تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ط التوفيقية

المجلد الخامس والعشرون
الطبقة الرابعة والثلاثون
أحداث سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة
...
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقة الرابعة والثلاثون:
أحداث سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة:
زواج ابن المتّقي ببنت ناصر الدّولة الحمدانيّ:
في المحرّم كُتب كتاب أبي منصور إسحاق بن المتّقي على بنت الأمير ناصر الدّولة بن حمدان، والصَّداق مائتا ألف دينار، وقيل: مائة ألف دينار وخمسمائة ألف درهم. وولي العقد عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشمي، ولم يحضر أبوها1.
غزو الروم إلى أَرْزن وغيرها:
وفي صفر وصلت الروم إلى أرزان، وميافارقين، ونصيبين، فقتلوا وسبوا، وثم طلبوا منديلًا في كنيسة الرُّها يزعمون أنّ المسيح مسح به وجهه فارتسمت صورته فيه، علي أنّهم يُطلقون جميعَ مَن سَبوا، فأُرسِل إليهم وأطلقوا الأسرى2.
تضيق ناصر الدّولة على المتّقي:
وفيها ضيّق الأمير ناصر الدّولة على المتّقي في نفقاته، وأخذ ضياعه، وصادر الدّواوين، وأخذ الأموال، وكرِهَهُ النّاسُ3.
استئمان الديْلَم لأبن بُوَيْه:
وفيها وافى الأمير أحمد بن بُوَيْه يقصد قتال البريديّ، فاستأمنَ إليه جماعةٌ مِن الدَّيْلم.
هروب سيف الدّولة وأخيه:
وفيها هاج الأمراء على سيف الّدولة بواسط، فهرب في البرية يريد بغداد. ثم
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 404"، البداية والنهاية "11/ 205"، النجوم الزاهرة "3/ 278".
2 المنتظم "6/ 331"، البداية والنهاية "11/ 205، 206"، النجوم الزاهرة "3/ 278".
3 النجوم الزاهرة "3/ 278".

(25/3)


سار إلى المَوْصِل ناصرُ الدّولة خائفًا، لهروب أخيه، ونُهبت داره1.
نزوح البغدادّيين إلى الشام ومصر:
وفيها نزحَ خلق كثير مِن بغداد مع الحُجّاج إلى الشّام، ومصر، خوفًا من اتّصال الفِتَن ببغداد2.
خِلْعة المتّقي لابن بُوَيْه:
وفيها بعث المتقّي إلى أحمد بْن بُوَيْه بخلعٍ، فَسُرَّ بها ولبسَها3.
ولادة مولود للقرمطيّ:
وفيها وُلَد لأبي طاهر القَرَمِطّي ولدٌ، فأهدي إليه أبو عبد الله البَريِديّ هدايا عظيمة، فيها مَهْد ذهب مجوهر4.
الحجّ هذا الموسم:
وحجَّ بالنّاس القَرْمِطيّ على مالٍ أخذه منهم.
وزارة علي بن مُقْلَة:
واستوزر المتقّي أبا الحسين علي بن أبي مُقْلَة.
دخول توزون بغداد وإمرته:
وسار من واسط توزون، فقصد بغداد، وقد هربَ منه سيف الدّولة، فدخلَ توزون بغداد في رمضان، فانهزم سيف الدّولة إلي الموصل أيضًا، فخلعَ المتقي على توزون ولقبه أمير الأمراء.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري للهمداني "1/ 132، 134"، النجوم الزاهرة "3/ 278".
2 النجوم الزاهرة "3/ 278".
3 البداية والنهاية "11/ 206".
4 البداية والنهاية "11/ 206"، النجوم الزاهرة "3/ 279".

(25/4)


الوحشي بين المتقي وتوزون:
وفيها وقعت الوحشية بين المتقّي وتوزون، فَعَاد إلى واسط.
عزل ابن مُقْلَة:
وفيها عَزَلَ المتقّي ولد ابن مُقْلَة وأخذ منه مائة ألف دينار، ثمّ استوزره.
وفاة بدر الخَرْشَنيّ:
وفيها هلك بدمشق بدْر الخَرْشنيّ. وكان قد جرت له أمور ببغداد، ثمّ صار إلى الإخشيد محمد بن طُغْج، فولّاه إمرة دمشق، فوليها شهرين ومات.
وفاة سنان بن ثابت:
وفي ذي القعدة مات أبو سعيد سِنان بن ثابت المتطبِّب والد مصنِّف التاريخ ثابت1.
وقد أسلم سِنان على يد القاهر بالله. وقد طبَّب جماعةً مِن الخلفاء وكان متفنّنًا.
وفاة ابن عبدوس الجهشياريّ:
وفيها مات محمد بن عُبْدُوس مصنّف كتاب "الوزراء" ببغداد. وكان من الرّؤساء2.
وزارة الأصبهانيّ:
وفي حدودها استوزر المتّقي غير وزيرٍ من هؤلاء الخاملين، ويعزله، فاستوزر أبا العبّاس الكاتب الأصبهاني وكان ساقط الهِمّة بحيث أنّه كان يركب وبين يديه اثنان؛ وما ذاك إلا لضَعْفِ دَسْت الخلافة ووهن دولة بني العباس.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 405"، البداية والنهاية "11/ 206".
2 الكامل في التاريخ "8/ 405"، النجوم الزاهرة "3/ 279".

(25/5)


أحداث سنة اثنتين وثلاثين:
الحرب بين توزون والمتّقي:
فيها قدّم أبو جعفر بن شيرزاد من واسط من قبل توزون إلى بغداد، فحكم على بغداد وأمّر ونهي. فكاتب المتّقي بني حمدان بالقدوم عليه، فقدِم أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان في جيشٍ كثيف في صَفَر، ونزل بباب حرب، فخرجَ إليه المتقّي وأولاده والوزير. واستتر ابن شيرزاد.
وسار المتقي بآله إلى تكريت ظنًا منه أن ناصر الدولة في الطّريق ويعودون معًا إلى بغداد. فظهرَ ابن شيرزاد فأمرَ ونهي، فقدِم سيف الدّولة على المتقّي بتكريت، فأشار عليه بأن يصعد إلى المَوْصل ليتّفقوا على رأي، فقال: ما على هذا عاهدتموني.
فتفلّل أصحاب المتقّي إلى الموصل، وبقي في عددٍ يسير مع ابن حمدان. فقِدم توزون بغداد واستعدّ للحرب. فجمع ناصر عددًا كثيرًا من الأعراب والأكراد، وسارَ بهم إلى تكريت.
وكان الملتَقَى بينه وبين توزون بُعكبرا، واقتتلوا أيّامًا، ثمّ انهزم بنو حمدان والمتقّي إلى الموصل. وراسل ناصر الدّولة توزون في الصّلح على يد أبي عبد الله بن أبي موسى الهاشميّ، وكان توزون على تِكْريت، فتسلل بعض أصحابه إلي ابن حمدان، وردّ توزون إلي بغداد.
وجاء سيف الدّولة إلى تكريت فردّ إليه توزون، فالتقوا في شعبان على حرْبَى1، فانهزم سيف الدّولة إلى الموصل، وتبِعه توزون، ففرّ بنو حمدان والخليفة إلى نصّيبين، فدخل توزون الموصل ومعه ابن شيرزاد، فاستخلص من أهلها مائة ألف دينار.
مصالحة المتّقي وتوزون:
وراسل المتّقي توزون في الصُّلح وقال: ما خرجت من بغداد بأهلي إلا بلغني أنّك اتفقت مع البَريديّ عليَّ. والآن آثَرْت رضاي فصالح ابني حمدان، وأنا أرجع إلى دارى. وأشار ابن شيرزاد على توزون بالصّلح. وتواترت الأخبار أنَّ أحمد بن
__________
1 البداية والنهاية "11/ 207".

(25/6)


بُوَيْه نزل واسطًا وهو يريد بغداد. فأجاب توزون إلى الصّلح، ورجع إلى بغداد1. وكان السّفير بينهم يحيى بن سعيد السُّوسيّ، فحصل له مائة ألف دينار.
عقد البلد لناصر الدولة:
وعقد توزون للبلد على ناصر الدّولة ثلاث سنين بثلاثة آلاف ألف درهم.
موت البريديّ:
وفيها قَتَلَ أبو عبد الله البَريديّ أخاه أبا يوسف، ثمّ مات بعده بيسير2.
ولاية ابن لؤلؤ إمرة دمشق:
وفيها ولّى الإخشيد الحسين بن لؤلؤ إمرة دمشق، فبقي عليها سنة وأشهرًا.
إمرة المؤنسيّ على دمشق:
ثمّ نقله إلى حمص، وأمَّرَ عليها يانس المؤنسيّ.
ولاية الحسين بن حمدان قنّسرين والعواصم:
وفيها ولّى ناصر الدّولة ابن عمه الحسين بن سعيد بن حمدان قنّسرين والعواصم، فسارَ إلى حلب3.
وصول الإخشيد إلى المتقّي:
وفيها كتبّ المتقّي إلى صاحب مصر الإخشيد أن يحضر إليه، فخرج من مصر وسار إلى الرَّقَّةِ، وبها الخليفة، فلم يُمكن من دخولها لأجل سيف الدّولة، فإنهّ كان مُبَاينًا له. فمضى إلى حرّان، وأصطلح مع سيف الدّولة، وبانَ للمتقّي من بني حمدان الملل والضّجر منه، فراسلَ توزون واستوثق منه. واجتمع الإخشيد بالمتقّي على الرَّقّة، وأهدي إليه تُحَفًا وأموالًا. وبلغه مراسلته لتوزون فقال: يا أمير المؤمنين أنا عبدك وابن عبدك، وقد عرفت الأتراك وغّدْرهم وفجورهم، فالله الله في نفسكَ. سِرْ
__________
1 البداية والنهاية "11/ 207"، النجوم الزاهرة "3/ 287".
2 الكامل في التاريخ "8/ 410".
3 النجوم الزاهرة "3/ 280".

(25/7)


معي إلى الشّام ومصر، فهي لك وتأمنَ على نفسك. فلم يقبل. فقال: أقم ههنا وأمدّك بالأموال والرجال. فلم يقبل1. فعدل الإخشيد إلى الوزير ابن مُقْلَة وقال: سِرْ معي. فلم يفعل مراعَاة للمتقّي. فكان ابن مُقْلَة يقول: يا ليتني قِبلت نُصْح الإخشيد. ورجع الإخشيد إلى بلاده.
مقتل حمْدي اللّصّ:
وفيها قُتل حَمْدي اللّصّ، وكان فاتكًا. ضمنّه ابن شيرزاد اللُّصوصيّة ببغداد في الشهر بخمسة وعشرين ألف دينار. فكان يكبس بيوت النّاس بالمِشعَل والشّمع، ويأخذ الأموال. وكان أسكورَج الدَّيْلمّي قد ولي شرطة بغداد، فأخذه ووسّطه2.
دخول ابن بُوَيْه واسط:
وفيها دخل أحمد بن بُوَيْه واسطًا، وهرب أصحاب البَريديّ إلى البصرة3.
إصابة توزون بالصرع:
وفي شوّال كان توزون ببغداد على سرير المُلك، فعرضَ له صرعٌ، فوثب ابن شيرزاد فأرخى بينه وبين القوّاد ستْرًا وقال: قد حدثت للأمير حُمّى.
امتناع الحجّ:
ولم يحجّ في هذه السنة أحدٌ لموت القَرمَطيّ.
ترجمة أبي طاهر القرمطيّ:
وهو أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجّنابيّ بهجَر في رمضان بالْجُدَريّ. وهو الّذي قتل الحجيج وأشياخهم مرّات، واقتلع الحجر الأسود، وبقي بعده أبو القاسم سعيد4.
__________
1 الولاة والقضاة "292"، البداية والنهاية "11/ 210"، النجوم الزاهرة "3/ 254، 255".
2 النجوم الزاهرة "3/ 281".
3 الكامل في التاريخ "8/ 417"، النجوم الزاهرة "3/ 281".
4 المنتظم "6/ 336".

(25/8)


تتمة أخبار القرمطي كما أثبتها الناسخ استجابة لأمر المؤلف الذهبي:
هذه تتمة أخبار أبي طاهر سليمان بن أبي سعيد الحسن بن بهرام الجنابي القرمطي ذكرها المصنف في غير موضعها وأمر أن تُلحق هنا، فألحقتها حسب مرسومه.
الناسخ.
قال: وكان أبوه يحّبه ويرجّحه للأمر من بعده، وأوصى: إن حَدَث بي موتٌ، فالأمرُ إلي ابني سعيد إلى أن يكُبر أبو طاهر، فيُعيد سعيد إليه الأمر.
وكان أبو سعيد قد عَتا وتمرّد، وأخاف العباد، وهزم الجيوش، وكان قد أسرَ فيمن أسرَ خادمًا، فحُسنت منزلته عنده حتّى صار على طعامه وشرابه.
وكان الخادم ينطوي على إسلام، قلم يَرَ أبا سعيد يصلّي صلاةً، ولا صام شهر رمضان. فأبغَضه وأضمر قتله، فخلاه وقد دخل حمّامًا في الدّار ووثب عليه بخنجر فذبحه، ثمّ خرج ودعا بعضَ قُوّاد أبي سعيد فقال له: كلّم أبا سعيد. فلّما حصل ذبحه. ثمّ استدعى آخر، ففعل به كذلك حتى فعل بجماعة من الكبار، وكان شجاعًا قوّيًا جلْدًا. ثمّ استدعي في الآخِر رجلا، فدخل في أوّل الحّمام، فإذا الدّماء تجري، فأدبر مسرعًا وصاح، فتجمّع النّاس. وقد مرّ ذلك في سنة إحدى وثلاثمائة.
وأخذ سعيد ذلك الخادم، فقرض لحمه بالمقاريض إلى أن مات. فلما كان سنة خمس وثلاثمائة سلّم سعيد الأمرَ إلى أخيه أبي طاهر، فاستجاب لأبي طاهر خلق وافتتنوا به، بسبب أنّه دلّهم على كنوز كان والده أطلعه عليها وحده، فوقع لهم أنّه عِلْم غَيْب، وتخيَّر موضعًا من الصّحراء وقال: أريد أن أحفر ههنا عَيْنًا. فقيل له: هنا لا ينبع ماء. فخالفهم وحفر فنبع الماء فازدادت فتنتهم به. ثمّ استباح البصرة، وأخذ الحجيج، وفعل العظائم، وأرعَبَ الخلائق وكُثرت جموعه، وتزلزل له الخليفة.
وزعم بعض أصحابه به أنّه إله المسيح، ومنهم مَن قالَ هو نبيّ. وقيل: هو المهديّ، وقيل: هو الممهّد للمهديّ. وقد هزم جيش الخليفة المقتدي غير مرّة، ثمّ إنّه قصد بغداد ليأخذها فدفع الله شرّه.
وقد قَتَلَ بحَرَم الله تعالى مقتلة عظيمة لم يتمّ مثلها قطّ في الحَرَم. وأخذ الحجر

(25/9)


الأسود. ثمّ لم يُمهله الله بعد ذلك. فلما أشفى على التلف سلم مكة إلى أبي الفضل بن زكريا المجوسيّ العجميّ.
قال محمد بن عليّ بن رِزام الكوفيّ: قال لي ابن حمدان الطّبيب: أقمتُ بالَقطِيف أعالج مريضًا فقال لي الرجل: أنظر ما يقول النّاس. يقولون إنّ ربّهم قد ظهر. فخرجتُ، فإذا النّاس يُهرعون، إلى أن أتينا دارَ أبي طاهر سليمان القَرْمِطيًّ، فإذا بغلامٍ حسن الوجه، دُرّيّ اللّون، خفيف العارضين، له نحو عشرين سنة، وعليه عمامة صفراء تعميم العَجَم، وعليه ثوب أصفر، وفي وسطه منديل وهو راكب فرسًا شهبًا، والناس قيام، وأبو طاهر القّرْمطيّ وإخوته حوله.
فصاح أبو طاهر بأعلى صوته: يا معشر النّاس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبو طاهر سُلَيْمَان بْن الْحَسَن. اعلموا أَنَا كُنَّا وإياكم حمير، وقد من اللَّه علينا بهذا، وأشار إِلَى الغلام؛ هَذَا ربي وربكم، وإلهي وإلهكم، وكلنا عباده والأمر إليه، وهو يملكنا كلنا. ثُمَّ أَخَذَ هُوَ والجماعة التراب، ووضعوه عَلَى رءوسهم؛ ثُمَّ قالَ أبو طاهر: اعلموا يا معشر الناس، إنّ الدّين قد ظهر، وهو دين أبينا آدم، وكلًّ دين كنّا عليه فهو باطل. وجميع ما توصَّلتْ به الدُّعاة إليكم فهو باطل وزُور من ذكْر موسى، وعيسى، ومحمد. إنّما الدّين دين آدم الأوّل، وهؤلاء كلّهم دجالون محتالون فالعنوهم. فلعنهم الناس.
وكان أبو الفضل المجوسيّ، يعني: الغلام الأمرد، قد سَنَّ لهم الّلواط ونكاح الأخوات، وأمرّ بقتل الأمرد الممتنع. وكان أبو طاهر يطوف هو والناس عُراةً به ويقولون: إلهنا عزًّ وجلّ.
قال ابن حمدان الطّبيب: أُدخلت على أبي الفضل فوجدتُ بين يديه أطباقًا عليها رءوس جماعة، فسجدتُ له كعادتهم والنّاسُ حوله قيام وفيهم أبو طاهر، فقال لأبي طاهر: إنّ الملوك لم تزل تُعدّ الرءوس في خَزائنها فسَلُوه، وأشارَ إليَّ، كيف الحيلة في بقائها بغير تغيير؟ فسألني أبو طاهر فقلت: إلهُنا أعلم، ويعلم أنّ هذا الأمر ما علمته. ولكن أقول على التقدير إنّ جملة الإنسان إذا مات يحتاج إلى كذا وكذا صبَر وكافور. والرّأس جزءٌ من الإنسان، فيؤخذ بحسابه. فقال أبو الفضل: ما أحسن ما قال. قال ابن حمدان: وما زلت أسمع النّاسُ تلك الأيام يلعنون إبراهيم، وموسى، ومحمدًا -صلى الله عليه وسلم، وعليًا، وأولاده، ورأيت المصحف يُمسح به الغائط. وقال أبو الفضل

(25/10)


لكاتبه ابن سَنْبر: اكتب كتابًا إلى الخليفة فصلِّ لهم على محمد، وكِل لهم من جراب النِّوْرة. قال ابن سَنْبر: والله ما تنبسط يدي لذلك. وكان لأبي طاهر أخت فاقتنصها أبو الفضل، وذبح أبنًا لها في حجْرها، وقتل زوجها، ثمّ عزم علي قتل أبي طاهر، فبلغ ذلك أبا طاهر، فأجمع رأيه ورأي ابن سَنْبر ووالدة أبي طاهر على أن يمتحنوه ويقتلوه. فأتياه فقالا: يا إلهنا، إنّ مُرْجة أمّ أبي طاهر قد ماتت، ونشتهي أن تحضر لنشقّ جوفها ونحشوه جمْرًا، وكان قد شرع لهم ذلك. فمضى معهما، فوجد مرجة مُسَجاة، فأمر بشقّ بطنها.
فقال أبو طاهر: يا إلهي أنا أشتهي أن تُحييها لي. قال: ما تستحق فإنها كافرة. فعاوده مرارًا، فاسترابَ وأحسَّ بتغّيرهما عليه، فقال: لا تعجلا علي ودعاني أخدم دوابّكما إلى أن يأتي أبي، فإني سرقت منه العلامة، فيري فيَّ رأيَه.
فقال له ابنُ سنبر: ويْلَك هتكتَ أستارنا وحريمنا، وكشفتَ أمرنا، ونحن نُرتّب هذه الدّعوة من ستين سنة، لا يُعلم ما نحن فيه. فأنت لو رآك أبوك علي هذه الحالة لقتلك، قُم يا أبا طاهر فاقتله. قال: أخشى أن يمسخني. فقام إليه سعيد أخو أبي طاهر فقتله وأخرج كبده، فأكلتها أخت أبي طاهر.
ثمّ جمع ابن سنبر النّاس وذكر حَقه فيهم، لأنه كان شيخُهم، وقال لهم: إن الغلام وَرَدَ بكذبٍ سرَقه مِن معدن حقّ، وعلامةٍ موّه بها، فأطعناه لذلك. وإنا وجَدَنا فوقه غلامًا ينكحه فقتلناه. وقد كنا نسمع أنه لا بُدّ للمؤمنين من فتنةٍ عظيمة يظهر بعدها الحقّ، وهذه هِيَ. فارجعوا عن نكاح المُحَرمات، وأطفئوا بيوت النيران، واتركوا اتّخاذ الغلمان، وعظموا الأنبياء عليهم السّلام. فضج النّاس بالصّياح وقالوا: كل يومٍ تقولون لنا قولًا. فأنفق أبو طاهر أموالًا، كان جمعها أبو الفضل، في أعيان الناس فسكتوا.
قال ابن حمدان الطّبيب: وبعد قتل أبي الفضل اتصلتً بخدمة أبي طاهر، فأخرج إلي يومًا الحجر الأسود وقال: هذا الذي كان المسلمون يعبدونهَ. قلتُ: ما كانوا يعبدونه. قال: بلي. فقلت: أنت أعلم. وأخرجه إلي يومًا وهو ملفوف بثياب ديبقيّ، وقد طيّبه بالمسك، فعرفنا أنه معظم له.
ثمّ إنّه جرت بين أبي طاهر وبين المسلمين حروب وأمور، وضعف جانبه، وقُتل من أصحابه في تلك الوقعات خلْق وقَلُوا، فطلب من المسلمين الأمان على أن يردّ

(25/11)


الحجر الأسود وأن لا يتعرض للحجاج أبدًا. وأن يأخذ على كلّ حاجّ دينارًا ويخفرهم. فطابت قلوب الناس وحجوا آمنين. حصل له أضعاف ما كان ينتهبه من الحاجّ. وقد كان هذا الملعون بلاءً عظيمًا على الإسلام وأهله، وطالت أيّامُه. ومنهم مَن يقول إنّه هلك عقيب أخْذه الحجر الأسود. والّظاهر خلاف ذلك.
تسمية أمير الأندلس بأمير المؤمنين:
فلمّا ضعُف أمرُ الأمّة، ووَهَت أركان الدّولة العبّاسية، وتغلبت القرامطة والمبتدَعة على الأقاليم، قويت همة صاحب الأندلس الأمير عبد الرحمن بن محمد الأمويّ المَروانيّ، وقال: أنا أوْلى النّاس بالخلافة. وتسمّى بأمير المؤمنين.
وكان خليقًا بذلك. فإنه صاحب غزوٍ وجهاد وهَيبة زائدة استولى على أكثر الأندلس، ودانت له أقطار الجزيرة. "انتهى ما ألحقه المؤلف بخطه من أخبار أبي طاهر القرمطي في غير موضعه فألحقته هنا. ولا قوة إلا بالله، ففي كتابة مثل هذا مضض. ونسأل الله العفو والسلامة". الناسخ.
سبب قتل البريديّ لأخيه:
فأمّا أبو يوسف البَريديّ فكان يتكبرّ على أخيه أبي عبد الله، ويُطلق لسانه فيه، ويُعامل عليه أحمد بن بُوَيْه وتوزون، وينسبه إلى الغدْر والظُلم والجبن والبخل، فاستدعاه أخوه عبد الله إلى الدّار بالبصرة، وأقعد له جماعة في الدَّهْليز ليقتلوه. فلّما دخل ضربوه بالسّكاكين، فلامه بعض إخوته فقال: اسكت وإلا ألحقتك به1. ثمّ مات بعده بثمانية أشهر؛ ووُجد له ألف ألف دينار ومائتا ألف دينار، وعشرة الألف ألف درهم. ومِن الفرش وغيرها ما قيمته ألف ألف دينار وألف. وألف رطْل نَدّ، وألفا رِطْل هنديّ، وعشرون ألف رطل عو. وقد تقدَّم مِن أخباره. وسيُذكر في العام الآتي.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 208".

(25/12)


أحداث سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة:
قتل المتّقي:
قد ذُكر أنّ توزون حَلفَ وبالغ في الأيمان للمتقّي، فلمّا كان رابع محرَّم توجّه المتقّي من الرقَّة إلى بغداد، فأقام بهيت، وبعث القاضي أبا الحسين الخِرَقيّ إلى توزون وابن شيرزاد، فأعاد الأْيمان عليهما. وخرج توزون وتقدمه ابن شيرزاد، فالتقى المتقّي بين الأنبار وهِيت1.
رواية المسعودي عن مقتل المتقّي:
وقال المسعودي: لمّا التقى توزون بالمتقّي ترجّل وقبّل الأرض، فأمره بالركوب، فلم يفعل، ومشى بين يديه إلى المخيّم الذي ضربه له.
فلمّا نزل قبض عليه ابن مقلة ومن معه. ثمّ كحّله، فصاح المتقّي، وصاح النساء، فأمر توزون بضرب الدَّبادب2 حول المخيم. وأُدخل بغداد مسمول العينين، وقد أخذ منه الخاتم والبُرْدة والقضيب.
وبلغ القاهر فقال: صِرنا اثنين، ونحتاج إلى ثالث، يُعرض بالمستكفي، فكان كما قال، سُمل بعد قليل.
خلافة المستكفي:
وقال ثابت: أحضر توزون عبد الله بن المكتفي وبايعه بالخلافة، ولقّبه بالمستكفي بالله، ثمّ بايعه المتقي لله المسمول، وأشهد على نفسه بالخلْع لعشرٍ بقين من المحرَّم سنة ثلاثٍ وثلاثين. ثمّ أُخرج المتقّي إلي جزيرة مقابل السِّنْديّة، وسُمل حتّى سالت عيناه. وقيل: إنما خُلع لعشرٍ بقين من صفر. ولم يحل الحَوْل على توزون حتّى مات3.
صفة المستكفي بالله:
وكنيةُ المستكفي: أبو القاسم، من أمّ ولد. بويع وعمره إحدى وأربعون سنة. وكان مليحًا، رَبْعةً، معتدل الجسم، أبيض بحُمْرة، خفيف العارضين. وعاش المتقّي لله بعد خلعه خمسًا وعشرين سنة.
__________
1 المنتظم "6/ 338، 339"، الكامل في التاريخ "8/ 411، 412".
2 الدبادب: الطبول. البداية والنهاية "11/ 210"، النجوم الزاهرة "3/ 282".
3 المنتظم "6/ 339"، النجوم الزاهرة "3/ 282".

(25/13)


الحرب بين ابن بُوَيْه وتوْزُون:
وفيها استولى أحمد بن بُوَيْه على الأهواز، والبصرة، وواسط، فخرج إليه توزون فالتقيا، ودام الحربُ بينهما أشهرًا، وهي كلّها على توزون، والصَّرْع يعتريه. فقطع الجسر الذي بينه وبين أحمد بن بُوَيْه عند ديالى، وضاق بابن بُوَيْه الحال وقلت الأقوات، فرجع إلى الأهواز. وصُرع توزون يومئذٍ، وعاد إلى بغداد مشغولًا بنفسه1.
وزارة أبي الفرج السامرّيّ ومصادرته:
وفي صفر استوزر المستكفي أبا الفَرَج محمد بن عليّ السّامرّيّ، ثمّ عزله توزون بعد أربعين يومًا، وصادره وأخذ منه ثلاثمائة ألف دينار2.
وزارة ابن شيرزاد:
ثم استوزر أبا جعفر بن شيرزاد بإشارة توزون.
الحرب بين سيف الدّولة والإخشيد:
وفيها سار سيفُ الدّولة بن حمدان إلى حلب فملكها، وهربَ أميرها يانس المؤنسي إلي مصر، فجهّز الإخشيد جيشًا إلي سيف الدّولة، فالتقوا على الرَّسْتن، فهزمهم سيف الدّولة وأسر منهم ألف رجل، وفتح الرَّستْن.
ثمّ سار إلى دمشق فملكها. فجاء الإخشيد ونزل طبريّة، فتسلّل أكثر أصحاب سيف الدّولة إلي الإخشيد، فخرج سيف الدّولة إلى حلب وجمع القبائل وحشد. وسار إليه الإخشيد، فالتقوا على قنَّسرين، فهزمه الإخشيد، فهربَ إلي الرقَّة، ودخل الإخشيد حلب3.
الغلاء والجوع ببغداد:
وفيها عظم الغلاء ببغداد حتّى هرب الناس وبقي النساء.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 208"، النجوم الزاهرة "3/ 283".
2 الكامل في التاريخ "8/ 447".
3 الكامل في التاريخ "8/ 445، 446".

(25/14)


فكُنَّ المخدرات يخرجن عشرين عشرين من بيوتهنّ، مُمْسكات بعضهنّ بعضًا، يَصحْن: الجوع الجوع. وتسقط الواحدة منهنّ بعد الأخرى ميتَة من الجوع. فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قيام أبي الحسين البريديّ مكان أخيه:
وكان أبو عبد الله البَريديّ قد استولى على الأهواز والبصرة. ووزر للمتقّي كما ذكرنا. وكان قد قتل أخاه لكونه يذكر عيوبَه، فلم يُمتَّع بعده، وأخذته الحُمّى أسبوعًا، فهلك في اليوم الثّامن من شوّال. وقام أخوه أبو الحسين البَريديّ مقامه. وكان يانس مقدّم جيوشه يبغض أبا الحسين.
النزاع بين البريديّ وأخيه:
ثم إنّ أبا الحسين أساء العشرة على التُّرْك والدّيْلم، وحطّ من أقدارهم، فشَكَوْه إلى يانس، فقال لأبي القاسم ولد أبي عبد الله: إن كان عندك مال عقدتُ لك الرئاسة على عمك. فقال: هذه ثلاثمائة ألف دينار. فأخذها يانس، فأصلح بها قلوب الْجُنْد، وعقد لأبي القاسم. فهرب أبو الحسين ليلًا ماشيًا متنكرًا إلي هجر، فاستجار بالقرامطة، فأجاروه، وبعثوا معه جيشاَ إلي البصرة فنازلوها حتّى ضجروا. ثمّ أصلحوا بينه وبين ابن أخيه، ثمّ مضى إلى بغداد.
قتل يانس:
ثم إن يانس طمع في الملك، فوطأ الديْلَم على قتل أبي القاسم. وعلم أبو القاسم فاحتال حتى قبض على يانس، وأخذ منه مائة ألف دينار وقتله، واستقام له الدَّسْت.
غزوة سيف الدّولة في الروم:
وفيها غزا سيف الدّولة بلاد الروم، وردّ سالمًا بعد أن بدَّع في العدّو. وسبب هذه الغزاة أنّه بلغ الدُّمُستُق ما فيه سيف الدّولة من الشُّغْل بحرب أضداده، فسار في جيشٍ عظيم، وأوقع بأهلِ بغراس ومَرْعش، وقتل وأسر. فأسرع سيف الدّولة إلى مضيق وشِعاب، فأوقع بجيش الدُّمسْتُق وبيّتهم، واستنقذ الأسارى والغنيمة، وانهزم الروم

(25/15)


أقبح هزيمة1. ثمّ بلغ سيف الدّولة أنّ مدينةً للروم قد تهدَّم بعض سورها، وذلك في الشتاء، فاغتنم سيف الدّولة الفرصة، وبادرَ فأناخ عليهم، وقتل وسبى، لكن أُصيب بعض جيشه2.
__________
1 البداية والنهاية "11/ 211"، النجوم الزاهرة "3/ 283، 284".
2 النجوم الزاهرة "3/ 284".

(25/16)


أحداث سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة:
وفاة توزون وطمع ابن شيرزاد بالإمارة:
في المحرم توفي التُرْكيّ بهيت، وكان معه كاتبه أبو جعفر بن شيرزاد، فطمع في المملكة وحلّف العساكر لنفسه، وجاء فنزل بباب حرب، فخرج إليه الدَّيْلم وباقي الْجُنْد، وبعث إليه المستكفي بالإقامات وبخلع بيض. ولم يكن معه مال، وضاق ما بيده، فشرَع في مصادرات التّجّار والكُتاب، وانقطع الجلب عنها فخربت1.
زواج سيف الدّولة ببنت الإخشيد:
وفيها تزوج سيف الدّولة بن حمدان ببنت أخي الإخشيد، واصطلح مع الإخشيد على أن يكون لسيف الدّولة حلب، وأنطاكّية، وحمص.
تلقُّب المستكفي بإمام الحقّ:
وفيها لُقب المستكفي نفسَه "إمام الحقّ" وضرب ذلك على السّكّة2.
دخول ابن بُوَيْه بغداد ومبايعته الخليفة:
وفيها قصد مُعزّ الدّوله أَحْمَد بن بُوَيْه بغداد، فلمّا نزل باجِسْرى استتر المستكفي وابن شيرزاد، وتسلّل الأتراك إلى الموصل، وبقي الدَّيْلم ببغداد، وظهر الخليفة. فنزل معز الدّولة بباب الشماسيّة، وبعث إليه الحليفة الإقامات والتُحف. فبعث مُعز الدّولة يسأله في ابن شيرزاد، وأن يأذن له في استكتابه. ودخل في جمادى الأولى دار
__________
1 الوافي بالوفيات "10/ 448"، البداية والنهاية "11/ 211"، النجوم الزاهرة "3/ 284".
2 البداية والنهاية "11/ 211"، النجوم الزاهرة "3/ 284".

(25/16)


الخلافة، فوقف بين يدي الخليفة، وأُخذت عليه البَيْعة بمحضر الأعيان. ثمّ خلع الخليفة عليه، ولقبة "مُعِزّ الدّولة"، ولقّب أخاه علّيًا "عماد الدّولة" وأخاهما الحسن "رُكْن الدّولة". وضُربت ألقابهم على السّكّة1. ثمّ ظهر ابن شيرزاد واجتمع بمُعزّ الدّولة، وقرر معه أشياء منها: كلّ يوم برسم النَّفقة للخليفة خمسة آلاف درهم فقط.
عناية ابن بُوَيْه بالشباب:
وهو أوّل مَن ملك العراق من الدَّيْلم. وهو أوّل من أظهر السُعاة ببغداد ليجعلهم فُيوجًا بينه وبين أخيه رُكنِ الدّولة إلى الرِّي. وكان له ركائبيان: فضل، وموعوش، فكان كل واحد يمشي في اليوم ستة وثلاثين فرسخًا، فغزى بذلك شبابُ بغداد وانهمكوا فيه. وكان يُحضر المصارعين بين يديه في الميدان ويأذن للعوّام، فمن غلب خَلعَ عليه. وشرع في تعليم السّباحة، حتى صار السّبّاح يسبح وعلى يده كانون فوق قِدْره، فيسبح حتّى ينضج اللحم2.
ولاية عُتبة قضاء الجانب الشرقيّ:
وفيها ولي قضاء الجانب الشرقي أبو السائب عُتْبة بن عُبيَد الله.
خلْع المستكفي بالله:
وفيها خُلع المستكفي وسُمِل.
وسبب ذلك أنّ عَلَمَ القهرمانة كانت واصلةً عند الخليفة وتأمر وتنهى، فعملت دعوةً عظيمة حضرها خُرشيد الديلم مقدَّم الدَّيْلَم، وجماعة من القُواد. فاتهمها مُعزّ الدّولة، وخاف أن تفعل كما فعلت مع توزون وتُحلِّف الدّيلم للمستكفي، فتزول رئاسة مُعِزّ الدّولة.
وكان إصْفَهد الديْلم قد شفع إلي الخليفة في رجل شيعي يثير الفتَن، فلم يقبل الخليفة شفاعته، فحقد على الخليفة وقال لِمُعزّ الدّولة: إنّ الخليفة يراسلني في أمرك لألقاك في الليل. فقوي سوء ظن معُزّ الدّولة. فلمّا كان في جُمَادى الآخرة دخل على الخليفة، فوقف والناس وقوف على مراتبهم، فتقدم اثنان من الديلم فطلبا من الخليفة
__________
1 المنتظم "6/ 340"، البداية والنهاية "11/ 212"، النجوم الزاهرة "2/ 284، 285".
2 المنتظم "6/ 341"، البداية والنهاية "11/ 213"، النجوم الزاهرة "3/ 285".

(25/17)


الرزق، فمد يده إليهما ظنًا منه أنهما يريدان تقبيلها، فجذباه من السرّير طرحاه على الأرض، وجرّاة بعمامته. وهجم الديلم دار الخلافة إلى الحُرم. ونهبوا وقبضوا على القهرمانة وخواص الخليفة.
ومضى معز الدّولة إلى منزله، وساقوا المستكفي ماشيًا أليه، ولم يبق في دار الخلافة شيء1. خلع المستكفي، وسُملت يومئذٍ عيناه2. وكانت خلافته سنة وأربعة أشهر ويومين. وتوفي بعد ذلك في سنة ثمانٍ وثلاثين وعمره ست وأربعين سنة.
خلافة المطيع لله:
ثمّ إنهم أحضروا أبا القاسم الفضل بن المقتدر جعفر وبايعوه بالخلافة، ولقبّوه المطيع لله، وسنُّه يومئذٍ في أربع وثلاثين سنة. ثمّ قدموا ابن عمّه المستكفي، فسَّلم عليه بالخلافة، وأشهد على نفسه بالخلع قبل أن يُسمل3.
ثم صارد المطيع خواصّ المستكفي، وأخذ منهم أموالًا كثيرة، ووصَلَ العباسّيين والعلويّين في يوم، مع إضاقته، بنيفٍ وثلاثين ألف دينار4. وقَّرر له معُزِ الدّولة كل يوم مائة دينار ليس إلًا نفقة.
الغلاء ببغداد:
وعظمُ الغلاء ببغداد في شعبان، وأكلوا الِجيَف والرَّوْث، وماتوا على الطُرقُ، وأكلت الكلاب لحومهم، وبيعَ العقار بالرُّغفان، وُوجدت الصّغار مشوية مع المساكين، وهربَ الناس إلي البصرة وواسط، فمات خلق في الّطِرقَات5. وذكر ابن الْجَوْزيّ أنه أشُتري لمُعزّ الدّولة كُرّ دقيق بعشرين ألف درهم. قلتُ: الكُرّ سبعة عشر قنطارًا بالدمشقي لأنًّ الكُرّ أربعٌ وثلاثون كارة. والكارة خمسون رطلًا بالدمشقي6.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 450، 451"، البداية والنهاية "11/ 212"، النجوم الزاهرة "3/ 285، 286".
2 البداية النهاية "11/ 212".
3 المنتظم "6/ 344".
4 المنتظم "6/ 344"، البداية والنهاية "11/ 213"، النجوم الزاهرة "3/ 289"، وشذرات الذهب "2/ 335".
5 الكامل في التاريخ "8/ 465"، شذرات الذهب "2/ 335"، البداية والنهاية "11/ 213".
6 النجوم الزاهرة "3/ 286"، المنتظم لابن الجوزي "8/ 345".

(25/18)


الحرب بين ناصر الدّولة ومعز الدّولة بن بُوَيْه:
ووقعَ ما بين مُعّز الدّولة وبين ناصر الدّولة بْن حمدان، فجمع ناصر الدولة وجاء فنزل سامراء، فخرج إليه معز الدولة ومعه المطيع في شعبان، وابتدأت الحرب بينهم بُعكبرا.
وكان معُزّ الدّولة قد تغيّر علي ابن شيرزاد واستخانه في الأموال، فأحفظه ذلك، ووقع القتال، فاندفع معُز الدّولة والمطيع بين يديه، فجاء ناصر الدولة فنزل بغداد، من الجانب الشرقي فملكها، وجاء مُعزّ الدّولة ومعه المطيع كالأسير، فنزل في الجانب الغربي، وبقي في شدّة غلاء حتّى اشتُري له كر حنطة بعشرة آلاف درهم أو بأكثر. وعزم على المسير إلى الأهواز فقال: روِّزوا لنا الشّطّ، فإنْ قدرنا على العبور كان أهوَن علينا. فلمّا عبرت الدّيالمة اضطّرب عسكر ناصر الدّولة وانهزموا، وهرب ناصر الدّولة فعبر مُعّز الدّولة إلي الجانب الشرقيّ، وأحرق الدّيْلم سوق يحيى، ووضعوا السيَّف في النّاس وسَبَوا الحريم، وهربَ النساء إلى عُكبرا، ومات منهنّ جماعة مِن العطش1.
امتناع الحجّ:
ولم يحجّ أحدُ من أهل العراق.
وفاة القاضي الخِرَقيّ:
وفيها تُوُفيّ القاضي أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن إسحاق الخرقي قاضي قضاة المتقّي لله بدمشق.
وفاة الخِرَقيّ الحنبليّ:
وأبو القاسم عمر بن الحسين الخرقيّ الحنبليّ مصنفّ "مختصر دمشق".
وفاة توزون:
وتوزون الّذي غلب على العراق وسَمَلَ المتقي لله.
__________
1 المنتظم "6/ 349"، النجوم الزاهرة "3/ 286، 287".

(25/19)


وفاة الإخشيد:
وصاحب مصر والشام الإخشيد محمد بن طُغج الفَرَغانيّ أبو بكر. ويقال: إنّ جدّه جُف ابن ملك فَرغانة. وكل من ملك فرَغَانة سُمّي الإخشيد، أي ملك الملوك وهي من كبار مُدن التُّرْك.
كما أنّ الإصبَهبَذ لَقَب ملك طَبَرسْتان، وصول ملك جُرجان، وخاقان ملك التُّرْك، والأفشين ملك أشرُسونة، وسامان ملك سَمَرْقنْد. وكان مولد محمد الإخشيد ببغداد، وكان شجاعًا مَهيبًا فارسًا، ولي دمشق، ثمّ ولي مصر مِن قِبل القاهر سنة إحدى وعشرين. وبدمشق تُوُفي في آخر السنة بحُمّى حادّة وله ستون سنة، ودُفِنَ في القدس. وكان له ثمانية آلاف مملوك. وقيل: إنّ عدة جيشه بلغت أربعمائة ألف رجل. وقام بعده ابنه أبو القاسم أنوجور مع غَلَبَة كافور على الأمور1.
وفاة أبي القاسم صاحب المغرب:
وفيها مات أبو القاسم محمد بن عُبَيد الله صاحب المغرب. وكان مولده بسَلَمية سنة ثمانٍ وسبعين. ودخلَ مع أبيه في زيّ التجار، فآل بهم الأمر إلى ما آل. وبويع هذا سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة عند موت أبيه.
وقد خرج عليه سنة اثنين وثلاثين مَخلَد بن كيداد. وكانت بينهما وقائع مشهورة. وحصَره مَخْلَد بالمَهديّة وضيقَّ عليه واستولى على بلاده، فعرض للقائم وسواس فاختلط عقله، ومات في تلك الحال في شوّال، وله خمسٌُ وخمسون سنة. وستُرت وفاته سنة ونصفًا. وقام بعده وليّ عهده المنصور بالله أبو الطاهر إسماعيل ولده. وكان القائم شرًّا من أبيه المهديّ، زنْديقًا ملعونًا.
مقاتلة ابن كَيْداد لأبي القاسم:
ذكر القاضي عبد الجّبار أنّه أظهر سبّ الأنبياء عليهم السلام، وكان مناديه ينادي: العنوا الغار وما حوى، وقتلَ خلقًا من العلماء. وكان يراسل أبا طاهر القَرْمَطيّ إلى البحرين وهَجَر، ويأمره بإحراق المساجد والمصاحف. ولما كثر فجوره اجتمع أهل
__________
1 الولاة والقضاة للكندي "293"، سير أعلام النبلاء "15/ 365، 366"، البداية والنهاية "11/ 213، 215".

(25/20)


الجبال على رجل من الإباضيّة يقال له مَخُلْد بن كيدْاد، وكان شيخًا لا يقدر على ركُوُب الخيل، فركب حمارًا. وكان وزيره أعمى، فاجتمع معه خلائق، فسار فحصرَ القائم بالمَهْديّة.
وكان مَخْلَد أعرج يُكنى أبا يزيد، وهو من زَنَاتة، قبيلة كبيرة من البربر، وكان يتنسَّك ويقصر دلقة الصُّوف، ويركب حمارًا، ولا يثبت على الخيل. وكان نافذ الأمر في البربر، زاهدًا، دَيِّنًا، خارجيًا. قام على بني عُبَيْد، والنّاس على فاقة وحاجةٍ لذلك. فقاموا معه وأَتوه أفواجًا، ففتح البلاد، ودخل القيروان. وتحيز منه المنصور وتحصّن بالمهديّة التي بناها جدّه. ونَفَر مع مَخْلَد الخلْق والعلماء والصُلحاء، منهم الإمام أبو الفضل التنيسي العبّاس بن عيسى الفقيه، وأبو سليمان ربيع القّطان، وأبو العرب، وإبراهيم بن محمد.
قال القاضي عياض في ترجمة العّباس بن عيسى هذا: وركب أبو العرب وتقلَّد مُصحَفًا، وركب الفقُهاء في السّلاح، وشقوا القيروان وهم يُعلنون التّكبير والصّلاة على النبّي -صلى الله عليه وسلم- والترضي على الصّحابة. وركّزوا بُنُودهم عند باب الجامع. وهي سبعة بُنُود حُمْر فيها: لا إله إلا اللَّه، ولا حُكْم إلّا لله وهو خير الحاكمين؛ وبندان أصفر لربيع القّطان فيهما: نصرٌ من الله وفتح قريب؛ وبنَد مَخْلَد فيه: الّلهم أنصر وليَّك على من سبّ نبيّك؛ وبَندْ أبي العرب فيه: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله، وبَنْد أصفر لابن نصرون الزّاهد فيه: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ} [التوبة: 14] ؛ وبند أبيض فِيهِ: مُحَمَّد رَسُول اللَّه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، أَبُو بكر الصّدّيق، عمر الفاروق، وبَنْد أبيض لإبراهيم بن محمد المعروف بالعَشّاء فيه {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التوبة: 40] الآية.
وحضرت الجمعة فخطبهم أحمد بن أبي الوليد، وحضّ على الجهاد. ثمّ ساروا ونازلوا المهديّة. فلمّا التقوا وأيقن مخلد بالنصر غلب عليه ما عنده من الخارجية، فقال لأصحابه: انكشفوا عن أهل القيروان حتى ينال منهم عدوّهم. ففعلوا ذلك، فاستشهد خمسةٌ وثمانون رجلًا من العلماء والزهاد، منهم ربيع القطان، والتنيسي، والعشّاء.
الإباضيّة:
والإباضية فرقة من الخوارج، رأسهم عبد الله بن يحيى بن إباض، خرج في أيّام مروان الحمار. وانتشر مذهبه بالمغرب، ومذهبه أنّ أفعالنا مخلوقة لنا. ويكفٍّر

(25/21)


بالكبائر، وأنهّ ليس في القرآن خصوص. ومّن خالفه كفر وحلّ له دمه وماله.
وفاة الشبّليّ:
وفيها توُفّي الزّاهد أبو بكر الشبَّليّ بالعراق.
وفاة الوزير عليّ بن عيسى:
وفي آخرها توفي الوزير علي بن عيسى1.
__________
1 تكملة تاريخ الطبري "1/ 153"، تجارب الأمم "2/ 104"، الكامل في التاريخ "8/ 465".

(25/22)


أحداث سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة:
عودة المطيع إلي دار الخلافة:
ولمّا انهزم سيف الدّولة بن حمدان إلى الموصل جدَّد مُعزّ الدّولة أحمد بن بويه الأيمان بينه وبين المطيع، وأزال عَنْهُ التوكيل، وأعاده إلى دار الخلافة.
صرْف ابن أبي الشوارب عن القضاء:
وصرف القاضي محمد بن الحسن بن أبي الشوارب عن القضاء بالجانب الغربيّ وقُلد قضاء الجانبين أبو الحسن محمد بن صالح، ويُعرف بابن أمّ شيبان1.
امتلاك سيف الدّولة دمشق:
ولمّا مات الإخشيد بدمشق، سار سيف الدّولة من حلب فملك دمشق، واستأمن إليه يانس المؤنسيّ. ثم سار سيف الدّولة فنزل الرملة. وجاء من مصر أنوجور بن الإخشيد بالجيوش، والقائم على أمره كافور الخادم. فرد سيف الدولة إِلَى دمشق، وسار وراءه المصريون، فانهزم إِلَى حلب، فساروا خلفه، فانهزم إلى الرقَّة. ثمّ تصالحوا على أن يعود سيف الدّولة إلى ما كان بيده2.
قال المسبّحي: وكان بين سيف الدّولة وبين أبي المظفّر حسن بن طُغج، وهو أخو الإخشيد، وقعة عظيمة بالّلجون، فانكسر ابن حمدان ووصل إلى دمشق بعد شدةٍ
__________
1 المنتظم لابن الجوزي "6/ 350".
2 الكامل في التاريخ "8/ 164"، النجوم الزاهرة "3/ 291، 292".

(25/22)


وتشتُت. وكانت أمّه بدمشق. فنزل المرج خائفًا، وأخرج حواصله، وسار نحو حمص على طريق قارا. وسار أخو الإخشيد وكافور الإخشيديّ إلى دمشق. ثمّ سار إلى حلب في آخر السنة واستقرّ أمرهم1.
مصالحة معزّ الدّولة وناصر الدولة:
وفيها اصطلح معز الدولة وناصر الدولة على أن يكون لناصر الدّولة من تكريت إلى الشّام. وكان ناصر الدّولة قد عاد فنزل عُكبرًا.
قيادة تكين الشيرازي للُترك:
فلمّا علم التُّرك الّذين مع ناصر الدّولة بالمصالحة جاءوا إليه ليقتلوه، فانهزم إلى الموصل، فقدموا عليهم تكين الشيرازيّ. وكانوا خمسة آلاف. وساقوا وراء ناصر الدّولة2.
حبْس ابن شيرزاد:
وكان أبو جعفر بن شيرزاد قد هرب من معزّ الدّولة إلى ناصر الدّولة، فلّما قُرب من الموصل سَمَلَه وحبسه.
هزيمة التُرْك:
وبعث ناصر الدّولة إلي أخيه سيف الدّولة يستنجده، وتقهقر إلى سنجار ونزل الحُديثة والتُرك وراءه. ثمّ إنّ مُعزّ الدّولة جهَّز له نجدة، وجاءه عسكر حلب، فالتقوا على الحُديثة، فانهزم التُرْك وقُتلوا وأُسروا، ورجع ناصر الدّولة إلى الموصل3.
استيلاء ابن بويه على الرِّيّ والجبال:
وفيها استولى ركن الدولة بن بويه عَلَى الري والجبال.
امتناع الحجّ:
ولم يحج أحد.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 292".
2 المنتظم "6/ 349"، البداية والنهاية "11/ 213".
3 الكامل في التاريخ "8/ 466، 467".

(25/23)


وثوب غلبون على مصر:
وفيها في غيبة الإخشيد عن مصر، وثب عليها غَلْبون متولّي الرّيف في جُموُع، ووقع النَّهْب في مصر، فلم يستقر أمره حتّى لَطَف الله، وقدم الجيش فهرب فاتبعه طائفة فقُتل1.
وزارة ابن الفرات بمصر:
وفيها استوزر بمصر لولد الإخشيد أبو القاسم جعفر بن الفضل بن الفُرات.
الدعوة لسيف الدّولة بطرسوس:
وفيها أقُيمت الدّعوة لسيف الدّولة، فنفَّد لهم الخِلع والذَّهب، ونفدّ ثمانية ألف دينار للفداء2.
__________
1 الولاة والقضاة للكندي "295، 296"، النجوم الزاهرة "3/ 292".
2 البداية والنهاية "11/ 216"، النجوم الزاهرة "3/ 293، 294".

(25/24)


أحداث سنة ست وثلاثين وثلاثمائة:
خروج المطيع لمحاربة البريدي:
فيها خرج المطيع ومُعّز الدّولة من بغداد إلى البصرة لمحاربة أبي القاسم عبد الله بن البريديّ، فسلكوا البرية، فلمّا قاربوها استأمن إِلَى مُعز الدّولة جيش البريديّ، وهرب هو إلى القرامطة. وملك معز الدّولة البصرة، وأقطع المطيع منها ضياعًا1.
قدوم عماد الدّولة على أخيه معز الدّولة:
وفيها وصل عماد الدّولة عليّ بن بويه إلى الأهواز، فبادر أخوه معز الدّولة إلى خدمته، وجاء فقَّبل الأرض وتأدَّب معه. ثمّ بعد أيّام ودّعه، وعاد معز الدّولة وقد أخذ واسطًا والبصرة.
تكحيل صاحب خراسان أخويه وعمه:
وفيها وردت الأخبار بأنّ نوحًا صاحب خُراسان كحّل أخوَيْه وعمّه إبراهيم.
__________
1 المنتظم "6/ 356، 357"، البداية والنهاية "11/ 219"، النجوم الزاهرة "3/ 295".

(25/24)


ظفر صاحب المغرب بابن كيَدْاد:
وفيها ظفر المنصور صاحب المغرب بمَخَلْد بن كَيْداد، وقتل قوّاده، ومزّق جيشه.
وفاة الصوليّ:
وفيها تُوُفيّ أبو بكر محمد بن يحيى الصُوليّ النديم الإخباريّ العلامة صاحب الهندسة والبراعة في الشَطَرنْج. وقع لنا جزءٌ من حديثه بعُلو.
غارة الروم على أطراف الشام:
وفيها أغارت الروم -لعنهم الله- على أطراف الشّام، فسبوا وأسروا، فسَاقَ وراءهم سيف الدّولة ولِحقَهم، فقتل منهم مقتلة، واستردّ ما أخذوا ثمّ أخذ حصْن بَرْزَيَة من الأكراد بعد أن نازله مدّةً، ثم افتتحه في سنة سبع1.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 295".

(25/25)


أحداث سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة:
غرق بغداد:
فيها كان الغرق ببغداد. زادت دجلة إحدى وعشرين ذراعًا وهرب النّاس، ووقعت الدّور، ومات تحت الهْدم خلْق.
استئمان أبي القاسم البريديّ:
وفيها دخل بغداد أبو القاسم بْن البريدي بأمانٍ من معز الدّولة، وأقطعه قرى.
اختلاف معز الدّولة وناصر الدّولة وصُلْحهما:
وفيها اختلف معز الدّولة وناصر الدّولة، وسار معز الدّولة إِلَى الموصل، فتأخر ناصر الدّولة إلى نصيبين خائفًا. ثمّ صالحه كلّ سنة على ثمانية آلاف ألف درهم.
امتلاك الروم مرعش:
وفيها خرجت الروم، فالتقاهُم سيف الدّولة على مرَعْشَ، فهزموه وملكوا مَرْعَش.
امتناع الحجّ:
ولم يحجّ أحد.
ولاية أبي المظفر دمشق:
وفيها ولى إمرة دمشق أبو المظفر الحسن بن طُغج نيابةً لأخيه الإخشيد. وقد وليها مدّة في أيام القاهر1.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 297".

(25/25)


أحداث سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة:
ولاية عُتبة قضاء القضاة:
فيها تقلّد أبو السائب عتبة بن عبد الله الهمْدانيّ قضاء القُضاة ببغداد.
وصول تقادُم أنوجور إلي معز الدّولة:
وفيها وصلت تقادُم أنور بن الإخشيد من مصر، ويسأل معز الدّولة أن يكون أخوه عليا مشاركًا له في الأمر، ويكون من بعده، فأجابه.
تحرُّك القرامطة:
وفيها تحرّكت القرامطة.
امتناع الحج:
ولم يحجّ أحدٌ من العراق.
بناء المنصورية بالمغرب:
وعمَّر المنصور إسماعيل صاحب المغرب مدينة المنصوريّة.
وفاة المستكفي بالله:
وتُوُفيّ المستكفي بالله عبد الله بن المكتفي عليّ معتقلًا في دار معز الدّولة بنفث الدم. وله ست وأربعون سنة.

(25/26)


وفاة عماد الدّولة الدّيلميّ:
وفيها تُوُفيّ السّلطان عماد الدّولة أبو الحسن عليّ بن بويه بن فنّاخسرو الدَّيْلميّ. وقد ذكرنا مبدأهم في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. وكان قد ملك بلاد فارس. وكان عاقلًا شجاعًا مَهيبًا، اعتلّ بقرحةٍ في الكُلا أنهكت جسمَه، وتُوُفيّ بشيراز وله تسعٌ وخمسون سنة. وأقام المطيع لله مقامَه أخاه أبا عليّ ركُنِ الدّولة والد السلطان عضُد الدّولة. وكان معز الدّولة يحبّ أخاه عماد الدّولة ويحترمه ويكاتبه بالعُبُودية1.
ولاية شعلة إمرة دمشق:
وفيها ولي إمرة دمشق شعُلة بن بدر الإخشيدي من قبَل ولد الإخشيد، وكان أحد الأبطال الموصوفين، وفيه ظلم.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 482-484"، البداية والنهاية "11/ 221، 222".

(25/27)


أحداث سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة:
استيلاء قراتكين على الرّيّ والجبال:
فيها استولى قراتكيِن على الرَّيّ والجبال، ودفع عنها عسكر رُكْن الدّولة.
غزوة سيف الدّولة وانهزامه:
وفيها غزا سيف الدّولة بن حمدان بلادَ الروم في ثلاثين ألفًا، ففتح حصونًا وَقَتل وسبى وغنم، فأخذ عليه الروم الدرب عند خروجه، فاستولى على عسكره قتلًا وأسرًا، واسترّدوا جميع ما أخذ، وأخذوا جميع خزائنه، وهرب في عددٍ يسير1.
رد الحجر الأسود:
وفيها رُد الحج الأسود إلي موضعه. بعث به القَرْمَطّي مع محمد بن سنَبْر إلى المطيع. وكان بجَكَم قد دفع قبل هذا خمسين ألف دينار وما أجابوا، وقالوا: أخذناه بأمرٍ وما نردّه إلا بأمر. فلمّا ردّوه في هذه السنة قالوا: رددناه بأمرِ من أخذناه بأمره. وكذبوا، فإنّ الله سبحانه وتعالى قال: {فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا
__________
1 المنتظم "6/ 367"، الكامل في التاريخ "8/ 485، 486"، النجوم الزاهرة "3/ 301".

(25/27)


وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا} [الأعراف: 28] ، فكذبهم الله بقوله: {قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ} [الأعراف: 28] وإن عَنَوْا بالأمر القدَرَ، فليس ذلك حُجة لهم، فإنّ الله تعالى قدَّر عليهم الضّلال والمُرُوقَ مِن الدين، وقدَّر عليهم أنه يدخلهم النار، فلا ينفعهم قولُهم: أخذناه بأمر. وقد أعطاهم المطيع مالًا، وبقي الحجر عندهم اثنين وعشرين سنة.
وفيها -قاله المسّبحيّ- وافى سُنْبُر بن الحَسَن إلى مكة ومعه الحجر الأسود، وأمير مكّة معه، فلمّا صار بفناء البيت أظهر الحجر من سفط وعليه ضباب فضة قد عُملت من طوله وعرضه، فضبط شقوقا حدثت عليه بعد انقلاعه، وأحضر له صانعا معه جص يشده. فوضع سنبر بْن الْحَسَن بْن سنبر الحجر بيده، وشدّه الصّانع بالجصّ، وقال لمّا ردّه: أخذناه بقُدره الله ورددناه بمشيئة الله1.
وفاة الصيمري الكاتب:
وفيها تزوج محمد بن أحمد الصَّيْمريّ كاتب معز الدّولة ووزيره.
تقليد المهلّبيّ الكتابة:
فقلّد مكانه أبا محمد الحسن بن محمد المهلّبيّ الوزير.
مقتل عبد الله ابن الناصر لدين الله الأموي:
وفي عيد الأضحى قَتَل النّاصر لدين الله عبد الرحمن بن محمد الأمويّ صاحب الأندلس ولدَه عبد الله، وكان قد خاف من خروجه عليه، وكان من كبار العُلماء، روى عن: محمد بن عبد الملك بن أيمن، وقاسم بن أَصْبَغ. وله تصانيف منها مجلَّد في "مناقب بقَيّ بن مخلد"، رواه عنه: مَسلَمَة بن قاسم.
غزوة سيف الدّولة وإيغاله في الروم:
وفيها غزا سيف الدّولة كما قدمنا، فسار في ربيع الأول، ووافاه عسكر طَرَسوُس في أربعة آلاف، عليهم القاضي أبو حُصيْن. فسار إلى قيسارية، ثمّ إلى " ... " ووغل في بلاد الروم، وفتح عدّة حصون، وسبى وقتل، ثم سار إلى سمندو، ثمّ إلي خَرْشَنَة يقتل ويسبى، ثمّ إلى بلد صارخة وبينها وبين قسطنطينية سبعة أيّام. فلما نزل
__________
1 المنتظم "6/ 367"، الكامل في التاريخ "8/ 486"، البداية والنهاية "11/ 223"، النجوم الزاهرة "3/ 301، 302".

(25/28)


عليها واقعَ الدُّمُسْتقُ مقدّمته، فظهرت عليه، فلجأ إلى الحصن وخاف على نفسه. ثمّ جمع والتقى سيف الدّولة، فهزمه الله أقبح هزيمة، وأُسرت بطارقته، وكانت غزوة مشهورة. وغنم المسلمون ما لا يوصف، وبَقَوْا في الغزو أشهُرًا1.
ثمّ إنّ الطرسوسيين قفَلوا، ورجع العُربْان، ورجع سيف الدّولة في مضيق صعب، فأخذت الرّوم عليه الدّروب، وحالوا بينه وبين المقدّمة، وقطعوا الشجر، وسدّوا به الطُّرُق، ودهدهوا الصخورَ في المضائق على النّاس. والرّوم وراء النّاس مع الدُّمُسْتقُ يقتلون ويأسرون، ولا منَفَذَ لسيف الدّولة. وكان معه أربعمائة أسير من وجوه الروم فضربَ أعناقهم، وعقر جماله وكثيرًا من دوابه، وحَرَقَ الثِّقل، وقاتل قتال الموت، ونجا في نفر يسير2. واستباح الدُّمُسْتُق أكثر الجيش، وأسر أمراء وقضاة. ووصل سيف الدّولة إلى حلب، ولم يكد. ثمّ مالت الروم فعاثوا وسبوا، وتزلزل النّاس، ثمّ لطفَ الله تعالى، وأرسل الدمستق إلى سيف الدّولة يطلب الهدنة، فلم يُجِبْ سيف الدّولة، وبعث يتهدّده. ثمّ جهَّز جيشًا فدخلوا بلاد الروم من ناحية حران، فغنموا وأسروا خلقًا. وغزا أهل طرسوس أيضًا في البرّ والبحر. ثمّ سار سيف الدّولة من حلب إلى آمِد، فحارب الروم وخرب الضياع، وانصرف سالمًا. وأمّا الروم، فإنهم احتالوا على أخذ آمد، وسعي لهم في ذلك نصْرانيّ على أن ينقبَ لهم نقَبَا من مسافة أربعة أميالٍ حتى وصل إلى سورها. ففعل ذلك، وكان نقيًا واسعًا، فوصل إلى البلد من تحت السّور. ثمّ عرفَ به أهلُها، فقتلوا النصْراني، وأحكموا ما نقبه وسَدُّوه. ومعني الدُّمُسْتُق نائب البلاد في شرقي قسطيطينية.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 303".
2 المنتظم "6/ 367"، الكامل في التاريخ "8/ 485"، البداية والنهاية "11/ 223"، النجوم الزاهرة "3/ 301".

(25/29)


أحداث سنة أربعين وثلاثمائة:
مهاجمة صاحب عُمان البصرة:
فيها قصد صاحبُ عُمان البصرة، وساعده أبو يعقوب القرمطّي، فسار إليهم أبو محمد المهلّبّي في الدَّيْلم فالتقوا، فانهزم المهلّبي واستباح عسكرهم، وعاد إلى بغداد بالأسارى والمراكب1.
__________
1 المنتظم "6/ 368، 369"، البداية والنهاية "11/ 224"، النجوم الزاهرة "3/ 304، 305".

(25/29)


إيغال سيف الدولة في بلاد الروم:
وفيها جمع سيفُ الدّولة بن حمدان جيوش الموصل، والجزيرة، والشام، والأعراب، ووغل في بلاد الّروم، فقتل وسبى شيئًا كثيرًا، وعاد إلى حلب سالمًا1.
الحج هذه السنة:
وحجّ النّاس في هذه السنة.
إصلاح الحجر الأسود وتمكينه في الكعبة:
وفيها قلع حَجَبةَ الكعبة الحجرَ الذي نصبه سنبر صاحب الجنابّي وجعلوه في الكعبة، وأحبّوا أن يجعلوا له طَوقًا من فضةٍ فيُشدّ به كما كان قديمًا لمّا عمله عبد الله بن الزُبير. وأخذ في إصلاحه صائغان حاذقان فأحكماه.
قال أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي: فدخلتُ الكعبة فيمن دخلها، فتأملتُ الحجر، فإذا السّواد في رأسه دون سائره، وسائره أبيض.
وكان مقدار طوله فيما حرزت مقدار عُظم الذراع. قال: ومبلغ ما عليه من الفضة فيما قيل ثلاثة آلاف وسبعمائة وسبعة وتسعون درهمًا ونصف2.
وفاة الكرخيّ شيخ الحنفيّة:
وفيها تُوُفيّ شيخ الحنفية أبو الحسن الكرْخي عَبْد الله بن الحسين بن لال، وله ثمانون سنة، ببغداد.
الزلازل بحلب والعواصم:
وفيها كثُرت الزلازل بحلب والعواصم، ودامت أربعين يومًا، وهلك خلق كثير تحت الهدم. وتهَّدم حصن رَغْبان ودُلُوك وتلّ حامد، وسقط من سور دلوك ثلاثة أبرجة3. ولله الأمر.
__________
1 النجوم الزاهرة "3/ 305".
2 النجوم الزاهرة "3/ 305".
3 النجوم الزاهرة "3/ 305".

(25/30)


ذكر من مات في هذه الطبقة الرابعة والثلاثون مرتبًا كل سنة على حروف المعجم
وفيات سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
1- أحمد بن عمران1: أَبُو جعفر اللّيْموسكّي الأَسْتَرَاباذيّ الفقيه الحنفيّ. ولْيُموسْك: علي فرسخ من أسْتَراباذ.
سمع: الحسن بن سلام السّوّاق، ومحمد بن سعد العّوْفيّ، وأحمد بن أبي غَرزة. سمع منه في هذه السنة: أبو جعفر المستغْفرِيّ.
2- أحمد بن محمد بن بكر2: أبو رَوْق الهِزّانيّ البْصريّ.
سمع: أبا حفص الفلاس، ومحمد بن النعمان بن شبل الباهلي، وميمون بن مِهران، ومحمد بن الوليد البُسْريّ، وأحمد بن رَوْح، وطائفة سواهم. وأوّل سماعه سنة سبعْ وأربعين ومائتين.
روى عنه: ابن أخيه أبو عمرو محمد بن محمد بن محمد الهزانيّ، وأحمد بن محمد بن عمران بن الجنْديّ، وأبو الحسين بن جُميْع، وعليّ بن القاسم الشاهد، وأبو بكر بن المقرئ، لكن ذكر أنّ سماعه منه في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة. ووقع لنا حديثه بُعلُوٍّ في "معجم ابن جُميَعْ".
3- أحمد بن محمد بن الربيع بن سُليمان المراديّ المصريّ: أبو بكر. في شَوال. قال ابن ماكولا: ليس هو حفيد الربيع صاحب الشافعيّ. قلت: ذكره ابن يونس مختصرًا، وقال فيه: سليمان بن أيوب بن سنان. وصاحب الشافعيّ هو الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان بْن عَبْد الجبار بْن كامل.
4- أحمد بن يزيد بن ورْكشين3: أبو حفص البلْخيّ المؤدِّب. سكن دمشق.
__________
1 الأنساب لابن السمعاني "11/ 51".
2 ميزان الاعتدال "1/ 132، 133"، سير أعلام النبلاء "15/ 285، 286"، لسان الميزان "1/ 256".
3 مختصر تاريخ دمشق لابن منظور "3/ 5، 6".

(25/31)


وحدَّث عن: الحَسَن بن عَرَفَة، وحماد بن المؤمل. وعنه: أبو الحسين الّرازيّ، وأبو بكر الرَّبَعيّ. وهذا الرجل أول ترجمةٍ في "تاريخ دمشق" لابن عساكر.
5- إبراهيم بن أحمد العِجْلي1: رحل وسمع: يحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الهجم، وغيرهما. ثمّ وضع أحاديث فافتضح، وتُرك.
6- إبراهيم بن أحمد بن سهل: أبو إسحاق الْجُهَنيّ. سمع: بكّار بن قتيبَة. تُوُفيّ في رجب بمصر.
7- إسماعيل بن يقعوب بن بُهْلُولٍ الأنباريّ: حدَّث عن: الحارث بن أبي أسامة، وجعفر بن محمد بن شاكر، وطبقتهما.
وعنه: ابن أخيه أحمد بن يوسف. وكان عالمًا نسَّابة، ثقة. عاش ثمانين سنة.
"حرف الباء":
8- بكر بن أحمد بن حفص2: أبو محمد التنيسي الشَّعْرانيّ. سمع: يونس بن عبد الأعلى، وابن عبد الحكَم، وعمران بن بكار، ومحمد بن عَوْف الطائي، ويزيد بن عبد الصمد، وجماعة.
وعنه: أبو سعيد بن يونس، والميمون بن حمزة الحُسَيْنيّ، وأحمد بن عبد الله بن رزيق البغدادي، ومحمد بن المظفر، وأحمد بن عبد الله بن حميد، وآخرون. قال ابن يونس: كان ثقة حسن الحديث. توُفيّ في ربيع الآخر.
"حرف الجيم":
9- جعفر بن محمد بن يعقوب3: أبو الفضل البغدادي الشيرجي الوارق. سمع: عليّ بن إشكاب.
وعنه: أبو الفضل الزُّهريّ، وابن شاهين.
حدَّث في هذا العام.
__________
1 المغني في الضعفاء "1/ 8"، ميزان الاعتدال "1/ 17"، لسان الميزان "1/ 28".
2 الإكمال لابن ماكولا "7/ 365"، تهذيب تاريخ دمشق "3/ 286".
3 تاريخ بغداد "7/ 223"، الأنساب لابن السمعاني "7/ 455".

(25/32)


"حرف الحاء":
10- حبان بن موسى بن حبان الكلابيّ: عن: زكريا بن يحيى خياط السنة. وعنه: أبو الحسين الرّازيّ، والعبّاس بن محمد بن حبان حفيده.
11- حَبْشون بن موسى بن أيوب1: أبو نصر البغداديّ الخلال. سمع: الحسن بن عَرَفَه، وعلي بْن سعَيِد الرّمليّ، وعلي بن إشكاب، وحنبل بن إسحاق، وغيرهم. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو بكر بن شاذان، وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
ثقة. مولده سنة أربعٍ وثلاثين ومائتين، وتوفي في شعبان.
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَوَّاسِ: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَاكِمُ وَأَنَا حَاضِرٌ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو نَصْرٍ الْخَطِيبُ، أَنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، أَنَا حَبْشُونُ بْنُ مُوسَى: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "صَدَقَتُكَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَصَدَقَتُكَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ صدقةٌ وَصِلَةٌ" 2.
12- حسن بن سعد بن إدريس بن خَلَف3: أبو عليّ الكتَاميّ القُرْطبي الحافظ. سمع من بقيّ بن مُخلَد مُسنَدَه. ورحل، فسمع بمكّة من: عليّ بن عبد العزيز. وباليمن من: إسحاق الدَّبريّ، وعبيد الكشوريّ، وبمصر من: أبي يزيد القراطيسي. وسمع من: أبي مسلم الكجي.
قال ابن الْفَرَضيّ: وكان يذهب إلي ترك التقليد، ويميل إلي قول الشافعي. وكان يحضر الشُّورى، فلمّا رأى الفُتيا دائرةً على المالكيّة ترك شهُودَها. وسمع الناس منه الكثير.
__________
1 المنتظم "6/ 331، 332"، سير أعلام النبلاء "15/ 316، 317"، شذرات الذهب "2/ 379".
2 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "658"، والنسائي "5/ 92"، وابن ماجه "1844"، وأحمد في المسند "4/ 17، 18، 214"، والدارمي "1680"، والحميدي "823"، وابن حبان في صحيحه "3344"، وابن خزيمة في صحيحه "2385"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي "658".
3 تذكرة الحفاظ "3/ 870"، سير أعلام النبلاء "15/ 435، 436"، شذرات الذهب "2/ 359".

(25/33)


وكان شيخا صالحًا، لم يكن بالضّابط جدًّا.
تُوفيّ يوم الجمعة، يوم عَرَفة. وكان مولده سنة ثمانٍ وأربعين.
"حرف العين":
13- العبّاس بن عبد الله السميع بن هارون بن سليمان بن الخليفة المنصور1: أبو الفضل الهاشميّ.
عن أحمد بن الخليل البرجلاني، وابن أبي العوام، وغيرها. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، ويوسف القواس. وثقه الخطيب.
14- عَبْد الله بْن الحسين بْن محمد بْن جُمْعة2: أبو محمد السُّلميّ الدمشقي. سمع: أباه، وشعيب بن عمرو، والربيع بن سليمان، وأحمد بن سليمان الرمليّ، وأبا أمية. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وأبو الحسين بن المظفر، وأحمد بن الميانجي، وأبو بكر بن أبي الحديد. مات في ذي القعدة.
15- عبد الله بن محمد بن يحيى3: أبو الطيب البغدادي البزاز. عن: إسحاق الختليّ، وعبد الملك بن محمد الرقاشي. وعنه: الدارقطني، وعبد الله بن عثمان الصّفّار، وأبو القاسم بن الثلاج. توُفيّ بالموصل. قال الدّارَقُطْنيّ: حافظ، ثقة.
16- عبد الله بن محمد بن منازل4: أبو محمد النَّيسْابوري الزّاهد، المجرد على الصِّحّة والحقيقة. وقيل: كنيته أبو محمد.
سمع: السريّ بن خزيمة، والحسين بن الفضل، وجماعة. وحدَّث عن: أحمد بن سلمة بالمسند الصّحيح. روي عنه: عليّ بن مفلح القزويني، ومحمد بن حَمْدون، ووالد أبي عبد الرحمن السّلميّ. وقال السلميّ: له طريقة يتفرد بها. صحبَ هارون القصار، وكان عالمًا بعلوم الظاهر.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 158".
2 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 371".
3 تاريخ بغداد "10/ 125".
4 المنتظم "6/ 332"، شذرات الذهب "2/ 330".

(25/34)


سمعت محمد بْن عَبْد الله بْن شاذان يقول: سمعت ابن منازل يقول: لا خير فيمن لم يَذُقْ ذُل المكاسب، وذُلّ السؤال، وذُلّ الرّدّ. وسمعت عبد الله بن محمد بن فضْلوَيه المعلّم يقول: سمعتُ عبد الله بن محمد يقول: التفويض مع الكسبْ خيرٌ من خُلوه عنه. وسأله إنسان عن مسالة فأجاب، فقال له: أعِدْ عليّ. قال: أنا في ندامةٍ ما جرى. وسمعته يقول لبعض أصحابه: قد عشقت نفسك، وعشقت من يعشقك، وقال الحاكم: حُملت إليه، يعني ابن المنازل، غيره مرةً متبرِّكًا به، وصورته نصُبْ عيني. توُفي رحمه الله في ربيع الأول. وكان أعرج.
17- عليّ بن عبد الله بن البازيار: سمع: إبراهيم بن عبد الله القصّار، ونجيح بن إبراهيم. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وأحمد بن الفَرَج بن الحَجّاج. بقي هذا العام.
18- علي بن محمد بْن سهل1: أَبُو الْحَسَن الدِّينَوَرِيّ الصّائغ الزّاهد. أحد مشايخ القوم. سمع: محمد بن عبد العزيز الدَّيَنَوريّ، وغيره. وكان يتكلَّم على النّاس. له كشف وكرامات. روى عنه: عبد الملك بن حِبّان المرَاديّ، وأبو بكر بن المهلب.
قال علي بن عثمان القرافي: لايجوز لأحدٍ أن يتكلَّمَ عَلَى النَّاسِ إِلا مَنْ يَكُونُ حَالُهُ مِثْلُ حَالِ أَبِي الْحَسَنِ الدَّينُورِيِّ، فَإِنَّ الْخَلْقَ كَانُوا مُكَشَّفِينَ بَيْنَ يَدْيَهِ. وَمِنْ كَلامِهِ قَالَ: مَنْ أَيْقَنَ أَنَّهُ لِغَيْرِهِ لَيْسَ لَهُ أَنْ يَبْخَلَ بِنَفْسِهِ. قَالَ السُّلَمِيُّ: سَمِعْتُ الحسين بن أحمد يقول: قال حمشاذ: رَأَيْتُ نِسْرًا وَاقِفًا فِي الْهَوَاءِ لا يَتَحَرَّكُ. فَمَشَيْتُ فَإِذَا أنا بِأَبِي الْحَسَنِ بْنِ الصَّائِغِ يُصَلِّي، وَالنِّسْرُ يُظِلُّهُ. وسمعت أبا عثمان المغربيّ يقول: ما رأيتُ في المشايخ أهيْب من أبي الحسن الدَّيَنَوريّ بمصر. وقال أبو الحسن الطحان: كان أبو الحسن بن الصائغ من الصديقين. وتوفي في نصف رجب بمصر.
19- عيسى بن محمد بن أبي يزيد البلْخيّ: أبو بَكْر. روي عن: عيسى بن أحمد العسقلانيّ البلخي، وعبد الصّمد بن الفضل.
"حرف الميم":
20- محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة السدوسي2: أبو بكر البغدادي.
__________
1 حلية الأولياء "10/ 353"، صفة الصفوة "4/ 60"، المنتظم "6/ 328".
2 تاريخ بغداد "1/ 373-375"، المنتظم "6/ 333، 334"، سير أعلام النبلاء "15/ 312، 313".

(25/35)


سمع: جده، ومحمد بن شجاع الثلجي، وعليّ بن حرب الطائي، وعبيد الله بن جرير بن جَبَلَة، والرماديّ. وعنه: عبد الواحد بن أبي هاشم، وطلحة الشاهد، وعبد الرحمن بن عمر الخلال، وأبو عمر بن مهديّ، وآخرون.
وثقه الخطيب، وقال: أنا البرَقْاني، أنا عبد الرحمن بن عُمَر قال محمد: سمعت "المسند" من جدّي في سنة ستين، وسنة إحدى وستين بسامراء، فسمع أبو مسلم الكَجيّ من جدّي، وبقي عليه شيء سمعه أبو مسلم مني. ومات جدّي وهو يقرأ عليّ. والذي سمعت منه مُسنَدَ العشرة، وابن عبّاس، وبعض الموالي، ولي دون العشر. ولدت في أول سنة أربع وخمسين. قلت: وخلفَ له أموالًا عظيمة فضيعها وافتقر. قال أبو سَعد السمعاني في "الأنساب": ذكر أبو بكر بن يعقوب قال: لمّا ولّدتُ دخل أبي على أمي فقال: إنّ المنجمين قد أخذوا مولد هذا الصّبيّ، فإذا هو يعيش كذا وكذا. وقد حَسَبتها أيامًا، وقد عزمت أن أُعد لكلّ يوم دينارًا، فإنّ ذلك يكفي المتوسط. فأعدَّ لي حبا في الأرض وملأه دنانير. ثُمَّ قالَ لها: أعدي له حُبًا آخر. فجعل فِيهِ مثل ذلك استظهارا، ثُمَّ استدعى حبا آخر وملأه ودفنهم.
قال أبو بكر: وما نفعني ذلك مع حوادث الزّمان، وقد احتجُت إلى ما ترون. قال أبو بكر بن السقطي: رأينا فقيرًا يجيئنا بلا إزار، ونسمع عليه ويبرّ بالشيء بعد الشيء. قلت: وتُوفيّ في ربيع الآخر. أَخْبَرَنِي الْحَافِظُ أَبُو محمد بْنُ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَلَفٍ، أَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي السُّعُودِ: أَخْبَرَتْنَا شُهْدَةُ، أنا أبو عَبْدُ اللَّهِ النِّعَالِيُّ، أَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شَيْبَةَ. ثَنَا جَدِّي: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ سُئل عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي عَمَّارٍ: "تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ" 1. فَقَالَ: هُوَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَتَلَتْهُ الفئة الْبَاغِيَةُ. وَقَالَ: فِي هَذَا غَيْرَ حَدِيثٍ صَحِيحٍ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَرِهَ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا بِأَكْثَرِ مِنْ هَذَا.
21- محمد بن إبراهيم بن نُومرد: أبو بكر الدّامَغانيّ. سمع: عَمار بن رجاء الْجُرْجانيّ، ويحيى بن أبي طالب. وقبلهما أحمد بن منصور زاج. وعنه: الحسين بن محمد بن قيصر الدّامغانيّ، وعبد الله بن محمد الدروقي، وعبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن القاضي، وغيرهم. توفي في جمادى الآخرة.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "447، 2812"، مسلم "2915"، وأحمد في المسند "3/ 5، 90، 91"، وابن حبان في صحيحه "7079".

(25/36)


22- محمد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم1: أَبُو بَكْر البغداديّ المقرئ. سمع: محمد بن حمزة الطّوسيّ، ومحمد بن عُبيْد الله المناديّ. وعنه: عبد الواحد بن مسرور البلْخيّ، وابن جُمَيْع، وعبد الله بن أحمد خُجْنُج النَّحويّ. وكان صدوقًا. بقي إلى هذه السنة.
23- محمد بن إسماعيل2: أبو بكر الفَرْغانيّ الصّوفيّ، أستاذ أبي بكر الدّقيّ. كان من المجتهدين في العبادة. قال الدقّيّ: ما رأيت أحسن منه ممّن يُظْهر الغِنى في الفقر. كان يلبس قميصين أبيضين ورداءً وسراويل ونعْلًا نظيفًا وعمامة. وفي يده مفتاح، وليس له بيت. ينطرح في المساجد ويطوي الخمسَ والستَّ. وقال أحمد بن عليّ الرُّسْتُميّ: كان يسيحُ ومعه كوزٌ فيه قميص نظيف رقيق، فإذا اشتهي دُخول بلدٍ تنظَّف ولبس القميص، ومعه مفتاح منقوش، فُيصلّي ويطرحه بين يديه، يوهم أنُه تاجر. وقال عبد الواحد بن بكر: سمعت الدّقّيّ: سمعت الفرغاني محمد بن إسماعيل يقول: دخلتُ الدَّير الذي بطور سيناء فأتاني مطرانهم بأقوامٍ كأنهم نُشروا من القبور فقال: هؤلاء يأكل أحدهم في الأسبوع أكلة يفخرون بذلكً. فقلتُ لهم: كم صبر مِسيحيُّكم هذا؟ قالوا: ثلاثين يومًا. وكنتُ قاعدًا في وسطَ الدَّيْرِ، فلم أزل جالسًا أربعين يومًا لم آكل ولم أشرب، فخرج إليّ مطرانهم قال: يا هذا، قُم فَقَدْ أفسدت قلوبَ كلّ من في الدَّيْرِ. فقلت: حتّى أُتِمّ ستّين يومًا. فألحوا عليَّ فخرجتُ.
24- محمد بن إسماعيل القُرطبيّ النَّحْويّ3: ويُعرف بالحكيم. سمع: محمد بن وضاح، وعبد الله بن مسَرَّة، ومحمد بن عبد السّلام الخُشنيّ، ومطرف بن قيس. وكان عالما بالنحو والحساب، لطيف النظر، مثيرا للمعاني. عاش ثمانين سنة، وتخرج به أئمة كبار.
25- محمد بن حكم الزيات القرطبي4: أبو القاسم. توفي في هذا الحد. روى عن: محمد بن وضاح، وإبراهيم ابن باز، ومطرف بْن قَيْس. روى عنه: عبد
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 256، 257"، المنتظم "6/ 355".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 290، 291"، النجوم الزاهرة "3/ 279، 280"، شذرات الذهب "2/ 329".
3 تاريخ علماء الأندلس "2/ 52"، بغية الوعاة "1/ 55".
4 تاريخ علماء الأندلس "2/ 52".

(25/37)


الله بن محمد بن عثمان، ويحيى بن هلال، وخلَف بن محمد الخَوْلانيّ، وغيرهم.
26- محمد بن الحسين بن ماقولة: أبو جعفر المَدينيًّ مستملي أحمد بن مهديّ.
27- محمد بن العبّاس بن يونس1: أبو بكر المحاربيّ الدمشقيّ، ويعرف بابن زلْزَل. كان جدُّهم قسيسًا بجوبر. سمع بكّار بن قُتيبة، وأبا زُرْعَة النَّصريّ، وجماعة. وعنه: أبو العبّاس السمِّسار، وعبد الوّهاب الكِلابيّ.
28- محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحديد الصَّدَفيّ الْمَصْرِيّ: سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، ووفاء بن سُهيل، والرّبيع بن سليمان، وابن عبد الحكم، والقاضي بكار. قال ابن يونس: كان ثقة، يُكنّى أبا الحسين مولى الصَّدَف. وكان فقيهًا على مذهب أبي حنيفة، فرضيًّا عاقلًا. توُفيّ في جُمادى الأولى.
29- محمد بن عُمير الْجُهنيّ2: مولاهم الدّمشقيّ، سبط محمد بن هشام بن ملاس. روى عن: محمد بن سليمان بن مطر، ويونس بن عبد الأعلى. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد السلمي، وأحمد بن عبد الله بن زُريق البغدادي ثم المصري.
30- محمد بن مخلد بن حفص3: أبو عبد الله الدوري العطار. سمع: يعقوب الدَّورقيّ، والفضل بن سهل، وأصْبغ بن إسماعيل السّهميّ، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عثمان بن كرامة، ومسلم بن الحجاج القشيري، وخلقا كثيرا. وعنه: أبو بكر الآجري، والجعابي، والدارقطني، وأبو الحسن بن الجندي، وابن الصلت الأهوازي، وأبو عمر ابن مهدي، وطائفة سواهم. وكان موصوفا بالصدق والثقة والصلاح. ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين أو سنة ثلاثٍ.
سُئل عنه الدارقطني فقال: ثقة مأمون. قلتُ: وله تصانيف وتخاريج. تُوفيّ في جُمادى الآخرة رحمه الله تعالى.
31- مُحَمَّد بْن يحيى بْن عُمَر بْن لُبَابة الأندلسي4: بالأندلُس.
__________
1 تاريخ دمشق "38/ 162، 163".
2 تاريخ دمشق "39/ 152، 153".
3 المنتظم "6/ 334"، سير أعلام النبلاء "15/ 256، 257"، تاريخ بغداد "3/ 310، 311".
4 تقدمت ترجمته في الطبقة الماضية برقم "515".

(25/38)


يُقال: توفيّ فيها. وقد تقدمَّ ذكره.
له رواية عن عمّه محمد بن عمر.
"حرف النون":
32- نصْر بن أحمد بن إسماعيل1 بن أسد بن سامان: الملك أبو الْحَسَن صاحب ما وراء النّهر، وابن ملوكها. كان ملكا رفيع العماد، وروى الزّناد، زكيّ المرَاد، ملك البلاد، ودانت له العباد.
وكان قد قُتل أبوه سنة إحدى وثلاثمائة، وبقي نَصر في الملك ثلاثين سنة وثلاثين يومًا. وقام بعده ولده أبو محمد نوح.
"حرف الهاء":
33- هارون بن يوسف بْن هارون بن ناصح: أبو عليّ الأُسوانيّ. سمع: بحر بن نصْر الخولانيّ، وابن عبد الحكمَ. وكانت القُضاة تقبله. وتوفيّ في ربيع الأوّل. قال ابن يونس: سمع منه معي ابني عليّ.
34- هُنَاد بن السَّريّ بن يحيى2 أخي هنَاد بن السَّريّ التّميميّ الكوفيّ: أبو السرَّيّ. كان ثقة، عسرًا في الرّواية، ويعُرف بُهنَاد الصغير.
سمع: أبا سعيد الأشجّ، وأباه السريّ بن يحيى.
وعنه: محمد بن عبد الله الْجُعفيّ القاضي، وأبو بكر بن أبي درام الحافظ، وأبو حازم محمد بن عليّ الوشّاء، ومحمد بن عمر الْعَلَويّ الكوفيّون.
"حرف الواو":
35- وثيمَة بن عمارة بن وثيمَةَ بن موسى بن الفُرات: أبو حُذيفَة. مصريّ، توفيّ في شعبان. وأصله فارسيّ.
سمع من: أبيه، وجماعة. ذكره ابن يونس.
__________
1 وفيات الأعيان "6/ 424"، شذرات الذهب "2/ 331".
2 العبر "2/ 227".

(25/39)


"حرف الياء":
36- يزيد بْن الْحَسَن بْن يزيد1: أبو الطّيبّ بن المُسلمة. بغداديّ كبير. سمع: الحَسن الزَّعفرانيّ، والحَسنَ بن عرفة، وابن وارة. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين. وكان ثقة.
37- يعقوب بْن عَبْد الرحمن بْن أَحْمَد بْن يعقوب2: أبو يوسف البغداديّ الجّصاص الدّعّاء. سمع: أبا حُذافة أحمد ابن إسماعيل السهميّ، وحفص بن عمرو الرِّباليّ، وحميد بن الرَّبِيع، وعليّ بن إشكاب، وجماعة.
وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وإسماعيل بن زنجيّ، وعبد الله بن محمد الحنائيّ، وابن جُميْع، وغيرهم.
قَالَ الْخَطِيبُ: فِي حَدِيثِهِ وهمٌ كَثِيرٌ. قَرَأْتُ عَلَى عُمَرَ بنِ غَدِيرٍ، عَنِ ابْنِ الْحَرَسْتَانِيِّ حُضُورًا: أَنَا أبو الْحَسَنُ الْفَقِيهُ، أَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ طَلَّابٍ، أَنَا محمد بْنُ أَحْمَدَ: ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَاعِظُ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ. عَنْ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: "اقْرَأْ عَلَيَّ سُورَةَ النِّسَاءِ". قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنزل؟! قَالَ: "إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي". فَقَرَأْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى قَوْلِهِ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41] . قَالَ: فَسَالَتْ عَيْنَاهُ فَسَكَتُّ3. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَهُوَ أَعْلَى مَا وَقَعَ لِي عَنِ الْجَصَّاصِ.
38- يُونُسُ بْنُ أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي: أبو سهل المصريّ الزاهد. سمع: عبد الله بن محمد ابن سعيد بن أبي مريم، وأبا عبد الرحمن النسائي. وعنه: أخوه الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن وقال: كان أفضل أهلِ زمانه، يعني في العبادة. روى عنه: عبد الملك بن حبان، وغيره. ذكره الماليني في أربعي الصوفية، له.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 349".
2 تاريخ بغداد "14/ 294"، ميزان الاعتدال "4/ 453"، سير أعلام النبلاء "15/ 296، 297".
3 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "4582، 5055"، مسلم "800"، أبو داود "3668"، الترمذي "3024".

(25/40)


وفيات سنة اثتنين وثلاثين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
39- أحمد بن إشكاب بن محمد1: أبو بكر الأصبهانيّ. سمع: عُبيْد بن الحَسَن، وأبا طالب بن سوادَة. ذكره أبو عبد الله بن منَده، وأحسبه روى عنه.
40- أحمد بن عامر بن بِشْر2: أبو حامد المَرْورُّوذيّ الفقيه الشافعيّ. تفقّه على: أبي إسحاق المروزيّ، وصنَّف "الجامع" في الفقه، وشرح "مختصر المُزنيّ"، وصنَّف في أصول الفقه. وكان إمامًا لا يُشقُ غُبارُه. نزل البصرة، وعنه أخذ فقهاؤها.
41- أحمد بن عُبادة بن علَكدة بن نوح3: أبو عمر الرعيني المالكيّ، إمام جامع قُرطُبة. سمع: محمد بن وضّاح، ومحمد بن عبد السّلام الخُشنيّ. توفي في رجب. وكان زاهدا فاضلا، قُلد الشورى فلم يتقلدها. وحج فسمع من: العقيلي.
42- أحمد بن عبيد الله بن الحريص البغدادي4: سمع: العبّاس التُّرقفي، ومحمد بن عبد الملك الدّقيقيّ. وعنه: الدَّارقطنيّ، وابن شاهين، وعمر الكتّانيّ.
43- أحمد بن عيسى5: أبو بكر الخواص. سمع: عليّ بن حرب، وجماعة. وعنه: ابن نحيب، وابن شاهين، والدّارقطنيّ ووثَّقة. عاش بضعًا وثمانين سنة.
44- أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن6: مولى بني هاشم، أبو العبّاس الكوفيّ الحافظ المعروف بابن عُقْدة، وهو لقبُ أبيه. سمع: أبا الجعفر بن المنادي، والحسن بن عليّ بن عفّان، وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، والحسن بن
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 149".
2 سير أعلام النبلاء "16/ 166، 167"، البداية والنهاية "11/ 209"، الوافي بالوفيات "6/ 265".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 34".
4 تاريخ بغداد "4/ 253".
5 تاريخ بغداد "4/ 282".
6 تاريخ بغداد "5/ 14-22"، سير أعلام النبلاء "15/ 340، 55"، ميزان الاعتدال "1/ 136-138".

(25/41)


مُكرمَ، وعليّ بن داود القنطريّ، وعبد الله بن أبي مَسَرة المكيّ، وإبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة، وعبد الله ابن أسامة لكلبي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الحسين الحُنينيّ، وخلقًا كثيرًا حتّى سمع من أقرانه، وأصغر منه. وكان حافظًا كبيرًا، جَمَعَ الأبواب والتراجم.
روي عنه: الجعابيّ، وابن عديّ، والطبرانيّ، والدّارقطنيّ، وعمر الكتانيّ، وابن جُميعْ، وإبراهيم بن خُرشيد قولة، وأبو عمر بن مهديّ، وابن الصلت، وأبو الْحُسَيْن بْن المتيم، وخلق سواهم. وكان أبو عقُدَة إمامًا في النَّحو والتَّصريف، ورعًا خيِّرًا. أنبأني ابن علان، ومؤمل بن محمد البالسي قلا: ثنا الكنديّ، أنا القزاز، نا أبو بكر الخطيب: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد الواعظ نا ابن عقدة سنة ثلاثة إملاءً: نا عبد الله بن الحسين بن الحسن الأشقر: سمعتُ عثام بن عليّ: سمعتُ سُفيان يقول: لا يجتمع حُبّ عليّ وعثمان إلا فِي قلوب نبلاء الرجال. قلتُ: ما يملي ابن عقدة مثل هذا وإلا وأمره في التشيع متوسطّ.
قال الوزير أبو الفضل بن حنزابة: سمعت الدّارَقُطْنيّ يقول: أجمعَ أهل الكوفة أنّه لم يُرَ بالكوفة من زمن ابن مسعود -رضي الله عنه- إلى زمن أبي العبّاس ابن عُقْدة أحفظ منه. أبو أحمد الحاكم قال: قال لي ابن عقدة: دخل البرديجيّ الكوفَة، فزعم أنّه أحفظ مني.
فقلت: لا تطول، نتقدم إِلَى دكان وراق، ونضع القبان، ونزن من الكتب ما شئت. ثمّ يُلقى علينا فنذكره. قال: فبقي. قال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: ما رأيت أحفظ لحديث الكوفييّن من ابن عقدة. وعن ابن عقدة قال: أنا أُجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت وبني هاشم. وروى هذا أيضًا الدّارَقُطْنيّ. وعن ابن عقدة قال: أحفظ مائة ألف حديث بالإسناد والمتن، وأُذاكر بثلاثمائة ألف حديث. وقال عبد الغنيّ: سمعت الدّارَقُطْنيّ قال: كان ابن عقدة يعلم ما عند الناس، ولا يعلم الناس ما عنده. وقال أبو سعد المالينيّ: أراد ابن عقدة أن ينتقل، فكانت كتبه ستمائة حملة. قلتُ: وكلّ أحدٍ يخضع لحفظ ابن عقدة، ولكنه ضعيف. قال أبو أحمد بن عديّ: كان أبو العباس صاحب معرفة وحفظ، ومقدم في هذه الصنعة، إلا أنيّ رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثّناء عليه، ورأيت فيه مجازفات، حتى كان يقول: حدَّثني فلانة قالت: هذا كتاب فلان قرأت فيه: ثنا فلان. وهذا

(25/42)


مجازفة. وكان مقَّدمًا في الشّيعة. ولولا اشتراطي أن أذكر كلّ من تُكلِّم فيه لما ذكرته للفضل الذي فيه. وقال البرقانيّ: قلت للدارقطني: إيش أكثر ما في نفسك من ابن عقدة؟ قال: الإكثار بالمناكير. وقال السُّلمي: سألتُ الدّارَقُطْنيّ عَنْهُ فقال: حافظ محدث، ولم يكن في الدّين بقوي، ولا أزيد عَلَى هذا. وقال حمزة بن محمد ابن طاهر: سمعتُ الدَّارَقُطْنِيّ يقول: ابن عقدة رجل سوء. وقال أبو عمر بن حيويْه: كان ابن عقدة يُمْلِي مثالبَ الصّحابة، أو قال: الشيخين، فتركتُ حديثه. وقال عبدان الأهوازيّ: ابن عقدة خرج عن معاني أصحاب الحديث، ولا يُذكر معهم. يعني لما كان يُظهْر من الكثرة. وتكلَّم فيه مُطين.
وقال ابن عديّ: سمعت أبا بكر بن أبي غالب يقول: ابن عقدة لا يتدين بالحديث لأنّه كان يحمل شيوخًا بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخًا ويأمرهم أن يرووها، ثمّ يرويها عنهم. قد تبينا ذلك منه في غير شيخ. وسمعت محمد بن محمد الباغنديّ يحكي فيه شبيهًا بهذا، وقال: كتب إلينا أنهّ قد خرج من الكوفة شيخ عنده نُسخ فقدمنا عليه، وقصدنا الشَّيْخَ وطالبناه بأصول ما يرويه. فقال: ليس عندي أصلٌ، إنما جاءني ابن عقدة بهذه النسّخ، وقال: اروه يكُن لك فيه ذِكر، ويُرْحل إليك. مَوْلِدُ ابْنِ عُقْدَةَ فِي سنة تسعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَتُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ. وَوَقَعَ لِي حَدِيثُهُ بِعُلُوٍّ.
أَخْبَرَنَا ابْنُ غَدِيرٍ، أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْأَنْصَارِيُّ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، أَنَا أَبُو نَصْرٍ، أَنَا ابْنُ جُمَيْعٍ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ محمد بْنِ سَعِيدٍ الْحَافِظُ بِالْكُوفَةِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ شَيْبَانَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَيْفِ عُمَيْرَةَ: حَدَّثَنِي أَبِي: حَدَّثَنِي العباس ابن الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ ثَعْلَبَةَ أَبِي بحرٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: اسْتَضْحَكَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "عَجِبْتُ لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ أَنَّ اللَّهَ لَا يَقْضِي لَهُ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ" 1.
45- أحمد بن محمد بن أبي سعيد: أبو بكر البزاز.
سمع: أحمد بن أبي غرزة. وعنه: يوسف القواس وقال: ثقة.
__________
1 "حديث صحيح": أخرجه أحمد في المسند "3/ 117، 184"، وعبد الله بن أحمد في مسنده أبيه "5/ 24"، ابن حبان في صحيحه "728"، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة "148"، وفي الباب عن صهيب أخرجه مسلم "2999".

(25/43)


46- أحمد بن محمد بن عمر بن أبان1: أبو الحسن العبديّ اللنبانيّ الأصبهاني. سمع ببغداد من أبي بكر بن أبي الدنيا جملة من تصانيفه. وسمع "المسند" كله من عبد الله بن أحمد بن حنبل. وعنه: الحسن بن محمد ابن أريوه، وأبو عبد الله بْن منده، وأبو عمر عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب السُّلمي، وغيرهم. تُوُفّي فِي ربيع الآخر.
47- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن الوليد2: أبو العباس التميميّ، ابن ولاد المصريّ. هو من كبار النحاة، وكذا أبو وجده. سافر إلى العراق، وأخذ عن أبي إسحاق الزّجاج، وطبقته ورجع.
صنَّف كتاب "الانتصار لسيبويه على المبرّد" وهو من أحسن الكتب. وله: "المقصود والممدود".
وكان هو وأبو جعفر النّحّاس شيخيْ مصر في زمانهما. وقيل هو بغداديّ سكن مصر. وقد روى عن المبرد أيضًا. حدَّث عنه: عبد الله بن محمد بن سعيد المصريّ الشّاعر.
48- أَحْمَد بن محمد بن يعقوب3: أبو عبد الله البَصريّ، المعروف بالبريديّ. أحد الأعيان والمتموّلين، وأُولي الدَّهاء والإقدام. ولي وزارة الراضي بالله محمد بن المقتدر سنة سبعٍ وعشرين، وخلفَه بالحضرة أبو بكر النَّفريّ؛ لأنّه كان بواسط، ثمّ عُزل عن الوزارة بعد سنة وأشُهر. ثمّ وَزرَ للمتقيّ بالله إبراهيم بن المقتدر في سنة تسعٍ وعشرين، ثمّ اختلف عليه الجند وحاربوه وهزموه، فانحدر إلى واسط بعد أيّام من وزارته. ثمّ وزر سنة ثلاثين شهرًا، ثمّ عُزل وصودر مَرَّاتٍ. وقد مرَّ في الحوادث من أخباره. توفي بالبصرة من شوّال.
49- إبراهيم بْن إِسْحَاق بْن إبراهيم4: أبو إِسْحَاق الحنبلي الفقيه، صاحب المروذي. سمه منه، ومن: عباس الدُّوريّ، ويحيى بن أبي طالب. وصنف في المذهب. روى عنه: الدّارَقُطْنيّ.
__________
1 أخبار أصبهان "1/ 137"، سير أعلام النبلاء "5/ 311، 312".
2 معجم الأدباء "4/ 201-203"، شذرات الذهب "2/ 332".
3 الكامل في التاريخ "8/ 410"، البداية والنهاية "11/ 208".
4 تاريخ بغداد "6/ 41"، طبقات الحنابلة "2/ 16".

(25/44)


50- إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن علي بن بَطحاء التميميّ البغداديّ1 المحتسب: سمع: أبا، وعلي بن حرب، والعطاردي، وعباسًا الدوري، وطبقتهم. وعنه: الدارقطني، ويوسف القواس، وعبيد الله بن أبي مسلم الفرضي. ولد سنة خمسين ومائتين. ومات في صفر. قال الدّارَقُطْنيّ: ثقة، فاضل.
51- إسماعيل بن عمر بن الوليد القُرطُبيّ2 الفقيه: أبو الأصبغ. كان مشاورًا في الأحكام، مُفتيًا، نبيلًا. سمع: محمد بن وضّاح، وابن مطروح. أرّخه القاضي عيِاض.
52- أيّوب بن صالح بن سليمان بن صالح3 بن هشام بن غريب: أبو صالح المعافريّ، القُرطبيّ المالكيّ. روي عن: العُتْبيّ الفقيه، وأبي زيد، وعبد الله بن خالد، وابن مُزَين. وقال ابن الفَرضيّ: كان إمامًا في مذهب مالك. دارت عليه الفتوى في وقته وعلى محمد بن لُبابَة. وكان متصرِّفًا في علم النَّحو والبلاغة والشِّعْر. وكان مجانبًا للدولة، لكنّه ولي الحسْبة فأحسن السّيرة. وتُوُفّي فِي المحرَّم.
"حرف الحاء":
53- الْحَسَن بْن سعد بن إدريس بن خَلَف4: أبو عليّ الكُتاميّ البربريّ. سمع: بقيّ بن مخلد الحافظ.
وباليمن من: إسحاق الدَّبَريّ. وكُتامة قبيلة من البربر.
54- الحسن بن يوسف بن يعقوب بن ميمون5: أبو عليّ الحدّاديّ، إمام جامع مصر. يروي عن: يونس بْن عَبْد الأعلى، وبحر بْن نَصْر، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن الحكم، وغيرهم. وعنه: ابن مَنْدَه أبو عبد الله؟
55- الحسين بن الحسن بن أحمد بن النّضْر بن حليم6: أبو عبد الله النضري
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 164".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 65".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 86"، سير أعلام النبلاء "15/ 330"، الوافي بالوفيات "10/ 52".
4 تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي "1/ 110".
5 المنتظم لابن الجوزي "6/ 337، 338".
6 الإكمال لابن ماكولا "7/ 354".

(25/45)


المَرْوزِيّ، والد عبد الله بن الحسين البصريّ.
امتنع من التحديث، فيما أخبار ابن ماكولا، إلي أن أنفذ إليه الحاكم أبو الفضل ابنه، فحدَّث بكتب ابن أبي الدُّنيا، "وسُنَن أبي داود"، "وفوائد عبّاس الدُّوريّ"، عنهم. وحدَّث بكتاب "معاني القرآن" للفرّاء، عن السّريّ، عنه.
"حرف السين":
56- سعيد بن محمد بن نصر: أبو عمرو بن ممّوس القّطان. سمع: أباه، وعليّ بن عبد العزيز البغَويّ، وأبا يزيد القراطيسي. وعنه: أحمد بن فارس اللغوي، والقاسم بن محمد السراج، وجماعة. توفي بجرجان.
57- سليمان بن أبي سعيد الجنابي القرمطي1: زعيم قومه، هلك بالجدري في رمضان، فلا رحمه الله. وقد مرت أخباره في سنة سبع عشرة في الحوادث.
"حرف العين":
58- العباس بن محمد بن قوهيار2: أبو الفضل النيسابوري. سمع: إسحاق بْن عَبْد الله بْن رَزِين، وعليّ بْن الحَسَن الهلالي، ومحمد بن عَبْد الوهّاب. وانتخب عليه أبو علي الحافظ. قال الحاكم: سمعتُ وُلده يذكرون أنّه دخل الحمّام، فحلق القيّم رأسَهُ، والقيم سكران، فأرسل الموسى في دماغه. فأخرجوه مِن الحمام فمات في ربيع الآخر. روى عن: ابن محمِش، ومحمد بن المظفَّر الحافظ، وأبو الحسن العلويّ، وآخرون. قيل: اسم جدّه قُوهيار مُعاذ.
59- عبد الله بن إسحاق3: أبو محمد المصريّ الجوهريّ. حدَّث ببغداد عن: الربيع بن سليمان، وبكار القاضي، وإبراهيم بن مرزوق، وأبي زرعة الدمشقي.
وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وابن جميع، وأبو أحمد الفرضي، وأبو عمر بن مهدي، ومحمد بن عثمان النفري. مات في ربيع الأول. وحدَّث عنه أبو يَعلَى عثمان بن المحسن الطوسي، وقال: ثقة.
__________
1 المنتظم "6/ 336"، الكامل في التاريخ "8/ 415".
2 تاريخ بغداد "12/ 157"، سير أعلام النبلاء "15/ 331".
3 تاريخ بغداد "9/ 388"، المنتظم "6/ 338".

(25/46)


60- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أبي سعيد1: أبو بكر البزاز. خال ابن الجعابيّ. سمع: الزَّعفرانيّ، وعليّ بن إشكاب، وجماعة. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين وعبد الله الصَّفّار. وكان ثقة.
61- عَبْد الرَّحْمَن بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عبد الرحمن بن عبد الله بن يزيد: المقرئ المالكيّ. سمع من: جدّه. روى عنه ابن جُميْع بالإجازة.
62- عبد العزيز بن أحمد بن الفرج: أبو محمد الغافقيّ، مولاهم المصري. كان يخضب بالحناء، فقيل له: الأحمريّ. قال ابن يونس: ثقة، ثبْت. روى عن: محمد بن زيدان الكوفيّ، وبكّار بن قُتيبة، وإبراهيم بن مرزوق. توفي في جمادى الأول من السنة.
63- عبد العزيز بن قيس: أبو زيد البصري، ثمّ المصريّ. روى عن: بكار بن قُتيبة، ويزيد بن سنان القزاز. قال ابن يونس: كان ثقة. لم يكن من أهل المعرفة بالحديث. توفي في ربيع الأوّل سنة 332.
64- عُبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عمْرو النصريّ3: أبو محمد الدمشقيّ. ورى عن: جدّه لأمه أبي زُرعة. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، ومحمد ب جعفر الصَّيداويّ.
65- عمرو بن صالح4: أبو حفص المُريًّ الجديانيّ. حدَّث بقرية جَديا من الغُوطة، عن: إبراهيم الجوزجاني، وبكر ابن حفص. وعنه: عبد الوهّاب الكلابيّ، ووالد تمتام.
"حرف القاف":
66- القاسم بن داود بن سليمان بن مردانشاه5: أبو ذَرّ الكاتب. بغداديّ، ثقة، نبيل. روى عن: سعدان بن نصْر، وعباس الترقفي، وأحمد بن منصور
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 225، 226"، والمنتظم "6/ 338".
2 معجم الشيوخ لابن جميع "310".
3 تاريخ دمشق "25/ 234".
4 الإكمال لابن ماكولا "3/ 22"، الأنساب "3/ 205".
5 تاريخ بغداد "12/ 448، 449".

(25/47)


الرمادي، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن شاذان، والمعافى بن زكريا، وابن جميع، وآخرون. ورَّخه الخطيب.
"حرف الميم":
67- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي سعيد1: أبو بكر البغدادي، البزاز. روى عن: أحمد بن أبي غَرزَة الغفَاريّ. وعنه: يوسف القّواس، وعبيد الله بن أحمد المقرئ. وثَّقه القوّاس.
68- محمد بْن إبراهيم بْن عَمْرو الْقُرَشِيّ السَّهميّ: أبو الحسين. مصريّ، روى عن: عُبيْد الله بن سعيد بن عُفير، وخيْر بن موفَّق.
69- محمد بن بِشْر بن بطريق2: أبو بكر الزُّبيري العَكريّ. في شوّال. سمع: بحر بن نصر الخولاني، وابن عبد الحكم الفقيه، وجماعة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وعبد الرحمن عمر النّحاس. وقال يحيى بن عليّ بن الطّحّان: عند كثير مِن أهل العمل أنهّ مصريّ، لأنّه دخل مصر صغيرًا. ووُلد بسامّراء سنة ثمانٍ وأربعين.
قال ابن يونس: هو مولى عتيق بن مَسلَمة الزُبيريّ. والزُبيري ضبطه الصّوريّ.
70- محمد بن بكّار بن يزيد بن المَرْزبان3: أبو الْحَسَن السَّكْسكيّ، قاضي بيت لِهْيا. سمع: محمد بن إسماعيل بن عُليَّة، وشعيب بن شعيب بن إِسْحَاق، وبكّار بن قُتيبة، وجماعة. وعنه: أبو محمد بن ذكوان البعلبكي، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهاب الكِلابيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وابن ابنه الحسين بن أحمد بن محمد بن بكّار. توفي ببيت لَهْيا.
71- محمد بن الحسن بن يونس4: أبو العباس الهُذليّ، النحَّوي، الكوفيّ. قرأ القرآن وتلقَّنه على أبي الحسن عليّ بن الحسن بن عبد الرحمن التيمي الْمُقْرِئ. قرأ عليه: القاضي محمد بْن عَبْد اللَّه الهرواني الجعفي، وأبو الْحَسَن محمد بْن جعفر التميمي النجار.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 306".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 413"، لسان الميزان "5/ 93، 94".
3 تاريخ دمشق "37/ 216، 217".
4 الوافي بالوفيات "2/ 436"، غاية النهاية "2/ 125، 126"، بغية الوعاة "1/ 90".

(25/48)


72- مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن الخليل1: أبو بكر النيسابوري القطان، الشيخ صالح، مسُندِ نيسابور. سمع: أحمد بن منصور، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف، وعبد الرحمن بن بِشْر، والذُّهليّ، وهذه الطبقة.
روى عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، وأبو علي الحافظ، وابن منده، ومحمد بن محمد بن مَحْمِش، ومحمد بن الحسين العلوي.
قال أبو عبد الله الحاكم: أحضروني مجلسَه غير مَرَّةٍ، ولم يصحّ لي عنه شيء. توفي في شوّال، وأظنّه جاوز التسعين.
73- محمد بن زُفر: الفقيه أبو بكر المازنيّ. سمع: عبد الملك بن عبد الحميد الميمونيّ الفقيه، وأبا زُرعة الدّمشقيّ، وعبد الله بن الحسين المصيصيّ، وجماعة. وعنه: أبو الحسين الرازيّ، وأحمد بن البراميّ.
74- محمد بن سهل بن اسود الجمليّ: مصريّ. عن: أبي الزِّنْباع رَوْح بن الفرج، وطبقته.
75- مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن ثابت2: أبو بكر بن شَلْحويْه الدمشقيّ. سمع: شُعيب بن عمرو، وأبا إسحاق الجوزجانيّ، وإسماعيل بن عُبيد الله العجليّ. وعنه: أبو سليمان بن زبر، وأبو هشام المؤدِّب، وأبو حفص بن شاهين.
76- محمد بن علي بن روبة: سمع: العطارديّ. وعنه: الدّارَقُطْنيّ. وكان ثقة.
77- محمد بن عمار العجلي العطار3: أبو جعفر. كوفي حافظ، عاش خمسا وثمانين سنة. قال ابن حمّاد الحافظ: كان ابن عقدة يتكَّلم فِيهِ، وهو يتكلم في ابن عقدة.
78- محمد بن عمران بن موسى4: أبو جعفر الشَّرْمَغُولي. وشرمغول بها
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 318، 319"، الوافي بالوفيات "2/ 372"، شذرات الذهب "2/ 332".
2 تاريخ دمشق "38/ 228".
3 لسان الميزان "5/ 317، 318".
4 الأنساب "7/ 323".

(25/49)


قلعة، وهي علي أربع فراسخ مِن نَسَا. سمع ببغداد: موسى الوشّاء، ومحمد بن يوسف بن الطباع، وأحمد بن أبي خيثمة، جماعة. وسمع منه "تاريخ ابن أبي خيثمة" جماعةً منهم: أبو عليّ الحافظ، وأبو أحمد الحاكم.
79- محمد بن محمد بن أبي حُذيفَةَ الدّمشقيّ1: أبو عليّ واسم أبي حذيفة: القاسم بن عبد الغني. سمع: محمد بن هشام بن ملاس، والوليد بن مروان، وربيعة بن الحارث الحمصي، وبكار بن قتيبة، وأبو أمية الطرسوسي، وجماعة. وعنه: أبو الحسين بن شمعون، وأبو حفص بن شاهين، وأبو عبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر بن أبي الحديد، وجماعة.
80- محمد بن يزداد الشهرزوري الأمير2: ولي إمرة دمشق من قبل محمد بن رائق، إذ غلب على دمشق سنة ثمان وعشرين. فلما قتل ابن رائق وجاء الإخشيد صاحب مصر، استأمنَ إليه محمد بن يزداد. وبلغنا أنه توفي في مصر وهو على شرطة الإخشيد في هذا العام.
81- محمد بن يونس بن إبراهيم بن النَّضر: أبو عبد الله الّنَيْسابوري الشَّعراني المقرئ.
قال الحاكم: كان من أئمّة القراء والعُباد. رأيته يرّسل شعره الأبيض. سمع: السرَّيّ بن خُزَيْمَة، والحسين بن الفضل. وبالعراق: أبا مسلم الكَجّيّ، وطبقته. روى عنه: يحيى العنبريّ، وأبو عليّ الحافظ.
82- محمود بن إسحاق البخاري القواس: سمع من: محمد بن إسماعيل البخاريّ، ومحمد بن الحسن بن جعفر صاحب يزيد بن هارون. وحدَّث، وعُمِّر دهرا. أرخه الخليلي، وقال: ثنا عنه محمد بن أحمد الملاحميّ.
"حرف الهاء":
83- هشام بن أحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير3: أبو الوليد الدّمشقيّ المقرئ.
__________
1 تاريخ دمشق "39/ 313".
2 أمراء دمشق في الإسلام "80".
3 المعجم الصغير للطبراني "2/ 127"، تاريخ دمشق "19/ 579".

(25/50)


سمع: العباس بن الوليد البيروتيّ، وأبا زُرعَة، وهلال بن العلاء، والكُديميّ، وجماعة. وعنه: أحمد بن عُتْبة الجوبري، والطَّبرانيّ، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وعبد الوهّاب الكِلابيّ، وأبو حفص بن شاهين، وآخرون.
"حرف الياء":
84- يعقوب بن إسحاق: أبو الفضل الْهَرَويّ الحافظ. سمع: عثمان بن سعيد الدارمي، ومن بعده.
وصنف جزءًا في الرّدّ على اللَّفْظية. روى عَنْهُ: عبد الرحمن بن أبي حاتم بالإجازة وهو أكبر منه، وأهل بلده.
85- يوسف بن عبد الله التميميّ القفصيّ المالكيّ1: كان مِن أفقه أهلِ زمانه، وله شعرٌ جَيِّدٌ. ذكره القاضي عياض، وعظمه.
وفيات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
86- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الوهّاب الشيَّبانيّ الدّمشقيّ2: أبو الّطّيب، المعروف بابن عَبَادِلَ. سمع: أبا أمَيَّة، والعباس بن الوليد البيروتيّ، وبحر بن نصر الخولانيّ، وإبراهيم بن مُنقْذ، وخلقًا كثيرًا. روى عنه: أبو هاشم المؤدَّب، والطَّبراني، وأبو بكر بن أبي الحديد، وعبد الوهّاب الكلابيّ، وجماعة. وثِّق.
87- أحمد بن إسماعيل بن جبريل بن الفيل: أبو حامد الصّرّام. روى كُتب الفقه والتفسير ببلْخ أو بخاري. وسمع: يوسف بن بلال، وغيره. وجاوز ثمانين سنة.
88- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن المبارك بن حبيب الأُمويّ المروانيّ الأندلسي3: من بيت حشمة وشرف.
__________
1 ترتيب المدارك "4/ 356".
2 المعجم الصغير للطبراني "1/ 73، 74"، سير أعلام النبلاء "15/ 332".
3 جذوة المقتبس للحميدي "128".

(25/51)


يروي عن: بقيّ بن مخلد، وغيره، ومحمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني. وكان مائلا إلى الأخبار والآداب. روى عنه: عبد الله الباجي، وسليمان بن أيوب، ومحمد بن أحمد بن مفرج. توفي في صفر.
89- أحمد بن علي بن رازح: أبو بكر الخولاني المصري. يروي عن: أبي يزيد يوسف القراطيسيّ، وغيره.
90- أحمد بن عمرو بن جابر1: أبو بكر الّطّحان الحافظ، نزيل الرملة. سمع: سليمان بن سيف الحراني، ومحمد ابن عوف الحمصيّ، وأبا زُرْعة الدّمشقيّ، والعباس بن الوليد البيروتي، وبكّار بن قُتيبة، والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم بن عبد الله العبسّي، وطبقتهم. وعنه: أبو سليمان بْن زبْر، وأبو بَكْر بن المقرئ، ومحمد بن المظفرّ، وعمر بن عليّ الأنطاكيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وابن جُميع، وآخرون كثيرون. وقع لنا حديثه عاليًا.
91- أحمد بْن محمد بْن إبراهيم بْن حَكِيم2: أبو عمرو بن ممّك المَدينيّ، رحل، وسمع: ابن وارة، وأبا حاتم بالريّ، ويحيى بن أبي طالب ببغداد، وأحمد بن محمد بن أبي الخناجر بأطرابُلس، وأبا أسامة بحلب. وعنه: أبو الشيخ، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وعليّ بن مَيلَة الزّاهد، وعبد الله بن أحمد بن جُولَة، وأحمد بن مَرْدَوَيْه شيوخ أبي عبد الله الثقفيّ. وكان أديبًا، فاضلًا حسن المعرفة بالحديث. تُوُفّي في جُمَادَى الْآخرة.
92- أَحْمَد بن محمد بن عاصم3: أبو بَكْر بن أبي سهل الحُلوانيّ. عن: يحيى بن أبي طالب، وأبي قلابة، وجماعة. وعنه ابن حيُّويْه، وأبو حفص الكتّانيّ، وأبو الحسن بن الْجُنديّ. وثقه الخطيب. وكان إخباريًا، علامة، نسَّابة.
93- أحمد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الله4: أبو بكر الجوهري. بغدادي، مستور.
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 419"، سير أعلام النبلاء "15/ 461-463"، شذرات الذهب "2/ 334".
2 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 122"، تهذيب تاريخ دمشق "1/ 451"، سير أعلام النبلاء "15/ 306، 307".
3 تاريخ بغداد "5/ 76".
4 تاريخ بغداد "5/ 44".

(25/52)


حدث في هذا العام عن: محمد بن يوسف الّطبّاع، وأحمد بن الهيثم البّزاز، وطبقتهم. وعنه: أبو عبد الله المرزبانيّ، وابن الصلْت المجبِّر، وغيرهما.
94- أحمد بن مسعود بن عمرو بن إدريس1: أبو بكر الزَّنبريّ الْمَصْريّ. سمع: الربيع بن سليمان بن عبد الجبّار المُراديّ، وبحر بْن نَصْر الخَوْلانيّ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن عبد الحَكَم.
وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وابن يونس، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهم من الرحّالة. توفي في ثالث رمضان. وقع لنا حديثه. ولا ذكرَ ابن ماكولا في الزَّنبري سواه.
95- إبراهيم بن جعفر بن أحمد2: أمير المؤمنين المتَّقي لله أبو إسحاق بن المقتدر الهاشمي العباسيّ. ولُد سنة سبعٍ وتسعين ومائتين، واستخلف سنة تسعٍ وعشرين وثلاثمائة بعد أخيه الراضي بالله. فولي الخلافة إلى هذه السنة. ثمّ إنهم خلعوه وَسَمُلوا عينيه، وبقي في قيد الحياة إلى أن مات في شعبان سنة سبعٍ وخمسين وثلاثمائة. وكان حَسَن الجسم، أبيض مُشْربًا حُمْرة. أشقر الشَّعر بجُعُودة، أشهل العينين، كثّ اللحْية. وكان فيه دين وصلات وكَثْرة صلاة، وصيام. ولا يشرب الخمر. تقدم ذِكر الراضي.
"حرف الحاء":
96- حاتم بن عَقيل بن المهتدي المراري3: أبو سعيد اللؤلؤي. سمع: عبد الله بن حمّاد الآمُليّ، وغير واحد.
وعنه: القاسم بن محمد بن الخليل.
97- الحسين بن محمد: أبو عبد الله الخُزاعيّ الزّيّات.
كوفيّ ثقة. كان ابن عقدة يفيد عنه ويكتب عنه. توفي هذا العام.
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "4/ 242"، سير أعلام النبلاء "15/ 333، 334".
2 تاريخ بغداد "6/ 51، 52"، الولاة والقضاة للكندي "290"، سير أعلام النبلاء "15/ 104-111".
3 الأنساب "11/ 222".

(25/53)


"حرف العين":
98- عُبيْد الله بْن محمد بْن يعقوب بن الحارث: أبو الفضل البخاريّ. أخو الفقيه عبد الله. سمع: سهل بن المتوكّل، وصالح بن محمد الحافظ. وعنه: أهل بخارى. مات في رمضان.
99- عبيد الله بن يعقوب بن يوسف1: أبو القاسم الرازي الواعظ، نزيل نيسابور. ختن أبي العباس بن سريج.
رحل، وسمع: هلال بن العلاء الرَّقَّيّ، ويزيد بن عبد الصمد الدّمشقيّ، وأبا إسماعيل الترمذيّ، وجماعة كثيرة.
وعنه: يحيى العنبريّ، ومحمد بن أبي بكر الإسماعيليّ. قال أبو عليّ الحافظ: كان يكذب. وقال الحاكم: كان أوحد أهل خُراسان في مجالس التّذكير. حضرتُ مجلسه.
100- عليّ بن أحمد بن نوكرد الأسْترَاباذيّ: سمع بمكّة: عليّ بن عبد العزيز.
101- عليّ بن إبراهيم بن معاوية: أبو الحسن النيَّسابوريّ المعدّل، الصّالح. سمع: أبا زُرْعة، وابن وَارَةَ، وأحمد ابن عبد الجبارالعطاردي، وأبا حاتم.
وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو الحسين الحجاجيّ، وأبو عبد الله الحاكم لكن ذهبَ سماعَه منه.
102- عليّ بن الحسن بن أحمد بن فروخ2: أبو الحسين الحراني بن الكلاس. قدم بغداد وحدَّث بها، عن: سليمان بن سيف، وهلال بن العلاء، وطبقتهما. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وأبو حفص الكتانيّ. قال الدّارَقُطْنيّ: لم يكن قويًا. وقال أبو الفتح القواس: كان حيًّا في هذه السّنة.
103- عليّ بْن محمد بْن منصور بن قُريْش: أبو الحسن السُّنيّ البخاريّ. سمع: محمد بن عيسى الطرسوسيّ، وعُبيد الله بن واصل، ومحمد بن إسماعيل الميداني. وعنه: أهل بلده.
__________
1 المغني في الضعفاء "2/ 418"، ميزان الاعتدال "3/ 18"، لسان الميزان "4/ 116، 117".
2 تاريخ بغداد "11/ 382، 383".

(25/54)


104- عليّ بن محمد بن المَرْزُبان1: أبو الحسن الأسواريّ الأصبهاني العابد.
سمع: أحمد بن مهديّ، وابن النعُمان. وصِحبَ أبا عبد الله الخُشوعيّ. قال أبو نُعيمْ: لم يُخرِّج حديثه.
105- عمرو بن عُبيْد: أبو عليّ البلْخيّ الصَّيْدَلَانِيُّ. توفي ببلْخ فِي ذي القعْدة.
"حرف الميم":
106- مُحَمَّد بْن أحمد بن تميم بن تمّام2: أبو العَرَب الإفريقيّ. كان جدّه من أمراء إفريقية. وسمع محمد من أصحاب سَحنوُن، وكان حافظًا لمذهب مالك، مفتيًا. غلبَ عليه علم الحديث والرّجال، وله تصنيف منها كتاب "مِحَن العلماء"، وكتاب "طبقات أهل إفريقيّة"، وكتاب "فضائل مكّة"، وكتاب "فضائل سَحْنُون"، وكتاب "عُبّاد إفريقية"، وغير ذلك. وَتُوُفِّي فِي ذي القِعْدَة.
107- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عمرو3: أبو علي اللُّؤلُؤيّ. بصري مشهور ثقة. سمع: أبا داود السجستاني، ويعقوب ابن إسحاق القلّوسي، والحسن بن عليّ بن بحر، والقاسم بن نصر، وعليّ بن عبد الحميد القزوينيّ. وعنه: الحسن بن عليّ الْجِيليّ، وأبو عمر القاسم بن جعفر الهاشميّ، وأبو الحسين الفسويّ، ومحمد بن أحمد بن جُمَيع الغسانيّ.
وقال أبو عمر الهاشمي: كان أبا عليّ اللؤلؤي قد قرأ كتاب السُّنن على أبي داود عشرين سنة، وكان يسّمى وراقه. والورّاق عندهم القارئ للناس. قال: والزيادات التي في رواية ابن داسة حَذَفها أبو داود آخرًا لشيءٍ رابهُ في الإسناد.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ: أَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ محمد حُضُورًا، أنا عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ، أنا أَبُو نَصْرِ بْنُ طَلابٍ، نا محمد بْنُ أَحْمَدَ: ثنا أَبُو عَلِيٍّ محمد بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَبُو الْهَيْثَمِ بِشْرُ بْنُ فَأْفَاءٍ: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا شُعْبَةُ، مَرْوَانُ الأَصْغَرُ قَالَ: قُلْتُ لأَنَسٍ: أَقَنَتَ عُمَرُ؟ قَالَ: خيرٌ من عمر.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 15".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 394، 395"، تذكرة الحفاظ "3/ 889، 890".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 307"، شذرات الذهب "2/ 334"، الوافي بالوفيات "2/ 39".

(25/55)


108- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن يَعْقُوب بن زُوزان1: الحافظ أبو بكر الأنطاكيّ. كان حَيًّا في هذا الوقت، ولم أر له تاريخ وفاة. وجدّه قيّده الأمير بمعجمتين.
وقال: ورى عن: محمد بن إبراهيم بن كثير الصُّوريّ، وأبي الوليد بن بُرد، وأبي يزيد القراطيسيّ، وأبي علاثة محمد بن عَمْرو بن خالد، وأحمد بن يحيى الرّقّيّ، وبشر بن موسى. قلت: وزكريّا خيّاط السُّنة، وهذه الطبقة.
روي عنه: محمد بن عبد الله الدّهّان، وأبو محمد بن ذَكْوان، وفرَج بن إبراهيم النّصيبيّ، وأبو الحسين بن جُميْع. قال الأمير ابن ماكولا: له رحلةٌ في الحديث. كتب بالشام، والعراق، ومصر. قلت: وتوفي سنة نيفٍ وثلاثين وثلاثمائة.
109- محمد بن إسحاق بن عيسى2: أبو بكر بن حضرون التّمّار: بغداديّ، ثقة. سمع: عليّ بن حرب، والعباس التّرْقفيّ. وعنه: أبو بكر الوارق، ومحمد بن سليم البزاز.
110- محمد بن حامد بن أحمد بن حمدويه: أبو بكر البخاري الوزان. سمع: سهل بن المتوكلّ، ومحمد بن عبد الله السَّعديّ، وجماعة. وعاش سبعين سنة.
111- محمد بن أبي الفتح3: أبو بكر القلانسيّ. بغداديّ، ثقة. سمع: عبّاس التُّرقفيّ، وعبد الرحمن بن محمد ابن منصور. وعنه: ابن المظفر، والدارقطني، وأحمد بن الفرج، وابن جُميَعْ.
112- محمد بن محمد بن عبد السلام بن ثُعْلبة4: أَبُو الحسن الخُشنيّ الأندلسيّ. سمع أباه فأكثر عنه. وكان فقيهًا مُشاوِرًا في الأحكام، قليل الفقه، رحمه اللَّه تَعَالَى.
113- مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن وشَاح5: أبو بكر بن اللباد اللخمي. مولاهم
__________
1 الإكمال لابن ماكولا "4/ 193"، تهذيب تاريخ دمشق "70/ 288".
2 تاريخ بغداد "1/ 257".
3 تاريخ بغداد "3/ 167".
4 تاريخ علماء الأندلس "2/ 53".
5 سير أعلام النبلاء "15/ 360"، الوافي بالوفيات "1/ 130".

(25/56)


الفقيه الإفريقيّ المالكيّ. من أصحاب يحيى بن عمر الفقيه. صنَّف "فضائل مالك"، وكتاب "عصمة النّبييّن"، وكتاب "الطّهارة". وتوفي في صفر. وعليه تفقه أبو محمد بن أبي زيد.
114- محمد بن محمد بن يونس الأبهريّ الأصبهانيّ1: سمع: يونس بن حبيب، وأحمد بن عصام، وأَسِيد بن عاصم، وإبراهيم بن فهد.
وعنه: ابن مَنْدَه، وعليّ بن مُقْلَة. توفيّ في ربيع الآخر.
115- مذكور بن جعفر بن أحمد: أبو زيد البلوي المؤذن المصري. روى حديثًا واحدًا عن بكّار بن قُتيْبة. وتوفي في المحرم.
116- مظفَّر بن أحمد بن حمدان2: أبو غانم المصريّ النَّحويّ المقرئ. من جلّة المقرئين بمصر.
قرأ عَلَى: أَحْمَد بن عبد اللَّه بن هلال.
قرأ عليه: محمد بن علي الأدفوني، ومحمد بن خُراسان الِّصقِليّ، وعامّة أهل مصر. قال ابن خُراسان: توفي في ربيع الأول سنة 333.
117- مغيرة بن راشد، أبو اليمان، قاضي القلزم.
ورخه أبو سعيد بن يونس.
"حرف الياء":
118- يعقوب بن محمد بن عبد الوهّاب3: أبو عيسى الدُّوريّ. حدَّث عن: الَحَسن بن عَرَفَة، وحفص الرَّباليّ، ويحيى بن حبيب الجمّال.
وعنه: أبو الفتح القوّاس، وأبو الحسن الْجُنديّ، ومحمد بن أحمد بن جُمَيْع الصَّيْدَاويّ لكنّه سمّاه يعقوب بن عبد الرحمن. وذاك وهمٌ منه. قال الخطيب: كان صدوقًا.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 270".
2 غاية النهاية "2/ 301".
3 تاريخ بغداد "14/ 295".

(25/57)


وفيات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
119- أحمد بن حامد بن مخلد البغدادي1: أبو عبد الله القطّان المقرئ.
سمع: إبراهيم بن عبد الله القّصار، وأحمد بن أبي خثيمة. وعنه: ابن شاهين، وأبو القاسم بن الثّلاج، وأبو الحسن بن الصّلْت الأهوازيّ. وثَّقه الخطيب.
120- أحمد بن عبد الله بن إسحاق2: أبو الحسن الخرقيّ. تقلّد القضاء بواسط، ثمّ بمصر والمغرب. ثمّ ولي قضاء بغداد سنة ثلاثين وكان هو وأبوه وعمومته من التُّجار يشهدون على القضاء. وكان المتقّي لله يرعى له خدمته.
فلمّا أفضت الخلافة إليه أحبّ أن ينّوه باسمه، ويبلغه إلى حال لم يبلغها أحد من أهله فقّلده القضاء. ولم يكن له خدمة للعلم ولا مجالسة لأهله، فتعجّب النّاس. لكن ظهرت منه رُجلة وكفاءة وعفة ونزاهة. وانقطع خبره في هذا العام لأنّه ترحّل إلي الشام ومات هناك.
121- أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن أبي قماش3: أبو عيسى الأنماطيّ. سمع: الزَّعفرانيّ، وسعدان بن نصْر، وجماعة. وعنه: أبو أحمد بن الفرضيّ، وإسماعيل بن الحسن الصَّرْصريّ. وثَّقه الخطيب. مات في ربيع الآخر.
122- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بن نصر بن هلال4: أبو الفضل السُّلميّ.
سمع: أباه، وموسى بن عامر المري، ومحمد بن إسماعيل بن علية، ومؤمل بن إهاب، وأبا إسحاق الجوزجاني، وغيرهم. وكان أسند من بقي بدمشق.
روى عنه: أبو حفص بن شاهين، وعبد الوهاب الكلابي، ومحمد بن علي الإسفرائيني الحافظ، وأبو بكر بن أبي حديد، وعمران بن الحسن. توفي في جمادى الأولى عن بضع وتسعين سنة.
__________
1 تاريخ بغداد "4/ 121".
2 تاريخ بغداد "4/ 232"، الولاة والقضاة للكندي "489، 566".
3 تاريخ بغداد "4/ 34، 35".
4 سير أعلام النبلاء "15/ 310، 311"، شذرات الذهب "2/ 335".

(25/58)


123- أحمد بن عليّ بن سعيد: أبو عبد الله الكوفيّ الكاتب الوزير. خدم سيف الدولة بن حمدان.
124- أحمد بن محمد بن أَوس1: أبو عبد الله الهمَدانيّ المقرئ.
مسُند مُعمَّر. روى عن: إبراهيم بن أحمد بن يعيش، وأحمد بن بدُيَلٍ الياميّ، وجماعة.
وعنه: صالح بن أحمد الحافظ، وأبو بكر بن لال، وشعيب بن علي القاضي. وأهل همدان. وهو صدوق.
125- أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار2: أبو بكر الضبي الحلبي المعروف بالصنوبري.
الشاعر المشهور، روى عنه من شعره: أبو الحسن الأديب، وأبو الحسين بن جميع، وغيرهما.
فمن شعره السائر:
لا النَّومُ أَدرِي به ولا الأَرقُ ... يدري بهاذَين مَن به رَمَقُ
إنّ دموعي مِن طول ما استبقْت ... كلَّتْ فما تستطيعُ تستبقُ
ولي مليكٌ لم تبدُ صورتُهُ ... مُذْ كان إلا صلَّت له الحَدقُ
نويتُ تقبيل نارْ وجنتهِ ... وخفْتُ أدنو منها فأحترقُ
وحكي الصنَّوْبرَيّ أنّ جدّه الحسن كان صاحب بيت حكمةٍ من بيوت حكم المأمون، فتكلم بين يديه فأعجبه كلمه ومزاحُه فقال: إنّك لصنوْبريُّ الشكل، يعني الذكّاء، فلقبوا جدِّي الّصنوبريّ.
126- أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهانيّ3: أبو عليّ الصّحّاف. سمع: إسماعيل بن عبد الله سمويه، وأحمد ابن عبيد الله النَّرسيّ، وموسى بن سهل الوشّاء. وعنه: ابنُ منده.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 388"، غاية النهاية "1/ 107".
2 تهذيب تاريخ دمشق "1/ 456"، النجوم الزاهرة "3/ 334"، شذرات الذهب "2/ 335".
3 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 161".

(25/59)


127- أحمد بن محمد بن عصام1: أبو بكر القزوينيّ. ثقة، سمع: هارون بن هزاريّ، ويحيى بن عَبْدَك. روى عنه جماعة.
128- أحمد بن محمد بن ياسين2: أبو إسحاق الْهَرَويّ الحداديّ. مؤرخَّ هَرَاة. سمع: موسى بن أحمد الفريابيّ، وعثمان بن سعيد الدرامي، ومعَاذ بن المُثَنَّى، ومحمد بن إبراهيم، وجماعة يكثر عددهم. رَوَى عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه بْن أَبِي ذُهل، وأبو عليّ منصور الخالديّ، ومحمد بن عليّ بن الحسن. لا يوثق به. حطّ عليه الدّارَقُطْنيّ والنّاس. روى أيضًا عن الفضل بن عبد الله اليشَكْرُيّ. قالَ أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ: سَأَلت الدّارَقُطْنِيّ عَنْهُ فقال: هُوَ شرٌ من أَبِي بشر المَرْوَزِيّ وكذبهما. وقال أبو سعد الإدريسي: سمعت أهل بلده يطعنون فيه ولا يرضونه. وكان يحفظ الحديث ويعرف، ويقع في حديثه مناكير أرجو أنّها لا تقع من جهته. وتوفي في ذي القعدة من سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
"حرف الباء":
129- بَصير بن صابر بن داود: أبو محمد البخاريّ. سمع: أسْباط بن الْيَسَع، وأبا عبد الله بن أبي حفص، والبخاريّين. وعنه: أحمد بن محمد بن عمر، وسهل بن عثمان.
"حرف الحاء":
130- حَسَّان بن عبد الله بن حَسَّان3: أبو عليّ الأندلسيّ، من أهل أسْتجة. كان نبيلًا في الفقه، مُعتنيًا بالحديث، متصّرفًا في اللُّغة والآداب، ولم يكن بأستجة مثله. روى عن: عُبَيْد الله بن يحيى، والأعناقيّ، وعبد الله بن الوليد، وجماعة.
131- الحسن بن أحمد بن يعقوب4: أبو محمد الهمْدانيّ اليمنيّ، المعروف بابن الحائك. اللغويّ النَّحويّ الإخباريّ الطّبيب، صاحب التَّصانيف. كان نادرة زمانه، وواحد أوانه. وكان جَدُّه يعُرف بذي الدُمينة الحائك. وعند أهل اليمن الشاعر
__________
1 التدوين في تاريخ قزوين "2/ 242".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 339، 340"، ميزان الاعتدال "1/ 149، 150"، لسان الميزان "1/ 291".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 116".
4 أخبار الحكماء "113"، بغية الوعاة "1/ 498".

(25/60)


وهو الحائك لأنّه يحوكُ الكلام. ولأبي محمد شعر ومدائح في ملوك اليمن. وله كتاب كبير في عجائب اليمن، وكتاب في الطّبّ، وكتاب "المسالك والممالك". وشعْرُه سائر. ولمّا دخل الحسين بن خالُوُيْه اليمن جَمَع ديوان هذا الرجل. ومات بصنعاء في السجن في هذا السنة.
132- الحسن بن بويه: أمير أصبهان.
133- الحسن بن محمد بن هارون: أبو عليّ الفرميّ. سمع: أحمد بن داود المكّيّ، ويحيى بن أيّوب العلّاف، والمصريين. وكان موثقًا خيِّرًا. مات في ذي القعدة.
134- الحسين بن يحيى بن عياش1: أبو عبد الله المَتُّوثيّ البغداديّ القطّان الأعور. سمع: أحمد بن المقدام العجليّ، والحسن بن أبي الربيع، والحسن بن عرفة، وإبراهيم بن مُجَشِّر، وجماعة.
وعنه: الدّارَقُطْنيّ، والقواس ووثَّقه، وأبو الحُسين بن جُمَيْع، وهلال الحفّار، وأبو عمر بن مهديّ، وإبراهيم بن مخلد، وأبو عمر الهاشميّ. توفي في جُمَادَى الآخرة. ومولده في سنة تسع وثلاثين ومائتين. عواليه في "الثقّفيّات". وكان صاحب حديث كثير الرّواية.
"حرف السين":
135- سليمان بن إسحاق الجلاب2: سمع: إسحاق الحربيّ، وغيره. وعنه: أبو عمر بن حَيُّويه، وأبو القاسم بن الثّلاج. وثَّقه الخطيب.
"حرف العين":
136- عَبَّاد بن العبّاس بن عباد: أبو الحسن الطّالقانيّ.
137- عبد الله أمير المؤمنين الخليفة المستكفي بالله: ابن الخليفة المكتفي بالله عليّ بن المعتضد أحمد بن الموَّفق العّباسيّ3. أبو القاسم.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 148"، سير أعلام النبلاء "15/ 319، 320"، شذرات الذهب "2/ 335".
2 تاريخ بغداد "9/ 63"، المنتظم "6/ 345".
3 الكامل في التاريخ "8/ 420، 450، 451"، سير أعلام النبلاء "15/ 111-113".

(25/61)


بُويع عند خلع المَّتقيّ لله في صفر سنة ثلاثٍ وثلاثين. وقُبض عليه في جُمَادى الآخرة هذه السنة، سنة أربعٍ. وسُملت عيناه، وسُجن. وتوفيّ بعد ذلك في سنة ثمانٍ وثلاثين في السجن عن ستّ وأربعين سنة. وكان أبيض جميلًا، ربعةً من الرجال، خفيف العارضين، أكحل، أقنى، ابن أمةٍ. وبايعوه بعد المطيع لله الفضل بن المقتدر بالله.
138- عبد الملك بن بحر بن شاذان1: أبو مروان الجلاب المكي: ثقة، مُكْثر. قاله ابن يونس. حدَّث بمصر عن: محمد بن إسماعيل الصائغ، وعبد الله بن أبي مَسَرّة. وعنه: أبو بكر بن المقرئ، وعبد الرحمن بن عمر النّحّاس.
139- عبُيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بكير2: أبو القاسم التّميميّ. سمع: يحيى بن أبي طالب، وعبد الله ابن قتيبة، حمدان الورّاق، وعلي بن عبد العزيز البَغَويّ، وطائفة. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وأبو حفص عمر الآجُرّيّ، ومحمد بن عبد الرحيم المازنيّ. وثقّه الخطيب، وغيره. توفيّ ببغداد.
140- عَبْدُوس بن الحسين بن منصور: أبو الفضل النيَّسابوريّ النصراباذيّ. أخو الحسن. سمع: أبا حاتم، وأَبَا أحمد محمد بن عبد الوهّاب، وأبا إسماعيل الترمذيّ. وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو إسحاق المزكيّ. توفي في رمضان.
141- عثمان بن محمد بن علان بن أحمد بن جعفر البغداديّ3: أبو الحسين الذَّهبيّ. حدَّث بمصر، ودمشق. عن: أبي بكر بن أبي الدنيا، والحارث بن أبي أسامة، وإبراهيم الحربّي، وطبقتهم.
وعنه: أبو هاشم المؤّدب، وابن الضّرّاب المصريّ، وأحمد بن الميانجيّ، وأبو محمد عبد الوهّاب الكلابي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأحمد بن عمر الجيزيّ شيخ الدانيّ، وآخرون. وثقه الخطيب. توفيّ بحلب.
142- عليّ بن إسحاق بن البختريّ4: أبو الحسن المادرائي البصري. محدث
__________
1 معجم الشيوخ لابن جميع "315".
2 تاريخ بغداد "10/ 353"، المنتظم "6/ 346".
3 تاريخ بغداد "11/ 301، 302".
4 المنتظم لابن الجوزي "6/ 227"، سير أعلام النبلاء "15/ 334، 335"، النجوم الزاهرة "3/ 290".

(25/62)


مشهور ثقة. سمع: عليّ بن حرب، وأبا قلابة الرقاشيّ، ويوسف بن صاعد، وطائفة. وعنه: أبو الحسين بن جميع، وأبو القاسم بن جعفر الهاشميّ، وجماعة. ورحل إليه أبو عبد الله بن منده فبلغَتْهُ وفاته، فرد من الطرق ولم يدخل البصْرة.
143- عليّ بن حَسَن المرُيّ البجانيّ الأندلسي1: سمع من: يوسف المغاميّ، وطاهر بن عبد العزيز. وحدَّث. وسمع من أحمد بن موسى بن جرير. حدَّث عنه: أحمد بن سعيد بن حزم، وأحمد بن عون الله، وعليّ بن عمر بن نجيح. توفي ببجّانة.
144- عليّ بن عيسى بن داود بن الجرّاح2: أبو الحسن البغدادي الكاتب الوزير.
وَزَرَ للمقتدر وللقاهر. وحدَّث عن: أحمد بن بُدَيل الياميّ، والحَسَن بْن محمد الزَّعْفرانيّ، وحُمَيْد بن الربيع، وعمر بن شبَّة. روى عنه: ابنه عيسى، والطبرانيّ وأبو الطاهر الذُّهليّ.
وكان صدوقًا، ديِّنًا، خيَّرًا، صالحًا عالمًا من خيار الوزراء، ومن صُلحاء الكُبَراء. وكان على الحقيقة غنّيًا شاكرًا، ولما نزل به صابرًا. وما أحسن قوله إذْ عزَّى ولدي القاضي عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف بأبيهما: مصيبةٌ قد وَجَبَ أجرُها، خيرٌ من نعمةٍ لا يؤدّى شُكْرُها. وصدق والله. وكان كثير البر والمعروف، والصّلاة والصّيام، ومجالسة العلماء. حكى أبو سهل بن زياد القطّان أنّه كان معه لما نفي إلى مكة. وقال: فطاب يومًا، وجاء فرمي بنفسه وقال: أشتهي على الله شُرْبة ماءٍ مثلوج. فنشأت بعد ساعةٍ سحابةٌ ورعدت، وجاء بردٌ كثير، وجمع الغلمان منه جرارًا، وكان الوزير صائمًا، فلمّا كان الإفطار جاءته أقداحٌ مملوءة من أصناف الأسوقة فأقبل يسقي المجاورين، ثم شرب وحمد اللَّه، وقال: ليتني تمنّيت المغفرة. وكان متواضعًا، قال: ما لبست ثوبًا بأكثر من سبعة دنانير.
وقال أحمد بن كامل القاضي: سمعتُ علي بن عيسى الوزير يقول: كسبت سبعمائة ألف دينار، أخرجت منها في وجُوُه البّر ستمائة وثمانين ألفًا. توفي في آخر
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 312".
2 المنتظم "6/ 351-355"، الكامل في التاريخ "8/ 174، 183"، سير أعلام النبلاء "15/ 298-301".

(25/63)


السنة، وله تسعون سنة. وقد ذكرناه في الحوادث. ووقع لي من حديثه بعلُوُ في أمالي ابنه عيسى. وله كتاب "جامع الدُّعاء"، وكتاب "معاني القرآن وتفسيره"، وأعانه عليه أبو بكر بن مجاهد، وأبو الحسين الواسطي، وكتاب ترسّلاته. وزَر أولًا سنة إحدى وثلاثمائة، وعُزل بعد أربع سنين. ثمّ وزر في سنة خمس عشرة.
قال الصوليّ: لا أعلم أنَّه وزر لبني العباس وزير يُشبهه في عفّته وزُهده، وحفظه للقرآن وعلمه بمعانيه. وكان يصوم نهاره ويقوم ليله. ولا أعلم أنّني خاطبتُ أحدًا أعرف منه بالشِّعر. وكان يجلس للمظالم وينصف الناس. ولم يروا أعفّ بطْنًا ولسانًا وفَرجًا منه. ولمّا عٌزل ثانيًا لم يقنع ابن الفرات حتى أخرجه عن بغداد، فجاوره بمكّة. وقال في نكبته:
ومَن يكُ عنّي سائلًا لشماتةٍ ... لِما نابني أو شامتًا غير سائلِ
فقد أبرزتْ مني الخطوبُ ابن حرةٍ ... صبورًا على أحوال تلك الزلازلِ
إذا سُرَّ لم يبطر وليس لنكبةٍ ... إذا نزلت بالخاشع المتضائلِ
وأشار علي المقتدر فوقف ما مُغله في العام تسعون ألف دينار على الحَرَميْن والثَّغر. وأفرد لهذه الوقوف ديوانًا سمّاه "ديوان البر".
145- عمر بن الحسين به عبد الله1: أبو القاسم البغداديّ الخَرِقيّ الحنبليّ، صاحب "المختصر في الفقه". روى عنه: عبد الله بن عثمان الصّفّار حكايَة، وكان من كبار الأئمة.
قال أبو يعَلى بن الفرّاء: كانت لأبي القاسم مصنفات كثيرة لم تظهر لأنّه خرج عن بغداد لمّا ظهر بها سبّ الصّحابة، وأودع كَتَبُه في دار، فاحترقت تلك الدار. قلت: قدم دمشق وبها مات. وقبره بباب الصغير.
قال أبو بكر الخطيب: زُرتُ قبرهَ. قلت: وكان أبوه من أئّمة الحنابلة رحمه الله تعالي.
146- عمرو بن عبد الله بن دِرهم2: أبو عثمان النيَّسْابوري الزاهد المطوعي،
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 234، 235"، المنتظم "6/ 346"، سير أعلام النبلاء "15/ 363، 364".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 364، 365".

(25/64)


والمعروف بالبصريّ. سمع: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن معاذ. وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو إسحاق المزكيّ، وأبو عبد الله بن منده، والحسن بن عليّ بن المؤمّل، ومحمد بن محمش، وغيرهم. قال الحاكم: لم أُرزق السَّماع منه، على أنّه كان يحضر منزلنا وأنبسط إليه. قال أبي: صحبْتُهُ إلى رباطٍ فراوة، وما رأيت مثل اجتهاده حضرا وسفرًا. توفي في شعبان، وقد جاوز الثّمانين.
"حرف الفاء":
147- فياض بن القاسم بن حُريْش1: أبو علي الدّمشقيّ. سمع: شعيب بن عمرو الضبعيّ. ثن من: أبي عبد الملك البُسريّ، وغيره. وعنه: جُمح بن القاسم المؤذّن، وأحمد بن الميانجيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وغيرهم. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة.
"حرف الميم":
148- مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي صبيح2: أبو عبد الله المغربيّ الخراط. شيخ صالح، حسن. له رحلة قديمة. سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن الحكم، وأصحاب سحنون. ذكر عياض في الفقهاء المالكيّة.
149- محمد بن سَعِيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى بن مرزوق القُشيري3: أبو عليّ الحرانيّ الحافظ، نزيل الرقّة ومؤرخها. سمع: سليمان بن سيف الحرانيّ، وعليّ بن عثمان النفيليّ، وأبا الحسن عبد الملك بن عبد المجيد الميمونيّ، ومحمد بن علي ين ميمون العطّار، وهلال بن العلاء، وعبد الحميد بن محمد ابن المستام، وجماعة.
وعنه: أبو أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن جامع الدّهّان، ومحمد بن جعفر البغداديّ غُنْدر، وأبو الحسين بن جميع، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب. عاش إلى هذه السنة.
__________
1 تاريخ دمشق "35/ 27".
2 ترتيب المدارك "4/ 357".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 335"، الوافي بالوفيات "3/ 95"، شذرات الذهب "2/ 337".

(25/65)


والمعروف بالبصريّ. سمع: محمد بن عبد الوهاب الفراء، وأحمد بن معاذ. وعنه: أبو عليّ الحافظ، وأبو إسحاق المزكيّ، وأبو عبد الله بن منده، والحسن بن عليّ بن المؤمّل، ومحمد بن محمش، وغيرهم. قال الحاكم: لم أُرزق السَّماع منه، على أنّه كان يحضر منزلنا وأنبسط إليه. قال أبي: صحبْتُهُ إلى رباطٍ فراوة، وما رأيت مثل اجتهاده حضرا وسفرًا. توفي في شعبان، وقد جاوز الثّمانين.
"حرف الفاء":
147- فياض بن القاسم بن حُريْش1: أبو علي الدّمشقيّ. سمع: شعيب بن عمرو الضبعيّ. ثن من: أبي عبد الملك البُسريّ، وغيره. وعنه: جُمح بن القاسم المؤذّن، وأحمد بن الميانجيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وغيرهم. تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الآخرة.
"حرف الميم":
148- مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي صبيح2: أبو عبد الله المغربيّ الخراط. شيخ صالح، حسن. له رحلة قديمة. سمع: يونس بْن عَبْد الأعلى، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بن الحكم، وأصحاب سحنون. ذكر عياض في الفقهاء المالكيّة.
149- محمد بن سَعِيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عيسى بن مرزوق القُشيري3: أبو عليّ الحرانيّ الحافظ، نزيل الرقّة ومؤرخها. سمع: سليمان بن سيف الحرانيّ، وعليّ بن عثمان النفيليّ، وأبا الحسن عبد الملك بن عبد المجيد الميمونيّ، ومحمد بن علي ين ميمون العطّار، وهلال بن العلاء، وعبد الحميد بن محمد ابن المستام، وجماعة.
وعنه: أبو أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن جامع الدّهّان، ومحمد بن جعفر البغداديّ غُنْدر، وأبو الحسين بن جميع، وأبو مسلم محمد بن أحمد الكاتب. عاش إلى هذه السنة.
__________
1 تاريخ دمشق "35/ 27".
2 ترتيب المدارك "4/ 357".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 335"، الوافي بالوفيات "3/ 95"، شذرات الذهب "2/ 337".

(25/66)


152- محمد بن عيسى1 الفقيه الحنفيّ أبو عبد الله بن أبي موسى الضرير. ولي قضاء بغداد زمن المتقيّ وزمن المستكفي. وكان ثقة مشهورًا بالفقه والتصوف لا مطعن عليه. قتلته اللصوص بداره فِي ربيع الأوَّل.
153- محمد بْن محمد بْن أَحْمَد الحاكم2: أَبُو الفضل السُّلَميّ المروزيّ الحنفيّ، الوزير الشهّيد. كان عالم مَرْو، وشيخ الحنفية. ولي قضاء بخاري، واختلف إلى الأمير الحميد، فأقرأه العلم، فلمّا تملك الحميد قلّده أزمّة الأمور كلّها. وكان يمتنع عن اسم الوزارة، فلم يزل به الأمير الحميد حتى تقلّدها.
سمع أبا رجاء محمد بن حَمْدَوَيْه، ويحيى بن ساسويه الذهلي، والهيثم بن خلف الدوريّ، وطبقتهم بخُراسان، والعراق، ومصر، والحجاز، فأكثر؛ وكان يحفظ الفقيهات، ويتكلم على الحديث. ويصوم الإثنين والخميس، ويقوم اللّيل. ومناقبه جَمّة. وكان لا ينهض بأعباء الوزارة، بل نهمته في العلم وفي الطلبة الفقراء. قُتل ساجدًا. من الأنساب.
154- محمد بن محمد بن عَبّاد النَّحْويّ: ذكره القفطيّ.
155- محمد بن مطهّر بن عُبيد3: أبو النَّجا المصريّ الضرير. أحد الأئمة المالكية الأعلام. وكان رأسًا في الفرائض. له مصنفات في الفرائض والمذهب.
156- محمد بن مُعاذ بن فَهْد الشعَّرانيّ4: أبو بكر النهاونديّ. روى عن: إبراهيم بن ديزيل، تمتام، والكُدَيميّ، وطائفة وعنه: أبو بكر بن بلال، ومنصور بن جعفر النهاوندي، وغيرهما. وهو متروك واهٍ.
"حرف النون":
157- نزار5: واسمه محمد القائم بأمر الله، أبو القاسم ابن الملَّقب بالمهْديّ
__________
1 تاريخ بغداد "2/ 403، 404"، المنتظم "6/ 346"، الكامل في التاريخ "8/ 465".
2 المنتظم "6/ 346"، البداية والنهاية "11/ 215".
3 المنتظم "6/ 363"، البداية والنهاية "11/ 221".
4 ميزان الاعتدال "4/ 44"، سير أعلام النبلاء "15/ 387، 388"، لسان الميزان "5/ 384، 385".
5 سير أعلام النبلاء "15/ 152-156"، البداية والنهاية "11/ 210، 211"، النجوم الزاهرة "3/ 287".

(25/67)


عُبيد الله، الذي توثب على الأمر، وادّعى أنّه عَلَويّ فاطميّ. بايع أبا القاسم والده بولاية العهد من بعده بإفريقية، وجهزهُ في جيشٍ عظيم إلى مصر مرتين ليأخذها. المرة الأولى في سنة إحدى وثلاثمائة، فوصل إلى الإسكندرية، فملكها وملك الفيّوم، وصار في يده أكثر خراج مصر، وضيّق على أهلها. ثم رجع. ثم قدمها في سنة سبعٍ وثلاثمائة، فنزح عاملُ المقتدر عن مصر ودخلها.
ثمّ خرج إلى الجيزة في جحفلٍ عظيم، فبلغ المقتدر، فجَّهز مؤنسًا الخادم إلى حربه، فجدّ في السَّير وقدم مصر، والقائم مالك الجيزة والأشمونين وأكثر بلاد الصعيد، فالتقي الْجَمْعان وجرت بينهما حروب لا توصف. ووقع في جيش القائم الوباء والغلاء، فمات الناس وخيلهم. فتقهقر إلي إفريقية، وتبعه عسكر المسلمين إلى أن بَعُدَ عنهم ودخل المهديّة، وهي المدينة التي بناها أبوه.
وفي أيامه خرج عليه أبو يزيد مخلد بن كيداد، وخرج معه خلق كثير من المسلمين الصلحاء ابتغاء وجه الله تعالي لِما رأوا من إظهاره للبدْعة وإماتته للسنة. وجرت له مع هؤلاء أمور.
وبخروج هذا الرجل الصالح وأمثاله على بني عُبيد، أحسنوا السيرة مع الرعيّة، وتهذبوا وطووا ما يرومونه من إظهار مذهبهم الخبيث، وساسوا مُلكهم، وقنعوا بإظهار الرفص والتشيع. توفي القائم بالمهديّة في شوّال سنة أربعٍ هذه، ومخلد المذكور محاصرًا له. وقيل: إن مخلد كان على رأي الخوارج. وكان مولد القائم بسليمة في حدود الثمانين ومائتين. وقام بعده في الحال ولده المنصور إِسْمَاعِيل. وكتم موت أَبِيهِ. وبذل الأموال، وجدّ في قتال مخلد. وقد ورد عن القائم عظائم، منها ما نقله القاضي عياض، وغيره، قال: لمّا أظهر بنو عُبيد أمرهم نصبوا حسن الأعمى السباب، لعنه الله، في الأسواق للسبّ بأسجاع لُقنها، منها: العنوا الغار وما وعي ... والكساء وما حوى. وغير ذلك.
158- نصر بْن مُحَمَّد بْن عبد العزيز1: أبو القَاسِم البغداديّ الدّلال سمع الحسن بن محمد الزعفراني، وأحمد ابن منصور الرمادي. وعنه: أبو الحسن بن الْجُنديّ، وابن جميع في "معجمه".
__________
1 تاريخ بغداد "13/ 299، 300".

(25/68)


"الكنى":
159- أبو بكر الشِّبْلِيُّ1: الصوفيّ المشهور، صاحب الأحوال. اسمه دُلف بن جَحدر، وقيل جعفر بن يونس، وقيل: جعفر بن دُلف، وقيل غير ذلك. أصله من الشِّبْلِيَّةِ، وهي قرية، ومولده بسرَّ من رَأَى. ولي خالُه إمرة الإسكندرية، وولي أبوه حجابة الحُجاب، وولي هو حجابة الموفقَّ. فلما عُزل الموفَّق من ولاية العهد، حضر الشبلي يوما مجلسٍ خيرٍ النساج وتاب فيه، وصحب الْجُنيد ومن في عصره. وصار أوحد الوقت حالًا وقالًا، في حال صحوه لا في حال غيبته. وكان فقيها، مالكيّ المذهب. وسمع الحديث.
حكي عنه: محمد بن عبد الله الرازي، ومنصور بْن عبد اللَّه الهَرَويّ، ومحمد بْن الْحَسَن الْبَغْدَادِيّ، وأبو القاسم عَبْد الله بن محمد الدمشقيّ، ومحمد بن أحمد الغسانيّ، وجماعة. وله كلام مشهور، وفي الكتب مسطور. فعن الشبلي في قوله تعالي: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا} [الكهف: 18] . قال: لو أطَلعت على الكُلّ لوليَّت منهم فرارًا إلينا.
وقال مرّةً: آه. فقيل: من إيّ شيء؟ قال: من كلّ شيء. وقيل: إنّ ابن مجاهد قال للشبليّ: أين في العلم إفساد ما ينتفع به؟ قال له: فأين قوله: {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص: 33] ؟ ولكن أين معك يا مقُرئ القرآن. إنّ المُحبّ لا يعذب حبيبه. فسكت. قال: قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: 18] . وقال: ما قلت: الله، قطّ، إلا واستغفرت الله من قولي الله. قال جعفر الخُلْديّ: أحسن أحوال الشبليّ أن يقال فِيهِ مجنون، يُريد أنّه كثير الشطح، والمجنون رُفع عنه القلم. وقال السُّلميّ: سمعت أبا بكر الأبهري يقول: سمعت الشبلي يقول: الانبساط بالقول مع الله تَرْك الأدب، وترك الأدب يوجب الطرد. وقال أحمد بن عطاء: سمعت الشبلي قال: كتبت الحديث عشرين سنة، وجالست الفقهاء عشرين سنة.
وكان يتفقه لمالك. وكان له يوم الجمعة صيحة، فصاحَ يومًا فتشوَّش الخلْق، فحرد أبو عمران الأشيب والفقهاء، فقام الشبليّ وجاء إليهم، فلمّا رآه أبو عمران
__________
1 حلية الأولياء "10/ 366-375"، سير أعلام النبلاء "15/ 367-369"، صفة الصفوة "456-461".

(25/69)


أجلسه بجنبه، فأراد بعضُ أصحابه أن يُرِيَ الناس أن الشبليّ جاهل فقال: يا أبا بكر، إذا اشتبه على المرأة دَم الحيض بدم الاستحاضة كيف تصنع؟ فأجاب الشبليّ بثمانية عشر جوابًا. فقام أبو عمران وقبل رأسه وقال: مِن الأجوبة ستة ما كنتُ أعرفها. رواها أبو عبد الرحمن السلمي عن أحمد بن محمد بن زكريا، عن أحمد بن عطاء. وقيل: إنه أنشد:
يقول خليلي: كيف صبرُكَ عنهم؟ ... فقلتُ: وهل صبرٌ فيسأل عن كيف
بقلبي جَوَيً أذْكَى من النّار حَرُّهُ ... وأصلى من التقوى وأمضى من السيف
وقيل: إنه سأله سائل: هل يتحقَّق العارف بما يبدو له؟ فقال: كيف يتحقق بما لا يثبت، وكيف يطمئنّ إلى ما لا يظهر، وكيف يأنس بما لا يخفى. فهو الظاهر الباطن الظّاهر. ثم أنشد:
فمن كان في طول الهوى ذاق سلوة ... فإني من ليلى لها غير ذائق
وأكبر شيءٍ نلتهُ من نوالها ... أماني لم تصدق كلمحَةِ بارق
وكان رحمه الله لهجًا بالغزال والمحبّة، فمن شعره:
تغني العودُ فاشتقنا ... إلى الأحباب إذ غنّا
أزور الدَّير سكرانًا ... وأغدوا حاملًا دنّا
وكنا حيثُ ما كانوا ... وكانوا حيث ما كنا
أحبرنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ: أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيُّ، أنا علي بن مسلم، أنا ابن طلاب، أَنَا ابن جُمَيْعٍ: أنشدنا الشبليّ:
خرجنا السنَّ نستنّ ... ومعَنا من تري منّ
فلما جننا الليل ... بذلنا بيننا دنّ
وكان للشبليّ في ابتدائه مجاهدات فوق الحدّ. قال أبو علي الدقاق: بلغني أنه كحل عينيه بكذا وكذا من الملح ليعتاد السَّهر. ويروى أنّ أباه خلف له ستين ألف دينار سوي الأملاك، فأنفق الجميع، ثمّ قعد مع الفقراء.
وقال أبو عبد الله الرازيّ: لم أر في الصوفيّة أعلم من الشبليّ. قال السلمي:

(25/70)


سمعت محمد بن الحسن البغدادي: سمعت الشبليّ يقول: أعرفُ من لم يدخل في هذا الشأن حتّى أنفقَ جميع مُلْكه، وغرَّق في دجلة سبعين قمطرًا بخطه، وحفظ "الموطّأ"، وقرأ كذا وكذا قراءة. يعني نفسه. وقال حسن الفرغاني: سألت الشبلي: ما علاقة العارف؟ فقال: صدرُه مشروح، وقلبه مجروح، وجسمه مطروح. وقد تغيّر مزاج الشَّبليّ مدّة، وجف دماغه، وتوفي ببغداد في آخر سنة أربعٍ وثلاثين، وله سبعٌ وثمانون سنة.
وفيات سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة
"حرف الألف":
160- أحمد بن محمد بن أبي سعيد الدوري1: أبو العباس البزاز. قال الجعاني: حدَّث عن: أبي حُذافة السَّهميّ، والحسن بن محمد الزعفرانيّ، وعليّ بن إشكاب. وعنه: يوسف القواس وقال: ثقة، وأبو الحسين ابن خمة الخلال، وابن البواب المقرئ، وأبو عبد الله بن دوست. تُوُفّي فِي رَمَضَان.
161- أَحْمَد بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يعقوب2: مولي الداخل عبد الرحمن بن معاوية الأموي، أبو عمر الحذاء القرطبي. سمع: محمد بن وضّاح، وأبان بن عيسى، ومحمد بن يوسف بن مطروح. وأمَّ بالأمير عبد الله ابن محمد الأمويّ، وبالناصر عبد الرحمن بن محمد. وحدَّث وتوفي في ذي الحجة.
162- أحمد بن أبي أحمد الطبري3: أبو العباس بن القاصّ الشّافعيّ، صاحب أبي العباس بن سريج. إمامٌ كبير صنَّف في المذاهب كتاب "المفتاح" و"أدب القاضي"، و"المواقيت"، و"التلخيص" الذي شرحه أبو عبد الله ختن الإسماعيلي. تفقه عليه أهل طبرستان. وكانت وفاته بطرسوس. وقد شرح حديث أبى عمير. وحدث عن: أبي خليفة، وغيره.
163- أحمد بن الوليد بن عيسى: أبو بشر الأسيوطيّ. في سنة خمسٍ أو سنة ستّ وثلاثين توفي. سمع: أبا الزنباع روح بن الفرج.
__________
1 تقدمت ترجمته برقم "45".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 34، 35".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 371، 372"، البداية والنهاية "11/ 219"، النجوم الزاهرة "3/ 294".

(25/71)


164- إبراهيم بن محمد بن خَلَف بن قُديد: أبو إسحاق المصريّ، مولي الأزد. سمع: الربيع بن سليمان، وغيره. قَالَ أَبُو سَعِيد بْن يونس: لم يكن بذلك.
"حرف الحاء":
165- الحسن بن حَمُّوَيْه1: قاضي أسْتَرَاباذ. روي عن: محمد بن يزداد، وإبراهيم بن عليّ النيَّسابوري، وجماعة.
166- حمزة بن القاسم بن عبد العزيز2: أبو عمر الهاشمي البغدادي، إمام جامع المنصور.
سمع: سعدان بن نصر، وعيسى بن أبي حرب، وعبّاس بن عبد الله الترقفي، وعباس بن محمد الدُّوريّ. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وأبو الحُسين بن المتّيم، وإبراهيم بن مخلد، وجماعة. قال الخطيب: كان ثقة، مشهورًا بالصّلاح. استسقى للّناس فقال: اللهم إنّ عمرًا استسقى بشيبة العباس وهو أبي، وأنا استسقي به. قال: فجاء المطر وهو على المنبر. وُلِدَ سنة 249.
"حرف السين":
167- سعيد بن مروان3: أبو عثمان الحضرميّ الأندلسيّ. رحل، وحج، وسمع من: عليّ بن عبد العزيز، ويحيى ابن عمر الفقيه. سمع منه: حَكَم بن إبراهيم المراديّ كتاب "الفضائل" لأبي عُبْيد.
وكان شيخًا فاضلًا، ومشهورًا بالعلم. رحمه الله.
168- سليمان بن عبد الله بن المبارك4: أبو أيّوب القرطبيّ. عُرف بابن المشتري. سمع: محمد بن وضّاح، وأبا صالح أيّوب بن سليمان، وعبيد الله بن يحيى. وكان عالمًا متعبّدًا مجتهدًا فقيهًا. روى عنه: محمد بن أحمد بن مفرّج، وغيره. وقيل: بل توفي سنة سبعٍ وثلاثين.
__________
1 المنتظم "6/ 350"، البداية والنهاية "11/ 216، 217".
2 تاريخ بغداد "8/ 181"، المنتظم "6/ 350، 351"، سير أعلام النبلاء "15/ 374، 375".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 167".
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 187".

(25/72)


169- سُلَيْمَان بْن عَبْد الملك: أبو أيّوب القُرْطبيّ: سمع: محمد بن وضّاح، وأبا صالح. وصنّف. وكان عابدًا مجتهدًا، مشاورًا في الأحكام. توفي فيها أو بعدها.
"حرف الشين":
170- شقيق بن محمد بن عبد الله: أبو دُجانة الأنصاريّ المصريّ. وثّقه أبو سعيد بن يُونُس وقال: روى عن إبراهيم بن مرزوق. توفي سنة خمسٍ وثلاثين.
"حرف العين":
171- عبّاد بن العبّاس بن عَبَّاد بن أحمد بن إدريس1: الوزير أبو الحسن. والد الصاحب إسماعيل بن عَبَّاد. ولي الوزارة للحسن بن بويه. وحدَّث عن: محمد بن حَبّان المازنيّ، ومحمد بن يحيى المروزيّ، وأبي خليفة. وعنه: أبو الشيخ، وأبو بكر بن المقرئ.
172- عبد الله بن الحسن2: أبو محمد الأندلسيّ الوشقيّ، يُعرف بابن الهنديّ. سمع بالقيروان: يحيى بن عمر. وولي قضاء بلده. وتوفي في هذا العام.
173- عبد الله بن حوثرة بن العباس الأمويّ المروانيّ القُرْطُبي3: أبو محمد. روى عن: بقيٌ بن مخلد. وذكره ابن الفرضيّ مختصرًا.
174- علقمة بن يحيى بن علقمة: أبو سُليم المصريّ الجوهريّ. روى عن: أبيه، وبكّار بن قتيبة. وكتب الكثير. وثقه ابن يونس وورخه.
175- علي بن محمد بن مهرويه4: أبو الحسن القزويني. شيخ مسن نيف على المائة. سمع: يحيى بن عَبْدك القزويني، وعبّاسًا الدوريّ ببغداد، والحسن بن عليّ بن عفان، وإبراهيم بن بُرّة باليمن. ورحل إلى العراق مرَّتين: وكتب ما لا يُحصى. وانتخب عليه أبو العبّاس بن عقدة، مع تقدمه، ثلاثة أجزاء.
__________
1 وفيات الأعيان "1/ 229، 232".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 227، 228".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 228".
4 تاريخ بغداد "12/ 69، 70"، سير أعلام النبلاء "15/ 396، 397"، لسان الميزان "4/ 257، 258".

(25/73)


روى عنه: أبو طالب عليّ بن عبد الملك النَّحْويّ، وعليّ بن الحسن بن سَعِيد، ومحمد بن أحمد بن عثمان الزُّبيريّ، وولده الزبير بن محمد، وجماهة. ومن أهل جُرجان: ابن عديّ، وأبو بكر الإسماعيلي، وغيرهما. وأحمد بن علي الآبندونيّ. وسكن جُرْجان. وكانت وفاته بقزوين. وروى عنه: صالح بن أحمد الهمداني وقال: كان صُويْلحًا. وكان يأخذ على نسخة عليّ بن موسى الرّضا. وقال شيرُوَيْه الهمدانيّ: قال عبد الرحمن: روى نسخة الرّضا ظاهرًا وباطنًا. فما رواه سرًا لم أسمعه. وكان يأخذ عليه. وتكلَّموا فيه. قلت: كأنه كان شيعيًّا. روى عنه من البغداديّين: عمر بن سنبك، أبو بكر الأبهري، وأبو حامد بن شاهين. وقال صالح الحافظ: محلّه الصِّدْق.
أخبرنا محفوظ بن معتوق التّاجر سنة 693، أنبا عبد اللّطيف بن محمد، أنا طاهر بن محمد، أنا محمد بن الحسين المقوِّميّ، أنا الزبير بن محمد، أنا عليّ بن محمد بن مِهْرَوَيْهِ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبُو عُبيد، ثنا هُشيم، أنا أَبُو هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ قَيْسِ بن عُباد، عن أبي سعيد الْجُندي قال: من قرأ سورةَ الكهف يوم الجمعة أضاءَ له من النوّر ما بينه وبين البيت العتيق.
176- عليّ بن محمد بن موسى1: أبو القاسم البغداديّ، المعروف بابن صُغدان الأنباريّ المُلقَّب حُسْنُس. سمع: عبّاسًا الدوريّ، ويحيى بن أبي طالب، وهلال بن العلاء. وحدّث في هذا العام عن جماعة، وانقطع ذكره. روى عنه: أبو الفضل الشَّيبانيّ، وأبو الحُسين بن جُمَيْع، وأبو بكر الهيتي. وقع لي حديثه عاليًا. وقد رواه الخطيب عن ابن عيّاض، عن ابن جُمَيْع، عنه. وروى الخطيب أيضًا عن محمد بن عبد الله الهَيتيّ، إملاءً عَنْهُ.
"حرف الميم":
177- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله: أبو الفضل المروزيّ الحاكم. قُتل بمروْ.
178- محمد بن أحمد بن الربيع بن سليمان بن أبي مريم2: أبو رجاء الأسوانيّ المصريّ الشّاعر. صاحب القصيدة التّي ما أعلم في الوجود أطول منها.
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 74"، الإكمال لابن ماكولا "3/ 156".
2 المنتظم "6/ 358"، الوافي بالوفيات "2/ 36"، النجوم الزاهرة "3/ 294".

(25/74)


ذكره ابن يونس، وأنّه مات في ذي القعدة. وأنّه سمع من عليّ بن عبد العزيز البغويّ. وأنّه كان أديبًا وفقيهًا على مذهب الشافعي. له قصيدة نظم فيها أخبار العالم، فذكر قصص الأنبياء نبّيًا نبّيًا عليهم السّلام.
قال: وبلغني أنّه سُئل قبل موته بسنتين: كم بلغت قصيدتك إلى الآن؟ فقال: ثلاثين ومائة ألف بيت، وقد بقي عليّ فيها أشياء. ونظَم فيها الفقه، ونظم كتاب المزنيّ فيها، وكتاب طبّ، وكُتُب الفلسفة. وكان فيه سكون ووقار. وكان حسن الصيانة. توفيّ في ذيّ الحجّة. قلت: كذا أعاد وفاته بعد أن قدَّم أنّها في ذي القعدة. ثمّ روى عنه حديثًا.
179- محمد بن أحمد بن سليمان القوّاس1: بغداديّ. يروي عن: إسحاق الخُتليّ. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وغيره.
180- محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر2: أبو عبد الله الفارسيّ. بغداديّ الدّار، ثقة. فقيه على مذهب الشّافعي. روى عن: أبي زُرعَة الدّمشقيّ، وعثمان بن خرزاذ، وإسحاق بن إبراهيم الدَّبريّ، وبكر بن سهل الدمياطي. روي عنه: الدارقطني فأكثر، وإبراهيم بن خرشيد قوله، وأبو عمر بن مهدي. ومولده سنة تسعٍ وأربعين ومائتين.
181- محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد البغدادي3: الصيرفي أبو بكر المطيري. من مطيرة سامراء. نزل بغداد، وحدَّث بها عن: الحَسَن بن عرفة، وعليّ بن حرب، وعبّاس الدوريّ، وابن عفان العامري. وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو الحسين بن جميع، وأبو الحسن بن الصلت. قال الدّارَقُطْنيّ: هو ثقة مأمون.
182- محمد بن الحسين بن عليّ: أبو العبّاس النيَّسابوري. سمع: الحسين بن الفضل، وغيره. توفي في رمضان.
183- محمد بن حيّان بن حمدويه: أبو بكر النيسابوري. الصوفي الزاهد.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 306"، المنتظم "6/ 355".
2 المنتظم "6/ 355"، الكامل في التاريخ "8/ 468"، البداية والنهاية "11/ 218".
3 تاريخ بغداد "2/ 145، 146"، المنتظم "6/ 355"، سير أعلام النبلاء "15/ 301"، النجوم الزاهرة "3/ 194".

(25/75)


قال السلميّ: كان يذهب مذهب الحسين بن الفضل، وهو من كبار فتيان أصحاب أبي عثمان.
قَعَدَ في حلقة الشبليّ، وقد حلق ووضع رأسه على رُكبتيه، فصفَعه الشبليّ، فلم يرفع رأسه وقال: لبيِّك. فأخذ الشبلي يعتذر إليه. فقال: هو لا ذا ولا ذاك. فقال الشبلي: وردَ علينا مَن أرانا قيمتنا. قال الحاكم: هو من كبار مشايخ الصوفية، ومّمن جري له ببغداد مع الشبلي مناظراتٌ كثيرة. وكان يغشانا أيام والدي، وكان يحفظ حديثًا قرأه عليَّ مرات، سمعه من محمد بن منده، عن بكر بن بكّار. توفي في جمادى الآخرة. وقد صحب أبا عثمان الحيِريّ.
184- محمد بن عمر بن حفص النيسابوري1: لا الْجُورْجِيريّ، ذاك تقدَّم ذكره سنة ثلاثين. أبو بكر السمسار الزاهد. كان لا يشتغل إلى بالصّلاة والتّلاوة، والصّلاة على الجنائز. سمع: إسحاق بن عبد الله بن رُزَيْق، وسهل بن عمّار. روى عنه: أبو الحسين الحَجّاجيّ، وأبو إسحاق المزكيّ، وابن مَحْمِش، وأبو عبد الله بن منده. تُوُفّي في شوّال، وله اثنتان وتسعون سنة. وشيّعه خلق كجمْع العيد. وكان في مكسب عظيم فَتَرَكه.
185- محمد بن يحيى بْن عَبْد الله بْن العبّاس بْن محمد بن صُول2: أبو بكر الصُّوليّ البغداديّ. أحد الأدباء المتفنّنين في الآداب والأخبار والشِّعر والتّواريخ. حدَّث عن: أبي داود السَّجِسْتانيّ، والكُدَيْميّ، والمبرّد، وثعلب، وأبي العَيْناء. وكان حاذقًا بتصنيف الكتب.
نادم عدةً من الخلفاء، وصنف أحبار الخلفاء وأخبار الشّعراء والوزراء. وكان حَسن الاعتقاد، مقبول القَوْل. وكان جدّه صول مِن ملوك جُرْجان. روى عنه: أبو عمر بن حَيُّوَيْه، والدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن بن الْجُنْديّ، وأبو الحسين بن جُمَيْع، وعُبَيْد الله بن أبي مُسلم الفَرَضيّ، وعليّ بن القاسم، والحُسين الغضائريّ. وله شعرٌ كثير سائر. خرج عن بغداد لإضاقةٍ لحِقَتْه. وحديثه بعلوٍّ عند أصحاب السلفي.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 376".
2 المنتظم "6/ 359-361"، الكامل في التاريخ "8/ 468"، سير أعلام النبلاء "15/ 301"، النجوم الزاهرة "3/ 286".

(25/76)


"حرف الهاء":
186- هارون بن محمد بن هارون1: أبو جعفر الضّبيّ. أحد الأشراف، من أهل عُمان. سكن بغداد.
روى عَنْهُ: ابنه القاضي أبو عَبْد اللَّه الحسين الضَّبّيّ في أماليه. يروي عن: صالح بن محمد بن مهران الأيليّ، وغيره. ذكره الدّارَقُطْنيّ فقال: ساد بعُمان في حَدَاثته، ثمّ خَرَج عنها فلقي عُلماء مكة والعراق، ودخل بغداد سنة خمسٍ وثلاثمائة، فارتفع قدره عند السّلطان، وانتشرت مكارمه، وأكثر الشعراء مدائحه، وأنفق الأموال في برّ العلماء، وفي الصِّلات. وكان مبرزا في اللغة والنحو ومعاني القرآن. وكانت داره مجمع العلماء إلي أن مات.
187- الهيثم بن كُلَيْب بن سُرَيْج بن مَعْقِل2: أبو سعيد الشّاشيّ الحافظ. مصنَّف "المُسَنْد" سمع: عيسى بن أحمد العسقلانيّ البلْخيّ، ومحمد بن عيسى الترمذي، وزكريا بن يحيى المروزي، ومحمد بن عُبيد الله بن المنادي، وعباس بن محمد الدوري، ويحيى بن أبي طالب. روى عَنْهُ: أبو عبد الله بن منده، ورحل إليه إلى الشّاش، وعليّ بن أحمد الخزاعي، ومنصور بن نصر الكاغديّ، وأهل ما وراء النهر.
وفيات سنة ست وثلاثين وثلاثمائة
"حرف الألف":
188- أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الله بن معاوية بن أبي السّوّار: أبو الحسن المصريّ. وثَّقه ابن يُونُس وقال: روى عن أبي يزيد القراطيسيّ، وأحمد بن حمّاد زُغْبة.
189- أحمد بن جعفر ابن المحدِّث أبي جعفر محمد بن عُبَيْد الله بن المنادي3: أبو الحسين البغداديّ الحافظ. سمع: جدّه، ومحمد بن عبد الملك
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 33"، المنتظم "6/ 356"، البداية والنهاية "11/ 218".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 359، 360"، شذرات الذهب "2/ 342".
3 تاريخ بغداد "4/ 69، 70"، المنتظم "6/ 357، 358"، النجوم الزاهرة "3/ 295"، سير أعلام النبلاء "15/ 361".

(25/77)


الدقيقي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأبا داود السجستاني، وخلقا سواهم. روى عنه: أبو عمر بن حَيَّوَيْهِ، وجماعة آخرهم محمد بن فارس الغوري.
قال الخطيب: كان صلْب الدين، شرس الأخلق، فلذلك لم تنتشر عنه الرّواية. وقد صنَّف أشياء وجمع. وكان مولده سنة سبعٍ وخمسين ومائتين تقريبًا، وتوفي في المحرم من هذا العام.
قلتُ: وكان من جلّة القُرّاء. فإنّه قد ذكر الدّانيّ فقال: أخذ القراءة عرْضًا، وروى الحروف سماعًا عن: الحسن بن العبّاس، وأبي أيّوب الضّبّيّ، وإدريس الحدّاد، والفضل بن مخلد الدقاق. وسمي جماعة، ثم قال: مُقرئ جليل، غاية في الإتقان، فصيح اللّسان، عالمِ بالآثار، نهاية في علم العربيّة. صاحب سنة، ثقة مأمون.
قرأ عليه: أحمد بن نصر الشدائي، وعبد الرحمن بن أبي هاشم، وجماعة منهم أحمد بن عبد الرحمن شيخ عبد الباقي بن الحسن. ومِن شيوخه: زكريّا بن يحيى المروزي، وعبّاس الدوري.
190- أحمد بن الحسين بن داناج: أبو العبّاس الأصطخري الزاهد. نزيل مصر. سمع: علي بن عبد العزيز البغوي، والحسن بن سهل المجوّز، وإسحاق الدبري، ومُطَّينًا، وجماعة بالشّام وبغداد.
روى عنه: أبو بكر بن جابر التنيسي، والحسن بن إسماعيل الضّرّاب، وعبد الرحمن بن النّحّاس. وكان ممتعًا بعين واحدة. تُوُفّي فِي شوال.
191- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بن مفرج1: أبو القاسم القرطبي، والد الحافظ أبي عبد الله. روى عن: محمد ابن وضّاح، وجماعة.
روى عنه: ابنه. وهو مولى الإمام عبد الرحمن بن الحكم.
192- أحمد بن يوسف بن حجاج بن عمير بن جبيب2: أبو عمرو الإشبيليّ الأديب.
كان حافظًا للَّنحْو، مدققًا؛ شاعرًا عروضيًا.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 35".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 35".

(25/78)


"حرف الحاء":
193- حاجب بن أحمد بن يرحم بن سُفْيان1: أبو محمد الطوسيّ. حدَّث عن: محمد بن رافع، ومحمد بن يحيى الذُّهْليّ، ومحمد بن حماد الأبيوري، وأبي عبد الرحمن المروزي، وجماعة. وكان يزعم أنّه ابن مائة وثمانين سنين في سنة خمسٍ وثلاثين. قال الحاكم: بلغني أنّ شيخنا أبا محمد البلاذري كان يشهد له بلُقيّ هؤلاء الشيوخ. وحضرت أنا دار السنة بعد فراغ أبي العبّاس من الإملاء، وحُمِل حاجب فوُضع على الدّكة. وقرأ عليه أبو أحمد الورّاق ثلاثة أجزاء، وفيها عن عبد الله بن هاشم، وعبد الرحيم بن منُيب. ولم أظفر بذلك السّماع. وتُوُفّي سنة ستٍّ فجأة. قال مسعود بن عليّ السِّجْزِيّ: سألت الحاكم عن حاجب الطُّوسيّ فقال: لم يسمع حديثًا قطّ، لكنه كان له عمّ قد سمع الحديث، فجاء البلاذري إليه. فقال: هل كنتَ مع عمّك في المجلس؟ قال: بلى. فانتخب له من كُتُب عمّه تلك الأجزاء الخمسة. قلت: روى عنه: منصور بن عبد الله الخالدي، وأحمد بن محمد البصير الرازي، وعلي بن إبراهيم المزكي، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبو عبد الله بن منده، وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيريّ، ومحمد بن محمد بن مَحْمِش. وقال أبو نصر بن ماشاذة: قلت للحافظ أبي عبد الله بن منده: ما تقول في حاجب بن أحمد؟ فقال: هو ثقة ثقة.
194- حسن بْن عُبيد الله بْن محمد بْن عَبْد الملك2: أبو عبد الملك القرطبي.
سمع: محمد بن وضاح، وعبيد الله بن يحيى اللَّيْثيّ. وكان مشاورا في الأحكام. توفي في رجب.
"حرف الزاي":
195- زند بن محمد بن خلف الشامي المصري: أبو عمرو. شيخ معمر، حدَّث عن يونس بن عبد الأعلى، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب بشيءٍ يسير. قال ابن يونس: ليس بالقويّ في الحديث. تُوُفّي في ذي القعدة. قلت: روى عنه: عبد
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 336، 337"، ميزان الاعتدال "1/ 429"، لسان الميزان "2/ 146".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 11".

(25/79)


الرحمن بن عمر بن النّحّاس، ولكن سمّاه زيد بن خَلَف بْن زيد بن مالك القُرشيّ. وقد وقع لنا حديثه عاليًا في "الخُلعيات".
"حرف العين":
196- عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن سَعْد بْن إِبْرَاهِيم بْن سَعْد الزهري العَوْفيّ1: أبو محمد البغداديّ. والد عُبيد الله. سمع: عبّاس بن محمد الدوري، وجعفرًا الصّائغ، ومحمد بن غالب. وعنه: أبو عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الله بن عثمان الصّفّار. وثقه الخطيب، وقال: توفي سنة ستٍّ. وموِلده سنة سبعٍ وخمسين ومائتين.
197- عُبيد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الله بن الحسن بن حفص الهمدانيّ2: الأصبهاني المعدّل. قال الحسين بن محمد الزعفراني في "معجمه": ثنا قال: ثنا عبد الله بن محمد التَّيمّي.
198- عليّ بن الحسن بن عليّ الأصبهاني3: أبو الحسن المظالمي، قاضي البلد. والمظالميّ مَن يرفع الظّلامات إلى السّلطان.
يروى عن: أبي حاتم، والحارث بن أبي أسامة، وجعفر بن محمد بن شاكر، ومحمد بن غالب تمتام، وطبقتهم.
وعنه: أبو الشيخ، والحسين بن عليّ بن بكر، وعليّ بن محمد القمّاط، وأبو بكر بن المقرئ.
199- عيسى بن محمد بن عيسى: أبو بكر البلخي. يروي عن: محمد بن مسلمة الواسطيّ.
200- عيسى بْن مُكْرم الغافقيّ القرطبي4: سمع: محمد بن وضّاح. ولم يكن بالنّافذ في العلم. أرّخه عياض.
__________
1 تاريخ بغداد "10/ 289"، المنتظم "6/ 358".
2 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 102".
3 أخبار أصبهان "2/ 15".
4 تاريخ علماء الأندلس "1/ 334".

(25/80)


"حرف الفاء":
201- الفضل بن محمد بن محفوظ المروروذي: نزيل بُخَارَى. سمع: يوسف بن يعقوب القاضي، والفريابي. ومات في الكهولة.
"حرف الميم":
202- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَحْمَد بن حماد بن إبراهيم1: أبو العبّاس البغدادي المقرئ الأثرم. كذا نسبه الدّارَقُطْنيّ وجماعة. سمع: الحسن بن عَرَفَة، وعمرو بن شبَّة، وحُمَيْد بن الرّبيع، وبِشْر بن مطر، وعليّ بن حرب، وعبّاسًا الترقفي. وانتقى عليه الحافظ عمر البصري. وحدَّث عنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن المظفّر، عمر الكتّانيّ، وأبو الحسين بن جميع، والحسن بن عليّ النيسابوري، وأبو عُمَر القاسم الهاشميّ، وعليّ بن القاسم النجاد. وسكن البصرة بأخرة. وكان مولده بسامرّاء سنة أربعين ومائتين. أَنْبَأَنَا ابْنُ عِلَّانَ، أَنَا الْكِنْدِيُّ، أَنَا السَّيْبَانِيُّ، أَنَا الْخَطِيبُ، أَنَا أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ، أَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَثْرَمُ سنة ثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، نَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى السُّوسِيُّ سنة 259، نَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ خَالِدٍ وَهِشَامٍ، عَنِ ابْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تَلَقَّوُا الْجَلَبَ، فَمَنْ تَلَقَّى جَلَبًا فَصَاحِبُهُ بِالْخِيَارِ إِذَا دَخَلَ السُّوقَ" 2.
203- محمد بْن أحمد بْن إبراهيم بن قريش الحكيميّ3: أبو عبد الله البغداديّ الكاتب. سمع: زكريّا بن يحيى المروزي، ومحمد بن عبد النور، ومحمد بن عُبيد الله بن المنادي، والدوري، والصغاني، والحسن بن مكرم، وجماعة.
وعنه: الدارقطني، والمرزباني، وابن جُمَيْع الصيداويّ، وإبراهيم بن مخلد، وأحمد بن محمد بن دُوَسْت.
وثقه البرَقْانيّ وقال: إلا أنّه يروي مناكير. قال الخطيب: وهو بلخي الأصل. مات في ذي الحجة.
__________
1 تاريخ بغداد "1/ 263-265"، المنتظم "6/ 359"، سير أعلام النبلاء "15/ 303، 304".
2 "حديث صحيح": أخرجه مسلم "1519"، والنسائي "4513"، وابن ماجه "2178"، وأحمد في المسند "2/ 284، 403".
3 تاريخ بغداد "217-219"، المنتظم "6/ 359"، النجوم الزاهرة "2/ 296".

(25/81)


204- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مَعْقِل1: أبو عليّ النيسابوري الميداني، من محلّة ميدان زياد. سمع من محمد بن يحيى الذهلي جزءًا هو عند سبط السلفي في السماء. روى عَنْهُ: أبو سعيد بْن أَبِي بَكْر، وأبو عبد الله بن منده، ومحمد بن محمد بن محمش، وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيريّ. روى أبو عبد الله الحاكم حديثين عن الحيريّ عنه. وقال: توفي في رجب فجأةً.
205- محمد بن الحسن2: أبو طاهر النيسابوري المحمدآباذي ومحمدآباذ: محلةٌ بظاهر نيسابور. كان من كبار الثّقات العالمين بمعاني القرآن والأدب.
سمع: أحمد بن يوسف السلمي، وعليّ بن الحسن الهلاليّ، وحامد بن محمود، وعبّاس بن محمد الدوري، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ويحيى بن أبي طالب. وكان كثير الحديث. روى عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق، وأبو عليّ الحافظ، وعبد الله بن سعْد، وأبو عبد الله بن منده، وابن محمش، ومحمد بن إبراهيم الجوزجاني، وجماعة.
وقال الحاكم: اختلفتُ إليه أكثر من سنة، ولم أصل إلى حرف من سماعاتي منه. وقد سمعتُ منه الكثير. سمعت أبا النضر الفقيه بقول: كان ابن خزيمة إذا شكّ في اللّغة لا يرجع فيها إلا إِلَى أبي طاهر المحمداباذيّ. قلتُ: حديثه بعُلُوِّ عند الِّسلَفيّ.
206- محمد بن الحسن بن يزيد بن أبي خُبزَة3: أبو بكر الرَّقّيّ. يروي عن: هلال بن العلاء، وجماعة. وعنه: الدّارَقُطْنيّ. وبقي إلى هذه السنة، وانقطع خبره.
207- مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أَسِيد: أبو عبد الله المدينيّ. سمعّه أبوه من العراقيين وغيرهم. من: جعفر الصائغ، وتمتام. ومن: عُبَيد بن شرِيك، ومحمد بن عليّ الصائغ، وعبد الله بن أيوب القربيّ، وعليّ بن أحمد بن النَّضْر. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ، وعلي بن محمود، وأبو بكر المقرئ، وأبو عبد الله بن منده، وعليّ بن ميلة. وثقه ابن مردويه.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 390، 391"، شذرات الذهب "2/ 343".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 304، 305"، الوافي بالوفيات "2/ 373"، شذرات الذهب "2/ 343".
3 تاريخ بغداد "2/ 198"، المنتظم "6/ 363".

(25/82)


208- محمد بْن يحيى بْن عُمَر بْن لُبَابة1: أبو عبد الله الأندلسي، الملقب بالبرجون. جُلّ سماعه من عمّه محمد بن عمر. ورحل فسمع بالقيروان من: حماس، وغيره. وكان من أحفظ أهلِ زمانه. ولي قضاء البيرة فلم تُحمد سيرته فعُزل. وله في مذهب مالك كتاب "المنتخب"، وكتاب "الوثائق". وكان بارعًا في الشروط. توفي في ذي الحجّة.
209- محمد بن يوسف بن ديزويه: أبو بكر الدينوريّ، يُلقّب سقَلاب. سمع: أحمد بن محمد بن سليمان البرذعي. وتوفي في شعبان.
210- مكّيّ بن عُجَيف بن نُصَير: أبو بكر النّسَفيّ الواعظ. سمع: عبد الصّمد بن الفضل، وحمدان بن ذي النُّون. وعنه: عيسى بن الحسين بن الربيع.
211- موسى بن أحمد السوسي المغربي: الفقيه. يروي عن: يحيى بن عمر، وابن مسكين. من كبار المالكية.
وفيات سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة
"حرف الألف":
212- أحمد بن إسحاق بن إبراهيم: أبو بكر الصَّيدلانيّ النيسابوري المعدل الطبيب. سمع: الفضل بن محمد الشعراني، والحسين بن الفضل البَجَليّ، وطبقتهما.
وعنه: أبو أحمد الحافظ، والحسين الماسرجسيّ، والحاكم بن البيّع وقال: توفي في رمضان.
213- أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن عاصم2: أبو جعفر، ويقال أبو بكر الصَّدفيّ المصريّ العطار. سمع: أبا زرعة الدمشقي، ويحيى بن عثمان بن صالح، وروحًا أبا الزِّنْباع، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. ورحل وحصَّل. روى عنه: الحسن بن إسماعيل الضّرّاب، والقاسم بن عُبيْد الله الوّراق، ونصر بن أبي نصر الطوسيّ، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، والمغاربة.
__________
1 تقدمت ترجمته في الطبقة الماضية برقم "515"، وتقدمت ترجمته في هذه الطبقة برقم "31".
2 المنتظم "6/ 362".

(25/83)


214- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن دليل1: أبو الحُسَين الأصبهاني القاضي. سمع: أحمد بن يونس الضّبّيّ. وعنه: ابن مردويه.
215- أحمد بن عبد الله بن زكريّا: أبو الحسين الجرجاني الفقيه. تلميذ ابن سُريج. سمع: مُطيَّنًا، وأبا خليفة، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وغيره.
216- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان الحافظ2: أَبُو الطّيب الحنفيّ الصُّعْلوكيّ النيسابوري، عمّ الأستاذ أبي سهل. كان إمامًا مقَّدمًا في معرفة الفقه واللُغة. أدرك الأسانيد العالية، وصنَّف في الحديث، وأمسك عن الرواية بعد أن عُمِّر.
قال الحاكم: وكنّا نراه حسرةً. سمع: يحيى بن الذهلي، وعليّ بن الحسن بن أبي عيسى الدارابجردي، ومحمد بن عبد الوهاب.
وبالري: علي بن الجنيد، ومحمد بن أيوب. وببغداد: عبد الله بن أحمد. روى عنه: أبو سهل الأستاذ، والحافظ أبو عبد الله بن الأخرم. وسمعتُ منه حديثًا في المذاكرة. توفي في رجب. وكان إمامًا في الشافعية.
217- أحمد بن نزار المغربيّ المالكيّ3: روى عن: حمديس القطّان.
روى عَنْهُ: اللّبيديّ، وغيره. وكان فقيهًا عابدًا، متبتلًا خائفًا رحمة الله عليه.
218- إبراهيم بن شيبان4: أبو إسحاق القِرْميسِينيّ الصوفيّ. شيخ الْجَبَل في زمانه. صحب إبراهيم لخواص، ومحمد بن إسماعيل المغربيّ، ومحمد بن عبد الله الرازي، ومحمد بن ثوابة، وغيرهم. وساح بالشّام، وغيرها. سُئل عبد الله بن مُنازل عن إبراهيم بن شَيْبَان فقال: إبراهيم حجّة الله على الفقراء، وأهل الآداب والمعاملات. وعن إِبْرَاهِيم قال: من أراد أن يتعطّل ويتبطّل فليلزم الرُّخص.
وقال: علم الفناء والبقاء يدور على إخلاص الوحدانية وصحة العبودية. وما كان غير هذا. فهو من المغاليط والزندقة. وقال: الخوف إذا سكن القلب أحرق مواضع الشهوات فيه، وطرد عنه رغبة الدُّنيا. وقال: الشرف في التواضع، والعزّ في التقوى،
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 153".
2 تاريخ جرجان "99".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 391"، الوافي بالوفيات "7/ 396".
4 حلية الأولياء "10/ 361"، الزهد للبيهقي "314"، سير أعلام النبلاء "15/ 392-394".

(25/84)


والحرِّيَّة في القناعة. قال السلمي: توفي سنة سبعٍ وثلاثين. وقال أبو زيد المروزي: سمعت إبراهيم بن شيبان يقول: الخلق محلّ آلافات، وأكثر آفة منهم من سكنوا إليهم.
219- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هشام1: أبو إسحاق البخاريّ الفقيه الأمين.
قدِم في هذا العام نيسابور، وقيل توفي فيه.
روى عن: صالح جَزَرَة، وأبي الموجّه المروزي، وسهل بن شادويه. وعنه: أبو عمر بن حَيَّوَيْهِ، وأبو عبد الله الحاكم.
وكان فقيه أهل النظر في عصره. روى عنه: الأستاذ أبو الوليد الفقيه في صحيحه.
220- إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن يوسف البحريّ الْجُرجانيّ2: المحدَّث المُسنِد. كان رحلة جرجان في وقته.
سمع: محمد بن بسام، والحارث بن أبي أسامة، وعبد الله بن أبي مَسَّرة، وهلال بن العلاء، وإسحاق الدَّبَريّ، وجماعة.
وعنه: عَبْد اللَّه بْن عَديّ، وأبو بَكْر الإسماعيليّ، وابن الإسماعيليّ أبو نصر، والنعمان بن محمد الجرجاني، وأبو بكر السّبّاك، وغيرهم.
"حرف الباء":
221- بدر الخَرْشَنيّ3: الأمير. ولاه أستاذه الإخشيد دمشق سنة خمسٍ وعشرين وثلاثمائة، فبقي عليها عامين. فلمّا قدِم محمد بن رائق من بغداد زعم أنّ المتقيّ لله ولاه الشّام، فهرب بدر بعد وقعةٍ كبيرة بينهما. ثم ولي بدر دمشق سنة ستٍّ وثلاثين وثلاثمائة من قبل كافور الإخشيدي.
فلما ولى الحسن بن الإخشيد قبض على بدر، ثم أُهلك سنة 337.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 520".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 471، 472"، شذرات الذهب "2/ 345".
3 النجوم الزاهرة "3/ 279".

(25/85)


"حرف الحاء":
222- حبيب بن أحمد بن إبراهيم المعلم1: أبو إسماعيل القُرْطُبيّ. روى عن: محمد بن وضّاح، وإبراهيم بن باز، والخشني. حدَّث عنه: أحمد بن عَوْن الله، وغيره. توفي في رجب.
223- الحسن بن حمشاد بن سختويه التميمي: أبو محمد النيسابوري، أخو عليّ. سمع: السريّ بن خُزيمة، وأبا إسماعيل الترمذي، وإبراهيم بن عبد الله القصار، وأحمد بن أبي خيثمة. وتوفي في جُمَادَى الآخرة عن خمسٍ وثمانين سنة. عنه: أبو عبد الله الحاكم.
"حرف الزاي":
224- زكريّا بن خطّاب بن إسماعيل2: أبو يحيى الأندلسيّ. حجّ سنة ثلاثٍ وتسعين، وسمع "الموطّأ " من إبراهيم بن سعْد الحّذاء، عن أبي مُصْعَب، عن مالك. وسمع من جماعة. سمع منه: المستنصر بالله، وجماعة. وكان ثقة، فقيهًا، مفتيًا. توفي في رمضان، وولي القضاء ببعض مدُن الأندلس.
"حرف العين":
225- عبد الله بن الفضل بْن محمد بن عقيل بْن خُوَيْلد: أبو بكر النيسابوري. سمع: أبا المُثَنَّى العنْبريّ، وأبا مسلم الكشّيّ. وعنه: أبو سعيد بن حمشاد. وهو من بيت حديث.
226- عبد الفغار بن محمد: أبو نصر السائح. سمع: الربيع بن سليمان المراديّ.
227- عَديّ بن أحمد بن عبد الباقي3: أبو عُمير الأذني. سمع: عمّه يحيى، ويوسف القاضي. وعنه: عبد المنعم بن غلبون المقرئ، وأحمد بن عبد الكريم الحلبيّ، وعمر بن عليّ الأنطاكيّ، وابن جُمَيْع الغسّاني.
__________
1 جذوة المقتبس للحميدي "198".
2 تاريخ علماء الأندلس "1/ 149، 150"، جذوة المقتبس للحميدي "218".
2 مروج الذهب "739، 860-863"، تجارب الأمم "1/ 53، 54".

(25/86)


228- عمر بن يوسف بن موسى بن فهد1: أبو حفص ابن الإمام الأموي، مولاهم الأندلسيّ. من أهل تُطَيْلَة. ولي قضاءها، وامتُحن بالأسر هو وابنه وأخوه، فافتدوا بخمسة عشر ألف دينار. وتوفي في رجب، وله ثلاثٌ وتسعون. لا نعلمه روى.
229- عيسى بن زيد بن عيسى: أبو الحسن الهاشميّ الطالبّيّ العُقَيليّ النيسابوري الشافعيّ. سمع بمكة من: عليّ بن عبد العزيز وطبقته. قال الحاكم: فلم يقتصر، وارتقى إلى قومٍ لم يدركهم، فحدَّثنا عَنْ الحَسَن بْن عَرَفَة، ويونس بْن عَبْد الأعلى.
فقلت له: فمتى دخلت مصر؟ قال: سنة اثنتين وسبعين ومائتين. ومولدي سنة إحدى وأربعين ومائتين. وكنتُ أتورَّع عن الرواية عن هذا وأمثاله. قلتُ: روى عنه ابن منده.
"حرف الميم":
230- محمد بن إبراهيم بن نافع: أبو عبد الله السِّجْزيّ: حدَّث بِهَراة عن: موسى بن هارون، وأبي شُعيب الحرانيّ. روى عنه: محمد بن عليّ السيّاوشائيّ، وغيره.
231- محمد بن الحُسين بْن مُحَمَّد بْن سَعِيد2: أَبُو عَبْد اللَّه الواسطي الزعفراني، راوي "التاريخ الكبير" عن أحمد بن أبي خَيْثَمَة. وروى عن: أحمد بن الخليل البرجلانيّ، ومحمد بن زكريّا الغُلابيّ، وابن أبي الدّنيا. وعنه: أبو عمر الهاشميّ، وعليّ بن محمد بن خَزَفَة الصيدلانيّ، وغيرهم. وكان متمَّولًا، أكرم صاحب الزنج، فلمّا ظفر بواسط واستباحها حمي محلّته.
232- محمد بن عبد الله بن سُفَيان3: أبو بكر البغداديّ المَعْمريّ. سمع: محمد بن الفَرج الأزرق، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وأبو عمر الهاشمي. وهو ثقة.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 323"، جذوة المقتبس "303".
2 تاريخ بغداد "2/ 240".
3 تاريخ بغداد "5/ 451".

(25/87)


233- مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بن حفص الأصبهاني1: أبو صالح الْجُلكيّ. سمع: أحمد بن عصام.
وعنه: أحمد بن موسى بن مردويه، سمع منه في هذه السنة.
وثقه أبو نُعَيْم.
234- محمد بن عليّ بن عمر2.
أبو عليّ المذكرّ النيسابوري البرنوذي.
كان أبوه ثقة، فسمَّعه من: أحمد بن الأزهر، ومحمد بن يزيد السلمي، وإسحاق بن عبد الله بن رزين.
ولو اقتصر على هؤلاء أبو علي لصار محدَّث عصره. ولكنّه حدَّث عن شيوخ أبيه: محمد بن رافع، وعليّ بن سَلَمَةَ اللبقيّ، وعتيق بن محمد.
قال الحاكم: والَّشَرهُ يحملنا على الرواية عن أمثاله.
وتوفي في شعبان وله مائة وسبع سنين.
قلتُ: روى عنه: أبو إسحاق المزكيّ، والحاكم، وابن منده، وغيرهم.
235- محمد بن عيسى بن رفاعة3.
أبو عبد الله الخولاني، المعروف بابن الفلاس الأندلسيّ.
من أهل ريّة بسكن قُرْطُبة.
وكان قد رحل وسمع من: عليّ بن عبد العزيز البغويّ، وبكر بن سهل الدِّمياطيّ، وجماعة.
وكان يُنسب إلى الكذب. كان محمد بن أحمد بن يحيى وأحمد بن عوْن الله قد أسقطا روايتهما عَنْهُ.
وقال عَبْد الله بْن محمد بْن عليّ الباجيّ: كان يكذب.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 280".
2 البداية والنهاية "11/ 221"، المنتظم "6/ 363".
3 تاريخ علماء الأندلس "1/ 55، 56"، المغني في الضعفاء "2/ 622"، ميزان الاعتدال "3/ 679".

(25/88)


236- محمد بن أبي المنظور عبد الله بن حسّان الأندلسيّ.
أبو عبد الله، شيخ قديم الرحلة.
سمع ببغداد من ابن قُتيبة بعض تصانيفه، ومن: إسماعيل القاضي، وسكن القيروان، واشتغل بالتجرُّد. ولم ينتصب للتحديث.
ولاه أبو القاسم العُبيديّ القضاء، وأراد بتوليته تسكين نفوس العامّة والسنة.
وشاخ وعمر.
روى أيضًا عن: إسحاق الدبري، والحارث بن أبي أسامة.
روى عنه: عبد الله بن أبي هاشم، وابن التبان الفقيه.
توفي في محرم.
وفيات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة
"حرف الألف":
237- أحمد بن إبراهيم: أبو سعيد الرازي الزاهد.
عن الكجّيّ، وابن الضُّريْس.
وعنه: الحاكم أبو عبد الله.
238- أحمد بن دحيم، أو رحيم، بن خليل1.
أبو عبد الله القرطبي.
سمع: عُبيَد الله بن يحيى، والأعْناقيّ.
ورحل، وسمع ببغداد.
وكان فقيهًا، ثقة، جامعًا للسُّنن. ولي قضاء طُلَيْطلة، وغيرها.
وتوفي في الطاعون سنة ثمانٍ وثلاثين.
سمع من: البغويّ.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 35، 36"، جذوة المقتبس للحميدي "122".

(25/89)


239- أحمد بن سليمان بن زَبّان1.
أبو بكر الكندي الدمشقي الضّرير المعروف بابن أبي هريرة.
ذكر أنّه قرأ القرآن على: أحمد بن يزيد الحُلْوانيّ.
وأنّه سمع من: هشام بن عمّار، وأحمد بن أبي الحواري، وإبراهيم بن أيوب.
قرأ عليه: أحمد بن عبد الله بن زُرَيْق البغداديّ.
وروى عنه: أبو الحسين بن شمعون، وأبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وعبد الله بن ذكوان البعلبكي.
وروى عنه: تمام الرازي، وعبد الرحمن بن أبي نصْر ثمّ تركا الرواية عنه. قال أبو الفتح عبد الواحد بن مَسْرور: سألت أبا بكر أحمد بن سليمان بن إسحاق بن زبان الكنديّ من ولد الأشعث بن قيس عن مولده، فقال: ولدتُ سنة خمسٍ وعشرين ومائتين.
وقال عبد الغني المصري: كان غيرد ثقة. وقال الأمير ابن ماكولا: آخر مَن روى عَنْهُ عَبْد الرحمن بْن عثمان بن القاسم ثمّ ترك الحديث عنه لسببٍ حكاهُ لي أبو محمد الكتاني لا يكون جَرْحًا في ابن زَبّان.
وقال جمال الإسلام: قال لنا عبد العزيز الكتّانيّ: لمّا قرأنا على أبي محمد بن أبي نصر بعض الجزء، قلت: قد تكلّموا في ابن زَبّان. فقطع عليَّ أبو محمد القراءة وامتنع من الرواية عنه.
قلتُ: صدق ابن ماكولا، مثُل هذا لا يوجب ترْك الرجل. قال الكتّانيّ: وكان يُعرف ابن زَبّان بالعابد لزُهده وورعه، وحديثه بعلو عند الكندي، وأنا فأتهمته في لُقيّ مثل هشام. فالله أعلم.
240- أحمد بن شاذان بن إبراهيم بن الحكم: أبو الحسين البلْخي. له رواية.
241- أحمد بن محمد بن إسماعيل2: أبو جعفر بن النّحّاس المصريّ
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 378"، ميزان الاعتدال "1/ 103"، لسان الميزان "1/ 181، 182".
2 المنتظم "6/ 364"، سير أعلام النبلاء "5/ 401، 402"، البداية والنهاية "11/ 222".

(25/90)


النحويّ اللُّغويّ. رحل إلي الشّام، وأخذ عن الزجّاج. وكان ينظر بابن الأنباري ونَفْطَوَيْه ببلده.
له كتاب "إعراب القرآن"، وكتاب "المعاني"، وكتاب "اشتقاق الأسماء الحُسنْي"، وكتاب "تفسير أبيات سِيبَوَيْه"، و"الكافي" المؤلف النحو. وفسره عشرة دواوين وأملاها. وروى كثيراُ عن: عليّ بن سليمان الأخفش الصّغير. وكان حاذقًا، بارعًا، كبير الشأن. سمع الحديث من: الحسن بن علي، ونحوه. وقيل: كان شديد التقتير على نفسه. ربَّما وهبوه العمامة، فيقطّعها ثلاث عمائم. وروى أيضًا عن: محمد بن جعفر بن أَعيَن، وأحمد بن شُعيب النسائيّ، وبكر بن سهل الدمياطي، وجعفر الفريابي، وعمر بن أبي غيلان، ومحمد بن الحسن بن سماعة الكوفي، وإبراهيم بن السري الزجاج. وغلط ابن النجار في قوله: إنه سمع من المبرّد، فإنّه لم يُدْركه. روى عَنْهُ: أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن علي الأدفُويّ مصنفاته. ووصفه بمعرفة النَّحو أَبُو سعَيِد بْن يونس، وقال: تُوُفّي فِي ذي الحجّة. وقيل: إنّه جلس على دَرَج مِقْياس نيل مصر يقطّع لبعض الطلبة بيتًا من الشِّعرِ، فسمعه جاهلٌ فقال: هذا يسحر النيّل حتّى لا يزيد. فدفعه برِجلْهِ فألقاه في النيل، فعُدِم.
242- أحمد بن محمد بن شعيب: أبو حامد النيسابوري الشعبي، الفقيه الصالح العابد. سمع: يحيى بن محمد ين يحيى الذهلي، وسهل بن عمّار. وعنه: ابن أخيه أبو أحمد الشاهد، وأحمد بن هارون الفقيه، وأبو عبد الله الحاكم، وجماعة. تُوُفّي فِي ذي القعدة.
243- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عبد البرّ بن يحيى1: أبو عبد الملك القرطبي الأموي. صاحب تاريخ الفقهاء والقُضاة. وكان ممّن طلب العلم كثيرًا، وبحث عنه. وأخذ عن شيوخ الأندلس، وعّول على محمد بن لُبابة، وأسلم بن عبد العزيز. ومات كهْلًا.
244- إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم: أبو إسحاق النيسابوري العابد المعروف بإبراهيمك. القارئ.
سمع: يحيى بن الذهلي، والسريّ بن خزيمة، وعثمان بن سعيد الدّارميّ. توفي في ربيع الآخر.
روى عنه: الحاكم. وعاش ثلاثًا وتسعين سنة.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "1/ 38، 39".

(25/91)


245- إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن الأنطاكي1: المقرئ أبو إسحاق. فقيه، مقرئ كبير. قرأ على: هارون ابن موسى الأخفش، وأحمد بن أبي رجاء، وقُنبُل، وعثمان بن خُرَّزاذّ، وغيرهم. وعلى والده. وصنَّف كتابًا في القراءات الثَّمان.
وسمع: أبا أُمية الطرسوسيّ، ومحمد بن إبراهيم الصُّوريّ، ويزيد بن عبد الصمد، وعليّ بن عبد العزيز البغويّ. قرأ عليه: أبو الحسن بن بِشْر، وأبو عليّ بن حَبَش الدينوري، وأبو طاهر محمد بن الحسن الأنطاكي، وعلي ابن إسماعيل البصري، وأبو الطّيّب عبد المنعم بن غلبُون.
وكان مقرئ الشّام في زمانه. روى عنه الحديث: شهاب بن محمد الصوريّ، وأبو أحمد محمد بن جامع الدّهّان، ومحمد بن أحمد المَلَطيّ، وأبو الحسين بن جُمَيْع، وآخرون. توفي سنة ثمانٍ.
قاله فارس بن أحمد. وقال غيره: في شعبان سنة تسعٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ غَدِيرٍ، أَنَا ابْنُ الْحَرَسْتَانِيِّ وَأَنَا فِي الرَّابِعَةِ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُسْلِمِ، أَنَا ابْنُ طَلَّابٍ: أنبا ابْنُ جُمَيْعٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بِأَنْطَاكِيَّةَ: ثَنَا محمد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصُّورِيُّ، ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ثَنَا مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْن الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ" 2.
246- إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت3: أبو إسحاق العبسي السامري، نزيل دمشق، ونائب الحكم بها. وصاحب الجزء العالي الذي تفردت به كريمة. سمع: الحسن بن عَرَفَة، وسعدان بن نصر، وزكريّا بن يحيى المروزي، والربيع بن سليمان المراديّ، وإبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن عوف الحمصّي، ويزيد بن عبد الصّمد، وجماعة. وعنه: عبد الوهاب الكلابي، وأبو بكر الأبهري، وابن جميع،
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 227"، سير أعلام النبلاء "15/ 384، 385"، النجوم الزاهرة "3/ 300".
2 "حديث صحيح": أخرجه الترمذي "2318"، وأحمد في المسند "1/ 201"، ومالك في الموطأ "1604"، والطبراني في الكبير "6886"، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي "2318".
3 تاريخ بغداد "6/ 165"، المنتظم "6/ 164"، سير أعلام النبلاء "15/ 460، 461".

(25/92)


وأبو مُسْلِم الكاتب، وعبد الرحمن بْن عُمَر بن نصر، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وجماعة. وتوفي في ربيع الآخر رحمه الله. وثقه الخطيب.
وقيل: كان تاجرًا رئيسًا، كثير الفضائل. قال أبو الحسين الرازي: كان بدمشق يُسأل عن المعدّلين، وأصلُه من العراق. تاجر نبيل.
"حرف الباء":
247- بقاء بن سلامة بن محمد: أبو القاسم المصريّ. ثمّ سمّى نفسه: عبد الله. قال ابن يونس: كان يفهم الحديث. كتب عن النَّسائيّ، ومَن بعده. وتوفي في شوال.
248- بكار بن أحمد بن بكار بن سعيد السُّلميّ: أبو القاسم المصريّ. حدث عن: الربيع، وبكّار بن قُتيبة، وإبراهيم بن منقذ. وعنه.
"حرف الجيم":
249- جعفر بن أحمد بن الحارث بن شهاب المراديّ: أخو عليّ والقاسم. توفي بمصر. وهو أصغر الإخْوة.
"حرف الحاء":
250- الحسن بن حبيب بن عبد الملك الدّمشقيّ1: الفقيه أبو عليّ الشّافعيّ الحصائريّ. حدَّث بكتاب "الأمّ" للشّافعيّ عن أصحابه. سمع: الربيع بن سليمان المؤذّن، وبكّار بن قُتَيْبة، ومحمد بن إسماعيل الصّائغ، والعبّاس بن الوليد البيروتيّ، وصالح بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد اللَّه بن عبد الحَكَم، وأبا أُمَيّة الطرسوسي.
وقرأ على: هارون بن موسى الأخفش. روى عنه: عبد المنعم بن غَلْبُون، وابن جميع، وابن المقرئ، وأبو حفص ابن شاهين، وتمّام الرّازيّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وعبد الرحمن بن عمر بن نَصر، وعبد الرحمن بن أبي نصر، وخلق
__________
1 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 159"، سير أعلام النبلاء "15/ 383، 348"، تهذيب التهذيب "5/ 132".

(25/93)


سواهم. وقال: وُلدِت سنة 242. وقال عبد العزيز الكتّانيّ: هو ثقة، نبيل، حافظ لمذهب الشّافعيّ. ومات في ذي القعدة. وقال ابن عساكر: كان إمام مسجد باب الجابية.
251- الحسن بن عليّ بن الحسن بن مُقْلَة1: الكاتب البارع، أخو الوزير أبي عليّ محمد. كان أوّل من نقل، الطريقة المنسوبة في الكتابة من القلم الكوفي، هو وأخوه الوزير على خلاف في ذلك. توفي الحسن في ربيع الآخر، وله سبعون سنة. ذكره ابن النّجّار فسمّي جدّه عبد اللَّه بدل الحسن. وكان أديبًا شاعرًا، وفَدَ على سيف الدّولة بن حمدان، وكتبَ له مجلَّدات عديدة. عنه: أبو الفضل بن مأمون، وأبو عبد الله الحسين النَّمرّي. مات بالشّام، فيقال نُقِل إلي بغداد. توفي في ربيع الآخر من السنة.
"حرف السين":
252- سليمان بن داود بن سليمان بن أيّوب2: أبو القاسم المصريّ العساكريّ، عساكر فُسطاط مصر.
سمع: الرّبيع المراديّ، وأبا غسان مالك بن يحيى، ومحمد بن خُزَيْمَة البصري. وثقه أَبُو سعَيِد بْن يُونُس وقال: تُوُفّي فِي ذي الحجّة. روي عنه ابن جميع.
"حرف العين":
253- عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن أحمد العبّاسي3: الخليفة المستكفي بالله ابن المكتفي. مات في السجن. وقد ذكرناه في سنة أربعٍ، سنة خلعوه وسلموه، نسأل اللَّه العافية.
254- العبّاس بن أَحْمَد بن محمد بن الفُرات4: أبو الخطّاب، والد المحدِّث أبي الحسن. كان صدرًا نبيلًا أُريد على الوزارة فامتنع تديُّنًا. وقد حدَّث عن: أحمد بن فرح المقرئ، وغيره.
__________
1 الأذكياء لابن الجوزي "48"، سير أعلام النبلاء "15/ 229، 230".
2 معجم الشيوخ لابن جميع "281، 282".
3 تقدمت برقم "137".
4 تاريخ بغداد "12/ 159".

(25/94)


255- عليّ بن أحمد بن الوليد1: أبو الحسن المُرّيّ الدّمشقيّ المقرئ: قرأ علي: هارون الأخفش. وأقرأ الناس. روى عنه: تمام الرّازيّ، وغيره، وأبو بكر محمد بن أحمد السلمي الجبني، وسلامة بن الربيع المطرِّز. وقد حدَّث عن: أخْطَل بن الحَكَم. شيخ روى عن الوليد بن مسلم. وفي سنة وفاته سمع منه تمام.
256- عليّ بن بويه بن فناخسرو بن تمام، بالتخفيف، بن كوهي2: السّلطان عِماد الدولة أبو الحسن الدَّيلميّ، صاحب بلاد فارس. أخو معُزّ الدولة، ورُكْن الدولة أبي علي. كان هَذَا أول من ملك من بني بويه.
وكان بويه صيادا للسمك، ثُمَّ آل أمر بنيه إِلَى ملك البلاد العراقين والأهواز وفارس. ثُمَّ ملك ابن أخيه عضد الدولة ابن ركن الدولة. وكانت أيّام عماد الدولة ستَّ عشرة سنة، وعاش بْضعًا وخمسين سنة. وقد ذكرنا مِن أخبارهم في الحوادث طَرَفًا صالحًا.
257- عليّ بن الحسين بن أحمد بن السَّفْر3: أبو الغُنْم الْجُرَشي الدّمشقيّ البزّاز. قرأ القرآن على هارون الأخفش. وروى عن: بكّار بن قُتَيْبة، وأحمد بن عبد اللَّه بن البَرْقيّ، ويزيد بن عيد الصّمد، وجماعة.
وعنه: تمّام الرازيّ، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر، وأبو سهل المقرئ، وغيرهم. ورّخه المَيْدانيّ. وقرأ عليه محمد بن أحمد بن الْجُبْنيّ.
258- عليّ بن داود بن أحمد: أبو الحسن الأذْرَبيْجانيّ المؤدّب. سكن المِزّة، وصنَّف بالنَّيْرَب في شوّال سنة ثمانٍ عن: تمتام، وأبي بكر بن أبي الدنيا، وحامد بن سهل الثغري، وجماعة. وعنه: عمران الخفاف، والمظفر ابن أحمد المقرئ، وعبد الرحمن بن عمر.
259- علي بن محمد بن أحمد بن حسن المصري4: أبو الحسن الواعظ. بغدادي، أقام بمصر مدة ورجع. سمع: أحمد بن عُبّيْد بن ناصح، وأبا إسماعيل
__________
1 مقدمة الروض البسام "1/ 30".
2 المنتظم "6/ 365"، سير أعلام النبلاء "15/ 402، 403"، البداية والنهاية "11/ 221، 222".
3 غاية النهاية "1/ 532".
4 تاريخ بغداد "12/ 75"، المنتظم "6/ 365"، سير أعلام النبلاء "15/ 381"، البداية والنهاية "11/ 222".

(25/95)


الترمذي، وأبن أبي العَوّام. وبمصر: عبد اللَّه بن أبي مريم، وأبا يزيد القراطيسيّ، ورَوْح بن الفَرَج القّطان، وطبقتهم.
وعنه: ابن المظفَّر، وابن شاهين، ومحمد بن فارس الغُوريّ، وابن دُوَسْت، ومحمد بن أحمد بن رزْقَوَيْه، وهلال الحفّار، وأبو الْحُسَيْن بن بشران.
قال الخطيب وكان ثقة عارفًا: جمع حديث الليث، وابن لهيعة، وصنف في الزهد كتبا كثيرة. وله مجلس وعظ. حَدَّثَنِي الأزهريّ أنّ أبا الحسن المصري كان يحضر مجلسَ وعْظه رجالٌ ونساء، فكان يجعل على وجهه بُرقعًا تخوُّفًا أن يفتتن به النّاسُ من حُسْنِ وجهه.
قال الزُّهْريّ: فحُدِّثت أنّ أبا بكر النّقّاش المقرئ حضر مجلسَه متخفيًّا، فلمّا سمع كلامه قام وشهر نفسه وقال: أيُّها الشيخ، القَصَصُ بعدك حرام. قال الخطيب: مات فِي ذي القعِدة وله نَيف وثمانون سنة. قلتُ: عند سِبْط السِّلَفيّ جزءٌ عالٍ من حديثه.
260- عليّ بن حَمشاذ بن سَخْتَوَيْه بن نصر1: أبو الحسن النيسابوري المعدّل الإمام. واسم حَمشاذ محمد. قال الحاكم: كان من أتقن مشايخنا وأكثرهم تصنيفًا. سمع: الحسين بن الفضل، والفضل بن محمد الشعراني.
وحج سنة سبعٍ وسبعين، فسمع: محمد بن منده بالري، وإبراهيم بن ديزل بهمذان، والحارث التميمي ببغداد، وعلي بن عبد العزيز بمكة، وطائفة كبيرة. وصنف "المسند الكبير" في أربعمائة جزء، وعمل الأبواب في مائتين وستين جزءا، والتفسير في مائتين وثلاثين جزءا. ومات فجأة في الحمام يوم الجمعة. ولما صلينا عليه قال أبو العبّاس الأصمّ: كنتُ أقول: إذا متُّ إنّما يكون السُّوق في التحديث لعلي بن حمشاذ. وسنعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول: صِحّبتُ عليَّ بن حَمْشاذ في الحَضَر والسَّفَر، فما أعلم أنّ الملائكة كتبت عليه خطيئة.
وسمعت أبا أحمد الحاكم يقول: ما رأيت في مشايخنا أثبت في الرّواية والتّصنيف من عليّ بن حَمْشاذ. قال: ووُلِد سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وتوفي في شَوال. قلتُ: روي عنه: ابن مَنْدَه، وأبو الحسن بن محمد بن الحسين العلوي، وطائفة كبيرة.
__________
1 المنتظم "6/ 364، 365"، سير أعلام النبلاء "15/ 398-400"، البداية والنهاية "11/ 222".

(25/96)


261- عليّ بن محمد بن عامر: أبو الحسن إمام جامع نهاوند. حَدث في هذا العام عن: سعد بن محمد البيروتيّ، وإسحاق الدَّبّريّ. وعنه: ابن لال، وعلي بن جهضم، وأبو الحسن محمد بن علي الحسني الهَمَذَانيّ، وأبو غانم مظفر بن حسين، وآخرون.
وكان واسع الرحلة عالي الهمّة. وثقهُ الخليلي وقال: مات بنهاوند سنة 383.
"حرف القاف":
262- القاسم بن أبي صالح بُنْدار بن إسحاق1: أبو أحمد الهمْدانيّ الأديب ابن الرّزّاز. سمع: إبراهيم بن دِيزيل، وأبا حاتم الرّازيّ، وجماعة. وعنه: شعيب بن علي القاضي، وأحمد ابن لال، وأبو زُرْعة أحمد بن الحسين الحافظ، وطائفة. وكان صدوقًا.
"حرف الميم":
263- محمد بن إبراهيم بن حبيش البغدادي المعدل2: روى عن: محمد بن شجاع البْلخيّ، وعبّاس الدُّوريّ، وإبراهيم بن عبد اللَّه القصّار. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وأحمد بن الفَرَج بن الحَجّاج، وعبد الرحمن بن عمر الخلال. وعاش ستًّا وثمانين سنة.
264- محمد بن عبد اللَّه بن دينار3: أبو عبد الله النَّيْسابوريّ الزاهد المعّدل الفقيه الحنفيّ. سمع: السري بن خزيمة، ومحمد بن أشرس، والحسين بن الفضل، وأحمد بن سَلَمَةَ، وجماعة كثيرة. وعنه: الحاكم، وقال: كان يصوم النّهار ويقوم الّليل ويصبر على الفَقْر. ما رأيت في مشايخ أصحاب الرأي أعبد منه. كان يحجّ ويغزو. وكان عارفًا بمذهب أبي حنيفة. خرج للحجّ فتوفي غريبًا ببغداد. قال الخطيب: ثقة. توفي في غُرّة صَفَر. وسمع منه ابن شاهين. وكان قد رغب عن الفتوى لاشتغاله بالعبادة مع صبر على الفقر.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 388، 389"، لسان الميزان "4/ 460".
2 تاريخ بغداد "1/ 410"، المنتظم "6/ 361".
3 تاريخ بغداد "5/ 451، 452"، المنتظم "6/ 365، 366"، سير أعلام النبلاء "15/ 382، 383".

(25/97)


وكان يأكل من عمل يده ويتصدَّق ويُؤْثر على نفسه.
265- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد المَلِك بْن أبي دُلَيْم1: أبو عبد الملك القُرْطُبيّ. سمع: محمد بن وضّاح، ومحمد بن عبد السّلام الخُشَنيّ، وعبيد الله بن يحيى، ومطرف بن قيس. وكان منقبضا عن الحكَّام، متشّبهًا بابن وضّاح. حدَّث عنه أهلُ الأندلس: أحمد بن القاسم التّاهَرْتيّ، وابن الباجيّ. وتوفي في رمضان.
266- محمد بن المسيّب: أبو الحسين. عن أبي الزِّنْباع رَوْح بن الفَرَج.
267- محمد بن يحيى بن زكريّا2: أبو الحسين الرّازيّ القاضي الحافظ. من كبار الأئمّة. سمع ببغداد من: أبي شعيب الحرانيّ. وبالكوفة من: مطين.
وتفقه بابن سُرَيْجٍ. وصنَّف في الفقه والأصول. ومات شهيدًا.
"حرف الهاء":
268- هارون بن عبد العزيز بن الخليفة المعتمد على اللَّه أحمد بن المتوكّل: أبو محمد الهاشميّ النَّحْويّ. سكن مصر، وأملي بها عن: أبي العَينْاء، والمبرّد، وثعلب، والكُدَيميّ. وحدَّث في هذه السنة. روى عنه: جعفر ابن حنْزابَة الوزير.
"حرف الياء":
269- يحيى بْن محمد بْن يحيى: أبو سلمة المَرْوزِيّ. سمع: أبا مسلم الكجي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وجماعة. ووُجِد مقتولًا في مُصَلاه ليلة سبعٍ وعشرين من رمضان.
وفيات سنة تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
270- أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ3: أبو الحسين المصريّ الناقد. سمع: بكّار بن قُتَيْبة، والربيع بن سليمان، وعبد اللَّه بن أبي مريم. وعنه: عبد الرحمن بن
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 56، 57"، لابن الفرضي.
2 سير أعلام النبلاء "15/ 379".
3 المنتظم "6/ 167".

(25/98)


النحاس، وجماعة. قال ابن يونس: كان ثقة طريفًا. توفي في صفر. وعنه أيضًا: ابن جُمَيْع وعليّ بن محمد الحلبيّ.
271- أحمد بن محمد بن إبراهيم الطوسيّ الحافظ1: أبو محمد البلاذري الواعظ. قال الحاكم: كان واحد عصره في الحفظ والوعظ. كان شيخنا أبو عليّ الحافظ ومشايخنا يحضرون مجلسَه، ويفرحون بما يذكره على رءوس الملأ من الأسانيد. ولم أرهم قطّ غمزوه في إسناده أو اسم أو حديث.
سمع: تميم بن محمد الحافظ، ومحمد بن أيّوب الرّازيّ، وعبد اللَّه بن محمد بن شِيرُويْه، وجماعة كثيرة بالعراق، وخُراسان. وخرج صحيحًا على وضع كتاب مسلم. واستُشْهد بالّطابران، وهي مُرَيْحَلة من نَيْسابور.
272- أحمد بن محمد بن داود2: الفقيه النّسّاج النَّحْويّ الزّاهد. قزوينّي كبير السِّنّ. حج، وسمع بمكَّةَ: محمد ابن إسماعيل الصائغ، وعبد الله بن أبي مسرة، وحدث.
273- أحمد بن محمد عاصم3: أبو عليّ الكّرانيّ الأصبهانيّ الحافظ. ثقة، يفهم ويذاكر. سمع: عبد اللَّه بن محمد النعمان، ومحمد بن إبراهيم الحيراني، وعمران ابن عبد الرّحيم، وأبا بكر بن أبي عاصم، وطبقتهم. وعنه: أبو إسحاق بن حمزة، وأبو بكر المقرئ، وأبو بكر بن مَرْدُوَيْه الحفّاظ، وعليّ بن مَيْلَة. توفي في ربيع الأوّل. وكَرّان: محلَّة بأصبهان. قال ابن مَرْدُوَيْه: ثقة، مأمون، مُكِثر.
274- أحمد بن محمد بن فَضَالَةَ بن غَيْلان4: أبو عليّ الهمداني الحمصيّ الصّفّار المعروف بالسُّوسيّ.
سمع: أبا زُرْعَة الدّمشقيّ، ويزيد بن عبد الصّمد، وبحر بْن نصر الخَوْلانيّ، والربيع بْن سليمان، وبكّار بن قُتَيْبة، ومحمد بن عَوْف الطّائيّ، وخلقًا من المصريّين والشّاميين. وعنه: شجاع بن محمد العسكريّ، وأبو بكر بن أبي الحديد، وأبو محمد بن النّحّاس، وتّمام الرازي.
__________
1 تذكرة الحفاظ "3/ 101، 102"، شذرات الذهب "2/ 349".
2 التدوين في أخبار قزوين "2/ 233-235".
3 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 103، 104"، سير أعلام النبلاء "15/ 403، 404".
4 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 74"، سير أعلام النبلاء "15/ 404".

(25/99)


قال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة، وكانت كُتُبُه جيادًا. قدِم مصر وتوفي في رمضان.
275- أحمد بن هارون: أبو العبّاس التّبَّان الفقيه. في رجب. كان شيخ الحنفية ومفتيهم بَنْيسابور. سمع: الفضل بن محمد الشعراني، وبشر بن موسى، وطبقتهما. وعنه: الحاكم.
276- إبراهيم بن أبان بن رُسْته المَدِينيّ: أبو إسحاق. سمع: محمد بن الصّائغ المكّيّ، وأبا مُسْلِم الكشي، واحمد بن يحيى بن خالد الرَّقّيّ. تُوُفّي فِي جُمادى الأولى.
"حرف الجيم":
277- جَعْفَر بن أبي داود بن حمدان بن سليمان1: أبو الفضل النّيْسابوريّ المقرئ، المؤدِّب. نزيل دمشق. قرأ علي: هارون الأخفش، وكان من جِلّة أصحابه. قرأ عليه: عبد الله بن عطيّة، وأبو بكر محمد بن أحمد الْجُبْنيّ، والمظفرّ بن عبد اللَّه، ومحمد بن الحُسَيْن الدَّبِيليّ، وجماعة. وتوفي في صفر.
"حرف الحاء":
278- الْحَسَن بْن عَبْد الرَّحمن بْن إسحاق: أبو محمد المصريّ الجوهريّ الفقيه. تقلَّد فضاء مصر هو وأبوه. وكان رئيسًا متصوّنًا، من بيت حشمة وعلم. قال ابن يونس: كتب كثيرًا وكتبتُ عنه. وتوفي في جُمَادَى الآخرة.
279- الحسن بن عبد اللَّه بن عيّاش: أبو عليّ. رحل وسمعٍ: محمد بن يونس الكُدَيْميّ، وعليّ بن سهل بن المغيرة. وكان حافظًا أظنّه من أَرْدَبيل.
280- الحسن بن محمد2: أبو الطَّيِّب المصريّ الرّيّاش. شيخ مُعَمَّر. حدَّث في هذا العام عن: عبد الملك بن شعيب بن اللَّيْث. وهو آخر من حدَّث عَنْهُ.
روى عَنْهُ: عبد الرحمن بن عمر النحاس. وقال الحبّال: لم يكن عند النّحّاس من حديث عبد الملك بعلوٍّ غير حديث واحد.
__________
1 غاية النهاية "1/ 191".
2 الإكمال لابن ماكولا "3/ 360، 361".

(25/100)


وروى أيضًا يونس بن عبد الأعلى. وقع لي حديثه عاليًا في الرابع من "الخِلَعيّات". وهو الحسن بن محمد بن إبراهيم البرمكيّ. وذكره ابن ماكولا فقال: روى عن: أبي أُمّية الطرسوسي، وابن عبد الحَكَم، والربيع الجيزي، وبحر بن نصر. وسمي جماعة. روى عنه ابن النحاس. ولم يزد.
قلتُ: وحديثه عن عبد الملك رواه ابن طاهر المقدسي، عن الحبّال، عن النّحّاس، عنه.
281- الحسين بن أحمد بن النّاصر1: أبو عبد الله العلويّ الكوفيّ. أحد وجوه السّادة. كان ورعًا، زاهدًا، ثقة. روى عن: أبيه، وإسحاق الحِمْيَريّ. وعنه: أبو عمر بن حيويه.
282- الحسن بن إسماعيل الفارسي: حدث ببخارى عن: سهل بْن المتوكل. وثقه أبو زُرْعَة أحمد الحافظ.
283- حفص بن عمر الأرْدُبِيليّ2: الحافظ أبو القاسم. سمع: أبا حاتم الرزاي، ويحيى بن أبي طالب، وأبا قلابة عبد الملك الرّياشيّ، وإبراهيم بن دِيزِيل. وله تصانيف وفوائد. وكان ثقة، عارفًا. روى عنه: أحمد بن طاهر المَيَانِجِيّ، وأحمد بن عليّ بن لال، وجماعة.
"حرف السين":
284- سليمان بن يزيد3: أبو داود القَزْوِينيّ الفاميّ. ارتحل مع أبي الحسن القطان باليمن. وسمع: أبا حاتم الرّازيّ، والمُنْسجِر بن الصَّلْت، ومحمد بن ماجة، وإسحاق الدَّبَريّ. وعنه: أبو الحسين أحمد الفارس، وسليمان ابن أحمد النّسّاج.
"حرف العين":
285- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حمدوَيْه بن نُعَيْم بن الحَكَم الضبي: أبو محمد النيسابوري البيع المؤذن.
__________
1 تاريخ بغداد "8/ 7"، المنتظم "6/ 368".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 433، 434"، تذكرة الحفاظ "3/ 850، 851"، شذرات الذهب "2/ 349".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 405، 406".

(25/101)


قال الحاكم: هو الّذي أذّنَ ثلاثًا وستّين سنة محتسبًا، وحجّ ثلاث حجج، وغزا اثنتين وعشرين غزوة. وما ترك قيام اللّيل. وأنفق على العلماء والزُّهّاد أكثر من مائة ألف. توفي سنة تسعٍ وثلاثين.
286- عبد الرحمن بن سَلْمَوَيْه: أبو بكر الرّازيّ الفقيه الشّافعيّ. نزيل مصر. روى عن: أبي شعيب الحّرانيّ، وغيره. وعنه: أبو محمد النّحّاس.
قال ابن يونس: كان ثقة، له حلقة بجامع مصر للعلم كتبَ الكثير عن أهلِ بلده، وغيرهم.
287- عليّ بن عبد اللَّه بن يزيد بن أبي مطر المَعَافريّ: أبو الحسن الإسكندرانيّ الفقيه. قاضي الإسكندرية، وله مائة سنة. سمع: محمد بن عبد اللَّه بن ميمون صاحب الوليد بن مسلم، وأحمد بن محمد بن عبد ربّه صاحب سُفْيان بن عيينة، ومحمد بن المواز المالكي. وكان الرحلة إليه. سمع منه القاضي أبو الحسن التِّلْبانيّ، ودرس بن إسماعيل، وعبد الرحمن بن عمر النّحّاس، ومنير بن أحمد الحسّاب.
288- عليّ بن محمد بن عامر النهّاونديّ1: سمع: بكر بن سهل الدِّمْياطيّ، وأحمد بن محمد بن رِشْدين. وعنه: ابن لال، وابن رُوزَبة، والهمدانيون.
289- عمر بن الحسن بن عليّ بن مالك الشَّيْبانيّ البغداديّ2: أبو الحسن بن الأُشْنانيّ القاضي. سمع: أباه، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، ومحمد بْن شداد المسمعي، وموسى بْن سهل الوشاء، وابن أبي الدنيا.
وعنه: أبو العباس بن عقدة مع تقدمه، وابن المظفر، والدارقطني، والمعافى بن زكريا، وأبو الحسن بن بشران، وأبو الحسن بن مخلد وهو آخر من حدَّث عنه. ولي القضاء بنواحي الشام. وقد روى حروف عاصم عن محمد ابن الْجَهْم السِّمَّريّ. سمعها منه أبو طاهر بن أبي هاشم، وأحمد بن نَصْر الشّذائيّ.
وقال الحاكم: قلت للدارقطني: سمعت أبا عليّ الحافظ يوثّق عمر بن الأُشْنانيّ. فقال: بئس ما قال شيخنا أبو عليّ: دخلتُ عليه وبين يديه كتاب "الشفعة"، وفيه:
__________
1 تقدمت ترجمته برقم "260".
2 تاريخ بغداد "11/ 236-239"، ميزان الاعتدال "3/ 185"، سير أعلام النبلاء "15/ 406، 407"، لسان الميزان "4/ 290".

(25/102)


عن أبي إسماعيل الترمذي، عن عمر أبي صالح، عن عبد العزيز بن الماجشون، عن مالك، عن الزُّهْريّ. فقلت: قطع اللَّه يد مَن كتب هذا ومن يحُدث به. ما حدث به إسماعيل ولا أبو صالح ولا ابن الماجِشُون. قال: فما زال يُداريني حتّى أخذ الكتاب منّي وأنصرفت. فلما أصبحت دقّ غلامه الباب، فخرجتُ إليه فإذا القاضي، فما زال يتلافى ذلك بأنواعٍ من البِرّ. ورأيت مرّةً في كتابه: عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَمَّالِ، عَنْ قُبيصة، عن سفيان ابن عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: "نُهِيَ عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ".
وكان يكذب. وقد ولي القضاء ببغداد ثلاثة أيّام، وعُزِل. وقد حدَّث في أيّام الحربيّ إبراهيم بن إسحاق سنة نيفٍ وثمانين. ومولده سنة ستيّن ومائتين. قال أبو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ: سألت الدَّارَقُطْنيّ عَنْ عمر بن الأُشْنانيّ فقال: سعيد. توفي في ذي الحِجَّة.
290- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الْعَزِيز بْن منير1: أبو بكر بن أبي الأصبغ الحراني، إمام عَمْرو بن العاص، ونزيل مصر. قرأ القرآن على: أحمد بن هلال. وسمع قراءة نافع من عبد اللَّه بن عيسى عن عيسى بن مينا المدني قالون. وحدث، ودرس مذهب مالك. روى عنه: أحمد بن عمر القاضي، ومحمد بن مُفَرِّج القاضي الأندلسيّ القُرْطُبيّ، وغيرهما. توفي في شوّال. قاله الدّانيّ.
وروى عن: محمد بْن سُلَيْمَان المنقري. وعنه: منير الخشّاب، وابن النّحّاس. وكان يروي المسائل الأسديّة، وكان قيّمًا بها، عن أبي الزِّنْبَاع القطّان، عن أبي زيد بن أبي الغَمْر، عن ابن القاسم. مات في شوّال.
291- محمد بن الحافظ أحمد بن عَمْرو العَتَكيّ البزّار2: سمع: أبا الأحْوَص محمد بن الهيثم، وأبا علاثة المصري. وعنه: الدّارَقُطْنيّ، وابن شاهين، وابن جُمَيْع.
292- محمد بن القاهر بالله3: أمير المؤمنين أبو المنصور بن المعتضد بالله أحمد بن طلحة بن المتوكّل على اللَّه. استُخْلِف سنة عشرين عند قتل المقتدر، وخلعوه في جُمَادَى الأوّلى سنة اثنتين وعشرين، وسملت عيناه فسالتا.
__________
1 غاية النهاية "2/ 68".
2 تاريخ بغداد "1/ 327، 328"، المنتظم "6/ 368".
3 تاريخ بغداد "1/ 339، 340"، المنتظم "6/ 368"، سير أعلام النبلاء "15/ 98-103".

(25/103)


وحَبسوه مدّةً ثمّ أهملوه وسيبّوه. ومات فِي هَذَا العام فِي جُمَادَى الآخرة. وكان ربعَةً أسمرًا، أصْهب الشَّعْر، طويل الأنف. ذكرتُ من سيرته في الحوادث.
293- محمد بن إبراهيم بن حَمْدَوَيْه البخاري الفرائضي الحساب: روى عنه: صالح جرزة، وموسى بن أفلح.
294- محمد بن بكر بن العوّام: أبو بكر الشَّيْبانيّ المصريّ. روي عن: أبي يزيد القراطيسيّ، وبكر بن سهل. وتوفي في رجب.
295- محمد بن حاتم بن خُزَيْمَة1: أبو جعفر الأسامي الكَشّيّ المُعَمَّر. من ولد أسامة بن زيد الحُباب. قال الحاكم: قدِم علينا سنة تسعٍ وثلاثين ليحُجّ، فحدَّثنا عن عبد حُمَيْد، والفتح بن عَمْرو. وذكر أنّه ابن مائة وثمان سنين. وعرضتُ كُتُبُه على شيخنا أبي بكر الصِّبْغيّ، فأمرنا بالسّماع منه. توفي بهمَدَان في شَوال من السنة. وقال ابن الصّلاح في النّوع السّتّين: روينا عن الحاكم أنّه قال: لمّا قدِم علينا محمد بن حاتم وحدَّث عن عبدٍ سألته عن مولده، فقال: سنة ستين ومائتين. قلتُ: فظهر كِذبُه.
296- محمد بن الحسين بن عليّ أبو الحسين بن محمد بن أبي مُعَاذ البلْخيّ: أبو جعفر.
297- محمد بن طالب بن عليّ: أبو الحسين النَّسَفيّ الفقيه، إمام الشّافعيّة بتلك الدّيار. كان فقيهًا عارفًا باختلاف العلماء. نقيّ الحديث، صحيحه. ما كتبَ إلا عن الثّقات. وكذا قال جعفر المستغفريّ. سمع: علي بن عبد العزيز بمكّة، وموسى بن هارون، وطائفة، توفي في رجب بنَسف.
298- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد2: أَبُو عبد الله الأصبهانيّ الصّفّار: قال الحاكم: هو محدَّث عصره. وكان مجَاب الدَّعوة، لم يرفع رأسًه إلى السماء، كما بلغنا، نيفًا وأربعين سنة.
سمع ببلده: أحمد بن عصام، وأُسَيْد بن عاصم، وأحمد بن رستم، وعبيدًا
__________
1 ميزان الاعتدال "3/ 503"، سير أعلام النبلاء "15/ 380، 381"، لسان الميزان "5/ 110".
2 المنتظم لابن الجوزي "6/ 368"، سير أعلام النبلاء "15/ 437، 438"، الوافي بالوفيات "3/ 416".

(25/104)


الغزّال، وجماعة في سنة ثلاثٍ وستين ومائتين. وبفارس: أحمد بن مهران بن خالد. وببغداد: أحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن الفرج الأزرق. والتصانيف من: أبي بكر بن أبي الدِّنيا. وبمكّة: عليّ بن عبد العزيز، وجماعة. وصنِّف في الزُّهْديّات.
وورد نيسابور قبل الثلاثمائة فسكنها. وكان قد سمع "المُسْنَد" من عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل. وكتب مصنّفات إسماعيل القاضي. وصحب العُبّاد، ورحل إلى الحَسَن بن سفُيْان. وحصَّل "المُسْنَد" ومصنَّفات ابن أبي شَيْبَة. قال الحاكم: كان وراقه أبو العباس المصريّ خانه واختزل عيون كُتُبه، وأكثر من خمسمائة جزء من أصوله، فكان يجامله أبو عبد الله جاهدًا في استرجاعها منه، فلم ينجع فيه شيء. وكان كبير المحّل في الصَّنعة، فذهبَ علمه بدُعاء الشيخ عليه. روى عنه: أبو عليّ الحافظ، وأكثر مشايخنا. وتُوُفّي في ذي القعدة سنة تسعٍ وثلاثين، وله ثمانٍ وتسعون سنة. قلت: روي عَنْهُ الحاكم بن البيَّع، ومحمد بن إبراهيم الْجُرْجانيّ، ومحمد بن موسى الصَّيْرفيّ، وأبو الحسين الحَجّاجيّ، وأبو عبد الله بن مَنْدَه، وآخرون.
299- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى بْن يحيى بن يحيى بن كثير اللَّيْثيّ1: مولاهم القُرْطُبيّ القاضي أبو عبد الله بن أبي عيسى. سمع من: عمّ أبيه عُبّيْد اللَّه، وأحمد بن خالد، ومحمد بن لُبابة، وحج، فسمع: محمد بن إبراهيم بن المنذر، ومحمد بن عَمْرو العُقَيْليّ. وقيل: لم يكن في قضَاة الأندلس أكثر شِعرًا منه. وكان فصيحًا مفوَّهًا، صارمًا في القضاء. وسمع أيضًا بمصر من: محمد بن محمد الباهلي، وابن زَبّان. وكان حافظًا للفقه، جامعًا للسُّنن. ولي قضاء الجماعة للنّاصر.
300- محمد بْن عَمْرو بْن البَخْتَرِيّ بْن مُدْرِك البغداديّ2: أَبُو جعْفَر الرّزّاز.
وُلِد سنة إحدى وخمسين ومائتين. وسمع: سعْدان بْن نصر، ومحمد بْن عَبْد الملك الدَّقيقيّ، ومحمد بن عبيد الله بن المنادي، وعباس بن محمد الدوري، وطبقتهم. وانتخب عليه عمر البغوي. قَالَ الحاكم: كَانَ ثقة مأمونًا. وقَالَ الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا.
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 58، 59"، جذوة المقتبس للحميدي "63".
2 تاريخ بغداد "3/ 132"، سير أعلام النبلاء "15/ 385، 386"، الوافي بالوفيات "4/ 291".

(25/105)


رَوَى عَنْهُ: ابن رزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن بْن بِشْران، وهلال الحفار، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وأبو نصر بْن حَسْنُونٍ النَّرْسِيّ، وأبو الحسن بن محمد بْن محمد بْن مخلد، وخلق سواهم. آخر من روى حديثه بعُلُو ابن شاتيل، ونصر اللَّه القزاز.
301- محمد بْن محمد بْن طَرْخَان بْن أَوْزَلَغ1: أَبُو نصْر التُّرْكيّ الفارابيّ الحكيم.
صاحب الفلسفة. كَانَ بارعًا فِي الكلام والنطق والموسيقى، وله تصانيف مشهورة، مَن ابتغَى الهُدى منها أضلّهُ اللَّه. وبكُتُبه تخَّرج أبو عليّ بْن سينا. قِدم أَبُو نصْر بغداد، فأتقنّ بها اللغة، وأدرك بها متَّى بْن يونس الفيلسوف المنطقيّ، فأخذ عَنْهُ. وسار إلى حرّان فلزِم يوحنّا بْن جيلان النَّصرانيّ فأخذ عَنْهُ، وسار إلى دمشق، وإلى مصر، ثمّ رجع إلى دمشق. وكان مفرطًا في الذكاء.
وقيل: إنّه دخل بدمشق عَلَى سيف الدّولة بْن حمدان وهو بزي الترك -وكان زيُّه دائمًا. وكان يعرِف فيما زعموا، سبعين لسانًا. وكان أَبُوهُ قائد جيش فيما بَلَغَنا- فقعد فِي الصَّدْر وأخذ يتكلم مع علماء المجلس في كل فن، ولم يزل كلامه يعلو وكلامهم يسفل حَتَّى صمت الكُلّ. ثُم إنّه خلا بِهِ، فإذا بِهِ أبرع من يوجد فِي لِعب العُود. فأخرج عودًا من خريطة، وركّبه ولِعب بِهِ، فضحك كلّ من فِي المجلس طربًا. ثمّ غيّر تركيَبه وحرّكه فنام كلُّ من فِي المجلس، حتّى البّواب، فتركهم وراح.
ويقال: إنّ القانون هُوَ أوّل من اخترعه. وكان منفردًا لا يُعاشر أحدًا. وكان يقعد بدمشق فِي المواضع النَّزِهَة، ويُصنّف ويُشغل. وقَلَّما بيّض من تصانيفه. وسألوه: مَن أعلم أنتَ أو أرسطو؟ فقال: لو أدركته لكنتُ أكبر تلاميذه.
وقد ذكر أَبُو العبّاس أَحْمَد بْن أَبِي أُصيبعة فِي ترجمة أَبِي نصر: لَهُ شِعرًا جيّدًا، وأدعية مليحة عَلَى اصطلاح الفلاسفة وعباراتهم. وسَرد أسماء مصنَّفاته، وهي كثيرة منها: مقالة فِي إثبات الكيمياء والرّدّ عَلَى مُبطلها. وكلّ مصنفَّاته فِي الرّياضيّ والإلهيّ. وكان زاهدًا كزُهْد الفلاسفة، لا يحتفل بملبسٍ ولا مسكن. أجرى عَلَيْهِ سيف الدولة كلّ يوم أربعة دراهم. وبدمشق تُوُفّي، وصلّى عَلَيْهِ سيف الدولة. وعاش نحوًا من ثمانين سنة. ومات فِي رجب، ودفن بمقبرة باب الصّغير.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 491"، سير أعلام النبلاء "15/ 416-418"، البداية والنهاية "11/ 224".

(25/106)


302- محمد بن مروان بن زريق1: أبو عبد الله البَطَلْيُوسيّ. سَمِعَ ببلده من: منذر بْن حزْم، ومحمد بْن سُوَيْد.
ورحل، فأكثر عَنْ: البَغَوِيّ، وابن أَبِي دَاوُد، وابن زبان المصري. حدث بقرطية.
وفيات سنة أربعين وثلاثمائة:
"حرف الألف":
303- أَحْمَد بْن إِسْحَاق بْن سُلَيْمَان بن عبدويه: أو نصر العَبْدويّ النسائي الرّئيس. سَمِعَ: محمد بْن عَبْد الوهّاب الفرّاء، والسَّريّ بْن خُزَيْمَة، وطبقتهما. وقد سَمِعَ منه الحاكم حكايات، وقال: امتنع من التَّحديث.
304- أَحْمَد بْن سعد بْن عَبْد الرّحيم: أَبُو نصر الشّاشيّ. تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى.
305- أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زياد بْن بِشْر بْن دِرْهَم العَنَزِيّ2: الْإمَام أَبُو سَعِيد بن الأعرابيّ البصْريّ. نزيل مكّة. سَمِعَ: الْحَسَن بْن محمد بْن الصّبّاح الزَّعْفرانيّ، وسعْدان بْن نصْر، وعبد اللَّه بْن أيّوب المُخَرِّميّ، ومحمد بْن عبد الملك الدقيقي، وأبا جعفر بن المنادي. وجمع وصنَّف وطال عمره.
روى عَنْهُ: أَبُو بكر المقرئ، وابن منده، عبد اللَّه بْن يوسف، وعبد اللَّه بْن محمد القطّان الدّمشقيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن جُمَيْع، وعبد الرحمن بن عمر النحاس، ومحمد بن أحمد بْن مفرج القُرْطُبي، وعبد الوهّاب بْن منير، وأبو الفتح محمد بْن إبراهيم الطّرُسوسيّ، وصَدَقة بْن محمد بْن الدّلم الدّمشقيّ، وخلق كثير من الحُجاج. وكان شيخ الحرم فِي وقته سَنَدًا وعلمًا وزُهدًا وعبادة "وتسليكا". فإنّه صَحِب الْجُنَيْد، وعَمْرو بْن عثمان المكّيّ، وأبا أَحْمَد القلانِسيّ، وأبا الْحُسَيْن النُّوريّ. وجمع كتاب "طبقات النُّسَّاك"، وكتاب "تاريخ البصرة".
وما أحسن ما قَالَ فِي "طبقات النُّسَّاك" فِي ترجمة النوري أنه مات وهم عنده
__________
1 تاريخ علماء الأندلس "2/ 57، 58".
2 حلية الأولياء "10/ 375، 376"، المنتظم "6/ 371"، سير أعلام النبلاء "15/ 407-412"، لسان الميزان "1/ 308، 309".

(25/107)


يتكلّمون فِي شيءٍ سُكوتهم عَنْهُ أَوْلَى، لأنّه شيء يتكَّهنون فِيهِ ويتعسّفون بظُنونهم. فإذا كَانَ أولئك كذلك، فكيف بمَن حدَّث بعدهم؟ إلى أن قَالَ ابن الأعرابّي: وإنّما كانوا يقولون جمعٌ، وصورة الجمع عند كلّ واحدٍ بخلافها عند الآخر. وكذلك صعدة الفناء. فكانوا يتَّفقون فِي الأسماء ويختلفون فِي معناها؛ لأنّ ما تحت الاسم غير محصور؛ لأّنها من المعارف، وكذلك علم المعرفة غير محصور، ولا نهاية لَهُ، ولا لوجوده، ولا لذوقه. إلى أن قَالَ: فإذا سمعتَ الرجل يسأل عَنِ الجمع أو الفناء أو يجيب فيهما، فاعلم أنّه فارغ لَيْسَ من أهلها؛ لأنّ أهلها لا يسألون عنها، لعلمهم بأنّها لا تُدرك وصفًا.
وكذلك المجيب فيها إن كان من أهلها علم أنّ السّائل عنها لَيْسَ من أهلها، فمحالٌ إجابته، كما هُوَ مُحال سؤال مَن أهلها. فإذا رَأَيْت سائلًا عَنْ ذَلِكَ فاعلم فراغه وعاميّته.
قلت: وصنَّف فِي شرف الفقر، وفي الّتصّوف. وكان ثقة ثبتًا. ومن كلامه: أخسَر الخاسرين من أبرز للنّاس صالح أعماله، وبارز بالقبيح مَن هُوَ أقرب إِلَيْهِ من حبل الوريد. وقال السُّلَميّ: سمعتُ أَبَا بَكْر محمد بْن عَبْد اللَّه الرّازيّ: سَمِعْتُ ابن الأعرابيّ يَقُولُ: إنّ اللَّه طيبَ الدّنيا للعارفين بالخروج منها، وطيّب الجنّة لأهلها بالخلود فيها.
وسمعته يقول: ثبتَ الوعْد والوعيد عَنِ اللَّه تعالى، فإذا كَانَ الوعْد قبل الوعيد فالوعيد تهديد، وإذا كَانَ الوعيد قبل الوعد فالوعيد منسوخ. وإذا كَانَ معًا، فالغَلَبة والثَّبات للوعد، لأنّ الوعد حقّ العبد، والوعيد حقّ اللَّه عز وجل والكريم يتغافل عَنْ حقّه. وقال السُّلَميّ: سَمِعْتُ محمد بْن الْحَسَن الخشّاب: سَمِعْتُ ابن الأعرابيّ يَقُولُ: المعرفة كلّها الاعتراف بالجهل، والتّصّوف كلّه ترك الفضول، والزهد كله أخذ ما لا بد منه، والمعاملة كلّها استعمال الأَوْلى بالأَوْلى، والرّضا كلّه ترك الاعتراض، والعافية كلّها سقوط التّكلُّف بلا تكُّلف.
وذكر أَبُو عُمَر الطَّلِمَنْكيّ، عَنْ شيخه أَبِي عَبْد الرَّحْمَن بْن مُفَرِّج قَالَ: لقيت بمكة أبا سعيد بن الأعرابي المعنزي، وتوفي يوم السّابع والعشرين من ذي القعدة سنة أربعين، وصلَّينا عَلَيْهِ.
ومولده سنة ستٍّ وأربعين ومائتين. وقال عَبْد اللَّه بْن يوسف بْن باموَيْه: حضرت

(25/108)


موته فِي ذي القعدة سنة أربعين. آخر مَن روى لنا حديث ابن الأعرابيّ بعُلُوّ: محمد بْن أَبِي العزّ فِي "الخِلَعّيات".
306- أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر محمد بْن إِسْمَاعِيل بْن مهران: أَبُو الْحَسَن الإسماعيليّ النَّيسابوريّ العدْل. سَمِعَ: أَبَاهُ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم الْبُوشَنْجيِ. وعنه: الحاكم.
307- أحمد بن يعقوب بن أحمد بن مهران: أبو سعيد الثقفي النيسابوري الزاهد العابد، نسيب أبي العباس السراج.
سَمِعَ: محمد بْن إبْرَاهِيم البوشجي، ومحمد بن عمرو، والحرشي، وأبا مسلم الكجي، ومحمد بن بن عثمان ابن أَبِي شيبة، ومحمد بْن أيّوب الرّازيّ، وطبقتهم. وعنه: أَبُو عليّ الحافظ، والحاكم أبو عبد الله، وجماعة. تُوُفّي فِي رمضان، وقد شاخ.
308- إبْرَاهِيم بْن أَحْمَد1: أَبُو إِسْحَاق المَرْوزِيّ، الشّافعيّ. شيخ المذهب، وشيخ أَبِي زَيْدُ المَرْوزِيّ الزّاهد. أحد أعلام المذهب. أقام ببغداد مدّة طويلة يُفتى ويدرّس. وأنجب من أصحابه خلقٌ كثير. شرح المذهب ولخَصه. وتفقّه عَلَى أَبِي العبّاس بْن سُرَيْج. وصنَّف كُتُبًا كثيرة، وانتهت إِلَيْهِ رئاسة المذهب بعد ابن سُرَيْج. وانتقل فِي آخر عمره إلى مصر. وإليه يُنْسَبُ درب المَرْوزِيّ الّذي فِي قطيعة الرّبيع. ومن جملة أصحابه أَبُو حامد أَحْمَد بْن بِشْر المَرْوَرُّوِذيّ عالِم أهلِ البصرة ومفتيهمِ وصاحب المصنَّفات الْمُتَوَفَّى سنة 362، وسيأتي. تُوُفّي أَبُو إِسْحَاق بمصر فِي تاسع رجب، وقيل: فِي حادي عشره من السنة، وُدِفن عند ضريح الشّافعيّ رحمه اللَّه.
309- أسباط بْن إبْرَاهِيم المدينيّ المعدّل: روى عَنْ: أَحْمَد بْن خشْنام، وإبراهيم بْن سعْدان، وابن أَبِي عاصم. روى عنه مثل ابن منده.
310- إسحاق بن إبراهيم بن زيد سلمة2: أبو عثمان التيمي الأصبهاني المعدل: ثقة مأمون، سَمِعَ: عِمران بْن عَبْد الرّحيم، وإسماعيل بْن بحر سمعان، ومُطَيَّنًا، وعبد اللَّه بْن النُّعمان. وعنه: أَبُو إِسْحَاق بْن حمزة، وأبو الحسن بن ميلة، وجماعة.
__________
1 تاريخ بغداد "6/ 1"، سير أعلام النبلاء "15/ 429، 430"، شذرات الذهب "2/ 355، 356".
2 أخبار أصبهان لأبي نعيم "1/ 220".

(25/109)


"حرف الحاء":
311- الحَسَن بْن يوسف بْن مُليح الطّرائفيّ الْمَصْريّ1: تُوُفّي فِي رجب. سَمِعَ: بحر بن نصر الخولاني، ويزيد ابن سِنان البصْريّ، وغير واحد. وهو ثقة إن شاء اللَّه. وعنه: أَبُو بَكْر بْن الْمُقْرِئ، وابْن مَنْدَه، وعبد الرَّحْمَن بْن النّحّاس.
312- الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن أيّوب2: أبو عبد الله الطُّوسيّ الأديب. كَانَ من كبار المحدّثين وثقاتهم. رحل إلى أَبِي حاتم فأقام عَلَيْهِ مدّة، وجاور فسمع مُسْنَد أَبِي يحيى بْن أَبِي مَسَرّة منه، وكُتبَ أَبِي عُبّيْد من عَلِيّ البَغَوِيّ. وقال: سَمِعْتُ ابن أَبِي مَسَرَّة يَقُولُ: أَنَا أفتي بمكّة منذ سبعين سنة. رُوِيَ عَنْهُ: أَبُو عَلِيّ الحافظ، وأبو إِسْحَاق المُزَكيّ، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عَلِيّ الرُّوذَبَارِيّ، وآخرون.
313- الْحُسَيْن بْن صفوان بْن إِسْحَاق بْن إبْرَاهِيم3: أَبُو عَلِيّ البرذعيّ. سَمِعَ: أَبَا بَكْر بْن أَبِي الدّنيا، ومحمد بْن شدّاد المِسْمَعيّ، ومحمد بْن الفَرَج الأزرق، والبِرْتيّ. تُوُفّي فِي شعبان. قَالَ الخطيب: كَانَ صدوقًا رحمه اللَّه تعالي.
"حرف السين":
314- سُلَيْمَان بْن محمد بْن سُلَيْمَان بْن خَالِد العَبْدي النَّيْسَابوريّ المَيْدانيّ: سمَّعه أَبُوهُ من: محمد بْن يحيى الذُّهْليّ، ويحيى بْن الذُّهْليّ. وكانت سماعاته عَنْد ابن أخته. قال الحاكم: فقصدنا غير مرّة فلم يُخرج سماعَه لنا، وقال هُوَ رَجُل أمّيٌ لا يليق بِهِ التَّحديث. ثم وجدنا مجالس ليحيى بن الذُّهْليّ، فقرأناها عَلَيْهِ.
"حرف العين":
314- عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بْن الحارثي بن الخليل4: أبو محمد
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 418، 419"، لسان الميزان "2/ 260".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 358، 359".
3 تاريخ بغداد "8/ 54"، سير أعلام النبلاء "15/ 442"، شذرات الذهب "2/ 356".
4 تاريخ بغداد "10/ 126، 127"، ميزان الاعتدال "2/ 496، 497"، لسان الميزان "3/ 348، 349".

(25/110)


الحارث الكَلابَاذيّ الْبُخَارِيّ الفقيه، شيخ الحنفيّة بما وراء النَّهر، ويعُرف بعبد اللَّه الأستاذ. كَانَ كبير الشّأن كثير الحديث، إمامًا فِي الفقه.
روى عَنْ: عُبّيْد اللَّه بْن واصل، وعبد الصمد بن الفضل، وحمدان بن ذي النون، أحمد بن الضوء، وأبي الموجه المروزي، ومحمد بن علي الصائغ المكي، موسى بن هارون الحافظ، وخالد بن تمام الأسدي، والفضل بن محمد الشعراني، وأبي بكر بن أبي عبد الله بن أبي حفص الكبير، وأبي معشر حمدويه بن خطاب، وعمران بن فرينام، ومحمد بن الليث السرخسي، وأبي همام محمد بن خلف النسفي. وعاش ثمانين سنة أو أكثر.
وصنف كتاب "الكشف عَنْ وهم الطائفة الظالمة أَبَا حنيفة". وعنه: أَبُو الطَّيّب عَبْد اللَّه بْن محمد، ومحمد بْن الْحَسَن بن منصور النيسابوريان، وأحمد بْن يعقوب الفارسيّ، وطائفة. ومِن القُدماء: أَبُو العبّاس بْن عُقْدَةَ. ومِن المتأخرين: أبو عبد الله بْن منده. وكان حسنُ الرّأي فِيهِ. قَالَ حمزة السَّهميّ: سَأَلت عَنْهُ أَبَا زُرْعَة أحمد بن الحسين الرّازيّ فقال: ضعيف.
وقال الحاكم: هُوَ صاحب عجائب عَنِ الثقات. وقال الخطيب: لا يُحتج بِهِ. وُلِد سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وتوفي فِي شوال.
قلت: وقد جمع "مُسْنَد أبي حنيفة".
316- عَبْد الرَّحْمَن بْن إِسْحَاق النهاوندي1: أَبُو القاسم الزّجّاجيّ النَّحْويّ، صاحب "الْجُمَل". أصله من صَيمر، نزل بغداد ولزِم أَبَا إِسْحَاق الزّجّاج حتى برعَ فِي النَّحْو. ثم نزل حلب، ثمّ دمشق. وأملى عَنْ: محمد بْن العبّاس اليزيديّ، وعليّ بْن سُليمان الأخفش، وابن دُرَيْد، وغيرهم.
روى عَنْهُ: أَحْمَد بْن عليّ الحلبيّ، وأبو محمد بْن أَبِي نصر التميمي، وعبد الرَّحْمَن بْن عمر بن نصر، وأحمد بن محمد بن سرّام النَّحْويّ. قَالَ الكتانيّ: تُوُفّي بطبرية فِي رمضان سنة أربعين. وبلغنا أنّه صنَّف "الجمل" بمكّة. وكان إذا فرغ البابَ طاف بِهِ أسبوعًا، ودعا بالمغفرة. وللنُّحاة عليه في هذا الكتاب مؤاخذات معروفة، وقد انتفع به خلقٌ من المشارقة والمغاربة.
__________
1 الكامل في التاريخ "8/ 491"، سير أعلام النبلاء "15/ 475، 476"، البداية والنهاية "11/ 225".

(25/111)


317- عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن أَبِي العوام الرّياحيّ1: سَمِعَ: أَبَاهُ. وعنه: أَبُو حفص بن شاهين، والكَتّانيّ. وثقه الخطيب.
"حرف القاف":
318- القاسم بْن أصبغ بْن محمد بْن يوسف بْن واضح2: أَبُو محمد الأندلسيّ القُرْطُبيّ. مولي الوليد بْن عَبْد الملك الأمويّ البَيّانيّ. وبيّانه محلّة من قُرْطُبة. هذا مُسْنَد العصر بالأندلس وحافظها ومحدّثها الَّذِي من أخذَ عَنْهُ فقد استراح من الرّحلة. فإنَه سَمِعَ: بقي بْن مخلد، ومحمد بْن وضّاح، وأَصبْغ بْن خليل، ومحمد بن عبد السلام الخشني. ورحل إلى المشرق سنة 274، هو ابن بضعٍ وعشرين سنة، فسمع: محمد بن إسماعيل الصائغ، وجماعة بمكة.
وأبا محمد بن قتيبة، ومحمد بن الجهم السمري، والكديمي، وجعفر بن محمد بن شاكر، والحارث بن أبي أسامة، وأبا بكر أبي الدنيا، وأبا إسماعيل الترمذي، وأحمد بن أبي خيثمة وسمع منه تاريخه، وإسماعيل القاضي، ونحوهم ببغداد. وإبراهيم بْن أَبِي العيش القاضي، وإبراهيم بْن عَبْد اللَّه العبسي القصار صاحب وكيع. وكان رفيقه فِي الرحلة محمد بْن عَبْد الملك بْن أَيْمن. وصنَّف كتاب "السُّنن" علو وضع "سُنَن أَبِي دَاوُد" لكونه فاته السماع منه.
وصنف "مسند مالك"، وكتاب "بر الوالدين"، وغير ذلك. وكان بصيرًا بالحديث والرجال، نبيلًا فِي النَّحْو والغريب والشِّعْر، مشاوَرًا فِي الأحكام. وُلِد فِي ذي الحجّة سنة سبعٍ وأربعين ومائتين، وكان ممتعًا بذهنه، لا بنكر منه شيء إلا النسيان، خاصةً إلى آخر سنة سبعٍ وثلاثين، فتغّير ذهنه إلى أن مات في رابع عشر جُمَادَى الأولى سنة أربعين.
ومن مصنفاته: كتاب "المنتقى" وهو كصحيح مسلم فِي الصّحّة، وكتاب "المنتقى في السنن"، و"آثار التابعين". وله مصنف في الأنساب في غاية الحُسْن. وقيل: ترك التحديث قبل موته بعامين. روى عَنْهُ: حفيده قاسم بْن محمد، وعبد اللَّه بْن محمد الباجيّ الحافظ، وعبد الوارث بْن سُلَيْمَان، وعبد اللَّه بْن نصْر، وأبو بَكْر محمد بْن أَحْمَد بْن مُفَرِّج، وأحمد بْن القاسم التَّاهْرتيّ، وقاسم بْن محمد بْن غسلون، وأبو
__________
1 تاريخ بغداد "12/ 76".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 472-474"، تذكرة الحفاظ "3/ 853-855"، لسان الميزان "4/ 458".

(25/112)


عُمَر أَحْمَد بْن الْجَسُور، وأبو عثمان سَعِيد بن نصر، وخلق غيرهم. وتوفي في قرطبة فِي جُمَادَى الأولى.
319- القاسم بْن فهْد بْن أَحْمَد بْن أَبِي هُريرة الْمَصْريّ: يروي عَنْ: النَّسائيّ، وعُليك الرّازيّ. تُوُفّي فِي رجب.
"حرف الميم":
320- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم: أبو بكر بن السقاء الهروي، مفيد أهل هراة. يروي عَنْ: محمد بْن أَبِي عَلِيّ الخلاديّ، والحسن بْن سُفْيَان. وعنه: عَبْد اللَّه بْن يوسف الأصبهانيّ.
321- محمد بْن أَحْمَد بْن بالُوَيْه: أَبُو بَكْر النيسابوري الجلاب. من أعيان المحدّثين والرؤساء ببلده. رحل بِهِ أَبُوهُ وسمّعه من: محمد بْن غالب تمتام، ومحمد بْن رُمْح البزّار، ومحمد بْن يونس الكُدَيْميّ، وبِشْر بْن مُوسَى، وموسى بْن الْحَسَن النَّسائيّ البغداديين.
وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو عبد الله الحاكم، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وغير واحد.
قَالَ الحاكم: سمعته يَقُولُ: قَالَ لي أَبُو بَكْر بْن خُزَيْمَة: بلغني أنّك كتبت عَنْ محمد بْن جرير تفسيره.
قلت: نعم، كتبته عَنْهُ كلّه إملاءً من سنة 283 إلى سنة 95. فاستعاره ابن خزيمة مني. قال الحاكم: وسمعته يَقُولُ: كتبتُ عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن حنبل ثلاثمائة جزء. تُوُفّي فِي رجب سنة 340.
322- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن زيد1: أَبُو عَلِيّ بْن حيَكْان المعّدل النيسابوري. ثقة. قَالَ الحاكم: سَمِعْتُ الأستاذ أَبَا الوليد الفقيه يذكر فضل أَبِي عليّ وتقدُّمه فِي العدالة.
وقال: خطب محمد بن يحيى الذهلي في تزويجه بنت ابنه يحيى الشهيد: وثنا أَبُو عَلِيّ، عَنْ أَحْمَد بْن الأزهر، فذكر حديثًا. قلتُ: مات في عشر المائة.
__________
1 سير أعلام النبلاء "15/ 420".

(25/113)


323- محمد بْن إبْرَاهِيم بْن محمد بْن الْحُسَن1: أبو عبد الله بْن متَّوَيْه الأصبهانيّ. إمام الجامع وابن إمامه. كَانَ معدّلًا فاضلًا. سَمِعَ: عَبْد اللَّه بْن محمد بْن النُّعمان، والَهَرويّ، والطبقة. وحدَّث. قَالَ أَبُو نعيم الحافظ: مسحَ رأسي وأعطاني حلواء.
324- محمد بْن جعْفَر بْن إبْرَاهِيم: أَبُو بَكْر المَنَاسِكيّ.
سَمِعَ: عثمان بْن سَعِيد الدّارِميّ، ومحمد بْن إبْرَاهِيم البوشنجي. وعنه: أبو عبد الله الحاكم.
325- محمد بْن حمزة بْن أيوب اللَّخميّ: مولاهم الْمَصْريّ، وأبو الْحَسَن. روى عَنْ: يحيى بْن أيّوب، وطبقته. تُوُفّي في رجب.
326- محمد بن سعيد دَاوُد المدينيّ: سَمِعَ: عَلِيّ بْن محمد الثَّقفيّ الأصبهاني. وعنه: محمد بن عبد الرحمن اين سهل.
327- محمد بْن عُبّيْد اللَّه: أَبُو الفضل الحَوْتَكيّ الحصّار، مصريّ جليل. روى عَنْ: يحيى بْن عثمان بْن صالح، وأحمد بْن دَاوُد المكّيّ، وطبقتهما.
قَالَ ابن يونس: كَانَ ثقة. مات فِي صَفَر رحِمَه اللَّه.
328- مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بالُوَيْه بْن زيد الشّاماتيّ: أَبُو جعْفَر النيسابوري. قَالَ الحاكم: صدوق صاحب كتاب سمع: الحسين بن الفضل، وأحمد بن نصر. كتبت عنه.
329- محمد بن عيسى بن بندار2: أبو بكر البغدادي الجصاص.
قرأ عَلَى: إِسْحَاق الخُزَاعيّ، وأبي ربيعة الرَّبَعيّ، وسعدان بْن كثير. قرأ عَلَيْهِ: عَلِيّ بْن مجاهد الحجازيّ.
330- محمد بْن ملاق بْن نصر: أَبُو العبّاس الأمويّ، مولاهم الْمَصْريّ. روى عَنْ: رَوْح بْن الفَرَج، وخَيْر بْن عَرَفَة.
وتوفي فِي شهر رمضان.
__________
1 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 282".
2 غاية النهاية "2/ 224".

(25/114)


331- محمد بْن يحيى الطّائيّ المَوْصليّ1: قدِم بغداد، وحدث بها عن: جد أبيه، وجده، أحمد بْن إِسْحَاق الخشّاب. وعنه: محمد بْن أَحْمَد بْن رِزْقَوَيْه، وأبو الْحُسَيْن محمد بْن الْحُسَيْن بْن الفضل، وعمر بْن أَحْمَد العُكْبريّ، وغيرهم.
قَالَ أَبُو حازم العَبْدَويّ: لا أعلمه إلا ثقة. وحسّن أبي بَكْر البَرْقانيّ أمره. تُوُفّي ببغداد فِي رمضان.
وعند سُبْط السِّلَفيّ من حديثه جزءان فِي السّماء عُلُوًّا.
332- محمد بْن يحيى بْن مهديّ: أَبُو الذّكْر الْمَصْريّ الأسوانيّ التّمّار. قاضي مصر. كَانَ من كبار فقهاء المالكيّة. لَهُ حلقة. وحضر جنازته خلقٌ لا يُحصَى عددهم. وقد أطنب فِي ذِكره وأسهبَ فِي أمره أَبُو سَعِيد بْن يُونُس فقال: كَانَ لَهُ بمصر قدرٌ ومنزلة جليلة. وكان تسلم القضاء من أَبِي عُبّيْد عليّ بْن الحُسَين. وكان جلْدًا. وكان فتيا أهل مصر فِي وقته إِلَيْهِ. حدَّث بيسير، ونيفّ على الثمانين. توفي في يوم عيد الفطر. قلت: لك يذكر ابن يونس أَبَا عُبّيْد هذا فِي تاريخه. وكان لأبي الذّكْر قدمٌ فِي العبادة رحمه اللَّه تعالي.
"الكنى":
333- أَبُو الْحَسَن الكَرخي2: شيخ الحنيفة بالعراق. اسمه عبيد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن دلال. سمع ببغداد: إسماعيل القاضي. وسمع: محمد بن عبد الله الحضرمي مطين. روى عَنْهُ: أَبُو عُمَر بْن حَيَّوَيْهِ، وابن شاهين، وعبد اللَّه بْن محمد الأكفانيّ القاضي. وكان علامة كبير الشّأن، بارعًا.
انتهت إِلَيْهِ رئاسة الأصحاب، وانتشر تلامذته فِي البلاد. وكان عظيم العبادة والصلاة والصوم، صبورًا عَلَى الفقر والحاجة.
قَالَ أَبُو بَكْر الخطيب: حدثني الصيمري: حدثني أيو القاسم بْن علان الواسطيّ قَالَ: لمّا أصاب أَبَا الْحَسَن الكَرْخيّ الفالج فِي آخر عمره حضرته وحضر أصحابه أبو
__________
1 تاريخ بغداد "3/ 432، 433"، سير أعلام النبلاء "15/ 357، 358"، لسان الميزان "5/ 428، 429".
2 تاريخ بغداد "10/ 353-354"، المنتظم "6/ 369، 370"، سير أعلام النبلاء "15/ 426، 427".

(25/115)


بَكْر الدّامغانيّ، وأبو عَلَى الشّاشيّ، وأبو عبد الله البصْريّ فقالوا: هذا مرضَ يحتاج إلى نفقة وعلاج، والشيّخ مُقلّ. ولا ينبغي أن نبذله للناس. فكتبوا إلى سيف الدولة ابن حمدان. فأحسّ أَبُو الْحَسَن بما هُمْ فِيهِ، فبكي وقال: اللهُمّ لا تجعل رزْقي إلا من حيث عوَّدتني.
فمات قبل أن يُحمل إِلَيْهِ شيء. ثمّ ورد من سيف الدولة عشرة آلاف درهم قتُصدق بها. تُوُفّي وله ثمانون سنة. وأخذ عَنْهُ الفقه الذين ذكرناهم، والإمام أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن عليّ الرّازيّ، وأبو القاسم عَلِيّ بْن محمد التنوخي.
334- أبو عمر الطَّبَريّ الفقيه1: كَانَ يدرّس ببغداد مذهب أَبِي حنيفة هُوَ، والكَرْخيّ، فماتا فِي عامٍ واحد. ولهذا شرْح الجامَعْين.
ومن المتوفّين تقريبًا
"حرف الألف":
335- أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل العسكريّ الْمَصْريّ: سَمِعَ: يونس بن الأعلى. وعنه: ابن مَنْدَه.
336- أَحْمَد بْن محمود بْن طَالِب بْن حيت2. بحاء مهملةٍ مكسورة: وذلك مستفاد من خَنْب. أبُو حامد الْبُخَارِيّ الصرام. ذكره ابن ماكولا، وأبو حِيت فردٌ، قَالَ: حدَّث أَبُو حامد عَنْ: عبد الله بن أبي حفص، ويعقوب بن غرمل. وعنه: سهل بن عثمان. مات بعد الثلاثين وثلاثمائة، وقد أتى عَلَيْهِ مائة وخمس وستّون.
337- أَحْمَد بْن مروان3: أَبُو بَكْر الدِّينَوَرِيّ المالكي، ومصنف "المجالسة". سمع: محمد بْن عَبْد الْعَزِيز الدينوري، وأبا بَكْر بْن أَبِي الدنيا، وأبا قِلابة الرَّقَاشيّ، وعبد اللَّه بْن مُسلْمِ بْن قُتَيْبة، والكُدَيْميّ، والنَّضْر بْن عَبْد اللَّه الحُلْوانيّ، وعبّاس بن محمد الدوري، وإبراهيم بن ديزل، وعبد الرَّحْمَن بْن مرزوق البُزُورِيّ، وخلْقًا سواهم.
وعنه: الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيل الضّرّاب، وإبراهيم بْن علي بن غالب التمار،
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 429".
2 الإكمال لابن ماكولا "2/ 157، 158"، المشتبه في أسماء الرجال "1/ 180، 273".
3 سير أعلام النبلاء "15/ 427، 428"، ميزان الاعتدال "1/ 156"، لسان الميزان "1/ 309، 310".

(25/116)


والقاضي أَبُو بكر الأبْهريّ. وله: "فضائل مالك"، وكتاب "الرّدّ عَلَى الشّافعيّ". وله يدٌ فِي المذهب. ضعّفه الدّارَقُطْنيّ واتهمه.
قَالَ ابن زولاق فِي "قُضاة مصر". كَانَ أَحْمَد بْن مروان قد قدِم مصر وحدَّث بها بكُتُب ابن قُتَيْبة وغيرها. ثمّ سافر إلى أسوان لقضائها، فأقام بها سنين كثيرة. فحدّثني أَحْمَد بْن مروان قَالَ: ولي ابن قُتَيْبة، قضاء مصر، يعني أَبَا جعْفَر، فجاءني كتابُ أَبِي الذّكر محمد بْن يحيى يَقُولُ فِيهِ: خاطبت القاضي فِي أمرك، فوعدني بإنفاذ العهد إليك. فلمّا ذكرتُ لَهُ أنّك تروي كتُبُ أَبِيهِ، وقفَ وبدا لَهُ، وقال: أنا أعرف كلّ من سَمِعَ من أَبِي وما أعرف هذا الرجل. فإنْ كَانَ عندك علامة فاكتب إليَّ بها، فكتبتُ إِلَيْهِ بعلامات يعرفها، فكتب لي يعتذر، وبعث بعهدي.
338- أَحْمَد بْن يحيى بْن سعْد: أَبُو حامد النيسابوري. سَمِعَ: محمد بْن يحيى. وعنه: ابن منده.
339- أحمد بن محمد بن أَبِي يعقوب بْن الخليفة هارون الرشيد: أَبُو الْحَسَن الرشيديّ.
سَمِعَ: الْحَسَن بْن عَرَفَة، والعبّاس الترقفي، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، وجماعة. وعنه: عُمَر بْن عَلِيّ الأنطاكيّ، ومنصور بْن عبد اللَّه الخالديّ الذُّهْليّ، ويعقوب بْن مسدَّد القلوسيّ، وغيرهم.
340- أَحْمَد بْن هشام بْن حُمَيْد الحصريّ1: أَبُو بَكْر. عَنْ: العُطَارِديّ، ويحيى بْن أَبِي طَالِب، ومحمد بْن الْجَهْم. وعنه: القاضي أبو عُمَر الهاشميّ، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أشتافنّا.
"حرف الجيم":
341- جعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن2: أبو عبد الله الأصبهاني، ونزيل سِيراف. حدَّث عَنْ: هارون بْن سُلَيْمَان، وحذيفة بْن غياث، وجماعة. روى عَنْهُ: مَسْلَمَة بْن القاسم الأندلسيّ، وأبو الْحُسَيْن بْن جُمَيْع. وقع لنا حديثه عاليًا.
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 198، 199".
2 أخبار أصبهان "1/ 257".

(25/117)


"حرف الحاء":
342- الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق1: أَبُو عَلِيّ بْن شيرزاد. بغداديّ، يروي عَنْ: عبّاس الدُّوريّ، والْحَسَن بْن مُكْرَم. وعنه: ابن رزقَوَيْه، وغيره. وثقه الخطيب.
343- الْحَسَن بْن محمد بن عثمان الفسوي2: أبو علي. حدث بالبصرة عَنْ: يعقوب الفَسَويّ: وعنه: ابن جُمَيْع.
344- الْحَسَن بْن محمد بْن يزيد بْن محمد بْن عَبْد الصمد3: أَبُو عليّ الدّمشقيّ. روى عَنْ: جده. وعنه: أَبُو هاشم المؤدِّب. قَالَ أَبُو الْحَسَين الرّازيّ: اختلط فِي سنة 332.
345- حمدان بْن عَوْن: أَبُو جعْفَر الخولانيّ الْمَصْريّ المقرئ. أَحد الحُذَّاق. قرأ عَلَى: إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه النّحّاس.
قرأ عَلَيْهِ: عُمَر بْن محمد بْن عِراك؛ فقال عُمَر بْن محمد: قَالَ لي حمدان بن عَوْن بْن حكيم فِي سنة إحدى وثلاثين: قرأت على أحمد بن هلال ثلاثمائة ختمة، ثمّ أتي بي إلى النّحّاس فقال لَهُ: هذا تلميذي وقد قرأ عَليّ وجوَّد، فخذ عليه. فأخذ علي ختمتين. قال الداني: توفي حمدان حول سنة 340.
"حرف الخاء":
346- خالد بن محمد بن عبيد الدمياطي: الفقيه المالكي. ويعرف بابن عين الغزال. كانت له حلقة بدمياط في الجامع. روى عَنْ: عُبّيْد بْن أَبِي جعْفَر الدِّمياطيّ، وبكر بْن سهل، وجماعة. وثّقه ابن يونس، وقال: تُوُفّي سنة نيفٍ وثلاثين وثلاثمائة.
"حرف العين":
347- عبّاد بْن عبّاس بْن عبّاد4: أبو الحسن الطالقاني، والد الصاحب
__________
1 تاريخ بغداد "5/ 385، 386".
2 معجم الشيوخ لابن جميع "245".
3 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 251".
4 تقدمت ترجمته برقم "160".

(25/118)


إِسْمَاعِيل بْن عبّاد. سَمِعَ: أَبَا خليفة الْجُمَحيّ، وجعفر الفِرْيابيّ. وعنه: أَبُو الشّيخ. تُوُفّي سنة أربعٍ أو خمسٍ وثلاثين.
348- عَبْد اللَّه بْن يعقوب بْن إِسْحَاق الكِرمْانيّ1: حدَّث بنيسابور عَنْ: يحيى بْن بحر، ومحمد بْن أَبِي يعقوب الكرمانيين وعنه: أبو أحمد الحاكم، وأبو طاهر بن محمش، وأبو عبد الله بن منده. وحديثة بعلوٍّ في بلد أصبهان من أربعين السلفي لكنه ضعيف. قال أبو علي الحافظ: قلتُ لَهُ: فِي أيّ سنةٍ ولدت؟ قَالَ: سنة خمسين ومائتين. فقلت لَهُ: مات ابن أبي يعقوب قبل أن تولد بِسَبْعِ سِنين فاعلمه.
وقال الحاكم: كَانَ فِي أيّامي، ولم أسمع منه.
349- عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن محمد البغداديّ2: أبو عبد الله بْن الخُتُّليّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وإسماعيل القاضي. وابن أبي الدنيا، وأبا إسماعيل السلمي، والبرتي، وهذه الطبقة. وعنه: الدارقطني، وأبو الحسن بن البواب، وأبو القاسم بن الثلاج، وأبو عمر الهاشمي. وكان ثقة حافظا عارفا. سكن البصرة.
قَالَ المحسِّن التّنوخيُ: دخل إلينا أبو عبد الله الخُتّليّ البصرة وليس مَعَه كُتُبه، فحدَّث شهورًا إلى أن لحِقَتْه كُتُبُه، فسمعته يَقُولُ: حدَّثت بخمسين ألف حديث مِن حفظي إلى أن لحِقَتْني كُتُبي.
350- عَلِيّ بْن سعَيِد بْن الْحَسَن البغداديّ3: القّزاز المقرئ أَبُو الْحَسَن، المعروف بابن ذُؤابة. كَانَ من جِلّة أهل الأداء، مشهور ضابط محقِّق. قرأ عَلَى: إِسْحَاق بْن أَحْمَد الخُزَاعيّ، وأبي عَبْد الرَّحْمَن الّلْهبيّ، وأحمد بن فَرَج الضّرير، وابن مجاهد، وطائفة. وأقرأ القرآن مدّة.
قرأ عَلَيْهِ: أَبُو الْحَسَن الدّارَقُطْنيّ، وصالح بْن إدريس، وعامة أهل بغداد. قَالَ أبو عَمْرو الدّانيّ: مشهور بالضَّبط والإتقان، ثقة مأمون.
351- عَلِيّ بْن محمد4: أَبُو الْحَسَين المُرّيّ الدّمشقيّ المقرئ. قرأ على:
__________
1 ميزان الاعتدال "2/ 527"، سير أعلام النبلاء "15/ 364"، لسان الميزان "3/ 279".
2 تاريخ بغداد "10/ 290، 291"، المنتظم "6/ 351"، سير أعلام النبلاء "15/ 436، 437".
3 غاية النهاية "1/ 543، 544".
4 أخبار أصبهان "2/ 16".

(25/119)


هارون بْن مُوسَى الأخفش، وعلى: أبيه محمد بْن أَحْمَد المُرّيّ. وقرأ عَلَيْهِ: سلامة بْن الربيع المطرز، ومحمد ابن أَحْمَد بْن الْجُبنيّ.
ووالده هُوَ محمد بْن عُمَر بْن أبان بْن الوليد القاضي أَبُو الْحَسَن الطَّبريّ. ولي قضاء أصبهان مدّة. وحدَّث عَنْ: محمد بْن أيّوب بْن الضُّرَيْس، وأبي خليفة، والحسن بْن سُفْيَان، وخلق لقِيَهم بالشّام ومصر والعجم.
وعنه: والد أبي نُعيم، ومحمد بْن أَحْمَد بْن محمد، وأبو بَكْر بْن المقرئ، وغيرهم. قَالَ أَبُو نعيم الحافظ: كَانَ رأسًا فِي الفقه والحديث والتّصّوف. خرج فتولى بلاد لجبل، رحمه اللَّه تعالي.
352- عُمَر بْن أَحْمَد بْن مهديّ1: والد الدّارَقُطْنيّ. قَالَ الخطيب: كَانَ ثقة. روى عَنْ: إبراهيم بْن شريك، وجعفر الفريابي. روى عنه: ابنه.
353- عمر بن سعد القراطيسي2: روى عن: أبي بكر بن أبي الدّنيا. وعنه: الآجُرّيّ، وابن حَيَّوَيْهِ، والمرزباني. وثقه الخطيب.
354- عيسى بْن محمد بْن حبيب: أبو عبد اللَّه الأندلسيّ. روى بمصر والشّام عَنْ: ياسين بن محمد البجانيّ، وأحمد بْن هارون الإسكندرانيّ، ومحمد بن أحمد بن حماد زغبة.
روى عنه: أبو سعيد بن يونس، وأبو الحسين الرازي والد تمام. وهما أكبر منه؛ ومحمد بن إبراهيم الطرسوسي، وأبو الحسين بن جميع.
"حرف الميم":
355- محمد بن أحمد بن مخزوم3: أبو الحسين البغدادي المقرئ. يروي عَنْ: إِسْحَاق بْن سُنين، وإبراهيم بْن الهيثم البلديّ. وعنه: أبو بكر الأبهري.
356- مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن يَعْقُوب بن زوزان4: أبو بكر
__________
1 تاريخ بغداد "11/ 239".
2 تاريخ بغداد "11/ 233".
3 تاريخ بغداد "1/ 322".
4 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 288"، سير أعلام النبلاء "15/ 334".

(25/120)


الأنطاكي. قيل: أصله بغدادي. سَمِعَ بمصر من: يوسف بْن يزيد القراطيسيّ، وأبي عُلاثة محمد بْن عَمْرو. وبالشّام من: محمد بْن إبْرَاهِيم بْن كثير الصُّوريّ، وزكريّا خيّاط السنة، ومحمد بْن يحيى حامل كَفَنِه، وطائفة. وببغداد: بِشْر بْن مُوسَى، وجماعة.
روى عَنْه: أَبُو أَحْمَد محمد بن عبد الله الدهان، وأبو محمد بْن ذَكْوان، وأبو الْحُسَيْن بْن جُمَيْع، وأحمد بْن عَلِيّ الحلبيّ، وأبو الفَرَج بْن إبْرَاهِيم النَّصِيبيّ. وحدَّث بأنطاكيَة، وغيرها. وزُوزَان بمعجمتين.
357- مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن صَفْوة1: أَبُو الْحَسَن المَصّيصيّ. روى عَنْ: يوسف بْن مُسَلّم، وغيره. وعنه: عليّ بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ، وأحمد بْن محمد بْن عَلِيّ النَّسَويّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن يعقوب الهاشميّ، وابن جُمَيْع الغسّانيّ. محلّه الصِّدق.
358- محمد بْن سَعِيد بْن إِسْحَاق الأصبهاني القطان2: سَمِعَ: يحيى بْن أَبِي طَالِب، والحسن بْن مُكْرَم ببغداد، وأحمد بْن عصام، وجماعة. وعنه: الحافظ أَبُو أسحاق بْن حمزة، وأحمد بْن عُبّيْد الله القصّار، وأبو بَكْر المقرئ، وأبو عبد الله بْن مَنْدَه، وعبد اللَّه بْن محمد بْن منده، ومحمد بن أحمد بن جعْفَر الأبَحّ. ووصفه ابن المقرئ بالصّلاح.
359- محمد بْن عَبْد اللَّه الشُّعَيْريّ: أَبُو الطّّيّب النيسابوري. شيخ الحاكم.
360- محمد بْن عَبْد اللَّه بْن جُبْلَة البغداديّ3: أَبُو بَكْر المُضَريّ الطَّرَسُوسيّ.
حدَّث بدمشق عَنْ: الْحَسَن بْن عَرَفَة، وصالح بْن أَحْمَد بْن حنبل، وهشام بن عَلِيّ السيرافيّ.
وعنه: عَلَى بْن أَحْمَد الشَّرابيّ، وتّمام الرّازيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي نصر. وقال عَبْد العزيز الكتاني: حدث عَنْ يوسف بْن مُسلْمِ، وأحمد بْن شيبان. وكان شيخًا فيه نظر.
__________
1 المشتبه في أسماء الرجال "2/ 411".
2 أخبار أصبهان لأبي نعيم "2/ 274".
3 تاريخ بغداد "5/ 452"، ميزان الاعتدال "3/ 605"، لسان الميزان "5/ 227".

(25/121)


361- محمد بْن الْحَسَن بْن يونس1: الأمام أَبُو العبّاس الكوفي المقرئ النَّحْويّ. قرأ القرآن عَلَى: إِسْمَاعِيل القاضي، والحسن بْن عمران الشّحّام صاحبيّ قالون. وعلى: عَلِيّ بْن الْحَسَن التميميّ صاحب محمد بْن غالب الصَّيْرفيّ. وتصدّر بالكوفة. قرأ عَلَيْهِ: عَبْد الغفار بن عُبّيْد اللَّه الخصيبي، ومحمد بْن محمد بْن فيروز الكُرْجيّ. وعلى محمد الشّاهد، والقاضي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الْجُعْفيّ الهروانيّ، وأبو الْحَسَن محمد ابن جعْفَر التميميّ النَّحْويّ ابن النّجّار، وغيرهم.
362- محمد بْن جعْفَر بْن محمد بْن المُسْتَفاض2: أَبُو الْحَسَن بْن الفِرْيابيّ. عداده فِي البغدادّيين، ثمّ نزل حلب. وحدَّث عَنْ: عبّاس الدُّوريّ، وإسحاق بْن سيار النَّصِيبيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن الجنيد، وإسماعيل القاضي ورى عَنْهُ رواية قالون.
حدَّث عَنْهُ: عبد المنعم بْن غَلْبُون، وعليّ بْن محمد بْن إِسْحَاق الحلبيّ، وأبو حفص بْن شاهين، وعمر بْن إبْرَاهِيم الكتّاني، وآخرون. وعاش دهرًا. فإنّه وُلد سنة 247. وثقة أَبُو بَكْر الخطيب. وآخر من حدَّث عَنْهُ ابن جُمَيْع الغسانيّ.
363- محمد بْن جعفر بن محمد بن عصام الأنصاريّ النَّسفيّ: شيخ مُعَمَّر. روى عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ أربعة عشر حديثًا. قَالَ جعفر المستغفريّ: وهو آخر من رُوِي عَنْهُ فيما أعلم.
364- محمد بْن إِسْمَاعِيل3: أبو الْحَسَن الرازي المؤدب. نزل بغداد. روى عَنْ: أبي حاتم مُوسَى بْن نصر، وإبراهيم الحربي. وعنه: ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان. يؤخر.
365- محمد بن عبد الله الحربي4: المقرئ أبو عبد الله. وقيل: محمد بن جعفر. قرأ عَلَى: أَحْمَد بْن سهل الأُشْنانيّ، وأبي جعفر أحمد بْن عليّ البزّاز. وكان من جِلّة أصحابهما. مجِّودًا لحرف عاصم. قرأ عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ، فقال وحدُه: محمد بْن عَبْد اللَّه. وقرأ عليه: أَحْمَد بْن نصر الشّذَائيّ، ومحمد بْن أَحْمَد الشّنَبُوذيّ، وعمر بن إبْرَاهِيم الكتّانيّ فقالوا: محمد بْن جعْفَر. وكان من صُلَحاء المقرئين.
__________
1 الوافي بالوفيات "2/ 436"، غاية النهاية "2/ 125"، بغية الوعاة "1/ 90".
2 تاريخ بغداد "2/ 141"، المنتظم "6/ 299"، غاية النهاية "2/ 11".
3 تاريخ بغداد "2/ 50".
4 غاية النهاية "2/ 11".

(25/122)


366- مُحَمَّد بْن عَلِيّ بن محمد: أبو بكر النيسابوري. سَمِعَ: عيسى بْن أَحْمَد العسقلانيّ. وعنه: أبو عبد الله بْن مَنْدَه.
"حرف الياء":
367- يزيد بْن إِسْمَاعِيل1: أَبُو بَكْر الخلال. سَمِعَ: عبد الله بن أبو المخّرميّ، وأحمد بْن منصور الرماديّ، والترقفيّ. وعنه: أيوب عُمَر الهاشميّ القاضي، وعلي بْن القاسم النّجّاد، وعلي بن أحمد البّزاز البصْريّون، شيوخ الخطيب. قَالَ الخطيب: ثقة سكن البصرة.
368- يزيد بْن محمد بْن إياس2: أَبُو زكريّا الأزْديّ الحافظ. مؤرِّخ الموصل وقاضيها. سمع: إسحاق الحربي، ومحمد ابن أَحْمَد بن أَبِي المثُنى، وعُبَيْد بْن عثّام، ومطينًا، وخلقًا سواهم. وولي قضاء الموصل. وكان يُعرف بابن زُكْرة.
روى عَنْهُ: المظفر بْن محمد الطوسيّ، ومحمد بْن أَحْمَد بْن جُمَيْع، ونصْر بْن أبي نصر الطوسي العطار. وقع لنا حديثه بعلوّ.
__________
1 تاريخ بغداد "14/ 350".
2 سير أعلام النبلاء "15/ 386، 387"، طبقات الحفاظ "366".

(25/123)