تحفة
الملوك = كتاب الْكسْب وَالْأَدب =
458 - مَرَاتِب الْكسْب طلب الْكسْب لَازم كَطَلَب الْعلم وَهُوَ أَنْوَاع
أَرْبَعَة فرض وَهُوَ كسب أقل الْكِفَايَة لنَفسِهِ وَعِيَاله وَقَضَاء
دينه
(1/267)
ومستحب وَهُوَ كسب الزَّائِد على أقل
الْكِفَايَة ليواسي بِهِ فَقِيرا أَو يصل بِهِ قَرِيبا وَهُوَ أفضل من نفل
الْعِبَادَة ومباح وَهُوَ كسب الزَّائِد على ذَلِك للتنعم والتجمل وَحرَام
وَهُوَ كسب مَا كَانَ للتكاثر والتفاخر وَإِن كَانَ من حل
459 - المكاسب أَرْبَعَة وَأفضل الْكسْب الْجِهَاد ثمَّ التِّجَارَة ثمَّ
الزِّرَاعَة ثمَّ الصِّنَاعَة
460 - أَنْوَاع الْعلم وَالْعلم أَيْضا أَنْوَاع أَرْبَعَة فرض وَهُوَ تعلم
مَا يحْتَاج إِلَيْهِ لأَدَاء الْفَرَائِض وَمَعْرِفَة الْحَلَال
(1/268)
وَالْحرَام فِي أَحْوَال نَفسه ومستحب
وَهُوَ تعلم الزَّائِد على مَا يحْتَاج إِلَيْهِ ليعلمه من يحْتَاج
إِلَيْهِ وَهُوَ أفضل من نفل الْعِبَادَة ومباح وَهُوَ تعلم الزَّائِد على
ذَلِك للزِّينَة والكمال وَحرَام وَهُوَ التَّعَلُّم ليباهي بِهِ الْعلمَاء
ويماري بِهِ السُّفَهَاء
461 - مَا يَنْبَغِي للْعَالم وَيجب على الْعَالم تَعْلِيم غَيره إِذا طلب
مِنْهُ إِلَى أَن يبلغ إِلَى الْمرتبَة الأولى وَلَا يجب على الْعَالم أَن
يُجيب عَن كل مَا يسْأَل عَنهُ إِلَّا إِذا علم أَن
(1/269)
مَا سُئِلَ عَنهُ لَا يُعلمهُ غَيره
462 - تَعْلِيم الْقُرْآن للْكَافِرِ وَلَو طلب كَافِر من مُسلم أَن
يُعلمهُ الْقُرْآن وَالْفِقْه فَلَا بَأْس بِهِ رَجَاء أَن يطلع على محاسنه
فَيسلم
(1/270)
فصل
463 - مَرَاتِب الْأكل الْأكل على ثَلَاث مَرَاتِب فرض وَهُوَ قدر مَا
ينْدَفع بِهِ الْهَلَاك وَيُمكن مَعَه الصَّلَاة قَائِما ومباح وَهُوَ أدنى
الشِّبَع بنية أَن يقوى على الْعِبَادَة وَيُحَاسب فِيهِ حسابا يَسِيرا إِن
كَانَ من حل وَحرَام وَهُوَ مَا زَاد على ذَلِك إِلَّا للصَّوْم فِي غَد
أَو لموافقة الضَّيْف
(1/271)
464 - تقليل الطَّعَام الْمُؤَدِّي إِلَى
الضعْف وَلَا تحل الرياضة بتقليل الْأكل إِلَى أَن يضعف عَن أَدَاء
الْعِبَادَات وَلَو وَاصل أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَمَاتَ عَاصِيا
465 - ترك المعالجة توكلاً وَلَو مرض فَترك المعالجة توكلاً على الله
فَمَاتَ لم يمت عَاصِيا
466 - الانبساط بأنواع الْفَوَاكِه والتنعم بأنواع الْفَاكِهَة مُبَاح
وَتَركه أفضل
467 - الْإِسْرَاف فِي الطَّعَام وَالْجمع بَين أَنْوَاع الْأَطْعِمَة
حرَام
(1/272)
468 - الاستخفاف بالخبز وَكَذَا وضع الْخبز
على الْمَائِدَة أَضْعَاف مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الآكلون وَكَذَا رفع الْخبز
على الخوان وَوَضعه تَحت الْقَصعَة لتعتدل وَكَذَا مسح الْأَصَابِع والسكين
فِي الْخبز وَإِن أكلهَا جَازَ أَو وضع المملحة عَلَيْهِ وَأكل وَجهه
خَاصَّة
469 - سنَن الْأكل وَمن سنَن الْأكل غسل الْيَدَيْنِ قبله وَبعده
وَالتَّسْمِيَة قبله وَالشُّكْر بعده
(1/273)
470 - الْمُضْطَر للطعام وَمن اشْتَدَّ
جوعه وَعجز عَن كسب قوته يجب على كل من علم بِحَالهِ إطعامه وَإِن لم يعلم
بِهِ أحد يجب عَلَيْهِ أَن يسْأَل وَيعلم بِحَالهِ فَإِن لم يفعل حَتَّى
مَاتَ كَانَ قَاتل نَفسه
471 - ضَابِط جَوَاز السُّؤَال وَمن لَهُ قوت يَوْمه لَا يحل لَهُ
السُّؤَال وَيُبَاح لَهُ الْأَخْذ
472 - السُّؤَال فِي الْمَسْجِد والسائل فِي الْمَسْجِد قيل يحرم
إِعْطَاؤُهُ وَالْمُخْتَار أَنه إِذا كَانَ لَا يتخطى رِقَاب النَّاس وَلَا
يمر بَين يَدي الْمُصَلِّين وَلَا يسْأَل النَّاس إلحافاً يُبَاح
إِعْطَاؤُهُ وَإِن كَانَ يفعل وَاحِدَة من هَذِه الثَّلَاثَة يحرم
إِعْطَاؤُهُ
(1/274)
473 - فضل الصَّدَقَة والمعطي للصدقة أفضل
من آخذها وَيَده هِيَ الْعليا
474 - التَّفْضِيل بَين الْفَقِير والغني وَالْفَقِير الصابر أفضل من
الْغَنِيّ الشاكر وَقيل لَا على الْعَكْس وَالْأول عِنْدِي أصح
475 - هَدَايَا الْأُمَرَاء وَاخْتلف الصَّحَابَة فِي جَوَاز قبُول
هَدِيَّة الْأُمَرَاء الظلمَة وَأكل طعامهم وَالْمُخْتَار أَنه إِذا كَانَ
أَكثر مَاله حَلَالا حل قبُول هديته وَأكل طَعَامه وَإِلَّا حرم
476 - حكم الْأَطْعِمَة فِي المناسبات وَطَعَام الْولادَة والعقيقة والختان
وقدوم الْمُسَافِر وَالْمَوْت لَيْسَ بِسنة وَطَعَام الْعرس سنة
(1/275)
وَتكره الضِّيَافَة بعد الثَّلَاث فِي
الْمَوْت
477 - تَصَرُّفَات الضَّيْف فِي الطَّعَام وَيكرهُ رفع الزلة إِلَّا بِإِذن
المضيف وَيحل للضيف فِي الْأَصَح أَن يطعم ضيفاً آخر وَأَن يطعم الْخَادِم
الْوَاقِف على الْمَائِدَة وَلَا يحل لَهُ أَن يُعْطي سَائِلًا أَو دَاخِلا
لحَاجَة أَو كَلْبا أَو هرةً للمضيف فَإِن أطْعم الْكَلْب أَو الْهِرَّة
خبْزًا محترقاً أَو فتات الْمَائِدَة حل ذَلِك
(1/276)
فصل
478 - مَرَاتِب اللّبْس واللبس على ثَلَاث مَرَاتِب فرض وَهُوَ قدر مَا
يستر بدنه وَيدْفَع عَنهُ ضَرَر الْحر وَالْبرد من وسط ثِيَاب الْقطن أَو
الْكَتَّان والقطن عِنْدِي أفضل ومستحب وَهُوَ لبس الثِّيَاب الجميلة
للتجمل والتزين وَإِظْهَار نعْمَة الله وَحرَام وَهُوَ لبسهَا للتكبر
وَالْخُيَلَاء
479 - لبس الثَّوْب المعصفر وَلبس الثَّوْب الْأَحْمَر والمعصفر حرَام
وَأفضل الثِّيَاب الْبيض
(1/277)
480 - إرخاء طرف الْعِمَامَة وَيسْتَحب
إرخاء طرف الْعِمَامَة بَين الْكَتِفَيْنِ إِلَى وسط الظّهْر وَقيل
مِقْدَار شبر وَقيل إِلَى مَوضِع الْجُلُوس
481 - ستر الْحِيطَان بالستائر وَيحرم إرخاء الستور فِي الْبيُوت وَستر
حيطانها باللبود وَنَحْوهَا للزِّينَة والتكبر وَيحل لدفع الْبرد
482 - مَرَاتِب الْكَلَام وَالْكَلَام على ثَلَاث مَرَاتِب مُسْتَحبّ
كالتسبيح والتحميد وَالتَّكْبِير والتهليل وَالصَّلَاة على النَّبِي صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم وَنَحْو ذَلِك ومباح وَهُوَ قَول الْإِنْسَان لغيره
تعال وقم وأقصد وَنَحْو ذَلِك
(1/278)
وَحرَام وَهُوَ الْكَذِب والغيبة والنميمة
والشتيمة والتملق والنفاق وَنَحْو ذَلِك
483 - الْمُبَاح من الْكَذِب وَيسْتَثْنى من الْكَذِب الْكَذِب فِي
الْحَرْب للخديعة وَفِي الصُّلْح بَين اثْنَيْنِ وَفِي إرضاء الرجل أَهله
وَفِي دفع ظلم الظَّالِم عَن الْمَظْلُوم
(1/279)
484 - التَّعْرِيض بِالْكَذِبِ فَإِن عرض
بِالْكَذِبِ لغير ضَرُورَة قيل يحرم وَقيل لَا يحرم مثل أَن يُقَال لَهُ كل
مَعنا فَيَقُول أكلت وَيَعْنِي بِهِ بالإمس
485 - مَا يسْتَثْنى من الْغَيْبَة وَيسْتَثْنى من الْغَيْبَة غيبَة
الظَّالِم عِنْد الشكوى مِنْهُ وغيبة وَاحِد
(1/280)
لَا بِعَيْنِه من جمَاعَة
(1/281)
فصل
486 - ذكر الله فِي غير مَوْضِعه وَيحرم التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير
وَالصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد عمل محرم أَو عرض
سلْعَة أَو فتح فقاع وَنَحْوهَا وَلَو أَمر الْعَالم بذلك أهل مَجْلِسه أَو
أَمر الْغَازِي بِهِ وَقت المبارزة حل وَالتَّسْبِيح فِي مجْلِس الْفسق
بنية مخالفتهم وَفِي السُّوق بنية تِجَارَة الْآخِرَة حسن
(1/282)
وَهُوَ أفضل من التَّسْبِيح فِي غير
السُّوق
487 - الترجيع فِي الْقِرَاءَة وَالْأَذَان والترجيع فِي قِرَاءَة
الْقُرْآن حرَام فِي الْمُخْتَار على الْقَارِي وَالسَّامِع وَكَذَا فِي
الْأَذَان
488 - قِرَاءَة الْقُرْآن عِنْد الْقُبُور وَكره أَبُو حنيفَة قِرَاءَة
الْقُرْآن عِنْد الْقُبُور وَقَالَ مُحَمَّد لَا يكره وَينْتَفع بِهِ
الْمَيِّت وَهَذَا هُوَ الْمُخْتَار
(1/283)
489 - تَصَرُّفَات الصُّوفِيَّة وَيجب منع
الصُّوفِيَّة الَّذين يدعونَ الوجد والمحبة عَن رفع الصَّوْت وتمزيق
الثِّيَاب عِنْد سَماع الْغناء لِأَن ذَلِك حرَام عِنْد سَماع الْقُرْآن
فَكيف عِنْد سَماع الْغناء الَّذِي هُوَ حرَام خُصُوصا فِي هَذَا الزَّمَان
490 - نصيحة الْمُؤلف اعْلَم أَيهَا الْأَخ الْعَزِيز وفقك الله تَعَالَى
وإيانا لما يُحِبهُ ويرضاه إِن سَعَادَة الدُّنْيَا فانية وسعادة الْآخِرَة
بَاقِيَة قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَو كَانَت الدُّنْيَا
ذَهَبا يفنى وَالْآخِرَة خزفاً يبْقى لاخترت الْآخِرَة على الدُّنْيَا
لوَجَبَ على الْعَاقِل أَن يخْتَار الْآخِرَة على الدُّنْيَا وسعادة
الْآخِرَة إِنَّمَا تحصل بتقوى الله تَعَالَى وَالتَّقوى اجْتِنَاب
مَحَارمه وَهِي وَصِيَّة الله تَعَالَى لجَمِيع الْأُمَم كَمَا قَالَ
(1/284)
تَعَالَى {وَلَقَد وصينا الَّذين أُوتُوا
الْكتاب من قبلكُمْ وَإِيَّاكُم أَن اتَّقوا الله} فَعَلَيْك أَيهَا الْأَخ
بالتقوى والاستعداد للقاء الله عز وَجل ونعيم الْآخِرَة وَالسَّلَام وَصلى
الله على مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل تمت
تحفة الْمُلُوك فِي شهور عشر ربيع الأول سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسبع مئة
(1/285)
|