تلقيح فهوم أهل الأثر

تَسْمِيَة الْخُلَفَاء من بعده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أَبُو بكر الصّديق واسْمه عبد الله بن عُثْمَان بُويِعَ فِي الْيَوْم الَّذِي توفّي فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة ثمَّ بُويِعَ الْبيعَة الْعَامَّة يَوْم الثُّلَاثَاء من غَد ذَلِك الْيَوْم وَذَلِكَ فِي شهر ربيع الأول سنة إِحْدَى عشرَة وَتُوفِّي أَبُو بكر مسَاء يَوْم الِاثْنَيْنِ لثمان بَقينَ من جُمَادَى الْأُخْرَى سنة ثَلَاث عشرَة وَكَانَت خِلَافَته سنتَيْن وَأَرْبَعَة أشهر إِلَّا عشر لَيَال وَقيل سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر وتسع لَيَال
ثمَّ اسْتخْلف عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ بُويِعَ لَهُ يَوْم مَاتَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ بِنَصّ أبي بكر عَلَيْهِ ثمَّ قتل لأَرْبَع بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَكَانَت ولَايَته عشر سِنِين وَسِتَّة أشهر وَأَرْبَعَة أَيَّام
ثمَّ اسْتخْلف عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ أول يَوْم من الْمحرم وَقيل لأَرْبَع خلون مِنْهُ بعد موت عمر بِثَلَاثَة أَيَّام سنة أَربع وَعشْرين وَقتل يَوْم الْجُمُعَة لثمان عشرَة خلت من ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَكَانَت ولَايَته إِحْدَى عشرَة سنة وَأحد عشر شهرا وأياما وَقَالَ أَبُو معشر اثْنَتَيْ عشرَة إِلَّا اثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة
ثمَّ اسْتخْلف عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وَقتل فِي رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ وَكَانَت خِلَافَته أَربع سِنِين وَتِسْعَة أشهر وأياما
ثمَّ بَايع النَّاس الْحسن بن عَليّ رَضِي الله عَنْهُمَا يَوْم مَوته فوليها سَبْعَة أشهر وَأحد عشر يَوْمًا وَيُقَال أَرْبَعَة أشهر ثمَّ كره سفك الدِّمَاء فتخلى عَن الْأَمر لمعاوية وانخلع وَبَايَعَهُ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين ثمَّ توفّي مُعَاوِيَة يَوْم الْخَمِيس لِلنِّصْفِ من رَجَب سنة سِتِّينَ فَكَانَت خِلَافَته تسع عشرَة سنة وَثَلَاثَة أشهر وَقيل عشْرين سنة وَأَرْبَعَة أشهر
ثمَّ اسْتخْلف بعده يزِيد بن مُعَاوِيَة توفّي لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة خلت من ربيع الأول

(1/60)


سنة أَربع وَسِتِّينَ فَكَانَت ولَايَته ثَلَاث سِنِين وشهرين وَقيل وَتِسْعَة أشهر وأياما
ثمَّ بُويِعَ لِابْنِهِ مُعَاوِيَة بن يزِيد فَمَكثَ أَرْبَعِينَ لَيْلَة ثمَّ مَاتَ وَقيل رأى مُعَاوِيَة الْأَمر وَكَانَ صَالحا فانخلع وتبرأ وَلزِمَ بَيته ثمَّ مَاتَ بعد ذَلِك بِنَحْوِ الْأَرْبَعين يَوْمًا وَلم يعْهَد إِلَى أحد
ثمَّ بُويِعَ عبد الله بن الزبير لتسْع خلون من رَجَب سنة أَربع وَسِتِّينَ
ثمَّ قَامَ مَرْوَان بن الحكم بِالشَّام بعد بيعَة ابْن الزبير بأشهر فَبَايعهُ جمَاعَة من أهل الشَّام وَذَلِكَ لِلنِّصْفِ من ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَسِتِّينَ ثمَّ مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ فَكَانَت ولَايَته تِسْعَة أشهر وَثَمَانِية وَعشْرين يَوْمًا
فَقَامَ مقَامه ابْنه عبد الْملك بن مَرْوَان وجهز العساكر مَعَ الْحجَّاج ابْن يُوسُف لقِتَال ابْن الزبير فقاتله الْحجَّاج وَقتل ابْن الزبير فِي الْمَسْجِد الْحَرَام بِمَكَّة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء لثلاث عشرَة بقيت من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسبعين فَكَانَت ولَايَته تِسْعَة أَعْوَام وشهرين وَنصفا وَقيل تِسْعَة أَعْوَام وَعشر لَيَال فخلص الْأَمر لعبد الْملك حِينَئِذٍ ثمَّ توفّي لِلنِّصْفِ من شَوَّال سنة سِتّ وَثَمَانِينَ فَكَانَت ولَايَته من حِين أَجمعُوا عَلَيْهِ ثَلَاث عشرَة سنة وشهرين وَنصفا وَقيل وَثَلَاثَة أشهر وَثَمَانِية عشر يَوْمًا
ثمَّ ولى الْوَلِيد بن عبد الْملك يَوْم وَفَاته وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين فَكَانَت ولَايَته تسع سِنِين وَخَمْسَة أشهر وَقيل وَسَبْعَة أشهر
ثمَّ اسْتخْلف عمر بن عبد الْعَزِيز بِعَهْد سُلَيْمَان ثمَّ توفّي يَوْم الْجُمُعَة لخمس بَقينَ من رَجَب سنة إِحْدَى وَمِائَة فَكَانَت ولَايَته سنتَيْن وَخَمْسَة أشهر وَخَمْسَة أَيَّام وَقيل وَخَمْسَة وَعشْرين يَوْمًا وَتُوفِّي وَله أَرْبَعُونَ وَقيل تسع وَثَلَاثُونَ سنة
ثمَّ اسْتخْلف يزِيد بن عبد الْملك وَمَات يَوْم الْجُمُعَة لخمس بَقينَ من شعْبَان سنة خمس وَمِائَة فَكَانَت خِلَافَته أَربع سِنِين وشهرا
ثمَّ اسْتخْلف أَخُوهُ هِشَام بن عبد الْملك وَتُوفِّي لست خلون من ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وَمِائَة فَكَانَت ولَايَته تِسْعَة عشر عَاما وَسَبْعَة أشهر غير أَيَّام وَقيل وَسَبْعَة أشهر وَنصفا

(1/61)


ثمَّ اسْتخْلف الْوَلِيد بن يزِيد بن عبد الْملك قتل فِي يَوْم الْخَمِيس لليلتين بَقِيَتَا من جمادي الْآخِرَة سنة سِتّ وَعشْرين فَكَانَت ولَايَته سنة وشهرين وَقيل وَثَلَاثَة أشهر
ثمَّ اسْتخْلف يزِيد بن الْوَلِيد بن يزِيد بن عبد الْملك وَتُوفِّي لعشر بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَة فَكَانَت ولَايَته خَمْسَة أشهر واثني عشر يَوْمًا
ثمَّ بُويِعَ أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن الْوَلِيد بن عبد الْملك فَأَقَامَ ثَلَاثَة أشهر وَقيل أقل من ذَلِك وَكَانَ مُضْطَرب الْأَمر
ثمَّ جَاءَ مَرْوَان بن مُحَمَّد بن مَرْوَان بن الحكم الْقِتَال أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم فَخلع إِبْرَاهِيم نَفسه لأجل مَرْوَان فِي صفر سنة سبع وَعشْرين وَمِائَة فَبَايع النَّاس مَرْوَان لِلنِّصْفِ من صفر ثمَّ قتل مَرْوَان يَوْم الِاثْنَيْنِ لثلاث عشرَة خلت من ذِي الْحجَّة وَقيل لثلاث بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَكَانَت ولَايَته خمس سِنِين وشهرا وَقيل وَثَلَاثَة أشهر ثمَّ انْقَطَعت ولَايَة بني أُميَّة فَجَمِيع من ولي الْأَمر مِنْهُم أَرْبَعَة عشر رجلا أَوَّلهمْ مُعَاوِيَة وَآخرهمْ مَرْوَان بن مُحَمَّد وخلص لَهُم الْأَمر ثَلَاثًا وَثَمَانِينَ سنة وَأَرْبَعَة أشهر فقد دَعَا فِي أَيَّام بني مَرْوَان جمَاعَة إِلَى أنفسهم مِنْهُم الضَّحَّاك بن قيس وَعَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ وَعبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد ابْن الْأَشْعَث وَيزِيد بن الْمُهلب بن أبي صفرَة فَلم تطل أيامهم وَبَايع أهل الْكُوفَة زيد بن عَليّ بن الْحُسَيْن فخذلوه حَتَّى قتل وصلب
ثمَّ انْتقل الْأَمر إِلَى بني الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فولى أَبُو الْعَبَّاس السفاح واسْمه عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن عبد الله بن الْعَبَّاس فِي ربيع الأول وَقيل ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وَتُوفِّي فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فَكَانَت خِلَافَته أَربع سِنِين وَعشرَة أشهر وَقيل ثَمَانِيَة أشهر
ثمَّ ولى بعده أَخُوهُ الْمَنْصُور أَبُو جَعْفَر عبد الله بن مُحَمَّد وَكَانَ أكبر سنا مِنْهُ وَهُوَ الَّذِي بنى بَغْدَاد وسماها مَدِينَة السَّلَام وَحج وَتُوفِّي لسبع وَقيل لست

(1/62)


خلون من ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَخمسين وَمِائَة عِنْد بِئْر مَيْمُون وَدفن بِأَعْلَى مَكَّة فَكَانَت خِلَافَته اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة إِلَّا شهرا وَقيل إِلَّا ثَلَاثَة أَيَّام
ثمَّ ولي الْمهْدي مُحَمَّد بن عبد الله يَوْم هلك الْمَنْصُور بِمَكَّة وَتُوفِّي لَيْلَة الْخَمِيس لثمان بَقينَ من الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وَمِائَة فَكَانَت خِلَافَته عشر سِنِين وتسعا وَأَرْبَعين لَيْلَة وَقيل إِحْدَى عشرَة سنة وأياما
ثمَّ ولي ابْنه الْهَادِي مُوسَى بن مُحَمَّد وَتُوفِّي لَيْلَة الْجُمُعَة لثلاث عشرَة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين وَمِائَة وَكَانَت خِلَافَته أَرْبَعَة عشر شهرا وواحدا وَعشْرين يَوْمًا وَقيل سنة وَثَلَاثَة أشهر وَقيل وَأَرْبَعَة أشهر
ثمَّ ولي بعده أَخُوهُ الرشيد أَبُو جَعْفَر هَارُون بن مُحَمَّد ثمَّ توفّي بطوس فِي جُمَادَى الْأُخْرَى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة فَكَانَت خِلَافَته ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وشهرا وَسِتَّة عشر يَوْمًا وَقيل وشهرين وَثَلَاثَة عشر يَوْمًا وَقيل ثَلَاثًا وَعشْرين تنقص أَيَّامًا وَكَانَ يحجّ سنة ويغزو سنة
ثمَّ ولي ابْنه الْأمين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن هَارُون وَقتل فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَة فَكَانَت خِلَافَته أَربع سِنِين وَسِتَّة أشهر وَأَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا وَقيل وَسَبْعَة أشهر وَثَمَانِية أَيَّام وَقيل خمس سِنِين تنقص أَيَّامًا
ثمَّ ولي بعده أَخُوهُ الْمَأْمُون عبد الله بن هَارُون فِي الْمحرم وَمَات بِبِلَاد الرّوم لثمان خلون من رَجَب سنة ثَمَان عشرَة وَمِائَتَيْنِ فَكَانَت خِلَافَته عشْرين سنة وَخَمْسَة أشهر وَثَلَاثَة عشر يَوْمًا وَقيل واثنتين وَعشْرين يَوْمًا وَفِي زمن الْمَأْمُون زلزلت مرو فِي سنة ثَلَاث وَمِائَتَيْنِ حَتَّى سَقَطت مَنَارَة الْمَسْجِد وَسقط مَسْجِد الْجَامِع ببلخ وَنَحْو من ربع الْمَدِينَة وَفِي سنة أَربع وَمِائَتَيْنِ طرحت الخضرة وَلبس السوَاد ذكره مُحَمَّد بن حبيب الْهَاشِمِي
ثمَّ ولي أَخُوهُ المعتصم بِاللَّه أَبُو إِسْحَاق مُحَمَّد بن هَارُون وَتُوفِّي يَوْم الْخَمِيس لتسْع عشرَة خلت من ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ فَكَانَت خِلَافَته ثَمَان سِنِين وَثَمَانِية أشهر ويومين وَقيل وَثَمَانِية أَيَّام وَفِي خلَافَة المعتصم فِي لَيْلَة السبت لست خلون من ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ انقض نجم لم ير أعظم مِنْهُ حَتَّى نودى بالنفير بالرقة وكور الجزيرة والشامات وَفِي سنة أَربع وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ زلزت مَدِينَة فرغانة فَمَاتَ فِيهَا أَكثر من خَمْسَة عشر ألفا وفيهَا احْتبسَ فتح بَاب الْكَعْبَة يَوْم التَّرويَة وَكَانَ ذَلِك يَوْم الثُّلَاثَاء فَلم ينفتح عَامَّة النَّهَار وَفِي سنة خمس وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ كَانَت الرجفة بسوق الأهواز حَتَّى هرب أَهلهَا إِلَى

(1/63)


السفن وَالْبر وَسَقَطت فِيهَا دور كَثِيرَة وَنصف مَسْجِد الْجَامِع وَكَانَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة غرَّة جُمَادَى الْآخِرَة حمرَة شَدِيدَة كالنار إِلَى الْفجْر وَفِي سنة سِتّ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ مطر أهل تيماء مَطَرا وبردا كالبيض فَقتل بهَا ثلثمِائة وَسِتِّينَ إنْسَانا وَهدم دورا وَسمع فِي ذَلِك صَوت يَقُول ارْحَمْ عِبَادك اعْفُ عَن عِبَادك ونظروا إِلَى أثر قدم طولهَا ذِرَاع بِلَا أَصَابِع وعرضها شبران الخطوة إِلَى الخطوة خمس أَذْرع أَو سِتّ فاتبعوا الصَّوْت فَجعلُوا يسمعُونَ صَوتا وَلَا يرَوْنَ شخصا ذكر جَمِيع ذَلِك مُحَمَّد بن حبيب الْهَاشِمِي فِي تَارِيخه
ثمَّ ولي ابْنه الواثق بِاللَّه أَبُو جَعْفَر هَارُون بن مُحَمَّد وَمَات يَوْم الْأَرْبَعَاء لست بَقينَ من ذِي الْحجَّة وَقيل لثلاث بَقينَ مِنْهُ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت خِلَافَته خمس سِنِين وشهرين وَأحد عشر يَوْمًا وَقيل وَثَلَاثَة أشهر وَخَمْسَة عشر يَوْمًا
ثمَّ ولي أَخُوهُ المتَوَكل على الله أَبُو الْفضل جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هَارُون وَقتل لَيْلَة الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع خلون من شَوَّال سنة سبع وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ وَكَانَت خِلَافَته أَربع عشرَة سنة وَتِسْعَة أشهر وَعشرَة أَيَّام وَقيل سَبْعَة وَفِي خلَافَة المتَوَكل سنة أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ جَاءَت كتب التُّجَّار تجار الْمغرب أَن ثَلَاث عشرَة قَرْيَة من قرى القيروان خسف بهَا فَلم ينج من أَهلهَا إِلَّا اثْنَان وَأَرْبَعُونَ رجلا سود الْوُجُوه فَأتوا القيروان فَأخْرجهُمْ أَهلهَا وَقَالُوا أَنْتُم مسخوط عَلَيْكُم فَبنى لَهُم الْعَامِل حفيرة خَارج الْمَدِينَة فَكَانُوا فِيهَا وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ رجمت قَرْيَة يُقَال لَهَا السويداء بِخَمْسَة أَحْجَار فَوَقع حجر مِنْهَا إِلَى خيمة أَعْرَابِي فاحترقت وَوزن حجر مِنْهَا فَكَانَ فِيهِ عشرَة أَرْطَال فَحمل مِنْهَا أَرْبَعَة إِلَى الْفسْطَاط وَوَاحِد إِلَى تنيس
وَفِي هَذِه السّنة زلزلت دامغان على أَهلهَا فَسقط نصفهَا عَلَيْهِم فَقَتلهُمْ وَسقط نَحْو من ثُلثي بسطَام وزلزلت ري وجرجان ونيسابور وأصبهان وقم وقاشان فِي وَقت وَاحِد وَكَانَ بقرية يُقَال لَهَا أحداباذ مِمَّا يَلِي قومس زلازل فَخرج النَّاس عَنْهَا وسمعوا من السَّمَاء صَوتا عَالِيا الله أجل وأعود بِالْحُرْمَةِ لِعِبَادِهِ وَذكر أَن جبلا بِالْيمن عَلَيْهِ مزارع صَار إِلَى أَرض أُخْرَى وَذكر ابْن أبي الوضاح أَن طائرا دون الرخمة وَفَوق الْغُرَاب أَبيض وَقع على دَابَّة بحلب لسبع مضين من رَمَضَان فصاح يَا معشر النَّاس اتَّقوا الله الله حَتَّى صَاح أَرْبَعِينَ صَوتا ثمَّ طَار وَجَاء من الْغَد فصاح أَرْبَعِينَ صَوتا فَكتب صَاحب الْبَرِيد بذلك وَأشْهد خَمْسمِائَة إِنْسَان سَمِعُوهُ

(1/64)


وروى ابْن سريع الْجلاب أَن رجلا مَاتَ فِي بعض كور الأهواز فَسقط طَائِر أَبيض على جنَازَته فصاح بِالْفَارِسِيَّةِ وبالجوزية إِن الله قد غفر لهَذَا وَلمن شهده ذكر جَمِيع ذَلِك مُحَمَّد بن حبيب الْهَاشِمِي فِي تَارِيخه
ثمَّ ولي بعده ابْنه الْمُنْتَصر أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد وَمَات يَوْم الْأَحَد رَابِع ربيع الآخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ فَكَانَت خِلَافَته سِتَّة أشهر
ثمَّ ولي بعده ابْن عَمه المستعين بِاللَّه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن المعتصم بِاللَّه ثمَّ خلع فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ فَكَانَت ولَايَته ثَلَاث سِنِين وَتِسْعَة أشهر وَقيل فِي شَوَّال من تِلْكَ السّنة
ثمَّ ولي بعد خلعه ابْن عَمه المعتز بِاللَّه أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن جَعْفَر المتَوَكل ثمَّ قتل وَقيل مَاتَ بمكروه ناله فِي الْيَوْم الثَّانِي من رَمَضَان وَقيل فِي غرَّة شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ فَكَانَت ولَايَته ثَلَاثَة سِنِين وَسِتَّة أشهر وَثَلَاثَة عشر يَوْمًا
ثمَّ ولي بعده ابْن عَمه أَبُو عبد الله الْمُهْتَدي بِاللَّه مُحَمَّد بن الواثق بِاللَّه وَمَات وَقيل قتل يَوْم الْخَمِيس الثَّانِي عشر من رَجَب سنة سِتّ وَخمسين وَكَانَت خِلَافَته أحد عشر شهرا وَسَبْعَة عشر يَوْمًا وَكَانَ مَوْصُوفا بالزهد وَالْعدْل متحريا سيرة عمر بن عبد الْعَزِيز
ثمَّ ولي ابْن عَمه الْمُعْتَمد على الله أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن جَعْفَر المتَوَكل وَمَات لَيْلَة الِاثْنَيْنِ لإحدى عشرَة بقيت من رَجَب سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ فَجْأَة بِبَغْدَاد وَحمل إِلَى سر من رأى فَدفن بهَا وَكَانَت خِلَافَته ثَلَاثًا وَعشْرين سنة وَسِتَّة أَيَّام وَقيل وَيَوْما وَاحِدًا
ثمَّ ولي بعده ابْن أَخِيه المعتضد بِاللَّه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن أبي أَحْمد الْمُوفق بِاللَّه واسْمه مُحَمَّد وَقيل طَلْحَة بن المتَوَكل وَمَات لثمان بَقينَ من ربيع الآخر سنة تسع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ فَكَانَت خِلَافَته تسع سِنِين وَتِسْعَة أشهر ويومين وَقيل وَخَمْسَة أَيَّام وَقيل عشر سِنِين وَتِسْعَة أشهر قَالَ شَيخنَا ابْن نَاصِر وَهُوَ أول من سكن الْقصر الحسني وَهُوَ الَّذِي بناه الْحسن بن سهل لِابْنِهِ وَهُوَ دَار الْخلَافَة الْيَوْم
ثمَّ ولي بعده المكتفي بِاللَّه أَبُو مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد وَمَات فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ فَكَانَت ولَايَته سِتّ سِنِين وَسِتَّة أشهر وَعشْرين يَوْمًا وَقيل خمس سِنِين وَثَلَاثَة أشهر
ثمَّ ولي بعده أَخُوهُ المقتدر بِاللَّه أَبُو الْفضل جَعْفَر بن أَحْمد المعتضد وَقتل يَوْم

(1/65)


الْأَرْبَعَاء لثلاث بَقينَ من شَوَّال سنة عشْرين وثلثمائة فَكَانَت خِلَافَته أَرْبعا وَعشْرين سنة وَأَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَقيل وشهرين وَقيل خمْسا وَعشْرين سنة غير أَيَّام وخلع فِيهَا مرَّتَيْنِ وَعَاد الْأَمر إِلَيْهِ وَكَانَ لَهُم يَوْم ولي ثَلَاث عشرَة سنة وَشهر وَاحِد وَعِشْرُونَ يَوْمًا وَلم يل إمرة الْمُؤمنِينَ من بني الْعَبَّاس أَصْغَر سنا مِنْهُ
ثمَّ ولي بعده أَخُوهُ القاهر بِاللَّه أَبُو مَنْصُور مُحَمَّد بن أَحْمد ثمَّ خلع وكحل يَوْم الْأَرْبَعَاء لست خلون من جمادي الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثلثمائة فَكَانَت خِلَافَته سنة وَسِتَّة أشهر وَثَمَانِية أَيَّام وَمَات بعد سِنِين كَثِيرَة من خلعه
وَولي يَوْم خلعه ابْن أَخِيه الراضي بِاللَّه أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن جَعْفَر المقتدر وَتُوفِّي لَيْلَة السبت لأَرْبَع عشرَة لَيْلَة بقيت من ربيع الأول سنة تسع وَعشْرين وثلثمائة فَكَانَت خِلَافَته سِتّ سِنِين وَعشرَة أشهر وَعشرَة أَيَّام وَقيل تِسْعَة أَيَّام
ثمَّ ولي بعده المتقي بِاللَّه أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر المقتدر ثمَّ خلع وكحل يَوْم السبت لعشر بَقينَ من صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وثلثمائة كَانَت خِلَافَته ثَلَاث سِنِين وَأحد عشر شهرا وَكَانَت وَفَاته بعد خمس وَعشْرين سنة من خلعه
وَولي بعد خلعه ابْن عَمه المستكفي بِاللَّه أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن المكتفي بِاللَّه ثمَّ خلع وكحل يَوْم الْخَمِيس لثمان بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلثمائة فَكَانَت خِلَافَته سنة وَأَرْبَعَة أشهر ويومين وَتُوفِّي بعد مُدَّة من خلعه
وَولي بعد خلعه ابْن عَمه الْمُطِيع لله أَبُو الْقَاسِم الْفضل بن المقتدر فَأَقَامَ واليا تسعا وَعشْرين سنة وَأَرْبَعَة أشهر وأحدا وَعشْرين يَوْمًا ثمَّ فلج فَخلع نَفسه عَن الْأَمر طَائِعا غير مكره لِابْنِهِ الطائع لله أَبُو بكر عبد الْكَرِيم وَذَلِكَ فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّالِث عشر من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلثمائة وَتُوفِّي هُوَ بعد خلعه بشهرين وَأَيَّام وَولي ابْنه الطائع يَوْم الْخلْع فَأَقَامَ واليا سبع عشرَة سنة وَتِسْعَة أشهر وَسِتَّة أَيَّام ثمَّ خلع سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وثلاثمائة
وَولي بعد خلعه ابْن عَمه الْقَادِر بِاللَّه أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن إِسْحَاق ابْن جَعْفَر المقتدر فَأَقَامَ واليا إِحْدَى وَأَرْبَعين سنة وَثَلَاثَة أشهر وَأحد عشر يَوْمًا وَمَات فِي سنة ثَلَاث وَقيل اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَتِسْعين وَقيل ابْن سِتّ وَثَمَانِينَ سنة وَأشهر وَلم يبلغ أحد من الْخُلَفَاء قبله مُدَّة ولَايَته وَلَا طول عمره
ثمَّ ولي بعده ابْنه الْقَائِم بِأَمْر الله أَبُو جَعْفَر عبد الله بن أَحْمد وَتُوفِّي لَيْلَة

(1/66)


الْخَمِيس الثَّالِث عشر من شعْبَان سنة سبع وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة فَكَانَت مُدَّة خِلَافَته أَرْبعا وَأَرْبَعين سنة وَثَمَانِية أشهر ويومين
وَفِي خلَافَة الْقَائِم فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ غرقت بَغْدَاد
وَذَلِكَ أَنه جَاءَت أمطار أَكْثَرهَا سيل وَجَاء بِأَرْض الْموصل وَالْجِبَال مطر كثير وزادت دجلة زِيَادَة عَظِيمَة وَجَاء على رَأس المَاء من الْخشب والحيات شَيْء كثير حَتَّى رؤى تل وسط المَاء عَلَيْهِ سبع ويحمور واقفين وَدخل المَاء دَار الْخلَافَة من بَاب النوبى وَبَاب الْعَامَّة وَالْجَامِع وَخرج المَاء على الْخَلِيفَة من تَحت سَرِيره فَنَهَضَ إِلَى الْبَاب فَلم يجد طَرِيقا فَحَمله خَادِم على ظَهره إِلَى الْبَاب وأقيم فِي الدَّار أَربع دكاتير فِيهَا الخدم من التَّاج وَالْبزَّة وَلبس الْخَلِيفَة الْبردَة وَأخذ بِيَدِهِ الْقَضِيب ووقف بَين يَدي الله تَعَالَى يُصَلِّي ويتضرع وَلم يطعم يَوْمه وَلَيْلَته وغرقت مَقْبرَة بَاب أبرز وَخرج أَكثر التوابيت على المَاء وتهدم الخريم وَبَاب الأزج وَخرج رجل على كتفه ولدان لَهُ فاجتهد أَن يخلص فَلم يقدر فرماهما وَنَجَا نَفسه وَهلك من النَّاس والبهائم خلق كثير
ثمَّ ولي بعده ابْن ابْنه الْمُقْتَدِي بِأَمْر الله أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد ابْن الْقَائِم بِأَمْر الله ثمَّ توفّي عَشِيَّة يَوْم الْجُمُعَة الْخَامِس عشر من الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة فَجْأَة فَكَانَت خِلَافَته تسع عشرَة سنة وَخَمْسَة أشهر
ثمَّ ولي بعده ابْنه المستظهر بِاللَّه أَبُو الْعَاصِ أَحْمد بن عبد الله ثمَّ توفّي فِي لَيْلَة الْأَحَد السَّابِع وَالْعِشْرين من ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَخَمْسمِائة وَكَانَت ولَايَته خمْسا وَعشْرين سنة وأشهرا
ثمَّ ولي بعده ابْنه المسترشد بِاللَّه أَبُو مَنْصُور الْفضل بن أَحْمد وَوَقع فِي سنة خمس عشرَة من السَّمَاء وقر عَظِيم بِاللَّيْلِ فَأصْبح النَّاس فجرفوه بالمجارف من السطوح والطرق وَخرج المسترشد لقِتَال الْأَعَاجِم فَأسر وَقتل وَوصل الْخَبَر إِلَى بَغْدَاد بقتْله يَوْم الْجُمُعَة الرَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة سنة تسع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَكَانَت ولَايَته سبع عشرَة سنة وَسِتَّة أشهر وأياما
ثمَّ ولي أَبُو جَعْفَر مَنْصُور الراشد بِاللَّه فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن عشر ذِي الْقعدَة واستقام لَهُ الْأَمر إِلَى يَوْم السبت الْخَامِس عشر من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ فَدخل السُّلْطَان مَسْعُود بن مُحَمَّد إِلَى بَغْدَاد وَخرج الراشد إِلَى نَاحيَة الْموصل ثمَّ مخلع الراشد

(1/67)


وَولي المقتفي لأمر الله أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن المستظهر بِاللَّه وَجلسَ لِلْبيعَةِ الْعَامَّة يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّامِن عشر من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة ثمَّ وصل الْخَبَر فِي شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ أَن قوما من أَصْحَاب الراشد قَتَلُوهُ وَقتلُوا بعده وَدفن بأصبهان فَقعدَ النَّاس لَهُ فِي العزاء يَوْمًا وَاحِد وَاسْتقر الْأَمر للمقتفي لأمر الله وَفِي زمن المقتفي وصل الْخَبَر إِلَى بَغْدَاد فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَخَمْسمِائة بزلازل عَظِيمَة وَقعت فِي الشَّام فَقَرَأت فِي كتاب وصل من دمشق أَن الزلازل نزلت بِالشَّام فَأَما حماة فخربت جَمِيعًا وَمَا سلم من أَهلهَا إِلَّا ثلثمِائة رجل وَقيل إِنَّه هلك مِنْهَا أَكثر من عشْرين ألفا وَأما شبور فَوَقع بعض القلعة وَبَعض الْحصن وَهلك خلق تَحت الرَّدْم وَوَقع بعض حمص وأخربت الزلازل من فامية وَكفر طَابَ والمعرة وحلب شَيْئا كثيرا وَجَاءَت الْأَخْبَار من دمشق أَن جَمِيع الْبِلَاد حَولهمْ قد لعبت بهَا الزلازل وَقد كثرت الزلازل بِدِمَشْق وَجَاءَت زلزلتان فِي دمشق يَوْم الِاثْنَيْنِ ثامن رَجَب على ثَمَان سَاعَات من النَّهَار فِي طرفَة عين فلولا لطف الله عز وَجل كَانَ الْهَلَاك وَفِي سنة أَربع وَخمسين زَادَت دجلة زِيَادَة عَظِيمَة فِي ربيع الأول وَعبر المَاء على القورج وَجَاء إِلَى السُّور فَفتح فِيهِ فتحات وَدخل فخرب كثيرا من الْمحَال وَرمى الدّور فخرب قراح ظفر والمختارة والمقتدية ودرب القياد وَغير ذَلِك وَجِئْنَا إِلَى دَارنَا بدرب القياد بعد أَيَّام وَالدُّنْيَا كَأَنَّهَا بطيحة فَلم نَعْرِف درب القياد إِلَّا بمنارة الْمَسْجِد وَكَانَ المَاء يقرب من الْحَائِط فَيَقَع وَكَانَ كَأَنَّهُ سخط من الله عز وَجل لِكَثْرَة الذُّنُوب ثمَّ توفّي فِي لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي ربيع الأول من سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة وَصلى عَلَيْهِ بكرَة الِاثْنَيْنِ وَكَانَت ولَايَته أَرْبعا وَعشْرين سنة وَثَلَاثَة أشهر وأحدا وَعشْرين يَوْمًا // // // // // // //

هَذِه تَكْمِلَة أَسمَاء الْخُلَفَاء الَّذين لم يذكرهم ابْن الْجَوْزِيّ كَمَا ذكر السُّيُوطِيّ فِي تَارِيخ الْخُلَفَاء
الظَّاهِر بِأَمْر الله أَبُو نصر ولي الْخلَافَة وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَخمسين سنة وَتُوفِّي فِي ثَالِث عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة فَكَانَت خِلَافَته تِسْعَة أشهر وأياما
الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَبُو جَعْفَر بُويِعَ بعد موت أَبِيه فِي شهر رَجَب سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر جُمَادَى الْأُخْرَى سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة فَكَانَت خِلَافَته ثَلَاث عشرَة سنة وَأحد عشر شهرا وَعشرَة أَيَّام

(1/68)


ثمَّ ولي ابْنه المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر يُوسُف وبويع الْبيعَة الْعَامَّة يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث ربيع الأول وَتُوفِّي يَوْم السبت بعد الظّهْر ثامن ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَكَانَت ولَايَته إِحْدَى عشرَة سنة وَعشرا وَاحِدًا // // // // // // // // // // // //
المستعصم بِاللَّه أَبُو أَحْمد بُويِعَ فَمَكثَ خمس عشرَة سنة وَسَبْعَة أشهر وَعشْرين يَوْمًا وَقتل سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة
الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَحْمد بُويِعَ سنة تسع وَخمسين وسِتمِائَة وَاسْتشْهدَ أَو عدم مقَام الحديثة بمصافة أهل تاتار سنة سِتِّينَ وسِتمِائَة كَانَت خِلَافَته دون سِتَّة أشهر
الْحَاكِم بِأَمْر الله أَبُو الْعَبَّاس بُويِعَ ثامن محرم الْحَرَام سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَتُوفِّي لَيْلَة الْجُمُعَة ثامن عشر شهر جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين وَكَانَت خِلَافَته نيفا وَأَرْبَعين سنة
المستكفي بِاللَّه أَبُو الرّبيع بُويِعَ فِي شهر جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة وَأسر فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَتُوفِّي فِي شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة فِي حَالَة الْأسر
الواثق بِاللَّه إِبْرَاهِيم بُويِعَ سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وعزل سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة
الْحَاكِم بِأَمْر الله أَبُو الْعَبَّاس بُويِعَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة
المعتضد بِاللَّه أَبُو الْفَتْح بُويِعَ سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة
المتَوَكل على الله أَبُو عبد الله بُويِعَ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ ثامن عشر من رَجَب لَيْلَة الثُّلَاثَاء كَانَت خِلَافَته خمْسا وَأَرْبَعين سنة
الواثق بِاللَّه عمر بُويِعَ سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِي مُدَّة عزل الْخَلِيفَة المتَوَكل وَتُوفِّي فِي شهر شَوَّال سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة يَوْم الْأَرْبَعَاء
المستعصم بِاللَّه زَكَرِيَّا بُويِعَ فِي شهر شَوَّال سنة ثَمَان وَسَبْعمائة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة فِي حَالَة الْعَزْل
المستعين بِاللَّه أَبُو الْفضل بُويِعَ فِي شهر رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وعزل عَن الْخلَافَة سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بإسكندرية
المعتضد بِاللَّه أَبُو الْفَتْح بُويِعَ سنة خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة وَتُوفِّي فِي شهر محرم سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة
المستكفي بِاللَّه أَبُو الرّبيع بُويِعَ سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة يَوْم موت أَخِيه وَتُوفِّي

(1/69)


ثمَّ ولي وَلَده المستضيء بِأَمْر الله واسْمه الْحسن بن يُوسُف يكنى أَبَا مُحَمَّد وبويع الْبيعَة الْعَامَّة بكرَة الْأَحَد تَاسِع ربيع الآخر وَتُوفِّي لَيْلَة الْأَحَد ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة فَكَانَت ولَايَته عشر سِنِين تنقص أَرْبَعَة أشهر
ثمَّ ولي ابْنه النَّاصِر لدين الله أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد فبويع الْبيعَة الْعَامَّة يَوْم الْأَحَد ثَانِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَسبعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي يَوْم الْأَحَد سلخ رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وسِتمِائَة وَكَانَت خِلَافَته سَبْعَة وَعشْرين سنة // // // // // // // // // // // // // // // // // // يَوْم الْجُمُعَة سلخ ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة
الْقَائِم بِأَمْر الله أَبُو الْبَقَاء بُويِعَ سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وعزل سنة تسع وَخمسين وَثَمَانمِائَة
المستنجد بِاللَّه أَبُو المحاسن بُويِعَ سنة تسع وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَتُوفِّي رَابِع عشر الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة
المتَوَكل على الله أَبُو الْعِزّ بُويِعَ سادس عشر من الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَثَمَانمِائَة وَتُوفِّي يَوْم الْأَرْبَعَاء سلخ الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعمِائَة

(1/70)


- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بَاب ذكر أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

فصل فِي فَضلهمْ
أخبرنَا هبة الله بن الْحصين قَالَ أَنا أَبُو عَليّ بن الْمَذْهَب قَالَ أنبأ أَبُو بكر أَحْمد بن جَعْفَر قَالَ أنبأ عبد الله بن أَحْمد قَالَ أَنا أبي قَالَ ثَنَا مُعَاوِيَة قَالَ ثَنَا الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تسبوا أَصْحَابِي فَإِن أحدكُم لَو أنْفق مثل أحد ذَهَبا مَا أدْرك مد أحدهم وَلَا نصيفه هَذَا حَدِيث صَحِيح اتّفق البُخَارِيّ وَمُسلم على إِخْرَاجه
وروى مُسلم فِي أَفْرَاده من حَدِيث أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ النُّجُوم أَمَنَة للسماء فَإِذا ذهبت النُّجُوم أَتَى السَّمَاء مَا توعد وَأَنا أَمَنَة لِأَصْحَابِي فَإِذا ذهبت أَتَى أَصْحَابِي مَا يوعدون وأصحابي أَمَنَة لأمتي فَإِذا ذهبت أَصْحَابِي أَتَى أمتِي مَا يوعدون

فصل فِي بَيَان الْمُسْتَحق تَسْمِيَة الصَّحَابِيّ
كَانَ سعيد بن الْمسيب لَا يعد الصَّحَابِيّ إِلَّا من أَقَامَ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنة أَو سنتَيْن وغزا مَعَه غَزْوَة أَو غزوتين
قَالَ الْوَاقِدِيّ وَرَأَيْت أهل الْعلم يَقُولُونَ كل من رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أدْرك الْحلم فَأسلم وعقل أَمر الدّين ورضيه فَهُوَ عندنَا مِمَّن صحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَو سَاعَة من النَّهَار
وروى عَبدُوس بن مَالك الْعَطَّار قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول كل من صَحبه سنة أَو شهر أَو سَاعَة أَو رَآهُ فَهُوَ من أَصْحَابه
وروى الْفربرِي عَن البُخَارِيّ قَالَ من صحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو رَآهُ من الْمُسلمين هُوَ من أَصْحَابه

(1/71)


وَفصل الْخطاب فِي هَذَا الْبَاب بِأَن الصُّحْبَة إِذا أطلقت فَهِيَ فِي الْمُتَعَارف تَنْقَسِم إِلَى قسمَيْنِ
أَحدهمَا أَن يكون الصاحب معاشرا مخالطا كثير الصُّحْبَة فَيُقَال هَذَا صَاحب فلَان كَمَا يُقَال خادمه لمن تَكَرَّرت خدمته لَا لمن خدمه يَوْمًا أَو سَاعَة
وَالثَّانِي أَن يكون صاحبا فِي مجالسة أَو مماشاة وَلَو سَاعَة فحقيقة الصُّحْبَة مَوْجُودَة فِي حَقه وَإِن لم يشْتَهر بهَا
فسعيد بن الْمسيب إِنَّمَا عَنى الْقسم الأول وَغَيره يُرِيد هَذَا الْقسم الثَّانِي وَعُمُوم الْعلمَاء على خلاف قَول ابْن الْمسيب فَإِنَّهُم عدوا جرير بن عبد الله من الصَّحَابَة وَإِنَّمَا أسلم فِي سنة عشر وعدوا فِي الصَّحَابَة من لم يغز مَعَه وَمن توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ صَغِير السن فَأَما من رَآهُ وَلم يجالسه وَلم يماشه فألحقوه بالصحابة إِلْحَاقًا وَإِن كَانَت حَقِيقَة الصُّحْبَة لم تُوجد فِي حَقه

فصل فِي مَرَاتِب الصَّحَابَة
الْمُهَاجِرُونَ فِي الْجُمْلَة أفضل من الْأَنْصَار وهم الَّذين هجروا أوطانهم وَخَرجُوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهم ينقسمون فَمنهمْ الْمُهَاجِرُونَ الْأَولونَ وَاخْتلف فيهم
فروى عَن أبي مُوسَى وَسَعِيد بن الْمسيب قَالَا من صلى إِلَى الْقبْلَتَيْنِ فَهُوَ من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين
وروى عَن الشّعبِيّ وَابْن سِيرِين أَنَّهُمَا قَالَا الْمُهَاجِرُونَ الْأَولونَ من أدْرك بيعَة الرضْوَان ثمَّ الصَّحَابَة على سوابقهم وأعمالهم وَرب مُتَأَخّر الْإِسْلَام سبق مُتَقَدما كعمر رَضِي الله عَنهُ وَرب غَائِب عَن بدر وبيعة الرضْوَان سبق أَكثر أَهلهَا كعثمان وَالسَّبَب الَّذِي انْقَطَعت بِهِ الْهِجْرَة فتح مَكَّة قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح

فصل فِي عدد الصَّحَابَة
اعْلَم أَن أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيهم كَثْرَة تبعد الْإِحَاطَة بعددهم فقد روى عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعشر مضين من رَمَضَان فصَام وَصَامَ النَّاس مَعَه حَتَّى إِذا كَانُوا بالكديد أفطر ثمَّ مضى فِي عشرَة آلَاف من الْمُسلمين حَتَّى نزل مر الظهْرَان

(1/72)


وَعَن الزُّهْرِيّ قَالَ خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا يُقَال فِي اثْنَي عشر ألفا أخْفى الله مَسِيرهمْ على أهل مَكَّة حَتَّى نزلُوا بمر الظهْرَان
وروى أَبُو بكر أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت بِإِسْنَاد لَهُ عَن أبي زرْعَة الرَّازِيّ أَنه سُئِلَ عَن عدَّة من روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ وَمن ضبط هَذَا شهد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حجَّة الْوَدَاع أَرْبَعُونَ ألفا
وَعَن أبي زرْعَة أَن رجلا قَالَ يَا أَبَا زرْعَة أَلَيْسَ يُقَال حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعَة آلَاف حَدِيث قَالَ وَمن قَالَ ذَا قلقل الله أنيابه هَذَا قَول الزَّنَادِقَة وَمن يُحْصى حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن مائَة ألف وَأَرْبَعَة عشر ألفا من الصَّحَابَة مِمَّن روى عَنهُ وَسمع مِنْهُ قيل لَهُ يَا أَبَا زرْعَة هَؤُلَاءِ أَيْن كَانُوا وسمعوا مِنْهُ قَالَ أهل الْمَدِينَة وَأهل مَكَّة وَمن بَينهمَا والأعراب وَمن شهد مَعَه حجَّة الْوَدَاع

فصل
وَنحن نذْكر من اشتهروا بِالذكر من الصَّحَابَة ونشير إِلَى أخبارهم ثمَّ نتبع ذَلِك بسرد أَسمَاء من نقل إِلَيْنَا أَنه صَحبه أَو رَآهُ مُفْردَة عَن أخبارهم ثمَّ نفرد من روى مِنْهُم الحَدِيث عَنهُ عَن من لم يرو ونسلك هَذَا الطَّرِيق فِي الصحابيات أَيْضا وَالله الْمعِين

(1/73)


تَسْمِيَة الْمَشْهُورين بِالذكر من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذكر أنسابهم وأخبارهم
نبدأ بِذكر الْعشْرَة
أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ
واسْمه عبد الله بن عُثْمَان بن عَامر بن عَمْرو كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كَعْب بن لؤَي وَقيل كَانَ اسْم أبي بكر عبد الْكَعْبَة فَسَماهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله وَفِي تَسْمِيَته بعتيق ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى عَتيق من النَّار فَلْينْظر إِلَى أبي بكر روته عَائِشَة وَالثَّانِي أَنه اسْم سمته بِهِ أمه قَالَه مُوسَى بن طَلْحَة وَالثَّالِث أَنه سمي بِهِ لجمال وَجهه قَالَه اللَّيْث بن سعد وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة لقبه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك لجمال وَجهه وَسَماهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صديقا فَقَالَ يكون بعدِي اثْنَا عشر خَليفَة أَبُو بكر الصّديق لَا يلبث إِلَّا قَلِيلا وَكَانَ عَليّ بن أبي طَالب يحلف بِاللَّه أَن الله أنزل اسْم أبي بكر من السَّمَاء الصّديق وَقيل سمي الصّديق يَوْم أخبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالإسراء فكذبه قُرَيْش وَصدقه أَبُو بكر
وَاسم أم أبي بكر أم الْخَيْر سلمى بنت صَخْر بن عَامر وَكَانَت مسلمة وَهُوَ أول من أسلم وَبِهَذَا قَالَ حسان بن ثَابت وَابْن عَبَّاس وَأَسْمَاء بنت أبي بكر وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وروى شُرَيْح بن يُونُس عَن يُوسُف بن يَعْقُوب الْمَاجشون قَالَ أدْركْت مَشَايِخنَا أبي وَمُحَمّد بن الْمُنْكَدر وَرَبِيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن وَصَالح بن كيسَان وَسعد بن إِبْرَاهِيم وَعُثْمَان بن مُحَمَّد الأخنسي وهم لَا يَشكونَ أَن أول الْقَوْم إسلاما أَبُو بكر وَشهد أَبُو بكر مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَدْرًا وَاحِدًا والمشاهد كلهَا وَدفع إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رايته الْعُظْمَى يَوْم تَبُوك وَثَبت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد حِين انهزام النَّاس
وَبعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده أَرْبَعُونَ ألف دِرْهَم فَكَانَ يعْتق مِنْهَا وَيُقَوِّي

(1/74)


الْمُسلمين وَكَانَ سَائِر الصَّحَابَة يعْرفُونَ تقدمه وفضله
وَذكر ابْن إِسْحَاق أَنه أسلم على يَد أبي بكر عُثْمَان بن عَفَّان وَطَلْحَة بن عبيد الله وَالزُّبَيْر وَسعد بن أبي وَقاص وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف
وَمِمَّا تفرد بِهِ من المناقب أَنه أول من جمع الْقُرْآن وتنزه عَن شرب الْمُسكر فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَأول من قاء تحرجا من الشُّبُهَات

ذكر صفته رَضِي الله عَنهُ
كَانَ أَبيض نحيفا خَفِيف العارضين أجنأ لَا يسْتَمْسك إزَاره يسترخي عَن حقْوَيْهِ معروق الْوَجْه غائر الْعَينَيْنِ ناتئ الْجَبْهَة عاري الأشاجع يخضب بِالْحِنَّاءِ والكتم وَقيل كَانَ نقش خَاتمه نعم الْقَادِر الله

ذكر أَوْلَاده
كَانَ لَهُ من الْوَلَد عبد الله وَأَسْمَاء ذَات النطاقين وأمهما قتيلة وَعبد الرَّحْمَن وَعَائِشَة أمهما أم رُومَان وَمُحَمّد وَأمه أَسمَاء بنت قيس وَأم كُلْثُوم وَأمّهَا حَبِيبَة بنت خَارِجَة ولدتها بعد وَفَاة أبي بكر وَهِي الَّتِي قَالَ لعَائِشَة فِي حَقّهَا إِنَّمَا هما أَخَوَاك وَأُخْتَاك فَأَما عبد الله فَإِنَّهُ شهد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطَّائِف فجرح وبقى إِلَى خلَافَة أَبِيه وَأما أَسمَاء فَتَزَوجهَا الزبير فَولدت لَهُ عدَّة ثمَّ طَلقهَا فَكَانَت مَعَ ابْنهَا عبد الله بِمَكَّة حَتَّى قتل وَعَاشَتْ مائَة سنة وَمَاتَتْ بِمَكَّة بعد قتل ابْنهَا بِقَلِيل وَأما عبد الرَّحْمَن فَشهد يَوْم بدر مَعَ الْمُشْركين ثمَّ أسلم وَأما مُحَمَّد فَكَانَ من نساك قُرَيْش إِلَّا أَنه كَانَ فِيمَن أعَان على عُثْمَان يَوْم الدَّار وولاه عَليّ بن أبي طَالب مصر فقاتله صَاحب مُعَاوِيَة هُنَاكَ فَقتله وَأما أم كثلوم فَتَزَوجهَا طَلْحَة بن عبد الله

ذكر وَفَاته رَضِي الله عَنهُ
قَالَ الزُّهْرِيّ أهديت لأبي بكر خريرة فَأكل مِنْهَا هُوَ والْحَارث بن كلدة فَقَالَ الْحَارِث لأبي بكر ارْفَعْ يدك يَا خَليفَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالله إِن فِيهَا لسم سنة وَأَنا

(1/75)


وَأَنت نموت فِي يَوْم وَاحِد فماتا عِنْد انْقِضَاء السّنة
وَقيل كَانَ بَدْء مَرضه أَنه اغْتسل فِي يَوْم بَارِد فَحم خَمْسَة عشر يَوْمًا وَتُوفِّي لَيْلَة الثُّلَاثَاء بَين الْمغرب وَالْعشَاء لثمان لَيَال بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث عشرَة من الْهِجْرَة وَتُوفِّي وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة وَيُقَال خمس وَسِتِّينَ وَالْأول أصح وَأوصى أَن تغسله أَسمَاء زَوجته فغسلته وَصلى عَلَيْهِ عمر وَنزل فِي حفرته ابْنه عبد الرَّحْمَن وَعمر وَعُثْمَان وَطَلْحَة بن عبد الله وَدفن إِلَى جنب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أَبُو حَفْص عمر بن الْخطاب
هُوَ ابْن نفَيْل بن عبد الْعُزَّى بن ريَاح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كَعْب بن لؤَي وَأمه حنتمة بنت هِشَام بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم
أسلم فِي سنة سِتّ من النُّبُوَّة وَقيل سنة خمس قَالَ هِلَال بن يسَاف أسلم عمر بعد أَرْبَعِينَ رجلا وَإِحْدَى عشرَة امْرَأَة وَقَالَ اللَّيْث أسلم بعد ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ رجلا وَيُقَال إِنَّه أتم الْأَرْبَعين فَنزل جِبْرِيل وَقَالَ يَا مُحَمَّد استبشر أهل السَّمَاء بِإِسْلَام عمر وَظهر الْإِسْلَام يَوْم أسلم وَسمي الْفَارُوق لذَلِك وَكَانَ إِسْلَامه فتحا وهجرته نصرا وغضبه عزا وَرضَاهُ عدلا وَشهد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا وَنزل الْقُرْآن مُوَافقَة لقَوْله ورأيه وَهُوَ أول خَليفَة دعِي بأمير المومنين وَأول من كتب التَّارِيخ للْمُسلمين وَأول من جمع الْقُرْآن فِي الصُّحُف وَأول من جمع النَّاس على قيام رَمَضَان وَأول من عز فِي عمله وَحمل الدرة وأدب بهَا وَفتح الْفتُوح وَوضع الْخراج ومصر الْأَمْصَار واستقضى الْقُضَاة وَدون الدِّيوَان وَفرض الأعطية وَحج بِأَزْوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي آخر حجَّة حَجهَا وَيُقَال كَانَ نقش خَاتمه كفى بِالْمَوْتِ واعظا يَا عمر

ذكر صفته رَضِي الله عَنهُ
كَانَ أَبيض أمهق تعلوه حمرَة طوَالًا أصلع أجلح شَدِيد حمرَة الْعَينَيْنِ فِي عارضيه خفَّة وَقَالَ وهب صفته فِي التَّوْرَاة قرن من حَدِيد قوي شَدِيد

ذكر أَوْلَاده
كَانَ لَهُ من الْوَلَد عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَحَفْصَة أمّهم زَيْنَب بنت مَظْعُون وَزيد الْأَكْبَر ورقية أمهما أم كُلْثُوم بنت عَليّ وَزيد الْأَصْغَر وَعبيد الله

(1/76)


وأمهما أم كُلْثُوم بنت جَرْوَل وَجَاء الْإِسْلَام فَفرق بَين عمر وَبَين أبنة جَرْوَل وَعَاصِم وَأمه جميلَة بنت ثَابت وَعبد الرَّحْمَن الْأَوْسَط أمه لهية أم ولد وَعبد الرَّحْمَن الْأَصْغَر وَأمه أم ولد وَفَاطِمَة وَأمّهَا أم حَكِيم بنت الْحَارِث وعياض وَأمه عَاتِكَة بنت زيد

ذكر وَفَاته
قَالَ سعد بن أبي وَقاص طعن عمر يَوْم الْأَرْبَعَاء لأَرْبَع لَيَال بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَعشْرين وَدفن يَوْم الْأَحَد صَبِيحَة هِلَال الْمحرم فَأَما الَّذِي طعنه فَهُوَ أَبُو لؤلؤة غُلَام الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَلما رأى أَنه مَأْخُوذ نحر نَفسه وَجعل عمر الْخلَافَة بعده شُورَى فِي سِتَّة عَليّ وَعُثْمَان وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وَسعد وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف
وَاخْتلف فِي سنه يَوْم مَوته على سَبْعَة أَقْوَال أَحدهَا أَنه قبض ابْن سِتّ وَسِتِّينَ قَالَه ابْن عَبَّاس وَالثَّانِي ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ قَالَه مُعَاوِيَة وَالثَّالِث ابْن خمس وَسِتِّينَ وَقَالَهُ ابْن عمر وَالزهْرِيّ وَالرَّابِع ابْن سبع وَخمسين وَالْخَامِس ابْن تسع وَخمسين وَالسَّادِس ابْن سِتّ وَخمسين
وَرويت هَذِه الْأَقْوَال الثَّلَاثَة عَن نَافِع وَالسَّابِع ابْن إِحْدَى وَسِتِّينَ سنة قَالَه قَتَادَة وَصلى عَلَيْهِ صُهَيْب وَدفن إِلَى جنب أبي بكر وناحت عَلَيْهِ الْجِنّ فَسَمِعُوا قَائِلا يَقُول
(عَلَيْكُم سَلام من إِمَام وباركت ... يَد الله فِي ذَاك الْأَدِيم الممزق)
(فَمن يسع أَو يركب جناحي نعَامَة ... ليدرك مَا قدمت بالْأَمْس يسْبق)
(قضيت أمورا ثمَّ غادرت بعْدهَا ... بوائق فِي أكمامها لم تفتق)
(وَمَا كنت أخْشَى أَن تكون وَفَاته ... بكف سبنتي أَزْرَق الْعين مطرق)
(أبعد قَتِيل بِالْمَدِينَةِ أظلمت ... لَهُ الأَرْض تهتز الْعضَاة بأسوق)
وَهَذِه الأبيات للشماخ يرثيه بهَا وَقيل هِيَ للمزرد وَقيل لجز بن ضرار أخي الشماخ
وروت عَائِشَة أَنَّهَا حجت مَعَ عمر فِي آخر حجَّة حَجهَا قَالَت فَلَمَّا كُنَّا

(1/77)


بالمحصب جَاءَ رجل فَنزل فَرفع عقيرته يتَغَنَّى بِهَذِهِ الأبيات فَقلت لبَعض أَهلِي أعلمي علم هَذَا الرجل فَذَهَبت فَلم تَجدهُ وينحل النَّاس هَذِه الأبيات مزرد بن ضرار فَلَمَّا ولي عُثْمَان لَقِي مزردا فَقَالَ أَنْت صَاحب الأبيات قَالَ وَالله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا قلتهن فيرون أَن بعض الْجِنّ رثاه
أَبُو عبد الله عُثْمَان بن عَفَّان
هُوَ ابْن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف أمه أروى بنت كريز بن ربيعَة بن حبيب بن عبد شمس أسلمت وَكَانَ يكنى فِي الْجَاهِلِيَّة أَبَا عمر فَلَمَّا ولدت لَهُ فِي الْإِسْلَام رقية غُلَاما سَمَّاهُ عبد الله واكتنى بِهِ
أسلم عُثْمَان قَدِيما قبل دُخُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وَهَاجَر إِلَى الْحَبَشَة الهجرتين وَلما خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدر خَلفه على ابْنَته رقية وَكَانَت مَرِيضَة وَضرب لَهُ بسهمه وأجره فَكَانَ كمن شَهِدَهَا وزوجه أم كُلْثُوم بعد رقية وَقَالَ لَو كَانَ عِنْدِي ثَالِثَة لزوجتها عُثْمَان وَسمي ذَا النورين لجمعه بَين بِنْتي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ذكر صفته
كَانَ ربعَة أَبيض وَقيل أسمر رَقِيق الْبشرَة حسن الْوَجْه عَظِيم الكراديس بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ كثير شعر الرَّأْس عَظِيم اللِّحْيَة يصفرها وَكَانَ نقش خَاتمه آمَنت بِاللَّه مخلصا وَقيل كَانَ لتصبرن أَو لتندمن

ذكر أَوْلَاده
كَانَ لَهُ من الْوَلَد عبد الله من رقية وَعبد الله الْأَصْغَر أمه فَاخِتَة بنت غَزوَان وَعَمْرو وخَالِد وَأَبَان وَعمر وَمَرْيَم أمّهم أم عَمْرو بنت جُنْدُب من الأزد والوليد وَسَعِيد وَأم سعيد أمّهم فَاطِمَة بنت الْوَلِيد وَعبد الْملك أمه أم الْبَنِينَ بنت عُيَيْنَة بن حصن وَعَائِشَة وَأم أبان وَأم عَمْرو أمهن رَملَة بنت شيبَة بن ربيعَة وَمَرْيَم أمهَا نائلة بنت الفرافصة وَأم الْبَنِينَ بنت عُثْمَان أمهَا أم ولد

ذكر وَفَاته رَضِي الله عَنهُ
قتل يَوْم الْجُمُعَة لثلاث عشرَة خلت من ذِي الْحجَّة وَقيل لثمان عشرَة مَضَت من ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَقيل أول سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَاخْتلف فِي قَاتله فَقيل قَتله الْأسود التجِيبِي من أهل مصر وَقيل قَتله سودان بن رُومَان الْمرَادِي وَقيل وجاه مُحَمَّد بن أبي بكر بمشقص ثمَّ وقف عَلَيْهِ التجِيبِي وَمُحَمّد بن أبي حُذَيْفَة فضرباه بأسيافهما حَتَّى أثبتاه وَهُوَ يقْرَأ الْمُصحف فَوَقَعت نضحة من دَمه

(1/78)


على قَوْله {فَسَيَكْفِيكَهُم الله} الْبَقَرَة 137 وَكَانَ يَوْمئِذٍ صَائِما وَدفن لَيْلَة السبت بِالبَقِيعِ فِي حش كَوْكَب والحش الْبُسْتَان وكوكب رجل من الْأَنْصَار وأخفي قَبره وَفِي سنه ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا تسعون وَالثَّانِي ثَمَان وَثَمَانُونَ وَالثَّالِث اثْنَان وَثَمَانُونَ وَقيل لم يبلغ الثَّمَانِينَ وَقَالَ عُرْوَة مكث عُثْمَان فِي حش كَوْكَب مطروحا ثَلَاثًا لَا يُصَلِّي عَلَيْهِ حَتَّى هتف بهم هَاتِف ادفنوه وَلَا تصلوا عَلَيْهِ فَإِن الله قد صلى عَلَيْهِ وَاخْتلفُوا فِيمَن صلى عَلَيْهِ فَقيل الزبير وَقيل حَكِيم بن حزَام وَقيل جُبَير بن مطعم
أَبُو الْحسن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ
وَاسم أبي طَالب عبد منَاف بن عبد الْمطلب أمه فَاطِمَة بنت أَسد بن هَاشم بن عبد منَاف أسلمت وَهَاجَرت ويكنى أَبَا الْحسن وَأَبا تُرَاب وَأَبا قَصم قَالَه زبير بن مُعَاوِيَة
وَفِي سنه يَوْم إِسْلَامه سَبْعَة أَقْوَال أَحدهَا خمس عشرَة سنة أَو سِتّ عشرَة سنة قَالَه الْحسن وَالثَّانِي أَربع عشرَة قَالَه مُغيرَة وَالثَّالِث ثَمَان سِنِين رَوَاهُ أَبُو الْأسود عَن بعض أشياخه وَالرَّابِع خمس سِنِين قَالَه إِسْحَاق وَالْخَامِس تسع سِنِين قَالَه أَبُو نعيم الْفضل بن دُكَيْن وَالسَّادِس ثَلَاث عشرَة حَكَاهُ الْفضل بن دُكَيْن عَن أهل بَيت عَليّ وَالسَّابِع سبع سِنِين قَالَه مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أبي شيبَة شهد عَليّ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمشَاهد وَلم يتَخَلَّف عَنهُ إِلَّا فِي تَبُوك خَلفه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَهله وَكَانَ غزير الْعلم فَكَانَ عمر بن الْخطاب يتَعَوَّذ من معضلة لَيْسَ لَهَا أَبُو حسن وَكَانَ ابْن إِسْحَاق يَقُول أول ذكر أسلم عَليّ ثمَّ زيد بن حَارِثَة ثمَّ أَبُو بكر الصّديق

ذكر صفته رَضِي الله عَنهُ
كَانَ آدم شَدِيد الأدمة ثقيل الْعَينَيْنِ عظيمهما أقرب إِلَى الْقصر من الطول ذَا بطن كثير الشّعْر عريض اللِّحْيَة أصلع أَبيض الرَّأْس واللحية لم يصفه أحد بالخضاب إِلَّا سُوَيْد بن حَنْظَلَة فَإِنَّهُ قَالَ رَأَيْت عليا أصفر اللِّحْيَة وَأَظنهُ أَن يكون قد خضب مرّة ثمَّ ترك وَقيل كَانَ نقش خَاتمه الله الْملك على عَبده

ذكر أَوْلَاده
كَانَ لَهُ من الْوَلَد أَرْبَعَة عشر ذكرا وتسع عشر أُنْثَى الْحسن وَالْحُسَيْن

(1/79)


وَزَيْنَب الْكُبْرَى وَأم كُلْثُوم الْكُبْرَى أمّهم فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمُحَمّد الْأَكْبَر وَهُوَ ابْن الْحَنَفِيَّة وَأمه خَوْلَة بنت جَعْفَر وَعبيد الله قَتله الْمُخْتَار وَأَبُو بكر قتل مَعَ الْحُسَيْن أمهما ليلى بنت مَسْعُود وَالْعَبَّاس الْأَكْبَر وَعُثْمَان وجعفر وَعبد الله قتلوا مَعَ الْحُسَيْن أمّهم أم الْبَنِينَ بنت حزَام بن خَالِد وَمُحَمّد الْأَصْغَر قتل مَعَ الْحُسَيْن أمه أم ولد وَيحيى وَعون أمهما أَسمَاء بنت عُمَيْس وَعمر الْأَكْبَر ورقية أمهما الصَّهْبَاء سبية وَمُحَمّد الْأَوْسَط أمه أُمَامَة بنت أبي الْعَاصِ وَأم الْحسن ورملة الْكُبْرَى أمهما أم سعيد بنت عُرْوَة وَأم هَانِئ ومَيْمُونَة وَزَيْنَب الصُّغْرَى ورملة الصُّغْرَى وَأم كُلْثُوم الصُّغْرَى وَفَاطِمَة وأمامة وَخَدِيجَة وَأم الْكِرَام وَأم سَلمَة وَأم جَعْفَر وجمانة ونفيسة وَهن لأمهات شَتَّى وَابْنَة أُخْرَى لم يذكر اسْمهَا هَلَكت وَهِي صَغِيرَة فَهَؤُلَاءِ الَّذين عرفنَا من ولد عَليّ

ذكر وَفَاته
ضربه عبد الرَّحْمَن بن ملجم الْمرَادِي بِالْكُوفَةِ يَوْم الْجُمُعَة لثلاث عشرَة بقيت من رَمَضَان وَقيل لَيْلَة إِحْدَى وَعشْرين من رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ فبقى الْجُمُعَة والسبت وَمَات لَيْلَة الْأَحَد وَقيل يَوْم الْأَحَد وغسله ابناه وَعبد الله بن جَعْفَر وَصلى عَلَيْهِ الْحسن وَدفن فِي السحر
وَفِي سنه ثَلَاثَة أَقْوَال سبع وَخَمْسُونَ وَالثَّانِي ثَلَاث وَسِتُّونَ الثَّالِث خمس وَسِتُّونَ
أَبُو مُحَمَّد طَلْحَة رَضِي الله عَنهُ
هُوَ ابْن عبيد بن عُثْمَان بن عَمْرو بن كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كَعْب بن لؤَي أمه الصعبة بنت الْحَضْرَمِيّ أُخْت الْعَلَاء أسلمت وَأسلم طَلْحَة قَدِيما وَبَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ سعد بن زيد قبل خُرُوجه إِلَى بدر يتجسسان خبر العير فمرت بهما وَبلغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْخَبَر فَخرج ورجعا يُريدَان الْمَدِينَة وَلم يعلمَا بِخُرُوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقدما فِي الْيَوْم الَّذِي لَاقَى فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمُشْركين فَخَرَجَا يعترضان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فلقياه منصرفا من بدر فَضرب لَهما بسهامها وأجورهما وَكَانَا كمن شَهِدَهَا وَشهد طَلْحَة أحدا وَثَبت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمئِذٍ ووقاه

(1/80)


بِيَدِهِ فشلت إصبعاه وجرح يَوْمئِذٍ أَرْبعا وَعشْرين جِرَاحَة وَقيل كَانَت فِيهِ خمس وَسَبْعُونَ بَين طعنة وضربة ورمية وَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد طَلْحَة الْخَيْر وَيَوْم غَزْوَة ذَات الْعَشِيرَة طَلْحَة الْفَيَّاض وَيَوْم حنين طَلْحَة الْجُود

ذكر صفته
كَانَ آدم كثير الشّعْر لَيْسَ بالجعد القطط وَلَا بالسبط حسن الْوَجْه دَقِيق الْعرنِين لَا يُغير شعره

ذكر أَوْلَاده
كَانَ لَهُ من الْوَلَد مُحَمَّد وَهُوَ السَّجَّاد قتل مَعَه يَوْم الْجمل وَعمْرَان أمهما حمْنَة بنت جحش ومُوسَى أمه خَوْلَة بنت الْقَعْقَاع وَيَعْقُوب قتل يَوْم الْحرَّة وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق أمّهم أم أبان بنت ربيعَة وزَكَرِيا ويوسف وَعَائِشَة أمّهم أم كُلْثُوم بنت أبي بكر الصّديق وَعِيسَى وَيحيى أمهما سعدى بنت عَوْف وَأم إِسْحَاق تزَوجهَا الْحسن بن عَليّ والصعبة بنت طَلْحَة أمهما أم ولد وَمَرْيَم أمهَا أم ولد وَصَالح أمه الغرقة

ذكر وَفَاته
قتل يَوْم الْجمل وَكَانَ يَوْم الْخَمِيس لعشر خلون من جُمَادَى الآخر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَيُقَال إِن سَهْما غربا أَتَاهُ فَوَقع فِي حَلقَة فَقَالَ بِسم الله وَكَانَ أَمر الله قدرا مُقَدرا وَيُقَال إِن مَرْوَان بن الحكم قَتله وَهُوَ أصح وَدفن بِالْبَصْرَةِ وَفِي سنة ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَربع وَسِتُّونَ وَالثَّانِي اثْنَتَانِ وَسِتُّونَ وَالثَّالِث سِتُّونَ

(1/81)


أَبُو عبد الله الزبير بن الْعَوام
هُوَ ابْن خويلد بن أَسد بن عبد الْعُزَّى بن قصي بن كلاب أمه صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب عمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أسلمت وَأسلم الزبير قَدِيما وَهُوَ ابْن سِتّ عشرَة سنة فَعَذَّبَهُ عَمه بالدخان لكَي يتْرك الْإِسْلَام فَلم يفعل وَهَاجَر إِلَى أَرض الْحَبَشَة الهجرتين جَمِيعًا وَلم يتَخَلَّف عَن غزواة غَزَاهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ أول من سل السَّيْف فِي سَبِيل الله وَكَانَ عَلَيْهِ يَوْم بدر ريطة صفراء متعجرا بهَا وَكَانَ على الميمنة فَنزلت الْمَلَائِكَة على سيماه وَثَبت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد وَبَايَعَهُ على الْمَوْت

ذكر صفته
كَانَ أَبيض طَويلا وَيُقَال لم يكن بالطويل وَلَا بالقصير إِلَى الخفة فِي اللَّحْم مَا هُوَ وَيُقَال كَانَ أسمر اللَّوْن أشعر خَفِيف العارضين

ذكر أَوْلَاده
كَانَ لَهُ من الْوَلَد عبد الله وَعُرْوَة وَالْمُنْذر وَعَاصِم وَالْمُهَاجِر وَخَدِيجَة الْكُبْرَى وَأم الْحسن وَعَائِشَة أمّهم أَسمَاء بنت أبي بكر وخَالِد وَعمر وحبيبة وَسَوْدَة وَهِنْد أمّهم أم خَالِد وَهِي آمِنَة بنت خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ وَمصْعَب وَحَمْزَة ورملة أمّهم الربَاب بنت أنيف بن عبيد وَعبيدَة وجعفر وَزَيْنَب أمّهم أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط وَخَدِيجَة الصُّغْرَى أمهَا الْحَلَال بنت قيس

ذكر وَفَاته
قتل يَوْم الْجمل وَفِي سنه أَرْبَعَة أَقْوَال أَحدهَا بضع وَخَمْسُونَ وَالثَّانِي أَربع وَسِتُّونَ وَالثَّالِث خَمْسَة وَسَبْعُونَ وَالرَّابِع سِتُّونَ
أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رَضِي الله عَنهُ
هُوَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف بن عبد الْحَارِث بن زهرَة بن كلاب بن مرّة بن كَعْب بن لؤَي وَكَانَ اسْمه فِي الْجَاهِلِيَّة عبد عَمْرو وَقيل عبد الْحَارِث وَقيل عبد الْكَعْبَة فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين أسلم عبد الرَّحْمَن أمه الشفا بنت عَوْف أسلمت وَهَاجَرت

(1/82)


أسلم عبد الرَّحْمَن قبل أَن يدْخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وَهَاجَر إِلَى أَرض الْحَبَشَة الهجرتين جَمِيعًا وَشهد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا وَثَبت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد وَصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَلفه فِي غَزْوَة تَبُوك ذهب للطَّهَارَة فجَاء وَعبد الرَّحْمَن قد صلى بهم رَكْعَة فصلى خَلفه وَأتم الَّذِي فَاتَهُ وَقَالَ مَا قبض نَبِي حَتَّى يُصَلِّي خلف رجل صَالح من أمته

ذكر صفته
كَانَ طَويلا رَقِيق الْبشرَة فِيهِ جنأ أَبيض مشربا بحمرة ضخم الْكَفَّيْنِ أقنى وَقَالَ ابْن إِسْحَاق كَانَ سَاقِط الثنيتين أعرج أُصِيب يَوْم أحد فهتم وجرح عشْرين جِرَاحَة فِي رجله أَو أَكثر أَصَابَهُ بَعْضهَا فعرج

ذكر أَوْلَاده
كَانَ لَهُ من الْوَلَد سَالم الْأَكْبَر مَاتَ قبل الْإِسْلَام أمه أم كُلْثُوم بنت عتبَة بن ربيعَة وَأم الْقَاسِم ولدت فِي الْجَاهِلِيَّة وَأمّهَا بنت شيبَة بن ربيعَة وَمُحَمّد وَإِبْرَاهِيم وَحميد وَإِسْمَاعِيل وحميدة وَأمة الرَّحْمَن أمّهم أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط ومعن وَعَمْرو وَزيد وَأمة الرَّحْمَن الصُّغْرَى أمّهم سهلة بنت عَاصِم بن عدي وَعُرْوَة الْأَكْبَر أمه بحيرة بنت هاني وَسَالم الْأَصْغَر أمه سهلة بنت سُهَيْل بن عَمْرو وَأَبُو بكر أمه أم حَكِيم بنت قارظ وَعبد الله أمه ابْنة أبي الخشخاش وَأَبُو سَلمَة وَهُوَ عبد الله الْأَصْغَر أمه تماضر بنت الْأَصْبَغ وَعبد الرَّحْمَن أمه أَسمَاء بنت سَلامَة وَمصْعَب وآمنة وَمَرْيَم أمّهم أم حُرَيْث من بني بهرأ وَسُهيْل أَبُو الْأَبْيَض أمه مجد بنت يزِيد وَعُثْمَان أمه غزال بنت كسْرَى أم ولد وَعُرْوَة وَيحيى وبلال لأمهات أَوْلَاد وَأم يحيى أمهَا زَيْنَب بنت الصياح وَجُوَيْرِية أمهَا بادية بنت غيلَان

ذكر وَفَاته
مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَدفن بِالبَقِيعِ وَترك ثَمَانِيَة عشر ذكرا وبنتا وَاحِدَة

(1/83)


فأخرجت وَاحِدَة من نِسَائِهِ من ثمنهَا بِثَمَانِينَ ألفا بعد أَن أوصى فِي السَّبِيل بِخَمْسِينَ ألفا وَفِي سنه ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا اثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ وَالثَّانِي خمس وَسَبْعُونَ وَالثَّالِث ثَمَان وَسَبْعُونَ
أَبُو إِسْحَاق سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله عَنهُ
واسْمه مَالك بن وهيب بن عبد منَاف بن زهرَة بن كلاب بن مرّة وَأمه حمْنَة بنت سُفْيَان وَقيل بنت أبي أَسد أسلم قَدِيما وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة وَقَالَ كنت ثَالِثا فِي الْإِسْلَام وَأَنا أول من رمى بِسَهْم فِي سَبِيل الله وَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد ارْمِ سعد فدَاك أبي وَأمي وَشهد الْمشَاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَولي الولايات من قبل عمر وَعُثْمَان وَهُوَ أحد أَصْحَاب الشورى

ذكر صفته
كَانَ قَصِيرا غليظا ذَا هَامة شثن الْأَصَابِع آدم أفطس أشعر الْجَسَد

ذكر أَوْلَاده
كَانَ لَهُ من الْوَلَد إِسْحَاق الْأَكْبَر وَبِه يكنى وَأم الحكم الْكُبْرَى أمهما ابْنة شهَاب بن عبد الله وَعمر قَتله الْمُخْتَار وَمُحَمّد قتل يَوْم دير الجماجم قَتله الْحجَّاج وَحَفْصَة وَأم الْقَاسِم وَأم كُلْثُوم أمّهم ماوية بنت قيس معدى كرب وعامر وَإِسْحَاق الْأَصْغَر وَإِسْمَاعِيل وَأم عمرَان أمّهم أم عَامر بنت عَمْرو وَإِبْرَاهِيم ومُوسَى وَأم الحكم الصُّغْرَى وَأم عَمْرو هِنْد وَأم الزبير وَأم مُوسَى أمّهم زبد وَعبد الله أمه سلمى وَمصْعَب أمه خَوْلَة بنت عَمْرو وَعبد الله الْأَصْغَر وبجير واسْمه عبد الرَّحْمَن وحميدة أمّهم أم هِلَال بنت ربيع بن مري وَعُمَيْر الْأَكْبَر وَحمْنَة أمهما أم حَكِيم بنت قارظ وَعُمَيْر الْأَصْغَر وَعَمْرو وَعمْرَان وَأم عَمْرو وَأم أَيُّوب وَأم إِسْحَاق أمّهم سلمى بن خصفة وَصَالح أمه ظَبْيَة بنت عَامر وَعُثْمَان ورملة أمهما أم حُجَيْر وَعمرَة وَهِي العمياء أمهَا من سبي الْعَرَب وَعَائِشَة

ذكر وَفَاته
مَاتَ فِي قصره بالعقيق على عشرَة أَمْيَال من الْمَدِينَة فَحمل على رِقَاب الرِّجَال إِلَى الْمَدِينَة وَصلى عَلَيْهِ مَرْوَان بن الحكم وَهُوَ يَوْمئِذٍ والى الْمَدِينَة ثمَّ صلى عَلَيْهِ

(1/84)


أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجرهن وَدفن بِالبَقِيعِ وَكَانَ أوصى أَن يُكفن فِي جُبَّة صوف لَهُ كَانَ لَقِي الْمُشْركين فِيهَا يَوْم بدر فَكفن فِيهَا وَفِي السّنة الَّتِي مَاتَ فِيهَا أَرْبَعَة أَقْوَال أَحدهَا أَنَّهَا سنة خمسين وَالثَّانِي سنة خمس وَخمسين وَالثَّالِث سبع وَخمسين وَالرَّابِع ثَمَان وَخمسين وَفِي سنه قَولَانِ أَحدهمَا بضع وَسَبْعُونَ وَالثَّانِي اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ
أَبُو الْأَعْوَر سعيد بن زيد رَضِي الله عَنهُ
ابْن عَمْرو بن نفَيْل بن عبد الْعُزَّى بن ريَاح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كَعْب بن لؤَي أمه فَاطِمَة بنت بعجة بن أُميَّة أسلم قَدِيما قبل أَن يدْخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وَشهد الْمشَاهد كلهَا مَا خلا بَدْرًا فَإِنَّهُ لم يحضرها للسبب الَّذِي ذَكرْنَاهُ فِي تَرْجَمَة طَلْحَة

ذكر صفته
كَانَ آدم طوَالًا أشعر

ذكر أَوْلَاده
كَانَ لَهُ من الْوَلَد عبد الرَّحْمَن الْأَكْبَر وَعبد الرَّحْمَن الْأَصْغَر وَعبد الله الْأَكْبَر وَعبد الله الْأَصْغَر وَعمر الْأَكْبَر وَعمر الْأَصْغَر وَإِبْرَاهِيم الْأَكْبَر وَإِبْرَاهِيم الْأَصْغَر وَأم الْحسن الْكُبْرَى وَأم الْحسن الصُّغْرَى وَأم زيد الْكُبْرَى وَأم زيد الصُّغْرَى وَأم حبيب الْكُبْرَى وَأم حبيب الصُّغْرَى وَطَلْحَة وَالْأسود وَمُحَمّد وخَالِد وَزيد وعاتكة وَعَائِشَة وَحَفْصَة وَزَيْنَب وَأم سَلمَة وَأم مُوسَى وَأم سعيد وَأم النُّعْمَان وَأم خَالِد وَأم صَالح وَأم عبد الحولاء وزجلة وَامْرَأَة

ذكر وَفَاته
مَاتَ سعيد بالعقيق فَحمل إِلَى الْمَدِينَة وغسله سعد بن أبي وَقاص وَابْن عمر نزلا قَبره وَصلى ابْن عمر عَلَيْهِ وَدفن بِالْمَدِينَةِ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسبعين وَيُقَال توفّي بِالْكُوفَةِ وقبر بهَا وَلَا يَصح
أَبُو عُبَيْدَة عَامر بن عبد الله بن الْجراح
ابْن هِلَال بن أهيب بن ضبة بن الْحَارِث بن فهر بن مَالك بن النَّضر ابْن كنَانَة

(1/85)


اسْلَمْ مَعَ عُثْمَان بن مَظْعُون وَهَاجَر إِلَى الْحَبَشَة الْهِجْرَة الثَّانِيَة وَشهد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا وَثَبت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد وَنزع يَوْمئِذٍ بِفِيهِ الحلقتين اللَّتَيْنِ دخلتا وجنتي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من حلق المغفر فَوَقَعت ثنيتاه فَكَانَ من أحسن النَّاس هتما

ذكر صفته
كَانَ طوَالًا نحيفا جنئ معروق الْوَجْه أثرم الثنيتين خَفِيف اللِّحْيَة وَكَانَ نفس خَاتمه الْحَمد لله

ذكر أَوْلَاده
ذكر ابْن سعد أَنه كَانَ لَهُ من الْوَلَد يزِيد وَعُمَيْر أمهما هِنْد بنت جَابر فدرجا وَلم يبْق لَهُ عقب

ذكر وَفَاته
توفّي فِي طاعون عمواس بالأردن وقبر ببيسان وَصلى عَلَيْهِ معَاذ بن جبل وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَانِي عشرَة فِي خلَافَة عمر وَهُوَ ابْن ثَمَان وَخمسين سنة
فَهَؤُلَاءِ هم الْعشْرَة المذكورون فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَإِنَّهُ رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ أَبُو بكر فِي الْجنَّة وَعمر فِي الْجنَّة وَعلي فِي الْجنَّة وَعُثْمَان فِي الْجنَّة وَطَلْحَة فِي الْجنَّة وَالزُّبَيْر فِي الْجنَّة وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف فِي الْجنَّة وَسعد فِي الْجنَّة وَسَعِيد فِي الْجنَّة وَأَبُو عُبَيْدَة فِي الْجنَّة
وَرُوِيَ عَن سعيد بن زيد بن عَمْرو قَالَ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشرَة فِي الْجنَّة فعد هَؤُلَاءِ الْمَذْكُورين فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن وَرُوِيَ عَنهُ من طَرِيق آخر قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول أَبُو بكر فِي الْجنَّة فَذكرهمْ وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعَاشِر فِي الْجنَّة وَلم يذكر أَبَا عُبَيْدَة

فصل
وَأما أَبُو بكر فَإِنَّهُ يلقى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّسَب عِنْد مرّة بن كَعْب ويلقاه عمر عِنْد كَعْب بن لؤَي ويلقاه عُثْمَان عِنْد عبد منَاف ويلقاه عَليّ عِنْد عبد

(1/86)


الْمطلب ويلقاه طَلْحَة عِنْد مرّة بن كَعْب ويلقاه الزبير عِنْد قصي ويلقاه عبد الرَّحْمَن وَسعد عِنْد كلاب بن مرّة ويلقاه سعيد عِنْد كَعْب بن لؤَي ويلقاه أَبُو عُبَيْدَة عِنْد فهر بن مَالك وَآخر بطُون قُرَيْش بَنو فهر
وَنحن ذاكرون بعد الْعشْرَة أَخْبَار طَائِفَة من الصَّحَابَة المشتهر ذكرهم بَين النَّاس ثمَّ نتبعه بسرد أَسمَاء جَمِيع الصَّحَابَة مُفْردَة عَن أخبارهم وَالله الْمُوفق
حَمْزَة بن عبد الْمطلب
يكنى أَبَا عمَارَة وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد يعلى وعامر وأمامة الَّتِي اخْتصم فِيهَا زيد وجعفر وَعلي فدرج أَوْلَاده فَلم يبْق لَهُ عقب وَأسلم حَمْزَة فِي سنة سِتّ من النُّبُوَّة قبل عمر بِثَلَاثَة أَيَّام وَأول لِوَاء عقده النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين قدم الْمَدِينَة لِحَمْزَة وَقتل حَمْزَة يَوْم أحد وَهُوَ ابْن تسع وَخمسين سنة وَكبر عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبعين تَكْبِيرَة وَدفن هُوَ وَعبد الله بن جحش فِي قبر وَاحِد فَلَمَّا أجْرى مُعَاوِيَة الْعين بِالْمَدِينَةِ أَصَابَت المسحاة قدم حَمْزَة فانبعث دَمًا
زيد بن حَارِثَة
ابْن شرَاحِيل بن عبد الْعُزَّى بن امْرِئ الْقَيْس أمه سعدى بنت ثَعْلَبَة زارت قَومهَا وَهُوَ مَعهَا فأغارت خيل لبني الْقَيْن بن جسر فِي الْجَاهِلِيَّة فَمروا على زيد فاحتملوه فوافوا بِهِ سوق عكاظ فَعَرَضُوهُ للْبيع فَاشْتَرَاهُ حَكِيم بن حزَام لِعَمَّتِهِ خَدِيجَة بنت خويلد بِأَرْبَع مائَة دِرْهَم فَلَمَّا تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهبته لَهُ وَكَانَ أَبوهُ حَارِثَة حِين فَقده قَالَ
(بَكَيْت على زيد وَلم أدر مَا فعل ... أَحَي فيرجى أم أَتَى دونه الْأَجَل)
(فوَاللَّه مَا أَدْرِي وَإِن كنت سَائِلًا ... أغالك سهل الأَرْض أم غالك الْجَبَل)
(فيا لَيْت شعري هَل لَك الدَّهْر رَجْعَة ... فحسبي من الدُّنْيَا رجوعك لي بجل)
(تذكرنيه الشَّمْس عِنْد طُلُوعهَا ... وَتعرض ذكرَاهُ إِذا قَارب الطِّفْل)
(وَإِن هبت الْأَرْوَاح هيجن ذكره ... فيا طول مَا حزني عَلَيْهِ وَيَا وَجل)
(سأعمل نَص العيس فِي الأَرْض جاهدا ... وَلَا أسأم التطواف أَو تسأم الْإِبِل)
(حَياتِي أَو تَأتي عَليّ منيتي ... وكل امْرِئ وَإِن غره الأمل)
(وَأوصى بِهِ قيسا وعمرا كليهمَا ... وَأوصى يزيدا ثمَّ من بعدهمْ جبل)
يَعْنِي جبلة بن حَارِثَة أَخا زيد وَيزِيد هُوَ أَخُو زيد لأمه فحج نَاس من كَعْب فَرَأَوْا زيدا فعرفهم وعرفوه فَقَالَ بلغُوا أَهلِي هَذِه الأبيات فَإِنِّي أعلم أَنهم قد جزعوا عَليّ وَقَالَ

(1/87)


(ألكنى إِلَى قومِي وَإِن كنت نَائِيا ... بِأَنِّي قطين الْبَيْت عِنْد المشاعر)
(فكفوا من الوجد الَّذِي قد شجاكم ... وَلَا تعملوا فِي الأَرْض نَص الأباعر)
(فَإِنِّي بِحَمْد الله فِي خير أسرة ... كرام معد كَابِرًا بعد كَابر)
فَانْطَلقُوا فاعلموا أَبَاهُ فَخرج حَارِثَة وَكَعب ابْنا شرَاحِيل بفدائه فَقدما مَكَّة فسألا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقيل هُوَ فِي الْمَسْجِد فدخلا عَلَيْهِ فَقَالَا يَا ابْن هَاشم يَا ابْن سيد قومه أَنْتُم أهل حرم الله وجيرانه تفكون العاني وتطعمون الْأَسير جئْنَاك فِي ابننا عنْدك فَامْنُنْ علينا وَأحسن إِلَيْنَا فِي فدائه فَإنَّا سنرفع لَك فِي الْفِدَاء قَالَ من هُوَ قَالُوا زيد بن حَارِثَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهَل لغير ذَلِك قَالُوا مَا هُوَ قَالَ ادعوهُ فخيروه فَإِن اختاركم فَهُوَ لَكمَا بِغَيْر فدَاء وَإِن اختارني فوَاللَّه مَا أَنا بِالَّذِي أخْتَار على من اختارني أحدا قَالَا قد زدتنا على النّصْف وأحسنت فَدَعَاهُ فَقَالَ هَل تعرف هَؤُلَاءِ قَالَ نعم هَذَا أبي وَهَذَا عمي قَالَ فَأَنا من قد علمت وَرَأَيْت صحبتي لَك فاخترني أَو اخترهما فَقَالَ زيد مَا أَنا بِالَّذِي أخْتَار عَلَيْك أحدا أَنْت مني بمَكَان الْأَب وَالْعم فَقَالَا وَيحك يَا زيد أتختار الْعُبُودِيَّة على الْحُرِّيَّة وعَلى أَبِيك وعمك وَأهل بَيْتك قَالَ نعم إِنِّي قد رَأَيْت من هَذَا الرجل شَيْئا مَا أَنا بِالَّذِي أخْتَار عَلَيْهِ أحدا أبدا فَلَمَّا رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك أخرجه إِلَى الْحجر فَقَالَ يَا من حضر اشْهَدُوا أَن زيدا ابْني أرثه ويرثني فَلَمَّا رأى ذَلِك أَبوهُ وَعَمه طابت أَنفسهمَا وانصرفا فدعى زيد بن مُحَمَّد حَتَّى جَاءَ الله بِالْإِسْلَامِ فَزَوجهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَيْنَب بنت جحش قَالَ الزُّهْرِيّ أول من أسلم زيد قَالَ غَيره بعد عَليّ بن أبي طَالب وَقيل هُوَ أول من أسلم من الموَالِي وَشهد بَدْرًا وأحدا وَالْخَنْدَق وَالْحُدَيْبِيَة وخيبر واستخلفه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمَدِينَة حِين خرج إِلَى الْمُريْسِيع وَخرج أَمِيرا فِي سبع سَرَايَا وَقَالَ يَعْقُوب بن شبة مَا علمنَا أحدا من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمي فِي الْقُرْآن باسمه غير زيد إِلَّا مَا يرْوى فِي بعض التفاسير وَيخْتَلف فِيهِ أَن السّجل اسْم رجل كَانَ يكْتب للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

ذكر صفته
كَانَ قَصِيرا آدم شَدِيد الأدمة فِي أَنفه فطس

ذكر أَوْلَاده
كَانَ لَهُ من الْوَلَد زيد بن زيد هلك صَغِيرا وريقة أمه أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط وَأُسَامَة أمه أم أَيمن حاضنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

(1/88)


ذكر وَفَاته
قتل زيد فِي غَزْوَة موتَة فيف جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَهُوَ ابْن خمس وَخمسين سنة

مسطح بن أَثَاثَة
ابْن عباد بن الْمطلب بن عبد منَاف شهد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتُوفِّي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن سِتّ وَخمسين سنة
سَالم مولى أبي خذيفة
ابْن عتبَة بن ربيعَة وَاسم أبي حُذَيْفَة هشيم وَكَانَ سَالم لبثينة بنت يعار الْأَنْصَارِيَّة فأعتقته وَكَانَت تَحت أبي حُذَيْفَة فَتَوَلّى أَبَا حُذَيْفَة وتبناه أَبُو حُذَيْفَة فسالم يذكر فِي الْأَنْصَار لعتق بثينة إِيَّاه وَيذكر فِي الْمُهَاجِرين لتوليه أَبَا حُذَيْفَة كَذَلِك قَالَ ابْن سعد
وَقَالَ أَبُو بكر الْخَطِيب كَانَ لسلمى بنت تعار فأعتقته شهد بَدْرًا وَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَصْحَابه أَن يستقرئوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة هُوَ أحدهم وَكَانَ سَالم يؤم الْمُهَاجِرين بقباء قبل أَن يقدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِيهِمْ عمر بن الْخطاب
عكاشة بن مُحصن
ابْن حرثان بن قيس شهد بَدْرًا وأحدا وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَرِيَّة إِلَى الْغمر فِي أَرْبَعِينَ رجلا وَقتل بفراخة سنة اثْنَتَيْ عشرَة
عتبَة بن غَزوَان
ابْن جَابر بن وهب قديم الْإِسْلَام هَاجر إِلَى الْحَبَشَة الْهِجْرَة الثَّانِيَة وَشهد بَدْرًا وَاسْتَعْملهُ عمر على الْبَصْرَة واليا فَمَاتَ فِي الطَّرِيق سنة سبع عشرَة وَقيل خمس عشرَة وَهُوَ ابْن سبع وَخمسين وَقيل خمس وَخمسين
حَاطِب بن أبي بلتعة
يكنى أَبَا مُحَمَّد وَهُوَ من لخم شهد بَدْرًا وأحدا وَالْخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ

(1/89)


النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَعثه بكتابه إِلَى الْمُقَوْقس وَمَات بِالْمَدِينَةِ سنة ثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن خمس وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان
مُصعب بن عُمَيْر
ابْن هِشَام بن عبد منَاف بن عبد الدَّار بن قصي أَبوهُ مُحَمَّد الْقرشِي كَانَ من أنعم النَّاس عَيْشًا وألينهم لباسا فَلَمَّا أسلم زهد فِي الدُّنْيَا فتخشف جلده تخشف الْحَيَّة وَخرج إِلَى الْحَبَشَة الهجرتين وَبَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة بعد أَن بَايع الْأَنْصَار الْبيعَة الأولى يفقههم ويقرئهم الْقُرْآن وَكَانَ يَأْتِيهم فِي دُورهمْ فيدعوهم إِلَى الْإِسْلَام فَيسلم الرجل وَالرجلَانِ حَتَّى فَشَا الْإِسْلَام فيهم وَكتب إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَسْتَأْذِنهُ أَن يجمع بهم فَأذن لَهُ فَجمع بهم فِي دَار سعد بن خَيْثَمَة ثمَّ قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ السّبْعين الَّذين وافوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْعقبَة الثَّانِيَة فَأَقَامَ بِمَكَّة قَلِيلا ثمَّ قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة مُهَاجرا وَهُوَ أول من قدمهَا وَقتل يَوْم أحد
عبد الله بن مَسْعُود
ابْن غافل بن حبيب بن شمخ بن فَارس بن مَخْزُوم وَقيل ابْن مَسْعُود بن الْحَارِث بن شمخ بن مَخْزُوم أمه أم عبد بنت عبدود بن سوي بن قريم وَقيل أم عبد بنت الْحَارِث بن زهرَة أسلم قبل دُخُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وَيُقَال كَانَ سادسا فِي الْإِسْلَام وَهَاجَر إِلَى الْحَبَشَة الهجرتين جَمِيعًا وَشهد بَدْرًا والمشاهد كلهَا وَكَانَ صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووساده وسواكه نَعْلَيْه وَطهُوره فِي السّفر
وَكَانَ يشبه بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هَدْيه ودله وسمته وَكَانَ خَفِيف اللَّحْم قَصِيرا شَدِيد الأدمة لَا يُغير وَولي قَضَاء الْكُوفَة وَبَيت مَالهَا لعمر وصدرا من خلَافَة عُثْمَان ثمَّ صَار إِلَى الْمَدِينَة فَمَاتَ بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَدفن بِالبَقِيعِ وَهُوَ ابْن بضع وَسِتِّينَ سنة
الْمِقْدَاد بن عَمْرو
ابْن ثَعْلَبَة بن مَالك بن ربيعَة بن ثُمَامَة وَكَانَ حَالف الْأسود بن عبد يَغُوث الزُّهْرِيّ فِي الْجَاهِلِيَّة فَتَبَنَّاهُ وَكَانَ يُقَال الْمِقْدَاد بن الْأسود فَمَا نزل قَوْله تَعَالَى {ادعوهُمْ لِآبَائِهِمْ} الْأَحْزَاب 5 قيل الْمِقْدَاد بن عَمْرو
شهد الْمِقْدَاد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ طَويلا آدم ذَا بطن كثير شعر الرَّأْس يصفر اللِّحْيَة أعين مقرون الحاجبين أقنى شرب دهن الخروع فَمَاتَ وَذَلِكَ بالجرف على ثَلَاثَة أَمْيَال من الْمَدِينَة فَحمل على رِقَاب الرِّجَال حَتَّى دفن بِالبَقِيعِ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن سبعين سنة أَو نَحْوهَا

(1/90)


خباب بن الْأَرَت
ابْن جندلة بن سعد بن خُزَيْمَة بن كَعْب أَصَابَهُ سباء فَبيع بِمَكَّة فاشترته أم أَنْمَار أسلم خباب قبل أَن يدْخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وَقيل كَانَ سادس سِتَّة فِي الْإِسْلَام وَكَانَ يعذب فِي الله تَعَالَى وَشهد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ من السَّابِقين الْأَوَّلين وَمَات سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ أول من قبر بِظَاهِر الْكُوفَة وَصلى عَلَيْهِ عَليّ بن أبي طَالب مُنْصَرفه من صفّين
أَبُو يحيى صُهَيْب بن سِنَان
ابْن مَالك بن عبد عَمْرو بن النمر بن قاسط سبى وَهُوَ غُلَام فَنَشَأَ بالروم وابتاعه مِنْهُم كلب فَقدمت بِهِ بِمَكَّة فَاشْتَرَاهُ عبد الله بن جدعَان فَأعْتقهُ وَأسلم قَدِيما بِمَكَّة وَكَانَ من الْمُسْتَضْعَفِينَ الْمُعَذَّبين فِي الله تَعَالَى ثمَّ هَاجر إِلَى الْمَدِينَة وَشهد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ من السَّابِقين الْأَوَّلين وَهُوَ سَابق الرّوم كَانَ أَحْمَر شَدِيد الْحمرَة لَيْسَ بالطويل وَلَا بالقصير كثير شعر الرَّأْس يخضب بِالْحِنَّاءِ وَتُوفِّي بِالْمَدِينَةِ فِي شَوَّال سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن سبعين سنة وَدفن بِالبَقِيعِ
أَبُو عبد الله بِلَال بن رَبَاح
مولى أبي بكر اسْم أمه حمامة أسلم قَدِيما فَعَذَّبَهُ قومه وَجعلُوا يَقُولُونَ لَهُ رَبك اللات والعزى وَهُوَ يَقُول أحد أحد فَأتى عَلَيْهِ أَبُو بكر فَاشْتَرَاهُ بِسبع أواقي وَقيل بِخمْس فَأعْتقهُ فَشهد بَدْرًا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ أول من أذن لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يُؤذن لَهُ حضرا وسفرا وَكَانَ خازنه على بَيت مَاله وَهُوَ سَابق الْحَبَشَة فَلَمَّا مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لأبي بكر أعتقتني لله أَو لنَفسك قَالَ لله قَالَ فَأذن لي حَتَّى أغزو فِي سَبِيل الله فَأذن لَهُ فَذهب إِلَى الشَّام فَمَاتَ بِدِمَشْق وَقيل بحلب سنة عشْرين وَقيل ثَمَان عشرَة وَدفن هُنَالك وَكَانَ آدم شَدِيد الأدمة نحيفا طوَالًا أجنأ لَهُ شعر كثير خَفِيف العارضين بِهِ شمط كثير لَا يُغير
أَبُو سَلمَة عبد الله
ابْن عبد الْأسد بن هِلَال بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم هَاجر إِلَى الْحَبَشَة الهجرتين وَمَعَهُ امْرَأَته أم سَلمَة وَهَاجَر إِلَى الْمَدِينَة وَشهد بَدْرًا وأحدا وجرح بِأحد ثمَّ بَرِيء جرحه وانتقض بعد مُدَّة مَاتَ فِي سنة أَربع بِالْمَدِينَةِ وأغمضه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد سَلمَة وَعمر وَزَيْنَب ودرة أمّهم أم سَلمَة

(1/91)


الأرقم بن أبي الأرقم
ابْن الْأسد بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم كَانَت دَاره على الصَّفَا بِمَكَّة وَهِي الَّتِي كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكون فِيهَا فِي أول الْإِسْلَام وفيهَا دعِي النَّاس إِلَى الْإِسْلَام فَأسلم فِيهَا خلق كثير وَشهد الأرقم بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَات سنة خمس وَخمسين بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ ابْن بضع وَثَمَانِينَ سنة
أَبُو الْيَقظَان عمار بن يَاسر
ابْن عَامر بن مَالك بن كنَانَة بن قيس بن الْحصين بن الوذيم بن ثَعْلَبَة أسلم قَدِيما وَكَانَ من الْمُسْتَضْعَفِينَ الَّذين يُعَذبُونَ بِمَكَّة ليرجعوا عَن دينهم وَأحرقهُ الْمُشْركُونَ بالنَّار وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمر بِهِ فيمر يَده على رَأسه وَيَقُول يَا نَار كوني بردا وَسلَامًا على عمار كَمَا كنت على إِبْرَاهِيم وَشهد بَدْرًا وَلم يشهدها ابْن مُؤمنين غَيره وَشهد أحدا والمشاهد كلهَا وَسَماهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطّيب المطيب وَقتل مَعَ عَليّ بصفين وَدفن هُنَاكَ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَتِسْعين سنة
أَبُو السَّائِب عُثْمَان بن مَظْعُون
ابْن حبيب بن وهيب بن حذاقة بن جمح أسلم قبل دُخُول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وَهَاجَر إِلَى الْحَبَشَة الهجرتين وَحرم الْخمر فِي الْجَاهِلِيَّة وَقَالَ لَا أشْرب شَيْئا يذهب عَقْلِي ويضحك بِي من هُوَ أدنى مني ويحملني على أَن أنكح كَرِيمَتي من لَا أُرِيد وَشهد بَدْرًا وَكَانَ متعبدا وَمَات فِي شعْبَان على رَأس ثَلَاثِينَ شهرا من الْهِجْرَة وَقبل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَدّه بعد مَوته وَسَماهُ السّلف الصَّالح وقبره بِالبَقِيعِ وَهُوَ أول من قَبره وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد عبد الرَّحْمَن والسائب
سُهَيْل بن بَيْضَاء
وَهِي أمه وَأَبوهُ وهب بن ربيعَة بن هِلَال بن مَالك بن ضبة يكنى أَبَا مُوسَى وَأمه الْبَيْضَاء هِيَ دعد بنت جحدم بن عَمْرو أسلم قَدِيما وَهَاجَر إِلَى الْحَبَشَة الهجرتين وَشهد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَات بعد رُجُوع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من تَبُوك بِالْمَدِينَةِ سنة تسع وَلَيْسَ لَهُ عقب
سعد بن معَاذ
ابْن النُّعْمَان بن امْرِئ الْقَيْس بن زيد بن عبد الْأَشْهَل بن عَمْرو أمه كَبْشَة بنت رَافع وَكَانَت مبايعة وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد عَمْرو وَعبد الله أسلم سعد على يَد مُصعب بن عُمَيْر فَأسلم بِإِسْلَامِهِ بَنو عبد الْأَشْهَل وَهِي أول دَار أسلمت من

(1/92)


الْأَنْصَار وَشهد بَدْرًا وأحدا وَثَبت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمئِذٍ وزمي يَوْم الخَنْدَق سنة خمس من الْهِجْرَة ثمَّ انفجر كَلمه بعد ذَلِك فَمَاتَ فِي شَوَّال سنة خمس وَهُوَ ابْن سبع وَثَلَاثِينَ سنة وَصلى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدفن بِالبَقِيعِ
مُحَمَّد بن مسلمة
ابْن خَالِد بن عدي بن مجدعة بن حَارِثَة بن الْحَارِث بن الْخَزْرَج أسلم على يَد مُصعب بن عُمَيْر بِالْمَدِينَةِ وَشهد بَدْرًا وأحدا وَثَبت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمئِذٍ وَشهد الخَنْدَق والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير تَبُوك فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أستخلفه فِيهَا على الْمَدِينَة وَكَانَ فِيمَن قتل كَعْب بن الْأَشْرَف
وَبَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى القرطاء سَرِيَّة فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا وَبَعثه إِلَى ذِي الْقِصَّة فِي سَرِيَّة عشرَة نفر وَمَات فِي صفر سنة ثَلَاث وَقيل اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ ابْن سبع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ مَرْوَان بن الحكم
أَبُو الْهَيْثَم بن التيهَان
واسْمه مَالك بن بلي حَلِيف لبني عبد الْأَشْهَل وَقيل هُوَ ابْن التيهَان ابْن مَالك بن عَمْرو بن زيد شهد الْعقبَة مَعَ السّبْعين وَهُوَ أحد النُّقَبَاء الإثني عشر وَشهد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَات بِالْمَدِينَةِ سنة عشْرين وَقيل قتل مَعَ عَليّ بصفين قَالَ الْوَاقِدِيّ لم أر أحدا من الْعلمَاء يثبت هَذَا وَالْأول أثبت
أَبُو أَيُّوب خَالِد
ابْن زيد بن كُلَيْب بن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ شهد الْعقبَة مَعَ السّبْعين وَنزل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِ حِين رَحل من قبَاء إِلَى الْمَدِينَة وَشهد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا قَالَ الْوَاقِدِيّ وَتُوفِّي أَبُو أَيُّوب عَام غزا يزِيد بن مُعَاوِيَة القسطنطينة فِي خلَافَة أَبِيه مُعَاوِيَة وَصلى عَلَيْهِ يزِيد وَدفن بِأَصْل حصن الْقُسْطَنْطِينِيَّة بِأَرْض الرّوم وَلَقَد بَلغنِي أَن الرّوم يتعاهدون قَبره ويستسقون بِهِ إِذا قحطوا
أَبُو الْمُنْذر أبي بن كَعْب
ابْن قيس بن عبيد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة بن عَمْرو مَالك بن النجار أمه صهيلة

(1/93)


بنت الْأسود بن حزَام شهد الْعقبَة مَعَ السّبْعين وبدرا وأحدا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يكْتب لَهُ الْوَحْي وَهُوَ أحد السِّتَّة الَّذين حفظوا الْقُرْآن على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأحد الَّذين كَانُوا يفتون على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسَيَأْتِي ذكرهم إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يعرض الْقُرْآن عَلَيْهِ وَلم يكن بالطويل وَلَا بالقصير وَله من الْوَلَد الطُّفَيْل وَمُحَمّد وَأم عَمْرو وَكَانَ يخْتم الْقُرْآن فِي كل ثَمَانِيَة أَيَّام وَقَالَ عمر بن الْخطاب فِي حَقه هَذَا سيد الْمُسلمين وَمَات فِي سنة ثَلَاثِينَ
أَبُو طَلْحَة
زيد بن سهل بن الْأسود بن حزَام بن عَمْرو بن زيد مَنَاة شهد الْعقبَة مَعَ السّبْعين وبدرا وأحدا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لصوت أبي طَلْحَة فِي الْجَيْش خير من مئة وَكَانَ من الرُّمَاة الْمَذْكُورين وَله من الْوَلَد عبد الله وَأَبُو عُمَيْر أمهما أم سليم بنت ملْحَان وَتُوفِّي بِالْمَدِينَةِ سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَهُوَ ابْن سبعين وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان وَأهل الْبَصْرَة يرَوْنَ أَنه ركب الْبَحْر فَمَاتَ فَدفن فِي جَزِيرَة
سعد بن الرّبيع
ابْن عَمْرو بن أبي زُهَيْر بن مَالك بن امْرِئ الْقَيْس شهد الْعقبَة وَهُوَ أحد النُّقَبَاء الإثني عشر وَشهد بَدْرًا وأحدا وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد من يأتيني بِخَبَر سعد بن الرّبيع فَقَالَ رجل أَنا فَذهب يطوف بَين الْقَتْلَى فَقَالَ لَهُ سعد بن الرّبيع مَا شَأْنك قَالَ بَعَثَنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأتيه بخبرك فَقَالَ اذْهَبْ وأقرئه مني السَّلَام وَأخْبرهُ أَنِّي قد طعنت اثْنَتَيْ عشرَة طعنة وَأَنه قد أنفذت مقاتلي وَأخْبر قَوْمك أَنه لَا عذر لَهُم عِنْد الله إِن قتل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَوَاحِد مِنْهُم حَيّ وَمَات من جراحاته تِلْكَ وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد أم سعد وَاسْمهَا جميلَة
عبد الله بن رَوَاحَة
ابْن ثَعْلَبَة بن امْرِئ الْقَيْس يكنى أَبَا مُحَمَّد أمه كَبْشَة بنت وَاقد شهد الْعقبَة مَعَ السّبْعين وَهُوَ أحد النُّقَبَاء الإثني عشر وَشهد بَدْرًا وأحدا وَالْخَنْدَق وَالْحُدَيْبِيَة وخيبر وَعمرَة الْقَضِيَّة وَقدمه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بدر يبشر أهل الْعَالِيَة بِمَا فتح الله عَلَيْهِ والعالية بَنو عَمْرو بن عَوْف وخطمة وَوَائِل واستخلفه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمَدِينَة فِي غَزْوَة بدر الْموعد وَبَعثه بسرية فِي ثَلَاثِينَ إِلَى أَسِير بن رزام الْيَهُودِيّ وَبَعثه إِلَى خَيْبَر خارصا وَقتل بمؤتة

(1/94)


عبَادَة بن الصَّامِت
ابْن قيس بن أَصْرَم بن فهر بن ثَعْلَبَة يكنى أَبَا الْوَلِيد شهد الْعقبَة مَعَ السّبْعين وَهُوَ أحد النُّقَبَاء الإثني عشر وَشهد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يعلم أهل الصّفة الْقُرْآن وَله من الْوَلَد الْوَلِيد وَمُحَمّد وَمَات بالرملة من أَرض الشَّام وَقيل بِبَيْت الْمُقَدّس سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقيل بَقِي حَتَّى توفّي فِي خلَافَة مُعَاوِيَة وَهُوَ الصَّحِيح
أَبُو دُجَانَة سماك بن خَرشَة
ابْن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثَعْلَبَة وَله من الْوَلَد خلد وَشهد أَبُو دُجَانَة بَدْرًا وأحدا وَثَبت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمئِذٍ وَبَايَعَهُ على الْمَوْت وَقتل يَوْم الْيَمَامَة وَكَانَ يَقُول مَا من عمل شَيْء أوثق عِنْدِي من اثْنَتَيْنِ إحدهما أَنِّي كنت لَا أَتكَلّم فِيمَا لَا يعنيني وَالْأُخْرَى أَن قلبِي كَانَ للْمُسلمين سليما
أَبُو أسيد مَالك بن ربيعَة
ابْن الْبدن وَاسم الْبدن عَامر بن عَوْف السَّاعِدِيّ شهد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولد لَهُ من الْوَلَد أسيد الْأَكْبَر وَأسيد الْأَصْغَر وغليظ وَالْمُنْذر وَحَمْزَة ومَيْمُونَة وحسبانة وَحَفْصَة وَفَاطِمَة وَمَات بِالْمَدِينَةِ سنة سِتِّينَ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسبعين
عبد الله بن عَمْرو بن حزَام
ابْن ثَعْلَبَة أَبُو جَابر شهد الْعقبَة مَعَ السّبْعين وَهُوَ أحد النُّقَبَاء الإثني عشر وَشهد بَدْرًا وأحدا وَقتل يَوْمئِذٍ
بشر بن الْبَراء
ابْن معْرور بن صَخْر بن خنساء أمه خليدة بنت قيس شهد الْعقبَة وَكَانَ من الرُّمَاة الْمَذْكُورين وَشهد بَدْرًا وأحدا وَالْخَنْدَق وخيبر وَأكل مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الشَّاة المسمومة فَمَرض سنة ثمَّ مَاتَ وَيُقَال مَاتَ مكانة يَوْمئِذٍ
أَبُو الْيُسْر كَعْب بن عَمْرو
ابْن عباد بن عَمْرو بن سَواد شهد الْعقبَة وبدرا وأحدا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ قَصِيرا دحداحا ذَا بطن وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد عُمَيْر وَيزِيد وحبِيب

(1/95)


وَعَائِشَة وَتُوفِّي بِالْمَدِينَةِ سنة خمس وَخمسين فِي خلَافَة مُعَاوِيَة
أَبُو عبد الرَّحْمَن معَاذ بن جبل
ابْن عَمْرو بن أَوْس بن عَائِذ بن كَعْب أمه هِنْد بنت سهل بن جُهَيْنَة شهد الْعقبَة مَعَ السّبْعين وبدرا وأحدا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأردفه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَاءه وشيعه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاشِيا فِي مخرجه إِلَى الْيمن وَهُوَ رَاكب وَكَانَ طوَالًا أَبيض حسن الثغر مَجْمُوع الحاجبين أكحل الْعَينَيْنِ جَعدًا قططا كَانَ لَهُ من الْوَلَد عبد الرَّحْمَن وَأم عبد الله وَولد آخر لم يذكر اسْمه وَتُوفِّي فِي طاعون عمواس بِالشَّام بِنَاحِيَة الْأُرْدُن سنة ثَمَان عشرَة وَهُوَ ابْن ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَقيل ثَلَاث وَثَلَاثِينَ
أَبُو ثَابت سعد بن عبَادَة
ابْن دليم بن حَارِثَة بن أبي خُزَيْمَة بن ثَعْلَبَة بن طريف الخزرجي شهد الْعقبَة مَعَ السّبْعين وَكَانَ أحد النُّقَبَاء الإثني عشر وَشهد الْمشَاهد كلهَا مَا خلا بَدْرًا فَإِنَّهُ تهَيَّأ لِلْخُرُوجِ فلدغ فَأَقَامَ وَكَانَ جوادا وَكَانَت جفنته تَدور مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بيُوت أَزوَاجه وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد سعيد وَمُحَمّد وَعبد الرَّحْمَن وَقيس وأمامة وسدوس وَتُوفِّي بحوران من أَرض الشَّام سنة خمس عشرَة جلس يَبُول فِي نفق فاعتل فَمَاتَ من سَاعَته وسمعوا قَائِلا فِي بِئْر يَقُول شعرًا
(نَحن قتلنَا سيد الْخَزْرَج سعد بن عباده ... )
(فرميناه بسهمين فَلم نخط فُؤَاده ... )
الْبَراء بن معْرور
ابْن صَخْر بن خنساء بن سِنَان بن عبيد شهد الْعقبَة وَهُوَ أحد النُّقَبَاء الاثْنَي عشر وَهُوَ أول من تكلم لَيْلَة الْعقبَة وَله من الْوَلَد بشر ومبشر وَهِنْد وسلافة والرباب مبايعات وَهُوَ أول من مَاتَ من النُّقَبَاء وَمَات فِي صفر قبل قدوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة بِشَهْر
كُلْثُوم بن الْهدم
ابْن امْرِئ الْقَيْس بن الْحَارِث الْعمريّ كَانَ شَيخا كَبِيرا شريفا صَالحا أسلم قبل قدوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة فَلَمَّا هَاجر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنزل فِي بني عَمْرو بن عَوْف نزل على كُلْثُوم وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتحدث فِي منزل سعد بن خَيْثَمَة قَالَ الْوَاقِدِيّ فَلذَلِك قيل نزل على سعد بن خَيْثَمَة وَالثَّابِت عندنَا نُزُوله على كُلْثُوم وَقد نزل على كُلْثُوم

(1/96)


جمَاعَة مِمَّن شهدُوا بَدْرًا وَلم يلبث كُلْثُوم بعد قدوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا يَسِيرا حَتَّى توفّي وَذَلِكَ قبل خُرُوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدر
أَبُو الْفضل الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب
ابْن هَاشم بن عبد منَاف أمه نتيلة بنت جناب وَكَانَ أسن من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِثَلَاث سِنِين وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد الْفضل وَهُوَ أكبر وَلَده وَعبد الله وَهُوَ الحبر وَعبيد الله وَكَانَ جوادا وع بُد الرَّحْمَن وَقثم ومعبد وَأم حبيب وأمهم جَمِيعًا أم الْفضل وَاسْمهَا لبانة بنت الْحَارِث ابْن حزن وَكثير وَتَمام وَصفِيَّة وَأُميَّة أمّهم أم ولد والْحَارث وَأمه حجيلة بنت جُنْدُب
أسلم الْعَبَّاس قَدِيما وَكَانَ يكتم إِسْلَامه وَخرج مَعَ الْمُشْركين يَوْم بدر فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من لَقِي الْعَبَّاس فَلَا يقْتله فَإِنَّهُ أخرج مستكرها فَأسرهُ أَبُو الْبُسْر كَعْب بن عَمْرو ففدى نَفسه وَرجع إِلَى مَكَّة ثمَّ أقبل إِلَى الْمَدِينَة مُهَاجرا وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة لأَرْبَع عشرَة خلت من رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فِي خلَافَة عُثْمَان وَهُوَ ابْن ثَمَان وَثَمَانِينَ سنة وَدفن بِالبَقِيعِ
أَبُو عبد الله جَعْفَر بن أبي طَالب
أمه فَاطِمَة بنت أَسد وَكَانَ أسن من عَليّ بِعشر سِنِين وَله من الْوَلَد عبد الله وَبِه يكنى وَمُحَمّد وَعون ولدا بِأَرْض الْحَبَشَة أمّهم أَسمَاء بنت عُمَيْس
أسلم جَعْفَر قَدِيما وَهَاجَر إِلَى أَرض الْحَبَشَة فِي الْهِجْرَة الثَّانِيَة وَمَعَهُ امْرَأَته أَسمَاء فَلم يزل هُنَالك حَتَّى قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بِخَيْبَر سنة سبع فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنا فَرح بقدوم جَعْفَر أَو بِفَتْح خَيْبَر قتل بمؤتة شَهِيدا سنة ثَمَان فوجدوا فِيمَا أقبل من جسده مَا بَين مَنْكِبَيْه تسعين ضَرْبَة بَين طعنة بِرُمْح وضربة بِسيف
عقيل بن أبي طَالب
أمه فَاطِمَة بنت أَسد وَكَانَ أسن من جَعْفَر بِعشر سِنِين وَله من الْوَلَد يزِيد وَبِه يكنى وَسَعِيد وجعفر الْأَكْبَر وجعفر الْأَصْغَر وَعبد الله الْأَكْبَر وَعبد الله الْأَصْغَر وَعُثْمَان وَعلي وَحَمْزَة وَمُحَمّد وَعبد الرَّحْمَن وَمُسلم الَّذِي بَعثه الْحُسَيْن يُبَايع لَهُ بِالْكُوفَةِ وَأَبُو سعيد الْأَحول وَأَسْمَاء وَفَاطِمَة وَزَيْنَب وَأم هَانِئ وَأم الْقَاسِم وَأم النُّعْمَان ورملة لأمهات شَتَّى وَكَانَ

(1/97)


عقيل مِمَّن أسر يَوْم بدر وفداه الْعَبَّاس وَمَات بعد مَا عمي فِي خلَافَة مُعَاوِيَة
أَبُو سُفْيَان الْمُغيرَة بن الْحَارِث
ابْن عبد الْمطلب بن هَاشم أمه عزية بنت قيس وَله من الْوَلَد جَعْفَر وَعبد الله وجمانة وَحَفْصَة وَيُقَال حميدة وعاتكة وَأُميَّة وَأم كُلْثُوم خرج أَبُو سُفْيَان فلقي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مقبل إِلَى فتح مَكَّة فَأسلم وَشهد مَعَه الْفَتْح وحنينا وَمَات فِي السّنة الثَّانِيَة من خلَافَة عمر وَيُقَال بل مَاتَ سنة عشْرين وَدفن بِالبَقِيعِ وَقَالَ لأَهله عِنْد الْوَفَاة لَا تبكوا عَليّ فَإِنِّي لم أتنطف خَطِيئَة مُنْذُ أسلمت
الْفضل بن الْعَبَّاس
ابْن عبد الْمطلب يكنى أَبَا مُحَمَّد لم يكن لَهُ ولد غير أم كُلْثُوم غزا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة وحنينا وَكَانَ فِيمَن ثَبت مَعَه يَوْمئِذٍ وَشهد مَعَه حجَّة الْوَدَاع وأردفه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَاءه وَكَانَ فِيمَن حضر غسل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدَفنه ثمَّ خرج إِلَى الشَّام مُجَاهدًا فَتوفي فِي نَاحيَة الْأُرْدُن فِي طاعون عمواس سنة ثَمَانِي عشرَة
أَبُو مُحَمَّد أُسَامَة بن زيد
ابْن حَارِثَة الْحبّ بن الْحبّ أمه أم أَيمن وَهَاجَر مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُحِبهُ حبا شَدِيدا وَاسْتَعْملهُ وَهُوَ ابْن ثَمَان عشرَة سنة وَله من الْوَلَد مُحَمَّد وَجبير وَزيد وَحسن وَعَائِشَة وَهِنْد مَاتَ أُسَامَة فِي آخر خلَافَة مُعَاوِيَة
أَبُو عبد الله سلمَان الْفَارِسِي
من أَصْبَهَان من قَرْيَة يُقَال لَهَا جى وَقيل من رامهرمز سَافر يطْلب الدّين مَعَ قوم فغدروا بِهِ فباعوه من الْيَهُود ثمَّ إِنَّه كُوتِبَ فأعانه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كِتَابَته أسلم مقدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَمنعه الرّقّ عَن بدر وَأحد وَأول غزَاة غَزَاهَا الخَنْدَق وَشهد مَا بعْدهَا وَلما خطّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الخَنْدَق قطع لكل عشرَة أَرْبَعِينَ ذِرَاعا فاحتج الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار فِي سلمَان وَكَانَ رجلا قَوِيا فَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ سلمَان منا وَقَالَت الْأَنْصَار سلمَان منا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سلمَان منا أهل الْبَيْت وَهُوَ أحد الَّذين اشتاقت إِلَيْهِم الْجنَّة ولاه عمر الْمَدَائِن فَكَانَ من المعمرين

(1/98)


أدْرك النَّبِي عِيسَى بن مَرْيَم عَاشَ مِائَتَيْنِ وَخمسين سنة وَقيل ثلثمِائة وَخمسين وَالْأول أصح وَكَانَ يَأْكُل من عمل يَده من لِيف الخوص وَيتَصَدَّق بعطائه توفّي سلمَان بِالْمَدَائِنِ فِي خلَافَة عُثْمَان وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ
أَبُو مُوسَى عبد الله بن قيس بن سليم الْأَشْعَرِيّ
أسلم بِمَكَّة وَهَاجَر إِلَى أَرض الْحَبَشَة ثمَّ قدم مَعَ أهل السفينتين وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخَيْبَر وَبَعْضهمْ يُنكر هجرته إِلَى الْحَبَشَة وَكَانَ عمر إِذا رَآهُ يَقُول ذكرنَا يَا أَبَا مُوسَى فَيقْرَأ عِنْده وَسمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قِرَاءَته فَقَالَ لقد أُوتِيَ هَذَا من مَزَامِير آل دَاوُد مَاتَ أَبُو مُوسَى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَقيل اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَقيل أَربع وَأَرْبَعين وَدفن بِمَكَّة وَقيل دفن بالتوثة على ميلين من الْكُوفَة
أَبُو عبد الرَّحْمَن عبد الله بن عمر بن الْخطاب
أمه زَيْنَب بنت مَظْعُون بن حبيب أسلم بِمَكَّة مَعَ أَبِيه وَلم يكن بَالغا حِينَئِذٍ وَهَاجَر مَعَ أَبِيه إِلَى الْمَدِينَة وَله من الْوَلَد اثْنَا عشر ذكرا وَأَرْبع بَنَات أَبُو بكر وَأَبُو عُبَيْدَة وواقد وَعبد الله وَعمر وَحَفْصَة وَسَوْدَة أمّهم صَفِيَّة بنت أبي عبيد وَعبد الرَّحْمَن أمه أم عَلْقَمَة وَسَالم وَعبيد الله وَحَمْزَة أمّهم أم ولد وَزيد وَعَائِشَة أمهما أم ولد وبلال أمه أم ولد وَأَبُو سَلمَة وقلابة أمهما أم ولد عرض على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم بدر فَرده وَيَوْم أحد فَرده لصِغَر سنه فَعرض عَلَيْهِ يَوْم الخَنْدَق وَهُوَ ابْن خمس عشر سنة فَأَجَازَهُ وَمَات بِمَكَّة وَدفن بفخ سنة أَربع وَسبعين وَهُوَ ابْن أَربع وَثَمَانِينَ سنة
عَمْرو بن أم مَكْتُوم
وَهُوَ عَمْرو بن قيس بن زَائِدَة بن الْأَصَم وَقيل اسْمه عبد الله وَاسم أمه عَاتِكَة وَأسلم ابْن أم مَكْتُوم بِمَكَّة وَكَانَ ضَرِير الْبَصَر وَهَاجَر قَالَ الْبَراء كَانَ أول من قدم علينا من الْمُهَاجِرين مُصعب ثمَّ عَمْرو بن أم مَكْتُوم وَكَانَ يُؤذن للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ مَعَ بِلَال وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستخلفه على الْمَدِينَة ليصلى بِالنَّاسِ فِي عَامَّة غَزَوَاته قَالَ الْوَاقِدِيّ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ وَلم يسمع لَهُ بِذكر بعد عمر

(1/99)


عَمْرو بن عبسة
ابْن خَالِد بن حُذَيْفَة بن عَمْرو بن خلف بن مَازِن بن مَالك بن ثَعْلَبَة يكنى أَبَا نجيح كَانَ يعتزل الْأَصْنَام قبل إِسْلَامه وَأسلم قَدِيما وَقَالَ لقد رَأَيْتنِي وَأَنا ربع الْإِسْلَام ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاد قومه بني سليم فَلم يزل مُقيما هُنَالك حَتَّى مَضَت بدر وَاحِد وَالْخَنْدَق وَالْحُدَيْبِيَة وخيبر ثمَّ قدم بعد ذَلِك على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة ونزلها
أَبُو ذَر جُنْدُب
ابْن جُنَادَة بن كَعْب بن صعير وَفِي اسْمه خلاف سَنذكرُهُ إِن شَاءَ الله وَكَانَ يتعبد قبل مبعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأسلم بِمَكَّة قَدِيما وَقَالَ كنت فِي الْإِسْلَام خَامِسًا وَرجع إِلَى بِلَاد قومه فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَضَت بدر وَأحد وَالْخَنْدَق ثمَّ قدم الْمَدِينَة وَمَات بالربذة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَصلى عَلَيْهِ ابْن مَسْعُود مُنْصَرفه من الْكُوفَة ذكره ابْن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي
عَمْرو بن أُميَّة
ابْن خويلد بن عبد الله بن إِيَاس الضمرِي يكنى أَبَا أُميَّة شهد بَدْرًا وأحدا مَعَ الْمُشْركين ثمَّ أسلم حِين انْصَرف الْمُشْركُونَ من أحد وَكَانَ شجاعا وَأول مشْهد شهده مُسلما بِئْر مَعُونَة فأسرته بَنو عَامر فَقَالَ لَهُ عَامر بن الطُّفَيْل إِنَّه كَانَ على أُمِّي نسمَة فَأَنت حر عَنْهَا وجز ناصيته فَقدم الْمَدِينَة فَأخْبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقتل من قتل ببئر مَعُونَة وَبَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأنْزل خبيبا عَن خشبته وَبَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بكتابين إِلَى النَّجَاشِيّ فِي أَحدهمَا أَن يُزَوجهُ أم حَبِيبَة وَفِي الآخر يسْأَله أَن يحمل إِلَيْهِ من بَقِي من أَصْحَابه وَمَات عَمْرو بِالْمَدِينَةِ فِي خلَافَة مُعَاوِيَة قبل السِّتين
دحْيَة بن خَليفَة
ابْن فَرْوَة بن فضَالة بن زيد بن امْرِئ الْقَيْس بن الْخَزْرَج الْكَلْبِيّ أسلم قَدِيما وَلم يشْهد بَدْرًا وَكَانَ جِبْرِيل يَأْتِي فِي صورته قَالَ لنا شَيخنَا أَبُو الْفضل ابْن نَاصِر الْحَافِظ إِنَّمَا كَانَ جِبْرِيل يَأْتِي فِي صورته لِأَنَّهُ كَانَ يدْخل على الْمُلُوك وَبَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَرِيَّة وَحده وَشهد الْمشَاهد بعد بدر وَبَقِي إِلَى خلَافَة مُعَاوِيَة

(1/100)


حُذَيْفَة بن الْيَمَان
واليمان اسْمه حسيل بن جَابر بن ربيعَة بن عَمْرو بن جروة وَقيل جروة هُوَ الْيَمَان كَانَ جروة قد أصَاب دَمًا فِي قومه فهرب إِلَى الْمَدِينَة فحالف بني عبد الْأَشْهَل فَسَماهُ قومه الْيَمَان لِأَنَّهُ حَالف اليمانية فحذيفة يعد من حلفاء الْأَنْصَار خرج حُذَيْفَة هُوَ وَأَبوهُ فَأَخذهُم كفار قُرَيْش فَقَالُوا إِنَّكُم تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا فَقَالَا مَا نُرِيد إِلَّا الْمَدِينَة فَأخذُوا مِنْهُمَا عهدا أَن لَا يقاتلا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَن ينصرفا إِلَى الْمَدِينَة فَأتيَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرَاهُ وَقَالا إِن شِئْت قاتلنا مَعَك قَالَ بل نفي ونستعين الله عَلَيْهِم ففاتهما بدر وَشهد حُذَيْفَة أحدا وَمَا بعْدهَا وَمَات بعد قتل عُثْمَان بأشهر
حَنْظَلَة بن أبي عَامر الراهب
وَاسم أبي عَامر عبد الله بن عَمْرو بن صَيْفِي بن النُّعْمَان بن مَالك قتل يَوْم أحد فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي رَأَيْت الْمَلَائِكَة تغسله بَين السَّمَاء وَالْأَرْض بِمَاء المزن فِي صَحَائِف الْفضة قَالَ أَبُو أسيد السَّاعِدِيّ فذهبنا نَنْظُر فَإِذا رَأسه يقطر دَمًا فَرَجَعت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته فَأرْسل إِلَى امْرَأَته فَسَأَلَهَا فَأَخْبَرته أَنه خرج وَهُوَ جنب فولده يُقَال لَهُم بَنو غسيل الْمَلَائِكَة وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد عبد الله قتل يَوْم الْحرَّة
أَبُو الدحداح ثَابت
ابْن الدحداح وَيُقَال ابْن الدحداح بن نعيم بن غنم بن إِيَاس الْأنْصَارِيّ لما نزل قَوْله تَعَالَى {من ذَا الَّذِي يقْرض الله قرضا حسنا} الْبَقَرَة 245 قَالَ يَا رَسُول الله قد أقرضت رَبِّي حائطي وَكَانَ فِيهِ سِتّمائَة نَخْلَة ثمَّ جَاءَ فَقَالَ يَا أم الدحداح اخْرُجِي من الْحَائِط فقد أَقْرَضته رَبِّي فعمدت إِلَى صبيانها فَخَرجُوا مِنْهَا وسلموها فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كم من عذق رواح فِي الْجنَّة لأبي الدحداح
وأنعم الْقِتَال أَبُو الدحداح يَوْم أحد حَتَّى قتل طعنه خَالِد بن الْوَلِيد بِالرُّمْحِ فأنقذه وَقيل إِنَّه مَاتَ على فرَاشه مرجع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْحُدَيْبِيَة
خبيب بن عدي
ابْن مَالك بن عَامر بن مجذع شهد أحدا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ

(1/101)


بني لحيان فأسروه هُوَ وَزيد بن الدثنة فباعوهما من قُرَيْش فعقلوهما وصلبوهما بِمَكَّة بِالتَّنْعِيمِ
حسان بن ثَابت
ابْن الْمُنْذر بن حرَام بن عَمْرو بن زيد مَنَاة يكنى أَبَا الْوَلِيد كَانَ قديم الْإِسْلَام وَلم يشْهد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مشهدا وَكَانَ يجبن وعاش سِتِّينَ سنة فِي الْجَاهِلِيَّة وَسِتِّينَ سنة فِي الْإِسْلَام وَكَانَ يناضل بالشعر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ أيده بِروح الْقُدس مَاتَ حسان فِي خلَافَة مُعَاوِيَة
أنس بن النَّضر
ابْن ضَمْضَم بن حرَام عَم أنس بن مَالك وَهُوَ الَّذِي قَالَ وَالله لَا تكسر سنّ الرّبيع فعفى الْقَوْم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن من عباد الله من لَو أقسم على الله لَأَبَره غَابَ عَن بدر فَلم يشهدها وَشهد أحدا فَلَمَّا جال الْمُسلمُونَ تِلْكَ الجولة ونادى إِبْلِيس قتل مُحَمَّد مر بعمر وَمَعَهُ رَهْط فَقَالَ مَا يقعدكم قَالُوا قتل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فَمَا تَصْنَعُونَ بِالْحَيَاةِ بعده قومُوا فموتوا على مَا مَاتَ عَلَيْهِ ثمَّ جالد بِسَيْفِهِ حَتَّى قتل فَوجدَ قَتِيلا وَفِيه بضع وَثَمَانُونَ من ضَرْبَة بِسيف وطعنة بِرُمْح ورمية بِسَهْم
الْبَراء بن مَالك
ابْن النَّضر بن ضَمْضَم أَخُو أنس لِأَبِيهِ وَأمه شهد أحدا وَمَا بعده مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ شجاعا قتل مائَة مبارزة وَكتب عمر أَن لَا تستعملوا الْبَراء على جَيش من جيوش الْمُسلمين فَإِنَّهُ مهلكة يقدم بهم ويروى أنس بن مَالك عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ رب ذِي طمرين لَا يؤبه لَهُ لَو أقسم على الله لَأَبَره مِنْهُم الْبَراء بن مَالك فَلَمَّا كَانَ يَوْم تستر انْكَشَفَ النَّاس فَقَالُوا لَهُ يَا برَاء أقسم على رَبك فَقَالَ أقسم عَلَيْك يَا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقني بنبيك صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاستشهد
أَبُو الدَّرْدَاء عُوَيْمِر بن زيد
وَقيل عُوَيْمِر بن عَامر وَفِي اسْمه خلاف سَنذكرُهُ كَانَ آخر أهل دَاره إسلاما ويختلفون هَل شهد أحدا أم لَا وَقد شهد مشَاهد كَثِيرَة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ لَهُ من الْوَلَد بِلَال وَيزِيد والدرداء ونسيبة وَتُوفِّي بِدِمَشْق سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَقيل إِحْدَى وَثَلَاثِينَ

(1/102)


عَمْرو بن الجموح بن زيد
ابْن حرَام بن كَعْب بن غنم السّلمِيّ وَله من الْوَلَد معَاذ ومعود وخلاد وَهِنْد وَعبد الرَّحْمَن كَانَ فِي بَيته صنم عَظِيم يُقَال لَهُ منَاف وَكَانَ نَاس قد أَسْلمُوا يجيئون بِاللَّيْلِ فَيخْرجُونَ الصَّنَم فيطرحونه فِي أنتن مَكَان وينكسونه على رَأسه فَإِذا رَآهُ عَمْرو غمه ذَلِك فيغسله وَيَردهُ إِلَى مَكَانَهُ ويعودون لذَلِك وَلما غَابَ عَن أَهله أوصاهم بمراعاة صنمه فكسروه وربطوه إِلَى جنب كلب ميت وألقوه فِي بِئْر فَلَمَّا رَآهُ أسلم وَأسْلمت بَنو سَلمَة بأجمعها وَقَالَ
(الْحَمد لله الْعلي ذِي المنن ... الْوَاهِب الرَّزَّاق ديان الدّين)
(هُوَ الَّذِي أبعدني من قبل أَن ... أكون فِي ظلمَة قبر مُرْتَهن)
ثمَّ يُشِير إِلَى صنمه فَيَقُول
(وَالله لَو كنت إِلَهًا لم تكن ... أَنْت وكلب وسط بِئْر فِي قرن)
(أُفٍّ لمثواك إِلَهًا مستدن ... فَالْآن فتشناك عَن شَرّ الْغبن)
فَلَمَّا كَانَ يَوْم أحد قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قومُوا إِلَى جنَّة عرضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض وَهُوَ أعرج فَقَالَ وَالله لأحفزن عَلَيْهَا فِي الْجنَّة فقاتل حَتَّى قتل وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لبني سَلمَة من سيدكم فَقَالُوا الْجد بن قيس على بخل فِيهِ فَقَالَ وَأي دَاء أدوى من الْبُخْل بل سيدكم الْجَعْد الْأَبْيَض عَمْرو بن الجموح قَالَ الْوَاقِدِيّ كَانَ عَمْرو أعرج فَلم يشْهد بَدْرًا فَلَمَّا أَرَادَ الْخُرُوج إِلَى أحد صده بنوه وَقَالُوا قد عذرك الله فجَاء إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ إِن بني يُرِيدُونَ حبسي عَن الْخُرُوج مَعَك وَإِنِّي لأرجو أَن أَطَأ بعرجتي هَذِه فِي الْجنَّة فَقَالَ أما أَنْت فقد عذرك الله ثمَّ قَالَ لِبَنِيهِ لَا عَلَيْكُم أَن لَا تمنعوه لَعَلَّ الله يرزقه الشَّهَادَة فَخلوا عَنهُ قَالَت امْرَأَته هِنْد بنت عَمْرو بن حرَام كَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ موليا قد أَخذ درقته وَهُوَ يَقُول اللَّهُمَّ لَا تردني إِلَى حزبي وَهِي منَازِل بني سَلمَة قَالَ أَبُو طَلْحَة فَنَظَرت إِلَيْهِ حِين انْكَشَفَ الْمُسلمُونَ ثمَّ ثابوا وَهُوَ فِي الرعيل الأول لكَأَنِّي أنظر إِلَى ظلع فِي رجله وَهُوَ يَقُول أَنا وَالله مشتاق إِلَى الْجنَّة ثمَّ أنظر إِلَى ابْنه خَلاد يعدو فِي أَثَره حَتَّى قتلا جَمِيعًا وَنقل أَن عَمْرو بن الجموح وَعبد الله بن عَمْرو ابْن حرَام دفنا فِي قبر وَاحِد فخرب السَّيْل قبرهما فحفر عَنْهُمَا بعد أَرْبَعِينَ سنة فوجدا لم يتغيرا كَأَنَّمَا مَاتَا بالْأَمْس

(1/103)


أَبُو عبد الله جَابر بن عبد الله
ابْن عَمْرو بن حرَام بن ثَعْلَبَة شهد الْعقبَة مَعَ السّبْعين وَكَانَ أَصْغَرهم وَأَرَادَ شُهُود بدر فخلفه أَبوهُ على أخواته وَكن تسعا وَخَلفه أَبوهُ يَوْم أحد أَيْضا وَشهد مَا بعد ذَلِك لَهُ من الْوَلَد عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد وَحميد ومَيْمُونَة وَأم حبيب وَمَات سنة ثَمَان وَسبعين وَهُوَ ابْن أَربع وَتِسْعين
كَعْب بن مَالك
ابْن أبي كَعْب بن الْقَيْن بن كَعْب بن الْأسود بن غنم شهد الْعقبَة وأحدا وَالْخَنْدَق وَهُوَ أحد الثَّلَاثَة الَّذين خلفوا فِي غَزْوَة تَبُوك وَتَابَ الله عَلَيْهِم وَمَات بعد أَن كف بَصَره فِي سنة خمسين وَهُوَ ابْن سبع وَسبعين
عُثْمَان بن طَلْحَة
ابْن أبي طَلْحَة بن الْعُزَّى قَالَ عُثْمَان كُنَّا نفتح الْكَعْبَة يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَالْخَمِيس فجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا يُرِيد أَن يدْخل الْكَعْبَة مَعَ النَّاس فغلظت لَهُ ونلت مِنْهُ وحلم عني ثمَّ قَالَ يَا عُثْمَان لَعَلَّك سترى هَذَا الْمِفْتَاح يَوْمًا بيَدي أَضَعهُ حَيْثُ شِئْت فَقلت لقد هَلَكت قُرَيْش يَوْمئِذٍ وذلت قَالَ بل عزت وَدخل الْكَعْبَة وَوَقعت كَلمته فِي أُذُنِي موقعا ظَنَنْت أَن الْأَمر سيصير إِلَى مَا قَالَ فَأَرَدْت الْإِسْلَام فَإِذا قومِي يزبروني زبرا شَدِيدا وَشهد عُثْمَان الْمشَاهد كلهَا مَعَ الْمُشْركين قَالَ فَلَمَّا دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة عَام الْقَضِيَّة غير الله قلبِي ودخلني الْإِسْلَام وَلم يعزم لي أَن آتيه حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ عزم لي الْخُرُوج إِلَيْهِ فأدلجت فَلَقِيت خَالِد بن الْوَلِيد فاصطحبنا فلقينا عَمْرو بن الْعَاصِ فانقمعنا مَعَه وانقمع مَعنا ثمَّ قَالَ أَيْن تريدان واصطحبنا حَتَّى قدمنَا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبَايَعته على الْإِسْلَام وأقمت حَتَّى خرجت مَعَه فِي غَزْوَة الْفَتْح فَلَمَّا دخلت مَكَّة قَالَ يَا عُثْمَان إيت بالمفتاح فَأَتَيْته بِهِ فَأَخذه مني ثمَّ دَفعه إِلَيّ فَقَالَ خذوها يَا بني أبي طَلْحَة خالدة تالدة لَا يَنْزِعهَا مِنْكُم إِلَّا ظَالِم قَالَ الْوَاقِدِيّ كَانَ قدوم عُثْمَان الْمَدِينَة فِي صفر سنة ثَمَان وَهُوَ أثبت الْوُجُوه فِي إِسْلَامه وَلم يزل مُقيما بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ رَجَعَ إِلَى

(1/104)


مَكَّة فَأَقَامَ بهَا وَمَات بهَا فِي خلَافَة مُعَاوِيَة فَلم يزل عُثْمَان يَلِي فتح الْبَيْت إِلَى أَن آل ذَلِك إِلَى شيبَة بن عُثْمَان بن أبي طَلْحَة وَهُوَ ابْن عَمه وَلم يزل بعد فِي ولد شيبَة
عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق
أمه أم رُومَان وَله من الْوَلَد مُحَمَّد وَهُوَ أَبُو عَتيق وَعبد الله وَأم حَكِيم وَهِي الَّتِي زوجتها عَائِشَة الْمُنْذر بن الزبير وَعبد الرَّحْمَن قدم غضب من ذَلِك ثمَّ رَضِي وَأَسْمَاء وَأم كُلْثُوم وَحَفْصَة وَلم يزل عبد الرَّحْمَن على دين قومه وَشهد بَدْرًا مَعَ الْمُشْركين ودعي إِلَى المبارزة فَقَامَ أَبُو بكر الصّديق ليبارزه فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم متعنَا بِنَفْسِك ثمَّ أسلم عبد الرَّحْمَن فِي هدنة الْحُدَيْبِيَة وَهَاجَر إِلَى الْمَدِينَة وَمَات فَجْأَة سنة ثَلَاث وَخمسين بالحشي وَهُوَ جبل بَينه وَبَين مَكَّة سِتَّة أَمْيَال فَحمل على رِقَاب الرِّجَال إِلَى مَكَّة فَقدمت عَائِشَة من الْمَدِينَة فَأَتَت قَبره فصلت عَلَيْهِ وتمثلت بقول الشَّاعِر
(وَكُنَّا كندماني جذيمة حقبة ... من الدَّهْر حَتَّى قيل لن يتصدعا)
(وعشنا بِخَير فِي الْحَيَاة وَقَبلنَا ... أصَاب المنايا رَهْط كسْرَى وتبعا)
(فَلَمَّا تفرقنا كَأَنِّي ومالكا ... لطول اجْتِمَاع لم نبت لَيْلَة مَعًا)
خَالِد بن الْوَلِيد
ابْن الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن بن عبيد بن مَخْزُوم يكنى أَبَا سُلَيْمَان وَأمه عصماء وَهِي لبَابَة الصُّغْرَى بنت الْحَارِث أُخْت أم الْفضل امْرَأَة الْعَبَّاس ولخالد بن الْوَلِيد سُلَيْمَان وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الله الْأَكْبَر وَعبد الله الْأَصْغَر قَالَ خَالِد بن الْوَلِيد لما أَرَادَ الله بِي الْخَيْر قذف فِي قلبِي حب الْإِسْلَام وحضرني رشدي وَقلت قد شهِدت هَذِه المواطن كلهَا على مُحَمَّد فَلَيْسَ موطن انْصَرف عَنهُ إِلَّا وَأَنا أرى أَنِّي مَوضِع فِي غير شَيْء وَأَن مُحَمَّدًا سَيظْهر فَلَمَّا دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة عَام الْقَضِيَّة تغيبت فَكتب إِلَيّ أخي لم أر أعجب من ذهَاب رَأْيك عَن الْإِسْلَام وغفلك عقلك وَمثل الْإِسْلَام يجهله أحد وَقد سَأَلَني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنْك فَقَالَ أَيْن خَالِد فَقلت يَأْتِي الله بِهِ فَقَالَ مَا مثل خَالِد جهل الْإِسْلَام فأستدرك يَا أخي مَا فاتك فَلَمَّا أَتَانِي كِتَابه نشطت لِلْخُرُوجِ فرحت فَلَقِيت عُثْمَان بن طَلْحَة فخرجنا

(1/105)


جَمِيعًا فأدلجنا فَإِذا عَمْرو بن الْعَاصِ فاصطحبنا حَتَّى قدمنَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَايَعَهُ وَقلت اسْتغْفر لي كل مَا أَوضعت فِيهِ من صد على سَبِيل الله تَعَالَى فَقَالَ إِن الْإِسْلَام يجب مَا قبله ثمَّ اسْتغْفر لي فوَاللَّه مَا كَانَ يعدل بِي أحدا من أَصْحَابه فِيمَا يجْزِيه وَلَقَد انْكَسَرَ فِي يَدي يَوْم مُؤْتَة تِسْعَة أسياف وَقد روى عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ خَالِد بن الْوَلِيد سيف الله وَبَعثه فِي سَرَايَا وَخرج مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى غزَاة الْفَتْح وَإِلَى حنين وتبوك وَخرج مَعَه فِي حجَّة الْوَدَاع فَلَمَّا حلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأسه أعطَاهُ ناصيته فَكَانَت فِي مقدم قلنسوته وَكَانَ لَا يلقى أحدا إِلَّا هَزَمه وَاسْتَعْملهُ أَبُو بكر فِي الرِّدَّة فَجمع رجَالًا ثمَّ أحرقهم بالنَّار فجَاء عمر إِلَى أبي بكر فَقَالَ انتزع رجلا عذب بِعَذَاب الله فَقَالَ أَبُو بكر وَالله لَا أنزع سَيْفا سَله الله على عباده وَكَانَ خَالِد يَقُول لَا أَدْرِي أَي يومي أقرّ لعَيْنِي يَوْم أَرَادَ الله أَن يهدي لي فِيهِ شَهَادَة أَو يَوْم أَرَادَ الله أَن يهدي فِيهِ بركَة وَلم يزل مرابطا بحمص حَتَّى مَاتَ بهَا وَدفن فِي قَرْيَة على ميل من حمص وَكَانَ قد أرسل بوصيته إِلَى عمر بن الْخطاب فقبلها عمر وترحم عَلَيْهِ وَاجْتمعَ نِسَاؤُهُم وَقد منعن من الْبكاء اتبَاعا لوصيته وإنفاذا لعهده فَقَالَ وَمَا عَلَيْهِنَّ أَن يرقن من دُمُوعهنَّ على أبي سلمَان مَا لم يكن نقع أَو لقلقَة قَالَ وَكِيع النَّقْع الشق وَاللَّقْلَقَة الضَّرْب
عَمْرو بن الْعَاصِ
ابْن وَائِل السَّهْمِي بن هَاشم بن سعيد بن سهم بن عَمْرو بن هصيص يكنى أَبَا عبد الله قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ كنت لِلْإِسْلَامِ وأحدا وَالْخَنْدَق فنجوت فَقلت وَالله لَيظْهرَن مُحَمَّد على قُرَيْش الْحُدَيْبِيَة وَلَا صلقا ثمَّ جمعت رجَالًا من قومِي يرَوْنَ فَقلت إِنِّي لأرى أَمر مُحَمَّد يَعْلُو الْأُمُور فلنلحق بالنجاشي دَمًا كثيرا ثمَّ خرجنَا فوَاللَّه إِنِّي لعنده إِذْ جَاءَ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد بَعثه إِلَى النَّجَاشِيّ ليزوجه أم حَبِيبَة فَدخل إِلَيْهِ ثمَّ خرج فَقلت لَو سَأَلته النَّجَاشِيّ لأعطانيه فَضربت عُنُقه فَدخلت إِلَى النَّجَاشِيّ فَقَالَ مرْحَبًا بصديقي أهديت لي من بلادك شَيْئا قلت نعم وَقربت الْأَدِيم فأعجبه فَقلت أَيهَا الْملك إِنِّي رَأَيْت رجلا خرج من عنْدك وَهُوَ رَسُول عَدو لنا قد قتل أشرافنا فأعطنيه فَأَقْتُلهُ فَغَضب وَرفع يَده فَضرب بهَا أنفي ضَرْبَة ظَنَنْت أَنه كسر ابْتِدَاء منخراي فَجعلت أتلقى الدَّم بثيابي وأصابني من الذل مَا لَو انشقت لي الأَرْض دخلت فِيهَا فرقا مِنْهُ فَقلت أَيهَا الْملك لَو ظَنَنْت أَنَّك تنكر مَا قلت مَا سألتكه

(1/106)


قَالَ يَا عَمْرو تَسْأَلنِي رَسُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الَّذِي كَانَ يَأْتِي مُوسَى وَعِيسَى وَغير الله قلبِي عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ فَقلت وَتشهد أَنْت بِهَذَا قَالَ نعم فَقلت أفتبايعني لَهُ قَالَ نعم فَبسط يَده فَبَايَعته على الْإِسْلَام وَفَارَقت أَصْحَابِي وَخرجت أُرِيد الْمَدِينَة فَلَقِيت خَالِد بن الْوَلِيد وَعُثْمَان بن طَلْحَة فتوافقنا حَتَّى قدمنَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقدم خَالِد فَبَايع ثمَّ تقدم عُثْمَان فَبَايع ثمَّ تقدّمت فوَاللَّه مَا هُوَ إِلَّا أَن جَلَست بَين يَدَيْهِ فَمَا اسْتَطَعْت أَن أرفع طرفِي إِلَيْهِ حَيَاء مِنْهُ فَبَايَعته وَكَانَ قدومهم لهِلَال صفر سنة ثَمَان قبل الْفَتْح هَذَا أصح الرِّوَايَة وَذكر ابْن أبي خَيْثَمَة أَن عَمْرو بن الْعَاصِ وخَالِد بن الْوَلِيد أسلما سنة فِي خمس وَبعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَمْرو بن الْعَاصِ فِي ثلثمِائة من سراة الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار إِلَى ذَات السلَاسِل فَبعث إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستمده فأمده بِأبي عُبَيْدَة ابْن الْجراح فِي مِائَتَيْنِ فيهم أَبُو بكر وَعمر وَكَانَ عمر يُصَلِّي بِالنَّاسِ كلهم ويتأمر عَلَيْهِم وَتُوفِّي عَمْرو بن الْعَاصِ بِمصْر واليا عَلَيْهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَقيل ثَلَاث وَأَرْبَعين وَبلغ نَحوا من مائَة سنة
عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ
أسلم قبل أَبِيه وَاسْتَأْذَنَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كِتَابه بِالسَّمْعِ مِنْهُ فَأذن لَهُ وَقَالَ حفظت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ألف مثل وَكَانَ متعبدا عَالم وَتُوفِّي بِالشَّام سنة خمس وَسِتِّينَ هُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة وَقَالَ بَعضهم مَاتَ بِمَكَّة وَقَالَ آخَرُونَ بِالطَّائِف وَأما أهل مصر فَيَقُولُونَ بِمصْر وَأما وَلَده فَيَقُولُونَ بِالشَّام
سفينة مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
اسْمه مهْرَان من مولدِي الْأَعْرَاب اشترته أم سَلمَة واشترطت عَلَيْهِ أَن يخْدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا عَاشَ ويكنى أَبَا عبد الرَّحْمَن قَالَ سفينة خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ أَصْحَابه فثقل عَلَيْهِم مَتَاعهمْ فَقَالَ لي ابْسُطْ كساءك فبسطت فحولوا فِيهِ مَتَاعهمْ ثمَّ حملوه عَليّ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم احْمِلْ فَمَا أَنْت إِلَّا سفينة قَالَ وَركبت الْبَحْر فانكسر بهم فتعلقت بِشَيْء حَتَّى خرجت إِلَى الجزيرة فَإِذا فِيهَا الْأسد فَقلت أَبَا الْحَارِث أَنا سفينة مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فطأطأ رَأسه وَجعل يدفعني بجنبه يدلني على الطَّرِيق فَلَمَّا خرجت إِلَى الطَّرِيق هَمهمْ فَظَنَنْت أَنه يودعني
ذُو البجادين
واسْمه عبد الله بن عبدنهم بن عفيف بن سحيم كَانَ يَتِيما مَاتَ أَبوهُ وَلم

(1/107)


يورثه شَيْئا وكفله عَمه حَتَّى أيسر فَلَمَّا قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة تاق إِلَى الْإِسْلَام وَلم يقدر لأجل عَمه حَتَّى مَضَت الْمشَاهد فَقَالَ لِعَمِّهِ يَا عَم إِنِّي قد انظرت إسلامك فَلَا أَرَاك تُرِيدُ خمدا فاذن لي فِي الْإِسْلَام فَقَالَ وَالله لَئِن اتبعت مُحَمَّدًا لَا أترك بِيَدِك شَيْئا كنت أعطيتكه إِلَّا نَزَعته مِنْك قَالَ فَأَنا وَالله مُتبع مُحَمَّدًا فَأخذ مَا أعطَاهُ حَتَّى جرده من ثِيَابه فَأتى أمه فَقطعت بجادا لَهَا اثْنَيْنِ فاتزر بِوَاحِد وارتدى بِالْآخرِ ثمَّ جَاءَ إِلَى الْمَسْجِد فِي السحر فاضطجع فِيهِ وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتصفح النَّاس إِذا انْصَرف من الصُّبْح فَنظر إِلَيْهِ فَقَالَ من أَنْت فانتسب إِلَيْهِ وَكَانَ اسْمه عبد الْعُزَّى فَقَالَ أَنْت عبد الله ذُو البجادين فَلَمَّا خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى تَبُوك توفّي قَالَ بِلَال بن الْحَارِث حضرت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِي قَبره أَبُو بكر وَعمر يدليانه وَمَعَ بِلَال الْمُؤَذّن شعلة من نَار عِنْد الْقَبْر وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول أدليا إِلَيّ أخاكما فَلَمَّا دفناه فِي اللَّحْد قَالَ اللَّهُمَّ أَنِّي قد أمسيت عَنهُ رَاضِيا فارض عَنهُ فَقَالَ أَبُو مَسْعُود لَيْتَني صَاحب اللَّحْد
عبد الله بن الْمُغَفَّل
ابْن عبدنهم بن عفيف أَبُو سعيد وَكَانَ أحد البكائين الَّذين قَالَ لَهُم لَا أجد مَا أحملكم عَلَيْهِ فَبَعثه عمر إِلَى الْبَصْرَة يفقههم وَدخل عَلَيْهِ عبد الله بن زِيَاد فَإِن الله قد ينفعنا بك قَالَ إِذا أَنا مت فَلَا تصل عَليّ وخل بيني وَبَين أَصْحَابِي
الْمُغيرَة بن شُعْبَة
ابْن أبي عَامر بن مَسْعُود بن معتب بن مَالك يكنى أَبَا عبد الله وَقيل أَبَا عِيسَى كَانَ طوَالًا أصهب الشّعْر ضخم الهامة شهد الْحُدَيْبِيَة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ يلْزم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مقَامه وأسفاره يحمل وضوءه مَعَه وَرمى خَاتمه فِي قَبره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما دفن ثمَّ نزل وَكَانَ آخِرهم عهدا بِهِ فِيمَا يُقَال وَولى من قبل عمر الولايات ولي الْكُوفَة لعمر بعد الْبَصْرَة وَمَات عمر وَهُوَ عَلَيْهَا ثمَّ ولي الْكُوفَة لمعاوية وَمَات بهَا وَهُوَ أميرها فِي شعْبَان سنة خمسين
عمرَان بن حُصَيْن
ابْن عبيد بن خلف بن عبدنهم يكنى أَبَا نجيد أسلم قَدِيما وغزا مَعَ النَّبِي

(1/108)


صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غزوات وَلم يزل فِي بِلَاد قومه ثمَّ تحول إِلَى الْبَصْرَة فنزلها إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي خلَافَة مُعَاوِيَة وَكَانَ بِهِ مرض فَكَانَت الْمَلَائِكَة تسلم عَلَيْهِ فَلَمَّا اكتوى انْقَطع التَّسْلِيم ثمَّ عَاد إِلَيْهِ
أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ
واسْمه عبد الله بن نَضْلَة وَقيل نَضْلَة بن عبيد بن الْحَارِث بن جبال ابْن ربيعَة وَفِي اسْمه خلاف سَنذكرُهُ إِن شَاءَ الله أسلم قَدِيما وَشهد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتح مَكَّة وَهُوَ الَّذِي قتل عبد الله بن خطل وَلم يزل يَغْزُو مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى قبض فتحول فَنزل الْبَصْرَة ثمَّ غزا خُرَاسَان فَمَاتَ بهَا
أَبُو هُرَيْرَة
قَالَ شُعْبَة اسْمه عبد شمس وَيُقَال عبدنهم قَالَ المُصَنّف وَقد اخْتلفُوا فِي اسْمه وَاسم أَبِيه على ثَمَانِيَة عشر قولا نذكرها فِي حرف الْعين من أَسمَاء الصَّحَابَة إِن شَاءَ الله وَيُقَال كَانَ اسْمه فِي الْجَاهِلِيَّة عبد شمس بن عَامر ابْن عبد ذِي الشرى بن طريف بن غياث فَسمى فِي الْإِسْلَام عبد الله وَكَانَت لَهُ هرة فكنى بهَا قدم الْمَدِينَة سنة سبع وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخَيْبَر فَسَار إِلَى خَيْبَر حَتَّى قدم مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَقيل صحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَربع سِنِين توفّي بِالْمَدِينَةِ وَقيل بالعقيق سنة سبع وَقيل ثَمَان وَقيل تسع وَخمسين فِي آخر خلَافَة مُعَاوِيَة وَله ثَمَان وَسَبْعُونَ سنة
الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ
وَاسم الْحَضْرَمِيّ عبد الله بن عماد بن سلمى بن أكبر من حَضرمَوْت أسلم قَدِيما وَبَعثه رَسُول الله إِلَى الْمُنْذر بن سَاوَى الْعَبْدي بِالْبَحْرَيْنِ بِكِتَاب يَدعُوهُ فِيهِ إِلَى الْإِسْلَام وولاه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبَحْرين ثمَّ عَزله عَنْهَا وولاها أبان بن سعيد وَأعَاد أَبُو بكر الصّديق الْعَلَاء إِلَى الْبَحْرين وَكتب إِلَيْهِ عمر أَن سر إِلَى عتبَة بن غَزوَان فقد وليتك عمله يَعْنِي الْبَصْرَة فَسَار إِلَيْهَا فَمَاتَ فِي الطَّرِيق سنة إِحْدَى وَعشْرين وَقيل أَربع عشرَة وَقيل خمس عشرَة

(1/109)


الْبَراء بن عَازِب
ابْن الْحَارِث بن عدي بن جشم بن مجدعة يكنى أَبَا عمَارَة غزا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمس عشر غَزْوَة واستصغره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم بدر فَلم يشهدها وَأَجَازَهُ يَوْم الخَنْدَق وَهُوَ ابْن خمس عشرَة سنة وَنزل الْبَراء الْكُوفَة وَتُوفِّي بهَا فِي أَيَّام مُصعب بن الزبير
زيد بن ثَابت
ابْن الضَّحَّاك أَبُو سعيد وَقيل أَبُو خَارِجَة قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشرَة سنة وأجيز فِي الخَنْدَق وَكَانَ يكْتب الوحى لرَسُوله الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمره أَبُو بكر أَن يجمع الْقُرْآن وَأمره عُثْمَان فَكتب الْمُصحف وَأبي بن كَعْب يملي عَلَيْهِ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة خمس وَأَرْبَعين وَقيل إِحْدَى وَخمسين وَقيل خمس وَخمسين وَهُوَ ابْن سِتّ وَخمسين وَقيل تسع وَخمسين
أنس بن مَالك
ابْن النَّضر بن ضَمْضَم بن زيد بن حرَام بن جُنْدُب بن عَامر بن غنم بن عدي ابْن النجار أمه أم سليم بنت ملْحَان وق نقل أَنه ولد لَهُ مائَة ولد فَالَّذِينَ يعرف مِنْهُم عبد الله وَزيد وَيحيى وخَالِد ومُوسَى وَالنضْر وَأَبُو بكر والبراء والْعَلَاء وَأَبُو عُمَيْر وَعمر ورملة وَأُمَيْمَة وَأم حرَام ذهبت بِهِ أمه إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قدم الْمَدِينَة وَكَانَ لَهُ حِينَئِذٍ عشر سِنِين وَقيل تسع وَقيل ثَمَان وَكَانَ يَخْدمه وَمَات بِالْبَصْرَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَقيل ثَلَاث وَقيل إِحْدَى وَتِسْعين وَهُوَ ابْن تسع وَتِسْعين وَقيل ابْن مائَة وَثَلَاث وَقيل وَسبع سِنِين وغسله مُحَمَّد بن سِيرِين وَهُوَ آخر من مَاتَ بِالْبَصْرَةِ من الصَّحَابَة
أَبُو سعيد سعد بن مَالك
ابْن سِنَان بن ثَعْلَبَة الْخُدْرِيّ قَالَ أَبُو سعيد عرضت يَوْم أحد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا ابْن ثَلَاث عشرَة فَجعل أبي يَأْخُذ بيَدي فَيَقُول يَا رَسُول الله إِنَّه عبل الْعِظَام وَإِن كَانَ مودنا أَي قَصِيرا وَجعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصعد فِي بَصَره ويصوب ثمَّ قَالَ رده فردني فخرجنا نتلقى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين أقبل من أحد فَنظر إِلَيّ فَقَالَ سعد بن مَالك قلت نعم بِأبي وَأمي فدنوت فَقبلت ركبته فَقَالَ آجرك الله فِي أَبِيك

(1/110)


وَكَانَ قتل يَوْمئِذٍ شَهِيدا توفّي أَبُو سعيد فِي يَوْم الْجُمُعَة سنة أَربع وَسبعين وَدفن بِالبَقِيعِ وَهُوَ ابْن أَربع وَتِسْعين
النُّعْمَان بن بشير
ابْن سعد بن ثَعْلَبَة بن خلاس بن زيد وَهُوَ أول مَوْلُود ولد من الْأَنْصَار بِالْمَدِينَةِ بعد الْهِجْرَة وَآل أمره إِلَى أَن صَار عَاملا على حمص فَدَعَا لِابْنِ الزبير فَقتله أهل حمص
عبد الله بن سَلام
أَبُو يُوسُف أسلم فِي أول سنة من الْهِجْرَة مَعَ قدوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَتُوفِّي بهَا فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين
كَعْب بن عجْرَة
ابْن أُميَّة بن عدي أَبُو مُحَمَّد تَأَخّر إِسْلَامه وَكَانَ لَهُ صنم فِي بَيته يُكرمهُ وَكَانَ عبَادَة بن الصَّامِت صديقا لَهُ فرصده يَوْمًا فَلَمَّا خرج من بَيته دخل عبَادَة فَكَسرهُ بالقدوم فَلَمَّا جَاءَ وَرَآهُ خرج مغضبا يُرِيد أَن يشاتم عبَادَة ثمَّ فكر فِي نَفسه فَقَالَ لَو كَانَ عِنْد هَذَا الصَّنَم طائل لامتنع فَأسلم وَمَات بِالْمَدِينَةِ سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَهُوَ ابْن خمس وَسبعين سنة
أَبُو سُفْيَان بن حَرْب
ابْن أُميَّة بن عبد شمس بن عبد منَاف بن قصي أسلم يَوْم الْفَتْح قَالَ ابْن عَبَّاس لما نزل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر الظهْرَان قَالَ الْعَبَّاس واصباح قُرَيْش إِن دَخلهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عنْوَة قَالَ فَأخذت بغلة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الشَّهْبَاء وركبتها وَقلت ألتمس إنْسَانا أرْسلهُ إِلَى قُرَيْش فَإِنِّي لفي الْأَرَاك إِذا أَنا بِأبي سُفْيَان فَقلت أَبَا حَنْظَلَة قَالَ لبيْك أَبَا الْفضل قلت وَيلك هَذَا رَسُول الله فِي عشرَة آلَاف فَقَالَ بِأبي وَأمي مَا تَأْمُرنِي هَل من حِيلَة قلت نعم تركب عجز هَذِه البغلة فَأذْهب بك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ إِن ظفر بك دونه فتلت فَركب خَلْفي وتوجهت بِهِ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَآهُ عمر فَأَرَادَ قَتله فَقلت إِنِّي قد أجرته فَأسلم وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن قَالَ ثَابت الْبنانِيّ إِنَّمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا لِأَنَّهُ كَانَ إِذا أوذي بِمَكَّة فَدخل دَار أبي سُفْيَان أَمن وَشهد أَبُو سُفْيَان الطَّائِف مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرمي يَوْمئِذٍ فَذَهَبت إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَشهد يَوْم خَيْبَر قَالَ الْوَاقِدِيّ وَنزل الْمَدِينَة فِي آخر عمره مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَقيل سنة أَربع وَثَلَاثِينَ

(1/111)


مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان
ابْن حَرْب أمه هِنْد بنت عتبَة يكنى أَبَا عبد الرَّحْمَن قَالَ مُعَاوِيَة لما كَانَ عَام الْحُدَيْبِيَة وَكَتَبُوا الْقَضِيَّة وَقع الْإِسْلَام فِي قلبِي فَذكرت ذَلِك لأمي فَقَالَت إياك أَن تخَالف أَبَاك فَيقطع عَنْك الْقُوت فَأسْلمت وأخفيت إسلامي وَدخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة عَام الْقَضِيَّة وَأَنا مُسلم وَعلم أَبُو سُفْيَان بِإِسْلَامِي فَقَالَ لي يَوْمًا أَخُو خير مِنْك هُوَ على ديني فَدخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة عَام الْفَتْح فأظهرت إسلامي ولقيته فَرَحَّبَ بِي وكتبت لَهُ أسلم مُعَاوِيَة وَهُوَ ابْن ثَمَان عشرَة سنة وَكَانَ أَبيض طَويلا أجلح أَبيض الرَّأْس واللحية أَصَابَته لقُوَّة فِي آخر عمره وَكَانَ حَلِيمًا وقورا ولي الْإِمَارَة قبل الْخلَافَة عشْرين سنة واستوثق لَهُ الْأَمر بعد قتل عَليّ عشْرين سنة وَقَالَ عِنْد مَوته لَيْتَني كنت رجلا من قُرَيْش بِذِي طوى وَلم أل من هَذَا الْأَمر شَيْئا وَكَانَ عِنْده قَمِيص رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِزَاره وَرِدَاؤُهُ وَشَيْء من شعره فَقَالَ كفنوني فِي قَمِيصه وادرجوني فِي رِدَائه وازروني بِإِزَارِهِ واحشوا منخري وشدقي بِشعرِهِ وخلو بيني وَبَين أرْحم الرَّاحِمِينَ وَتُوفِّي لَيْلَة الْخَمِيس لِلنِّصْفِ من رَجَب سنة سِتِّينَ وَهُوَ ابْن ثَمَان وَسبعين سنة
حَكِيم بن حزَام
ابْن خويلد بن أَسد بن عبد الْعُزَّى ولد قبل عَام الْفِيل بِثَلَاث عشرَة سنة وَأعْتق مائَة رَقَبَة فِي الْجَاهِلِيَّة وَمِائَة رَقَبَة فِي الْإِسْلَام وَبكى يَوْمًا فَقيل مَا يبكيك قَالَ خِصَال كلهَا أبكاني أَولهَا بطء إسلامي حَتَّى سبقت فِي مَوَاطِن صَالِحَة ونجوت يَوْم بدر وَيَوْم أحد فَقلت لَا أخرج أبدا من مَكَّة وَلَا أوضع مَعَ قُرَيْش فأقمت بهَا ويأبى الله أَن يشْرَح قلبِي لِلْإِسْلَامِ وَذَلِكَ أَنِّي أنظر إِلَى بقايا من قُرَيْش لَهُم أَسْنَان مُتَمَسِّكِينَ بِمَا هم عَلَيْهِ من أَمر الْجَاهِلِيَّة فأقتدي بهم يَا لَيْت أَنِّي لم أقتد بهم فَمَا أهلكنا إِلَّا الإقتداء بِآبَائِنَا وكبرائنا فَلَمَّا غزا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة خرجت أَنا وَأَبُو سُفْيَان نستروح الْخَبَر فلقي الْعَبَّاس أَبَا سُفْيَان فَذهب بِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَجَعت فَدخلت بَيْتِي وأغلقته عَليّ وَدخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة فَجِئْته فَأسْلمت قَالَ الْوَاقِدِيّ وَقدم حَكِيم بن حزَام الْمَدِينَة ونزلها وَبنى بهَا دَارا وَمَات بهَا سنة أَربع وَخمسين وَهُوَ ابْن مائَة وَعشْرين سنة

(1/112)


تَمِيم بن أَوْس بن خَارِجَة
ابْن سود بن جذيمة الدَّارِيّ وَفد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جمَاعَة من الداريين مُنْصَرفه من تَبُوك فَأسلم وَكَانَ يقْرَأ الْقُرْآن فِي رَكْعَة وَاشْترى حلَّة بِأَلف دِرْهَم وَكَانَ يقوم فِيهَا بِاللَّيْلِ وَاسْتَأْذَنَ عمر فِي الْقَصَص فَكَانَ يقص وَهُوَ أول من أَسْرج السراج فِي الْمَسْجِد
جرير بن عبد الله
ابْن جَابر بن مَالك بن نصر البَجلِيّ قدم الْمَدِينَة فِي رَمَضَان سنة عشر فَبَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى هدم ذِي الخلصة فهدمه وَهُوَ بَيت لخثعم كَانَ يعبد فِي الْجَاهِلِيَّة يُسمى كعبة اليمانية وَشهد جرير جسر أبي عبيد وَجعله سعد بن أبي وَقاص على ميمنة يَوْم الْقَادِسِيَّة
عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب
ابْن هَاشم يكنى أَبَا الْعَبَّاس ولد فِي الشّعب وَبَنُو هَاشم محصورون قبل خُرُوجهمْ مِنْهُ بِيَسِير وَذَلِكَ قبل الْهِجْرَة بِثَلَاث سِنِين وَتُوفِّي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ ابْن ثَلَاث عشرَة سنة وَرَأى جِبْرِيل مرَّتَيْنِ ودعا لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالحكمة وَالْفِقْه والتأويل وَذهب بَصَره قبل مَوته وَكَانَ حبر الْأمة وسمى الحبر لغزارة علمه وَمَات بِالطَّائِف سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَهُوَ ابْن إِحْدَى وَسبعين

(1/113)