمَّ حَدَّثَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ:
قُلْنَا لِنَافِعٍ: أَسَمِعْتَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: عَرَفَةُ
كلُّها مَوْقِفٌ؟ قَالَ: لا.
وَقَالَ السَّعدي: عُثْمَانُ الْبُرِّيُّ كَذَّبَهُ الثَّوري.
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا شُعْبَةُ قَالَ: أَفَادَنِي
عُثْمَانُ الْبُرِّيُّ، عَنْ قَتَادَةَ حَدِيثًا، فَسَأَلْتُ
قَتَادَةَ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ، قَالَ: فَجَعَلَ عُثْمَانُ يَقُولُ:
بَلْ أَنْتَ حَدَّثْتَنِي، فَيَقُولُ: لا، فَيَقُولُ: بَلْ أَنْتَ
حدَّثتني، فَقَالَ قَتَادَةُ: هَذَا يُخْبِرُنِي عَنْ أَنَّ لي
عَلَيْهِ ثَلاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ.
مؤمِّل بْنُ إِسْمَاعِيلَ، سَمِعْتُ عُثْمَانَ البرِّيّ يَقُولُ:
كَذَبَ أَبُو هُرَيْرَةَ.
عَفَّانُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ البرِّيّ، وَذُكِرَ عِنْدَهُ
الْمِيزَانُ، فَقَالَ: لَهُ كفَّتان! يُنْكِرُ ذَلِكَ.
وَسَمِعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ يَقُولُ: لَيْسَ بِمِيزَانٍ،
إِنَّمَا هُوَ الْعَدْلُ، قَالَ مُحَمَّدٌ: فَوَضَعَهُ اللَّهُ
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَعْنِي الْبُرِّيَّ.
وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ عُثْمَانُ الْبُرِّيُّ يَرَى الْقَدَرَ،
وَكَانَ يَغْلَطُ فِي الْحَدِيثِ، وَفِي كِتَابِهِ الصَّوَابُ،
فَلا يَرْجِعْ إِلَيْهِ، وَكَانَ يُحَدِّثُ عِشْرِينَ حَدِيثًا
عَنْ عَلِيٍّ، وَابْنِ مَسْعُودٍ، وَعُمَرَ، ثم يقول: هذا كلّه
باطل، ثم يجيء بِرَأْيِ حَمَّادٍ فَيَقُولُ: هَذَا هُوَ الْحَقُّ.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَضَايَا شُرَيْحٍ كُلُّهُ بَاطِلٌ.
وَحَدَّثَنِي ثِقَةٌ عَنْهُ، أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ: {تَبَّتْ
يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] فِي أُمِّ الْكِتَابِ، فَقَالَ:
إِنَّمَا كَانَ فِي الْكِتَابِ: ت ب ت، فَأَمَّا يَدَا أَبِي لهبٍ
فَلَمْ تَكُنْ.
قُلْتُ: لا جَهْلَ فَوْقَ هَذَا، فَمَا لِلتَّفْرِقَةِ وَجْهٌ.
278- عديُّ بْنُ الْفَضْلِ1، أَبُو حَاتِمٍ. –ق.
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، واهٍ، مِنْ مَوَالِي آلِ تَيْمِ بْنِ مرَّة.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 46"، الجرح والتعديل "7/ 4"، ميزان الاعتدال
"3/ 62"، تهذيب التهذيب "7/ 170-171".
(10/196)
عَنْ: سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ، وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كُرَيْزٍ،
وَعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرير،
وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ،
وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ.
وَلَعَلَّهُ بَقِيَ إِلَى بَعْدِ السَّبعين وَمِائَةٍ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لا يُكتَبُ حَدِيثُهُ وَلا كَرَامَةَ
لَهُ.
وَقَالَ السَّعديّ: لَمْ يَقْبَلِ النَّاسُ حَدِيثَهُ.
وَقَالَ النَّسائيّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ 171.
279- عِصَامُ بْنُ بَشِيرٍ1، الْكَعْبِيُّ، الْحَارِثِيُّ،
الْجَزَرِيُّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ مَرْوَانَ الرُّهاويّ، وَالْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، وَغَيْرُهُمَا.
يُقَالُ: عَاشَ مِائَةً وَعِشْرِينَ سَنَةٍ، قَالَهُ
الْبُخَارِيُّ.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ.
وَخَرَّجَ لَهُ النَّسائي فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ.
280- عِصَامُ بْنُ طَلِيقٍ2، الطُّفاوي.
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ.
عَنْ: عطية العوفيّ، وأبي جمرة الضُّبعيّ، وَالْحَسَنِ
الْبَصْرِيِّ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَالأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَبَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ،
وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
التُّرْجُمَانِيُّ، وَآخَرُونَ.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 70"، الجرح والتعديل "7/ 25"، تهذيب التهذيب
"7/ 194".
2 الجرح والتعديل "7/ 25-26"، ميزان الاعتدال "2/ 66-67"، تهذيب
التهذيب "7/ 195-196".
(10/197)
قال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أبو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مَجْهُولٌ، مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيُّ: أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا عصام
طَلِيقٍ، نَا شُعَيْبٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: قُتِلَ رَجُلٌ
عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
شَهِيدًا، فَبَكَتْهُ بَاكِيَةٌ، فَقَالَ لَهَا: "مَا يُدْرِيكِ
أَنَّهُ شَهِيدٌ، فَلَعَلَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِيمَا لا
يَعْنِيهِ، أَوْ يَبْخَلُ بِفَضْلِ مَا لا ينفعه" 1.
281- عطاء المقنَّع2.
شيخ لعين، كَانَ يَعْرِفُ السَّحر والسِّيمياء، فَرَبَطَ النَّاسَ
بِالْخَوَارِقِ وَالْمُغَنِّيَاتِ، وادَّعى الرُّبوبية مِنْ
طَرِيقِ الْمُنَاسَخَةِ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ
تَحَوَّلَ إِلَى صُورَةِ آدَمَ، وَلِذَلِكَ أَمَرَ الْمَلائِكَةَ
بالسُّجود لَهُ، ثُمَّ تَحَوَّلَ إِلَى صُورَةِ نُوحٍ، ثُمَّ
إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرِهِمْ من الأنبياء والحكماء الفلاسفة، إِلَى
أَنْ حَصَلَ فِي صُورَةِ أَبِي مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيِّ صَاحِبِ
الدَّعْوَةِ، ثُمَّ بَعَدَهُ انْتَقَلَ إِلَيَّ، فَعَبَدَهُ
خَلائِفٌ مِنَ الْجَهَلَةِ وَقَاتَلُوا دُونَهُ مَعَ مَا شَاهَدُوا
مِنْ قُبْحِ صُورَتِهِ، وَسَمَاجَةِ جَهْلِهِ.
كَانَ مشوَّهًا، أَعْوَرَ، قَصِيرًا، أَلْكَنَ، وَكَانَ لا
يَكْشِفُ وَجْهَهُ، بَلِ اتَّخَذَ لَهُ وَجْهًا مِنْ ذَهَبٍ،
وَلِذَلِكَ قِيلَ لَهُ: المقنَّع.
وَمِمَّا أضلَّهم بِهِ مِنَ الْمَخَارِيقِ قَمَرٌ يَرَوْنَهُ فِي
السَّمَاءِ مَعَ قَمَرِ السَّمَاءِ، فَقِيلَ: كَانَ يَرَاهُ
النَّاسُ مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرَيْنِ، فَفِي ذَلِكَ يَتَغَزَّلُ
هِبَةُ اللَّهِ بْنُ سَنَاءِ الْمُلْكِ مِنْ قَصِيدَةٍ:
إِلَيْكَ فَمَا بَدْرُ المقنَّع طَالِعًا ... بِأَسْحَرَ مِنْ
أَلْحَاظِ بَدْرِي المعمَّم
وَلِأَبِي الْعَلاءِ الْمَعَرِّيِّ:
أَفِقْ إِنَّمَا الْبَدْرُ المعمَّم رَأْسُهُ ... ضَلالٌ وغيٌّ
مِثْلُ بَدْرِ المقنَّع
وَلَمَّا اسْتَفْحَلَ الشَّرُّ بِعَطَاءٍ، لَعَنَهُ اللَّهُ،
تَجَهَّزَ الْعَسْكَرُ لِحَرْبِهِ، وَقَدْ صَدُّوهُ وَحَصَرُوهُ
فِي قَلْعَتِهِ، فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ، جَمَعَ
نِسَاءَهُ وسقاهن السُّمَّ فهلكن، ثم تناول سمًّا
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه أبو يعلى "11/ 523"، والبيهقي في شعب
الإيمان "4/ 261"، وذكره الهيثمي في المجمع "10/ 303"، وقال: أخرجه
أبو يعلى وفيه عصام بن طليق وهو ضعيف.
2 المعرفة والتاريخ "1/ 149"، شذرات الذهب "1/ 248".
(10/198)
فَمَاتَ، فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ
جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، كَمَا ثَبَتَ
الْحَدِيثُ فِي ذلك، ثم أخذت القلعة، وقتل رؤوس أبتاعه، وَكَانَ
بِمَا وَرَاءَ النَّهر.
هَلَكَ فِي سنةٍ ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
282- عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ1، أَبُو عَائِذٍ الْحِمْصِيُّ،
الْمُؤَذِّنُ. -ت. ن.
عَنْ: عَطَاءِ بْنِ رَبَاحٍ، وَقَتَادَةَ، وَسُلَيْمِ بْنِ
عَامِرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وعنه: بقية، والوليد بن مسلم، وأبو المغيرة، وَعَلِيُّ بْنُ
عَيَّاشٍ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَأَبُو
جَعْفَرٍ النُّفيليّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: شَيْخٌ صَالِحٌ، ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْثِرُ عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ
أَبِي أُمَامَةَ، بِمَا لا أَصْلَ لَهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ معين: ليس بثقة.
وكذا قال النّسائيّ.
يحيى الوحاظيّ، أنا عُبَيْدٌ، عَنْ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
مَرْفُوعًا: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيُؤْتَى مَالا وَوَلَدًا
وَصِحَّةً، فَتَشْكُوهُ الْمَلائِكَةُ، فَيَقُولُ اللَّهُ: مُدُّوا
لَهُ فِيمَا هُوَ فِيهِ، فَإِنِّي لا أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ
صَوْتَهُ"2.
توفّي قريبا من سنة ستّ وَمِائَةٍ.
283- عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ3، أَبُو خُرَيْمٍ
الْبَاهِلِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ.
سَمِعَ: الْحَسَنَ، وَابْنَ سِيرِينَ، وَسَالِمَ بْنَ عَبْدِ
اللَّهِ، وَنَافِعًا، وَغَيْرَهُمْ.
وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ،
وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَسَعْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ،
وَالتَّبُوذَكِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الحوضيّ، وآخرون.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 81-82"، الجرح والتعديل "7/ 36"، ميزان
الاعتدال "3/ 83".
2 "حديث ضعيف": أخرجه العقيلي في الضعفاء "3/ 430"، وقال: عفير بن
معدان عن سليم بن عامر لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به.
3 الطبقات الكبرى "7/ 279"، التاريخ الكبير "6/ 442"، الجرح
والتعديل "6/ 312"، ميزان الاعتدال "3/ 86".
(10/199)
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعيِنٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
قُلْتُ: لَمْ يُخَرِّجُوا لَهُ شَيْئًا، وَفِي التَّابِعِينَ.
284- عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الْحَسْنَاءِ.
يَرْوِي عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ أَحَادِيثَ فِيهِ جَهَالَةٌ.
285- عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ1، الرِّفَاعِيُّ، الأَصَمُّ.
وَيُقَالُ: ابْنُ الأَصَمِّ الْبَصْرِيِّ، فَهَذَا ضَعِيفٌ.
يَرْوِي عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَعَطَاءٍ، وَابْنِ
بُرَيْدَةَ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.
وَقَدْ خَلَطَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ تَرْجَمَةَ ذَا
بِذَاكَ الْبَاهِلِيِّ، فَوَهِمُوا.
رَوَى عَنْهُ: حَاتِمُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَعَاصِمُ بْنُ
عَلِيٍّ، وَحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ،
وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ضَعِيفٌ.
وَلَيَّنَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ أَبُو سلمة التّبوذكيّ، أخبرني الْحُسَيْنُ بْنُ عَدِيٍّ
قَالَ: نَظَرْنَا فِي كِتَابِ عُقْبَةَ الأَصَمِّ، فَإِذَا
بِأَحَادِيثَ يُحَدِّثُ بِهَا عَنْ عَطَاءٍ، إِنَّمَا هِيَ فِي
كِتَابِهِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَدْ فَرَّقَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ بَيْنَ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ الرِّفَاعِيِّ، وَبَيْنَ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
الأَصَمّ وَقَالَ: قَالَ أَبِي: عُقْبَةُ بْنُ الأَصَمِّ لَيِّنُ
الْحَدِيثِ.
قلت: هما واحد، وهو ضعيف.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 441"، الجرح والتعديل "6/ 314-315"، تهذيب
التهذيب "7/ 244-245".
(10/200)
286- عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ1،
الْمَعَافِرِيُّ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
شيخ الإسكندريّة وفقيهها.
أحذ عَنْ: رَبِيعَةَ الرَّأْيِ، وَخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَغَيْرُهُ.
مَاتَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
287- عِكْرِمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ2، الأَزْدِيُّ، الْقَاضِي،
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، الْكُوِفيُّ. نَزِيلُ الْبَصْرَةِ.
عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَإِدْرِيسَ الأَزْدِيِّ،
وَسُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَالْحُسَيْنُ
بْنُ حَفْصٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ
النُّفَيْلِيُّ.
ضَعَّفَهُ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَدْ وَلِيَ قَضَاءَ الرَّيِّ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: فِيهِ الْمَوْصِلِيُّ، يُخَالَفُ فِي
حَدِيثِهِ، وَفِي حِفْظِهِ اضْطِرَابٌ.
288- الْعَلاءُ بْنُ زَيْدَلٍ3، الثَّقَفِيُّ، الْبَصْرِيُّ، أَبُو
مُحَمَّدٍ. -ق.
وَبَعْضُهُمْ سَمَّاهُ: الْعَلاءَ بْنَ زَيْدٍ، وَبَعْضُهُمْ
سَمَّاهُ: الْعَلاءَ بْنَ يَزِيدَ.
يَرْوِي عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَنَاكِيرَ، وَعَنْ شَهْرِ بْنِ
حوشب.
وعنه: يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
الصَّبَّاحِ، وعثمان بن مطبع السّلميّ، ويحيى بن سعيد العطّار،
الحمصيّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَجَمَاعَةٌ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 434"، الجرح والتعديل "6/ 317"، الثقات لابن
حبان "8/ 499".
2 التاريخ الكبير "7/ 50"، الجرح والتعديل "7/ 11"، ميزان الاعتدال
"3/ 89-90".
3 التاريخ الكبير "6/ 520"، الجرح والتعديل "6/ 355-356"، ميزان
الاعتدال "3/ 99-100". تهذيب التهذيب "8/ 182-183".
(10/201)
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: مَتْرُوكُ
الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي عَنْ أَنَسٍ نُسْخَةً
مَوْضُوعَةً، لا يَحِلُّ ذِكْرُهُ إِلا تَعَجُّبًا.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: الْعَلاءُ بْنُ زَيْدٍ، مَتْرُوكٌ، مِنْ
أَهْلِ الْبَصْرَةِ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ
الأَيْلِيُّ، نَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى الْقُرَشِيُّ، نَا الْعَلاءُ
بْنُ زَيْدَلٍ، نَا أَنَسٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْفُقَرَاءُ مَنَادِيلُ الأَغْنِيَاءِ،
يَمْسَحُونَ بِهِمْ من ذنوبهم"1.
قلت: الظاهر أنّ مِنْ بَلايَا إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَهْدِيٍّ.
قَالَ: أَنَا الْفَتْحُ الأَزْدِيُّ قَالَ: كَانَ يَضَعُ
الْحَدِيثَ.
وَقَدْ ذَكَرَ الْعُقَيْلِيُّ أَيْضًا، الْعَلاءُ بْنُ يَزِيدَ،
أَبُو مُحَمَّدٍ، الثَّقَفِيُّ، الْوَاسِطِيُّ، وَكَذَا سَمَّاهُ
الْبُخَارِيُّ، وَقَالَ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، بَصْرِيٌّ.
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: نَا الْعَلاءُ أَبُو مُحَمَّدٍ
الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، وَكَانَتِ الشَّمْسُ
بِنُورٍ وَضِيَاءٍ، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وسلم- عن ذاك، فقال: "لأن معاوية بن مُعَاوِيَةَ
اللَّيْثِيَّ مَاتَ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ، فَبَعَثَ اللَّهُ
إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفِ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ". قِيلَ:
بِمَاذَا؟ قَالَ: بِكَثْرَةِ قِرَاءَةِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}
[الإخلاص: 1] الْحَدِيثُ بِطُولِهِ2.
289- الْعَلاءُ بْنُ هَارُونَ، الْوَاسِطِيُّ3.
أَخُو الإِمَامِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، قَدِيمُ الْمَوْتِ، وَلِيَ
قَضَاءَ الأَنْبَارِ، وَسَكَنَ الرَّمْلَةَ مُدَّةً.
وَحَدَّثَ عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ، وَحُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ،
وَحُمَيْدِ بْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَسَوَّارُ بْنُ عِمَارَةَ،
وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ الْجَوْهَرِيُّ.
كُنْيَتُهُ: أَبُو يَعْلَى.
ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَأَشَارَ إِلَى تَوْثِيقِهِ.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات "2/ 154".
2 "حديث ضعيف": أخرجه العقيلي في الضعفاء "3/ 342".
3 التاريخ الكبير "6/ 519"، الجرح والتعديل "6/ 362"، والثقات لابن
حبان "7/ 267، 8/ 504"، والميزان "3/ 105".
(10/202)
وَمِمَّنْ يَرْوِي عَنْهُ: حَسَّانُ بْنُ
حَسَّانٍ.
290- عَلِيُّ بْنُ حَوْشَبٍ، الْفَزَارِيُّ1، الدِّمَشْقِيُّ،
أَبُو سُلَيْمَانَ. -د.
عَنْ: أَبِيهِ، وَمَكْحُولٍ، وَأَبِي سَلامٍ مَمْطُورٍ، وَأَبِي
عُقَيْلٍ الْمَعَافِرِيِّ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَمَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ،
وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَأَبُو تَوْبَةَ
الْحَلَبِيُّ.
وَكَانَ حَدَّادًا، يُجَالِسُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قَالَ دُحَيْمٌ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ الْفَسَوِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
الرَّمْلِيُّ، ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
حَوْشَبٍ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: إِذَا رَأَيْتَ رَايَةً
هَاشِمِيَّةً فَلا تَعْرِضْ لَهَا، فَإِنَّ دَوْلَتَهَا طَوِيلَةٌ.
291- عَلِيُّ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نِجَادِ بْنِ رِفَاعَةَ2،
الرِّفَاعِيُّ، أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْبَصْرِيُّ. –خ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَأَبِي الْمُتَوَكِّلِ عَلِيٍّ النَّاجِيِّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، وَعَفَّانُ، وَعَلِيُّ بْنُ
الْجَعْدِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وَعَفَّانُ: كَانَ هَذَا يُشَبَّهُ
بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ حَسَنَ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ،
لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ
الْمَوْصِلِيُّ: زَعَمُوا أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي كُلَّ يَوْمٍ
سِتَّمِائَةِ رَكْعَةٍ، كَانَ عَابِدًا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.
وَعَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ كَانَ يُسَمِّي عَلِيَّ
بْنَ عَلِيٍّ الرّفاعيّ: راهب العرب.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 272"، الجرح والتعديل "6/ 182"، الثقات لابن
حبان "7/ 208".
2 الطبقات الكبرى "7/ 275"، التاريخ الكبير "6/ 288" الجرح
والتعديل "6/ 196"، تهذيب التهذيب "7/ 366".
(10/203)
وَكَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ: اذْهَبُوا بِنَا
إِلَى سَيِّدِنَا وَابْنِ سَيِّدِنَا عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ يَقُولُ بِالْقَدَرِ.
قُلْتُ: وَذَكَرَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ مُخْتَصرًا.
292- عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ، الْقُرَشِيُّ، الْكُوفِيُّ1.
عَنْ: إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: شَرِيكٌ الْقَاضِي.
293- عَلِيُّ بْنُ عَلِيٍّ، الْحِمْيَرِيُّ2، قَاضِي الرَّيِّ.
عَنْ: عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
سَعْدٍ الدَّشْتَكِيِّ.
وَعَنْهُ: السِّنْدِيُّ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَهِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ
اللَّهِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ.
مَحِلُّهُ الصِّدْقُ.
294- عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ الضَّبِّيُّ، الْكُوفِيُّ، أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ.
وَصِيُّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.
يَرْوِي عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ،
وَالأَعْمَشِ، وَأَبِي مَعَانٍ الْبَصْرِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ المحاربيّ، وإسحاق السّلوليّ،
وَأَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ،
وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ، فَقَالَ: كَانَ مُتَعَبِّدًا
صَاحِبَ سُنَّةٍ، قَالَ: وَيُقَالُ: إِنَّهُ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ
بِالْكُوفَةِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْهُ، يَعْنِي: فِي الدِّينِ.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
وقال ابن حيّان: كَانَ يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ عَنِ الْمَشَاهِيرِ،
حَتَّى رُبَّمَا سَبَقَ إِلَى الْقَلْبِ أَنَّهُ الْمُتَعَمِّدُ
لَهَا، فَبَطُلَ الاحْتِجَاجُ بِهِ لِمَا أَتَى عَنِ الثِّقَاتِ
مِنَ الْمُعْضِلاتِ.
وَرَوَى عَنْ أَسْعَدَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن أَبِي أَوْفَى، عَنِ
النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، بواطيل.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 287"، الجرح والتعديل "6/ 197"، الثقات لابن
حبان "7/ 210".
2 التاريخ الكبير "6/ 288"، الجرح والتعديل "6/ 197"، والثقات لابن
حبان "8/ 460".
(10/204)
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ،
ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاصِلٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ، عَنْ
سُفْيَانَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: كُنَّا
مَعَ جَرِيرٍ، فَلَمَّا أَتَيْنَا قُطْرَبُّلَ أَسْرَعَ السَّيْرَ،
فقلت: رأيناك أسرعت في السَّيْرَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "تُبْنَى مَدِينَةٌ
بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَقُطْرُبُّلَ وَالْفُرَاتِ،
تَجْتَمِعُ إِلَيْهَا جَبَابِرَةُ الأَرْضِ وَكُنُوزُهَا، هِيَ
أَسْرَعُ فِي الأَرْضِ، مِنَ الْوَتَدِ فِي الأَرْضِ
الْخَوَّارَةِ"1.
قَالَ يَحْيَى بْنُ آدَمَ: إِنَّمَا أَصَابَهُ عَمَّارٌ عَلَى
ظَهْرِ كِتَابٍ فَرَوَاهُ عَنْهُ.
هُوَ حَدِيثُهُ مُنْكَرٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: ثَنَا أَبِي، قَالَ: قَدِمَ
الْمُسَيَّبُ بْنُ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ الأَمِيرُ الْكُوفَةَ،
فَبَعَثَ إِلَى عَمَّارِ بْنِ سَيْفٍ بِأَلْفَيْنِ فَرَدَّهَا،
قَالَ: فَطَلَبَتْهَا زَوْجَتُهُ، فَأَنْفَذَ إِلَيْهَا
الْمُسَيَّبُ بِالأَلْفَيْنِ، فَبَاتَتْ عِنْدَهَا، فَأَصْبَحَ
عَمَّارٌ يَقُولُ: قَدْ أَحْدَثْتِ فِي هَذِهِ الْخِزَانَةِ
حَدَثًا، لَقَدْ رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّهَا تَضْطَرِمُ
عَلَيْنَا نَارًا، فَقَالَتِ: الأَلْفَيْنِ. أَخَذْتُهَا فَهِيَ
فِي الْخِزَانَةِ، قَالَ: كِدْتِ أَنْ تَحْرِقِينَا، رُدِّيهَا،
فَرَدَّتْهَا.
295- عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ2، الْبَصْرِيُّ، الصَّيْدَلانِيُّ.
-د. ت. ق.
عن: الحسن، ومكحول البصريّ، وثابت، ويزيد الرَّقَاشِيِّ.
وَعَنْهُ: الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَعَمْرُو بْنُ عون، وعارم أبو
النّعمان، وشيبان، والواحد بْنُ غِيَاثٍ، وَخَالِدُ بْنُ خِرَاشٍ،
وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَديِثِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: كُنْيَتُهُ أَبُو سَلَمَةَ، رُبَّمَا
يَضْطَرِبُ فِي حَدِيثِهِ.
قَالَ الْحَكَمُ بْنُ يَزِيدَ: حَجَّ عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ
سَبْعًا وَخَمْسِينَ حَجَّةً.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي لا بأس به، ممّن يكتب حديثه.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "5/ 1726"، وابن عساكر في
تاريخه "1/ 133"، والخطيب في تاريخه "1/ 35".
2 الطبقات الكبرى "7/ 283"، التاريخ الكبير "6/ 505"، الجرح
والتعديل "6/ 365-366"، تهذيب التهذيب "7/ 416-417".
(10/205)
وَضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ: وَلَمْ
يُتْرَكْ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وستين تقربيًا.
296- عُمَرُ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ عَمَّارٍ1، أَبُو حَفْصٍ،
الْمَازِنِيُّ، الْبَصْرِيُّ. -خ- أَخُو أَبِي عَمْرٍو، وَمُعَاذٍ،
وَسُفْيَانَ.
لَهُ عَنْ نَافِعٍ حَدِيثٌ أَوْ حَدِيثَانِ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ رَجَاءٍ الْفُرَاتِيُّ.
خَرَّجَ الْبُخَارِيُّ فِي أَنّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ2، وَرَوَاهُ
النَّاسُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ
الْعَلاءِ.
وَقِيلَ: إِنَّ يَحْيَى بْنَ كَثِيرٍ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ
مُعَاذٍ، وَرَجَّحَ ذَلِكَ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَكَتَبَ مُعَاذُ
بْنُ العلاء، أبو غسّان، وهو مشهور، أَبُو حَفْصٍ فَلا يَكَادُ
يُعْرَفُ.
297- عُمَرُ بْنُ عَمْرٍو3، الأُحْمُوسِيُّ، أَبُو حَفْصٍ.
شَامِيٌّ مُقِلٌّ.
قَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَاكِمُ: سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ
بَشِيرٍ الأَسْلَمِيَّ، وَابْنَ أَبِي الْبَكَرَاتِ.
رَوَى عَنْهُ: جَرَّاحُ بْنُ يَحْيَى الْحِمْصِيُّ، وَكَعْبُ بْنُ
حَامِدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّامِيُّ، وَبَقِيَّةُ،
وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ الْقُدُّوسِ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
الْعَطَّارُ.
وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَهُوَ قَلِيلُ الرِّوَايَةِ.
298- عِمْرَانُ بْنُ زَيْدٍ التَّغْلِبِيُّ4، الْبَصْرِيُّ،
الْمُلائِيُّ، الطَّوِيلُ. -ت. ق.
عَنْ: سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، وَزَيْدٍ الْعَمِّيِّ، وَأَبِي
حازم الأعرج.
__________
1 التاريخ لابن معين "2/ 433".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "3583"، والترمذي "505"، والدارمي في
سننه "31"، وابن حبان في صحيحه "6506"، والبيهقي في السنن الكبرى
"3/ 196".
3 الكنى والأسماء للدولابي "1/ 151"، والجرح والتعديل "6/
127-128".
4 التاريخ الكبير "6/ 424"، الجرح والتعديل "6/ 298"، ميزان
الاعتدال "3/ 237-238"، تهذيب التهذيب "8/ 132-133".
(10/206)
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَسَدُ
بْنُ مُوسَى، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْعَيْشِيُّ.
كَنَّاهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ: أَبَا يَحْيَى.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
299- عِمْرَانُ بْنُ قُدَامَةَ1 الْعَمِّيُّ، الْبَصْرِيُّ.
مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ.
رَوَى عَنْ: أَنَسٍ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: زَيْدٌ الْعَمِّيُّ، وَحَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ،
وَحَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
التَّبُوذَكِيُّ.
قَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ: لَمْ يَكُنْ بِهِ بَأْسٌ، لَكِنَّهُ لم
يكن من أهل الحديث، كتبت عَنْهُ، وَرَمَيْتُ بِهِ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَا بِهِ بَأْسٌ.
300- عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ2،
الْمَخْزُومِيُّ.
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ بحديثين، أحمدهما مرسلًا في مراسيل أبي
داود، والثاني منكرًا.
رَوَى عَنْهُ: مَعْنٌ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ،
وَيُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ حيّان فِي الثِّقَاتِ، وَخَطَبَ كَعَوَائِدِهِ
فَقَالَ: يُعْتَبَرُ بِحَدِيثِهِ إِذَا رَوَى عَنْهُ الثِّقَاتُ؛
لِأَنَّ فِي رِوَايَةِ الضّعفاء عنه مناكير كثيرة.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 428"، الجرح والتعديل "6/ 303"، المجروحين
"2/ 123"، ميزان الاعتدال "3/ 241".
2 التاريخ الكبير "6/ 426"، الجرح والتعديل "6/ 305"، الثقات لابن
حبان "8/ 497"، تهذيب التهذيب "8/ 137".
(10/207)
قُلْتُ: قَدْ قَالَ الطَّبَرَانِيُّ:
يَرْوِي لَهُ حَدِيثًا مُسْنَدًا سِوَى هَذَا، وَذَكَرْتُ حَدِيثًا
فِي كِتَابِي الْمِيزَانِ.
301- عَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ1، عِرَاقِيٌّ كُوفِيٌّ.
رَوَى عَنْ: بَرْذَعَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعِمْرَانَ بْنِ
سُلَيْمَانَ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، وَأَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ،
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ، وَلَمْ يَتَعَرَّضْ إِلَى
تَلْيِينِهِ بِوَجْهٍ.
302- عَمْرُو بْنُ الْعَلاءِ الْيَشْكُرِيُّ2، الْبَصْرِيُّ، أَبُو
الْعَلاءِ.
سَمِعَ: أَبَا رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيَّ، وَصَالِحَ بْنَ سَرْجٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، وَأَبُو
الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ.
303- عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ3، الْكُوفِيُّ، ثُمَّ الرَّازِيُّ،
الأَزْرَقُ.
عَنْ سِمَاكِ بْنِ عَمْرٍو، وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو،
وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، وَمُحَّمَدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ،
وَالزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ،
وَسَلَمَةُ الأَبْرَشُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْجَهْمِ، وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الدَّشْتَكِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ الرَّازِيُّونَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لا بَأْسَ بِهِ، لَهُ أَوْهَامٌ.
قُلْتُ: كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْحَدِيثِ.
304- عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ4، أَبُو بُرْدَةَ التَّمِيمِيُّ،
الْكُوفِيُّ. -ق.
عَنْ: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ،
وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، ومحارب بن دثار، وحمّاد الفقيه.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 322"، الجرح والتعديل "6/ 226"، الثقات لابن
حبان "8/ 479".
2 التاريخ الكبير "6/ 360"، الجرح والتعديل "6/ 251"، الثقات لابن
حبان "8/ 478".
3 التاريخ الكبير "6/ 364"، الجرح والتعديل "6/ 255"، تهذيب
التهذيب "8/ 93-94".
4 التاريخ الكبير "6/ 383"، الجرح والتعديل "6/ 269-270"، تهذيب
التهذيب "8/ 119-120".
(10/208)
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَوَكِيعٌ،
وَطَلْقُ بْنُ غَنَّامٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَيَحْيَى
الْحِمَّانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ الأَسَدِيُّ.
ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ ابْنُ معين: ليس حديث بِشَيْءٍ.
305- عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو بَكْرٍ الأَسَدِيُّ1،
الْكُوفِيُّ. -ت. ن.
قَاضِي الرَّيِّ، وَلِذَلِكَ اشْتُهِرَ بِعَنْبَسَةَ الرَّازِيِّ.
عَنْ: زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَبِيبِ بْنِ
أَبِي عَمْرٍو، وَعَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
أبي إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ،
وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلْمٍ، وَيَعْقُوبُ
الْقَمِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
وَقَدْ أَوْرَدْتُ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ: عَنْبَسَةُ بْنُ
سَعِيدٍ.
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، يَرْوِي عَنْ حَنْظَلَةَ.
* وَعَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْكَلاعِيُّ2.
عَنْ أَنَسٍ.
306- وَعَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ، أَخُو أَبِي الرَّبِيعِ
السَّمَّانِ3.
وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ الرَّاوِي عَنْ حَنْظَلَةَ.
307- عِيسَى بْنُ أَيُّوبَ4، أَبُو هَاشِمٍ، الْقَيْنِيُّ،
الأَزْدِيُّ، الدِّمَشْقِيُّ. -د. ع.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 35"، الجرح والتعديل "6/ 399"، الثقات لابن
حبان "7/ 289"، تهذيب التهذيب "8/ 155".
2 الجرح والتعديل "6/ 400"، الثقات لابن حبان "7/ 289"، ميزان
الاعتدال "3/ 300".
3 الجرح والتعديل "6/ 399"، المجروحين "2/ 178"، ميزان الاعتدال
"3/ 399-400"، تهذيب التهذيب "8/ 157-158".
4 الجرح والتعديل "6/ 272"، تهذيب الكمال "1077".
(10/209)
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَقَتَادَةَ،
وَالرَّبِيعِ بْنِ لُوطٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَبَقِيَّةُ، وَأَبُو
مُسْهِرٍ.
وَكَانَ مِنْ أَهْلِ التَّقْوَى وَالزُّهْدِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَحَكَى أَبُو مُسْهِرٍ حِكَايَةً فِي مُبَالَغَتِهِ فِي
الْوَرَعِ.
308- عِيسَى بْنُ صَدَقَةَ بْنِ عَبَّادٍ1، أَبُو مُحْرِزٍ،
الْيَشْكُرِيُّ.
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، دَخَلَ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَعَ أَبِيهِ.
وَرَوَى عَنْ: عَبْدِ الْحَمِيدِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَأَبُو دَاوُدَ، وَسَعِيدُ
بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ السَّمَّانُ.
وَقَالَ فِيهِ عِيسَى بْنُ عَبَّادٍ: يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ،
ضَعَّفُوهُ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: ضَعِيفٌ ضَعِيفٌ.
309- عِيسَى بْنُ الضَّحَّاكِ2، الْكِنْدِيُّ، بِالرَّيِّ.
عَنْ: إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَالأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي
بَكْرٍ الإِسْفَذْنِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الدَّشْتَكِيُّ.
صَدُوقٌ، قَالَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
310- عِيسَى بْنُ عَلِيٍّ3. -د. ت.
هو الأمير، أبو العبّاس، ويقال: أَبُو مُوسَى، عِيسَى بْنِ عَلِيُّ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ،
الْهَاشِمِيُّ، الْعَبَّاسِيّ، عَمُّ الْمَنْصُورِ، وَالسَّفَّاحِ،
وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ نَهْرُ عِيسَى بِبَغْدَادَ، وَقَصْرُ عِيسَى.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأخيه محمد.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 407"، الجرح والتعديل "6/ 278-279"، ميزان
الاعتدال "3/ 314".
2 الجرح والتعديل "6/ 279"، الثقات لابن حبان "7/ 237".
3 الطبقات الكبرى "9/ 245"، الجرح والتعديل "6/ 282"، ميزان
الاعتدال "3/ 319".
(10/210)
وَعَنْهُ: ابْنَاهُ إِسْحَاقُ، وَدَاوُدُ،
وَشَيْبَانُ النَّحْوِيُّ، وَهَارُونُ الرَّشِيدُ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ يَرْجِعُ إِلَى عِلْمٍ وَدِينٍ وَصَلاحٍ، خَدَمَ أَبَاهُ
وَانْتَفَعَ بِهِ وَلَمْ يَتَوَلَّ إِمْرَةً عَلَى بَلَدٍ
تَوَرُّعًا. وَكَانَ فِيهِ بَعْضُ الانْقِطَاعِ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ لَهُ مَذْهَبٌ جَمِيلٌ، مُعْتَزِلٌ
لِلسُّلْطَانِ، قَالَ: وَلَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
فِي مُسْنَدِ الطَّيَالِسِيِّ، وَجَامِعِ أَبِي عِيسَى، وَسُنَنِ
أَبِي دَاوُدَ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ مَرْفُوعًا: يُمْنُ الْخَيْلِ فِي شُقْرِهَا1.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: غَرِيبٌ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ: مَاتَ عِيسَى سَنَةَ ثَلاثٍ
وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقِيلَ: مَاتَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ.
311- عِيسَى بْنُ مُسْلِمٍ2، أَبُو دَاوُدَ الطُّهَوِيُّ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ، وَعَمْرِو
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِنْدٍ الْجَمَلِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، وَعُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْعَطَّارُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كُوفِيٌّ لَيِّنٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
312- عِيسَى بْنُ مُوسَى3.
هُوَ وَلِيُّ عَهْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، الأَمِيرُ، أَبُو
مُوسَى، عِيسَى بْنُ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
الْهَاشِمِيُّ.
مَوْلِدُهُ وَمَرْبَاهُ بِالْحُمَيِّمَةِ مِنْ نَوَاحِي
الْبَلْقَاءِ بِالشَّامِ، فِي سَنَةِ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ.
كَانَ أَحَدَ الشُّجْعَانِ الْمَذْكُورِينَ، وَلَمَّا احْتُضِرَ
السَّفَّاحُ، كَتَبَ لَهُ بِوِلايَةِ الْعَهْدِ بَعْدَ
الْمَنْصُورِ، فَكَانَ ذَا عَظَمَةٍ وَجَلالَةٍ، وَهُوَ الَّذِي
انْتُدِبَ لِقِتَالِ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن
__________
1 "حديث حسن": أخرجه أبو داود "2545"، والترمذي "1695"، وأحمد في
المسند "1/ 272"، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود
"2545".
2 الجرح والتعديل "6/ 288"، ميزان الاعتدال "3/ 323"، تهذيب
التهذيب "8/ 230".
3 جمهرة أنساب العرب "19، 32، 33، 139، 169"، سير أعلام النبلاء
"7/ 434-435".
(10/211)
حَسَنٍ، وَلِقِتَالِ أَخِيهِ حَتَّى ظَفِرَ
بِهِمَا، وَتَوَطَّدَ مُلْكُ بَنِي الْعَبَّاسِ، بَعْدَ أَنْ
أَشْرَفَ عَلَى الزَّوَالِ.
ثُمَّ إِنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا تَمَكَّنَ، أَقْبَلَ عَلَى عِيسَى
بْنِ مُوسَى بِالرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ، فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى
أَلْزَمَهُ بِتَقْدِيمِ ابْنِهِ الْمَهْدِيِّ عَلَى نَفْسِهِ فِي
وِلايَةِ الْعَهْدِ.
وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ الْكُوفَةِ مُدَّةً وَكَانَ مُوسَى وَالِدُ
هَذَا قَدْ تُوُفِّيَ شَابًّا فِي الْغَزْوِ بِأَرْضِ الرُّومِ
سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ، فَنَشَأَ عِيسَى فِي كِفَالَةِ جَدِّهِ
مُحَمَّدٍ الإِمَامِ.
وَيُقَالُ: إِنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا أَخَّرَ عِيسَى بْنَ مُوسَى
فِي الْعَهْدِ، مَرَّ فِي مَوْكِبِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ مَاجِنٌ
فَقَالَ: هَذَا الَّذِي أَرَادَ أَنْ يَكُونَ غَدًا فَصَارَ بَعْدَ
غَدٍ.
وَحَكَى نِفْطَوَيْهِ فِي تَارِيخِهِ: إِنَّ الْمَنْصُورَ لما قدّم
ابنه المهديّ فِي وِلايَةِ الْعَهْدِ قَالَ مُخَنَّثٌ هَذَا
اللَّفْظَ.
وَقَدْ بَذَلَ الْمَنْصُورُ لِعِيسَى أَمْوَالا حَتَّى نَزَلَ عَنْ
مَنْصِبِهِ.
ثُمَّ إِنَّ الْمَهْدِيَّ لَمَّا اسْتُخْلِفَ لَمْ يَزَلْ يَقْتُلُ
فِي الذِّرْوَةِ وَالْغَارِبِ حَتَّى خَلَعَهُ عَنْ وِلايَةِ
الْعَهْدِ بَعْدَهُ لِوَلَدِهِ مُوسَى بْنِ الْمَهْدِيِّ، كَمَا
هُوَ مَذْكُورٌ فِي الْحَوَادِثِ.
تُوُفِّيَ عِيسَى سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
313- عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ1، الْمَدَنِيُّ، الْمَعْرُوفُ
بِالْوَاسِطِيِّ.
رَوَى عَنْ: مَوْلاهُ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَسَالِمِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعْمَانِ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي
إِيَاسٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَيَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: اسْتَعْدَيْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: مَا
هَذِهِ الْمُنْكَرَاتُ الَّتِي تَرْوِيهَا عَنِ الْقَاسِمِ؟
فَقَالَ: لا أعود.
وقال البخاريّ، وغيره: منكر الحديث.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 401-402"، الجرح والتعديل "6/ 287"، ميزان
الاعتدال "3/ 325-326"، التهذيب "8/ 236".
(10/212)
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ
بِشَيْءٍ.
فَأَمَّا عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ، الْمَدَنِيُّ.
الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو عَاصِمٍ التَّفْسِيرَ، فَقَدْ مَرَّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
314- عِيسَى بْنُ يَزِيدَ الأَزْرَقُ1، أَبُو مُعَاذٍ،
النَّحْوِيُّ، قَاضِي سَرْخَسَ. -ق- حَدَّثَ عَنْ: جَرِيرِ بْنِ
يَزِيدَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ،
وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعِيسَى غُنْجَارُ، وَحَكَّامُ
بْنُ سَلْمٍ، وَيَحْيَى بْنُ وَاضِحٍ، وَآخَرُونَ.
وَهُوَ صَدُوقٌ.
"حرف الْغَيْنِ":
315- غَوْثُ بْنُ سُلَيْمَانَ2، أَبُو يَحْيَى، الْحَضْرَمِيُّ.
الْفَقِيهُ، قَاضِي دِيَارِ مِصْرَ.
روى عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ،
وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ.
وَكَانَ إِمَامًا عَارِفًا بِالْقَضَاءِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
وقال ابن يونس: ... توفّي ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
316- غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ3، أَبُو عبد الرحمن الكوفيّ.
__________
1 التاريخ الكبير "6/ 402"، الجرح والتعديل "6/ 291"، تهذيب
التهذيب "8/ 236".
2 الطبقات الكبرى "7/ 517"، التاريخ الكبير "7/ 111-112"، الجرح
والتعديل "7/ 57"، الثقات لابن حبان "7/ 313".
3 التاريخ الكبير "7/ 109"، الجرح والتعديل "7/ 57"، ميزان
الاعتدال "3/ 337".
(10/213)
أَخَذَ عَنْ: مُوسَى الْجُهَنِيِّ،
وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي علبة، وَمُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَسَلامُ بْنُ سَلْمَانَ،
وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: يُعَدُّ فِي الْكُوفِيِّينَ، تَرَكُوهُ.
وَرَوَى عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ:
كَذَّابٌ، ليس بثقة، ولا مأمون.
قال ابْنُ حِبَّانَ: وَغَيْرُهُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ،
كُنْيَتُهُ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَدِمَ
عَلَى الْمَهْدِيِّ بِعَشَرَةِ مُحَدِّثِينَ، مِنْهُمْ فَرَجُ بْنُ
فَضَالَةَ، وَغِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَكَانَ الْمَهْدِيُّ
يُحِبُّ الْحَمَامَ، فَلَمَّا أُدْخِلَ قِيلَ لَهُ: حَدِّثْ
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَحَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
مَرْفُوعًا: "لا سَبْقَ إِلا فِي حَافِرٍ أَوْ نَصْلٍ" 1.
وَزَادَ فِيهِ: "أَوْ جَنَاحٍ"، فَأَمَرَ لَهُ الْمَهْدِيُّ
بَعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ، فَلَمَّا قَامَ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ
قَفَاكَ قَفَا كَذَّابٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَإِنَّمَا اسْتَجْلَبْتَ ذَلِكَ، ثُمَّ
أَمَرَ بِالْحَمَامِ فَذُبِحَتْ.
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ، وَغَيْرُهُ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ العقيليّ: نا محمد بن، نَا سَلامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نَا
غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَلْحَةُ بْنُ
عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "أَمَرَ رسول
الله صلى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَغْنِيَاءَ بِاتِّخَاذِ الْغَنَمِ،
وَأَمَرَ الْمَسَاكِينَ بِاتِّخَاذِ الدَّجَاجِ"2.
"حَرْفُ الْفَاءِ":
317- فَتْحُ الْمَوْصِلِيُّ3.
هُوَ فتح بن محمد بن وشاح، الموصليّ.
__________
1 "حديث صحيح دون قوله: "أو جناج": أخرجه أبو داود "2574"،
والترمذي "1700"، والنسائي "3587"، وابن ماجه "2878"، وأحمد في
المسند "20/ 256، 358، 385، 425، 474"، وابن حبان في صحيحه "4690"،
والبيهقي في السنن الكبرى "10/ 16"، وصححه الشيخ الألباني في
الإرواء "5/ 333"، وهذه الزيادة موضوعة: أخرجها ابن الجوزي في
الموضوعات "1/ 42"، وأشار إليها الشيخ الألباني في الضعيفة "1/
389"، وقال: إنها موضوعة.
2 "حديث موضوع": أخرجه العقيلي في الضعفاء "3/ 441".
3 الثقات لابن حبان "7/ 322"، سير أعلام النبلاء "7/ 349".
(10/214)
الزَّاهِدُ، أَحَدُ الْعَارِفِينَ.
ذَكَرَ الْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ، شَيْخُ الْمَوْصِلِ، أَنَّهُ
لَقِيَ ثَمَانِمِائَةِ شَيْخٍ، مَا فِيهِمْ أَعْقَلُ مِنْ فَتْحٍ.
وَكَانَ مَشْهُورًا بِالْعِبَادَةِ وَالْفَضْلِ، وَهُوَ فَتْحٌ
الْمَوْصِلِيُّ الْكَبِيرُ، لا فَتْحٌ الصَّغِيرُ، وَلَقَدْ
بَالَغَ الأَزْدِيُّ فِي "تَارِيخِ الْمُوَاصَلَةِ" فِي تَرْجَمَةِ
هَذَا وَجَمْعِ مَنَاقِبِهِ.
وَقَدْ رَوَى عن عطاء بن رَبَاحٍ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَانَ يُوقِدُ
فِي الأَتُّونِ بِالأُجْرَةِ بَعْدَمَا كَانَ يَصِيدُ السَّمَكَ،
فَتَرَكَ صَيْدَهَا لِكَوْنِهِ اشْتَغَلَ عَنْ صَلاةِ الْجَمَاعَةِ
بِمُعَالَجَةِ سَمَكَةٍ كَبِيرَةٍ حَتَّى أَخْرَجَهَا.
أَرْسَلَ إِلَيْهِ الْمُعَافَى بِأَلْفِ دِرْهَمٍ، فَرَدَّهَا
وَأَخَذَ مِنْهَا دِرْهَمًا وَاحِدًا، مَعَ شِدَّةِ فَاقَةِ
أَهْلِهِ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ كَانَ لا يَنَامُ إِلا قَاعِدًا، حَكَى عَنْهُ
زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، وَعَفِيفُ بْنُ سَالِمٍ،
وَقَاسِمٌ الْحِمْصِيُّ، وَآخَرُونَ.
وَكَانَ كَثِيرَ الْبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، مُلازِمًا
لِقِيَامِ اللَّيْلِ.
يُرْوَى أَنَّ أَمِيرَ الْمَوْصِلِ، أَحْمَدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ عَلِيٍّ الْعَبَّاسِيَّ عَادَهُ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِ،
وَخَرَجَ ابْنُهُ فَقَالَ: هُوَ نَائِمٌ، فَقَالَ فَتْحٌ مِنْ
دَاخِلٍ: مَا أَنَا بِنَائِمٍ مَا لِي وَلَكَ؟ قَالَ: هَذِهِ
عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ ضَعْهَا حَيْثُ شِئْتَ، قَالَ: بَلْ
ضَعْهَا أَنْتَ فِي مَوَاضِعِهَا، وَمَا خَرَجَ إِلَيْهِ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ نَظَرَ إِلَى الدَّخَاخِينِ يَوْمَ الْعِيدِ
فَغُشِيَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: ذَكَرْتُ دُخَانَ جَهَنَّمَ.
وَحَكَى أَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ أَنَّهُ شَهِدَ جِنَازَةَ
الْمَوْصِلِيِّ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ: فَمَا بَقِيَ مِلِّيٌّ وَلا ذِمِّيٌّ إِلا حَضَرَهَا.
وَعَنْ غَيْرِ واحد، أن فتحًا قال: إلهي، كم تردّني في طرق
الدّينا، أَمَا آنَ لِلْحَبِيبِ أَنْ يَلْقَى حَبِيبَهُ؟ وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى
فَتْحٍ الْمَوْصِلِيِّ وَهُوَ يُوقِدُ بِالأُجْرَةِ، وَكَانَ
شَرِيفًا من العرب1.
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 294".
(10/215)
وَعَنْ بِشْرٍ الْحَافِي قَالَ: بَلَغَنِي
أَنَّ بِنْتًا لِفَتْحٍ عَرِيَتْ، فَقِيلَ: أَلا تَطْلُبُ مَنْ
يَكْسُوهَا؟ قَالَ: أَدَعُهَا لِيَرَى اللَّهُ عُرْيَهَا،
وَصَبْرِي عَلَيْهَا1.
وَيُقَالُ: تُوُفِّيَ فَتْحٌ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
318- فُرَاتُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ سُلَيْمَانَ2.
وَقِيلَ: أَبُو الْمَعَالِي الْجَزَرِيُّ.
رَوَى عَنْ: مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ كَثِيرًا، وَعَنْ غَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَزِيدَ الْبَرَاءُ، وَحُسَيْنُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَعَامِرُ بْنُ سيّار، والهثيم بْنُ
جَمِيلٍ، وَشَبَّابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ،
وَالْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ، وَآخَرُونَ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: منكر الحديث.
وقال ابن مَعِين: لَيْسَ بشيء.
وقال الدّارقطنيّ، وغيره: متروك.
وقال ابن حيّان: كَانَ مِمَّنْ يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ
الأَثْبَاتِ، لا يجوز الرِّوَايَةُ عَنْهُ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيّ: قَالَ الْبُخَارِيُّ: كُوفِيٌّ تَرَكُوهُ.
319- فَضَّالُ بْنُ جُبَيْرٍ3، أَبُو الْمُهَنَّدِ، الْغُدَانِيُّ،
الْبَصْرِيُّ. ذُكِرَ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ أَبِي أُمَامَةَ
الْبَاهِلِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ، وَعَبْدُ الْوَاحِدِ
بْنُ غِيَاثٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: رَوَى أَحَادِيثَ غَيْرَ مَحْفُوظَةٍ.
وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكَتَّانِيُّ، عَنْ أَبِي
حَاتِمٍ الرَّازِيِّ قَالَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: لا يَحِلُّ الاحْتِجَاجُ بِهِ بِحَالٍ.
وَقَالَ فِي تَارِيخِهِ: فَضَّالٌ لا شَيْءَ، رَوَى عَنْ بِشْرِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ
__________
1 أخرجه أبو نعيم في الحلية "8/ 292"، وابن الجوزي في صفة الصفوة
"4/ 183".
2 التاريخ الكبير "7/ 130"، الجرح والتعديل "7/ 80"، ميزان
الاعتدال "3/ 341-342".
3 المجروحين لابن حبان "2/ 204"، ميزان الاعتدال "3/ 347-348".
(10/216)
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "سَاعَاتُ
الأَمْرَاضِ، سَاعَاتُ الْخَطَايَا" 1.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، بِقِرَاءَتِي عَنْ عبد
العزيز بن محمد البزّاز: أَنَّ يُوسُفَ بْنَ أَيُّوبَ الزَّاهِدَ
أَخْبَرَهُمْ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّور،
أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
الْبَغَوِيُّ، ثَنَا طَالُوتُ، ثَنَا فَضَّالٌ، نَا أَبُو
أُمَامَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ الآيَاتِ طُلُوعُ الشَّمْسِ
مِنْ مَغْرِبِهَا" 2، هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفُ الإِسْنَادِ، إِلا
أَنَّ مُسْلِمَ بْنَ الْحَجَّاجِ رَوَاهُ فِي صَحِيحِهِ، مِنْ
حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.
320- الْفَضْلُ بْنُ مُهَلْهَلٍ3.
شَيْخٌ زَاهِدٌ، كُوفِيٌّ، وَهُوَ أَخُو مفضَّل بْنِ مُهَلْهَلٍ.
رَوَى عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَمُغِيرَةَ بْنِ
مِقْسَمٍ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ
سُوقَةَ.
وَعَنْهُ: الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبَوَارِيُّ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَمْ يُكْتَبْ حَدِيثُهُ.
321- فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ4، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
الْكُوفِيُّ، الْعَنْزِيُّ، مَوْلاهُمُ الأَغَرُّ.
عَنْ: عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَطِيَّةَ العوفيّ، وشقيق بن عقبة.
أبي سلمة الجهني، وجماعة.
وَقِيلَ: أَنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ.
وَرَوَى عَنْهُ: أَبُو أُسَامَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ووكيع،
ويحيى بن آدم، وأبو نعيم، عليّ بْنُ الْجَعْدِ، وَسَعْدَوَيْهِ،
وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، وابن معين.
__________
1 "حديث حسن لغيره": أخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات ص
"43-44".
2 "حديث صحيح لغيره": أخرجه مسلم "2941"، وأبو داود "4310"، وابن
ماجه "4069"، وأحمد في المسند "2/ 164، 201".
3 التاريخ الكبير "7/ 115"، الجرح والتعديل "7/ 67"، ميزان
الاعتدال "3/ 360".
4 التاريخ الكبير "7/ 122"، الجرح والتعديل "7/ 75"، ميزان
الاعتدال "3/ 362-363"، التهذيب "8/ 298-300".
(10/217)
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس بِهِ.
وَقَالَ النَّسائيّ: ضَعِيفٌ.
وَضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ مرَّة.
وَقَالَ الْحَاكِمُ: عِبْتُ عَلَى مُسْلِمٍ إِخْرَاجَهُ فِي
صَحِيحِهِ.
قُلْتُ: إِنَّمَا رَوَى لَهُ فِي الْمُتَابَعَاتِ، وَلَمْ
يَذْكُرْهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ، وَلا
النَّسائيّ، وَلا الْعُقَيْلِيُّ، وَلا أَبُو بِشْرٍ الدُّولابي،
وَهُوَ صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: منكر الحديث جدًّا، وكان مِمَّنْ يَرْوِي
عَنْ عَطِيَّةَ الْمَوْضُوعَاتِ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي عِنْدِي
أَنَّ كُلَّمَا رَوَى عَنْ عَطِيَّةَ مِنَ الْمَنَاكِيرِ، يُلْزِقُ
بِعَطِيَّةَ وَيَبْرَأُ فُضَيْلٌ مِنْهَا. إِلَى أَنْ قَالَ:
وَهُوَ مِمَّنِ اسْتَخَرْتُ اللَّهَ فِيهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: سُئِلَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ
عَنْهُ فَقَالَ: ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: وَهُوَ شِيعِيٌّ غَيْرُ رَافِضِيٍّ.
قَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ: جَاءَ فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ،
وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى زُهْدًا وَفَضْلا، إِلَى
الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُ
طَعَامٌ، فَأَخْرَجَ لَهُ سِتَّةَ دَرَاهِمَ وَقَالَ: مَا مَعِي
غَيْرُهَا، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ: لَيْسَ عِنْدَكَ غَيْرُهَا
وَأَنَا آخُذُهَا، فأبى الحسن إلا أَنْ يَأْخُذَهَا، فَأَخَذَ
ثَلاثَةً وَتَرَكَ ثَلاثَةً.
وَتُوُفِّيَ قَبْلَ سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
322- فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ1.
وهو أبو يحيى، فليح ين سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ،
الْمَدَنِيُّ، مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ، الْعَدَوِيِّ.
وَيُقَالُ: اسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ، وَغَلَبَ عَلَيْهِ فُلَيْحٌ.
كَانَ مِنْ كِبَارِ علماء العصر.
__________
1 الطبقات الكبرى "5/ 415"، التاريخ الكبير "7/ 133"، الجرح
والتعديل "7/ 84-85"، تهذيب التهذيب "8/ 303-305".
(10/218)
رَوَى عَنْ: نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ،
وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، والزَّهريّ، وَعَبَّاسِ بْنِ
سَهْلٍ السَّاعديّ، وَعَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَسَعِيدِ
بْنِ الْحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسيّ، وَشُرَيْحُ بْنُ النُّعمان،
ويحيى بن صالح، وسعيد بن منصور، وَابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ
فُلَيْحٍ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهرانيّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
وَغَيْرُهُ أَوْثَقُ مِنْهُ، مَعَ احْتِجَاجِ الشَّيْخَيْنِ بِهِ.
قَالَ عَبَّاسٌ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ ذَكَرَ فُلَيْحَ بْنَ
سُلَيْمَانَ، فَلَمْ يقوِّ أَمْرَهُ.
وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: هُوَ وابن أبي الزِّناد، والدَّراورديّ،
وأبو أويس، أثبتهم عبد العزيز الدَّراورديّ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: فُلَيْحٌ
ضَعِيفٌ.
وَكَذَا رَوَى عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ عَنْهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، والنَّسائيّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ
يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: ثَلاثَةٌ يتَّقى حَدِيثُهُمْ: مُحَمَّدُ
بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مصرِّف، وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وفليح ين
سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ هَذَا مِنْ أَبِي كَامِلٍ مظفِّر بْنِ
مُدْرِكٍ، وَكُنْتُ آخُذُ عَنْهُ هَذَا الشَّأْنَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ المثنىَّ: مَا سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ
بْنَ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا
سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "من تعلّم ممّا
يبتغى به وجه الله لا يَتَعَلَّمُهُ إِلا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا
مِنَ الدُّنيا، لم يجد عرف الجنّة" 1.
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه أبو داود "3664"، وابن ماجه "252"،
وأحمد في المسند "2/ 338"، والدارمي في سننه "257"، بنحوه، والحاكم
في المستدرك "1/ 85"، وابن حبان في صحيحه "78"، وصححه الشيخ
الألباني في صحيح الجامع "6159".
(10/219)
ثُمَّ قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: الرِّوَايَةُ
فِي هَذَا الْبَابِ ليِّنة.
قُلْتُ: هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى نَكَارَتِهِ عَلَى شروط
الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
مَاتَ فُلَيْحٌ: سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الْقَافِ":
323- الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ1، أَبُو الْمُغِيرَةِ الأَزْدِيُّ،
الْحُدَّانِيُّ، الْبَصْرِيُّ. -م. ع. كان ينزل من بَنِي حُدَّانَ،
فَعُرِفَ بِهِمْ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ سِيرِينَ، وَثُمَامَةَ بْنِ حَزْنٍ
الْقُشَيْرِيِّ، وَأَبِي نَضْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ،
وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَعَلِيُّ بْنُ
الْجَعْدِ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ،
وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: هُوَ مِنْ مَشَايِخِنَا الثِّقات.
قُلْتُ: أَوْرَدَهُ الْعُقَيْلِيُّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ،
فَمَا تَعَلَّقَ عَلَيْهِ رِبَاطٌ، بَلِ اسْتُغْرِبَ لَهُ،
فَقَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، هُوَ الصَّائِغُ، نَا
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نَا الْقَاسِمُ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: بَيْنَمَا رَاعٍ يَرْعَى غَنَمًا، إِذْ
جَاءَ ذِئْبٌ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَخَلَّصَهَا الرَّاعِي،
فَقَالَ الذِّئب: يَا رَاعِيَ الْغَنَمِ، أَلا تَتَّقِي اللَّهَ2؟،
الْحَدِيثَ.
قُلْتُ: صَحَّحَهُ التِّرمذيّ وَرَفَعَهُ.
مَاتَ الْحُدَّانِيُّ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
ويقال: سنة ثمانٍ.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 283"، التاريخ الكبير "7/ 169"، الجرح
والتعديل "7/ 116-117"، التهذيب "8/ 329-330".
2 "حديث صحيح لغيره": أخرجه البخاري "2324، 3471"، ومسلم "2388"،
والترمذي "3677"، وأحمد في المسند "2/ 245، 246، 382"، وابن حبان
في صحيحه "6486، 6485".
(10/220)
324- قريش بن حيَّان1، العجليّ، وأبو
بَكْرٍ الْبَصْرِيُّ. -خ.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي هَارُونَ
الْعَبْدِيِّ، وَأَبِي غَالِبٍ.
الْبَاهِلِيِّ، وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ.
وَعَنْهُ: الأَوْزَاعِيُّ، وهو أقدم وأجلّ منه، ووكيع، وَابْنُ
وَهْبٍ، وَيَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الطَّاطَرِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ
الْعَيْشِيُّ، وَخَلْقٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، والنَّسائي.
325- قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ الأَسَدِيُّ
الْحِمَّانِيُّ2، الْكُوفِيُّ. -م. ع.
عَنِ: الأَعْمَشِ، وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَعَاصِمُ بْنُ يُوسُفَ، وَيَحْيَى
بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَحْمَدُ.
326- قطريُّ الْخَشَّابُ3.
عَنْ: سَرِيعٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، وَعَبْدِ الْوَارِثِ
مَوْلَى أَنَسٍ، وَمُدْرِكٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَعُبَيْدُ
بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ،
وَآخَرُونَ.
مَحِلُّهُ الصِّدْقُ.
327- قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ4.
يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ الأسَدِيَّ، الْكُوفِيَّ، أحد الأعلام،
على لينٍ في روايته.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 194"، الجرح والتعديل "7/ 142"، تهذيب
التهذيب "8/ 375".
2 التاريخ الكبير "7/ 191"، الجرح والتعديل "1/ 141"، الثقات لابن
حبان "7/ 348"، التهذيب "8/ 378-379".
3 التاريخ الكبير "7/ 203"، الجرح والتعديل "7/ 148-149"، الثقات
لابن حبان "7/ 346".
4 الطبقات الكبرى "6/ 377"، التاريخ الكبير "7/ 156"، الكنى
والأسماء للدولابي "2/ 101"، الجرح والتعديل "7/ 96-98"، ميزان
الاعتدال "3/ 393-396"، تهذيب التهذيب "8/ 391-395".
(10/221)
رَوَى عَنْ: عَمْرِو بْنِ مرَّة، وَزِيَادِ
بْنِ عِلاقَةَ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَمُحَارِبِ بْنِ
دِثَارٍ، وَزُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ، وَأَبِي إِسْحَاقَ
السَّبيعيّ.
وَعَنْهُ: شعبة، الثَّوريّ، وَهُمَا مِنْ أَقْرَانِهِ، وَإِسْحَاقُ
بْنُ مَنْصُورٍ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ،
وَوَكِيعٌ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ
بْنِ الرَّيّان، وَعَدَدٌ كَثِيرٌ.
كَانَ شُعْبَةُ مَعَ نَقْدِهِ لِلرِّجَالِ يُثْنِي عَلَى قَيْسٍ.
وَقَالَ عَفَّانُ: كَانَ ثِقَةً.
وَلَيَّنَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ، وَقَالَ مُرَّةُ: كَانَ
يضعَّف.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ رِوَايَاتِهِ مُسْتَقِيمَةٌ، ثُمّ
قَالَ: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ فِيهِ شُعْبَةُ، وَأَنَّهُ لا بَأْسَ
بِهِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: هُوَ عند جميع أصحابنا صدوق،
وكتابه صالح، ثم قال: هو رَدِيءُ الْحِفْظِ جِدًّا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ المثنَّى: مَا سَمِعْتُ يَحْيَى وَلا
عَبْدَ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثَانِ عَنْ قَيْسٍ شَيْئًا قَطُّ.
وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ
عَيَّاشٍ يقول: كان قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ لا يُفَرِّقُ بَيْنَ
أناسٍ ذَكَرَهُمْ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَ عَنْ قَيْسٍ
أَوَّلا، ثُمَّ تَرَكَهُ.
وَقَالَ مُحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ
قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ اسْتَعْمَلَهُ أَبُو جَعْفَرٍ
عَلَى الْمَدَائِنِ، فَكَانَ يُعَلِّقُ النِّسَاءَ بِثَدْيِهِنَّ،
وَيُرْسِلُ عَلَيْهِنَّ الزَّنَابِيرَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ المثَّنى: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ
عُبَيْدٍ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ قَيْسٌ عندنا بدون سفيان، ولكّنه
اسْتُعْمِلَ، فَأَقَامَ عَلَى رجلٍ الحدَّ فَمَاتَ، فَطَفَى أمره.
وقال النَّسائي: متروك.
وقا أَبُو الْوَليِدِ: كَانَ شَرِيكٌ فِي جِنَازَةِ قَيْسِ بْنِ
الرَّبِيعِ فَقَالَ: مَا تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ.
وقال أَبُو الْوَلِيدِ: كَتَبْتُ عَنْ قَيْسٍ ستَّة آلافِ حديث.
(10/222)
وَقَالَ سَالِمُ بْنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ
لِي شُعْبَةُ: أَدْرِكْ قَيْسَ بْنَ الرَّبِيعِ لا يَفُوتُكَ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُولُ: أَلا
تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الأَحْوَلِ، يَقَعُ فِي قَيْسِ بْنِ
الرَّبِيعِ، يَعْنِي: يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
مَاتَ قَيْسٌ سَنَةَ ثمانٍ أَوْ سبعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
"حرف الكاف":
328- كثير بن سليم الضَّبّيّ1، المدائنيّ، وأبو سَلَمَةَ. –ق.
عَنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَالضَّحَّاكِ.
وَعَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ، كَاتِبُ اللَّيْثِ، وَسَلامُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الْمَدَائِنِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَعَمْرُو
بْنُ عَوْنٍ، وَجُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، والنَّسائيّ.
وَقَالَ الْبُسْتِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ. ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارقطنيّ، وَغَيْرُهُ: هُوَ كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ
اللَّهِ الأُبُلِّيُّ.
وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ، وَجَمَاعَةٌ،
وَهُوَ الصَّحِيحُ.
329- كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّامِيُّ2، النَّاجِيُّ،
أَبُو هَاشِمٍ، الأُبُلِّيُّ، الْبَصْرِيُّ.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.
وَعَنْهُ: قُتَيْبَةُ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التُّرْجُمَانِيُّ،
وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
الْهَرَوِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي
الشَّوَارِبِ، وَعِدَّةٌ.
قال أبو حاتم: شبه المتروك.
__________
1 الجرح والتعديل "7/ 152"، ميزان الاعتدال "3/ 405"، تهذيب
التهذيب "8/ 416-417".
2 الجرح والتعديل "7/ 154"، ميزان الاعتدال "3/ 406".
(10/223)
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النَّسائيّ: متروك.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: هُمَا وَاحِدٌ، فَوَهِمَ.
قُلْتُ: وَهَذَا لَعَلَّهُ تَأَخَّرَ إِلَى بَعْدِ السَّبْعِينَ،
فَإِنَّ قُتَيْبَةَ لَقِيَهُ.
قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ
زَيْنَبَ، وَعَبْدِ الْمُعِزِّ كِتَابَهُ قَالَتْ: أَنَا وَهْبَةُ
بْنُ طَاهِرٍ، أَنَّ أَبَا حَامِدٍ الأَزْهَرِيَّ أَخْبَرَهُ،
وَقَالَ الآخَرُ: أَنَا زَاهِرٌ، أنّ سعيد العيّار أَخْبَرَهُ.
قَالا: أَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ، نَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نَا أَبُو
هَاشِمٍ كَثِيرٌ الأُبُلِّيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
يُحَدِّثُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- المدينة، أنا ابن ثماني
سِنِينَ، وَكَانَ أَبِي تُوُفِّيَ، وَتَزَوَّجَتْ أُمِّي بِأَبِي
طَلْحَةَ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ، إِذْ ذَاكَ لَمْ يَكُنْ لَهُ
شَيْءٌ، وَرُبَّمَا بِتْنَا اللَّيْلَةَ وَاللَّيْلَتَيْنِ
بِغَيْرِ عَشَاءٍ، فَوَجَدْنَا كَفًّا مِنْ شَعِيرٍ وَخَبَزْتُ
مِنْهُ قُرْصَيْنِ، الْحَدِيثَ بِطُولِهِ1.
330- كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ2 بْنِ
زَيْدِ بْنِ طَلْحَةَ، الْيَشْكُرِيُّ، الْمُزَنِيُّ،
الْمَدَنِيُّ. -د. ت. ق.
عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ بِنُسْخَةٍ، وَعَنْ: نَافِعٍ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقَرَظِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وهب، وعبد الله بن نافع، القعنبيّ، وَإِسْمَاعِيلُ
بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَخَلْقٌ.
اتَّفقوا عَلَى ضَعْفِهِ.
وَضَرَبَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَلَى حَدِيثِهِ.
وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: هُوَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الْكَذِبِ.
وَكَذَا قَالَ أَبُو دَاوُدَ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَرَوَى الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ معين: ليس بشيء.
__________
1 "حديث ضعيف جدًّا": وفيه صاحب الترجمة وهو متروك كما تقم ذكره.
2 الطبقات الكبرى "5/ 412"، التاريخ الكبير "7/ 217"، الجرح
والتعديل "7/ 154"، تهذيب التهذيب "8/ 421-423".
(10/224)
وقال النَّسائيّ: متروك.
وَكَذَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ.
وَأَمَّا التِّرمذيّ فَأَخَذَ يُمْلِي فَقَالَ: قُلْتُ
لِمُحَمَّدٍ، فِي حَدِيثِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، فِي سَاعَةِ الْجُمُعَةِ، قَالَ: هُوَ
حَدِيثٌ حَسَنٌ، إِلا أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَحْمِلُ عَلَى
كَثِيرٍ، يضعِّفه.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي كَثِيرٌ، عَنْ أبيه، عن جدّه
نُسْخَةً مَوْضُوعَةً، لا يَحِلُّ ذِكْرُهَا إِلا عَلَى جِهَةِ
التَّعجُّب.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
331- كُلْثُومُ بْنُ زِيَادٍ، الْمُحَارِبِيُّ1، مَوْلاهُمُ
الشَّامِيُّ، قَاضِي دِمَشْقَ.
رَوَى عَنْ مَوْلاهُ قَاضِي دِمَشْقَ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ،
وَعَنْ: أبَيِ كَثِيرٍ السُّحيميّ صَاحِبِ أَبِي هُرَيْرَةَ،
وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَشَدَّادِ بْنِ عَمَّارٍ
وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ،
وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
ضَعَّفَهُ النَّسائيّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَيْسَ لَهُ مِنَ الْحَدِيثِ إِلا
الْيَسِيرُ.
وَأَشَارَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: هُوَ ثِقَةٌ.
332- كَوْثَرُ بْنُ الْحَكِيمِ2، الهمدانيّ، الكوفيّ، نزيل حلب.
روى عَنْ: عَطَاءٍ، وَنَافِعٍ، وَمَكْحُولٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: مبشَّر بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو نَصْرٍ التَّمَّارُ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ كَوْثَرٍ الرَّهَاوِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ: لَيْسَ
بِشَيْءٍ، أَحَادِيثُهُ بَوَاطِيلُ، كَانَ هُشَيْمٌ ذَهَبَ إِلَى
حَلَبَ فَسَمِعَ مِنْهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، والدَّارقطنيّ، وَغَيْرُهُمَا: مَتْرُوكُ
الْحَدِيثِ.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 228"، الجرح والتعديل "7/ 164"، ميزان
الاعتدال "3/ 413".
2 التاريخ الكبير "7/ 245"، الجرح والتعديل "7/ 176"، ميزان
الاعتدال "3/ 416-417".
(10/225)
وقال ابن معين: ليس بشيء.
قال ابْنُ خُزَيْمَةَ: لا أَحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ السَّعديُّ: لا أَسْتَحِلُّ كِتَابَةَ حَدِيثِهِ؛
لِأَنَّهُ مطَّرح.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ضَعِيفٌ.
333- كيسان1، أبو عمر، الفزازي، الْكُوفِيُّ، الْقَصَّارُ.
عَنِ: الْقَصَّابِ مَوْلاهُ يَزِيدَ بْنِ بِلالٍ الْفَزَارِيِّ،
وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَلَوِيِّ.
وَعَنْهُ: الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ
يَعْلَى الأَسْلَمِيُّ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ النُّعمان،
وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
"حرف الْمِيمِ":
334- مَالِكُ بْنُ الْهَيْثَمِ2، أَبُو نَصْرٍ، الْخُزَاعِيُّ،
الْمَرْوَزِيُّ.
أَحَدُ الثَّائِرِينَ الاثْنَيْ عَشَرَ النَّاهِضِينَ بِأَعْبَاءِ
مَنْشَأِ الدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ، قَامُوا بِخُرَاسَانَ مَعَ
أَبِي مُسْلِمٍ صَاحِبِ الدَّوْلَةِ فَاسْتَوْلَوْا عَلَى مَرْوَ،
ثُمَّ عَلَى مَمْلَكَةِ خُرَاسَانَ كُلِّهَا، وتمّ الأمر، وقلعت
الدولة الأموية بشرورها، فقد كان المنصور يعظّم أبا نَصْرٍ هَذَا
وَيُجِلُّهُ.
وَحَكَى عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ ... وَقَدْ
رُمِيَ بِالإِبَاحِيَّةِ وَالزَّنْدَقَةِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ
بِسَرِيرَتِهِ.
يُقَالُ: كَانَ عَلَى رَأْيِ الخرَّمية فِي إِبَاحَةِ
الْمَحَارِمِ.
وَهُوَ جَدُّ الْفَقِيهِ الشَّهِيدِ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ
الْخُزَاعِيِّ، الَّذِي قَتَلَهُ الْوَاثِقُ، وَكَانَ مَالِكٌ
هَذَا قَدْ قَدِمَ الشَّامَ وَاجْتَمَعَ بإبراهيم بن محمد الإمام.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 235"، الجرح والتعديل "7/ 166"، تهذيب
التهذيب "8/ 454".
2 تاريخ خليفة "406، 413"، البيان والتبين "2/ 96".
(10/226)
335- مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ1 بْنِ أَبِي
أُمَيَّةَ، أَبُو فَضَالَةَ، الْقُرَشِيُّ، الْعَدَوِيُّ،
مَوْلاهُمُ الْبَصْرِيُّ.
أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الكبار، رأى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُصَلِّي.
وَرَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَبَكْرٍ الْمُزَنِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ
الْمُنْكَدِرِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
عُمَرَ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وعفّان، ومسلم، وسليمان بن حرب، وموس
التَّبوذكيّ، وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ
الْجَعْدِ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ،
وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَكَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ يُحْسِنُ الثَّنَاءَ عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: شَدِيدُ التَّدْلِيسِ، فَإِذَا قَالَ:
حَدَّثَنَا، فَهُوَ ثَبْتٌ.
وَقَدِ اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ.
وَكَانَ عَفَّانُ يَرْفَعُهُ وَيُوَثِّقُهُ، وَقَالَ: كَانَ مِنَ
النَّساك، رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ الضُّعَفَاءِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ ابْنَ مَعِينٍ
عَنْهُ فَقَالَ: هُوَ مِثْلُ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ فِي
الضَّعف.
وَقَالَ حَجَّاجٌ: سَأَلْتُ شُعْبَةَ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ
فَضَالَةَ وَالرَّبِيعِ، فقال: مبارك أحب إلي منه.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: لن نكتب لمبارك إلا ما قال عنه:
سَمِعْتُ.
وَقَالَ النَّسائيّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْمَرُّوذِيّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: مَا
رَوَى مُبَارَكٌ عَنِ الْحَسَنِ، يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ مُبَارَكٌ: جَالَسْتُ الحسن ثلاث عشرة سنة.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 277"، التاريخ الكبير "7/ 1867"، الجرح
والتعديل "8/ 338-339"، الثقات لابن حبان "7/ 501"، ميزان الاعتدال
"3/ 431-432"، تهذيب التهذيب "10/ 28-31".
(10/227)
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: قَدَرِيٌّ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ أَحَادِيثِهِ مُسْتَقِيمَةٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ، وَأَبُو حَاتِمٍ: هُوَ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنَ
الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ وَذَكَرَ الْخَطِيبُ أَنَّ مُبَارَكًا
قَدِمَ عَلَى الْمَنْصُورِ بِبَغْدَادَ.
وَأَنَّهُ سَمِعَ مِنْ نَصْرِ بْنِ رَاشِدٍ فِي سَنَةِ مِائَةٍ.
وَكَانَ جَدُّهُ أَبُو أُمَيَّةَ مَوْلًى لِعُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، فَكَانَ يَجْعَلُهُ عَلَى كِتَابَتِهِ، وَأَطْلَقَ لَهُ
عُمَرُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْمَعَالِي أَحْمَدُ بْنُ الْمُؤَيَّدِ أَنَا
... عَبْدُ السَّلامِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّرائفيّ قَالُوا:
أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُعَدَّلِ، أَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهريّ، ثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي، نَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ،
ثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، ثَنَا الْحَسَنُ، فِي هَذِهِ
الآيَةِ: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان:
43] ، قَالَ: هُوَ الْمُنَافِقُ لا يَهْوَى شَيْئًا إِلا رَكِبَهُ.
قَالَ خَلِيفَةُ، وَحَجَّاجٌ الأَعْوَرُ، وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ
مُبَارَكٌ سَنَةَ أربعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: سَنَةَ خَمْسٍ.
وَقَالَ الْمَدَائِنِيُّ: سَنَةَ سِتٍّ.
336- مُبَشِّرُ بْنُ مَكْسِرٍ الْقَيْسِيُّ1.
عَنْ: أَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ،
وَابْنِ خُثَيْمٍ، وَابْنِ حَجْلانَ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ،
وَعَلِيٌّ اللاحِقِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَوْنٍ الزِّيَادِيُّ،
وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
قُلْتُ: لَمْ يُخَرِّجُوا لِذَا شَيْئًا.
337- مبشِّر بْنُ عُبَيْدٍ2، الْكُوفِيُّ، ثُمَّ الْحِمْصِيُّ. –ف.
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 343".
2 التاريخ الكبير "8/ 11"، الجرح والتعديل "8/ 343"، تهذيب التهذيب
"10/ 32-33".
(10/228)
عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ،
والزُّهريّ، وَقَتَادَةَ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَأَبُو حَيْوَةَ
شُرَيْحٌ، وَأَبُو الْمُغِيرَةِ عَبْدُ القدُّوس.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَدَعَاهُ ابْنُ عَدِيٍّ: وَسَرَدَ لَهُ نَحْوَ عَشَرَةَ
أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ.
وقال أبو المغيرة: كان عارفًا بالنَّحو وَالْعَرَبِيَّةِ.
بَقِيَّةُ: نَا مبشِّر بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "شَرُّ الْحَمِيرِ، الأَسْوَدُ الْقَصِيرُ"1.
338- مُحَمَّدُ بْنُ إِبَّانَ بْنِ صَالِحٍ2 الْقُرَشِيُّ،
الْكُوفِيُّ.
جَدُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ مَشْكِدَانَةَ.
رَوَى عَنْ: عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي
سُلَيْمَانَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيالسيّان،
وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، وَالْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ، يَتَكَلَّمُونَ في
حفظه.
يحيى بن حسّان التِّنِّسيّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
مَرْفُوعًا: $"مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى صداقٍ يَنْوِي أَنْ
لا يُؤَدِّيَهُ فَهُوَ زانٍ، وَمَنِ ادَّانَ دَيْنًا ينوي أن لا
يؤديه فهو سارق"3.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه العقيلي في الضعفاء "4/ 236"، وابن الجوزي
في الموضوعات "2/ 221"، وذكره الشيخ الألباني في الضعيفة "739"
وقال: موضوع.
2 التاريخ الكبير "1/ 34"، الجرح والتعديل "7/ 199"، تهذيب التهذيب
"9/ 5".
3 "حديث صحيح لغيره": أخرجه البزار كما في كشف الأستار "1430"،
وذكره الهيثمي في المجمع "4/ 131"، وقال: رواه البزار من طريقين
إحداهما: هذه وفيها محمد بن أبان الكوفي وهو ضعيف، والأخرى: فيها
"منع الصداق خاليًا عن الدين" وفيها محمد بن الحصين الجزري شيخ
البزار ولم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات. وصححه الشيخ الألباني
في صحيح الترغيب والترهيب للمنذري "2692".
(10/229)
وَهَذَا يُرْوَى مِنْ قَوْلِ صُهَيْبٍ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ مِنْ دُعَاةِ
الْمُرْجِئَةِ.
كَذَا أورد العقيليّ هذا الكلام فِي تَرْجَمَةِ هَذَا.
وَإِنَّمَا الَّذِي قَالَ فِيهِ أَحْمَدُ ذَلِكَ.
* مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْجُعْفِيُّ، الْكُوفِيُّ.
يَرْوِي عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ، وَحَمَّادٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ رَفِيعٍ.
أَكْثَرَ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ.
نَعَمْ هُمَا وَاحِدٌ، تَبَيَّنَ لِي ذَلِكَ، وَهُوَ صَاحِبُ
التَّرْجَمَةِ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْعَرَبِ، أَصَابَهُ سَبَاءٌ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ، وَوَلاؤُهُ لِقُرَيْشٍ.
وَقِيلَ: بَلْ تَزَوَّجَ فِي الْجُعْفِيِّينَ فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ.
وَقَدْ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ، وَلَمْ يُتْرَكْ.
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ أَيْضًا يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ.
وَقَدْ فَرَّقَهُمَا وَعَمَلَهُمَا اثْنَيْنِ، ابْنُ أَبِي
حَاتِمٍ، وَهُمَا وَاحِدٌ.
339- مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ مِهْرَانَ1،
أَبُو إِبْرَاهِيمَ.
رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَحَمَّادِ بْنِ
أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ.
وَقَالَ مُسْلِمُ بْنُ قُتَيْبَةَ: صُوَيْلِحُ الْحَدِيثِ.
340- مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ الزُّبيديّ2.
رَوَى عَنْ: مَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشِ، وَمُغِيرَةَ بن مقسم، وأبي
إسحاق الشيبانيّ، وعدّة.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 23-24"، الجرح والتعديل "7/ 184"، تهذيب
التهذيب "9/ 16-17".
2 التاريخ الكبير "1/ 36"، الجرح والتعديل "7/ 188"، ميزان
الاعتدال "3/ 480"، تهذيب التهذيب "9/ 57".
(10/230)
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَيَحْيَى
الْحِمَّانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
شِيعِيٌّ مَحِلُّهُ الصِّدق.
341- مُحَمَّدُ بْنُ أَعْيَنَ1، أَبُو الْعَلانِيَةِ.
سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى.
وَعَنْهُ: عبد الرحمن بن مهدي، وحبان بن هلال، وَطَالُوتُ بْنُ
عَبَّادٍ، وَغَيْرُهُمْ.
مَا بِهِ بَأْسٌ، وَرَوَى عَنْهُ أَيْضًا مُسْلِمُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ مَرَّاتٍ، أَنَا
الْكِنْدِيُّ إِجَازَةً، أَنَا ابْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ، أَنَا
ابْنُ النَّقُّور، نَا ابْنُ حُبَابَةَ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
الْبَغَوِيُّ، نَا طَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَعْيَنَ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يُلَبِّي
بِالْكُوفَةِ بِأَعْلَى صَوْتِهِ فِي غَيْرِ أَيَّامِ
التَّشْرِيقِ، فَسَأَلْتُ بَعْضَهُمْ فَقَالَ: إِنَّهُ يُلَبِّي
مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ.
342- مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ بَشِيرٍ الأَسْلَمِيّ2. –ن.
عَنْ: أَبِيهِ، وَزِيَادِ بْنِ طَلْحَةَ، وَإِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ،
وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ حَكِيمٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو نُعَيْمٍ،
وَطَلْقُ بْنُ غنّام، وأبو أَحْمَدُ الزَّبيريّ.
343- مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ،
الأَنْصَارِيُّ3، مَوْلاهُمُ، الْمَدَنِيُّ -ع.
أَخُو إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، وَكَثِيرٍ، وَيَحْيَى،
وَيَعْقُوبَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي طُوَالَةَ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَشَرِيكِ
بْنِ أَبِي نَمِرٍ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَطَالُوتُ، وَسَعِيدُ بْنُ
أَبِي مَرْيَمَ، وَإِسْحَاقُ الْفَرَوِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ
الأُوَيْسِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 41"، الجرح والتعديل "7/ 206-207".
2 التاريخ الكبير "1/ 44-45"، الجرح والتعديل "7/ 210"، تهذيب
التهذيب "9/ 73".
3 التاريخ الكبير "1/ 56-57"، الجرح والتعديل "7/ 220-221"، تهذيب
التهذيب "9/ 94-95".
(10/231)
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
334- مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ1، الثَّقَفِيُّ.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَالْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: عَفَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ
الْمُقَدِّمِيُّ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
345- مُحَمَّدُ بْنُ حِطَّانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حيَّة،
الْجُبَيْرِيُّ.
عَنْ: بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ، وَأَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ
بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيَعْقُوبُ
الْحَضْرَمِيُّ، وَأَبُو سَلَمَةَ التَّبوذكيّ.
لَمْ يُضَعِّفْهُ أَحَدٌ.
346- مُحَمَّدُ بْنُ خُوطٍ2، الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: نَافِعٍ، وَأَبِي حَازِمٍ الأَعْرَجِ، وَعِيسَى بْنِ
النُّعْمَانِ الزُّرَقِيِّ.
وَعَنْهُ: عَبَّاسُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ
القطونيّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَهُ أَحَادِيثُ مُتَقَارِبَةٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا أَعْرِفُهُ.
347- مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ الْمَكْحُولِيُّ3، الدِّمَشْقِيُّ،
نَزِيلُ الْبَصْرَةِ. - عم.
عَنْ: عَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى،
وَأَبِي وَهْبٍ عَبْدِ اللَّهِ الْكَلاعِيِّ، وَمَكْحُولٍ،
وَلَيْثِ بْنِ أَبِي رقيّة، وطائفة.
وعنه: سيفان، وَشُعْبَةُ، مَعَ تَقَدُّمِهِمَا، وَبَقِيَّةُ،
وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَبْدُ الرزّاق،
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 65"، الجرح والتعديل "7/ 230"، ميزان
الاعتدال "3/ 505".
2 الطبقات الكبرى "9/ 448"، التاريخ الكبير "1/ 75"، الجرح
والتعديل "7/ 246"، الثقات لابن حبان "7/ 411".
3 التاريخ الكبير "1/ 81"، الجرح والتعديل "7/ 253"، تهذيب التهذيب
"9/ 158-160".
(10/232)
وَغَيْرُهُمْ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ،
وَحَفْصٌ الْحَوْضِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَشَيْبَانُ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الجمحي، وعليّ ابن الْجَعْدِ،
وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: يُعْتَبَرُ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَيْسَ بِحَدِيثِهِ بَأْسٌ، إِذَا حَدَّثَ
عَنْهُ فَحَدِيثُهُ مُسْتَقِيمٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ: يُكَنَّى أَبَا يَحْيَى.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا في أَوْرَعَ
مِنْهُ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي
أَبِي قَالَ، قَالَ أَبُو النَّضْرِ: كُنْتُ أُوَضِّئُ شُعْبَةَ
بِالرَّصَافَةِ، فَدَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، فَقَالَ
شُعْبَةُ: أَمَا كَتَبْتَ عَنْهُ؟ أَمَا إِنَّهُ صَدُوقٌ،
وَلَكِنَّهُ شِيعِيٌّ قَدَرِيٌّ.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ قَدَرِيًّا.
مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ شُعْبَةَ
قَالَ لِي: لا تَكْتُبْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، فَإِنَّهُ
مُعْتَزِلِيٌّ رَافِضِيٌّ.
وَقَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: لَمْ يَكُنْ ثِقَةً، كَانَ يُصَحِّفُ.
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: مُشْتَمِلٌ عَلَى غَيْرِ بِدْعَةٍ،
وَكَانَ مُتَحَرِّيًا لِلصِّدْقِ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي
مُسْهِرٍ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ لَمْ تَكْتُبْ عَنِ ابْنِ
رَاشِدٍ؟ قَالَ: كَانَ يَرَى الْخُرُوجَ عَلَى الإِمَامِ.
ثُمَّ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَاتَ بَعْدَ سَنَةِ سَبْعِينَ
وَمِائَةٍ.
348- مَحْمُودُ بْنُ رَاشِدٍ1، الْبَصْرِيُّ، أَبُو نَضْلَةَ،
القرشيّ.
عن: عطاء بن أبي رباح.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 81"، الجرح والتعديل "7/ 253"، الثقات لابن
حبان "7/ 409".
(10/233)
وَعَنْهُ: يُونُسُ الْمُؤَدِّبُ،
وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ، وَغَيْرُهُمْ.
349- مُحَمَّدُ بْنُ الزُّبَيْرِ1، الْقُرَشِيُّ، مَوْلاهُمْ.
إِمَامُ جَامِعِ حَرَّانَ.
رَوَى عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَغَيْرِهِ.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ، وعمرو
بن خالد الحرّانيّ، وغيرهم.
وكان يودّب أولا هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فِي حَدِيثِهِ شَيْءٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بالمتين.
وقال ابن عديّ: منكر الحديث.
وقال البخاريّ: لا يُتَابَعُ فِي حَدِيثِهِ عَنْ حَجَّاجٍ
الرَّقِّيِّ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: يُكَنَّى أَبَا بِشْرٍ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
350- مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَارَّةَ2.
هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَارَّةَ.
ورى عَنْ: سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وَأَرْسَلَ عَنِ
السَّيِّدِ الْحَسَنِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَبْدُ
الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَلا شَيْءَ لَهُ فِي الْكُتُبِ السّتّة.
351- محمد بن سليم3، أبو هلال.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 86"، الجرح والتعديل "7/ 359"، ميزان
الاعتدال "3/ 547".
2 التاريخ الكبير "1/ 110"، الجرح والتعديل "7/ 283"، ميزان
الاعتدال "3/ 555".
3 التاريخ الكبير "1/ 105-106"، الجرح والتعديل "7/ 274"، الثقات
لابن حبان "7/ 379"، تهذيب التهذيب "9/ 196-197".
(10/234)
وَذُكِرَ بِكُنْيَتِهِ مُحَمَّدُ بْنُ
سُلَيْمٍ، أَبُو هِلالٍ، الْمَكِّيُّ.
رَوَى عَنِ: ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ.
لا يَكَادُ يُعْرَفُ.
352- مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيُّ1.
عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ.
رَوَى عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ.
353- مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ.
شَيْخٌ، رَوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَهُوَ الطَّائِفِيُّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: الْعَبَّاسُ بْنُ سُلَيْمٍ الْمَوْصِلِيُّ.
354- مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ الْخُرَاسَانِيُّ2، الْبَلْخِيُّ.
رَوَى عَنِ: الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ.
وَعَنْهُ: مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى
الْفَزَارِيُّ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَلَمْ يَلْقَهُ
بِبَلْخَ، بَلْ قَالَ: لَقِيتُهُ بِمَكَّةَ.
وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يُكْرِمُهُ.
355- مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ3، أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ، الْمَدَنِيُّ، التَّمَّارُ. –عم.
رَأَى سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ.
وَرَوَى عَنِ: الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَعَاصِمِ بْنِ
قَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: الْوَاقِدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ
الصَّائِغُ، والقعنبي، وخالد بن مخلد، وآخرون.
__________
1 لم أقف على ترجمة وهو غير الراسبي الذي يروي عن الحسن أيضًا.
2 التاريخ الكبير "1/ 106"، الجرح والتعديل "7/ 274"، الثقات لابن
حبان "9/ 48".
3 الطبقات الكبرى "9/ 446"، التاريخ الكبير "1/ 117"، الجرح
والتعديل "7/ 287"، التهذيب "9/ 225-226".
(10/235)
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
356- مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ1، الْمَدَنِيُّ، الأَزْرَقُ. -د. ن.
ق.
تَأَخَّرَ عَنِ التَّمَّارِ قَلِيلا.
حَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَزَيْدُ بْنُ
أَسْلَمَ، وَحُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَشْهَلِيِّ
الأَسَدِيِّ، وَمُسْلِمَةَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ.
وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
أَبِي الْجَوْنِ، وَأَبُو ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ،
وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وثّقه ابن حيّان.
357- مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ2، الْيَامِيُّ،
الْكُوفِيّ. -خ. م. د. ت. ق.
أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الثِّقَاتِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ،
وَالْحَكَمِ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَزُبَيْدٍ الْيَامِيِّ،
وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَسَدُ بْنُ
مُوسَى، وَحَسَّانُ بْنُ حَسَّانٍ الْبَصْرِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ
الْمُغَلِّسِ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ
بْنِ الرَّيَّانِ وَآخَرُونَ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ: مَتْرُوكُونَ ثَلاثَةٌ: مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ،
وَأَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وَفُلَيْحٌ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 117"، الجرح والتعديل "7/ 287-288"، ميزان
الاعتدال "3/ 581"، التهذيب "9/ 228".
2 الطبقات الكبرى "6/ 376"، التاريخ الكبير "1/ 122"، الجرح
والتعديل "7/ 291-292"، التهذيب "9/ 238-239".
(10/236)
قَالَ أَحْمَدُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ،
ثِقَةٌ، لا يَكَادُ يَقُولُ: حَدَّثَنَا.
358- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد بْن عُمَيْر بْن
قَتَادَةَ1، اللَّيْثِيُّ.
وَيُعْرَفُ بِمُحَمَّدٍ الْمُحْرِمِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَطَاءٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ،
وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَالنُّفَيْلِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ
أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَدَاوُدُ
بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ حَدِيثُهُ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ: مَكِّيٌّ مَتْرُوكُ
الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ.
359- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلاثَةَ، الْقَاضِي2.
-د. س. ق.
وَعُلاثَةَ هُوَ ابْنُ عَلْقَمَةَ بْنِ مَالِكٍ الْعُقَيْلِيُّ
الْجَزَرِيُّ، أَبُو الْيَسِيرِ. مِنْ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ.
سَمِعَ: عَبْدَ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيَّ، وَخُصَيْفًا، وَعَلِيَّ
بْنَ بَذِيمَةَ، وَعَبْدَةَ بْنَ أَبِي لُبَابَةَ، وَعَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيَّ، وَطَائِفَةً.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَحَرَمِيُّ بْنُ
حَفْصٍ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ الأُوَيْسِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ
الْحُصَيْنِ، وَآخَرُونَ.
قَالَ خَلِيفَةُ: وَلِيَ الْقَضَاءَ لِلْمَهْدِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَكَانَ
مِنْ أَهْلِ حَرَّانَ، قَدِمَ بَغْدَادَ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ
بِعَسْكَرِ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ وَلِيَ مَعَهُ عَافِيَةُ
الْقَاضِي، فَأَخْبَرَنِي عليّ بن الجعد قال:
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 142"، الجرح والتعديل "7/ 300"، المجروحين
لابن حبان "2/ 257-258"، ميزان الاعتدال "3/ 590".
2 الطبقات الكبرى "7/ 323"، التاريخ الكبير "1/ 132-133"، الجرح
والتعديل "7/ 302"، ميزان الاعتدال "3/ 594-595"، تهذيب التهذيب
"9/ 269-271".
(10/237)
رأيتهما يقضيان فِي جَامِعِ الرَّصَافَةِ
جَمِيعًا، وَكَانَ عَافِيَةُ أَكْثَرَهُمَا دُخُولا عَلَى
الْمَهْدِيِّ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: يُكَنَّى أَبَا الْيَسِيرِ، فِي حِفْظِهِ
نَظَرٌ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ثِقَةٌ.
وَأَخُوهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ عُلاثَةَ ثقة، يروي عنه مَعْمَرٍ.
وَأَخُوهُمَا: أَبُو سَهْلِ بْنُ عُلاثَةَ ثِقَةٌ، يَرْوِي عَنْهُ
هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ.
وَرَوَى الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: مُحَمَّدُ بْنُ
عُلاثَةَ: ثِقَةٌ.
وقال أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ.
وَقَالَ أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: قال البخاريّ: في قوله نظره،
وَلَيْسَ يُقْنِعُ بِهَذَا مِنَ الْبُخَارِيِّ، مُحَمَّدُ بْنُ
عُلاثَةَ حَدِيثُهُ يَدُلُّ عَلَى كَذِبِهِ، هُوَ عِنْدِي وَاهٍ.
قَالَ الْخَطِيبُ عُقَيْبَهَا: أَحْسَبُ الأَزْدِيَّ وَقَعَتْ
إِلَيْهِ رِوَايَاتُ عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنِ ابْنِ
عُلاثَةَ، فَلِأَجْلِهَا نَسَبَهُ إِلَى الْكَذِبِ، وَالآفَةُ مِنِ
ابْنِ الْحُصَيْنِ، فَإِنَّهُ كَذَّابٌ.
عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ الْحُدَّانِيِّ قَالَ: اخْتَصَمَتِ الْجِنُّ
وَالإِنْسُ إِلَى ابْنِ عُلاثَةَ فِي بِئْرٍ، وَلَمْ يَرَ
الْجِنَّ، لَكِنْ سَمِعَ كَلامَهُمْ، فَحَكَمَ أَنَّ الإِنْسَ
يَسْتَقُونَ مِنَ الْفَجْرِ إِلَى الْمَغْرِبِ،
وَحَكَمَ لِلْجِنِّ أَنْ يَسْتَقُوا مِنَ الْمَغْرِبِ إِلَى
الْفَجْرِ، فَكَانَ مَنِ اسْتَقَى بَعْدَ الْمَغْرِبِ رُجِمَ
بِالْحِجَارَةِ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ سِرَاجٍ الْمِصْرِيُّ: كَانَ ابْنُ عُلاثَةَ
يُقَالُ لَهُ: قَاضِي الْجِنِّ، ثُمَّ ذَكَرَ الْبِئْرَ وَأَنَّهَا
بِئْرٌ بَيْنَ حَرَّانَ وَحِصْنِ مُسْلِمَةَ.
مَاتَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: أَظُنُّهُ مَاتَ سَنَةَ ثَلاثٍ
وَسِتِّينَ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: وَلِيَ قَضَاءَ الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ
لِلْمَهْدِيِّ.
(10/238)
360- الْمَهْدِيُّ1: أَمِيرُ
الْمُؤْمِنِينَ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، مُحَمَّدُ بْنُ
الْخَلِيفَةِ أَبِي جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ، عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، الْعَبَّاسِيُّ، الْخَلِيفَةُ الثَّالِثُ
مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ.
مَوْلِدُهُ بِإِيذَجَ فِي سنة سبع وعشرين ومائة.
وقال الْحَطَبِيُّ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ فِي
جُمَادَى الآخِرَةِ.
وَأُمُّهُ، أُمُّ مُوسَى بْنِ مَنْصُورٍ، الْحِمْيَرِيَّةُ.
وَكَانَ جَوَّادًا، مُمَدَّحًا، مَلِيحَ الشَّكْلِ، مُحَبَّبًا
إِلَى الرَّعِيَّةِ، قَصَّابًا لِلزَّنَادِقَةِ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ.
حَدَّثَ عَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، وَمُحَمَّدُ بن عبد الله الرّقاشيّ،
وأبو سفيان سعيد ابن يَحْيَى الْحِمْيَرِيُّ.
وَمَا عَلِمْتُ قِيلَ فِيهِ جَرْحًا، وَلا تَوْثِيقًا.
وَقَدْ رَوَى مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ قَالَ: صَلَّى
بِنَا الْمَهْدِيُّ، بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،
فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا هَذَا؟ قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ: أَنّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
جَهَرَ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ2، فَقُلْتُ
لِلْمَهْدِيِّ: نَأْثُرُهُ عَنْكَ؟ قَالَ: نعم. هذا إسناد متّصل،
لكن ما عملت أَحَدًا احْتَجَّ بِالْمَهْدِيِّ وَلا بِأَبِيهِ فِي
الأَحْكَامِ.
تَفَرَّدَ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ -قَالَ: ثَنَا
أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَصِلَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ
سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ
الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُثْمَانَ مَرْفُوعًا: "الْمَهْدِيُّ مِنْ
وَلَدِ الْعَبَّاسِ عَمِّي"3.
وَخَرَّجَ أَبُو دَاوُدَ، وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَاصِمِ
بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابن
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 400-403"، البداية والنهاية "10/
129-131".
2 "حديث ضعيف": لعدم الاحتجاج بحديث المهدي ولا أبيه.
3 "حديث موضوع": أخرج الدارقطني في الإفراد "2/ 26"، وابن الجوزي
في الواهيات "1431"، وذكره الشيخ الألباني في الضعيفة "80"، وقال:
موضوع.
(10/239)
مسعود، مرفوعًا: "يُوَاطِئُ اسْمُهُ
اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي" 1.
صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ.
وَمِنَ الْمَنَاكِيرِ الْوَاهِيَاتِ خَبَرُ فُضَيْلِ بْنِ
مَرْزُوقٍ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ
سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: "مِنَّا الْمَنْصُورُ،
وَمِنَّا السَّفَّاحُ وَالْمَهْدِيُّ". إِسْنَادُهُ صَالِحٌ.
وَلَمَّا شَبَّ الْمَهْدِيُّ، أَمَّرَهُ أَبُوهُ عَلَى
طَبَرِسْتَانَ وَمَا يَلِيهَا، وَعَلَى الرَّيِّ، وَتَأَدَّبَ
وَجَالَسَ الْعُلَمَاءَ، وَتَمَيَّزَ.
ثُمَّ إِنَّ أَبَاهُ غَرِمَ أَمْوَالا عَظِيمَةً، وَتَحَيَّلَ
حَتَّى اسْتَنْزَلَ وَلِيَّ الْعَهْدِ وَلَدَ أَخِيهِ عِيسَى بْنَ
مُوسَى عَنِ الْمَنْصِبِ، وَوَلاهُ الْمَهْدِيَّ، فَلَمَّا مَاتَ
الْمَنْصُورُ بِظَاهِرِ مَكَّةَ قَبْلَ الْحَجِّ قام بأخذ البيعة
الرَّبِيعُ بْنُ يُونُسَ الْحَاجِبُ، وَأَسْرَعَ بِالْخَبَرِ إِلَى
الْمَهْدِيِّ مَوْلاهُ مَنَارَةُ الْبَرْبَرِيُّ وَهُوَ
بِبَغْدَادَ، فَكَتَمَ الأَمْرَ يَوْمَيْنِ، ثُمَّ خَطَبَ
النَّاسَ، وَنَعَى إِلَيْهِمُ الْمَنْصُورَ.
قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: كَانَ أَسْمَرَ، مضطرب الخلق، على
نُكْتَةُ بَيَاضٍ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ أَسْمَرَ طَوِيلا جَعْدًا، فَأَوَّلُ
مَنْ هَنَّأَ الْمَهْدِيَّ بِالْخِلافَةِ وَعَزَّاهُ، أَبُو
دُلامَةَ وَأَجَادَ:
عَيْنَايَ وَاحِدَةٌ تُرَى مَسْرُورَةً ... بِأَمِيرِهَا جَذْلَى،
وَأُخْرَى تَذْرِفُ
تَبْكِي وَتَضْحَكُ تَارَةً، يسوءها ... ما أنكرت ويسرها ما تعرف
فيسؤها موت الخليفة محرمًا ... وَيَسُرُّهَا أَنْ قَامَ هَذَا
الأَرْأَفُ
مَا إِنْ رَأَيْتُ كَمَا رَأَيْتُ وَلا أَرَى ... شَعْرًا
أُسَرِّحُهُ وَآخَرَ يُنْتَفُ
هَلَكَ الْخَلِيفَةُ، يَا لَدِينِ مُحَمَّدٍ ... وَأَتَاكُمْ مِنْ
بَعْدِهِ مَنْ يَخْلُفُ
أَهْدَى لِهَذَا اللَّهُ فَضْلَ خِلافَةٍ ... وَلِذَاكَ جَنَّاتِ
النَّعِيمِ تُزَخْرَفُ
وَمِنْ خُطْبَةِ الْمَهْدِيِّ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
عَبْدٌ دُعِيَ فَأَجَابَ، وَأُمِرَ فَأَطَاعَ، وَاغْرَوْرَقَتْ
عَيْنَاهُ فَقَالَ: وَقَدْ بَكَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عِنْدَ فِرَاقِ الأَحِبَّةِ، وَلَقَدْ
فَارَقْتُ عَظِيمًا، وقلّدت
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أبو داود "4282"، والترمذي "2230-2231"،
وأحمد في المسند "1/ 376، 377، 430، 448"، والطبراني في الكبير "6/
102"، وابن حبان في صحيحه "5954"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح
أبي داود "4282".
(10/240)
جَسِيمًا، فَعِنْدَ اللَّهِ أَحْتَسِبُ
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَبِهِ أَسْتَعِينُ عَلَى خِلافَةِ
الْمُسْلِمِينَ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: كَانَ نَقْشُ خَاتَمِ الْمَهْدِيِّ: "اللَّهُ
ثِقَةُ مُحَمَّدٍ، وَبِهِ يُؤْمِنُ".
وَرَوَى أَبُو الْعَيْنَاءِ، عَنْ مُسْلِمَةَ بْنِ عَدِيٍّ، أَنَّ
الْمَهْدِيَّ قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ: أَسِرُّوا
مِثْلَ مَا تُعْلِنُونَ مِنْ طَاعَتِنَا نَهَبْكُمُ الْعَافِيَةَ
وَتُحَمَّدُوا الْعَاقِبَةَ، وَاخْفِضُوا جَنَاحَ الطَّاعَةِ
لِمَنْ نَشَرَ مَعْدِلَتَهُ فِيكُمْ وَطَوَى الإِصْرَ عَنْكُمْ،
وَأَهَالَ عَلَيْكُمُ السَّلامَةَ مِنْ حَيْثُ رَآهُ اللَّهُ
مُقَدِّمًا ذَلِكَ، وَاللَّهِ لَأُفْنِيَنَّ عُمْرِي بَيْنَ
عُقُوبَتِكُمْ وَالإِحْسَانِ إِلَيْكُمْ.
قَالَ مَنَارَةُ: فَرَأَيْتُ وُجُوهَ النَّاسِ تُشْرِقُ فَرَحًا.
قَالَ نِفْطَوَيْهِ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ
الْمَنْصُورِيُّ قَالَ: لَمَّا حَصَلَتِ الْخَزَائِنُ فِي يَدِ
الْمَهْدِيِّ، أَخَذَ فِي رَدِّ الْمَظَالِمِ، فَأَخْرَجَ أَكْثَرَ
الذَّخَائِرِ فَفَرَّقَهَا، وَبَرَّ أَهْلَهُ وَمَوَالِيَهُ.
قُلْتُ: كَانَ أَبُوهُ جَمَعَ مِنَ الأَمْوَالِ مَا لا يُعَبَّرُ
عَنْهُ، وَكَانَ مِسِّيكًا.
فَذُكِرَ عَنِ الرَّبِيعِ الْحَاجِبِ أَنَّهُ قَالَ: مَاتَ
الْمَنْصُورُ وَفِي بَيْتِ الْمَالِ مائة ألف أَلْفِ دِرْهَمٍ،
وَسِتُّونَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، فَقَسَّمَ ذَلِكَ الْمَهْدِيُّ
وَأَنْفَقَهُ، وَكَانَتْ نَفَقَةُ الْمَنْصُورِ مَا يَجِيئُهُ مِنْ
مَالِ الشَّرَاةِ نَحْوَ أَلْفَيْ دِرْهَمٍ فِي السَّنَةِ.
قُلْتُ: وَزْنُ ذَلِكَ الْمَالِ بِالْقِنْطَارِ الدِّمَشْقِيِّ
أَلْفُ قِنْطَارٍ وَسِتُّمِائَةِ قِنْطَارٍ وَسَبْعُونَ، وَإِذَا
صُرِفَ بِهَا ذَهَبٌ مِصْرِيٌّ، جَاءَ أَزْيَدَ مِنْ مِائَةِ
قِنْطَارٍ وَسَبْعِينَ قِنْطَارًا.
وَعَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمَهْدِيِّ
بِالرَّصَافَةِ فَقُلْتُ: أَجْهِلْ قَوْلِي يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ أَحْمَلُهُمْ
لِغِلْظَةِ النَّصِيحَةِ فِيهِ، وَجَدِيرٌ مَنْ لَهُ قَرَابَةُ
رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِنَّ يَرِثَ
أَخْلاقَهُ وَيَأْتَمَّ بِهَدْيِهِ، وَقَدْ وَرَّثَكَ اللَّهُ مِنْ
فَهْمِ الْعِلْمِ وَإِنَارَةِ الْحُجَّةِ مِيرَاثًا قَطَعَ بِهِ
عُذْرَكَ، فَمَهْمَا ادَّعَيْتَ مِنْ حُجَّةٍ، أَوْ رَكِبْتَ مِنْ
شُبْهَةٍ، لَمْ يَصِحَّ لَكَ بُرْهَانٌ مِنَ اللَّهِ، فِيهَا حَلَّ
بِكَ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ بِقَدْرِ مَا تَجَاهَلْتَهُ مِنَ
الْعِلْمِ، وَأَقْدَمْتَ عَلَيْهِ مِنْ شُبَهِ الْبَاطِلِ،
وَاعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- خَصْمُ مَنْ خَالَفَهُ، وَأَثْبَتُ النَّاسِ قَدَمًا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آخِذُهُمْ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ،
فَمِثْلُكَ لا يُكَابِرُ بِتَجْرِيدِ الْمَعْصِيَةِ، لَكِنْ
بِمِثْلِ الإِسَاءَةِ إِحْسَانًا، وَيَشْهَدُ له عليها خونة
العلماء، فهذه الخيالة تَصَيَّدَتِ الدُّنْيَا نُظَرَاءَكَ،
فَأَحْسِنِ الْجَهْلَ، فَقَدْ أَحْسَنَ مَنْ وَعَظَكَ الأَدَاءَ.
قِيلَ: قَبَّلَ رَجُلٌ يَدَ الْمَهْدِيِّ وَقَالَ: يَدُكَ يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَقُّ بِالتَّقْبِيلِ لِعُلُوِّهَا
بِالْمَكَارِمِ، وَطَهَارَتِهَا مِنَ الْمَآثِمِ، وَإِنَّكَ ليوسفي
الْعَفْوِ، إِسْمَاعِيلِيُّ الصِّدْقِ، شُعَيْبِيُّ
(10/241)
الرِّفْقِ، فَمَنْ أَرَادَكَ بِسُوءٍ
جَعَلَهُ اللَّهُ طَرِيدَ خَوْفِكَ، حَصِيدَ سَيْفِكَ.
وَأُثْنِيَ عَلَيْهِ بِالشَّجَاعَةِ فَقَالَ: وما لي لا أَكُونُ
شُجَاعًا وَمَا خِفْتُ أَحَدًا إِلا اللَّهَ.
وَرَوَى ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا: أَنَّ الْمَهْدِيَّ كَتَبَ إِلَى
الأَمْصَارِ يَزْجُرُ أَنْ يَتَكَلَّمَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ
الأُمَرَاءِ فِي شَيْءٍ مِنْهَا.
وَعَنْ يُوسُفَ قَالَ: لَمَّا وَلِيَ الْمَهْدِيُّ رَفَعَ أَهْلُ
البدع رؤوسهم، وَأَخَذُوا فِي الْجَدَلِ، فَأَمَرَ أَنْ يُمْنَعَ
النَّاسُ مِنَ الْكَلامِ، وَأَنْ لا يُخَاضَ فِي شَيْءٍ مِنْهُ،
فَانْقَمَعُوا.
وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ: سَمِعْتُ سَلْمًا الْحَاجِبَ
يَقُولُ: هَاجَتْ رِيحٌ سَوْدَاءُ، فَخِفْنَا أَنْ تَكُونَ
السَّاعَةَ، وَطَلَبْتُ الْمَهْدِيَّ فِي الإِيوَانِ فَلَمْ
أَجِدْهُ، ثُمَّ سَمِعْتُ حَرَكَةً فِي بَيْتٍ، فَإِذَا هُوَ
سَاجِدٌ عَلَى التُّرَابِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لا تُشَمِّتْ بِنَا
أَعْدَاءَنَا مِنَ الأُمَمِ، وَلا تَفْجَعْ بِنَا نَبِيَّنَا،
اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ أَخَذْتَ الْعَامَّةَ بِذَنْبِي فَهِذِهِ
نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، فَمَا أَتَمَّ كَلامَهُ حَتَّى انْجَلَتْ.
عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، عَنِ الضَّحَّاكِ: أَنَّ الْمَهْدِيَّ قَدِمَ
الْبَصْرَةَ، فَكَانَ يُصَلِّي بِنَا، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ
فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مُرِ الْمُؤَذِّنَ لا
يُقِيمُ حَتَّى أَتَوَضَّأَ، فَأَمَرَ بِهِ، فَتَعَجَّبُوا مِنْ
أَخْلاقِ الْمَهْدِيِّ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ الْمَهْدِيَّ عَلَى الْمِنْبَرِ
يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ
بِنَفْسِهِ، وَثَنَّى بِمَلائِكَتِهِ فَقَالَ: {إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56] .
قَالَ الْمَدَائِنِيُّ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى الْمَهْدِيِّ فَقَالَ:
إِنَّ الْمَنْصُورَ شَتَمَنِي وَقَذَفَ أُمِّي، فَإِمَّا
أَمَرْتَنِي أَنْ أَجْلِدَهُ، وَإِمّا عَوَّضْتَنِي
فَاسْتَغْفَرْتَ لَهُ. قَالَ: وَلِمَ شَتَمَكَ؟ قَالَ: شَتَمْتُ
عَدُوَّهُ بِحَضْرَتِهِ فَغَضِبَ.
قَالَ: وَمَنْ عَدُوُّهُ؟ قَالَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ حَسَنٍ، قَالَ: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ أَمَسُّ بِهِ رَحِمًا،
وَأَوْجَبُ عَلَيْهِ حَقًّا، فَإِنْ كَانَ شَتَمَكَ كَمَا زَعَمْتَ
فَعَنْ رَحِمِهِ ذَبَّ، وَعَنْ عِرْضِهِ دَفَعَ، وَمَا أَسَاءَ
مَنِ انْتَصَرَ لابْنِ عَمِّهِ، قَالَ: إِنَّهُ كَانَ عَدُوًّا
لَهُ، قَالَ: لَمْ يَنْتَصِرْ لِلْعَدَاوَةِ بَلْ لِلرَّحِمِ،
فَأَسْكَتَ الرَّجُلَ، فَلَمَّا ذَهَبَ لِيُوَلِّي قَالَ:
لَعَلَّكَ أَرَدْتَ أَمْرًا فَجَعَلْتَ هَذَا ذَرِيعَةً، قَالَ:
نَعَمْ، فَتَبَسَّمَ وَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسَةِ آلافٍ.
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: دَخَلَ عَلَى الْمَهْدِيِّ رَجُلٌ شَرِيفٌ،
فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا
أَنْتَهِي إِلَى غاية شكرك إلا وجدت ولاءها غَايَةً مِنْ
مَعْرُوفِكَ، فَمَاتَ عَجْزُ
(10/242)
النَّاسِ عَنْ بُلُوغِهِ، فَاللَّهُ مِنْ
وَرَائِهِ، فِي كَلامٍ ذَكَرَهُ.
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُخْبِرْتُ
عَنِ الرَّبِيعِ، أَنَّ الْمَنْصُورَ يَوْمًا فَتَحَ خِزَانَةً
مِمَّا قَبَضَ مِنْ خَزَائِنِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ:
فَأَحْصَى فِيهَا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ عِدْلٍ خَزٍّ، فَأَخْرَجَ
مِنْهَا ثَوْبًا فَقَالَ لِي: اقْطَعْ لِي جُبَّةً، وَلِمُحَمَّدٍ
جُبَّةً، فقلت: لا يجيء مِنْهُ هَذَا قَالَ: اقْطَعْ لِي جُبَّةً
وَقَلَنْسُوَةً، وَبَخِلَ أَنْ يُخْرِجَ ثَوْبًا آخَرَ
لِلْمَهْدِيِّ، فَلَمَّا أَفْضَتِ الْخِلافَةُ إِلَى الْمَهْدِيِّ،
أَمَرَ بِتِلْكَ الْخِزَانَةِ بِعَيْنِهَا، فَفُرِّقَتْ عَلَى
الْمَوَالِي وَالْخَدَمِ.
الزُّبير بْنُ بَكَّارٍ فِي النَّسَبِ. حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ
أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالَ: لَمَّا جَلَسَ الْمَهْدِيُّ
لِأَشْرَافِ قُرَيْشٍ وَأَجَازَهُمْ، كَانَ فِيمَنْ صَارَ إِلَيْهِ
عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
مَرْوَانَ، فَأَجَازَهُ وَكَسَاهُ فَقَالَ: وَصَلَكَ اللَّهُ يَا
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَجَعَلَنِي فِدَاكَ، فَقَدْ وَصَلْتَ
الرَّحم، وَرَدَدْتَ الظَّلامة، وَعِنْدِي بِنْتُ عَمٍّ لِي
أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ، غَدَوْتُ الْيَوْمَ وَأَنَا لَهَا
مُغَاضِبٌ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَجْعَلَ للصُّلح بَيْنَنَا
مَوْضِعًا فَافْعَلْ، فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ وَخَمْسِينَ
ثَوْبًا فَقَالَ: تَرَى هذا يصلح بَيْنَكُمَا؟.
قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْ قُلْتَ: لا، مَا زِلْتُ
أَزِيدُكَ إِلَى اللَّيْلِ.
أَبُو زُرْعَةَ الدِّمشقيّ، نَا أَبِي، نَا أَبُو خُلَيْدٍ قَالَ:
قَالَ مَالِكٌ: قَالَ لِي الْمَهْدِيُّ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ
لَكَ دَارٌ؟ قُلْتُ: لا وَاللَّهِ. فَأَمَرَ لِي بِثَلاثَةِ آلافِ
دِينَارٍ.
الزُّبير بْنُ بَكَّارٍ: نَا عَمِّي قَالَ: كَانَ الْمَهْدِيُّ
أَعْطَى بَكَّارًا الأَخْيَنِيَّ بِدَارِهِ أَرْبَعَةَ آلافِ
دِينَارٍ الَّتِي عِنْدَ الْجَمْرَةِ، فَأَبَى وَقَالَ: مَا كُنْتُ
لأبيع جوار أمير المؤمنين، فأمر له بأربعة آلافٍ وَقَالَ: دَعُوهُ
وَدَارَهُ.
وَقِيلَ: إِنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْمَاجِشُونِ لَمَّا
دَخَلَ عَلَى الْمَهْدِيِّ أَنْشَدَهُ:
وَلِلنَّاسِ بَدْرٌ فِي السَّمَاءِ يَرَوْنَهُ ... وَأَنْتَ لَنَا
بَدْرٌ عَلَى الأَرْضِ مُقْمِرُ
فَبِاللَّهِ يَا بدر السَّماء ضوءه ... تَرَاكَ تُكَافِئُ عُشْرَ
مَالَكَ أُضْمِرُ
وَمَا الْبَدْرُ إِلا دُونَ وَجْهِكَ فِي الدُّجى ... يَغِيبُ
فَتَبْدُو حِينَ غَابَ فَتُقْمِرُ
وَمَا نَظَرَتْ عَيْنِي إِلَى الْبَدْرِ طَالِعًا ... وَأَنْتَ
تَمْشِي فِي الثِّيَابِ فَتُسْحِرُ
وَأَنْشَدَهُ مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ:
رَمَى الْبَيْنُ مِنْ قَلْبِي السَّواد فَأَوْجَعَا ... وَصَاحَ،
فَصِيحَ بالرَّحيل فاسمعا
(10/243)
وَغَرَّدَ حَادِي الرَّكب وانشقَّت
الْعَصَا ... وَأَصْبَحْتُ مَسْلُوبَ الْفُؤَادِ مُفْجَعًا
كَفَى حُزْنًا مِنْ حَادِثِ الدَّهر إنّني ... أرى البين لا
أَسْتَطِيعُ لِلْبَيْنِ مَدْفَعًا
وَقَدْ كُنْتُ قَبْلَ الْبَيْنِ بِالْبَيْنِ جَاهِلا ... فَيَا
لَكَ بَيْنٌ، مَا أمرَّ وَأَفْظَعَا
وَأَنْشَدَهُ أَبُو السَّائب، وَغَيْرُهُ، فَقَالَ المهديّ،
لأغنينَّكم، فَأَجَازَهُمْ لِكُلِّ وَاحِدٍ بِعَشَرَةِ آلافِ
دِينَارٍ، هَذِهِ رَوَاهَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مَسْرُوقٍ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هَارُونَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ الْمَاجِشُونِ.
وَقَالَ نِفْطَوَيْهِ: انْقَطَعَ الْمَهْدِيُّ عَنْ خَاصَّتِهِ فِي
الصَّيد، فَنَزَلَ يَبُولُ، وَدَفَعَ إِلَى أَعْرَابِيٍّ فَرَسَهُ،
فَاقْتَلَعَ مِنْ خَيْلِهِ السَّرج، ثُمَّ تَلاحَقَتِ الْخَيْلُ
فَأَحَاطَتْ بِهِ، فَهَرَبَ الأَعْرَابِيُّ، فَأَمَرَهُمْ
بِرَدِّهِ، وَخَافَ الأَعْرَابِيُّ فَقَالَ: خُذُوا مَا أَخَذْنَا
وَدَعُونَا نَذْهَبُ إِلَى خِزْيِ اللَّهِ وَنَارِهِ، فصاح
الْمَهْدِيُّ: تَعَالَ لا بَأْسَ عَلَيْكَ، فَقَالَ: مَا تُرِيدُ،
جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَ فَرَسِكَ، فَضَحِكُوا وَقَالُوا:
وَيْلُكَ، قُلْ: جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ يَا أَمِيرَ المؤمنين،
فقال: أو هذا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ:
وَاللَّهِ لَئِنْ أَرْضَاهُ هَذَا مِنِّي مَا يُرْضِينِي ذَلِكَ
فِيهِ، وَلَكِنْ جَعَلَ اللَّهُ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ
فِدَاءَهُ، وَجَعَلَنِي فِدَاءَهُمَا، فَضَحِكَ الْمَهْدِيُّ،
وَطَابَ لَهُ، وَأَمَرَ لَهُ بِعَشَرَةِ آلافٍ.
وَحَكَى ابْنُ الإِخْبَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ بِإِسْنَادٍ أَنَّ
الْمَهْدِيَّ أَعْطَى رَجُلا مرَّة مِائَةَ أَلْفِ دِينَارٍ،
وَكَانَ قَدْ شَكَا أَنَّ عَلَيْهِ خَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ.
أَبُو صَوَافِيَةَ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، نَا الأَصْمَعِيُّ
قَالَ: حَدَّثَنِي حَسَنٌ الْوَصِيفُ حَاجِبُ الْمَهْدِيِّ قَالَ:
كُنَّا بِزُبَالَةَ إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ، أَنَا عَاشِقٌ،
فَدَعَا بِهِ فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: أَبُو مَيَّاسٍ، قَالَ:
مَنْ عَشِيقَتُكَ؟ قَالَ: بِنْتُ عَمِّي، وَقَدْ أَبَى أَنْ
يُزَوِّجَهَا، قَالَ: لَعَلَّهُ أَكْثَرُ مِنْكَ مَالا.
قَالَ: لا أَنَا أَكْثَرُ مِنْهُ مَالا، قَالَ: فَمَا الْقِصَّةُ؟
قَالَ: أَدْنِ مِنِّي رَأْسَكَ، قَالَ: فَضَحِكَ الْمَهْدِيُّ
وَأَصْغَى إِلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي هَجِينٌ، قَالَ: لَيْسَ
يَضُرُّكَ ذَاكَ، إِخْوَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَكْثَرُهُمْ
هُجُنٌ، يَعْنِي أَوْلادَ إِمَاءٍ، يَا غُلامُ: عَلَيَّ بِعَمِّهِ،
فَأُتِيَ بِهِ، فَإِذَا أَشْبَهُ خلقٍ بِأَبِي مَيَّاسٍ
كَأَنَّهُمَا بَاقِلاةٌ فُلِقَتْ، فَقَالَ: لِمَ لا تُزَوِّجُ
أَبَا مَيَّاسٍ وَلَهُ أَدَبٌ وَأَنْتَ عمُّه؟ قَالَ: إِنَّهُ
هَجِينٌ، قَالَ: فَإِخْوَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَلَدُهُ
أَكْثَرُهُمْ هُجُنٌ، فَلَيْسَ هَذَا مِمَّا يُنْقِصُهُ، زوِّجه،
فَقَدْ أَصْدَقْتُهَا عَنْهُ عَشَرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ، قَالَ: قَدْ
فَعَلْتُ، فَأَمَرَ لَهُ بِعِشْرِينَ أَلْفًا فَأَنْشَدَ:
(10/244)
ابْتَعْتُ ظَبْيةً بِالْغَلاءِ، وَإِنَّمَا
... يُعْطَى الْغَلاءُ بِمِثْلِهَا أَمْثَالِي
وَتَرَكْتُ أَسْوَاقَ الْقِبَاحِ لِأَهْلِهَا ... إِنَّ الْقِبَاحَ
وَإِنْ رَخُصْنَ غَوَالِي
قَالَ الزُّبَيْرُ: أَخْبَرَنِي يُوسُفُ الْخَيَّاطُ قَالَ: دَخَلَ
ابْنُ الْخَيَّاطِ الْمَكِّيُّ الشَّاعِرُ عَلَى الْمَهْدِيِّ
وَقَدْ مَدَحَهُ، فَأَمَرَ لَهُ بِخَمْسِينَ أَلْفًا، فَلَمَّا
قَبَضَهَا فَرَّقَهَا عَلَى النَّاسِ وَقَالَ:
أَخَذْتُ بِكَفِّي كَفَّهُ أَبْتَغِي الْغِنَى ... وَلَمْ أَدْرِ
الْجُودَ مِنْ كَفِّهِ يُعْدِي
فَلا أَنَا مِنْهُ ما أفاد ذوو الغنى ... أفدت، وأعداني، فبدّت مَا
عِنْدِي
فَنُمِيَ الْخَبَرُ إِلَى الْمَهْدِيِّ، فَأَعْطَاهُ بِكُلِّ
دِرْهَمٍ دِينَارًا.
وَقِيلَ: إِنَّ مَرْوَانَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ لَمَّا أَنْشَدَ
الْمَهْدِيَّ قَصِيدَتَهُ السَّائِرَةَ الَّتِي أَوَّلُهَا:
صَحَا بَعْدَ جَهْلٍ وَاسْتَرَاحَتْ عَوَاذِلُهُ.
قَالَ: وَيْلُكَ، كَمْ بَيْتٍ هِيَ؟ قَالَ: سَبْعُونَ بَيْتًا،
قَالَ: لَكَ بِهَا سَبْعُونَ أَلْفًا.
وَفِيهَا:
كَفَاكُمْ بِعَبَّاسٍ أَبِي الْفَضْلِ وَالِدًا ... فَمَا مِنْ
أَبٍ إِلا أَبُو الْفَضْلِ فَاضِلُهُ
كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مُحَمَّدًا ... أَبُو جَعْفَرٍ فِي
كُلِّ أَمْرٍ يُحَاوِلُهُ
إِلَيْكَ قَصَرْنَا النِّصْفَ مِنْ صَلَوَاتِنَا ... مَسِيرَةَ
شَهْرٍ بَعْدَ شَهْرٍ نُوَاصِلُهُ
فَلا نَحْنُ نَخْشَى أَنْ يَخِيبَ مَسِيرُنَا ... إِلَيْكَ،
وَلَكِنْ أَهْنَأُ الْبِرِّ عَاجِلُهُ
فَتَبَسَّمَ وَقَالَ: عجِّلوها لَهُ.
الزُّبير بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ بَعْضِهِمْ: أَنَّ الْمَهْدِيَّ
كَانَ مُسْتَهْتِرًا بالخيزران، لا يكاد يفارها فِي مَجْلِسٍ
يَلْهُو بِهِ.
عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ: كَانَتْ لِلْمَهْدِيِّ جَارِيَةٌ
يُحِبُّهَا حُبًّا شَدِيدًا، وَكَانَتْ شَدِيدَةَ الْغَيْرَةِ
عَلَيْهِ، فَتَغْتَاظُ، وَتُؤْذِيهِ، فَقَالَ فيها:
أَرَى مَاءً وَبِي عَطَشٌ شَدِيدٌ ... وَلَكِنْ لا سَبِيلَ إِلَى
الْوُرُودِ
أَرَاحَ اللَّهُ مِنْ بَدَنِي فُؤَادِي ... وَعَجَّلَ بِي إِلَى
دَارِ الْخُلُودِ
أَمَا يَكْفِيكِ أَنَّكِ تَمْلِكِينِي ... وَأَنَّ النَّاسَ
كُلَّهُمْ عَبِيدِي؟
(10/245)
وَأَنَّكِ لَوْ قَطَعْتِ يَدِي وَرِجْلِي
... لَقُلْتُ مِنَ الرِّضَا: أَحْسَنْتِ زِيدِي
وَالْمَهْدِيُّ كَغَيْرِهِ مِنْ عُمُومِ الْخَلائِفِ وَالْمُلُوكِ،
لَهُ مَا لَهُمْ، وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْهِمْ، كَانَ مُنْهَمِكًا
فِي اللَّذَّاتِ وَاللَّهْوِ وَالْعَبِيدِ، ولكن مُسْلِمٌ خَائِفٌ
مِنَ اللَّهِ، قَدْ تَتَّبَعَ الزَّنَادِقَةَ وَأَبَادَ خَلْقًا
مِنْهُمْ.
فَذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُقَدَّمٍ الواسطيّ، عن أبيه: أنّ المهديّ
قال لابنه الْهَادِي يَوْمًا - وَقَدْ قُدِّمَ إِلَيْهِ زِنْدِيقٌ
فَاسْتَتَابَهُ فَلَمْ يَتُبْ فَضَرَبَ عُنُقَهُ: يَا بُنَيَّ إِنْ
وُلِّيتَ فَتَجَرَّدْ لِهَذِهِ الْعِصَابَةِ، يَعْنِي أَصْحَابَ
مَانِي، فَإِنَّهُمْ يَدْعُونَ إِلَى ظَاهِرٍ حَسَنٍ كَاجْتِنَابِ
الْفَوَاحِشِ وَالزُّهْدِ وَالْعَمَلِ لِلآخِرَةِ، ثُمَّ بَعْدَ
ذَلِكَ يُخْرِجُونَ الناس إلى تحريم اللّحموم، وَمَسِّ الْمَاءِ
لِلتَّطَهُّرِ، وَتَرْكِ قَتْلِ الْهَوَامِّ تَحَرُّجًا
وَتَأَثُّمًا، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْ هَذَا إِلَى عِبَادَةِ
اثْنَيْنِ، أَحَدُهُمَا النُّورُ، وَالآخَرُ الظُّلْمَةُ، ثُمَّ
يُبِيحُونَ نِكَاحَ الأُخْتِ وَالْبِنْتِ، وَالْغُسْلَ
بِالْبَوْلِ، فَجَرِّدْ فِيهِمُ السَّيْفَ، فَإِنِّي رَأَيْتُ
جَدَّكَ الْعَبَّاسَ فِي الْمَنَامِ، فَقَلَّدَنِي سَيْفَيْنِ،
وَأَمَرَنِي بِقَتْلِ أَصْحَابِ الاثْنَيْنِ.
قَالَ الزُّبَيْرُ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ:
قَسَّمَ الْمَهْدِيُّ قَسْمًا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ، فَأَصَابَ مَشْيَخَةَ بَنِي هَاشِمٍ، أَكْثَرُهُمْ
خَمْسَةٌ وَسِتُّونَ دِينَارًا، وَأَقَلُّ مَنْ أَصَابَهُ مِنَ
الْقِسْمَةِ مِنَ الْعَرَبِ أَوْ مِنْ مَوَالِيهِمْ أَرْبَعَةُ
دَنَانِيرَ، وَكَانَ عِدَّةُ الَّذِينَ أَخَذُوا ثَمَانِينَ أَلْفَ
إِنْسَانٍ.
عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينَ الأَمِيرِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ
الْمَهْدِيِّ، فَرَأَى فِي مَنَامِهِ رُؤْيَا اسْتَيْقَظَ
بَاكِيًا، رَأَى كَأَنَّ شَيْخًا يَقُولُ لَهُ:
كَأَنَّنِي بِهَذَا الْقَصْرِ قَدْ بَادَ أَهْلُهُ ... وَأَوْحَشَ
مِنْهُ رُكْنُهُ وَمَنَازِلُهُ
وَصَارَ عَمِيدُ الْقَوْمِ مِنْ بَعْدِ بَهْجَةٍ ... وَمُلْكٍ
إِلَى قَبْرٍ عَلَيْهِ جَنَادِلُهُ
فَلَمْ يَبْقَ إِلا ذِكْرُهُ وَحَدِيثُهُ ... يُنَادِي بِلَيْلٍ
مُعَوِّلاتٌ حَلائِلُهُ
تَزَوَّدْ من الدّنيا فإنّك ميت ... وإنّك مسؤول فَمَا أَنْتَ
قَائِلُهُ
قَالَ الْفَلاسُ: مَلَكَ الْمَهْدِيُّ عِشْرِينَ سَنَةً وَشَهْرًا
وَنِصْفًا، وَمَاتَ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ
تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
قَالُوا: ومات بماسبذان، وعاش ثَلاثًا وَأَرْبَعِينَ سَنَةً،
وَعَقَدَ بِالأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ لابْنَيْهِ مُوسَى الْهَادِي،
ثُمَّ هَارُونَ الرَّشِيدِ.
(10/246)
361- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ1، الْكُوفِيُّ النَّحْوِيُّ. -د. ق.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَخَالِ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الحارثيّ، وأبو
ذر محمد بْنُ عُثَيْمٍ، وَمُوسَى التَّبُوذَكِيُّ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
قُلْتُ: لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ، نُسْخَةٌ أَكْثَرُهَا مَنَاكِيرُ، فَأَنْكَرُهَا:
إِنَّ أَحَادِيثِي يَنْسَخُ بَعْضُهَا بَعْضًا كَنَسْخِ
الْقُرْآنِ.
362- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ2 بْنِ مُجَبِّرِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، الْعَدَوِيُّ
الْعُمَرِيُّ، الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: نَافِعٍ، وَالْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ: سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ
الْوَلِيدِ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ، وَالْعُمَرِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَرَوَى الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ آدَمَ، عَنِ الْبُخَارِيِّ قَالَ:
سَكَتُوا عَنْهُ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: مَعَ ضَعْفِهِ يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
حجّاج بن منهال، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
الْمُجَبَّرِ، عَنْ نافع، عن ابن عُمَرَ مَرْفُوعًا: "اطْلُبُوا
الْخَيْرَ عَنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ"3.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: الرِّوَايَةُ فِي هَذَا الْبَابِ فِيهَا
لين.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 163"، الجرح والتعديل "7/ 311"، تهذيب
التهذيب "9/ 293-294".
2 الجرح والتعديل "7/ 320"، المجروحين لابن حبان "2/ 263"، ميزان
الاعتدال "3/ 621".
3 "حديث ضعيف جدًّا": أخرجه العقيلي في الضعفاء "4/ 102"، وابن
الجوزي في الموضوعات "2/ 162"، وضعفه الشيخ الألباني في الضعيفة
"2797"، من طريق آخر عن عائشة.
(10/247)
363- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الرَّحْمَن1
بْنِ طَلْحَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ طَلْحَةَ، الْعبْدِيُّ،
الْحَجَبِيُّ، الْمَكِّيُّ.
عَنْ: جَدَّتِهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، وَغَيْرِهَا.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ، وَوَكِيعٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَأَبُو جَعْفَرٍ
النُّفَيْلِيُّ، وَهُوَ أَقْدَمُ شَيْخٍ لِلنُّفَيْلِيِّ.
وَلَمْ أَرَ لَهُمْ فِيهِ مَقَالا يُوَهِّيهِ.
364- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِشَامٍ
الْمَخْزُومِيُّ2، أَبُو خَالِدٍ، الْمَكِّيُّ، الْقَاضِي،
الْمَعْرُوفُ بِالأَوْقَصِ.
عَنْ: خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ
جُدْعَانَ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
زُبَالَةَ، وَغَيْرُهُمَا.
وَكَانَ لا رَقَبَةَ لَهُ، بَلْ رَأْسُهُ عَلَى بَدَنِهِ. مَرَّتْ
بِهِ امْرَأَةٌ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعْتِقْ رَقَبَتِي
مِنَ النَّارِ، فَقَالَتْ: وَأَيْنَ الرَّقَبَةُ.
وَقَدْ وُلِّيَ قَضَاءَ مَكَّةَ عَشْرِينَ سَنَةً، وَقَدِمَ
الشَّامَ غَازِيًا.
يُقَالُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
365- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ3 بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ، الْعَوْفِيُّ،
الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزِّنَادِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ
حَسَّانٍ، وَغَيْرُهُمَا.
مَتْرُوكُ الحديث.
وقال البخاريّ: منكر الحديث.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 155"، الثقات لابن حبان "7/ 422-423"، تهذيب
التهذيب "9/ 298-299".
2 التاريخ الكبير "1/ 156"، الجرح والتعديل "7/ 323"، ميزان
الاعتدال "3/ 625".
3 التاريخ الكبير "1/ 167"، الجرح والتعديل "8/ 7"، ميزان الاعتدال
"3/ 628".
(10/248)
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيّ، قَالَ: أَوْصَى
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ لِمَنْ شَهِدَ بَدْرًا فَوَجَدَهُمْ
مِائَةَ رَجُلٍ، لِكُلِّ رَجُلٍ أَرْبَعُمِائَةِ دِينَارٍ، وَكَانَ
عُثْمَانُ فِيهِمْ، فَأَخَذَهَا.
366- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّيْمِيُّ، الْكُوفِيُّ،
الزَّاهِدُ1.
عَنْ: مُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَأَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ.
وَعَنْهُ: سُلَيْمُ بْنُ عِيسَى الْمُقْرِئُ، وَيَحْيَى بْنُ
آدَمَ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ.
ذَكَرَ عَنْهُ خَيْرًا وَفَضْلا وَصَلاحًا.
وَقَدْ نَزَحَ مِنَ الْكُوفَةِ مَرَّةً فَقَالَ: لا أُقِيمُ
بِبَلْدَةٍ يُشْتَمُ فيها الصحابة -رضي الله عنهم.
367حمد بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَنْصَارِيُّ2 الْمَدَنِيُّ،
الضَّرِيرُ.
عَنْ: عطاء بن أبي رباح، ونافع، وابن المنكدر.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، وَيَحْيَى بْنُ
صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ الأَسَدِيُّ،
وَعِدَّةٌ.
ضَعَّفَهُ أَبُو زُرْعَةَ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَأَلْتُ أَبِي عن شَيْخٍ
رَوَى عَنْهُ الْوُحَاظِيُّ يُقَالُ لَهُ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الْمَلِكِ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ، ثَنَا عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ: "نَهَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- إِنَّ يُخَلَّلَ بِالْقَصَبِ وَالآسِ، وقال: إنهما
يسقيان عِرَاقَ الْجُذَامِ"3. فَقَالَ أَبِي: رَأَيْتُهُ وَكَانَ
أَعْمَى، وَكَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
368- مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ4،
أَبُو سَهْلٍ الأَنْصَارِيُّ، الْوَاقِفِيُّ،
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 166"، الجرح والتعديل "8/ 6-8"، الثقات لابن
حبان "9/ 61".
2 التاريخ الكبير "1/ 164"، الجرح والتعديل "8/ 4"، ميزان الاعتدال
"3/ 631".
3 "حديث ضعيف جدًّا": أخرجه ابن عدي في الكامل "6/ 2166"، والعقيلي
في الضعفاء "4/ 103".
4 التاريخ الكبير "1/ 194"، الجرح والتعديل "8/ 32"، تهذيب التهذيب
"9/ 378-379".
(10/249)
الْمَدَنِيُّ، ثُمَّ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ،
وَالْقَاسِمِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَبِشْرُ
بْنُ الْوَلِيدِ، وَمَعْنُ بْنُ الْقَزَّازِ، وَكَامِلُ بْنُ
طَلْحَةَ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ عَلِيٌّ: سَأَلْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ، فَضَعَّفَ الشَّيْخَ جِدًّا، قُلْتُ:
مَا لَهُ؟ قَالَ: رَوَى عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي
الْكَبْشِ الأَقْرَنِ، وَعَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ فِي
الصَّلاةِ الْوُسْطَى، وَرَوَى عَنِ الْحَسَنِ أَوَابِدَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ يَكُونُ بِالْبَصْرَةِ، وَعَبَّادَانِ.
وَكَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ يُحَدِّثُ عَنْهُ.
الْعُقَيْلِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا
شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ، نَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ
عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ: وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- لِأَهْلِ مَكَّةَ التَّنْعِيمَ"1.
العقيلي: نا علي عبد العزيز أبو نعيم نا حسان نَا سُفْيَانُ، عَنْ
هِشَامٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: وَقَّتَ رَسُولُ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِأَهْلِ مَكَّةَ
الْجِعِرَّانَةَ"2.
كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو
الأَنْصَارِيُّ، نَا ابْنُ سِيرِينَ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
يَقُولُ: "مَنْ سَلَّ سَخِينَتَهُ عَلَى طَرِيقٍ عَامِرَةٍ
لِلْمُسْلِمِينَ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ
وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" 3.
وَكَامِلٌ لَيْسَ بِعُمْدَةٍ.
369- محمد بن عمران الحجبيّ4، المدنيّ.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه العقيلي في الضعفاء "4/ 111".
2 "حديث ضعيف": أخرجه العقيلي في الضعفاء "4/ 111"، وفيه صاحب
الترجمة وهو ضعيف.
3 "حديث حسن لغيره": أخرجه الحاكم في المستدرك "1/ 186"، وحسنه
الشيخ الألباني في الإرواء "1/ 101" بشواهده.
4 تقدمت ترجمته برقم "362".
(10/250)
آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنْ جَدَّتِهِ
صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ.
رَوَى عَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو عَاصِمٍ، وَالنُّفَيْلِيُّ.
لَمْ أَسْمَعْ فِيهِ مَقَالا، فَقَدْ مَرَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ فِي هَيْئَتِهِ.
فَاللَّهُ أَعْلَمُ.
370- مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى1، أَبُو يَحْيَى الْهِلالِيُّ،
وَقِيلَ: الْعَبْدِيُّ، بَصْرِيٌّ.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ: عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ الْمُسْمِعِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو عَتَّابٍ الدَّلالُ، وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفُوهُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
371- مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ2، الطَّائِيُّ، الْحِمْصِيُّ.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، وَعَبْدِ اللَّهِ
بْنِ نَاسِجٍ الْحَضْرَمِيِّ، وَيَحْيَى بْنِ عتبة بن عيبد
السُّلَمِيِّ، وَعُتْبَةَ بْنِ شُعَيْبٍ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ
الْجَبَّارِ، وَسَلامَةِ بْنِ جَوَّاسٍ، وَيَحْيَى بْنِ صَالِحٍ
الْوُحَاظِيِّ.
مَا وَهَّاهُ أَحَدٌ.
372- مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفِ بْنِ دَاوُدَ3، أَبُو غَسَّانَ،
الْمَدَنِيُّ. -ع.
أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الأَثْبَاتِ.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَحَسَّانِ بْنِ
عَطِيَّةَ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، وَأَبِي حَازِمٍ سَلَمَةَ
بْنِ دِينَارٍ.
وَعَنْهُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ،
وَابْنُ وَهْبٍ، وَآدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَعَلِيُّ بْنُ
عَبَّاسٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أبي مريم، وعليّ بن الجعد، وجماعة.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 203"، الجرح والتعديل "8/ 38"، ميزان
الاعتدال "3/ 677".
2 التاريخ الكبير "1/ 214"، الجرح والتعديل "8/ 64-65".
3 التاريخ الكبير "1/ 236"، الجرح والتعديل "8/ 100"، تهذيب
التهذيب "9/ 461-462".
(10/251)
وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الْمَهْدِيِّ،
وَحَدَّثَ بِبَغْدَادَ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيبُ: قِيلَ: إِنَّهُ مِنْ
مَوَالِي عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ سَكَنَ
عَسْقَلانَ.
قُلْتُ: لَمْ يُؤَرِّخْهُ أَحَدٌ.
373- مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ1، دِينَارٌ
الأَنْصَارِيُّ، الْحِمْصِيُّ، أَخُو عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ. -م.
ع.
عَنْ: أَبِيهِ، وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَرَبِيعَةَ بْنِ
يَزِيدَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَالْوَلِيدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُسْهِرٍ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَعَلِيُّ
بْنُ عَبَّاسٍ، وَمَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ
يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ، وَأَبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بْنُ
نَافِعٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
374- مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ2، الْقُرَشِيُّ، الْكُوفِيُّ.
عن: نافع، وأبي حعفر مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لا يُتَابَعُ عَلَى حَدِيثِهِ، يَعْنِي عَنْ
نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ
يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِيمَانًا بِكَ
وَتصْدِيقًا بِكِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
375- مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ عَامِرٍ الأَسَدِيُّ3.
عَنِ: الْحَكَمِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
وَعَنْهُ: أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ، وَالْمُطَّلِبُ بْنُ
زِيَادٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ بشر الكاهليّ.
أظنه الذي قلبه.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 229"، الجرح والتعديل "8/ 91"، تهذيب التهذيب
"9/ 477-478".
2 التاريخ الكبير "1/ 230"، الجرح والتعديل "8/ 90-91"، تهذيب
التهذيب "9/ 478".
3 التاريخ الكبير "1/ 229"، الثقات لابن حبان "7/ 413".
(10/252)
376- مُحَمَّدُ بْنُ مِهْزَمٍ1،
الْعَبْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ، الشَّعَّابُ.
عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، وَمَعْرُوفٍ الْمَكِّيِّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وأبو عمر الْحَوْضِيُّ، وَمُسْلِمُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ معين.
377- محمد بن هلال2، المدنيّ، مولى بني جمح. -د. ن. ق.
عَن: أبيه، وسعيد بْن الْمُسَيِّبِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ،
وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
أُوَيْسٍ، وَأَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، وَالْقَعْنَبِيُّ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَطَائِفَةٌ.
وَعَاشَ نَحْوًا مِنْ مِائَةِ سَنَةٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
378- مُحَمَّدُ بْنُ يزَيْدٍ الْبَصْرِيُّ3، الْمَدَنِيُّ، نَزِيلُ
دِمَشْقَ.
عَنِ: الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ
الأَنْصَارِيِّ.
وَعَنْهُ: الْوَلِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ.
ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.
379- مُخَارِقُ بْنُ عَفَّانَ، الْعَابِدُ.
مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ الْعِرَاقِ، مَا ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي
حَاتِمٍ.
مَاتَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
380- مخلد بن الضّحّاك4، الشّيبانيّ، البصريّ.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 230"، الجرح والتعديل "8/ 102"، الثقات لابن
حبان "9/ 33".
2 الطبقات الكبرى "9/ 447"، التاريخ الكبير "1/ 257"، الجرح
والتعديل "8/ 115-116"، التهذيب "9/ 498".
3 الجرح والتعديل "8/ 127".
4 التاريخ الكبير "1/ 437"، الجرح والتعديل "8/ 348"، تهذيب
التهذيب "10/ 75".
(10/253)
عن: الزّبير بن عبيد، وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، وَيُونُسُ
الْمُؤَدِّبُ.
تُوُفِّيَ قَرِيبًا مِنْ وَفَاةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ.
381- مُرَجَّى بْنُ رَجَاءٍ الْيَشْكُرِيُّ1، وَيُقَالُ: العدويّ،
البصريّ.
عن: أيوب السّختيانيّ، وحنظلة السَّدُوسِيِّ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ
بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ،
وَشَبَّابَةُ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
وَهُوَ صَاحِبُ التَّعْبِيرِ.
وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.
وَعَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ حَدِيثًا وَاحِدًا، فَلَيَّنَهُ
بَعْضُهُمْ.
قَالَ عَبَّاسُ بن محمد، عن ابن معين: مرجا بن رجاء ضعيف، ومرجّا
بْنُ وَدَاعٍ: ضَعِيفٌ، إِلا أَنَّ ابْنَ رَجَاءٍ أَصْلَحُ.
382- مِسْكِينُ بْنُ دِينَارٍ2، أَبُو هُرَيْرَةَ التَّيْمِيُّ،
الشَّقَرِيُّ، الْكُوفِيُّ.
عَنْ: مُجَاهِدٍ، وَأَبِي عَمْرٍو نَشِيطٍ الْمُنَبِّهِيِّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ التَّيْمِيُّ،
وَأَبُو أُسَامَةَ، وَعُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ.
صَدُوقٌ.
* مُسْلِمُ بْنُ قَعْنَبٍ.
وَالِدُ الْقَعْنَبِيِّ. سَيَأْتِي.
383- مِسْوَرُ بْنُ الصَّلْتِ3.
حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَنْ: أَبِي جَعْفَرٍ محمد بن عليّ، ومحمد بن
المنكدر.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 62"، الجرح والتعديل "8/ 412"، تهذيب التهذيب
"10/ 83-84".
2 الكنى والأسماء للدولابي "2/ 151"، الجرح والتعديل "8/ 328-329".
3 التاريخ الكبير "7/ 411"، الجرح والتعديل "8/ 298"، ميزان
الاعتدال "4/ 114".
(10/254)
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ،
وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ
الْوَلِيدِ.
ضَعَّفَهُ الْبُخَارِيُّ، وَابْنُ مَعِينٍ.
384- مِسْوَرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ1 بْنِ سَعِيدِ بْنِ
يَرْبُوعٍ، الْمَدَنِيُّ.
عَنْ: أَبِيهِ، وَنَبِيهِ بْنِ وَهْبٍ، وَيَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَابْنُ وَهْبٍ، وَأَشْهَبُ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ.
385- مُصَادُ بْنُ عُقْبَةَ2.
عَنْ: أَبِي الزُّبَيْرِ، وَزِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، وَمُقَاتِلِ بْنِ
حَيَّانَ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ.
وَعَنْهُ: مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، وَعُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ
الْمَوْصِلِيُّ.
386- مَطَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ3، الْبَصْرِيُّ، الأَعْنَقُ.
عَنْ: أَبِي الْعَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ، وَالْحَسَنِ،
وَمُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ.
وَعَنْهُ: الطَّيَالِسِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ
الطَّبَّاعِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو كَامِلٍ
الْجَحْدَرِيُّ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: مَحِلُّهُ الصِّدْقُ.
387- مُطِيعُ بْنُ إِيَاسٍ، اللَّيْثِيُّ4.
شَاعِرٌ مُحْسِنٌ، بَدِيعُ الْقَوْلِ، وَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ
بْنِ يَزِيدَ، ثُمَّ صَحِبَ الْمَنْصُورَ وَابْنَهُ الْمَهْدِيَّ.
وَكَانَ مَازِحًا مَاجِنًا بحيث إنّه اتّهم بالزّندقة.
وهو القائل:
وما زال بِي حُبَّيْكَ حَتَّى كَأَنَّنِي ... بِرَجْعِ جَوَابِ
السَّائِلِي عَنْكَ أَعْجَمُ
لا سَلِمَ مِنْ قَوْلِ الْوُشَاةِ وَسَلْمَى ... سَلِمْتِ، وَهَلْ
حَيٌّ مِنَ النَّاسِ يَسْلَمُ
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 411"، الجرح والتعديل "8/ 298"، تهذيب
التهذيب "10/ 151".
2 الجرح والتعديل "8/ 440-441"، الثقات لابن حبان "7/ 497".
3 التاريخ الكبير "7/ 401"، الجرح والتعديل "8/ 288"، تهذيب
التهذيب "10/ 169".
4 الأغاني 13/ 275-335"، تاريخ بغداد "13/ 225-226".
(10/255)
رَوَى صَاحِبُ الأَغَانِي، عَنْ حَمَّادِ
بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ مُطِيعُ بْنُ إِيَاسٍ
مُنْقَطِعًا إِلَى جَعْفَرِ بْنِ الْمَنْصُورِ، فَطَالَتْ
صُحْبَتُهُ له بِقِلَّةِ فَائِدَةٍ، فَاجْتَمَعَ مُطِيعٌ يَوْمًا
وَحَمَّادُ عَجْرَدٍ، وَيَحْيَى بْنُ زِيَادٍ، فَتَذَاكَرُوا
أَيَّامَ بَنِي أُمَيَّةَ، وَكَثْرَةَ مَا أَفَادُوا مِنْهَا،
وَحُسْنَ مَمْلَكَتِهِمْ وَطِيبَ دَارِهِمْ بِالشَّامِ، وَمَا هُمْ
فِيهِ بِبَغْدَادَ مِنَ الْقَحْطِ فِي دَوْلَةِ الْمَنْصُورِ،
وَشِدَّةِ الْحَرِّ، وَخُشُونَةِ الْعَيْشِ، وَشَكُوا الْفَقْرَ
فَأَكْثَرُوا، فَقَالَ مُطِيعُ بْنُ إِيَاسٍ فِي ذَلِكَ:
حَبَّذَا عَيْشُنَا الَّذِي زَالَ عَنَّا ... حَبَّذَا ذَاكَ حِينَ
لا حَبَّذَا ذَا
أين هذا من ذاك؟ سقيًا لهذا ... ك ولسنا نقول: سقيًا لهذا
زاد هذا الزَّمَانُ شَرَّا وَعُسْرًا ... عِنْدَنَا إِذْ
أَحَلَّنَا بَغْذَاذَا
بلدة تمطر التراب على النا ... س كَمَا تُمْطِرُ السَّمَاءَ
الرَّذَاذَا
خَرِبَتْ عَاجِلا وَأَجْدَبَ ذو العر ... ش بِأَعْمَالِ أَهْلِهَا
كَلْوَاذَا
يُقَالُ: مَاتَ مُطِيعُ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
388- مُطِيعُ بْنُ مَيْمُونٍ1، الْعَنْبَرِيُّ، الْبَصْرِيُّ. -د.
ن.
عَنْ: صَفِيَّةَ بِنْتِ عِصْمَةَ فِي الْخِضَابِ.
وَعَنْهُ: خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَمُعَلَّى بْنُ
أَسَدٍ، وَطَالُوتُ بْنُ عَبَّادٍ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لَهُ حَدِيثَانِ غَيْرُ مَحْفُوظَيْنِ.
389- مُعَارِكُ بْنُ عَبَّادٍ2، الْعَبْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ. -ت.
عَنْ: عَبْدِ الله بن الفضل العاشميّ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بن إبراهيم، وحجّاج بن نضير، وَيَعْقُوبُ
الْحَضْرَمِيُّ، وَقُرَّةُ بْنُ حَبِيبٍ.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ: ضَعِيفٌ.
__________
1 ميزان الاعتدال "4/ 130"، تهذيب التهذيب "10/ 182-183".
2 التاريخ الكبير "8/ 28"، الجرح والتعديل "8/ 371-372"، ميزان
الاعتدال "4/ 133"، التهذيب "10/ 198".
(10/256)
390- مَعَاوِيَةُ بْنُ سَلامِ بْنِ أَبِي
سَلامٍ مَمْطُورٍ الْحَبَشِيِّ1، ثُمَّ الشَّامِيُّ. -ع.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ.
وَيُقَالُ: لَحِقَ جَدَّهُ، وَرَوَى أَيْضًا عَنِ: الزُّهْرِيِّ،
وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ
الْوُحَاظِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَيَحْيَى
بْنُ بِشْرٍ الْحَرِيرِيُّ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ
مُحَمَّدٍ، وَأَبُو تَوْبَةَ الْحَلَبِيُّ، وَآخَرُونَ.
كَانَ يَكُونُ بِحِمْصَ، ثُمَّ سَكَنَ دِمَشْقَ.
وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَغَيْرُهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: أَعُدُّهُ مُحَدِّثَ أَهْلِ
الشَّامِ فِي زَمَانِهِ.
وَفِي نُسْخَةِ أَبِي مُسْهِرٍ: نَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ،
سَمِعْتُ جَدِّي أَبَا سَلامٍ، فَذَكَرَ حَدِيثًا مُرْسَلا.
أَبُو زُرْعَةَ: نَا أَبُو مُسْهِرٍ: قُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ
سَلامٍ: لِمَنِ الْوَلاءُ عَلَيْكَ؟ فَغَضِبَ -أَيْ أَنَّهُ
عَرَبِيٌّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثِقَةٌ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، ابن مَعِينٍ قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ
سَلامٍ عَلَى يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ، فَأَعْطَاهُ كِتَابًا فِيهِ
أَحَادِيثُ زَيْدِ بْنِ سَلامٍ، وَلَمْ يَقْرَأْهُ وَلَمْ
يَسْمَعْهُ.
قُلْتُ: الْمُعْطِي هُوَ مُعَاوِيَةُ لِيَحْيَى، يَعْنِي
فَحَمَلَهُ يَحْيَى مُنَاوَلَةً.
بَقِيَ يَحْيَى إِلَى حُدُودِ سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ؛ لِأَنَّ
يَحْيَى بْنَ يَحْيَى أَدْرَكَهُ.
391- مَعْرُوفُ بْنُ مُشْكَانَ2، أَبُو الْوَلِيدِ، الْمَكِّيُّ،
الْمُقْرِئُ. –ق.
وُلِدَ سَنَةَ مِائَةٍ، وَقِيلَ: قَبْلَهَا.
قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى ابْنِ كَثِيرٍ، وَرَوَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ
أَبِي رَبَاحٍ.
قَرَأَ عَلَيْهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عبد الله القسط.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 335"، الجرح والتعديل "8/ 383"، تهذيب
التهذيب "10/ 208-209".
2 التاريخ الكبير "7/ 414"، الجرح والتعديل "8/ 322"، تهذيب
التهذيب "10/ 232-233".
(10/257)
وَحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ،
وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ حَنْظَلَةَ
الْمَخْزُومِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَهُوَ ثَبْتٌ في القراءة، أمّا في الحديث فقلّ ما رَوَى.
أَخْرَجَ لَهُ ابْنُ مَاجَهْ حَدِيثًا وَاحِدًا.
وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الإِخْرِيطِ، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
وَاضِحٍ.
مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
392- مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ1، أَبُو عَبْدِ
اللَّهِ، مَوْلَى بَنِي عَبْسٍ. -م. د. ت.
عَنْ: عَطَاءٍ، وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، وَنَافِعٍ،
وَالزُّهْرِيِّ، وَمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، وَزَيْدِ بْنِ أَبِي
أُنَيْسَةَ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو نُعَيْمٍ، وَالْفِرْيَابِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ، وَسَعِيدِ بْنِ حَفْصٍ النُّفَيْلِيُّ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ النُّفَيْلِيُّ وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَحْمَدُ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَلابْنِ مَعِينٍ فِيهِ قَوْلانِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَرَوَى مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
* مُعَلَّى بْنُ راشد النّبّال. سيأتي.
393- المغيرة بن حبيب بْنُ ثَابِتِ2 بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الزُّبَيْرِ الْعَوَّامُ، الأَسَدِيُّ، الْمَدَنِيُّ.
أَحَدُ الأَشْرَافِ، وَفَدَ عَلَى الْمَهْدِيِّ وَمَعَهُ أَخُوهُ
فَأَكْرَمَهُمَا، فَاخْتَصَّ الْمُغِيرَةُ بِالْمَهْدِيِّ وأحبّه.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 393، 394"، الجرح والتعديل "8/ 286"، تهذيب
التهذيب "10/ 234".
2 تاريخ بغداد "194-195".
(10/258)
قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ:
أَعْطَاهُ الْمَهْدِيُّ أَمْوَالا عَظِيمَةً، بِحَيْثُ أَنَّهُ
أَعْطَاهُ مَرَّةً ثَلاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ.
وَسَمِعْتُ أَصْحَابَنَا يَزْعُمُونَ أَنَّ الْمُغِيرَةَ تَزَوَّجَ
بِامْرَأَةٍ، فَأَصْدَقَهَا عَنْهُ الْمَهْدِيُّ مَكُّوكَ
لُؤْلُؤٍ.
394- الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ1،
الْبَصْرِيُّ، أَبُو مَالِكٍ، أَخُو مُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ. -د.
ت. ق.
رَوَى عَنْ: بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ، وَحَبِيبِ
بْنِ الشَّهِيدِ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ
وَاسِعٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيُونُسُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَدِّبِ، وَإِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ
الطَّبَّاعِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
قَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ هُوَ بِذَاكَ.
395- الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ2، الضَّبِّيُّ، الْكُوفِيُّ،
الْمُقْرِئُ.
قرأ على عاصم.
قرأ عليه: أو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ،
وَجَبَلَةُ بْنُ مَالِكٍ الْبَصْرِيُّ.
وَحَدَّث عَنْ: سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ
السَّبِيعِيِّ.
وَقِيلَ: إِنَّهُ رَوَى عَنْ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ،
قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو كَامِلٍ الْفُضَيْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ
الْجَحْدَرِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ،
وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَائِنِيُّ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ إِخْبَارِيًّا عَلامَةً، مُوَثَّقًا.
قُلْتُ: وَكَانَ مُقَدَّمًا فِي عَصْرِهِ فِي الْقِرَاءَةِ، أَخَذَ
عَنْهُ الْكِسَائِيُّ.
وَأَمَّا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ فَقَالَ: مَتْرُوكُ
الْقِرَاءَةِ وَالْحَدِيثِ.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 405"، الجرح والتعديل "8/ 317"، تهذيب
التهذيب "10/ 273".
2 الجرح والتعديل "8/ 318"، الأغاني "18/ 37".
(10/259)
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ:
هُوَ ثِقَةٌ فِي الأَشْعَارِ، غَيْرُ ثِقَةٍ فِي الْحُرُوفِ.
قُلْتُ: بَلْ قراءته حسنة قَوِيَّةٌ، وَأَمَّا الْحَدِيثُ فَفِيهِ
لِينٌ.
وَقَدْ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَفِيهِ يَقُولُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عِنْدَمَا بَلَغَهُ مَوْتُهُ
أَوِ الَّذِي يَلِيهِ:
نَعَى لِي رِجَالٌ، وَالْمُفَضَّلُ منهم ... وكيف تقر العين بعد
المفضل؟
396- مفضل بن مهلهل السعدي1، أبو عبد الرحمن الكوفي، أحد الأعلام.
- م. ت. ق.
عن: بيان بن بشر، منصور، وَمُغِيرَةَ بْنِ مِقْسَمٍ، وَالأَعْمَشِ.
وَعَنْهُ: حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَأَبُو
أُسَامَةَ، وَالْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْبَجَلِيُّ،
وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً ثَبْتًا، صَاحِبَ
سُنَّةٍ وَفَضْلٍ، وَفِقْهٍ.
وَلَمَّا مَاتَ الثَّوْرِيُّ مَضَى أَصْحَابُهُ إِلَى الْمُفَضَّلِ
فَقَالُوا: تَجْلِسُ لَنَا مَكَانَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، فَقَالَ:
رأيت صاحبكم يحمد مجلسه، وأبى أَنْ يَجْلِسَ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ ثِقَةٌ، مِنْ أَقْرَانِ
الثَّوْرِيِّ، وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَخِيهِ الْفَضْلِ.
وَعَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ قَالَ: ذَاكَ الرَّاهِبُ. يَعْنِي ابْنَ
الْمُهَلْهَلِ.
قَدِمَ الْيَمَنَ مَعَ سُفْيَانَ.
قَالَ أَبُو دَاوُدَ: خَرَجَ مَعَ سُفْيَانَ مضاربًا.
ووثّقه جماعة.
وقال ابن حيّان: كَانَ مِنَ الْعُبَّادِ الْخُشْنِ -رَحِمَهُ
اللَّهُ- مِمَّنْ يُفَضَّلُ عَلَى الثَّوْرِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَنْجَوَيْهِ: مَاتَ سنة سبع وستين ومائة.
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 406"، الجرح والتعديل "8/ 316"، تهذيب
التهذيب "10/ 275-276".
(10/260)
* الْمُفَضَّلُ بْنُ لاحِقٍ: هُوَ أَقْدَمُ
مِنْ هَؤُلاءِ، مَرَّ.
* الْمُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ الْكُوفِيُّ: سَيَأْتِي.
397- مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ1، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، الْعَنَزِيُّ،
الْكُوفِيُّ، أَخُو حِبَّانَ بْنِ عَلِيٍّ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَمُغِيرَةَ بْنِ
مِقْسَمٍ، وَعَاصِمٍ الأَحْوَلِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ آدَمَ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَوْنُ
بْنُ سَلامٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ
مُغَلِّسٍ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: شَيْخٌ.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيِّنٌ.
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ: جَائِزُ الْحَدِيثِ، يَتَشَيَّعُ.
وَرَوَى أَبُو حَاتِمٍ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: مِنْدَلٌ وَحِبَّانُ
مَا بِهِمَا بَأْسٌ.
وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ عَنْ مُعَاذِ بْنِ
مُعَاذٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْكُوفَةَ فَلَمْ أَرَ أَوْرَعَ مِنْ
مَنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَعَنْ وَضَّاحِ بْنِ يَحْيَى قَالَ: احْتُضِرَ مِنْدَلٌ فَقَالَ
لِأَخِيهِ حِبَّانَ: تَتَحَمَّلُ عَنِّي دُيُونِي؟ فَقَالَ: نَعَمْ
وَاللَّهِ، وَذُنُوبَكَ.
وَكَانَ حِبَّانُ فَصِيحًا مُفَوَّهًا.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ: كَانَ يُقَالُ:
اسْمُ مَنْدَلٍ عَمْرٌو فَمَاتَ فَرَثَاهُ أَخُوهُ فَقَالَ:
عَجَبًا يَا عَمْرُو مِنْ غَفْلَتِنَا ... وَالْمَنَايَا مقبلات
عنقا
قاصدات نحونا مسرعة ... يتحلّلن إلينا الطُّرُقَا
فَإِذَا أَذْكُرُ فِقْدَانَ أَخِي ... أَتَقَلَّبُ فِي فِرَاشِي
أَرَقَا
وَأَخِي وَأَيُّ أَخٍ مِثْلُ أَخِي ... قد جرى في كلّ خير سبقا
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 381"، التاريخ الكبير "8/ 73"، الجرح
والتعديل "8/ 434-435"، التهذيب "10/ 298-299".
(10/261)
مَاتَ مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ
ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِي رَمَضَانَ.
398- مُوسَى بْنُ خَلَفٍ الْعَمِّيُّ1، الْبَصْرِيُّ. –د. ن.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَقَتَادَةَ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي
كَثِيرٍ، وَعَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ خَلَفٌ، وَعَفَّانُ، وَعَبْدُ السَّلامِ بْنُ
مُطَهَّرٍ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ عَفَّانُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ أَحَدًا قَطُّ، كَانَ
يُعَدُّ مِنَ الْبُدَلاءِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: أَكْثَرَ مِنَ الْمَنَاكِيرِ.
وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
قُلْتُ: قَدْ أَخَرَجَ لَهُ النَّسَائِيُّ، وَاسْتَشْهَدَ بِهِ
الْبُخَارِيُّ، وَهُوَ مِمَّنْ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ.
مَاتَ سَنَةَ نَيِّفٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
399- مُوسَى بْنُ سَلَمَةَ2 بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْمِصْرِيُّ.
لَهُ عَنْ: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ.
وَكَانَ مِنْ أَطْلَبِ النَّاسِ لِلْعِلْمِ فِي زَمَانِهِ،
وَلَكِنْ مَاتَ كَهْلا عَنْ بِضْعٍ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.
تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
400- مُوسَى بْنُ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحِ بْنِ نُصَيْرٍ3، أَبُو
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، اللَّخْمِيُّ. -م. ع.
عَنْ: أَبِيهِ، وَالزُّهْرِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبي حَبِيبٍ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ.
وَعَنْهُ اللَّيْثُ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ،
وَأَبُو نُعَيْمٍ، وعبد الرحمن بن مهديّ،
__________
1 التاريخ الكبير "7/ 282"، الجرح والتعديل "8/ 140"، تهذيب
التهذيب "10/ 341-342".
2 التاريخ الكبير "7/ 284"، ميزان الاعتدال "4/ 206"، تهذيب
التهذيب "10/ 346".
3 الطبقات الكبرى "7/ 515"، التاريخ الكبير "7/ 289"، الجرح
والتعديل "8/ 123"، التهذيب "10/ 363-364".
(10/262)
وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ،
وَخَلْقٌ آخِرُهُمْ مَوْتًا الْقَاسِمُ بْنُ هَانِئٍ الْمِصْرِيُّ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ.
وَكَانَ أَحَدَ الْعُبَّادِ الْعُلَمَاءِ، وَلَهُ رِئَاسَةٌ
وَسُؤْدُدٌ، وَقَدْ وَلِيَ إِمْرَةَ دِيَارِ مِصْرَ لِلْمَنْصُورِ
ستّ سنين وشهرين.
وكان ابن بنت مالك الْبَرْبَرِ، اعْتُبِرَ مَوْلِدُهُ
بِإِفْرِيقِيَّةَ سَنَةَ تِسْعِينَ.
قَالَ اللَّيْثُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: لا أَجْعَلُ فِي حِلٍّ من
يقول: موسى بن عليّ، مُصَغَّرٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ يُتْقِنُ حَدِيثَهُ، لا يَزِيدُ
فِيهِ وَلا يَنْقُصُ.
قَالَ: وَكَانَ وَالِيًا عَلَى مِصْرَ.
وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: رَأَيْتُ عَلَيْهِ السَّوَادَ، فَقُلْتُ:
لِمَ وَلِيتَ مِصْرَ؟ قَالَ: أَكْرَهَنِي الْمَنْصُورُ، وَمَا
فَرَقْتُ أَحَدًا كَفَرَقِي إِيَّاهُ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ فِي تَارِيخِهِ: كَانَ مُوسَى يَخْضِبُ
بِالسَّوَادِ.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: وَفَدَ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ
الْمَلِكِ مِنَ الْمَغْرِبِ، وَكَانَ أول قدومه مِصْرَ سَنَةَ
عَشْرٍ وَمِائَةٍ.
وَعَنْ طَلْقِ بْنِ السَّمْحِ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَنَا
مُوسَى بْنُ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ: مَوْلِدُ مُوسَى سَنَةَ تسعٍ
وَثَمَانِينَ.
قُلْتُ: وَقَعَ لَنَا حَدِيثُهُ عَالِيًا.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ التَّمِيمِيُّ،
وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أَنَا المؤيَّد بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْفَقِيهُ، أَنَا عمر ابن مَسْرُورٍ،
أَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ، نَا مُحَمَّدُ إِبْرَاهِيمَ
الْبُوشَنْجِيُّ، نَا رَوْحُ بْنُ صَلاحٍ، نَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ
بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْحَسَدُ
فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ أَتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَقَامَ بِهِ،
وَأَحَلَّ حَلالَهُ، وحرَّم حَرَامَهُ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ
مَالا، فَوَصَلَ مِنْهُ أَقْرِبَاءَهُ وَرَحِمَهُ، وَعَمِلَ
بِطَاعَةِ اللَّهِ، تَمَنَّى أَنْ تَكُونَ مِثْلَهُ، وَمَنْ يَكُنْ
فِيهِ أربع فلا تنكره، ما رُوِيَ عَنْهُ مِنَ الدُّنْيَا: حُسْنُ
خَلِيقَةٍ، وَعَفَافٍ، وَصِدْقُ حديث، وحفظ أمانة" 1.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "7529"، ومسلم "815"، والترمذي
"1936"، وابن ماجه "4029"، وأحمد في المسند "2/ 36، 88، 133"،
والحميدي "617"، وابن حبان في صحيحه "125، 126"، من طرق ابْنِ
عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- به
مختصرًا.
(10/263)
قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّ مُوسَى مَاتَ
سَنَةَ ثلاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
401- مُوسَى الْهَادِي، الْخَلِيفَةُ1.
أَبُو مُحَمَّدٍ، مُوسَى بْنُ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمَنْصُورِ عبد الله بن محمد عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ،
الْعَبَّاسِيُّ.
جَعَلَهُ أَبُوهُ وليَّ الْعَهْدِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُوهُ
انْعَقَدَ الاتِّفَاقُ عَلَى خِلافَتِهِ، وَكَانَ بِجُرْجَانَ،
فَأَخَذَ لَهُ الْبَيْعَةَ أَخُوهُ هَارُونُ.
مَوْلِدُهُ بِالرَّيِّ سَنَةَ سبعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ.
وَكَانَتْ خِلافَتُهُ سَنَةً وَشَهْرًا.
وَكَانَ طَوِيلا جَسِيمًا أَبْيَضَ، بِشِفَّتِهِ الْعُلْيَا
تقلُّص، وَكَانَ أَبُوهُ قَدْ وَكَّلَ بِهِ فِي الصِّبا خَادِمًا،
كُلَّمَا رَآهُ مَفْتُوحَ الْفَمِ قَالَ: مُوسَى أَطْبِقْ،
فَيَفِيقُ عَلَى نَفْسِهِ ويضمّ شفته.
فَعَنْ مُصْعَبٍ الزُّبيريّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ مَرْوَانُ
بْنُ أَبِي حَفْصَةَ شَاعِرُ وَقْتِهِ عَلَى الْهَادِي،
فَأَنْشَدَهُ قَصِيدَةً يَقُولُ فِيهَا:
تَشَابَهَ يَوْمًا بَأْسُهُ وَنَوَالُهُ ... فَمَا أَحَدٌ يَدْرِي
لِأَيِّهِمَا الْفَضْلُ
فقال له: أيّما أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ ثَلاثُونَ أَلْفًا مُعَجَّلَةً،
أَوْ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ تَدُورُ فِي الدَّوَاوِينِ؟ قَالَ:
تعجِّل الثَّلاثُونَ أَلْفًا، وَتَدُورُ الْمِائَةُ أَلْفٍ، قَالَ:
بَلْ تعجَّلان لَكَ جَمِيعًا.
قَالَ نِفْطَوَيْهِ: قِيلَ: إِنَّ مُوسَى الْهَادِي قَالَ
لِإِبْرَاهِيمَ الْمَوْصِلِيِّ: إِنْ أَطْرَبْتَنِي فَاحْتَكِمْ
مَا شِئْتَ، فغنَّاه:
سُلَيْمَى أَزْمَعَتْ بَيْنَا ... فَأَيْنَ لِقَاؤُهَا أَيْنَا؟
الأَبْيَاتَ.
فَأَعْطَاهُ سَبْعَمِائَةِ أَلْفِ درهم.
__________
1 نسب قريش "54، 89، 242، 270، 315، 331"، سير أعلام النبلاء 7/
441-444"، البداية والنهاية "10/ 131-133".
(10/264)
قُلْتُ: كَانَ يَتَنَاوَلُ الْمُسْكِرَ
وَيَلْعَبُ، وَيَرْكَبُ حِمَارًا فَارِهًا، وَلا يُقِيمُ أبَّهة
الْخِلافَةِ، وَكَانَ فَصِيحًا قَادِرًا عَلَى الْكَلامِ،
أَدِيبًا، تَعْلُوهُ هَيْبَةٌ، وَلَهُ سَطْوَةٌ وَشَهَامَةٌ.
قَالَ الثَّعَالِبِيُّ فِي كِتَابِ لِطَائِفِ الْمَعَارِفِ: مُوسَى
أَطْبِقْ، هُوَ الْهَادِي.
قُلْتُ: مَاتَ فِي رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ،
وسنُّه ثَلاثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً، وَقَدْ مَرَّ مِنْ أَخْبَارِهِ
فِي الْحَوَادِثِ، وَقَامَ بَعْدَهُ الرَّشِيدُ.
وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ: سَبَبُ مَوْتِهِ أَنَّهُ
دَفَعَ نَدِيمًا مِنْ جُرْفٍ عَلَى أُصُولِ قَصَبٍ قَدْ قُطِعَ،
فَعَلِقَ النَّدِيمُ بِهِ فَوَقَعَ، فَدَخَلَتْ قَصَبَةٌ فِي
مَخْرَجِهِ، فَكَانَتْ سَبَبَ مَوْتِهِ، فَمَاتَا جَمِيعًا.
402- مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ1، الْكُوفِيُّ.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ
عُمَرَ.
رَوَى عَنْهُ: خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، وَأَبُو دَاوُدَ
الطَّيَالِسِيُّ، وَالْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ، وَغَسَّانُ بْنُ
الرَّبِيعِ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ النَّسائيّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: ضَعِيفٌ.
قَالَ أَبُو حِبَّانَ: صَاحِبُ مَنَاكِيرَ، لا يَشُكُّ
الْمُسْتَمِعُ لَهَا أَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ إِذَا كَانَ الشَّأْنُ
صِنَاعَتَهُ.
مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا: "يَأْتِي
زَمَانٌ يَجِدُ الرَّجُلُ نَعْلَ الْقُرَشِيِّ فيقبِّلها
وَيَبْكِي"2.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
نَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، نَا مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ، عن أبيه، عن
أبي هريرة مرفوعًا: "عاقلي هَذِهِ الأُمَّةِ رَجُلانِ مِنْ
مَدِينَةٍ يَنْزِلانِ جَبَلا مِنْ جِبَالِ الْعَرَبِ يُقَالُ لَهُ:
وَرْقَانُ، يَجِدَانِ فيه عيشًا ومرعى فيمكثان عشرين سنة،
__________
1 الجرح والتعديل "8/ 162"، ميزان الاعتدال "4/ 223".
2 "حديث موضوع": وفيه صاحب الترجمة وقد تقدم الكلام عليه وقد أخرجه
ابن حبان في المجروحين "2/ 242".
(10/265)
وَيُحْشَرُ النَّاسُ إِلَى الشَّامِ
وَهُمَا لا يَعْلَمَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا
عَهْدُكَ بِالنَّاسِ؟ فَيَقُولُ: كَعَهْدِكَ، فَيُنْزِلانِ
مَعَهُمَا غَنَمَهُمَا، فَإِذَا انْتَهَيَا إِلَى أَوَّلِ مَاءٍ
يَجِدَانِ الإِبِلَ وَالْغَنَمَ معطَّلة، لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ،
وَفِيهَا السِّباع، فَيَقُولانِ: لَقَدْ حَدَثَ أَمْرٌ فَاذْهَبْ
بِنَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيَتَوَجَّهَانِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ،
لا يَمُرَّانِ بِمَاءٍ إِلا وَجَدَاهُ كَذَلِكَ، فَيَأْتِيَانِ
مَسْجِدِي، فَيَجِدَانِ الثَّعَالِبَ تَخْتَرِقُ فِيهِ،
فَيَقُولانِ: الناس ببقيع المصلَّى، فإذا انتهينا إليه لا يجد
أحدًا، فكأني أنظر إليهما وَهُمَا يَحْثُوَانِ التُّرَابَ فِي
وُجُوهَ الْغَنَمِ لِيَصْرِفَانِهَا عَنْهُمَا، فَلا تَنْصَرِفُ،
فَيَبْعَثُ اللَّهُ إِلَيْهِمَا، مَلَكَانِ فَيَسْحَبَانِهِمَا
إِلَى الشَّامِ سَحْبًا.... الْحَدِيثَ"1.
"حَرْفُ النُّونِ":
403- نَافِعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَمِيلٍ
الْقُرَشِيُّ2، الْجُمَحِيُّ، الْمَكِّيُّ. -ع. سَمِعَ: سَعِيدَ بن
أبي هند، وابن أبي مليكة، وعمرو بْنَ دِينَارٍ، وَغَيْرَهُمْ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ، وَخَلادُ بْنُ يَحْيَى، وَسَعِيدُ بن أبي مريم، وداود
بن عمرو الضَّبّيّ، وَمُحَيْرِزُ بْنُ سَلَمَةَ الْعَدَنِيُّ،
وَطَائِفَةٌ.
قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ مِنْ أَثْبَتِ النَّاسِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَبْتٌ ثَبْتٌ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ تسعٍ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.
404- نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ3.
أَحَدُ الْقُرَّاءِ السَّبْعَةِ الأَعْلامِ، أَبُو رُوَيْمٍ،
وَيُقَالُ: أَبُو الْحَسَنِ، وَيُقَالُ: أَبُو مُحَمَّدٍ،
وَيُقَالُ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَيُقَالُ: أَبُو نُعَيْمٍ،
مَوْلَى جَعْوَنَةَ بْنِ شَعُوبٍ اللَّيثي، حَلِيفِ حَمْزَةَ بْنِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وقيل: جعونة حليف العبّاس.
__________
1 "حديث موضوع": أخرجه العقيلي في الضعفاء "4/ 163-164"، وفيه صاحب
الترجمة وهو كذاب.
2 الطبقات الكبرى "5/ 494"، التاريخ الكبير "8/ 86"، الجرح
والتعديل "8/ 456"، التهذيب "10/ 409".
3 التاريخ الكبير "8/ 87"، الجرح والتعديل "8/ 456-457"، الثقات
لابن حبان "7/ 532"، التهذيب "10/ 407-408".
(10/266)
وَأَصْلُ نَافِعٍ مِنْ أَصْبَهَانَ،
وَدَارُهُ الْمَدِينَةُ النَّبَوِيَّةُ.
قَالَ مُوسَى بْنُ طَارِقٍ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَرَأْتُ عَلَى
سَبْعِينَ مِنَ التَّابِعِينَ.
وَعَنِ الأَصْمَعِيِّ قَالَ: جَالَسْتُ نَافِعَ بْنَ أَبِي
نُعَيْمٍ، وَكَانَ مِنَ الْقُرَّاءِ الْفُقَهَاءِ الْعُبَّادِ.
قُلْتُ: قَرَأَ عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ
الأَعْرَجِ، وَأَبِي جَعْفَرٍ يَزِيدَ بْنِ الْقَعْقَاعِ،
وَشَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ، وَمُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ الْهُذَلِيِّ،
وَزَيْدِ بْنِ رُومَانَ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ وَأَخَذَ هَؤُلاءِ
عَنْ أَصْحَابِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَزَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ،
كَمَا بَيَّنَّا ذَلِكَ فِي كِتَابِ طَبَقَاتِ الْقُرَّاءِ.
وَالَّذِي وَضَحَ لِي أَنَّ هَؤُلاءِ الْخَمْسَةَ قَرَأُوا عَلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ
الْمَخْزُومِيِّ مُقْرِئِ الْمَدِينَةِ، وَتِلْمِيذِ أُبَيٍّ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَرَأُوا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَقِيلَ: إِنَّ مُسْلِمَ بْنَ جُنْدُبٍ قَرَأَ عَلَى حَكِيمِ بْنِ
حِزَامٍ، وَعَلِيِّ بْنِ عُمَرَ.
قَالَ الْهُذَلِيُّ فِي كَامِلِهِ: كَانَ نَافِعٌ معمَّرًا، أَخَذَ
الْقِرَاءَةَ عَلَى النَّاسِ فِي سَنَةِ خمسٍ وَتِسْعِينَ.
وَقَالَ مَالِكٌ: نَافِعٌ إِمَامُ النَّاسِ فِي الْقِرَاءَةِ.
وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ:
قِرَاءَةُ نَافِعٍ سنَّة.
وَرَوَى المسيِّبيّ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّهُ أَدْرَكَ عدَّةً مِنَ
التَّابِعِينَ، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَى مَا اجتمع عليه اثنان منهم
فَأَخَذْتُهُ، وَمَا شذَّ فِيهِ وَاحِدٌ تَرَكْتُهُ، حَتَّى
أَلَّفْتُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ.
وَرُوِيَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّهُ كَانَ يُوجَدُ مَنْ فِيهِ رِيحُ
الْمِسْكِ، فَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَفَلَ فِي فيَّ.
قَالَ اللَّيث بْنُ سَعْدٍ: حَجَجْتُ سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ
وَمِائَةٍ، وَإِمَامُ النَّاسِ فِي الْقِرَاءَةِ بِالْمَدِينَةِ
نَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ.
قُلْتُ: رَأَسَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ شُيُوخِهِ الْخَمْسَةِ،
وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَعَنِ
الأَعْرَجِ، وَعَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ،
وَغَيْرِهِمْ.
وَهُوَ صَالِحُ الْحَالِ فِي الْحَدِيثِ.
قَرَأَ عَلَيْهِ خَلْقٌ، مِنْهُمْ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ،
وَوَرْشٌ، وَقَالُونُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ المسيّبيّ.
(10/267)
وَحَدَّثَ عَنْهُ: خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ،
وَالْقَعْنَبِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَمَرْوَانُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَرِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
أُوَيْسٍ، وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وليَّنه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَدُوقٌ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقِيلَ: إِنَّ نَافِعًا كَانَ أَسْوَدَ بَصَّاصًا، وَكَانَ
طَيِّبَ الأَخْلاقِ، فِيهِ مِزَاحٌ.
وَقَدْ ذَكَرَهُ ابْنُ عَدِيٍّ فِي كَامِلِهِ فَقَالَ: لَهُ عَنِ
الأَعْرَجِ نُسْخَةٌ نَحْوُ مِائَةِ حَدِيثٍ، وَلَهُ نُسْخَةٌ
أُخْرَى عَنْ أَبِي الزِّناد، عَنِ الأَعْرَجِ، وَلَهُ مِنَ
التَّفَارِيقِ قَدْرَ خَمْسِينَ حَدِيثًا، وَلَمْ أَرَ لَهُ
شَيْئًا مُنْكَرًا.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تسعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
405- نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ الْكَلاعِيُّ الْمِصْرِيُّ1، أَبُو
يَزِيدَ. -م. د. ن. ق.
عَنْ: جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، وَيَزِيدَ بْنِ الْهَادِ،
وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، وَعُقَيْلِ بْنِ يُونُسَ،
وَعُقَيْلٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالنَّضْرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ،
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ،
وَسَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْحَافِظُ: كَانَ مِنْ ثِقَاتِ
النَّاسِ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: مَاتَ سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا بَأْسَ بِهِ.
406- نَافِعٌ، أَبُو هُرْمُزَ الْبَصْرِيُّ2، الْجَمَّالُ، مَوْلَى
بَنِي سُلَيْمٍ.
يُقَالُ: اسْمُ أَبِيهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ.
رَوَى عَنْ: أنس، وعن عطاء بن أبي رباح.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 86"، الجرح والتعديل "8/ 458"، تهذيب التهذيب
"10/ 412".
2 الجرح والتعديل "8/ 455-456"، المجروحين "3/ 57-59"، ميزان
الاعتدال "4/ 243-244".
(10/268)
وَعَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ،
وحَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ وَشَيْبَانُ
بْنُ فرُّوخ، وَغَيْرُهُمْ.
قَالَ أَحْمَدُ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: رَوَى عَنْ عَطَاءٍ نُسْخَةً مَوْضُوعَةً.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ، نَا نافع أبو هرمز، عن أنس
مرفوعًا: "آلُ مُحَمَّدٍ كُلٌّ تَقِيٌّ"1، وَبِهِ مَرْفُوعًا:
"اعْمَلْ لوجهٍ وَاحِدٍ يَكْفِيكَ الْوُجُوهَ كُلَّهَا"2.
* نَجِيحٌ، أَبُو مَعْشَرٍ. يَأْتِي بِالْكُنْيَةِ.
407- نَصْرُ بْنُ حَرْبٍ المهلَّبيّ، الأَمِيرُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سبعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
408- نَصْرُ بْنُ طَرِيفٍ3، أَبُو جَزْءٍ، الْبَاهِلِيُّ،
الْبَصْرِيُّ.
عَنْ: قَتَادَةَ، وَمَنْصُورٍ، وَأَيُّوبَ، وَخَلْقٍ.
وَعَنْهُ: عِيسَى بْنُ يُونُسَ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ،
وَطَائِفَةٌ.
مُجْمَعٌ عَلَى تَرْكِهِ، وَقَدِ اتُّهِمَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ، يعني أهملوه.
مات سنة سبعين ومائة.
__________
1 "حديث ضعيف جدًّا": أخرجه تمام في الفوائد "2/ 239"، والعقيلي في
الضعفاء "435"، وضعفه جدًّا الشيخ الألباني في الضعيفة "1304".
2 حديث ضعيف جدًّا: أخرجه ابن عدي في الكامل "7/ 2513"، وضعفه
الشيخ الألباني في الضعيفة "823".
3 الطبقات الكبرى "7/ 285"، التاريخ الكبير "8/ 105"، الجرح
والتعديل "8/ 466-468"، ميزان الاعتدال "4/ 251-252".
(10/269)
409- النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ1،
الْبَاهِلِيُّ، مَوْلاهُمُ الْجَزَرِيُّ، الْحَرَّانِيُّ، أَبُو
رَوْحٍ. -د. ت- وَقِيلَ: أَبُو عَمْرٍو.
رأى أبا الطُّفيل.
وروى عن: مجاهد، وعمر بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، وعكرمة، ومكحول، ونافع، وغيرهم.
وعنه: الثَّوريّ، وأبو أسامة، ووكيع، وأبو صالح عبد الغفار بن
داود، ويحيى الوحاظيّ، وأبو جعفر النُّفيليّ، وجماعة.
وثّقه ابن معين.
وقال أحمد: ما أرى به بأسا.
وقال عمرو بن خالد الحراني: نَا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٍّ قَالَ:
رَأَيْتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ بِمَكَّةَ عَلَى أَبِي الطُّفيل،
فَمَسَسْتُ جِلْدَهُ، فَكَانَ أَلْيَنَ شَيْءٍ.
وَقَالَ النُّفيليّ: مَاتَ النَّضر سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ.
410- نَهْشَلُ بْنُ سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيّ2 –ق.
عَنِ: الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، وَرَوَّادُ بْنُ
الْجَرَّاحِ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ حَبِيبٍ الْفَرَّاءُ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ.
قَالَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ: كَذَّابٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: متروك.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 89"، الجرح والتعديل "8/ 475"، تهذيب التهذيب
"10/ 442-443".
2 الطبقات الكبرى "2/ 372"، التاريخ الكبير "8/ 115"، الجرح
والتعديل "8/ 496"، تهذيب التهذيب "10/ 479".
(10/270)
"حرف الْهَاءِ":
411- هَارُونُ بْنُ كَثِيرٍ1.
عَنْ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ،
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِفَضَائِلِ الْقُرْآنِ سُورَةً سُورَةً2.
رَوَاهُ عَنْ سَلامٍ الطَّوِيلِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ الْحَكَمِ
الْغُزِّيِّ، وَهُوَ حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَلا يُعْرَفُ هَارُونُ،
وَلَعَلَّهُ الآفَةُ.
412- هَارُونُ بْنُ مُوسَى النَّحْوِيُّ3، أَبُو عبد الله،
الأزديّ، مولاهم، البصريّ، الأعور. -خ. م- صاحب القراءة
وَالْعَرَبِيَّةِ.
كَانَ يَهُودِيًّا فَأَسْلَمَ، وَاشْتَغَلَ وَبَرَعَ وَسَادَ.
روى عَنْ: أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، وَثَابِتٍ، وَبُدَيْلِ
بْنِ مَيْسَرَةَ، وَشُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، وَالزُّبَيْرِ
بْنِ الْخِرِّيتِ، وَطَائِفَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ.
وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، وَبَهْزُ بْنُ
أَسَدٍ، وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وحيّان بْنُ هِلالٍ،
وَسُفْيَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ،
وَالتَّبُوذَكِيُّ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ الأَصْمَعِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
وَكَانَ رَأْسًا فِي النَّحْوِ، وَالْقِرَاءَةِ.
رَوَى أَنَّ رَجُلا نَاظَرَهُ يَوْمًا فَقَطَعَهُ هَارُونُ،
فَتَحَيَّرَ الرَّجُلُ مَاذَا يَقُولُ، فَقَالَ: أَنْتَ كُنْتَ
يَهُودِيًّا فَأَسْلَمْتَ، فَقَالَ: فَبِئْسَ مَا صَنَعْتَ،
فَقَطَعَهُ أَيْضًا.
وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عبد الله بن أبي إِسْحَاقَ.
رَوَى قِرَاءَةَ ابْنِ كَثِيرٍ عَنْهُ، وَتَصدَّرَ لِلإِقْرَاءِ.
413- هُرَيْمُ بْنُ سُفْيَانَ4، الْبَجَلِيُّ، الْكُوفِيُّ. -ع-
أحد الأثبات.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 226"، الجرح والتعديل "9/ 94"، ميزان
الاعتدال "4/ 286".
2 "حديث موضوع": أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات "1/ 239-240".
3 التاريخ الكبير "8/ 222-223"، الجرح والتعديل "9/ 94-95"، تهذيب
التهذيب "2/ 313".
4 التاريخ الكبير "8/ 244"، الجرح والتعديل "9/ 117"، تهذيب
التهذيب "11/ 30".
(10/271)
عَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ،
وَمَنْصُورٍ الأَعْمَشِ، وَبَيَانِ بْنِ بِشْرٍ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ،
وَإِسْحَاقُ السَّلُولِيُّ، وَأُسَيْدٌ الْجَمَّالُ، وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
414- هُذَيْلُ بْنُ بِلالٍ الْفَزَارِيُّ1، الْمَدَائِنِيُّ.
رَأَى زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ.
وَرَوَى عَنْ: عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، وَنَافِعٍ، وَعَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَأَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيَّانِ،
وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَآخَرُونَ.
قُلْتُ: وَرَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
415- الْهُذَيْلُ بْنُ الْحَكَمِ2، أَبُو الْمُنْذِرِ،
الأَزْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ.
عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي
رَوَّادٍ.
وَعَنْهُ: مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ
الْعَبْدِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
416- هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ3، الْبَصْرِيُّ، مَوْلَى بَنِي
أُمَيَّةَ. -ت. ق.
رَوَى عَنْ: أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ، وَالْحَسَنِ، ومحمد بن كعب
القرظي، وعمر بن عبد العزيز، وجماعة.
وعنه: وكيع، وزيد بن الحباب، وعثمان بن الهيثم، وعبيد الله
القواريري، وشيبان بن فروخ، وعدّة.
ضعّفه أحمد، والناس.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 245"، الجرح والتعديل "9/ 113"، ميزان
الاعتدال "4/ 294".
2 الجرح والتعديل "9/ 113"، ميزان الاعتدال "4/ 294-295"، تهذيب
التهذيب "11/ 26".
3 التاريخ الكبير "8/ 199-200"، الجرح والتعديل "9/ 58"، تهذيب
التهذيب "11/ 38-39".
(10/272)
وقال النسائي، وغيره: متروك.
وقال ابن حبان: كان يروي الموضوعات عَنِ الثِّقَاتِ.
* هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ: قَدْ تَقَدَّمَ فِي الطَّبَقَةِ
الْمَارَّةِ.
417- هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى بْنِ دِينَارٍ1، الْحَافِظُ، أَبُو
عَبْدِ اللَّهِ، الْعَوْذِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ، وَقِيلَ:
أَبُو بَكْرٍ.
عن: الحسن، وعطاء بن أبي رباح، ونافع مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ،
وَيَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَأَبِي جَمْرَةَ الضُّبَعِيِّ،
وَقَتَادَةَ بْنِ دِعَامَةَ، وَجَمَاعَةٍ وَعَنْهُ: ابْنُ
مَهْدِيٍّ، وَحِبَّانُ بْنُ هِلالٍ، وَالْحَوْضِيُّ، وَأَبُو
دَاوُدَ الْمُقْرِئُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ،
وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
الْعَوْقِيُّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ،
وَعَفَّانُ، وَحَجَّاجٌ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَهُدْبَةُ
بْنُ خَالِدٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ
أَثْنَى عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَكَانَ أَحَدَ أَرْكَانِ
الْحَدِيثِ بِالْبَصْرَةِ.
قَالَ أَحْمَد بْن حَنْبَلٍ: هُوَ ثَبْتٌ فِي كُلِّ مَشَايِخِهِ.
وَأَمَّا يَحْيَى الْقَطَّانُ، فَكَانَ لا يَرْضَى حِفْظَهُ.
قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ يَحْيَى بْنُ سعيد يتسخف بِهَمَّامٍ، مَا
رَأَيْتُ يَحْيَى أَسْوَأَ رَأْيًا فِي أَحَدٍ مِنْهُ فِي حَجَّاجٍ
بْنِ أَرْطَأَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَهَمَّامِ بْنِ
يَحْيَى، لا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُرَاجِعَهُ فِيهِ.
قُلْتُ: أَمَّا هَمَّامٌ فَاحْتَجَّ بِهِ أَرْبَابُ الصِّحَاحِ
بِلا نِزَاعٍ بَيْنَهُمْ، وَأَمَّا الآخَرَانِ فَبِخِلافِهِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: هَمَّامٌ ثِقَةٌ، فِي حِفْظِهِ شَيْءٌ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الأَبَّارُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمِنْهَالِ، سَمِعْتُ سُفْيَانَ الرَّأْسَ يَقُولُ: سُئِلَ
يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، مَا تَقُولُ فِي هَمَّامٍ؟ فَقَالَ:
كِتَابُهُ صَالِحٌ، وحفظه لا يسوى
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 282"، التاريخ الكبير "8/ 237"، الجرح
والتعديل "9/ 107-109"، الثقات لابن حبان "7/ 586"، المجروحين لابن
حبان "1/ 135-140"، ميزان الاعتدال "4/ 309"، تهذيب التهذيب "11/
67-70".
(10/273)
شَيْئًا.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: إِذَا
حَدَّثَ هَمَّامٌ مِنْ كِتَابِهِ فَهُوَ صَحِيحٌ، وَكَانَ يَحْيَى
لا يَرْضَى كِتَابَهُ وَلا حِفْظَهُ، وَلا يُحَدِّثُ عَنْهُ،
وَقَدْ سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَرْعَرَةَ يَقُولُ لِيَحْيَى:
ثَنَا عَفَّانُ، عَنْ هَمَّامٍ.
قَالَ: اسْكُتْ، وَيْلَكَ.
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
كَانَ يَحْيَى يُنْكِرُ عَلَى هَمَّامٍ أَنَّهُ يَزِيدُ فِي
الإِسْنَادِ، فَلَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ وَافَقَهُ عَلَى بَعْضِ
تِلْكَ الأَحَادِيثِ.
عَفَّانُ: كَانَ هَمَّامٌ لا يَكَادُ يَرْجِعُ إِلَى كِتَابِهِ،
وَلا يَنْظُرُ فِيهِ، وَكَانَ يُخَالَفُ فِيهِ فَلا يَرْجِعُ،
قَالَ: ثُمَّ رَجَعَ فَنَظَرَ فِي كُتُبِهِ فَقَالَ: يَا عَفَّانُ،
كُنَّا نُخْطِئُ كَثِيرًا فَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ تَعَالَى.
وَقَالَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، سَمِعْتُ هَمَّامًا يَقُولُ:
مَا مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ إِلا وَأَنَا كُنْتُ أَرْجُو أَنْ
أُرِيدَ بِهِ اللَّهَ، إِلا هَذَا الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ
يَقُولُ: هَمَّامٌ فِي قَتَادَةَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي
عَوَانَةَ.
ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ: وَسُئِلَ ابْنُ مَعِينٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ
يَزِيدَ، وَهَمَّامٍ، أَيُّهُمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: كَانَ
يَحْيَى الْقَطَّانُ يَرْوِي عَنْ أَبَانٍ، وَكَانَ أَحَبَّ
إِلَيْهِ، وَأَنَا هَمَّامٌ أَحَبُّ إِلَيَّ، وَأَبَانٌ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: تُوُفِّيَ هَمَّامٌ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ
وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
418- الْهَيْثَمُ بْنُ جَمَّازٍ1، الْبَصْرِيُّ، الْبَكَّاءُ،
الْحَنَفِيُّ، وَيُقَالُ: هُوَ كُوفِيٌّ.
رَوَى عَنْ: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، وَيَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ،
وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَعِمْرَانَ الْقَصِيرِ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَشُجَاعُ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ
الْجَعْدِ، وَأَدْهَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَزَيْدُ بْنُ
الْحُبَابِ، وطائفة.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 216"، الجرح والتعديل "9/ 81"، ميزان
الاعتدال "4/ 319-320".
(10/274)
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْهُ
فَقَالَ: تُرِكَ حديثه.
وكان أبو حاتم بن حيّان الْبُسْتِيُّ يَقُولُ: كَانَ مِنَ
الْعُبَّادِ الْبَكَّائِينَ، يَرْوِي الْمُعْضِلاتِ عَنِ
الثِّقَاتِ.
وَرَوَى هُشَيْمٌ، عَنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ
مَرْفُوعًا: "إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ قَالَ مَلَكَاهُ: يَا رَبِّ
إِلَى أَيْنَ نذهب؟ فيقول: اذهبا إلى قبر عبدي سّحاني
وَكَبِّرَانِي، وَاكْتُبَا ذَلِكَ فِي حَسَنَاتِهِ إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ"1.
"حَرْفُ الْوَاوِ":
419- وَرْقَاءُ2. –ع.
هُوَ الإِمَامُ الثَّبْتُ، أَبُو بِشْرٍ، وَرْقَاءُ بْنُ عُمَرَ
بْنِ كُلَيْبٍ، الْيَشْكُرِيُّ، الْخُرَاسَانِيُّ الأَصْلِ،
الْكُوفِيُّ، نَزِيلُ الْمَدَائِنِ.
عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ،
وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ
الْمَكِّيِّ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ الأزرق، وشبابة، وأبو الطَّيَالِسِيُّ،
وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَقَبِيصَةُ، وَأَبُو
غَسَّانَ النَّهْدِيُّ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَبُو النَّضْرِ
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ
الْجَعْدِ.
قَالَ أَحْمَدُ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ، قَالَ لِي شُعْبَةُ: عَلَيْكَ بِوَرْقَاءَ،
فَإِنَّكَ لَنْ تَلْقَى مِثْلَهُ حَتَّى تَرْجِعَ.
وَقَالَ أَبُو الْمُنْذِرِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ: دَخَلْنَا
عَلَى وَرْقَاءَ، وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَجَعَلَ يُكَبِّرُ
وَيُهَلِّلُ، وَيَذْكُرُ اللَّهَ، فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ
لابْنِهِ: اكْفِنِي رَدَّ السَّلامِ، لا تَشْغَلُونِي عَنْ رَبِّي
عَزَّ وجلّ.
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "7/ 2561".
2 التاريخ الكبير "8/ 188"، الجرح والتعديل "9/ 50-51"، ميزان
الاعتدال "4/ 332"، التهذيب "11/ 113-115".
(10/275)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الآجُرِّيُّ:
سَأَلْتُ أَبَا دَاوُدَ السجستانيّ، عن ورقاء في أبي نجيج فَقَالَ:
وَرْقَاءُ صَاحِبُ سُنَّةٍ، إِلا أَنَّهُ فِيهِ إِرْجَاءٌ.
وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: تَكَلَّمُوا فِي حَدِيثِهِ عَنْ
مَنْصُورٍ.
وَقَالَ عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاذَ
بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ لِيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ حَدِيثَ
مَنْصُورٍ مِنْ وَرْقَاءَ؟ قَالَ: لا يُسَاوِي شَيْئًا.
420- الْوَلِيدُ بْنُ كَامِلٍ1، أَبُو عُبَيْدَةَ الْبَجَلِيُّ،
مَوْلاهُمُ، الْحِمْصِيُّ. -د.
تَابِعِيٌّ صَغِيرٌ، لَهُ عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ
الْمَازِنِيِّ، وَرَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ، وَنَصْرِ بْنِ
عَلْقَمَةَ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَعَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، وَيَحْيَى
الْوُحَاظِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: عِنْدَهُ عَجَائِبُ.
وَكَنَّاهُ الْبَيْهَقِيُّ.
وَقَالَ: أَبُو الْفَتْحِ الأَزْدِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: شَيْخٌ.
421- وُهَيْبٌ2. هُوَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ، وُهَيْبُ بْنُ
خَالِدِ بْنِ عَجْلانَ، الْبَاهِلِيُّ، مَوْلاهُمُ، الْبَصْرِيُّ،
الْكَنَانِيُّ.
أَحَدُ الأَعْلامِ.
عَنْ: مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ
طَاوُسٍ، وَأَبِي حَازِمٍ، وَحُمَيْدٍ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ
صُهَيْبٍ، وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعُقْبَةَ بْنِ
مُوسَى، وَمَنْصُورِ بْنِ صفية، وأيّوب السخيتانيّ، وخيثم بْنِ
عِرَاكٍ، وَسُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو حَازِمٍ،
وَمُسْلِمٌ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، وَخَلْقٌ.
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: كَانَ مِنْ أَبْصَرِ
أَصْحَابِهِ بِالْحَدِيثِ والرجال.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 152"، الجرح والتعديل "9/ 14"، ميزان
الاعتدال "4/ 344"، التهذيب "11/ 147".
2 التاريخ الكبير "8/ 177"، الجرح والتعديل "9/ 34-35"، تهذيب
التهذيب "11/ 169-170".
(10/276)
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: يُقَالُ: إِنَّهُ
لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ شُعْبَةَ أَعْلَمَ بِالرِّجَالِ مِنْهُ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ: سُجِنَ وُهَيْبٌ فَذَهَبَ
بَصَرُهُ، وَكَانَ ثِقَةً حُجَّةً، يُمْلِي حِفْظَهُ، وَكَانَ
أَحْفَظَ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ فِي تَارِيخِهِ: نَا مُوسَى قَالَ:
قُلْتُ لِحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: إِنَّ وُهَيْبَ بْنَ خَالِدٍ
يَزْعُمُ أنّ عليّ بن زيد كَانَ لا يَحْفَظُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ:
وُهَيْبٌ كَانَ يَقْدِرُ أَنْ يُجَالِسَ عَلِيًّا! إِنَّمَا كَانَ
يُجَالِسُ عَلِيًّا وُجُوهُ النَّاسِ.
قُلْتُ: صَدَقَ وُهَيْبٌ، وَمَا أَجَابَ حَمَّادٌ بِطَائِلٍ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: ابْنُ عُلَيَّةَ، وَيَزِيدُ بْنُ
زُرَيْعٍ، أَثْبَتُ مِنْ وُهَيْبٍ.
قَالَ أَحْمَدُ: كَانَ ابْنُ مَهْدِيٍّ يَخْتَارُ وُهَيْبًا عَلَى
إِسْمَاعِيلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ، ثُمَّ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ: عَاشَ وُهَيْبٌ ثَمَانِيًا وَخَمْسِينَ سَنَةً.
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ
الْهَرَوِيِّ: أَنَّ وُهَيْبًا تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ.
"حرف الْيَاءِ":
422- يَاسِينُ بْنُ مُعَاذٍ الزَّيَّاتُ1، الْكُوفِيُّ، أَبُو
خَلَفٍ.
عَنِ: الزُّهْرِيِّ، وَأَبِي الزُّبَيْرِ، وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي
سُلَيْمَانَ.
وَعَنْهُ: عَلِيُّ بْنُ عِرَابٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ،
وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ الْجَمَاعَةُ، وَكَانَ مِنْ جِلَّةِ الْفُقَهَاءِ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَانَ يُفْتِي برأي أبي حنيفة.
وروى الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ، عَنِ ابْنُ مَعِينٍ: لَيْس
بِشَيْءٍ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: مَتْرُوكٌ الحديث.
423- يحيى بن أزهر2، البصريّ. -د.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 429"، الجرح والتعديل "9/ 312-313"، وميزان
الاعتدال "4/ 358".
2 التاريخ الكبير "8/ 262"، الثقات لابن حبان "9/ 251"، تهذيب
التهذيب "11/ 176".
(10/277)
عَنْ: عَمَّارِ بْنِ سَعْدٍ، وَحَجَّاجِ
بْنِ شَدَّادٍ، وَأَفْلَحَ بْنِ حُمَيْدٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَابْنُ الْقَاسِمِ، وَسَعِيدُ بْنُ
عُفَيْرٍ، وَإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الْخَوْلانِيُّ. كَانَ عَبْدًا
صَالِحًا، لَهُ فَضْلٌ.
مَاتَ كَهْلا أَوْ شَابًّا فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.
424- يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الأَسَدِيُّ1.
عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنِ الشَّعْبِيِّ.
وَعَنْهُ: أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَشَبَابَةُ بْنُ
سَوَّارٍ الْفَزَارِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
الْوَاسِطِيُّ.
425- يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
الْمُهَاجِرِ الدِّمَشْقِيُّ2.
عَنْ: أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: الْوَليِدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَأَبُو مُسْهِرٍ، وَعَلِيٌّ
الْمَدَائِنِيُّ.
صَدُوقٌ. قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
426- يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ3.
هُوَ عَالِمُ أَهْلِ مِصْرَ، أَبُو الْعَبَّاسِ الْغَافِقِيُّ،
الْمِصْرِيُّ، الْمُفْتِي. -ع- رَوَى عَنْ: بُكَيْرِ بْنِ عبد الله
بن الأشج، وجعفر بن ربيعة، وأبي قبيل حُيَيِّ بْنِ هَانِئٍ،
وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَرَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي
بَكْرِ بْنِ مَحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَطَائِفَةٍ
سِوَاهُمْ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ وَهْبٍ، وَجَرِيرُ بْنُ
حَازِمٍ، وزيد بن الحباب، وأبو عبد
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 259"، الجرح والتعديل "8/ 126"، الثقات لابن
حبان "9/ 256".
2 التاريخ الكبير "8/ 261"، الجرح والتعديل "9/ 126"، الثقات لابن
حبان "9/ 251".
3 الطبقات الكبرى "7/ 516"، التاريخ الكبير "8/ 260"، الجرح
والتعديل "9/ 127-128"، الثقات لابن حبان "7/ 600"، سير أعلام
النبلاء "8/ 5-9"، ميزان الاعتدال "4/ 362-364"، تهذيب التهذيب
"11/ 186".
(10/278)
الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، وَسَعِيدُ بْنُ
أَبِي مَرْيَمَ، وَعَبْدُ اللَّه بْن صالح، وسعيد بن عفير،
وَغَيْرُهُمْ كَثِيرٌ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ مِنْ شُيُوخِهِ: ابْنُ جريح بِحَدِيثٍ فِي
الصَّحِيحَيْنِ.
وَمِمَّنْ حَدَّثَ عَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ الْفُرَاتِ، وَأَشْهَبُ،
وَيَحْيَى السَّيْلَحِينِيُّ.
وَكَانَ أَحَدَ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سَيِّئُ الْحِفْظِ.
وقال أبو حاتم: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: فِي بَعْضِ حَدِيثِهِ اضْطِرَابٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: هُوَ عِنْدِي صَدُوقٌ.
قُلْتُ: يَنْفَرِدُ بِغَرَائِبَ كَغَيْرِهِ مِنَ الأَئِمَّةِ.
قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ أَحَدَ الطَّلابِينَ لِلْعِلْمِ.
حَدَّثَ عَنْ أَهْلِ الْحَرَمَيْنِ وَالشَّامِ وَمِصْرَ
وَالْعِرَاقِ.
وَحَدَّثَ عَنْهُ الْغُرَبَاءُ بِأَحَادِيثَ لَيْسَتْ عِنْدَ
الْمِصْرِيِّينَ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثْتُ مَالِكًا بِحَدِيثٍ
حَدَّثَنَا بِهِ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْهُ فَسَأَلْتُهُ عنه
فقال: كذب، وحدّثت بآخر عنه فقال: كذب.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ دُونَ حَيْوَةَ، وَسَعِيدِ
بْنِ أَبِي أَيُّوبَ فِي الْحِفْظِ وَالْحَدِيثِ، كَانَ سَيِّئَ
الْحِفْظِ.
وَذُكِرَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ حَدِيثٌ فِي الْوَتْرِ مِمَّا
يَنْفَرِدُ بِهِ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ فَقَالَ: هَأْ مَنْ
يَحْتَمِلُ هَذَا؟.
قُلْتُ: الْحَدِيثُ عِنْدَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، ثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عَمْرَةَ،
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى من الوتر: {سَبِّحِ
اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 1] ، وفي الثانية بـ {يَا
أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}
(10/279)
[الْكَافِرُونَ: 1] وَفِي الثَّالِثَةِ بِـ
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الْفَلَقِ} [الفلق: 1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}
[النَّاسِ: 1] 1.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ: ذِكْرُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ لا يَصِحُّ.
قُلْتُ: فَهَذَا عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَمَا أَخْرَجَهُ
أَرْبَابُ الْكُتُبِ السِّتَّةِ.
قَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ: يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ
الْمِصْرِيُّ: لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ.
قُلْتُ: وَضَعَّفَهُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فِي الْمُحَلَّى.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ. يُقَالُ: كَانَ قَاضِيًا بِمِصْرَ.
وَمِنْ غَرَائِبِهِ أَيْضًا: سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، نَا
يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي ابْنُ جريح، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ
لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلا لِتُمَارُوا بِهِ
السُّفَهَاءَ، وَلا لِتُخَيِّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ، فَمَنْ
فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارَ النَّارَ" 2. فَهَذَا مَعْرُوفٌ
بِيَحْيَى.
قُلْتُ: هُوَ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَإِنَّمَا لَمْ يُخْرِجْهُ
لِنَكَارَتِهِ.
قَالَ سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ يَحْيَى بْنُ
أَيُّوبَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
427- يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ3، الْحَضْرَمِيُّ،
الْكُوفِيُّ. -ت.
عَنْ: أَبِيهِ، وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ
الْحِمَّانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
فِيهِ ضَعْفٌ، وَسَأُعِيدُ تَرْجَمَتَهُ فِي الطَّبَقَةِ الآتِيَةِ
لاختلافهم في وفاته.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "463"، والحاكم في المستدرك "1/ 305،
2/ 520"، والبيهقي في السنن الكبرى "3/ 37-38"، وابن حبان في صحيحه
"2432-2448"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي "463".
2 "حديث صحيح لغيره": أخرجه ابن ماجه "254"، الحاكم في المستدرك
"1/ 161"، وابن حبان في صحيحه "77"، والبيهقي في شعب الإيمان "2/
282"، وفي الباب عن ابن عمر، وحذيفة، وجابر، وأبي هريرة، وصححه
الشيخ الألباني في صحيح سنن ابن ماجه "254".
3 الطبقات الكبرى "6/ 390"، التاريخ الكبير "8/ 277-278"، الجرح
والتعديل "9/ 154"، وميزان الاعتدال "4/ 381"، تهذيب التهذيب "11/
224-225".
(10/280)
ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ وَفَاتَهُ سَنَةَ
سِتِّينَ وَمِائَةٍ. وَهَذَا وَهْمٌ.
وَقَالَ خَلِيفَةُ بْنُ خَيَّاطٍ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثمان وستين.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: فِي خِلافَةِ الْهَادِي.
وَقَالَ مُطَيَّنٌ الْكُوفِيُّ: سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ
وَمِائَةٍ.
428- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ
رِبْعِيٍّ1، الأَنْصَارِيُّ، الْمَدَنِيُّ، أَبُو قَتَادَةَ.
رَوَى عَنْ: يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، وَعَمْرِو
بْنِ أَبِي عَمْرٍو، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ الْعُمَرِيِّ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَالْمُقْرِئُ، وَمَكِّيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ.
قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ
وَمِائَةٍ.
429- يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ، الْبَجَلِيُّ2، الرَّازِيُّ، أبو
عمرو. -د. ق.
أَحَدُ الأَعْلامِ الْجِلَّةِ عَلَى ضَعْفِهِ.
رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، وَزَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ، وَالزُّهْرِيِّ، وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ،
وَبِشْرِ بْنِ نُمَيْرٍ، وَابْنِ طَاوُسٍ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، وَمُعَاذُ بْنُ
هَانِئٍ، وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَوَكِيعٌ،
وَجُبَارَةُ بْنُ المفلّس، ومحمد ابن رَبِيعَةَ الْكِلابِيُّ،
وَعِدَّةٌ.
وَكَانَ فَصِيحًا مُفَوَّهًا مِنْ نُبَلاءِ الرِّجَالِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ، وَجَمَاعَةٌ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَالدُّولابِيُّ:
مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابن معين: ليس بثقة.
__________
1 الطبقات الكبرى "9/ 409"، التاريخ الكبير "8/ 285-286"، الجرح
والتعديل "9/ 160-161".
2 التاريخ الكبير "8/ 297"، الجرح والتعديل "9/ 179-180"، تهذيب
التهذيب "11/ 261-262".
(10/281)
وَقَالَ الْجَوْزَجَانِيُّ: بَلَغَنَا
أَنَّهُ رَوَى عِشْرِينَ حَرْفًا فِي خَلْعِ النَّعْلِ عَلَى
الطَّعَامِ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِمَّنْ يَنْفَرِدُ عَنِ الثِّقَاتِ
بِالأَشْيَاءِ الْمَقْلُوبَاتِ الَّتِي إِذَا سَمِعَهَا مَنِ
الْحَدِيثُ صِنَاعَتُهُ، سَبَقَ إِلَى قَلْبِهِ أَنَّهُ كَانَ
الْمُتَعَمِّدَ لَهَا، لِذَلِكَ لا يَجُوزُ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
وَكَانَ وَكِيعٌ شَدِيدَ الْحَمْلِ عَلَيْهِ.
حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، نَا عَمْرُو بْنُ الْحُصَيْنِ، ثَنَا
يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ، عن صفوان بن سليم، عن عَطَاءِ بْنِ
يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا نَظَرَ فِي الْمِرْآةِ
قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي حَسَّنَ خَلْقي وخُلُقي،
وَأَزَانَ مِنِّي مَا أَشَانَ مِنْ غَيْرِي". وَإِذَا اكْتَحَلَ
فَعَلَ فِي كُلِّ عَيْنٍ ثِنْتَيْنِ، وَوَاحِدًا بَيْنَهُمَا"1.
قُلْتُ: لَعَلَّ آفته، عمرو بن الحصين.
قال: وأنا أَبُو يَعْلَى، نَا جُبَارَةُ، نَا يَحْيَى بْنُ
الْعَلاءِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
لَبِيبَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ مَرْفُوعًا: إِذَا طَاقَ
الْغُلامُ صَوْمَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ، وَجَبَ عَلَيْهِ صَوْمُ
رَمَضَانَ"2.
قُلْتُ: وَيَحْيَى وَجُبَارَةُ وَاهِيَانِ.
430- يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ3، النُّكْرِيُّ،
الْبَصْرِيُّ. -ت.
عَنْ أَبِيهِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ مَالِكٌ، وَمُسْلِمُ بن إبراهيم، وبشر بْنُ
الْوَلِيدِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ
الْحَجَبِيُّ.
ضَعَّفَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ.
وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنِ
ابْنِ عبّاس مرفوعًا: "لو لم تذنبوا
__________
1 "حديث ضعيف": أخرجه الطبراني في الكبير "10766"، وذكر الهيثمي في
المجمع "10/ 139" وقال: فيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك.
2 "حديث ضعيف جدًّا": رواه ابن حبان في المجروحين "3/ 116".
3 التاريخ الكبير "8/ 292"، الجرح والتعديل "9/ 176-177"، ميزان
الاعتدال "4/ 399"، وتهذيب التهذيب "11/ 259".
(10/282)
"لَجَاءَ اللَّهُ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ
فَيَغْفِرَ لَهُمْ، وَكَفَّارَةُ الذَّنْبِ النَّدَمُ" 1.
وَبِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: "كَانَ لِلنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَاتِبٌ يُسَمَّى السِّجِلَّ"2.
أَمَّا هَذَا فَتَابَعَهُ فِيهِ يَزِيدُ بْنُ كَعْبٍ، عَنْ أَبِي
الْجَوْزَاءِ.
وَهُوَ خَبَرٌ مُنْكَرٌ.
431- يَحْيَى بْنُ عُمَيْرٍ3، الْبَزَّازُ، الْمَدَنِيُّ. -ن.
سَمِعَ: نافعًا، وسعيد الْمَقْبُرِيَّ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ،
وَالْقَعْنَبِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أوَيْسٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: صَالِحُ الْحَدِيثِ.
432- يَحْيَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ4، أَبُو عَقِيلٍ، الْمَدَنِيُّ،
الضَّرِيرُ، الْحَذَّاءُ.
يَرْوِي عَنْ: بُهَيَّةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَابْنِ
سُوقَةَ، وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَلُوَيْنٌ، وَأُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ،
وَخَلْقٌ سِوَاهُمْ.
وَقِيلَ: بَلْ هُوَ كُوفِيٌّ.
ضَعَّفَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، وَالنَّسَائِيُّ.
وَقَالَ ابْنُ معين: أبو عَقِيلٍ صَاحِبُ بُهَيَّةَ لَيْسَ
بِشَيْءٍ.
وَقَدْ ذَكَرَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي خُطْبَةِ صَحِيحِهِ.
قَالَ ابْنُ قانع: مات سنة سبع وستين ومائة.
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه أحمد في المسند "1/ 289"، وفي الباب عن
أبي هريرة أخرجه مسلم "2749"، أحمد في المسند "2/ 308"، وفي الباب
عن أبي أيوب أخرجه أبو مسلم "2748"، والترمذي "3539".
2 "حديث ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "7/ 2662"، والعقيلي في
الضعفاء "4/ 420".
3 التاريخ الكبير "8/ 296"، الجرح والتعديل "9/ 178"، تهذيب
التهذيب "11/ 261".
4 التاريخ الكبير "8/ 306"، الجرح والتعديل "9/ 189-190"، تهذيب
التهذيب "11/ 270-271".
(10/283)
قُلْتُ: قَالَ الْبَغَوِيُّ فِي
الْجَعْدِيَّاتِ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، نَا أَبُو
عُقَيْلٍ عَنْ بُهَيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ وِلْدَانِ
الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: إِنْ شِئْتِ أَسْمَعْتُكِ تَضَاغِيهِمْ فِي
النَّارِ"1.
هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، يَدْفَعُهُ مَا فِي الصِّحَاحِ، وَهُوَ
قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلامُ: "اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا
عَامِلِينَ" 2.
433- يَحْيَى بْنُ المهلَّب3، أَبُو كُدَيْنَةَ الْبَجَلِيُّ،
الْكُوفِيُّ. -خ. ت. ن.
عَنْ: حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وسهيل بن أبي صالح،
ومغيرة بن مقسم.
وَعَنْهُ: أَبُو أُسَامَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَفَّانُ،
وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الصَّلت الأَسَدِيُّ،
وَآخَرُونَ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَغَيْرُهُ.
434- يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْقُتَبِيُّ، الْبَصْرِيُّ4.
مُقِلٌّ: رَوَى عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَأَبُو الْوَلِيدِ،
وَجَمَاعَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
435- يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّستريّ5، الْحَافِظُ أَبُو
سَعِيدٍ، الْبَصْرِيّ -ع.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي
رَبَاحٍ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، وَقَتَادَةَ، وَأَبِي
الزُّبير.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَابْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَأَبُو
الْوَلِيدِ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
وَشَيْبَانُ بن فرُّوخ، وهدبة القيسيّ، وخلق.
__________
1 "حديث منكر": أخرجه ابن عدي في الكامل "7/ 2624".
2 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "1383"، ومسلم "2658"، وأبو داود
"4711"، وأحمد في المسند "2/ 224، 259، 268، 315".
3 التاريخ الكبير "8/ 305"، الجرح والتعديل "9/ 188"، تهذيب
التهذيب "11/ 289".
4 التاريخ الكبير "8/ 307"، الجرح والتعديل "9/ 187-188"، الثقات
لابن حبان "7/ 613".
5 الطبقات الكبرى "7/ 278"، التاريخ الكبير "8/ 318"، الجرح
والتعديل "7/ 631"، الميزان "4/ 418"، والتهذيب "11/ 311".
(10/284)
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: هُوَ ثَبْتٌ فِي الْحَسَنِ، وَابْنِ
سِيرِينَ.
وَكَانَ عَفَّانُ يَرْفَعُ أَمْرَهُ.
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ فِي قَتَادَةَ لَيْسَ بِذَاكَ.
رَوَى ابْنُ أبي خَيْثَمَةَ أَنَّهُ مَاتَ فِي المحرَّم سَنَةَ
اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَيُقَالُ: سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ.
436- يَزِيدُ بْنُ بَزِيعٍ1، الرَّمْلِيُّ.
عَنْ: عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ.
وَعَنْهُ: أَدْهَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَأَبُو الْوَلِيدِ
الطَّيَالِسِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ الْبَغَوِيُّ،
وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَغَيْرُهُ.
437- يَزِيدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ قُبَيْصَةَ بْنِ المهلَّب2 بْنِ
أَبِي صُفْرَةَ، الأَزْدِيُّ، المهلَّبيّ، الأَمِيرُ.
وَلِيَ نِيَابَةَ إِفْرِيقِيَّةَ مِنْ قِبَلِ الْمَنْصُورِ فِي
سَنَةِ خمسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ، وَكَانَ أَخُوهُ رَوْحٌ
مُتَوَلِّيًا عَلَى السَّند، فَلَمَّا مَاتَ يَزِيدُ، نَصَّبَ
الرَّشِيدُ رَوْحًا وَالِيًا عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ ثِقَةٌ.
قُلْتُ: وَكَذَا ذكره ابن أبي حاتم مختصرًا، فما ذكره لَهُ شَيْخًا
وَلا رَاوِيًا.
مَاتَ بِإِفْرِيقِيَّةَ فِي ثاني عَشَرَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ
سَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
438- يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ3، الْبَلْخِيُّ، أَخُو مُقَاتِلِ بْنِ
حَيَّانَ. -ت-ق.
عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، وأبي مجلز لاحق بن حميد.
__________
1 الضعفاء "4/ 375-376"، ميزان الاعتدال "4/ 420".
2 الجرح والتعديل "9/ 257".
3 التاريخ الكبير "8/ 325"، الجرح والتعديل "9/ 256"، تهذيب
التهذيب "11/ 322".
(10/285)
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ
السَّيلحينيّ، وَأَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، وَصَالِحُ بْنُ عَبْدِ
الْغَفَّارِ بْنِ دَاوُدَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ
السَّامِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: عِنْدَهُ غَلَطٌ كَثِيرٌ.
وَقَالَ ابْنُ الْجُنَيْدِ: عَنِ ابْنِ مَعِينٍ: لَيْسَ بِهِ
بَأْسٌ.
وَقَالَ الْخَطِيبُ: نَزَلَ الْمَدَائِنَ، يَرْوِي عَنْهُ
شَبَابَةُ.
439- يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ1، أَبُو كَامِلٍ الرَّحبيّ،
الصَّنعانيّ، الدِّمَشْقِيُّ.
عَنْ: أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحبيّ، وَأَبِي الأَشْعَثِ الصَّنعانيّ،
وَبِلالِ بْنِ سَعْدٍ.
وَعَنْهُ: بَقِيَّةُ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ، وَأَبُو تَوْبَةَ
الْحَلَبِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: كَانَ شَيْخًا كَبِيرًا.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَرْجُو أَنَّهُ لا بَأْسَ بِهِ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: أَحَادِيثُهُ مَنَاكِيرُ.
440- يَزِيدُ بْنُ زِيَادٍ2، الدِّمشقيّ، مَوْلَى قُرَيْشٍ. -ت. ق.
عن: الزُّهريّ، وسليمان بن حبيب الْمُحَارِبِيِّ، وَحُمَيْدٍ
الطَّوِيلِ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو الْيَمَانِ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَقَالَ النَّسائيّ: مَتْرُوكٌ.
وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ الدِّمشقيّ.
441- يَزِيدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ ذي عصوان3، الدّمشقيّ، الدّارانيّ.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 332"، الجرح والتعديل "9/ 261"، ميزان
الاعتدال "4/ 422".
2 التاريخ الكبير "8/ 334"، الجرح والتعديل "9/ 262"، تهذيب
التهذيب "11/ 328-329".
3 التاريخ الكبير "8/ 338"، الجرح والتعديل "9/ 267"، الثقات لابن
حبان "7/ 624".
(10/286)
عَنْ: مَكْحُولٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍ.
وَعَنْهُ: مَرْوَانُ الطَّاطَرِيُّ، وَيَحْيَى الْوُحَاظِيُّ،
وَغَيْرُهُمَا.
وَثَّقَهُ ابْنُ شَاهِينَ.
442- يَزِيدُ بْنُ السِّمط1، الدِّمَشْقِيُّ، الْفَقِيهُ. -ق.
عَنْ: قرَّة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ،
وَالنُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، وَالأَوْزَاعِيِّ،
وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ مَعَ تقدُّمه، وَأَبُو
مُسْهِرٍ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَجَمَاعَةٌ.
وَكَانَ أَحَدَ الأَئِمَّةِ، حَيَاتُهُ وَرَعٌ وَفِقْهٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ.
وَضَعَّفَهُ الْحَاكِمُ.
وَقَدْ ذَكَرَ الْبُخَارِيُّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ الْفَرَّاءَ رَوَى
عَنْهُ.
وَإِنَّمَا يَرْوِي عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْهُ.
أَبُو مُسْهِرٍ، نَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: كَانَ
عَالِمُ الْجُنْدِ بَعْدَ الأَوْزَاعِيِّ، يَزِيدَ بْنَ السَّمط
عَلَى تقلُّل وتعفُّف، مَا تلبَّس مِنَ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ،
قَالَ: وَمَاتَ فِي حَيَاةِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
443- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ
الْحِمَّانِيُّ2، الْكُوفِيُّ، أخو قطبة. -خ. م. د. ن.
رَوَى عَنْ: أَبِيهِ وَالأَعْمَشِ، وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،
وَجَمَاعَةٍ.
وَعَنْهُ: أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَيَحْيَى بْنُ
آدَمَ، وَإِسْحَاقُ السَّلوليّ، وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ أحمد.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 339"، الجرح والتعديل "9/ 268"، تهذيب
التهذيب "11/ 333-334".
2 التاريخ الكبير "8/ 348"، الجرح والتعديل "9/ 278"، تهذيب
التهذيب "11/ 346-347".
(10/287)
444- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ1،
النَّوفليّ، الْمَدَنِيُّ. -ق.
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَعَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الْمَلِكِ،
وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ.
وَعَنْهُ: مَعْنُ بْنُ عِيسَى، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ،
وَإِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرَوِيُّ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ
الأُوَيْسِيُّ، وَابْنُهُ يَحْيَى بْنُ يَزِيدَ.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ، وَغَيْرُهُ.
وَهُوَ مِنْ بَنِي نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ، فَهُوَ هَاشِمِيٌّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: هُوَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
الْمُغِيرَةِ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ.
قَالَ أَحْمَدُ: عِنْدَهُ مَنَاكِيرُ.
445- يَزِيدُ بْنُ عِيَاضِ بْنِ جُعْدُبَةَ2، أَبُو الْحَكَمِ،
اللَّيثيّ، الْحِجَازِيُّ، نزيل البصرة. -ت. ق.
عَنْ: سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَنَافِعٍ، وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ
بْنِ قَتَادَةَ، وَابْنِ شِهَابٍ وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: شَبَابَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ،
وَسَعْدَوَيْهِ الْوَاسِطِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ،
وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ، وَجَمَاعَةٌ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ غَيْرُ مَحْفُوظٍ،
ثُمَّ سَاقَ لَهُ عِدَّةَ مَنَاكِيرَ، فَأَوْرَدَ مِنْهَا حَدِيثَ
عَمْرِو بن دينار، عن يزيد ابن جُعْدُبَةَ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، فِي الرِّيحِ
الأَذْيَبِ.
حَكَمَ ابْنُ عديّ أنّ هذا هو صاحب الترجمة، وما هو بذلك، آخر
قديم.
وليزيد بن عياض عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا دَخَلَ
بَيْتَهُ قَالَ: "السَّلامُ عَلَيْنَا مِنْ رَبِّنَا التَّحِيَّاتُ
الطَّيبات المباركات لله، السلاّم عليكم"3.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 348"، الجرح والتعديل "9/ 278-279"، تهذيب
التهذيب "11/ 347-348".
2 الطبقات الكبرى "5/ 412"، , التاريخ الكبير "8/ 351-352"، الجرح
والتعديل "9/ 282-283"، وتهذيب التهذيب "11/ 352-354".
3 "حديث ضعيف": أخرجه ابن عدي في الكامل "7/ 2720".
(10/288)
446- يَعْقُوبُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ
الْمَاجِشُونُ1. -م.
نَقَلَ وَفَاتَهُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ عَسَاكِرَ فِي سَنَةِ
أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ، فَوَهِمَ، إِنَّمَا تِلْكَ وَفَاةُ
ابْنِ أَخِيهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، مُفْتِي الْمَدِينَةِ.
447- يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ2، أَبُو يُوسُفَ،
اللَّيثيّ، ومولاهم المدنيّ. -م.
عَنْ: بِلالِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي الرِّجَالِ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَعَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَابْنُ أَبِي
مَرْيَمَ، وَدَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبيّ، والأصمعيّ، وعدّة.
وثقة أحمد وغيره وقل ما رَوَى. تُوُفِّيَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ
وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
448- يَعْلَى بْنُ الْحَارِثِ3 الْمُحَارِبِيُّ الْكُوفِيُّ. -خ.
م. د. ن.
عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ وَغَيْلانَ بْنِ
جَامِعٍ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ
حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيِّ، وَأَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ يَحْيَى بْنُ يَعْلَى وَوَكِيعٌ وَعَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَأَبُو الْوَلِيدِ وَيَحْيَى
الْحِمَّانِيُّ وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ الْمَدِينِيِّ.
مَاتَ سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
449- يَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ4، أَبُو حُذَيْفَةَ، الْبَصْرِيُّ.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ومحمد بن كعب وابن جودان.
__________
1 الطبقات الكبرى "9/ 153"، التاريخ الكبير "8/ 392"، الجرح
والتعديل "9/ 207"، تهذيب التهذيب "11/ 388-389".
2 الطبقات الكبرى "9/ 430"، التاريخ الكبير "8/ 397-398"، الجرح
والتعديل "9/ 214"، تهذيب التهذيب "11/ 395-396".
3 الطبقات الكبرى "6/ 376"، التاريخ الكبير "8/ 418"، الجرح
والتعديل "9/ 304"، تهذيب التهذيب "11/ 400-401".
4 التاريخ الكبير "8/ 425"، الجرح والتعديل "9/ 311"، تهذيب الكمال
"3/ 1558"، ميزان الاعتدال "4/ 460"، التهذيب "11/ 406-407".
(10/289)
وعنه: يزيد بن هارون، مسلم بْنُ
إِبْرَاهِيمَ، وَحَجَّاجٌ الْفَسَاطِيطِيُّ، وَطَالُوتُ بْنُ
عَبَّادٍ، وَآخَرُونَ.
ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ.
450- يُوسُفُ بْنُ عبدة1، مولى يزيد بن المهلَّب، وأبو عَبْدَةَ
الأَزْدِيُّ، الْبَصْرِيُّ، الْقَصَّابُ.
سَمِعَ الْحَسَنَ وَابْنَ سِيرِينَ وَثَابِتًا.
وَعَنْهُ: يُونُسُ الْمُؤَدِّبُ، وَبُدَيْلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ،
وَالأَصْمَعِيُّ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَأَبُو عُمَرَ
الضَّرِيرُ.
وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ
مَرَّةً.
"الْكُنَى":
451- أَبُو إِسْحَاقَ الْحُمَيْسِيُّ2.
اسْمُهُ خَازِمُ بْنُ حُسَيْنٍ، لا يَكَادُ يُعْرَفُ بِاسْمِهِ.
عَنْ: ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ،
وَعَطَاءِ بْنِ السّائب.
وعنه: أحمدبن يُونُسَ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، وَجُبَارَةُ بْنُ
الْمُغَلِّسِ، وَجَمَاعَةٌ.
قال يحيى بن معين: ليس بشيء.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٌ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: ضعيف.
452- أبو إسرائيل الملائي3، الكوفيّ. -س.
__________
1 التاريخ الكبير "8/ 388"، الجرح والتعديل "9/ 226"، الثقات لابن
حبان "7/ 639"، تهذيب التهذيب "11/ 417".
2 التاريخ الكبير "3/ 212"، الجرح والتعديل "3/ 393"، ميزان
الاعتدال "1/ 626"، تهذيب التهذيب "3/ 79".
3 الطبقات الكبرى "6/ 380"، التاريخ الكبير "1/ 346"، الجرح
والتعديل "2/ 166"، تهذيب التهذيب "1/ 293-294".
(10/290)
اسمه إسماعيل، وقيل: عبد العزيز.
عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ،
وَفُضَيْلٍ الْفُقَيْمِيِّ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَأَسِيدٌ الْجَمَّالُ،
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ، وَكَانَ يُدَاهِنُ
وَيَنَالُ مِنْ عُثْمَانَ.
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى
الْمُسْلِمِينَ بِسُوءِ حِفْظِ أَبِي إِسْرَائِيلَ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ النَّسائيّ: لَيْسَ بِثِقَةٍ.
قُلْتُ: وَأَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ.
قِيلَ: مَاتَ سَنَةَ تسعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
453- أَبُو الأشهب العطارديّ1. -ع.
اسمه جعفر بن حيّان البصريّ، الخرّاز، الضّرير.
عَنْ: أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَأَبِي الْجَوْزَاءِ
الرَّبعيّ، وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَبَكْرٍ الْمُزَنِيِّ،
وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو الْوَلِيدِ، وَأَبُو
نَصْرٍ التَّمَّارُ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلِيُّ بْنُ
الْجَعْدِ وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ،
وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ، وَأَبُو حَاتِمٍ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ سَبْعِينَ، فَقَدْ أَدْرَكَ مِنْ حَيَاةِ أَنَسٍ
بِضْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً.
وَالْعَجَبُ كَيْفَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُ وَهُوَ مَعَهُ فِي
الْبَصْرَةِ؟ وَقَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِيمَا نقل أبو عمر
الدَّانِيُّ، عَلَى أَبِي رَجَاءٍ.
مَاتَ فِي آخِرِ يوم من شعبان سنة خمسينٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَوَهِمَ خَلِيفَةُ إِذْ جَعَلَ وَفَاتَهُ سنة اثنتين وستّين.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 74"، التاريخ الكبير "2/ 189"، الجرح
والتعديل "2/ 476-477"، تهذيب التهذيب "2/ 88".
(10/291)
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ: لَمْ يَلْحَقْ
أَبَا الْجَوْزَاءِ.
454- أَبُو الأَشْهَبِ النَّخعيّ1.
اسْمُهُ جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ، الْكُوفِيُّ، نَزِيلُ وَاسِطَ.
عَنْ: عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ،
وَلَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ وَمُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ،
وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، وَوَكِيعٌ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ،
وَغَيْرُهُمْ.
مَاتَ كَهْلا.
قَالَ ابْنُ مَعِينٍ: ضَعِيفٌ، وَقَالَ مُرَّةُ: لَيْسَ بِشَيْءٍ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: ضَعِيفٌ.
وَتَوَقَّفَ ابْنُ حِبَّانَ فِي تَضْعِيفِهِ.
لَمْ يخرجوا له شيئًا.
455- أبو أويس الأصبحي2 -ع. م.
اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُوَيْس بن مالك
بن عامر المدنيّ.
مِنْ بَنِي عَمِّ الإِمَامِ مَالِكٍ، وَزُوِّجَ أُخْتَهُ.
رَوَى عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَشُرَحْبِيلَ بْنِ
سَعْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، والزُّهريّ، وَطَائِفَةٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَابْنُهُ
الآخَرُ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، وَحُسَيْنٌ
المرُّوذيّ، وَالْقَعْنَبِيُّ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ،
وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَآخَرُونَ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ليس به بأس.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 189"، الجرح والتعديل "2/ 476"، ميزان
الاعتدال "1/ 404-405".
2 الطبقات الكبرى "9/ 445"، التاريخ الكبير "5/ 127"، الجرح
والتعديل "5/ 92"، تهذيب التهذيب "5/ 280-282".
(10/292)
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ، والنَّسائيّ:
لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
وَقَالَ أَبُو بِشْرٍ الدُّولابِيُّ: صَدُوقٌ وَلَيْسَ بحجَّة.
وَلابْنِ مَعِينٍ فِيهِ قَوْلانِ: لَيْسَ بحجَّة، وَضَعِيفٌ.
مَاتَ سَنَةَ سبعٍ وستّين ومائة.
* أبو بردة. -ق.
هو عمر بن يزيد التَّميميّ. مَرَّ.
456- أَبُو بَكْرِ، بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
سَبْرَةَ1، الْقُرَشِيُّ، السَّبْرِيُّ، الْمَدَنِيُّ، الْفَقِيهُ،
قَاضِي الْعِرَاقِ.
سَمِعَ: عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الأَعْرَجَ، وَعَطَاءَ
بْنَ أَبِي رَبَاحٍ، وَزَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ، وَشَرِيكَ بْنَ أَبِي
نَمِرٍ، وَطَائِفَةً.
وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ مَعَ تقدُّمه، وَأَبُو عَاصِمٍ،
وَالْوَاقِدِيُّ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَغَيْرُهُمْ.
ضَعَّفَهُ الْبُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ.
روى عبد الله، وصالح بنا أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيهِمَا
قَالَ: كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: كَانَ مُفْتِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ.
وَرَوَى عَبَّاسٌ، عَنِ ابْنِ مَعِينٍ قال: ليس حديثه بشيء، قدم
هَهُنَا فَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ: عِنْدِي سَبْعُونَ
أَلْفَ حَدِيثٍ، إِنْ أَخَذْتُمْ عَنِّي كَمَا آخُذُ عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ، وَإِلا فَلا.
وَرَوَى مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ
الْمَنْصُورُ: يَا مَالِكُ، مَنْ بَقِيَ بِالْمَدِينَةِ مِنَ
الْمَشْيَخَةِ؟ قلت: ابن أبي ذئب، وَابْنُ أَبِي سَلَمَةَ
الماجشون، وابن أبي سبرة.
وقال النَّسائيّ: متروك الحديث.
وأبو سبرة جدُّه، هو ابن أبي رهم العامري، أحد البصريين.
__________
1 الطبقات الكبرى "9/ 408"، التاريخ الكبير "9/ 9"، الجرح والتعديل
"7/ 29"، تهذيب التهذيب "12/ 27-28".
(10/293)
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: أَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عُمَرَ، سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي سَبْرَةَ يَقُولُ:
قَالَ لِي ابْنُ جُرَيْجٍ: اكْتُبْ لِي أَحَادِيثَ من أحاديثك
جياد، فَكَتَبْتُ لَهُ أَلْفَ حَدِيثٍ ثُمَّ دَفَعْتُهَا إِلَيْهِ،
مَا قَرَأَهَا عَلَيَّ، وَلا قَرَأْتُهَا عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: قَالَ لِي حَجَّاجٌ، قَالَ لِي ابْنُ أَبِي
سَبْرَةَ: عِنْدِي سَبْعُونَ أَلَفَ حَدِيثٍ فِي الْحَلالِ
وَالْحَرَامِ.
وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: هُوَ عِنْدِي مِثْلُ ابْنِ أَبِي
يَحْيَى.
قُلْتُ: وَاخْتُلِفَ فِي اسْمِ أَبِي بَكْرٍ، فَقِيلَ: عَبْدُ
اللَّهِ، وَقِيلَ: مُحَمَّدٌ.
قَالَ مُصْعَبٌ الزُّبيريّ: كَانَ مِنْ عُلَمَاءِ قُرَيْشٍ، وَلاهُ
الْمَنْصُورُ الْقَضَاءَ.
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ بِبَغْدَادَ، قَالَ: وَكَانَ قَدْ وُلِّيَ قَضَاءَ
مُوسَى الْهَادِي، وَهُوَ وليّ عهد، ووليّ قضاء مكّة لزياد بن عبيد
الله، وعاش سِتِّينَ سَنَةً، فَلَمَّا مَاتَ اسْتُقْضِيَ بَعْدَهُ
أَبُو يُوسُفَ.
وَقَالَ مُصْعَبٌ: خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بِالْمَدِينَةِ، وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ عَلَى صَدَقَاتِ أسد وطيّئ
فَقَدِمَ عَلَى مُحَمَّدٍ مِنْهَا بِأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ
دِينَارٍ، فَلَمَّا قُتِلَ أُسِرَ أَبُو بَكْرٍ وَسُجِنَ،
فَاسْتَعْمَلَ الْمَنْصُورُ، جَعْفَرَ بْنَ سُلَيْمَانَ عَلَى
الْمَدِينَةِ وقال: إنّ بيننا وبن ابن أبي سبرة رحمًا، وقد أَسَاءَ
وَقَدْ أَحْسَنَ الآنَ، فَإِذَا وَصَلْتَ فَأَطْلِقْهُ وَأَحْسِنْ
جِوَارَهُ، وَكَانَ الإِحْسَانُ الَّذِي ذَكَرَهُ أَنَّ عبد الله
بن الريبع الْحَارِثِيَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَمَا شَخَصَ
عِيسَى بْنُ مُوسَى وَمَعَهُ الْعَسْكَرُ، فَعَاثُوا
بِالْمَدِينَةِ وَأَفْسَدُوا، فَوَثَبَ عَلَيْهِ سُودَانُ
الْمَدِينَةِ وَالرِّعَاعُ فَقَتَلُوا جُنْدَهُ وَطَرَدُوهُمْ،
وَنَهَبُوا مَتَاعَ ابْنِ الرَّبِيعِ، فَخَرَجَ حَتَّى نَزَلَ
بِئْرَ المطَّلب يُرِيدُ الْعِرَاقَ عَلَى خَمْسَةِ أَمْيَالٍ مِنَ
الْمَدِينَةِ، وَكَسَرَ السُّودان السِّجْنَ وَأَخْرَجُوا أَبَا
بَكْرِ بْنَ أَبِي سَبْرَةَ، فَحَمَلُوهُ حَتَّى أَجْلَسُوهُ عَلَى
الْمِنْبَرِ، وَأَرَادُوا كَسْرَ قُيُودَهُ، فَقَالَ لَهُمْ:
لَيْسَ عَلَى هَذَا فَوْتٌ، دَعُونِي حَتَّى أَتَكَلَّمَ،
فَتَكَلَّمَ فِي أَسْفَلِ الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى
عَلَيْهِ، وَحَذَّرَهُمُ الْفِتْنَةَ، وَذَكَّرَهُمْ مَا كَانُوا
فِيهِ، وَوَصَفَ عَفْوَ الْمَنْصُورِ عَنْهُمْ، وَأَمَرَهُمْ
بِالطَّاعَةِ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ عَلَى كَلامِهِ، وَتَجَمَّعَ
الْقُرَشِيُّونَ، فَخَرَجُوا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
الرَّبِيعِ، فَضَمِنُوا لَهُ مَا ذَهَبَ لَهُ وَلِجُنْدِهِ.
وَكَانَ قَدْ تَأَمَّرَ عَلَى السُّودَانِ وَثِيقٌ الزِّنْجِيُّ،
فَمَضَى إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الكبار، لم يَزَلْ يَخْدَعُهُ حَتَّى
دَنَى مِنْهُ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ، وأمر معه فأوثقوه في الحديد،
ورجي أبو بكر
(10/294)
إِلَى الْحَبْسِ حَتَّى قَدِمَ جَعْفَرُ
بْنُ سُلَيْمَانَ فَأَطْلَقَهُ وَأَكْرَمَهُ، ثُمَّ صَارَ إِلَى
الْمَنْصُورِ فَاسْتَقْضَاهُ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: عَامَّةُ مَا يَرْوِيهِ ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ
غَيْرُ مَحْفُوظٍ، وَهُوَ فِي جُمْلَةِ مَنْ يَضَعُ الْحَدِيثَ.
وَقَالَ جَمَاعَةٌ: مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ
وَمِائَةٍ.
457- أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطَاءِ بْنِ مقدَّم1،
الْبَصْرِيُّ، مَوْلَى ثَقِيفٍ.
وهو والد محمد بن أبي بكر، لم يدركه ابنه، وهو أخو عمر، ومحمد.
وحديث قَلِيلٌ؛ لِأَنَّهُ مَاتَ كَهْلا.
رَوَى عَنْ: حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، وَيُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ.
أَخَذَ عَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَغَيْرُهُ.
تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَسِتِّينَ ومائة.
458- أبو بكر الهذلي2.
اسمه سلمى بن عبد الله بن سلمى الْبَصْرِيُّ.
كَانَ فِي صَحَابَةِ الْمَنْصُورِ وَكَانَ إِخْبَارِيًّا علامة.
روى عن: الحسن، ومحمد، ومعاذة العدوية، وعكرمة، والشعبي، وغيرهم.
وعنه: ابن المبارك، وشبابة بن سوَّار، ومسلم بن إبراهيم، وموسى بن
إسماعيل، لقيه بمكة، وجماعة.
لم يرضه يحيى القطان.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وقال أحمد: ضعيف.
وقال البخاري: ليس بالحافظ عندهم.
__________
1 التاريخ الكبير "9/ 14"، الجرح والتعديل "9/ 345"، تهذيب التهذيب
"12/ 33".
2 التاريخ الكبير "4/ 198"، الجرح والتعديل "4/ 313-314"، وميزان
الاعتدال "4/ 497"، وتهذيب التهذيب "12/ 45-46".
(10/295)
وأما غندر فقال: كذاب.
يقال: مات سنة سبعٍ وَسِتِّينَ.
459- أَبُو بَكْرٍ النَّهشليّ1، الْكُوفِيُّ. -م. ت. ن. ق.
فِي اسْمِهِ أَقْوَالٌ، وَلا يَرِدُ إِلا بِالْكُنْيَةِ.
رَوَى عَنْ: أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ،
وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، وَزِيَادِ
بْنِ عِلاقَةَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَبَهْزُ بْنُ
أَسَدٍ وَعَوْنُ بْنُ سَلامٍ، وَيَحْيَى الْحِمَّانِيُّ،
وَجُبَارَةُ بْنُ المغلَّس، وَطَائِفَةٌ.
وثّفه أَحْمَدُ، وَابْنُ مَعِينٍ.
وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ فِيهِ وَكِيعٌ: أَبُو بَكْرِ بْن عَبْد
اللَّه بْن أَبِي القطّاف.
مات يَوْمِ الْفِطْرِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
وَاسْمُهُ على الأصح: عبد الله.
وقد تكلّم في ابن حبّان فقال: كان شيخًا فَاضِلا، غَلَبَ عَلَيْهِ
التقشُّف حَتَّى صَارَ يهمُّ وَلا يَعْلَمُ، وَيُخْطِئُ الْحِفْظَ
وَالْفَهْمَ، فَبَطَلَ الاحْتِجَاجُ بِهِ.
قُلْتُ: دَعْ عَنْكَ الْخَطَابَةَ، فَالرَّجُلُ حجَّة قد وثّقه
إمام الْفَنِّ، واحتجَّ بِهِ مُسْلِمٌ.
قَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ
يَقُولُ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ النهَّشليّ رَجُلا صَالِحًا، كَانَ
فِي مَرَضِهِ يَثِبُ إِلَى الصَّلاةِ وَلا يَقْدِرُ، فَيُقَالُ
لَهُ: إِنَّكَ فِي عُذْرٍ، فَيَقُولُ: أُبَادِرُ طَيَّ
الصَّحِيفَةِ.
* أَبُو الْجَمَلِ الْيَمَامِيُّ.
اسْمُهُ أَيُّوبُ: مَرَّ.
460- أَبُو جنَّاب البصريّ2، القصّاب.
__________
1 الطبقات الكبرى "6/ 358"، التاريخ الكبير "9/ 9"، الجرح والتعديل
"9/ 344"، وميزان الاعتدال "4/ 496"، والتهذيب "12/ 44-45".
2 التاريخ الكبير "7/ 17"، الجرح والتعديل "6/ 387-388"، والثقات
لابن حبان "8/ 515"، وميزان الاعتدال "3/ 305".
(10/296)
وَقَدْ تَقَدَّمَ أَبُو جَنَابٍ
الْكَلْبِيُّ. فَالْقَصَّابُ.
اسْمُهُ عَوْنُ بْنُ ذَكْوَانَ الْحَرَشِيُّ.
رَأَى زُرَارَةَ بْنَ أَوْفَى، وَسَمِعَ مِنْ مَطَرِ بْنِ
طَهْمَانَ، وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَيُونُسُ المؤدِّب،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غِيَاثٍ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ.
وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ، وَبَقِيَ إِلَى حُدُودِ سنة
سبعين ومائة، وعاش فيما قال ابن معين مائة وست وستّين سنة وَقَدْ
وَهِمَ مَنْ قَالَ: إِنَّهُ عَاشَ مِائَةً وَسِتِّينَ سَنَةٍ.
وَلَوُ كَانَ كَذَلِكَ لعدَّ فِي الصَّحابة، مَعَ مَنْ وُلِدَ فِي
أَيَّامِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
461- أَبُو حَفْصٍ1.
هُوَ عُمَرُ بْنُ الْعَلاءِ الْمَازِنِيُّ، الْبَصْرِيُّ. -خ-
أَخُو الإِمَامِ أَبِي عَمْرٍو. يُقَالُ: اسْمُهُ عُمَرُ.
يَرْوِي عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ.
وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ الْعَنْبَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، وَغَيْرُهُمَا.
خرَّج لَهُ الْبُخَارِيّ: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فِي
حَنِينِ الْجِذْعِ.
وَلَهُ ثَلاثَةُ إِخْوَةٍ: أَبُو عَمْرٍو، وَمُعَاذٌ، وَأَبُو
سُفْيَانَ.
وَقَدْ رَوَى عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ حَنِينُ
الْجِذْعِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ نَافِعٍ.
فَلَعَلَّهُ هُوَ هُوَ، وَإِلا فَالْحَدِيثُ عِنْدَ معاذ، وأبي
حفص.
462- أبو حمزة السُّكري2. –ع.
هو محمد بن ميمون المروزيّ الحافظ.
عَنْ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ،
وَجَابِرٍ الجعفيّ، وسليمان الأعمش، والكوفييّن.
__________
1 تهذيب الكمال "2/ 1020-1021"، تهذيب التهذيب "7/ 487-488".
2 التاريخ الكبير "1/ 234"، والجرح والتعديل "8/ 81"، سير أعلام
النبلاء "7/ 385-387"، تهذيب التهذيب "9/ 486-487".
(10/297)
مَا أَعْلَمُهُ رَوَى عَنْ غَيْرِهِمْ.
حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَعَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ،
وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ،
وَعِدَّةٌ.
قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: كَانَ أَبُو حَمْزَةَ من ثقات النّاس،
ولم يَكُنْ يَبِيعُ السُّكر، وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ
لِحَلاوَةِ كَلامِهِ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ
بْنِ الْحُسَيْنِ: أَرَادَ جَارٌ لِأَبِي حَمْزَةَ السُّكريّ أَنْ
يَبِيعَ دَارَهُ، فَقِيلَ لَهُ: بِكَمْ؟ فَقَالَ: أَلْفَيْنِ،
وَثَمَنُ الدَّارِ أَلْفَيْنِ جِوَارُ أَبِي حَمْزَةَ، قَالَ:
فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا حَمْزَةَ، فَوَجَّهَ إِلَى جَارِهِ
بِأَرْبَعَةِ آلافٍ فَقَالَ: لا تَبِعْ دَارَكَ.
وَعَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ ثَلاثِينَ
سَنَةً إِلا أَنْ يَكُونَ لِي ضَيْفٌ.
وَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُصْعَبٍ: كَانَ أَبُو حَمْزَةَ مُجَابَ
الدَّعوة.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: كَانَ أَبُو حَمْزَةَ إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ
مِنْ جِيرَانِهِ يَحْسِبُ مَا أَنْفَقَ فِي مَرَضِهِ ثُمَّ
يَتَصَدَّقُ أبو حمزة بِمِثْلِ ذَلِكَ وَيَقُولُ: وَنَحْنُ
أَصِحَّاءُ.
مَاتَ أَبُو حَمْزَةَ سَنَةَ ثمانٍ وَسِتِّينَ، أَوْ سَنَةَ سبعٍ
وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
463- أَبُو حَمْزَةَ الأُبُلِّيُّ، الْعَطَّارُ1.
شَيْخٌ بَصْرِيٌّ، اسْمُهُ إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَهُوَ
جَدُّ بَكْرِ بْنِ بَكَّارٍ.
عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَالْعَلاءِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ.
وَعَنْهُ: الأَصْمَعِيُّ، وَأَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ، وَطَالُوتُ
بْنُ عَبَّادٍ، وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: كَانَ حَسَنَ الْحَدِيثِ.
وَضَعَّفَهُ الْفَلاسُ وَقَالَ: كَانَ شَدِيدَ الْقَوْلِ فِي
القدر.
464- أبو الربيع البصريّ، السمّان2. -ت. ق.
أشعث بن سعيد.
__________
1 التاريخ الكبير "1/ 386"، الجرح والتعديل "2/ 220" الثقات لابن
حبان "8/ 107"، التهذيب "1/ 232".
2 التاريخ الكبير "1/ 430"، ميزان الاعتدال "1/ 263"، تهذيب
التهذيب "1/ 353-352".
(10/298)
عَنْ: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، وَعَاصِمِ
بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَأَبِي الزِّناد، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: وَكِيعٌ، وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ، وَعَبْدُ اللَّهِ
بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَطَائِفَةٌ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: لَيْسَ بِالْحَافِظِ عندهم.
وروى عباس، عن ابن معين: ليس بشيء.
وَرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، عَنْ أَبِيهِ: لَيْسَ
بِذَاكَ، مُضْطَرِبٌ.
وَقَالَ السَّعديّ: وَاهِي الْحَدِيثِ.
وَقَالَ النَّسائيّ: لا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ.
465- أَبُو سَعِيدٍ، المؤدِّب1.
مِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ، نَزَلَ بَغْدَادَ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ
بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الْوَضَّاحِ.
عَنْ: حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَعَبْدِ الْكَرِيمِ
الْجَزَرِيِّ، وَخَصِيفٍ، وَعَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ، وَهِشَامِ
بْنِ عُرْوَةَ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَهَاشِمُ بْنُ
الْقَاسِمِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ،
وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ.
وَثَّقَهُ أَحْمَدُ.
وَكَانَ مؤدِّب الْخَلِيفَةِ الْهَادِي.
مَاتَ قَبْلَ السَّبْعِينَ وَمِائَةٍ.
466- أَبُو شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ2: قَاضِي وَاسِطَ، جَدُّ
الْحَافِظَيْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَعُثْمَانَ.
اسْمُهُ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُوَاسْتِيِّ، مَوْلَى
بَنِي عبس.
__________
1 الطبقات الكبرى "7/ 326"، التاريخ الكبير "2231"، الجرح والتعديل
"8/ 76-77"، تهذيب التهذيب "9/ 453-454".
2 الطبقات الكبرى "6/ 384"، التاريخ الكبير "1/ 310"، الجرح
والتعديل "2/ 115"، وتهذيب التهذيب "1/ 144-145".
(10/299)
رَوَى عَنْ: خَالِهِ الْحَكَمِ بْنِ
عُتَيْبَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ،
وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ،
وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: شُعْبَةُ بْنُ الحجَّاج، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ،
وَشَبَابَةُ، وَسَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَعْدَوَيْهِ، وَعَلِيُّ
بْنُ الْجَعْدِ، وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَجُبَارَةُ
بْنُ المغلَّس.
ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ: وَيَحْيَى، وَالنَّاسُ.
وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: سَكَتُوا عَنْهُ.
وَقَالَ النَّسائيّ: مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: نَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، قُلْتُ لِشُعْبَةَ:
إِنَّ أَبَا شَيْبَةَ نَا عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: شَهِدَ صِفِّينَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ
سَبْعُونَ رَجُلا، فَقَالَ: كَذَبَ وَاللَّهِ، لَقَدْ ذَاكَرْتُ
الْحَكَمَ فِي بَيْتِهِ فَمَا وَجَدْنَا شَهِدَ صِفِّينَ أَحَدٌ
مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ غَيْرُ خُزَيْمَةَ.
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: سَمِعْتُ ابْنَ
الْمُبَارَكِ، سُئِلَ عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْوَاسِطِيِّ فَقَالَ:
ارْمِ بِهِ.
قُلْتُ: مَاتَ سَنَةَ تسعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
467- أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ، وَزِيرُ الْمَهْدِيِّ وَكَاتِبُهُ1.
اسْمُهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ يَسَارٍ
الأَشْعَرِيُّ، مَوْلاهُمْ.
رَوَى عَنْ: أَبِي إِسْحَاقَ السَّبيعيّ، وَمَنْصُورِ بْنِ
الْمُعْتَمِرِ.
وَعَنْهُ: مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، وَغَيْرُهُ.
أَصْلُهُ مِنْ طَبَرِيَّةَ، وَكَانَ ذَا دِينٍ وتعبُّد، مِنْ
خِيَارِ الْوُزَرَاءِ.
وَكَانَ المهديّ يعظّمه ولا يخالفه في رأي.
قلا حَفِيدُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي
عُبَيْدِ اللَّهِ: أَبْلَى أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ سَجَّادَتَيْنِ،
وأسرع في الثالث مَوْضِعُ الرُّكْبَتَيْنِ، وَالْوَجْهِ،
وَالْيَدَيْنِ، مِنْ كَثْرَةِ صَلاتِهِ.
__________
1 سير أعلام النبلاء "7/ 398"، شذرات الذهب "1/ 279".
(10/300)
وَكَانَ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ كرُّ
دَقِيقٍ يَتَصَدَّقُ بِهِ، فَلَمَّا اشْتَدَّ الْغَلاءُ أَتَاهُ
مَوْلاهُ فَقَالَ: قَدْ غَلا السِّعْرُ فَلَوْ نَقَصْنَا مِنَ
الْكُرِّ، فَقَالَ: أَنْتَ شَيْطَانٌ، صيِّره كرَّين.
قَالَ: وَأُخْبِرْتُ أَنَّ الْجُسُورَ يَوْمَ مَاتَ امْتَلأَتْ،
فَلَمْ يَعْبُرْ عَلَيْهَا أَحَدٌ إِلا مَنْ تَبِعَ جِنَازَتَهُ
مِنْ مَوَالِيهِ وَالْيَتَامَى وَالأَرَامِلِ وَالْمَسَاكِينِ.
وَرَوَى مَنْصُورُ بْنُ مُزَاحِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْمَنْصُورِ فَاسْتَحْلَفَنِي أَنْ
أَصْدُقَهُ، فَحَلَفْتُ لَهُ: فَقَالَ: مَا قَوْلُكَ فِي خُلَفَاءِ
بَنِي أميَّة؟ قُلْتُ: كُلُّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مُطِيعًا
لِلَّهِ، عَامِلا بِكِتَابِ اللَّهِ، متَّبعًا لسنَّة رَسُولِ
اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ إِمَامٌ
تَجِبُ طَاعَتُهُ، قَالَ: جِئْتَ بِهَا عِرَاقِيَّةً، أَهَكَذَا
أَدْرَكْتَ أَشْيَاخَكَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَقُولُونَ؟ قُلْتُ:
لا، بَلْ أَدْرَكْتُهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ الْخَلِيفَةَ إِذَا
اسْتُخْلِفَ غُفِرَ اللَّهُ لَهُ مَا مَضَى، فَقَالَ: أَيْ
وَاللَّهِ، وَمَا تَأَخَّرَ مِنْ ذُنُوبِهِ، أَتَدْرِي مَا
الْخَلِيفَةُ؟ بِهِ تُقَامُ الصَّلاة وَالْحَجُّ لِلْبَيْتِ،
وَيُجَاهِدُ الْعَدُوَّ، وَعَدَّدَ مِنْ مَنَاقِبِ الْخِلافَةِ مَا
لَمْ نَسْمَعْ أَحَدًا ذَكَرَ مِثْلَهُ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ: نَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ أَبِي
المساور قال: دخلت على أبي عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَزِيرِ، فَمَا
هَشَّ لِي، فَجَلَسْتُ إِلَى رَجُلٍ كَاتِبٍ، فَقُلْتُ: ثَنَا
الشَّعبيّ، فَسَمِعَنِي أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ فَقَالَ:
وَرَأَيْتَ الشَّعبيّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ارْتَفِعْ،
ارْتَفِعْ، كَتَمْتَنَا نَفْسَكَ حَتَّى كِدْتَ أَنْ تُلْحِقَنَا
دَمًا لا تُرَخِّصُهُ الْمَعَاذِيرُ ثُمَّ اشْتَغَلَ بِي حَتَّى
قَضَيْتُ حَاجَتِي.
يُقَالُ: إِنَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ وَقَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
الرَّبِيعِ الْوَزِيرِ، فَرَمَى ابْنَهُ بِجُرْمِ الْهَادِي، فَمَا
زَالَ الْمَهْدِيُّ حَتَّى قَتَلَ الابْنَ، ثُمَّ سَجَنَ أَبَا
عُبَيْدِ اللَّهِ مُدَّةً.
قَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ: كَانَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ
طَبَرِيَّةَ، سمع أيضًا من الزُّهري، وَعَاصِمَ بْنَ رَجَاءٍ
الْكِنْدِيَّ.
حَكَى عَنْهُ: ابْنُهُ هَارُونُ، وَمُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ،
وَمَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ.
وَمُرَبَّعَةُ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ بِالْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ
مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهِ.
وَيُقَالُ: وَصَفَ رَجُلٌ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَزِيرَ
فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَوْفَرَ مِنْ حِلْمِهِ، وَلا أَغْزَرَ مِنْ
قَلَمِهِ.
وَقَالَ الزُّبير: نَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعِ بْنِ ثَابِتٍ
بَعَثَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ الْوَزِيرُ إِلَى وَالِدِ مُصْعَبٍ
الزُّبيريّ بِأَلْفَيْ دِينَارٍ، فَرَدَّهَا وَقَالَ: لا أَقْبَلُ
صِلَةً إِلا مِنْ خَلِيفَةٍ، أَوْ مِنْ وليّ عهد.
(10/301)
عُمَرُ بْنُ شبَّة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
حَزْمٍ: أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ يَحْيَى الْبَرْمَكِيَّ حَدَّثَهُ،
أَنَّ الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ حَجَّ
مَعَ الْمَنْصُورِ فِي الْعَامِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ الْمَنْصُورُ،
فَلَمَّا قَدِمَ ذَهَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدٍ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ
مَنْزِلَهُ، فَلَمْ يَقُمْ لَهُ، وَلا رَفَعَ لَهُ رَأْسًا،
فَغَضِبَ الرَّبِيعُ وَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ لأَجْهَدَنَّ فِي
أَذَاهُ، وَذَكَرَ الْقِصَّةَ، وَمَضَتْ فِي الْحَوَادِثِ سَنَةُ
إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
مَاتَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي الْحَبْسِ سَنَةَ سَبْعِينَ
وَمِائَةٍ.
468- أَبُو عزَّة الدَّبَّاغُ1.
اسْمُهُ الْحَكَمُ بْنُ طَهْمَانَ، وَهُوَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي
الْقَاسِمِ الْبَصْرِيُّ.
عَنْ أَبِي الرَّبَابِ.
وَعَنْهُ: مُسْلِمٌ، والتَّبوذكيّ.
469- أَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيُّ2، الْحَرَّانِيُّ.
رَوَى عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، والزُّهريّ، وَأَبِي
الزُّبير، وَغَيْرِهِمْ.
وعنه: يزيد بْنُ هَارُونَ، وَشَبَابَةُ، وَبَقِيَّةُ بْنُ
الْوَلِيدِ، وَيَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ.
وقال ابن المديني: لا يكتب حديثه.
وقال النَّسائيّ: مَتْرُوكٌ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: أَبُو الْعَطُوفِ الْجَزَرِيُّ: لَيْسَ
بِشَيْءٍ.
شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، أَنَا الْعَطُوفِ، عَنْ أَبِي الزُّبير،
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: إِنَّمَا كَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضوان فِي
عُثْمَانَ خَاصَّةً، لَمَّا احْتُبِسَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنْ قَتَلُوهُ
لَأُنَابِذَنَّهُمْ"3. فَبَايَعْنَاهُ عَلَى أن لا نفرّ، ونحن ألف
وثلاثمائة.
__________
1 التاريخ الكبير "2/ 339"، الجرح والتعديل "3/ 118"، الثقات لابن
حبان "8/ 193".
2 الطبقات الكبرى "7/ 485"، التاريخ الكبير "2/ 228"، الجرح
والتعديل "2/ 523"، ميزان الاعتدال "1/ 390".
3 "حديث ضعيف": أخرجه العقيلي في الضعفاء "1/ 200-201"، وفيه صاحب
الترجمة، تدليس أبو الزبير.
(10/302)
هَذَا مُنْكَرٌ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ.
470- أَبُو المثنَّى الخزاعيّ، الكعبي1، المدنيّ. -ت. ق.
اسمه سليمان بن يزيد.
وَيُقَالُ: رَوَى عَنْ أَنَسٍ، رَوَى عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ
اللَّهِ، وَسَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، وَرَبِيعَةَ الرَّأْيِ،
وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ.
وَعَنْهُ: ابْنُ وَهْبٍ، وَعَبْدُ الله بن نافع الصائغ، وابن أبي
فديك، ويحيى بن حسّان، والتَّنَّيسيّ، وآخرون.
قال أبو حاتم: ليس بقويّ، مُنْكَر الحديث.
وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي تَارِيخِ الثِّقَاتِ.
471- أَبُو معشر2. –ع.
هو نجيج بن عبد الرحمن السِّنديّ، المدنيّ.
كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ الْعِلْمِ وَالأَيَّامِ وَالْمَغَازِي،
وَقَدْ كَاتَبَ مَوْلاةً لَهُ مَخْزُومِيَّةً فَأَدَّى،
فَاشْتَرَتْ أمُّ مُوسَى بِنْتُ مَنْصُورٍ وَلاءَهُ فِيمَا قِيلَ.
رَأَى أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلٍ.
وَحَدَّثَ عَنْ: مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، وَمُوسَى
بْنِ يَسَارٍ، وَنَافِعٍ العمريّ، وسعيد المقبريّ، وَمُحَمَّدِ
بْنِ الْمُنْكَدِرِ، وَطَائِفَةٍ سِوَاهُمْ.
وَفِي جَامِعِ التِّرمذيّ لَهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيَّب،
وَذَلِكَ مُنْقَطِعٌ، أَوْ هُوَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ،
فَتَصَرَّفَ فِيهِ الرُّواة فَوَهِمُوا.
رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَعْشَرٍ، وَعَبْدُ
الرَّزَّاقِ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ، ومنصور بن أبي مزاحم،
وطائفة.
__________
1 التاريخ الكبير "4/ 42"، الجرح والتعديل "4/ 149"، الثقات لابن
حبان "6/ 395"، الميزان "2/ 228".
2 الطبقات الكبرى "5/ 318"، التاريخ الكبير "8/ 114"، الجرح
والتعديل "8/ 493-495"، التهذيب "10/ 419-422".
(10/303)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ:
يُعْرَفُ وَيُنْكَرُ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: هُوَ لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ أَحْمَدُ: كَانَ بَصِيرًا بِالْمَغَازِي صَدُوقًا،
وَلَكِنَّهُ لا يُقِيمُ الإِسْنَادَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ أَيْضًا: كَانَ أُمِّيًّا يَنْتَقِي مِنْ
حَدِيثِهِ الْمُسْنَدَ.
وَقِيلَ: كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ أَبْيَضَ أَزْرَقَ سَمِينًا،
أَشْخَصَهُ مَعَهُ الْمَهْدِيُّ إِلَى الْعِرَاقِ، وَأَمَرَ لَهُ
بِأَلْفِ دِينَارٍ وَقَالَ: تَكُونُ بِحَضْرَتِنَا فتفقِّه مَنْ
حَوْلَنَا.
قَالَ الْخَطِيبُ: كَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالْمَغَازِي،
أَصْلُهُ يَمَانِيٌّ سُبِيَ فِي وَقْعَةِ يَزِيدَ بْنِ المهلَّب
بِالْيَمَامَةِ وَالْبَحْرَيْنِ.
قَالَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ: كَانَ أَبِي أَبْيَضَ.
وَأَمَّا أَبُو مُسْهِرٍ الْغَسَّانِيُّ فَقَالَ: كَانَ أَسْوَدَ.
وَذَكَرَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ أَنَّ أَبَاهُ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ هِلالٍ، فَسُرِقَ فَبِيعَ
بِالْمَدِينَةِ، فَاشْتَرَاهُ قَوْمٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ،
فَسَمَّوْهُ نَجِيحًا، فَاشْتُرِيَ لأُمِّ مُوسَى الْهَادِي
فَأَعْتَقَتْهُ، فَصَارَ مِيرَاثُهُ لِبَنِي هَاشِمٍ.
قَالَ: وَكَانَ يَنْتَسِبُ إِلَى حَنْظَلَةَ بْنِ مَالِكٍ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: كَانَ أَبُو مَعْشَرٍ كيِّسًا حَافِظًا.
وَقَالَ الْفَلاسُ: كَانَ الْقَطَّانُ لا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي
مَعْشَرٍ.
وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْهُ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ
بَكَّارٍ يَقُولُ: تَغَيَّرَ أَبُو مَعْشَرٍ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ
حَتَّى كَانَ يَخْرُجُ مِنْهُ الرِّيحُ وَلا يَشْعُرُ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعِينَ.
وَقَالَ أَبُو أميَّة الطَّرسوسيّ: نَا أَبُو نُعَيْمٍ، أَنَّ
أَبَا مَعْشَرٍ كَانَ رَجُلا أَلْكَنَ، وَكَانَ سِنْدِيًّا
يَقُولُ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَعْبٍ يَعْنِي ابْنَ كَعْبٍ.
قُلْتُ: وَمِنْ مَنَاكِيرِهِ: رِوَايَتُهُ عَنْ سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
(10/304)
-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُعْبَدَ اللاَّت والعزَّى" 1، قَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى نِسَاءِ دَوْسٍ
يَصْطَفِفْنَ بِأَلْيَاتِهِنَّ عَلَى صنمٍ يُقَالُ لَهُ: ذُو
الْخُلَصَةِ2.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو مَعْشَرٍ صَدُوقٌ، لَيْسَ
بِالْقَوِيِّ.
472- أبو هلال3. –ع.
هو محمد بن سليم، الرّاسبيّ، البصريّ.
نَزَلَ فِي بَنِي رَاسِبٍ، فَنُسِبَ إِلَيْهِمْ، وَوَلاهُ
أُسَامَةُ بْنُ لُؤَيٍّ.
رَوَى عَنِ: الْحَسَنِ، وَابْنِ سِيرِينَ، وَابْنِ أَبِي
مُلَيْكَةَ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، وَمَطَرٍ الْوَرَّاقِ.
وَعَنْهُ: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ، وَالْحَوْضِيُّ، وَشَيْبَانُ بْنُ فرُّوخ، وَطَائِفَةٌ.
وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ: لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ، وَهُوَ ضَعِيفُ
الْحَدِيثِ.
وقال أبو حاتم: محلُّه الصِّدق.
وقال النَّسائيّ: لَيْسَ بِالْقَوِيِّ.
قُلْتُ: عَلَّقَ لَهُ الْبُخَارِيُّ.
وتوِّفي سَنَةَ سبعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ.
473- أَبُو يَحْيَى، صَاحِبُ السَّقط4. –ق.
__________
1 "حديث صحيح لغيره": أخرجه مسلم "2907"، والحاكم في المستدرك "4/
446"، والبيهقي في السنن "8/ 181"، من حديث عائشة.
2 صح مرفوعًا عن أبي هريرة: أخرجه البخاري "7116"، ومسلم "2906"،
وأحمد في المسند "2/ 271".
3 الطبقات الكبرى "7/ 278"، التاريخ الكبير "1/ 105"، الجرح
والتعديل "7/ 273"، تهذيب التهذيب "9/ 195-196".
4 التاريخ الكبير "3/ 314"، الجرح والتعديل "3/ 502"، الثقات لابن
حبان "6/ 306"، تهذيب الكمال "9/ 165-166".
(10/305)
بصريٌّ مَعْرُوفٌ، اسْمُهُ رَجَاءُ بْنُ
صَبِيحٍ.
رَوَى عَنْ: مُسافِع بن شَيْبة، والحسن، ومحمد بن سيرين.
وعنه: يزيد بن زُرَيْع، وعارم، وموسى بن إسماعيل، وهُدْبَة بن
خالد.
قال أبو حاتم: ليس بقويّ.
وضعّفه ابن معين.
(10/306)
الفهرس العام للكتاب:
الموضوع رقم الصفحة
-الطَّبَقَةُ السَّابِعَةَ عَشْرَةَ-
"سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ"
وما جرى فيها من كبار الحوادث
3 وفيات هذه السنة 161هـ.
3 ظهور عطاء المقنع.
3 ظَفَرُ نَصْرِ بْنِ الأَشْعَثِ بِابْنِ مَرْوَانَ الْحِمَارِ.
4 تحبيش الروم على المسلمين.
4 عمارة المهدي طريق مكة.
4 نكبة الوزير أبي عبيد الله.
5 استعمال القُضاة.
5 استعمال العُمال.
5 وزارة يَحْيَى بْنُ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ.
6 الْحَجُّ هَذَا الموسم.
"سنة اثنتين وستين ومائة"
6 وفيات سنة 162هـ.
6 مقتل عبد السلام اليشكري.
6 إجراء الأموال على المجذومين والمساجين.
6 وصول الروم إلى الحدث.
6 غزوة الحسن بن قحطبة في الروم.
6 غزوة قاليقلا.
7 ولاية اليمن.
7 ولاية مصر.
7 ظهور المحمرة.
(10/307)
"سنة ثلاث وستين ومائة".
7 وفيات سنة 163هـ.
8 مقتل المقنع.
8 ولاية الجزيرة.
8 قتل الزنادقة.
8 ولاية هارون.
8 ولاية خراسان.
9 الحج هذا الموسم.
"سنة أربع وستين ومائة"
9 وفيات سنة 164هـ.
9 غزوة عبد الكبير إلى الحدث.
9 عطش الحجيج.
10 ولاية البصرة وفارس.
"سنة خمس وستين ومائة"
10 وفيات سنة 165هـ.
10 غزوة هارون إلى القسطنطينية.
"سنة ست وستين ومائة"
10 وفيات سنة 166هـ.
11 عودة هارون بالغنائم.
11 قضاء البصرة.
11 غضب المهدي على الوزير أبي عبيد الله الأشعري.
14 قضاء العسكر.
14 ضرب المهدي الدنانير وإقامة البريد.
14 قتل المهدي لابن الوزير أبي عبيد الله.
"سنة سبع وستين ومائة"
15 وفيات سنة 167هـ.
15 تتبع الزنادقة.
15 عزل أبي عبيد الله الوزير.
(10/308)
16 الطَّاعُونُ بِالْبَصْرَةِ وَبَغْدَادَ.
16 الزِّيَادَةُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.
16 الحج هذا الموسم.
"سنة ثمان وستين ومائة"
16 وفيات سنة 168هـ.
16 نقض الروم للصلح.
17 تجهيز الجيش إلى طبرستان.
17 موت عريف الزنادقة.
17 الحج هذا الموسم.
"سنة تسع وستين ومائة"
17 وفيات سنة 169هـ.
موت المهدي وخلافة الهادي
18 التشدد في طلب الزنادقة.
19 وقعة فخ.
21 بدء الأسرة الإدريسية بالمغرب.
21 بعض سيرة الحسين بن علي.
22 ثورة ابن معصب بصعيد مصر.
22 العمال على الأمصار.
"سنة سبعين ومائة"
23 وفيات سنة 170هـ.
23 مواليد هذه السنة.
23 وفاة الخليفة الهادي.
(10/309)
رِجَالُ هَذِهِ الطَّبَقَةِ مُرَتَّبُونَ
عَلَى الْحُرُوفِ
"حَرْفُ الألف"
24 1- أبان بن صدقة.
24 2- أبان بن يزيد العطار.
25 3- إبراهيم بن أدهم.
37 4- إبراهيم بن إسماعيل بن حبيبة الأنصاري الاشهلي.
38 5- إبراهيم بن طهمان بن شُعبة.
40 6- إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ
حاطب.
40 7- إبراهيم بن عطاء بن أبي ميمونة.
40 8- إبراهيم بن الفضل المخزومي.
40 9- إبراهيم بن نافع.
41 10- إبراهيم بن نشيط الوعلاني.
41 11- أبي بن عباس بن سهل الساعدي.
42 12- أرطأة بن المنذر.
43 13- أسباط بن نصر الهمداني.
43 14- إسحاق بن إبراهيم الثقفي.
43 15- إسحاق بن أبي بكر المدني.
43 16- إسحاق بن ثعلبة.
44 17- إسحاق بن حازم.
44 18- إسحاق بن سعيد بن الأشدق.
44 19- إِسْحَاقُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ.
45 20- إسحاق بن يحيى بن طلحة.
45 21- إسرائيل بن يونس.
47 22- إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة.
48 23- إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الرحمن المخزومي.
48 24- إسماعيل بن خليفة الكوفي.
48 25- إسماعيل بن سليمان الكحال.
49 26- أشرس أبو شيبان.
(10/310)
49 27- أشعث بن برار السعدي.
49 28- أشعث بن سعيد.
50 29- أعين بن عبد الله العقيلي.
50 30- أنيس بن خالد التميمي.
50 31- أيوب بن خوط.
51 32- أيوب بن عتبة.
51 33- أيوب بن محمد العجلي.
51 34- أيوب بن نهيك الحلبي.
"حرف الباء".
51 35- بزيع، أبو الهيثم المروزي.
51 36- بشار بن برد.
53 37- بكر بن الأسود.
54 38- بكر بن الحكم.
54 39- بكر بن خنيس.
55 40- بكير بن شهاب الدامغاني.
55 41- بكير بن شهاب العراقي.
55 42- بكير بن معروف الدامغاني.
"حرف الثاء".
56 43- ثابت بن قيس الغفاري.
56 44- ثابت بن يزيد الأحول.
"حرف الْجِيمِ".
57 45- جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ العجلي.
57 46- جرير بن حازم بن يزيد الأزدي.
59 47- جعفر بن زياد الأحمر.
60 48- جعفر بن كيسان العدوي.
60 49- جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ الزُّبَيْرِ.
60 50- جميع بن ثوب السلمي.
61 51- جويرية بن بشير الهجيمي.
(10/311)
61 52- جميل بن عبيد الله الطائي.
"حرف الحاء".
61 53- الحارث بن نبهان.
61 54- حبان بن يسار الكلابي.
62 55- حبيب بن أبي حبيب الجرمي.
62 56- حبيب بن حجر القيسي.
62 57- الحارث بن غصين.
62 58- حجاج بن تميم الجزري.
63 59- حجاج بن صفوان المدني.
63 60- الحارث بن النعمان بن سالم الليثي.
63 61- حرب بن سريج المنقري.
64 62- حرب بن شداد اليشكري.
64 - حرب بن أبي العالية.
64 63- حرب بن ميمون أبو الخطاب الأنصاري.
64 64- حرب بن ميمون صاحب الأغمية.
65 65- حرملة بن عمران بن قراد.
65 66- حريز بن عثمان بن جبر الرحبي.
68 67- حزام بن هشام الخزاعي القديدي.
68 68- حسام بن مصك.
68 69- حسان بن نوح النضري.
69 70- الحسن بن أبي جعفر الجفري.
69 71- الحسن بن دينار البصري.
70 72- الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ السَّيِّدِ الْحَسَنِ بْنِ علي.
71 73- الحسن بن صالح بن حي.
74 74- الحسين بن مطير، الشاعر.
76 75- الحسن بن أبي يزيد الهمداني.
76 76- الحسين بن عُقيل العقيلي.
76 77- حشرج بن نُباتة.
(10/312)
77 78- الحكم بن الصلت المدني المؤذن.
77 79- الحكم بن عبد الملك القرشي.
78 80- الحكم بن الوليد الوحاظي الحمصي.
78 81- حماد بن الجعد.
79 82- حماد بن سلمة بن دينار.
83 83- حماد بن أبي ليلى.
84 84- حماد عجرد.
84 85- حماد بن يزيد المقرئ.
84 86- حمزة بن المغيرة بن نشيط.
84 87- حيان بن عبيد الله البصري.
"حرف الْخَاءِ".
85 88- خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سليمان الأنصاري.
85 89- خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعي.
87 90- خالد بن برمك.
88 91- خَالِدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ العدوي
العمري.
88 92- خالد بن حميد المهري.
89 93- خالد بن زياد الأزدي الترمذي.
89 94- خالد بن ميسرة.
89 95- خالد بن إلياس العدوي.
90 96- خالد بن يزيد المري الدمشقي.
90 97- خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة.
91 98- خلاد بن سليمان الحضرمي.
91 99- خلف بن المنذر البصري.
91 100- خلف بن إسماعيل الخزاعي.
91 101- خليد بن دعلج السدوسي.
92 102- خليد العصري.
92 103- خليفة بن غالب الليثي.
92 104- الخليل بن أحمد الأزدي الفراهيدي.
(10/313)
"حرف الدَّالِ".
94 105- دَاوُدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي الفرات.
94 106- داود بن سنان القرظي.
95 107- داود بن أبي الفرات الكندي.
95 108- داود الطائي.
"حرف الراء".
100 109- رافع بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد.
101 110- رباح بن يزيد اللخمي الإفريقي.
101 111- الربيع بن مسلم الجمحي.
101 112- الرَّبِيعُ بْنُ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ كَيْسَانَ.
102 113- ربيعة بن كلثوم بن جبر.
102 114- رجاء بن أبي سلمة أبو المقدام.
103 115- رجاء بن صبيح البصري.
103 116- رستم أبو يزيد الطحان.
103 117- ربطة ابنه السفاح العباسية.
"حرف الزاي".
103 118- زائدة بن قدامة الثقفي أبو الصلت.
104 119- زريك بن أبي زريك العطاردي.
104 120- زكريا بن حكيم الحبطي.
105 121- زكريا بن زيد الأشهلي.
105 122- زكريا بن سياه الثقفي.
105 123- زكريا بن أبي العتيك.
106 124- زهير بن محمد التميمي الخرقي.
107 125- زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلاثَةَ
الْحَرَّانِيُّ.
107 126- زِيَادُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّبِيعِ
الزِّيَادِيُّ.
108 127- زِيَادُ بْنُ الْمُنْذِرِ أَبُو الْجَارُودِ الْكُوفِيُّ
الأَعْمَى.
109 128- زيد بن السائب المدني.
(10/314)
"حرف السين".
109 129- سالم بن دينار التميمي.
109 130- سالم بن أبي المهاجر الرقي.
110 131- سالم أبو حماد الكوفي الصيرفي.
110 132- سالم أبو غياث العتكي.
110 133- سرار بن مجشر البصري.
110 134- السري بن يحيى بن إياس الشيباني.
111 135- السري بن ينعم الجبلاني.
111 136- سعد بن طالب الشيباني.
111 137- سعد بن أبي أيوب المصري.
112 138- سعيد بن بشير الأزدي.
112 139- سعيد بن حسين الأزدي.
112 140- سعيد بن خالد الخزاعي.
112 141- سعيد بن راشد المازني السماك.
114 142- سعيد بن زربي الخزاعي.
114 143- سعيد بن زيد بن درهم.
115 144- سعيد بن سابق الرازي.
115 145- سعيد بن سليم الضبي.
115 146- سعيد بن سنان الحمصي.
116 147- سعيد بن عبد العزيز التنوخي.
119 148- سعيد بن مسلم بن يانك.
119 149- سعيد بن مسلم القرشي.
120 150- سعيد بن ميسرة البكري.
120 151- سفيان الثوري.
124 ومن آداب وشمائله وتواضعه وورعه.
129 في معيشته رضي الله عنه.
130 ومن مواعظه.
131 فصل من صدقه.
(10/315)
133 فصل.
133 ومن شيوخه.
134 ومن تلامذته.
135 152- سلام بن مسكين الأزدي النمري.
135 153- سلمة بن العيار الدمشقي.
139 154- سليمان بن أرقم.
137 155- سليمان بن عبيد المازني.
137 156- سليمان بن أبي داود الحمراوي.
137 157- سليمان بن القاسم الجمحي.
137 158- سليمان بن قرم بن معاذ.
138 159- سليمان بن كثير العبدي.
139 160- سليمان بن أبي كريمة.
139 161- سليمان بن المغيرة القيسي.
140 162- سليمان الخواص.
141 163- سهيل بن أبي حزم القطعي.
142 164- سوادة بن أبي الأسود القطان.
142 165- سويد بن إبراهيم البستي الحناط.
"حرف الشين".
143 166- شبيب بن شيبة التميمي المنقري.
144 167- شبيب بن مهران القسملي.
144 168- شجرة بن مسلم الدمشقي.
144 169- شعيب بن أبي حمزة الحمصي الأموي.
146 170- شعيب بن زريق الفلسطيني.
147 171- شعيب بن كيسان الكوفي.
147 172- شعيب بن ميمون البزوي.
147 173- شيبان النحوي.
148 174- شيبان بن أبي شيبان المط.
149 175- شيبان الراعي.
(10/316)
"حرف الصَّادِ".
149 176- صَالِحُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ الأَزْدِيُّ الشاعر.
151 177- صالح بن مرداس العبدي.
152 178- صخر بن جويرية البصري.
152 179- صخر بن جندلة القاضي البيروتي.
152 180- صدقة بن عبد الله الدمشقي السمين.
153 181- صدقة بن موسى البصري الدقيقي.
153 182- صدقة بن هرمز.
154 183- الصعق بن حزن البكري العيشي.
"حرف الضاد".
154 184- الضحاك بن نبراس الجهضمي.
"حرف الطَّاءِ".
155 185- طُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ الْكُوفِيُّ.
155 186- طلحة بن قيس الجريري.
155 187- طلحة بن النضر الحداني.
"حرف الْعَيْنِ".
155 188- عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بن عمر بن الخطاب.
156 189- عافية القاضي بن يزيد بن قيس الأودي.
157 190- عامر بن شبل الجرمي.
157 191- عباد بن كثير الرملي الفلسطيني.
158 192- عبد الله بن بجير أبو حمران.
158 193- عبد الله بن بحير الصنعاني القاص.
159 194- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المزني.
159 195- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن
المسور.
160 196- عبد الله بن حسان العنبري.
160 197- عبد الله بن حسان الفردوسي.
160 198- عبد الله بن الحسين بن عطاء المدني.
160 199- عبد الله بن دكين الكوفي.
(10/317)
173 227- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرؤاسي.
174 228- عبد الرحمن بن شريح المعافري.
174 229- عبد الرحمن بن عامر اليحصبي.
174 230- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ
العمري.
175 231- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ
الله الضرير.
175 232- عبد الرحمن بن نعيم النخعي.
175 233- عبد الرحمن بن نمر اليحصبي.
176 234- عبد الرحمن بن يحيى بن مسور الصدفي.
176 235- عبد الرحيم بن خالد الجمحي المصري.
176 236- عبد الرحمن بن كردم البصري.
177 237- عبد السلام بن حفص أبو مصعب.
177 238- عبد السلام بن عجلان العدوي.
177 239- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي المهاجر.
178 240- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ الْمَدَنِيُّ
أَبُو مودود القاص.
178 241- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سلمة
الماجشون.
180 242- عبد العزيز بن مسلم القسملي.
180 243- عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
بن حنطب.
181 244- عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ
اللَّهِ بْنِ أَبِي المهاجر.
181 245- عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو مَرْيَمَ
الأَنْصَارِيُّ.
182 246- عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الحمصي.
183 247- عبد القدوس بن مسلم البصري.
183 248- عبد المجيد بن أبي زريق البصري.
183 249- عبد الملك بن الحسين النخعي الواسطي.
184 250- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَسَنِ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ الأموي
الأحول.
184 251- عبد الملك بن إبراهيم بن جبر المدني.
184 252- عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم الجمحي.
185 253- عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَعْدَانَ
الضُّبَعِيُّ.
185 254- عبد المؤمن بن خالد الحنيفي.
(10/319)
185 255- عبد المؤمن بن عبيد الله السدوسي.
185 256- عبد الواحد بن سليم المالكي.
186 257- عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ صَفْوَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ
المدني.
186 258- عبد ربه بن أبي راشد اليشكري.
187 259- عبد ربه بن عطاء الله القرشي.
187 260- عبده بن أبي برزة السجستاني.
188 261- عباد بن عبد الصمد التميمي.
189 262- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ
السَّدُوسِيُّ.
189 263- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحُصَيْنِ
التَّمِيمِيُّ.
189 264- عبيد الله بن حمران العبدي.
190 265- عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
مروان الأموي.
190 266- عبيد بن سليم العلوي الكوفي.
190 267- عبيدة بن أبي رائطة المجاشعي.
190 268- عتاب بن عبد العزيز الحماني.
192 269- عتبة الغلام بن أبان البصري.
193 270- عتبة بن المنذر العبادي الحمصي.
193 271- عثمان بن الحكم الجذامي المصري.
193 272- عُثْمانُ بنُ طَلْحَةَ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ الله
التيمي.
194 273- عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عُمَر بْن سعد بْن
أَبِي وقّاص.
195 274- عثمان بن عمرو بن ساج القرشي.
195 275- عثمان بن موسى بن يقطر البصري.
195 276- عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
عَبْد اللَّه العدوي.
195 277- عثمان بن مقسم البري الكندي.
196 278- عدي بن الفضل.
197 279- عصام بن بشير الكعبي.
197 280- عصام بن طليق الطفاوي.
198 281- عطاء المقنع.
199 282- عفير بن معدان.
(10/320)
199 283- عقبة بن أبي الصهباء الباهلي.
200 284- عقبة بن أبي الحسناء.
200 285- عقبة بن عبد الله الرفاعي.
201 286- عقبة بن نافع المعافري.
201 287- عكرمة بن إبراهيم الأزدي القاضي.
201 288- العلاء بن زيدل الثقفي.
202 289- العلاء بن هارون الواسطي.
202 290- علي بن حوشب الفزاري الدمشقي.
203 291- علي بن علي بن نجاد الرفاعي.
203 292- علي بن علي القرشي الكوفي.
204 293- علي بن علي الحميري قاضي الري.
204 294- عمار بن سيف الضبي.
204 295- عمارة بن زاذان البصري الصيدلاني.
205 296- عمر بن العلاء بن عمار المازني.
206 297- عمر بن عمرو الأحموسي.
206 298- عمران بن زيد التغلبي الملائي.
206 299- عمران بن قدامة العمي البصري.
207 300- عِمْرَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
المخزومي.
207 301- عمرو بن حريث العراقي الكوفي.
208 302- عمرو بن العلاء اليشكري البصري.
208 303- عمرو بن أبي قيس الكوفي الأزرق.
208 304- عمرو بن يزيد أبو بردة التميمي.
208 305- عنبسة بن سعيد الأسدي الكوفي.
209 - عنبسة بن سعيد البصري.
209 - عنبسة بن سعيد الكلاعي.
209 306- عنبسة بن سعيد أخو أبي الربيع السمان.
209 307- عيسى بن أيوب القيني.
210 308- عيسى بن صدقة بن عباد اليشكري.
(10/321)
210 309- عيسى بن الضحاك الكندي.
210 310- عيسى بن علي الأمير الهاشمي العباسي.
211 311- عيسى بن مسلم الطهوي.
211 312- عيسى بن موسى الهاشمي العباسي ولي العهد.
212 313- عيسى بن ميمون المدني الواسطي.
213 - عيسى بن ميمون المدني.
213 314- عيسى بن يزيد الأزرق.
"حرف الغين".
213 315- غوث بن سليمان الحضرمي.
213 316- غياث بن إبراهيم الطوفي.
"حرف الفاء".
214 317- فتح الموصلي.
216 318- فرات بن السائب بن سليمان الجزري.
216 319- فضال بن جبير الغداني.
217 320- الفضل بن مهلهل الزاهد الكوفي.
217 321- فضيل بن مرزوق الكوفي العنزي.
217 322- فليح بن سليمان بن أبي المغيرة.
"حرف القاف".
220 323- القاسم بن الفضل الأزدي الحداني.
221 324- قريش بن حيان العجلي.
221 325- قُطْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ
الأَسَدِيُّ.
221 326- قطري الخشاب.
221 327- قيس بن الربيع.
"حرف الْكَافِ".
223 328- كَثِيرُ بْنُ سُلَيْمٍ الضَّبِّيُّ الْمَدَائِنِيُّ.
223 329- كثير بن عبد الله السامي الناجي.
224 330- كثير بن عبد الله بن عمرو اليشكري.
225 331- كلثوم بن زياد المحاربي.
(10/322)
225 332- كوثر بن الحكيم الهمداني.
226 333- كيسان الفزاري القصار.
"حرف الميم".
226 334- مالك بن الهيثم الخزاعي المروزي.
227 335- مبارك بن فضالة بن أبي أمية.
228 336- مبشر بن مكسر القيسي.
228 337- مبشر بن عبيد الكوفي الحمصي.
229 338- محمد بن أبان بن صالح القرشي.
230 - محمد بن أبان الجعفي.
230 339- مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ
مِهْرَانَ.
230 340- محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي.
231 341- محمد بن أعين أبو العلانية.
231 342- محمد بن بشر بن بشير الأسلمي.
232 343- محمد بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري.
232 344- محمد بن الحارث الثقفي.
232 345- مُحَمَّدُ بْنُ حِطَّانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّةَ.
232 346- محمد بن خوط المدني..
232 347- محمد بن راشد المكحولي الدمشقي.
233 348- محمد بن راشد البصري القرشي.
234 349- محمد بن الزبير القرشي.
234 350- محمد بن أبي سارة.
234 351- محمد بن سليم أبو هلال.
235 352- محمد بن سليم الطائفي.
235 353- محمد بن سليم.
235 354- محمد بن سليم الخراساني البلخي.
235 355- محمد بن صالح بن دينار المدني التمار.
236 356- محمد بن صالح المدني الأزرق.
236 357- محمد بن طلحة بن مصرف اليامي.
(10/323)
237 358- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عمير الليثي.
237 359- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلاثَةَ الْقَاضِي.
239 360- المهدي الخليفة العباسي.
247 361- محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني النحوي.
247 362- محمد بن عبد الرحمن بن مجبر العدوي العمري.
248 363- محمد بن عبد الرحمن بن طلحة الحجبي المكي.
248 364- مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِشَامٍ
الْمَخْزُومِيُّ الأوقص.
248 365- محمد بن عبد العزيز بن عمر الزهري العوفي.
249 366- محمد بن عبد العزيز التيمي الكوفي.
249 367- محمد بن عبد الملك الأنصاري الضرير.
249 368- مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حَنْظَلَةَ
الواقفي.
250 369- محمد بن عمران الحجبي.
251 370- محمد بن عيسى الهلالي.
251 371- محمد بن القاسم الطائي الحمصي.
251 372- محمد بن مطرف بن داود.
252 373- محمد بن مهاجر بن أبي مسلم الأنصاري الحمصي.
252 374- محمد بن مهاجر القرشي الكوفي.
252 375- محمد بن مهاجر بن عامر الأسدي.
253 376- محمد بن مهزم العبدي الشعاب.
253 377- محمد بن هلال المدني الجمحي.
253 378- محمد بن يزيد البصري المدني.
253 379- مخارق بن عفان العابد.
253 380- مخلد بن الضحاك الشيباني.
254 381- مرجى بن رجاء اليشكري.
254 382- مسكين بن دينار الشقري.
254 - مسلم بن قعنب.
254 383- مسور بن الصلت.
255 384- مِسْوَرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يربوع.
(10/324)
255 385- مصاد بن عقبة.
255 386- مطر بن عبد الرحمن البصري الأعنق.
255 387- مطيع بن إياس الليثي الشاعر.
256 388- مطيع بن ميمون العنبري.
256 389- معارك بن عباد العبدي.
257 390- معاوية بن سلام بن ممطور الحبشي.
257 391- معروف بن مشكان المكي المقرئ.
258 392- معقل بن عبيد الله الجزري.
258 393- معلى بن راشد النبال.
258 - المغيرة بن خبيب بن ثابت الأسدي.
259 394- الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ
الْبَصْرِيُّ.
259 395- المفضل بن محمد الضبي الكوفي المقرئ.
260 396- مفضل بن مهلهل السعدي.
261 - المفضل بن لاحق.
261 - المفضل بن يونس الكوفي.
261 397- مندل بن علي العنزي الكوفي.
262 398- موسى بن خلف العمي البصري.
262 399- مُوسَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْمِصْرِيُّ.
262 400- مُوسَى بْنُ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحِ بْنِ نُصَيْرٍ اللخمي.
264 401- موسى الهادي الخليفة العباسي.
265 402- موسى بن مطير الكوفي.
"حَرْفُ النُّونِ".
266 403- نَافِعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الله القرشي الجمحي.
266 404- نافع بن أبي نعيم أبو رويم المقرئ.
268 405- نافع بن يزيد الكلاعي المصري.
268 406- نافع أبو هرمز البصري الجمال.
269 - نجيح أبو معشر.
269 407- نصر بن حرب المهلبي الأمير.
(10/325)
269 408- نصر بن طريف أبو جزء الباهلي.
270 409- النضر بن عربي الباهلي الجزري.
270 410- نهشل بن سعيد الخراساني.
"حرف الهاء".
271 411- هارون بن كثير.
271 412- هارون بن موسى النحوي الأعور.
271 413- هريم بن سفيان البجلي الكوفي.
272 414- هذيل بن بلال الفزاري المدائني.
272 415- الهذيل بن الحكم الأزدي البصري.
272 416- هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ الْبَصْرِيُّ مَوْلَى بَنِي
أُمَيَّةَ.
273 - هشام بن سعد.
274 417- همام بن يحيى بن دينار العوذي.
274 418- الهيثم بن جمار البصري البكاء.
"حرف الواو".
275 419- ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري.
276 420- الوليد بن كامل أبو عبيدة البجلي الحمصي.
276 421- وهيب بن خالد بن عجلان الباهلي.
"حرف الْيَاءِ".
277 422- يَاسِينُ بْنُ مُعَاذٍ الزَّيَّاتُ الْكُوفِيُّ.
277 423- يحيى بن أزهر البصري.
278 424- يحيى بن إسماعيل بن سالم الأسدي.
278 425- يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ
أبي المهاجر.
278 426- يحيى بن أيوب الغافقي المصري.
280 427- يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي.
281 428- يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ
الأنصاري.
281 429- يحيى بن العلاء البجلي الرازي.
282 430- يحيى بن عمرو بن مالك النكري.
283 431- يحيى بن عمير البزاز.
(10/326)
283 432- يحيى بن المتوكل المدني الضرير
الحذاء.
284 433- يحيى بن المهلب أبو كدينة البجلي.
284 434- يحيى بن موسى القتبي البصري.
284 435- يزيد بن إبراهيم التستري.
285 436- يزيد بن بزيع الرملي.
285 437- يزيد بن حاتم بن قبيصة الأمير المهلبي.
285 438- يزيد بن حيان البلخي.
286 439- يزيد بن ربيعة الرحبي الصنعاني.
286 440- يزيد بن زِيَادٍ الدِّمَشْقِيُّ.
286 441- يَزِيدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ ذِي عصوان الداراني.
287 442- يزيد بن السمط الدمشقي.
287 443- يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سِيَاهٍ
الْحِمَّانِيُّ.
288 444- يزيد بن عبد الملك النوفلي.
288 445- يزيد بن عياض بن جعدبة الليثي.
289 446- يعقوب بن أبي سلمة الماجشون.
289 447- يعقوب بن محمد بن طحلاء.
289 448- يعلى بن الحارث المحاربي.
289 449- يمان بن المغيرة البصري.
290 450- يوسف بن عبدة الأزدي القصاب.
"الكنى".
290 451- أبو إسحاق الحميسي.
290 452- أبو إسرائيل الملائي الكوفي.
291 453- أبو الأشهب العطاردي.
292 454- أبو الأشهب النخعي.
292 455- أبو أويس الأصبحي، عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ أُوَيْسِ.
293 - أبو بردة، عمرو بن يزيد التميمي.
293 456- أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْن أبي
سبرة القرشي.
295 457- أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَطَاءِ بْنِ مُقَدَّم
البصري.
(10/327)
295 458- أبو بكر الهذلي سلمى بن عبد الله
بن سلمى.
296 459- أبو بكر النهشلي.
296 - أبو الجمل اليمامي.
296 460- أبو جناب البصري القصاب عون بن ذكوان الحرشي.
297 461- أبو حفص عمر بن العلاء المازني.
297 462- أبو حمزة السكري محمد بن ميمون المروزي.
298 463- أبو حمزة الأبلي العطار.
298 464- أَبُو الرَّبِيعِ الْبَصْرِيُّ السَّمَّانُ أَشْعَثُ بْنُ
سَعِيدٍ.
299 465- أبو سعيد المؤدب محمد بن مسلم بن أبي الوضاح.
299 466- أبو شيبة العبسي قاضي واسط إبراهيم.
300 467- أبو عبيد الله وزير المهدي معاوية بن عبيد الله.
302 468- أبو عزة الدباغ الحكم بن طهمان.
302 469- أبو العطوف الجزري الكعبي.
303 470- أبو المثنى الخزاعي الكعبي.
303 471- أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي.
305 472- أبو هلال محمد بن سليم الراسبي.
305 473- أبو يحيى صاحب السقط رجاء بن صبيح.
307 فهرس الموضوعات.
(10/328)
الفهرس العام للكتاب
...
161 200- عبد الله بن زيد بن أسلم.
161 201- عبد الله بن سليمان الأسلمي القبائي.
161 202- عبد الله بن سليمان النوفلي.
162 - عبد الله بن عبد الله أبو أوبس المديني.
162 203- عبد الله بن عبد الرحمن الجمحي.
162 204- عبد الله بن العلاء بن خالد.
163 205- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَبْرٍ الرِّبْعِيُّ
الدمشقي.
163 206- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجَمَلِيُّ.
164 207- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ
الْقِتْبَانِيُّ.
164 208- عبد الله بن كيسان المروزي.
164 209- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ أَبُو طِيبَةَ السُّلَمِيُّ
العامري.
165 210- عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ وَهْبِ اللَّهِ
المخزومي.
166 211- عبد الله بن واقد الهروي.
166 212- عبد الله بن يزيد بن مقسم الثقفي.
166 213- عبد الأعلى بن أعين الشيباني.
167 214- عبد الأعلى بن أبي المساور.
167 215- عبد الجبار بن عمر الأيلي.
168 216- عبد الجبار بن العباس الشبامي الهمداني.
169 217- عبد الجبار بن الورد المكي.
169 218- عبد الحكم بن أعين بن ليث.
169 219- عبد الحميد بن بهرام الفزاري.
170 220- عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ.
170 221- عبد الحميد بن عطاء الخولاني.
170 222- عبد الرحمن بن إبراهيم القاص.
171 223- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ
الْعُقَيْلِيُّ.
171 224- عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة.
172 225- عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي.
173 226- عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ.
(10/200)
|