تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك وصلة تاريخ الطبري

. ذكر من هلك منهم في سنه احدى عشره ومائه
منهم عطية بن سعد بن جناده العوفى، من جديله قيس، ويكنى أبا الحسن، قال ابن سعد: أخبرنا سعيد بن محمد بن الحسن بن عطية قال: جاء سعد بن جناده

(11/640)


الى على بن ابى طالب ع وهو بالكوفه، فقال: يا امير المؤمنين، انه ولد لي غلام فسمه، فقال: هذا عطية الله، فسمى عطية وكانت أمه رومية، وخرج عطية مع ابن الاشعث.
هرب عطية الى فارس وكتب الحجاج إلى مُحَمَّد بن القاسم الثقفي: ان ادع عطية فان لعن على بن ابى طالب ع والا فاضربه أربعمائة سوط، واحلق راسه ولحيته، فدعاه واقراه كتاب الحجاج، وابى عطية ان يفعل، فضربه أربعمائة سوط وحلق راسه ولحيته فلما ولى قتيبة بن مسلم خراسان خرج اليه عطية، فلم يزل بخراسان حتى ولى عمر بن هبيرة العراق فكتب اليه عطية يسأله الاذن له في القدوم، فاذن له فقدم الكوفه فلم يزل بها الى ان توفى في سنه احدى عشره ومائه وكان كثير الحديث ثقه ان شاء الله

ذكر من هلك منهم في سنه ثنتى عشره ومائه
منهم عبد الرحمن بن ابى سعيد الخدرى، واسم ابى سعيد سعد بن مالك بن سنان، واختلف في كنيته، فقال محمد بن عمر: كنيته ابو محمد، وقال ابن عمر:
توفى عبد الرحمن بن ابى سعيد بالمدينة سنه ثنتى عشره ومائه وهو ابن سبع وسبعين سنه.
روى عن ابيه.
وابو جعفر محمد بْن علي بْن حسين بْن علي بن ابى طالب ع وأمه أم عبد الله ابنه حسن بن على بن ابى طالب ع.
قال ابن عمر: حدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حَكِيمِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حنيف، قال: رايت أبا جعفر يتكئ على طيلسان مطوى في المسجد.
قال ابن عمر: ولم يزل ذلك من فعل الاشراف واهل المروءة عندنا الذين يلزمون المسجد، يتكئون على طيالسه مطوية سوى طيالستهم وأرديتهم التي عليهم أخبرنا عبد الرحمن بن يونس، عن سفيان بن عيينه، عن جعفر بن محمد، قال: سمعت محمد بن على يذاكر فاطمه ابنه حسين شيئا من صدقه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: هذه توفى لي ثمانيا وخمسين، ومات لها

(11/641)


قال ابن عمر: فاما في روايتنا فانه مات سنه سبع عشره ومائه وهو ابن ثلاث وسبعين سنه.
وقال ابو نعيم فيما حدثنى محمد بن اسماعيل عنه: مات محمد بن على ابو جعفر سنه اربع عشره ومائه.
وقال على بن محمد المدائني: توفى أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ع سنه سبع عشره ومائه وهو ابن ثلاث وستين سنه.
وقال يحيى بن معين: توفى أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ سنه ثمان عشره ومائه.
وحدثنى محمد بن عبد الله الحضرمى قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال:
حدثنا مفضل بن عبد الله، عن ابان بن تغلب [عن ابى جعفر، قال: جاءني جابر بن عبد الله وانا في الكتاب، فقال لي اكشف لي عن بطنك، فكشفت له عن بطنى، فقبله ثم قال: ان رسول الله ص أمرني ان اقرئك السلام] .
ومنهم الحكم بن عتيبة، واختلف في كنيته، فقيل: كنيته ابو محمد.
وقال ابن سعد أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا ابو إسرائيل ان الحكم بن عتيبة كان يكنى أبا عبد الله.
واختلف في ولائه، فقال ابن سعد: كان مولى لكنده وقال على بن محمد:
الحكم بن عتيبة كندى، قال: ويقال: اسدى مولى لهم، وكان الحكم بن عتيبة مقدما في العلم والفقه كثير الحديث.
وقال عبد الرحمن بن صالح: حدثنا نوح بن دراج عن ابن ابى ليلى، قال:
كنت عند الحكم، فجاءه داود الأودي فقال: ان الناس يزعمون انك تنال من ابى بكر وعمر، فقال: ما افعل، ولكنى ازعم ان عليا خير منهما.
وحدثنى أبو السائب، قال: حَدَّثَنَا ابن إدريس، قال: سمعت شعبه يقول:
هلك الحكم بن عتيبة سنه خمس عشره ومائه

(11/642)


وحدثنى محمد بن اسماعيل، قال: قال ابو نعيم الفضل بن دكين: مات الحكم بن عتيبة في سنه خمس عشره ومائه.
وسعيد بن يسار ابو الحباب مولى الحسن بن على ع من ساكنى المدينة وبها كانت وفاته في سنه سبع عشره ومائه ومحمد بن كعب بن حيان بن سليم بن اسد القرظبى من حلفاء الأوس ويكنى أبا حمزه واختلف في وقت وفاته فقال ابو نعيم الفضل بن دكين- فيما ذكر: حدثنى به محمد بن اسماعيل عنه: مات سنه ثمان ومائه وكان عالما فاضلا غير مدفوع وكان كثير الرواية.
وقتادة بن دعامه السدوسي ويكنى أبا الخطاب، وكان اعمى حافظا فطنا وذكر عن ابن معين انه قال: مات قتادة سنه سبع عشره.
وعلى بْن عبد الله بْن عباس بْن عبد المطلب، وأمه زرعه بنت مشرح بن معديكرب بن وليعه بن شرحبيل بن معاويه بن حجر القرد بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاويه بن الحارث بن معاويه بن ثور بن مرتع بن ثور، وهو كندى يكنى أبا محمد، ذكر انه ولد ليله قتل امير المؤمنين على بن ابى طالب ع في شهر رمضان سنه اربعين فسمى باسمه وكنى بكنيته أبا الحسن، فقال له عبد الملك بن مروان: لا والله ما احتمل لك الاسم والكنية جميعا، فغير أحدهما، فغير كنيته فصيرها أبا محمد وكان على بن عبد الله هذا اصغر ولد ابيه سنا وكان اجمل قرشي- فيما قيل- واوسمه واكثره صلاه، وكان يدعى السجاد لعبادته.
واختلف في وقت وفاته، فقال محمد بن عمر: توفى على بن عبد الله بن العباس سنه ثمان عشره ومائه.
ومنهم حماد بن ابى سليمان ويكنى أبا اسماعيل وهو مولى لإبراهيم بن ابى موسى الأشعري وكان ممن ارسل به معاويه الى ابى موسى الأشعري، وهو بدومه الجندل.
وكان حماد مقدما في الفقه

(11/643)


حَدَّثَنِي أبو السائب، قال: حَدَّثَنَا ابن إدريس، قال: سمعت شعبه يقول:
هلك حماد بن ابى سليمان سنه عشرين ومائه.
ومنهم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أمه أم ولد، وقد ذكرت مقتله في كتابنا المسمى المذيل.
وقد حدثني الحارث، قال: حدثنا مُحَمَّد بن سعد، قال: أخبرنا مُحَمَّد بن عمر، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: دخل زيد بن على ع على هشام بن عبد الملك، فرفع دينا كثيرا وحوائج، فلم يقض له هشام حاجه، وتجهمه واسمعه كلاما شديدا قال عبد الله بن جعفر فأخبرني سالم مولى هشام وحاجبه، ان زيد بن على خرج من عند هشام، وهو يأخذ شاربه بيده ويفتله، ويقول:
ما أحب الحياه احد قط الأذل قال: ثم مضى، وكان وجهه الى الكوفه، فخرج بها ويوسف بن عمر الثقفى عامل لهشام بن عبد الملك على العراق، فوجه الى زيد بن على من يقاتله فاقتتلوا وتفرق عن زيد من خرج معه، ثم قتل وصلب قال سالم: فاخبرت هشاما بعد ذلك بما كان قال زيد ع يوم خرج من عنده، فقال: ثكلتك أمك! الا كنت أخبرتني بذلك قبل اليوم، وما كان يرضيه! انما كانت خمسمائة الف درهم، وكان ذلك اهون علينا مما صار اليه.
قال محمد بن عمر: فلما ظهر ولد العباس عمد عبد الله بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس الى هشام بن عبد الملك فامر به فاخرج من قبره، وصلبه وقال: هذا بما فعل بزيد بن على ع، وقتل زيد ع يوم الاثنين لليلتين خلتا من صفر سنه عشرين ومائه، ويقال: سنه ثنتين وعشرين ومائه، وكان له فيما قيل اثنتان واربعون سنه وكان مسكنه بالمدينة وقتل بالكوفه.
وسلمه بن كهيل الحضرمى، وكان من ساكنى الكوفه، وبها مات في آخر يوم من سنه احدى وعشرين ومائه وقال بعضهم: بل توفى سنه ثنتين وعشرين ومائه حين قتل زيد بن على ع

(11/644)


ومنهم مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عبد الله الاصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهره بن كلاب بن مره، وأمه عائشة ابنه عبد الله الاكبر بن شهاب، ويكنى محمد بن مسلم أبا بكر، وكان محمد بن مسلم الزهري مقدما في العلم بمغازى رسول الله صلى الله عليه وسلم واخبار قريش والانصار، راويه لاخبار رسول الله ص واصحابه.
ومحمد بْن علي بْن عَبْد اللَّهِ بْن العباس بن عبد المطلب، وأمه العاليه ابنه عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، فولد محمد بن على عبد الله الاصغر، وهو ابو العباس القائم بالخلافة من ولد العباس وداود بن محمد وعبيد الله وريطة هلكت ولم تبرز، وأمهم ريطة ابنه عبيد الله بْن عبد الله بْن عبد المدان بن الديان من بنى الحارث بن كعب، وعبد الله الاكبر وهو ابو جعفر المنصور، ولى الخلافه بعد أخيه ابى العباس وأمه أم ولد.
وابراهيم بن محمد وهو الامام الذى كان اهل دعوه بنى العباس يصيرون اليه ويصدرون عن رايه، وأمه أم ولد ويحيى بن محمد والعاليه بنت محمد وأمها أم الحكم بنت عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ الحارث بْن عبد المطلب، وموسى بن محمد وأمه أم ولد، والعباس بن محمد وأمه أم ولد، واسماعيل ويعقوب، وهو ابو الاسباط، ولبابه بنت محمد، تزوجها جعفر بن سليمان بن على، هلكت عنده ولم تلد له، وهم لأمهات شتى.
وذكر عن العباس بن محمد ان محمد بن على بن العباس توفى بالشراة من ارض الشام في خلافة الوليد بْن يزيد بْن عبد الملك بن مروان سنه خمس وعشرين ومائه وهو يومئذ ابن ستين سنه، وكان ابو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفيه اوصى اليه ودفع اليه كتبه، فكان محمد بن على وصى ابى هاشم، وقال له ابو هاشم: ان هذا الأمر انما هو في ولدك، فكانت الشيعة الذين كانوا يأتون أبا هاشم ويختلفون اليه قد صاروا بعد ذلك الى محمد بن على.
وثابت البناني بن اسلم، يكنى أبا محمد من ولد سعد بن لؤي بن غالب، وبنانه أمهم كذلك قال هشام عن ابيه، وقال على بن محمد: توفى ثابت البناني سنه سبع

(11/645)


وعشرين ومائه وكان ثابت من سكان البصره، وبها توفى وكان ثقه كثير الحديث.
وعبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب ويكنى أبا عبد الرحمن توفى سنه سبع وعشرين مائه، وكان من سكان المدينة وبها توفى وكان كثير الحديث ثقه ووهب بن كيسان ويكنى أبا نعيم مولى عبد الله بن الزبير بن العوام توفى سنه سبع وعشرين ومائه.
وبكير بن عبد الله بن الاشج مولى المسور بن مخرمه الزهري، ويكنى أبا عبد الله توفى بالمدينة سنه سبع وعشرين ومائه.
ومالك بن دينار يكنى أبا يحيى مولى لامرأة من بنى سامه بن لؤي ذكر عن ابن عائشة، قال: مالك بن دينار كان كابليا وكان عابدا حافظا قارئا للقرآن وكان يكتب المصاحف وجابر بن يزيد الجعفى وكان متشيعا وكان من ساكنى الكوفه، وبها كانت وفاته في سنه ثمان وعشرين ومائه.
حدثنى سعيد بن عثمان التنوخي قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مهدي المصيصي، قال: سمعت اسماعيل بن عليه قال: قال شعبه: اما جابر ومحمد بن إسحاق فصدوقان.
حدثنى عبد الرحمن بن بشر النيسابورى قال: سمعت سفيان بن عيينه يقول:
كان جابر الجعفى يؤمن بالرجعة وذكر عن يحيى بن معين انه قال مات جابر الجعفى سنه اثنتين وثلاثين ومائه.
حدثنا العباس الدوري، قال: حدثنا ابو يحيى الحماني عبد الحميد بن بشمير عن ابى حنيفه النعمان بن ثابت قال: ما رايت أحدا اكذب من جابر الجعفى.
قال العباس: وحدثنا يحيى بن يعلى المحاربى عن زائده قال: كان جابر الجعفى كذابا يؤمن بالرجعة

(11/646)


وعاصم بن ابى النجود الأسدي وهو عاصم بن بهدله مولى لبنى جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن اسد، وكان يكنى أبا بكر كذلك، حدثنا عن ابى نعيم الفضل بن دكين، قال حدثنا ابو الأحوص- وكان مقرئ اهل الكوفه بعد يحيى بن وثاب، وكان ثقه، غير انه كان كثير الخطا، وكان من ساكنى الكوفه وبها كانت وفاته في سنه ثمان وعشرين ومائه.
ابو إسحاق السبيعي، واسمه عمرو بن عبد الله بن احمد بن ذي يحمد بن السبيع بن سبع بن صعب بن معاويه بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، قال الأسود بن عامر: قال شريك: ولد ابو إسحاق السبيعي في سلطان عثمان- احسب شريكا- قال: لثلاث سنين، بقين منه وكان كثير الحديث صدوقا قارئا للقرآن.
وقال ابو نعيم: بلغ ابو إسحاق ثمانيا- او تسعا- وتسعين سنه، ومات سنه ثمان وعشرين ومائه.
وابو إسحاق الشيبانى واسمه سليمان بن ابى سليمان مولى لبنى شيبان وكان من ساكنى الكوفه، وبها توفى في قول محمد بن عمر في سنه تسع وعشرين ومائه.
ومطر بن طهمان الوراق، وكان من اهل خراسان، وهو مولى علباء السلمى، وكان فيه ضعف في قول بعضهم، ويكنى مطر أبا رجاء، وذكر عن جعفر بن سليمان انه قال: مات مطر بن طهمان الوراق سنه خمس وعشرين ومائه.
ويحيى بن ابى كثير الطائي، ويكنى أبا نصر، قال على بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد قال: قال شعبه: حديث يحيى بن ابى كثير احسن من حديث الزهري وقال عبد الرزاق قال: معمر: اريد يحيى بن ابى كثير على البيعه لبعض بنى اميه فأبى، حتى ضرب وفعل به كما فعل بسعيد بن المسيب وكان يحيى بن ابى كثير كثير التدليس وقيل: مات يحيى بن ابى كثير سنه تسع وعشرين ومائه، كان من ساكنى اليمامه، وبها كانت وفاته.
ومحمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن حارثة بن

(11/647)


سعد بن تيم بن مره، وأمه أم ولد، ويكنى أبا عبد الله ولد محمد بن المنكدر عمر وعبد الملك والمنكدر وعبد الله ويوسف وابراهيم وداود لام ولد، وحسبه بعضهم، فقال: محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن محرز بن عبد العزى وقيل مات محمد بن المنكدر بالمدينة وكان من ساكنيها في سنه مائه وثلاثين او احدى وثلاثين ومائه.
وابو الحويرث، واسمه عبد الرحمن بن معاويه، روى عنه ابن عيينه قال يحيى:
هو مدينى ثقه.
وقال محمد بن بكار: حدثنا ابو معشر عن ابى الحويرث عبد الرحمن بن معاويه قال: انما كلم الله سبحانه موسى ع بقدر ما يطيق من كلامه، ولو يكلمه بكلامه كله لم يطقه، ومكث موسى اربعين ليله لا يراه احد الا مات من نور رب العالمين وكان ابو الحويرث من ساكنى المدينة وبها كانت وفاته في سنه ثلاثين ومائه ويزيد بن رومان مولى آل الزبير بن العوام، كان عالما بالمغازى مغازي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ ثقه، وكان من ساكنى المدينة، وبها كانت وفاته في سنه ثلاثين ومائه وشعيب بن الحبحاب من ساكنى البصره، وبها كانت وفاته في سنه ثلاثين ومائه وكان يكنى أبا صالح وهو من موالي بنى رافد، بطن من المعاول، والمعاول من الأزد.
ومنصور بن المعتمر السلمى، ويكنى أبا عتاب وكان فاضلا ورعا دينا ثقه أمينا.
القراءة، وكان يريد ان يترسل فلا يستطيع قال محمد بن عمر: مات منصور بن زاذان سنه تسع وعشرين ومائه وقال يحيى بن معين مات سنه سبع وعشرين ومائه.
ومنصور بن المعتمر السلمى، ويكنى أبا عتاب وكان فاضلا ورعا دينا ثقه أمينا.
حدثنا ابن حميد قال: حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير، قال: صام منصور سنين وقامها حتى سقم.
وحدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، قال: كان منصور خلق الثياب، خلق الجلد، وكان في مرضه إذا شرب الماء يرى مجراه في صدره

(11/648)


حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، قال: مات منصور، فرئي في النوم، فقيل له: يا أبا عتاب ما حالك؟ فقال: كدت ان القى الله عز وجل بعمل نبى.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير قال: اراد ابن هبيرة منصورا على القضاء فأبى، فحبسه شهرين، ثم خلى سبيله واجازه، فقبل منصور جائزته، وحج مع ابنه هو والقاسم.
وحدثنى الحسين بن على الصدائى، قال: حدثنا خلف بن تميم قال: حدثنا زائده ان منصور بن المعتمر صام سنه فأقام ليلها وصام نهارها، وكان يبكى الليل، فتقول له أمه: يا بنى قتلت قتيلا فيقول انا اعلم بما صنعت بنفسي، فإذا اصبح كحل عينيه، ودهن راسه وبرق شفتيه بالدهن، وخرج الى الناس.
قال: واراده يوسف بن عمر عامل الكوفه على القضاء فامتنع من ذلك منصور، فأرسل اليه فقيده، فقيل له: لو نثرت لحم هذا الشيخ ما جلس على عمل، قال: فاتى خصمان فجلسا، فتكلما فلم يجبهما، فأعفاه وخلى سبيله، وكان منصور من ساكنى الكوفه، وبها كانت وفاته في سنه ثنتين وثلاثين ومائه كان منصور من الشيعة.
ومحمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمرو بن حزم، أمه فاطمه بنت عماره بن عمرو ابن حزم ويكنى أبا عبد الملك، وكان قاضيا بالمدينة.
قال ابن سعد: أخبرنا معن بن عيسى، قال: حدثنى سعيد بن مسلم، قال:
رايت مُحَمَّد بْن أبي بكر بْن مُحَمَّد بْن عمرو بن حزم يقضى في المسجد.
قال: وأخبرنا مطرف بن عبد الله اليسارى، عن مالك بن انس، قال: كان مُحَمَّد بْن أبي بكر بْن مُحَمَّد بْن عمرو بن حزم على القضاء بالمدينة، فكان إذا قضى بالقضاء مخالفا للحديث ورجع الى منزله قال له اخوه عبد الله بن ابى بكر- وكان رجلا صالحا: اى أخي قضيت اليوم في كذا وكذا بكذا وكذا فيقول له محمد: نعم اى أخي فيقول له عبد الله: فأين الحديث اى أخي، عز الحديث ان يقضى به، فيقول محمد ايهاه فأين العمل؟ يعنى ما اجمع عليه من العمل بالمدينة، والعمل المجتمع عندهم اقوى من الحديث

(11/649)


وقال محمد بن عمر: توفى مُحَمَّد بْن أبي بكر بْن مُحَمَّد بْن عمرو بن حزم سنه اثنين وثلاثين ومائه في أول دوله بنى العباس وهو ابن ثنتين وسبعين سنه.
وصفوان بن سليم مولى حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، يكنى أبا عبد الله، وكان من العباد من ساكنى المدينة وبها كانت وفاته في سنه ثنتين وثلاثين ومائه وكان ان شاء الله ثقه.
وعبد الله بن ابى نجيح، ويكنى أبا يسار وهو مولى لثقيف، وكان من ساكنى مكة وبها كانت وفاته، واختلف في وقت وفاته، فقال محمد بن عمر: مات بمكة سنه ثنتين وثلاثين ومائه، وقال عبد الرحمن بن يونس: أخبرنا سفيان قال: مات ابن ابى نجيح قبل الطاعون، وكان الطاعون سنه احدى وثلاثين ومائه.
وذكر عن على بن المديني انه سمع يحيى بن سعيد يقول: كان ابن ابى نجيح معتزليا.
قال يحيى: قال أيوب: اى رجل أفسدوا! وكان بن ابى نجيح مفتى اهل مكة بعد عمرو بن دينار.
وربيعه بن ابى عبد الرحمن الذى يقال له ربيعه الرأي، واسم ابيه ابى عبد الرحمن فروخ، وكان ربيعه يكنى أبا عثمان، وهو مولى لال الهدير من بنى تميم بن مره، وكان ربيعه من ساكنى المدينة وبها كانت وفاته في سنه ست وثلاثين ومائه في آخر خلافه ابى العباس.
وعبد الله بْن حسن بْن حسن بْن علي بن ابى طالب ع، وكنى أبا محمد، وكان من العباد، وكان ذا عارضه وهيبة ولسان وشرف، وكانت الخلفاء من بنى اميه تكرمه، وتعرف له شرفه ووفد على ابى العباس في دوله بنى العباس بالأنبار ذكر محمد بن عمر ان حفص بن عمر اخبره، قال: قدم عبد الله بن حسن على ابى العباس بالأنبار، فاكرمه وحباه وقربه وادناه وصنع به شيئا لم يصنعه بأحد، وكان سمر معه الليل، فسمر معه ليله الى نصف الليل وحادثه، فدعا ابو العباس بسفط جوهر، ففتحه فقال: هذا والله يا أبا محمد ما وصل الى من الجوهر الذى كان في أيدي بنى اميه، ثم قاسمه اياه، فاعطاه نصفه وبعث ابو العباس بالنصف الآخر الى

(11/650)


امراته أم سلمه، وقال: هذا عندك وديعة ثم تحدثا ساعه ونعس ابو العباس فخفق برأسه، وأنشأ عبد الله بن حسن يتمثل بهذه الأبيات:
الم تر حوشبا امسى يبنى ... قصورا نفعها لبنى نتيلة
يؤمل ان يعمر عمر نوح ... وامر الله يطرق كل ليله
قال: وانتبه ابو العباس، ففهم ما قال، فقال: يا أبا محمد، تتمثل بمثل هذا الشعر عندي، وقد رايت صنيعي بك وان لم اذخرك شيئا! فقال: يا امير المؤمنين هفوة كانت، والله ما اردت بها سوءا، ولكنها ابيات حضرت، فتمثلت بها، فان راى امير المؤمنين ان يحتمل ما كان منى، فليفعل قال: قد فعلت، ثم رجع الى المدينة، فلما ولى ابو جعفر، وكان ابو العباس قد ساله عن ابنيه محمد وابراهيم، فقال: بالبادية حبب إليهما الخلوه، الح في طلبهما، فطلبا بالبادية، واغتم ابو جعفر بتغيبهما، فكتب الى رياح بن عثمان عامله على المدينة، أن يأخذ أباهما عبد الله بْن حسن واخوته، فأخذوا فقدم بهم الى الهاشمية فحبسوا بها فمات عبد الله بن الحسن في الحبس، وهو- يوم مات- ابن اثنتين وسبعين سنه وكانت وفاته في سنه خمس واربعين ومائه.
حدثنى القاسم بن دينار القرشي، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي بكر ابن عياش، عن سليمان بن قرم، قال: قلت لعبد الله بن الحسن: افي قبلتنا كفار؟
قال: نعم، الرافضه.
ومحمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث بن عبد الحارث بن عبد العزى ابن إمرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبدود بن عوف بن كنانه بن عوف بن عذره بن زيد اللات بن رفيده بن ثور بن كلب، ويكنى محمد بن السائب أبا النضر، وكان جده بشر بن عمرو، وبنوه السائب وعبيد وعبد الرحمن شهدوا الجمل وصفين مع امير المؤمنين على بن ابى طالب ع، وقتل السائب بن بشر مع مصعب بن الزبير، وله يقول ابن ورقاء النخعى:
من مبلغ عني عبيدا بأنني ... علوت أخاه بالحسام المهند
فإن كنت تبغي العلم عنه فإنه ... مقيم لدى الديرين غير موسد
وعمدا علوت الرأس منه بصارم ... فاثكلته سفيان بعد محمد

(11/651)


وسفيان ومحمد ابنا السائب، وشهد محمد بن السائب الجماجم مع عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث، وكان محمد بن السائب عالما بالتفسير والأنساب والأحاديث العرب، وتوفى بالكوفه وبها كان يسكن في سنه ست واربعين ومائه في خلافه ابى جعفر، ذكر ذلك كله ابن سعد عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ أَنَّهُ اخبره بذلك كله.
وسليمان بن مهران الاعمش مولى بنى كاهل من الأسد، يكنى أبا محمد، كان ينزل في بنى عوف من بنى سعد، وكان يصلى في مسجد بنى حرام من بنى سعد، وكان مهران ابو الاعمش من طبرستان، وكان الاعمش من ساكنى الكوفه وبها كانت وفاته في سنه ثمان واربعين ومائه وهو ابن ثمان وثمانين سنه، وكان ولد يوم عاشوراء في المحرم سنه ستين يوم قتل الحسين بن على ع.
وجعفر بْن محمد بْن علي بْن حسين بْن على بن ابى طالب ع وأمه أم فروه بنت القاسم بن محمد بن ابى بكر الصديق فولد جعفر بن محمد اسماعيل الاعرج وعبد الله وأم فروه أمهم فاطمه ابنه الحسين الأثرم بْن حسن بْن علي بْن أبي طالب وموسى ابن جعفر، حبسه هارون الرشيد في السجن ببغداد عند السندي، فمات في حبسه.
وإسحاق ومحمدا وفاطمه، تزوجها محمد بْن إبراهيم بْن محمد بْن عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عباس، فهلكت عنده، وأمهم أم ولد ويحيى بن جعفر والعباس وأسماء وفاطمه الصغرى وهم لأمهات شتى.
قال محمد بن عمر: سمعت جعفر بن محمد يقول لغلامه معتب: اذهب الى مالك ابن انس فسله عن كذا وكذا ثم ائتنى فأخبرني قال محمد: وأخذ ابو جعفر المنصور معتبا هذا، فضربه الف سوط حتى مات، وكان جعفر بن محمد كثير الحديث ثقه، وكذلك كان يحيى بن معين يقول فيما ذكر عنه.
وذكر عن القطان انه سئل فقيل له: مجالد بن سعيد أحب إليك أم جعفر؟

(11/652)


ابن محمد؟ فقال: مجالد أحب الى من جعفر وكان جعفر من ساكنى المدينة وبها كانت وفاته في سنه ثمان واربعين ومائه في خلافه ابى جعفر في قول الواقدى والمدانى.
وكان جعفر بن محمد يكنى أبا عبد الله، حدثنا العباس بن محمد قال: سمعت يحيى يقول: جعفر بن محمد ثقه
. ذكر من هلك منهم سنه خمسين ومائه
منهم ابو حنيفه النعمان بن ثابت مولى تيم اللَّه بن ثعلبة من بكر بن وائل قال ابو هشام الرفاعى: سمعت عمى كثير بن محمد يقول: سمعت رجلا من بنى قفل من خيار بنى تيم الله يقول لأبي حنيفه: ما أنت مولاى؟ فقال: انا والله لك اشرف منك لي.
وذكر الوليد بن شجاع ان على بن الحسن بن شقيق حدثه، قال: كان عبد الله بن المبارك يقول: إذا اجتمع هذان على شيء، فذلك قولي- يعنى الثوري وأبا حنيفه قال سليمان بن ابى شيخ: وكان ابو سعيد الرانى يمارى اهل الكوفه ويفضل اهل المدينة، فهجاه رجل من اهل الكوفه، ولقبه شرشير، وقال: كليب في جهنم اسمه شرشير فقال:
هذى مسائل لا شرشير يحسنها ... ان سيل عنها ولا اصحاب شرشير
وليس يعرف هذا الدين نعلمه ... الا حنيفه كوفية الدور
لا تسالن مدينيا وتكفره ... الا عن اليم والمثناه والزير
وقال بعضهم: والمثنى او الزير.
قال سليمان: قال ابو سعيد: فكتبت الى المدينة: قد هجيتم بكذا وكذا فأجيبوا، فأجابه رجل من اهل المدينة فقال:
لقد عجبت لغاو ساقه قدر ... وكل امر إذا ما حم مقدور
قال المدينة ارض لا يكون بها ... الا الغناء والا اليم والزير
لقد كذبت لعمر الله ان بها ... قبر الرسول وخير الناس مقبور

(11/653)


قال سليمان: وحدثنى عمرو بن سليمان العطار، قال: كنت بالكوفه اجالس أبا حنيفه، فتزوج زفر، فحضره ابو حنيفه، فقال له: تكلم، فخطب فقال في خطبته:
هذا زفر بن الهذيل، وهو امام من ائمه المسلمين، وعلم من اعلامهم في حسبه وشرفه وعلمه فقال بعض قومه: ما يسرنا ان غير ابى حنيفه خطب حين ذكر خصاله ومدحه، وكره ذلك بعض قومه وقالوا له: حضر بنو عمك واشراف قومك وتسال أبا حنيفه يخطب؟ فقال لو حضر ابى قدمت أبا حنيفه عليه: وزفر بن الهذيل عنبرى من بنى تميم.
وقال ابراهيم بن بشار الرمادي: قال ابن عيينه: ما رايت أحدا اجرا على الله من ابى حنيفه أتاه رجل من اهل خراسان بمائه الف مساله، فقال له: انى اريد ان اسالك عنها، فقال: هاتها قال سفيان: فهل رايتم اجرا على الله عز وجل من هذا! حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه قال: حدثنى ابى قال: حدثنى على بن الحسين بن واقد، عن عمه الحكم بن واقد، قال: رايت أبا حنيفه يفتى من أول النهار الى ان تعالى النهار، فلما خف عنه الناس دنوت منه، فقلت: يا أبا حنيفه، لو ان أبا بكر وعمر في مجلسنا هذا ثم ورد عليهما ما ورد عليك من هذه المسائل المشكله لكفا عن بعض الجواب، ووقفا عنده، فنظر الى وقال: امحموم أنت! حدثنا احمد بن خالد الخلال، قال: سمعت الشافعى يقول: سئل مالك يوما عن البتى، فقال: كان رجلا مقاربا، وسئل عن ابن شبرمة فقال: كان رجلا، مقاربا، قيل: وابو حنيفه؟ قال لو جاء الى اساطينكم هذه وقايسكم لجعلها من خشب.
ومحمد بن إسحاق بن يسار، مولى عبد الله بْن قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بن قصى، ويكنى أبا عبد الله وقال محمد بن عمر: هو مولى قيس بن مخرمه، وكان جده يسار من سبى عين التمر، وهو أول سبى دخل المدينة من العراق.
وقد روى عن ابيه إسحاق بن يسار وعن عميه موسى وعبد الرحمن ابنى يسار.
وكان من اهل العلم بالمغازى مغازي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبايام العرب واخبارهم وانسابهم، راويه لاشعارهم، كثير الحديث غزير العلم طلابه له، مقدما في العلم بكل ذلك ثقه

(11/654)


حدثنى سعيد بن عثمان التنوخي قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بن مهدي المصيصي قال:
سمعت اسماعيل بن عليه قال: قال شعبه: اما محمد بن إسحاق وجابر الجعفى فصدوقان.
قال ابن سعد: أخبرني ابن محمد بن إسحاق، قال: مات ابى ببغداد سنه خمسين ومائه، ودفن في مقابر الخيزران.
ومسعر بن كدام بن ظهير الهلالي، من انفسهم، ويكنى أبا سلمه.
حدثنا ابو السائب، قال: سمعت أبا نعيم يقول: سمعت مسعرا يقول:
اخوالى أنت؟ قلت: انا رجل من بنى هلال، قال: ما لي أم أحب الى من الام التي اخوالى؟ قلت: انا رجل من بنى هلال، قال: ما لي أم أحب الى من الام التي منكم، قال: قلت يا امير المؤمنين تدرى ما قال الشاعر فينا وفيكم؟ قال لي:
وما قال؟ قلت، قال:
وشاركنا قريشا في تقاها ... وفي أنسابها شرك العنان
بما ولدت نساء بنى هلال ... وما ولدت نساء بنى ابان
قال: قلت يا امير المؤمنين، ان اهلى بعثونى اشترى بالدرهم شيئا، فردوه على، قال: بئسما صنع بك اهلك، خذ هذه العشرة آلاف فاقسمها.
واختلف في وقت وفاته فقال ابن سعد قال محمد بن عبد الله الأسدي: توفى مسعر بالكوفه سنه اثنتين وخمسين ومائه في خلافه ابى جعفر وقال ابو نعيم الفضل بن دكين فيما حدثنى به محمد بن اسماعيل عنه: مات مسعر بن كدام سنه ست وخمسين ومائه.
وحمزه بن حبيب الزيات، مولى بنى تيم الله كان من القراء المتقدمين في حفظ القرآن وهو قليل الحديث، ثقه، وكان من ساكنى الكوفه، وتوفى في سنه ست وخمسين ومائه.
وحدثنى محمد بن منصور الطوسى، قال: حدثنا صالح بن حماد عن

(11/655)


شيخ قد سماه عن حمزه الزيات، قال: رايت النبي ص في النوم، فعرضت عليه عشرين حديثا فعرف منها حديثين.
عبد الرحمن بن عمرو ويكنى أبا عمرو، وقيل له: الأوزاعي، وهو سيبانى بسكناه فيهم.
وأما هِشَام بْن مُحَمَّد الكلبي، فإنه ذكر عن ابيه انه قال: الأوزاعي عبد الرحمن ابن عمرو، وهو من الأوزاع، وهم مالك ومرثد ابنا زيد بن شدد بن زرعه، وشدد زوج بلقيس صاحبه سليمان، وكان يسكن بيروت ساحل من سواحل الشام، وكان في زمانه احد مفتى تلك الناحية ومحدثيهم وذوى الفضل منهم، وتوفى الأوزاعي ببيروت سنه سبع وخمسين ومائه في آخر خلافه ابى جعفر وهو ابن سبعين سنه في قول محمد ابن عمر.
وشعبه بن الحجاج بن ورد من الأزد مولى للاشاقر عتاقه، ويكنى أبا بسطام، وكان اكبر من الثوري بعشر سنين:
حدثنى احمد بن الوليد، قال: حدثنا الربيع بن يحيى، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: ما بقي على ظهر الارض مثل شعبه وحماد بن سلمه.
قال الطبرى قال لي محمد بن إسحاق الصاغانى: سمعت أبا قطن قال:
قال لي شعبه: ما شيء اخوف على ان يدخلني النار من الحديث، وكان شعبه من ساكنى البصره، وبها كانت وفاته في أول سنه ستين ومائه، وهو ابن خمس وسبعين سنه.
وبحر بن كنيز السقاء الباهلى ويكنى أبا الفضل، وكان من ساكنى البصره، وبها كانت وفاته في سنه ستين ومائه في خلافه المهدى، وكان ممن لا يعتمد على روايته.
والأسود بن شيبان من ساكنى البصره، وكان رجلا صالحا ثقه وبالبصرة كانت وفاته في سنه ستين ومائه في قول على بن محمد.
وزائده بن قدامه الثقفى من انفسهم، ويكنى أبا الصلت، وكان منحرفا عن على ابن ابى طالب ع

(11/656)


ذكر من هلك منهم في سنه احدى وستين ومائه
منهم سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبه ابن ابى بن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبه بن عامر بن ملكان بن ثور ابن عبد مناه بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ويكنى أبا عبد الله، ولد فيما ذكر محمد بن عمر سنه سبع وتسعين وكان فقيها عالما عابدا ورعا ناسكا راويه للحديث، كثير الحديث، ثقه أمينا على ما روى وحدث عن رسول الله ص وغيره ممن اثر في الدين.
حدثنى محمد بن خلف، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ:
حدثنا شعبه بن الحجاج، قال: حدثنا سفيان بن سعيد الثوري قال: حدثنى على ابن الاقمر عن ابى جحيفه، قال: [قال رسول الله ص: اما انا فلا آكل متكئا] .
حدثنى محمد بن اسماعيل الضرارى قال: سمعت أبا نعيم يقول: سمعت سفيان يقول: ما من عمل شيء اخوف منه، ولقد مرضت فما ذكرت غيره، ولوددت انى نجوت منه كفافا- يعنى الحديث، سمعت عبد الله بن أحمد بن شبويه، قال: سمعت ابى يقول: حدثنا ابو عيسى الزاهد، قال: سمعت معدانا يقول: زاملت سفيان الثوري فلما خلفنا الكوفه بظهر، قال لي سفيان يا معدان ما تركت ورائي من أثق به، ولا اقدم امامى على من أثق به- يعنى الثقه في الدين.
وذكر عن زيد بن حباب، قال: كان عمار بن رزيق الضبي وسليمان بن قرم الضبي وجعفر بن زياد الأحمر وسفيان الثوري، اربعه يطلبون الحديث، وكانوا يتشيعون فخرج سفيان الى البصره فلقى ابن عون وأيوب، فترك التشيع قال وكانت وفاته بالبصرة سنه احدى وستين ومائه في خلافه المهدى.
والحسن بن صالح وصالح هو حي ويكنى حسن أبا عبد الله، وكان رجلا ناسكا فاضلا فقيها من رجل كان يميل الى محبه اهل بيت رسول الله ص، ويرى انكار المنكر بكل ما امكنه إنكاره، وكان كثير الحديث، ثقه، وكان فيما ذكر

(11/657)


زوج ابنته عيسى بن زيد بن علي بن الحسين، فامر المهدى بطلب عيسى والحسن وجد في طلبهما.
قال ابن سعد سمعت الفضل بن دكين يقول: رايت الحسن بن صالح في الجمعه قد شهدها مع الناس، ثم اختفى يوم الأحد الى ان مات، ولم يقدر المهدى عليه ولا على عيسى بن زيد، وكان اختفاؤه مع عيسى بن زيد في موضع واحد سبع سنين، ومات عيسى قبل الحسن بن صالح بسته اشهر، وكان حسن بن حي من ساكنى الكوفه، وبها كانت وفاته سنه سبع وستين ومائه، وهو يومئذ ابن اثنتين- او ثلاث- وستين سنه.
وذكر عن يحيى بن معين انه قال: ولد الحسن بن صالح بن حي سنه مائه.
قال العباس: وسمعت يحيى يقول: الحسن بن صالح، هو حسن بن صالح ابن صالح بن مسلم بن حيان، والناس يقولون: ابن حي وانما هو ابن حيان وجعفر ابن زياد الأحمر، مولى مزاحم بن زفر من تيم الرباب من ساكنى الكوفه وبها كانت وفاته في سنه سبع وستين ومائه، وكان كثير الحديث شيعيا وعبيد الله بن الحسين بن الحصين ابن مالك بن مالك بن الخشخاش بن حباب بن الحارث بن خلف بن مجفر بن كعب ابن العنبر بن عمرو بن تميم، وكان من فقهاء اهل البصره وذوى الأدب منهم والعقل، ولى قضاء البصره بعد سوار بن عبد الله.
قال على بن محمد: ولد عبيد الله بن الحسن سنه مائه، وقيل: سنه ست ومائه، وولى القضاء سنه سبع وخمسين ومائه ذكر ابن سعد ان احمد بن مخلد قال: سمع عبيد الله بن الحسن العنبري على منبر البصره يقول:
اين الملوك التي عن حظها غفلت ... حتى سقاها بكاس الموت ساقيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعها ... ودورنا لخراب الدهر نبنيها
وقال محمد بن عمر: مات عبيد الله بن الحسن العنبري في ذي القعده سنه ثمان وستين ومائه.
وقال فضيل بن عبد الوهاب: حدثنا معاذ بن معاذ قال: دخلت على عبيد الله

(11/658)


ابن الحسن قاضى اهل البصره اعوده، فقلت: أراك اليوم بحمد الله صالحا، فقال:
لا يغرنك عشاء سالم ... سوف ياتى بالمنيات السحر
فلما كان السحر سمعت الواعية عليه وحسن بن زيد بن حسن بن على ابن ابى طالب ع، وكان الحسن بن زيد يكنى أبا محمد، وولد الحسن ابن زيد محمدا والقاسم وأم كلثوم بنت حسن، تزوجها ابو العباس امير المؤمنين، فولدت له غلامين هلكا صغيرين، وعليا وزيدا وابراهيم وعيسى واسماعيل وإسحاق الأعور وعبد الله وكان حسن بن زيد عابدا، فولاه ابو جعفر المدينة فوليها خمس سنين، ثم تعقبه فغضب عليه، وعزله، فاستصفى كل شيء له فباعه وحبسه، فكتب محمد المهدى وهو ولى عهد ابيه الى عبد الصمد بن على سرا! إياك إياك ولم يزل محبوسا حتى مات ابو جعفر، فاخرجه المهدى واقدمه عليه ورد عليه كل شيء ذهب له، ولم يزل معه حتى خرج المهدى يريد الحج في سنه ثمان وستين ومائه، ومعه حسن بن زيد، وكان الماء في الطريق قليلا، فخشي المهدى على من معه العطش، فرجع من الطريق ولم يحج تلك السنه، ومضى الحسن بن زيد يريد مكة، فاشتكى أياما ثم مات بالحاجر فدفن هناك سنه ثمان وستين ومائه ومالك بن انس بن ابى عامر بن عمرو بن الحارث ابن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، وهو ذو اصبح من حمير، وعداده في تيم بن مره من قريش الى عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمى، وكان مالك يكنى أبا عبد الله، وكان مفتى اهل بلده في زمانه ومحدثهم.
حدثنى العباس بن الوليد قال: حدثنى ابراهيم بن حماد الزهري المديني، قال سمعت مالكا يقول: قال لي المهدى: يا أبا عبد الله ضع كتابا احمل الامه عليه، قال يا امير المؤمنين، اما هذا الصقع- واشار الى المغرب وقد كفيتكه- واما الشام ففيهم الذى قد علمته- يعنى الأوزاعي- واما اهل العراق فهم اهل العراق.
واما محمد بن عمر فانه ذكر هذه القصة عن مالك بخلاف ما حدثنى به العباس عن ابراهيم بن حماد، والذى ذكر محمد بن عمر من ذلك ما حدثنى به الحارث، عن ابن سعد عنه، قال: سمعت مالك بن انس يقول: لما حج ابو جعفر المنصور

(11/659)


دعانى فدخلت عليه، فحادثته، وسألني فاجبته، فقال: انى قد عزمت ان آمر بكتبك هذه التي قد وضعتها- يعنى الموطأ- فتنسخ نسخا ثم ابعث الى كل مصر من امصار المسلمين منها نسخه، وآمرهم ان يعملوا بما فيها لا يتعدونه الى غيره، ويدعوا ما سوى ذلك من هذا العلم المحدث، فانى رايت اصل العلم روايه اهل المدينة وعلمهم قال:
فقلت يا امير المؤمنين لا تفعل هذا، فان الناس قد سبقت اليهم اقاويل، وسمعوا احاديث ورووا روايات، وأخذ كل قوم بما سبق اليهم، وعملوا به، ودانوا به من اختلاف الناس وغيرهم وان ردهم عما قد اعتقدوه شديد، فدع الناس وما هم عليه، وما اختار اهل كل بلد لأنفسهم، فقال: لعمري لو طاوعتنى على ذلك لأمرت به.
وقال ابن سعد: أخبرنا ابن ابى اويس، قال: اشتكى مالك بن انس أياما يسيره، فسالت بعض أهلنا عما قال عند الموت، قالوا: تشهد ثم قال: لله الأمر من قبل ومن بعد، وتوفى صبيحة اربع عشره من شهر ربيع الاول من سنه تسع وسبعين ومائه في خلافه هارون، فصلى عليه عبد الله بْن محمد بْن إبراهيم بْن محمد بْن على ابن عبد الله بن العباس، وهو ابن زينب ابنه سليمان بن على، وكان يعرف بامه يقال له: عبد الله بن زينب، وكان يومئذ واليا على المدينة، فصلى على مالك في موضع الجنائز، ودفن بالبقيع، وكان يوم مات ابن خمس وثمانين سنه: قال ابن سعد فذكرت ذلك لمصعب بن عبد الله الزبيري فقال: انا احفظ الناس لموت مالك مات في صفر سنه تسع وسبعين ومائه وعبد الله بن المبارك ويكنى أبا عبد الرحمن، وكان من طلبه العلم ورواته، وكان من الفقه والأدب والعلم بايام الناس والشعر بمكان، وكان مع ذلك زاهدا سخيا، وولد ابن المبارك في سنه ثماني عشره ومائه، وكان من سكان خراسان ومات بهيت منصرفا من غزو الروم سنه احدى وثمانين ومائه وله ثلاث وستون سنه سمعت عبد الله بن احمد ابن شبويه، قال: سمعت على بن الحسن يقول: سمعت ابن المبارك يقول: انا لنحكى كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع ان نحكى كلام الجهمية سمعت عبد الله بن احمد ابن شبويه يقول: سمعت على بن الحسن يقول: قلنا لعبد الله بن المبارك: كيف

(11/660)


تعرف ربنا؟ قال: فوق سبع سموات على العرش بائنا من خلقه بحد، ولا نقول كما قالت الجهمية: انه هاهنا- واشار بيده الى الارض ومحمد بن الحسن، ويكنى أبا عبد الله، وهو مولى لبنى شيبان، كان اصله من الجزيرة، وكان أبوه في جند الشام، فقدم واسطا فولد محمد بها سنه ثنتين وثلاثين ومائه، ونشا بالكوفه، وطلب الحديث، وسمع ثم جالس أبا حنيفه، وسمع منه فغلب عليه مذهبه، وعرف به، ثم قدم بغداد فنزلها، وسمع منه بها، ثم خرج الى الرقة وهارون الرشيد بها، فولاه قضاء الرقة، ثم عزله، فقدم بغداد، فلما خرج هارون الى الري الخرجه الاولى امره فخرج معه، فمات بالري في سنه تسع وثمانين ومائه وهو ابن ثمان وخمسين سنه ويوسف بن يعقوب بن ابراهيم القاضى، وكان قد سمع الحديث ونظر في الرأي، وولى قضاء بغداد الجانب الغربي منها في حياه ابيه، وصلى بالناس الجمعه في مدينه ابى جعفر بأمر هارون، فلم يزل قاضيا بها الى ان توفى في رجب سنه ثلاث وتسعين ومائه وسفيان بن عيينه بن ابى عمران، ويكنى أبا محمد مولى لبنى عبد الله بن رويبة، من بنى هلال بن عامر بن صعصعة، وكان أبوه عيينه من عمال خالد بن عبد الله القسرى، فلما عزل خالد عن العراق، وولى يوسف بن عمر الثقفى طلب عمال خالد فهربوا منه، فلحق عيينه بن ابى عمران بمكة فنزلها.
وقال ابن سعد: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عُمَرَ، قَالَ: أخبرني سفيان بن عيينه انه ولد سنه سبع ومائه، وطلب العلم قديما، وكان حافظا وعمر حتى مات ذوو اسنانه، وبقي بعدهم.
قال سفيان: وذهبت الى اليمن سنه خمسين ومائه وسنه ثنتين وخمسين ومائه ومعمر حي، وذهب الثوري قبلي بعام.
وقال ابن سعد: أخبرني الحسن بن عمران بن عيينه ابن أخي سفيان قال:
حججت مع عمى سفيان آخر حجه حجها سنه سبع وتسعين ومائه، فلما كان بجمع وصلى استلقى على فراشه، ثم قال لي: قد وافيت هذا الموضع سبعين عاما اقول في كل عام:
اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وانى قد استحييت من الله عز وجل من كثره ما اساله ذلك، فرجع فتوفى في السنه الداخله يوم السبت أول يوم من رجب سنه ثمان وتسعين ومائه، ودفن بالحجون، وتوفى وهو ابن احدى وتسعين سنه

(11/661)


واويس القرني، من مراد، وهو يحابر بن مالك من مذحج، وهو اويس بن عامر ابن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن بن ردمان بن ناجيه بن مراد، وهو يحابر بن مالك، وكان ورعا فاضلا، روى انه قتل يوم صفين.
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، قال: حدثنا هشام عن الحسن، قال: [قال رسول الله ص: ليدخلن الجنه بشفاعة رجل من امتى مثل ربيعه ومضر،] قال هشام: فأخبرني حوشب انه قال: هو اويس القرني وحضين بن المنذر الرقاشى، وكان يكنى أبا محمد، وكان يكنى في الحرب بابى ساسان، قال الحارث: حدثنى على ابن محمد، قال: حدثنى على بن مالك الجشمى قال: ذكروا الحضين بن المنذر عند الأحنف، فقالوا: ساد وما اتصلت لحيته، فقال الأحنف: السودد مع السواد قبل ان يشيب الرجل، وكان حضين بن المنذر يوم صفين صاحب لواء ربيعه، وأراه عنى عليا ع بقوله:
لمن راية سوداء يخفق ظلها ... إذا قيل قدمها حضين تقدما
وحدثنى مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حدثنا على بن سويد ابن منجوف، قال: أتينا حضين بن المنذر أبا ساسان فقال: مرحبا بزائر لا يمل وسعد ابن الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول، وهو عامر بن مالك ابن النجار، وقتل سعد بن الحارث بصفين مع امير المؤمنين على بن ابى طالب.
والحارث الأعور بن عبد الله بن كعب بن اسد بن يخلد بن حوث، واسمه عبد الله بن سبع بن صعب بن معاويه بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم ابن خيوان بن نوف بن همدان، وحوث هو أخو السبيع رهط ابى إسحاق السبيعي.
وكان الحارث من مقدمي اصحاب امير المؤمنين على ع وعبد الله في الفقه والعلم بالفرائض والحساب.
وحدثنى زكرياء بن يحيى، قال: حدثنا احمد بن يونس، عن زائده، عن الاعمش عن ابراهيم، قال: قال الحارث: تعلمت القرآن في سنه والوحى في ثلاث سنين.
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ واضح، قال: حدثنا اسماعيل، عن مخلد عن ابى إسحاق، ان الحسن بن على ع كتب الى الحارث: انك

(11/662)


كنت تسمع من على ع شيئا لم اسمعه، فبعث اليه بوقر بعير.
حدثنا أَبُو السَّائِبِ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ مجالد عن الشعبى، قال:
تعلمت من الحارث الأعور الفرائض والحساب، وكان احسب الناس وزعم يحيى بن معين ان الحارث توفى في سنه خمس وستين، ولا خلاف بين الجميع من اهل الاخبار ان وفاه الحارث كانت ايام ولايه عبد الله بن يزيد الأنصاري الكوفه من قبل عبد الله بن الزبير.
وعبد الله بن يزيد الذى صلى على الحارث في ايامه تلك بالكوفه، وكان الحارث من ساكنى الكوفه، وبها كانت وفاته، وكان من شيعه امير المؤمنين على ابن ابى طالب وعمرو بن سلمه بن عبد الله بن سلمه بن عميرة بن مقاتل ابن الحارث بن كعب بن علوي بن عليان بن ارحب بن دعام من همدان، كان شريفا، وهو الذى بعثه الحسن بن على ع مع محمد بن الاشعث بن قيس في الصلح بينه وبين معاويه، فاعجب معاويه ما راى من فصاحته وجسمه، فقال: امضرى أنت؟ قال: لا، ثم قال:
انى لمن قوم بنى الله مجدهم ... على كل باد في الأنام وحاضر
ابوتنا آباء صدق نمى بهم ... الى المجد آباء كرام العناصر
وأماتنا اكرم بهن عجائزا ... ورثن العلا عن كابر بعد كابر
جناهن كافور ومسك وعنبر ... وأنت ابن هند من جناه المغافر
انا امرؤ من همدان، ثم احد ارحب.
وابو عبد الرحمن السلمى، واسمه عبد الله بن حبيب، قال ابن سعد: قال حجاج بن محمد: قال شعبه: لم يسمع ابو عبد الرحمن من عثمان ولكن سمع من على ع وكان ابو عبد الرحمن من اصحاب على ع من ساكنى الكوفه، وبها كانت وفاته في ولايه بشر بن مروان العراق.
حَدَّثَنَا ابن حميد قَالَ: حَدَّثَنَا جرير عن عطاء قال: قال رجل لأبي عبد الرحمن، أنشدك الله، متى ابغضت عليا ع اليس حين قسم قسما بالكوفه فلم يعطك ولا اهل بيتك؟ قال: اما إذ نشدتني الله فنعم.
وكميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن الحارث بن صهبان بن

(11/663)


سعد بن مالك بن النخع من مذحج، شهد مع على ع صفين، وكان شريفا مطاعا في قومه، فلما قدم الحجاج الكوفه دعا به فقتله.
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ عَنْ الاعمش، قال: قال الحجاج للعريان: يا عريان، ما فعل كميل؟ اليس قد خرج علينا في الجماجم؟ قال: فأجابه العريان، فذكر كلاما، قال: فمكث ثم جاء كميل يأخذ عطاءه، قال: فأخذه، فقال: أنت الذى فعلت بعثمان، وكلمه بشيء، قال كميل: لا تكثر على اللوم ولا تهل على الكثيب، وما ذاك! رجل لطمتى فاصبرنى فعفوت عنه، فأينا كان المسيء؟ قال:
فامر به فضربت عنقه قال: وكان من اهل القادسية وعمر الاكبر بن على ابن ابى طالب ع بن عبد المطلب بن هاشم وأمه الصهباء، وهي أم حبيب ابنه بجير بن العبد بن عَلْقَمَة بن الْحَارِث بن عتبة بن سَعْدِ بْنِ زهير بن جشم بن بكر ابن حبيب بن عمرو بن غنم بن عثمان بن تغلب بن وائل، وكانت سبيه أصابها خالد ابن الوليد حين اغار على بنى تغلب بناحيه عين التمر.
وعبيد الله بن على بن ابى طالب ع أمه لَيْلَى ابنة مسعود بن خَالِد بن مالك ابن ربعي بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم، قتل بالمذار في الوقعه التي كانت بين اصحاب مصعب بن الزبير واصحاب المختار وهو في جيش مصعب وابو نضره، واسمه المنذر بن مالك بن قطعه من العوقه، وهم بطن من عبد القيس وقال على ابن محمد: خرج ابو نضره مع ابن الاشعث، وكان ابو نضره من شيعه على ع.
ونوف البكالى، وهو نوف بن فضالة ابن امراه كعب ونوفل ابن مساحق بن عبد الله ابن مخرمه بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ أَبِي قَيْسِ بْنِ عُبْدُودِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حِسْلِ بْنِ عامر بن لؤي.
والاشتر، واسمه مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمه بن ربيعه بن الحارث ابن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج.
حَدَّثَنِي إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيمَ بن حبيب بن الشهيد، قَالَ: سمعت أبا بكر بن عَيَّاش يقول: قَالَ عَلْقَمَة: قلت للأشتر: قَدْ كنت كارها لقتل عثمان، فما أخرجك بِالْبَصْرَةِ؟
قَالَ: إن هَؤُلاءِ بايعوه ثم نكثوه وكان ابن الزبير، وهو الذى هز عائشة على الخروج، وكنت ادعو الله عز وجل ان يلقينيه، ولقيني كفه لكفه، فما رضيت لشدة ساعدى.
ان قمت في الركاب، فضربته ضربه فصرعته قال: قلت فهو القائل: اقتلوني

(11/664)


ومالكا قَالَ: لا مَا تركته، وفي نفسي مِنْهُ شَيْء، ذاك عبد الرَّحْمَن بن عتاب بن أسيد لقيني فاختلفنا ضربتين، فصرعني وصرعته، فجعل يقول: اقتلوني ومالكا، وَلا يعلمون من مالك، ولو يعلمون لقتلوني ثُمَّ قَالَ أَبُو بَكْر بن عياش: هذا كأنك شاهده.
حَدَّثَنِي بِهِ الْمُغِيرَةُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمه قال: قلت للأشتر.
وشبث بن ربعي بن حضين بن عثيم بن ربيعه بن زَيْد بن رياح بن يربوع بن حنظله من بنى تميم وكان شبث يكنى أبا عبد القدوس، قال ابن سعد: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا حفص ابن غياث، قال: سمعت الاعمش قال:
شهدت جنازة شبث، فأقاموا العبيد على حده والجوارى على حده، والنجف على حده، والنوق على حده، وذكر الاصناف، ورايتهم ينوحون عليه يلتدمون.
حدثنى ابن عبد الأعلى قال: حدثنا المعتمر، عن ابيه، عن انس، قال: قال شبث: انا أول من حرر الحرورية فقال رجل: ما كان في هذا ما يتمدح به.
والمسيب بن نجبه بن ربيعه بن رياح بن عوف بن هلال بن شمخ بن فزاره شهد القادسية، وشهد مع على ع مشاهده، وقتل يوم عين الورده مع التوابين الذين خرجوا وتابوا من خذلان الحسين عليه السلام، فبعث الحصين بن نمير يراس المسيب ابن نجبه مع ادهم بن محرز الباهلى الى عبيد الله بن زياد، فبعث به عبيد الله بن زياد الى مروان بن الحكم، فنصبه بدمشق وحجر بن عدى بن جبله بن عدى بن ربيعه ابن معاويه الاكرمين بن الحارث بن معاويه بن الحارث بن معاويه بن ثور بن مرتع ابن كنده وهو حجر الخير، وأبوه عدى الأدبر، طعن موليا فسمى الأدبر وكان حجر ابن عدى جاهليا اسلاميا وقد ذكر بعض رواه العلم انه وفد الى النبي ص مع أخيه هانئ بن عدى، وشهد القادسية، وهو الذى افتتح مرج عذراء، وكان في الفين وخمسمائة من العطاء، وكان من اصحاب على ع، شهد معه الجمل وصفين وصعصعة بن صوحان توفى بالكوفه في خلافه معاويه وعبد خير بن يزيد الخيوانى من همدان، ويكنى أبا عماره، شهد مع على ع صفين، وكان له اثر فيها

(11/665)


والأصبغ بن نباته بن الحارث بن عمرو بن فاتك بن عامر بن مجاشع بن دارم، وكان صاحب شرط على ع، وكان الأصبغ من شيعه على ع وحجار بن ابجر ابن جابر بن بجير بن عائذ بن شريط بن عمرو بن مالك بن ربيعه بن عجل، وكان شريفا ومسلم بن نذير السعدي من سعد بن زيد مناه بن تميم، وكان أيضا من الشيعة وابو عبد الله الجدلى واسمه عبده بن عبد بن عبد الله بن ابى يعمر بن حبيب ابن عائذ بن مالك بن وائله بن عمرو بن ناج بن يشكر بن عدوان، واسمه الحارث ابن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر- وسمى عدوان- لأنه عدا على أخيه فهم ابن عمرو فقتله، وأم عدوان وفهم جديله بنت مر بن ادبن طابخه اخت تميم بن مر فنسبوا إليها، وكان ابو عبد الله الجدلى عن شيعه على ع وقائد الثمانمائة الذين وجههم المختار الى محمد بن الحنفيه لمنعه من ابن الزبير حين اراد قتله وابو المتوكل الناجى واسمه على بن دواد وابو الصديق الناجى واسمه بكر بن عمرو ثقه وذر ابن عبد الله بن زراره بن معاويه بن عميرة بن منبه بن غالب بن وقش بن قاسم بن مرهبه، من همدان، وكان ذر من المقدمين في القصص، وكان من اهل الارجاء، وكان من القراء الذين خرجوا مع عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّدِ بْنِ الأشعث على الحجاج.
قال ابن سعد: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا ابو إسرائيل عن الحكم، قال: سمعت ذرا في الجماجم يقول: هل هي الا برد حديده بيد كافر مفتون وطلحه ابن عبد الله بن خلف بن اسعد من بنى مليح بن عمرو بن ربيعه، من خزاعة، قتل أبوه عبد الله بن خلف يوم الجمل مع عائشة وطلحه هذا هو الذى يقال له طلحه الطلحات وكان اجود العرب في زمانه وأمه صفية ابنة الْحَارِث بن طَلْحَة بن أبي طلحه ابن عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ بن قصى، وأم ابيه حمينه ابنه ابى طلحه ابن عبد العزى، وسمى طلحه الطلحات بولادة طلحه وابى طلحه اياه وسالم بن ابى حفصة وكان سالم يكنى أبا يونس وكان يتشيع تشيعا شديدا فلما كانت دوله بنى هاشم، حج داود بن على تلك السنه بالناس وهي سنه اثنين وثلاثين ومائه،، وحج سالم بن ابى حفصة تلك السنه، فدخل مكة وهو يلبى يقول: لبيك اللهم لبيك! مهلك بنى اميه لبيك، وكان رجلا مجهرا، فسمعه داود بن على فقال: من هذا؟
قالوا: سالم بن ابى حفصة، واخبره بامره ورايه، قال ابن سعد: أخبرنا على

(11/666)


ابن عبد الله قال: حدثنا سفيان عن سالم بن ابى حفصة قال: كان الشعبى إذا رآنى قال:
يا شرطه الله قعى وطيرى ... كما تطير حبه الشعير
والخليل بن احمد صاحب العروض الفراهيدى، من العتيك، عن هشام بن محمد حَدَّثَنِي إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيمَ بن حبيب بن الشهيد، قال: حدثنى قريش بن انس قال: سمعت الخليل بن احمد صاحب النحو قال: إذا نسخ الكتاب ثلاث مرار تحول بالفارسيه قال ابو يعقوب: يعنى يكثر سقطه
. ذكر من روى عنها العلم منهن ممن ادرك اصحاب رسول الله ص ثم من قريش
منهن فاطمه بنت على بن ابى طالب ع روت عن أبيها احاديث منها مَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا الفضل بن دكين، قال: حدثنا ابن ابى نعم- يعنى الحكم بن عبد الرحمن بن ابى نعم- قال: حدثتني فاطمه بنت على، [قالت: قال ابى عن رسول الله ص: من اعتق نسمه مسلمه او مؤمنة وقى الله عز وجل بكل عضو منها عضوا منه من النار] .
ومنهن أُمَّ كُلْثُومٍ ابْنَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع.
ومنهن فاطمة بنت الحسين بْن علي بْن أبي طالب روت عن أبيها وعن غيره احاديث.
منها ما حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صالح بن موسى الطلحي، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمه بنت الحسين، عن أبيها عن على ع، [ان رسول الله ص كان إذا دخل المسجد قال: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج منه قال: اللهم افتح لي أبواب رزقك] .
ومنهن أم كلثوم ابنه الزبير بن العوام.
روى عنها ما حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، قال: حدثنا الأوزاعي عن أم كلثوم بنت أسماء بنت ابى بكر الصديق، عن عائشة زوج النبي ص

(11/667)


قالت: كان رسول الله ص في البيت، فجاء على بن ابى طالب ع، فدخل فلما راى رسول الله ص يصلى قام الى جانبه يصلى، قال: فجاءت عقرب حتى انتهت الى رسول الله ص ثم تركته واقبلت الى على فلما راى ذلك على ضربها بنعله فلم ير رسول الله ص بقتله إياها بأسا.
ومنهن أم حميد بنت عبد الرحمن.
روى عنها ما حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابى قال: حدثنا ابن جريح، قال: حدثنا عبد الملك بن عبد الرحمن، عن أمه أم حميد بنت عبد الرحمن، سالت عائشة عن الصلاة الوسطى، قالت: كنا نقرأ في الحرف الاول على عهد رسول الله ص: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وصلاه العصر وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ.
حدثنى عباس بن محمد، قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرني ابن جريج، قال: أخبرني عبد الملك بن عبد الرحمن عن أمه أم حميد بنت عبد الرحمن، انها سالت عائشة عن قوله تعالى: الصَّلاةِ الْوُسْطى فقالت: كنا نقرؤها على الحرف الاول على عهد رسول الله ص: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وصلاه العصر وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ.
ومنهن آمنه روى عنها من ذلك.
ما حدثنا الربيع قال حدثنا اسد، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بن زيد، عن آمنه انها سالت عائشة عن هذه الآية: إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ، ومَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ فقالت: ما سألني عنها احد منذ

(11/668)


[سالت رسول الله ص، قال: يا عائشة هذه متابعه الله العبد بما يصيبه من الحمى والنكبه والشوكه حتى البضاعة يضعها في كفه يفقدها فيروع لها فيجدها في ضبنه، حتى ان المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير]f