نهاية المطلب في دراية المذهب

الفصل الثامن نسخ المخطوط، تعريفٌ ووصف

(المقدمة/377)


بين يدي التعريف والوصف
سيطول القول إذا وصفنا ما قمنا به من بحثٍ مستقصٍ في فهارس خزائن المخطوطات حول العالم، ورجعنا إليهم من أهل هذا في مراكز البحوث التي تملك القاعدة للبيانات والمعلومات عن المخطوطات حول العالم.
وما تهيأ لنا من زيارات لمكتبات مصر، والسعودية، واستانبول، ولندن، وباريس، والهند، وباكستان، وتونس والجزائر.
سيطول بنا القول إذا وصفنا كل ذلك، وما كلفنا من جهد ومال، وما هو أغلى من المال.
ولذا نكتفي باستعارة جملة موجزة من الدكتور قاسم السامرائي تعبر عما لقيناه، حيث يقول: " يحتاج المحقق إلى عمر النسور، وخزائن قارون للجري وراء صور المخطوطات، ناهيك عن الصعوبات التي لا يعرفها إلا من عانى التحقيق وتلوَّع قلبه في الحصول على مصورات عن مخطوطات موجودة، ومسجلة في فهارس منشورة ... أما الحصول على مصورة لمخطوطة من مكتبات تركيا، فهو حديث خرافة " (1).
__________
(1) علم الاكتناه العربي الإسلامي: 88 بتصرف.

(المقدمة/378)


نُسخ المخطوط، تعريف ووصف
لم تسعفنا المقادير بنسخة واحدة كاملة، ولكن الحمد لله على ما بقي؛ فقد وجدنا أجزاء متفرقة من نسخٍ متعددة، بلغت ثلاثاً وعشرين نسخة، منها ما وجدنا منه جزءاً واحداً وهو معظمها، وأكثر ما وجدناه من نسخة واحدة هو عشرة أجزاء.
وهذه النسخ تختلف في تجزئتها، فبعضها بلغ بأجزائها إلى أكثر من ثلاثين جزءاً، وبعضها لم يزد في تجزئتها عن العشرين جزءاً، ومجموع هذه النسخ بأجزائها يكوّن نسخة واحدة، تتكرر في بعض المواضع حتى نجد خمس نسخ في موضع واحد، ولكن في مواضع كثيرة لم نجد إلا نسخة وحيدة، بل وجدنا خرماً في هذه النسخة الوحيدة مرة بسقوط ورقة، ومرة بامّحاء عدة أوراق، أما الخرم الأكبر، فهو ما كان من أواخر ربع المعاملات وأوائل ربع المناكحات (ويشمل هذا الخرم فصولاً من قسمة الفيء، وباب قسم الصدقات، وباب من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم في النكاح وباب الترغيب في النكاح، وباب ما على الأولياء) وفي النية -إن شاء الله- أن نسدّ هذا الخرم بما نجده من مختصر (صفوة المذهب).
وقد اتخذنا رمزاً لكل نسخة، تقع كلُّ أجزائها تحت هذا الرمز، بل إننا وضعنا الرمز أحياناً لعدة نسخ، لأنها جاءت من بلدٍ واحد، ووضعها مفهرسو الخزانة تحت رقمٍ واحدٍ، وكأنها نسخة واحدة، مثال ذلك الرمز (ت) للمجلدات التي مصدرها تركيا، والتي بلغت ثلاثة وعشرين مجلداً من خزانة واحدة، وهي من ست نسخ، وقد ميزنا كل نسخة بوضع رقم للرمز ذاته، هكذا: ت 1، ت 2، ت 3، ت 4، ت 5، ت 6، وكان هذا أيسر وأوضح من اتخاذ أكثر من عشرين رمزاً، لثلاث وعشرين نسخة.
وهاك وصف هذه النسخ:

(المقدمة/379)


النسخة الأولى:
ت 1: وجدنا منها الأجزاء الثلاثة الأولى من أول الكتاب، وتشمل: كتاب الطهارة، وكتاب الصلاة، وأول كتاب الزكاة إلى آخر باب البيع في المال الذي فيه الزكاة بالخيار، (وتقع هذا الأجزاء -على التوالي- في 232، 221، 229 ورقة).
ووجدنا منها أيضا الجزء الخامس، الذي يقع في 224 ورقة، ويبدأ من أول كتاب البيوع إلى آخر باب تجارة الوصي بمال اليتيم.
* كتبت هذه النسخة بخط نسخ معتاد، ناسخها عزّ بن فضائل بن عثمان القرشي الحموي.
* كتبت سنة 606 هـ.
* مقاس: 17×25 سم.
* مسطراتها: في كل صفحة 19 سطراً.
وهي نسخة جيدة فيما يأتي:
* ندرة التصحيف والتحريف مما يشهد بأن كاتبها على علمٍ بما يكتب.
* وضوح الرسم؛ فليس هناك تداخل بين الكلمات، ولا بين الحروف في الكلمة الواحدة، والحروف واضحة القسمات لا يشتبه بعضها ببعض، متناسقة في حجمها وترتيبها.
* تعنى بالنقط إلى حدٍّ بعيد.
ومع ذلك فمن مثالبها ما يأتي:
* أسرفت في الضبط، بمعنى أنها تضبط ما لا يحتاج إلى ضبط، فتجدها تضع فتحة على (القاف) من كلمة (قال) و (الباء) من كلمة (باع)، و (ضمة) على العين في كلمة (باعوا)، و (الهاء) في كلمة (لكنه) ... وهكذا.
* ومن هنا أخطأت في ضبط كثير من الكلمات، بحيث تضلل القارىء لو استسلم لها، فتضبط مثلاً: (مِلْك) تجعلها (مُلك).

(المقدمة/380)


* وفي كثير من الأحيان يكون سبب الخطأ في الضبط عدم وضع علامة الضبط على الحرف المقصود تماماً، بمعنى أن تتحرك علامة الضبط، فتقع فوق الحرف التالي للحرف المقصود، مثل: (القَدْر)، تتحرك الفتحة، فتقع فوق الدال، فتصير (القدَرْ).
ومع هذا تظلّ هذه النسخة من أجود النسخ، وقد اتخذناها أصلاً حيث وُجدت، بل كانت هي النسخة الوحيدة في كتاب الطهارة من أوله إلى أول كتاب الحيض (1).
...

النسخة الثانية:
ت 2: وهي نسخة أجود ما فيها خطها، فقد كتبت بخط نسخي غاية في الجودة.
وتاريخ نسخها القرن السادس.
* مقاس: 17×25 سم
* مسطراتها: في كل صفحة 17 سطراً.
وقد وقع لنا منها: عشرة أجزاء وهي على الترتيب.
الثاني: ويقع في 206 ورقة، ويبتدىء بأول كتاب الحيض، وينتهي بالفصل الثاني في تفصيل القول في الأمي، وهو من لا يحسن قراءة الفاتحة.
الثالث: ويقع في 195 ورقة، من أول فرع: إذا كان يحسن آية من غير الفاتحة، وينتهي بأثناء باب صفة الأئمة.
الخامس: ويقع في 197 ورقة، يبتدىء بأول كتاب الزكاة، وينتهي بآخر باب الدين مع الصدقة (من كتاب الزكاة).
التاسع: ويقع في 257 ورقة، ويبتدىء بأول بيع الغرر، وينتهي بأثناء باب الرهن.
__________
(1) قبل أن يقدر لنا الحصول على نسخة (ل)، (م).

(المقدمة/381)


العاشر: ويقع في 239 ورقة، ويبتدىء بباب الرهن والحَمِيل في البيع، وينتهي بآخر كتاب الحوالة.
الثاني عشر: ويقع في 268 ورقة، ويبتدىء ببقية كتاب الضمان، وينتهي بآخر كتاب الشفعة.
الخامس عشر: ويقع في 240 ورقة، ويبتدىء بباب التقاط المنبوذ، وينتهي بأثناء كتاب الفرائض.
الحادي والعشرون: ويقع في 198 ورقة، ويبتدىء بباب اجتماع الولاة وتفرقهم، وينتهي بأثناء باب نكاح المشرك.
الخامس والعشرون: ويقع في 153 ورقة، ويبتدىء بكتاب الخلع، وينتهي بأثناء كتاب الطلاف.
السابع والعشرون: يقع في 162 ورقة، ويبتدىء بباب المطلقة ثلاثاً، وينتهي بأثناء باب كيف يكون اللعان.
وأهم سمات هذه النسخة ما يأتي:
* جودة الخط التي تشهد بأن صاحبها ناسخ محترف صرف همه إلى جودة الخط، فلم يحسن غيره!
* يظهر أثر احتراف الناسخ في تجزئة النسخة، حيث ينهي الجزء في أثناء الفصل قاطعاً للسياق، حرصاً منه على تكثير عدد الأجزاء، بصرف النظر عن تكامل الفصول أو الأبواب.
* كثيرة التصحيف والتحريف، الذي لا تكاد تسلم منه صفحة واحدة من صفحاتها، مما يشهد بأن ناسخها لا علاقة له بالعلم الذي ينسخه، بل ولا بعلمٍ غيره، فهو يحسن رسم الحروف لا غير ...
* تكاد تلتزم النَّقْط (الإعجام) وما أكثر الخلل فيه.
* أما الضبط، فهو يوزع علاماته يميناً وشمالاً، وفوق وتحت من غير خطامٍ ولا زمام، ولعله يجمل الخط بذلك، ولا يعنيه خطأ أو صواب.

(المقدمة/382)


* يكثر فيها السقط بسبب رجع البصر، وبغيره أيضاً.
* فيها ما يشهد ببقايا عجمة أصيلة في ناسخها. مثل: تذكير الضمير في مثل " وسبب ذلك جهلها بالنوبة التي استحيضت فيه ".
...

النسخة الثالثة:
ت 3: ووقع لنا منها أربعة أجزاء.
* كتبت سنة 622 هـ.
* بقلم نسخ نفيس جداً.
* وكاتبها هو عبد الصمد بن مرتضى بن رحمة بن رفاعة الكندي.
*مقاس: 20×28 سم.
* مسطراتها: 25 سطراً.
والأجزاء التي وجدناها من هذه النسخة هي:
السابع: ويقع في 189 ورقة، يبتدىء بأول كتاب إحياء الموات، وينتهي آخر كتاب الفرائض.
الثامن: ويقع في 220 ورقة، ويبتدىء بأول كتاب الوصايا وينتهي بأثنائه.
العاشر: ويقع في 202 ورقة، ويبتدىء بباب ما جاء في الكلام الذي ينعقد به النكاح، وينتهي بآخر كتاب النكاح، يتلوه كتاب الخلع.
الثالث عشر: يقع في 218 ورقة، ويبتدىء بكتاب الجراح، وينتهي بآخر باب كفارة القتل، يتلوه في الذي يليه: باب الشهادة على الجناية.
وأهم ما تتصف به هذه النسخة ما يأتي:
* وضوح الخط.
* تُعنى بالنقط.
* بها شيء من السقط، وترك بياض.

(المقدمة/383)


* بينها وبين نسخة (ح) نسب واضح؛ فهما من أم واحدةٍ، فبرغمِ تباين الخط، وتباعد الزمن فهناك، أكثر من دليل أو قرينة تؤكد ما نقول، منها:
اتفاق النسختين على الخطأ في كثير من الأحوال، وقد يكون هذا الخطأ في رقم حسابي لا مجال للتصحيف أو التحريف فيه، مثل اتفاقهما على وضع لفظ (عشرة) مكان لفظ (أربعة) خطأّ في مسألةٍ من مسائل الوصايا.
فمثل هذا الخطأ لا يكون الاتفاق عليه مصادفة، بل هو من الأصل الذي نقل عنه الناسخان.
* لم يسلم كاتبها من عجمة قديمة ظهرت في إعادة ضمير المذكر على المؤنث والعكس، والجمع بين (أل) والإضافة، ونحو ذلك.
وربما كان من الأدلة على ذلك أنه كان يتوقف في بعض الألفاظ والجمل، فلا يجازف بنسخها، بل يبيّض لها، ويترك مكانها.
على حين كان كاتب نسخة (ح)، (وهما منقولتان عن أصلٍ واحد) يجتهد في ملء هذا البياض، وإقامة النص، فلم يترك بياضاً مما تركه كاتب (ت 3)؛ وربما يكون ذلك من تورّعه، وليس من عجمته، والله أعلم.
...

النسخة الرابعة:
ت 4: كتبت في القرن السابع.
* بقلم نسخ جيد.
* والذي وقع لنا منها جزء واحد، وهو الجزء التاسع عشر.
* ويقع في 117 ورقة يبتدىء بباب الشهادات على الجناية، وينتهي بباب قطاع الطرق.
* مقاس: 16×24 سم
* مسطراتها: 21 سطراً
***

(المقدمة/384)


النسخة الخامسة:
ت 5: كتبت في القرن السابع.
* بقلم نسخ معتاد.
* والذي وجدناه منها جزء واحد فقط، وهو الجزء العشرون.
* ويقع هذا الجزء في 241 ورقة، مقاس 6×25 سم.
* مسطراتها: 21 سطراً.
ويبتدىء بباب الشهادة على الشهادة، وينتهي بكتاب عتق أمهات الأولاد، وهو آخر الكتاب.
وأهم ما يميز هذه النسخة هو:
* ذهاب بعض كلمات وبعض أسطر بسبب بلل أصاب أطراف بعض الصفحات.
* كثرة التصحيف والتحريف.
* ترك بياض أحياناً.
* سقطٌ ضاع بسببه أكثر من ورقة، في أكثر من موضع، وبخاصة في أواخرها.
...

النسخة السادسة:
ت 6: كتبت في القرن السابع.
* مقاس: 21×28 سم.
* مسطراتها: في كل صفحة 25 سطراً.
وقد وقع لنا منها مجلدان:
أحدهما - يشمل الأجزاء: التاسع عشر، والعشرون، والحادي والعشرون.
وهو في 340 ورقة.
ويبتدىء بأثناء كتاب الخلع، وينتهي بآخر كتاب النفقات. أي آخر ربع المناكحات.

(المقدمة/385)


ثانيهما - يشمل الأجزاء الخامس والعشرون، والسادس والعشرون والسابع والعشرون، وهو في 328 ورقة.
يبتدىء بأثناء كتاب الصيد والذبائح، وينتهي بأثناء عتق أمهات الأولاد، وهو آخر الكتاب (أي أنه ذهب من آخر الكتاب نحو ورقة).
* ويلاحظ أن كل مجلد من هذين المجلدين لا يفصل في ثناياه بين الأجزاء التي يقول عنوان غلافه أنه يحويها، بمعنى أن الكلام في كل مجلد والترقيم متصل من أوله إلى نهايته، وكأنه جزء واحد، فلا نجد فاصلاً يبين نهاية أي جزء وبداية جزء آخر، وكأن الناسخ أضرب صفحاً عن تجزئه النسخة المنقول عنها، وجعل الثلاثة جزءاً واحداً.
وتتميز هذه النسخة بما يأتي:
* أنها من أصح النسخ -إن لم تكن أصحها- التي وجدناها لهذا الكتاب.
* يندر جداً أن يقع فيها تصحيف أو تحريف، وحيثما تجده -إذا وجدته- فليس هو من المستبشع الذي يدل على عدم الفطنة والجهل، بل تجده من المحتملات المشتبهات.
* يقل فيها (الضبط) و (النقْط) فهو لا يضبط إلا ما يشكل، وسواء من بنيه الكلمة، (الفاء أو العين) أو آخرها، أي إعرابها.
* كتبت بخط دقيق بحيث تسع الورقة الواحدة نحو أربع ورقات من نسخة (ت 2).
* ومع دقة الخط، وعدم تجميله، فهو في غاية الوضوح.
* كل هذا يشهد بأن كاتبها من أهل العلم، وليس ناسخاً محترفاً، بل هو -فيما أُقدّر- أحد العلماء، نسخها لنفسه، وقد حرمنا من معرفة اسمه ذهابُ الورقة الأخيرة من النسخة.
***

(المقدمة/386)


النسخة السابعة:
س: رمزنا لها بهذا الحرف؛ أخذاً من مصدرها، مدينة سوهاج بصعيد مصر.
* تاريخ نسخها 633 هـ.
* مقاس: 17×23 سم
*مسطراتها في كل صفحة 19 سطراً
* ناسخها عبد الله بن جبرائيل بن عبد الله.
* والذي وقع لنا منها جزء واحد، هو الجزء السادس عشر، ويقع في 186 ورقة، ويبتدىء من أثناء كتاب الوصايا: فصل -فإن كان أكثر من الثلث، فأجاز الورثة في حياته، لم يجز ذلك، وينتهي بفصلٍ- ذكر الشافعي في أثناء كلامه: " وإن منع الإمام من الفيء إذا فضل عن كفاية المرتزقة ... إلخ " من باب تفريق أربعة أخماس الفيء.
* وهي بخط واضح، وبها أثر بلل ذهب بكثير من كلمات ورقاتها الأولى.
* قليلة السقط والخلل.
* كذلك يقل فيها التصحيف والتحريف.
...

النسخة الثامنة:
ح: نسبةً إلى مصدرها مدينة حلب بسورية.
* تاريخ نسخها 666 هـ.
* مقاس: 16×23 سم.
* مسطراتها: في كل صفحة 25 سطراً
* والذي وقع لنا منها مجلد واحد به قدرٌ من كتاب الوصايا يشمل 113 ورقة من أصل 149 ورقة هي كل أوراق هذا المجلد، ويتلوه بعد الوصايا كتاب الوديعة كاملاً، ثم يبدأ كتاب قسم الفيء، وينتهي المجلد قبل تمامه بفصل قال: ولو كان لرجل أجير يريد أن يجاهد.

(المقدمة/387)


* وهذا المجلد يحوي مجلدين؛ ففي الورقة رقم 65 في أثنائها يقول: انتهت المجلدة الرابعة عشرة، ويضع البسملة، ويستمر.
* كثيرة التصحيف والتحريف، ناسخها محترف يرسم ما أمامه بدون أدنى محاولة للفهم، فيجمع بين الكلمتين ويجعلهما كلمة واحدة، ويقطع الكلمة الواحدة، فيجعلها كلمتين، بصورة عجيبة، مثل: " الوصية لأصهاره " يكتبها: " الوصية لأمه تاره ".
* وفيه عجمة واضحة جعلته يكتب كلمة (الحرية) = (الهرية).
* راجع وصف نسخة (ت 3) فبينها وبين هذه النسخة (ح) نسب وثيق.
...

النسخة التاسعة:
ط: نسبة إلى مكتبة طلعت بدار الكتب القومية.
* كتبت بخط نسخ حديث جيد.
* تاريخ نسخها 18 شعبان 1330.
* مسطراتها: 21 سطراً.
* كاتبها أحد النساخ المتمرسين المتخصصين بدار الكتب المصرية، وهو عبده محمود حمدي.
* لم يشر إلى الأصل المنقولة منه.
* ومن العجيب أننا لم نجد في مقتنيات دار الكتب هذا الأصل كله، فيما وجدناه من أجزاء النهاية.
* كتبت هذه النسخة -كما جاء في خاتمتها- لحساب (العلامة الحسيب النسيب الحبر البحر الفهامة، والعالم العلامة حضرة السيد أحمد بك الحسيني).
* قلت: هذا أحد العلماء الكبار الذين أنجبتهم أمتنا، وهو يذكرنا بالإمام القفال الذي كانت صناعته الأقفال في صدر عمره، فصاحبنا أيضاً كان نحاساً، بل كان شيخاً لطائفة النحاسين (صناع القدور والأواني النحاسية)، وكان ينقطع للعلم وقت فراغه

(المقدمة/388)


من حرفته، إلى أن انقطع له تماماً، له العديد من المؤلفات والرسائل، وبلغ من قدرته العلمية أنه تصدّى لشرح (الأم) للإمام الشافعي شرحاً مطوّلاً، حتى وقع ربع العبادات في 24 مجلداً، وقد سمى هذا الشرح اسماً لطيفاً هو: (مرشد الأنام لبرّ أم الإمام).
ولم يمهله القدر لإتمامه، فقد توفي بعد عامين فقط من كتابة نسختنا هذه له.
* والذي وقع لنا من هذه النسخة الأجزاء: 4، 5، 6.
الجزء الرابع: ويبتدىء من أول باب استقبال القبلة، وينتهي بباب وجوب الجمعة.
الجزء الخامس: يقع في 232 ورقة ويبتدىء بباب الغسل للجمعة والخطبة، وينتهي بباب البيع في المال الذي تجب فيه الزكاة.
الجزء السادس: في 254 ورقة ويبتدىء بباب زكاة المعدن، وينتهي بباب إحرام العبد والمرأة.
* وقد اتخذنا هذه النسخة بكل أجزائها نصاً مساعداً (أحياناً) حين تستغلق قراءة جملة، أو تتصحف كلمة؛ فقد كان معها في كل أجزائها نسخ عتيقة أصيلة.
والحمد لله.
...

النسخة العاشرة:
ك: نسبة إلى مصدرها مدينة الإسكندرية.
* كتبت بخط نسخ جيد.
* تاريخ نسخها: جاء في خاتمتها: " فرغ من نسخه بحمد الله ومنِّه يوم الخميس سلخ شهر رجب المبارك، شهر الله (ثم كلمات استحالت قراءتها انتهت بقوله: وستمائة) فهي إذاً من القرن السابع.
* ناسخها: أحمد بن عبد الرحيم الشافعي التنوخي بالجامع الأعلى بحماة المحروسة.

(المقدمة/389)


* والذي وقع لنا منها جزء واحد هو الجزء الثاني في 145 ورقة.
* مقاس: 24×18 سم.
* مسطراتها: 23 سطراً.
ويبتدىء بأول كتاب الزكاة.
وينتهي بكتاب الحج.
* يكثر فيها الوهم والتصحيف والتحريف الذي يدركه القارىء بسهولة.
* يقل فيها السقط ورجع البصر.
* واضحة الخط سهلة القراءة.
* مشوشة الترتيب في مواضع كثيرة، بمعنى أن أوراقها تفرقت وتناثرت فجمعها من جلدها كيفما اتفق، ورقمها على هذا التشويش، مما يجعل الاستفادة منها تحتاج إلى معاناة وجهد، ولكن الوصول إلى الترتيب الصحيح مع ذلك لم يكن مستحيلاً.
* أصابها بلل في أواخرها ذهب بأسطر من رأس الصفحات وأخرى من آخرها.
...

النسخة الحادية عشرة:
ي: نسبة إلى مصدرها (اليمن).
* كتبت بخط نسخ معتاد.
* تاريخ نسخها: بآخرها: بلغ مقابلة سنة 674 هـ.
* ناسخها: لم يسجل في آخرها اسم ناسخها.
* والذي وقع لنا منها جزء واحد، هو الجزء الثامن في 218 ورقة.
* مقاس 17×25 سم.
* ومسطراتها: 21 سطراً.
ويبتدىء بأثناء العارية.

(المقدمة/390)


وينتهي بآخر كتاب المساقاة. (يتلوه في التاسع كتاب الإجارة).
* مبتور من الأول.
* وهي نسخة جيدة قليلة التصحيف والتحريف.
* يقل فيها السقط، بل يكاد ينعدم.
* يكثر استخدام النقط، ويقل الضبط بالشكل.
...

النسخة الثانية عشرة:
هـ 1: نسبة إلى مصدرها الظاهرية.
* وقد وصلنا منها مجلد واحد، يغلب على الظن أنه الجزء الثالث.
* لم يعرف تاريخ نسخه، ولا اسم ناسخه، ونرجح أنه من القرن السابع.
* أصابه البلل إصابة بالغة ذهب بعشر ورقاتٍ كاملة من أوله، وبأجزاء متفاوتة من نحو أربعين ورقة بعدها.
* يقع في 222 ورقة.
* مسطراتها مختلفة اختلافاً بيِّناً تتراوح السطور ما بين 22 إلى 17 سطراً.
* تبدأ من أثناء زكاة التجارة إلى باب إحرام العبد (آخر كتاب الحج).
* مكتوب بخط نسخ جيد.
* يكاد يلتزم النقط، ويكثر من الضبط بالشكل.
* يقل في هذه النسخة التصحيف والتحريف، والسقط.
...

النسخة الثالثة عشرة:
هـ 2:
* تاريخ نسخها: 24 شعبان سنة 565 هـ.
* ناسخها: لم نجد ما يدلّ عليه.

(المقدمة/391)


* وقد وصلنا منها مجلدان، يختلف الخط قليلاً في أحدهما عن الآخر، ولكن سوّغ لنا عدَّهما نسخة واحدة أمران:
أحدهما -أن التمليك والوقف- على الغلاف واحد.
ثانيهما - أنه مع وجود بعض الاختلاف في نوع الخط؛ حيث يقرب في أحد المجلدين من الخط الفارسي، ويقرب في الثاني من النسخ إلا أننا نكاد نقطع بأن الناسخ واحد.
* أحد المجلدين يقع في 250 ورقة، كامل الأول والآخر، يبتدىء بكتاب البيع، وينتهي بنهاية كتاب الحجر، وليس في بدايته ولا نهايته ما يفيد برقم الجزء.
* وثاني المجلدين يقع في 256 ورقة، منها سبع عشرة ورقة بخطٍّ مغاير لباقي المجلد؛ إذ كُتبت بخط نسخ جيد كامل النقط، وكثير الضبط بالشكل، وبدأت هذه الصفحات بالبسملة والدعاء كأنها جزء خاص، ثم بدأ باقي المجلّد بالبسملة والدعاء، واستغرق 249 ورقة، أي ما بقي من المجلد، وهي وحدها تكوّن جزءاً مستقلاً، ألحقت به الأوراق السبع عشرة الأولى.
لم نعرف رقم الجزء لا من بدئه ولا من نهايته، أما ما جاء على غلافه بأنه الجزء السابع عشر، فلا ندري أهو خاص بالأوراق الأولى، أم بالمجلد كله.
* يبتدىء من أثناء القسامة إلى نهاية كتاب الصيد والذبائح، يتلوه في الذي يليه كتاب الضحايا.
* هذه النسخة غاية في الدقة والجودة.
* كاتبها على علمٍ بما يكتب، لا يكتب إلا بفهم، ولذا استقامت عبارتها، وكاد أن ينعدم فيها التصحيف والتحريف.
* قوبلت على الأصل المنقولة منه في عدة مجالس، يظهر ذلك مسجلاً على هوامشها، وفي نهايتها " بلغ مقابلة ".
* كما قوبلت على نسخة أخرى وسجلت الفروق في الهامش.
* كتب مجلدها الأول -كما أشرنا- بخط قريب من الخط الفارسي، وهذا المجلد

(المقدمة/392)


أكثر جودة من الآخر، مع أنه كتب بخط دقيق جداً، والكلمات أقرب إلى التداخل والتراكب، ولعل ذلك لقلة الكاغد، وعدم القدرة على ثمنه، ولذلك تسع الورقة الواحدة من هذا المجلد ما يملأ خمس ورقات أو أكثر من بعض النسخ.
* تختلف مسطرات هذا المجلد اختلافاً بيناً ما بين 23 - 27 سطراً في الصفحة الواحدة.
* يكاد النَّقط أن ينعدم في هذا المجلد، أما الضبط بالشكل، فلا وجود له بتاتاً.
* تصعب القراءة في هذا المجلد جداً، ولكن بعد شيء من الوقت والجهد،
والمعاناة والدُّربة يصبح الخطُّ مألوفاً معروفاً، وعندها تكون المتعة بقراءة نصٍّ صحيح مستقيم.
* أما مجلدها الآخر، فقد كتب بخط قريب من النسخ، لا يُعنى صاحبه بتجويده وتجميله بقدر ما يعنى بتصويبه وتوضيحه، فأحياناً يكون في الكلمة الواحدة حروف دقيقة وأخرى ضخمة؛ حيث يلجأ إلى تصويب الحرف أو توضيحه بإعادة الضغط على القلم، وزيادة المداد؛ فجاءت الكلمات غير متناسقة حجماً، وكذلك الحروف في الكلمة الواحدة.
* ومسطرات هذا المجلد مختلفة وتتراوح ما بين 24 - 27 سطراً.
* في هذا المجلد قليل من النَّقط، أما الضبط بالشكل، فلا وجود له، كسابقه.
* في هذا المجلد القليل من السقط.
* مع أنهما يشتركان في الجودة إلا أن هذا أقل جودة من الأول، بالرغم من أنهما لناسخٍ واحد كما أشرنا.
...

النسخة الرابعة عشرة:
هـ 3:
* وقد وجدنا منها الجزء الثاني عشر.
* يقع هذا الجزء في 280 ورقة.

(المقدمة/393)


مسطراتها 15 سطراً في الصفحة.
* يبتدىء هذا الجزء من أول كتاب الشفعة وينتهي بآخر كتاب المساقاة، يتلوه في الذي يليه كتاب الإجارة.
* كتب بخط نسخ جيد.
* يلتزم النقط تقريباً.
* يقل استعمال الضبط بالشكل.
...

النسخة الخامسة عشرة:
هـ 4:
* ولم نجد منها أيضاً إلا جزءاً واحداً، هو الجزء السادس والعشرون، كما ظهر من خاتمته.
* يقع هذا الجزء في 227 ورقة، ومسطراتها 17 سطراً في الصفحة الواحدة.
* ويبتدىء من أثناء كتاب الجزية إلى أواخر كتاب الأيمان والنذور، (باب من يعتق عليه من مماليكه إذا حنث) يتلوه في الذي يليه (باب جامع الإيمان).
* مكتوب بخط النسخ الجيد.
* يكاد يلتزم النقط، أما الضبط بالشكل، فهو في حكم النادر.
* مبتور من الأول.
* في نهايته وقف على طلبة العلم بالجامع الأموي.
* جاء في خاتمته عبارة: " قوبل بجميعه وما قبله بمصر ".
* روجع على نسخة أخرى، وسجلت فروق النسخ بالهامش.
* النسخة بصفة عامة جيدةٌ.
***

(المقدمة/394)


النسخة السادسة عشرة:
د 1: نسبة إلى مصدرها دار الكتب المصرية.
* كتبت في القرن السابع.
* مقاس: 9×27 سم.
* ومسطراتها: 23 سطراً.
* عليها وقفية مؤرخة سنة 634 هـ. يقول: وقف هذه المجلدة الثانية مع ما قبلها وما بعدها إلى تمام خمس عشرة مجلدة، هي تمام كتاب نهاية المطلب.
* في نهاية الجزء السابع، كتبه العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى عبد الله بن جبريل ... بالمدرسة الفاضلية، وهو كاتب نسخة (س) ولكن تختلف تجزئة كل نسخة منهما عن الأخرى.
* وقد وجدنا منها جزأين:
أحدهما - الجزء الثاني ويقع في 248 ورقة، ويبتدىء بباب الصلاة بالنجاسة، وينتهي بباب البيع في المال الذي فيه الزكاة بالخيار.
ثانيهما - الجزء السابع، ويقع في 342 ورقة، ويبتدىء بكتاب الإجارة، وينتهي بباب ميراث المجوسي، يتلوه في الذي يليه: باب الرد والخلاف فيه.
* وهي نسخة لا بأس بها، قليلة التصحيف والتحريف، ويقل فيها السقط.
...

النسخة السابعة عشرة:
د 2: عليها وقفية مؤرخة 710 هـ.
* لم يعرف ناسخها.
* مأخوذة بالتصوير الفوتوغرافي عن نسخة في ملك الشيخ عيسى منون رحمه الله.
* وجدنا منها الأجزاء العاشر والحادي عشر والثاني عشر في مجلد واحد.

(المقدمة/395)


تبدأ من أثناء الغصب (فرع: إذا كان الثوب يساوي عشرة، وكان الصبغ يساوي عشرة) وتنتهي بآخر الفرائض.
* وقد جاءت الأجزاء الثلاثة في 364 ورقة بدون فاصل أو تمييز بين جزء وجزء، مما يوحي بأن الناسخ نسخ هذه الأجزاء متصّلة تصرفاً منه، ولم يعن بتجزئة الأصل المنقول منه.
* مقاس: 21×27
* مسطراتها 25 سطراً.
* وهي نسخة جيدة.
* تكاد تلتزم النقط.
* يقل فيها -بل لا يكاد يوجد- الضبط بالشكل.
* يقل فيها التصحيف والتحريف.
* يندر فيها السقط ورجع البصر.
* واضحة الخط سهلة القراءة، لا يكاد يشكل على القارىء حرف أو كلمة منها.
...

النسخة الثامنة عشرة:
د 3: وهي أوراق أو كراريس (الكراسة عشر ورقات) متفرقة عددها اثنان وتسعون ورقة.
* مقاس: 17×25 سم.
* ومسطراتها: 21 سطراً.
تبدأ من أول الكتاب، وتنتهي بباب ما يفسد الماء.
ثم يليها أوراق من كتاب البيوع. ظهر أنها ليست من نهاية المطلب.
* تاريخ النسخ القرن السابع.
* وقد أفادتنا -على وضعها هذا- في الصفحات الأولى من الكتاب فائدة كبيرة،

(المقدمة/396)


حيث كانت النسخة المساعدة الوحيدة، حين كانت نسخة الأصل ت 1، فيها أثر بلل ذهب بأطراف أوراق كثيرة من أوائلها، ولم تكن وقعت لنا نسخة (ل) ونسخة (م) بعدُ.
* خط نسخ لا بأس به.
* يقل فيها استخدام النقط.
* ليس بها أي ضبط بالشكل.
* قليلة التصحيف والتحريف.
* سهلة القراءة واضحة الخط. (بعد قليل من الإلف والدّربة).
...

النسخة التاسعة عشرة:
د 4: وهي نسخة عتيقة نسخت سنة 562 هـ.
* بخط محمد بن عبد الواحد بن حرب القرشي.
* والذي حصلنا عليه منها الجزء الثالث، ويقع في 260 ورقة.
* مقاس: 6×23 سم.
* مسطراتها: في كل صفحة 13 سطراً.
يبتدىء بباب استقبال القبلة، وينتهي بفصل تأخر المأموم عن الإمام وتقدمه عليه.
* وهي نسخة جيدة يقل فيها التصحيف والتحريف.
* تصعب قراءتها على غير المتمرس بالخطوط القديمة، لا سيما أن كاتبها غير محترف للنسخ، ولذا لا يستطيع القارىء تمييز الحروف إلا بعد بعد تدرّب عليها ومعاناة لها.
* يقل فيها النّقط، أما علامات الضبط، فلا وجود لها إلا نادراً جدّاً.
***

(المقدمة/397)


النسخة العشرون:
ص: نسبة إلى مكتبة أيا صوفيا.
* والذي وصلنا منها الجزء الرابع ويقع في 188 ورقة.
* مسطراتها 25 سطراً ويبتدىء بباب بيع المصراة.
وينتهي بباب الرهن والحميل في البيع.
* مبتور من الآخر، فقد ذهب من آخره خمسة أبواب من محتويات الجزء التي بينها على الغلاف.
* بسبب هذا البتر لم يعرف ناسخه، ولا تاريخ النسخ.
* عليها وقفيه باسم السلطان محمود خان سلطان البرَّين والبحرين خادم الحرمين، وقفاً صحيحاً شرعياً.
* حرر الوقفية أحمد شيخ المفتش بأوقاف الحرمين الشريفين.
* بخط نسخ نفيس جداً.
* تكاد تلتزم النّقط.
* لا يوجد بها ضبط بالشكل.
* قليلة التصحيف والتحريف والسقط.
...

النسخة الحادية والعشرون:
ل: نسبة إلى مصدرها جامعة استنبول.
* وقد وجدنا منها الجزء الأول، ويقع في 344 ورقة.
* مقاس: 15×23 سم.
* مسطراتها: 25 سطراً.
ويبتدىء من أول الكتاب، وينتهي بآخر كتاب الصلاة.

(المقدمة/398)


* بخط نسخ معتاد.
* كتبه إبراهيم بن سعد الله بن جماعة.
* تاريخ النسخ: يوم الخميس رابع عشر ذي القعدة من شهور سنة ست وعشرين وستمائة (626 هـ).
* يقل فيها التصحيف والتحريف والسقط.
* تعتبر من النسخ الجيدة.
وقد حصلنا عليها بعد أن قطعنا شوطا طويلاً في العمل، أثناء رحلة إلى مكتبات تركيا وقد ساعدنا الأخ الكريم أكمل الدين إحسان أوغلو مدير مركز الأبحاث للتاريخ والفنون آنذاك، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الآن؛ أعظم مساعدة، فقد قدم لنا الأخ الكريم مصطفى شاهدي أمين مكتبة مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والآثار ليرافقنا طول هذه الرحلة، ولولا وجود هذا الأخ الكريم معنا ما استطعنا الحصول على هذه النسخة ولا التي تليها؛ ولو كانت هذه النسخة عندنا من أول الأمر، لوفرت علينا عناءً ما بعده عناء في تحقيق الجزء الأول من الكتاب، حيث حققناه عن نسخة وحيدة، أكملنا سقطها وسددنا خرمها بالبحث في كتب المذهب، مع التوسّم والتفرّس، مما أعيانا واستنفد جهداً جهيداً، ووقتاً مديداً.
* ومما يذكر أن نسخة (ل) هذه سلمت من بعض الأخطاء التي حمل بسببها ابنُ الصلاح والنووي على إمام الحرمين واتهماه بأنه لا يدري السيرة والسنة، مما يشهد بأن الأئمة لا يصح أن يتحملوا ما يقع في كتبهم من أوهام النَّقلة والناسخين.
...

النسخة الثانية والعشرون:
م: نسبة إلى مصدرها الخزانة السليمانية.
* وقد وجدنا منها الجزء الأول ويقع في 349 ورقة.
* مسطراتها: 17 سطراً ويبتدىء من أول الكتاب.
وينتهي قبل كتاب الحيض.

(المقدمة/399)


* تاريخ النسخ نصف جمادى الأولى سنة 714 هـ.
* ناسخها: لم نتمكن من قراءة اسمه ولقبه كاملاً: محمد ... الإسناوي.
* كتبت بخط نسخ معتاد.
* يقل فيها التصحيف والتحريف والسقط.
* يقل فيها الضبط بالشكل.
* يكثر فيها النَّقْط.
* في هامشها ما يشير إلى أنها روجعت على نسخة أخرى.
...

النسخة الثالثة والعشرون:
نسخة ق
وعلى حين كان الكتاب ماثلاً للطباعة وأثناء تصحيح التجارب جاءنا الخبر عن نسخة أخرى بمكتبة المسجد الأقصى، وزودنا بصورة منها ابننا العزيز رامي سلهب، جزاه الله عنا خير الجزاء.
وكان كل الموجود من هذه النسخة الجزء الخامس عشر
* ويقع في 185 ورقة.
* مسطراتها: 25 سطراً.
* يبدأ هذا الجزء من كتاب الضحايا.
* وينتهي أثناء باب الامتناع من اليمين، وهو مبتور الآخر.
* وهي نسخة حديثة كما يظهر من خطها.
* ليس في أول الجزء ولا في آخره ما يشير إلى الناسخ ولا تاريخ النسخ، ولا مكانه، ولا الأصل المنسوخ عنه.
* كثيرة التصحيف والتحريف والسقط.

(المقدمة/400)


* ومع ذلك أفدنا منها بعض التصويبات والتدقيقات، بيناها في موضعها من الكتاب.

مخطوطات لنصوص أخرى مساعدة:
بجانب هذه الأجزاء التي وقعت لنا من نسخ النهاية أسعفتنا المقادير بمخطوطات أخرى ساعدتنا كثيراً في عملنا هذا بما يأتي:
- إقامة النص وعلاج ما يكون به تصحيف أو تحريف.
- سدّ الخرم، وإكمال السقط.
- إيضاح النص وكشف ما به من غموض، وحلّ ما به من إشكال.
وهذه المخطوطات هي:
أ- مختصر النهاية للإمام ابن أبي عصرون المتوفى سنة 585 هـ، اسم هذا المختصر:
(صفوة المذهب من نهاية المطلب)
وقد أفدنا منه كثيراً في المواضع التي ليس فيها إلا نسخة وحيدة؛ ذلك أن ابن أبي عصرون جرى في اختصاره على ذكر عبارة الإمام في (نهاية المطلب) كما هي بدون تغيير يذكر، وإنما يقوم اختصاره على حذف بعض الأمثلة، وبعض الاستطرادات، والإسهاب في الشرح أحياناً.
ب- مختصر العز بن عبد السلام المتوفى سنة 660 هـ واسم هذا المختصر:
(الغاية في اختصار النهاية)
وهو على غير منهج ابن أبي عصرون، فهو يترك عبارة الإمام جانباً، ويصوغ الفصل صياغة جديدة غاية في الإيجاز.
ولذا كانت إفادتنا منه في حل المشكلات والمعوصات من المسائل؛ إذ كان يساعد على فهم المعنى والمغزى من مجمل المسألة، في كثير من الأحيان.
جـ- (البسيط) للإمام الغزالي، المتوفى سنة 505 هـ.

(المقدمة/401)


والغزالي -كما هو معروف- تتلمذ على إمام الحرمين مشافهة، وكان من أنبغ تلاميذه، وألمع نجوم حلقته.
وكتابه (البسيط) هو إعادة صياغة وترتيب (لنهاية المطلب) ذكر ذلك الغزالي في مقدمته، ويعرفه كل من كان على علم بالكتابين (النهاية والبسيط (1)).
ولذا كان إفادة البسيط لنا مزدوجة، حيث كنا نقرأ فيه المسائل المستغلقة المُعْوِصة، فينكشف لنا سرها، ويتضح لنا مرماها ومغزاها.
كما كنا نجد فيه الجمل؛ بل الفقرات الكاملة بألفاظ الإمام ذاتها، فمنه نقوِّم المعوج ونزيل التصحيف والتحريف.
...
__________
(1) انظر فصل: (منزلة النهاية) من هذه المقدمة.

(المقدمة/402)


صور المخطوطات المستعان بها

(المقدمة/403)