خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى
" الفصل الرابع " في
الدعاء لها ولأهلها ونقل وباءها وعصمتها من الدجال
والطاعون
في الصحيحين حديث اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشدّ ورواه
رزين والجنديّ بالواو وقد تكرّر دعاءه صلى الله عليه وسلم بتحديد
المدينة والظاهر أن الإجابة حصلت بالأول والتكرير لطلب المزيد حتى كان
إذا قدم من سفر فنظر إلى جدرانها وفي رواية دوحاتها أي حبال شجرها وفي
رواية
(1/123)
درجاتها أي طرقها المرتفعة أوضع راحلته وإن
كان على دابة حركها من حبها كما في الصحيح وفي رواية لأبن زبالة تباشر
بالمدينة وفي أخرى كان
(1/124)
إذا أقبل من مكة فكان بالأتاية طرح رداءه
عن منكبيه وقال هذه أرواح طيبة وفي الدعاء للمحاملي عن
(1/125)
رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان إذا
قدم من سفر من أسفاره فأقبل على المدينة يسير أتم السير ويقول اللهم
اجعل لنا بها قرارا ورفقا حسنا وفي الصحيحين حديث اللهم اجعل بالمدينة
ضعفي ما جعلت بمكة من البركة ولهما أيضا اللهم بارك لهم في مكيالهم
وبارك لهم في
(1/126)
صاعهم وبارك لهم في مدهم
(1/127)
قلت هذه البركة في أمر الدين والدنيا لأنهم
نماء وازدياد والبركة لها حاصلة في نفس المكيل بحيث يكفي المدّ بها من
لا يكفيه بغيرها وهذا محسوس لمن سكنها ولذا أقول إن سكنا ها تزيد في
الإيمان ولمسلم اللهم بارك لنا في مدينتنا اللهم بارك لنا في صاعنا
اللهم بارك لنا في مدنا اللهم بارك لنا في مدينتنا اللهم اجمع مع
البركة بركتين وله أيضا الله بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا
وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك
ونبيك وأنى عبدك ونبيك وإنه دعاك لمكة وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعا
(1/128)
بمكة ومثله معه وله وللترمذيّ كان الناس
إذا رأوا أول الثمرة جاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا أخذه
قال اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا الحديث وهو يقتضي
تكرر الدعاء بتكرر ذلك
(1/129)
وللطبراني في الأوسط برجال ثقاة عن ابن عمر
رضي الله عنه صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر ثم أقبل على
القوم فقال اللهم بارك لنا في مدينتنا الحديث وله في الكبير برجال ثقاة
عن أبن عباس نحوه
(1/130)
وللترمذي وقال حسن صحيح عن علي رضي الله
عنه خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بحرة السقيا
التي كانت اسعد بن أبي وقاص
(1/131)
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني
بوضوء فتوضأ قام فأستقبل القبلة فقال اللهم أن إبراهيم كان عبدك وخليلك
ودعاك لأهل مكة بالبركة وأنا عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة أن تبارك
لهم في مدهم وصاعهم مثل ما باركت لأهل مكة مع البركة بركتين ورواه أبن
شبة ألا أنه قال حتى إذا كنا بالحرة بالسقيا التي كانت لسعد بن أبي
وقاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بوضوء فلما توضأ قام
فاستقبل القبلة ثم كبر ثم قال الحديث
(1/132)
وفيه إشارة إلى أن المدعوّ ستة أضعاف ما
بمكة من البركة ولأبن زبالة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم خرج إلى ناحية من المدينة وخرجت معه فاستقبل القبلة
ورفع يديه حتى أني لأرى بياض ما تحت منكبيه ثم قال اللهم إن إبراهيم
نبيك وخليلك دعاك لأهل مكة وأنا نبيك ورسولك أدعوك لأهل المدينة اللهم
بارك لهم في مدهم وصاعهم
(1/133)
وقليلهم وكثيرهم ضعفي ما باركت لأهل مكة
اللهم من ها هنا وها هنا وها هنا حتى أشار إلى نواحي الأرض كلها اللهم
من أرادهم بسوء فأذيه كما يذوب الملح بالماء ولأحمد برجال الصحيح عن
أبي قتادته أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأرض سعد بأصل الحرة عند
بيوت السقيا ثم قال اللهم أن إبراهيم خليلك وعبدك ورسولك ونبيك دعاك
لأهل مكة وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة مثلما دعاك به
إبراهيم لمكة أدعوك أن
(1/134)
تبارك لهم في صاعهم ومدهم وثمارهم اللهم
حبب إلينا المدينة كحبنا مكة وأجعل ما بها من وباء يختم الحديد وللجندي
حديث اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وبارك لنا في مدها
وصاعها وأنقل حماها وأجعلها بالجحفة
(1/135)
ولأبن زبالة في حديث قدومه صلى الله عليه
وسلم ووعظ أصحابه إنه جلس على المنبر ثم رفع يديه ثم قال اللهم أنقل
عنا الوباء فلما أصبح قال أتيت هذه الليلة بالحمى فإذا بعجوز سوداء
ملببة بيدي الذي جاء بها فقال هذه الحمى فما ترى فيها فقلت اجعلوها
بخمّه وفي رواية له إنه أمر عائشه رضي الله عنها بالذهاب إلى أبي بكر
وموليه فرجعت فأخبرته فكره ذلك ثم عمد إلى بقيع الخيل وهو سوق
المدينة فقام فيه ووجهه إلى القبلة فرفع يديه إلى الله تعالى فقال
اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد اللهم بارك لأهل المدينة في
سوقهم وبارك لهم في صاعهم وبارك لهم في مدهم اللهم أنقل ما كان للمدينة
من وباء إلى مهيعة ولمسلم عن عائشة رضي الله عنه قدمنا المدينة وهي
وبية فأشتكى أبو بكر وأشتكى بلال رضي الله عنه فلما رأى رسول الله صلى
الله عليه وسلم شكوى أصحابه قال اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت مكة
أو أشد وبارك لنا في صاعها ومدها وحول حماها إلى الجحفة وللبخاري عنها
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال رضي
الله عنه وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقولالمدينة فقام فيه ووجهه إلى
القبلة فرفع يديه إلى الله تعالى فقال اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا
مكة أو أشد اللهم بارك لأهل المدينة في سوقهم وبارك لهم في صاعهم وبارك
لهم في مدهم اللهم أنقل ما كان للمدينة من وباء إلى مهيعة
(1/136)
ولمسلم عن عائشة رضي الله عنه قدمنا
المدينة وهي وبية فأشتكى أبو بكر وأشتكى بلال رضي الله عنه فلما رأى
رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوى أصحابه قال اللهم حبب إلينا المدينة
كما حببت مكة أو أشد وبارك لنا في صاعها ومدها وحول حماها إلى الجحفة
وللبخاري عنها لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو
بكر وبلال
(1/137)
رضي الله عنه وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى
يقول
كل امرئ مصبح في أهله ... والموت أدنى من شراكة نعله
وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقبرته ويقول
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... بواد وحولي أذخر وجليل
وهل أردن يوما ميساه مجنة ... وهل يبدون لي شامة وطفيل
(1/138)
اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة
وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشدّ اللهمّ
بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا وانقل حماها إلى الجحفة قالت
وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله تعالى وكان بطحان يجرى نجلا يعني ماء
أحبنا أي متغير
(1/139)
أو لأبن أسحق عنها لما قدم رسول الله صلى
الله عليه وسلم المدينة وهي أوبأ أرض الله تعالى من الحمى فأصاب أصحابه
منها بلاء وسقم وصرفه الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم قالت فكان أبو
بكر وعامر بن فهيرة وبلال موليا أبي بكر معه في بيت واحد فأصابتهم
الحمى فدخلت عليهم أعودهم وذلك قبل أن يضرب الحجاب وبهم ما لا يعلمه
إلا الله تعالى من شدّة الوعك فدنوت من أبي بكر فقلت كيف تجدك فقال كل
امرئ البيت فقلت والله ما يدري أبي ما يقول ثم دنوت إلى عامر بن فهيرة
فقلت كيف تجدك فقال
لقد وجدت الموت قبل ذوقه ... إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مجاهد بطوقه ... كالثور يحمي جلده بروقه
(1/140)
قالت فقلت ما يدري عامر ما يقول وكان بلال
إذا تركته الحمى اضطجع بفناء البيت وذكر ما سبق ولأبن زبالة لما قدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أصحابه فخرج يعود
(1/141)
أبا بكر فوجده بهجر فقال يا رسول الله لقد
لقيت الموت البيت فخرج من عنده فدخل على بلال فوجده بهجر وهو يقول ألا
ليت شعري البيتين ودخل على أبي أحمد بن جحش فوجده موعوكا فلما جلس إليه
قال
واحبذا مكة من وادي ... أرض بها تكثر عوّادي
أرض بها تضرب أو تأذى ... أرض بها أهلي وأولادي
أرض بها أمشي بلا هادي
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا أن ينقل الوباء من المدينة
فيجعله بخم وخم كما سيأتي قرب الجحفة وهي مهيعة وإنما دعا صلى الله
عليه وسلم بنقل الحمى إليها لأنها كانت دار شرك ولم تزل من يومئذ أكثر
بلاد الله حمى قال بعضهم وإنه ليتقي شرب الماء من عينها التي يقال لها
عين خم فقلّ من شرب منها الأحمّ
(1/142)
وللبيهقيّ في الحديث السابق عن هشام بن
عروة قال وكان المولود يولد بالجحفة فلا يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى
وله أيضا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهي أوبأ أرض الله
تعالى وواديها بصحان نجل يجري عليه الأثل قال هشام وكان وباؤها معروفا
في الجاهلية وكان إذا كان الوادي
(1/143)
وفي خبر ثنية الوداع ما يقتضي أنّ الداخل
كان يعشر بها أي ينهق كالحمار عشرة أصوات في طلق وإلا مات قبل أن يخرج
منها حتى قدم عروة بن الورد العبسي فلم يعشر فتركه الناس وتحويل مثل
هذا الوباء من أعظم المعجزات وللبخاريّ حديث رأيت امرأة سوداء ثائرة
(1/144)
الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت مهيعة
(1/145)
فتأوّلتها أنّ وباء بالمدينة نقل إلى مهيعة
ولأبن زبالة أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فجاءه إنسان كأنه
قدم من ناحية طريق مكة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل لقيت أحدا
قال لا ألا امرأة سوداء عريانة ثائرة الشعر فقال صلى الله عليه وسلم
تلك الحمى ولن تعود بعد اليوم أبدا وله أيضا حديث أصح المدينة من الحمى
ما بين حرة بني قريظة والعريض وحديث اللهم حبب إلينا المدينة وأنقل
وباءها إلى مهيعة وما بقي منه فاجعله تحت ذنب مشعط وحديث إن كان الوباء
في شيء من المدينة فهو في ظل مشعط
(1/146)
قلت ومشعط بالشين المعجمة كمرفق أطم لبني
هذيلة كان في غربي مسجدهم قرب البقيع وهذا يؤذن بمقام شيء من الحمى كما
هو اليوم فالذي نقل سلطانها أو أعيد الخفيف منها للتكفير لحديث أحمد
وغيره برجال الصحيح
(1/147)
عن جابر استأذنت الحمى على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال من هذه فقال ما شئتم أن شئتم دعوت الله تعالى
ليكشفها عنكم وإن شئتم تكون لكم طهورا قالوا أو تفعل قال نعم قالوا
فدعها وفي رواية وإن شئتم تركتموها وأسقطت بقية ذنوبكم
(1/148)
وله أيضا برجال ثقات أتاني جبريل بالحمى
والطاعون فأمسكت الحمى بالمدينة وأرسلت الطاعون بالشام فالطاعون شهادة
لأمتي ورحمة لهم ورجز على الكافرين وأن الموجود منها اليوم ليس حمى
الوباء بل رحمة ربنا ودعوة نبينا لما روى أحمد
(1/149)
في تفسير ما صح عن شرحبيل بن حسنة وغيره
إنه أي الطاعون رحمة ربكم ودعوة نبيكم
(1/150)
من قول أبي قلابة إنه صلى الله عليه وسلم
سأل ربه عز وجل أن لا يهلك أمته بسنة فأعطيها وأن لا يسلط عليهم عدوّا
من غيرهم فأعطيها وأن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فمنعه فقال
في دعائه فحمى إذا أو طاعونا كرره ثلاثا أي فحمى للموضع الذي عصم من
الطاعون فتضعف الأبدان عن إذاقة بعضهم بأس بعض فتمنعه وتطهرهم
(1/151)
وتكون حظهم من النار أو طاعونا للموضع الذي
لم يعصم منه وهذا الأخير قد ظهر لي من فهم الأحاديث وترجح عندي
(1/152)
وفي الصحيحين وغيرهما حديث على أنقاب
المدينة ملائكة يحرسونها لا يدخلها الطاعون ولا الدجال وللبخاريّ وغيره
حديث المدينة يأتيها الدجال فيجد الملائكة يحرسونها فلا يقربها الدجال
ولا الطاعون إن شار الله تعالى وقول إن شاء الله تعالى للتبرك للجزم
بذلك في بقية الأحاديث
(1/153)
وقرن الدجال بالطاعون مع كونه شهادة ورحمة
لما ثبت من تفسيره بوخز أعدائنا من الجنّ فقد منع منها مردة الجنّ كما
منع رأس مردة الأنس وأيضا فالطاعون سببه أشياء تقع من الأمة ففيه نوع
مؤاخذة وقد عوّضت المدينة عنه بالحمى
(1/154)
وقيل المعنى لا يدخلها من الطاعون مثل ما
يقع لغيرها كطاعون عمواس وهو مردود فلم تزل محفوظة منه مطلقا في سائر
الإعصار كما
(1/155)
جزم به أبن قتيبة وتبعه جمع جم من آخرهم
النوويّ وهذا القائل فسر الطاعون بالموت العام الفاشي والصواب إنّ
المراد به ما يكون عن ظعن الجنّ فيهيج به الدم في البدن فقد روى
الطبراني وغيره برجال ثقات حديث ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل
خرج من بعض الآفاق حتى إذا كان قريبا من المدينة ببعض الطريق أصابه
الوباء ففزع الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأرجو أن لا
يطلع علينا نقابها يعني طرق المدينة والمراد بالوباء هنا الطاعون
المعروف بعلاماته وإلا فموت الواحد
لا يفزع
(1/156)
ولا يسمى وباء عاما وفي الصحيح قول أبي
الأسود قدمت المدينة وهم يموتون بها موتا ذريعا فهذا وقع بالمدينة لكنه
غير الطاعون
(1/157)
ولأحمد برجال ثقات وأبن شيبة برجال الصحيح
حديث المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة على كل نقب منها ملك لا يدخلها
الدجال ولا الطاعون قلت كذا هو لا يدخلها بالأفراد فيحتمل عودها
للمدينة فقط وإن ثبت لما سيأتي عدم دخول الدجال لمكة فقد نقل جماعة عن
الطاعون العام سنة تسع وأربعين وسبعمائة إنه دخلها بخلاف المدينة فلم
ينقل ذلك فيها أو أن ليس كما ظن ناقله من كونه طاعونا وفي الصحيحين
حديث ليس بلد إلا سيعلوه الجبال إلا مكة والمدينة ليس نقب من أنقابها
إلا عليه ملائكة صافين يحرسونها فينزل السبخة ثم ترجف المدينة بأهلها
ثلاث رجفات أي بسبب الزلزلة التي تقع فيخرج إليه كل كافر ومنافق وفي
رواية فيأتي سبخة الجرف فيخرج إليه كل منافق ومنافقة وللبخاري لا يدخل
المدينة رعب المسيح لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان ولمسلم يأتي
المسح من قبل المشرق وهمته المدينة حتى ينزل دبر أحد ثم تصرف الملائكة
وجهه قبل المشرق وهنالك يهلك ولهما قصة خروج الرجل الذي هو خير الناس
من المدينة إليه إذا نزل بعض سباخها فيقول له أشهد أنك الدجال الذي
حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه الحديث بطوله فاختصبت بذلك
لكونها حضرة المبعوث بالحق ولا حمد برجال الصحيح أشرف رسول الله صلى
الله عليه وسلم على فلق من أفلاق الحرة ونحن معه فقال نعم الأرض
المدينة إذا خرج الدجال على كل نقب من أنقابها ملك لا يدخلها الدجال
فإذا كان ذلك رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات لا يبقى فيها منافق ولا
منافقة إلا خرج إليه وأكثرهم يعني من يخرج النساء وذلك يوم التخليص ذلك
يوم تنفى المدينة الخبث كما ينفي الكير وسخ الحديد يكون معه سبعون ألفا
من اليهود كل رجل منهم ساج وسيف محلى فيضرب قبته بهذا المضرب الذي
بمجتمع السيول الحديث بطوله وللطبراني يا أهل المدينة اذكروا يوم
الخلاص قالوا وما يوم الخلاص قال يقبل الدجال حتى ينزل بذباب فلا يبقى
في المدينة مشرك ولا مشركة ولا كافر ولا كافرة ولا منافق ولا منافقة
ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه ويخلص المؤمنون فذلك يوم الخلاص وقوله
بذباب أي بما يقابله من مجتمع السيول كما سبق وفي رواية ينزل الدجال
خذوا المدينة فأقول من يتبعه النساء والإماء ولا حمدوا الحاكم يجيء
الدجال فيصعد أحدا فيطلع فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه ألا ترون إلى
هذا القصر الأبيض هذا مسجد أحمد ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب من
أنقابها ملكا مصلتا سيفه فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه أي فسطاطه ولا
حمد ينزل الدجال في هذه السبخة بمر قناة أي ممرها ولابن ماجة ينزل عند
الطريق الأحمر عند منقطع السبخة وللزبيرين بكار ركب رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى مجتمع السيول فقال ألا أخبركم بمنزل الدجال من المدينة
ثم قال هذا منزله يريد المدينة لا يستطيعها يجدها متمنطقة بالملائكة
على كل نقب من أنقابها ملك شاهر سلاحه لا يدخلها الدجال ولا الطاعون
فينزل بالمدينة وبأصحاب الدجال زلزلة لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج
إليه وأكثر من يتبعه النساء فلا يعجز الرجل أن يمسك سفيهته ولأبي يعلي
برجال الصحيح في حديث الجساسة هو المسيح تطوى له الأرض في أربعين يوما
إلا ما كان من طيبة قال صلى الله عليه وسلم وطيبة المدينة ما باب من
أبوابها إلا وملك مصلت سيفه يمنعه وبمكة مثل ذلك يفزع ولا يسمى وباء
عاما وفي الصحيح قول أبي الأسود قدمت المدينة وهم يموتون بها موتا
ذريعا فهذا وقع بالمدينة لكنه غير الطاعون ولأحمد برجال ثقات وأبن شيبة
برجال الصحيح حديث المدينة ومكة محفوفتان بالملائكة على كل نقب منها
ملك لا يدخلها الدجال ولا الطاعون قلت كذا هو لا يدخلها بالأفراد
فيحتمل عودها للمدينة فقط وإن ثبت لما سيأتي عدم دخول الدجال لمكة فقد
نقل جماعة عن الطاعون العام سنة تسع وأربعين وسبعمائة إنه دخلها بخلاف
المدينة فلم ينقل ذلك فيها أو أن ليس كما ظن ناقله من كونه طاعونا
(1/158)
وفي الصحيحين حديث ليس بلد إلا سيعلوه
الجبال إلا مكة والمدينة ليس نقب من أنقابها إلا عليه ملائكة صافين
يحرسونها فينزل السبخة ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات أي بسبب
الزلزلة التي تقع فيخرج إليه كل كافر ومنافق وفي رواية فيأتي سبخة
الجرف فيخرج إليه كل منافق ومنافقة
(1/159)
وللبخاري لا يدخل المدينة رعب المسيح لها
يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان ولمسلم يأتي المسح من قبل المشرق
وهمته المدينة حتى ينزل دبر أحد ثم تصرف الملائكة وجهه قبل المشرق
وهنالك يهلك
(1/160)
ولهما قصة خروج الرجل الذي هو خير الناس من
المدينة إليه إذا نزل بعض سباخها فيقول له أشهد أنك الدجال الذي حدّثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه الحديث بطوله فاختصبت بذلك لكونها
حضرة المبعوث بالحق
(1/161)
ولا حمد برجال الصحيح أشرف رسول الله صلى
الله عليه وسلم على فلق من أفلاق
(1/162)
الحرة ونحن معه فقال نعم الأرض المدينة إذا
خرج الدجال على كل نقب من أنقابها ملك لا يدخلها الدجال فإذا كان ذلك
رجفت المدينة بأهلها ثلاث رجفات لا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج
إليه وأكثرهم يعني من يخرج النساء وذلك يوم التخليص ذلك يوم تنفى
المدينة الخبث كما ينفي الكير وسخ الحديد يكون معه سبعون ألفا من
اليهود كل رجل منهم ساج وسيف محلى فيضرب قبته بهذا المضرب الذي بمجتمع
السيول الحديث بطوله وللطبراني يا أهل المدينة اذكروا يوم الخلاص قالوا
وما يوم الخلاص قال يقبل الدجال حتى ينزل بذباب
(1/163)
فلا يبقى في المدينة مشرك ولا مشركة ولا
كافر ولا كافرة ولا منافق ولا منافقة ولا فاسق ولا فاسقة إلا خرج إليه
ويخلص المؤمنون فذلك يوم الخلاص وقوله بذباب أي بما يقابله من مجتمع
السيول كما سبق
(1/164)
وفي رواية ينزل الدجال خذوا المدينة فأقول
من يتبعه النساء والإماء ولا حمدوا الحاكم يجيء الدجال فيصعد أحدا
فيطلع فينظر إلى المدينة فيقول لأصحابه ألا ترون إلى هذا القصر الأبيض
هذا مسجد أحمد ثم يأتي المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها ملكا مصلتا
سيفه فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه أي فسطاطه ولا حمد ينزل الدجال في
هذه السبخة بمر قناة أي ممرها
(1/166)
ولابن ماجة ينزل عند الطريق الأحمر عند
منقطع السبخة وللزبيرين بكار ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
مجتمع السيول فقال ألا أخبركم بمنزل الدجال من المدينة ثم قال هذا
منزله يريد المدينة لا يستطيعها يجدها متمنطقة بالملائكة على كل نقب من
أنقابها ملك شاهر سلاحه لا يدخلها الدجال ولا الطاعون فينزل بالمدينة
وبأصحاب الدجال زلزلة لا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه وأكثر من
يتبعه النساء فلا يعجز الرجل أن يمسك سفيهته
(1/167)
ولأبي يعلي برجال الصحيح في حديث الجساسة
هو المسيح تطوى له الأرض في أربعين يوما إلا ما كان من طيبة قال صلى
الله عليه وسلم وطيبة المدينة ما باب من أبوابها إلا وملك مصلت سيفه
يمنعه وبمكة مثل ذلك
(1/168)
|