تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك وصلة تاريخ الطبري

 [القول في من عاش بعد رسول الله ص وروى من الصحابة والتابعين]

ذكر أسماء من عاش بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من اصحابه فروى عنه او نقل عنه علم
ذكر أسماء من عاش بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بنى عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف.
منهم الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَلَّبِ، عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ، وبنوه: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله وكل هؤلاء أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورووا عنه ونقل عنهم العلم، واكبر من ذكرت من ولد العباس واسنهم الفضل، وبه كان يكنى العباس، وهو اقدمهم موتا وتوفى بالشام في طاعون عمواس، قبل ابيه.
ثم عبد الله وهو الذى اوسع الناس علما ومد له في العمر، فعاش الى ايام فتنه ابن الزبير وعبد الملك بن مروان، وقد مضى ذكرى تاريخ وفاته وغير ذلك من أموره، ثم عبيد الله، وكان اصغر الثلاثة من ولد العباس سنا، كان عبد الله اسن منه بسنه، وتوفى عبيد الله قبل عبد الله، كانت وفاه عبيد الله في ايام يزيد بن معاويه ووفاه عبد الله بعد ذلك بسنين.
وكانت أم الفضل وعبد الله وعبيد الله وقثم واحده، أمهم جميعا أم الفضل، وهي لبابه الكبرى بنت الحارث بن حزن من بنى هلال بن عامر، وقد كان في ولد العباس لصلبه ممن نقل عنه العلم، ورويت عنه الآثار غير هؤلاء، ككثير وتمام ومعبد، غير انه لا يعلم لأحد منهم سوى من ذكرت سماع من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصح.
ومنهم على وعقيل ابنا ابى طالب بن عبد المطلب، والحسن والحسين ابنا على ابن ابى طالب وعبد الله بن جعفر بن ابى طالب عليهم السلام، كل هؤلاء عاشوا

(11/548)


بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونقل منهم العلم ورويت عنهم الآثار، وقد مضى ذكرى تاريخ وفاتهم ومده آجالهم.
ومنهم الحارث بن نوفل بن الحارث بن المطلب بن هاشم بن عبد مناف، من ولده عبد الله بن الحارث بن نوفل، الذى اصطلح عليه اهل البصره ايام الزبيريه والمروانية بببه لقب، أدرك رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عنه.

ذكر بعض ما روى الحارث عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الآثار
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مؤمل بن اسماعيل، قال: حدثنا سفيان عن عاصم بن عبيد الله عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عتبة عن عبد الله ابن الحارث بن نوفل عَنْ أَبِيهِ، إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذا سمع المؤذن يقول: اشهد ان لا اله الا الله، اشهد ان محمدا رسول الله، قال: كما يقول، وإذا قال: حي على الصلاة قَالَ لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا قال: حي على الفلاح، قَالَ: لا حول ولا قوة إلا بالله.
حدثنى هلال بن العلاء الرقى، قال: حدثنا حفص بن عمر ابو عمر الحوضى، قال: حدثنا همام، عن ليث عن علقمه بن مرثد عن عبد الله بن الحارث عن ابيه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علمهم الصلاة على الميت: اللهم اغفر لأحيائنا وأمواتنا، واصلح ذات بيننا، والف بين قلوبنا، اللهم هذا عبدك فلان بن فلان لا نعلم الا خيرا كنت اعلم به، فاغفر لنا وله فقلت وانا اصغر القوم: فان لم اعلم خيرا قال: لا تقل الا ما تعلم.
ومنهم عبد المطلب بْن رَبِيعَة بْن الْحَارِث بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مناف.
كان فيما ذكر اهل السير عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم رجلا وقد روى عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احاديث، منها مَا حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فضيل، عن يزيد بن ابى زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: حدثنى

(11/549)


عبد المطلب بْن رَبِيعَة بْن الْحَارِث بْن عبد المطلب، ان العباس دخل عَلَى رَسُول اللَّهِ صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مغضب، وانا عنده، فقال: ما اغضبك! فقال: يا رسول الله، ما لنا ولقريش! إذا تلاقوا تلاقوا بوجوه مستبشره، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك، فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى احمر وجهه، حتى استدر عرق بين عينيه- وكان إذا غضب استدر- فلما سرى عنه، [قال: والذى نفس محمد بيده، لا يدخل قلب امرئ من الايمان ابدا حتى يحبكم لله ولرسوله، ثم قال: ايها الناس من آذى العباس، فقد آذاني، انما عم الرجل صنو ابيه] .
وربيعه بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، كان يكنى أبا اروى، وهو الذى [قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: الا ان كل دم وماثره كانت في الجاهلية فهو تحت قدمي، وان أول دم اضعه دم ربيعه بن الحارث،] وذلك انه كان قتل لربيعه ابن في الجاهلية فابطل الطلب به في الاسلام، ولم يجعل لربيعه التباعه، قتل قاتل ابنه وعاش ربيعه بعد النبي صلى الله عليه وسلم الى خلافه عمر، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وكان- فيما ذكر- اسن من عمه العباس ابن عبد المطلب بسنتين.
ذكر بعض ما روى عنه من الاثر: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا جرير، عن عطاء، عن عبد الله بن ربيعه، عن ابيه عن رجل من قريش، قال:
رايت النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وهو واقف بعرفات مع المشركين، ورايته في الاسلام واقفا موقفه ذلك، فعرفت ان الله عز وجل وقفه ذلك.